You are on page 1of 6

‫الحمد هلل‬ ‫الجمهورية التونسية‬

‫مجلس الدولة‬
‫المحكمة اإلدارية‬

‫القضية عدد ‪15538/1 :‬‬


‫تاريخ الحكم ‪ 8 :‬ماي ‪2007‬‬

‫حكم ابتدائي‬
‫باسم الشعب التونسي‬
‫أصدرت الدائرة االبتدائية األولى بالمحكمة اإلدارية الحكم التالي‬
‫بين‪:‬‬
‫المدعية‪ :‬عائشة بنت عمر عياد‪ ،‬قاطنة بنهج خالد بن الوليد عدد ‪ ،17‬خنيس‪ ،‬المنستير‪.‬‬
‫من جهة‪،‬‬
‫المدعى عليها‪ :‬بلدية خنيس‪ ،‬مقرها بخنيس‪ ،‬المنستير‪.‬‬
‫من جهة أخرى‪،‬‬

‫بع د االطالع على عريض ة ال دعوى المقدم ة من المدعي ة الم ذكورة أعاله والمرس مة بكتاب ة‬
‫المحكم ة بت اريخ ‪ 16‬م اي ‪ 2006‬تحت ع دد ‪ 15538/1‬والرامي ة إلى إلغ اء ق رار بلدي ة خ نيس‬
‫المتعلق بإسناد رخصة بناء للمدعو عمر عياد‪.‬‬

‫وبعد االطالع على وقائع القضية التي تفيد أن العارضة تملك على الشياع بمعية أشقائها قطع ة‬
‫أرض وأن شقيقها المسمى الصادق عياد باع منابه غير المفرز إلى ابنه عم ر ال ذي تعم د البن اء‬
‫فوق القطعة المذكورة دون أن تتم قسمة األرض مع ش ركائه اآلخ رين م ع إقام ة أس س بوس ط‬
‫الطري ق الم برمج بمث ال التهيئ ة العمراني ة وق د مكنت ه البلدي ة من رخص ة بن اء رغم ك ل ه ذه‬
‫التجاوزات‪ ،‬األمر ال ذي ح دا به ا إلى رف ع ال دعوى الماثل ة طالب ة القض اء لفائ دتها وف ق طلباته ا‬
‫المبينة بطالع هذا‪.‬‬

‫وبعد االطالع على تقرير رئيس بلدي ة خ نيس ال وارد على كتاب ة المحكم ة بت اريخ ‪ 15‬أوت ‪2006‬‬
‫والذي أكد فيه أنه وقع إصدار قرار يقضي بإيقاف األشغال في ح ق الم دعو عم ر بن الص ادق بن‬
‫عياد وأن هذا األخير تقدم في تاريخ ‪ 12‬أفريل ‪ 2006‬بمطلب للحصول على رخصة بناء غير أنه لم‬
‫يحصل عليها ذلك أن اللجنة الجهوية ل رخص البن اء المجتمع ة بت اريخ ‪ 28‬أفري ل ‪ 2006‬اش ترطت‬
‫تقديم المعني ب األمر لم ا يثبت مس اهمته في الطري ق الم برمج بمث ال التهيئ ة العمراني ة وق د‬
‫طالبته البلدي ة برف ع ه ذا االح تراز وإع داد تقس يم لكام ل القطع ة لتحدي د المس احة المطل وب‬
‫المساهمة بها في الطريق المبرمج‪.‬‬

‫وبعد االطالع على تقرير المدعية الوارد على كتابة المحكمة بتاريخ ‪ 27‬أكتوبر ‪ 2006‬والذي أكدت‬
‫فيه أن قرار إيقاف األشغال تم اتخاذه بصفة متأخرة من طرف البلدي ة‪ ،‬ض رورة أن المع ني ب األمر‬
‫قد بلغ وقتها بالبناء إلى مستوى الطابق األول رغم أنها نبهت البلدي ة خالل ش هري أفري ل وأوت‬
‫‪ 2006‬إلى مسألة الملكية المشتركة لألرض المزمع البناء فوقها وأن الموافقة المبدئية من طرف‬
‫البلدية على إسناد رخصة البناء للمدعو عم ر عي اد هي بمثاب ة منح ه الرخص ة ذل ك أنه ا ك انت‬
‫السبب الذي شجعه على مواصلة البناء والحال أن المعني ب األمر ق د خ الف الق انون خاص ة من‬
‫ناحية قيامه بإحداث بناية على طريق مبرمجة بمثال التهيئة العمرانية‪.‬‬
‫وبعد االطالع على تقرير رئيس بلدية خنيس الوارد على كتابة المحكمة بتاريخ ‪ 15‬ج انفي ‪2007‬‬
‫والذي بين فيه أنه تم إصدار قرار إيقاف األشغال المشار إليه بتاريخ ‪ 9‬مارس ‪ 2006‬وأنه على إث ر‬
‫تعنت المعني باألمر تم استدعاؤه بمركز الشرطة بخنيس وحرر محضر بحث في ش أنه بت اريخ ‪9‬‬
‫مارس ‪ 2006‬التزم فيه بإيقاف األشغال وإعداد رخصة بناء في الغرض كما أك د رئيس البلدي ة من‬
‫جهة أخرى أن الموافقة المبدئية من طرف لجنة رخص البناء باإلدارة الجهوية للتجه يز واإلس كان‬
‫والتهيئة الترابية بالمنستير على إسناد رخصة بناء للمدعو عمر عياد كانت مشروطة بمساهمته‬
‫في الطريق العام وأن البلدية رفضت من جهتها إسناد الرخصة حتى يتوفر هذا الشرط‪.‬‬

‫وبع د االطالع على الق انون ع دد ‪ 40‬لس نة ‪ 1972‬الم ؤرخ في غ رة ج وان ‪ 1972‬والمتعل ق‬
‫بالمحكمة اإلدارية كما تم تنقيحه وإتمامه بالنصوص الالحقة له وآخرها الق انون األساس ي ع دد‬
‫‪ 70‬لسنة ‪ 2003‬المؤرخ في ‪ 11‬نوفمبر ‪.2003‬‬

‫وبعد االطالع على بقية األوراق المظروفة في الملف وعلى ما يفي د اس تيفاء إج راءات التحقي ق‬
‫في القضية‪.‬‬

‫وبعد االطالع على ما يفيد استدعاء الطرفين بالطريقة القانونية لجلسة المرافعة المعينة لي وم ‪3‬‬
‫أفري ل ‪ 2007‬وال تي تم فيه ا االس تماع إلى المستش ار المق رر الس يد ولي د بن ع زوز في تالوة‬
‫تقريره الكتابي وحضر السيد منجي عياد بمقتضى توكيل من الدعية وتمسك بإلغ اء ق رار إس ناد‬
‫السيد عمر عياد رخصة بناء على عق ار ملكيت ه مش اعة بين العارض ة وإخوته ا كم ا أدلى بعدي د‬
‫الوثائق وحضر السيد فيصل السعيدي كاتب عام بلدي ة خ نيس وأك د أن ه لم يتم تس ليم رخص ة‬
‫للشخص الذي أقام القواعد كما أن البلدية رفضت التقسيم المنجز من طرفه ألن األرض مشاعة‬
‫وطلب رفض الدعوى وسلم للمحكمة ملف مشروع قرار رخصة لفائدة المدعو عمر عياد‪،‬‬

‫حجزت القضية للمفاوضة والتصريح بالحكم لجلسة ‪ 8‬ماي ‪.2007‬‬


‫وبها وبعد المفاوضة القانونية صرح بما يلي‪:‬‬

‫من جهة قبول الدعوى‪:‬‬

‫حيث تطعن العارض ة في الق رار الص ادر عن بلدي ة خ نيس والمتعل ق بالموافق ة المبدئي ة على‬
‫إسناد المدعو عمر عي اد رخص ة بن اء رغم أن قطع ة األرض مح ل الت داعي الزالت ملكيته ا على‬
‫الشياع بين الورث ة من جه ة وأن البن اء المح دث فوقه ا ثم ف وق طري ق عم ومي م برمج بمث ال‬
‫التهيئة العمرانية‪.‬‬

‫وحيث ثبت أن بلدية خنيس لم تسند إلى المدعو عمر عياد رخصة بن اء وه و م ا أكدت ه العارض ة‬
‫نفسها‪ ،‬إذ تعلق األمر بموافقة مبدئي ة من ل دن اللجن ة الجهوي ة ل رخص البن اء بالمنس تير على‬
‫إسناد الرخصة بشرط المساهمة في الطري ق الع ام لم تش فع بإص دار أي ق رار متعل ق بإس ناد‬
‫الرخصة من قبل البلدية المذكورة‪.‬‬

‫وحيث استقر فقه قضاء هذه المحكم ة على اعتب ار أن دع وى اإللغ اء المنص وص عليه ا بالفص ل‬
‫الثالث من قانون المحكمة اإلدارية ال يمكن توجيهها إال ضد المقررات اإلدارية التنفيذي ة الص ريحة‬
‫أوالضمنية الصادرة عن سلطة إدارية والتي من شأنها أن تؤثر في المركز القانوني لرافعها‪.‬‬
‫وحيث طالما أنه ال وجود لقرار إداري صادر عن الجهة المدعى عليها قد يؤثر في المركز القانوني‬
‫للعارضة في القضية الماثلة‪ ،‬فإنه يتجه التصريح بعدم قبول الدعوى‪.‬‬

‫ولهذه األسباب‬

‫قضت المحكمة ابتدائيا‪:‬‬

‫أوال‪ :‬بعدم قبول الدعوى‪.‬‬


‫ثانيا‪ :‬بحمل المصاريف القانونية على المدعية‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬بتوجيه نسخة من هذا الحكم إلى الطرفين‪.‬‬

‫وص در ه ذا الحكم عن ال دائرة االبتدائي ة األولى برئاس ة الس يد عب د اللطي ف مقط وف وعض وية‬
‫المستشارين السيدين عادل الصباغ والحبيب األطرش‪.‬‬

‫وتلي علنا بجلسة يوم ‪ 8‬ماي ‪ 2007‬بحضور كاتب الجلسة السيد أحمد قرباية‪.‬‬

‫القاضي المقرر‬ ‫رئيس الدائرة‬

‫وليد بن عزوز‬ ‫عبد اللطيف مقطوف‬


‫المحكمة اإلدارية‪ ،‬عايشة عياد ضد بلدية خنيس عدد ‪ 8 ،15538/1‬ماي ‪2007‬‬
‫مكونات مقدمة التعليق‪:‬‬

‫تمهيد ‪:‬‬
‫يمثل تحديد القرار اإلداري في إط ار دع وى تج اوز الس لطة عملي ة جوهري ة بالنس بة للقاض ي اإلداري ال ذي يق ف‬
‫اختصاصه عند القرارات الصادرة في المادة اإلدارية حسب الفصل الثالث من ق انون غ رة ج وان ‪ .1972‬ل ذلك تح رص‬
‫المحكمة اإلدارية على التمييز بين القرارات اإلداري ة و غيره ا من مختل ف األعم ال الص ادرة عن اإلدارة مهم ا ك انت‬
‫تسمياتها‪ ،‬و ذلك عبر التأكد من مدى توفر مقومات القرار اإلداري في مختلف هذه األعمال‬
‫تقديم مادي ‪:‬‬
‫و يمثل القرار الذي نحاول التعليق عليه اليوم أح د أمثل ة تمش ي المحكم ة اإلداري ة و ه و حكم ابت دائي ص ادر عن‬
‫المحكمة اإلدارية في مادة تجاوز السلطة تحت عدد ‪ 15538/1‬بتاريخ ‪ 8‬ماي ‪ ،2007‬عائشة عياد ضد بلدي ة خ نيس‬
‫(غير منشور)‪.‬‬
‫تلخيص الوقائع ‪:‬‬
‫و تتمثل وقائع القرار في أن السيدة عائشة تملك على الشياع قطعة أرض تعمد أحد الشركاء البن اء فوقه ا بع د أن‬
‫حصل على موافقة مبدئية مش روطة من قب ل اللجن ة الجهوي ة ل رخص البن اء ب اإلدارة الجهوي ة للتجه يز بالمنس تير‬
‫والحال أن األرض لم تتم قسمتها بعد بين الشركاء كما أن البناء جاء مخالفا لمثال التهيئة العمرانية‪.‬‬
‫تلخيص اإلجراءات‬
‫فقامت السيدة عائشة عياد برفع دعوى تجاوز سلطة أم ام المحكم ة اإلداري ة ض د بلدي ة خ نيس طالب ة إلف اء ق رار‬
‫بلدية خنيس المتعلق بإسناد رخصة بناء لشريكها معتبرة أن الموافقة المبدئية على إسناد رخصة هي بمثاب ة منح‬
‫الرخصة و مستندة إلى أن القسمة لم تتم بعد بين الشركاء‪ ،‬كما أن البناء المحدث مخالف لمثال التهيئة العمرانية‪.‬‬
‫و أجابت البلدية بأنه لم يصدر عنها و لم تسلم أبدا رخصة بن اء لفائ دة ش ريك المدعي ة‪ ،‬و أن األم ر يتعل ق بموافق ة‬
‫مبدئية صادرة عن لجنة رخص البناء ومشروطة بالمساهمة في الطريق العام )مم ا يف ترض قي ام الش ريك بقس مة‬
‫األرض إذ ال يمكن قبول تقسيم أرض مشاعة(‪ ،‬و أنها رفضت إسناد الرخصة حتى يتوفر هذا الشرط‪.‬‬
‫تحديد المشكل القانوني‬
‫و تبعا لذلك كان على المحكمة اإلدارية أن تجيب عن السؤال التالي ‪:‬‬

‫هل تمثل الموافقة المبدئية الصادرة عن اللجنة الجهوي ة ل رخص البن اء بالمنس تير ق رارا إداري ا ق ابال للطعن باإللغ اء‬
‫أمامها؟‬

‫موقف المحكمة من خالل الحكم‪:‬‬

‫و قد اعتبرت المحكمة اإلدارية انطالقا من (القاعدة) تعريفها لمجال دعوى تجاوز السلطة التي تتعل ق ب المقررات‬
‫اإلدارية التنفيذية الصادرة عن الس لطة اإلداري ة و الم ؤثرة في المرك ز الق انوني لص احب ال دعوى‪ ،‬و بمالحظة أن‬
‫(الوقائع)األمر تعلق بموافقة مبدئية من لدن اللجنة الجهوية لرخص البناء ال برخصة بناء مس ندة من ل دن البلدي ة‪،‬‬
‫أنه (الحل) ال وجود لقرار إداري صادر عن الجهة الم دعى عليه ا من ش أنه الت أثير في المرك ز الق انوني للعارض ة‬
‫يمكن أن يكون موضوع دعوى تجاوز سلطة أمام المحكمة‪.‬‬

‫اإلعالن عن الخطة (يتم اإلعالن عن األقسام فقط دون الفروع)‬

‫وتبعا لذلك يمكننا أن نتناول في قسم أول تعريف المحكمة للقرار اإلداري القابل للطعن باإللغاء وفي قسم ثان قي ام‬
‫المحكمة بالتثبت من مدى توفر مقومات القرار اإلداري في الموافقة المبدئية للجنة‪.‬‬
‫مقترحان لخطة التعليق على القرار ‪:‬‬

‫المقترح األول‪:‬‬
‫المحكمة تعرف القرار اإلداري القابل للطعن باإللغاء‬ ‫‪-1‬‬
‫التعرض بسرعة لتحييد المحكمة لشكل القرار‬
‫القرار اإلداري يعبر عن اإلرادة الملزمة (الصبغة التنفيذية) للسلطة اإلدارية‬ ‫أ)‬
‫القرار اإلداري يؤثر على المراكز القانونية‬ ‫ب)‬
‫المحكمة تتثبت من مدى توفر مقومات القرار اإلداري‬ ‫‪-2‬‬
‫ال وجود لقرار إداري صادر عن الجهة المدعى عليها‬ ‫أ)‬
‫ال وجود لقرار إداري قد يؤثر على المركز القانوني للعارضة‬ ‫ب)‬
‫المقترح الثاني‪:‬‬
‫ال وجود لقرار إداري صادر عن الجهة المدعى عليها‬ ‫‪-1‬‬
‫القرار اإلداري يعبر عن اإلرادة الملزمة للسلطة اإلدارية‬ ‫أ)‬
‫الموافقة المبدئية عمل تمهيدي صادر عن لجنة ذات طابع استشاري‬ ‫ب)‬
‫ال وجود لقرار إداري من شأنه التأثير في المراكز القانونية‬ ‫‪-2‬‬
‫القرار اإلداري يؤثر في المراكز القانونية‬ ‫أ)‬
‫األعمال التمهيدية ال تؤثر في المراكز القانونية‬ ‫ب)‬

You might also like