Professional Documents
Culture Documents
فلما جلس إلى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ،قال عليه أرسلت قريش سهيال بن عمرو ممثال عنهمّ ،
السالم وكان الكاتب علي بن أبي طالب رضي اهلل عنه :اكتب بسم اهلل الرحمن الرحيم ،فقال سهيلّ :أما
الرحمن فواهلل ما أدري ما هي؟ ولكن اكتب باسمك اللهم ،فقال النبي :اكتب باسمك اللهم ،ثم قال :هذا
ما قاضى عليه محمد رسول اهلل ،فقال سهيل :واهلل لو كنا نعلم أنك رسول اهلل ما صددناك عن البيت وال
قاتلناك ،ولكن اكتب محمد بن عبد اهلل ،فقال رسول اهلل :واهلل إني لرسول اهلل ولو كذبتموني ،اكتب محمد
بن عبد اهلل.
وكانت م ّدة صلح الحديبية بناء على شروطه عشر سنين ال سرقة فيها وال خيانة ،وأنه من أحب أن يدخل
في عقد قريش وعهدهم دخل فيه ،فتواثبت خزاعة فقالوا :نحن في عقد محمد ،وتواثبت بنو بكر فقالوا:
نحن في عقد قريش ،وفي الصحيحين أن عمر بن الخطاب قال :ألست على حق وع ّدونا على باطل؟ ففيم
نعطي الدنيّة في ديننا إذن؟ فقال عليه السالم :إني رسول اهلل ولست أعصيه وهو ناصري .ثم إن النبي أقبل
على أصحابه فقال لهم :قوموا فانحروا ثم احلقوا ،وكرر ذلك ثالثا ،فما قام منهم أحد ،فدخل على زوجته
أم سلمة ،وذكر لها ما لقي من الناس ،فقالت له :يا رسول اهلل أتحب ذلك؟ اخرج وال تكلم أحدا منهم
حتى تنحر وتدعو حالقك فيحلقك ،فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وحلقوا.
وكان قد أرسل النبي عثمان بن عفان رضي اهلل عنه إلى قريش قبل كتابة الصلح ليكلمهم في األمر،
فاحتبسته قريش عندها م ّدة ،وبلغ رسول اهلل إذ ذاك أن عثمان بن عفان قد قتل ،فدعا الصحابة إلى البيعة
لألخذ بحق عثمان بن عفان ،فكانت بيعة الرضوان تحت الشجرة هنالك ،فكان أصحابه يبايعونه الواحد
ولما تمت البيعة ،انتهى إلى رسول اهلل أن الذي بلغه من مقتل عثمان
منهم تلو اآلخر على أن ال يفرواّ ،
باطل.