You are on page 1of 70

‫السياحة الدولية‬

‫في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬


‫‪2022‬‬
‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫مركز األبحاث اإلحصائية واالقتصادية واالجتماعية‬


‫والتدريب للدول اإلسالمية (سيسرك)‬
‫© يونيو ‪ 2022‬مركز األبحاث اإلحصائية واالقتصادية واالجتماعية والتدريب للدول اإلسالمية (سيسرك)‬
‫‪Kudüs Cad. No: 9, Diplomatik Site, 06450 Oran, Ankara –Türkiye‬‬ ‫العنوان‬
‫‪+90–312–468 6172‬‬ ‫الهاتف‬
‫‪www.sesric.org‬‬ ‫املوقع اإللكتروني‬
‫‪pubs@sesric.org‬‬ ‫البريد اإللكتروني‬

‫جميع الحقوق محفوظة‬

‫تخضع املادة املقدمة في هذا املنشور لقانون حقوق الطبع والنشر‪ .‬يعطي املؤلفون اإلذن بعرض ونسخ وتحميل‬
‫وطباعة املواد املعروضة على أن ال يتم إعادة استخدامها‪ ،‬في أي ظرف كان‪ ،‬ألغراض تجارية‪ .‬وللحصول على‬
‫اإلذن إلعادة إنتاج أو طبع أي جزء من هذا املنشور‪ ،‬يرجى إرسال طلب يشمل جميع املعلومات الضرورية لدائرة‬
‫النشر بسيسرك‪.‬‬

‫وتوجه جميع االستفسارات بشأن الحقوق والتراخيص إلى دائرة النشر بسيسرك على العنوان املذكور أعاله‪.‬‬

‫الرقم الدولي املعياري للكتاب‪978-625-7162-22-7 :‬‬

‫ُ‬
‫صمم الغالف الداخلي والخارجي من قبل سفاش بهليفان‪ ،‬دائرة النشر‪ ،‬سيسرك‪.‬‬

‫للمزيد من املعلومات‪ ،‬يرجى التواصل مع دائرة األبحاث عبر البريد اإللكتروني التالي‪research@sesric.org :‬‬
‫املحتويات‬
‫املختصرات ‪ii ......................................................................................................................................................‬‬
‫توطئة ‪iii ..............................................................................................................................................................‬‬
‫شكروتقدير ‪v .....................................................................................................................................................‬‬

‫ملخص ‪vi ............................................................................................................................................................‬‬


‫‪ .1‬مقدمة ‪1 .........................................................................................................................................................‬‬

‫‪ .2‬السياحة الدولية على الصعيد العاملي‪ :‬ملحة عامة ‪4 ..................................................................................‬‬

‫‪ .3‬السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪11 ...........................................................................‬‬


‫‪ 1.3‬السياح الوافدون وإيرادات السياحة ‪12 ........................................................................‬‬

‫‪ 2.3‬الدور االقتصادي للسياحة الدولية‪15 ..........................................................................‬‬

‫‪ 3.3‬أنشطة السياحة البينية في منظمة التعاون اإلسالمي ‪19 ....................................................‬‬

‫‪ 4.3‬السياحة اإلسالمية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪22 ..................................................‬‬

‫‪ .4‬االستجابات على مستوى السياسة وعملية التعافي في قطاع السياحة ‪31 ...............................................‬‬
‫‪ 1.4‬اإلستجابات املتخذة في بلدان مختارة من منظمة التعاون اإلسالمي خالل جائحة كوفيد‪32 ... 19-‬‬

‫‪ 2.4‬توقعات االنتعاش في أنشطة السياحة الدولية ‪37 ............................................................‬‬

‫‪ 3.4‬االتجاهات الناشئة الرئيسية في قطاع السياحة ‪42 .........................................................‬‬

‫‪ .5‬مالحظات ختامية واآلثاراملترتبة على السياسات ‪48 ..................................................................................‬‬

‫امللحقات ‪54 .......................................................................................................................................................‬‬


‫املراجع‪56 ...........................................................................................................................................................‬‬

‫‪i‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫املختصرات‬
‫البنك اآلسيوي للتنمية‬ ‫‪ADB‬‬
‫رابطة أمم جنوب شرق آسيا‬ ‫‪ASEAN‬‬
‫رابطة تجارة رحلة املغامرة‬ ‫‪ATTA‬‬
‫لجنة منظمة التعاون اإلسالمي الدائمة للتعاون االقتصادي والتجاري‬ ‫‪COMCEC‬‬
‫أوروبا وآسيا الوسطى‬ ‫‪ECA‬‬
‫شرق وجنوب آسيا وأمريكا الالتينية‬ ‫‪ESALA‬‬
‫االتحاد األوروبي‬ ‫‪EU‬‬
‫االستثمار األجنبي املباشر‬ ‫‪FDI‬‬
‫الناتج املحلي اإلجمالي‬ ‫‪GDP‬‬
‫مؤشر السفر العاملي للمسلمين‬ ‫‪GMTI‬‬
‫خدمات السياحة الحالل‬ ‫‪HTS‬‬
‫الرابطة الدولية للنقل الجوي‬ ‫‪IATA‬‬
‫املركز اإلسالمي لتنمية التجارة‬ ‫‪ICDT‬‬
‫املؤتمر اإلسالمي لوزراء السياحة‬ ‫‪ICTM‬‬
‫منظمة العمل الدولية‬ ‫‪ILO‬‬
‫مؤشر السفر للمسلمين في إندونيسيا‬ ‫‪IMTI‬‬
‫املنظمة الدولية لتوحيد املقاييس‬ ‫‪ISO‬‬
‫مركز السياحة اإلسالمية‬ ‫‪ITC‬‬
‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا‬ ‫‪MENA‬‬
‫وزارة السياحة والفنون والثقافة‬ ‫‪MOTAC‬‬
‫الهيئة الوطنية لتنسيق شؤون السياحة‬ ‫‪NTCB‬‬
‫الهيئة الوطنية لتنمية السياحة‬ ‫‪NTDC‬‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫‪OIC‬‬
‫تفاعل البوليميريز املتسلسل‬ ‫‪PCR‬‬
‫رينغيت ماليزي‬ ‫‪RM‬‬
‫مركز األبحاث اإلحصائية واالقتصادية واالجتماعية والتدريب للدول اإلسالمية‬ ‫‪SESRIC‬‬
‫املشاريع الصغيرة واملتوسطة الحجم‬ ‫‪SMEs‬‬
‫معهد املواصفات واملقاييس للدول اإلسالمية‬ ‫‪SMIIC‬‬
‫أفريقيا جنوب الصحراء‬ ‫‪SSA‬‬
‫لجنة العمل من أجل إنعاش السياحة‬ ‫‪TRAC‬‬
‫برنامج سيسرك لبناء القدرات في مجال السياحة‬ ‫‪Tr-CaB‬‬
‫منظمة السياحة العاملية‬ ‫‪UNWTO‬‬
‫الدوالر األمريكي‬ ‫‪USD‬‬
‫ضريبة القيمة املضافة‬ ‫‪VAT‬‬
‫منظمة الصحة العاملية‬ ‫‪WHO‬‬
‫املجلس العاملي للسفر والسياحة‬ ‫‪WTTC‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪ii‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫توطئة‬
‫اكتسبت السياحة الدولية على مدى العقود األربعة املاضية زخما متراكما جعلها تتبوأ مكانة هامة كقطاع مساهم‬
‫بشكل كبير في النمو االقتصادي وخلق فرص العمل على الصعيد العاملي‪ ،‬وذلك بفضل النمو القوي واملتواصل‬
‫في أعداد السياح الدوليين الوافدين وإيرادات السياحة‪ .‬لكن هذا النسق التصاعدي انعكس مساره بمجرد ظهور‬
‫جائحة كوفيد‪ 19-‬وما ارتبط بها من قيود صارمة فرضت على أنشطة السفر والسياحة بهدف الحد من انتشار‬
‫فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬يقدم تقرير سيسرك حول "السياحة الدولية في بلدان‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي‪ :‬اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪ "19-‬تقييما مفصال لقطاع السياحة في بلدان‬
‫املنظمة من خالل استعراض أحدث البيانات املتاحة مع التركيز بشكل خاص على اآلثار املترتبة عن الجائحة‪.‬‬
‫كما يناقش التقرير كذلك تداعيات الجائحة على قطاع السياحة اإلسالمية‪ ،‬الذي يعد سوقا سياحية متخصصة‬
‫ّ‬
‫ويفصل في مسألة تجليات هذه التداعيات على مستوى التعاون‬ ‫غاية في األهمية بالنسبة ملجموعة بلدان املنظمة‪،‬‬
‫في مجال السياحة فيما بين البلدان األعضاء‪.‬‬
‫ويكشف التقرير أن الجائحة أسفرت عن اختالل كبير في أنشطة السياحة الدولية في جميع أنحاء العالم‪ ،‬بما في‬
‫ذلك بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬فقد تراجع عدد السياح الدوليين الوافدين في جميع أنحاء العالم بنسبة‬
‫‪ ،%72.7‬أي من ‪ 1464‬مليون سائح في ‪ 2019‬إلى ‪ 400‬مليون فقط في ‪ ،2020‬بينما انخفض حجم إيرادات‬
‫السياحة من قيمة ‪ 1466‬مليار دوالر في ‪ 2019‬إلى ‪ 533‬مليار دوالر في ‪ ،2020‬وهو ما يمثل تراجعا بنسبة ‪%63.8‬‬
‫باألسعار الثابتة‪ .‬وتماشيا مع االتجاهات العاملية‪ ،‬شهدت بلدان املنظمة بدورها تراجعا في أعداد السياح‬
‫الوافدين‪ ،‬إذ أنها استقطبت ما ال يتعدى ‪ 70.4‬مليون سائح دولي في ‪ 2020‬مقارنة بمعدل ‪ 258‬مليون سائح في‬
‫‪ ،2019‬وهذا ما يجسد تراجعا بنسبة ‪ .% 78.7‬وفي اآلن ذاته‪ ،‬تراجعت قيمة إيرادات بلدان املنظمة بنسبة‬
‫‪ ،%62.9‬أي من ‪ 216‬مليار دوالر في ‪ 2019‬إلى ‪ 77.8‬مليار دوالر في ‪ .2020‬وبصورة عامة‪ ،‬نتج عن االختالالت التي‬
‫تسببت فيها الجائحة خسائر كبيرة في بلدان املنظمة على مستوى الناتج املحلي اإلجمالي‪ ،‬وهذه الخسائر تقدر‬
‫بقيمة ‪ 293‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬إضافة إلى فقدان ما ال يقل عن ‪ 8.6‬مليون وظيفة‪.‬‬
‫وفي ظل هذه الجائحة‪ ،‬لم تكن السياحة فيما بين بلدان املنظمة في مأمن من االضطرابات‪ ،‬إذ أنها سجلت تراجعا‬
‫كبيرا في األرقام املتعلقة بها‪ .‬فقد سجلت البلدان األعضاء خسارة في إيرادات السياحة تقدر بمبلغ ‪ 56.6‬مليار‬
‫دوالر بسبب تراجع في عدد السياح الوافدين فيما بين مختلف بلدان املنظمة‪ ،‬ويقدر هذا التراجع بـ‪ 89‬مليون‬
‫سائح في ‪ .2020‬ورغم التحسن الكبير ألداء سوق السياحة اإلسالمية خالل فترة ‪ 2019-2014‬والذي يقدر بنسبة‬
‫تفوق ‪ ،%37‬سرعان ما هبط بنسبة ‪ %70‬بسبب الجائحة‪ ،‬أي من حجم قيمته ‪ 153‬مليار دوالر أمريكي في عام‬
‫‪ 2019‬إلى ‪ 46‬مليار دوالر فقط في ‪ .2020‬وهذا الوضع القائم يفرض على بلدان املنظمة اعتماد سياسات‬
‫استباقية وتنفيذ تدابير شاملة تخول لها االستفادة التامة من املزايا النسبية التي تتمتع بها حاليا في هذا السوق‬
‫املتخصص الهام‪ ،‬ومن ثم العودة بالتدريج للزخم اإليجابي املسجل في فترة ما قبل ظهور الجائحة‪.‬‬
‫وجدير بالذكر أن العديد من البلدان األعضاء في املنظمة لم تدخر جهدا خالل فترة تفش ي الجائحة للتخفيف‬
‫من التداعيات املتعددة األبعاد التي طالت قطاع السياحة‪ .‬وتراوحت السياسات والتدابير العالجية بين إحداث‬

‫‪iii‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫آليات وطنية إلدارة األزمات وتقديم حوافز نقدية ومالية لتعزيز الجهود الرامية لتحقيق التعافي في القطاع‪ .‬ومع‬
‫إطالق حمالت التلقيح ضد كوفيد‪ 19-‬في ‪ 2021‬والرفع التدريجي للقيود املفروضة على األسفار الدولية في ‪،2022‬‬
‫ساد جو من التفاؤل في صفوف الجهات الفاعلة في قطاع السياحة في بلدان املنظمة بشأن التعافي في عام ‪.2022‬‬
‫لكن التقديرات تشير إلى أن التعافي التام قد يستغرق سنوات عديدة‪ ،‬ومن شأن بعض السياسات املعتمدة‬
‫التسريع من وتيرة التعافي‪ ،‬ومن ذلك االستثمار في حمالت التلقيح‪ ،‬وتطوير منتجات سياحية جديدة‪ ،‬وتعزيز‬
‫التعاون فيما بين بلدان املنظمة‪.‬‬
‫وهذا الوضع يستدعي أن تسخر بلدان املنظمة بفعالية منصة املؤتمر اإلسالمي لوزراء السياحة (‪ ،)ICTM‬الذي‬
‫عقد عشر دورات ما بين عامي ‪ 2000‬و ‪ ،2018‬لتعزيز الحوار في مجال السياسات وتمتين عالقات التعاون فيما‬
‫بين البلدان األعضاء في مجال السياحة‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬من شأن بعض البرامج واملبادرات في إطار عمل‬
‫املنظمة أن تجسد فرصة سانحة لتعزيز التعاون بين بلدان الجنوب وتبادل األدوات املعرفية فيما بين البلدان‬
‫األعضاء في مجاالت بعينها‪ ،‬مثل سبل التخفيف من تداعيات الجائحة وتسريع وتيرة الجهود املبذولة لتحقيق‬
‫التعافي وتعزيز مرونة قطاع السياحة‪ .‬ومن أبرز هذه البرامج واملبادرات فريق عمل الكومسيك املعني بالسياحة‬
‫وبرنامج سيسرك لبناء القدرات في مجال السياحة (‪ )Tr-CaB‬وخارطة الطريق االستراتيجية ملنظمة التعاون‬
‫اإلسالمي من أجل تنمية السياحة اإلسالمية‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬البد من اإلشارة إلى أن قطاع السياحة العاملي بلغ في الوقت الراهن مرحلة مصيرية بسبب‬
‫عوامل متنوعة‪ ،‬مثل تغير املناخ والوتيرة املتسارعة للرقمنة وتفش ي األمراض ونشوب النزاعات‪ .‬وهذه االتجاهات‬
‫الناشئة تحمل بين طياتها مجموعة من الفرص الجديدة وأيضا تحديات تتعلق بتنمية قطاع السياحة على أسس‬
‫االستدامة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي وباقي بلدان العالم‪ .‬أتمنى أن تسهم النتائج التي توصل إليها هذا‬
‫التقرير بصورة كبيرة في الجهود املشتركة لبلدان املنظمة صوب تعزيز التعاون فيما بينها لتنمية قطاع السياحة‬
‫في هذه البلدان على أساس املرونة واالستدامة‪.‬‬

‫نبيل دبور‬
‫املدير العام‬
‫سيسرك‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪iv‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫شكر وتقدير‬

‫أعد هذا التقرير فريق من الباحثين العاملين في سيسرك‪ ،‬وضم كال من السيد جام تينتين والسيدة تئزين قرش ي‪،‬‬
‫وكان العمل تحت إشراف السيد مزهر حسين‪ ،‬مدير دائرة األبحاث االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬وقدم سعادة‬
‫السيد نبيل دبور‪ ،‬املدير العام لسيسرك‪ ،‬اإلرشادات واملالحظات الالزمة في هذا اإلطار‪.‬‬
‫وعملت السيدة تئزين قرش ي على إعداد األطر والقسم ‪ 1.4‬املتعلق باإلستجابات املتخذة في بلدان مختارة من‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي خالل جائحة كوفيد‪ .19-‬فيما أعد السيد جام تينتين باقي أقسام التقرير‪.‬‬

‫‪v‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫ملخص‬

‫أصبحت السياحة الدولية من بين أبرز النشاطات االقتصادية ومصدرا مهما من مصادر عائدات النقد األجنبي‬
‫والنمو االقتصادي والعمالة في العديد من البلدان النامية‪ .‬فقد كان هذا القطاع مصدرا ألكثر من ‪ %10‬من‬
‫الناتج املحلي اإلجمالي العاملي قبيل تفش ي جائحة كورونا‪ .‬لكن سرعان ما تضررت األنشطة السياحية بشدة في‬
‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬بما في ذلك بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬جراء تفش ي الجائحة‪ .‬ومن هذا املنطلق‪ ،‬يعرض‬
‫التقرير نظرة شاملة بخصوص وضع السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي مع التركيز بشكل خاص‬
‫على فترة تفش ي الجائحة‪ ،‬كما أنه يستعرض أبرز التحديات التي فرضتها الجائحة والفرص واآلفاق التي أتاحتها‬
‫كذلك‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يعرض التقرير موعة من اآلثار املترتبة عن الساياسات بشأن السبل املمكنة لتجاوز‬
‫هذه ال تحديات واالستفادة من الفرص املتاحة لتحقيق التعافي التام في األنشطة السياحية‪.‬‬
‫السياحة الدولية على الصعيد العاملي‪ :‬ملحة عامة‬
‫قبل تفش ي جائحة كوفيد‪ ،19-‬كان قطاع السياحة في عام ‪ 2019‬مصدرا ملا يقرب من ‪ %10.4‬من الناتج املحلي‬
‫اإلجمالي العاملي و محضنا ملا يناهز ‪ %10‬من جميع الوظائف‪ .‬وبمجرد إعالن منظمة الصحة العاملية أن كوفيد‪-‬‬
‫‪ 19‬بات جائحة عاملية بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ 2020‬فرضت مجموعة من القيود على السفر واتخذت أشكاال وكثافة‬
‫مختلفة‪ ،‬وهذا ما جعل قطاع السياحة في موقف صعب‪ .‬وعلى إثر ذلك تراجع عدد السياح الدوليين بنسبة‬
‫‪ ،%72.7‬أي أنه نزل ملستوى ‪ 400‬مليون سائح في ‪ 2020‬ثم تحسن العدد نسبيا في ‪ 2021‬ليبلغ عتبة ‪ 415‬مليون‬
‫سائح‪ .‬وسجلت منطقتي آسيا واملحيط الهادي (‪ )%83.5‬وأفريقيا (‪ )%76.8‬أكبر معدالت التراجع في أعداد السياح‬
‫الدوليين في ‪ .2020‬وعلى نفس املنوال‪ ،‬تراجعت إيرادات السياحة الدولية من ‪ 1466‬مليار دوالر أمريكي املسجلة‬
‫عام ‪ 2019‬إلى ‪ 533‬مليار دوالر عام ‪ ،2020‬أي ما يمثل تراجعا بنسبة ‪ %63.8‬باألسعار الجارية‪ .‬وعلى املستوى‬
‫اإلقليمي‪ ،‬سجلت منطقة الشرق األوسط (‪ )%73‬أكبر مستويات التراجع‪ ،‬وترتها منطقة آسيا واملحيط الهادي‬
‫(‪)%70.4‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫تأثر قطاع السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي أيما تأثر جراء تفش ي الجائحة‪ ،‬وشانها في ذلك شأن باقي‬
‫بلدان ومناطق العالم‪ .‬فاألرقام تشير إلى أن عدد السياح الدوليين الوافدين على بلدان املنظمة في ‪ 2020‬بلغ ‪70.4‬‬
‫مليون سائح‪ ،‬ورقم أقل بكثير عن توقعات خط األساس املتمثلة في ‪ 277.8‬مليون سائح‪ .‬كما أن الجائحة حرمت‬
‫بلدان املنظمة من توليد ‪ 233.3‬مليار دوالر أمريكي من عائدات السياحة‪ ،‬ولم تسمح لها الظروف السائدة بحصد‬
‫سوى ‪ 77.8‬مليار دوالر أمريكي كإيرادات من السياحة في ‪ .2020‬وهذا يعني خسارة ما يقدر بقيمة ‪ 155.5‬مليار‬
‫دوالر أم ريكي من إيرادات السياحة في مجموعة بلدان املنظمة بسبب التدابير املعتمدة الحتواء الجائحة‬
‫ومجموعة من القيود التي تفرضها البلدان في جميع أنحاء العالم‪ .‬وحسب البيانات املؤقتة الصادرة عن منظمة‬
‫السياحة العاملية‪ ،‬تراجع متوسط عدد السياح الوافدين إلى مجموعة بلدان املنظمة في ‪ 2021‬بنسبة ‪%78.7‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪vi‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫ملخص‬

‫وبذلك انخفضت اإليرادات بنسبة ‪ %62.9‬مقارنة بعام ‪ .2019‬وبسبب الجائحة‪ ،‬تراجع متوسط مساهمة‬
‫السياحة في العمالة في بلدان املنظمة من ‪ %7.5‬املسجل في ‪ 2019‬إلى ‪ %6.2‬في ‪ ،2020‬وهو ما يمثل خسارة تقدر‬
‫بمقدار ‪ 8.6‬مليون وظيفة‪ .‬وبلغ الحجم التقديري للخسارة في الناتج املحلي اإلجمالي الناتج عن قطاع األسفار‬
‫والسياحة مبلغ ‪ 293‬مليار دوالر أمريكي في ‪ 2020‬في بلدان املنظمة‪ .‬ومن حيث عائدات األنشطة السياحية فيما‬
‫بين بلدان املنظمة‪ ،‬بلغ حجم الخسارة ما يقدر بمبلغ ‪ 56.6‬مليار دوالر أمريكي بسبب تراجع يناهز قيمة ‪ 89‬مليون‬
‫في عدد السياح الوافدين فيما بين بلدان املنظمة عام ‪ .2020‬وعلى نفس النحو‪ ،‬أسفرت الجائحة عن تراجع‬
‫بنسبة ‪ %70.1‬في حجم سوق السياحة اإلسالمية في ‪ 2020‬في مجموعة بلدان املنظمة‪.‬‬
‫االستجابات على مستوى السياسات وعملية التعافي في قطاع السياحة‬
‫اعتمدت بلدان منظمة التعاون اإلسالمي مجموعة من السياسات والتدابير منذ بداية تفش ي الجائحة للتخفيف‬
‫من اآلثار السلبية لهذه األخيرة على السياحة‪ ،‬وشمل ذلك ما يتراوح بين إحداث آليات وطنية إلدارة األزمات‬
‫وتقديم حوافز نقدية ومالية‪ .‬ونتيجة الختالف اإلجراءات‪ ،‬ثمة تفاوتات بين بلدان املنظمة في مستوى تأثير‬
‫الجائحة على قطاع السياحة‪ ،‬كما أن هناك فوارق كبيرة على صعيد فرادى البلدان حسب صرامة إجراءات‬
‫االحتواء وتدابير التعافي املعتمدة‪ .‬وتشير التوقعات إلى أن تحقيق التعافي التام قد يستلزم بضع سنوات‪ .‬لكن‬
‫مجموعة من العوامل الناشئة‪ ،‬مثل الرقمنة ووسائل التواصل االجتماعي ودور الشباب (جيل األلفية) واالهتمام‬
‫املتزايد بالسياحة اإلسالمية خالل فترة الجائحة‪ ،‬قد تساهم في التعجيل بعملية التعافي في قطاع السياحة‬
‫وتدعمه في العودة إلى مسار النمو اإليجابي الذي حققه القطاع قبل بداية تفش ي الجائحة‪.‬‬
‫مالحظات ختامية واآلثاراملترتبة على السياسات‬
‫تعد جائحة كوفيد‪ ،19-‬حسب منظمة السياحة العاملية‪ ،‬أكبر أزمة تضرب قطاع السياحة منذ الحرب العاملية‬
‫الثانية‪ .‬لكن مع بدأ حمالت التلقيح ضد املرض في ‪ 2021‬سادت بوادر التفاؤل واألمل باستئناف وانتعاش قطاع‬
‫السياحة في بلدان املنظمة وباقي بلدان العالم‪ .‬وتشير التقديرات في هذا الصدد إلى أن التعافي سيتحقق بوتيرة‬
‫تدريجية‪ .‬لكن يبقى واضعو السياسات قادرين على التأثير على وتيرة التعافي في بلدانهم بطرقهم الخاصة‪ .‬ويمكن‬
‫تحقيق هذا التعافي السريع بشكل أساس ي من خالل االستثمار في حمالت التلقيح وتطوير منتجات سياحية‬
‫جديدة وتعزيز التعاون فيما بين البلدان األعضاء في املنظمة‪ .‬وبما أن بلدان املنظمة غنية من حيث السياسات‬
‫والتدابير املخصصة ملواجهة اآلثار السلبية على قطاع السياحة‪ ،‬فإن من شأن تبادل األدوات املعرفية‬
‫واملمارسات الجيدة في هذا املجال أن يساهم بشكل حاسم في مثل هذه الظروف الصعبة التي تفرضها الجائحة‪.‬‬

‫‪vii‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫ملخص‬

‫‪ .1‬مقدمة‬

‫‪1‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫تشمل السياحة الدولية أنشطة األفراد املتمثلة في السفر إلى مواقع خارج أماكن إقامتهم املعتادة والدائمة‬
‫واملكوث بها ملدة ال تتجاوز ‪ 12‬شهرا ألغراض الترفيه أو األعمال أو غيرها‪ .‬وبناء على هذا التعريف العام‪ ،‬يشمل‬
‫قطاع السياحة جميع األنشطة االجتماعية واالقتصادية التي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بتوفير‬
‫السلع والخدمات للسياح‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬حددت منظمة السياحة العاملية ‪ 185‬نشاطا متعلقا بجانب‬
‫العرض لها روابط مهمة للغاية بقطاع السياحة‪ .‬وتشمل هذه األنشطة خدمات مختلف القطاعات مثل النقل‬
‫واالتصاالت والفنادق واإلقامة واألغذية واملشروبات والخدمات الثقافية والترفيهية والخدمات املصرفية‬
‫واملالية وخدمات الترويج والدعاية‪.‬‬
‫وعلى مدى العقود القليلة املاضية‪ ،‬شهدت أنشطة السياحة الدولية نموا كبيرا ومتواصال سواء من حيث‬
‫اإليرادات السياحية أو عدد السياح الوافدين‪ ،‬وهذا ما أفرز آثارا اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية مهمة‬
‫تشمل كل بقاع املعمورة تقريبا‪ .‬فالسياحة الدولية تولد فوائد اقتصادية جمة تعود بالنفع على البلدان‬
‫املستضيفة للسياح وبلدان إقامتهم على حد سواء‪ .‬وبات هذا القطاع من أبرز القطاعات في العالم‪ ،‬فضال عن‬
‫كونه عنصرا مهما من عناصر التجارة الدولية‪ .‬وقبل بداية تفش ي الجائحة‪ ،‬ساهمت السياحة في خلق فرصة‬
‫شغل واحدة من أصل كل أربع فرص عمل في جميع أنحاء العالم‪.‬‬
‫طاملا أدركت مجموعة بلدان منظمة التعاون اإلسالمي مدى أهمية هذا القطاع بحكم ارتباطاته املباشر وغير‬
‫املباشر بعدد من األنشطة االقتصادية‪ .‬كما أنه يعود بمزايا اجتماعية كثيرة تتجلى في تعزيز السلم والوئام‬
‫والحوار بين الثقافات وخلق فرص أمام الفئات الهشة‪ .‬لهذا تدرج استراتيجية اللجنة الدائمة للتعاون‬
‫االقتصادي والتجاري ملنظمة التعاون اإلسالمي (الكومسيك) السياحة ضمن مجاالت التعاون الستة ذات‬
‫األولوية‪ ،‬ويتمثل ذلك في الهدف االستراتيجي املتمثل في تنمية قطاع سياحة مستدام وقادر على املنافسة في‬
‫منطقة املنظمة‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن أنشطة التعاون في مجال السياحة باتت تحظى بأهمية‬
‫كبيرة على جدول أعمال املنظمة على امتداد العقدين املنصرمين من الزمن‪ ،‬إذ عقدت عشر مؤتمرات‬
‫إسالمية لوزراء السياحة وعدد من اجتماعات أفرقة الخبراء وحلقات دراسية بشأن تنمية السياحة خالل‬
‫الفترة التي انقضت منذ انعقاد املؤتمر اإلسالمي األول لوزراء السياحة في أصفهان بجمهورية إيران اإلسالمية‪،‬‬
‫في أكتوبر ‪ .2000‬وصدر عن هذه املؤتمرات واالجتماعات عدد من القرارات التي تروم تنمية قطاع السياحة‬
‫في بلدان املنظمة وتعزيز التعاون فيما بينها في هذا املجال الحيوي ومتعدد األبعاد‪ ،‬الذي يجسد نشاطا‬
‫اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا في اآلن ذاته‪ .‬وفي اآلونة األخيرة‪ ،‬ينص على "برنامج عمل منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫حتى عام ‪ ،"2025‬الذي اعتمد في إسطنبول عام ‪ ،2016‬خمسة أهداف محددة ذات صلة بتنمية السياحة في‬
‫بلدان املنظمة‪.‬‬
‫وبتمتع مجموعة بلدان منظمة التعاون اإلسالمي بتنوع وغنى على مستوى املعالم الطبيعية والجغرافية‬
‫والتاريخية والثقافية‪ ،‬فهي تزخر بإمكانيات هائلة تسمح لها بتنمية قطاع السياحة الدولية على نحو مستدام‪.‬‬
‫كما أن بلدان املنظمة راكمت على امتداد العقد املنصرم زخما مهما في النمو في بعض األسواق املتخصصة‬
‫ضمن قطاع السياحة‪ ،‬مثل السياحة اإلسالمية‪ .‬لكن مع ذلك‪ ،‬لم تتحقق حتى اآلن املستويات املرغوبة من‬
‫التنمية السياحية في العديد من بلدان املنظمة وفي منطقة املنظمة ككل‪.‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪2‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫مقدمة‬

‫بسبب سرعة انتشار عدوى فيروس كوفيد‪ ،19-‬أعلنت منظمة الصحة العاملية املرض جائحة في ‪ 11‬مارس‬
‫‪ . 2020‬وعلى إثر هذا القرار‪ ،‬شرعت جميع الوجهات السياحية في كل أنحاء العالم تقريبا في اعتماد إجراءات‬
‫مشددة‪ ،‬بما في ذلك إغالق الحدود الحتواء انتشار الفيروس‪ ،‬وهذا ما أدى إلى أكبر أزمة يشهدها قطاع‬
‫السياحة منذ الحرب العاملية الثانية‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تراجع عدد السياح الوافدين في جميع أنحاء العالم‬
‫بنسبة ‪ %72.7‬عام ‪ 2020‬باملقارنة مع ‪ ،2019‬فيما تراجعت إيرادان السياحة بنسبة ‪UNWTO, ( %63.8‬‬
‫‪ .)2022a‬ولم تسلم مجموعة بلدان منظمة التعاون اإلسالمي بدورها من هذه األزمة‪ ،‬حيث تشير التقديرات‬
‫إلى أنها خسرت ما يناهز ‪ 294‬مليار دوالر أمريكي من إجمالي الناتج املحلي‪ .‬فخالل عام ‪ 2020‬مرت العديد من‬
‫الجهات الفاعلة في مجال السياحة في بلدان املنظمة بظروف صعبة لضمان سير املور على طبيعتها‪ ،‬وهذا ما‬
‫نجم عنه في نهاية املطاف فقدان ما يقرب من ‪ 8.6‬مليون وظيفة‪ .‬وتراجعت األنشطة السياحية فيما بين بلدان‬
‫املنظمة بصورة ملحوظة‪ ،‬وتشير التقديرات إلى أن عدد الوافدين قد تراجع بمعدل ‪ 89‬مليون سائح في ‪.2020‬‬
‫وبعبارة أخرى‪ ،‬تسببت جائحة كوفيد‪ 19-‬في فقدان قدر مهم من املكتسبات والتقدم املحرز في مجال التعاون‬
‫السياحي على مستوى املنظمة‪.‬‬
‫وفي إطار االستجابة للتحديات التي تفرضها الجائحة‪ ،‬صممت ونفذت الكثير من بلدان منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي مجموعة من السياسات للتخفيف من اآلثار السلبية على قطاع السياحة ودعم الفاعلين في املجال‬
‫واستئناف األنشطة السياحية‪ .‬وشملت هذه السياسات إحداث آليات داخلية إلدارة األزمات‪ ،‬وتطوير‬
‫بروتوكوالت صحية ‪ ،‬وتوسيع نطاق برامج الدعم املالي والنقدي‪ ،‬واالستثمار في أسواق بديلة للسياحة‬
‫املتخصصة‪ .‬وال تعكس هذه اإلجراءات التي اتخذتها بلدان املنظمة فقط قدراتها على تطوير استجابات سريعة‬
‫على مستوى السياسات العامة لتجاوز األزمات الخارجية‪ ،‬لكنها ساهمت أيضا في الجهود التي تبذلها الجهات‬
‫النشطة في مجال السياحة لتحقيق االنتعاش في بلدانهم‪ .‬كما كشفت الجائحة عن مدى أهمية تعزيز التعاون‬
‫في مجال السياحة فيما بين بلدان املنظمة من خالل أساليب متنوعة مثل تبادل الخبرات ونقل األدوات‬
‫املعرفية لبناء القدرات‪ ،‬وهو األمر الذي يسر الجهود املبذولة لتحقيق التعافي في قطاع السياحة‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬يستهل هذا التقرير‪ ،‬في القسم الثاني‪ ،‬بعرض تقييم شامل آلثار جائحة كوفيد‪ 19-‬على‬
‫السياحة الدولية على الصعيد العاملي‪ .‬ثم يركز القسم الثالث بصورة خاصة على آثار الجائحة في قطاع‬
‫السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي من خالل استعراض في تداعياتها على مؤشرات السياحة‬
‫التقليدية (مثل السياح الوافون وإيرادات السياحة) وعدد من املتغيرات االقتصادية (مثل الناتج املحلي‬
‫اإلجمالي والعمالة )‪ .‬ويستعرض القسم الرابع مجموعة من السياسات والتدابير املعتمدة في عدد من بلدان‬
‫املنظمة الرامية إلى التخفيف من تداعيات الجائحة‪ ،‬ويعرض نقاشا بخصوص آفاق قطاع السياحة وأحدث‬
‫االتجاهات التي من شأنها املساهمة في الدفع بعجلة التعافي في هذا القطاع‪ .‬وفي األخير‪ ،‬يقدم القسم الخامس‬
‫مالحظات ختامية ويعرض مجموعة من التوصيات املتعلقة بالسياسات بمثابة مبادئ توجيهية عامة لصناع‬
‫السياسات في إطار الجهود املبذولة لتجاوز التحديات الناتجة عن الجائحة وتهيئة قطاع السياحة ملرحلة ما‬
‫بعد الجائحة‪.‬‬

‫‪3‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫‪ .2‬السياحة الدولية على الصعيد العاملي‪ :‬ملحة‬


‫عامة‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪4‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية على الصعيد العاملي‪ :‬ملحة عامة‬

‫شهد سوق السياحة الدولية نموا متزايدا على امتداد األعوام التي سبقت بداية تفش ي جائحة كوفيد‪،19-‬‬
‫سواء من حيث عدد السياح الوافدين أو إيرادات السياحة‪ .‬فقد ارتفعت األرقام على الصعيدين وبذلك أصبح‬
‫قطاع السياحة من املصادر املهمة للدخل بالنسبة للعديد من االقتصادات في العالم‪ .‬ويساهم القطاع في‬
‫خلق ماليين فرص الشغل لألفراد في جميع أنحاء العالم بما في ذلك بعض الفئات الهشة مثل األشخاص ذوي‬
‫اإلعاقة والنساء والشباب‪ .‬وفي العديد من البلدان يساهم القطاع بشكل كبير في جهود الحفاظ على العديد‬
‫من املتنزهات الوطنية واملناطق املحمية واألراض ي الرطبة والشواطئ وتعزيز استدامتها‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن قطاع السياحة قبل بداية تفش ي جائحة كوفيد‪ 19-‬كان مصدرا ملا يقرب من ‪ %10.4‬من‬
‫الناتج املحلي اإلجمالي العاملي (‪ 9.2‬تريليون دوالر أمريكي) و محضنا ملا يناهز ‪ %10‬من جميع الوظائف (‪334‬‬
‫مليون وظيفة) في عام ‪ .1)WTTC, 2021( 2019‬وبعبارة أخرى‪ ،‬ساهم قطاع السياحة في خلق وظيفة واحدة‬
‫من أصل كل أربع وظائف جديدة في جميع أنحاء العالم قبل انتشار الجائحة‪ .‬ونظرا لكون قطاع السياحة‬
‫يتوفر على روابط مباشرة وغير مباشرة مع ‪ 185‬نشاطا على جانب العرض في االقتصاد‪ ،‬فإن أزمة مثل تفش ي‬
‫الجائحة من شأنها أن تؤثر على سلسلة من األنشطة االقتصادية بدءا بالنقل وحتى أصحاب الفنادق‬
‫(‪ .)OECD, 2020‬وعلى سبيل املثال‪ّ ،‬‬
‫قدر مؤتمر األمم املتحدة للتجارة والتنمية (‪ )2021‬أنه بسبب الروابط‬
‫مع قطاعات رئيسية مثل الزراعة‪ ،‬فقد أدى انخفاض مبيعات السياح إلى خسارة مضاعفة بـ‪ 2.5‬في الناتج‬
‫املحلي اإلجمالي الحقيقي‪ ،‬في املتوسط‪ ،‬في ظل غياب أي حزم تحفيزية‪.‬‬
‫وبمجرد إعالن منظمة الصحة العاملية أن كوفيد‪ 19-‬بات جائحة عاملية بتاريخ ‪ 11‬مارس ‪ 2020‬فرضت‬
‫مجموعة من القيود على السفر واتخذت أشكاال وكثافة مختلفة‪ ،‬وهذا ما جعل قطاع السياحة في موقف‬
‫صعب‪ .‬وبحكم شدة وقع هذه األزمة‪ ،‬اعتبرت منظمة السياحة العاملية هذه الجائحة أسوأ أزمة تضرب قطاع‬
‫السياحة منذ الحرب العاملية الثانية‪.‬‬
‫تشير أرقام منظمة السياحة العاملية (‪ )2020a‬إلى أن ‪ 217‬وجهة سياحية حول العالم شرعت في ‪ 27‬أبريل‬
‫‪ 2020‬في فرض شكل من أشكال القيود على السفر (كليا أو جزئيا) التي قيدت نسبيا األنشطة السياحة‬
‫الدولية أو أوقفتها باملرة‪ .‬وأكثر القيود صرامة خالل فترة الجائحة هي التي تتعلق بإغالق الحدود بين البلدان‪.‬‬
‫فقد أعلنت ‪ 156‬وجهة سياسية في ‪ 27‬أبريل ‪ 2020‬عن إغالق حدودها بالكامل وبحلول ‪ 18‬مايو ‪ 2020‬بلغ‬
‫هذا العدد ‪ 165‬وجهة (الشكل ‪ .) 1.2‬ومع استمرار انتشار الفيروس وعدم التمكن من السيطرة عليه كليا‪،‬‬
‫ظلت هذه القيود والتدابير سارية املفعول على امتداد عامي ‪ 2020‬و ‪ 2021‬بمستويات متفاوتة من حيث‬
‫الصرامة والنطاق‪.‬‬
‫مع مرور الوقت أخذ تتراجع شدة وصرامة تدابير اإلغالق الكامل للحدود تدريجيا‪ ،‬وذلك يعود نسبيا العتماد‬
‫قوانين جديدة متعلقة بالنظافة العامة والسالمة الصحية الستئناف السفر الدولي‪ .‬كما ساهمت عملية‬

‫‪ 1‬يرد في القسم ‪ 2.3‬نقاش مفصل بخصوص اآلثار االقتصادية للجائحة على بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫تطوير لقاحات ضد كوفيد‪ 19-‬وتوفيرها لالستخدام بشكل كبير في رفع بعض من القيود املفروضة‪ .‬ونتيجة‬
‫لذلك‪ ،‬تراجع عدد الوجهات السياحية املغلقة لحدودها كليا بحلول ‪ 01‬نوفمبر ‪ 2021‬إلى ‪ 46‬وجهة فقط‪2.‬‬

‫ومع تواصل عمليات وجهود التلقيح وتراجع عدد حاالت الغصابة بالفيروس‪ ،‬تراجع بالتدريج في ‪ 2022‬عدد‬
‫الوجهات املطبقة لتدابير اإلغالق الكلي‪ ،‬وهذا ما يبشر بانتعاش تدريجي في أنشطة السياحة الدولية‪.‬‬
‫الشكل ‪ :1.2‬عدد الوجهات املعتمدة لإلغالق الكامل للحدود بسبب كوفيد‪19-‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪156‬‬ ‫‪165‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪117‬‬
‫‪93‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪59‬‬ ‫‪69‬‬ ‫‪63‬‬
‫‪46‬‬
‫‪50‬‬
‫‪0‬‬
‫‪27/4/2020 18/5/2020 19/7/2020‬‬ ‫‪1/9/2020‬‬ ‫‪1/11/2020‬‬ ‫‪1/2/2021‬‬ ‫‪1/6/2021‬‬ ‫‪1/11/2021‬‬

‫املصدر‪ :‬منظمة السياحة العاملية لحدود تاريخ ‪ 01‬نوفمبر ‪.2021‬‬

‫من خالل النظر عن قرب في آثار الجائحة على عدد السياح الوافدين في جميع أنحاء العالم يتبين أن العدد‬
‫تراجع بسبب الجائحة بنسبة ‪ ،%72.7‬أي إلى ‪ 400‬مليون سائح في عام ‪( 2020‬الشكل ‪ ،2.2‬يسار)‪ .‬ومع طرح‬
‫اللقاحات املضادة لكوفيد‪ 19-‬في السوق واعتماد السياسات الرامية الستئناف األنشطة السياحية وعملية‬
‫التلقيح‪ ،‬تحسنت نسبيا أعداد السياح الدوليين الوافدين في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وقدر أن يبلغ عددهم إلى‬
‫‪ 415‬مليون سائح بحلول نهاية عام ‪ ،2021‬وهو ما يقابل زيادة سنوية قدرها ‪ %3.8‬مقارنة بعام ‪( 2020‬الشكل‬
‫‪ ،2.2‬يمين)‪ .‬لكن الرقم التقديري ألعداد السياح الوافدين حول العالم في عام ‪ 2021‬كان أقل بنسبة ‪%71.6‬‬
‫عن مستوى ما قبل الجائحة‪ ،‬وهذا ما يعكس بجالء حجم األزمة التي ضربت سوق السياحة العاملي‪ .‬وتشير‬
‫منظمة السياحة العاملية (‪ )2020b‬إلى أنه بسبب جائحة كوفيد‪ ،19-‬خسر قطاع السياحة العاملي ما يعادل‬
‫خمس حتى سبع سنوات من النمو وسيتطلب األمر عدة سنوات لبلوغ املستويات املسجلة في فترة ما قبل‬
‫الجائحة‪.‬‬
‫الشكل ‪ :2.2‬السياح الدوليون الو افدون على الصعيد العاملي‬
‫السياح الدوليون الوافدون (ماليين)‬ ‫‪ %‬التغير (مقارنة بالعام السابق)‬
‫‪2000‬‬
‫‪1407‬‬ ‫‪1464‬‬
‫‪1500‬‬ ‫‪1332‬‬ ‫‪4.1‬‬ ‫‪3.8‬‬
‫‪10‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪-10‬‬
‫‪2019‬‬ ‫*‪2020‬‬ ‫*‪2021‬‬
‫‪400‬‬ ‫‪415‬‬ ‫‪-30‬‬
‫‪500‬‬
‫‪-50‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪-70‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫*‪2020‬‬ ‫*‪2021‬‬ ‫‪-90‬‬ ‫‪-72.7‬‬
‫املصدر‪ :‬منظمة السياحة العاملية‪ * .‬بيانات مؤقتة‬

‫‪ 2‬يرد في القسم ‪ 2.4‬نقاش مفصل بخصوص أشكال القيود املفروضة وتداعياتها مستقبال على بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪.‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪6‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية على الصعيد العاملي‪ :‬ملحة عامة‬

‫وعلى مستوى التأثير اإلقليمي للجائحة‪ ،‬سجلت منطقتي آسيا واملحيط الهادئ (‪ )%83.5‬وأفريقيا (‪)%76.8‬‬
‫أعلى معدالت التراجع في عدد السياح الوافدين عام ‪( 2020‬الشكل ‪ .)3.2‬وسبب ذلك في املقام األول مجموع‬
‫القيود الشاملة املعتمدة في بلدان منطقة آسيا واملحيط الهادئ‪ .‬كما أن أولى حاالت اإلصابة بكوفيد‪ 19-‬ظهرت‬
‫في الصين وبذلك شرعت في وقت مبكر من عام ‪ 2020‬العديد من البلدان في فرض قيود على السفر في هذه‬
‫املنطقة مقارنة بباقي املناطق (‪ .)UNWTO, 2020a; UNWTO and ADB, 2022‬ففي عام ‪ 2021‬سجلت‬
‫منطقتي آسيا واملحيط الهادئ (‪ )%94.2‬والشرق األوسط (‪ )%79.3‬أعلى معدل تراجع في عدد السياح‬
‫الوافدين على املستوى اإلقليمي‪ .‬وفي نفس العام‪ ،‬شهدت أوروبا (‪ )%62.5‬تراجعا طفيفا نسبيا في ظل املستوى‬
‫العالي من التفاهم املشترك بخصوص القيود اإلقليمية واعتماد جواز (شهادة) التلقيح املوحدة على مستوى‬
‫االتحاد األوروبي‪ ،‬وهو ما سهل عملية تدفق السياح في مختلف مناطق القارة ( ‪UNWTO, 2022a; European‬‬
‫‪.)Commission, 2022‬‬
‫الشكل ‪ :3.2‬تأثيرجائحة كوفيد‪ 19-‬على أعداد السياح الدوليين الو افدين حسب املناطق (‪ %‬التراجع مقارنة بعام‬
‫‪)2019‬‬
‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬
‫‪94.2‬‬
‫‪83.5‬‬
‫‪76.8 73.9‬‬ ‫‪79.3‬‬
‫‪72.8‬‬ ‫‪72.7 71.9‬‬
‫‪68.1‬‬ ‫‪68.4‬‬
‫‪62.7‬‬ ‫‪62.5‬‬

‫أفريقيا‬ ‫األمريكتان‬ ‫آسيا واملحيط الهادئ‬ ‫أوروبا‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫العالم‬

‫املصدر‪ :‬مقياس منظمة السياحة العاملية ‪.2022‬‬

‫وأدى انخفاض عدد السياح الدوليين الوافدين إلى تراجع كبير في حجم إيرادات السياحة الدولية في العالم‪،‬‬
‫ومرد ذلك باألساس القيود املفروضة على السفر وباقي التدابير واسعة النطاق املعتمدة الحتواء انتشار‬
‫فيروس كوفيد‪ .19-‬فقد تراجعت إيرادات السياحة الدولية من قيمة ‪ 1466‬مليار دوالر أمريكي املسجلة عام‬
‫‪ 2019‬إلى ‪ 533‬مليار دوالر عام ‪ ،2020‬وهذا ما يجسد تراجعا بنسبة ‪ %63.8‬باألسعار الجارية (الشكل ‪.)4.2‬‬
‫وعلى املستوى اإلقليمي‪ ،‬سجل الشرق األوسط (‪ )%73‬أكبر معدل تراجع في إيرادات السياحة الدولية في عام‬
‫‪ 2020‬مقارنة بعام ‪( 2019‬فترة ما قبل الجائحة)‪ ،‬تليها منطقة آسيا واملحيط الهادئ (‪ )%70.4‬ثم أفريقيا‬
‫(‪( )%65.9‬الشكل ‪ .)5.2‬وبصورة عامة‪ ،‬طالت تداعيات الجائحة جميع مناطق العالم فجأة وسجلت خسائر‬
‫كبيرة في عام ‪ 2020‬مقارنة بعام ‪.2019‬‬

‫‪7‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫الشكل ‪ :4.2‬عائدات السياحة الدولية على الصعيد العاملي‬

‫إيرادات السياحة (مليار دوالر)‬ ‫‪ %‬التغير (مقارنة بالعام السابق)‬


‫‪2000‬‬
‫‪1352‬‬ ‫‪1463‬‬ ‫‪1466‬‬
‫‪1500‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪4.7‬‬ ‫‪3.1‬‬
‫‪1000‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪533‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫*‪2020‬‬
‫‪500‬‬ ‫‪-50‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪-100‬‬ ‫‪-63.8‬‬


‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫*‪2020‬‬

‫املصدر‪ :‬منظمة السياحة العاملية‪ * .‬بيانات مؤقتة‬


‫مالحظة‪ :‬تستند اللوحة يمين الشكل إلى العمالت املحلية باألسعار الثابتة إلبراز التغير السنوي‪.‬‬

‫تتجلى الخسائر الكبيرة في إيرادات السياحة الدولية في تراجع حصة السياحة الدولية في إجمالي الصادرات‬
‫العاملية من السلع والخدمات‪ .‬وقبل ظهور الجائحة في عام ‪ ،2019‬بلغت هذه الحصة ما يناهز ‪( %6.8‬الشكل‬
‫‪ .)6.2‬وفي عام ‪ ،2020‬تراجعت الحصة إلى ‪ % 2.8‬بسبب االنخفاض العام في إيرادات النقد األجنبي في جميع‬
‫بلدان العالم وتراجع إيرادات السياحة‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬تسببت الجائحة في تراجع األهمية النسبية للسياحة‬
‫الدولية في االقتصاد العاملي‪ ،‬من حيث مساهمتها في الصادرات‪.‬‬
‫الشكل ‪ :5.2‬تأثيرجائحة كوفيد‪ 19-‬على إيرادات السياحة الدولية حسب املناطق (‪ %‬التراجع مقارنة بعام ‪)2019‬‬
‫‪65.9%‬‬ ‫‪70.4%‬‬ ‫‪73.0%‬‬ ‫‪63.8%‬‬
‫‪60.8%‬‬ ‫‪59.0%‬‬

‫أفريقيا‬ ‫األمريكتان‬ ‫آسيا واملحيط الهادي‬ ‫أوروبا‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫العالم‬

‫املصدر‪ :‬مقياس منظمة السياحة العاملية ‪.2022‬‬

‫لم تهز الجائحة ثقة املسافرين فحسب‪ ،‬بل ثقة املستثمرين األجانب في قطاع السياحة أيضا‪ .‬فقد استقبل‬
‫القطاع عام ‪ 2020‬بعد أن سجل أداء جيدا على مستوى االستثمار األجنبي املباشر في عام ‪ ،2019‬حيث تم‬
‫اإلعالن عن ‪ 710‬مشاريع جديدة‪ ،‬أي بزيادة قدرها ‪ %9‬مقارنة بعام ‪ .2018‬وفي عام ‪ ،2020‬تراجعت اإلعالنات‬
‫الخاصة باالستثمار عبر الحدود في جميع أنحاء العالم في قطاع السياحة بنسبة ‪ %63‬مقارنة بعام ‪،2019‬‬
‫وذلك بتسجيل ‪ 261‬مشروعا استثماريا جديدا فقط‪ .‬وخالل الفترة ذاتها‪ ،‬تراجع حجم استثمارات رؤوس‬
‫األموال في القطاع بنسبة ‪ %74‬ليسجل بذلك ما قيمته ‪ 15.7‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬وتراجعت أيضا فرص العمل‬
‫بنسبة ‪ %72‬إلى ما يقرب من ‪ 37000‬وظيفة جديدة (‪.)FDI Intelligence, 2021‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪8‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية على الصعيد العاملي‪ :‬ملحة عامة‬

‫الشكل ‪ :6.2‬حصة (‪ )%‬السياحة الدولية في إجمالي الصادرات العاملية من السلع والخدمات‬


‫‪6.8%‬‬
‫‪6.0%‬‬

‫‪2.8%‬‬

‫‪2010‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫*‪2020‬‬

‫املصدر‪ :‬مقياس منظمة السياحة العاملية‪ ،‬نوفمبر ‪ * .2021‬بيانات مؤقتة‬


‫مالحظة‪ :‬استنادا إلى إحصاءات ميزان املدفوعات (‪ ،)BOP‬فئة األسفار واملسافرين ضمن صادرات الخدمات‪.‬‬
‫بينما أخذت أعداد الوافدين من السياح وإيرادات السياحة منحى سلبيا بين عامي ‪ 2019‬و ‪ ،2020‬زادت‬
‫إيرادات السياحة لكل سائح وافد في العالم من قيمة ‪ 987‬دوالر أمريكي املسجلة في ‪ 2019‬إلى ‪ 1310‬دوالر‬
‫أمريكي في ‪ .2020‬وعلى املستوى اإلقليمي‪ ،‬تمكنت بلدان منطقة آسيا واملحيط الهادئ من تحقيق مستوى‬
‫أكبر من اإليرادات لكل سائح‪ ،‬في املتوسط‪ ،‬حيث زادت من ‪ 1225‬في ‪ 2019‬إلى ‪ 2202‬في ‪ .2020‬وسجلت‬
‫األمريكتان أيضا زيادة مهمة بين عامي ‪ 2019‬و ‪ 2020‬في إيرادات السياحة حسب كل وافد‪ ،‬حيث ارتفعت‬
‫بقيمة قدرها ‪ 337‬دوالر أمريكي‪ .‬وفي عام ‪ ،2020‬ظلت إيرادات السياحة الدولية لكل وافد دون املتوسط‬
‫العاملي البالغ ‪ 1310‬دوالر أمريكي في كل من منطقة الشرق األوسط (‪ 996‬دوالر) وأوروبا (‪ 994‬دوالر) وأفريقيا‬
‫(‪ 837‬دوالر) (راجع الشكل ‪.)7.2‬‬
‫الشكل ‪ :7.2‬عائدات السياحة الدولية لكل سائح و افد‪ 2019 ،‬مقابل ‪( 2020‬بالدوالراألمريكي)‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬
‫‪2202‬‬
‫‪1810‬‬
‫‪1473‬‬
‫‪1310‬‬ ‫‪1225‬‬
‫‪994‬‬ ‫‪987‬‬ ‫‪1001 996‬‬
‫‪837‬‬ ‫‪767‬‬
‫‪568‬‬

‫أفريقيا‬ ‫أوروبا‬ ‫العالم‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫آسيا واملحيط الهادي‬ ‫األمريكتان‬

‫املصدر‪ :‬حسابات موظفي سيسرك بناء على بيانات من منظمة السياحة العاملية‪.‬‬

‫تتدخل مجموعة من العوامل للتاثير على حجم إيرادات السياحة لكل سائح وافد‪ ،‬وذلك من قبيل سعر صرف‬
‫الدوالر األمريكي ومدة اإلقامة واملوقع الجغرافي للبلد‪ .‬كما تعد مجموعة املنتجات والخدمات السياحية ذات‬
‫القيمة املضافة‪ ،‬إلى جانب عوامل أخرى‪ ،‬من العناصر املحددة ألنماط إنفاق السياح‪ .‬فقد أصبحت أنشطة‬
‫السياحة الدولية‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬أكثر تكلفة خالل فترة الجائحة بسبب اإلجراءات اإلضافية التي ترفع‬
‫تكلفة السفر واإلقامة‪ ،‬مثل اختبارات تفاعل البوليميريز املتسلسل (‪ )PCR‬اإلجبارية‪ ،‬ومستلزمات النظافة‬
‫الشخصية‪ ،‬وفترات الحجر في الفنادق‪ ،‬وإجراءات التباعد االجتماعي في األماكن العامة‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪،‬‬

‫‪9‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫أدى الضغط الناجم عن التضخم العاملي إلى ارتفاع األسعار العاملية للعديد من السلع وأسعار الطاقة أيضا‬
‫(‪ .)SESRIC, 2021‬وهذا الوضع أدى إلى زيادة اإلنفاق السياحي (اإليرادات)‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬ينبغي توخي‬
‫الحذر والدقة عند تحليل وتفسير ال زيادة امللحوظة في إيرادات السياحة لكل وافد في عام ‪ .2020‬وبصورة‬
‫عامة‪ ،‬ينبغي للبلدان التركيز على وضع سياسات فعالة لتقديم املزيد من الخدمات السياحية ذات القيمة‬
‫املضافة وتنويع الخدمات التي تقدمها في الوقت الراهن لزيادة إيرادات السياحة الدولية لكل سائح وافد على‬
‫املدى الطويل‪.‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪10‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫‪ .3‬السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون‬


‫اإلسالمي‬

‫‪11‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫يقيم هذا القسم أداء بلدان منظمة التعاون اإلسالمي في قطاع السياحة على مدى السنوات األخيرة بالنظر‬ ‫ّ‬
‫في أربعة أبعاد رئيسة‪ ،‬وذلك بناء على البيانات املتاحة‪ .‬فهو يعرض أوال التطورات املتعلقة بعدد الوافدين من‬
‫السياح وإيرادات السياحة‪ ،‬مع تركيز خاص على فترة تفش ي جائحة كوفيد‪ .19-‬ثانيا‪ ،‬يستعرض القسم الدور‬
‫االقتصادي للسياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ويحلل كيف أثرت الجائحة على األهمية‬
‫االقتصادية للقطاع في مجموعة بلدان املنظمة‪ .‬ثالثا‪ ،‬يقدم القسم صورة عامة بشأن أنشطة السياحة فيما‬
‫بين بلدان املنظمة‪ ،‬ويعرض بعض التقديرات بخصوص آثار الجائحة على السياح الوافدين فيما بين بلدان‬
‫املنظمة واإليرادات الناتجة عن هذه السياحة‪ .‬ويختتم القسم بعرض نقاش حول وضع السياحة اإلسالمية‬
‫في بلدان املنظمة وآثار الجائحة على تطوير هذا القطاع املتخصص‪.‬‬
‫‪ 1.3‬السياح الو افدون و إيرادات السياحة‬
‫طالت قطاع السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي تداعيات شديدة جراء تفش ي الجائحة‪ ،‬وشأنها في‬
‫ذلك شأن باقي بلدان ومناطق العالم‪ .‬فقد أدت اآلثار الضخمة للجائحة (مثل هز ثقة األفراد في السفر الدولي‪،‬‬
‫وتدابير االحتواء الصارمة املعمول بها‪ ،‬كحظر التجول واإلغالق التام لألنشطة وإغالق الحدود وإلغاء الرحالت‬
‫الجوية الدولية) إلى تكبد البلدان لخسائر كبيرة من حيث عدد السياح الوافدين وعائدات السياحة‪.‬‬
‫الشكل ‪ :1.3‬السياح الدوليون الو افدون (باملاليين‪ ،‬يسار) و عائدات السياحة الدولية (بماليير الدوالرات‪ ،‬يمين)‬
‫في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫الو افدون‬ ‫اإليرادات‬
‫السيناريو األساس‪ :‬ال وجود لكوفيد‪19-‬‬ ‫السيناريو األساس‪ :‬ال وجود لكوفيد‪19-‬‬
‫السيناريو ‪ :1‬تأثير كوفيد‪19-‬‬ ‫السيناريو ‪ :1‬تأثير كوفيد‪19-‬‬
‫‪300‬‬ ‫‪250‬‬
‫‪277.8‬‬ ‫‪233.3‬‬
‫‪258.7‬‬ ‫‪203.7‬‬ ‫‪216.1‬‬
‫‪250‬‬
‫‪259.8‬‬ ‫‪200‬‬
‫‪230.5‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪184.2‬‬
‫‪150‬‬
‫‪150‬‬
‫‪100‬‬
‫‪100‬‬
‫‪77.8‬‬

‫‪70.4‬‬ ‫‪50‬‬
‫‪50‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫*‪2020‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫*‪2020‬‬

‫املصدر‪ :‬حسابات موظفي سيسرك استنادا إلى بيانات منظمة السياحة العاملية التي تغطي ‪ 45‬بلدا عضوا في منظمة التعاون اإلسالمي‪.‬‬
‫* يستخدم السيناريو األساس ي قيم االتجاه خالل فترة ‪ 2019-2017‬لتقدير ‪ .2020‬يستخدم التقدير الوارد في السيناريو ‪ 1‬املتوسطات العاملية‬
‫ملنظمة السياحة العاملية والتي تبلغ ‪ %73‬كنسبة انخفاض في عدد الوافدين و ‪ %64‬كنسبة انخفاض في العائدات‪.‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪12‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫وفي هذا السياق‪ ،‬يعرض الشكل ‪ 1.3‬التقديرات الخاصة ببلدان منظمة التعاون اإلسالمي بشأن عدد‬
‫الوافدين من السياح الدوليين وعائدات السياحة بناء على سيناريوهين‪ .‬يفترض السيناريو األساس ي عدم‬
‫وجود جائحة كوفيد‪ ،19-‬بحيث اتبعت بلدان املنظمة في ‪ 2020‬نفس النمط اإليجابي املسجل خالل فترة‬
‫‪ 2019-2017‬من حيث عدد الوافدين من السياح وإيرادات السياحة‪ .‬ويفترض السيناريو األول أن كوفيد‪19-‬‬
‫ضرب قطاع السياحة في بلدان املنظمة بنفس الحدة على غرار باقي العالم‪ .‬ووفقا لذلك‪ ،‬تشير األرقام إلى أن‬
‫عدد السياح الدوليين الوافدين على بلدان املنظمة في ‪ 2020‬بلغ ‪ 70.4‬مليون سائح‪ ،‬وهو رقم أقل بكثير عن‬
‫توقعات خط األساس املتمثلة في ‪ 277.8‬مليون سائح‪ .‬ويترجم هذا إلى خسارة محتملة بقيمة ‪ 155.5‬مليار‬
‫دوالر أمريكي في عائدات السياحة في مجموعة بلدان املنظمة‪ .‬وبعبارة أخرى‪ ،‬حرمت الجائحة بلدان املنظمة‬
‫من توليد ‪ 233.3‬مليار دوالر أمريكي من عائدات السياحة‪ ،‬والظروف السائدة سمحت لها فقط بجمع ‪77.8‬‬
‫مليار دوالر أمريكي كإيرادات من السياحة في ‪.2020‬‬

‫تشير التقديرات إلى أن مجموعة بلدان املنظمة في ‪ ،2020‬وفقا للسيناريو األول‪ ،‬استقطبت السياح الدوليين‬
‫بنسبة أقل بمعدل ‪ %73‬وأدخلت عائدات أقل عن املعتاد بنسبة ‪ %64‬مقارنة بعام ‪( 2019‬الشكل ‪ .)1.3‬وهذه‬
‫األرقام التقديرية تبدو واقعية‪ .‬فقد كشفت البيانات املؤقتة التي أبلغت عنها منظمة السياحة العاملية (‪)2021‬‬
‫بشأن مجموعة من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي أن متوسط عدد السياح الوافدين تراجع بنسبة ‪%73.4‬‬
‫وانخفض أيضا متوسط اإليرادات بنسبة ‪ %63‬في ‪ 2020‬باملقارنة مع ‪( 2019‬الشكل ‪ .)2.3‬وحسب البيانات‬
‫املؤقتة الصادرة عن منظمة السياحة العاملية‪ ،‬تراجع متوسط عدد السياح الوافدين إلى مجموعة بلدان‬
‫املنظمة في ‪ 2021‬بنسبة ‪ %78.7‬وبذلك انخفضت اإليرادات بنسبة ‪ %62.9‬مقارنة بعام ‪ .2019‬لكن ثمة‬
‫فوارق كبيرة على مستوى فرادى البلدان‪ .‬فمن حيث السياح الوافدين‪ ،‬تجاوز حجم االنخفاض ‪ %85‬في كل‬
‫من البحرين وفلسطين وبروناي دار السالم في ‪ 2020‬مقارنة بعام ‪ .2019‬وفي ‪ ،2021‬تجاوزت معدالت التراجع‬
‫أكثر من ‪ %95‬في ماليزيا وبروناي دار السالم والبحرين‪ .‬وعلى نفس املنوال‪ ،‬تعدى معدل االنخفاض في إيرادات‬
‫السياحة في ‪ 2020‬عتبة ‪ %85‬في كل من البحرين وبروناي دار السالم وغينيا وماليزيا‪ .‬وفي عام ‪ ،2021‬سجلت‬
‫أعلى مستويات التراجع في إيرادات السياحة في كل من ماليزيا وإندونيسيا وبروناي دار السالم وأذربيجان‪،‬‬
‫حيث تجاوز حجم االنخفاض ‪ %90‬مقارنة باملستويا املسجلة في ‪( 2019‬فترة ما قبل الجائحة)‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫الشكل ‪ :2.3‬تراجع (‪ )%‬في عدد السياح الدوليين الو افدين وإيرادات السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫(مقارنة بعام ‪)2019‬‬

‫تراجع (‪ )%‬عدد الوافدين‬ ‫تراجع (‪ )%‬اإليرادات‬


‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2021‬‬
‫متوسط املنظمة‬ ‫‪73.4‬‬
‫‪78.7‬‬ ‫متوسط املنظمة‬ ‫‪63‬‬
‫‪62.9‬‬
‫‪91‬‬ ‫البحرين‬ ‫‪100‬‬
‫البحرين‬
‫‪96‬‬ ‫بروناي‬ ‫‪93‬‬
‫‪99‬‬
‫فلسطين‬ ‫‪86‬‬ ‫‪88‬‬
‫غينيا‬
‫يا‬‫ماليز‬ ‫‪85‬‬
‫بروناي‬ ‫‪85‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪99‬‬ ‫أذربيجان‬ ‫‪83‬‬
‫‪92‬‬
‫ماليزيا‬ ‫‪83‬‬ ‫كازاخستان‬ ‫‪81‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪76‬‬
‫إندونيسيا‬ ‫‪80‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪98‬‬
‫غامبيا‬ ‫نيجيريا‬ ‫‪78‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪83‬‬
‫‪79‬‬ ‫بكستان‬ ‫أوز‬ ‫‪77‬‬
‫تونس‬ ‫‪68‬‬
‫‪77‬‬ ‫قرغيزستان‬ ‫‪76‬‬
‫‪66‬‬
‫املغرب‬ ‫‪79‬‬ ‫السعودية‬ ‫‪75‬‬
‫‪85‬‬
‫األردن‬ ‫‪75‬‬
‫‪78‬‬ ‫‪62‬‬
‫أوزبكستان‬ ‫‪73‬‬
‫‪77‬‬ ‫لبنان‬
‫‪77‬‬ ‫العراق‬ ‫‪73‬‬
‫إيران‬ ‫‪53‬‬
‫غيانا‬ ‫‪73‬‬
‫‪76‬‬ ‫‪58‬‬
‫السعودية‬ ‫ينام‬ ‫سور‬ ‫‪70‬‬
‫‪86‬‬ ‫‪83‬‬
‫غامبيا‬ ‫‪69‬‬
‫األردن‬ ‫‪76‬‬ ‫‪77‬‬
‫أوغندا‬ ‫‪68‬‬
‫‪34‬‬
‫عمان‬ ‫‪75‬‬ ‫مصر‬ ‫‪66‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪47‬‬
‫تركيا‬ ‫‪66‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪38‬‬
‫أذربيجان‬ ‫موزمبيق‬ ‫‪64‬‬
‫‪92‬‬ ‫‪77‬‬
‫‪75‬‬ ‫الجزائر‬ ‫‪62‬‬
‫إندونيسيا‬
‫‪90‬‬ ‫تونس‬ ‫‪61‬‬
‫‪57‬‬
‫قطر‬ ‫‪73‬‬ ‫املغرب‬ ‫‪54‬‬
‫‪82‬‬ ‫‪59‬‬
‫طاجيكستان‬ ‫‪53‬‬
‫مصر‬ ‫‪72‬‬ ‫‪6‬‬
‫جيبوتي‬ ‫‪53‬‬
‫‪72‬‬ ‫ألبانيا‬ ‫‪52‬‬
‫تركيا‬
‫‪51‬‬ ‫‪44‬‬
‫بنغالديش‬ ‫‪35‬‬
‫لبنان‬ ‫‪71‬‬ ‫‪43‬‬
‫الكويت‬ ‫‪52‬‬
‫‪67‬‬ ‫قطر‬ ‫‪35‬‬
‫اإلمارات‬ ‫‪34‬‬
‫‪69‬‬ ‫الكاميرون‬ ‫‪33‬‬
‫ألبانيا‬ ‫‪59‬‬ ‫السودان‬ ‫‪16‬‬
‫‪11‬‬
‫باكستان‬ ‫‪11‬‬
‫غيانا‬ ‫‪12‬‬
‫أفغانستان‬ ‫‪11‬‬
‫‪34‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪100‬‬
‫املصدر‪ :‬آلية منظمة السياحة العاملية لتعقب السياحة الدولية‪ ،‬يناير ‪2022‬‬
‫مالحظة‪ :‬تغطي مجموعة البيانات الخاصة بعام ‪ 2021‬فترة يناير‪-‬سبتمبر‪ .‬وتغطي جميع بلدان منظمة التعاون اإلسالمي التي تتوفر حولها‬
‫البيانات‪ .‬والقيم الناقصة ال تظهر على الرسومات البيانية‪.‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪14‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫‪ 2.3‬الدوراالقتصادي للسياحة الدولية‬


‫تسلط بيانات املجلس العاملي للسفر والسياحة (‪ )WTTC, 2021a‬الضوء على مسألة تحديد اآلثار‬
‫االقتصادية للجائحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬فنظرا للروابط املباشرة وغير املباشرة لقطاع‬
‫السياحة باالقتصاد الكلي ومع وجود أكثر من ‪ 185‬نشاطا في جانب العرض‪ ،‬يمكن أن يعود االنكماش في‬
‫القطاع بآثار سلبية كبيرة على العمالة والناتج املحلي اإلجمالي‪.‬‬
‫وارتفع متوسط إجمالي مساهمة السياحة الدولية في مجال العمالة في بلدان املنظمة من ‪ %6.4‬في ‪ 2017‬إلى‬
‫‪ %7.5‬في ‪( 2019‬الشكل ‪ ،3.3‬يسار)‪ .‬وعلى الصعيد العاملي‪ ،‬ارتفع أيضا من ‪ %9.7‬في ‪ 2017‬إلى ‪ %10.0‬في‬
‫‪ .2019‬وارتفع متوسط إجمالي مساهمة السياحة في الناتج املحلي اإلجمالي في بلدان املنظمة من ‪ %8.6‬في‬
‫‪ 2017‬إلى ‪ %8.8‬في ‪ .2018‬وفي ‪ ،2019‬شهد متوسط مجموعة بلدان املنظمة تراجعا طفيفا وسجل نسبة‬
‫‪ .%8.1‬وشهد املتوسط العاملي بدوره زيادة من نسبة ‪ %10.2‬املسجلة عام ‪ 2017‬إلى ‪ %10.4‬عام ‪ .2019‬وبعبارة‬
‫أخرى‪ ،‬ال ترقى مساهمة قطاع السياحة في العمالة والناتج املحلي اإلجمالي في مجموعة بلدان املنظمة ملستوى‬
‫إمكاناتها باملقارنة مع املتوسط العاملي حتى قبل تفش ي الجائحة‪.‬‬
‫الشكل ‪ :3.3‬مساهمة السياحة الدولية في االقتصاد‬

‫إجمالي مساهمة السياحة في العمالة‬ ‫إجمالي مساهمة السياحة في الناتج املحلي اإلجمالي‬
‫(‪ %‬من إجمالي العمالة)‬ ‫(‪ %‬من إجمالي الناتج املحلي اإلجمالي)‬

‫املنظمة‬ ‫العالم‬ ‫املنظمة‬ ‫العالم‬


‫‪9.7‬‬ ‫‪10.0‬‬ ‫‪10.0‬‬ ‫‪10.2‬‬ ‫‪10.4‬‬ ‫‪10.4‬‬
‫‪9.1‬‬
‫‪7.4‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫‪8.6‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪8.1‬‬
‫‪6.4‬‬ ‫‪6.2‬‬
‫‪5.5‬‬
‫‪4.3‬‬

‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬

‫املصدر‪ :‬املجلس العاملي للسفر والسياحة (‪)WTTC‬‬

‫وفي عام ‪ 2020‬مع بداية تفش ي الجائحة‪ ،‬تراجع متوسط مساهمة السياحة في العمالة في بلدان املنظمة من‬
‫‪ %7.5‬املسجل في ‪ 2019‬إلى ‪ %6.2‬في ‪ 2020‬بسبب التراجع الحاد في أعددا السياح الوافدين وإيرادات‬
‫السياحة‪ ،‬وهو ما يمثل خسارة في الوظائف بمقدار ‪ 8.6‬مليون وظيفة‪ .‬وعلى نفس املنوال‪ ،‬انخفضت مساهمة‬
‫أنشطة السفر والسياحة في الناتج املحلي اإلجمالي ملجموعة املنظمة من ‪ %8.1‬املسجلة في ‪ 2019‬إلى ‪ %4.3‬في‬
‫‪( 2020‬الشكل ‪ ،3.3‬يمين)‪ .‬وبلغ الحجم التقديري للخسارة في الناتج املحلي اإلجمالي الناتجة عن االنطماش في‬
‫قطاع السفر والسياحة مبلغ ‪ 293‬مليار دوالر أمريكي في ‪ 2020‬في بلدان املنظمة‪ ،‬ويرجع ذلك أساسا إلى‬
‫مجموعة التدابير املتخذة الحتواء انتشار الفيروس (الشكل ‪ .)4.3‬وتسبب هذا االنكماش في القطاع في جميع‬

‫‪15‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫أنحاء العالم في خسارة ما يقدر بـ‪ 4.5‬تريليون دوالر أمريكي في الناتج املحلي اإلجمالي لعام ‪ .2020‬وفي العام‬
‫نفسه‪ ،‬أسفر االنكماش إلى فقدان ‪ 62‬مليون وظيفة في العالم‪ 8.6 ،‬مليون منها في بلدان منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي (الشكل ‪ .)4.3‬وبهذه الخسائر‪ ،‬ظل ‪ 272‬مليون شخص من العاملين في هذا القطاع بال عمل في جميع‬
‫أنحاء العالم‪ .‬وتبقى إمكانية فقدا ن الوظائف قائمة‪ ،‬خاصة مع ما تحظى به العديد من الوظائف من دعم‬
‫من خالل برامج استبقاء الوظائف وتقليص اعات العمل (‪.)WTTC, 2021‬‬
‫الشكل ‪ :4.3‬آثار جائحة كوفيد‪ 19-‬على الناتج املحلي اإلجمالي والوظائف في قطاع األسفار والسياحة في ‪2020‬‬
‫(مقارنة بعام ‪)2019‬‬
‫الخسارة في الناتج املحلي اإلجمالي‬ ‫الخسارة في الوظائف‬

‫العالم‬ ‫‪ 4.5‬تريليون دوالر‬ ‫العالم‬ ‫‪62‬‬


‫أمريكي‬ ‫مليون‬

‫املنظمة‬ ‫‪ 293‬ملياردوالر‬ ‫املنظمة‬


‫‪8.6‬‬
‫أمريكي‬ ‫مليون‬

‫املصدر‪ :‬حسابات موظفي سيسرك بناء على بيانات مستمدة من قاعدة بيانات املجلس العاملي للسفر والسياحة (‪.)WTTC‬‬

‫ووفقا ملنظمة السياحة العاملية (‪ ،)2020a‬فإن حوالي ‪ %80‬من جميع شركات السياحة على مستوى العالم‬
‫عبارة عن مشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم تتوفر على مصادر محدودة للبقاء في حالة حدوث صدمة‬
‫اقتصادية مثل الصدمة الحالية بسبب تفش ي كوفيد‪ .19-‬كما أن قطاع السياحة ال يخلق املاليين من‬
‫الوظائف فقط‪ ،‬بل هو يوفر أيضا فرص عمل لبعض الفئات الضعيفة مثل النساء والشباب واملجتمعات‬
‫الريفية في العديد من البلدان النامية واملتقدمة (‪ .)UNWTO, 2020c; UN, 2020‬وفي هذا السياق‪ ،‬يمكن أن‬
‫ينتج عن الركود أو األزمة في القطاع فقدان ماليين الوظائف وساعات العمل‪ .‬فقد طالت تداعيات الجائحة‬
‫في العديد من البلدان النامية‪ ،‬على وجه الخصوص‪ ،‬بما فيها العديد من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪،‬‬
‫مجموعة كبيرة من الجهات الفاعلة والنشطة في مجال السياحة‪ ،‬بما في ذلك الفئات الهشة العاملة في بعض‬
‫القطاعات ذات الصلة بالسياحة‪ ،‬وهذا ما أدى إلى ارتفاع معدالت البطالة والفقر (‪( )UN, 2020‬راجع اإلطار‬
‫‪ . )1.3‬وهناك أمثلة ملموسة وأرقام تعكس هذا الوضع بجالء‪ .‬فاألرقام الخاصة بخمسة بلدان – بروناي دار‬
‫السالم ومنغوليا والفلبين وتايالند وفييتنام – تشير إلى أن فقدان الوظائف في القطاعات املرتبطة بالسياحة‬
‫في عام ‪ 2020‬كان أكبر بأربعة أضعاف مقارنة بالخسائر في القطاعات غير السياحية (‪ .)ILO, 2021‬باإلضافة‬
‫إلى ذلك‪ ،‬وفقا ملجموعة بيانات خاصة بعدد من البلدان في منطقة آسيا واملحيط الهادئ‪ ،‬مع تراجع الوظائف‬
‫الرسمية في قطاع السياحة بسبب الجائحة شرع العمال في التحول صوب القطاع غير الرسمي‪ .‬وهذا ما يؤدي‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪16‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫إلى تفاقم األنشطة االقتصادية غير الرسمية وبالتالي تسجيل خسائر في اإليرادات للحكومات ويزيد وضع‬
‫هؤالء العمال هشاشة (‪.)ILO, 2021‬‬

‫اإلطار‪ :1.3‬جائحة كوفيد‪ 19-‬والسياحة والفئات الهشة‬


‫تسببت جائحة كوفيد‪ 19-‬في خلق آثار وخيمة ومتفاوتة الحدة على الفئات الهشة التي تعتمد على قطاعي السفر‬
‫والسياحة لكسب الدخل‪ ،‬مثل النساء والشباب وكبار السن واألشخاص ذوي اإلعاقة ومجتمعات السكان األصليين‪.‬‬
‫وتظهر دراسة من إندونيسيا‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬أن العمالة الهشة في صفوف النساء والشباب والعاملين ذوي التعليم‬
‫املنخفض في قطاع السياحة كان أعلى بخمسة أضعاف مقارنة باملتوسط الوطني خالل تفش ي الجائحة ( ‪Sun et al.,‬‬
‫‪.)2021‬‬
‫وعلى الصعيد العاملي‪ ،‬تشكل النساء حوالي ‪ %54‬من القوى العاملة في قطاع السياحة‪ ،‬وغالبا ما يزاولن في وظائف ال‬
‫تتطلب مهارات عالية أو وظائف غير رسمية (‪ .)ILO, 2020‬والنساء العامالت في القطاع غير الرسمي أو الخدمات أو‬
‫يكن أقل قدرة على الصمود في وجه األزمات ألنهن يكسبن أقل ويدخرن أقل‬‫اللواتي ال يتمتعن بمهارات عالية غالبا ما ّ‬
‫ويزاولن وظائف غير دائمة‪.‬‬
‫وتعد القوى العاملة الشابة في قطاع السياحة أكثر الفئات تضررا من تداعيات الجائحة‪ .‬فوفقا ملنظمة العمل الدولية‬
‫(‪ ،)2020‬تم توظيف ما يقرب من ‪ 178‬مليون شاب (‪ 24-15‬عاما) على مستوى العالم في قطاع السياحة في عام ‪،2020‬‬
‫وأكثر من ‪ %40‬منهم عينوا في القطاعات األكثر تضررا من الجائحة (بما في ذلك السياحة)‪ .‬وغالبا ما تكون مجموعات‬
‫السكان األصليين عرضة للتهميش وتواجه الكثير من املعيقات‪ ،‬وال سيما املنخرطة منها في مجال السياحة أو املعتمدة‬
‫لدرجة كبيرة عليها‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬توصلت بعض الدراسات إلى أن الجائحة قد قلصت بشكل كبير أرباح نساء‬
‫الشعوب األصلية اللواتي يبعن املصنوعات اليدوية التقليدية وباقي أشكال السلع (‪.)UN, 2020a‬‬
‫تبقى السياحة بالنسبة للفئات الهشة القطاع الذي يخول لها االندماج واملشاركة في املجتمع وتحقيق التمكين‬
‫االقتصادي وتوليد الدخل‪ .‬فكثيرا ما تعتمد املجتمعات الضعيفة على السياحة لتسهيل "تقديم الخدمات في املواقع‬
‫النائية أو الريفية‪ ،‬وتحقيق النمو االقتصادي في املناطق الريفية‪ ،‬واالستفادة من فرص التدريب والوظائف‪ ،‬وتحويل‬
‫املجتمعات‪ ،‬وتعزيز التراث التاريخي والثقافي والطبيعي والحفاظ عليه" (‪ .)UN, 2020‬ومع ظهور الجائحة باتت هذه‬
‫اإلنجازات في مهب الريح وعرضة لعدم التحقق‪.‬‬

‫أسفر التراجع الحاد في عدد السياح الدوليين الوافدين عن انخفاض كبير في اإلنفاق السياحي في بلدان‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬فقد تراجع الحجم التقديري إلنفاق الزوار الدوليين في بلدان املنظمة من ‪253.3‬‬
‫مليار دوالر أمريكي في ‪ 2019‬إلى ‪ 73.8‬مليار دوالر أمريكي في ‪( 2020‬الشكل ‪ .)5.3‬ونتيجة لذلك‪ ،‬تراجعت األرباح‬
‫في العمالت األجنبية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي الناتجة عن هؤالء الزوار ولم تشكل سوى ‪ %4‬فقط‬
‫من إجمالي صادرات مجموعة املنظمة في عام ‪ ،2020‬بتسجيل تراجع من ‪ %10.4‬التي شهدها عام ‪ .2019‬وهذا‬
‫األمر يشكل عامل خطر كبير نسبيا‪ ،‬خاصة بالنسبة لدول املنظمة التي تعتمد بشكل كبير على أرباح العمالت‬
‫األجنبية من قطاع السياحة‪ ،‬مثل جزر املالديف وغامبيا (‪.)SESRIC, 2020a‬‬

‫‪17‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫الشكل ‪ :5.3‬أثرإنفاق الزوارالدوليين على إجمالي صادرات بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫إنفاق السياح الدوليين (مليار دوالر)‪ ،‬املحور األيسر‬ ‫الحصة (‪ )%‬من إجمالي الصادرات‪ ،‬املحور األيمن‬

‫‪300‬‬ ‫‪10.4%‬‬ ‫‪12.0%‬‬


‫‪250‬‬ ‫‪10.0%‬‬
‫‪200‬‬ ‫‪253.3‬‬ ‫‪8.0%‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪4.0%‬‬ ‫‪6.0%‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪4.0%‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪2.0%‬‬
‫‪73.8‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0.0%‬‬
‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬

‫املصدر‪ :‬املجلس العاملي للسفر والسياحة (‪)WTTC‬‬

‫تسبب جائحة كوفيد‪ 19-‬في التقليص من حجم أنشطة السفر الدولية في العالم‪ ،‬بما في ذلك بلدان منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي‪ .‬وهذا التراجع في وتيرة السفر الجوي والبحري والبري وعبر السكك الحديدية أدى إلى تكبد‬
‫خسائر كبيرة‪ ،‬كخسائر في الدخل وعائدات الضرائب والوظائف (راجع اإلطار ‪.)2.3‬‬

‫اإلطار‪ :2.3‬جائحة كوفيد‪ 19-‬وقطاع األسفار‬


‫اسفرت التدابير املعتمدة الحتواء كوفيد‪ 19-‬عن اختالالت تقريبا في كل مكونات قطاع السياحة واألسفار‬
‫(‪ .)SESRIC, 2021‬فقد أدت إجراءات الحجر الصحي والقيود املفروضة على السفر والتنقل وإجراءات التباعد‬
‫االجتماعي‪،‬إلى جانب إجراءات أخرى‪ ،‬إلى تسجيل تراجع كبير في األسفار محليا ودوليا‪ .‬وهذا ما أثر بدوره على معدل‬
‫الطلب على عدد من الخدمات في قطاعات النقل والسياحة والضيافة‪.‬‬
‫فتراجع الطلب على السفر جوا‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬لم يؤثر فقط على إيرادات شركات الطيران فحسب‪ ،‬بل قلل‬
‫أيضا من حاجة شركات النقل إلى االستثمار في طائرات جديدة وأدى كذلك إلى خفض القدرات التشغيلية‬
‫للمطارات‪ ،‬مما أثر على ما يقرب من ‪ 65‬مليون شخص يعملون في مجال الطيران في جميع أنحاء العالم ( ‪SESRIC,‬‬
‫‪.)2021‬‬
‫ومقارنة بعام ‪ ،2019‬تراجع حجم حركة الطيران (الذي يقاس بالعائد على الراكب لكل كيلومتر) بنسبة ‪ %65.9‬في‬
‫عام ‪ .2020‬وفي ‪ 2021‬تحسنت حركة املسافرين بنسبة ‪ %6.2‬فقط مقارنة بعام ‪ .)IATA, 2021a( 2020‬وفي ‪2020‬‬
‫سجلت خسارة في إيرادات شركات الطيران بنسبة ‪ %56.1‬مقارنة بعام ‪ .2019‬وحقق القطاع انتعاشا من خالل‬
‫تسجيله لتحسن في اإليرادات بنسبة ‪ %26.5‬في عام ‪ .2021‬وتتوقع الرابطة الدولية للنقل الجوي (‪ )IATA‬أن‬
‫يسحل تعاف تام على مستوى عدد املسافرين جوا بحلول عام ‪ .)IATA, 2021b( 2024‬وحتى سوق الرحالت‬
‫البحرية تأثر كثيرا بسبب الجائحة‪ ،‬إذ أنه سجل تراجعا بنسبة تتراوح بين ‪ %50‬و ‪ %90‬في عام ‪SESRIC, ( 2020‬‬
‫‪.)2021‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪18‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫وعلى صعيدالنقل بالسكك الحديدية وعبر الطرقات‪ ،‬أدت القيود املفروضة على الخدمات وحركة األفراد‪ ،‬إلى‬
‫جانب توصية السلطات بعدم السفر‪ ،‬إلى انخفاض حجم املسافرين بنحو ‪ %80‬لجميع خدمات السكك الحديدية‬
‫الوطنية أثناء عمليات اإلغالق‪ .‬وبالنسبة للخدمات الدولية لنقل املسافرين بالسكك الحديدية‪ ،‬تراجع حجم‬
‫املسافرين بنسبة ‪ % 100‬تقريبا لجميع الشركات املقدمة لهذه الخدمة‪ ،‬تماشيا مع تدابير إغالق الحدود الدولية‬
‫أمام حركة املسافرين‪ .‬وقدر حجم الخسائر بمبلغ يتراوح بين ‪ 78‬و ‪ 125‬مليار دوالر أمريكي في عام ‪ 2020‬بسبب‬
‫الجائحة (‪.)SESRIC, 2021‬‬
‫وبصورة عامة‪ ،‬طال ت تداعيات الجائحة قطاع األسفار بشدة في جميع أنحاء العالم‪ ،‬وأدى االنخفاض الكبير في‬
‫حجم املسافرين إلى خسائر بمليارات الدوالرات‪ .‬ويتوقع أن تحقيق االنتعاش قد يستلزم بضع سنوات مع‬
‫االستئناف التدريجي لألنشطة السياحية‪.‬‬

‫‪ 3.3‬أنشطة السياحة البينية في منظمة التعاون اإلسالمي‬


‫قوضت الجائحة االتجاه اإليجابي الذي سجلته أنشطة السياحة فيما بين بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫خالل السنوات القليلة املاضية (‪ .)SESRIC, 2020b‬وعلى شاكلة األرقام املتعلقة بالسياح الدوليين الوافدين‬
‫وإيرادات السياحة‪ ،‬ثمة صورة قاتمة مماثلة في األنشطة السياحية فيما بين بلدان املنظمة في ‪ 2020‬بسبب‬
‫تفش ي الجائحة‪.‬‬
‫ويعرض الشكل ‪ 6.3‬تقديرات متعلقة بالسياح الوافدين فيما بين بلدان املنظمة واإليرادات املترتبة عن ذلك‬
‫في ‪ .2020‬ويعكس السيناريو األساس ي مسار النمو املعتاد لقطاع السياحة في بلدان املنظمة بناء على أدائها‬
‫خالل فترة ‪ 2019-2017‬مع افتراض عدم وجود جائحة كوفيد‪ 19-‬في ‪ .2020‬أما السيناريو ‪ 1‬فهو يأخذ في‬
‫االعتبار تأثير الجائحة‪ .‬ووفقا لذلك‪ ،‬يتوقع أن يصل عدد السياح الوافدين فيما بين بلدان املنظمة إلى ‪117.3‬‬
‫مليون سائح في حالة السيناريو األساس ي و ‪ 28.3‬مليون في حالة السيناريو ‪( 1‬الشكل ‪ .)6.3‬وفي نفس االتجاه‪،‬‬
‫كان من املتوقع أن ترتفع إيرادات السياحة البينية في املنظمة من قيمة ‪ 75.6‬مليار دوالر املسجلة عام ‪2019‬‬
‫إلى ‪ 83.8‬مليار دوالر عام ‪ 2020‬في حالة السيناريو األساس ي‪ .‬لكن في حالة السيناريو ‪ ،1‬اقتصرت إيرادات‬
‫أنشطة السياحة البينية في املنظمة على ‪ 27.2‬مليار دوالر أمريكي فقط‪ ،‬وهذا يدل على خسارة تقدر بمبلغ‬
‫‪ 56.6‬مليار دوالر أمريكي في ‪( 2020‬باملقارنة مع السيناريو األساس ي)‪ .‬ويعد تعليق أداء مناسك الحج من أبرز‬
‫أسباب هذا التراجع في أعداد السياح الوافدين واإليرادات املتعلقة بالسياحة فيما بين بلدان املنظمة‪ ،‬وهو‬
‫أهم مناسبة تنشط فيها السياحة البينية‪ ،‬إضافة إلى تقلص عدد املعتمرين (راجع اإلطار ‪ .)3.3‬وباإلضافة إلى‬
‫ذلك‪ ،‬يمكن أيضا اعتبار انكماش النمو االقتصادي والقيود املفروضة على األسفار الدولية واهتزاز الثقة في‬
‫السفر الدولي من أبرز العوامل األخرى املساهمة في تراجع أنشطة السياحة البينية في منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي عام ‪.2020‬‬

‫‪19‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫الشكل ‪ :6.3‬السياح الو افدون فيما بين بلدان منظمة التعاون اإلسالمي (باملاليين‪ ،‬يسار) وإيرادات السياحة فيما‬
‫بين هذه البلدان (بمالييرالدوالرات‪ ،‬يمين)‬
‫الو افدون‬ ‫اإليرادات‬
‫السيناريو األساس‪ :‬ال وجود لكوفيد‪19-‬‬ ‫السيناريو األساس‪ :‬ال وجود لكوفيد‪19-‬‬
‫السيناريو ‪ :1‬تأثير كوفيد‪19-‬‬ ‫السيناريو ‪ :1‬تأثير كوفيد‪19-‬‬
‫‪140‬‬ ‫‪100‬‬

‫‪120‬‬ ‫‪117.3‬‬ ‫‪75.6‬‬ ‫‪83.8‬‬


‫‪103.9‬‬ ‫‪80‬‬ ‫‪70.6‬‬
‫‪100‬‬
‫‪103.5‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪83.6‬‬ ‫‪60‬‬ ‫‪60.9‬‬

‫‪60‬‬ ‫‪40‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪27.2‬‬
‫‪28.3‬‬ ‫‪20‬‬
‫‪20‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪0‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫*‪2020‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫*‪2020‬‬

‫املصدر‪ :‬حسابات موظفي سيسرك استنادا إلى بيانات منظمة السياحة العاملية التي تغطي ‪ 39‬بلدا عضوا في منظمة التعاون اإلسالمي‪* .‬‬
‫يستخدم السيناريو األساس ي قيم االتجاه خالل فترة ‪ 2019-2017‬لتقدير ‪ .2020‬يستخدم التقدير الوارد في السيناريو ‪ 1‬املتوسطات العاملية‬
‫ملنظمة السياحة العاملية والتي تبلغ ‪ %73‬كنسبة انخفاض في عدد الوافدين و ‪ %64‬كنسبة انخفاض في العائدات‪.‬‬

‫رغم تأجيل العديد من الفعاليات الدولية واإلقليمية‪ ،‬شرعت بعض بلدان منظمة التعاون اإلسالمي في‬
‫استئناف األنشطة السياحية خالل فترة تفش ي الجائحة ملن وفق قواعد صارمة متعلقة بالنظافة وقوانين‬
‫متعلقة باللقاحات‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬استضافت اإلمارات معرض إكسبو ‪ 2020‬في دبي بين ‪ 01‬أكتوبر ‪2021‬‬
‫و ‪ 31‬مارس ‪ .2022‬ولحدود ‪ 31‬مارس ‪ ،2022‬استقطبت فعاليات املعرض أكثر من ‪ 24.1‬مليون زائر ( ‪Gulf‬‬
‫‪ .)News, 2022‬وما يقارب ثلث زوار املعرض من الزوار الدوليين‪ .‬وجاء حوالي ‪ %20‬من جميع الزوار الدوليين‬
‫من الهند (‪ )%10‬واململكة العربية السعودية (‪ .)The National News, 2022a and 2022b( )%10‬واعتبارا‬
‫من ‪ 01‬نوفمبر ‪ 2020‬فتحت اململكة العربية السعودية حدودها بالتدريج ورفعت إجراءات حظر السفر عن‬
‫املعتمرين القادمين من خارج اململكة (بشرط التزامهم باإلجراءات الوقائية املعتمدة واللقاحات) (‪.)AA, 2020‬‬
‫وفي ظل الجائحة املستمرة‪ ،‬استضافت قطر بنجاح كأس العرب في ‪ 2021‬ومن املقرر أن تستضيف مسابقة‬
‫كأس العالم لكرة القدم في عام ‪ 2022‬التي من املتوقع أن تجتذب ‪ 1.2‬مليون زائر من جميع أنحاء العالم‪ .‬ومثل‬
‫هذه الفعاليات الدولية الضخمة (مثل البطوالت واملعارض) عادة ما تساهم ليس فقط في زيادة عدد السياح‬
‫الدوليين الوافدين إلى البلدان املضيفة‪ ،‬بل تتمتع أيضا بالقدرة على تعزيز أنشطة السياحة فيما بين بلدان‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي (‪.)Daily Sabah, 2021‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪20‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫اإلطار‪ :3.3‬جائحة كوفيد‪ 19-‬ومناسك الحج والعمرة‬


‫يعد الحج أحد أكبر التجمعات الدينية السنوية في العالم‪ .‬فبين عامي ‪ 2016‬و ‪ ،2019‬أدى ما معدله ‪ 2.3‬مليون مسلم‬
‫فريضة الحج سنويا‪ ،‬من بينهم ‪ 1.7‬مليون حاج قادم من خارج اململكة العربية السعودية ( ‪General Authority for‬‬
‫‪ .)Statistics, 2019‬كما أدى ما متوسطه ‪ 18.8‬مليون مسلم سنويا مناسك العمرة بين عامي ‪ 2017‬و ‪General ( 2019‬‬
‫‪ .)Authority for Statistics, 2020‬وبلغت إيرادات الحج والعمرة أكثر من ‪ 12‬مليار دوالر أمريكي‪ ،‬وقبل ظهور الجائحة‬
‫استأثرت املناسبتان بما يقرب من ‪ %30‬من دخل القطاع الخاص في مدينتي مكة واملدينة املنورة ( ‪Raj and Bozonelos,‬‬
‫‪.)2020‬‬
‫في ظل املخاطر الصحية املرتبطة بكوفيد‪ ،19-‬فرضت اململكة العربية السعودية "قيودا على أداء فريضة الحج والعمرة‬
‫ألول مرة منذ ثمانية عقود"‪ ،‬وذلك في إطار الجهود املبذولة الحتواء الجائحة التي ظهرت في شهر مارس ‪2020‬‬
‫(‪ . )Ebrahim and Memish, 2020‬ومقارنة بفترة ما قبل الجائحة‪ ،‬تمكن فقط ‪ 5.8‬مليون مسلم من أداء مناسك‬
‫العمرة في ‪ ،2020‬وأداء الحج كان مسموحا لعدد ال يتعدى ‪ 1000‬حاج فقط ( ‪General Authority for Statistics,‬‬
‫‪ .)2020; Karadsheh and Qiblawi, 2020‬وملنع انتشار كوفيد‪ 19-‬خالل موسم الحج لعام ‪ ،2020‬على سبيل املثال‪،‬‬
‫اعتمدت وزارة الصحة السعودية خمسة معايير تحدد من خاللها األهلية ألداء مناسك الحج (‪.)Hashim et al., 2021‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تم تنظيم الحجاج في مجموعات آمنة تضم ‪ 20‬حاجا في مسارات محددة‪ ،‬ورافقت هذه املجموعات‬
‫موظفون في قطاع الصحة تلقوا تدريبا خاصا؛ فكان على الحجاج ارتداء الكمامة الطبية في جميع األوقات‪ ،‬ولم ُيسمح‬
‫لهم بمشاركة متعلقاتهم الشخصية‪ ،‬وترك مسافة أمان ‪ 1.5‬متر فيما بينهم‪ ،‬ووفرت للحجاج أحجار تيمم وسجادات‬
‫معقمة ولم ُيسمح لهم بلمس الكعبة‪ ،‬وفرض على الحجاج حجر صحي ملدة ‪ 14‬يوما بعد انتهاء مناسك الحج‪ .‬ونتيجة‬
‫لهذه التدابير الصارمة‪ ،‬لم تسجل حاالت مؤكدة لإلصابة بفيروس كوفيد‪ 19-‬أثناء أو بعد الحج في عام ‪2020‬‬
‫(‪.)Hashim et al., 2021‬‬
‫وفي عام ‪ ،2021‬حددت اململكة العربية السعودية عدد الحجاج في ‪ 60‬ألف مواطن ومقيم ممن تتراوح أعمارهم بين‬
‫‪ 18‬و ‪ 65‬عاما‪ ،‬ولم يسمح لجميع املسلمين من خارج اململكة القدوم ألداء مناسك الحج (‪ .)Hussain, 2021‬وأسفرت‬
‫هذه القيود على عدد الزوار ألداء مناسك الحج والعمرة خالل عامي ‪ 2020‬و ‪ 2021‬عن تراكم املرشحين ألداء‬
‫الشريعتين في قوائم االنتظار حسب ما تمليه قوانين الحصص الوطنية التي تعتمدها اململكة‪ ،‬وبرزت مشكالت متعلقة‬
‫برد املدفوعات لألفراد الذين لم يتمكنوا من أداء فريضة الحج (‪ .)Muneeza and Mustapha, 2021‬لذلك من‬
‫املحتمل أن تؤثر العوامل املتمثلة في وقف الحج وفرض قيود على السفر والتنقل واعتماد تدابير التباعد االجتماعي‬
‫على االنتعاش االقتصادي لقطاعية الضيافة والسفر في مكة واملدينة املنورة‪ ،‬وما قد يزيد الوضع تفاقما هو حالة عدم‬
‫اليقين االجتماعي واالقتصادي التي قد يطول أمدها بسبب الجائحة‪.‬‬
‫وأكدت اململكة العربية السعودية استقبال الحجاج األجانب في ‪ 2022‬ومن املقرر أن تصدر قرارات جديدة تضم‬
‫تعديالت في حصص الدول املشاركة في موسم الحج ‪ .)Mussa, 2022( 2022‬في حين أن السلطات السعودية لم تعلن‬
‫بعد عن مزيد من التفاصيل بخصوص إجراءات موسم الحج لعام ‪ ،2022‬أشار البيان الرسمي إلى أنه يجب على‬
‫الحجاج استيفاء الشرط األساس ي املتمثل في تلقي لقاح مضاد لكوفيد‪ .19-‬وقبل بداية شهر رمضان‪ ،‬في أبريل ‪،2022‬‬
‫رفعت حكومة اململكة العربية السعودية مجموعة من اإلجراءات االحترازية ضد كوفيد‪ 19-‬حتى تفسح املجال للراغبين‬
‫في أداء مناسك العمرة‪.‬‬

‫‪21‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫‪ 4.3‬السياحة اإلسالمية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬


‫شهد سوق السياحة اإلسالمية نموا سريعا خالل السنوات األخيرة وبرز كأحد أسرع مكونات سوق السياحة‬
‫العاملية نموا‪ ،‬سواء من حيث عدد الوافدين أو اإليرادات (‪ .)SESRIC, 2020b‬فقد زاد عدد السياح في السوق‬
‫بنسبة تفوق ‪ %43‬خالل الفترة املمتدة بين عامي ‪ 2010‬و ‪Mastercard and Crescent Rating, ( 2018‬‬
‫‪ .)2019‬لكن ليس ثمة مجموعات بيانات موحدة على الصعيد العاملي بشأن السياحة اإلسالمية تمكن‬
‫الباحثين من متابعة التطورات في القطاع بدقة‪ ،‬ال سيما السياحة فيما بين البلدان‪ .‬وعادة ما تستخدم بعض‬
‫املتغيرات البديلة القائمة على التقديرات واملؤشرات التي طورتها بعض املؤسسات مثل كريسنت ريتينغ‬
‫(‪ )Crescent Rating‬ودينار ستاندارد (‪ )Dinar Standard‬لفهم ورصد أداء هذا القطاع‪.‬‬
‫ورغم وجود تحديات تتعلق بتوفر البيانات ذات الجودة‪ ،‬تقدم بعض مجموعات البيانات املتاحة صورة عامة‬
‫عن أداء القطاع‪ .‬وبهذا الخصوص‪ ،‬يعرض الشكل ‪ 7.3‬ملحة عامة عن أداء سوق السياحة اإلسالمية على‬
‫املستوى العاملي بناء على تقديرات مؤسسة دينار ستاندارد (‪ )2020‬وماستركارد وكريسنت ريتينغ (‪.)2021‬‬
‫ووفقا لذلك‪ ،‬تشير األرقام إلى زيادة عدد السياح في سوق السياحة اإلسالمية من ‪ 131‬مليون املسجل في عام‬
‫‪ 2017‬إلى ‪ 160‬مليون في ‪ ،2019‬وهذا ما يمثل زيادة بنسبة ‪ .%22‬لكن أزمة الجائحة ضربت بشدة هذا الزخم‬
‫في نمو القطاع‪ ،‬ولم يتمكن سوى ‪ 42‬مليون زائر دولي من السفر في ‪ 2020‬في هذا السوق‪ ،‬وهذا ما يعكس‬
‫تراجعا بنسبة ‪ %71‬في عدد السياح الوافدين مقارنة بعام ‪.2019‬‬
‫تخول األنشطة السياحية املتزايدة فيما بين بلدان منظمة التعاون اإلسالمي للسياح الوافدين من مختلف‬
‫هذه البلدان فرص استكشاف مجموعة من مناطق الجذب السياحي‪ .‬لذلك يعد تعزيز األنشطة السياحية‬
‫فيما بين بلدان املنظمة من العوامل الرئيسة املحفزة لنمو السياحة اإلسالمية‪ ،‬ال سيما في فترة ما قبل‬
‫الجائحة (‪ .)SESRIC, 2020b‬ومع آفاق النمو التي تتمتع بها هذه السوق السياحية املتخصصة‪ ،‬ال يزال أمام‬
‫بلدان املنظة بذل املزيد من الجهود إلطالق العنان إلمكاناتها الكاملة واستضافة املزيد من السياح من البلدان‬
‫األعضاء وغير األعضاء‪.‬‬
‫الشكل ‪ :7.3‬السياحة اإلسالمية في العالم‪ ،‬الو افدون (ماليين)‬

‫‪200‬‬ ‫‪160‬‬
‫‪150‬‬
‫‪150‬‬ ‫‪131‬‬

‫‪100‬‬
‫‪42‬‬
‫‪50‬‬
‫‪0‬‬
‫‪2017‬‬ ‫‪2018‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬

‫املصدر‪ :‬دينار ستاندارد (‪ )2020‬وماستر كارد وكرسنت ريتنغ (‪)2021‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪22‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫وكما هو شأن أعداد السياح الوافدين‪ ،‬سجلت سوق الساحة اإلسالمية نموا من حيث إيرادات السياحة‬
‫قبل بداية تفش ي الجائحة‪ .‬فقد ارتفع حجم سوق السياحة اإلسالمية على الصعيد العاملي من ‪ 142‬مليار‬
‫دوالر أمريكي املسجل في عام ‪ 2014‬إلى ‪ 194‬مليار دوالر في عام ‪( 2019‬الشكل ‪ .)8.3‬لكن مع تفش ي الجائحة‬
‫والقيود املفروضة جراء ذلك على السفر في جميع أنحاء العالم‪ ،‬من املقدر أن يتقلص حجم هذا السوق‬
‫بنسبة ‪ ،%70‬ليسجل بذلك قيمة ‪ 58‬مليار دوالر أمريكي في عام ‪ .2020‬وفي ظل التخفيف التدريجي للقيود‪،‬‬
‫من املرتقب أن يتعافى السوق ومن املتوقع أن يبلغ حجمه ‪ 208‬مليار دوالر أمريكي في ‪Dinar Standard, ( 2024‬‬
‫‪ .)2020‬وفي منطقة املنظمة‪ ،‬زاد حجم سوق السياحة اإلسالمية بنسبة ‪ %37‬مقارنة بفترة ‪2019-2014‬‬
‫وبلغت قيمته ‪ 153‬مليار دوالر في ‪( 2019‬الشكل ‪ .)8.3‬فد بلوغ الحضيض في ‪ 46( 2020‬مليار دوالر أمريكي)‪،‬‬
‫من املتوقع أن يصل حجم السوق في مجموعة بلدان املنظمة إلى ‪ 164‬مليار دوالر أمريكي في عام ‪.2024‬‬

‫الشكل ‪ :8.3‬تقديرحجم سوق السياحة اإلسالمية (ملياردوالرأمريكي)‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫العالم‬


‫‪208‬‬
‫‪194‬‬
‫‪164‬‬
‫‪153‬‬
‫‪142‬‬
‫‪112‬‬

‫‪58‬‬
‫‪46‬‬

‫‪2014‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫‪2024‬‬

‫املصدر‪ :‬حسابات موظفي سيسرك بناء على دينار ستاندارد (‪ )2020‬وطومسون رويترز ودينار ستاندارد (‪.)2015‬‬

‫في سياق صناعة الحالل‪ ،‬سجلت سوق السياحة اإلسالمية أعلى مستويات التراجع (الشكل ‪ ،9.3‬يسار)‬
‫بسبب القيود املفروضة على السفر وباقي اإلجراءات املعتمدة الحتواء كوفيد‪ .)SESRIC, 2022( 19-‬وبصورة‬
‫عامة‪ ،‬أسفرت الجائحة عن تغير مسار تطوير قطاع الحالل‪ ،‬بما في ذلك السياحة اإلسالمية‪ ،‬سواء على املدى‬
‫القصير واملتوسط‪ .‬فقد تراجعت تقديرات نمو صناعة الحالل من ‪ %6.2‬إلى ‪ %3.1‬خالل فترة ‪2024-2018‬‬
‫(الشكل ‪ ،9.3‬يمين)‪.‬‬

‫‪23‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫الشكل ‪ :9.3‬آثارجائحة كوفيد‪ 19-‬على قطاع الحالل‬


‫التراجع (‪ )%‬التقديري في حجم السوق العاملية‬ ‫آثار كوفيد‪ 19-‬على توقعات نمو السوق‬
‫لقطاعات الحالل في ‪2020‬‬ ‫العاملية لصناعة الحالل‬
‫(مقارنة بعام ‪)2019‬‬ ‫لفترة ‪2024-2018‬‬

‫املالية اإلسالمية‬ ‫‪0.0%‬‬


‫‪6.2%‬‬

‫األغذية الحالل‬ ‫‪0.2%‬‬

‫نمط الحياة اإلسالمية‬ ‫‪3.9%‬‬ ‫‪3.1%‬‬

‫السياحة اإلسالمية‬ ‫‪70.1%‬‬

‫التوقعات قبل كوفيد‪19-‬‬ ‫التوقعات بعد كوفيد‪19-‬‬


‫‪0%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪100%‬‬

‫املصدر‪ :‬حسابات موظفي سيسرك بناء على بيانات دينار ستاندارد (‪)2020‬‬

‫أداء بلدان منظمة التعاون اإلسالمي في السياحة اإلسالمية‬


‫تعد مجموعة بلدان منظمة التعاون اإلسالمي الفاعل الرئيس في سوق السياحة اإلسالمية في جميع أنحاء‬
‫العالم‪ ،‬وذلك بفضل بيئتها املالئمة للمسلمين‪ .‬وبهذا الخصوص‪ ،‬سجلت بلدان املنظمة أعلى الدرجات في‬
‫مختلف املؤشرات التي تعنى بهذا املجال‪ ،‬مثل مؤشر السفر العاملي للمسلمين (‪ 3.)GMTI‬ففي إصدار ‪2021‬‬
‫من هذا املؤشر‪ ،‬سجلت مجموعة بلدان املنظمة أعلى متوسط للدرجات (‪ )55.8‬مقارنة بباقي مجموعات‬
‫البلدان‪ .‬وفي العام ذاته‪ ،‬بلغ املتوسط العاملي ‪( 41.5‬الشكل ‪ ،10.3‬أعلى)‪ .‬وسجلت بلدان املنظمة درجات‬
‫عالية بشكل خاص في املؤشر الفرعي املتعلق بالبيئة‪ ،‬إذ أنها تخطت عتبة ‪ 90‬درجة كمتوسط في بعض أبعاد‬
‫املؤشر الفرعي‪ ،‬مثل األمان (‪ )99‬والقيود املتعلقة باملعتقد (‪ .)92.5‬لكنها سجلت‪ ،‬في املتوسط‪ ،‬أدنى الدرجات‬
‫من حيث بعد الترويج للوجهات (‪ ) 10.8‬تحت املؤشر الفرعي املتعلق بالتواصل‪ .‬كما سجلت مجموعة بلدان‬
‫املنظمة درجات متدنية نسبيا في البعدين املتعلقين بعدد الزوار الوافدين (‪ )20.6‬واملوصولية (‪ )35.3‬اللذان‬
‫يعتبران من املجاالت التي تحظى بقدر كبير من االستثمار للنهوض بالسياحة اإلسالمية (الشكل ‪ ،10.3‬أسفل)‪.‬‬

‫‪ 3‬تم تطوير مؤشر السفر العاملي للمسلمين (‪ )GMTI‬من خالل النظر في العوامل الرئيسية األربعة لتمكين الوجهات من جذب‬
‫املزيد من السياح املسلمين‪ :‬سهولة الوصول إلى الوجهة؛ التواصل الداخلي والخارجي من طرف الوجهة؛ البيئة في الوجهة؛‬
‫الخدمات التي تقدمها الوجهة‪ .‬تم استخدام أكثر من ‪ 40‬مجموعة بيانات لحساب مؤشر السفر العاملي للمسلمين‪.‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪24‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫الشكل ‪ :10.3‬درجات بلدان منظمة التعاون اإلسالمي على مؤشرالسفرالعاملي للمسلمين (أعلى) وعلى املؤشرات‬
‫الفرعية لذات املؤشر(أسفل)‪2021 ،‬‬
‫معدالت ‪ 2021‬على مؤشر السفر العاملي للمسلمين‬
‫‪100‬‬

‫‪55.8‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪40.1‬‬ ‫‪41.5‬‬
‫‪32.5‬‬

‫‪0‬‬
‫بلدان املنظمة‬ ‫البلدان النامية‬ ‫البلدان املتقدمة‬ ‫العالم‬
‫غير األعضاء في املنظمة‬

‫درجات بلدان منظمة التعاون اإلسالمي على املؤشرات الفرعية ملؤشر السفر العاملي للمسلمين‪2021 ،‬‬

‫‪99.0‬‬ ‫‪92.5‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪83.7‬‬
‫‪61.4‬‬ ‫‪67.2‬‬ ‫‪66.6‬‬
‫‪44.1‬‬ ‫‪44.7‬‬ ‫‪38.2‬‬ ‫‪38.3‬‬
‫‪50‬‬ ‫‪35.3‬‬
‫‪20.6‬‬
‫‪10.8‬‬
‫‪0‬‬
‫بيئة تمكينية‬
‫املوصولية‬

‫اإلقامة‬
‫البنية التحتية‬

‫إتقان التواصل‬

‫مرافق للصالة‬
‫األمان‬

‫قيود متعلقة‬

‫الزوار الوافدون‬

‫األغذية الحالل‬
‫وعي الجهات‬

‫املطارات‬
‫التسويق‬
‫للوجهات‬
‫للمواصالت‬

‫الفاعلة‬

‫باملعتقد‬

‫إمكانية الوصول‬ ‫التواصل‬ ‫البيئة‬ ‫الخدمات‬

‫املصدر‪ :‬ماستر كارد وكرسنت ريتنغ (‪)2021‬‬


‫مالحظة‪ :‬ارتفاع الدرجة على املؤشر دليل على بيئة أكثر مالءمة للسياح املسلمين‪.‬‬
‫وعلى مستوى فرادى بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬سجل ‪ 17‬بلدا عضوا في املنظمة درجات أدنى من‬
‫متوسط املنظمة (‪ )55.8‬على مؤشر السفر العاملي للمسلمين في ‪( 2021‬الشكل ‪ .)11.3‬ومعظم هذه البلدان‬
‫تقع في منطقة جنوب الصحراء الكبرى حيث يبلغ املتوسط اإلقليمي معدل ‪ .41.8‬فيما سجلت كل من سورينام‬
‫(‪ )33‬وتوغو (‪ )34‬وبنين (‪ )35‬أدنى الدرجات على املؤشر في عام ‪ .2021‬وبلدان املنظمة األفضل أداء على‬
‫املؤشر تقع في منطقتي الشرق األوسط وشمال إفريقيا وشرق وجنوب آسيا وأمريكا الالتينية‪ .‬وعلى وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬سجلت ماليزيا (‪ )80‬وتركيا (‪ )77‬واململكة العربية السعودية (‪ )76‬أعلى الدرجات على املؤشر‪،‬‬
‫وتليها كل من إندونيسيا (‪ )73‬واإلمارات العربية املتحدة (‪.)72‬‬

‫‪25‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫الشكل ‪ :11.3‬أداء بلدان منظمة التعاون اإلسالمي حسب درجات مؤشرالسفرالعاملي للمسلمين‪2021 ،‬‬

‫‪ECA‬‬ ‫‪ESALA‬‬ ‫‪MENA‬‬ ‫‪SSA‬‬ ‫متوسط املنظمة‬

‫‪90‬‬ ‫ماليزيا‬
‫تركيا‬
‫إندونيسيا‬
‫‪80‬‬ ‫اإلمارات‬

‫‪70‬‬ ‫السعودية‬

‫‪60‬‬

‫‪50‬‬
‫بنين‬ ‫أوغندا‬
‫متوسط املنظمة = ‪55.8‬‬
‫‪40‬‬

‫‪30‬‬
‫توغو‬
‫موزمبيق‬
‫‪20‬‬ ‫سورينام‬
‫‪10‬‬

‫‪0‬‬

‫املصدر‪ :‬ماستر كارد وكرسنت ريتنغ (‪)2021‬‬


‫مالحظة‪ :‬ارتفاع الدرجة على املؤشر دليل على بيئة أكثر مالءمة للسياح املسلمين‪ ECA .‬و ‪ ESALA‬و ‪ MENA‬و ‪ SSA‬رموز تمثل املناطق الفرعية‬
‫ملنظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬راجع امللحقين ‪ 1‬و ‪ 2‬ملزيد من املعلومات‪.‬‬
‫وعلى نفس الغرار‪ ،‬يصنف املؤشر الفرعي الخاص بالسياحة اإلسالمية ضمن مؤشر االقتصاد اإلسالمي‬
‫العاملي (‪ )GIEI‬البلدان بناء على وضع وتطور بيئة السياحة اإلسالمية من خالل أخذ األبعاد األربعة التالية في‬
‫االعتبار‪ :‬املالية‪ ،‬والحوكمة‪ ،‬والتوعية‪ ،‬والجانب االجتماعي‪ .‬وحسب نتائج عام ‪ ،2020‬التي تستثني آثار‬
‫الجائحة‪ ،‬سجلت ماليزيا (‪ )98.3‬واإلمارات العربية املتحدة (‪ )78.3‬وتركيا (‪ )62.7‬أعلى الدرجات على املؤشر‬
‫(الشكل ‪ .)12.3‬وتضم قائمة البلدان الـ‪ 15‬األفضل أداء على املؤشر الفرعي بلدين غير عضوين في منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي‪ ،‬وهما سنغافورة (‪ )42.6‬وسريالنكا (‪ ،)13.3‬وهذا ما يدل على االهتمام املتزايد من طرف‬
‫البلدان غير األعضاء في املنظمة بالسياحة اإلسالمية واالستثمار فيها بحكم ما تعودبه من مزايا اقتصادية‬
‫هامة‪ .‬وهناك أيضا بعض البلدان غير األعضاء في املنظمة التي تعتبر من الوجهات املفضلة للمسافرين‬
‫املسلمين‪ .‬فقد استقطبت روسيا ‪ 5.6‬مليون مسافر مسلم في عام ‪ ،2019‬وفي نفس العام زار حوالي ‪ 5‬ماليين‬
‫مسافر مسلم فرنسا (‪ .) Dinar Standard, 2020‬وفي هذا الصدد‪ ،‬شرعت العديد من الجهات الفاعلة في‬
‫مجال السياحة في مثل هذه البلدان غير األعضاء في املنظمة في إبداء اهتمام متزايد بالسياحة اإلسالمية‬
‫وطورت خدمات مخصصة للمسافرين املسلمين‪ ،‬مثل توفير سجادة للصالة في غرفة اإلقامة أو تقديم‬
‫بوفيهات خاصة خالل شهر رمضان املبارك‪.‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪26‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫الشكل ‪ :12.3‬البلدان الـ‪ 15‬األفضل أداء على املؤشر الفرعي الخاص بالسياحة اإلسالمية ضمن مؤشر االقتصاد‬
‫اإلسالمي العاملي )‪2020،(GIEI‬‬
‫‪98.3‬‬
‫‪100‬‬ ‫‪78.3‬‬
‫‪80‬‬ ‫‪62.7‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪45.3‬‬ ‫‪43.3‬‬ ‫‪42.6‬‬ ‫‪36.8‬‬ ‫‪36.7‬‬ ‫‪33.2‬‬ ‫‪31.9‬‬
‫‪40‬‬ ‫‪28.8‬‬ ‫‪27.1‬‬ ‫‪23.6‬‬
‫‪14.1‬‬ ‫‪13.3‬‬
‫‪20‬‬
‫‪0‬‬

‫املصدر‪ :‬دينار ستاندارد (‪)2020‬‬


‫مالحظة‪ :‬تسجيل درجة عالية على املؤشر يعني وجود تطور في قطاع السياحة اإلسالمية‪ * .‬تشير إلى البلدان غير األعضاء في املنظمة‪.‬‬

‫بينما تلعب بلدان منظمة التعاون اإلسالمي دورا هاما في توفير بيئة مالئمة لتطوير أنشطة السياحة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬فإن بعضها من بين األسواق املصدر الرئيسة بحكم أنماط إنفاقها في هذا السوق املتخصص‪ .‬وعلى‬
‫وجه الخصوص‪ ،‬تربعت بلدان املنظمة الواقعة في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا‪ ،‬مثل اململكة‬
‫العربية السعودية (‪ 24.3‬مليار دوالر أمريكي) واإلمارات العربية املتحدة (‪ 17.2‬مليار دوالر) وقطر (‪ 14.2‬مليار‬
‫دوالر) والكويت (‪ 13‬مليار دوالر)‪ ،‬على رأس قائمة أفضل البلدان أداء في العالم في ‪ 2019‬من حيث اإلنفاق‬
‫على السياحة اإلسالمية (الشكل ‪ .)13.3‬وتلت هذه البلدان كل من إندونيسيا‪ ،‬من منطقة جنوب آسيا‪ ،‬بمعدل‬
‫إنفاق على السياحة اإلسالمية بلغت قيمة ‪ 11.2‬مليار دوالر في نفس العام‪ .‬وتبرز هذه األرقام أيضا وجود‬
‫مستوى عال من ت مركز أسواق السياحة اإلسالمية في مناطق بعينها‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بأسواق املصدر‬
‫(املنشأ)‪.‬‬
‫الشكل ‪ :13.3‬البلدان الخمس األكثرإنفاقا على السياحة اإلسالمية في الخارج‪2019 ،‬‬
‫اإلنفاق على السياحة في الخارج‪ ،‬مليار دوالر أمريكي‬

‫السعودية‬ ‫‪24.3‬‬
‫اإلمارات‬ ‫‪17.2‬‬
‫قطر‬ ‫‪14.2‬‬
‫الكويت‬ ‫‪13‬‬
‫إندونيسيا‬ ‫‪11.2‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪30‬‬

‫املصدر‪ :‬دينار ستاندارد (‪)2020‬‬


‫مالحظة‪ :‬الرقام عبارة عن قيم تقديرية بناء على حسابات مؤسسة طومسون رويترز‪.‬‬

‫‪27‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫جهود بلدان ومؤسسات منظمة التعاون اإلسالمي لتنمية السياحة اإلسالمية‬


‫طورت عدد من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬مثل ماليزيا وإندونيسيا واإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬مجموعة‬
‫من املبادرات والسياسات تمكنها من أن تصبح أكثر تنافسية في سوق السياحة اإلسالمية العاملية‪ .‬فعلى سبيل‬
‫املثال‪ ،‬اتخذت الحكومة املاليزية اإلجراءات التالية لتطوير السياحة اإلسالمية والترويج لها في جميع مناطق‬
‫البلد‪:‬‬
‫أ) إحداث مركز السياحة اإلسالمية (‪ )ITC‬لدعم جهود وزارة السياحة والثقافة‪،‬‬
‫ب) وضع "خطة استراتيجية لتطوير السياحة اإلسالمية"‪ ،‬وهذه الوثيقة تحدد املسارات املمكنة‬
‫للسياحة اإلسالمية في ماليزيا من خالل رؤية واضحة املعالم‪ ،‬وهي بمثابة وثيقة مرجعية تسترشد بها‬
‫الجهات املعنية من خالل إبرازها ألهم العوامل واملعايير التي يتعين اعتمادها إلنجاح أنشطة السياحة‬
‫اإلسالمية في ماليزيا‪،‬‬
‫ج) إنشاء صندوق لتطوير البنية التحتية السياحية تحت وزارة السياحة والثقافة لدعم جهود النهوض‬
‫بقطاع السياحة‪،‬‬
‫د) إنشاء شركة تطوير صناعة الحالل بهدف تنسيق إجمالي الجهود املبذولة لتنمية صناعة الحالل في‬
‫ماليزيا (‪.)COMCEC, 2016a; 2016b‬‬
‫وثمة إجراءات متعلقة بالسياسات وأطر تنظيمية مماثلة في بلدان أخرى أعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫مثل إندونيسيا واإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬حيث أنشأت الحكومات لجانا متخصصة لتطوير استراتيجيات‬
‫لتنمية السياحة اإلسالمية‪ ،‬والعمل بتعاون وثيق مع مقدمي الخدمات السياحية لرفع مستوى الوعي‬
‫بخصوص إمكانات سوق السياحة اإلسالمية‪ ،‬وتلبية االحتياجات واملطالب املحددة للمسافرين املسلمين‪،‬‬
‫ودعم مقدمي الخدمات في تطوير منتجات وخدمات السياحة اإلسالمية وإصدار الشهادات بشأنها‪ ،‬وتعزيز‬
‫القدرات في مجال التسويق للوجهات السياحية‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬أنشأت وزارة السياحة واالقتصاد اإلبداعي‬
‫في إندونيسيا لجنة لتنمية السياحة اإلسالمية‪ /‬الحالل والترويج لها في إندونيسيا‪ .‬وأطلق على هذه اللجنة اسم‬
‫"فريق تسريع تنمية السياحة املراعية لشروط الحالل"‪ .‬كما أطلقت إندونيسيا أيضا مؤشر إندونيسيا لسفر‬
‫املسلمين (‪ )IMTI‬في أواخر عام ‪ 2018‬والذي يصنف محافظاتها حسب مستوى مالئمتها للمسلمين‪ .‬ويهدف‬
‫هذا املؤشر إلى خلق منافسة سليمة بين املحافظات في تقديم الطعام للمسافرين املسلمين وتوفير معلومات‬
‫أفضل للزوار املحتملين (‪.)Dinar Standard, 2019‬‬
‫ونتيجة لجهود جبارة على مستوى السياسات‪ ،‬شرعت الجهات الرئيسية الفاعلة في مجال السياحة في هذه‬
‫البلدان األعضاء في تطوير وتوفير منتجات وخدمات تتالءم ومتطلبات املسافرين املسلمين‪ ،‬بما في ذلك الغذاء‬
‫الحالل املعتمد‪ ،‬وفضاءات مخصصة للصالة‪ ،‬ومرافق للترفيه مصممة على نحو يفصل بين الرجال والنساء‪.‬‬
‫وتجهز العديد من الفنادق غرفها بمؤشر للداللة على اتجاه القبلة وسجادات للصالة ونسخ من القرآن‬
‫الكريم‪ .‬وفي مجال األغذية واملشروبات‪ ،‬بدأت أبرز املطاعم وسالسل الوجبات السريعة بتقديم خيارات‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪28‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫الطعام الحالل في حين أن الجهات املقدمة للخدمات األكثر تخصصا تتوفر على مطابخ حالل كاملة‪ ،‬وبعضها‬
‫حاصل على شهادة الحالل يخول لها تقديم خدماتها الحالل (‪.)COMCEC, 2016b‬‬
‫كما أن هناك عدد من املبادرات على مستوى منظمة التعاون اإلسالمي لدعم جهود البلدان األعضاء الرامية‬
‫لتطوير أسواقها الخاصة بالسياحة اإلسالمية‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تم اعتماد "خارطة الطريق االستراتيجية‬
‫لتنمية السياحة اإلسالمية في الدول األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي" خالل فعاليات املؤتمر اإلسالمي‬
‫العاشر لوزراء السياحة (‪ )ICTM‬الذي عقد عام ‪ 2018‬في دكا‪ ،‬بنغالديش‪ .‬وتهدف هذه الوثيقة إلى تمهيد‬
‫الطريق للتعاون بين بلدان املنظمة ومؤسساتها واملنظمات الدولية ذات الصلة في مجال السياحة اإلسالمية‬
‫ضمن خمسة مجاالت مواضيعية رئيسية محددة للتعاون‪ ،‬وهي‪ :‬البيانات والرصد‪ ،‬تطوير السياسات واللوائح‬
‫التنظيمية‪ ،‬والتسويق والترويج‪ ،‬وتنمية الوجهات والقطاع‪ ،‬وتنمية القدرات‪.‬‬
‫وطور معهد املواصفات واملقاييس للدول اإلسالمية (‪ )SMIIC‬مواصفات خاصة بخدمات السياحة الحالل‬
‫التي اعتمدت في ديسمبر ‪ . 2019‬وأصبحت الوثيقة متاحة لالستخدام من قبل الجهات الفاعلة في قطاع‬
‫السياحة اإلسالمية املهتمة باملوضوع‪ .‬وتهدف هذه املواصفات لضمان أن تكون املنتجات والخدمات املقدمة‬
‫للمسافرين املسلمين مراعية للضوابط اإلسالمية‪.‬‬
‫في السنوات األخيرة‪ ،‬استفادت العديد من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬مثل غامبيا وسورينام‪ ،‬وعدد من‬
‫مؤسسات املنظمة‪ ،‬مثل سيسرك واملركز اإلسالمي لتنمية التجارة (‪ ،)ICDT‬من آلية الكومسيك لتمويل‬
‫املشاريع لتعزيز قدرات املؤسسات الوطنية والجهات الفاعلة في بلدان املنظمة في مجال السياحة اإلسالمية‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬استفاد العشرات من املسؤولين الحكوميين والجهات الفاعلة في القطاع من سلسلة من‬
‫البرامج التدريبية الشاملة املمولة من الكومسيك لرفع مستوى مهاراتهم ومعرفة املزيد عن قطاع السياحة‬
‫اإلسالمية‪ .‬وسلطت الكومسيك في السنوات األخيرة الضوء أيضا على سوق السياحة اإلسالمية من خالل‬
‫ثالثة اجتماعات ملجموعات عمل بشأن السياحة بهدف تحديد التحديات واقتراح توصيات بشأن السياسات‬
‫للنهوض بالقطاع في بلدان املنظمة‪.‬‬
‫أطلقت منظمة التعاون اإلسالمي في ‪ 2015‬مبادرة لالحتفاء بعاصمة السياحة اإلسالمية‪ ،‬ويتمثل هدفها في‬
‫تح فيز األنشطة السياحية فيما بين البلدان األعضاء من خالل املدينة املحتفى بها‪ ،‬وذلك ما سيمكن في نهاية‬
‫املطاف من تطوير اإلمكانات االجتماعية واالقتصادية للمدينة وفي نفس الوقت فسح املجال لتعزيز التجارة‬
‫البينية في السلع والخدمات‪ .‬ومن أهداف االحتفاء بمدينة مختلفة كل سنة أيضا إذكاء الوعي وتعزيز مستوى‬
‫االهتمام بالسياحة اإلسالمية في بلدان املنظمة‪ .‬وتم اإلعالن عن القدس الشريف "عاصمة للسياحة‬
‫اإلسالمية" في ‪ ،2015‬وهي أول مدينة يحتفى بها في إطار هذه املبادرة‪.‬‬
‫ونظم سيسرك مجموعة من البرامج لبناء القدرات والندوات بشأن السياحة اإلسالمية في كل من بنغالديش‬
‫وتركيا وأوزبكستان لتعزيز مهارات الجهات الفاعلة في املجال وصناع السياسات في بلدان منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي‪ .‬ونظم املركز اإلسالمي لتنمية التجارة بدوره عددا من البرامج بخصوص مجال السياحة اإلسالمية‬

‫‪29‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫لصالح عدد من بلدان املنظمة‪ ،‬منها سورينام وغيانا‪ .‬وزيادة على ذلك‪ ،‬عمل املركز اإلسالمي لتنمية التجارة في‬
‫‪ 2018‬على إعداد ونشر دراسة فنية حول حضور السياحة املالئمة للمسلمين في السوق العاملية‪.‬‬
‫وبصورة عامة‪ ،‬من شأن الجهود املبذولة واملستمرة لبلدان منظمة التعاون اإلسالمي وأجهزتها املعنية بمجال‬
‫السياحة اإلسالمية املساهمة في إنعاش القطاع خالل فترة تفش ي الجائحة‪ ،‬وتعزيز قدراتها على املنافسة في‬
‫فترة ما بعد الجائحة‪ ،‬وذلك من خالل أساليب من قبيل صقل وتعزيز مهارات مختلف األطراف الفاعلة في‬
‫املجال‪ ،‬مثل الفنادق ومنظمي الرحالت والهيئات التنظيمية‪ .‬ومن خالل هذه اإلجراءات يمكن لبلدان املنظمة‬
‫تعزيز التعاون فيما بينها في كل ما يتعلق بهذه السوق املتخصصة‪.‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪30‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫االستجابات على مستوى السياسة وعملية التعافي في قطاع السياحة‬

‫‪ .4‬االستجابات على مستوى‬


‫السياسة وعملية التعافي في‬
‫قطاع السياحة‬

‫‪31‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫يستعرض هذا القسم أوال اإلستجابات املتخذة على مستوى السياسة العامة في بلدان مختارة من أعضاء‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي خالل جائحة كوفيد‪ 19-‬للتخفيف من اآلثار السلبية ودعم الجهود املبذولة للتعافي‬
‫في قطاع السياحة‪ .‬ثم يعرض مناقشة حول توقعات التعافي واالتجاهات الناشئة الرئيسية التي من شأنها أن‬
‫تؤثر على مسار نمو قطاع السياحة في بلدان املنظمة‪.‬‬
‫‪ 1.4‬اإلستجابات املتخذة في بلدان مختارة من منظمة التعاون اإلسالمي خالل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫هناك مجموعة كبيرة من االستجابات على مستوى السياسة العامة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي التي‬
‫تركز على تعزيز قطاع السياحة‪ ،‬ودعم الجهات الفاعلة فيه‪ ،‬واستئناف األنشطة السياحية‪ .‬وتشمل‬
‫االستجابات الناجحة املتخذة على مستوى السياسة في قطاع السياحة‪ ،‬على سبيل املثال ال الحصر‪" ،‬إنشاء‬
‫آلية داخلية إلدارة األزمات‪ ،‬وإجراءات احتواء الفيروس والبروتوكوالت الصحية‪ ،‬وتدابير السياسة املالية‬
‫والنقدية‪ ،‬ودعم العمالة‪ ،‬وإعادة تنشيط السياحة‪ ،‬وإنعاش السياحة الداخلية‪ ،‬وتطوير فقاعات السفر"‬
‫(‪.)SESRIC, 2021‬‬
‫وتمشيا مع التطورات العاملية‪ ،‬أدمجت عدة بلدان منظمة التعاون اإلسالمي استجابتها لجائحة كوفيد‪19-‬‬
‫كجزء من سياساتها ونظمها الوطنية إلدارة الكوارث‪ .‬ففي بلدان مثل الجزائر وبنغالديش واململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬تم وضع سياسات في قطاع السياحة في إطار إنشاء آلية أزمات داخلية على املستوى الوزاري‪ .‬على‬
‫سبيل املثال‪ ،‬وضعت هيئة السياحة واملعارض البحرينية «خطة عمل إلدارة األزمات» بما في ذلك استراتيجية‬
‫تواصل وحلول للتواصل اإلعالمي مع أصحاب املصلحة في قطاع السياحة‪ .‬وكانت آليات إدارة األزمات في عدد‬
‫من بلدان املنظمة مسؤولة مباشرة عن إنعاش قطاع السياحة‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬أنشأت وزارة السياحة‬
‫واآلثار الفلسطينية «فرقة عمل فلسطينية إلنعاش السياحة» مسؤولة عن التصدي للجائحة وتضم أعضاء‬
‫من الوزارة ومؤسسات القطاع الخاص‪ .‬وفي باكستان‪ ،‬تم تكليف لجنة العمل من أجل إنعاش السياحة‬
‫(‪ )TRAC‬بقيادة املجلس الوطني لتنسيق السياحة (‪ )NTCB‬بوضع توصيات للتعافي املستدام من الجائحة‪.‬‬
‫وبالنظر إلى أن جائحة كوفيد‪ 19-‬تمثل أزمة صحية عامة عاملية‪ ،‬فإن االستجابات على مستوى السياسة في‬
‫قطاع السياحة في عدد من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي تشمل تدابير الحتواء الفيروس عن طريق وضع‬
‫بروتوكوالت صحية صارمة‪ ،‬وضمان االلتزام باإلجراءات املوحدة‪ ،‬وضمان السياحة اآلمنة للزوار والعمال على‬
‫حد سواء (راجع اإلطار ‪ .)1.4‬على سبيل املثال‪ ،‬وضعت وزارة السياحة والحرف اليدوية والعمل األسري‬
‫الجزائرية مجموعة من «بروتوكوالت صحية بشأن كوفيد‪ »19-‬لتوجيه إعادة االفتتاح اآلمن لقطاع السياحة‬
‫من خالل مطالبة أصحاب الفنادق بإنشاء خاليا تعنى بالرصد واألزمات للتعامل مع الحاالت العاجلة‪ ،‬وتعبئة‬
‫طاقم صحي لرعاية السياح واملوظفين‪ ،‬ووضع البروتوكوالت الخاصة املتعلقة بتشغيل حمامات السباحة‬
‫والشواطئ‪ ،‬وبروتوكوالت استقبال الضيوف وتسجيلهم‪.‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪32‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫االستجابات على مستوى السياسة وعملية التعافي في قطاع السياحة‬

‫اإلطار‪ :1.4‬جائحة كوفيد‪ 19-‬ولوائح النظافة والسالمة الجديدة‬


‫بذلت املؤسسات العاملية والصناعة وأصحاب املصلحة اإلقليميون والسلطات الوطنية في جميع‬
‫القطاعات جهودا غير مسبوقة لوضع لوائح وبروتوكوالت وإجراءات تشغيل موحدة للنظافة والسالمة‬
‫(‪ )SOPs‬في محاولة للتصدي لجائحة كوفيد‪ 19-‬وإدارة آثارها‪ .‬ففي صناعة السياحة‪ ،‬وضعت وكاالت‬
‫دولية مختلفة معايير محددة‪ ،‬بالتعاون مع الحكومات وخبراء الصحة وأصحاب املصلحة في الصناعة‪،‬‬
‫لتقليل اآلثار السلبية للجائحة على قطاع السياحة وتوجيه عملية التعافي املستدام منها‪.‬‬
‫ويعتبر ختم «السفر اآلمن» الصادر عن مجلس السفر والسياحة العاملي (‪ )WTTC‬إحدى هذه‬
‫البروتوكوالت التي ترسخ إجراءات التشغيل املوحدة املشتركة لضمان سالمة املسافرين والقوى العاملة‬
‫في صناعة السفر والسياحة‪ .‬وبالنسبة للسياح‪ ،‬يشير ختم "السفر اآلمن" إلى أن شركة أو مشغل معين‬
‫قد تبنى معايير وبروتوكوالت الصحة والنظافة العاملية الخاصة بمجلس السفر والسياحة العاملي‪ .‬وفي‬
‫الوقت الحاضر‪ ،‬يجري العمل بموجب ختم الرحالت اآلمنة الخاص بمجلس السفر والسياحة العاملي في‬
‫دول منظمة التعاون اإلسالمي التالية‪ :‬مصر‪ ،‬وغامبيا‪ ،‬وإندونيسيا‪ ،‬واألردن‪ ،‬وكازاخستان‪ ،‬وجزر‬
‫امللديف‪ ،‬وعمان‪ ،‬واململكة العربية السعودية‪ ،‬وتونس‪ ،‬وتركيا‪ ،‬واإلمارات العربية املتحدة (مناطق فرعية‬
‫داخل البالد)‪ ،‬وأوغندا‪ ،‬وأوزبكستان (‪.)WTTC, n.d‬‬
‫ومن األمثلة األخرى نذكر املعيار العاملي «‪»ISO/PAS 5643‬للمنظمة الدولية لتوحيد املقاييس ()‪،ISO‬‬
‫الذي يضع متطلبات ومبادئ توجيهية للحد من انتشار كوفيد‪ 19-‬في صناعة السياحة‪ .‬ويهدف املبدأ‬
‫التوجيهي إلى مساعدة مزودي الخدمات في قطاع السياحة على تنفيذ اإلجراءات التي تعطي األولوية‬
‫للسالمة وطمأنة السياح فيما يتعلق بفعالية إجراءات التشغيل املوحدة املعمول بها (‪.)Naden, 2021‬‬
‫على املستوى اإلقليمي‪ ،‬تعمل املبادئ التوجيهية لرابطة أمم جنوب شرق آسيا بشأن النظافة والسالمة‬
‫للمهنيين واملجتمعات السياحية على "توحيد وتكييف ومواءمة مختلف املعايير الدولية والوطنية‬
‫واملمارسات الفضلى واملبادئ التوجيهية القائمة وكذلك بروتوكوالت الصحة والسالمة الوطنية للدول‬
‫األعضاء في رابطة أمم جنوب شرق آسيا‪ ،‬لتعكس املعايير اإلقليمية املشتركة" (‪.)Australian Aid, 2021‬‬
‫وباإلضافة إلى األنظمة واملبادئ التوجيهية العاملية واإلقليمية‪ ،‬استحدثت عدة بلدان في منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي أيضا لوائحها الوطنية الخاصة لقطاع السياحة‪ .‬ففي تركيا‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬يحدد «برنامج‬
‫إصدار الشهادات السياحية اآلمنة» مبادئ توجيهية محددة لضمان صحة وسالمة الركاب وموظفي قطاع‬
‫السياحة‪ ،‬والتدابير التي يجب اتخاذها في املرافق السياحية‪ ،‬والتدابير التي يجب اتخاذها في مركبات‬
‫النقل (‪ .) TGA, 2020‬وتشمل األمثلة املماثلة للوائح الصحة والسالمة للسفر والسياحة الوطنية شهادة‬
‫أبو ظبي «‪ »Go Safe‬وشهادة ماليزيا «‪ »Clean & Safe Malaysia‬وحملة «‪ »Safe Travels Guaranteed‬في‬
‫أوزبكستان‪.‬‬

‫‪33‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫وفي أذربيجان‪ ،‬قدم برنامج شاهمان‪ ،‬الذي يتم تشغيله باالشتراك مع شركة تدقيق دولية خاصة مسؤولة عن‬
‫تدقيق واعتماد أصحاب املصلحة في مجال السياحة‪ ،‬معايير الصحة والنظافة والسالمة على مستوى البالد‪،‬‬
‫وحتى أبريل ‪ ،2021‬تم إجراء ما يقرب من ‪ 12000‬جلسة رصد ملؤسسات السياحة ( ‪Azerbaijan Tourism‬‬
‫‪ .)Board & Skift, 2021‬وباملثل‪ ،‬تعتبر «البروتوكوالت الوقائية ملرافق اإلقامة السياحية» في اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬و «برنامج إصدار الشهادات السياحية اآلمنة» في تركيا‪ ،‬و «دليل تشغيل قطاع السياحة في ظل‬
‫كوفيد‪ »19-‬في فلسطين‪ ،‬و «برنامج قطر النظيف» في قطر كلها مبادرات تضع قائمة واسعة من البروتوكوالت‬
‫والتدابير التي يتعين على املؤسسات السياحية اتخاذها من أجل احتواء كوفيد‪ 19-‬وضمان سياحة آمنة‪.‬‬
‫في اآلونة األخيرة‪ ،‬وضعت وزارة السياحة والفنون والثقافة (‪ )MOTAC‬في ماليزيا‪ ،‬بالتشاور مع املؤسسات‬
‫العاملة ب الصناعة‪ ،‬خطة إلنعاش السياحة (‪ )TRP‬كجزء من السياسة السياحية الوطنية ‪.2030-2020‬‬
‫ومن بين قائمة األهداف‪ ،‬تركز الخطة على تنشيط السياحة املحلية من خالل تقديم حزم سفر جذابة على‬
‫البيئة الرقمية؛ وتقديم الحوافز عن طريق قسائم تخفيض والقسائم اإللكترونية وإرجاع مبالغ نقدية‬
‫للسياح؛ والترويج للوجهات السياحية الريفية التي تعرف انخفاضا في عدد الزيارات؛ وتشجيع استخدام‬
‫التكنولوجيا في السياحة غير التالمسية؛ وتخفيف اللوائح لضمان انتعاش صناعة السياحة من خالل‬
‫تبسيط قيمة رسوم الترخيص أو التنازل عنها‪ ،‬وتخفيف الرسوم على منظمي الرحالت واملرشدين السياحيين‬
‫املرخصين‪ ،‬والتنازل عن الرسوم املفروضة على امتحان تراخيص السياحة‪ ،‬وتخفيف متطلبات الترخيص‬
‫لبعض منظمي الرحالت (‪ .)MOTAC, 2021‬وتهدف خطة إنعاش السياحة أيضا إلى استعادة الثقة في قطاع‬
‫السياحة في ماليزيا من خالل إعطاء األولوية لتدابير الصحة العامة مثل معايير النظافة وبروتوكوالت الصحة‬
‫والسالمة واالمتثال إلجراءات التشغيل القياسية (‪.)MOTAC, 2021‬‬
‫في الواقع‪ ،‬لجأت العديد من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي إلى املوارد الرقمية لدعم قطاع السياحة بطائفة‬
‫واسعة من األساليب أثناء الجائحة‪ .‬فقد اعتمدت أذربيجان‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬استراتيجية تركز على تطوير‬
‫سبل ومنتجات سياحية جديدة (مثل أذربيجان ‪ )101‬لتثقيف املسافرين وتدريبهم وعرض املواقع السياحية‬
‫الطبيعية في أذربيجان‪ .‬كما أنشأ مجلس السياحة في أذربيجان أيضا «مركز التدريب السياحي وإصدار‬
‫الشهادات» لبناء مهارات وقدرات عمال قطاع السياحة التي تعتبر حيوية للحفاظ على إدارة األعمال وحماية‬
‫الوظائف وإعداد متخصصين سياحيين مؤهلين (‪.)Azerbaijan Tourism Board & Skift, 2021‬‬
‫ولقد كانت عواقب جائحة كوفيد‪ 19-‬اقتصادية في الغالب‪ .‬فمع إغالق الحدود‪ ،‬وتعطيل سلسلة التوريد‬
‫وتقديم الخدمات‪ ،‬وعمليات اإلغالق الواسعة النطاق‪ ،‬طالت اآلثار االقتصادية السلبية للجائحة بشكل حاد‬
‫قطاع السياحة‪ .‬ومن أجل التخفيف من هذه اآلثار‪ ،‬استحدثت بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ونفذت‬
‫مجم وعة متنوعة من حزم الحوافز االقتصادية ألصحاب املصلحة في مجال السياحة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬في‬
‫ذروة الجائحة‪ ،‬قدمت وزارة السياحة والفنون والثقافة (‪ )MOTAC‬في ماليزيا الدعم االقتصادي لشركات‬
‫السياحة في إطار حزم التحفيز ‪ PEMULIH‬و ‪ PEMERKASA‬و ‪ ،PEMERKASA Plus‬والتي تضمنت‪'1' :‬‬
‫تخفيضات فاتورة الكهرباء بالنسبة للفنادق واملنتزهات الترفيهية ومراكز املؤتمرات ومراكز التسوق ومنظمي‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪34‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫االستجابات على مستوى السياسة وعملية التعافي في قطاع السياحة‬

‫الرحالت السياحية‪ '2' ،‬مساعدة نقدية ملرة واحدة قدرها ‪ 3 000‬رينغيت ماليزي لـ‪ 5 335‬وكالة سياحية‪ ،‬و‬
‫‪ 500‬رينغيت ماليزي لـ‪ 5 877‬مرشدا سياحيا‪ ،‬و ‪ 1 000‬رينغيت ماليزي لـ‪ 1 063‬مرشدا سياحيا‪ ،‬و ‪ 600‬رينغيت‬
‫ماليزي لـ‪ 2 861‬مشغال لإلقامة املنزلية مسجلين لدى الوزارة‪ ،‬و '‪ '3‬أقساط ضريبة الدخل الشهرية املؤجلة‬
‫لشركات السياحة واإلعفاء من دفع ضريبة السياحة وضريبة الخدمات حتى ‪ 31‬ديسمبر ‪MOTAC, ( 2021‬‬
‫‪.)2021‬‬
‫وفي نفس االتجاه‪ ،‬أعفت فلسطين عن رسوم الترخيص للمؤسسات السياحية لعام ‪ 2020‬وأعادت ‪ %50‬من‬
‫مستحقات ضريبة القيمة املضافة لجميع املؤسسات السياحية‪ .‬ويمكن أيضا مالحظة أمثلة مماثلة في‬
‫أوزبكستان وتركيا واألردن وأوزبكستان واألردن وإندونيسيا والبحرين وبوركينا فاسو وغينيا وكازاخستان‬
‫ومصر‪ ،‬تشمل التدابير الضريبية مثل اإلعفاءات أو التأجيالت الضريبية‪ ،‬واإلعانات‪ ،‬وتأجيل املدفوعات عن‬
‫الخدمات أو التنازل عنها‪ ،‬وتغطية مساهمات الضمان االجتماعي للعاملين في الصناعة‪ ،‬وتوفير خطوط‬
‫إقراض بدون فائدة أو فائدة منخفضة ملؤسسات الدعم (‪ .)SESRIC, 2020a‬وفي مصر‪ ،‬مدد البنك املركزي‬
‫خطوط االئتمان للمؤسسات السياحية‪ ،‬وأجازت الحكومة إعادة فتح الفنادق للسياح املحليين بنسبة ‪%50‬‬
‫في وقت مبكر من مايو ‪ - 2020‬نظرا المتثالها لبروتوكوالت النظافة والسالمة بما في ذلك إجراء اختبارات‬
‫للعمال‪ ،‬وتركيب معدات التطهير‪ ،‬وتعيين مساحة مخصصة لتلبية متطلبات الحجر الصحي‪ ،‬وتنفيذ تدابير‬
‫التباعد االجتماعي (‪.)Reuters, 2020‬‬
‫وكجزء من الدعم االقتصادي املقدم للمؤسسات السياحية‪ ،‬استحدثت بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫أيضا سياسات لتأمين فرص العمل ملوظفي قطاع السياحة وحماية العمال الضعفاء من خالل تقديم‬
‫مجموعة من الحوافز لخلق فرص العمل والتقليص من إمكانية فقدان الوظائف إلى أدنى حد ممكن‪ .‬ففي‬
‫ماليزيا‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬تضمنت حزمة التحفيز الحكومية (املطبقة أيضا على قطاع السياحة) خطة دعم‬
‫األجور ملا يصل إلى ‪ 500‬عامل لكل رب عمل بقيمة ‪ 600‬رينغيت ماليزي لكل عامل ملدة ‪ 4‬أشهر ( ‪MOTAC,‬‬
‫‪ .)2021‬وباملثل‪ ،‬في اململكة العربية السعودية‪ ،‬حصل عمال القطاع الخاص املتضررون من الجائحة على‬
‫‪ %60‬من رواتبهم وتم استحداث حزمة شبكات األمان االجتماعي بقيمة ‪ 4.5‬مليار دوالر أمريكي لدعم العمالة‪.‬‬
‫وفي ألبانيا‪ ،‬قدمت حزمة تحفيز تم تبنيها في أبريل ‪ 2020‬تحويال ملرة واحدة بقيمة ‪ 40.000‬ليك ألباني ملوظفي‬
‫الشركات الصغيرة واملتوسطة‪ ،‬وموظفي الشركات الكبيرة الذين تم إنهاء خدمتهم بسبب الجائحة‪ ،‬واملوظفين‬
‫في قطاع السياحة‪ .‬وباملثل‪ ،‬استحدثت لجنة العمل من أجل إنعاش السياحة (‪ )TRAC‬واملجلس الوطني‬
‫لتنسيق السياحة (‪ )NTCB‬في باكستان برامج تدريب خاصة للمرشدين السياحيين والسائقين واملترجمين‬
‫الفوريين وما إلى ذلك لرفع مهاراتهم وقدراتهم والسماح لهم بكسب دخل أثناء الجائحة‪ .‬كما نظما أيضا برامج‬
‫تدريبية على اإلنترنت وحلقات دراسية شبكية للتوعية لصالح منظمي الرحالت السياحية والفنادق وعمال‬
‫املطاعم بشأن تطبيق بروتوكوالت النظافة وإجراءات التشغيل املوحدة الخاصة بكوفيد‪ ،19-‬ونظما حلقات‬
‫دراسية وتدريبا للتوعية بشأن كيفية إدماج مبادئ السياحة املستدامة والضيافة (‪.)NTCB, n.d‬‬

‫‪35‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫وبعد مرور عامين‪ ،‬أعادت جائحة كوفيد‪ 19-‬صياغة تعريف كلمة «طبيعي» لكل من السياح واملؤسسات‬
‫السياحية والقوى العاملة في قطاع السياحة‪ .‬ففي قطاع السياحة‪ ،‬يستلزم التكيف مع «الوضع الطبيعي‬
‫الجديد» استئناف األنشطة السياحية التي يمكن أن تساعد شركات قطاع السياحة في توليد اإليرادات‬
‫وتعويضها‪ ،‬وعمال السياحة في كسبهم دخال‪ ،‬واستعادة مناخ الثقة بين السياح‪ .‬وتركز السياسات في هذه‬
‫املرحلة من الجائحة‪ ،‬وفي املستقبل القريب‪ ،‬على تشجيع انتعاش السياحة وهناك بعض بلدان منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي التي اتخذت خطوات في هذا االتجاه‪ .‬وتقدم أوزبكستان‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬إعانات إضافية‬
‫تبلغ ‪ 15‬دوالرا أمريكيا ملنظمي الرحالت ووكالء السفر لجلب السياح األجانب‪ .‬وفي تركيا‪ ،‬تم إدراج العاملين في‬
‫قطاع السياحة في قائمة األولويات الوطنية لتلقي اللقاح حتى يتمكنوا من البدء في تقديم الخدمات للزوار في‬
‫أقرب األوقات‪ .‬كما أبرمت شركات الطيران في بلدان املنظمة‪ ،‬مثل االتحاد واإلماراتية‪ ،‬اتفاقيات مع االتحاد‬
‫الدولي للنقل الجوي لتخفيف القيود املفروضة على السفر‪ ،‬بما في ذلك إزالة إجراءات الحجر الصحي عند‬
‫الوصول‪ ،‬وأدرجت استخدام "تطبيق جواز سفر إياتا" الذي يعتبر جوازا رقميا للسفر في ظل كوفيد‪.19-‬‬
‫وفي الواقع‪ ،‬برزت «سياحة اللقاحات» باعتبارها إحدى أحدث الطرق التي تحاول بها البلدان تعزيز قطاعاتها‬
‫السياحية أثناء الجائحة‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬كانت اإلمارات العربية املتحدة‪ ،‬من خالل موقعها الرسمي "زوروا‬
‫دبي"‪ ،‬من أوائل الدول التي أعلنت عن حزم سياحية تتضمن خيارات التلقيح أثناء اإلقامة بأراضيها ( ‪Sengel,‬‬
‫‪ .)2021‬وباملثل‪ ،‬نفذت جزر املالديف استراتيجية ‪ V3‬التي تشجع السياح على االستمتاع بـ«الزيارة» و‬
‫«التلقيح» و «اإلجازة» في جزر املالديف‪ .‬بحيث يسمح إدراج عنصر التلقيح في االستراتيجية للسياح بالسفر‬
‫إلى جزر املالديف دون قيود مسبقة على اللقاح وتلقي لقاح كوفيد‪ 19-‬أثناء إقامتهم فيها‪.‬‬
‫وهناك أيضا أمثلة ناجحة لكيفية مساعدة «فقاعات السفر» للبلدان في فتح حدودها للسياح دون فرض‬
‫تدابير صارمة للحجر الصحي‪ .‬فقد أعادت ماليزيا وسنغافورة‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬فتح حدودهما بموجب إحدى‬
‫هذه االتفاقيات املسماة «املسار األخضر املتبادل» و «اتفاقية التنقل الدوري»‪ .‬كما أن بروناي دار السالم مع‬
‫سنغافورة؛ اإلمارات العربية املتحدة مع جزر املالديف وإيطاليا والبحرين واليونان وسيشيل وصربيا؛ وقطر‬
‫مع جزر املالديف؛ وإندونيسيا مع سنغافورة تتوفر على «فقاعات سفر» مماثلة سارية املفعول ( ‪Wego,‬‬
‫‪.)2022; Muthia, 2022‬‬
‫وفي حين اتخذت بعض بلدان منظمة التعاون اإلسالمي تدابير لتسهيل السفر الدولي‪ ،‬ركزت دول أخرى على‬
‫تعزيز السياحة املحلية للتعافي من الجائحة‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬أطلقت ماليزيا برنامج "‪"Cuti-Cuti Malaysia‬‬
‫(عطالت في ماليزيا)‪ ،‬وقدمت أوغندا حملة "‪( "Take on the Pearl‬خذ اللؤلؤة)‪ ،‬وأطلقت أذربيجان حملة‬
‫"‪( "Macəra Yaxındadır‬املغامرة قريبة)‪ ،‬وقدم األردن دعما ماليا قدره ‪ 6.5‬مليون دينار أردني لقطاع‬
‫السياحة املحلية‪ .‬وفي نيجيريا‪ ،‬أطلقت املؤسسة الوطنية لتنمية السياحة (‪ )NTDC‬حملة "‪" Tour Nigeria‬‬
‫(جولة بنيجيريا) للدفع بعجلة السياحة املحلية‪ ،‬وتسويق السياحة‪ ،‬وخلق فرص للعمل ( ‪Premium Times,‬‬
‫‪.)2021‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪36‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫االستجابات على مستوى السياسة وعملية التعافي في قطاع السياحة‬

‫وثمة تطور آخر ملحوظ في مجال السياسة العامة حدث في بعض بلدان منظمة التعاون اإلسالمي يتمثل في‬
‫تعزيز قطاعات السياحة املتخصصة‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬في آسيا الوسطى‪ ،‬اجتمعت مجالس السياحة في‬
‫كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان للترويج للسياحة املحلية النشطة أو‬
‫املبنية على املغامرة بمساعدة رابطة تجارة رحالت املغامرة (‪ )ATTA‬والوكالة األمريكية للتنمية الدولية‪ .‬وفي‬
‫إطار هذه املبادرة‪ ،‬ستركز دول منظمة التعاون اإلسالمي الخمس على السياحة النشطة املسؤولة‪ ،‬وحضور‬
‫ثالث حلقات دراسية عبر اإلنترنت للتدريب على استراتيجية التعافي من كوفيد‪ ،19-‬وتطوير إرشادات السياحة‬
‫اآلمنة لرحالت املغامرة ومراجعتها وتنفيذها‪ ،‬والنظر في العروض الجديدة للعائالت واملجموعات الصغيرة‬
‫والبرامج املبنية على اإلرشاد الذاتي (‪ .)Kelly and Nikolova, 2020‬وباملثل‪ ،‬اجتمعت منظمة العمل الدولية‬
‫في إندونيسيا مع املؤسسة اإلندونيسية للسياحة اإليكولوجية واألمم املتحدة لتشجيع «السياحة‬
‫اإليكولوجية» املحلية في منطقتي نوسا تنغارا الغربية ونوسا تنغارا الشرقية كجزء من برنامج مشترك بشأن‬
‫صندوق استئماني متعدد الشركاء لالستجابة والتعافي في إطار كوفيد‪ .19-‬ومن خالل دورة تدريبية على تنمية‬
‫السياحة ملدة خمسة أيام‪ ،‬تم تعليم املقيمين في منطقتي نوسا تنغارا الغربية ونوسا تنغارا الشرقية الذين‬
‫كانوا يعتمدون على السياحة في سبل عيشهم حول تحسين جودة املنتجات السياحية‪ ،‬والتكيف مع األسواق‬
‫املتغيرة من خالل تصميم حزم الجوالت االفتراضية‪ ،‬واالستفادة من الرقمنة‪ ،‬وإدارة مناطق الجذب السياحي‬
‫بشكل مستدام (‪.)ILO, 2022‬‬
‫‪ 2.4‬توقعات االنتعاش في أنشطة السياحة الدولية‬
‫اعتبارا من مارس ‪ ،2022‬وبعد عامين كاملين من إعالن منظمة الصحة العاملية عن كوفيد‪ 19-‬باعتباره جائحة‬
‫عاملية‪ ،‬فقد تعذر إيقاف تفش ي الجائحة بشكل تام‪ ،‬كما أدت املتغيرات الجديدة من الفيروس مثل دلتا ودلتا‪+‬‬
‫وأوميكرون إلى تالش ي توقعات التعافي السريع في عام ‪ 2021‬وأوائل عام ‪.2022‬‬
‫وعلى الرغم من أن العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم بدأت تدريجيا في إزالة القيود املفروضة على‬
‫السفر وتخفيف العوائق األخرى القائمة أمام السياحة الدولية (مثل بطاقات التلقيح اإللزامية‪ ،‬واختبار‬
‫تفاعل البوليميراز املتسلسل (‪ ،)PCR‬وما إلى ذلك)‪ ،‬ال تزال هذه التدابير قائمة بدرجات متفاوتة في ‪ %98‬من‬
‫جميع الوجهات‪ .‬ووفقا للتقرير الحادي عشر ملنظمة السياحة العاملية بشأن القيود املفروضة بسبب كوفيد‪-‬‬
‫‪ 19‬الصادر في ‪ 1‬نوفمبر ‪ ،2021‬ال يزال اإلغالق الكامل للحدود قائما في ‪ %21‬من جميع الوجهات في جميع‬
‫أنحاء العالم‪ .‬بحيث تسجل الوجهات الواقعة في آسيا واملحيط الهادئ (‪ )%65‬والشرق األوسط (‪ )%15‬انتشار‬
‫أعلى نسبيا لهذا التدبير‪ .‬أما اإلغالق الجزئي للحدود‪ ،‬فهو متاح في ‪ %25‬من جميع الوجهات‪ .‬وتختار الوجهات‬
‫الواقعة في أوروبا (‪ )%56‬والشرق األوسط (‪ )%46‬في الغالب تنفيذ خيار االحتواء هذا بالنسبة للمسافرين‬
‫الدوليين‪ .‬وفي جميع أنحاء العالم‪ ،‬ال يزال لدى حوالي ‪ %52‬من الوجهات بعض املتطلبات املتعلقة‬
‫«باالختبار‪/‬الحجر الصحي» فيما يخص املسافرين الدوليين التي تثني العديد من السياح عن زيارتها‪ .‬وقد تم‬
‫تنفيذ هذا اإلجراء بشكل كبير من قبل الوجهات في األمريكتين (‪ )%80‬وأفريقيا (‪ )%76‬حيث يشهد إطالق‬

‫‪37‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫التلقيح وتيرة أبطأ نسبيا‪ .‬وحتى ‪ 1‬نوفمبر ‪ ،2021‬رفعت ‪ %2‬فقط من الوجهات جميع القيود املفروضة على‬
‫السفر في ظل كوفيد‪ 19-‬في جميع أنحاء العالم (الشكل ‪ ،1.4‬يسار)‪.‬‬
‫وعندما يتعلق األمر باملتطلبات املحددة املتعلقة بوضع التلقيح‪ ،‬فإن ‪ %31‬من الوجهات في جميع أنحاء العالم‬
‫ال تطلب «بطاقة‪/‬شهادة تلقيح» من الزوار الدوليين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن ‪ %9‬من الوجهات جعلتها إلزامية لجميع‬
‫الزوار‪ .‬وتتبع حوالي ‪ %39‬من الوجهات إجراء معتدال يسهل دخول الزوار امللقحون دون طلب نتيجة اختبار‬
‫تفاعل البوليميراز املتسلسل (‪ )PCR‬مثال أو فرض الحجر الصحي عند الوصول‪ .‬وعلى املستوى اإلقليمي‪ ،‬فإن‬
‫غالبية الوجهات الواقعة في أوروبا (‪ )%82‬والشرق األوسط (‪ )%54‬تتوفر على مخطط «الدخول امليسر مع‬
‫التلقيح ضد كوفيد‪( »19-‬الشكل ‪ ،1.4‬يمين)‪ .‬وال تزال الوجهات الواقعة في آسيا واملحيط الهادئ تتبنى اإلجراء‬
‫األكثر صرامة‪ ،‬حيث أغلقت ‪ %65‬منها حدودها بالكامل‪ .‬وحوالي ‪ %64‬من الوجهات الواقعة في أفريقيا ال‬
‫تطلب أي تلقيح ضد كوفيد‪ 19-‬للدخول‪ ،‬وهو أعلى رقم باملقارنة مع املناطق األخرى‪ .‬وإن «التلقيح اإللزامي‬
‫ضد كوفيد‪ »19-‬مطلوب في الغالب في وجهات تقع في الشرق األوسط (‪ )%23‬واألمريكتين (‪ )%16‬وآسيا‬
‫واملحيط الهادئ (‪ )%15‬مع العلم أن املتوسط العاملي يبلغ ‪ %9‬فقط‪.‬‬
‫الشكل ‪ :1.4‬التقسيم اإلقليمي للقيود املفروضة على السفر واملتطلبات املتعلقة بوضع التلقيح (الحصة بـ‪ %‬من‬
‫جميع الوجهات)‬

‫القيود املفروضة على السفر‬ ‫املتطلبات املتعلقة بوضع التلقيح‬


‫إغالق تام للحدود‬ ‫إغالق تام للحدود‬
‫إغالق جزئي للحدود‬ ‫تلقيح إلزامي ضد كوفيد‪19-‬‬
‫االختبار‪/‬الحجر الصحي‬ ‫تسهيل الدخول مع التلقيح ضد كوفيد‪19-‬‬
‫جميع القيود املفروضة على السفر في ظل كوفيد‪19-‬‬ ‫التلقيح غير مطلوب‬

‫الشرق األوسط‬ ‫‪15% 46%‬‬ ‫‪39%‬‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫‪15% 23%‬‬ ‫‪54%‬‬ ‫‪8%‬‬

‫‪ 7%‬أوروبا‬ ‫‪56%‬‬ ‫‪37%‬‬ ‫‪ 7%2%‬أوروبا‬ ‫‪82%‬‬ ‫…‪9‬‬

‫آسيا واملحيط الهاددئ‬ ‫‪65%‬‬ ‫آسيا واملحيط الهاددئ ‪22% 13%‬‬ ‫‪65%‬‬ ‫‪15% 13% 7%‬‬

‫‪ 10%2%‬األمريكيتان‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪8%‬‬ ‫‪ 10% 16% 29%‬األمريكيتان‬ ‫‪45%‬‬

‫‪ 9% 15% 76%‬أفريقيا‬ ‫‪ 9% 2% 25% 64%‬أفريقيا‬

‫العالم‬ ‫‪21% 25%‬‬ ‫‪52%‬‬ ‫‪2%‬‬ ‫العالم‬ ‫‪21% 9% 39%‬‬ ‫‪31%‬‬

‫‪0% 20% 40% 60% 80% 100%‬‬ ‫‪0%‬‬ ‫‪20% 40% 60% 80% 100%‬‬

‫املصدر‪ :‬منظمة السياحة العاملية حتى ‪ 1‬نوفمبر ‪ ،2021‬التقرير الحادي عشر حول القيود املفروضة بسبب كوفيد‪19-‬‬

‫وعلى الرغم من جميع القيود الحالية املفروضة على السفر والسياحة حتى عام ‪ ،2022‬يرى معظم‬
‫املتخصصين في السياحة (‪ )%61‬آفاقا أفضل لعام ‪ 2022‬باملقارنة مع عام ‪ 2021‬وفقا لفريق خبراء منظمة‬
‫السياحة العاملية (‪ .) 2022‬وعلى وجه الخصوص‪ ،‬تعتبر خطوات توسيع نطاق عملية التلقيح‪ ،‬ورفع القيود‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪38‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫االستجابات على مستوى السياسة وعملية التعافي في قطاع السياحة‬

‫املفروضة على السفر بشكل كبير‪ ،‬وإضفاء املزيد من التنسيق وتقديم املعلومات الواضحة حول بروتوكوالت‬
‫السفر‪ ،‬من العوامل الرئيسية التي تحسن توقعات الخبراء لالنتعاش الفعال للسياحة الدولية خالل عام‬
‫‪.2022‬‬
‫وبشكل أكثر تحديدا‪ ،‬يتوقع اآلن ‪ %63‬من الخبراء عودة عدد الوافدين الدوليين إلى مستويات ‪ 2019‬عام‬
‫‪ 2024‬أو في وقت الحق نظرا للقيود والتدابير القائمة الواسعة النطاق التي تم وضعها الحتواء انتشار الفيروس‬
‫(الشكل ‪ .)2.4‬ويتوقع حوالي ‪ %32‬منهم إمكانية تحقيق ذلك بحلول عام ‪ .2023‬فيما يتوقع ‪ %4‬فقط منهم‬
‫إمكانية تحقيق االنتعاش بحلول نهاية عام ‪.2022‬‬
‫الشكل ‪ :2.4‬السنة املتوقعة للعودة إلى مستويات ‪ 2019‬ما قبل الجائحة في السياحة (‪ %‬من الجهات املجيبة)‬

‫‪ 2024‬أو الحقا‬ ‫‪63%‬‬

‫‪2023‬‬ ‫‪32%‬‬

‫‪2022‬‬ ‫‪4%‬‬

‫‪0%‬‬ ‫‪10%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪30%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪50%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪70%‬‬

‫املصدر‪ :‬منظمة السياحة العاملية‪ ،‬مقياس السياحة العاملية‪ ،‬يناير ‪ 2022‬بناء على فريق خبراء السياحة التابع ملنظمة السياحة العاملية‪.‬‬

‫وفي ظل هذه الظروف‪ ،‬أصدرت منظمة السياحة العاملية (‪ )2021‬سيناريوهين لعام ‪ 2021‬من حيث عدد‬
‫السياح الوافدين وإيرادات السياحة‪ .‬قدر كال السيناريوهين بعض التعافي في عام ‪ 2021‬ولكن بوتيرة متفاوتة‬
‫(‪ %40‬مقابل ‪ .)%10‬وباستخدام هذين السيناريوهين ملنظمة السياحة العاملية‪ ،‬يعرض الشكل ‪ 3.4‬توقعات‬
‫بخصوص بلدان منظمة التعاون اإلسالمي لعام ‪ .2021‬فمن املتوقع أن يشهد عدد الوافدين من السياح‬
‫الدوليين في مجموعة املنظمة‪ ،‬زيادة في عام ‪ 2021‬باملقارنة مع ‪ 2020‬وكان املتوقع أن يتراوح بين ‪ 77.4‬مليون‬
‫و ‪ 98.5‬مليون‪ .‬وسيترجم هذا إلى عائدات من السياحة الدولية تتراوح ين ‪ 85.6‬مليار دوالر أمريكي و ‪108.9‬‬
‫مليار دوالر أمريكي‪ .‬وعلى الرغم من تسجيل توقعات أفضل لعام ‪ 2021‬باملقارنة مع ‪ ،2020‬فإن هذه األرقام‬
‫بعيدة جدا عن قيمها املسجلة في عام ‪ ،2019‬مما يعني أن التعافي الكامل والوصول إلى مستويات ما قبل‬
‫الجائحة سيستغرق بضع سنوات‪4.‬‬

‫‪ 4‬لم تصدر منظمة السياحة العاملية بعد إحصاءات السياحة الرسمية لبلدان منظمة التعاون اإلسالمي لعام ‪ 2020‬و ‪ 2021‬و‬
‫‪ 2022‬بسبب الجائحة‪.‬‬

‫‪39‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫الشكل ‪ :3.4‬آفاق السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ :‬السياح الدوليون الو افدون (باملاليين‪ ،‬يسار) و‬
‫عائدات السياحة الدولية (بمليارات الدوالرات‪ ،‬يمين)‪2021 ،‬‬
‫السياح الو افدون‬ ‫العائدات‬
‫سيناريو ‪ %40 :1‬من التعافي في ‪2021‬‬ ‫سيناريو ‪ %40 :1‬من التعافي في ‪2021‬‬
‫سيناريو ‪ %10 :2‬من التعافي في ‪2021‬‬ ‫سيناريو ‪ %10 :2‬من التعافي في ‪2021‬‬
‫‪105‬‬
‫‪120‬‬
‫‪100‬‬
‫‪110‬‬
‫‪95‬‬
‫‪90‬‬ ‫‪100‬‬
‫‪85‬‬
‫‪90‬‬
‫‪80‬‬
‫‪77.4‬‬ ‫‪77.8‬‬ ‫‪85.6‬‬
‫‪75‬‬ ‫‪80‬‬
‫‪70.4‬‬
‫‪70‬‬
‫‪70‬‬
‫‪65‬‬
‫‪60‬‬ ‫‪60‬‬
‫*‪2020‬‬ ‫*‪2021‬‬ ‫*‪2020‬‬ ‫*‪2021‬‬

‫املصدر‪ :‬حسابات موظفي سيسرك استنادا إلى بيانات باروميتر منظمة السياحة العاملية مايو ‪ 2021‬التي تغطي ‪ 45‬بلدا في منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي‪* .‬أرقام متوقعة‪.‬‬

‫بدأ عام ‪ 2022‬بتوقعات عالية في قطاع السياحة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬أدى االرتفاع املفاجئ في حاالت كوفيد‪ 19-‬وظهور‬
‫متغير أوميكرون إلى تعطيل مسار التعافي وخفض مستوى الثقة خالل أوائل عام ‪ 2022‬حيث بدأت بعض‬
‫البلدان في إعادة فرض حظر السفر والقيود على أسواق معينة‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬ال تزال عملية إطالق‬
‫التلقيح متفاوتة والعديد من البلدان تواصل فرضها لبعض اإلجراءات التقييدية مثل «إغالق الحدود» كما‬
‫نوقش أعاله‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬وفقا للبيانات املستمدة من اتحاد النقل الجوي الدولي‪ ،‬وحتى يناير ‪ ،2022‬ال‬
‫ُ‬
‫يزال السفر الجوي عند نصف املستويات املسجلة في عام ما قبل الجائحة ‪ .2019‬وتظهر البيانات املستمدة‬
‫من فوروورد كايز انخفاضا بنسبة ‪ %50‬في حجوزات الرحالت الجوية الدولية بين ‪ 1‬يناير و ‪ 12‬مارس ‪2022‬‬
‫(مقابل ‪ )2019‬ألي سفر مستقبلي خاصة بسبب ظهور متغير أوميكرون وتآكل الثقة في السفر الدولي‬
‫(‪ .) UNWTO, 2022b‬وبغية إعادة بناء الثقة في هذا القطاع‪ ،‬شرع أصحاب املصلحة في مجال السياحة في‬
‫اتخاذ طائفة واسعة من التدابير (راجع اإلطار ‪.)2.4‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪40‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫االستجابات على مستوى السياسة وعملية التعافي في قطاع السياحة‬

‫اإلطار‪ :2.4‬جائحة كوفيد‪ 19-‬وحالة الثقة في السفروالسياحة‬


‫يتطلب قطاعي السفر والسياحة وجود حالة من الثقة‪ ،‬بحيث يؤثر انعدامها أو انخفاض مستوياتها على قرارات‬
‫األفراد فيما يتعلق بهذين القطاعين باختيارهم تأجيلها والبقاء في مكان إقامتهم املعتاد‪ .‬فقد قوضت جائحة‬
‫كوفيد‪ 19-‬الثقة في السفر والسياحة (‪ ،)Pangestu, 2021; Soni, 2020‬ومع عودة البلدان إلى «الوضع الطبيعي‬
‫الجديد»‪ ،‬أضحت عملية بناء الثقة في السفر والسياحة عامال رئيسيا من شأنه أن يدفع بعجلة االنتعاش في هذا‬
‫القطاع‪ .‬وفي جميع أنحاء العالم‪ ،‬اجتمع أصحاب املصلحة من القطاعين العام والخاص لتحديد العوامل الحيوية‬
‫التي يمكن أن تساعد في إعادة بناء ثقة املستهلك في السفر والسياحة والتي تشمل‪ ،‬على سبيل املثال ال الحصر‪،‬‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬تنفيذ بروتوكوالت متينة تعنى بالصحة والنظافة والصرف الصحي والسالمة‪.‬‬


‫‪ ‬إذكاء الوعي لدى املستهلكين بخطط وسياسات الحكومات في مجال التأهب الشامل لألزمات وإدارتها‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع حمالت التواصل ليس فقط للمستهلكين ولكن أيضا للقوى العاملة واملستثمرين وأصحاب املصلحة‬
‫والشركاء في املجال‪.‬‬
‫‪ ‬استخدام املصادر املفتوحة عبر اإلنترنت لضمان وصول املستهلكين إلى املعلومات‪.‬‬
‫‪ ‬تبني االبتكار والرقمنة في قطاع السفر والسياحة لتمكين الحصول على «وضع طبيعي جديد»‪.‬‬

‫وفي عام ‪ ،2022‬تتوقع منظمة السياحة العاملية (‪ )2022a‬تسجيل نمو بنسبة ‪ %30‬حتى ‪ %78‬في عدد السياح‬
‫الدوليين الوافدين في جميع أنحاء العالم اعتمادا على عوامل مختلفة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تشير هذه السيناريوهات إلى‬
‫أن إجمالي عدد السياح الدوليين الوافدين في نهاية العام سيظل أقل بنسبة ‪ %50‬حتى ‪ %63‬من مستويات ما‬
‫قبل الجائحة املسجلة عام ‪ .2019‬وتماشيا مع تقديرات منظمة السياحة العاملية‪ ،‬ستشهد بلدان منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي‪ ،‬في املتوسط‪ ،‬زيادة تتراوح بين ‪ %30‬حتى ‪ %78‬في عدد السياح الدوليين الوافدين عام‬
‫‪ .2022‬ولكن هذه السيناريوهات يجري وضعها في ظل افتراضات معينة؛ حيث أي تطور جديد بخصوص‬
‫الجائحة وصدمة إضافية من شأنه أن يغير النتائج‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بالبيئة االقتصادية‪ ،‬فإن االختالالت القائمة في االقتصاد الكلي العاملي والناجمة مثال عن‬
‫االرتفاع املفاجئ في أسعار الطاقة‪ ،‬وزيادة التضخم‪ ،‬واالرتفاع املتوقع في أسعار الفائدة‪ ،‬وارتفاع حجم الديون‪،‬‬
‫واستمرار االضطراب في سالسل التوريد‪ ،‬أن يضع ضغوط إضافية على عملية االنتعاش الفعالة للسياحة‬
‫الدولية في عام ‪ ،2022‬ومن املتوقع أن تتواصل مثل هذه البيئة االقتصادية غير املواتية حتى في ‪IMF, ( 2023‬‬
‫‪.)2022‬‬

‫‪41‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫وعلى وجه الخصوص‪ ،‬ظهرت في اآلونة األخيرة أزمة بين روسيا وأوكرانيا بتاريخ ‪ 24‬فبراير ‪ - 2022‬باالعالن عن‬
‫بدء عملية عسكرية في أوكرانيا‪ .‬وقد خلق هذا تحديا جديدا في سوق السياحة من شأنه أن يسبب في آثار‬
‫مدمرة ليس فقط في أوروبا ولكن أيضا في مناطق أخرى من العالم بسبب ارتفاع أسعار الطاقة‪ ،‬وزيادة حاالت‬
‫عدم اليقين‪ ،‬فضال عن مختلف القيود املفروضة على السفر والعقوبات االقتصادية التي تبنتها مجموعة من‬
‫البلدان‪ .‬ولهذه الغاية‪ ،‬من غير املرجح أن تستمر توقعات منظمة السياحة العاملية في يناير ‪ 2022‬بحلول نهاية‬
‫العام‪ .‬ومن املؤكد أنه بينما تسعى سوق السياحة العاملية جاهدة من أجل التعافي من الجائحة‪ ،‬فإن األثر‬
‫النهائي لهذه األزمة ا لناشئة يتوقف على عدد من العوامل مثل مدة العمليات العسكرية في أوكرانيا وحجم‬
‫وفعالية مختلف تدابير االستجابة للوضع والتي وضعها عدد من البلدان األوروبية وبلدان أمريكا الشمالية‬
‫(راجع اإلطار ‪.)3.4‬‬
‫‪ 3.4‬االتجاهات الناشئة الرئيسية في قطاع السياحة‬
‫على الرغم من أن جائحة كوفيد‪ 19-‬قد جلبت عددا من التحديات لقطاع السياحة‪ ،‬إال أنه يمكن التخفيف‬
‫من هذه التحديات ببعض التدخالت والسياسات الداعمة‪ .‬وبالخصوص‪ ،‬تعتبر بعض االتجاهات الرئيسية‬
‫السائدة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ذات قابلية لتسهيل االنتعاش في قطاع السياحة ومساعدة‬
‫القطاع على العودة إلى مسار نموه اإليجابي الذي شهده قبل تفش ي الجائحة‪ .‬ومن بين هذه االتجاهات املوجزة‬
‫في الشكل ‪ ،4.4‬سيكون لتأثير الشباب (جيل األلفية) وقعا كبيرا جدا ألن بلدان املنظمة تشكل موطنا ألكثر‬
‫من ‪ 338‬مليون شاب في سن ‪ .24-15‬وبهذا‪ ،‬تستضيف ‪ %28‬من إجمالي الشباب في العالم‪ ،‬ومن املتوقع أن‬
‫يصل هذا الرقم إلى ‪ %30.7‬بحلول عام ‪ .)SESRIC, 2020c( 2030‬وستلعب هذه الفرصة الديموغرافية إلى‬
‫جانب أنماط اإلنفاق املرتفعة لهؤالء الشباب وخاصة من خالل املنصات الرقمية دورا رئيسيا في تنمية قطاع‬
‫السياحة في عدد من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪.‬‬
‫ويتأثر عدد متزايد من املسلمين بوسائل التواصل االجتماعي واملؤثرين الذين يعيشون في كل من بلدان منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي والبلدان غير األعضاء فيها‪ .‬كما أن هناك اهتمام متزايد بمفهوم الحالل في البلدان املتقدمة‬
‫يعود أساسا لالعتبارات املتعلقة بالشواغل األخالقية و‪/‬أو املعنوية‪ .‬ولخدمة هذا السوق املتخصص‪ ،‬لم تبدأ‬
‫مجموعة من العالمات التجارية العاملية في تقديم منتجات أو خدمات حالل فحسب‪ ،‬بل بدأت أيضا في‬
‫استخدام مثل هذه األدوات عبر اإلنترنت أو باالستعانة باملؤثرين على وسائل التواصل االجتماعي في حمالتهم‬
‫الترويجية للوصول إلى املزيد من األشخاص‪ .‬ومن املتوقع أن يلعب تطوير تكنولوجيات جديدة واالبتكار‬
‫والرقمنة دورا مهما من خالل‪ ،‬في جملة أمور‪ ،‬تقليل تكلفة الوقت والطاقة للحصول على شهادة الحالل‬
‫واملراقبة وتحويل األموال (‪.)SESRIC, 2022‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪42‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫االستجابات على مستوى السياسة وعملية التعافي في قطاع السياحة‬

‫اإلطار‪ :3.4‬آثاراألزمة الروسية األوكرانية على قطاع السياحة‬


‫من الواضح أن قطاع السياحة في بعض بلدان منظمة التعاون اإلسالمي سيتأثر إلى حد كبير جدا باألزمة املستمرة‬
‫ُ‬
‫أحداثها بين روسيا وأوكرانيا‪ .‬وذلك ألن بعض بلدان املنظمة تدر عائدات سياحية كبيرة من خالل البلدين‪ .‬ففي‬
‫عام ‪ ،2021‬استضافت تركيا ‪ 30‬مليون سائح دولي‪ 2.06 ،‬مليون منهم من أوكرانيا و ‪ 4.7‬مليون من روسيا‬
‫(‪ .)Shenoy, 2022‬وفي املجموع‪ ،‬شكل املسافرون من البلدين ‪ %22.5‬من إجمالي الوافدين املسجل عام ‪ 2021‬في‬
‫سوق السياحة التركية‪ .‬كما استضافت بعض بلدان املنظمة األخرى عددا كبيرا من السياح الروس عام ‪ 2021‬مثل‬
‫كازاخستان (‪ 1.06‬مليون) واإلمارات (‪ 773‬ألفا) وأذربيجان (‪ 665‬ألفا) (‪ .)Karadima, 2022‬وبالنسبة للسياح‬
‫الدوليين القادمين من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي الواقعة في آسيا الوسطى‪ ،‬كانت روسيا من بين الوجهات‬
‫الرائدة عامي ‪ 2019‬و ‪ .2020‬ففي عام ‪ ،2019‬استضافت روسيا ‪ 3,5‬مليون زائر من كازاخستان‪ ،‬و ‪ 911‬ألف زائر‬
‫من أذربيجان‪ ،‬و ‪ 324‬ألف زائر من أوزبكستان‪ ،‬و ‪ 331‬ألف زائر من طاجيكستان‪.‬‬
‫وبناء على األرقام التفصيلية الصادرة عن دائرة اإلحصاء الحكومية في أوكرانيا‪ ،‬بلغ إجمالي األوكرانيين الذين‬
‫سافروا إلى الخارج عام ‪ 26.4 2017‬مليون‪ .‬وكانت تركيا (‪ 1.2‬مليون زائر) ومصر (‪ 733‬ألف زائر) واإلمارات العربية‬
‫املتحدة (‪ 166‬ألف زائر) وكازاخستان (‪ 39‬ألف زائر) أكثر أربع وجهات مفضلة لدى األوكرانيين في منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي عام ‪ .2017‬وفي عام ‪ ،2019‬استضافت أوكرانيا عددا كبيرا من السياح من عدد قليل من بلدان املنظمة‬
‫بما في ذلك تركيا (‪ 267‬ألفا) وأذربيجان (‪ 91‬ألفا) وكازاخستان (‪ 42‬ألفا) وأوزبكستان (‪ 28‬ألفا) ومصر (‪ 14‬ألفا)‪،‬‬
‫مما يشكل حوالي ‪ % 3.3‬من جميع السياح الوافدين إلى البالد‪ ،‬بناء على البيانات املستمدة من منظمة السياحة‬
‫العاملية‪.‬‬
‫وفي ظل هذه الصورة‪ ،‬قد تؤثر األزمة املستمرة بين روسيا وأوكرانيا سلبا على بعض الوجهات السياحية الرئيسية‬
‫في منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬بما في ذلك‪ ،‬على سبيل املثال ال الحصر‪ ،‬تركيا ومصر واإلمارات العربية املتحدة‬
‫بسبب االنخفاض الكبير املحتمل في عدد السياح القادمين من روسيا وأوكرانيا عام ‪ .2022‬وإذا طال أمد األزمة‬
‫املستمرة وشملت املزيد من البلدان‪ ،‬فقد تشهد «الثقة في السفر الدولي» أيضا انخفاضا حادا في الربع الثاني من‬
‫عام ‪ .2022‬وإلى جانب القيود املتواصلة املتعلقة بكوفيد‪ ،19-‬ستكون آثار األزمة املستمرة بين روسيا وأوكرانيا أكثر‬
‫أهمية في بعض مناطق العالم وفي عدد من بلدان املنظمة‪ .‬وإذا انتهت األزمة بسالم في وقت قصير وبدأت الواليات‬
‫املتحدة وحلفاؤها في تخفيف بعض العقوبات املفروضة على روسيا‪ ،‬فمن املرجح أن تظل آثار األزمة عند مستويات‬
‫متواضعة نسبيا‪.‬‬

‫وخالل الجائحة‪ ،‬قام العديد من األشخاص‪ ،‬بمن فيهم املستهلكون املهتمون بالحالل‪ ،‬بتأجيل قراراتهم فيما‬
‫يتعلق مثال بشراء السيارات أو زيارة بلد آخر‪ .‬ومع تخفيف القيود املفروضة بسبب الجائحة‪ ،‬من املرجح أن‬
‫يبدأ املستهلكون في زيادة اإلنفاق من أجل استئناف حياتهم الطبيعية وتحقيق أحالمهم‪ .‬ولهذه الغاية‪ ،‬فإن‬
‫آفاق النمو في سوق السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي تتميز بالتفاؤل لعامي ‪ 2022‬و ‪.2023‬‬

‫‪43‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫الشكل ‪ :4.4‬االتجاهات الرئيسية التي تؤثرعلى قطاع السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫تأثير الشباب (جيل األلفية)‬

‫زيادة الدور الذي تلعبه وسائل التواصل االجتماعي واملؤثرين في التأثير على نمط الحياة اإلسالمي‬

‫االبتكار ودور التكنولوجيا في صناعة الحالل‬

‫تزايد اهتمام املسلمين املقيمين في الدول املتقدمة والدول غير األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫بمسألة الحالل‬

‫تأثير كوفيد‪ 19-‬وتأجيل قرارات اإلنفاق إلى فترة ما بعد الجائحة‬

‫تنامي دور السياحة الداخلية‬

‫املصدر‪ :‬تحليل موظفي سيسرك‬

‫خالل فترة الجائحة‪ ،‬وفي ظل القيود الدولية املفروضة على السفر‪ ،‬أولت العديد من البلدان في جميع أنحاء‬
‫العالم اهتماما خاصا ألنشطة السياحة املحلية كطريقة بديلة للحفاظ على نشاط قطاع السياحة وإنعاشه‬
‫(‪ .)UNCTAD, 2021‬وقد حذت العديد من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي مثل أوغندا وماليزيا واألردن‬
‫حذوها ونظمت عدة حمالت لتعزيز السياحة الداخلية لدعم قطاع السياحة والنمو االقتصادي بشكل عام‪.‬‬
‫وقد قفز متوسط حصة السياحة املحلية من إجمالي اإلنفاق السياحي في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي من‬
‫‪ %46‬املسجلة عام ‪ 2019‬إلى ‪ %63‬في ‪ ،2020‬بينما تراجعت حصة السياحة الدولية من ‪ %54‬إلى ‪%37‬‬
‫(الشكل ‪ .)5.4‬ووفقا ملجلس السفر والسياحة العاملي (‪ ،)2021a‬تعد السياحة املحلية والسفر إلى أماكن على‬
‫مقربة من املنزل‪ ،‬فضال عن األنشطة املنظمة في الهواء الطلق واملنتجات الطبيعية والسياحة الريفية من بين‬
‫اتجاهات السفر الرئيسية التي ستظل من مكونات السياحة في عام ‪ .2022‬وفي هذا الصدد‪ ،‬في إطار جهود‬
‫التعافي التي تبذلها بلدان املنظمة‪ ،‬ال ينبغي االستهانة بالدور اإليجابي واملساهمة املحتملة ألنشطة السياحة‬
‫املحلية‪ ،‬كما يجب تطوير تدابير إضافية إلطالق العنان إلمكاناتها الكاملة‪.‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪44‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫االستجابات على مستوى السياسة وعملية التعافي في قطاع السياحة‬

‫الشكل ‪ :4.5‬اإلنفاق السياحي املحلي مقابل اإلنفاق السياحي الدولي في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي (الحصة‬
‫املئوية في إجمالي اإلنفاق السياحي)‬

‫‪2019‬‬ ‫‪2020‬‬

‫‪37%‬‬
‫‪46%‬‬
‫‪54%‬‬ ‫‪63%‬‬

‫إنفاق السياحة املحلية‬ ‫إنفاق السياحة املحلية‬


‫إنفاق السياحة الدولية‬ ‫إنفاق السياحة الدولية‬

‫املصدر‪ :‬املجلس العاملي للسفر والسياحة (‪)WTTC‬‬

‫الجدول ‪ :1.4‬ملخص فرص وتحديات النمو للقطاعات السياحية الرئيسية‪2022-2021 ،‬‬


‫التحديات‬ ‫فرص النمو‬ ‫القطاعات‬
‫قد يؤثر تغيراملناخ بشكل كبير على الوجهات‬ ‫سيكون دائما مطلوبا حتى عندما‬ ‫الشمس والرمال‬
‫الساحلية‪ ،‬وقد يفرض كوفيد‪ 19-‬عمليات‬ ‫يكون محدودا‪.‬‬
‫إغالق على مستوى الوجهات‪.‬‬
‫ستتقيد الفعاليات الكبيرة باللو ائح‬ ‫قوية إذا اقتصر على التجمعات‬ ‫تجارب ثقافية ودينية‬
‫والبروتوكوالت و‪/‬أو عتبة الخطر املنخفضة‬ ‫الصغيرة‪.‬‬ ‫ومجتمعية أصيلة‬
‫بين الزوار‪.‬‬
‫ذات جذب قوي جدا للزوار إذا أمكن الزيادة السريعة في العروض بسبب الطلب في‬ ‫تحسين الذات‪ ،‬السفر‬
‫الحفاظ على البروتوكوالت‪ .‬رغبة قوية السوق‪ ،‬لكن ضعف تنفيذ املعايير قد يقلل من‬ ‫التحويلي‪ ،‬السفرالتعليمي‪،‬‬
‫العروض‪.‬‬ ‫في خيارات تضمن الحفاظ على‬ ‫العافية‬
‫الصحة‪.‬‬
‫خطر تجاوز الطلب املفرط للوجهات‬ ‫استناد متين جدا على حجم الطلب‬ ‫أنشطة الهواء الطلق‬
‫الطبيعية‪.‬‬ ‫في فترة ما قبل فيروس كورونا‬ ‫الرائعة‬
‫(كوفيد‪ )19-‬وأثنائها‪.‬‬
‫قد يستدعي ضمان أعلى املعايير املمكنة في‬ ‫الطلب املكبوح للزوار‪ ،‬لكن‬ ‫املتنزهات الترفيهية‬
‫البروتوكوالت ستحد من السعة حتى املتنزهات أكثر من سنتين‪.‬‬
‫عام ‪.2022‬‬
‫يتطلب استثمارات كبيرة لضمان منتج تنافس ي‪.‬‬ ‫نشط بالفعل خالل كوفيد‪ 19-‬ومن‬ ‫السفرالفاخروالحصري‬
‫يصعب تحقيق العزلة والخصوصية على نطاق‬ ‫املتوقع أن ينمو‪.‬‬
‫واسع‪.‬‬
‫ضمان ظروف آمنة وصحية للمجموعات‪ .‬قد‬ ‫على الرغم من الطلب املكبوح‪،‬‬ ‫سفررجال األعمال‬
‫تكون الشركات أقل استعدادا لالستثمار بكثافة‬ ‫فالتعافي غير مرجح ألن يفي‬ ‫واالجتماعات والفعاليات‬
‫في السفر املرتبط باالجتماعات والفعاليات‬ ‫بمستويات ما قبل كوفيد‪ 19-‬مع‬ ‫التحفيزية واملؤتمرات‬
‫التحفيزية واملؤتمرات واملعارض‪ .‬من الصعب‬ ‫استمرارأنماط العمل عن ُبعد‪.‬‬ ‫واملعارض (‪)MICE‬‬
‫التغلب على مخاوف املندوبين بشأن الخلط بين‬
‫الفرق السياحية الدولية الكبيرة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬اعتمد من منظمة السياحة العاملية وبنك التنمية اآلسيوي (‪)2022‬‬

‫‪45‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫باإلضافة إلى االتجاهات الرئيسية املوجزة في الشكل ‪ ،4.4‬حددت منظمة السياحة العاملية وبنك التنمية‬
‫اآلسيوي (‪ ) 2022‬مجموعة من الفرص والتحديات القائمة في القطاعات السياحية الرئيسية لفترة ‪-2021‬‬
‫‪( 2022‬الجدول ‪ .)1.4‬ومن شأن هذه العوامل أن تؤثر أيضا على أداء القطاعات السياحية الرئيسية بدرجات‬
‫متفاوتة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬فعلى سبيل املثال‪ ،‬باإلضافة إلى آثار الجائحة‪ ،‬يمكن أن تشكل‬
‫الظروف الجوية القاسية (بسبب تغير املناخ) تحديا أمام نمو سياحة الشمس والرمال‪ ،‬مما سيكون له آثار‬
‫على وتيرة االنتعاش في هذا القطاع‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬قد يكون بروز السياحة املسؤولة من بين االتجاهات الرئيسية‬
‫التي يتعين اتباعها أثناء االنتعاش من الجائحة (راجع اإلطار ‪ .)4.4‬ويمكن تقديم مثال آخر من قطاع التجارب‬
‫الثقافية والدينية واملجتمعية األصيلة التي ستواصل التجمعات بانتهاجها بمجموعات صغيرة بسبب العادات‬
‫التي ظهرت أثناء الجائحة‪ .‬مع أن هناك طلب متزايد على األنشطة السياحية في هذا القطاع بسبب الفعاليات‬
‫املؤجلة منذ مارس ‪.2020‬‬

‫اإلطار‪ :4.4‬جائحة كوفيد‪ 19-‬والزيادة في السياحة املسؤولة‬


‫تشير السياحة املسؤولة إلى «توفير أماكن أفضل للناس للعيش فيها وأماكن أفضل للناس لزيارتها» وقد وضعتها‬
‫شراكة السياحة املسؤولة والسياحة في ويسترن كيب في «إعالن كيب تاون بشأن السياحة املسؤولة» عام ‪2002‬‬
‫على هامش مؤتمر القمة العاملي للتنمية املستدامة املنعقد في جوهانسبرغ‪ ،‬جنوب أفريقيا (‪.)Goodwin, 2014‬‬
‫وفي حين أن الجائحة قد عرضت قطاع السياحة للخطر وكشفت عن هشاشة «تقاطع اقتصاديات السياحة‬
‫واملجتمع والبيئة»‪ ،‬فقد أدت أيضا إلى زيادة الطلب على االنتعاش املستدام للقطاع ( ‪Schlagwein, 2021; One‬‬
‫‪ .)Planet, 2020‬فأثناء الجائحة‪ ،‬صار املسافرون أكثر اطالعا على الطريقة التي يمكن لخياراتهم فيما يتعلق‬
‫بالسفر املساعدة من خاللها في «حماية الطبيعة والثقافات والتقاليد» (‪ .)Preferred by Nature, 2021‬ووفقا‬
‫لدراسة أجراها أيشلبيرغر وآخرون (‪ ،)2021‬أظهر السياح منذ بداية الجائحة حساسية تجاه االستدامة وتصرفوا‬
‫بمسؤولية في اختيارهم ألسلوب السفر ونمط التعامل على املوقع في وجهتهم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال يتصرف السياح‬
‫بمسؤولية إال عندما يضع املشغلون القواعد واللوائح التنظيمية‪ ،‬وينشرون املعلومات ذات الصلة على السياح‪،‬‬
‫ويقدمون لهم فرصا لتجربة السياحة املسؤولة‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬من خالل معالجة القضايا الحالية مثل األعباء القائمة على القدرة االستيعابية للوجهات‪ ،‬واالستهالك‬
‫املفرط للموارد الطبيعية‪ ،‬وتأثير السياحة على تغير املناخ‪ ،‬يمكن لقطاع السياحة االنتعاش املسؤول من الجائحة‬
‫وكذلك بناء القدرات لتحقيق التوازن بين احتياجات املسافرين واملشغلين والبيئة في املستقبل ( ‪One Planet,‬‬
‫‪.)2020‬‬

‫بشكل عام‪ ،‬بدأ قطاع السياحة في االنتعاش بطريقة ما عام ‪ 2021‬وشرعت بعض السلبيات التي سببتها‬
‫الجائحة في التضاؤل تدريجيا‪ .‬ولكن عددا من العوامل تؤثر على وتيرة االنتعاش في قطاع السياحة في جميع‬
‫أنحاء العالم‪ .‬ويوفر مسح منظمة السياحة العاملية (‪ )2021‬معلومات مفصلة عن دور تلك العوامل‪ .‬وعليه‪،‬‬
‫أشار ‪ %85‬من الخبراء الدوليين املجيبين على املسح إلى أن القيود السائدة املفروضة على السفر هي العامل‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪46‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫االستجابات على مستوى السياسة وعملية التعافي في قطاع السياحة‬

‫الرئيس ي الذي يعيق انتعاش قطاع السياحة (الشكل ‪ .)6.4‬وتعد الوتيرة البطيئة الحتواء الفيروس العامل‬
‫الثاني املهم الذي ذكره ‪ %65‬من الخبراء املجيبين‪ .‬وكان غياب االستجابة املنسقة (‪ )%53‬وانخفاض ثقة‬
‫املستهلك (‪ )%30‬من بين العوامل الرئيسية التي تؤثر على االنتعاش‪ .‬وفي ظل هذه الصورة‪ ،‬توص ى بلدان‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي بإيالء املزيد من االهتمام لتلك العوامل للتخفيف من اآلثار السلبية للجائحة خالل‬
‫مرحلة التعافي‪ .‬ومن شأن أخذ هذه العوامل في االعتبار عند وضع السياسات املتعلقة بالسياحة أن يمكن‬
‫بلدان املنظمة من بناء مرونة أكبر وتسريع وتيرة النمو في هذا القطاع‪.‬‬
‫الشكل ‪ :6.4‬العوامل التي تؤثرعلى إنعاش السياحة الدولية (‪ %‬من الجهات املجيبة)‬

‫القيود املفروضة على السفر‬ ‫‪85%‬‬


‫احتواء بطيء للفيروس‬ ‫‪65%‬‬
‫غياب االستجابة املنسقة‬ ‫‪53%‬‬
‫مستوى منخفض لثقة املستهلك‬ ‫‪30%‬‬
‫استئناف بطيء للرحالت الجوية‬ ‫‪23%‬‬
‫البيئة االقتصادية‬ ‫‪20%‬‬
‫أخرى‬ ‫‪18%‬‬

‫‪0%‬‬ ‫‪20%‬‬ ‫‪40%‬‬ ‫‪60%‬‬ ‫‪80%‬‬ ‫‪100%‬‬

‫املصدر‪ :‬منظمة السياحة العاملية‪ ،‬مقياس السياحة العاملية‪ ،‬مايو ‪ 2021‬بناء على فريق خبراء السياحة التابع ملنظمة السياحة العاملية‪.‬‬

‫‪47‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫‪ .5‬مالحظات ختامية‬
‫واآلثاراملترتبة على‬
‫السياسات‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪48‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫مالحظات ختامية واآلثار املترتبة على السياسات‬

‫تطور قطاع السياحة الدولية وأصبح مصدرا هاما للنمو االقتصادي والتنمية في العديد من بلدان منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي خالل العقد األخير‪ .‬ولكن جائحة كوفيد‪ 19-‬بدأت تؤثر بشدة على السياحة الدولية في‬
‫بلدان املنظمة منذ مارس ‪ 2020‬ومن املرجح أن تستمر في التأثير على التوقعات في عام ‪ 2022‬وما بعده‪.‬‬
‫وآثارها الكمية على قطاع السياحة في بلدان املنظمة مدمرة (‪.)SESRIC, 2020a‬‬

‫وباعتبارها أكبر أزمة في تاريخ قطاع السياحة منذ الحرب العاملية الثانية‪ ،‬نسفت الجائحة املكاسب التي‬
‫تحققت خالل العقد املاض ي في مجموعة منظمة التعاون اإلسالمي في مجاالت مثل عدد الوافدين من السياح‬
‫الدوليين وعائدات السياحة‪ ،‬وأنشطة السياحة البينية‪ ،‬وخلق فرص العمل‪ ،‬واملساهمة في الناتج املحلي‬
‫اإلجمالي‪ .‬وبالتالي‪ ،‬مع تفش ي الجائحة عام ‪ ،2020‬استضافت بلدان املنظمة‪ ،‬كمجموعة‪ 207.4 ،‬مليون سائح‬
‫دولي أقل‪ ،‬مما أدى إلى خسارة محتملة بقيمة ‪ 155.5‬مليار دوالر أمريكي من حيث عائدات السياحة (عائدات‬
‫النقد األجنبي)‪ .‬ومع الروابط املباشرة وغير املباشرة للقطاع‪ ،‬أفضت الجائحة لتراجع كبير يقدر بقيمة ‪293‬‬
‫مليار دوالر أمريكي في الناتج املحلي اإلجمالي وخسارة ‪ 8.6‬مليون وظيفة في بلدان املنظمة عام ‪( 2020‬الشكل‬
‫ُ‬
‫‪ .)1.5‬ومن حيث عائدات السياحة البينية ملنظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬فقد قدرت خسارة ‪ 56.6‬مليار دوالر‬
‫ُ‬
‫أمريكي بسبب تراجع قدر بقيمة ‪ 89‬مليون في عدد السياح الوافدين داخل املنظمة عام ‪.2020‬‬
‫الشكل ‪ :1.5‬ملخص‪ :‬آثارالجائحة على قطاع السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي عام ‪2020‬‬

‫سائح دولي و افد أقل‬ ‫‪207.4‬‬


‫مليون‬

‫‪ 155.5‬مليار أقل من عائدات السياحة الدولية‬


‫دوالر أمريكي‬
‫ُ‬ ‫‪8.6‬‬
‫وظيفة فقدت في قطاع السياحة‬
‫مليون‬

‫أقل من الناتج املحل اإلجمالي أدرت في قطاع السياحة (بالنظر إلى الروابط‬ ‫‪ 293‬دوالر‬
‫القائمة مع القطاعات األخرى)‬
‫مليار‬

‫املصدر‪ :‬تحليل موظفي سيسرك بناء على مجموعات البيانات الخاصة بكل من منظمة السياحة العاملية واملجلس العاملي للسفر والسياحة‬

‫ال تسمح لنا مجموعات البيانات املتاحة‪ ،‬حتى مارس ‪ ،2022‬بإجراء تحليل إقليمي‪ /‬قطري دقيق وموثوق بشأن‬
‫بلدان منظمة التعاون اإلسالمي فيما يتعلق بأدائها السياحي خالل فترة ‪ .2021-2020‬وعلى وجه الخصوص‪،‬‬
‫لم يتم بعد تحديد اآلثار السلبية للجائحة املسجلة عامي ‪ 2021‬و ‪ 2022‬في مجموعة املنظمة‪ ،‬حيث ال تزال‬

‫‪49‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫إحصاءات السياحة الرئيسية قيد اإلعداد‪ 5.‬ومع ذلك‪ ،‬تشير بعض مجموعات البيانات (املؤقتة) املتاحة إلى‬
‫أن أداء القطاع لم يكن واعدا للغاية مع ظهور متغيرات كوفيد‪ 19-‬الجديدة وعدم استعادة الثقة العاملية في‬
‫السفر والسياحة الدوليين بشكل كامل‪.‬‬
‫وبناء على املعلومات املتاحة‪ ،‬من الواضح أن جميع املناطق الجغرافية ملنظمة التعاون اإلسالمي وبلدانها‬
‫األعضاء لم تتأثر بنفس القدر جراء تفش ي الجائحة‪ .‬وتوجد تباينات إقليمية ويختلف أداء كل دولة على حدة‬
‫باالعتماد أساسا على املستوى العام لتنمية قطاع السياحة‪ ،‬وكثافة تدابير االحتواء ومدتها‪ ،‬فضال عن وجود‬
‫حزم التحفيز والتعافي التي تعالج قطاع السياحة‪.‬‬
‫وسجلت الوجهات السياحية الرئيسية من مختلف املناطق الجغرافية مثل ماليزيا واململكة العربية السعودية‬
‫وتركيا وإندونيسيا خسائر كبيرة على مستوى عائدات السياحة مثال خالل فترة ‪ .2021-2020‬ولكن تلك‬
‫البلدان األعضاء في املنظمة تتوفر على ما يكفي من التنوع في اقتصاداتها وسبل بديلة لتوليد العمالت األجنبية‬
‫بدال من السياحة‪ ،‬مثل تصدير املنتجات املصنعة أو الزراعية‪ .‬وفي املقابل‪ ،‬يحد التنوع املحدود للصادرات‬
‫واالعتماد الكبير على األنشطة السياحية من هامش املناورة في بعض بلدان املنظمة مثل غامبيا وجزر‬
‫املالديف وألبانيا‪ ،‬حيث تتجاوز حصة عائدات السياحة الدولية في إجمالي الصادرات ‪SESRIC, ( %50‬‬
‫‪ .)2020a‬وليس من املستغرب أن تتأثر البلدان األعضاء هذه إلى حد أعلى بسبب انخفاض كبير في أرباحها من‬
‫النقد األجنبي (‪.)Oguz et al., 2020‬‬
‫وفي حين أن السياحة الدولية قد انتعشت تدريجيا في بعض وجهات منظمة التعاون اإلسالمي خالل عامي‬
‫‪ 2021‬و ‪ ، 2022‬ال يزال السفر املحلي يساهم في انتعاش قطاع السياحة بشكل عام‪ ،‬ال سيما في عدد من‬
‫الوجهات ذات األسواق املحلية الكبيرة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬ال ي مكن ألنشطة السياحة املحلية والدولية أن تحل محل‬
‫بعضها اآلخر‪ .‬وبالخصوص‪ ،‬ال ينبغي التقليل من أهمية السياحة الدولية ألنها تظل مصدرا موثوقا وهاما‬
‫إليرادات النقد األجنبي ولها صالت قوية بأكثر من ‪ 185‬نشاطا من األنشطة املتعلقة بجانب العرض‪ .‬ولذلك‪،‬‬
‫ينبغي أال تؤدي الجائحة إلى تحول نموذجي لصناع السياسات السياحية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪.‬‬
‫وتشير التوقعات إلى أنه من املنتظر أن تؤثر الجائحة على أنشطة السياحة الدولية في السنوات القليلة‬
‫القادمة‪ .‬كما أدى اندالع األزمة الروسية األوكرانية في مارس ‪ 2022‬إلى تالش ي توقعات التعافي السريع لعام‬
‫‪ .2022‬لذلك من الضروري مواصلة تنفيذ مجموعة واسعة النطاق من التدابير والسياسات لدعم الجهات‬
‫الفاعلة في قطاع السياحة وضمان استدامة العمليات في قطاعي السفر والسياحة الدوليين‪.‬‬
‫ومن املهم لبلدان منظمة التعاون اإلسالمي االستثمار في تنويع املنتجات السياحية بالتركيز على بعض األسواق‬
‫املتخصصة مثل السياحة اإلسالمية والسياحة البيئية والسياحة العالجية أثناء وبعد الجائحة‪ .‬وإن تنويع‬
‫األنشطة السياحية فيها من شأنه أن يوسع قاعدتها السياحية املحتملة‪ ،‬ويساعدها على استضافة املزيد من‬
‫الزوار الدوليين وبناء املرونة في قطاع السياحة ملواجهة الصدمات املستقبلية‪ .‬وقد اتخذت بعض بلدان‬

‫‪5‬بسبب الجائحة‪ ،‬اضطرب الجدول الزمني لجمع ونشر إحصاءات السياحة الدولية ملنظمة السياحة العاملية‪.‬‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪50‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫مالحظات ختامية واآلثار املترتبة على السياسات‬

‫املنظمة بالفعل خطوات نحو هذا االتجاه مثل تطوير بعض األفكار واملمارسات املبتكرة منذ بداية الجائحة‬
‫التي ساعدتها على تعويض جزء من خسائرها تدريجيا‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬حددت األردن مؤخرا السياحة‬
‫العالجية وسياحة تصوير األفالم باعتبارهما سوقين متخصصتين تستوجبان التطوير (‪.)UNWTO, 2021a‬‬
‫وبينما يحاول صناع السياسات إثراء األنشطة السياحية القائمة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬ينبغي‬
‫أن يولوا مزيدا من االهتمام ملفهوم «السياحة املسؤولة» من أجل حماية الطبيعة واملساهمة في التنمية‬
‫املستدامة‪ .‬ففي فترة ما بعد الجائحة‪ ،‬من املتوقع أن يتنافس عدد متزايد من الوجهات في سوق السياحة بناء‬
‫على مجموعة جديدة من العوامل مثل األثر الكربوني املنخفض لألنشطة السياحية‪ ،‬والجهود املبذولة في‬
‫املحادثات املتعلقة بالطبيعة‪ ،‬واحترام املجتمعات املحلية‪.‬‬
‫وتظل استعادة الثقة في هذا القطاع أمرا بالغ األهمية‪ ،‬وسيستغرق إقناع األشخاص ببدء السفر دوليا بعض‬
‫الوقت‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬يقوم عدد متزايد من الوجهات بوضع تدابير مختلفة بما في ذلك بروتوكوالت السالمة‬
‫والنظافة‪ ،‬والترويج للسياحة الداخلية وإنشاء ممرات أو فقاعات سفر لضمان استئناف آمن للسياحة‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬توص ى بلدان منظمة التعاون اإلسالمي بمتابعة التطورات الدولية مثل مبادرة "ختم السفر اآلمن"‬
‫الصادرة عن املجلس العاملي للسفر والسياحة‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬شكلت اململكة العربية السعودية إحدى‬
‫البلدان األولى في املنظمة التي اعتمدت بروتوكوالت السالمة والصحة العاملية الخاصة بمركز التجارة العاملي‬
‫وحصلت على ختم السفر اآلمن‪ .‬وباعتماد مجموعة من املعايير‪ ،‬بدأت بعض بلدان املنظمة بالفعل في جني‬
‫املنافع‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬أطلقت اإلمارات العربية املتحدة معرض إكسبو ‪ 2020‬في دبي في أكتوبر ‪2021‬‬
‫واستضافت أكثر من ‪ 24.1‬مليون زائر بحلول نهاية مارس ‪ 2022‬في ظل ظروف الجائحة الصعبة‪.‬‬
‫ومع توافر اللقاحات ضد كوفيد‪ ،19-‬بدأت بلدان منظمة التعاون اإلسالمي مؤخرا‪ ،‬على غرار بلدان أخرى في‬
‫جميع أنحاء العالم‪ ،‬في استخدام الحل السحري ملكافحة الجائحة واستئناف أنشطة السياحة الدولية‪ .‬ووفقا‬
‫ملنظمة السياحة العاملية (‪ ،)2021‬يتوقع ‪ %68‬من خبراء السياحة الدولية أن يسهم إطالق عملية التلقيح في‬
‫استئناف السياحة الدولية في عامي ‪ 2021‬و ‪ .2022‬وعلى الرغم من كل الجهود الكبيرة املبذولة منذ عام ‪2021‬‬
‫على مستوى عملية التلقيح‪ ،‬ال تزال العديد من بلدان املنظمة بحاجة إلى بذل املزيد من الجهود لتسريع وتيرة‬
‫التلقيح‪ .‬واعتبارا من ‪ 29‬مارس ‪ ،2022‬تلقى ‪ 377‬شخصا لكل ألف نسمة التلقيح بالكامل في مجموعة منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي‪ ،‬بينما بلغ املتوسط العاملي ‪ ،577‬وفقا لقاعدة بيانات سيسرك بشأن جائحة كوفيد‪.19-‬‬
‫وبعبارة أخرى‪ ،‬ال تزال وتيرة التلقيح القائمة تمثل تحديا في بعض بلدان املنظمة‪.‬‬
‫وال تزال املسائل املتعلقة باالعتراف املتبادل ببطاقات‪/‬شهادات اللقاحات تشكل عائقا في عدد من بلدان‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬وملعالجة هذه املشكلة‪ ،‬وضعت زمرة من املنظمات اإلقليمية بعض الحلول‪ ،‬مثل‬
‫دخول "الئحة شهادة كوفيد الرقمية لالتحاد األوروبي" حيز التطبيق في ‪ 1‬يوليو ‪ 2021‬بحيث يمكن ملواطني‬
‫االتحاد األوروبي واملقيمين في بلدانه الحصول على "شهادات كوفيد الرقمية" الخاصة بهم والتحقق منها عبر‬
‫االتحاد األوروبي‪ .‬وتمثل الهدف منها في تسهيل عملية استئناف األنشطة السياحية في املنطقة واملساعدة على‬
‫انتعاش قطاع السياحة‪ .‬وعلى نفس املنوال‪ ،‬إذا تمكنت بلدان منظمة التعاون اإلسالمي من تطوير خطة‬

‫‪51‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬

‫مماثلة وتسريع عملية التلقيح‪ ،‬فسيساعد ذلك على استئناف السياحة الدولية في بلدان املنظمة بطريقة‬
‫منسقة وتعزيز األنشطة السياحية بينها‪.‬‬
‫وهناك ارتباط وثيق بين التدابير الوقائية ذات الصلة بالصحة والسياسات السياحية في أعقاب الجائحة‪ .‬وإذا‬
‫تمكنت بلدان منظمة التعاون اإلسالمي من زيادة نسبة السكان امللقحين بسرعة‪ ،‬فمن املرجح أن تستأنف‬
‫أنشطة السياحة الدولية وتتعافى في أقرب وقت ممكن‪ .‬ولتحقيق ذلك‪ ،‬من الضروري ضمان التنسيق الفعال‬
‫من خالل اآلليات القائمة بين مختلف السلطات مثل وزارتي الصحة والسياحة‪ .‬ومن شأن وجود آليات‬
‫التنسيق هذه واستخدامها بفعالية أن يساعد على الحد من املشاكل الناجمة عن مسائل التنسيق والتواصل‬
‫بين اإلدارات املعنية‪.‬‬
‫وتعتبر الجائحة إحدى أكبر األزمات املسجلة في تاريخ قطاع السياحة‪ .‬وقد أنشأت العديد من بلدان منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي مثل الجزائر واململكة العربية السعودية وبنغالديش آلية‪ /‬فريقا داخليا معنيا باألزمات على‬
‫مستوى وزارة السياحة بهدف إدارة اآلثار السلبية لكوفيد‪ 19-‬على القطاع‪ .‬وفي مرحلة ما بعد الجائحة‪ ،‬يوص ى‬
‫أيضا بأن تنظر جميع بلدان املنظمة في إنشاء مثل هذه الفرق املتخصصة واملدربة على مستوى وزاراتها لبناء‬
‫القدرة على الصمود أمام الصدمات املستقبلية (مثل الكوارث واالعتداءات والحوادث‪...‬إلخ) والتعامل مع‬
‫األزمات في الوقت املناسب وبطريقة فعالة‪ .‬كما أن تزويد هذه الفرق باملعرفة وفرصة العمل على سيناريوهات‬
‫مختلفة قد تؤثر سلبا على قطاع السياحة من شأنه أن يساعد على زيادة مرونة وتأهب الجهات الفاعلة في‬
‫قطاع السياحة في بلدان املنظمة وتقليل اآلثار السلبية املحتملة للصدمات املستقبلية‪ .‬ومع تعافي القطاع‬
‫تدريجيا‪ ،‬من املهم االستفادة من واقع هذه األزمة حتى يكون أكثر مرونة في املستقبل (‪.)WTTC, 2021b‬‬
‫لقد سلطت الجائحة الضوء على أهمية االستثمار في الرقمنة سواء كان ذلك في قطاع التعليم أو الصحة أو‬
‫السياحة‪ .‬ومن املحتمل أن تكون الرقمنة والحلول االفتراضية أكثر هيمنة في حقبة ما بعد الجائحة‪ .‬ففي قطاع‬
‫السياحة‪ ،‬بدأ عدد متزايد من البلدان في استخدام حلول التسويق والترويج عبر اإلنترنت على نطاق واسع في‬
‫حمالتها السياحية أثناء الجائحة‪ ،‬حيث ال يمكن إجراء الفعاليات الفعلية مثل األسواق واملعارض السياحية‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ال تتمتع جميع بلدان منظمة التعاون اإلسالمي بإمكانية الوصول إلى مثل هذه األدوات عبر اإلنترنت‬
‫وال تتوفر على عدد كاف من املوظفين املدربين‪ .‬ولتحقيق هذه الغاية‪ ،‬يتعين على بلدان املنظمة زيادة‬
‫االستثمار في الرقمنة في مجال السياحة‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬ينبغي تزويد موظفي الكيانات السياحية املعنية‬
‫باملعارف واملهارات املتعلقة بكيفية استخدام وإدارة التقنيات الجديدة في حياتهم العملية اليومية‪ ،‬بحيث‬
‫سيؤدي ذلك إلى زيادة القدرة التنافسية لبلدان املنظمة في مجال السياحة الدولية مع جعل القطاع فيها أكثر‬
‫مرونة‪.‬‬
‫وستلعب جودة البنية التحتية واملوارد البشرية ووجود إرادة سياسية قوية دورا جوهريا في االستجابة‬
‫الحتياجات قطاع السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬االستثمار في حزمة جديدة‬
‫من البنية التحتية املادية (مثل ُعدة النظافة‪ ،‬وتكنولوجيا تعقب وفرز الحشود‪ُ ،‬‬
‫وعدة اختبار كوفيد‪19-‬‬
‫السريعة‪... ،‬إلخ) والرفع من مستوى قدرات املوظفين من خالل تقديم برامج تدريبية بهدف تزويدهم‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪52‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫مالحظات ختامية واآلثار املترتبة على السياسات‬

‫ببروتوكوالت الصحة والنظافة الجديدة املتعلقة بـكوفيد‪ 19-‬من شأنهما مساعدة بلدان منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي على أن تصبح أكثر قدرة على املنافسة في قطاع السياحة الدولية خالل فترة ما بعد الجائحة‪.‬‬
‫وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يتعين على بلدان منظمة التعاون اإلسالمي أن تولي اهتماما كبيرا لضمان عدم استبعاد‬
‫الفئات الضعيفة من الجهود املبذولة للتعافي من كوفيد‪ 19-‬في قطاعي السفر والسياحة من خالل تقديم‬
‫ترتيبات عمل مرنة لهم‪ ،‬وتوسيع نطاق الدعم والحماية القانونية‪ ،‬وتقليل الحواجز القائمة أمام التوظيف‪،‬‬
‫وتوفير برامج تدريبية مخصصة لهم لرفع مستوى مهاراتهم‪.‬‬
‫وتعتبر بلدان منظمة التعاون اإلسالمي غنية جدا من حيث االستجابات على مستوى السياسة للتخفيف من‬
‫اآلثار السلبية للجائحة على قطاع السياحة وبناء القدرة على التكيف فيه‪ .‬لذلك‪ ،‬من شأن مشاركة‬
‫املمارسات الفضلى والدروس املستفادة أثناء الجائحة في مجال السياحة أن يساعد على زيادة قدرات‬
‫املؤسسات الوطنية في بلدان املنظمة ويدعمها في عملية بناء القدرة على التكيف استعدادا للصدمات‬
‫املستقبلية‪ .‬ومن شأنها أن تشكل مصدر إلهام بالن سبة لصناع السياسات وبالتالي قد تحفز لديهم حس العمل‬
‫على نقل املعارف والخبرات في إطار التعاون فيما بين بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬من شأن تعزيز األنشطة السياحية داخل املنظمة من خالل تخفيف سياسات التأشيرات‬
‫الثنائية‪ ،‬والنظر في االعتراف املتب ادل ببطاقات التلقيح‪ ،‬وتطوير فقاعات السفر اإلقليمية‪ ،‬وتقديم الحوافز‬
‫(مثل التخفيضات الضريبية املؤقتة‪ ،‬واإلعانات) لشركات الطيران إلى جانب وكاالت السفر أن يقلل من حجم‬
‫الخسائر املالية املحتملة خالل الجائحة وما بعدها‪ ،‬وكذلك إنقاذ عدد من الوظائف املتأثرة بهذه الصدمة‬
‫االستثنائية‪.‬‬
‫وفي النهاية‪ ،‬فاألمر عبارة عن مزيج من العوامل مثل توفر آليات عامة فعالة‪ ،‬وموارد مالية والتأهب لالستجابة‬
‫لألزمات‪ ،‬وهي عناصر تحدد كيف وإلى أي مدى يمكن لكل دولة عضو في منظمة التعاون اإلسالمي االستجابة‬
‫بنجاح لألزمة غير املسبوقة التي ألحقت أضرارا بليغة بالجهات الفاعلة في قطاع السياحة والتعافي منها‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬فمن الواضح أن مزيج السياسات الصحيح على املستوى الوطني وزيادة التعاون الدولي وفيما بين بلدان‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي قد يساعد في الجهود التي تبذلها بلدان املنظمة للتعافي ويقلل من الخسائر املسجلة‬
‫في قطاع السياحة‪.‬‬

‫‪53‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫امللحقات‬
‫امللحق األول‪ :‬قائمة البلدان األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫الجزائر (‪)DZA‬‬ ‫ألبانيا (‪)ALB‬‬ ‫أفغانستان (‪)AFG‬‬

‫بنغالديش (‪)BGD‬‬ ‫البحرين (‪)BHR‬‬ ‫أذربيجان (‪)AZE‬‬


‫بوركينا فاسو (‪)BFA‬‬ ‫بروناي دار السالم (‪)BRN‬‬ ‫بنين (‪)BEN‬‬
‫جزر القمر (‪)COM‬‬ ‫تشاد (‪)TCD‬‬ ‫الكاميرون (‪)CMR‬‬
‫مصر (‪)EGY‬‬ ‫جيبوتي (‪)DJI‬‬ ‫كوت ديفوار (‪)CIV‬‬
‫غينيا (‪)GIN‬‬ ‫الجابون (‪)GAB‬‬ ‫غامبيا (‪)GMB‬‬
‫إندونيسيا (‪)IDN‬‬ ‫غينيا بيساو (‪)GNB‬‬ ‫غيانا (‪)GUY‬‬
‫األردن (‪)JOR‬‬ ‫إيران (‪)IRN‬‬ ‫العراق (‪)IRQ‬‬
‫قرغيزستان ()‪KGZ‬‬ ‫الكويت (‪)KWT‬‬ ‫كازاخستان (‪)KAZ‬‬
‫ماليزيا (‪)MYS‬‬ ‫ليبيا (‪)LBY‬‬ ‫لبنان (‪)LBN‬‬
‫جزر املالديف (‪)MDV‬‬ ‫موريتانيا (‪)MRT‬‬ ‫مالي (‪)MLI‬‬
‫النيجر (‪)NER‬‬ ‫املغرب (‪)MAR‬‬ ‫موزمبيق (‪)MOZ‬‬
‫باكستان (‪)PAK‬‬ ‫عمان (‪)OMN‬‬ ‫نيجيريا (‪)NGA‬‬
‫اململكة العربية السعودية (‪)SAU‬‬ ‫قطر (‪)QAT‬‬ ‫فلسطين ()‪PSE‬‬
‫الصومال (‪)SOM‬‬ ‫سيراليون (‪)SLE‬‬ ‫السنغال (‪)SEN‬‬
‫سوريا* (‪)SYR‬‬ ‫السودان (‪)SDN‬‬ ‫سورينام (‪)SUR‬‬
‫تونس (‪)TUN‬‬ ‫توغو (‪)TGO‬‬ ‫طاجيكستان (‪)TJK‬‬
‫أوغندا (‪)UGA‬‬ ‫تركيا (‪)TUR‬‬ ‫تركمانستان (‪)TKM‬‬
‫اليمن (‪)YEM‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة (‪)UAE‬‬ ‫أوزبكستان (‪)UZB‬‬

‫*عضوية سوريا في منظمة التعاون اإلسالمي معلقة حاليا‪.‬‬

‫امللحق الثاني‪ :‬التصنيف الجغرافي للبلدان األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬ ‫‪54‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫امللحقات‬

‫أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى (‪OIC-SSA :)21‬‬


‫نيجيريا‬ ‫غامبيا‬ ‫بنين‬
‫السنغال‬ ‫غينيا‬ ‫بوركينا فاسو‬
‫سيراليون‬ ‫غينيا بيساو‬ ‫الكاميرون‬
‫الصومال‬ ‫مالي‬ ‫تشاد‬
‫السودان‬ ‫موريتانيا‬ ‫جزر القمر‬
‫توغو‬ ‫موزمبيق‬ ‫كوت ديفوار‬
‫أوغندا‬ ‫النيجر‬ ‫الغابون‬
‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا (‪OIC-MENA :)19‬‬
‫اململكة العربية السعودية‬ ‫الكويت‬ ‫الجزائر‬
‫سوريا*‬ ‫لبنان‬ ‫البحرين‬
‫تونس‬ ‫ليبيا‬ ‫جيبوتي‬
‫اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫املغرب‬ ‫مصر‬
‫اليمن‬ ‫عمان‬ ‫العراق‬
‫فلسطين‬ ‫إيران‬
‫قطر‬ ‫األردن‬
‫*عضوية سوريا في منظمة التعاون اإلسالمي معلقة حاليا‪.‬‬
‫شرق وجنوب آسيا وأمريكا الالتينية (‪OIC-ESALA :)9‬‬
‫املالديف‬ ‫غيانا‬ ‫أفغانستان‬
‫باكستان‬ ‫إندونيسيا‬ ‫بنغالديش‬
‫سورينام‬ ‫ماليزيا‬ ‫بروناي دار السالم‬
‫أوروبا وآسيا الوسطى (‪OIC-ECA :)8‬‬
‫تركمانستان‬ ‫قرغيزستان‬ ‫ألبانيا‬
‫أوزبكستان‬ ‫طاجيكستان‬ ‫أذربيجان‬
‫تركيا‬ ‫كازاخستان‬

‫‪55‬‬ ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ‪2022‬‬


‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‪19-‬‬
‫املراجع‬
AA (2020), Saudi Arabia to Gradually Lift Ban on Performing Umrah, Anadolu Agency. Available
at: https://www.aa.com.tr/en/middle-east/saudi-arabia-to-gradually-lift-ban-on-performing-
umrah/1982462
Australian Aid (2021), ASEAN Guidelines on Hygiene and Safety for Professionals and Communities
in the Tourism Industry. Jakarta: ASEAN Secretariat.
Azerbaijan Tourism Board & Skift (2021), Executive Q&A: Lessons from Azerbaijan on Building a
Sustainable Tourism Economy During the Pandemic. Skift. Available at:
https://skift.com/2021/04/05/azerbaijan-on-building-a-sustainable-tourism-economy-during-the-
pandemic/
COMCEC (2016a), Muslim Friendly Tourism: Understanding the Demand and Supply Sides in the
OIC Member Countries, COMCEC Coordination Office, February, 2016: Ankara.
COMCEC (2016b), Muslim Friendly Tourism: Developing and Marketing MFT Products and Services
in the OIC Member Countries, COMCEC Coordination Office, August, 2016: Ankara.
Daily Sabah (2021), Qatar Ready for World Cup After Successfully Hosting Arab Cup. Available at:
https://www.dailysabah.com/sports/football/qatar-ready-for-world-cup-after-successfully-hosting-
arab-cup
Dinar Standard (2019), State of the Global Islamic Economy Report 2019/20.
https://cdn.salaamgateway.com/special-coverage/sgie19-20/full-report.pdf
Dinar Standard (2020), State of the Global Islamic Economy Report 2020/21.
Ebrahim, S. H. and Memish, Z. A. )2020(, Saudi Arabia’s Drastic Measures to Curb the COVID-19
.2-1 ,)3Outbreak: Temporary Suspension of the Umrah Pilgrimage. Journal of Travel Medicine, 27(
Eichelberger, S., Heigl, M., Peters, M., & Pikkemaat, B. (2021), Exploring the Role of Tourists:
.5774 ,)11Responsible Behaviour Triggered by the COVID-19 Pandemic. Sustainability, 13(
European Commission (2022), EU Digital COVID Certificate: Commission Adopts Second Report on
Impact and Implementation across the EU. Available at:
https://ec.europa.eu/commission/presscorner/detail/en/mex_22_1766#3
FDI Intelligence (2021), Tourism Investment 2021 Report, Available at:
https://www.fdiintelligence.com/special-report/80024
General Authority for Statistics of the Kingdom of Saudi Arabia (2020), Umrah Survey (Version 2017,
2018, 2019, 2020) [Data files]. Riyadh: General Authority for Statistics. Available at:
https://www.stats.gov.sa/en/862
General Authority for Statistics of the Kingdom of Saudi Arabia (2019), Hajj statistics [Data file].
Riyadh: General Authority for Statistics. Available at:
https://www.stats.gov.sa/sites/default/files/haj_40_en.pdf

56 2022 ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬


19-‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‬
‫املراجع‬

Goodwin, H. (2014, September 24). What Is Responsible Tourism? Responsible Tourism Partnership.
Available at: https://responsibletourismpartnership.org/what-is-responsible-tourism/
Gulfnews (2022), Expo 2020 Dubai Recorded More than 24 million Visits Over Its Six Months,
Available at: https://gulfnews.com/expo-2020/expo-2020-dubai-recorded-more-than-24-million-
visits-over-its-six-months
Hashim, H. T., Babar, M. S., Essar, M. Y., Ramdhan, M. A., Ahmad, S. (2021), The Hajj and COVID-19:
How the Pandemic Shaped the World’s Largest Religious Gathering. The American Journal of Tropical
.799-797 ,)3Medicine and Hygiene, 104(
Hussain, M. )2021(, Hajj 2021: How This Year’s Pilgrimage to Mecca Be Different Thanks to COVID
Travel Restrictions. Euronews.travel. Available at:
https://www.euronews.com/travel/2021/07/17/hajj-2021-how-this-year-s-pilgrimage-to-mecca-
be-different-thanks-to-covid-travel-restrict
IATA (2021a), Industry Statistics Fact Sheet. Available at: https://www.iata.org/en/iata-
repository/publications/economic-reports/airline-industry-economic-performance---october-2021--
-data-tables/
IATA (2021b), Losses Reduce but Challenges Continue – Cumulative $201 Billion Losses For 2020-
2022. Available at: https://www.iata.org/en/pressroom/2021-releases/2021-10-04-01/
ILO (2020), ILO Monitor: COVID-19 and the World of Work [5th edition]. Geneva: ILO.
ILO (2021), COVID-19 and Employment in the Tourism Sector in the Asia–Pacific Region, ILO Brief,
November 2021.
ILO )2022(, Reviving Indonesia’s Local Tourism Industry with Community Ecotourism. Available at:
https://www.ilo.org/jakarta/info/public/fs/WCMS_835631/lang--en/index.htm
IMF (2022), World Economic Outlook, January 2022
Karadima, S. (2022), What Impact will the Russia-Ukraine Conflict Have on the Tourism Industry?
Available at: https://www.investmentmonitor.ai/special-focus/ukraine-crisis/russia-ukraine-conflict-
impact-tourism-industry
Karadsheh, J. and Qiblawi, T. )2020(, ‘Unprecedented’ Hajj begins – with 1,000 pilgrims, rather than
the usual 2 million. CNN Travel. Available at: https://edition.cnn.com/travel/article/hajj-2020-
coronavirus-
intl/index.html#:~:text=Only%20around%201%2C000%20pilgrims%20will,million%20people%20
during%20the%20pilgrimage.
Kelly, H. and Nikolova, G. )2020(, Central Asia’s COVID-19 Recovery Strategy. Adventure Travel
News. Available at: https://www.adventuretravelnews.com/central-asias-covid-19-recovery-strategy
Mastercard and Crescent Rating (2019), Global Muslim Travel Index 2019. Available at:
https://www.crescentrating.com/reports/global-muslim-travel-index-2019.html
Mastercard and Crescent Rating (2021), Global Muslim Travel Index 2021. Available at:
https://www.crescentrating.com/reports/global-muslim-travel-index-2021.html

57 2022 ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬


19-‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‬
2022 ‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

MOTAC )2021(, MOTAC’s Efforts to Assist the Tourism Sector Affected by the COVID-19 Pandemic:
Feedback on The Press Statement My Malaysia Association of Theme Park and Family Attractions
(MATFA) on Malaysia Tourism Industry.
Muneeza, A. and Mustapha, Z. (2021), COVID-19: It’s Impact on Hajj and Umrah and A Future
.679-661 ,)5Direction. Journal of Islamic Accounting and Business Research, 12(
Mussa, M. (2022), Saudi Authorities Announce Hajj Is Back Open for 2022. Islam21c.com. Available
at: https://www.islam21c.com/news-views/saudi-authorities-announce-hajj-is-back-open-for-2022/
Muthia, R. (2022), Indonesian Islands Bank on Singapore Bubble for Tourism Revival. Al Jazeera.
Available at: https://www.aljazeera.com/economy/2022/2/15/indonesian-islands-bank-on-
singapore-bubble-for-tourism-revival
Naden, C. (2021), Tourism in a COVID-19 World. ISO. Available at:
https://www.iso.org/news/Ref2672.html
NTCB (n.d.), Strategy to Help Mitigate the Socioeconomic Impact of COVID-19 on Pakistan’s Tourism
Industry. Available at: https://tourism.gov.pk/publications/strat_covid.pdf
OECD (2020), Evaluating the Initial Impact of COVID-19 Containment Measures on Economic
Activity. Version 14 April 2020. Available at: http://www.oecd.org/coronavirus/policy-
responses/evaluating-the-initial-impact-of-covid-19-containment-measures-on-economic-activity-
b1f6b68b
Global Tourism and the COVID-19 Pandemic, Op-Ed, ,)2020Oguz, B., Gordon, G., and Cruz, H.H. (
Daily Sabah, 20 April 2020. Available at: https://www.dailysabah.com/opinion/op-ed/global-
tourism-and-the-covid-19-pandemic
One Planet (2020), One Planet Vision for a Responsible Recovery of the Tourism Sector. Nairobi:
UNEP
Pangestu, M. E. (2021), Tourism in the post-COVID world: Three steps to build better forward. World
Bank Blogs. Available at: https://blogs.worldbank.org/voices/tourism-post-covid-world-three-steps-
build-better-forward
Premium Times )2021(, Reviving Nigeria’s Tourism Fortunes After COVID-19. Premium Times.
Available at: https://www.premiumtimesng.com/news/headlines/452345-reviving-nigerias-tourism-
fortunes-after-covid-19.html
Raj, R. and Bozonelos, D. (2020), COVID-19 Pandemic: Risks Facing Hajj and Umrah. International
Journal of Religious Tourism and Pilgrimage, 8(vii), 83-93.
Reuters (2020), Egypt Reopens Hotels for Local Tourists with Strict Conditions. Reuters. Available at:
https://www.reuters.com/article/us-health-coronavirus-egypt-tourism/egypt-reopens-hotels-for-
local-tourists-with-strict-conditions-idUSKBN22F0VF
Schlagwein, F. (2021), Coronavirus: How Can Travel Become Sustainable Post-Pandemic? DW.
Available at: https://www.dw.com/en/coronavirus-how-can-travel-be-more-sustainable-post-
pandemic/a-56784730

2022 ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬ 58


19-‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‬
‫املراجع‬

Sengel, U. )2021(, From Crisis to Opportunity: “Vaccine Tourism”. Turizm ve Isletme Bilimleri Dergisi,
.56-512,
SESRIC (2020a), Socio-Economic Impacts of COVID-19 Pandemic in OIC Member Countries, Ankara.
Available at: https://sesricdiag.blob.core.windows.net/sesric-site-blob/files/article/724.pdf
SESRIC (2020b), International Tourism in the OIC Countries: Prospects and Challenges 2020, Ankara.
Available at: https://sesricdiag.blob.core.windows.net/sesric-site-blob/files/article/757.pdf
SESRIC (2020c), State of Youth in the OIC Member States 2020: Enhancing Economic Participation of
Youth, Ankara.
SESRIC (2021), OIC Economic Outlook 2021, Ankara. Available at:
https://sesricdiag.blob.core.windows.net/sesric-site-blob/files/article/787.pdf
SESRIC (2022), Halal Industry in OIC Member Countries: Challenges and Prospects, Ankara. Available
at: https://sesricdiag.blob.core.windows.net/sesric-site-blob/files/article/794.pdf
Shenoy, S. )2022(, Here’s How the Russia-Ukraine Conflict Could Impact Travel. Available at:
https://curlytales.com/heres-how-the-russia-ukraine-conflict-could-impact-tourism/
Soni, K. (2020), COVID-19 Could Change Travel – But Not in The Way You Think. World Economic
Forum. Available at: https://www.weforum.org/agenda/2020/09/covid-19-could-change-travel-
forever-but-not-in-the-way-you-think/
Sun, Y-Y., Sie, L., Faturay, F., Auwalin, I., & Wang, J. (2021), Who are Vulnerable in a Tourism Crisis? A
Tourism Employment Vulnerability Analysis for the COVID-19 Management. Journal of Hospitality
.308-304and Tourism Management, 49,
TGA (2020), About Safe Tourism Certification Program, Available at: https://www.tga.gov.tr/about-
safe-tourism-program/
The National News (2022a), Expo 2020 Dubai Visitor Numbers Exceed 11 Million as School Visits
Resume. Available at: https://www.thenationalnews.com/uae/expo-2020/2022/02/01/expo-2020-
dubai-visitor-numbers-exceed-11-million-as-school-visits-resume/
The National News (2022b), Expo 2020 Visit Numbers Surge Past the 17 Million Mark. Available at:
https://www.thenationalnews.com/uae/expo-2020/2022/03/08/expo-2020-visitor-numbers-jump-
by-1-million-to-cross-17-million-visits/
UN (2020), Policy Brief: COVID-19 and Transforming Tourism, August 2020
UN )2020a(, On International Day, UN Chief Spotlights Indigenous Peoples’ Resilience in the Face of
COVID-19 Pandemic. UN News. Available at: https://news.un.org/en/story/2020/08/1069822
UNCTAD (2021), COVID-19 and Tourism: An Update on Assessing the Economic Consequences,
Geneva
UNWTO (2020a), COVID - 19 Related Travel Restrictions: A Global Review for Tourism, (second
version) 28 April 2020, Available at: https://webunwto.s3.eu-west-1.amazonaws.com/s3fs-
public/2020-04/TravelRestrictions%20-%2028%20April.pdf

59 2022 ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬


19-‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‬
2022 ‫السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬

UNWTO (2020b), International Tourism Arrivals Could Fall By 20-30% in 2020. News Release, 27
March 2020.
UNWTO (2020c), Supporting Jobs and Economies through Travel & Tourism: A Call for Action to
Mitigate the Socio-Economic Impact of COVID-19 and Accelerate Recovery. Available at:
https://webunwto.s3.eu-west-1.amazonaws.com/s3fs-public/2020-
04/COVID19_Recommendations_English_1.pdf
UNWTO (2021), World Tourism Barometer, Volume 19, Issue 3, May 2021, Madrid
UNWTO (2021a), COVID-19: Measures to Support the Travel and Tourism Sector, Available at:
https://webunwto.s3-eu-west-1.amazonaws.com/s3fs-public/2020-06/total.pdf
UNWTO (2022a), World Tourism Barometer, Volume 20, Issue 1, January 2022, Madrid.
UNWTO (2022b), World Tourism Barometer, Volume 20, Issue 2, March 2022, Madrid.
UNWTO and ADB (2022), COVID-19 and the Future of Tourism in Asia and the Pacific, March 2022,
Madrid.
Wego )2022(, What Is a Travel Bubble? Here’s Everything You Need to Know About Travel Corridors
Between Countries. Wego Travel Blog. Available at: https://blog.wego.com/whats-a-travel-bubble/
WTTC (2021), Travel & Tourism: Economic Impact: 2021, World Travel & Tourism Council. Available
at: https://wttc.org/Portals/0/Documents/EIR/EIR2021%20Global%20Infographic.pdf?ver=2021 -
04-06-170951-897
WTTC (2021a), Trending in Travel: Emerging Consumer Trends in Travel & Tourism in 2021 and
Beyond. Available at: https://wttc.org/Portals/0/Documents/Reports/2021/Trending_In_Travel -
Emerging_Consumer_Trends-231121.pdf?ver=2021-11-23-101035-507
WTTC (2021b), Lessons Learnt During Covid-19: The Lessons Learnt So Far and How These Can Be
Used to Prepare for Future Crises. Available at:
https://wttc.org/Portals/0/Documents/Reports/2021/Lessons-Learnt-%20COVID-19.pdf?ver=2021-
08-19-095731-037
Global Protocols and Stamp for the New Normal. Available at: :’WTTC (n.d.), ‘Safe Travels
https://wttc.org/COVID-19/SafeTravels-Global-Protocols-Stamp

2022 ‫سيسرك | السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬ 60


19-‫اآلفاق والتحديات في ظل جائحة كوفيد‬

You might also like