Professional Documents
Culture Documents
810
810
تخضع املادة املقدمة في هذا املنشور لقانون حقوق الطبع والنشر .يعطي املؤلفون اإلذن بعرض ونسخ وتحميل
وطباعة املواد املعروضة على أن ال يتم إعادة استخدامها ،في أي ظرف كان ،ألغراض تجارية .وللحصول على
اإلذن إلعادة إنتاج أو طبع أي جزء من هذا املنشور ،يرجى إرسال طلب يشمل جميع املعلومات الضرورية لدائرة
النشر بسيسرك.
وتوجه جميع االستفسارات بشأن الحقوق والتراخيص إلى دائرة النشر بسيسرك على العنوان املذكور أعاله.
ُ
صمم الغالف الداخلي والخارجي من قبل سفاش بهليفان ،دائرة النشر ،سيسرك.
للمزيد من املعلومات ،يرجى التواصل مع دائرة األبحاث عبر البريد اإللكتروني التاليresearch@sesric.org :
املحتويات
املختصرات ii ......................................................................................................................................................
توطئة iii ..............................................................................................................................................................
شكروتقدير v .....................................................................................................................................................
.4االستجابات على مستوى السياسة وعملية التعافي في قطاع السياحة 31 ...............................................
1.4اإلستجابات املتخذة في بلدان مختارة من منظمة التعاون اإلسالمي خالل جائحة كوفيد32 ... 19-
نبيل دبور
املدير العام
سيسرك
أعد هذا التقرير فريق من الباحثين العاملين في سيسرك ،وضم كال من السيد جام تينتين والسيدة تئزين قرش ي،
وكان العمل تحت إشراف السيد مزهر حسين ،مدير دائرة األبحاث االقتصادية واالجتماعية ،وقدم سعادة
السيد نبيل دبور ،املدير العام لسيسرك ،اإلرشادات واملالحظات الالزمة في هذا اإلطار.
وعملت السيدة تئزين قرش ي على إعداد األطر والقسم 1.4املتعلق باإلستجابات املتخذة في بلدان مختارة من
منظمة التعاون اإلسالمي خالل جائحة كوفيد .19-فيما أعد السيد جام تينتين باقي أقسام التقرير.
أصبحت السياحة الدولية من بين أبرز النشاطات االقتصادية ومصدرا مهما من مصادر عائدات النقد األجنبي
والنمو االقتصادي والعمالة في العديد من البلدان النامية .فقد كان هذا القطاع مصدرا ألكثر من %10من
الناتج املحلي اإلجمالي العاملي قبيل تفش ي جائحة كورونا .لكن سرعان ما تضررت األنشطة السياحية بشدة في
جميع أنحاء العالم ،بما في ذلك بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ،جراء تفش ي الجائحة .ومن هذا املنطلق ،يعرض
التقرير نظرة شاملة بخصوص وضع السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي مع التركيز بشكل خاص
على فترة تفش ي الجائحة ،كما أنه يستعرض أبرز التحديات التي فرضتها الجائحة والفرص واآلفاق التي أتاحتها
كذلك .وباإلضافة إلى ذلك ،يعرض التقرير موعة من اآلثار املترتبة عن الساياسات بشأن السبل املمكنة لتجاوز
هذه ال تحديات واالستفادة من الفرص املتاحة لتحقيق التعافي التام في األنشطة السياحية.
السياحة الدولية على الصعيد العاملي :ملحة عامة
قبل تفش ي جائحة كوفيد ،19-كان قطاع السياحة في عام 2019مصدرا ملا يقرب من %10.4من الناتج املحلي
اإلجمالي العاملي و محضنا ملا يناهز %10من جميع الوظائف .وبمجرد إعالن منظمة الصحة العاملية أن كوفيد-
19بات جائحة عاملية بتاريخ 11مارس 2020فرضت مجموعة من القيود على السفر واتخذت أشكاال وكثافة
مختلفة ،وهذا ما جعل قطاع السياحة في موقف صعب .وعلى إثر ذلك تراجع عدد السياح الدوليين بنسبة
،%72.7أي أنه نزل ملستوى 400مليون سائح في 2020ثم تحسن العدد نسبيا في 2021ليبلغ عتبة 415مليون
سائح .وسجلت منطقتي آسيا واملحيط الهادي ( )%83.5وأفريقيا ( )%76.8أكبر معدالت التراجع في أعداد السياح
الدوليين في .2020وعلى نفس املنوال ،تراجعت إيرادات السياحة الدولية من 1466مليار دوالر أمريكي املسجلة
عام 2019إلى 533مليار دوالر عام ،2020أي ما يمثل تراجعا بنسبة %63.8باألسعار الجارية .وعلى املستوى
اإلقليمي ،سجلت منطقة الشرق األوسط ( )%73أكبر مستويات التراجع ،وترتها منطقة آسيا واملحيط الهادي
()%70.4
السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي
تأثر قطاع السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي أيما تأثر جراء تفش ي الجائحة ،وشانها في ذلك شأن باقي
بلدان ومناطق العالم .فاألرقام تشير إلى أن عدد السياح الدوليين الوافدين على بلدان املنظمة في 2020بلغ 70.4
مليون سائح ،ورقم أقل بكثير عن توقعات خط األساس املتمثلة في 277.8مليون سائح .كما أن الجائحة حرمت
بلدان املنظمة من توليد 233.3مليار دوالر أمريكي من عائدات السياحة ،ولم تسمح لها الظروف السائدة بحصد
سوى 77.8مليار دوالر أمريكي كإيرادات من السياحة في .2020وهذا يعني خسارة ما يقدر بقيمة 155.5مليار
دوالر أم ريكي من إيرادات السياحة في مجموعة بلدان املنظمة بسبب التدابير املعتمدة الحتواء الجائحة
ومجموعة من القيود التي تفرضها البلدان في جميع أنحاء العالم .وحسب البيانات املؤقتة الصادرة عن منظمة
السياحة العاملية ،تراجع متوسط عدد السياح الوافدين إلى مجموعة بلدان املنظمة في 2021بنسبة %78.7
وبذلك انخفضت اإليرادات بنسبة %62.9مقارنة بعام .2019وبسبب الجائحة ،تراجع متوسط مساهمة
السياحة في العمالة في بلدان املنظمة من %7.5املسجل في 2019إلى %6.2في ،2020وهو ما يمثل خسارة تقدر
بمقدار 8.6مليون وظيفة .وبلغ الحجم التقديري للخسارة في الناتج املحلي اإلجمالي الناتج عن قطاع األسفار
والسياحة مبلغ 293مليار دوالر أمريكي في 2020في بلدان املنظمة .ومن حيث عائدات األنشطة السياحية فيما
بين بلدان املنظمة ،بلغ حجم الخسارة ما يقدر بمبلغ 56.6مليار دوالر أمريكي بسبب تراجع يناهز قيمة 89مليون
في عدد السياح الوافدين فيما بين بلدان املنظمة عام .2020وعلى نفس النحو ،أسفرت الجائحة عن تراجع
بنسبة %70.1في حجم سوق السياحة اإلسالمية في 2020في مجموعة بلدان املنظمة.
االستجابات على مستوى السياسات وعملية التعافي في قطاع السياحة
اعتمدت بلدان منظمة التعاون اإلسالمي مجموعة من السياسات والتدابير منذ بداية تفش ي الجائحة للتخفيف
من اآلثار السلبية لهذه األخيرة على السياحة ،وشمل ذلك ما يتراوح بين إحداث آليات وطنية إلدارة األزمات
وتقديم حوافز نقدية ومالية .ونتيجة الختالف اإلجراءات ،ثمة تفاوتات بين بلدان املنظمة في مستوى تأثير
الجائحة على قطاع السياحة ،كما أن هناك فوارق كبيرة على صعيد فرادى البلدان حسب صرامة إجراءات
االحتواء وتدابير التعافي املعتمدة .وتشير التوقعات إلى أن تحقيق التعافي التام قد يستلزم بضع سنوات .لكن
مجموعة من العوامل الناشئة ،مثل الرقمنة ووسائل التواصل االجتماعي ودور الشباب (جيل األلفية) واالهتمام
املتزايد بالسياحة اإلسالمية خالل فترة الجائحة ،قد تساهم في التعجيل بعملية التعافي في قطاع السياحة
وتدعمه في العودة إلى مسار النمو اإليجابي الذي حققه القطاع قبل بداية تفش ي الجائحة.
مالحظات ختامية واآلثاراملترتبة على السياسات
تعد جائحة كوفيد ،19-حسب منظمة السياحة العاملية ،أكبر أزمة تضرب قطاع السياحة منذ الحرب العاملية
الثانية .لكن مع بدأ حمالت التلقيح ضد املرض في 2021سادت بوادر التفاؤل واألمل باستئناف وانتعاش قطاع
السياحة في بلدان املنظمة وباقي بلدان العالم .وتشير التقديرات في هذا الصدد إلى أن التعافي سيتحقق بوتيرة
تدريجية .لكن يبقى واضعو السياسات قادرين على التأثير على وتيرة التعافي في بلدانهم بطرقهم الخاصة .ويمكن
تحقيق هذا التعافي السريع بشكل أساس ي من خالل االستثمار في حمالت التلقيح وتطوير منتجات سياحية
جديدة وتعزيز التعاون فيما بين البلدان األعضاء في املنظمة .وبما أن بلدان املنظمة غنية من حيث السياسات
والتدابير املخصصة ملواجهة اآلثار السلبية على قطاع السياحة ،فإن من شأن تبادل األدوات املعرفية
واملمارسات الجيدة في هذا املجال أن يساهم بشكل حاسم في مثل هذه الظروف الصعبة التي تفرضها الجائحة.
.1مقدمة
تشمل السياحة الدولية أنشطة األفراد املتمثلة في السفر إلى مواقع خارج أماكن إقامتهم املعتادة والدائمة
واملكوث بها ملدة ال تتجاوز 12شهرا ألغراض الترفيه أو األعمال أو غيرها .وبناء على هذا التعريف العام ،يشمل
قطاع السياحة جميع األنشطة االجتماعية واالقتصادية التي ترتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بتوفير
السلع والخدمات للسياح .وفي هذا الصدد ،حددت منظمة السياحة العاملية 185نشاطا متعلقا بجانب
العرض لها روابط مهمة للغاية بقطاع السياحة .وتشمل هذه األنشطة خدمات مختلف القطاعات مثل النقل
واالتصاالت والفنادق واإلقامة واألغذية واملشروبات والخدمات الثقافية والترفيهية والخدمات املصرفية
واملالية وخدمات الترويج والدعاية.
وعلى مدى العقود القليلة املاضية ،شهدت أنشطة السياحة الدولية نموا كبيرا ومتواصال سواء من حيث
اإليرادات السياحية أو عدد السياح الوافدين ،وهذا ما أفرز آثارا اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية مهمة
تشمل كل بقاع املعمورة تقريبا .فالسياحة الدولية تولد فوائد اقتصادية جمة تعود بالنفع على البلدان
املستضيفة للسياح وبلدان إقامتهم على حد سواء .وبات هذا القطاع من أبرز القطاعات في العالم ،فضال عن
كونه عنصرا مهما من عناصر التجارة الدولية .وقبل بداية تفش ي الجائحة ،ساهمت السياحة في خلق فرصة
شغل واحدة من أصل كل أربع فرص عمل في جميع أنحاء العالم.
طاملا أدركت مجموعة بلدان منظمة التعاون اإلسالمي مدى أهمية هذا القطاع بحكم ارتباطاته املباشر وغير
املباشر بعدد من األنشطة االقتصادية .كما أنه يعود بمزايا اجتماعية كثيرة تتجلى في تعزيز السلم والوئام
والحوار بين الثقافات وخلق فرص أمام الفئات الهشة .لهذا تدرج استراتيجية اللجنة الدائمة للتعاون
االقتصادي والتجاري ملنظمة التعاون اإلسالمي (الكومسيك) السياحة ضمن مجاالت التعاون الستة ذات
األولوية ،ويتمثل ذلك في الهدف االستراتيجي املتمثل في تنمية قطاع سياحة مستدام وقادر على املنافسة في
منطقة املنظمة .وفي هذا السياق ،تجدر اإلشارة إلى أن أنشطة التعاون في مجال السياحة باتت تحظى بأهمية
كبيرة على جدول أعمال املنظمة على امتداد العقدين املنصرمين من الزمن ،إذ عقدت عشر مؤتمرات
إسالمية لوزراء السياحة وعدد من اجتماعات أفرقة الخبراء وحلقات دراسية بشأن تنمية السياحة خالل
الفترة التي انقضت منذ انعقاد املؤتمر اإلسالمي األول لوزراء السياحة في أصفهان بجمهورية إيران اإلسالمية،
في أكتوبر .2000وصدر عن هذه املؤتمرات واالجتماعات عدد من القرارات التي تروم تنمية قطاع السياحة
في بلدان املنظمة وتعزيز التعاون فيما بينها في هذا املجال الحيوي ومتعدد األبعاد ،الذي يجسد نشاطا
اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا في اآلن ذاته .وفي اآلونة األخيرة ،ينص على "برنامج عمل منظمة التعاون اإلسالمي
حتى عام ،"2025الذي اعتمد في إسطنبول عام ،2016خمسة أهداف محددة ذات صلة بتنمية السياحة في
بلدان املنظمة.
وبتمتع مجموعة بلدان منظمة التعاون اإلسالمي بتنوع وغنى على مستوى املعالم الطبيعية والجغرافية
والتاريخية والثقافية ،فهي تزخر بإمكانيات هائلة تسمح لها بتنمية قطاع السياحة الدولية على نحو مستدام.
كما أن بلدان املنظمة راكمت على امتداد العقد املنصرم زخما مهما في النمو في بعض األسواق املتخصصة
ضمن قطاع السياحة ،مثل السياحة اإلسالمية .لكن مع ذلك ،لم تتحقق حتى اآلن املستويات املرغوبة من
التنمية السياحية في العديد من بلدان املنظمة وفي منطقة املنظمة ككل.
بسبب سرعة انتشار عدوى فيروس كوفيد ،19-أعلنت منظمة الصحة العاملية املرض جائحة في 11مارس
. 2020وعلى إثر هذا القرار ،شرعت جميع الوجهات السياحية في كل أنحاء العالم تقريبا في اعتماد إجراءات
مشددة ،بما في ذلك إغالق الحدود الحتواء انتشار الفيروس ،وهذا ما أدى إلى أكبر أزمة يشهدها قطاع
السياحة منذ الحرب العاملية الثانية .ونتيجة لذلك ،تراجع عدد السياح الوافدين في جميع أنحاء العالم
بنسبة %72.7عام 2020باملقارنة مع ،2019فيما تراجعت إيرادان السياحة بنسبة UNWTO, ( %63.8
.)2022aولم تسلم مجموعة بلدان منظمة التعاون اإلسالمي بدورها من هذه األزمة ،حيث تشير التقديرات
إلى أنها خسرت ما يناهز 294مليار دوالر أمريكي من إجمالي الناتج املحلي .فخالل عام 2020مرت العديد من
الجهات الفاعلة في مجال السياحة في بلدان املنظمة بظروف صعبة لضمان سير املور على طبيعتها ،وهذا ما
نجم عنه في نهاية املطاف فقدان ما يقرب من 8.6مليون وظيفة .وتراجعت األنشطة السياحية فيما بين بلدان
املنظمة بصورة ملحوظة ،وتشير التقديرات إلى أن عدد الوافدين قد تراجع بمعدل 89مليون سائح في .2020
وبعبارة أخرى ،تسببت جائحة كوفيد 19-في فقدان قدر مهم من املكتسبات والتقدم املحرز في مجال التعاون
السياحي على مستوى املنظمة.
وفي إطار االستجابة للتحديات التي تفرضها الجائحة ،صممت ونفذت الكثير من بلدان منظمة التعاون
اإلسالمي مجموعة من السياسات للتخفيف من اآلثار السلبية على قطاع السياحة ودعم الفاعلين في املجال
واستئناف األنشطة السياحية .وشملت هذه السياسات إحداث آليات داخلية إلدارة األزمات ،وتطوير
بروتوكوالت صحية ،وتوسيع نطاق برامج الدعم املالي والنقدي ،واالستثمار في أسواق بديلة للسياحة
املتخصصة .وال تعكس هذه اإلجراءات التي اتخذتها بلدان املنظمة فقط قدراتها على تطوير استجابات سريعة
على مستوى السياسات العامة لتجاوز األزمات الخارجية ،لكنها ساهمت أيضا في الجهود التي تبذلها الجهات
النشطة في مجال السياحة لتحقيق االنتعاش في بلدانهم .كما كشفت الجائحة عن مدى أهمية تعزيز التعاون
في مجال السياحة فيما بين بلدان املنظمة من خالل أساليب متنوعة مثل تبادل الخبرات ونقل األدوات
املعرفية لبناء القدرات ،وهو األمر الذي يسر الجهود املبذولة لتحقيق التعافي في قطاع السياحة.
وعلى هذا األساس ،يستهل هذا التقرير ،في القسم الثاني ،بعرض تقييم شامل آلثار جائحة كوفيد 19-على
السياحة الدولية على الصعيد العاملي .ثم يركز القسم الثالث بصورة خاصة على آثار الجائحة في قطاع
السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي من خالل استعراض في تداعياتها على مؤشرات السياحة
التقليدية (مثل السياح الوافون وإيرادات السياحة) وعدد من املتغيرات االقتصادية (مثل الناتج املحلي
اإلجمالي والعمالة ) .ويستعرض القسم الرابع مجموعة من السياسات والتدابير املعتمدة في عدد من بلدان
املنظمة الرامية إلى التخفيف من تداعيات الجائحة ،ويعرض نقاشا بخصوص آفاق قطاع السياحة وأحدث
االتجاهات التي من شأنها املساهمة في الدفع بعجلة التعافي في هذا القطاع .وفي األخير ،يقدم القسم الخامس
مالحظات ختامية ويعرض مجموعة من التوصيات املتعلقة بالسياسات بمثابة مبادئ توجيهية عامة لصناع
السياسات في إطار الجهود املبذولة لتجاوز التحديات الناتجة عن الجائحة وتهيئة قطاع السياحة ملرحلة ما
بعد الجائحة.
شهد سوق السياحة الدولية نموا متزايدا على امتداد األعوام التي سبقت بداية تفش ي جائحة كوفيد،19-
سواء من حيث عدد السياح الوافدين أو إيرادات السياحة .فقد ارتفعت األرقام على الصعيدين وبذلك أصبح
قطاع السياحة من املصادر املهمة للدخل بالنسبة للعديد من االقتصادات في العالم .ويساهم القطاع في
خلق ماليين فرص الشغل لألفراد في جميع أنحاء العالم بما في ذلك بعض الفئات الهشة مثل األشخاص ذوي
اإلعاقة والنساء والشباب .وفي العديد من البلدان يساهم القطاع بشكل كبير في جهود الحفاظ على العديد
من املتنزهات الوطنية واملناطق املحمية واألراض ي الرطبة والشواطئ وتعزيز استدامتها.
وتجدر اإلشارة إلى أن قطاع السياحة قبل بداية تفش ي جائحة كوفيد 19-كان مصدرا ملا يقرب من %10.4من
الناتج املحلي اإلجمالي العاملي ( 9.2تريليون دوالر أمريكي) و محضنا ملا يناهز %10من جميع الوظائف (334
مليون وظيفة) في عام .1)WTTC, 2021( 2019وبعبارة أخرى ،ساهم قطاع السياحة في خلق وظيفة واحدة
من أصل كل أربع وظائف جديدة في جميع أنحاء العالم قبل انتشار الجائحة .ونظرا لكون قطاع السياحة
يتوفر على روابط مباشرة وغير مباشرة مع 185نشاطا على جانب العرض في االقتصاد ،فإن أزمة مثل تفش ي
الجائحة من شأنها أن تؤثر على سلسلة من األنشطة االقتصادية بدءا بالنقل وحتى أصحاب الفنادق
( .)OECD, 2020وعلى سبيل املثالّ ،
قدر مؤتمر األمم املتحدة للتجارة والتنمية ( )2021أنه بسبب الروابط
مع قطاعات رئيسية مثل الزراعة ،فقد أدى انخفاض مبيعات السياح إلى خسارة مضاعفة بـ 2.5في الناتج
املحلي اإلجمالي الحقيقي ،في املتوسط ،في ظل غياب أي حزم تحفيزية.
وبمجرد إعالن منظمة الصحة العاملية أن كوفيد 19-بات جائحة عاملية بتاريخ 11مارس 2020فرضت
مجموعة من القيود على السفر واتخذت أشكاال وكثافة مختلفة ،وهذا ما جعل قطاع السياحة في موقف
صعب .وبحكم شدة وقع هذه األزمة ،اعتبرت منظمة السياحة العاملية هذه الجائحة أسوأ أزمة تضرب قطاع
السياحة منذ الحرب العاملية الثانية.
تشير أرقام منظمة السياحة العاملية ( )2020aإلى أن 217وجهة سياحية حول العالم شرعت في 27أبريل
2020في فرض شكل من أشكال القيود على السفر (كليا أو جزئيا) التي قيدت نسبيا األنشطة السياحة
الدولية أو أوقفتها باملرة .وأكثر القيود صرامة خالل فترة الجائحة هي التي تتعلق بإغالق الحدود بين البلدان.
فقد أعلنت 156وجهة سياسية في 27أبريل 2020عن إغالق حدودها بالكامل وبحلول 18مايو 2020بلغ
هذا العدد 165وجهة (الشكل .) 1.2ومع استمرار انتشار الفيروس وعدم التمكن من السيطرة عليه كليا،
ظلت هذه القيود والتدابير سارية املفعول على امتداد عامي 2020و 2021بمستويات متفاوتة من حيث
الصرامة والنطاق.
مع مرور الوقت أخذ تتراجع شدة وصرامة تدابير اإلغالق الكامل للحدود تدريجيا ،وذلك يعود نسبيا العتماد
قوانين جديدة متعلقة بالنظافة العامة والسالمة الصحية الستئناف السفر الدولي .كما ساهمت عملية
1يرد في القسم 2.3نقاش مفصل بخصوص اآلثار االقتصادية للجائحة على بلدان منظمة التعاون اإلسالمي.
تطوير لقاحات ضد كوفيد 19-وتوفيرها لالستخدام بشكل كبير في رفع بعض من القيود املفروضة .ونتيجة
لذلك ،تراجع عدد الوجهات السياحية املغلقة لحدودها كليا بحلول 01نوفمبر 2021إلى 46وجهة فقط2.
ومع تواصل عمليات وجهود التلقيح وتراجع عدد حاالت الغصابة بالفيروس ،تراجع بالتدريج في 2022عدد
الوجهات املطبقة لتدابير اإلغالق الكلي ،وهذا ما يبشر بانتعاش تدريجي في أنشطة السياحة الدولية.
الشكل :1.2عدد الوجهات املعتمدة لإلغالق الكامل للحدود بسبب كوفيد19-
200 156 165
150 117
93
100 59 69 63
46
50
0
27/4/2020 18/5/2020 19/7/2020 1/9/2020 1/11/2020 1/2/2021 1/6/2021 1/11/2021
من خالل النظر عن قرب في آثار الجائحة على عدد السياح الوافدين في جميع أنحاء العالم يتبين أن العدد
تراجع بسبب الجائحة بنسبة ،%72.7أي إلى 400مليون سائح في عام ( 2020الشكل ،2.2يسار) .ومع طرح
اللقاحات املضادة لكوفيد 19-في السوق واعتماد السياسات الرامية الستئناف األنشطة السياحية وعملية
التلقيح ،تحسنت نسبيا أعداد السياح الدوليين الوافدين في جميع أنحاء العالم ،وقدر أن يبلغ عددهم إلى
415مليون سائح بحلول نهاية عام ،2021وهو ما يقابل زيادة سنوية قدرها %3.8مقارنة بعام ( 2020الشكل
،2.2يمين) .لكن الرقم التقديري ألعداد السياح الوافدين حول العالم في عام 2021كان أقل بنسبة %71.6
عن مستوى ما قبل الجائحة ،وهذا ما يعكس بجالء حجم األزمة التي ضربت سوق السياحة العاملي .وتشير
منظمة السياحة العاملية ( )2020bإلى أنه بسبب جائحة كوفيد ،19-خسر قطاع السياحة العاملي ما يعادل
خمس حتى سبع سنوات من النمو وسيتطلب األمر عدة سنوات لبلوغ املستويات املسجلة في فترة ما قبل
الجائحة.
الشكل :2.2السياح الدوليون الو افدون على الصعيد العاملي
السياح الدوليون الوافدون (ماليين) %التغير (مقارنة بالعام السابق)
2000
1407 1464
1500 1332 4.1 3.8
10
1000 -10
2019 *2020 *2021
400 415 -30
500
-50
0 -70
2017 2018 2019 *2020 *2021 -90 -72.7
املصدر :منظمة السياحة العاملية * .بيانات مؤقتة
2يرد في القسم 2.4نقاش مفصل بخصوص أشكال القيود املفروضة وتداعياتها مستقبال على بلدان منظمة التعاون اإلسالمي.
وعلى مستوى التأثير اإلقليمي للجائحة ،سجلت منطقتي آسيا واملحيط الهادئ ( )%83.5وأفريقيا ()%76.8
أعلى معدالت التراجع في عدد السياح الوافدين عام ( 2020الشكل .)3.2وسبب ذلك في املقام األول مجموع
القيود الشاملة املعتمدة في بلدان منطقة آسيا واملحيط الهادئ .كما أن أولى حاالت اإلصابة بكوفيد 19-ظهرت
في الصين وبذلك شرعت في وقت مبكر من عام 2020العديد من البلدان في فرض قيود على السفر في هذه
املنطقة مقارنة بباقي املناطق ( .)UNWTO, 2020a; UNWTO and ADB, 2022ففي عام 2021سجلت
منطقتي آسيا واملحيط الهادئ ( )%94.2والشرق األوسط ( )%79.3أعلى معدل تراجع في عدد السياح
الوافدين على املستوى اإلقليمي .وفي نفس العام ،شهدت أوروبا ( )%62.5تراجعا طفيفا نسبيا في ظل املستوى
العالي من التفاهم املشترك بخصوص القيود اإلقليمية واعتماد جواز (شهادة) التلقيح املوحدة على مستوى
االتحاد األوروبي ،وهو ما سهل عملية تدفق السياح في مختلف مناطق القارة ( UNWTO, 2022a; European
.)Commission, 2022
الشكل :3.2تأثيرجائحة كوفيد 19-على أعداد السياح الدوليين الو افدين حسب املناطق ( %التراجع مقارنة بعام
)2019
2020 2021
94.2
83.5
76.8 73.9 79.3
72.8 72.7 71.9
68.1 68.4
62.7 62.5
وأدى انخفاض عدد السياح الدوليين الوافدين إلى تراجع كبير في حجم إيرادات السياحة الدولية في العالم،
ومرد ذلك باألساس القيود املفروضة على السفر وباقي التدابير واسعة النطاق املعتمدة الحتواء انتشار
فيروس كوفيد .19-فقد تراجعت إيرادات السياحة الدولية من قيمة 1466مليار دوالر أمريكي املسجلة عام
2019إلى 533مليار دوالر عام ،2020وهذا ما يجسد تراجعا بنسبة %63.8باألسعار الجارية (الشكل .)4.2
وعلى املستوى اإلقليمي ،سجل الشرق األوسط ( )%73أكبر معدل تراجع في إيرادات السياحة الدولية في عام
2020مقارنة بعام ( 2019فترة ما قبل الجائحة) ،تليها منطقة آسيا واملحيط الهادئ ( )%70.4ثم أفريقيا
(( )%65.9الشكل .)5.2وبصورة عامة ،طالت تداعيات الجائحة جميع مناطق العالم فجأة وسجلت خسائر
كبيرة في عام 2020مقارنة بعام .2019
تتجلى الخسائر الكبيرة في إيرادات السياحة الدولية في تراجع حصة السياحة الدولية في إجمالي الصادرات
العاملية من السلع والخدمات .وقبل ظهور الجائحة في عام ،2019بلغت هذه الحصة ما يناهز ( %6.8الشكل
.)6.2وفي عام ،2020تراجعت الحصة إلى % 2.8بسبب االنخفاض العام في إيرادات النقد األجنبي في جميع
بلدان العالم وتراجع إيرادات السياحة .وبعبارة أخرى ،تسببت الجائحة في تراجع األهمية النسبية للسياحة
الدولية في االقتصاد العاملي ،من حيث مساهمتها في الصادرات.
الشكل :5.2تأثيرجائحة كوفيد 19-على إيرادات السياحة الدولية حسب املناطق ( %التراجع مقارنة بعام )2019
65.9% 70.4% 73.0% 63.8%
60.8% 59.0%
لم تهز الجائحة ثقة املسافرين فحسب ،بل ثقة املستثمرين األجانب في قطاع السياحة أيضا .فقد استقبل
القطاع عام 2020بعد أن سجل أداء جيدا على مستوى االستثمار األجنبي املباشر في عام ،2019حيث تم
اإلعالن عن 710مشاريع جديدة ،أي بزيادة قدرها %9مقارنة بعام .2018وفي عام ،2020تراجعت اإلعالنات
الخاصة باالستثمار عبر الحدود في جميع أنحاء العالم في قطاع السياحة بنسبة %63مقارنة بعام ،2019
وذلك بتسجيل 261مشروعا استثماريا جديدا فقط .وخالل الفترة ذاتها ،تراجع حجم استثمارات رؤوس
األموال في القطاع بنسبة %74ليسجل بذلك ما قيمته 15.7مليار دوالر أمريكي ،وتراجعت أيضا فرص العمل
بنسبة %72إلى ما يقرب من 37000وظيفة جديدة (.)FDI Intelligence, 2021
2.8%
2019 2020
2202
1810
1473
1310 1225
994 987 1001 996
837 767
568
املصدر :حسابات موظفي سيسرك بناء على بيانات من منظمة السياحة العاملية.
تتدخل مجموعة من العوامل للتاثير على حجم إيرادات السياحة لكل سائح وافد ،وذلك من قبيل سعر صرف
الدوالر األمريكي ومدة اإلقامة واملوقع الجغرافي للبلد .كما تعد مجموعة املنتجات والخدمات السياحية ذات
القيمة املضافة ،إلى جانب عوامل أخرى ،من العناصر املحددة ألنماط إنفاق السياح .فقد أصبحت أنشطة
السياحة الدولية ،على وجه الخصوص ،أكثر تكلفة خالل فترة الجائحة بسبب اإلجراءات اإلضافية التي ترفع
تكلفة السفر واإلقامة ،مثل اختبارات تفاعل البوليميريز املتسلسل ( )PCRاإلجبارية ،ومستلزمات النظافة
الشخصية ،وفترات الحجر في الفنادق ،وإجراءات التباعد االجتماعي في األماكن العامة .وباإلضافة إلى ذلك،
أدى الضغط الناجم عن التضخم العاملي إلى ارتفاع األسعار العاملية للعديد من السلع وأسعار الطاقة أيضا
( .)SESRIC, 2021وهذا الوضع أدى إلى زيادة اإلنفاق السياحي (اإليرادات) .وفي هذا السياق ،ينبغي توخي
الحذر والدقة عند تحليل وتفسير ال زيادة امللحوظة في إيرادات السياحة لكل وافد في عام .2020وبصورة
عامة ،ينبغي للبلدان التركيز على وضع سياسات فعالة لتقديم املزيد من الخدمات السياحية ذات القيمة
املضافة وتنويع الخدمات التي تقدمها في الوقت الراهن لزيادة إيرادات السياحة الدولية لكل سائح وافد على
املدى الطويل.
يقيم هذا القسم أداء بلدان منظمة التعاون اإلسالمي في قطاع السياحة على مدى السنوات األخيرة بالنظر ّ
في أربعة أبعاد رئيسة ،وذلك بناء على البيانات املتاحة .فهو يعرض أوال التطورات املتعلقة بعدد الوافدين من
السياح وإيرادات السياحة ،مع تركيز خاص على فترة تفش ي جائحة كوفيد .19-ثانيا ،يستعرض القسم الدور
االقتصادي للسياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ويحلل كيف أثرت الجائحة على األهمية
االقتصادية للقطاع في مجموعة بلدان املنظمة .ثالثا ،يقدم القسم صورة عامة بشأن أنشطة السياحة فيما
بين بلدان املنظمة ،ويعرض بعض التقديرات بخصوص آثار الجائحة على السياح الوافدين فيما بين بلدان
املنظمة واإليرادات الناتجة عن هذه السياحة .ويختتم القسم بعرض نقاش حول وضع السياحة اإلسالمية
في بلدان املنظمة وآثار الجائحة على تطوير هذا القطاع املتخصص.
1.3السياح الو افدون و إيرادات السياحة
طالت قطاع السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي تداعيات شديدة جراء تفش ي الجائحة ،وشأنها في
ذلك شأن باقي بلدان ومناطق العالم .فقد أدت اآلثار الضخمة للجائحة (مثل هز ثقة األفراد في السفر الدولي،
وتدابير االحتواء الصارمة املعمول بها ،كحظر التجول واإلغالق التام لألنشطة وإغالق الحدود وإلغاء الرحالت
الجوية الدولية) إلى تكبد البلدان لخسائر كبيرة من حيث عدد السياح الوافدين وعائدات السياحة.
الشكل :1.3السياح الدوليون الو افدون (باملاليين ،يسار) و عائدات السياحة الدولية (بماليير الدوالرات ،يمين)
في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي
الو افدون اإليرادات
السيناريو األساس :ال وجود لكوفيد19- السيناريو األساس :ال وجود لكوفيد19-
السيناريو :1تأثير كوفيد19- السيناريو :1تأثير كوفيد19-
300 250
277.8 233.3
258.7 203.7 216.1
250
259.8 200
230.5
200 184.2
150
150
100
100
77.8
70.4 50
50
0 0
2017 2018 2019 *2020 2017 2018 2019 *2020
املصدر :حسابات موظفي سيسرك استنادا إلى بيانات منظمة السياحة العاملية التي تغطي 45بلدا عضوا في منظمة التعاون اإلسالمي.
* يستخدم السيناريو األساس ي قيم االتجاه خالل فترة 2019-2017لتقدير .2020يستخدم التقدير الوارد في السيناريو 1املتوسطات العاملية
ملنظمة السياحة العاملية والتي تبلغ %73كنسبة انخفاض في عدد الوافدين و %64كنسبة انخفاض في العائدات.
وفي هذا السياق ،يعرض الشكل 1.3التقديرات الخاصة ببلدان منظمة التعاون اإلسالمي بشأن عدد
الوافدين من السياح الدوليين وعائدات السياحة بناء على سيناريوهين .يفترض السيناريو األساس ي عدم
وجود جائحة كوفيد ،19-بحيث اتبعت بلدان املنظمة في 2020نفس النمط اإليجابي املسجل خالل فترة
2019-2017من حيث عدد الوافدين من السياح وإيرادات السياحة .ويفترض السيناريو األول أن كوفيد19-
ضرب قطاع السياحة في بلدان املنظمة بنفس الحدة على غرار باقي العالم .ووفقا لذلك ،تشير األرقام إلى أن
عدد السياح الدوليين الوافدين على بلدان املنظمة في 2020بلغ 70.4مليون سائح ،وهو رقم أقل بكثير عن
توقعات خط األساس املتمثلة في 277.8مليون سائح .ويترجم هذا إلى خسارة محتملة بقيمة 155.5مليار
دوالر أمريكي في عائدات السياحة في مجموعة بلدان املنظمة .وبعبارة أخرى ،حرمت الجائحة بلدان املنظمة
من توليد 233.3مليار دوالر أمريكي من عائدات السياحة ،والظروف السائدة سمحت لها فقط بجمع 77.8
مليار دوالر أمريكي كإيرادات من السياحة في .2020
تشير التقديرات إلى أن مجموعة بلدان املنظمة في ،2020وفقا للسيناريو األول ،استقطبت السياح الدوليين
بنسبة أقل بمعدل %73وأدخلت عائدات أقل عن املعتاد بنسبة %64مقارنة بعام ( 2019الشكل .)1.3وهذه
األرقام التقديرية تبدو واقعية .فقد كشفت البيانات املؤقتة التي أبلغت عنها منظمة السياحة العاملية ()2021
بشأن مجموعة من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي أن متوسط عدد السياح الوافدين تراجع بنسبة %73.4
وانخفض أيضا متوسط اإليرادات بنسبة %63في 2020باملقارنة مع ( 2019الشكل .)2.3وحسب البيانات
املؤقتة الصادرة عن منظمة السياحة العاملية ،تراجع متوسط عدد السياح الوافدين إلى مجموعة بلدان
املنظمة في 2021بنسبة %78.7وبذلك انخفضت اإليرادات بنسبة %62.9مقارنة بعام .2019لكن ثمة
فوارق كبيرة على مستوى فرادى البلدان .فمن حيث السياح الوافدين ،تجاوز حجم االنخفاض %85في كل
من البحرين وفلسطين وبروناي دار السالم في 2020مقارنة بعام .2019وفي ،2021تجاوزت معدالت التراجع
أكثر من %95في ماليزيا وبروناي دار السالم والبحرين .وعلى نفس املنوال ،تعدى معدل االنخفاض في إيرادات
السياحة في 2020عتبة %85في كل من البحرين وبروناي دار السالم وغينيا وماليزيا .وفي عام ،2021سجلت
أعلى مستويات التراجع في إيرادات السياحة في كل من ماليزيا وإندونيسيا وبروناي دار السالم وأذربيجان،
حيث تجاوز حجم االنخفاض %90مقارنة باملستويا املسجلة في ( 2019فترة ما قبل الجائحة).
الشكل :2.3تراجع ( )%في عدد السياح الدوليين الو افدين وإيرادات السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي
(مقارنة بعام )2019
إجمالي مساهمة السياحة في العمالة إجمالي مساهمة السياحة في الناتج املحلي اإلجمالي
( %من إجمالي العمالة) ( %من إجمالي الناتج املحلي اإلجمالي)
وفي عام 2020مع بداية تفش ي الجائحة ،تراجع متوسط مساهمة السياحة في العمالة في بلدان املنظمة من
%7.5املسجل في 2019إلى %6.2في 2020بسبب التراجع الحاد في أعددا السياح الوافدين وإيرادات
السياحة ،وهو ما يمثل خسارة في الوظائف بمقدار 8.6مليون وظيفة .وعلى نفس املنوال ،انخفضت مساهمة
أنشطة السفر والسياحة في الناتج املحلي اإلجمالي ملجموعة املنظمة من %8.1املسجلة في 2019إلى %4.3في
( 2020الشكل ،3.3يمين) .وبلغ الحجم التقديري للخسارة في الناتج املحلي اإلجمالي الناتجة عن االنطماش في
قطاع السفر والسياحة مبلغ 293مليار دوالر أمريكي في 2020في بلدان املنظمة ،ويرجع ذلك أساسا إلى
مجموعة التدابير املتخذة الحتواء انتشار الفيروس (الشكل .)4.3وتسبب هذا االنكماش في القطاع في جميع
أنحاء العالم في خسارة ما يقدر بـ 4.5تريليون دوالر أمريكي في الناتج املحلي اإلجمالي لعام .2020وفي العام
نفسه ،أسفر االنكماش إلى فقدان 62مليون وظيفة في العالم 8.6 ،مليون منها في بلدان منظمة التعاون
اإلسالمي (الشكل .)4.3وبهذه الخسائر ،ظل 272مليون شخص من العاملين في هذا القطاع بال عمل في جميع
أنحاء العالم .وتبقى إمكانية فقدا ن الوظائف قائمة ،خاصة مع ما تحظى به العديد من الوظائف من دعم
من خالل برامج استبقاء الوظائف وتقليص اعات العمل (.)WTTC, 2021
الشكل :4.3آثار جائحة كوفيد 19-على الناتج املحلي اإلجمالي والوظائف في قطاع األسفار والسياحة في 2020
(مقارنة بعام )2019
الخسارة في الناتج املحلي اإلجمالي الخسارة في الوظائف
املصدر :حسابات موظفي سيسرك بناء على بيانات مستمدة من قاعدة بيانات املجلس العاملي للسفر والسياحة (.)WTTC
ووفقا ملنظمة السياحة العاملية ( ،)2020aفإن حوالي %80من جميع شركات السياحة على مستوى العالم
عبارة عن مشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم تتوفر على مصادر محدودة للبقاء في حالة حدوث صدمة
اقتصادية مثل الصدمة الحالية بسبب تفش ي كوفيد .19-كما أن قطاع السياحة ال يخلق املاليين من
الوظائف فقط ،بل هو يوفر أيضا فرص عمل لبعض الفئات الضعيفة مثل النساء والشباب واملجتمعات
الريفية في العديد من البلدان النامية واملتقدمة ( .)UNWTO, 2020c; UN, 2020وفي هذا السياق ،يمكن أن
ينتج عن الركود أو األزمة في القطاع فقدان ماليين الوظائف وساعات العمل .فقد طالت تداعيات الجائحة
في العديد من البلدان النامية ،على وجه الخصوص ،بما فيها العديد من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي،
مجموعة كبيرة من الجهات الفاعلة والنشطة في مجال السياحة ،بما في ذلك الفئات الهشة العاملة في بعض
القطاعات ذات الصلة بالسياحة ،وهذا ما أدى إلى ارتفاع معدالت البطالة والفقر (( )UN, 2020راجع اإلطار
. )1.3وهناك أمثلة ملموسة وأرقام تعكس هذا الوضع بجالء .فاألرقام الخاصة بخمسة بلدان – بروناي دار
السالم ومنغوليا والفلبين وتايالند وفييتنام – تشير إلى أن فقدان الوظائف في القطاعات املرتبطة بالسياحة
في عام 2020كان أكبر بأربعة أضعاف مقارنة بالخسائر في القطاعات غير السياحية ( .)ILO, 2021باإلضافة
إلى ذلك ،وفقا ملجموعة بيانات خاصة بعدد من البلدان في منطقة آسيا واملحيط الهادئ ،مع تراجع الوظائف
الرسمية في قطاع السياحة بسبب الجائحة شرع العمال في التحول صوب القطاع غير الرسمي .وهذا ما يؤدي
إلى تفاقم األنشطة االقتصادية غير الرسمية وبالتالي تسجيل خسائر في اإليرادات للحكومات ويزيد وضع
هؤالء العمال هشاشة (.)ILO, 2021
أسفر التراجع الحاد في عدد السياح الدوليين الوافدين عن انخفاض كبير في اإلنفاق السياحي في بلدان
منظمة التعاون اإلسالمي .فقد تراجع الحجم التقديري إلنفاق الزوار الدوليين في بلدان املنظمة من 253.3
مليار دوالر أمريكي في 2019إلى 73.8مليار دوالر أمريكي في ( 2020الشكل .)5.3ونتيجة لذلك ،تراجعت األرباح
في العمالت األجنبية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي الناتجة عن هؤالء الزوار ولم تشكل سوى %4فقط
من إجمالي صادرات مجموعة املنظمة في عام ،2020بتسجيل تراجع من %10.4التي شهدها عام .2019وهذا
األمر يشكل عامل خطر كبير نسبيا ،خاصة بالنسبة لدول املنظمة التي تعتمد بشكل كبير على أرباح العمالت
األجنبية من قطاع السياحة ،مثل جزر املالديف وغامبيا (.)SESRIC, 2020a
الشكل :5.3أثرإنفاق الزوارالدوليين على إجمالي صادرات بلدان منظمة التعاون اإلسالمي
إنفاق السياح الدوليين (مليار دوالر) ،املحور األيسر الحصة ( )%من إجمالي الصادرات ،املحور األيمن
تسبب جائحة كوفيد 19-في التقليص من حجم أنشطة السفر الدولية في العالم ،بما في ذلك بلدان منظمة
التعاون اإلسالمي .وهذا التراجع في وتيرة السفر الجوي والبحري والبري وعبر السكك الحديدية أدى إلى تكبد
خسائر كبيرة ،كخسائر في الدخل وعائدات الضرائب والوظائف (راجع اإلطار .)2.3
وعلى صعيدالنقل بالسكك الحديدية وعبر الطرقات ،أدت القيود املفروضة على الخدمات وحركة األفراد ،إلى
جانب توصية السلطات بعدم السفر ،إلى انخفاض حجم املسافرين بنحو %80لجميع خدمات السكك الحديدية
الوطنية أثناء عمليات اإلغالق .وبالنسبة للخدمات الدولية لنقل املسافرين بالسكك الحديدية ،تراجع حجم
املسافرين بنسبة % 100تقريبا لجميع الشركات املقدمة لهذه الخدمة ،تماشيا مع تدابير إغالق الحدود الدولية
أمام حركة املسافرين .وقدر حجم الخسائر بمبلغ يتراوح بين 78و 125مليار دوالر أمريكي في عام 2020بسبب
الجائحة (.)SESRIC, 2021
وبصورة عامة ،طال ت تداعيات الجائحة قطاع األسفار بشدة في جميع أنحاء العالم ،وأدى االنخفاض الكبير في
حجم املسافرين إلى خسائر بمليارات الدوالرات .ويتوقع أن تحقيق االنتعاش قد يستلزم بضع سنوات مع
االستئناف التدريجي لألنشطة السياحية.
الشكل :6.3السياح الو افدون فيما بين بلدان منظمة التعاون اإلسالمي (باملاليين ،يسار) وإيرادات السياحة فيما
بين هذه البلدان (بمالييرالدوالرات ،يمين)
الو افدون اإليرادات
السيناريو األساس :ال وجود لكوفيد19- السيناريو األساس :ال وجود لكوفيد19-
السيناريو :1تأثير كوفيد19- السيناريو :1تأثير كوفيد19-
140 100
60 40
40 27.2
28.3 20
20
0 0
2017 2018 2019 *2020 2017 2018 2019 *2020
املصدر :حسابات موظفي سيسرك استنادا إلى بيانات منظمة السياحة العاملية التي تغطي 39بلدا عضوا في منظمة التعاون اإلسالمي* .
يستخدم السيناريو األساس ي قيم االتجاه خالل فترة 2019-2017لتقدير .2020يستخدم التقدير الوارد في السيناريو 1املتوسطات العاملية
ملنظمة السياحة العاملية والتي تبلغ %73كنسبة انخفاض في عدد الوافدين و %64كنسبة انخفاض في العائدات.
رغم تأجيل العديد من الفعاليات الدولية واإلقليمية ،شرعت بعض بلدان منظمة التعاون اإلسالمي في
استئناف األنشطة السياحية خالل فترة تفش ي الجائحة ملن وفق قواعد صارمة متعلقة بالنظافة وقوانين
متعلقة باللقاحات .فعلى سبيل املثال ،استضافت اإلمارات معرض إكسبو 2020في دبي بين 01أكتوبر 2021
و 31مارس .2022ولحدود 31مارس ،2022استقطبت فعاليات املعرض أكثر من 24.1مليون زائر ( Gulf
.)News, 2022وما يقارب ثلث زوار املعرض من الزوار الدوليين .وجاء حوالي %20من جميع الزوار الدوليين
من الهند ( )%10واململكة العربية السعودية ( .)The National News, 2022a and 2022b( )%10واعتبارا
من 01نوفمبر 2020فتحت اململكة العربية السعودية حدودها بالتدريج ورفعت إجراءات حظر السفر عن
املعتمرين القادمين من خارج اململكة (بشرط التزامهم باإلجراءات الوقائية املعتمدة واللقاحات) (.)AA, 2020
وفي ظل الجائحة املستمرة ،استضافت قطر بنجاح كأس العرب في 2021ومن املقرر أن تستضيف مسابقة
كأس العالم لكرة القدم في عام 2022التي من املتوقع أن تجتذب 1.2مليون زائر من جميع أنحاء العالم .ومثل
هذه الفعاليات الدولية الضخمة (مثل البطوالت واملعارض) عادة ما تساهم ليس فقط في زيادة عدد السياح
الدوليين الوافدين إلى البلدان املضيفة ،بل تتمتع أيضا بالقدرة على تعزيز أنشطة السياحة فيما بين بلدان
منظمة التعاون اإلسالمي (.)Daily Sabah, 2021
200 160
150
150 131
100
42
50
0
2017 2018 2019 2020
وكما هو شأن أعداد السياح الوافدين ،سجلت سوق الساحة اإلسالمية نموا من حيث إيرادات السياحة
قبل بداية تفش ي الجائحة .فقد ارتفع حجم سوق السياحة اإلسالمية على الصعيد العاملي من 142مليار
دوالر أمريكي املسجل في عام 2014إلى 194مليار دوالر في عام ( 2019الشكل .)8.3لكن مع تفش ي الجائحة
والقيود املفروضة جراء ذلك على السفر في جميع أنحاء العالم ،من املقدر أن يتقلص حجم هذا السوق
بنسبة ،%70ليسجل بذلك قيمة 58مليار دوالر أمريكي في عام .2020وفي ظل التخفيف التدريجي للقيود،
من املرتقب أن يتعافى السوق ومن املتوقع أن يبلغ حجمه 208مليار دوالر أمريكي في Dinar Standard, ( 2024
.)2020وفي منطقة املنظمة ،زاد حجم سوق السياحة اإلسالمية بنسبة %37مقارنة بفترة 2019-2014
وبلغت قيمته 153مليار دوالر في ( 2019الشكل .)8.3فد بلوغ الحضيض في 46( 2020مليار دوالر أمريكي)،
من املتوقع أن يصل حجم السوق في مجموعة بلدان املنظمة إلى 164مليار دوالر أمريكي في عام .2024
58
46
املصدر :حسابات موظفي سيسرك بناء على دينار ستاندارد ( )2020وطومسون رويترز ودينار ستاندارد (.)2015
في سياق صناعة الحالل ،سجلت سوق السياحة اإلسالمية أعلى مستويات التراجع (الشكل ،9.3يسار)
بسبب القيود املفروضة على السفر وباقي اإلجراءات املعتمدة الحتواء كوفيد .)SESRIC, 2022( 19-وبصورة
عامة ،أسفرت الجائحة عن تغير مسار تطوير قطاع الحالل ،بما في ذلك السياحة اإلسالمية ،سواء على املدى
القصير واملتوسط .فقد تراجعت تقديرات نمو صناعة الحالل من %6.2إلى %3.1خالل فترة 2024-2018
(الشكل ،9.3يمين).
املصدر :حسابات موظفي سيسرك بناء على بيانات دينار ستاندارد ()2020
3تم تطوير مؤشر السفر العاملي للمسلمين ( )GMTIمن خالل النظر في العوامل الرئيسية األربعة لتمكين الوجهات من جذب
املزيد من السياح املسلمين :سهولة الوصول إلى الوجهة؛ التواصل الداخلي والخارجي من طرف الوجهة؛ البيئة في الوجهة؛
الخدمات التي تقدمها الوجهة .تم استخدام أكثر من 40مجموعة بيانات لحساب مؤشر السفر العاملي للمسلمين.
الشكل :10.3درجات بلدان منظمة التعاون اإلسالمي على مؤشرالسفرالعاملي للمسلمين (أعلى) وعلى املؤشرات
الفرعية لذات املؤشر(أسفل)2021 ،
معدالت 2021على مؤشر السفر العاملي للمسلمين
100
55.8
50 40.1 41.5
32.5
0
بلدان املنظمة البلدان النامية البلدان املتقدمة العالم
غير األعضاء في املنظمة
درجات بلدان منظمة التعاون اإلسالمي على املؤشرات الفرعية ملؤشر السفر العاملي للمسلمين2021 ،
99.0 92.5
100 83.7
61.4 67.2 66.6
44.1 44.7 38.2 38.3
50 35.3
20.6
10.8
0
بيئة تمكينية
املوصولية
اإلقامة
البنية التحتية
إتقان التواصل
مرافق للصالة
األمان
قيود متعلقة
الزوار الوافدون
األغذية الحالل
وعي الجهات
املطارات
التسويق
للوجهات
للمواصالت
الفاعلة
باملعتقد
الشكل :11.3أداء بلدان منظمة التعاون اإلسالمي حسب درجات مؤشرالسفرالعاملي للمسلمين2021 ،
90 ماليزيا
تركيا
إندونيسيا
80 اإلمارات
70 السعودية
60
50
بنين أوغندا
متوسط املنظمة = 55.8
40
30
توغو
موزمبيق
20 سورينام
10
0
الشكل :12.3البلدان الـ 15األفضل أداء على املؤشر الفرعي الخاص بالسياحة اإلسالمية ضمن مؤشر االقتصاد
اإلسالمي العاملي )2020،(GIEI
98.3
100 78.3
80 62.7
60 45.3 43.3 42.6 36.8 36.7 33.2 31.9
40 28.8 27.1 23.6
14.1 13.3
20
0
بينما تلعب بلدان منظمة التعاون اإلسالمي دورا هاما في توفير بيئة مالئمة لتطوير أنشطة السياحة
اإلسالمية ،فإن بعضها من بين األسواق املصدر الرئيسة بحكم أنماط إنفاقها في هذا السوق املتخصص .وعلى
وجه الخصوص ،تربعت بلدان املنظمة الواقعة في منطقة الشرق األوسط وشمال إفريقيا ،مثل اململكة
العربية السعودية ( 24.3مليار دوالر أمريكي) واإلمارات العربية املتحدة ( 17.2مليار دوالر) وقطر ( 14.2مليار
دوالر) والكويت ( 13مليار دوالر) ،على رأس قائمة أفضل البلدان أداء في العالم في 2019من حيث اإلنفاق
على السياحة اإلسالمية (الشكل .)13.3وتلت هذه البلدان كل من إندونيسيا ،من منطقة جنوب آسيا ،بمعدل
إنفاق على السياحة اإلسالمية بلغت قيمة 11.2مليار دوالر في نفس العام .وتبرز هذه األرقام أيضا وجود
مستوى عال من ت مركز أسواق السياحة اإلسالمية في مناطق بعينها ،ال سيما فيما يتعلق بأسواق املصدر
(املنشأ).
الشكل :13.3البلدان الخمس األكثرإنفاقا على السياحة اإلسالمية في الخارج2019 ،
اإلنفاق على السياحة في الخارج ،مليار دوالر أمريكي
السعودية 24.3
اإلمارات 17.2
قطر 14.2
الكويت 13
إندونيسيا 11.2
الطعام الحالل في حين أن الجهات املقدمة للخدمات األكثر تخصصا تتوفر على مطابخ حالل كاملة ،وبعضها
حاصل على شهادة الحالل يخول لها تقديم خدماتها الحالل (.)COMCEC, 2016b
كما أن هناك عدد من املبادرات على مستوى منظمة التعاون اإلسالمي لدعم جهود البلدان األعضاء الرامية
لتطوير أسواقها الخاصة بالسياحة اإلسالمية .وفي هذا السياق ،تم اعتماد "خارطة الطريق االستراتيجية
لتنمية السياحة اإلسالمية في الدول األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي" خالل فعاليات املؤتمر اإلسالمي
العاشر لوزراء السياحة ( )ICTMالذي عقد عام 2018في دكا ،بنغالديش .وتهدف هذه الوثيقة إلى تمهيد
الطريق للتعاون بين بلدان املنظمة ومؤسساتها واملنظمات الدولية ذات الصلة في مجال السياحة اإلسالمية
ضمن خمسة مجاالت مواضيعية رئيسية محددة للتعاون ،وهي :البيانات والرصد ،تطوير السياسات واللوائح
التنظيمية ،والتسويق والترويج ،وتنمية الوجهات والقطاع ،وتنمية القدرات.
وطور معهد املواصفات واملقاييس للدول اإلسالمية ( )SMIICمواصفات خاصة بخدمات السياحة الحالل
التي اعتمدت في ديسمبر . 2019وأصبحت الوثيقة متاحة لالستخدام من قبل الجهات الفاعلة في قطاع
السياحة اإلسالمية املهتمة باملوضوع .وتهدف هذه املواصفات لضمان أن تكون املنتجات والخدمات املقدمة
للمسافرين املسلمين مراعية للضوابط اإلسالمية.
في السنوات األخيرة ،استفادت العديد من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ،مثل غامبيا وسورينام ،وعدد من
مؤسسات املنظمة ،مثل سيسرك واملركز اإلسالمي لتنمية التجارة ( ،)ICDTمن آلية الكومسيك لتمويل
املشاريع لتعزيز قدرات املؤسسات الوطنية والجهات الفاعلة في بلدان املنظمة في مجال السياحة اإلسالمية.
وفي هذا الصدد ،استفاد العشرات من املسؤولين الحكوميين والجهات الفاعلة في القطاع من سلسلة من
البرامج التدريبية الشاملة املمولة من الكومسيك لرفع مستوى مهاراتهم ومعرفة املزيد عن قطاع السياحة
اإلسالمية .وسلطت الكومسيك في السنوات األخيرة الضوء أيضا على سوق السياحة اإلسالمية من خالل
ثالثة اجتماعات ملجموعات عمل بشأن السياحة بهدف تحديد التحديات واقتراح توصيات بشأن السياسات
للنهوض بالقطاع في بلدان املنظمة.
أطلقت منظمة التعاون اإلسالمي في 2015مبادرة لالحتفاء بعاصمة السياحة اإلسالمية ،ويتمثل هدفها في
تح فيز األنشطة السياحية فيما بين البلدان األعضاء من خالل املدينة املحتفى بها ،وذلك ما سيمكن في نهاية
املطاف من تطوير اإلمكانات االجتماعية واالقتصادية للمدينة وفي نفس الوقت فسح املجال لتعزيز التجارة
البينية في السلع والخدمات .ومن أهداف االحتفاء بمدينة مختلفة كل سنة أيضا إذكاء الوعي وتعزيز مستوى
االهتمام بالسياحة اإلسالمية في بلدان املنظمة .وتم اإلعالن عن القدس الشريف "عاصمة للسياحة
اإلسالمية" في ،2015وهي أول مدينة يحتفى بها في إطار هذه املبادرة.
ونظم سيسرك مجموعة من البرامج لبناء القدرات والندوات بشأن السياحة اإلسالمية في كل من بنغالديش
وتركيا وأوزبكستان لتعزيز مهارات الجهات الفاعلة في املجال وصناع السياسات في بلدان منظمة التعاون
اإلسالمي .ونظم املركز اإلسالمي لتنمية التجارة بدوره عددا من البرامج بخصوص مجال السياحة اإلسالمية
لصالح عدد من بلدان املنظمة ،منها سورينام وغيانا .وزيادة على ذلك ،عمل املركز اإلسالمي لتنمية التجارة في
2018على إعداد ونشر دراسة فنية حول حضور السياحة املالئمة للمسلمين في السوق العاملية.
وبصورة عامة ،من شأن الجهود املبذولة واملستمرة لبلدان منظمة التعاون اإلسالمي وأجهزتها املعنية بمجال
السياحة اإلسالمية املساهمة في إنعاش القطاع خالل فترة تفش ي الجائحة ،وتعزيز قدراتها على املنافسة في
فترة ما بعد الجائحة ،وذلك من خالل أساليب من قبيل صقل وتعزيز مهارات مختلف األطراف الفاعلة في
املجال ،مثل الفنادق ومنظمي الرحالت والهيئات التنظيمية .ومن خالل هذه اإلجراءات يمكن لبلدان املنظمة
تعزيز التعاون فيما بينها في كل ما يتعلق بهذه السوق املتخصصة.
يستعرض هذا القسم أوال اإلستجابات املتخذة على مستوى السياسة العامة في بلدان مختارة من أعضاء
منظمة التعاون اإلسالمي خالل جائحة كوفيد 19-للتخفيف من اآلثار السلبية ودعم الجهود املبذولة للتعافي
في قطاع السياحة .ثم يعرض مناقشة حول توقعات التعافي واالتجاهات الناشئة الرئيسية التي من شأنها أن
تؤثر على مسار نمو قطاع السياحة في بلدان املنظمة.
1.4اإلستجابات املتخذة في بلدان مختارة من منظمة التعاون اإلسالمي خالل جائحة كوفيد19-
هناك مجموعة كبيرة من االستجابات على مستوى السياسة العامة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي التي
تركز على تعزيز قطاع السياحة ،ودعم الجهات الفاعلة فيه ،واستئناف األنشطة السياحية .وتشمل
االستجابات الناجحة املتخذة على مستوى السياسة في قطاع السياحة ،على سبيل املثال ال الحصر" ،إنشاء
آلية داخلية إلدارة األزمات ،وإجراءات احتواء الفيروس والبروتوكوالت الصحية ،وتدابير السياسة املالية
والنقدية ،ودعم العمالة ،وإعادة تنشيط السياحة ،وإنعاش السياحة الداخلية ،وتطوير فقاعات السفر"
(.)SESRIC, 2021
وتمشيا مع التطورات العاملية ،أدمجت عدة بلدان منظمة التعاون اإلسالمي استجابتها لجائحة كوفيد19-
كجزء من سياساتها ونظمها الوطنية إلدارة الكوارث .ففي بلدان مثل الجزائر وبنغالديش واململكة العربية
السعودية ،تم وضع سياسات في قطاع السياحة في إطار إنشاء آلية أزمات داخلية على املستوى الوزاري .على
سبيل املثال ،وضعت هيئة السياحة واملعارض البحرينية «خطة عمل إلدارة األزمات» بما في ذلك استراتيجية
تواصل وحلول للتواصل اإلعالمي مع أصحاب املصلحة في قطاع السياحة .وكانت آليات إدارة األزمات في عدد
من بلدان املنظمة مسؤولة مباشرة عن إنعاش قطاع السياحة .فعلى سبيل املثال ،أنشأت وزارة السياحة
واآلثار الفلسطينية «فرقة عمل فلسطينية إلنعاش السياحة» مسؤولة عن التصدي للجائحة وتضم أعضاء
من الوزارة ومؤسسات القطاع الخاص .وفي باكستان ،تم تكليف لجنة العمل من أجل إنعاش السياحة
( )TRACبقيادة املجلس الوطني لتنسيق السياحة ( )NTCBبوضع توصيات للتعافي املستدام من الجائحة.
وبالنظر إلى أن جائحة كوفيد 19-تمثل أزمة صحية عامة عاملية ،فإن االستجابات على مستوى السياسة في
قطاع السياحة في عدد من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي تشمل تدابير الحتواء الفيروس عن طريق وضع
بروتوكوالت صحية صارمة ،وضمان االلتزام باإلجراءات املوحدة ،وضمان السياحة اآلمنة للزوار والعمال على
حد سواء (راجع اإلطار .)1.4على سبيل املثال ،وضعت وزارة السياحة والحرف اليدوية والعمل األسري
الجزائرية مجموعة من «بروتوكوالت صحية بشأن كوفيد »19-لتوجيه إعادة االفتتاح اآلمن لقطاع السياحة
من خالل مطالبة أصحاب الفنادق بإنشاء خاليا تعنى بالرصد واألزمات للتعامل مع الحاالت العاجلة ،وتعبئة
طاقم صحي لرعاية السياح واملوظفين ،ووضع البروتوكوالت الخاصة املتعلقة بتشغيل حمامات السباحة
والشواطئ ،وبروتوكوالت استقبال الضيوف وتسجيلهم.
وفي أذربيجان ،قدم برنامج شاهمان ،الذي يتم تشغيله باالشتراك مع شركة تدقيق دولية خاصة مسؤولة عن
تدقيق واعتماد أصحاب املصلحة في مجال السياحة ،معايير الصحة والنظافة والسالمة على مستوى البالد،
وحتى أبريل ،2021تم إجراء ما يقرب من 12000جلسة رصد ملؤسسات السياحة ( Azerbaijan Tourism
.)Board & Skift, 2021وباملثل ،تعتبر «البروتوكوالت الوقائية ملرافق اإلقامة السياحية» في اململكة العربية
السعودية ،و «برنامج إصدار الشهادات السياحية اآلمنة» في تركيا ،و «دليل تشغيل قطاع السياحة في ظل
كوفيد »19-في فلسطين ،و «برنامج قطر النظيف» في قطر كلها مبادرات تضع قائمة واسعة من البروتوكوالت
والتدابير التي يتعين على املؤسسات السياحية اتخاذها من أجل احتواء كوفيد 19-وضمان سياحة آمنة.
في اآلونة األخيرة ،وضعت وزارة السياحة والفنون والثقافة ( )MOTACفي ماليزيا ،بالتشاور مع املؤسسات
العاملة ب الصناعة ،خطة إلنعاش السياحة ( )TRPكجزء من السياسة السياحية الوطنية .2030-2020
ومن بين قائمة األهداف ،تركز الخطة على تنشيط السياحة املحلية من خالل تقديم حزم سفر جذابة على
البيئة الرقمية؛ وتقديم الحوافز عن طريق قسائم تخفيض والقسائم اإللكترونية وإرجاع مبالغ نقدية
للسياح؛ والترويج للوجهات السياحية الريفية التي تعرف انخفاضا في عدد الزيارات؛ وتشجيع استخدام
التكنولوجيا في السياحة غير التالمسية؛ وتخفيف اللوائح لضمان انتعاش صناعة السياحة من خالل
تبسيط قيمة رسوم الترخيص أو التنازل عنها ،وتخفيف الرسوم على منظمي الرحالت واملرشدين السياحيين
املرخصين ،والتنازل عن الرسوم املفروضة على امتحان تراخيص السياحة ،وتخفيف متطلبات الترخيص
لبعض منظمي الرحالت ( .)MOTAC, 2021وتهدف خطة إنعاش السياحة أيضا إلى استعادة الثقة في قطاع
السياحة في ماليزيا من خالل إعطاء األولوية لتدابير الصحة العامة مثل معايير النظافة وبروتوكوالت الصحة
والسالمة واالمتثال إلجراءات التشغيل القياسية (.)MOTAC, 2021
في الواقع ،لجأت العديد من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي إلى املوارد الرقمية لدعم قطاع السياحة بطائفة
واسعة من األساليب أثناء الجائحة .فقد اعتمدت أذربيجان ،على سبيل املثال ،استراتيجية تركز على تطوير
سبل ومنتجات سياحية جديدة (مثل أذربيجان )101لتثقيف املسافرين وتدريبهم وعرض املواقع السياحية
الطبيعية في أذربيجان .كما أنشأ مجلس السياحة في أذربيجان أيضا «مركز التدريب السياحي وإصدار
الشهادات» لبناء مهارات وقدرات عمال قطاع السياحة التي تعتبر حيوية للحفاظ على إدارة األعمال وحماية
الوظائف وإعداد متخصصين سياحيين مؤهلين (.)Azerbaijan Tourism Board & Skift, 2021
ولقد كانت عواقب جائحة كوفيد 19-اقتصادية في الغالب .فمع إغالق الحدود ،وتعطيل سلسلة التوريد
وتقديم الخدمات ،وعمليات اإلغالق الواسعة النطاق ،طالت اآلثار االقتصادية السلبية للجائحة بشكل حاد
قطاع السياحة .ومن أجل التخفيف من هذه اآلثار ،استحدثت بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ونفذت
مجم وعة متنوعة من حزم الحوافز االقتصادية ألصحاب املصلحة في مجال السياحة .على سبيل املثال ،في
ذروة الجائحة ،قدمت وزارة السياحة والفنون والثقافة ( )MOTACفي ماليزيا الدعم االقتصادي لشركات
السياحة في إطار حزم التحفيز PEMULIHو PEMERKASAو ،PEMERKASA Plusوالتي تضمنت'1' :
تخفيضات فاتورة الكهرباء بالنسبة للفنادق واملنتزهات الترفيهية ومراكز املؤتمرات ومراكز التسوق ومنظمي
الرحالت السياحية '2' ،مساعدة نقدية ملرة واحدة قدرها 3 000رينغيت ماليزي لـ 5 335وكالة سياحية ،و
500رينغيت ماليزي لـ 5 877مرشدا سياحيا ،و 1 000رينغيت ماليزي لـ 1 063مرشدا سياحيا ،و 600رينغيت
ماليزي لـ 2 861مشغال لإلقامة املنزلية مسجلين لدى الوزارة ،و ' '3أقساط ضريبة الدخل الشهرية املؤجلة
لشركات السياحة واإلعفاء من دفع ضريبة السياحة وضريبة الخدمات حتى 31ديسمبر MOTAC, ( 2021
.)2021
وفي نفس االتجاه ،أعفت فلسطين عن رسوم الترخيص للمؤسسات السياحية لعام 2020وأعادت %50من
مستحقات ضريبة القيمة املضافة لجميع املؤسسات السياحية .ويمكن أيضا مالحظة أمثلة مماثلة في
أوزبكستان وتركيا واألردن وأوزبكستان واألردن وإندونيسيا والبحرين وبوركينا فاسو وغينيا وكازاخستان
ومصر ،تشمل التدابير الضريبية مثل اإلعفاءات أو التأجيالت الضريبية ،واإلعانات ،وتأجيل املدفوعات عن
الخدمات أو التنازل عنها ،وتغطية مساهمات الضمان االجتماعي للعاملين في الصناعة ،وتوفير خطوط
إقراض بدون فائدة أو فائدة منخفضة ملؤسسات الدعم ( .)SESRIC, 2020aوفي مصر ،مدد البنك املركزي
خطوط االئتمان للمؤسسات السياحية ،وأجازت الحكومة إعادة فتح الفنادق للسياح املحليين بنسبة %50
في وقت مبكر من مايو - 2020نظرا المتثالها لبروتوكوالت النظافة والسالمة بما في ذلك إجراء اختبارات
للعمال ،وتركيب معدات التطهير ،وتعيين مساحة مخصصة لتلبية متطلبات الحجر الصحي ،وتنفيذ تدابير
التباعد االجتماعي (.)Reuters, 2020
وكجزء من الدعم االقتصادي املقدم للمؤسسات السياحية ،استحدثت بلدان منظمة التعاون اإلسالمي
أيضا سياسات لتأمين فرص العمل ملوظفي قطاع السياحة وحماية العمال الضعفاء من خالل تقديم
مجموعة من الحوافز لخلق فرص العمل والتقليص من إمكانية فقدان الوظائف إلى أدنى حد ممكن .ففي
ماليزيا ،على سبيل املثال ،تضمنت حزمة التحفيز الحكومية (املطبقة أيضا على قطاع السياحة) خطة دعم
األجور ملا يصل إلى 500عامل لكل رب عمل بقيمة 600رينغيت ماليزي لكل عامل ملدة 4أشهر ( MOTAC,
.)2021وباملثل ،في اململكة العربية السعودية ،حصل عمال القطاع الخاص املتضررون من الجائحة على
%60من رواتبهم وتم استحداث حزمة شبكات األمان االجتماعي بقيمة 4.5مليار دوالر أمريكي لدعم العمالة.
وفي ألبانيا ،قدمت حزمة تحفيز تم تبنيها في أبريل 2020تحويال ملرة واحدة بقيمة 40.000ليك ألباني ملوظفي
الشركات الصغيرة واملتوسطة ،وموظفي الشركات الكبيرة الذين تم إنهاء خدمتهم بسبب الجائحة ،واملوظفين
في قطاع السياحة .وباملثل ،استحدثت لجنة العمل من أجل إنعاش السياحة ( )TRACواملجلس الوطني
لتنسيق السياحة ( )NTCBفي باكستان برامج تدريب خاصة للمرشدين السياحيين والسائقين واملترجمين
الفوريين وما إلى ذلك لرفع مهاراتهم وقدراتهم والسماح لهم بكسب دخل أثناء الجائحة .كما نظما أيضا برامج
تدريبية على اإلنترنت وحلقات دراسية شبكية للتوعية لصالح منظمي الرحالت السياحية والفنادق وعمال
املطاعم بشأن تطبيق بروتوكوالت النظافة وإجراءات التشغيل املوحدة الخاصة بكوفيد ،19-ونظما حلقات
دراسية وتدريبا للتوعية بشأن كيفية إدماج مبادئ السياحة املستدامة والضيافة (.)NTCB, n.d
وبعد مرور عامين ،أعادت جائحة كوفيد 19-صياغة تعريف كلمة «طبيعي» لكل من السياح واملؤسسات
السياحية والقوى العاملة في قطاع السياحة .ففي قطاع السياحة ،يستلزم التكيف مع «الوضع الطبيعي
الجديد» استئناف األنشطة السياحية التي يمكن أن تساعد شركات قطاع السياحة في توليد اإليرادات
وتعويضها ،وعمال السياحة في كسبهم دخال ،واستعادة مناخ الثقة بين السياح .وتركز السياسات في هذه
املرحلة من الجائحة ،وفي املستقبل القريب ،على تشجيع انتعاش السياحة وهناك بعض بلدان منظمة
التعاون اإلسالمي التي اتخذت خطوات في هذا االتجاه .وتقدم أوزبكستان ،على سبيل املثال ،إعانات إضافية
تبلغ 15دوالرا أمريكيا ملنظمي الرحالت ووكالء السفر لجلب السياح األجانب .وفي تركيا ،تم إدراج العاملين في
قطاع السياحة في قائمة األولويات الوطنية لتلقي اللقاح حتى يتمكنوا من البدء في تقديم الخدمات للزوار في
أقرب األوقات .كما أبرمت شركات الطيران في بلدان املنظمة ،مثل االتحاد واإلماراتية ،اتفاقيات مع االتحاد
الدولي للنقل الجوي لتخفيف القيود املفروضة على السفر ،بما في ذلك إزالة إجراءات الحجر الصحي عند
الوصول ،وأدرجت استخدام "تطبيق جواز سفر إياتا" الذي يعتبر جوازا رقميا للسفر في ظل كوفيد.19-
وفي الواقع ،برزت «سياحة اللقاحات» باعتبارها إحدى أحدث الطرق التي تحاول بها البلدان تعزيز قطاعاتها
السياحية أثناء الجائحة .وعلى سبيل املثال ،كانت اإلمارات العربية املتحدة ،من خالل موقعها الرسمي "زوروا
دبي" ،من أوائل الدول التي أعلنت عن حزم سياحية تتضمن خيارات التلقيح أثناء اإلقامة بأراضيها ( Sengel,
.)2021وباملثل ،نفذت جزر املالديف استراتيجية V3التي تشجع السياح على االستمتاع بـ«الزيارة» و
«التلقيح» و «اإلجازة» في جزر املالديف .بحيث يسمح إدراج عنصر التلقيح في االستراتيجية للسياح بالسفر
إلى جزر املالديف دون قيود مسبقة على اللقاح وتلقي لقاح كوفيد 19-أثناء إقامتهم فيها.
وهناك أيضا أمثلة ناجحة لكيفية مساعدة «فقاعات السفر» للبلدان في فتح حدودها للسياح دون فرض
تدابير صارمة للحجر الصحي .فقد أعادت ماليزيا وسنغافورة ،على سبيل املثال ،فتح حدودهما بموجب إحدى
هذه االتفاقيات املسماة «املسار األخضر املتبادل» و «اتفاقية التنقل الدوري» .كما أن بروناي دار السالم مع
سنغافورة؛ اإلمارات العربية املتحدة مع جزر املالديف وإيطاليا والبحرين واليونان وسيشيل وصربيا؛ وقطر
مع جزر املالديف؛ وإندونيسيا مع سنغافورة تتوفر على «فقاعات سفر» مماثلة سارية املفعول ( Wego,
.)2022; Muthia, 2022
وفي حين اتخذت بعض بلدان منظمة التعاون اإلسالمي تدابير لتسهيل السفر الدولي ،ركزت دول أخرى على
تعزيز السياحة املحلية للتعافي من الجائحة .فعلى سبيل املثال ،أطلقت ماليزيا برنامج ""Cuti-Cuti Malaysia
(عطالت في ماليزيا) ،وقدمت أوغندا حملة "( "Take on the Pearlخذ اللؤلؤة) ،وأطلقت أذربيجان حملة
"( "Macəra Yaxındadırاملغامرة قريبة) ،وقدم األردن دعما ماليا قدره 6.5مليون دينار أردني لقطاع
السياحة املحلية .وفي نيجيريا ،أطلقت املؤسسة الوطنية لتنمية السياحة ( )NTDCحملة "" Tour Nigeria
(جولة بنيجيريا) للدفع بعجلة السياحة املحلية ،وتسويق السياحة ،وخلق فرص للعمل ( Premium Times,
.)2021
وثمة تطور آخر ملحوظ في مجال السياسة العامة حدث في بعض بلدان منظمة التعاون اإلسالمي يتمثل في
تعزيز قطاعات السياحة املتخصصة .على سبيل املثال ،في آسيا الوسطى ،اجتمعت مجالس السياحة في
كازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان للترويج للسياحة املحلية النشطة أو
املبنية على املغامرة بمساعدة رابطة تجارة رحالت املغامرة ( )ATTAوالوكالة األمريكية للتنمية الدولية .وفي
إطار هذه املبادرة ،ستركز دول منظمة التعاون اإلسالمي الخمس على السياحة النشطة املسؤولة ،وحضور
ثالث حلقات دراسية عبر اإلنترنت للتدريب على استراتيجية التعافي من كوفيد ،19-وتطوير إرشادات السياحة
اآلمنة لرحالت املغامرة ومراجعتها وتنفيذها ،والنظر في العروض الجديدة للعائالت واملجموعات الصغيرة
والبرامج املبنية على اإلرشاد الذاتي ( .)Kelly and Nikolova, 2020وباملثل ،اجتمعت منظمة العمل الدولية
في إندونيسيا مع املؤسسة اإلندونيسية للسياحة اإليكولوجية واألمم املتحدة لتشجيع «السياحة
اإليكولوجية» املحلية في منطقتي نوسا تنغارا الغربية ونوسا تنغارا الشرقية كجزء من برنامج مشترك بشأن
صندوق استئماني متعدد الشركاء لالستجابة والتعافي في إطار كوفيد .19-ومن خالل دورة تدريبية على تنمية
السياحة ملدة خمسة أيام ،تم تعليم املقيمين في منطقتي نوسا تنغارا الغربية ونوسا تنغارا الشرقية الذين
كانوا يعتمدون على السياحة في سبل عيشهم حول تحسين جودة املنتجات السياحية ،والتكيف مع األسواق
املتغيرة من خالل تصميم حزم الجوالت االفتراضية ،واالستفادة من الرقمنة ،وإدارة مناطق الجذب السياحي
بشكل مستدام (.)ILO, 2022
2.4توقعات االنتعاش في أنشطة السياحة الدولية
اعتبارا من مارس ،2022وبعد عامين كاملين من إعالن منظمة الصحة العاملية عن كوفيد 19-باعتباره جائحة
عاملية ،فقد تعذر إيقاف تفش ي الجائحة بشكل تام ،كما أدت املتغيرات الجديدة من الفيروس مثل دلتا ودلتا+
وأوميكرون إلى تالش ي توقعات التعافي السريع في عام 2021وأوائل عام .2022
وعلى الرغم من أن العديد من البلدان في جميع أنحاء العالم بدأت تدريجيا في إزالة القيود املفروضة على
السفر وتخفيف العوائق األخرى القائمة أمام السياحة الدولية (مثل بطاقات التلقيح اإللزامية ،واختبار
تفاعل البوليميراز املتسلسل ( ،)PCRوما إلى ذلك) ،ال تزال هذه التدابير قائمة بدرجات متفاوتة في %98من
جميع الوجهات .ووفقا للتقرير الحادي عشر ملنظمة السياحة العاملية بشأن القيود املفروضة بسبب كوفيد-
19الصادر في 1نوفمبر ،2021ال يزال اإلغالق الكامل للحدود قائما في %21من جميع الوجهات في جميع
أنحاء العالم .بحيث تسجل الوجهات الواقعة في آسيا واملحيط الهادئ ( )%65والشرق األوسط ( )%15انتشار
أعلى نسبيا لهذا التدبير .أما اإلغالق الجزئي للحدود ،فهو متاح في %25من جميع الوجهات .وتختار الوجهات
الواقعة في أوروبا ( )%56والشرق األوسط ( )%46في الغالب تنفيذ خيار االحتواء هذا بالنسبة للمسافرين
الدوليين .وفي جميع أنحاء العالم ،ال يزال لدى حوالي %52من الوجهات بعض املتطلبات املتعلقة
«باالختبار/الحجر الصحي» فيما يخص املسافرين الدوليين التي تثني العديد من السياح عن زيارتها .وقد تم
تنفيذ هذا اإلجراء بشكل كبير من قبل الوجهات في األمريكتين ( )%80وأفريقيا ( )%76حيث يشهد إطالق
التلقيح وتيرة أبطأ نسبيا .وحتى 1نوفمبر ،2021رفعت %2فقط من الوجهات جميع القيود املفروضة على
السفر في ظل كوفيد 19-في جميع أنحاء العالم (الشكل ،1.4يسار).
وعندما يتعلق األمر باملتطلبات املحددة املتعلقة بوضع التلقيح ،فإن %31من الوجهات في جميع أنحاء العالم
ال تطلب «بطاقة/شهادة تلقيح» من الزوار الدوليين .ومع ذلك ،فإن %9من الوجهات جعلتها إلزامية لجميع
الزوار .وتتبع حوالي %39من الوجهات إجراء معتدال يسهل دخول الزوار امللقحون دون طلب نتيجة اختبار
تفاعل البوليميراز املتسلسل ( )PCRمثال أو فرض الحجر الصحي عند الوصول .وعلى املستوى اإلقليمي ،فإن
غالبية الوجهات الواقعة في أوروبا ( )%82والشرق األوسط ( )%54تتوفر على مخطط «الدخول امليسر مع
التلقيح ضد كوفيد( »19-الشكل ،1.4يمين) .وال تزال الوجهات الواقعة في آسيا واملحيط الهادئ تتبنى اإلجراء
األكثر صرامة ،حيث أغلقت %65منها حدودها بالكامل .وحوالي %64من الوجهات الواقعة في أفريقيا ال
تطلب أي تلقيح ضد كوفيد 19-للدخول ،وهو أعلى رقم باملقارنة مع املناطق األخرى .وإن «التلقيح اإللزامي
ضد كوفيد »19-مطلوب في الغالب في وجهات تقع في الشرق األوسط ( )%23واألمريكتين ( )%16وآسيا
واملحيط الهادئ ( )%15مع العلم أن املتوسط العاملي يبلغ %9فقط.
الشكل :1.4التقسيم اإلقليمي للقيود املفروضة على السفر واملتطلبات املتعلقة بوضع التلقيح (الحصة بـ %من
جميع الوجهات)
الشرق األوسط 15% 46% 39% الشرق األوسط 15% 23% 54% 8%
آسيا واملحيط الهاددئ 65% آسيا واملحيط الهاددئ 22% 13% 65% 15% 13% 7%
0% 20% 40% 60% 80% 100% 0% 20% 40% 60% 80% 100%
املصدر :منظمة السياحة العاملية حتى 1نوفمبر ،2021التقرير الحادي عشر حول القيود املفروضة بسبب كوفيد19-
وعلى الرغم من جميع القيود الحالية املفروضة على السفر والسياحة حتى عام ،2022يرى معظم
املتخصصين في السياحة ( )%61آفاقا أفضل لعام 2022باملقارنة مع عام 2021وفقا لفريق خبراء منظمة
السياحة العاملية ( .) 2022وعلى وجه الخصوص ،تعتبر خطوات توسيع نطاق عملية التلقيح ،ورفع القيود
املفروضة على السفر بشكل كبير ،وإضفاء املزيد من التنسيق وتقديم املعلومات الواضحة حول بروتوكوالت
السفر ،من العوامل الرئيسية التي تحسن توقعات الخبراء لالنتعاش الفعال للسياحة الدولية خالل عام
.2022
وبشكل أكثر تحديدا ،يتوقع اآلن %63من الخبراء عودة عدد الوافدين الدوليين إلى مستويات 2019عام
2024أو في وقت الحق نظرا للقيود والتدابير القائمة الواسعة النطاق التي تم وضعها الحتواء انتشار الفيروس
(الشكل .)2.4ويتوقع حوالي %32منهم إمكانية تحقيق ذلك بحلول عام .2023فيما يتوقع %4فقط منهم
إمكانية تحقيق االنتعاش بحلول نهاية عام .2022
الشكل :2.4السنة املتوقعة للعودة إلى مستويات 2019ما قبل الجائحة في السياحة ( %من الجهات املجيبة)
2023 32%
2022 4%
املصدر :منظمة السياحة العاملية ،مقياس السياحة العاملية ،يناير 2022بناء على فريق خبراء السياحة التابع ملنظمة السياحة العاملية.
وفي ظل هذه الظروف ،أصدرت منظمة السياحة العاملية ( )2021سيناريوهين لعام 2021من حيث عدد
السياح الوافدين وإيرادات السياحة .قدر كال السيناريوهين بعض التعافي في عام 2021ولكن بوتيرة متفاوتة
( %40مقابل .)%10وباستخدام هذين السيناريوهين ملنظمة السياحة العاملية ،يعرض الشكل 3.4توقعات
بخصوص بلدان منظمة التعاون اإلسالمي لعام .2021فمن املتوقع أن يشهد عدد الوافدين من السياح
الدوليين في مجموعة املنظمة ،زيادة في عام 2021باملقارنة مع 2020وكان املتوقع أن يتراوح بين 77.4مليون
و 98.5مليون .وسيترجم هذا إلى عائدات من السياحة الدولية تتراوح ين 85.6مليار دوالر أمريكي و 108.9
مليار دوالر أمريكي .وعلى الرغم من تسجيل توقعات أفضل لعام 2021باملقارنة مع ،2020فإن هذه األرقام
بعيدة جدا عن قيمها املسجلة في عام ،2019مما يعني أن التعافي الكامل والوصول إلى مستويات ما قبل
الجائحة سيستغرق بضع سنوات4.
4لم تصدر منظمة السياحة العاملية بعد إحصاءات السياحة الرسمية لبلدان منظمة التعاون اإلسالمي لعام 2020و 2021و
2022بسبب الجائحة.
الشكل :3.4آفاق السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي :السياح الدوليون الو افدون (باملاليين ،يسار) و
عائدات السياحة الدولية (بمليارات الدوالرات ،يمين)2021 ،
السياح الو افدون العائدات
سيناريو %40 :1من التعافي في 2021 سيناريو %40 :1من التعافي في 2021
سيناريو %10 :2من التعافي في 2021 سيناريو %10 :2من التعافي في 2021
105
120
100
110
95
90 100
85
90
80
77.4 77.8 85.6
75 80
70.4
70
70
65
60 60
*2020 *2021 *2020 *2021
املصدر :حسابات موظفي سيسرك استنادا إلى بيانات باروميتر منظمة السياحة العاملية مايو 2021التي تغطي 45بلدا في منظمة التعاون
اإلسالمي* .أرقام متوقعة.
بدأ عام 2022بتوقعات عالية في قطاع السياحة .ومع ذلك ،أدى االرتفاع املفاجئ في حاالت كوفيد 19-وظهور
متغير أوميكرون إلى تعطيل مسار التعافي وخفض مستوى الثقة خالل أوائل عام 2022حيث بدأت بعض
البلدان في إعادة فرض حظر السفر والقيود على أسواق معينة .وفي الوقت نفسه ،ال تزال عملية إطالق
التلقيح متفاوتة والعديد من البلدان تواصل فرضها لبعض اإلجراءات التقييدية مثل «إغالق الحدود» كما
نوقش أعاله .على سبيل املثال ،وفقا للبيانات املستمدة من اتحاد النقل الجوي الدولي ،وحتى يناير ،2022ال
ُ
يزال السفر الجوي عند نصف املستويات املسجلة في عام ما قبل الجائحة .2019وتظهر البيانات املستمدة
من فوروورد كايز انخفاضا بنسبة %50في حجوزات الرحالت الجوية الدولية بين 1يناير و 12مارس 2022
(مقابل )2019ألي سفر مستقبلي خاصة بسبب ظهور متغير أوميكرون وتآكل الثقة في السفر الدولي
( .) UNWTO, 2022bوبغية إعادة بناء الثقة في هذا القطاع ،شرع أصحاب املصلحة في مجال السياحة في
اتخاذ طائفة واسعة من التدابير (راجع اإلطار .)2.4
وفي عام ،2022تتوقع منظمة السياحة العاملية ( )2022aتسجيل نمو بنسبة %30حتى %78في عدد السياح
الدوليين الوافدين في جميع أنحاء العالم اعتمادا على عوامل مختلفة .ومع ذلك ،تشير هذه السيناريوهات إلى
أن إجمالي عدد السياح الدوليين الوافدين في نهاية العام سيظل أقل بنسبة %50حتى %63من مستويات ما
قبل الجائحة املسجلة عام .2019وتماشيا مع تقديرات منظمة السياحة العاملية ،ستشهد بلدان منظمة
التعاون اإلسالمي ،في املتوسط ،زيادة تتراوح بين %30حتى %78في عدد السياح الدوليين الوافدين عام
.2022ولكن هذه السيناريوهات يجري وضعها في ظل افتراضات معينة؛ حيث أي تطور جديد بخصوص
الجائحة وصدمة إضافية من شأنه أن يغير النتائج.
وفيما يتعلق بالبيئة االقتصادية ،فإن االختالالت القائمة في االقتصاد الكلي العاملي والناجمة مثال عن
االرتفاع املفاجئ في أسعار الطاقة ،وزيادة التضخم ،واالرتفاع املتوقع في أسعار الفائدة ،وارتفاع حجم الديون،
واستمرار االضطراب في سالسل التوريد ،أن يضع ضغوط إضافية على عملية االنتعاش الفعالة للسياحة
الدولية في عام ،2022ومن املتوقع أن تتواصل مثل هذه البيئة االقتصادية غير املواتية حتى في IMF, ( 2023
.)2022
وعلى وجه الخصوص ،ظهرت في اآلونة األخيرة أزمة بين روسيا وأوكرانيا بتاريخ 24فبراير - 2022باالعالن عن
بدء عملية عسكرية في أوكرانيا .وقد خلق هذا تحديا جديدا في سوق السياحة من شأنه أن يسبب في آثار
مدمرة ليس فقط في أوروبا ولكن أيضا في مناطق أخرى من العالم بسبب ارتفاع أسعار الطاقة ،وزيادة حاالت
عدم اليقين ،فضال عن مختلف القيود املفروضة على السفر والعقوبات االقتصادية التي تبنتها مجموعة من
البلدان .ولهذه الغاية ،من غير املرجح أن تستمر توقعات منظمة السياحة العاملية في يناير 2022بحلول نهاية
العام .ومن املؤكد أنه بينما تسعى سوق السياحة العاملية جاهدة من أجل التعافي من الجائحة ،فإن األثر
النهائي لهذه األزمة ا لناشئة يتوقف على عدد من العوامل مثل مدة العمليات العسكرية في أوكرانيا وحجم
وفعالية مختلف تدابير االستجابة للوضع والتي وضعها عدد من البلدان األوروبية وبلدان أمريكا الشمالية
(راجع اإلطار .)3.4
3.4االتجاهات الناشئة الرئيسية في قطاع السياحة
على الرغم من أن جائحة كوفيد 19-قد جلبت عددا من التحديات لقطاع السياحة ،إال أنه يمكن التخفيف
من هذه التحديات ببعض التدخالت والسياسات الداعمة .وبالخصوص ،تعتبر بعض االتجاهات الرئيسية
السائدة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ذات قابلية لتسهيل االنتعاش في قطاع السياحة ومساعدة
القطاع على العودة إلى مسار نموه اإليجابي الذي شهده قبل تفش ي الجائحة .ومن بين هذه االتجاهات املوجزة
في الشكل ،4.4سيكون لتأثير الشباب (جيل األلفية) وقعا كبيرا جدا ألن بلدان املنظمة تشكل موطنا ألكثر
من 338مليون شاب في سن .24-15وبهذا ،تستضيف %28من إجمالي الشباب في العالم ،ومن املتوقع أن
يصل هذا الرقم إلى %30.7بحلول عام .)SESRIC, 2020c( 2030وستلعب هذه الفرصة الديموغرافية إلى
جانب أنماط اإلنفاق املرتفعة لهؤالء الشباب وخاصة من خالل املنصات الرقمية دورا رئيسيا في تنمية قطاع
السياحة في عدد من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي.
ويتأثر عدد متزايد من املسلمين بوسائل التواصل االجتماعي واملؤثرين الذين يعيشون في كل من بلدان منظمة
التعاون اإلسالمي والبلدان غير األعضاء فيها .كما أن هناك اهتمام متزايد بمفهوم الحالل في البلدان املتقدمة
يعود أساسا لالعتبارات املتعلقة بالشواغل األخالقية و/أو املعنوية .ولخدمة هذا السوق املتخصص ،لم تبدأ
مجموعة من العالمات التجارية العاملية في تقديم منتجات أو خدمات حالل فحسب ،بل بدأت أيضا في
استخدام مثل هذه األدوات عبر اإلنترنت أو باالستعانة باملؤثرين على وسائل التواصل االجتماعي في حمالتهم
الترويجية للوصول إلى املزيد من األشخاص .ومن املتوقع أن يلعب تطوير تكنولوجيات جديدة واالبتكار
والرقمنة دورا مهما من خالل ،في جملة أمور ،تقليل تكلفة الوقت والطاقة للحصول على شهادة الحالل
واملراقبة وتحويل األموال (.)SESRIC, 2022
وخالل الجائحة ،قام العديد من األشخاص ،بمن فيهم املستهلكون املهتمون بالحالل ،بتأجيل قراراتهم فيما
يتعلق مثال بشراء السيارات أو زيارة بلد آخر .ومع تخفيف القيود املفروضة بسبب الجائحة ،من املرجح أن
يبدأ املستهلكون في زيادة اإلنفاق من أجل استئناف حياتهم الطبيعية وتحقيق أحالمهم .ولهذه الغاية ،فإن
آفاق النمو في سوق السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي تتميز بالتفاؤل لعامي 2022و .2023
الشكل :4.4االتجاهات الرئيسية التي تؤثرعلى قطاع السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي
زيادة الدور الذي تلعبه وسائل التواصل االجتماعي واملؤثرين في التأثير على نمط الحياة اإلسالمي
تزايد اهتمام املسلمين املقيمين في الدول املتقدمة والدول غير األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي
بمسألة الحالل
خالل فترة الجائحة ،وفي ظل القيود الدولية املفروضة على السفر ،أولت العديد من البلدان في جميع أنحاء
العالم اهتماما خاصا ألنشطة السياحة املحلية كطريقة بديلة للحفاظ على نشاط قطاع السياحة وإنعاشه
( .)UNCTAD, 2021وقد حذت العديد من بلدان منظمة التعاون اإلسالمي مثل أوغندا وماليزيا واألردن
حذوها ونظمت عدة حمالت لتعزيز السياحة الداخلية لدعم قطاع السياحة والنمو االقتصادي بشكل عام.
وقد قفز متوسط حصة السياحة املحلية من إجمالي اإلنفاق السياحي في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي من
%46املسجلة عام 2019إلى %63في ،2020بينما تراجعت حصة السياحة الدولية من %54إلى %37
(الشكل .)5.4ووفقا ملجلس السفر والسياحة العاملي ( ،)2021aتعد السياحة املحلية والسفر إلى أماكن على
مقربة من املنزل ،فضال عن األنشطة املنظمة في الهواء الطلق واملنتجات الطبيعية والسياحة الريفية من بين
اتجاهات السفر الرئيسية التي ستظل من مكونات السياحة في عام .2022وفي هذا الصدد ،في إطار جهود
التعافي التي تبذلها بلدان املنظمة ،ال ينبغي االستهانة بالدور اإليجابي واملساهمة املحتملة ألنشطة السياحة
املحلية ،كما يجب تطوير تدابير إضافية إلطالق العنان إلمكاناتها الكاملة.
الشكل :4.5اإلنفاق السياحي املحلي مقابل اإلنفاق السياحي الدولي في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي (الحصة
املئوية في إجمالي اإلنفاق السياحي)
2019 2020
37%
46%
54% 63%
باإلضافة إلى االتجاهات الرئيسية املوجزة في الشكل ،4.4حددت منظمة السياحة العاملية وبنك التنمية
اآلسيوي ( ) 2022مجموعة من الفرص والتحديات القائمة في القطاعات السياحية الرئيسية لفترة -2021
( 2022الجدول .)1.4ومن شأن هذه العوامل أن تؤثر أيضا على أداء القطاعات السياحية الرئيسية بدرجات
متفاوتة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي .فعلى سبيل املثال ،باإلضافة إلى آثار الجائحة ،يمكن أن تشكل
الظروف الجوية القاسية (بسبب تغير املناخ) تحديا أمام نمو سياحة الشمس والرمال ،مما سيكون له آثار
على وتيرة االنتعاش في هذا القطاع .وفي الواقع ،قد يكون بروز السياحة املسؤولة من بين االتجاهات الرئيسية
التي يتعين اتباعها أثناء االنتعاش من الجائحة (راجع اإلطار .)4.4ويمكن تقديم مثال آخر من قطاع التجارب
الثقافية والدينية واملجتمعية األصيلة التي ستواصل التجمعات بانتهاجها بمجموعات صغيرة بسبب العادات
التي ظهرت أثناء الجائحة .مع أن هناك طلب متزايد على األنشطة السياحية في هذا القطاع بسبب الفعاليات
املؤجلة منذ مارس .2020
بشكل عام ،بدأ قطاع السياحة في االنتعاش بطريقة ما عام 2021وشرعت بعض السلبيات التي سببتها
الجائحة في التضاؤل تدريجيا .ولكن عددا من العوامل تؤثر على وتيرة االنتعاش في قطاع السياحة في جميع
أنحاء العالم .ويوفر مسح منظمة السياحة العاملية ( )2021معلومات مفصلة عن دور تلك العوامل .وعليه،
أشار %85من الخبراء الدوليين املجيبين على املسح إلى أن القيود السائدة املفروضة على السفر هي العامل
الرئيس ي الذي يعيق انتعاش قطاع السياحة (الشكل .)6.4وتعد الوتيرة البطيئة الحتواء الفيروس العامل
الثاني املهم الذي ذكره %65من الخبراء املجيبين .وكان غياب االستجابة املنسقة ( )%53وانخفاض ثقة
املستهلك ( )%30من بين العوامل الرئيسية التي تؤثر على االنتعاش .وفي ظل هذه الصورة ،توص ى بلدان
منظمة التعاون اإلسالمي بإيالء املزيد من االهتمام لتلك العوامل للتخفيف من اآلثار السلبية للجائحة خالل
مرحلة التعافي .ومن شأن أخذ هذه العوامل في االعتبار عند وضع السياسات املتعلقة بالسياحة أن يمكن
بلدان املنظمة من بناء مرونة أكبر وتسريع وتيرة النمو في هذا القطاع.
الشكل :6.4العوامل التي تؤثرعلى إنعاش السياحة الدولية ( %من الجهات املجيبة)
املصدر :منظمة السياحة العاملية ،مقياس السياحة العاملية ،مايو 2021بناء على فريق خبراء السياحة التابع ملنظمة السياحة العاملية.
.5مالحظات ختامية
واآلثاراملترتبة على
السياسات
تطور قطاع السياحة الدولية وأصبح مصدرا هاما للنمو االقتصادي والتنمية في العديد من بلدان منظمة
التعاون اإلسالمي خالل العقد األخير .ولكن جائحة كوفيد 19-بدأت تؤثر بشدة على السياحة الدولية في
بلدان املنظمة منذ مارس 2020ومن املرجح أن تستمر في التأثير على التوقعات في عام 2022وما بعده.
وآثارها الكمية على قطاع السياحة في بلدان املنظمة مدمرة (.)SESRIC, 2020a
وباعتبارها أكبر أزمة في تاريخ قطاع السياحة منذ الحرب العاملية الثانية ،نسفت الجائحة املكاسب التي
تحققت خالل العقد املاض ي في مجموعة منظمة التعاون اإلسالمي في مجاالت مثل عدد الوافدين من السياح
الدوليين وعائدات السياحة ،وأنشطة السياحة البينية ،وخلق فرص العمل ،واملساهمة في الناتج املحلي
اإلجمالي .وبالتالي ،مع تفش ي الجائحة عام ،2020استضافت بلدان املنظمة ،كمجموعة 207.4 ،مليون سائح
دولي أقل ،مما أدى إلى خسارة محتملة بقيمة 155.5مليار دوالر أمريكي من حيث عائدات السياحة (عائدات
النقد األجنبي) .ومع الروابط املباشرة وغير املباشرة للقطاع ،أفضت الجائحة لتراجع كبير يقدر بقيمة 293
مليار دوالر أمريكي في الناتج املحلي اإلجمالي وخسارة 8.6مليون وظيفة في بلدان املنظمة عام ( 2020الشكل
ُ
.)1.5ومن حيث عائدات السياحة البينية ملنظمة التعاون اإلسالمي ،فقد قدرت خسارة 56.6مليار دوالر
ُ
أمريكي بسبب تراجع قدر بقيمة 89مليون في عدد السياح الوافدين داخل املنظمة عام .2020
الشكل :1.5ملخص :آثارالجائحة على قطاع السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي عام 2020
أقل من الناتج املحل اإلجمالي أدرت في قطاع السياحة (بالنظر إلى الروابط 293دوالر
القائمة مع القطاعات األخرى)
مليار
املصدر :تحليل موظفي سيسرك بناء على مجموعات البيانات الخاصة بكل من منظمة السياحة العاملية واملجلس العاملي للسفر والسياحة
ال تسمح لنا مجموعات البيانات املتاحة ،حتى مارس ،2022بإجراء تحليل إقليمي /قطري دقيق وموثوق بشأن
بلدان منظمة التعاون اإلسالمي فيما يتعلق بأدائها السياحي خالل فترة .2021-2020وعلى وجه الخصوص،
لم يتم بعد تحديد اآلثار السلبية للجائحة املسجلة عامي 2021و 2022في مجموعة املنظمة ،حيث ال تزال
إحصاءات السياحة الرئيسية قيد اإلعداد 5.ومع ذلك ،تشير بعض مجموعات البيانات (املؤقتة) املتاحة إلى
أن أداء القطاع لم يكن واعدا للغاية مع ظهور متغيرات كوفيد 19-الجديدة وعدم استعادة الثقة العاملية في
السفر والسياحة الدوليين بشكل كامل.
وبناء على املعلومات املتاحة ،من الواضح أن جميع املناطق الجغرافية ملنظمة التعاون اإلسالمي وبلدانها
األعضاء لم تتأثر بنفس القدر جراء تفش ي الجائحة .وتوجد تباينات إقليمية ويختلف أداء كل دولة على حدة
باالعتماد أساسا على املستوى العام لتنمية قطاع السياحة ،وكثافة تدابير االحتواء ومدتها ،فضال عن وجود
حزم التحفيز والتعافي التي تعالج قطاع السياحة.
وسجلت الوجهات السياحية الرئيسية من مختلف املناطق الجغرافية مثل ماليزيا واململكة العربية السعودية
وتركيا وإندونيسيا خسائر كبيرة على مستوى عائدات السياحة مثال خالل فترة .2021-2020ولكن تلك
البلدان األعضاء في املنظمة تتوفر على ما يكفي من التنوع في اقتصاداتها وسبل بديلة لتوليد العمالت األجنبية
بدال من السياحة ،مثل تصدير املنتجات املصنعة أو الزراعية .وفي املقابل ،يحد التنوع املحدود للصادرات
واالعتماد الكبير على األنشطة السياحية من هامش املناورة في بعض بلدان املنظمة مثل غامبيا وجزر
املالديف وألبانيا ،حيث تتجاوز حصة عائدات السياحة الدولية في إجمالي الصادرات SESRIC, ( %50
.)2020aوليس من املستغرب أن تتأثر البلدان األعضاء هذه إلى حد أعلى بسبب انخفاض كبير في أرباحها من
النقد األجنبي (.)Oguz et al., 2020
وفي حين أن السياحة الدولية قد انتعشت تدريجيا في بعض وجهات منظمة التعاون اإلسالمي خالل عامي
2021و ، 2022ال يزال السفر املحلي يساهم في انتعاش قطاع السياحة بشكل عام ،ال سيما في عدد من
الوجهات ذات األسواق املحلية الكبيرة .ومع ذلك ،ال ي مكن ألنشطة السياحة املحلية والدولية أن تحل محل
بعضها اآلخر .وبالخصوص ،ال ينبغي التقليل من أهمية السياحة الدولية ألنها تظل مصدرا موثوقا وهاما
إليرادات النقد األجنبي ولها صالت قوية بأكثر من 185نشاطا من األنشطة املتعلقة بجانب العرض .ولذلك،
ينبغي أال تؤدي الجائحة إلى تحول نموذجي لصناع السياسات السياحية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي.
وتشير التوقعات إلى أنه من املنتظر أن تؤثر الجائحة على أنشطة السياحة الدولية في السنوات القليلة
القادمة .كما أدى اندالع األزمة الروسية األوكرانية في مارس 2022إلى تالش ي توقعات التعافي السريع لعام
.2022لذلك من الضروري مواصلة تنفيذ مجموعة واسعة النطاق من التدابير والسياسات لدعم الجهات
الفاعلة في قطاع السياحة وضمان استدامة العمليات في قطاعي السفر والسياحة الدوليين.
ومن املهم لبلدان منظمة التعاون اإلسالمي االستثمار في تنويع املنتجات السياحية بالتركيز على بعض األسواق
املتخصصة مثل السياحة اإلسالمية والسياحة البيئية والسياحة العالجية أثناء وبعد الجائحة .وإن تنويع
األنشطة السياحية فيها من شأنه أن يوسع قاعدتها السياحية املحتملة ،ويساعدها على استضافة املزيد من
الزوار الدوليين وبناء املرونة في قطاع السياحة ملواجهة الصدمات املستقبلية .وقد اتخذت بعض بلدان
5بسبب الجائحة ،اضطرب الجدول الزمني لجمع ونشر إحصاءات السياحة الدولية ملنظمة السياحة العاملية.
املنظمة بالفعل خطوات نحو هذا االتجاه مثل تطوير بعض األفكار واملمارسات املبتكرة منذ بداية الجائحة
التي ساعدتها على تعويض جزء من خسائرها تدريجيا .على سبيل املثال ،حددت األردن مؤخرا السياحة
العالجية وسياحة تصوير األفالم باعتبارهما سوقين متخصصتين تستوجبان التطوير (.)UNWTO, 2021a
وبينما يحاول صناع السياسات إثراء األنشطة السياحية القائمة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ،ينبغي
أن يولوا مزيدا من االهتمام ملفهوم «السياحة املسؤولة» من أجل حماية الطبيعة واملساهمة في التنمية
املستدامة .ففي فترة ما بعد الجائحة ،من املتوقع أن يتنافس عدد متزايد من الوجهات في سوق السياحة بناء
على مجموعة جديدة من العوامل مثل األثر الكربوني املنخفض لألنشطة السياحية ،والجهود املبذولة في
املحادثات املتعلقة بالطبيعة ،واحترام املجتمعات املحلية.
وتظل استعادة الثقة في هذا القطاع أمرا بالغ األهمية ،وسيستغرق إقناع األشخاص ببدء السفر دوليا بعض
الوقت .وفي هذا السياق ،يقوم عدد متزايد من الوجهات بوضع تدابير مختلفة بما في ذلك بروتوكوالت السالمة
والنظافة ،والترويج للسياحة الداخلية وإنشاء ممرات أو فقاعات سفر لضمان استئناف آمن للسياحة.
وعليه ،توص ى بلدان منظمة التعاون اإلسالمي بمتابعة التطورات الدولية مثل مبادرة "ختم السفر اآلمن"
الصادرة عن املجلس العاملي للسفر والسياحة .وعلى سبيل املثال ،شكلت اململكة العربية السعودية إحدى
البلدان األولى في املنظمة التي اعتمدت بروتوكوالت السالمة والصحة العاملية الخاصة بمركز التجارة العاملي
وحصلت على ختم السفر اآلمن .وباعتماد مجموعة من املعايير ،بدأت بعض بلدان املنظمة بالفعل في جني
املنافع .على سبيل املثال ،أطلقت اإلمارات العربية املتحدة معرض إكسبو 2020في دبي في أكتوبر 2021
واستضافت أكثر من 24.1مليون زائر بحلول نهاية مارس 2022في ظل ظروف الجائحة الصعبة.
ومع توافر اللقاحات ضد كوفيد ،19-بدأت بلدان منظمة التعاون اإلسالمي مؤخرا ،على غرار بلدان أخرى في
جميع أنحاء العالم ،في استخدام الحل السحري ملكافحة الجائحة واستئناف أنشطة السياحة الدولية .ووفقا
ملنظمة السياحة العاملية ( ،)2021يتوقع %68من خبراء السياحة الدولية أن يسهم إطالق عملية التلقيح في
استئناف السياحة الدولية في عامي 2021و .2022وعلى الرغم من كل الجهود الكبيرة املبذولة منذ عام 2021
على مستوى عملية التلقيح ،ال تزال العديد من بلدان املنظمة بحاجة إلى بذل املزيد من الجهود لتسريع وتيرة
التلقيح .واعتبارا من 29مارس ،2022تلقى 377شخصا لكل ألف نسمة التلقيح بالكامل في مجموعة منظمة
التعاون اإلسالمي ،بينما بلغ املتوسط العاملي ،577وفقا لقاعدة بيانات سيسرك بشأن جائحة كوفيد.19-
وبعبارة أخرى ،ال تزال وتيرة التلقيح القائمة تمثل تحديا في بعض بلدان املنظمة.
وال تزال املسائل املتعلقة باالعتراف املتبادل ببطاقات/شهادات اللقاحات تشكل عائقا في عدد من بلدان
منظمة التعاون اإلسالمي .وملعالجة هذه املشكلة ،وضعت زمرة من املنظمات اإلقليمية بعض الحلول ،مثل
دخول "الئحة شهادة كوفيد الرقمية لالتحاد األوروبي" حيز التطبيق في 1يوليو 2021بحيث يمكن ملواطني
االتحاد األوروبي واملقيمين في بلدانه الحصول على "شهادات كوفيد الرقمية" الخاصة بهم والتحقق منها عبر
االتحاد األوروبي .وتمثل الهدف منها في تسهيل عملية استئناف األنشطة السياحية في املنطقة واملساعدة على
انتعاش قطاع السياحة .وعلى نفس املنوال ،إذا تمكنت بلدان منظمة التعاون اإلسالمي من تطوير خطة
مماثلة وتسريع عملية التلقيح ،فسيساعد ذلك على استئناف السياحة الدولية في بلدان املنظمة بطريقة
منسقة وتعزيز األنشطة السياحية بينها.
وهناك ارتباط وثيق بين التدابير الوقائية ذات الصلة بالصحة والسياسات السياحية في أعقاب الجائحة .وإذا
تمكنت بلدان منظمة التعاون اإلسالمي من زيادة نسبة السكان امللقحين بسرعة ،فمن املرجح أن تستأنف
أنشطة السياحة الدولية وتتعافى في أقرب وقت ممكن .ولتحقيق ذلك ،من الضروري ضمان التنسيق الفعال
من خالل اآلليات القائمة بين مختلف السلطات مثل وزارتي الصحة والسياحة .ومن شأن وجود آليات
التنسيق هذه واستخدامها بفعالية أن يساعد على الحد من املشاكل الناجمة عن مسائل التنسيق والتواصل
بين اإلدارات املعنية.
وتعتبر الجائحة إحدى أكبر األزمات املسجلة في تاريخ قطاع السياحة .وقد أنشأت العديد من بلدان منظمة
التعاون اإلسالمي مثل الجزائر واململكة العربية السعودية وبنغالديش آلية /فريقا داخليا معنيا باألزمات على
مستوى وزارة السياحة بهدف إدارة اآلثار السلبية لكوفيد 19-على القطاع .وفي مرحلة ما بعد الجائحة ،يوص ى
أيضا بأن تنظر جميع بلدان املنظمة في إنشاء مثل هذه الفرق املتخصصة واملدربة على مستوى وزاراتها لبناء
القدرة على الصمود أمام الصدمات املستقبلية (مثل الكوارث واالعتداءات والحوادث...إلخ) والتعامل مع
األزمات في الوقت املناسب وبطريقة فعالة .كما أن تزويد هذه الفرق باملعرفة وفرصة العمل على سيناريوهات
مختلفة قد تؤثر سلبا على قطاع السياحة من شأنه أن يساعد على زيادة مرونة وتأهب الجهات الفاعلة في
قطاع السياحة في بلدان املنظمة وتقليل اآلثار السلبية املحتملة للصدمات املستقبلية .ومع تعافي القطاع
تدريجيا ،من املهم االستفادة من واقع هذه األزمة حتى يكون أكثر مرونة في املستقبل (.)WTTC, 2021b
لقد سلطت الجائحة الضوء على أهمية االستثمار في الرقمنة سواء كان ذلك في قطاع التعليم أو الصحة أو
السياحة .ومن املحتمل أن تكون الرقمنة والحلول االفتراضية أكثر هيمنة في حقبة ما بعد الجائحة .ففي قطاع
السياحة ،بدأ عدد متزايد من البلدان في استخدام حلول التسويق والترويج عبر اإلنترنت على نطاق واسع في
حمالتها السياحية أثناء الجائحة ،حيث ال يمكن إجراء الفعاليات الفعلية مثل األسواق واملعارض السياحية.
ومع ذلك ،ال تتمتع جميع بلدان منظمة التعاون اإلسالمي بإمكانية الوصول إلى مثل هذه األدوات عبر اإلنترنت
وال تتوفر على عدد كاف من املوظفين املدربين .ولتحقيق هذه الغاية ،يتعين على بلدان املنظمة زيادة
االستثمار في الرقمنة في مجال السياحة .وباإلضافة إلى ذلك ،ينبغي تزويد موظفي الكيانات السياحية املعنية
باملعارف واملهارات املتعلقة بكيفية استخدام وإدارة التقنيات الجديدة في حياتهم العملية اليومية ،بحيث
سيؤدي ذلك إلى زيادة القدرة التنافسية لبلدان املنظمة في مجال السياحة الدولية مع جعل القطاع فيها أكثر
مرونة.
وستلعب جودة البنية التحتية واملوارد البشرية ووجود إرادة سياسية قوية دورا جوهريا في االستجابة
الحتياجات قطاع السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي .وفي هذا السياق ،االستثمار في حزمة جديدة
من البنية التحتية املادية (مثل ُعدة النظافة ،وتكنولوجيا تعقب وفرز الحشودُ ،
وعدة اختبار كوفيد19-
السريعة... ،إلخ) والرفع من مستوى قدرات املوظفين من خالل تقديم برامج تدريبية بهدف تزويدهم
ببروتوكوالت الصحة والنظافة الجديدة املتعلقة بـكوفيد 19-من شأنهما مساعدة بلدان منظمة التعاون
اإلسالمي على أن تصبح أكثر قدرة على املنافسة في قطاع السياحة الدولية خالل فترة ما بعد الجائحة.
وباإلضافة إلى ذلك ،يتعين على بلدان منظمة التعاون اإلسالمي أن تولي اهتماما كبيرا لضمان عدم استبعاد
الفئات الضعيفة من الجهود املبذولة للتعافي من كوفيد 19-في قطاعي السفر والسياحة من خالل تقديم
ترتيبات عمل مرنة لهم ،وتوسيع نطاق الدعم والحماية القانونية ،وتقليل الحواجز القائمة أمام التوظيف،
وتوفير برامج تدريبية مخصصة لهم لرفع مستوى مهاراتهم.
وتعتبر بلدان منظمة التعاون اإلسالمي غنية جدا من حيث االستجابات على مستوى السياسة للتخفيف من
اآلثار السلبية للجائحة على قطاع السياحة وبناء القدرة على التكيف فيه .لذلك ،من شأن مشاركة
املمارسات الفضلى والدروس املستفادة أثناء الجائحة في مجال السياحة أن يساعد على زيادة قدرات
املؤسسات الوطنية في بلدان املنظمة ويدعمها في عملية بناء القدرة على التكيف استعدادا للصدمات
املستقبلية .ومن شأنها أن تشكل مصدر إلهام بالن سبة لصناع السياسات وبالتالي قد تحفز لديهم حس العمل
على نقل املعارف والخبرات في إطار التعاون فيما بين بلدان منظمة التعاون اإلسالمي.
عالوة على ذلك ،من شأن تعزيز األنشطة السياحية داخل املنظمة من خالل تخفيف سياسات التأشيرات
الثنائية ،والنظر في االعتراف املتب ادل ببطاقات التلقيح ،وتطوير فقاعات السفر اإلقليمية ،وتقديم الحوافز
(مثل التخفيضات الضريبية املؤقتة ،واإلعانات) لشركات الطيران إلى جانب وكاالت السفر أن يقلل من حجم
الخسائر املالية املحتملة خالل الجائحة وما بعدها ،وكذلك إنقاذ عدد من الوظائف املتأثرة بهذه الصدمة
االستثنائية.
وفي النهاية ،فاألمر عبارة عن مزيج من العوامل مثل توفر آليات عامة فعالة ،وموارد مالية والتأهب لالستجابة
لألزمات ،وهي عناصر تحدد كيف وإلى أي مدى يمكن لكل دولة عضو في منظمة التعاون اإلسالمي االستجابة
بنجاح لألزمة غير املسبوقة التي ألحقت أضرارا بليغة بالجهات الفاعلة في قطاع السياحة والتعافي منها .ومع
ذلك ،فمن الواضح أن مزيج السياسات الصحيح على املستوى الوطني وزيادة التعاون الدولي وفيما بين بلدان
منظمة التعاون اإلسالمي قد يساعد في الجهود التي تبذلها بلدان املنظمة للتعافي ويقلل من الخسائر املسجلة
في قطاع السياحة.
Goodwin, H. (2014, September 24). What Is Responsible Tourism? Responsible Tourism Partnership.
Available at: https://responsibletourismpartnership.org/what-is-responsible-tourism/
Gulfnews (2022), Expo 2020 Dubai Recorded More than 24 million Visits Over Its Six Months,
Available at: https://gulfnews.com/expo-2020/expo-2020-dubai-recorded-more-than-24-million-
visits-over-its-six-months
Hashim, H. T., Babar, M. S., Essar, M. Y., Ramdhan, M. A., Ahmad, S. (2021), The Hajj and COVID-19:
How the Pandemic Shaped the World’s Largest Religious Gathering. The American Journal of Tropical
.799-797 ,)3Medicine and Hygiene, 104(
Hussain, M. )2021(, Hajj 2021: How This Year’s Pilgrimage to Mecca Be Different Thanks to COVID
Travel Restrictions. Euronews.travel. Available at:
https://www.euronews.com/travel/2021/07/17/hajj-2021-how-this-year-s-pilgrimage-to-mecca-
be-different-thanks-to-covid-travel-restrict
IATA (2021a), Industry Statistics Fact Sheet. Available at: https://www.iata.org/en/iata-
repository/publications/economic-reports/airline-industry-economic-performance---october-2021--
-data-tables/
IATA (2021b), Losses Reduce but Challenges Continue – Cumulative $201 Billion Losses For 2020-
2022. Available at: https://www.iata.org/en/pressroom/2021-releases/2021-10-04-01/
ILO (2020), ILO Monitor: COVID-19 and the World of Work [5th edition]. Geneva: ILO.
ILO (2021), COVID-19 and Employment in the Tourism Sector in the Asia–Pacific Region, ILO Brief,
November 2021.
ILO )2022(, Reviving Indonesia’s Local Tourism Industry with Community Ecotourism. Available at:
https://www.ilo.org/jakarta/info/public/fs/WCMS_835631/lang--en/index.htm
IMF (2022), World Economic Outlook, January 2022
Karadima, S. (2022), What Impact will the Russia-Ukraine Conflict Have on the Tourism Industry?
Available at: https://www.investmentmonitor.ai/special-focus/ukraine-crisis/russia-ukraine-conflict-
impact-tourism-industry
Karadsheh, J. and Qiblawi, T. )2020(, ‘Unprecedented’ Hajj begins – with 1,000 pilgrims, rather than
the usual 2 million. CNN Travel. Available at: https://edition.cnn.com/travel/article/hajj-2020-
coronavirus-
intl/index.html#:~:text=Only%20around%201%2C000%20pilgrims%20will,million%20people%20
during%20the%20pilgrimage.
Kelly, H. and Nikolova, G. )2020(, Central Asia’s COVID-19 Recovery Strategy. Adventure Travel
News. Available at: https://www.adventuretravelnews.com/central-asias-covid-19-recovery-strategy
Mastercard and Crescent Rating (2019), Global Muslim Travel Index 2019. Available at:
https://www.crescentrating.com/reports/global-muslim-travel-index-2019.html
Mastercard and Crescent Rating (2021), Global Muslim Travel Index 2021. Available at:
https://www.crescentrating.com/reports/global-muslim-travel-index-2021.html
MOTAC )2021(, MOTAC’s Efforts to Assist the Tourism Sector Affected by the COVID-19 Pandemic:
Feedback on The Press Statement My Malaysia Association of Theme Park and Family Attractions
(MATFA) on Malaysia Tourism Industry.
Muneeza, A. and Mustapha, Z. (2021), COVID-19: It’s Impact on Hajj and Umrah and A Future
.679-661 ,)5Direction. Journal of Islamic Accounting and Business Research, 12(
Mussa, M. (2022), Saudi Authorities Announce Hajj Is Back Open for 2022. Islam21c.com. Available
at: https://www.islam21c.com/news-views/saudi-authorities-announce-hajj-is-back-open-for-2022/
Muthia, R. (2022), Indonesian Islands Bank on Singapore Bubble for Tourism Revival. Al Jazeera.
Available at: https://www.aljazeera.com/economy/2022/2/15/indonesian-islands-bank-on-
singapore-bubble-for-tourism-revival
Naden, C. (2021), Tourism in a COVID-19 World. ISO. Available at:
https://www.iso.org/news/Ref2672.html
NTCB (n.d.), Strategy to Help Mitigate the Socioeconomic Impact of COVID-19 on Pakistan’s Tourism
Industry. Available at: https://tourism.gov.pk/publications/strat_covid.pdf
OECD (2020), Evaluating the Initial Impact of COVID-19 Containment Measures on Economic
Activity. Version 14 April 2020. Available at: http://www.oecd.org/coronavirus/policy-
responses/evaluating-the-initial-impact-of-covid-19-containment-measures-on-economic-activity-
b1f6b68b
Global Tourism and the COVID-19 Pandemic, Op-Ed, ,)2020Oguz, B., Gordon, G., and Cruz, H.H. (
Daily Sabah, 20 April 2020. Available at: https://www.dailysabah.com/opinion/op-ed/global-
tourism-and-the-covid-19-pandemic
One Planet (2020), One Planet Vision for a Responsible Recovery of the Tourism Sector. Nairobi:
UNEP
Pangestu, M. E. (2021), Tourism in the post-COVID world: Three steps to build better forward. World
Bank Blogs. Available at: https://blogs.worldbank.org/voices/tourism-post-covid-world-three-steps-
build-better-forward
Premium Times )2021(, Reviving Nigeria’s Tourism Fortunes After COVID-19. Premium Times.
Available at: https://www.premiumtimesng.com/news/headlines/452345-reviving-nigerias-tourism-
fortunes-after-covid-19.html
Raj, R. and Bozonelos, D. (2020), COVID-19 Pandemic: Risks Facing Hajj and Umrah. International
Journal of Religious Tourism and Pilgrimage, 8(vii), 83-93.
Reuters (2020), Egypt Reopens Hotels for Local Tourists with Strict Conditions. Reuters. Available at:
https://www.reuters.com/article/us-health-coronavirus-egypt-tourism/egypt-reopens-hotels-for-
local-tourists-with-strict-conditions-idUSKBN22F0VF
Schlagwein, F. (2021), Coronavirus: How Can Travel Become Sustainable Post-Pandemic? DW.
Available at: https://www.dw.com/en/coronavirus-how-can-travel-be-more-sustainable-post-
pandemic/a-56784730
Sengel, U. )2021(, From Crisis to Opportunity: “Vaccine Tourism”. Turizm ve Isletme Bilimleri Dergisi,
.56-512,
SESRIC (2020a), Socio-Economic Impacts of COVID-19 Pandemic in OIC Member Countries, Ankara.
Available at: https://sesricdiag.blob.core.windows.net/sesric-site-blob/files/article/724.pdf
SESRIC (2020b), International Tourism in the OIC Countries: Prospects and Challenges 2020, Ankara.
Available at: https://sesricdiag.blob.core.windows.net/sesric-site-blob/files/article/757.pdf
SESRIC (2020c), State of Youth in the OIC Member States 2020: Enhancing Economic Participation of
Youth, Ankara.
SESRIC (2021), OIC Economic Outlook 2021, Ankara. Available at:
https://sesricdiag.blob.core.windows.net/sesric-site-blob/files/article/787.pdf
SESRIC (2022), Halal Industry in OIC Member Countries: Challenges and Prospects, Ankara. Available
at: https://sesricdiag.blob.core.windows.net/sesric-site-blob/files/article/794.pdf
Shenoy, S. )2022(, Here’s How the Russia-Ukraine Conflict Could Impact Travel. Available at:
https://curlytales.com/heres-how-the-russia-ukraine-conflict-could-impact-tourism/
Soni, K. (2020), COVID-19 Could Change Travel – But Not in The Way You Think. World Economic
Forum. Available at: https://www.weforum.org/agenda/2020/09/covid-19-could-change-travel-
forever-but-not-in-the-way-you-think/
Sun, Y-Y., Sie, L., Faturay, F., Auwalin, I., & Wang, J. (2021), Who are Vulnerable in a Tourism Crisis? A
Tourism Employment Vulnerability Analysis for the COVID-19 Management. Journal of Hospitality
.308-304and Tourism Management, 49,
TGA (2020), About Safe Tourism Certification Program, Available at: https://www.tga.gov.tr/about-
safe-tourism-program/
The National News (2022a), Expo 2020 Dubai Visitor Numbers Exceed 11 Million as School Visits
Resume. Available at: https://www.thenationalnews.com/uae/expo-2020/2022/02/01/expo-2020-
dubai-visitor-numbers-exceed-11-million-as-school-visits-resume/
The National News (2022b), Expo 2020 Visit Numbers Surge Past the 17 Million Mark. Available at:
https://www.thenationalnews.com/uae/expo-2020/2022/03/08/expo-2020-visitor-numbers-jump-
by-1-million-to-cross-17-million-visits/
UN (2020), Policy Brief: COVID-19 and Transforming Tourism, August 2020
UN )2020a(, On International Day, UN Chief Spotlights Indigenous Peoples’ Resilience in the Face of
COVID-19 Pandemic. UN News. Available at: https://news.un.org/en/story/2020/08/1069822
UNCTAD (2021), COVID-19 and Tourism: An Update on Assessing the Economic Consequences,
Geneva
UNWTO (2020a), COVID - 19 Related Travel Restrictions: A Global Review for Tourism, (second
version) 28 April 2020, Available at: https://webunwto.s3.eu-west-1.amazonaws.com/s3fs-
public/2020-04/TravelRestrictions%20-%2028%20April.pdf
UNWTO (2020b), International Tourism Arrivals Could Fall By 20-30% in 2020. News Release, 27
March 2020.
UNWTO (2020c), Supporting Jobs and Economies through Travel & Tourism: A Call for Action to
Mitigate the Socio-Economic Impact of COVID-19 and Accelerate Recovery. Available at:
https://webunwto.s3.eu-west-1.amazonaws.com/s3fs-public/2020-
04/COVID19_Recommendations_English_1.pdf
UNWTO (2021), World Tourism Barometer, Volume 19, Issue 3, May 2021, Madrid
UNWTO (2021a), COVID-19: Measures to Support the Travel and Tourism Sector, Available at:
https://webunwto.s3-eu-west-1.amazonaws.com/s3fs-public/2020-06/total.pdf
UNWTO (2022a), World Tourism Barometer, Volume 20, Issue 1, January 2022, Madrid.
UNWTO (2022b), World Tourism Barometer, Volume 20, Issue 2, March 2022, Madrid.
UNWTO and ADB (2022), COVID-19 and the Future of Tourism in Asia and the Pacific, March 2022,
Madrid.
Wego )2022(, What Is a Travel Bubble? Here’s Everything You Need to Know About Travel Corridors
Between Countries. Wego Travel Blog. Available at: https://blog.wego.com/whats-a-travel-bubble/
WTTC (2021), Travel & Tourism: Economic Impact: 2021, World Travel & Tourism Council. Available
at: https://wttc.org/Portals/0/Documents/EIR/EIR2021%20Global%20Infographic.pdf?ver=2021 -
04-06-170951-897
WTTC (2021a), Trending in Travel: Emerging Consumer Trends in Travel & Tourism in 2021 and
Beyond. Available at: https://wttc.org/Portals/0/Documents/Reports/2021/Trending_In_Travel -
Emerging_Consumer_Trends-231121.pdf?ver=2021-11-23-101035-507
WTTC (2021b), Lessons Learnt During Covid-19: The Lessons Learnt So Far and How These Can Be
Used to Prepare for Future Crises. Available at:
https://wttc.org/Portals/0/Documents/Reports/2021/Lessons-Learnt-%20COVID-19.pdf?ver=2021-
08-19-095731-037
Global Protocols and Stamp for the New Normal. Available at: :’WTTC (n.d.), ‘Safe Travels
https://wttc.org/COVID-19/SafeTravels-Global-Protocols-Stamp