You are on page 1of 70

‫اﻟﺴﻴﺎﺣﺔ اﻟﺪوﻟﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪاﻥ اﻷﻋﻀﺎء‬

‫ﺍﻟﺴﻴﺎﺣﺔ ﺍﻟﺪﻭﻟﻴﺔ ﰲ ﺍﻟﺒﻠﺪﺍﻥ ﺍﻷﻋﻀﺎء‬


‫ﰲ ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ‪:‬‬

‫ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻌﺎوﻥ اﻹﺳﻼﻣﻲ ‪2015‬‬


‫ﺍﻵﻓﺎﻕ ﻭﺍﻟﺘﺤﺪﻳﺎﺕ‬
‫‪2015‬‬
‫‪CMYK‬‬

‫‪CMYK‬‬
‫ﻣﻨﻈﻤﺔ ﺍﻟﺘﻌﺎﻭﻥ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ‬
‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬ ‫ﻣﺮﻛﺰ ﺍﻷﲝﺎﺙ ﺍﻹﺣﺼﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫ﻭﺍﻟﺘﺪﺭﻳﺐ ﻟﻠﺪﻭﻝ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ‬
‫‪Kudüs Cad. No:9 Diplomatik Site 06450 O R A N -Ankara, Turkey‬‬
‫‪Te l : ( 9 0 - 3 1 2 ) 4 6 8 6 1 7 2 - 7 6 F a x : ( 9 0 - 3 1 2 ) 4 6 8 5 7 2 6‬‬
‫‪E m a i l : o i c a n k a r a @ s e s r i c . o r g We b : w w w . s e s r i c . o r g‬‬
‫السياحة الدولية‬
‫في دول منظمة التعاون اإلسالمي‪:‬‬
‫اآلفاق و التحديات‬
‫‪2015‬‬

‫منظمة التعاون اإلسالمي‬


‫مركز األبحاث اإلحصائية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫والتدريب للدول اإلسالمية (سيسريك ‪ -‬مركز أنقرة)‬
‫© ‪ 2015‬مركز األبحاث اإلحصائية واالقتصادية واالجتماعية والتدريب للدول اإلسالمية (سيسريك ‪ -‬مركز أنقرة)‬

‫العنوان‪Kudüs Cad. No: 9, Diplomatik Site, 06450 Oran, Ankara –Turkey :‬‬
‫الهاتف‪:‬‬
‫املوقع اإللكتروني‪www.sesric.org:‬‬
‫البريد اإللكتروني‪pubs@sesric.org:‬‬

‫جميع الحقوق محفوظة‬

‫كل حقوق الطبع والنشر الخاصة باملواد املقدمة في هذا املنشور محفوظة‪ .‬واملؤلفون هم من يعطون اإلذن‬
‫بتصفح ونسخ وتنزيل وطباعة املواد املعروضة شريطة عدم إعادة استخدامها ألغراض تجارية تحت أي ظرف‬
‫كان‪ .‬وللحصول على إذن إلعادة إنتاج أو إعادة طبع أي جزء من هذا املنشور‪ ،‬يرجى إرسال طلب مع املعلومات‬
‫الكاملة إلدارة النشر ملركز أنقرة‪.‬‬

‫يرجى توجيه جميع االستفسارات بشأن الحقوق والتراخيص إلدارة النشر‪ ،‬مركز أنقرة‪ ،‬على العنوان املذكور أعاله‪.‬‬

‫الرقم الدولي املعياري للكتاب (‪978-975-6427-22-6 :)ISBN‬‬

‫صمم الغالف من قبل إدارة النشر‪ ،‬مركز أنقرة ‪.‬‬

‫بموجب هذا يعرب مركز أنقرة عن تقديره العميق لوزارة األغذية والزراعة والثروة الحيوانية في جمهورية تركيا‬
‫لتوفيرها تسهيالت الطباعة‪.‬‬

‫للحصول على معلومات إضافية‪ ،‬املرجو االتصال بإدارة األبحاث‪ ،‬مركز أنقرة من خالل‪research@sesric.org :‬‬
‫املحتويات‬

‫توطئة ‪iii .................................................................................................................................................‬‬


‫مقدمة ‪1 .................................................................................................................................................‬‬ ‫‪1‬‬
‫السياحة الدولية عبر العالم‪ :‬نظرة عامة‪4 ..................................................................................................‬‬ ‫‪2‬‬
‫السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‪11 .................................................................................‬‬ ‫‪3‬‬
‫السياح الوافدين وعائدات السياحة ‪11 ...........................................................................................‬‬ ‫‪1.3‬‬
‫موازنة السياحة الدولية‪ :‬الدور االقتصادي للسياحة الدولية ‪14 .......................................................‬‬ ‫‪2.3‬‬
‫السياحة البينية داخل منظمة التعاون اإلسالمي‪17 ..........................................................................‬‬ ‫‪3.3‬‬
‫مالحظات ختامية وتوصيات سياسية ‪20 ...........................................................................................‬‬ ‫‪4.3‬‬
‫اإلسالمي ‪24 ................‬‬ ‫اتجاهات جديدة في قطاع السياحة‪ :‬السياحة اإلسالمية في بلدان منظمة التعاون‬ ‫‪4‬‬
‫السياحة اإلسالمية و مكوناتها ‪24 .....................................................................................................‬‬ ‫‪1.4‬‬
‫وضع السياحة اإلسالمية في دول منظمة التعاون اإلسالمي ‪28 ...........................................................‬‬ ‫‪2.4‬‬
‫تحديات و فرص السياحة اإلسالمية ‪33 ............................................................................................‬‬ ‫‪3.4‬‬
‫مالحظات ختامية وتوصيات متعلقة بالسياسات ‪34 ..........................................................................‬‬ ‫‪4.4‬‬
‫‪ 5‬دور الشراكات بين القطاعين العام والخاص (‪ )PPPs‬لتنمية قطاع السياحة في بلدان منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي ‪39 ....................................................................................................................................................‬‬

‫الشراكات بين القطاعين العام والخاص )‪39 ........................................................................... )PPPS‬‬ ‫‪1.5‬‬


‫مجاالت الشراكة بين القطاعين العام والخاص في قطاع السياحة ‪41 .................................................‬‬ ‫‪2.5‬‬
‫فوائد ومخاطر الشراكات بين القطاعين العام والخاص في قطاع السياحة ‪44 ....................................‬‬ ‫‪3.5‬‬
‫تجربة بعض دول منظمة التعاون اإلسالمي في الشراكات بين القطاعين العام والخاص في قطاع‬ ‫‪4.5‬‬
‫‪46 ..................................................................................................................................................‬‬ ‫السياحة‬
‫توصيات متعلقة بالسياسات ‪47 ..................................................................................................‬‬ ‫‪5.5‬‬
‫املراجع‪50 ................................................................................................................................................‬‬
‫املحلح اإلحصايي ‪52 .................................................................................................................................‬‬
‫شكر وتقدير‬
‫لقد تم إعداد هذا التقرير من قبل فريق من الباحثين في مركز أنقرة برئاسة جيم تين تين ويضم نيلوفر أوبا ومائده بون‪.‬‬
‫في مركز أنقرة‪ ،‬الذي قدم تعليقاته‬ ‫كما أجري العمل تحت اإلشراف العام للسيد نبيل دبور‪ ،‬مدير إدارة األبحا‬
‫وتوجيهاته في إطار العمل‪.‬‬

‫‪ii‬‬
‫توطئة‬
‫على مدى العقود القليلة املاضية‪ ،‬شهد النشاط السياحي الدولي نموا كبيرا ومتواصال سواء من حيث عدد‬
‫السياح وأيضا عائدات السياحة‪ .‬ففي الوقت الذي عرف فيه عدد السياح وعائدات السياحة في العالم نموا‬
‫كبيرا على مر السنين‪ ،‬شهدت أسواق السياحة العاملية بعض التحوالت الهامة في توجهات السياحة‪ .‬وقد كان هذا‬
‫واضحا من خالل الزيادة امللحوظة في الحصة النسبية للبلدان النامية‪ ،‬بما في ذلك الدول األعضاء في منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي‪ ،‬في عدد السياح الوافدين وعائدات السياحة على املستوى العالمي‪ .‬وكجزء كبير من البلدان‬
‫النامية‪ ،‬استفادت أيضا البلدان األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي من مثل هذا التغيير اإليجابي‪ .‬وكمجموعة‪،‬‬
‫جذبت دول منظمة التعاون اإلسالمي ‪ 174.7‬مليون سائح في عام ‪ ،2013‬مقارنة مع ‪ 156.4‬مليون في عام ‪.2009‬‬
‫وبالنسبة لعائدات السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي فقد سجلت أيضا زيادة كبيرة بحوالي ‪20‬‬
‫مليار دوالر خالل الفترة ما بين عامي ‪ 2009‬و‪ 2013‬وصلت إلى ‪ 144.1‬مليار دوالر اعتبارا من ‪.2013‬‬
‫نفس التوجه شهده قطاع السياحة البينية داخل منظمة التعاون اإلسالمي بحيث زاد عدد السياح الوافدين من‬
‫‪ 48.8‬مليون في ‪ 2009‬إلى ‪ 60.7‬مليون في عام ‪ ،2013‬أي ما يعادل ‪ 34.8‬في املائة من مجموع السياح الدوليين‬
‫الوافدين في منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬ومن بين العوامل الرئيسية وراء هذا التطور اإليجابي في السياحة البينية‬
‫داخل منظمة التعاون اإلسالمي هو ظهور السياحة اإلسالمية (الحالل) التي تتوافق كل أنشطتها وخدماتها‬
‫ومرافقها ومنتجاتها مع مبادئ اإلسالم‪.‬‬
‫ويسلط هذا العدد من تقرير "السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‪ :‬اآلفاق والتحديات" ملركز أنقرة‬
‫الضوء على األداء والدور االقتصادي لقطاع السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي في فترة الخمس‬
‫سنوات األخيرة والتي تتوفر حولها البيانات‪ .‬ويخصص التقرير قسما خاصا لتسليط الضوء على "السياحة‬
‫اإلسالمية"‪ ،‬كاتجاه جديد في قطاع السياحة في دول منظمة التعاون اإلسالمي مع إمكانية كبيرة للنمو املستدام‬
‫ومساهمة كبيرة في تطوير قطاع السياحة بشكل عام في هذه البلدان‪ ،‬كما يركز التقرير أيضا على أهمية‬
‫االستثمارات واسعة النطاق في قطاع السياحة في دول منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬وتحقيقا لهذه الغاية‪ ،‬تم‬
‫تخصيص قسم خاص لتناول مسألة الشراكات بين القطاعين العام والخاص (‪ )PPPs‬كنموذج ناجح في تطوير‬
‫قطاع السياحة املستدامة وآثاره املحتملة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬وبتفصيل أكبر‪ ،‬يتناول هذا التقرير‬
‫التحديات املقبلة لصناعة السياحة في دول منظمة التعاون اإلسالمي ويقترح بعض التوصيات كخطوط توجيهية‬
‫عريضة لوضع سياسات التغلب على هذه التحديات‪.‬‬

‫السفير موس ى كوالكليكايا‬


‫املدير العام‬
‫مركز أنقرة‬

‫‪iii‬‬
‫مقدمة‬

‫مقدمة‬ ‫‪1‬‬
‫حسب تعريف منظمة السياحة العاملية التابعة لألمم املتحدة )‪ ،(UNWTO‬فإن السياحة الدولية تشمل أنشطة‬
‫األفراد املتمثلة في السفر إلى أماكن خارج أماكن إقامتهم املعتادة والدائمة واإلقامة بها ملدة ال تتجاوز ‪ 12‬شهرا‬
‫لالستمتاع وممارسة أنشطة األعمال التجارية وغيرها من األغراض‪ .‬وبناء على هذا التعريف العام‪ ،‬تشمل صناعة‬
‫السياحة جميع األنشطة االجتماعية واالقتصادية التي ترتبط بشكل مباشرة و‪/‬أو غير مباشر بتوفير املنتوجات‬
‫والخدمات للسياح‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬حددت منظمة السياحة العاملية ‪ 185‬نشاطا في مجال العرض له روابط‬
‫كبيرة بقطاع السياحة‪ .1‬وتشمل هذه األنشطة خدمات مختلف القطاعات مثل النقل واالتصاالت والفنادق‬
‫والسكن واألغذية واملشروبات والخدمات الثقافية والترفيهية والخدمات املصرفية واملالية وخدمات الترويج‬
‫والدعاية‪ .‬وبهذه الشبكة الهائلة من األنشطة االجتماعية واالقتصادية والبنية التحتية الالزمة لتقديم الدعم لها‪،‬‬
‫تعتبر السياحة من أكبر القطاعات في العالم فضال عن كونها عنصرا مهما في التجارة الدولية‪.‬‬
‫وعلى مدى العقود القليلة املاضية‪ ،‬أظهر النشاط السياحي الدولي نموا كبيرا ومتواصال سواء من حيث اإليرادات‬
‫السياحية أو عدد السياح الوافدين‪ ،‬وترك آثارا اقتصادية واجتماعية وثقافية وبيئية واسعة لتشمل تقريبا كل‬
‫جزء من الكرة األرضية‪ .‬وينتج عن النشاط السياحي الدولي فوائد اقتصادية كبيرة للبلدان املستضيفة للسياح‬
‫وبلدان إقامتهم على حد سواء‪ .‬ووفقا ملنظمة السياحة العاملية‪ ،‬فقد ارتفع عدد السياح الدوليين الوافدين من‬
‫‪ 880‬مليون في عام ‪ 2009‬إلى ‪ 1133‬مليون في ‪ ،2014‬أي بمتوسط معدل نمو سنوي قدره ‪ 5.2‬في املائة‪ ،‬كما‬
‫ارتفعت خالل نفس الفترة العائدات الصادرة منهم‪ ،‬أي عائدات السياحة الدولية‪ ،‬من ‪ 852‬مليار دوالر إلى ‪1245‬‬
‫مليار دوالر‪ ،‬حسب السعر الحالي للدوالر‪ ،‬أي بمتوسط معدل نمو سنوي قدره ‪ 7.9‬في املائة‪ ،‬وهي نسبة أعلى بكثير‬
‫من النسبة التي سجلها االقتصاد العالمي خالل الفترة نفسها‪ .‬وبلغت إيرادات السياحة العاملية ‪ 3.4‬مليار دوالر في‬
‫اليوم الواحد أو ‪ $ 1099‬لكل سائح وافد‪.‬‬
‫ويتميز النشاط السياحي الدولي أيضا بزيادة مستمرة في االنتشار الجغرافي وتنويع الوجهات السياحية واملنتجات‪.‬‬
‫وعلى الرغم من أن الجزء األكبر من النشاط السياحي الدولي ما يزال مرتكزا في املناطق املتقدمة في أوروبا‬
‫واألمريكتان‪ ،‬إال أنه أيضا تم تسجيل انتشار مهم لألسواق املستقبلة للسياح في املناطق النامية‪ .‬ووفقا لبيانات‬
‫منظمة السياحة العاملية‪ ،‬فإن املنطقتين األكثر استقباال للسياح في العالم‪ ،‬أي أوروبا واألمريكتان‪ ،‬قد جذبتا معا‬
‫‪ 68.2‬في املائة من إجمالي عدد السياح في العالم في عام ‪ .2009‬ومع ذلك‪ ،‬بحلول عام ‪ ،2014‬انخفضت هذه‬
‫النسبة إلى ‪ 67.4‬في املائة لصالح املناطق النامية في آسيا واملحيط الهادئ والشرق األوسط وأفريقيا‪ .‬وبين عامي‬
‫‪ 2009‬و ‪ ،2014‬كان االنخفاض املسجل في حصة أوروبا واألمريكتان في عائدات السياحة العاملية أكثر حدة بحيث‬
‫نزلت من ‪ 67.8‬في املائة إلى ‪ 62.9‬في املائة لصالح املناطق النامية في العالم‪ .‬وقد أصبحت السياحة الدولية أحد‬
‫أهم النشاطات االقتصادية ومصدرا مهما لعائدات النقد األجنبي وفرص العمل في العديد من البلدان النامية‪.‬‬
‫لذلك‪ ،‬تم إيالء اهتمام كبير لتنمية السياحة في السنوات األخيرة في استراتيجيات التنمية الوطنية في العديد من‬

‫‪ 1‬منظمة السياحة العاملية )‪" (UNWTO‬التصنيف الدولي املوحد لألنشطة السياحية)‪(SICTA‬‬


‫‪http://www.unwto.org/statistics/basic_references/index-en.htm‬‬

‫‪1‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫البلدان النامية ووضعت في جدول أعمال العديد من املؤتمرات الدولية التي عقدت مؤخرا حول التنمية‬
‫املستدامة‪.‬‬
‫وبتوفرها على تنوع وغنى على مستوى املعالم الطبيعية والجغرافية والتاريخية والثقافية‪ ،‬فإن دول منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي كمجموعة تمتلك إمكانيات كبيرة لتطوير قطاع السياحة الدولية املستدامة‪ .‬ولكن نظرا للحصة‬
‫املتواضعة ملنطقة منظمة التعاون اإلسالمي في سوق السياحة العاملية وتمركز النشاط السياحي في عدد قليل من‬
‫بلدانها‪ ،‬يبدو أن جزءا كبيرا من هذه اإلمكانات خارجة عن نطاق االستثمار‪ .‬ويتجلى هذا الوضع في حصص دول‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي املتواضعة نسبيا‪ ،‬كمجموعة‪ ،‬في عدد السياح الدوليين الوافدين والعائدات السياحية‬
‫العاملية‪ ،‬والتي سجلت على التوالي ‪ 16.1‬في املائة و‪ 12‬في املائة في عام ‪ .2013‬إن املشاكل التي تواجه السياحة‬
‫وتنمية قطاع السياحة الدولية املستدامة في دول منظمة التعاون اإلسالمي متنوعة بحيث أن لكل بلد خصائصه‬
‫السياحية ومستوى التنمية وأولويات التنمية الوطنية وسياساتها‪.‬‬
‫وبشكل عام‪ ،‬فإن السياحة قطاع هام جدا يمكن أن يلعب دورا هاما في التنمية االجتماعية واالقتصادية للعديد‬
‫من دول منظمة التعاون اإلسالمي إذا ما خطط له وأدير بشكل صحيح‪ .‬وهذا ال يرجع فقط لتوفر املوارد‬
‫السياحية الغنية واملمكن توفرها‪ ،‬بل أيضا ألن مواطنيها يقومون بالسفر بأعداد كبيرة في جميع أنحاء العالم‬
‫للعمل والترفيه وأغراض أخرى‪.‬‬
‫ومن بين العوامل األخرى الواعدة ملنظمة التعاون اإلسالمي في مجال السياحة هو ظهور السياحة اإلسالمية‬
‫(الحالل)‪ ،‬ألن عدد متزايد من سكان بلدان املنظمة يفضلون استخدام املرافق والخدمات السياحية املصممة‬
‫وفقا ملبادئ الشريعة اإلسالمية‪ .‬ووفقا ألحدث التقديرات‪ ،‬فإن الطلب على السياحة اإلسالمية (الحالل) سيستمر‬
‫في النمو ومن املتوقع أن يصل إلى ‪ 200‬مليار دوالر بحلول عام ‪ .2020‬و هذا التوجه اإليجابي امللحوظ في السياحة‬
‫اإلسالمية ال يعزز القطاع السياحي بشكل عام في دول املنظمة فحسب‪ ،‬بل يساعد أيضا على زيادة األنشطة‬
‫السياحية البينية داخل بلدان املنظمة ما دامت تتوفر الغالبية العظمى على املرافق والخدمات السياحية‬
‫اإلسالمية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تتمركز سوق السياحة اإلسالمية بشكل عال في منطقة‬
‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا )‪ (MENA‬التي تمثل نصف مجموع نفقات السياحة الخارجية التي قام بها السياح‬
‫املسلمين‪ .‬ويمثل البلدان األعضاء السبعة وخمسون في منظمة التعاون اإلسالمي السوق التي تشكل املصدر‬
‫الرئيس ي لصناعة السياحة اإلسالمية العاملية‪ .‬ومع نفقات سياحية تقدر بأكثر من ‪ 100‬مليار دوالر‪ ،‬مثلث هذه‬
‫الدول نحو ‪ 82‬في املائة من مجموع النفقات السياحية للسياح املسلمين خالل الفترة املمتدة بين عامي ‪ 2013‬و‬
‫‪ .2014‬وحاليا‪ 14 ،‬من بين أكبر األسواق ‪ 20‬السياحة اإلسالمية تعود لدول منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬في حين أن‬
‫الستة املتبقية هي بلدان األقلية املسلمة في أوروبا وأمريكا‪ .‬وتعتبر كل من ماليزيا وتركيا واإلمارات العربية املتحدة‬
‫واململكة العربية السعودية وقطر من أكبر الوجهات السياحية اإلسالمية‪.‬‬
‫وقد تم تعريف السياحة باعتبارها واحدة من املجاالت العشر ذات األولوية للتعاون في خطة عمل منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي لتعزيز التعاون االقتصادي والتجاري بين الدول األعضاء التي اعتمدت في عام ‪ .1994‬كما تم تحديد‬
‫السياحة على أنها واحدة من املجاالت الستة ذات األولوية للتعاون في استراتيجية الكومسيك التي اعتمدت مؤخرا‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫ذات الهدف االستراتيجي لتطوير قطاع السياحة املستدامة والتنافسية في منطقة املنظمة‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬من‬
‫الجدير بالذكر أيضا أنه على مدى العقد املاض ي نالت أنشطة التعاون السياحي أهمية أكبر على جدول أعمال‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي التي عقدت فيها ثمانية مؤتمرات إسالمية لوزراء السياحة وعدد من اجتماعات فريق‬
‫الخبراء وحلقات دراسية حول تنمية السياحة خالل الفترة التي انقضت منذ انعقاد املؤتمر اإلسالمي األول لوزراء‬
‫السياحة الذي عقد في أصفهان‪ ،‬جمهورية إيران اإلسالمية‪ ،‬في أكتوبر ‪ .2000‬وقد اعتمدت مجموعة كبيرة من‬
‫اإلجراءات في هذه املؤتمرات واالجتماعات بهدف تطوير قطاع السياحة في دول املنظمة وتعزيز التعاون في هذا‬
‫املجال الحيوي ومتعدد األبعاد من النشاط االقتصادي واالجتماعي والثقافي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لم تتحقق حتى اآلن‬
‫املستويات املرغوبة من التنمية السياحية في العديد من دول منظمة التعاون اإلسالمي وفي منطقة املنظمة ككل‪.‬‬
‫ونظرا لهذا الوضع‪ ،‬يحاول هذا التقرير تقييم األداء والدور االقتصادي لقطاع السياحة الدولية في بلدان منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي في فترة الخمس سنوات األخيرة التي تتوفر حولها البيانات‪ .‬ويحلل التقرير أيضا املؤشرين‬
‫املعتاد استخدامهما في قياس السياحة الدولية‪ ،‬أي السياح الدوليين الوافدين وإيرادات السياحة الدولية‪ .‬وقد تم‬
‫إجراء التحليل على الصعيد اإلقليمي ملنظمة التعاون اإلسالمي وأيضا على صعيد كل بلد على حدة‪ .‬ويخصص‬
‫التقرير قسما ملوضوع السياحة اإلسالمية‪ ،‬الذي يشكل إمكانات كبيرة لتطوير قطاع السياحة في دول منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي‪ .‬كما يسلط التقرير الضوء على الدور املمكن لنموذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص‬
‫)‪(PPPs‬لتحقيق استثمارات واسعة النطاق في قطاع السياحة وآثارها على تطوير قطاع السياحة في دول منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي‪ .‬وفي الختام‪ ،‬يلقي التقرير الضوء على التحديات التي تواجه التنمية السياحية في بلدان منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي وقضية التعاون السياحي فيما بينها‪ ،‬ويقترح بعض التوصيات كخطوط عامة واسعة النطاق‬
‫للسياسات التي ينبغي لهذه البلدان أن تركز عليها‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫السياحة الدولية عبر العالم‪ :‬نظرة عامة‬ ‫‪2‬‬


‫ارتفع عدد السياح الدوليين في جميع أنحاء العالم من ‪ 880‬مليون في عام ‪ 2009‬إلى ‪ 1133‬مليون عام ‪ ،2014‬أي‬
‫بمتوسط معدل نمو سنوي قدره ‪ 5.2‬في املائة‪ .‬وفي الفترة نفسها‪ ،‬ارتفعت إيرادات السياحة الدولية من ‪852‬‬
‫مليار دوالر إلى ‪ 1245‬مليار دوالر‪ ،‬حسب السعر الحالي للدوالر‪ ،‬أي بمتوسط معدل نمو سنوي قدره ‪ 7.9‬في املائة‬
‫(الجدولين أ‪ .1.‬وأ‪ .2.‬في امللحق اإلحصائي)‪ .‬ومن حيث التوزيع اإلقليمي في جميع أنحاء العالم‪ ،‬كانت كل من أوروبا‬
‫وآسيا واملحيط الهادئ واألمريكتان املناطق الثالث األكثر استقباال للسياح خالل عام ‪ ، 2009‬فقد استقطبت‬
‫‪ 460‬و‪ 180.9‬و‪ 140‬مليون سائح على التوالي‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 52.3‬و ‪ 20.6‬و ‪ 15.9‬في املائة من سوق السياحة‬
‫العاملية في عام ‪( 2009‬الشكل ‪ .)2.2‬وبنظرة مفصلة على التغييرات السنوية في السياح الدوليين الوافدين‬
‫وإيرادات السياحة الدولية عبر العالم يتبين أن قطاع السياحة العاملية قد شهد معدالت نمو كبيرة سواء من‬
‫حيث عدد السياح الوافدين أو من حيث إيرادات السياحة بين عامي ‪ 2009‬و ‪ ،2010‬وذلك راجع باألساس‬
‫لالنتعاش الذي أعقب األزمة املالية العاملية‪.‬‬

‫الشكل ‪ :1.2‬السياحة الدولية في جميع أنحاء العالم‬


‫السياح الوافدون و إيرادات السياحة‬ ‫نسبة التغيير السنوي‬

‫الوافدون (ماليين)‬ ‫اإليرادات (مليار دوالر أمريكي)‬ ‫الوافدون (نسبة التغيير)‬ ‫اإليرادات (نسبة التغيير)‬

‫املصدر‪ :‬االجدولين أ‪ 1.‬وأ‪ 2.‬في امللحق اإلحصائي‬

‫بما أن السياحة الدولية تتميز ا بنزعة السياح املتزايدة نحو زيارة وجهات جديدة‪ ،‬إلى جانب تنوع املنتجات‬
‫السياحية‪ ،‬فضال عن زيادة املنافسة في األسواق السياحية الدولية‪ ،‬فإن عددا مهما من الوجهات الجديدة في نمو‬
‫مطرد وبوتيرة أسرع في العديد من البلدان النامية التي تقع خاصة في منطقة آسيا واملحيط الهادئ‪ .‬ولذلك‪ ،‬تشهد‬
‫هذه املناطق ارتفاعا ملحوظا في حصتها من السوق السياحية العاملية‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬شهدت منطقة آسيا‬
‫واملحيط الهادئ‪ ،‬التي تتألف في معظمها من البلدان النامية‪ ،‬أعلى معدل نمو سنوي لعدد السياح الوافدين بلغ‬
‫نسبة ‪ 7.8‬في املائة بين عامي ‪ 2009‬و ‪ ،2014‬وتلتها األمريكتان بمتوسط معدل نمو سنوي قدره ‪ 5.3‬في املائة‪.‬‬
‫وبالنسبة ألفريقيا‪ ،‬باعتبارها منطقة نامية‪ ،‬فقد حققت ارتفاعا ملحوظا في عدد السياح الدوليين بمتوسط معدل‬
‫نمو سنوي قدره ‪ 4‬في املائة خالل الفترة قيد النظر‪ .‬وفي املقابل‪ ،‬لم تتمكن منطقة الشرق األوسط من تحسين‬

‫‪4‬‬
‫السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫أدائها بشكل عام بسبب الصراعات الجارية وعدم االستقرار السياس ي في املنطقة‪ ،‬بحيث بلغ عدد السياح‬
‫الدوليين في منطقة الشرق األوسط ‪ 52.9‬مليون في عام ‪ 2009‬ليتراجع إلى ‪ 51.1‬مليون عام ‪ ،2014‬أي ما يعادل‬
‫‪ 0.7‬في املائة كمتوسط معدل انكماش سنوي‪ .‬وباعتبارها املنطقة األكثر استقطابا للسياح‪ ،‬سجلت أوروبا معدل‬
‫نمو سنوي بلغ ‪ 4.8‬في املائة بين عامي ‪ 2009‬و ‪ 2014‬وهو معدل لم يرق للمتوسط العالمي البالغ ‪ 5.2‬في املائة‬
‫(الجدولين أ‪ .1.‬وأ‪ .2.‬في امللحق اإلحصائي)‪.‬‬

‫وخالل الفترة املمتدة بين عامي ‪ 2009‬و‪ ،2014‬األمريكتان لم تتمكن سوى منطقتين من تحقيق زيادة في‬
‫حصتيهما في سوق السياحة العاملية من حيث عدد السياح الوافدين‪ ،‬أي منطقة آسيا و املحيط الهادئ و منطقة‬
‫األمريكيتين‪ .‬فقد سجلت حصة منطقة آسيا واملحيط الهادئ ارتفاعا من ‪ 20.6‬في املائة في عام ‪ 2009‬إلى ‪ 23.4‬في‬
‫املائة في عام ‪( 2014‬انظر الشكل ‪ ، )2.2‬كما شهدت حصة هذه املنطقة من عائدات السياحة العاملية أيضا قفزة‬
‫من ‪ 23.8‬في املائة في عام ‪ 2009‬إلى ‪ 30.3‬في املائة في عام ‪ .2014‬وعلى الرغم من النمو اإليجابي املسجل من حيث‬
‫عدد السياح الدوليين الوافدين‪ ،‬إال أن حصة أوروبا من عائدات السياحة العاملية شهدت انخفاضا ملحوظا‬
‫بحيث تراجعت من ‪ 48.4‬في املائة إلى ‪ 40.9‬خالل الفترة املمتدة بين عامي ‪ 2009‬و‪ .2014‬والسبب الرئيس ي وراء‬
‫هذه الحالة هو عدم اإلستقرار االقتصادي املستمر في العديد من الدول األوروبية والذي كان له أثر سلبي على‬
‫نفقات السياح األوروبيين‪ .‬من جهة أخرى‪ ،‬تلقت منطقة أفريقيا حصة أصغر من عائدات السياحة العاملية في‬
‫عام ‪ 2014‬مقارنة بعام ‪ 2009‬بحيث انخفضت من ‪ 3.3‬في املائة إلى ‪ 2.9‬في املائة (انظر الجدول أ‪ .1.‬في امللحق‬
‫اإلحصائي‪ ،‬الشكل ‪ 3.2‬و ‪.)4.2‬‬

‫الشكل ‪ :2.2‬السياحة الدولية حسب املنطقة (‪ %‬من اإلجمالي العالمي)‬

‫السياح الوافدون‬

‫إيرادات السياحة‬

‫أفريقيا‬ ‫األمريكيتين‬ ‫آسيا‪/‬المحيط الهادئ‬ ‫أوروبا‬ ‫الشرق األوسط‬


‫املصدر‪ :‬الجدولين أ‪ 1.‬وأ‪ 2.‬في امللحق اإلحصائي‬

‫‪5‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫ولذلك‪ ،‬فإن البلدان األفريقية ال تحتاج فقط إلى التركيز على زيادة عدد السياح الدوليين ولكن أيضا محاولة‬
‫إيجاد سبل لزيادة اإليرادات من السياحة من خالل تنويع األنشطة السياحية (مثل الشاطئ مقابل الجبل) وتطوير‬
‫أنواع السياحة البديلة (مثل جوالت منطاد سفاري)‪ ،‬وكذلك تنفيذ االستراتيجيات التي تستهدف السوق (في‬
‫محاولة لجذب املزيد من السياح من البلدان ذات نزعات استهالكية أعلى)‪.‬‬
‫ويبين الشكل ‪ 2.2‬أيضا أن أوروبا واألمريكتان واصلتا احتالل مكانة أقوى منطقتين في سوق السياحة العاملية في‬
‫كل من ‪ 2009‬و ‪ .2014‬وفي عام ‪ ،2014‬شكلت هاتين املنطقتين نسبة ‪ 62.9‬في املائة من مجموع إيرادات السياحة‬
‫الدولية و‪ 67.4‬في املائة من مجموع السياح الدوليين الوافدين‪.‬‬

‫الشكل ‪ :3.2‬السياح الدوليين الوافدين حسب املنطقة‬


‫الوافدون باملاليين‬ ‫نسبة التغيير السنوي‬

‫أفريقيا‬ ‫أمريكا‬ ‫أفريقيا‬ ‫أمريكا‬


‫آسيا‪/‬المحيط الهادئ‬ ‫أوروبا‬ ‫آسيا‪/‬المحيط الهادئ‬ ‫أوروبا‬
‫الشرق األوسط‬ ‫الشرق األوسط‬
‫املصدر‪ :‬الجدول أ‪ 1.‬في امللحق اإلحصائي‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن األزمة املالية العاملية التي بدأت في يوليو ‪ 2007‬في الواليات املتحدة تعمقت خالل فترة ‪-2008‬‬
‫‪ 2009‬مع إمتداد عالمي وأثرت على عدد كبير من األنشطة واملؤسسات املالية واالقتصادية في كثير من البلدان‬
‫املتقدمة والنامية في جميع أنحاء العالم‪ .‬ونتيجة لذلك‪ ،‬مثل العديد من األنشطة االقتصادية األخرى شهد‬
‫النشاط السياحي الدولي سنة ‪ 2009‬واحدة من أسوأ فترات الركود خالل العقود الخمسة املاضية رغم أن‬
‫السياحة الدولية عرفت أداء جيدا حتى النصف األول من عام ‪ .2008‬وفيما بعد‪ ،‬خالل النصف الثاني من عام‬
‫‪ 2008‬وطيلة عام ‪ 2009‬تأثر قطاع السياحة بشكل كبير نظرا لتأثير األزمة املالية العاملية واالرتفاع الحاد في أسعار‬
‫النفط العاملية إلى جانب تفش ي انفلونزا الخنازير‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬من املهم اإلشارة إلى أن االقتصادات املتقدمة‬
‫في األمريكتان وأوروبا‪ ،‬والتي هي أصل األزمة املالية العاملية‪ ،‬قد لعبت أيضا دورا هاما في زيادة تكثيف آثارها‬
‫السلبية على صناعة السياحة بحيث أن هذه البلدان هي املناطق الرئيسية املنتجة للسياح في العالم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫الشكل ‪ :4.2‬إيرادات السياحة الدولية حسب املنطقة‬


‫اإليرادات بمليار دوالر أمريكي‬ ‫نسبة التغيير السنوي‬

‫أفريقيا‬ ‫أمريكا‬ ‫أفريقيا‬ ‫أمريكا‬


‫آسيا‪/‬المحيط الهادئ‬ ‫أوروبا‬ ‫آسيا‪/‬المحيط الهادئ‬ ‫أوروبا‬
‫الشرق األوسط‬ ‫الشرق األوسط‬

‫املصدر‪ :‬الجدول أ‪ 2.‬في امللحق اإلحصائي‬

‫وبمجرد ما بدأت البلدان بتسجيل املعدالت الطبيعية في نموها االقتصادي بعد انتعاش االقتصاد العالمي‪،‬‬
‫دخل عدد السياح الوافدين في منحى أكثر استقرارا بل وأكثر إيجابية بين عامي ‪ 2010‬و ‪ .2014‬وكنتيجة طبيعية‪،‬‬
‫أظهرت عائدات السياحة في جميع أنحاء العالم بعض الزيادة بين عامي ‪ 2010‬و ‪ ،2014‬وخالف ذلك لم تتمكن‬
‫من املحافظة على وتيرة النمو اإليجابية الحادة خالل فترة ‪( 2010-2009‬الشكل ‪ ،1.2‬يمين)‪ .‬وهذا األمر يعد مصدر‬
‫قلق كبير بالنسبة للعديد من البلدان النامية التي تعتمد بشكل كبير نسبيا على األنشطة السياحية‪ ،‬والتي تولد‬
‫قدرا كبيرا من الدخل من العملة األجنبية وزيادة النمو االقتصادي‪.‬‬
‫وخالل عام ‪ ،2010‬انتعش النشاط السياحي الدولي بشكل كبير في جميع أنحاء العالم مسجال ‪ 949‬مليون من‬
‫السياح الدوليين الوافدين و‪ 930‬مليار دوالر من عائدات السياحة الدولية‪ .‬وكانعكاس للظروف االقتصادية‪ ،‬كان‬
‫االنتعاش قويا نسبيا خاصة في االقتصادات الناشئة‪ .‬وبين عامي ‪ 2009‬و ‪ ،2010‬تمتعت منطقة آسيا واملحيط‬
‫الهادئ بأعلى تغير سنوي سواء من حيث السياح الدوليين الوافدين (‪ 13.5‬في املائة) أو إيرادات السياحة (‪ 22.6‬في‬
‫املائة)‪ .‬ومن جهتها‪ ،‬استعادت منطقة الشرق األوسط أرقامها السياحية بشكل سريع جدا في الفترة نفسها بحيث‬
‫ارتفعت عائدات السياحة بنسبة ‪ 16.2‬في املائة‪ ،‬بينما ارتفع عدد السياح الوافدين بنسبة ‪ 3.4‬في املائة‪ .‬ويمكن أن‬
‫تعزى االختالفات القائمة بين التغير في عدد السياح الدوليين الوافدين والتغير في عائدات السياحة الدولية إلى‬
‫االختالفات في أسعار الصرف واستراتيجيات السياحة املنفذة (على سبيل املثال قيمة مضافة أعلى لتوليد‬
‫السياحة)‪ .‬ومن الواضح أيضا أنه في األوقات االقتصادية الصعبة‪ ،‬عادة ما ال يتوقف السياح الدوليون‬
‫الوافدون عن السفر‪ ،‬ولكن يلجأون لتخفيض التكاليف؛ أي اختيار‪ ،‬على سبيل املثال‪ ،‬إقامة أقصر في وجهات‬
‫أقل تكلفة وأقرب إلى أماكن سكناهم‪ ،‬وذلك بالسفر واإلقامة في الفئات ذات التكاليف املنخفضة‪ .‬وفي الفترات‬
‫التي يكون فيها االقتصاد منتعشا فغالبا ما ينزعون إلى اإلنفاق بشكل أكثر خالل فترات إجازاتهم والبقاء لفترة‬

‫‪7‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫أطول في وجهاتهم‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬فإن عائدات السياحة قد تنمو أكثر أو أقل من عدد السياح الوافدين‬
‫اعتمادا على العوامل املذكورة أعاله‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ ،2011‬وصل عدد السياح الوافدون عبر العالم ‪ 997‬مليون وازدادت عائدات السياحة لتصل قيمتها إلى‬
‫‪ 1042‬مليار دوالر‪ .‬فقد سجلت آسيا واملحيط الهادئ وأوروبا أعلى معدالت النمو من حيث عدد السياح الدوليين‬
‫الوافدين ‪ 6.5 ،‬في املائة و ‪ 6.4‬في املائة على التوالي‪ .‬وفي العام نفسه‪ ،‬سجلت األمريكتان معدل نمو إيجابي في عدد‬
‫السياح الدوليين الوافدين (‪ 3.6‬في املائة)‪ .‬وباملقابل‪ ،‬شهدت منطقة الشرق األوسط وأفريقيا أوقاتا صعبة بسبب‬
‫الحراك اإلجتماعي وانعدام األمن مما أدى إلى تحويل طلب السفر بعيدا عن هذه املناطق‪ ،‬وهذا ما يفسر سبب‬
‫تمركز جزء كبير من النشاط السياحي الدولي في املنطقة األوروبية‪ .‬وخالل سنة ‪ ،2012‬واصل كل من عدد السياح‬
‫الدوليين الوافدين وعائدات السياحة الدولية في التعافي من األرقام املنخفضة املسجلة في عام ‪ 2009‬بحيث بلغ‬
‫عدد السياح الدوليين الوافدين إلى ‪ 1038‬مليون وبلغت عائدات السياحة إلى ‪ 1075‬مليار دوالر‪ ،‬وهو نمو بنسبة‬
‫‪ 4.1‬في املائة و ‪ 3.2‬في املائة على التوالي‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬لوحظ أيضا أن الحراك االجتماعي الذي شهدته البلدان‬
‫العربية كان له تداعيات‪ ،‬فظل الشرق األوسط هو املنطقة الوحيدة في جميع أنحاء العالم حيث استمر عدد‬
‫السياح الدوليين الوافدين في تسجيل معدالت سلبية‪ .‬وفي عام ‪ ،2012‬على عكس أداءها الضعيف في ‪،2011‬‬
‫تمتعت منطقة أفريقيا بنمو بنسبة ‪ 4.8‬في املائة في عدد السياح الوافدين و ‪ 4‬في املائة في عائدات السياحة‪.‬‬
‫أما بالنسبة لعام ‪ ،2013‬زاد عدد السياح الدوليين الوافدين بنسبة ‪ 4.7‬في املائة ليصل إلى ‪ 1087‬مليون وبلغت‬
‫عائدات السياحة الدولية ‪ 1197‬مليار دوالر‪ ،‬أي ما يعادل زيادة بنسبة ‪ 11.3‬في املائة مقارنة بالعام السابق‪ .‬وكانت‬
‫آسيا واملحيط الهادئ املنطقة ذات أفضل أداء سواء من حيث النمو املسجل في عدد الوافدين (‪ 6.8‬في املائة) أو‬
‫العائدات (‪ 11.3‬في املائة)‪ .‬ومن حيث التغير السنوي املسجل في عدد السياح في العام نفسه‪ ،‬أعقبت آسيا‬
‫واملحيط الهادئ من قبل أوروبا (‪ 4.85‬في املائة) وأفريقيا (‪ 4.82‬في املائة)‪ .‬وكانت منطقة الشرق األوسط هي‬
‫املنطقة الوحيدة التي شهدت معدل نمو سلبي في كل من الوافدين (‪-2.8‬في املائة) والعائدات (‪-4‬في املائة) في عام‬
‫‪.2013‬واعتبارا من عام ‪ ،2014‬بلغ عدد الوافدين من السياح الدوليين ‪ 1133‬مليون وبلغت عائدات السياحة‬
‫‪ 1245‬مليار دوالر‪ ،‬أي ما يعادل زيادة عن العام السابق بنسبة ‪ 4.2‬و ‪ 4‬في املائة على التوالي‪ .‬وعلى وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬سجلت منطقتي األمريكتان والشرق األوسط نموا قويا من حيث عدد السياح الدوليين‪ ،‬أي بزيادة‬
‫بلغت نسبتي ‪ 8‬في املائة و ‪ 5.6‬في املائة على التوالي‪ .‬وبعد أربع سنوات من النمو السلبي في عدد الوافدين‪ ،‬كانت‬
‫سنة ‪ 2014‬هي الفترة التي سجلت فيها منطقة الشرق األوسط معدل نمو إيجابي من حيث عدد السياح الوافدين‪.‬‬
‫وكانعكاس لذلك‪ ،‬زادت أيضا عائدات السياحة بنسبة ‪ 3.6‬في املائة في األمريكتان و ‪ 9.1‬في املائة في منطقة الشرق‬
‫األوسط (الشكل ‪ 3.2‬والشكل ‪ .)4.2‬ومن حيث عدد السياح الدوليين الوافدين ‪ ،‬سجلت أفريقيا وأوروبا األرقام‬
‫األدنى ملعدل النمو والذي بقي عند حوالي ‪ 2.6‬في املائة‪ .‬ومن حيث عائدات السياحة الدولية‪ ،‬كانت منطقة أفريقيا‬
‫هي صاحبة أدنى معدل نمو (‪ 3.1‬في املائة)‪ ،‬في حين لوحظ أعلى معدل نمو في منطقة الشرق األوسط (‪ 9.1‬في‬
‫املائة) تليها منطقة آسيا واملحيط الهادئ (‪ 4.5‬في املائة) واألمريكتان (‪ 3.6‬في املائة) (الشكل ‪.)4.2‬‬

‫‪8‬‬
‫السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫الشكل ‪ :5.2‬إيرادات السياحة الدولية حسب الوافدون لعام ‪ 2009‬مقابل ‪( 2014‬دوالر أمريكي)‬

‫أمريكا‬ ‫آسيا‪/‬المحيط الهادئ‬ ‫العالم‬ ‫الشرق األوسط‬ ‫أوروبا‬ ‫أفريقيا‬

‫املصدر‪ :‬الجدولين أ‪ 1.‬وأ‪ 2.‬في امللحق اإلحصائي‬

‫وعموما‪ ،‬في الوقت الذي اتجهت فيه عائدات السياحة في منحى مماثل لذلك الذي اتجه فيه عدد السياح‬
‫الوافدين‪ ،‬كان متوسط معدالت نمو عائدات السياحة واألسهم اإلقليمية في املجموع العالمي مختلفا إلى حد ما‪.‬‬
‫وعلى سبيل املثال‪ ،‬سجلت األمريكتان متوسط معدل نمو سنوي قدره ‪ 5.3‬في املائة بين عامي ‪ 2009‬و ‪ 2014‬في‬
‫عدد السياح الوافدين‪ .‬وفي نفس الفترة‪ ،‬ارتفعت إيرادات السياحة في األمريكتين‪ ،‬في املتوسط‪ ،‬بنسبة ‪ 10.6‬في‬
‫املائة سنويا‪ ،‬وهى نسبة أعلى مرتين من معدل النمو املسجلة في عدد السياح الوافدين‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬خالل‬
‫فترة ‪ 2014-2009‬في أوروبا‪ ،‬متوسط معدل النمو السنوي الذي تم حسابه لعدد السياح الوافدين وعائدات‬
‫السياحة متساويان بنسبة ‪ 4.8‬في املائة و ‪ 4.3‬في املائة على التوالي‪ .‬ويرجع أساسا وجود هذه االختالفات في نمو‬
‫عدد السياح الوافدين والعائدات السياحية إلى وجود تنوع في عائدات السياحة الدولية لكل سائح وافد وذلك‬
‫ألن لكل منطقة خصائصها السياحية من حيث طول مدة إقامة السائح والغرض من الزيارة وبعد املسافة‬
‫الجغرافية وما إلى ذلك‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬بلغ املتوسط العالمي لعائدات السياحة لكل وافد في عام ‪ 2014‬مبلغ‬
‫‪ 1099‬دوالر‪ .‬وسجل أعلى متوسط عائدات السياحة لكل وافد في األمريكتان (‪ 1515‬دوالر)‪ ،‬تلتها منطقة آسيا‬
‫واملحيط الهادئ (‪ 1431‬دوالر)‪ .‬وفي عام ‪ ،2014‬بقيت إيرادات السياحة الدولية لكل وافد في املناطق األخرى أقل‬
‫من املتوسط العالمي بحيث تراوحت بين ‪ 963‬دوالر في كل من منطقة الشرق األوسط و‪ 875‬دوالر في أوروبا و‬
‫‪ 649‬دوالر في أفريقيا (انظر الشكل ‪ .)5.2‬ومقارنة مع عام ‪ ،2009‬زادت عائدات السياحة الدولية لكل وافد في‬
‫األمريكتان أكثر من حيث القيمة اإلسمية بمبلغ ‪ 332‬دوالر تلتها منطقة آسيا واملحيط الهادئ‪ .‬وتشير األرقام في‬
‫األمريكتان أن البلدان في األمريكتان هذه املنطقة‪ ،‬في املتوسط‪ ،‬لم تنجح فقط في تحسين عدد السياح الوافدين‬
‫ولكنها حققت أيضا االستفادة إلى أعلى حد من األنشطة السياحية عن طريق كسب املزيد من الدخل من السياح‬

‫‪9‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫الدوليين الوافدين‪ .‬وخالل الفترة املمتدة بين عامي ‪ 2009‬و ‪ ،2014‬ارتفع املتوسط العالمي من ‪ 968‬دوالر إلى‬
‫‪ 1099‬دوالر وهو ما يتوافق مع زيادة إسمية قدرها ‪ 131‬دوالر‪ .‬أما أفريقيا فقد سجلت أدنى من املتوسط العالمي‬
‫البالغ ‪ 131‬دوالر ولم تسجل إال زيادة بحوالي ‪ 37‬دوالر‪ .‬وفي الفترة نفسها‪ ،‬كانت املنطقة الوحيدة التي شهدت‬
‫انخفاضا كبيرا في عائدات السياحة الدولية لكل وافد هي أوروبا حيث انخفض املتوسط من ‪ 897‬دوالر إلى ‪875‬‬
‫دوالر‪ ،‬وهو أمر نابع أساسا من تأثير األزمة االقتصادية املستمرة والتي ضربت بشدة عدة من االقتصادات‬
‫األوروبية‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫‪3‬‬


‫يهدف هذا القسم إلى تقييم األداء والدور االقتصادي لقطاع السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪.‬‬
‫ويدرس القسم الفرعي األول االتجاهات في اثنين من املؤشرات املستخدمة تقليديا في قياس السياحة الدولية‪ ،‬أي‬
‫السياح الدوليين الوافدين وعائدات السياحة الدولية‪ .‬ويستهدف التحليل كل بلد في منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫فيقيم الدور االقتصادي لقطاع السياحة‬‫على حدة و أيضا ملنظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬أما القسم الفرعي الثاني ّ‬
‫الدولية في بلدان املنظمة‪ ،‬في حين يحاول القسم الفرعي الثالث ‪ ،‬بقدر ما تسمح به البيانات ذات الصلة املتاحة ‪،‬‬
‫تسليط الضوء على حالة السياحة البينية داخل املنظمة‪ .‬وأخيرا‪ ،‬يقدم القسم الفرعي الرابع بعض املالحظات‬
‫الختامية والتوصيات املتعلقة بالسياسة العامة‪.‬‬

‫‪ 1.3‬السياح الوافدين وعائدات السياحة‬


‫كما هو مبين في الشكل ‪ ،1.3‬بلغ عدد الوافدين من السياح الدوليين في بلدان منظمة التعاون إلسالمي‪ ،‬التي تتوفر‬
‫حولها البيانات‪ 156.3 ،‬مليون في عام ‪ ،2009‬أي ما يعادل حصة ‪17.8‬في املائة من مجموع السياح الدوليين في جميع‬
‫أنحاء العالم‪ .‬وأنتج هؤالء السياح ‪ 121.3‬مليار دوالر كعائدات للسياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪،‬‬
‫أي ما يقابل حصة ‪ 14.2‬في املائة من إجمالي إيرادات السياحة في العالم‪ .‬وباملقارنة مع عام ‪ ،2008‬انخفضت‬
‫عائدات السياحة الدولية بنسبة ‪ 2.4‬في املائة في بلدان املنظمة خالل ‪ 2009‬بسبب تأثير األزمة املالية العاملية‪ .‬وقد‬
‫بلغ عدد السياح الدوليين في منطقة منظمة التعاون اإلسالمي ‪ 171‬مليون في عام ‪ ،2010‬وهو ما يمثل زيادة بنسبة‬
‫‪ 9.4‬في املائة عن عام ‪ .2009‬كما زادت حصة مجموعة منظمة التعاون اإلسالمي من عدد السياح الوافدين في جميع‬
‫أنحاء العالم في عام ‪ 2010‬بنسبة ‪ 0.2‬في املائة لتسجل نسبة ‪ 18‬في املائة‪ .‬وبلغت عائدات السياحة الدولية ‪133.9‬‬
‫مليار دوالر في السنة نفسها‪ ،‬وهو ما يمثل زيادة بنسبة ‪ 10.4‬في املائة باملقارنة مع عام ‪.2009‬‬

‫الشكل ‪ :1.3‬السياحة الدولية في منظمة التعاون اإلسالمي‬


‫السياح الوافدون و إيرادات السياحة‬ ‫‪ %‬التغيير السنوي‬
‫الوافدون (الماليين)‬ ‫اإليرادات (مليار ‪ $‬أمريكي)‬
‫الوافدون (‪ %‬التغيير)‬ ‫اإليرادات (‪ %‬التغيير)‬
‫الحصة في الوافدين العالميين‬ ‫الحصة في اإليرادات العالمية‬

‫املصدر‪ :‬الجدولين أ‪ 3.‬وأ‪ 4.‬في امللحق اإلحصائي‬

‫‪11‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫ومع ذلك‪ ،‬حصلت مجموعة منظمة التعاون اإلسالمي على حصة ‪ 14.4‬في املائة من إجمالي إيرادات السياحة في‬
‫العالم في عام ‪ .2010‬وتشير هذه األرقام بوضوح إلى أن القطاع السياحي في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي قد‬
‫تأثر أيضا باألزمة املالية بشكل كبير شأنه شأن باقي العالم‪.‬‬
‫في عام ‪ ،2011‬وعلى الرغم من أن عدد السياح الدوليين الوافدين في منطقة منظمة التعاون اإلسالمي شهد‬
‫انخفاضا طفيفا (‪ 1.7‬في املائة)‪ ،‬فإن عائدات السياحة الدولية قد زادت بنسبة ‪ 3.3‬في املائة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تجدر‬
‫اإلشارة إلى أن حصة دول املنظمة من مجموع السياح الدوليين انخفضت من ‪ 18‬في املائة املسجلة عام ‪ 2010‬إلى‬
‫‪ 16.9‬في املائة في عام ‪ .2011‬وباملثل‪ ،‬انخفضت حصة بلدان منظمة التعاون اإلسالمي من إجمالي إيرادات‬
‫السياحة في العالم من ‪ 14.4‬في املائة في عام ‪ 2010‬إلى ‪ 13.3‬في املائة في عام ‪.2011‬‬
‫وخالل أيضا ‪ ،2011‬أضرت الحركات االجتماعية بصناعة السياحة ليس فقط في البلدان التي شهدت تغيير‬
‫األنظمة واحتجاجات كبيرة‪ ،‬ولكن أيضا في املنطقة ككل‪ .‬فقد انخفض عدد الوافدين من السياح و عائدات‬
‫السياحة فضال عن حصة دول منظمة التعاون اإلسالمي في كل أنحاء العالم من مجموع السياح الدوليين‬
‫الوافدين في عام ‪ .2011‬وكانت الجوانب املتأثرة و حدة األثر تختلف باختالف البلدان‪ ،‬بحيث تضررت بعض هذه‬
‫البلدان بشكل فجائي وحاد مثل الحالة التونسية‪ ،‬في حين شهدت بلدان أخرى مثل اليمن توجهات متواضعة‬
‫ومستمرة حتى اآلن‪ .‬ساهم انتعاش االقتصاد العالمي‪ ،‬وخاصة اقتصادات املناطق الرئيسية املولدة للسياح في‬
‫األمريكتان وأوروبا‪ ،‬في تحقيق نتائج أفضل على مستوى السياحة في منطقة منظمة التعاون اإلسالمي في عام‬
‫‪ .2012‬فقد شهدت تقريبا جميع بلدان املنطقة نموا ملحوظا‪ ،‬لكنه كان قويا نوعا ما في بعض البلدان مثل تركيا‬
‫وإندونيسيا وماليزيا‪ ،‬وبهذا يكون قد زاد عدد السياح الدوليين الوافدين في منطقة املنظمة إلى ‪ 169‬مليون‪ ،‬وهو ما‬
‫يمثل زيادة بنسبة ‪ 0.6‬في املائة في عام ‪ 2012‬باملقارنة مع عام ‪ .2011‬وبهذا الرقم‪ ،‬تمثل دول منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي حصة ‪ 16.3‬في املائة من إجمالي عدد السياح الدوليين الوافدين في العالم خالل ‪ .2012‬وباملثل ‪ ،‬نمت‬
‫إيرادات السياحة الدولية بنسبة ‪ 4.2‬في املائة في عام ‪ ،2012‬وبلغت ‪ 144.3‬مليار دوالر وهو ما يمثل حصة ‪13.4‬‬
‫في املائة من إيرادات السياحة في العالم في عام ‪.2012‬‬

‫الشكل ‪ :2.3‬إيرادات السياحة الدولية حسب الوافدين في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي (‪ $‬في ‪)2013‬‬
‫لبنان‬
‫قطر‬
‫جزر المالديف‬
‫السودان‬
‫األردن‬
‫أندونيسيا‬
‫اليمن‬
‫أذربيجان‬
‫أوغندا‬
‫سلطنة عمان‬
‫تركيا‬
‫متوسط منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫املصدر‪ :‬مشتقة من الجدولين أ‪ 3.‬و أ‪ 4.‬في امللحق اإلحصائي‬

‫‪12‬‬
‫السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫ارتفع عدد السياح الدوليين الوافدين في دول منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬التي تتوفر حولها البيانات‪ ،‬بنسبة ‪ 3.3‬في‬
‫املائة وبلغ ‪ 174.7‬مليون في عام ‪ ،2013‬أي ما يعادل حصة ‪ 16.1‬في املائة من إجمالي عدد السياح الدوليين‬
‫الوافدين في العالم‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن عائدات السياحة الدولية في منطقة منظمة التعاون اإلسالمي تقلصت بنسبة‬
‫‪ 0.2‬في املائة في العام نفسه لتسجل ‪ 144‬مليار دوالر‪ ،‬أي ما يعادل نسبة ‪ 12‬في املائة من إجمالي إيرادات‬
‫السياحة في العالم‪.‬‬
‫وفي الوقت الذي كانت فيه اتجاهات عائدات السياحة الدولية عموما مماثلة لتلك املتعلقة بعدد السياح‬
‫الدوليين الوافدين‪ ،‬من حيث القيمة املطلقة‪ ،‬كانت حصص البلدان الفردية من إجمالي عائدات السياحة‬
‫الدولية في منظمة التعاون اإلسالمي فضال عن متوسط معدالت نمو تلك اإليرادات مختلفة نوعا ما‪ .‬ويرجع ذلك‬
‫إلى حقيقة أن إيرادات كل وافد تختلف باختالف الخصائص السياحية لكل بلد من حيث طول مدة إقامة السائح‬
‫والغرض من زيارته وبعد املسافة الجغرافية وأنواع التسوق وغيرها من األمور‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬كما هو مبين في‬
‫الشكل ‪ ،2.3‬بلغ متوسط عائدات السياحة لكل وافد في منظمة التعاون اإلسالمي في عام ‪ 2013‬إلى ‪ 825‬دوالر‪.‬‬
‫وفي العام نفسه‪ ،‬تم تسجيل أعلى إيرادات سياحية لكل وافد في لبنان (‪ 5002‬دوالر) تلتها كل من قطر (‪3237‬‬
‫دوالر) وجزر املالديف (‪ 2078‬دوالر) والسودان (‪ 1308‬دوالر) واألردن (‪ 1304‬دوالر) وإندونيسيا (‪ 1170‬دوالر)‬
‫واليمن (‪ 1108‬دوالر) وأذربيجان (‪ 1043‬دوالر) وأوغندا (‪ 998‬دوالر) وعمان (‪ 935‬دوالر) وتركيا (‪922‬دوالر)‪.‬‬
‫وعلى مستوى كل بلد على حدة‪ ،‬لوحظ أن النشاط السياحي الدولي سواء من حيث عدد السياح الوافدين أو‬
‫عائدات السياحة ال يزال يتركز في عدد قليل من البلدان‪ .‬على سبيل املثال‪ ،‬في عام ‪ 10 ،2013‬دول فقط في‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي هي التي صنفت كأفضل عشر وجهات سياحية دولية بين دول منظمة التعاون اإلسالمي‪،‬‬
‫وهذه البلدان هي تركيا وماليزيا والسعودية واملغرب ومصر والبحرين وإندونيسيا وتونس والكويت وكازاخستان‬
‫(الشكل ‪ .)3.3‬فقد استقطبت هذه الدول العشر معا ‪ 131.5‬مليون من السياح الدوليين‪ ،‬وهو ما يمثل حصة‬
‫‪ 75.2‬في املائة من إجمالي سوق السياحة في منظمة التعاون اإلسالمي خالل ‪( 2013‬تم حسابها على أساس‬
‫البيانات الواردة في الجدول أ‪ 3.‬من امللحق اإلحصائي)‪.‬‬

‫الشكل ‪ :3.3‬أفضل ‪ 10‬وجهات سياحية و أكثر ‪ 10‬بلدان دخال من السياحة في ‪2013‬‬


‫الوافدون باملاليين‬ ‫اإليرادات بمليار ‪ $‬أمريكي‬

‫املصدر‪ :‬الجدولين أ‪ 3.‬و أ‪ 4.‬في امللحق اإلحصائي‬

‫‪13‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫وباملثل‪ ،‬تتركز أيضا عائدات السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي في عدد قليل من البلدان‪ ،‬معظمها‬
‫من الوجهات السياحية الرئيسية في املنظمة كما هو مبين في الشكل ‪ .3.3‬وفي ترتيب تنازلي‪ ،‬مثلت كل من تركيا‬
‫وماليزيا واإلمارات العربية املتحدة وإندونيسيا واململكة العربية السعودية وقطر واملغرب ومصر ولبنان واألردن‬
‫أفضل ‪ 10‬دول في منظمة التعاون اإلسالمي من حيث عائدات السياحة خالل سنة ‪ .2013‬وقد حققت هذه‬
‫املجموعة من دول منظمة التعاون اإلسالمي ‪ 121.8‬مليار دوالر كعائدات السياحة الدولية في عام ‪ ،2013‬أي ما‬
‫يعادل حصة ‪ 84.5‬في املائة من إجمالي إيرادات السياحة في منظمة التعاون اإلسالمي في ذلك العام ‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن وجهتين سياحيتين في منظمة التعاون اإلسالمي صنفتا في املرتبة ‪ 6‬و‪10‬‬
‫ضمن أفضل ‪ 10‬وجهات سياحية في العالم‪ ،‬وهذين البلدين هما تركيا و ماليزيا على التوالي‪ .‬وحسب أحدث‬
‫تقديرات منظمة السياحة العاملية فإن تركيا حافظت على نفس الرتبة في عام ‪ ( 2014‬راجع ‪.2)UNWTO‬‬

‫‪ 2.3‬موازنة السياحة الدولية‪ :‬الدور االقتصادي للسياحة الدولية‬


‫في هذا القسم الفرعي‪ ،‬تم القيام بمحاولة تقييم الدور االقتصادي لقطاع السياحة الدولية في اقتصادات بلدان‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬ويتم ذلك من خالل حساب موازنة السياحة الدولية‪ ،‬أي عبر خصم نفقات السياحة‬
‫الدولية من عائداتها‪ ،‬وذلك لكل بلد على حدة تتوفر حوله البيانات ذات الصلة في فترة الخمس سنوات املمتدة‬
‫من ‪ 2009‬إلى ‪ .2013‬ثم بعدها يتم فحص املساهمة الصافية لقطاع السياحة الدولية في اقتصادات بلدان‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي عن طريق ربط موزانة السياحة الدولية كنسبة مئوية من الناتج املحلي اإلجمالي في كل‬
‫بلد‪ .‬ويتم أيضا تقييم القطاع كمصدر لعائدات النقد األجنبي من خالل ربط عائدات السياحة الدولية في كل بلد‪،‬‬
‫كنسبة مئوية من إجمالي الصادرات السلعية في نفس الفترة‬

‫الشكل ‪ :4.3‬أفضل ‪ 10‬بلدان في منظمة التعاون اإلسالمي من حيث موازنة السياحة الدولية‬
‫(مليار ‪ $‬أمريكي في ‪)2013‬‬

‫اإلحصائيمن حي الموازنة السياحية (الموازنة بماليين ‪ $‬أمريكي في ‪)2013‬‬


‫امللحق اإلسالمي‬
‫منظمةفيالتعاون‬
‫في و أ‪4.‬‬
‫بلدان أ‪3.‬‬
‫الجدولين‬ ‫املصدر‪:‬‬
‫أفضل ‪10‬‬

‫‪2‬منظمة السياحة العاملية ‪" ،UNWTO‬إبرازات للسياحة العاملية"‪.2015 ،‬‬

‫‪14‬‬
‫السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫يعرض الشكل ‪ 4.3‬أفضل ‪ 10‬بلدان في منظمة التعاون اإلسالمي من حيث موازنة السياحة الدولية الخاصة بها‬
‫بمليارات الدوالر في عام ‪ .2013‬ومن الواضح أن غالبية هذه البلدان هي الوجهات الرئيسية للسياحة الدولية‬
‫وأيضا األكثر دخال منها في منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬ويالحظ أيضا أن موازنة السياحة الدولية في بعض دول‬
‫املنظمة تمثل نسبة عالية من عائداتها من السياحة الدولية‪ .‬وهذا األمر ينطبق على بعض البلدان مثل جزر‬
‫املالديف (‪ 89.4‬في املائة) واليمن (‪ 85.3‬في املائة) وتركيا (‪ 84.8‬في املائة) واملغرب (‪ 75.6‬في املائة) وطاجيكستان‬
‫(‪ 75.5‬في املائة) وتونس (‪ 73.1‬في املائة) وسيراليون (‪ 69.6‬في املائة)‪ .‬وقد بلغ إجمالي موازنة السياحة الدولية في‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي ‪ 23.8‬مليار دوالر في عام ‪ ،2013‬أي ما يعادل تقريبا ‪ 16.5‬في املائة من إجمالي عائدات‬
‫السياحة الدولية في منظمة التعاون اإلسالمي (تم حسابها على أساس البيانات الواردة في الجدولين أ‪ 4.‬وأ‪ 6.‬من‬
‫امللحق اإلحصائي)‪.‬‬

‫وعند دراسة الدور االقتصادي لقطاع السياحة الدولية في اقتصادات بلدان منظمة التعاون اإلسالمي من حيث‬
‫صافي مساهماتها في الناتج املحلي اإلجمالي في كل بلد‪ ،‬تعكس الصورة‪ ،‬كما هو مبين في الشكل ‪( 5.3‬يسار)‪ ،‬وضعا‬
‫مختلفا تماما‪ .‬فالدور االقتصادي لقطاع السياحة الدولية في اقتصادات بلدان املنظمة ليس تابعا لحجم أو‬
‫مستوى ثراء االقتصاد‪ .‬ومع متوسط قدره ‪ 66.7‬في املائة من الناتج املحلي اإلجمالي خالل عام ‪ 2009‬حتى عام‬
‫‪ ،2013‬تعتبر السياحة الدولية النشاط االقتصادي الرئيس ي في جزر املالديف‪ ،‬كما سجلت السياحة الدولية ‪10.9‬‬
‫في املائة من الناتج املحلي اإلجمالي في األردن‪ .‬ويبين الشكل ‪ 5.3‬أيضا أن النشاط السياحي الدولي يلعب دورا هاما‬
‫نسبيا مقارنة مع حجم االقتصاد في ‪ 9‬بلدان من منظمة التعاون اإلسالمي والتي تبلغ موازنة السياحة الدولية‬
‫الخاصة بها‪ ،‬في املتوسط‪ ،‬من ‪ 3‬إلى ما يقرب ‪ 8‬في املائة من ناتجها املحلي اإلجمالي‪ .‬وتشمل هذه املجموعة بعض‬
‫الوجهات السياحية والدول الكاسبة الرئيسية في منظمة التعاون اإلسالمي (على سبيل املثال‪ ،‬لبنان واملغرب‬
‫وتونس ومصر وماليزيا والبحرين)‪ .‬وفي املقابل‪ ،‬تم الكشف على أن النشاط السياحي الدولي ليس له دور يذكر أو‬
‫باألحرى سلبي في اقتصادات العديد من دول منظمة التعاون اإلسالمي التي تتوفر حولها البيانات‪ ،‬حيث سجلت‬
‫‪ 27‬دولة‪ ،‬في املتوسط‪ ،‬عجزا في موازنة السياحة الدولية الخاصة بها خالل الفترة املمتدة من عام ‪ 2009‬حتى عام‬
‫‪( 2013‬الجدول أ‪ 7.‬في امللحق)‪ .‬وخالل فترة ‪ ،2013-2009‬بلغت مساهمة صافي النشاط السياحي الدولي‪ ،‬في‬
‫املتوسط‪ 0.26 ،‬في املائة من مجموع الناتج املحلي اإلجمالي في دول منظمة التعاون اإلسالمي‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫الشكل ‪ :5.3‬دور السياحة الدولية في االقتصاد‬

‫إيرادات السياحة الدولية كنسبة مئوية من صادرات السلع‬


‫موازنة السياحة الدولية كنسبة مئوية من الناتج املحلي اإلجمالي‬
‫(متوسط ‪)2013-2009‬‬
‫‪66‬‬ ‫‪1103‬‬
‫جزر المالديف‬ ‫جزر المالديف‬
‫األردن‬ ‫لبنان‬
‫المغرب‬ ‫ألبانيا‬
‫غامبيا‬ ‫غامبيا‬
‫لبنان‬ ‫جزر القمر‬
‫تونس‬ ‫مالي‬
‫البحرين‬ ‫األردن‬
‫ماليزيا‬ ‫أوغندا‬
‫مصر‬ ‫المغرب‬
‫تركيا‬ ‫مصر‬
‫سوريا‬ ‫قيرغيزستان‬
‫اليمن‬ ‫سوريا‬
‫ألبانيا‬ ‫السنغال‬
‫أوغندا‬ ‫بنين‬
‫السنغال‬ ‫أفغانستان‬
‫بنين‬ ‫تركيا‬
‫سورينام‬ ‫بوركينا فاسو‬
‫سيرا ليون‬ ‫تونس‬
‫جزر القمر‬ ‫توغو‬
‫طاجيكستان‬ ‫اليمن‬
‫متوسط‬ ‫النيجر‬
‫مالي‬ ‫سورينام‬
‫أفغانستان‬ ‫متوسط‬

‫املصدر‪ :‬الجدولين أ‪ 7.‬و أ‪ 8.‬في امللحق اإلحصائي‬


‫ومع ذلك‪ ،‬عندما يتم تقييم قطاع السياحة الدولية كمصدر لعائدات النقد األجنبي من خالل ربط عائدات‬
‫السياحة الدولية في كل بلد‪ ،‬كنسبة مئوية من إجمالي صادراتها السلعية‪ ،‬يشير الشكل ‪( 5.3‬يمين) إلى أن النشاط‬
‫السياحي الدولي يلعب دورا أكثر أهمية في اقتصادات دول منظمة التعاون اإلسالمي كمصدر لعائدات النقد‬
‫األجنبي‪ .‬وخالل الفترة املمتدة بين عامي ‪ 2009‬و‪ ،2013‬السياحة الدولية أنتجت عائدات النقد األجنبي بما يقرب‪،‬‬
‫في املتوسط‪ ،‬من ‪ 11‬مرة أكثر من تلك الناتجة عن صادرات البضائع في جزر املالديف‪ .‬وفي نفس الفترة‪ ،‬بلغت‬
‫إيرادات السياحة الدولية‪ ،‬في املتوسط‪ ،‬أكثر من ‪ 180‬في املائة من إجمالي الصادرات السلعية في لبنان وأكثر من‬
‫‪ 109‬في املائة في ألبانيا وأكثر من ‪ 96‬في املائة في غامبيا وأكثر من ‪ 86‬في املائة في جزر القمر وأكثر من ‪ 80‬في املائة‬
‫في مالي وأكثر من ‪ 60‬في املائة في األردن وأوغندا وأيضا أكثر من ‪ 25‬في املائة في املغرب ومصر وقيرغيزستان وسوريا‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬بلغت إيرادات السياحة الدولية نسبة ‪ 13‬إلى ‪ 23‬في املائة من قيمة الصادرات السلعية في‬
‫السنغال وبنين وأفغانستان وتركيا وبوركينا فاسو وتونس وتوغو واليمن (الشكل ‪ .)5.3‬ومع ذلك‪ ،‬ما زالت تمثل‬
‫عائدات السياحة الدولية أقل من متوسط املنظمة الذي يبلغ ‪ 7.3‬في املائة من إجمالي صادراتها السلعية في ‪35‬‬
‫دولة في منظمة التعاون اإلسالمي (الجدول أ‪ 8.‬من امللحق)‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫‪ 3.3‬السياحة البينية داخل منظمة التعاون اإلسالمي‬


‫كما هو الحال بالنسبة لألبعاد األخرى للتكامل االقتصادي (مثل التجارة واالستثمار)‪ ،‬يمكن التجاهات السياحة‬
‫البينية في منظمة التعاون اإلسالمي أن تكون مؤشرا جيدا لتقييم مستوى التكامل االقتصادي بين دول املنظمة‪.‬‬
‫تشير مستويات أعلى من السياحة البينية داخل املنظمة سواء من حيث عدد السياح الوافدين أو عائدات‬
‫السياحة البينية داخل منظمة التعاون اإلسالمي إلى وجود تحسن في التعاون االقتصادي بين بلدان املنظمة‪.‬‬

‫الشكل ‪ :6.3‬السياحة البينية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬


‫الوافدون باملاليين‬ ‫اإليرادات بمليار ‪ $‬أمريكي‬

‫السياح البينيين الوافدين في دول المنظمة (الماليين)‬ ‫إيرادات السياحة البينية في دول المنظمة (مليار)‬
‫الحصة في مجموع الوافدين في المنظمة‬ ‫الحصة في مجموع إيرادات المنظمة‬

‫املصدر‪ :‬مشتقة من الجداول أ‪ ،3.‬أ‪ ،4.‬أ‪ 9.‬و أ‪ 10.‬في امللحق اإلحصائي‬

‫يعرض الشكل ‪ 6.3‬االتجاهات املتعلقة بالسياح الوافدين وعائدات السياحة البينية داخل منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي بين عامي ‪ 2009‬و ‪ .2013‬ووفقا للشكل ‪ ،‬بلغ عدد السياح الوافدين في عام ‪ 2009‬في إطار السياحة‬
‫البينية داخل املنظمة ‪ 48.8‬مليون سائح وافد‪ ،‬وهو ما يعادل نسبة ‪ 31.2‬في املائة من إجمالي عدد السياح‬
‫الدوليين الوافدين لدول منظمة التعاون اإلسالمي التي تتوفر حولها البيانات ذات الصلة‪ .‬وفي عام ‪ ،2010‬ومع‬
‫االنتعاش املتواضع في األسواق العاملية بعد األزمة‪ ،‬زاد عدد السياح الوافدين داخل منظمة التعاون اإلسالمي إلى‬
‫‪ 54.8‬مليون سائح‪ ،‬وهو ما يمثل زيادة بنسبة ‪ 12.8‬في املائة مقارنة بالعام السابق‪ ،‬وبلغت حصة السياح الوافدين‬
‫البينيين داخل املنظمة من مجموع عدد السياح الدوليين الوافدين في منظمة التعاون اإلسالمي نسبة ‪ 32‬في املائة‪.‬‬
‫وخالل سنة ‪ ،2011‬استمر عدد السياح الوافدين البينيين في اإلرتفاع وبلغ ‪ 58.7‬مليون وافد‪ ،‬وهو ما يعادل‬
‫حصة ‪ 34.9‬في املائة في إجمالي عدد السياح الدوليين في منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬وفي عام ‪ ،2012‬وبسبب‬
‫الصراعات في بعض بلدان املنظمة‪ ،‬الواقعة خصوصا في منطقة الشرق األوسط‪ ،‬شهد عدد الوافدين البينيين‬
‫داخل منظمة التعاون اإلسالمي تراجعا ليسجل دخول ‪ 54‬مليون سائح‪ ،‬أي ما يمثل ‪31.9‬في املائة من حصص‬

‫‪17‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫مجموع عدد السياح الدوليين في منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬وأخيرا‪ ،‬في عام ‪ 2013‬استعاد عدد السياح الوافدين‬
‫البينيين داخل منظمة التعاون اإلسالمي توازنه وارتفع إلى ‪ 60.7‬مليون وافد وهو أعلى رقم تم حسابه خالل الفترة‬
‫املمتدة بين عامي ‪ 2009‬و ‪ ،2013‬و مثل عدد السياح الوافدين البينيين داخل املنظمة خالل ‪ 2013‬حصة ‪34.8‬‬
‫في املائة من إجمالي عدد السياح الدوليين في منظمة التعاون اإلسالمي‪.‬‬

‫الشكل ‪ :7.3‬أفضل ‪ 10‬وجهات سياحية و ‪ 10‬بلدان األكثر دخال من السياحة البينية في املنظمة في ‪2013‬‬
‫(الوافدون (املاليين‬ ‫(اإليرادات (مليار ‪ $‬أمريكي‬

‫املصدر‪ :‬مشتقة من الجدولين أ‪ 9.‬و أ‪ 10.‬في امللحق اإلحصائي‬

‫ولوحظ أيضا اتجاه مماثل في حالة عائدات السياحة البينية داخل منظمة التعاون اإلسالمي كنسبة من إجمالي‬
‫عائدات السياحة الدولية في املنظمة خالل الفترة قيد النظر (الشكل ‪ .)6.3‬فقد حصل نمو قوي في الفترة ما بين‬
‫‪ 2009‬و‪ 2011‬في عائدات السياحة البينية داخل منظمة التعاون اإلسالمي بحيث ارتفعت من ‪ 37.9‬مليار دوالر‬
‫املسجلة في ‪ 2009‬إلى ‪ 48.3‬مليار دوالر في عام ‪ .2011‬وفي الفترة نفسها‪ ،‬سجلت أيضا حصة عائدات السياحة‬
‫البينية من إجمالي إيرادات منظمة التعاون اإلسالمي زيادة مهمة بحيث ارتفعت من ‪ 31.2‬في املائة إلى ‪ 34.9‬في‬
‫املائة‪ .‬وكما هو الحال بالنسبة لعدد السياح الوافدين البينيين داخل املنظمة‪ ،‬شهدت ‪ 2012‬تراجعا في عائدات‬
‫السياحة البينية أيضا ‪ ،‬بحيث انخفضت من ‪ 48.3‬مليار دوالر املسجلة عام ‪ 2011‬إلى ‪ 46.1‬مليار دوالر ‪ .‬لكن‬
‫سرعان ما شهدت هذه العائدات انتعاشا في عام ‪ 2013‬بحيث بلغت ‪ 50.1‬مليار دوالر‪ ،‬وهو ما يقابل حصة ‪34.8‬‬
‫في املائة من إجمالي عائدات السياحة الدولية في منظمة التعاون اإلسالمي‪.‬‬
‫وعلى مستوى كل بلد على حدة‪ ،‬يالحظ أن عدد السياح البينيين الوافدين داخل منظمة التعاون اإلسالمي يتمركز‬
‫في عدد قليل من البلدان‪ .‬ويعرض الشكل ‪ 7.3‬البلدان العشر في منظمة التعاون اإلسالمي األفضل أداء من حيث‬
‫عدد السياح البينيين الوافدين وأيضا عائدات السياحة البينية في عام ‪ .2013‬وفي ترتيب تنازلي‪ ،‬كانت كل من‬

‫‪18‬‬
‫السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫اململكة العربية السعودية والبحرين وتركيا وماليزيا والكويت وكازاخستان وإيران وتونس وبروناي ومصر هي أفضل‬
‫‪ 10‬وجهات للسياحة البينية في عام ‪( 2013‬الشكل ‪ ،)7.3‬فقد استقطبت هذه البلدان مجتمعة ‪ 49.7‬مليون سائح‬
‫وافد من دول منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬وهو ما يعادل نسبة ‪ 81.8‬في املائة من إجمالي عدد السياح الوافدين‬
‫البينيين في ذلك العام‪ .‬وفي ترتيب تنازلي‪ ،‬كانت اململكة العربية السعودية وتركيا وماليزيا وقطر واألردن ولبنان‬
‫واندونيسيا ومصر وكازاخستان وتونس البلدان العشر األفضل أداء من حيث مداخيل السياحة البينية داخل‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي في عام ‪ ،2013‬بحيث كسبت ‪ 31.5‬مليار دوالر‪ ،‬أي ما يعادل ‪ 62.9‬في املائة من إجمالي‬
‫إيرادات السياحة البينية‪.‬‬
‫ويالحظ أيضا أن عدد السياح الوافدين من بلدان أخرى في منظمة التعاون اإلسالمي يمثل الجزء األكبر من‬
‫مجموع السياح الدوليين في بعض دول املنظمة في عام ‪ ،2013‬مثل العراق (‪ 95.4‬في املائة) وأوزبكستان (‪ 88.8‬في‬
‫املائة) وكازاخستان (‪ 88‬في املائة) وإيران (‪ 87.8‬في املائة) وبروناي دار السالم (‪ 87.5‬في املائة) وطاجيكستان (‪87.2‬‬
‫في املائة) واململكة العربية السعودية (‪ 82.6‬في املائة) والبحرين (‪ 75.5‬في املائة) والكويت (‪ 71.6‬في املائة) وتونس‬
‫(‪ 52.5‬في املائة) (الشكل ‪( )8.3‬تم حسابها من البيانات الواردة في الجدولين أ‪ 3.‬وأ‪ 10.‬في امللحق)‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن‬
‫هذه النسبة ال تزال دون مستوى ‪ 20‬في املائة في العديد من دول املنظمة‪ .‬ومن الواضح أن عدد السياح الوافدين‬
‫البينيين داخل املنظمة يمثل نسبيا حصة أكبر من مجموع السياح الوافدين في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫التي تقع خصوصا في منطقتي الشرق األوسط وآسيا الوسطى‪..‬‬

‫الشكل ‪ :8.3‬أفضل ‪ 10‬بلدان في منظمة التعاون اإلسالمي من حيث حصة السياح البينيين‬
‫الوافدين في دول املنظمة كنسبة مئوية من إجمالي عدد السياح الوافدين في ‪2013‬‬

‫املصدر‪ :‬الجدولين أ‪ 4.‬و أ‪ 5.‬في امللحق اإلحصائي‬

‫‪19‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫و تشير هذه األرقام إلى أن مجموعة كبيرة من الناس تسافر عبر الدول املجاورة في منظمة التعاون اإلسالمي في‬
‫مناطقها ألسباب سياحية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن حيازة حصة مرتفعة للغاية من السياح الوافدين البينيين داخل منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي (في مجموع السياح الوافدين) قد يعني أن البالد تعتمد بدرجة كبيرة على السياح القادمين من‬
‫عدد قليل من البلدان التي تقع معظمها في املنطقة نفسها‪ .‬ولذلك‪ ،‬في حال وجود أي اضطراب (اجتماعي أو‬
‫ُ‬
‫سياس ي أو اقتصادي) في بلد واحد أو بين بلدين من منظمة التعاون اإلسالمي في نفس املنطقة يمكن أن يأثر بشدة‬
‫على أرقام السياحة‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬ومن أجل الحد من هذا الخطر‪ ،‬فإنه من املهم التفكير في وضع‬
‫استراتيجيات للتنويع السياحي من أجل استضافة املزيد من السياح من مختلف املناطق الجغرافية في منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي بالنسبة لبلدان املنظمة التي تعتمد بشكل كبير على عدد قليل من البلدان في قطاع السياحة‪.‬‬

‫‪ 4.3‬مالحظات ختامية وتوصيات سياسية‬


‫تتوفر الدول األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي كمجموعة على إمكانيات كبيرة لتطوير قطاع السياحة الدولية‬
‫املستدامة نظرا ملا تزخر به من ميراث طبيعي و جغرافي وتاريخي و ثقافي غني ومتنوع‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن قطاع السياحة‬
‫الدولية يمكن أن يلعب دورا هاما في التنمية االقتصادية لبلدان منظمة التعاون اإلسالمي إذا تم تخطيطه‬
‫وتنظيمه بشكل صحيح‪ ..‬وهذا األمر ال يرجع فقط إلى موارد السياحة املوجودة وتلك املمكنة‪ ،‬ولكن أيضا إلى‬
‫حقيقة أن مواطنيها يقومون بالسفر بأعداد كبيرة في جميع أنحاء العالم للعمل والترفيه وغيرها من األغراض‪ .‬ومع‬
‫ذلك‪ ،‬بالنظر إلى حصتها املتواضعة في سوق السياحة العاملية وتمركز النشاط السياحي في عدد قليل منها‪ ،‬يبدو أن‬
‫مستويات التنمية السياحية والتعاون املرغوب فيها في العديد من دول منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬وفي منطقة‬
‫املنظمة ككل‪ ،‬لم يتم تحقيقها بعد‪ .‬ولذلك‪ ،‬إن كان ذلك عامال حاسما‪ ،‬فإن املوارد السياحية الطبيعية الكامنة‬
‫في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ال يمكن‪ ،‬في حد ذاتها‪ ،‬خلق صناعة سياحية ناجحة ما لم يتم تخطيطها‬
‫وإدارتها بشكل صحيح‪.‬‬
‫وفي الواقع‪ ،‬فإن التحديات التي تواجه السياحة وتنمية قطاع السياحة الدولية املستدامة في دول منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي متنوعة بحيث أن لكل بلد مميزاته السياحية ومستواه من التنمية وأولويات وسياسات التنمية الوطنية‬
‫الخاصة به‪ .‬وفي حالة العديد من دول منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬ما زالت هذه التحديات متمثلة في نقص الدراية‬
‫التقنية وضعف النشاط الترويجي‪ .‬وعلى الرغم من الوعي واإلدراك األساس ي لألهمية االقتصادية للسياحة‬
‫باعتبارها صناعة وتأثيرها اإليجابي كمصدر محتمل لعائدات النقد والعمل األجنبي‪ ،‬إال أنه في كثير من الحاالت‬
‫هناك نقص في املعرفة السياحية ومهنيي السياحة عموما‪ .‬وغالبا ما يترافق ذلك بغياب أو ضعف ترويج الدعاية‬
‫ووسائل اإلعالم املناسبة بسبب‪ ،‬في كثير من الحاالت‪ ،‬محدودية أنظمة االتصاالت والخدمات التكنولوجية‪ .‬كما‬
‫تفتقر أيضا العديد من دول منظمة التعاون اإلسالمي للبنى التحتية الكافية والالزمة لتطوير صناعة السياحة‬
‫املستدامة‪ ،‬ومن بينها خدمات الفنادق واإلقامة والنقل واالتصاالت وخدمات املعلومات السياحية باألساس‪ .‬وهذا‬
‫يجعل من الصعب تزويد السياح باملرافق والخدمات السياحية ذات املعايير الدولية‪.‬‬
‫وتعتبر أيضا مسألة االستثمارات السياحية أمرا ذا أهمية‪ .‬ففي الوقت الذي يعد فيه االستثمار في الخدمات نشاطا‬
‫اقتصاديا قائما في البلدان املتقدمة‪ ،‬فإنه ال يزال متخلفا في كثير من البلدان النامية‪ .‬وغالبا ما يعتبر االستثمار في‬

‫‪20‬‬
‫السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫املشاريع الخدمية في معظم البلدان النامية‪ ،‬وخاصة في مجال السياحة‪ ،‬مهمة ذات مخاطر عالية‪ .‬ووفقا لذلك‪،‬‬
‫وعلى الرغم من أنها قد تتوفر على املقومات السياحية الطبيعية‪ ،‬فإنه ال يزال من الصعب للغاية بالنسبة لبعض‬
‫البلدان الفقيرة واألقل نموا في منظمة التعاون اإلسالمي الوصول إلى تمويل معقول ملشاريعها السياحية حتى و لو‬
‫تم التعامل بنجاح مع مشاكل تحديد املشاريع و التخطيط لها‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬فإن مسألة وضع استراتيجيات‬
‫وسياسات مالئمة للسياحة هي واحدة من التحديات التي تواجه العديد من دول منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬التي ال‬
‫تزال تواجه صعوبات في الوصول إلى صنع السياسات السياحية املتكاملة‪ ،‬بشكل عام‪ ،‬بسبب الصراعات‬
‫السياسية بين الدوائر الحكومية السياحية والوكاالت السياحية الخاصة‪ .‬وعادة ما تقترن هذه املسألة‪ ،‬في كثير من‬
‫الحاالت‪ ،‬مع عدم وجود إدارة فعالة واألطر التنظيمية واملؤسسية للنشاط السياحي‪.‬‬
‫والتحدي اآلخر هو عدم وجود التنويع السياحي‪ .‬فقد أظهر النشاط السياحي الدولي الحديث اتجاها متزايدا نحو‬
‫التنويع والتغيير‪ .‬وهذا يجعل من الصعب على الكثير من بلدان املنظمة مواكبة التغيير السريع واملتطلبات املعقدة‬
‫للسياح الدوليين‪ ،‬بما فيها تلك التي تتوفر على قطاع سياحي متقدم نسبيا‪ .‬وإن تحسين الظروف التي تعزز التنمية‬
‫السياحية الحديثة ليست عملية سهلة في إطار سوق السياحة الدولية ذي املستوى العالي من التنافسية وبالنظر‬
‫إلى ظهور وجهات سياحية جديدة‪ .‬وأخيرا‪ ،‬وليس آخرا‪ ،‬تتجلى املشكلة األخرى في انعدام األمن السياحي في بعض‬
‫الدول األعضاء‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬يجدر بالذكر أن سالمة السياح هي العامل األساس ي ألي صناعة سياحية‬
‫ناجحة‪ ،‬وبالتالي يجب أن تكون واحدة من األهداف األساسية الواجب مراعاتها في تخطيط وإدارة السياحة‪.‬‬
‫فمشاكل السياحة املتعلقة بالسالمة‪ ،‬سواء كانت حقيقية أو متصورة‪ ،‬تفرض أثرا سلبيا للغاية على سمعة‬
‫البلدان املضيفة‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬يتضح أن التصورات السلبية وعدم االستقرار السياس ي يلعبان دورا سلبيا في‬
‫آفاق السياحة في العديد من دول منظمة التعاون اإلسالمي‪.‬‬
‫مع ذلك‪ ،‬وعلى الرغم من كل هذه التحديات وتواضع حصة بلدان منظمة التعاون اإلسالمي في سوق السياحة‬
‫العاملية‪ ،‬مازال هناك مجال كبير لتطوير صناعة السياحة الدولية املستدامة في هذه البلدان‪ .‬وعموما‪ ،‬يتطلب‬
‫نجاح هذا األمر اعتماد استراتيجيات واضحة على املدى الطويل وكذلك خطط وبرامج متماسكة على املدى‬
‫املتوسط والقصير على املستوى الوطني والتي من شأنها أن تكون مصحوبة بعملية خلق بيئة تعاون داعمة في‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي على املستوى اإلقليمي‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬يمكن اقتراح مجموعة التوصيات التالية على‬
‫املستوى الوطني وأيضا على مستوى التعاون في منظمة التعاون اإلسالمي لتكون بمثابة خطوط عريضة للسياسات‬
‫التي يجب على الدول األعضاء تسليط الضوء عليها‪.‬‬

‫على املستو الوطي‬


‫ينبغي إقحام تعزيز التنمية السياحية املستدامة كجزء ال يتجزأ من خطط واستراتيجيات التنمية الوطنية‪ .‬وينبغي‬
‫أن تركز األهداف وبرامج العمل لتنمية السياحة على تعزيز الحوافز االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية‬
‫للسياحة‪ .‬كما يجب أن تحدد استراتيجيات تنمية السياحة املستدامة على وجه التحديد وأن توضع بالتشاور مع‬
‫القطاع الخاص والجهات املعنية األخرى في قطاع السياحة‪ .‬كما ينبغي ملشاريع واستراتيجيات التنمية السياحية‬

‫‪21‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫مراعاة واحتواء قضايا االستدامة البيئية والتخفيف من حدة الفقر‪ .‬كما يجب على الحكومات والقطاع الخاص‬
‫إيالء أهمية كبيرة لهذه القضايا‪.‬‬
‫كما ينبغي أيضا تحسين جودة وكفاءة البنى التحتية والخدمات األساسية ذات الصلة بالسياحة مثل الفنادق‬
‫والطرق واملرافق العامة والنقل واالتصاالت واملعلومات السياحية وأنظمة تأشيرة دخول البلدان استنادا إلى‬
‫املعايير الدولية لتقديم خدمات للزوار والسياح ترقى ملستوى املعايير الدولية‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬ينبغي بذل الجهود‬
‫لخلق بيئة مواتية لسالمة سفر السياح عن طريق وضع وتعزيز التدابير األمنية للصحة وسالمة الحدود‪ ،‬وخاصة‬
‫في املطارات‪ .‬ولذلك‪ ،‬ينبغي وضع برامج خاصة لبناء القدرات الوطنية في قطاع السياحة‪ ،‬وخاصة اإلدارات وأنظمة‬
‫السياحة‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬باعتبارها نشاط يرمز لحرية التنقل‪ ،‬توفر السياحة الدولية كل ش يء لكسب أعظم‬
‫تحرر ممكن للتجارة في الخدمات املتعلقة بها‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬ينبغي بذل الجهود لتعزيز أوجه التآزر بين‬
‫سياسات النقل والسياحة لتأمين تسهيل أكثر في حركات الحدود من أجل الزوار وزيادة القدرات الوطنية على‬
‫استخدام العناصر ذات الصلة في اإلطار التجاري املتعدد األطراف‪.‬‬
‫إن السياحة نوع من األعمال التجارية وأساسا مجال لنشاط القطاع الخاص‪ .‬وبالتالي‪ ،‬ينبغي بذل الجهود لتشجيع‬
‫وتعزيز مشاركة واسعة للقطاع الخاص في تطوير السياحة من خالل تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص‬
‫بهدف وضع السياسات واالستراتيجيات والقوانين املتعلقة بتنمية السياحة املستدامة‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬ينبغي‬
‫تحسين تخطيط وإدارة وتسويق منتجات سياحية جديدة ومتنوعة من خالل إدراج البرامج االجتماعية والثقافية‬
‫واألنشطة التقليدية مع إشراك املجالس املحلية‪ .‬وعلى وجه الخصوص‪ ،‬ينبغي بذل الجهود لتحسين إمكانات‬
‫السياحة البيئية‪ ،‬ليس فقط كقطاع ذو إمكانات كبيرة للتنمية االقتصادية‪ ،‬خاصة في املناطق النائية حيث تتوفر‬
‫بعض اإلمكانات األخرى‪ ،‬ولكن أيضا بوصفها أداة هامة للمحافظة على البيئة الطبيعية‪.‬‬
‫ومن أجل املساعدة في تغيير تصورات الناس حول السياحة وزيادة وعيهم حول الفرص والتحديات التي تكمن‬
‫فيها‪ ،‬ينبغي تعزيز التعليم املوجه للسياحة وتطويره‪ .‬وينبغي أن يصاحب ذلك استخدام فعال لوسائل اإلعالم‬
‫وسائر التسهيالت الترويجية من أجل الدعاية والترويج لنقاط الجذب واملوارد السياحية املتاحة‪ .‬وفي هذا‬
‫السياق‪ ،‬ينبغي توفير برامج التدريب على الجوانب املختلفة للسياحة من قبل سلطات السياحة الوطنية‪ ،‬ال سيما‬
‫لألشخاص واملوظفين املعنيين مباشرة باألنشطة السياحية‪ .‬وينبغي أن تشمل هذه البرامج مجموعة واسعة من‬
‫املواضيع مثل تعلم اللغات األجنبية وتقنيات األعمال والسياحة اإللكترونية واآلثار البيئية واالجتماعية والثقافية‬
‫للسياحة والتاريخ والثروات النباتية والحيوانية الوطنية‪ ،‬وما إلى ذلك من األمور‪ .‬ولتسهيل تلك البرامج‪ ،‬يجب‬
‫اتخاذ إجراءات لتزويد املجالس املحلية بالدعم املالي والتقني وتطوير قدرات تنظيم املشاريع واملهارات اإلدارية‪،‬‬
‫وخاصة في املشاريع السياحية الصغيرة واملتوسطة الحجم (‪ ،)SMEs‬من أجل تحسين القدرة التنافسية للمنتجات‬
‫والخدمات السياحية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫السياحة الدولية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫على مستو التعاون في منظمة التعاون اإلسالمي‬


‫ينبغي وضع برامج مشتركة ومواد ترويجية للسياحة في البلدان األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬مثل البرامج‬
‫التلفزية والنشرات وامللصقات والكتيبات اإلرشادية وجعلها في متناول الدول األعضاء‪ ،‬وكذلك للبلدان األخرى في‬
‫جميع أنحاء العالم من أجل تعزيز التراث الثقافي والتنوع ومعالم دول منظمة التعاون اإلسالمي على املستويين‬
‫اإلقليمي والدولي‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬ينبغي وضع األساليب العلمية في التسويق السياحي املشترك واإلعالن بدعم‬
‫من األدوات التي يكون لها تأثير كبير على املستهلكين مثل اإلنترنت‪ .‬وكمثال مقترح حول هذه األدوات‪ ،‬يمكن خلق‬
‫دليل منظمة التعاون اإلسالمي على اإلنترنيت للسياحة بهدف تزويد جميع الجهات الفاعلة في القطاع السياحي‬
‫بمعلومات شاملة ومحدثة عن الفرص السياحية في البلدان األعضاء في املنظمة للمساعدة في زيادة األنشطة‬
‫السياحية البينية داخلها‪ .‬وللقيام بذلك‪ ،‬يمكن لتجربة دليل االتحاد األوروبي على اإلنترنيت "دعم االتحاد األوروبي‬
‫للشركات السياحية ووجهات السياح" أن تكون مثاال مفيدا‪.‬‬
‫كما ينبغي أيضا تشجيع إقامة تحالفات بين مختلف الفاعلين في مجال السياحة في دول منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وخاصة بين هيئات الترويج السياحي الرسمية‪ ،‬بهدف تعزيز التسويق السياحي والتعاون على املستوى‬
‫دون اإلقليمي وكذلك على املستوى اإلقليمي ملنظمة التعاون اإلسالمي ككل‪ .‬وينبغي كذلك تيسير خلق خطوط‬
‫للنقل الجوي والبري والبحري والسكك الحديدية من أجل تسهيل التنقل من مكان آلخر داخل منطقة منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬ينبغي بذل الجهود بهدف إنشاء تحالف منظمة التعاون اإلسالمي فيما بين‬
‫شركات الطيران في دول املنظمة لتوفير رحالت مباشرة بين عواصمها ومدنها الكبرى‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬ينبغي‬
‫تبسيط تأشيرة السياحة وإجراءات أخرى للسفر القانوني واإلداري بهدف تخفيف دخول وحركة السياح بين دول‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬وبالتالي تعزيز السياحة البينية داخل املنظمة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬ينبغي بذل الجهود‬
‫لوضع إطار قانوني في اتجاه إبرام اتفاق بشأن ترتيبات التأشيرات بين دول املنظمة بما في ذلك إمكانية إصدار‬
‫تأشيرة إلكترونية أو مشتركة‪.‬‬
‫وأخيرا‪ ،‬وليس آخرا‪ ،‬ينبغي بذل الجهود لتعزيز وتشجيع استثمارات املشروع املشتركة العامة و‪/‬أو الخاصة في‬
‫املشاريع السياحية من خالل تقديم التسهيالت الخاصة واملعاملة التفضيلية للمستثمرين من دول منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي‪ .‬وينبغي أيضا وضع وتنظيم برامج التدريب‪/‬التدريب املنهي املشتركة حول مختلف جوانب صناعة‬
‫السياحة من قبل مؤسسات التدريب ذات الصلة في دول منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬كما ينبغي إنشاء روابط أو‬
‫شبكات بين مؤسسات التدريب السياحي في البلدان األعضاء لتسهيل تبادل الخبراء واألبحاث حول التنمية‬
‫السياحية‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫‪ 4‬اتجاهات جديدة في قطاع السياحة‪ :‬السياحة اإلسالمية في‬


‫بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫على مدى العقدين املاضيين‪ ،‬شهد سوق نمط الحياة اإلسالمية نموا مستمرا بحيث أصبحت املنتجات و‬
‫الخدمات املتوافقة مع الشريعة اإلسالمية (مثل الطعام الحالل والسياحة اإلسالمية والتمويل اإلسالمي) عنصرا‬
‫مهما في االقتصاد العالمي‪ .‬وبوجود وعي متزايد وانتشار أكبر للسياح املسلمين‪ ،‬بدأ العديد من املستثمرين في‬
‫صناعة السياحة بتقديم منتجات وخدمات خاصة وضعت وصممت وفقا ملبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬وذلك لتلبية‬
‫احتياجات ومتطلبات هؤالء السياح‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬وعلى الرغم من االهتمام الكبير الذي حضيت به في جميع أنحاء‬
‫العالم‪ ،‬تبقى السياحة اإلسالمية مفهوما جديدا نسبيا سواء على املستوى النظري أو العملي للسياحة‪ .‬وليس من‬
‫املستغرب أن يظل النشاط السياحي اإلسالمي متمركزا بشكل كبير في الدول ذات األغلبية املسلمة في منظمة‬
‫التعاون اإلسالمي‪ ،‬والتي هي حاليا أسواق املصادر الرئيسية لنفقات السياحة اإلسالمية والوجهات األكثر شعبية‪.‬‬
‫كما أن السياحة اإلسالمية هي إمكانية طبيعية لهذه البلدان بحيث تتوفر غالبيتها على البنية األساسية والبيئة‬
‫الالزمة لتلبية االحتياجات املحددة للسياح املسلمين‪ ،‬ما يجعلها تتمتع بميزة تفضيلية مقارنة باآلخرين‪ .‬وبالتالي‪،‬‬
‫فمن املعقول أن نعتقد أنه يمكن للسياحة اإلسالمية أن تلعب دورا حيويا في تنشيط التنمية اإلقتصادية والنمو‬
‫االقتصادي‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬نشر الرخاء في جميع أنحاء دول منظمة التعاون اإلسالمي ‪.‬إذا تم تخطيطها وإدارتها بشكل‬
‫صحيح‪.‬‬
‫وعلى أساس هذه الخلفية‪ ،‬يهدف هذا القسم إلى مناقشة تعاريف و أبعاد السياحة اإلسالمية من منطلق نظري‬
‫صريح من خالل التدقيق في أدبيات السياحة ومراجعة نشوء ووضعية صناعة السياحة اإلسالمية في العالم‬
‫بشكل عام وفي دول منظمة التعاون اإلسالمي على وجه الخصوص عن طريق تحليل أحدث املعلومات‬
‫واإلحصاءات املتاحة‪ .‬ويناقش هذا القسم الفرعي أيضا بشكل وجيز أبرز التحديات والفرص لتطوير السياحة‬
‫اإلسالمية في بلدان املنظمة‪ .‬وفي النهاية‪ ،‬تم إدراج توصيات محددة متعلقة بالسياسات ألخذها بعين اإلعتبار من‬
‫طرف بلدان منظمة التعاون اإلسالمي سواء على املستوى الوطني أو مستوى التعاون في املنظمة وأيضا الفاعلين‬
‫الرئيسيين في صناعة السياحة‪.‬‬

‫‪ 1.4‬السياحة اإلسالمية و مكوناتها‬


‫اإلسالم و السياحة‬
‫يحث القرآن الكريم على السفر والترحال ‪ ،‬فقد أمرنا هللا عز وجل بأن نسير في األرض ونأخذ العبر من‬
‫اّلل عَ َ َٰلْ‬ ‫ف بَدَ أْأ الخَل َْق ُمْث م ُْ‬
‫اّلل يُن ِش ُْئ النمشأأَْة ال آ ِخ َرَْة ا مْن م َْ‬ ‫ْ فَان ُظ ُروا َكي َ ْ‬
‫خلقهمصداقا لقوله تعالى‪" :‬قُلْ ِس ُريوا ِ ْف أالْر ِ ْ‬
‫ِ‬
‫ك ََشءْ قَ ِديرْ"ْ(سورة العنكبوت‪ ،‬اآلية‪ .)20 :‬ومن املعلوم أن للوازع الديني أثر بالغ على أنشطة املسلمين في حياتهم‬ ‫ُ ُِْ‬
‫ّ‬
‫اليومية في حلهم وترحالهم‪ ،‬وهذا عامل يتدخل في اختيار وجهة ألغراض تقديرية وطبيعة األنشطة املزمع القيام‬

‫‪24‬‬
‫السياحة اإلسالمية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫بها في هذه الوجهة (جعفري و سكوت‪ .)2014 ،‬يعترف اإلسالم بحق الناس في االنتقال من مكان إلى آخر ويشجعهم‬
‫على السفر ألغراض املنفعة بما في ذلك الحج والعمرة والصحة والدواء والتعليم والعمل والتجارة والترفيه واملرح‪.‬‬
‫ومع ذلك‪ ،‬ينبغي الحذر عند تفسير كلمات مثل "املرح" و "الترفيه" ما دام املسلمون مجبرون على السعي وراء املرح‬
‫والترفيه فقط في حدود ما يتطابق مع الشريعة اإلسالمية (سعد وآخرون‪ .)2010 ،‬ولذلك‪ ،‬في هذا السياق‪،‬‬
‫السياسة السياحية وأهداف التنمية وإدارة وتشغيل هذه الصناعة سيتأثر إلى حد كبير باملبادئ اإلسالمية‬
‫(سكوت وجعفري‪.)2010 ،‬‬

‫السياحة اإلسالمية‪ :‬التعاريف واألبعاد‬


‫كما هو واضح من اإلسم‪ ،‬تستهدف السياحة اإلسالمية باألساس األشخاص ذوي املعتقدات اإلسالمية على وجه‬
‫الخصوص‪ ،‬على الرغم من أنه يمكن أن تستهدف أيضا كل األشخاص على الصعيد العالمي حتى من غير‬
‫املسلمين وذلك لعدة أسباب مثل التسعير العادل والسالم واألمن والبيئة الودية لألسرة والنظافة وما إلى ذلك‪.‬‬
‫وقد تعددت املصطلحات املستخدمة للداللة على مفهوم السياحة اإلسالمية سواء في النظرية واملمارسة‬
‫السياحية‪ ،‬فنجد مصطلحات من قبيل السياحة الحالل و سياحة الشريعة والسياحة الودية للمسلم األكثر‬
‫شيوعا والتي تستخدم مكان السياحة اإلسالمية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن هذه املصطلحات كلها ال تعكس تعريفا مفهوما‬
‫عامليا (كريسانت ريتينغ‪ .)2015 ،‬وعالوة على ذلك‪ ،‬هناك بعض املصطلحات ذات الصلة مثل "الضيافة الحالل" و‬
‫"الفنادق املتوافقة مع أحكام الشريعة اإلسالمية" و "السفر الودي للحالل" بشأن الخدمات في هذا القطاع‪.‬‬

‫النافذة ‪ :1‬مكونات السياحة اإلسالمية الرئيسية‬


‫الفنادق الحالل‪ :‬تشمل بعض املؤشرات الرئيسية للفندق اإلسالمي ما يلي‪ :‬عدم تقديم الكحول ولعب القمار وما إلى‬
‫ذلك؛ الطعام الحالل فقط؛ القرآن وسجادات الصالة وبوصلة تشير إلى اتجاه مكة املكرمة في كل غرفة؛ األسرة‬
‫واملراحيض موضوعة بشكل يتعارض مع اتجاه مكة؛ غرف للصالة؛ ألبسة محافظة للموظفين؛ تمويل إسالمي؛ مرافق‬
‫ترفيهية للرجال والنساء منفصلة عن بعضها‪.‬‬
‫النقل الحالل (الخطوط الجوية)‪ :‬تشمل املؤشرات الرئيسية للنقل الحالل ما يلي‪ :‬النظافة؛ املشروبات غير الكحولية‬
‫واملنشورات التي هي متسقة مع اإلسالم‪.‬‬
‫منشآت الطعام الحالل‪ :‬األطعمة التي تقدم في مطعم يجب أن تكون حالال‪ ،‬كما يجب ذبح جميع الحيوانات وفقا‬
‫ملبادئ الشريعة اإلسالمية؛ ويجب أيضا عدم تقديم أية مشروبات كحولية في املكان‪.‬‬
‫حزم الجوالت الحالل‪ :‬يجب أن يستند محتوى حزم الجوالت السياحية على موضوع إسالمي‪ ،‬وتشمل البرامج السياحية‬
‫اإلسالمية زيارات إلى املساجد واآلثار اإلسالمية وتعزيز الحدث خالل شهر رمضان‪.‬‬
‫التمويل الحالل‪ :‬يجب على املوارد املالية الخاصة بالفندق واملطعم ووكاالت السفر وشركات الطيران أن تكون متسقة‬
‫مع مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬يتطلب التمويل اإلسالمي املشاركة في تقاسم الربح والخسارة بين جميع‬
‫األطراف التي تشارك في هذا املشروع املالي‪ .‬كما يحظر التمويل اإلسالمي أيضا الفائدة‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬مقتبس من أكيول وكيلينج‪.2014 ،‬‬

‫‪25‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫ال تختلف السياحة اإلسالمية في مكوناتها الرئيسية عن مكونات السياحة التقليدية مثل الفنادق واملطاعم والنقل‬
‫واإلمداد والتمويل وحزم السفر‪ .‬ومع ذلك فإن تقييم قيمة املنتجات السياحية في حالة السياحة اإلسالمية‬
‫تنطوي على عملية مختلفة تماما بسبب متطلبات اإلسالم‪ .‬وتسمى هذه املتطلبات مبادئ الشريعة اإلسالمية وفي‬
‫أبسط مستوى‪ ،‬هذه املبادئ "تحظر الزنا والقمار واستهالك لحوم الخنازير وغيرها من األطعمة الحرام وبيع أو‬
‫شرب الخمور وارتداء املالبس غير الالئقة"‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك‪ ،‬يتوقع من املسلم النموذجي أن يقيم الصلوات‬
‫العادية في بيئات نظيفة والصوم في رمضان‪ .‬وفي التعاليم اإلسالمية‪ ،‬يتوقع أيضا من املسلمين االمتناع عن‬
‫االستهالك والتبذير غير الضروريين‪.‬‬
‫من حيث املبادئ‪ ،‬فإن الهدف الرئيس ي للسياحة اإلسالمية هو إرضاء السياح الذين يبحثون عن الوجهة التي‬
‫يمكنها تلبية احتياجاتهم دون التعرض ألي شكل من أشكال اإلهانة‪ .‬كما تشمل أيضا جميع املنتوجات والخدمات‬
‫ذات الصلة بالسياحة والتي تم تصميمها وإنتاجها وعرضها على السوق وفقا للشريعة اإلسالمية (حمزة وآخرون‪،‬‬
‫‪ .)2012‬فغالبا ما يسافر السياح املسلمون مع أفراد األسرة‪ ،‬وبالتالي فإن هذا املفهوم يحوم حول احتياجات سفر‬
‫السياح املسلمين الذين يسعون في الغالب إلى بيئة مريحة لألسرة (دينار ستاندرد‪ .)2015 ،‬ويتم تصنيف جميع‬
‫الوجهات التي توفر الخدمات واملرافق التي تلبي على األقل البعض من االحتياجات الدينية للزوار املسلمين تحت‬
‫"وجهات ودية للمسلم" (كريسانت ريتينغ‪ .)2015 ،‬وفي هذه الوجهات‪ ،‬يمكن للسياح الشعور باألمن واألمان و‬
‫االستمتاع باألنشطة الحالل التي ترتكز على األسرة والتمتع بوقت جيد دون قلق‪ .‬وقد يبدو األمر جيدا للغاية حتى‬
‫يكون صحيحا‪ ،‬ولكن هناك العديد من مثل هذه األماكن في كل من الوجهات املسلمة و غير املسلمة‪.‬‬
‫ويمكن أن يكون دافع املسلمين للمشاركة في النشاط السياحي عاما (على سبيل املثال‪ ،‬ممارسة األعمال التجارية‬
‫وزيارة األصدقاء أو األقارب)أو السعي إلى تحقيق األهداف واألنشطة الشخصية األخرى (على سبيل املثال‪ ،‬التعليم‬
‫والتسوق) أو املتعة و‪/‬أو دوافع إسالمية محددة (على سبيل املثال‪ ،‬نشر رسالة اإلسالم والقيم والثقافة اإلسالمية‬
‫وعبادة هللا (من خالل الحج والعمرة) وتعزيز أواصر صلة الرحم وما إلى ذلك‪ .‬ومعظم الدوافع العامة شائعة بين‬
‫املسلمين وغير املسلمين‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن بعض دوافع السياحة التي تثير املتعة واإلسراف بشكل محض غير مقبولة‬
‫وفقا للعقيدة اإلسالمية‪ ،‬وهذه الدوافع يمكن اعتبارها غير إسالمية أو حرام (دومان‪.)2011 ،‬‬
‫وهناك أيضا تنوع كبير في الوعي واعتماد ممارسات إسالمية مختلفة من طرف املسافر املسلم‪ ،‬فيعمد عدد كبير‬
‫من السياح املسلمين إلى السفر إلى وجهات عاملية غير إسالمية مثل أوروبا والتكيف مع أي قيود من خالل السعي‬
‫وراء بدائل الطعام الحالل‪ ،‬فضال عن االعتبارات الدينية األخرى مثل فضاءات الصالة وما إلى ذلك‪ .‬وفي الوقت‬
‫نفسه‪ ،‬هناك أيضا شريحة كبيرة تسافر على املستوى العالمي سعيا وراء الخيارات التي ترض ي اعتباراتهم الدينية‬
‫(طومسون رويترز ودينار ستاندارد‪ .)2015 ،‬وحسب دراسة استقصائية عاملية أجريت بالتشارك بين دينار‬
‫ستاندرد و كريسانت ريتينغ )‪ ،(CrescentRating‬فإن الطعام الحالل والسعر اإلجمالي والتجربة املالئمة للمسلم‬
‫أمور مصنفة بين أفضل ‪ 3‬احتياجات سوق السياحة اإلسالمية (الشكل ‪ .)1.4‬وفي الوقت الذي تبحث فيه شريحة‬
‫كبيرة من السياح املسلمين عن هذه الخدمات‪ ،‬فإن عدد قليل جدا من الفنادق وشركات الطيران والوجهات‬
‫السياحية هي التي تحاول فعال تلبية مطالبهم‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫السياحة اإلسالمية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫وبطبيعة الحال‪ ،‬عند وضع استراتيجية ملعالجة سوق السياحة اإلسالمية‪ ،‬يتعين على جميع الفاعلين الرئيسيين‬
‫مثل الوجهات والفنادق واملنتجعات وشركات الطيران ووكاالت السفر النظر إلى حجم تدفق الزوار املسلمين إلى‬
‫وجهتهم‪ .‬كما يتعين عليها أيضا النظر في االحتياجات املتعلقة باملعتقدات التي ستعمل على تلبيتها‪ .‬فاالحتياجات‬
‫األساسية مثل الطعام الحالل وعدم تقديم الكحول و توفير فضاءات الصالة وإقامة رمضان هي أمور ال بد منها‬
‫بالنسبة للبلدان ذات األغلبية املسلمة‪ .‬ومن بين الخيارات اإلضافية أيضا توفير فضاءات خاصة "بالنساء فقط"‬
‫وأيضا توفير جوالت التراث اإلسالمي باإلضافة إلى أمور أخرى (دينار ستاندرد‪.)2015 ،‬‬

‫الشكل ‪ :1.4‬العوامل الرئيسية املؤثرة على قرار السياح املسلمين عند السفر للترفيه‬

‫الطعام الحالل‬
‫السعر العام‬
‫تجربة مالئمة للمسلم‬
‫استرخاء‬
‫فندق‪/‬تجربة اإلقامة بمنتجع‬
‫اختيار الوجهة‬
‫المغامرة‬
‫تجربة تناول الطعام‬
‫صفقة السفر الجوي والفندق‬
‫تجربة السفر الجوي‬
‫جميع الردود األخرى‬

‫املصدر‪ :‬دينار ستاندارد‪2015 ،‬‬

‫‪27‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫النافذة ‪ :2‬املفاهيم العامة للسياحة اإلسالمية‬


‫املفهوم االقتصادي‪ :‬يركز املفهوم االقتصادي للسياحة اإلسالمية على إدراج أسواق ووجهات سياحية جديدة‪ .‬وهذا‬
‫املفهوم هو األكثر عرضة للنقاش والفهم على نطاق واسع في البلدان اإلسالمية وغير اإلسالمية‪ .‬فيعتبر الفاعلون‬
‫الرئيسيون في السياحة أن الدول اإلسالمية كواحدة من األسواق السياحية الناشئة التي تتوفر على إمكانات اقتصادية‬
‫وديموغرافية ووجهات ضخمة‪ .‬وهناك العديد من املحافل اإلقليمية والدولية مثل املؤتمر اإلسالمي لوزراء السياحة‬
‫)‪(ICMT‬واملجلس العربي لوزراء السياحة )‪ (ACMT‬املعنية بتوضيح األبعاد االقتصادية لسوق السياحة اإلسالمية‪ .‬فقد‬
‫قدم االجتماع الثالث ل ‪ ICMT‬رؤية جديدة في هذا الصدد من خالل اعتماد "إعالن الرياض"‪ ،‬الذي يهدف إلى تسهيل‬
‫التأشيرة وتعزيز االستثمار السياحي داخل منظمة التعاون اإلسالمي وتنظيم الفعاليات التسويقية املشتركة وتسهيل‬
‫إحياء التراث الثقافي اإلسالمي‪.‬‬
‫املفهوم الثقافي‪ :‬يتضمن املفهوم الثقافي للسياحة اإلسالمية الرؤى واألفكار التي تحدد إدراج املواقع الثقافية الدينية‬
‫واإلسالمية في البرامج السياحية مع عناصر "تربوية" وبناء الثقة بالنفس‪ .‬وتتجلى غايته في تشجيع إعادة التوجيه داخل‬
‫الوجهات السياحية من املواقع األقل استهالكا والغنية ب "الثقافة الغربية" نحو املواقع اإلسالمية التاريخية والدينية‬
‫والثقافية‪.‬‬
‫مفهوم املحافظة الدينية‪ :‬يستند مفهوم املحافظة الدينية للسياحة اإلسالمية على التفسير والفهم املحافظ لإلسالم‪.‬‬
‫فيمكن لدمج عناصر نمط الحياة اإلسالمية املحافظة للغاية بصناعة السياحة الحديثة تقديم خيارات وفضاءات‬
‫ومجاالت سياحية جديدة‪ .‬ومن أجل سوق سياحية بينية محافظة متنامية داخل بالد العرب واملسلمين‪ ،‬فإن تنفيذ‬
‫مفهوم املحافظة الدينية في التخطيط السياحي كخيار إضافي وكإدراج في التيار السياحي املوجود يمكن بالفعل أن يكون‬
‫له أثر اقتصادي واجتماعي إيجابي‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬مقتبس من الحمارنة وشتاينر‪.2004 ،‬‬

‫‪ 2.4‬وضع السياحة اإلسالمية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬


‫السياحة اإلسالمية ظاهرة حديثة في في مجال صناعة السياحة العاملية سواء من الناحية النظرية أو العملية‪.‬‬
‫وعادة ما ارتبطت السياحة اإلسالمية بالحج والعمرة فقط‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬في اآلونة األخيرة كان هناك تدفق للمنتجات‬
‫والخدمات املصممة خصيصا لتلبية احتياجات قطاعات األعمال والترفيه ذات الصلة بالسياح املسلمين في جميع‬
‫أنحاء العالم‪ .‬وقد شهد سوق السياحة اإلسالمية نموا سريعا على مدى السنوات املاضية‪ ،‬وبرز كواحد من أسرع‬
‫القطاعات نموا في سوق السياحة العاملية‪ .‬ووفقا ألحدث التقديرات‪ ،‬فقد ازداد سوق السياحة اإلسالمية‬
‫(باستثناء نفقات الحج والعمرة من ‪ 20‬إلى ‪ 25‬مليار دوالر) من ‪ 80‬مليار دوالر في ‪ 2006‬إلى ‪ 145‬مليار دوالر في عام‬
‫‪ ،2014‬وهو ما يمثل زيادة مؤثرة بنسبة ‪ 81‬في املائة (كريسانت ريتينغ‪ .) 2015 ،‬وعلى الرغم من تسجيل هذا‬
‫النمو على مر السنين‪ ،‬ظلت السياحة اإلسالمية كسوق ناشئة مع ‪ 108‬ماليين من املسافرين املسلمين‪ ،‬وهو ما‬
‫يمثل ‪ 10‬إلى ‪ 12‬في املائة من قطاع السياحة العاملية‪ .‬وحاليا‪ ،‬بمعدل نمو سنوي قدره ‪ 4.8‬في املائة‪ ،‬ينمو سوق‬

‫‪28‬‬
‫السياحة اإلسالمية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫السياحة اإلسالمية بوتيرة أسرع من سوق السياحة العاملية‪ ،‬التي سجلت معدل نمو بلغ ‪ 3.8‬في املائة في عام‬
‫‪ .2013‬وشريطة النمو املتسارع املحتمل في السكان املسلمين واآلفاق االقتصادية اإليجابية بالنسبة للكثير من‬
‫الدول ذات األغلبية املسلمة‪ ،‬فإنه من املتوقع لسوق السياحة اإلسالمية أن تصل إلى ‪ 200‬مليار دوالر مع ‪150‬‬
‫مليون سائح بحلول نهاية عام ‪( 2020‬كريسانت ريتينغ‪.)2015 ،‬‬
‫ويعكس االنهيار اإلقليمي لسوق السياحة اإلسالمية العاملية على أنها متمركز بشكل كبير في منطقة الشرق األوسط‬
‫وشمال أفريقيا (الشكل ‪ .)2.4‬فقد شكلت منطقة الشرق األوسط وشمال أفريقيا خالل عام ‪ 2013‬نصف إجمالي‬
‫نفقات السياحة الصادرة عن السياح املسلمين‪ .‬وفي املناطق األخرى‪ ،‬مثلت كل من أوروبا وآسيا الوسطى ثاني أكبر‬
‫حصة بنسبة ‪ 25‬في املائة تلتها منطقة شرق آسيا واملحيط الهادئ (‪ 12‬في املائة) وأفريقيا جنوب الصحراء (‪ 6‬في‬
‫املائة)‪.‬‬

‫الشكل ‪ :2.4‬التوزيع اإلقليمي لسوق السياحة اإلسالمية‪2013 ،‬‬

‫شرق آسيا والمحيط الهادئ‬

‫أوروبا وآسيا الوسطى‬

‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا ‪-‬‬


‫دول مجلس التعاون الخليجي‬

‫الشرق األوسط وشمال أفريقيا ‪-‬‬


‫دول أخرى‬

‫شمال أمريكا‬

‫جنوب آسيا‬

‫أفريقيا جنوب الصحراء‬

‫‪2015‬‬ ‫المصدر‪ :‬تومسون رويترز ودينار ستاندارد‪ ،‬إصدارات ‪ 2013‬و‬

‫األسواق الرئيسية مصدر السياحة اإلسالمية‬


‫إن البلدان ‪ 57‬األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي هي السوق الرئيسية التي تشكل مصدرا لصناعة السياحة‬
‫اإلسالمية العاملية‪ .‬ووفقا ألحدث التقديرات‪ ،‬فإن أكثر من ثالثة أرباع (‪ 78‬في املائة) من مجموع ‪ 1.62‬مليار مسلم‬
‫يقيمون في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬ومع نفقات سياحية تقدر بأكثر من ‪ 100‬مليار دوالر‪ ،‬تمثل هذه الدول‬
‫نحو ‪ 82‬في املائة من إجمالي نفقات سفر املسلمين خالل فترة ‪ .2014-2013‬ومع ذلك‪ ،‬فإن السياح املسلمين‬
‫ونفقات السياحة ظلت موزعة بالتساوي في جميع أنحاء دول منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬ومما ال يثير الدهشة‪،‬‬

‫‪29‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫ظلت بلدان املنظمة الغنية باملوارد في منطقة الشرق األوسط هي األسواق الرئيسية التي تشكل مصدرا للسياحة‬
‫اإلسالمية‪ .‬ومن بين هذه البلدان‪ ،‬برز أعضاء مجلس التعاون الخليجي )‪ (GCC‬كأفضل البلدان أداء بحصة مقنعة‬
‫بلغت نسبة ‪ 37‬في املائة من نفقات سفر املسلمين العاملية‪ .‬ومن الجدير بالذكر أن دول مجلس التعاون الخليجي‬
‫تمثل فقط ‪ 3‬في املئة من السكان املسلمين في العالم (دينار ستاندرد وكريسانت ريتينغ ‪.)2012‬‬
‫وفي الوقت الراهن‪ ،‬تنتشر أفضل ‪ 20‬سوق رئيسية مصدر لصناعة السياحة اإلسالمية العاملية في القارات األربع‬
‫وتمثل أكثر من ثالثة أرباع (‪ 76‬في املائة) من سوق السياحة اإلسالمية العاملية في فترة ‪ .2014-2013‬وفي الواقع‪،‬‬
‫تتمركز أفضل األسواق التي تشكل مصدرافي الدول ذات األغلبية املسلمة في منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬وكما هو‬
‫مبين في الجدول ‪ ،1.4‬فإن ‪ 14‬من بين أفضل ‪ 20‬سوق هي بلدان في منظمة التعاون اإلسالمي في حين أن ستة منها‬
‫هي دول ذات األقلية املسلمة من أوروبا وأمريكا‪.‬‬
‫واحتلت اململكة العربية السعودية املرتبة األولى بمبلغ ‪ 17.8‬مليار دوالر من نفقات السياحة اإلسالمية تلتها كل من‬
‫إيران (‪ 14.3‬مليار دوالر) واإلمارات العربية املتحدة (‪ 11.2‬مليار دوالر) وقطر (‪ 7.8‬مليار دوالر) والكويت (‪ 7.7‬مليار‬
‫دوالر) وإندونيسيا (‪ 7.5‬مليار دوالر) ثم ماليزيا (‪ 5.7‬مليار دوالر)‪ .‬وشكلت هذه األسواق املصدر السبعة أكثر من‬
‫نصف إجمالي نفقات السياحة اإلسالمية‪ .‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬شكلت روسيا من بين األسواق املصدر الست ذات‬
‫األقلية املسلمة أكبر حصة بلغت ‪ 5.4‬مليار دوالر من نفقات السياحة اإلسالمية تلتها كل من أملانيا (‪ 3.6‬مليار‬
‫دوالر) واململكة املتحدة (‪ 2.4‬مليار دوالر) وسنغافورة (‪ 2.3‬مليار دوالر) وفرنسا (‪ 2.3‬مليار دوالر) ثم الواليات‬
‫املتحدة (‪ 2.0‬مليار دوالر)‪ .‬وكمجموعة‪ ،‬شكلت هذه الدول نحو ‪ 12‬في املائة من إجمالي نفقات سياحة املسلمين‬
‫خالل فترة ‪.2014-2013‬‬

‫الجدول ‪ :1.4‬أفضل ‪ 20‬سوق مصدر للسياحة اإلسالمية‪2014-2013 ،‬‬

‫الحجم‬ ‫الحجم‬
‫البلد‬ ‫الترتيب‬ ‫البلد‬ ‫الترتيب‬
‫(مليار دوالر(‬ ‫(مليار دوالر(‬
‫‪3.6‬‬ ‫أملانيا‬ ‫‪11‬‬ ‫‪17.8‬‬ ‫اململكة العربية السعودية‬ ‫‪1‬‬
‫‪2.8‬‬ ‫مصر‬ ‫‪12‬‬ ‫‪14.3‬‬ ‫إيران‬ ‫‪2‬‬
‫‪2.4‬‬ ‫أذربيجان‬ ‫‪13‬‬ ‫‪11.2‬‬ ‫اإلمارات العربية املتحدة‬ ‫‪3‬‬
‫‪2.4‬‬ ‫اململكة املتحدة‬ ‫‪14‬‬ ‫‪7.8‬‬ ‫قطر‬ ‫‪4‬‬
‫‪2.3‬‬ ‫سنغافورة‬ ‫‪15‬‬ ‫‪7.7‬‬ ‫الكويت‬ ‫‪5‬‬
‫‪2.3‬‬ ‫فرنسا‬ ‫‪16‬‬ ‫‪7.5‬‬ ‫أندونيسيا‬ ‫‪6‬‬
‫‪2.2‬‬ ‫العراق‬ ‫‪17‬‬ ‫‪5.7‬‬ ‫ماليزيا‬ ‫‪7‬‬
‫‪2‬‬ ‫الواليات املتحدة‬ ‫‪18‬‬ ‫‪5.4‬‬ ‫روسيا‬ ‫‪8‬‬
‫‪2‬‬ ‫املغرب‬ ‫‪19‬‬ ‫‪4.5‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪9‬‬
‫‪1.9‬‬ ‫لبنان‬ ‫‪20‬‬ ‫‪4.4‬‬ ‫نيجيريا‬ ‫‪10‬‬
‫المصدر‪ :‬تومسون رويترز ودينار ستاندارد‬

‫‪30‬‬
‫السياحة اإلسالمية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫الوجهات الرئيسية للسياحية اإلسالمية‬


‫تحتل منطقة أوروبا مركز الريادة في سوق السياحة العامليةمن حيث عدد الوافدين‪ .‬وعلى املستوى القطري‪،‬‬
‫تتصدر فرنسا قائمة الوجهات األكثر استقطابا للسياح‪ ،‬تليها كل من الواليات املتحدة األمريكية وإسبانيا والصين‪.‬‬
‫وضمن دول منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬تصنف كل من تركيا وماليزيا من بين أفضل الوجهات السياحية العاملية‪.‬‬
‫وعلى مستوى منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬تركيا هي سوق السياحة األكثر استقطابا متبوعة بكل من ماليزيا‬
‫والسعودية واملغرب واإلمارات العربية املتحدة‪.‬‬
‫وتستند تصنيفات أفضل وجهات السياح املذكورة أعاله إلى حد كبير على معايير السياحة التقليدية دون إيالء‬
‫االعتبار الواجب للمتطلبات األساسية للسياحة اإلسالمية‪ .‬وعلى مر السنين‪ ،‬أطلقت العديد من املؤسسات‬
‫مبادرات رامية إلى وضع معايير خاصة لتقييم أداء وجهات السياحة فيما يتعلق باالمتثال ملتطلبات السياحة‬
‫اإلسالمية وتصنيفها وفقا لذلك‪ .‬وواحدة من املبادرات ااألولى واألكثر شهرة هي املؤشر العالمي للسفر اإلسالمي‬
‫لبطاقة ماستر‪ -‬كريسانت ريتينغ )‪. (GMTI‬‬
‫ويتكون مؤشر ‪ GMTI‬من العديد من العوامل التي تشكل تجربة السياح املسلمين في وجهة ما‪ .‬وكما هو مبين في‬
‫الشكل ‪ ،3.4‬ينظر هذا املؤشر إلى تسعة معايير ضمن ثالثة مجاالت لوجهة ما‪ ،‬بحيث يتم إعطاء كل منطقة وزن‬
‫خاص وفقا ألهميتها ذات الصلة‪ .‬وفي ‪ GMTI‬لعام ‪ ،2015‬تم إسناد ‪ 40‬في املائة من الوزن لكل من املنطقة ‪1‬‬
‫واملنطقة ‪ 2‬في حين أن املنطقة ‪ 3‬مثلت ‪ 20‬في املائة من نتيجة مؤشر وجهة ما‪ .‬وعموما‪ ،‬تم دراسة ‪ 110‬دولة و‬
‫تصنيفها في إطار ‪ GMTI‬لعام ‪ .2015‬وشكلت أفضل ‪ 100‬دولة‪ ،‬والتي تشمل ‪ 29‬دولة من منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي‪ ،‬أكثر من ‪ 95‬في املائة من إجمالي سوق السياحة اإلسالمية في عام ‪.2014‬‬

‫‪31‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫الشكل ‪ :3.4‬بنية املؤشر العاملي لسفر املسلمين )‪(GMTI‬‬

‫المعيار ‪ :1‬عدد السياح الوافدين المسلمين‬

‫المنطفة ‪1‬‬ ‫المعيار ‪ :2‬وجهات قضاء العطل المالئمة لألسرة‬


‫وجهة سياحية مالئمة و آمنة لألسرة‬

‫المعيار ‪ :3‬بيئة سفر آمنة‬

‫المعيار ‪ :4‬خيارات تناول الطعام وضمان األطعمة الحالل‬

‫المعيار ‪ :5‬سهولة الوصول إلى أماكن الصالة‬


‫‪GMTI‬‬ ‫المنطقة ‪2‬‬
‫‪2015‬‬ ‫وجهة توفر خدمات ومرافق مالئمة للمسلم‬
‫المعيار ‪ :6‬خدمات ومرافق المطار‬

‫المعيار ‪ :7‬خيارات اإلقامة‬

‫المعيار ‪ :8‬الوعي بخصوص سوق السفر اإلسالمي والوصول‬


‫المنطقة ‪3‬‬
‫الوعي بالخدمات الحالل والوصول إليها للمسلمين من طرف الوجهة‬
‫السياحية‬
‫المعيار ‪ :9‬سهولة التواصل‬

‫املصدر‪ :‬ماستر كارد وكريسانت ريتينغ‪2015 ،‬‬

‫وفقا لنتائج املؤشر العالمي للسفر اإلسالمي لسنة ‪ ،2015‬تصدرت ماليزيا ترتيب املؤشر بنتيجة تراكمية بلغت‬
‫‪ ،83.3‬تبعتها تركيا بنتيجة ‪ 73.8‬واإلمارات العربية املتحدة بنتيجة ‪( 72.1‬الجدول ‪ ،2.4‬يسار)‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬تسعة‬
‫من أفضل عشر وجهات سياحية إسالمية عاملية هي أعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي‪ .‬وبالنظر إلى أن دول‬
‫املنظمة لديها ميزة نسبية ترجع أساسا إلى املرافق والخدمات الودية للمسلمين املوجودة افتراضيا‪ ،‬فإن األمر ليس‬
‫مفاجئا‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬هناك حاجة ماسة إلى سياسات وتدابير استباقية في دول منظمة التعاون اإلسالمي لالستفادة‬
‫من البيئة السياحية املتماشية مع اإلسالم املتوفرة وتحويل ميزتها النسبية إلى ميزة تنافسية‪ .‬ففي الواقع‪ ،‬تعاني‬
‫معظم دول منظمة التعاون اإلسالمي من نقص في االحتياجات األساسية واإلستراتيجيات املتماسكة للرفع من‬
‫جاذبيتها إلى أقص ى حد للسياح املسلمين (ماستر كارد وتقييم كريسانت رايتينغ‪.)2015 ،‬‬
‫وفي املقابل‪ ،‬حققت العديد من البلدان ذات األقلية املسلمة تقدما كبيرا في تلبية احتياجات ومتطلبات السياح‬
‫املسلمين‪ .‬ومن بين هذه الدول سنغافورة وتايالند واململكة املتحدة وجنوب أفريقيا وفرنسا وهي أفضل ‪ 5‬وجهات‬
‫سياحية إسالمية غير منتمية ملنظمة التعاون اإلسالمي (الجدول ‪ ،2.4‬يمين)‪ .‬ومع ‪ 65.1‬كنتيجة تراكمية‪ ،‬نالت‬
‫سنغافورة تصنيفا أفضل حتى من الوجهات األكثر استقطابا للسياح في منظمة التعاون اإلسالمي مثل املغرب‬

‫‪32‬‬
‫السياحة اإلسالمية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫وبروناي‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬تتميز معظم هذه الوجهات السياحية اإلسالمية غير املنتمية ملنظمة التعاون اإلسالمي‬
‫األفضل ببنية تحتية ومنتجات سياحية ممتازة‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬فهي في بعض األحيان تحتاج لتغيرات طفيفة جدا في‬
‫استراتيجياتها لتلبية احتياجات السياح املسلمين (ماستر كارد وكريسانت ريتينغ‪.)2015 ،‬‬

‫الجدول ‪ :2.4‬أفضل ‪ 10‬وجهات للسياحة اإلسالمية في منظمة التعاون اإلسالمي والدول غير األعضاء في‬
‫املنظمة‬

‫وجهات غير منتمية‬ ‫وجهات‬ ‫الترتيب حسب‬


‫الترتيب حسب‬ ‫النتيجة‬
‫النتيجة‬ ‫‪GMTI 2015‬‬
‫لمنظمة التعاون اإلسالمي‬ ‫‪GMTI 2015‬‬ ‫منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫‪65.1‬‬ ‫سنغافورة‬ ‫‪9‬‬ ‫‪83.8‬‬ ‫ماليزيا‬ ‫‪1‬‬


‫‪59.2‬‬ ‫تايالند‬ ‫‪20‬‬ ‫‪73.8‬‬ ‫تركيا‬ ‫‪2‬‬
‫‪55‬‬ ‫المملكة المتحدة‬ ‫‪25‬‬ ‫‪72.1‬‬ ‫اإلمارات العربية المتحدة‬ ‫‪3‬‬
‫‪51.1‬‬ ‫جنوب أفريقيا‬ ‫‪30‬‬ ‫‪71.3‬‬ ‫المملكة العربية السعودية‬ ‫‪4‬‬
‫‪48.2‬‬ ‫فرنسا‬ ‫‪31‬‬ ‫‪68.2‬‬ ‫قطر‬ ‫‪5‬‬
‫‪47.5‬‬ ‫بلجيكا‬ ‫‪32‬‬ ‫‪67.5‬‬ ‫أندونيسيا‬ ‫‪6‬‬
‫‪47.5‬‬ ‫هونج كونج‬ ‫‪33‬‬ ‫‪66.7‬‬ ‫سلطنة عمان‬ ‫‪7‬‬
‫‪47.3‬‬ ‫الواليات المتحدة األمريكية‬ ‫‪34‬‬ ‫‪66.4‬‬ ‫األردن‬ ‫‪8‬‬
‫‪46.5‬‬ ‫إسبانيا‬ ‫‪35‬‬ ‫‪64.4‬‬ ‫المغرب‬ ‫‪10‬‬
‫‪46.2‬‬ ‫تايوان‬ ‫‪36‬‬ ‫‪64.3‬‬ ‫بروناي‬ ‫‪11‬‬

‫املصدر‪ :‬ماستر كارد وكريسانت ريتينغ‪2015 ،‬‬

‫‪ 3.4‬تحديات وفرص السياحة اإلسالمية‬


‫السياحة اإلسالمية هي ظاهرة حديثة جدا‪ .‬وعلى الرغم من كل التطورات اإليجابية‪ ،‬فإن سوق السياحة‬
‫اإلسالمية ال تزال مجزأة بتنوع معنى مصطلح حالل ومستوى الدخل ومستوى الوعي واملوقع والدين والعرق‪ .‬وهذه‬
‫هي بعض العقبات الرئيسية التي تواجهها دول منظمة التعاون اإلسالمي في تعزيز نشاطها في السياحة اإلسالمية ‪.‬‬
‫وفيما يلي بعض التحديات الخاصة التي تحد من تنمية السياحة اإلسالمية في دول املنظمة ومن الفرص املتاحة‬
‫أمامها لتطوير سوق السياحة اإلسالمية‪.‬‬

‫التحديات‬
‫عدم وجود معايير وشهادات عاملية موحدة‪ :‬ال توجد أية معايير وشهادات عاملية موحدة تخص الحالل في‬
‫الصناعة السياحية‪ .‬وفي الواقع‪ ،‬ليس هناك هيئة رسمية في معظم بلدان منظمة التعاون اإلسالمي على املستوى‬
‫الوطني للمصادقة على الفنادق والوجهات وفقا للمتطلبات اإلسالمية‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬هناك شركة خاصة‬
‫مقرها في سنغافورة واسمها كريسانت ريتينغ وهي رائدة في تقديم شهادة السفر الودي الحالل عبر تصنيف‬
‫الفنادق‪/‬املنتجعات بناء على خمسة معايير كريسانت ريتينغ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫القيود املالية‪ :‬باعتبارها أحد األقسام الناشئة الجديدة في صناعة السياحة العاملية‪ ،‬لم تتلق السياحة اإلسالمية‬
‫موارد مالية كافية‪ ،‬وربما سيدفع تزايد قصص النجاح املستثمرين إليالء االهتمام الواجب لهذا القسم الناش ئ‬
‫من خالل النظر في إمكاناته وحجم سوقه املتزايدة ‪.‬‬
‫النوع االجتماعي‪ :‬في كثير من البلدان ذات األغلبية املسلمة‪ ،‬يعتبر تشغيل اإلناث في القطاع السياحي مشكلة‬
‫ألسباب اجتماعية وثقافية مختلفة‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬ال يسمح للنساء بالسفر في غياب محرم في بعض البلدان‬
‫اإلسالمية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬فإن نسبة كبيرة من السكان املسلمين في العالم هي افتراضيا خارج نطاق سوق السياحة‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫اختالفات في تأثير القيم واملعتقدات اإلسالمية‪ :‬هناك اختالفات كبيرة بين دول منظمة التعاون اإلسالمي بشأن‬
‫فهم وتأثير القيم واملعتقدات اإلسالمية‪ .‬وتنعكس هذه االختالفات املوجودة أيضا في سياساتها لتنمية قطاعها‬
‫السياحي‪ .‬ففي الوقت الذي تتعامل بعض دول منظمة التعاون اإلسالمي بأريحية وترحيب تجاه السياح‪ ،‬تبقى‬
‫بعضها أكثر تحفظا وأقل اهتماما‪.‬‬

‫الفرص‬
‫املقومات السياحية اإلسالمية من أجل النمو االقتصادي‪ :‬بما أن العديد من دول منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫تتوفر بالفعل على البنية التحتية والبيئة األساسية من أجل تلبية متطلبات السياح املسلمين‪ ،‬فبإمكانها أن‬
‫تستفيد أكثر من سوق السياحة اإلسالمية‪ .‬ولذلك‪ ،‬فإن تطوير السياحة اإلسالمية يمكنه أن يلعب دورا حيويا في‬
‫النمو والرخاء االقتصادي في هذه البلدان ‪.‬‬
‫املنتجات السياحية املبتكرة‪ :‬هناك فرص لبلدان منظمة التعاون اإلسالمي لحزم الحج وتجارب السفر الدينية‬
‫التقليدية مع األنشطة املتعلقة بالثقافة والتراث لتحضير حزم سياحية فريدة ومبتكرة‪ .‬وبالنسبة للوجهات التي‬
‫تتوفر على املواقع التراثية واإلسالمية‪ ،‬فإن هناك فرصة متزايدة لتطوير وتسويق إمكاناتها من خالل تصميم برامج‬
‫سياحية ثقافية مالئمة للمسلم‪.‬‬
‫وسائل اإلعالم االجتماعية‪ :‬يوفر اإلنترنت ووسائل اإلعالم االجتماعية منصة اتصال هامة لتقديم وتحديد‬
‫وتسويق العالمات التجارية واملنتجات والخدمات الخاصة بالسياحة اإلسالمية لجمهور أوسع‪.‬‬

‫‪ 4.4‬مالحظات ختامية وتوصيات متعلقة بالسياسات‬


‫هناك تقارب في املصالح الدينية والسياسية واالقتصادية واالجتماعية والثقافية املشتركة التي تحوم اآلن حول‬
‫مفهوم السياحة اإلسالمية‪/‬الحالل‪ ،‬وكل ما يحتمله من معنى‪ .‬كما أن هناك مستوى متزايد من الوعي حول‬
‫اإلمكانات االجتماعية واالقتصادية والثقافية للسياحة اإلسالمية في أعلى درجات صنع السياسات‪ .‬وفي الواقع‪،‬‬
‫تشكل السياحة جانبا مهما من جدول أعمال التنمية في منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬وعلى مر السنين تم تنظيم‬
‫العديد من املؤتمرات واملنتديات بما في ذلك ثمانية مؤتمرات وزارية لتسليط الضوء على القضايا والتحديات‬
‫الكبرى التي تواجه تطوير السياحة في دول منظمة التعاون اإلسالمي وصياغة اإلجراءات السياسية للتصدي لهذه‬

‫‪34‬‬
‫السياحة اإلسالمية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫التحديات‪ .‬كما اكتسبت تنمية السياحة اإلسالمية أيضا أهمية أكبر في جدول أعمال منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫بحيث تم تنظيم املنتدى الدولي األول للمنظمة حول السياحة اإلسالمية في جاكرتا‪ ،‬إندونسيا في ‪ 3-2‬يونيو ‪.2014‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬وفي ضوء املناقشة في هذا الباب‪ ،‬يمكن تقديم بعض التوصيات املتعلقة بالسياسة العامة ليتم‬
‫النظر فيها من طرف بلدان منظمة التعاون اإلسالمي على املستويين الوطني والتعاون في املنظمة وأيضا الفاعلين‬
‫الرئيسيين في صناعة السياحة‪.‬‬

‫على املستويين الوطي والتعاون في منظمة التعاون اإلسالمي‬


‫تنسي السياسات واملبادئ التوجيهية‪ :‬هناك حاجة للعمل على خلق نماذج وإيجاد الطرق والوسائل لتنسيق‬
‫السياسات واملبادئ التوجيهية للسياحة اإلسالمية من أجل تعزيز تنمية السياحة اإلسالمية وتعاون أفضل بين‬
‫دول منظمة التعاون اإلسالمي ‪.‬‬
‫تبادل الخبرات والتجارب لتطوير السياحة اإلسالمية‪ :‬هناك ضمن دول منظمة التعاون اإلسالميبعض األمثلة‬
‫للوجهات اإلسالمية الناجحة مثل ماليزيا وتركيا واإلمارات العربية املتحدة‪ .‬لذلك ينبغي بذل الجهود لتيسير نقل‬
‫املعرفة وتبادل الخبرات بين أسواق السياحة اإلسالمية الناشئة وأفضل البلدان من حيث األداء‪.‬‬
‫التعاون من أجل صنع صورة إيجابية‪ :‬السالم واألمن هما العنصرين األكثر أهمية للتنمية السياحية‪ .‬وبسبب‬
‫عدم االستقرار السياس ي والصراعات األهلية في بعض بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬هناك عموما نظرة سلبية‬
‫لهذه البلدان في وسائل إعالم عاملية‪ .‬وعالوة على ذلك‪ ،‬فإن ظاهرة اإلسالموفوبيا هي أيضا في ارتفاع في جميع‬
‫أنحاء العالم‪ .‬وهناك حاجة للعمل املشترك والتعاون على مستوى املنظمة ملواجهة الدعاية اإلعالمية السلبية‬
‫ومعالجة ظاهرة اإلسالموفوبيا املتنامية من خالل إبراز القيم الثقافية و الدينية وإسهامات املسلمين في التاريخ‬
‫والثقافة والعمارة والفن‪ .‬وهذا لن يساعد فقط على بناء صورة إيجابية ولكن أيضا على تمهيد الطريق لتنمية‬
‫السياحة اإلسالمية‪.‬‬
‫تنظيم الفعاليات السياحية اإلسالمية‪ :‬هناك حاجة ملؤتمرات خاصة وورشات أعمال و منتديات على املستوى‬
‫الوطني ومستوى منظمة التعاون اإلسالمي لتقديم وإعالن املنتجات والخدمات ذات الصلة بالسياحة اإلسالمية‪.‬‬
‫وعالوة على ذلك‪ ،‬ينبغي أيضا تنظيم مناسبات لجمع الفاعلين الرئيسيين في سوق السياحة اإلسالمية لتبادل‬
‫الخبرات وأفضل املمارسات وطرح األفكار حول السياسات واالستراتيجيات املستقبلية املشتركة‪.‬‬
‫استخدام وسائل اإلعالم‪ :‬يمكن لوسائل اإلعالم أن تلعب دورا هاما في تعزيز ونشر األنشطة السياحية‬
‫اإلسالمية‪ .‬وتحقيقا لهذه الغاية‪ ،‬ينبغي لدول منظمة التعاون اإلسالمي التفكير في إنشاء قنواة فضائية متخصصة‬
‫ونشر طبعات خاصة من مجالت السياحة اإلسالمية املشهورة اإلسالمية وإطالق حمالت على نطاق واسع في‬
‫وسائل التواصل اإلجتماعي‪.‬‬
‫تصميم استراتيجيات وخطط رئيسية طويلة األجل لتطوير سوق السياحة اإلسالمية‪ :‬نظرا لكونها مصدر‬
‫األسواق واملستفيدة الرئيسية من السياحة اإلسالمية‪ ،‬ينبغي لدول منظمة التعاون اإلسالمي تطوير استراتيجيات‬

‫‪35‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫طويلة األجل شاملة تستند على األدلة لتطوير قطاع السياحة اإلسالمية املستدامة على املستوى الوطني وعلى‬
‫مستوى منظمة التعاون اإلسالمي‪.‬‬

‫على املستو الصناعي‬


‫ضمان الحالل‪ :‬اتخاذ التدابير الالزمة لضمان أن تكون جميع املنتجات والخدمات املقدمة للسائح الواعي بالحالل‬
‫موافقة ملبادئ الشريعة اإلسالمية ‪.‬‬
‫تدريب املوظفين‪ :‬تدريب وتثقيف وإعالم املوظفين واملرشدين حول القيم والتعاليم واملبادئ اإلسالمية‪.‬‬
‫تسهيل الوصول‪ :‬إعداد خرائط مطبوعة أو تطوير تطبيقات تشير إلى مواقع املساجد أو مرافق الصالة واملطاعم‬
‫ذات األغذية الحالل والخدمات األخرى ذات الصلة؛‬
‫إيالء اإلهتمام للتنوع‪ :‬يتعين على مسوقي الوجهات السياحية تحديد وتناول الثقافة اإلسالمية لجنسيات مختلفة‬
‫لتكون قادرة على تصميم الحزم التي تلبي احتياجاتهم الخاصة‪.‬‬
‫إدارة اإلقامة املالئمة‪ :‬ترتيب اإلقامة وفقا الحتياجات املسلم مثل تجهيز كل غرفة بمؤشر يدل على اتجاه القبلة‬
‫وتوفير سجادات الصالة وتسهيل صالة الجماعة ‪.‬‬
‫معلومات عن الطعام الحالل‪ :‬يجب أن يكون هناك اطالع جيد حول أماكن األغذية الحالل باعتبارها واحدة من‬
‫أهم اإلهتمامات بالنسبة لغالبية املسافرين املسلمين‪ .‬ويجب الحصول على الشهادات املناسبة لألغذية الحالل ‪.‬‬
‫توفير مراف خاصة بالجنسين‪ :‬ترتيب مرافق ترفيه منفصلة للنساء والرجال مثل أحواض السباحة واملنتجعات‪.‬‬
‫اللباس املناسب للموظفين‪ :‬تطوير زي مناسب ملوظفي الخدمة في الفنادق وغيرها من مراكز الخدمات السياحية‪.‬‬
‫استراتيجيات التسوي املناسبة‪ :‬وضع وتطبيق استراتيجية التسويق املناسبة وفقا للتعاليم واألخالق اإلسالمية‬
‫إلعالن وترويج املنتجات والخدمات السياحية اإلسالمية‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫السياحة اإلسالمية في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫النافذة ‪ :3‬إبرازات أهم األسواق السياحية اإلسالمية‬


‫ماليزيا‬
‫تتصدر ماليزيا ترتيب ‪ GMTI‬بفارق كبير عن بقية البلدان‪ ،‬و هذا بفضاللقاعدة الكبيرة للمسافرين املسلمين الوافدين‬
‫املتعلقة بحجمها ونظامها االيكولوجي الودي للحالل واملستوى العالي من الوعي والترويج للسياحةاإلسالمية ‪ .‬تعتبر السياحة‬
‫اإلسالمية جزء كبير من االقتصاد املاليزي وقد أنشأت إدارة التنمية اإلسالمية في ماليزيا اإلسالمية للترويج لها‪ .‬وتستقطب‬
‫ماليزيا معظم السياح من الصين ودول آسيا واملحيط الهادئ األخرى‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الحكومة توسع بقوة رقعة البلدان‬
‫املصدرة للسياح عن طريق تخفيف القيود على تأشيرات الدخول بالنسبة للعديد من دول منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫واستهداف سوق الشرق األوسط وشمال أفريقيا على أساس مكانتها باعتبارها وجهة غريبة وفي نفس الوقت "مالئمة‬
‫لإلنسان املسلم"‪ ،‬مع عرض موثوق للطعام الحالل فضال عن الترفيه والبيئة املالئمة لألسرة‪ .‬ومن بين أبرز الفاعلين في‬
‫السياحة اإلسالمية في ماليزيا‪:‬‬
‫وهي شركة عاملية‬ ‫‪ Sdn Bhd - LSG Sky Chefs‬إبراهيم هي شركة فرعية تملكها باإلشتراك مع‬
‫لخدمات تزويد األغذية الحالل وشركة الخطوط الجوية املاليزية التي تضمن مرافق املطبخ على متن الطائرة‪ .‬ويخططون‬
‫أيضا لتقديم الدعم الفني ملزودي الطعام األجانب على متن الطائرات في الصين والشرق األوسط للمصادقة على مطابخ‬
‫الطائرات كخدمة حالل‪.‬‬
‫ستار كروز )‪ (Star Cruise‬تجدد وتشغل السفن السياحية إليواء مطعم حالل لجذب املزيد من السياح املسلمين من‬
‫ماليزيا وإندونسيا والشرق األوسط‪ .‬ونال املطعم شهادة الحالل املعتمدة من قبل ‪ ،JAKIM‬الهيئة املاليزية الرسمية التي‬
‫توفر شهادة الحالل‪ .‬وفي عام ‪ ،2013‬أعلنت ‪ JAKIM‬زيادة بنسبة ‪ 39‬في املائة في طلبات الحصول على شهادات الحالل‬
‫للفنادق واملنشآت الغذائية ‪.‬‬
‫وكأفضل وجهة للمسافرين املسلمين‪ ،‬عملت ماليزيا بجد لتصبح مركزا سياحيا طبيا‪ .‬وفي الوقت الراهن‪ ،‬يأتي معظم‬
‫السياح الطبيين من إندونسيا والشرق األوسط وشمال أفريقيا‪ .‬وفي املستشفيات‪ ،‬غالبا ما تتلقى النساء املريضات العالج‬
‫على يد طبيبات كما يوجد هناك مرافق للصالة‪.‬‬
‫تركيا‬
‫تعتبر تركيا غنية جدا باإلمكانيات السياحية‪ ،‬فموقعها الجغرافي ومناخها والطبيعة املتعددة الثقافات لتركيبتها السكانية‬
‫والتاريخ املتنوع جعلها واحدة من الوجهات األكثر جاذبية في العالم‪ .‬وحاليا‪ ،‬تحتل املرتبة الثانية من حيث الوجهات األكثر‬
‫شهرة للسياح املسلمينكما أن سوق السياحة اإلسالمية املالئمة للعائالت تنمو بسرعة في تركيا مع الطلب القوي على‬
‫السفر الداخلي والوارد‪.‬‬
‫كما أن الخطوط الجوية التركية تنمو بسرعة في محاولة لتصبح مركزا للنقل يخدم أوروبا وأفريقيا والشرق األوسط وآسيا‪.‬‬
‫ومن حيث الطعام الحالل‪ ،‬تقر خطوط الطيران على موقعها اإللكتروني أن جميع الوجبات التي تقدم في رحالتهم تتوافق‬
‫مع املعتقدات اإلسالمية‪ .‬واملطار املركز للخطوط الجوية التركية‪ ،‬مطار أتاتورك الدولي في اسطنبول هو أحد أسرع املطارات‬
‫نموا في العالم‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬يتم تلبية االحتياجات اإلسالمية األساسية إلى حد كبير في املطار‪.‬‬
‫والعديد من الفنادق في تركيا توفر العطالت املحافظة التي تستهدف السكان املسلمين األثرياء والورعين‪ .‬ومن بين هذه‬
‫الفنادق‪ ،‬فندق بيرا هو أكثرها شهرة‪ .‬كما يوفر فندق سلطان بيتش عددا كبيرا من الخدمات املالئمة لتعاليم اإلسالم مثل‬
‫الطعام الحالل و أحواض سباحة منفصلة للنساء ومرافق الصالة وحظر على املشروبات الكحولية‪ .‬ويحتوي فندق بيرا في‬
‫أالنيا على جو مفتوح وحوض سباحة للسيدات فقط في الطابق العلوي الذي يخضع لحراسة دقيقة عند الدخول‬
‫واملصاعد املؤدية إلى الحوض هي لإلناث فقط وال يسمح استعمال الهواتف املزودة بكاميرات وال دخول األوالد الذين تزيد‬
‫أعمارهم عن ستة سنوات‪ .‬وعلى الشاطئ‪ ،‬يطلب من النساء ارتداء مالبس محتشمة واملايوه اإلسالمي الكامل هو فقط‬
‫موضع الترحيب‪ .‬ويتضمن املنتجع العديد من الخدمات الودية للعائلة مثل أحواض سباحة لألطفال وما إلى ذلك‪ .‬وتحتوي‬
‫جميع الغرف على قرآن و سجادة صالة ومسبحة ومؤشر القبلة وأجهزة العرض الرقمية في املصاعد واللوبي تشير ألوقات‬
‫الصالة الدقيقة وهناك مسجد في الفندق‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫اإلمارات العربية املتحدة‬


‫اإلمارات العربية املتحدة هي واحدة من أسرع الوجهات السياحية نموا للسياحة اإلسالمية‪ .‬وبناء على تراثها اإلسالمي‬
‫وموقعها االستراتيجي‪ ،‬تسجل اإلمارات العربية املتحدة نسب عالية في نظمها االيكولوجية املالئمة لتعاليم لإلسالم والتوعية‬
‫وتشجيع السياحة للمسافرين املسلمين‪.‬‬
‫وتعمل هيئة أبو ظبي للسياحة والثقافة مع شركات السفر لتعزيز حزم السياحة التراثية اإلسالمية‪ .‬وقد تم اختيار الشارقة‬
‫عاصمة للسياحة العربية لعام ‪ 2015‬ويتوقع منها تنظيم قمة للسياحة اإلسالمية بحلول نهاية عام ‪ .2015‬ومن خالل هذه‬
‫القمة‪ ،‬تهدف أيضا إلى تعزيز التعاون بين الدول األعضاء في منظمة التعاون اإلسالمي في قطاع السفر‪ .‬كما تواصل دبي‬
‫الترويج لها لجذب املسافرين من خالل ترويج إمكاناتها الحالل وكذلك كوجهة تسوق ودية للعائلة‪.‬‬
‫تلقت خطوط طيران اإلمارات جائزة "أفضل شركة طيران في العالم" من مؤسسة سكاي تراكس في عام ‪ .2013‬وقد أعلنت‬
‫خطوط طيران اإلمارات عن خطط لزيادة أسطولها من ‪ 200‬طائرة بنسبة ‪ 25‬في املئة على مدى أربع سنوات‪ .‬من حيث‬
‫الودية املتعلقة باملسلمين‪ ،‬جميع الوجبات على رحالت طيران اإلمارات هي حالل‪ .‬واملطار الذي يعتبر مركزا لخطوط طيران‬
‫اإلمارات‪ ،‬مطار دبي الدولي‪ ،‬هو ثاني أسرع مطار نموا في العالم‪ .‬وفي املطار هناك غرف للصالة منفصلة متاحة للرجال‬
‫والنساء مع مرافق مدمجة للوضوء وهناك ترتيبات ألداء صالة الجمعة في مقر املطار‪.‬‬
‫كما أن مجموعة فنادق وشقق الجوهرة هي مؤسسة ودية للمسلمين في دولة اإلمارات العربية املتحدة‪ .‬فإن جميع الفنادق‬
‫هي خالية من الكحول ولها حوض سباحة منفصل للنساء إلى جانب صالة ألعاب رياضية منفصلة‪ .‬وجميع املوظفات هن‬
‫مطالبات بارتداء الحجاب‪ .‬كما أن الفنادق تقدم خدمة جرس إنذار لصالة الفجر وتقدم جدوال مطبوعا ألوقات الصالة‪.‬‬
‫والقنوات التلفزيونية هي أيضا ودية لألسرة‪.‬‬
‫وتهدف دولة اإلمارات العربية املتحدة لبدء شهادات الحالل بالنسبة لصناعة السفر والسياحة وهي قريبة من إنهاء العمل‬
‫على تحديد قوانين للمصادقة على املنتجات الحالل‪ ،‬بما في ذلك الغذاء والسفر واملالبس ومستحضرات التجميل‬
‫واملستحضرات الصيدالنية ووسائل اإلعالم والفن‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬تومسون رويترز ودينار ستاندارد‪a2015 ،2015 ،2013 ،‬؛ دومان‪2011 ،‬‬

‫‪38‬‬
‫الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتنمية قطاع السياحة في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫‪ 5‬دور الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتنمية قطاع‬


‫السياحة في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‬
‫كما هو الحال في أي من قطاعات اإلقتصاد األخرى‪ ،‬فإن تطوير قطاع السياحة املستدامة من خالل تعزيز جودة‬
‫وقدرة الوجهات السياحية التنافسية على املدى الطويل يتطلب مشاركة فعالة ومنسقة لكل من القطاعين العام‬
‫والخاص‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن الوضع يشير إلى أن هذين القطاعين يعمالن بشكل مستقل وال سيما في البلدان النامية‬
‫في معظم األحيان‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬أثبتت التجربة أنه إذا تآزرت هاتين القوتين معا لتطوير قطاع السياحة‪ ،‬فإن‬
‫أسية‪ .‬والطريقة لتحقيق ذلك هي شراكات فعالة بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬ ‫القيمة يمكن أن تكون ّ‬

‫وفي ضوء هذا املفهوم‪ ،‬يلخص هذا القسم بإيجاز بعض املفاهيم األساسية ذات الصلة بالشراكات بين القطاعين‬
‫العام والخاص ويقدم ملحة عامة عن مجاالت الشراكة بين القطاعين العام والخاص‪ .‬كما يسرد أيضا عوامل‬
‫املنافع واملخاطر املرتبطة بالشراكات بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬خاصة في قطاع السياحة ويقدم بعض األمثلة‬
‫من تجارب بعض دول منظمة التعاون اإلسالمي في الشراكات بين القطاعين العام والخاص في قطاع السياحة‪.‬‬

‫الشراكات بين القطاعين العام والخاص )‪(PPPs‬‬ ‫‪1.5‬‬


‫على مدى العقود القليلة املاضية‪ ،‬شهدت صناعة السياحة توسعا وتنوعا مستمرا لتصبح واحدة من أكبر وأسرع‬
‫القطاعات االقتصادية نموا في العالم‪ .‬وقد فتح عدد دائم التزايد من الوجهات السياحية في جميع أنحاء العالم‬
‫واستثمر في مجال السياحة لتتحول السياحة إلى محرك أساس ي للتقدم االجتماعي واالقتصادي من خالل عائدات‬
‫التصدير وخلق فرص العمل واملقاوالت وتطوير البنية التحتية‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬مازال الطريق طويال‪ ،‬وال سيما في‬
‫البلدان ذات الدخل املنخفض من حيث التنمية القطاعية‪ .‬وعلى الرغم من الظروف األولية املواتية للغاية فيما‬
‫يتعلق بجذب السياح‪ ،‬فإن العديد من املشاريع املربحة التي يمكن أن تسهم في تطوير القطاع والبالد تبقى غير‬
‫محققة بسبب عدم كفاية االستثمار‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى‪ ،‬هناك اهتمام متزايد بالتعاون بين القطاعين العام والخاص لتعزيز التنمية في بلد معين‪.‬‬
‫وتنطوي الشراكة بين القطاعين العام والخاص )‪ (PPP‬على التعاون بين القطاعين العام والخاص لتحقيق هدف‬
‫طويل األجل‪ ،‬عادة ملشروع البنية التحتية االجتماعية واالقتصادية الذي من شأنه أن يؤدي إلى تطوير منطقة أو‬
‫إقليم ما‪ .‬وفي املمارسة العملية‪ ،‬تستخدم اتفاقات هذه الشراكة أساسا لتمويل بناء وتشغيل املستشفيات‬
‫واملدارس والطرق وشبكات السكك الحديدية واملطارات‪ .‬وحيث أن تطوير قطاع السياحة يتطلب عادة قدرا كبيرا‬
‫من االستثمارات األولية‪ ،‬فإنه يمكن اقتراح الشراكة بين القطاعين العام والخاص كنموذج قابل للتطبيق لتمويل‬
‫املشاريع السياحية بحيث يتم تمويل وتشغيل املشاريع السياحية من خالل شراكة بين الوحدات الحكومية‬
‫ومؤسسات القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫يمكن للشراكات بين القطاعين العام والخاص أن تكون جاذبة لكل من الحكومة والقطاع الخاص‪ .‬بالنسبة‬
‫للحكومة‪ ،‬يمكن للتمويل من القطاع الخاص دعم زيادة االستثمار في البنية التحتية دون إضافة فورية لالقتراض‬
‫والدين الحكومي‪ ،‬ويمكن أن تكون مصدرا لإليرادات الحكومية‪ .‬وفي الوقت نفسه‪ ،‬يمكن إلدارة أفضل في القطاع‬
‫الخاص وقدرته على االبتكار أن تؤدي إلى زيادة الكفاءة وتقديم خدمات ذات أفضل نوعية وتكلفة أقل‪ .‬وبالنسبة‬
‫للقطاع الخاص‪ ،‬فإن الشراكة بين القطاعين العام والخاص تقدم فرص أعمال في املناطق التي كانت في كثير من‬
‫الحاالت مستبعدة سابقا وكذلك توسع في املنتجات والخدمات تتجاوز قدرتها الحالية‪ .‬ويالتالي‪ ،‬الشراكات بين‬
‫القطاعين العام والخاص تمكن القطاع العام من اإلستفادة من ديناميكية تنظيم املشاريع وفرص تمويل مطولة‬
‫في بيئة من قيود متعلقة بامليزانية وأساليب مبتكرة وفعالة إلدارة القطاع الخاص الذي يساهم في رأس مالهم‬
‫ومهاراتهم وخبراتهم‪.‬‬

‫الجدول ‪: 1.5‬مهام ومسؤوليات الشراكات بين القطاعين العام والخاص)‪(PPPs‬‬

‫القطاع العام‬ ‫القطاع الخاص‬

‫• حيازة رؤية حول السياحة‬ ‫• فهم نقط االهتمام البيئية واالجتماعية للحكومات‬
‫• توفير بيئة مواتية للسياحة التي تسمح باالستدامة‬ ‫واملجتمعات املحلية‬
‫واألرباح للقطاع الخاص وتوفير تدفق حر لرؤوس‬ ‫تطوير املهارات والكفاءات والحصول على تمويل لتطوير‬ ‫•‬
‫وتشغيل الخدمات السياحية‬
‫األموال وتسهيل االستثمارات‬
‫تحمل املسؤولية الجماعية في نشر وممارسة معايير‬ ‫•‬
‫ضمان البنى التحتية املناسبة وصيانتها‬ ‫•‬
‫الصناعة مع اعتبار اآلداب واألخالق والعدالة‬
‫توليد ظروف السوق الكافية لتحفيز التنمية املستدامة‬ ‫•‬
‫املساهمة في الحفاظ على الثقافة والتقاليد والبيئة في‬ ‫•‬
‫للسياحة‬
‫ريادة تعليم ووجيه السياح كتوجيه أساس ي لتحقيق‬
‫تقديم الدعم والشروط والخدمات املواتية للقطاع‬ ‫•‬ ‫التنمية املستدامة للقطاع‬
‫الخاص إلى جانب الحوافز‬
‫إشراك املجتمعات املحلية في التنمية السياحية‪،‬‬ ‫•‬
‫ضمان تشريعات عمل مرنة‬ ‫•‬ ‫وضمان رضاهم على الفوائد املوجهة لهم‬
‫ضمان تسوية أوضاع ثابتة وسياسة ضريبية عادلة‬ ‫•‬ ‫وضع تدابير للتدريب مهارات العمل املهنية من أجل‬ ‫•‬
‫تقديم نموذج تنظيمي من خالل التشاور مع جميع‬ ‫•‬ ‫تحقيق التميز في جودة الخدمة‬
‫أصحاب املصلحة لحماية البيئات الطبيعية والثقافية‬ ‫التعاون مع الحكومات لضمان سالمة ورفاه السياح‬ ‫•‬
‫واالجتماعية‬
‫املساهمة في تطوير البحث وإنشاء قواعد البيانات‬ ‫•‬
‫ضمان رفاه املجتمعات املحلية‪ ،‬فضال عن رفاه الزائرين‬ ‫•‬ ‫اإلحصائية‬
‫املحليين والدوليين‬
‫اللجوء إلى التكنولوجيا من أجل زيادة فعالية العمليات‬ ‫•‬
‫االستمرار في املبادرة البحثية‪ ،‬بالتعاون مع القطاع‬ ‫•‬ ‫والتسويق السياحي وجودة الخدمة‬
‫الخاص‪ ،‬لتقديم املعلومات عن األسواق لصناعة‬
‫ومجتمع املستثمرين‪ ،‬لتحسين إدراك وفهم تغيرات‬
‫السوق‬

‫املصدر‪)2000( UNWTO :‬‬

‫‪40‬‬
‫الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتنمية قطاع السياحة في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫ويمكن لألطراف في اتفاقية بين القطاعين العام والخاص في مجال السياحة االضطالع بأدوار مختلفة للمساهمة‬
‫في تطوير هذه الصناعة‪ .‬وتقدم منظمة السياحة العاملية (‪ )2000‬قائمة ملهام ومسؤوليات الجهات املختلفة‬
‫املشاركة في الشراكات بين القطاعين العام والخاص في مجال السياحة‪ .‬وكما هو مبين في الجدول ‪ ،1.5‬في حين أن‬
‫القطاع العام لديه رؤية شاملة لتطوير القطاع‪ ،‬عادة ما يكون للقطاع الخاص إدراك أفضل بالقضايا البيئية‬
‫واالجتماعية‪ .‬وفي الوقت الذي تحسن فيه الحكومات ظروف إطار العمل‪ ،‬يمكن للقطاع الخاص أن يزيد الكفاءة‬
‫واإلنتاجية من خالل االستثمار في تطوير املهارات وبناء القدرات‪ .‬ومن الواضح أن هناك عددا من املهام‬
‫واملسؤوليات التي يمكن أن يضطلع بها مختلف الشركاء لتعزيز تنمية القطاع السياحي‪.‬‬

‫مجاالت الشراكة بين القطاعين العام والخاص في قطاع السياحة‬ ‫‪2.5‬‬


‫عادة ما تلعب الحكومات دورا رئيسيا في تطوير السياحة والترويج لبلدانها كوجهات سياحية‪ ،‬ا ألنها هي نفسها التي‬
‫تحدد السياحة باعتبارها وسيلة ممكنة لتحقيق التنمية االقتصادية‪ .‬وهناك دائما حاجة إلى دعم القطاع العام‬
‫لتطوير هذه الصناعة‪ ،‬وال سيما في تطوير إطار العمل املادي والتنظيمي واملالي واالجتماعي املناسب وكذلك توفير‬
‫البنية التحتية األساسية بما في ذلك الطرق واملطارات واالتصاالت‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬تفوض الحكومات في جميع أنحاء‬
‫العالم بشكل متزايد بعضا من مسؤولياتها وأنشطتها املعهودة للسلطات املحلية والقطاع الخاص‪ .‬ويقتصر دورها‬
‫في تطوير الصناعة بشكل متزايد على بعض األنشطة الهامة في األوقات الحرجة‪ .‬وفي أوقات معينة‪ ،‬قد تكون هناك‬
‫حاجة للقطاع العام لتسهيل االستثمارات عن طريق مساعدة كيانات خاصة للتغلب على الحواجز األولية وتوفير‬
‫الحلول املالية التي تشتد الحاجة إليها لبدء مشروع سياحي كبير‪ .‬وفي أحيان أخرى‪ ،‬يمكن لضخ وإدارة رؤوس‬
‫األموال الخاصة أن تخفف القيود املالية على االستثمار في البنية التحتية وزيادة الكفاءة‪.‬‬
‫إن تحديد مجاالت الشراكة املمكنة هو أيضا خطوة حاسمة في إقامة الشراكات بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬
‫وقد شملت دراسة ملنظمة السياحة العاملية (‪ )2000‬مسح وزع على ممثلي القطاعين العام والخاص‪ .‬ووفقا‬
‫للمستطلعين‪ ،‬فإن املناطق األكثر أهمية للشراكات بين القطاعين العام والخاص في صناعة السياحة هي تحسين‬
‫صورة الوجهة واملحافظة على املوارد الثقافية والتراثية‪ .‬وكان أيضا التعليم والتدريب والسالمة واألمن وحماية‬
‫البيئة من بين أهم األولويات التي حددها املستطلعون‪ .‬وبشكل عام‪ ،‬تتيح الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬
‫فرصا جديدة لتطوير السياحة في مختلف املجاالت‪ .‬وتحدد منظمة السياحة العاملية (‪ )2003‬بعض مجاالت‬
‫الشراكة املمكنة في مجال تطوير املنتجات والتسويق واملبيعات واألبحاث والتكنولوجيا والبنية التحتية واملوارد‬
‫البشرية والتمويل كما هو منصوص عليه بالتفصيل في الجدول ‪.2.5‬‬
‫واملجال الرئيس ي الذي طورت فيه الشراكة بين القطاعين العام والخاص هو التسويق والترويج‪ ،‬ألن أنشطة‬
‫القطاع الخاص تعتبر أكثر ريادة وفعالية‪ .‬باإلضافة إلى ذلك‪ ،‬تعتبر البنية التحتية وتطوير املنتجات والتعليم‬
‫والتدريب والتمويل واالستثمار من املجاالت األخرى التي يمكن للشراكة فيها أن تسهم في تطوير قطاع السياحة‬
‫باعتبارها صناعة قادرة على املنافسة‪ .‬وقد لوحظ أن القطاع الخاص يشارك بشكل متزايد في تشغيل املرافق‬
‫العامة الرئيسية بما في ذلك املطارات واملباني التراثية الوطنية‪ .‬ومن املهم أيضا تعزيز التعاون في معالجة بعض‬
‫القضايا الرئيسية املثيرة للقلق مثل األمن والسالمة والصحة والبيئة والثقافة والتراث‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫الجدول ‪ :2.5‬مجاالت الشراكة بين القطاعين العام والخاص‬

‫• تطوير املوارد واملحافظة عليها؛‬


‫• تكوين معايير الجودة؛‬
‫• تطوير مرافق الجذب وحدائق الترفيه وأماكن اإلقامة؛‬
‫• توفير الدعم التقني لبرامج تطوير املنتوجات املبتكرة؛‬
‫• املساهمة في اإلزدهار اإلقتصادي للمجتمع‬ ‫تنمية املنتج‬
‫• تحقيق التطوير املستدام في قطاع السياحة؛‬
‫• التغلب على قيود التجارة واإلستثمار؛‬
‫• حماية املستهلكين؛‬
‫• التعامل مع املنافسة‪.‬‬
‫• تحسين صورة الوجهة السياحية؛‬
‫• تحسين فعالية التسويق؛‬
‫• تحسين تغطية السوق والوصول إليه؛‬
‫• دعم التسويق والتوزيع اإللكتروني بما في ذلك اإلنترنيت؛‬ ‫التسويق واملبيعات‬
‫• دعم املشاركة في املعارض والفعاليات؛‬
‫• تقوية برامج التسويق املشتركة؛‬
‫• الوصول إلى أسواق جديدة‪.‬‬
‫• توفير منهجيات للبحث والقياس؛‬
‫• تنفيذ الحسابات الفرعية للسياحة؛‬ ‫األبحاث والتكنولوجيا‬
‫• تحفيز اإلبتكارات التكنولوجية وتطبيقاتها‪.‬‬
‫• تحسين الطرق والبنية التحتية للنقل و الخدمات األساسية؛‬
‫• تعزيز النقل املتعدد الوسائط؛‬
‫• تحسين الصحة العامة والصرف الصحي؛‬ ‫البنية التحتية‬
‫• تحسين السالمة واألمن؛‬
‫• تعزيز نظام اإلتصاالت السلكية والالسلكية‪.‬‬
‫• وضع معايير للخدمات والجودة؛‬
‫• توفير البرامج و الدورات التدريبية التعليمية؛‬ ‫املوارد البشرية‬
‫• تحسين اإلنتاجية واإلبتكارات‪.‬‬
‫• تأمين اإلستثمارات واألصول املالية؛‬
‫• تأمين الوسائل الالزمة الستكمال اإلستثمارات العامة؛‬
‫التمويل‬
‫• الحصول على تمويل املشاريع املبتدئة؛‬
‫• تحسين النتائج‪.‬‬
‫املصدر‪)2003( UNWTO :‬‬

‫تقوم العديد من املنتجات السياحية على األصول العامة مثل البيئات الطبيعية والثقافية‪ .‬وهناك دور أساس ي‬
‫للقطاع العام وهو توفير البنية التحتية والخدمات األساسية وإدارة الوجهات السياحية والتسويق واالبتكار‬
‫والتدريب والتعليم‪ .‬فيما توفر الشركات الخاصة املنتجات السياحية واملرافق والخدمات األساسية‪ ،‬مثل اإلقامة‬
‫والنقل واملطاعم‪ .‬ويمتد هذا القطاع من الشركات الكبرى العاملية‪ ،‬مثل الشركات السياحية وشركات الطيران‬
‫وسالسل الفنادق‪ ،‬إلى شركات عائلية محلية صغيرة‪ ،‬مثل املحالت الحرفية والنزل‪ .‬وإن الطبيعة املجزأة للعرض‬

‫‪42‬‬
‫الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتنمية قطاع السياحة في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫السياحي في الوجهات هي سبب‬


‫الجدول ‪ :3.5‬عوامل النجاح في إدارة الشراكات بين القطاعين العام و‬
‫آخر مهم لتكثيف التعاون بين‬
‫الخاص ‪PPPs‬‬
‫مختلف الفاعلين‪ ،‬ألنه أمر بالغ‬
‫التوعية‬ ‫األهمية في تلبية احتياجات‬
‫الزوار في كل مرحلة من زيارتهم‪.‬‬
‫التزام طويل‬
‫تقاسم القيادة‬
‫األجل‬ ‫وإن زيادة عدد الشراكات بين‬
‫القطاعين العام والخاص ال‬
‫يعني بالضرورة أنها سوف تؤتي‬
‫عوامل النجاح‬ ‫نتائج ناجحة‪ .‬فيجب وضع آلية‬
‫في إدارة‬
‫‪PPPs‬‬ ‫تنسيق واضحة ذات أهداف‬
‫نهج مرن‬ ‫تقييم دوري‬
‫وغايات محددة بشكل جيد‪.‬‬
‫وبشكل عام‪ ،‬تقدم منظمة‬
‫السياحة العاملية (‪ )2000‬بعض‬
‫تواصل فعال و‬
‫عوامل النجاح في إدارة‬
‫هيكل متوازن‬
‫دقيق‬ ‫الشراكات بين القطاعين العام‬
‫والخاص في قطاع السياحة على‬
‫النحو املبين أدناه‪ ،‬والذي تم‬
‫أيضا تلخيصه في الجدول ‪.3.5‬‬
‫‪ ‬هيكل متوازن يبين بوضوح مهمة ومسؤولية جميع األعضاء؛‬
‫‪ ‬اتباع نهج مرن من قبل الشركاء مع الرغبة في فهم احتياجات كل شريك واملساهمة في حصة املوارد؛‬
‫‪ ‬تقاسم القيادة بين القطاعين مع أهداف مشتركة ومحددة بشكل جيد وتوقعات واقعية وتحديد‬
‫الفوائد على كال الجانبين؛‬
‫‪ ‬توعية جميع الشركاء بخصوص تنمية السياحة التي يجب أن تكون مستدامة‪ ،‬ليس فقط من وجهة‬
‫النظر االقتصادية‪ ،‬ولكن أيضا االجتماعية والبيئية؛‬
‫‪ ‬التزام طويل األجل يجمع بين الرؤية االستراتيجية والتخطيط مع أهداف محددة قصيرة األجل يمكن‬
‫قياسها؛‬
‫‪ ‬تقييم دوري لفعالية الدور الذي قام به كل شريك؛‬
‫‪ ‬تواصل دقيق وفعال بين الشركاء ومن طرف الشركاء تجاه جميع أصحاب املصلحة‪.‬‬
‫عندما تنفذ بنجاح‪ ،‬تلعب الشراكات بين القطاعين العام والخاص دورا هاما في تحسين جاذبية وجهة ما والكفاءة‬
‫التسويقية واإلنتاجية وكذلك اإلدارة العامة لصناعة السياحة‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫وعالوة على ذلك‪ ،‬تلعب السياحة دورا هاما في التنمية املستدامة وإدماج املناطق الريفية في االقتصاد الوطني‬
‫والدولي‪.‬‬
‫وعموما‪ ،‬يتم تشغيل السياحة الريفية من قبل األسر والشركات متوسطة الحجم‪ .‬ومزودي هذه املنتجات‬
‫والخدمات السياحية ال يملكون املوارد املالية والبشرية الكافية للنجاح من تلقاء نفسهم والحفاظ على أوضاع‬
‫السوق أو تأمين إدارة الجودة املتكاملة كما ورد في برنامج األمم املتحدة اإلنمائي (‪ .)2011‬ويبرز التقرير نفسه‬
‫بعض املجاالت الهامة التي تبذل فيها جهود إلقامة الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتطوير السياحة‬
‫الريفية‪ .‬وتشمل ما يلي‪:‬‬
‫التخطيط االستراتيجي والتخطيط اإلقليمي؛‬ ‫•‬
‫استثمارات البنية التحتية ومشاريع البنية التحتية؛‬ ‫•‬
‫خلق بيئة عمل تنافسية لتشجيع االستثمارات؛‬ ‫•‬
‫حفظ وإدارة التراث الثقافي للمنطقة املعنية؛‬ ‫•‬
‫تنمية الرأسمال البشري من خالل التعليم ومواصلة التعليم املنهي؛‬ ‫•‬
‫جذب أصول جديدة لالستثمار والترويج والتسويق؛‬ ‫•‬
‫الترويج للمنتجات واألسواق السياحية املستدامة؛‬ ‫•‬
‫ترويج أمثلة للممارسات الفضلى على الصعيد العالمي‪،‬‬ ‫•‬
‫تقديم الدعم لعملية تبادل املعلومات‪/‬االتصاالت بين الوجهات على املستوى الدولي؛‬ ‫•‬
‫تحفيز التطور التكنولوجي وإدخال تقنيات جديدة في إنتاج وترويج وتسويق املنتجات السياحية؛‬ ‫•‬
‫تعزيز وتسويق الوجهات السياحية؛‬ ‫•‬
‫تأمين نظام ومنهجية لجمع ومعالجة البيانات اإلحصائية الالزمة لتحليالت ودراسات السوق‪.‬‬ ‫•‬
‫الشراكة من أجل السياحة املناصرة للفقراء هي بعد آخر هام في تعزيز التعاون بين أصحاب املصالح‪ .‬فإن‬
‫السياحة املناصرة للفقراء هي نهج لتنمية السياحة التي تضمن توزيع املنافع االقتصادية من السياحة‬
‫للمجتمعات املحلية‪ .‬وأحد الجوانب الرئيسية لهذا النهج هو الروابط بين القطاع الخاص واملجتمعات املحلية‬
‫(‪(WEF ،2009‬‬

‫‪ 3.5‬فوائد ومخاطر الشراكات بين القطاعين العام والخاص في قطاع السياحة‬


‫ال تشمل االستثمارات السياحية فقط الفنادق ومنشآت الترفيه‪ ،‬بل تشمل أيضا مشاريع النقل (تحسين وتحديث‬
‫املطارات والسكك الحديدية واملوانئ وغيرها)‪ .‬وفي هذا السياق‪ ،‬تتطلب املشاريع السياحية في العموم كمية عالية‬
‫من االستثمار األولي الذي تجعل من أجله قيود ميزانية الحكومات وأصحاب املشاريع الخاصة‪ ،‬على العموم‪ ،‬من‬
‫الصعب القيام باالستثمارات السياحية الكبيرة‪ .‬ولذلك‪ ،‬هناك حاجة إلى نماذج مالية جديدة لجعل االستثمارات‬
‫السياحية ممكنة من خالل بعض الطرق لتعاون الحكومات والقطاع الخاص‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬يمكن اقتراح‬
‫شراكة القطاعين العام والخاص )‪ (PPP‬كنموذج قابل للتطبيق لتمويل املشاريع السياحية حيث يتم تمويل‬

‫‪44‬‬
‫الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتنمية قطاع السياحة في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫وتشغيل املشاريع السياحية من خالل شراكة بين الحكومة والقطاع الخاص‪ .‬وكما تمت اإلشارة أعاله‪ ،‬فإن‬
‫الشراكات يين القطاعين العام والخاص هي ترتيبات بين الشركات الحكومية والخاصة لغرض االستثمار املشترك في‬
‫مشاريع مثل بناء أو تحسين مرافق اإلقامة والترفيه واملطارات واملوانئ والسكك الحديدية‪ .‬وتتميز هذه الشراكات‬
‫بتقاسم مبلغ االستثمار واملخاطر واملسؤولية واإليرادات بين الشركاء‪ .‬وعموما تشمل أسباب إقامة مثل هذه‬
‫الشراكات تمويل وتصميم وبناء وتشغيل وصيانة االستثمارات السياحية‪.‬‬
‫واستنادا على املناقشات أعاله واالستعراض األدبي‪ ،‬يمكن إدراج الفوائد واملخاطر املحتملة لشراكات القطاعين‬
‫العام والخاص في قطاع السياحة على النحو التالي‪:‬‬
‫الفوائد‬

‫خفض التكاليف‪ :‬من خالل تعزيز نقاط القوة في الحكومة والقطاع الخاص‪ ،‬تمكن نماذج الشراكات بين‬ ‫•‬
‫القطاعين العام والخاص الحكومة من تطوير وتنفيذ مشاريع البنية التحتية وكذلك تشغيل وتوفير‬
‫خدمات أكثر كفاءة؛‬
‫تقاسم املخاطر‪ :‬من خالل الشراكات بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬قد تقاسم الحكومة املخاطر مع‬ ‫•‬
‫شريك من القطاع الخاص‪ .‬ويمكن أن تشمل املخاطر التكاليف الزائدة وتجاوز املهلة املحددة لتقديم‬
‫الخدمة وصعوبات في االمتثال للقوانين البيئية وغيرها أو خطر أن تكون األرباح غير كافية لدفع تكاليف‬
‫التشغيل ورأس املال؛‬
‫تحسين مستويات الخدمة أو الحفاظ على مستويات الخدمة الحالية‪ :‬قد تلجأ الشراكات بين القطاعين‬ ‫•‬
‫العام والخاص إلى ابتكار طرق في كيفية تنظيم وتقديم الخدمات وتنفيذها؛‬
‫تحسين األرباح‪ :‬قد تحدد الشراكات بين القطاعين العام والخاص أسعار املستعمل التي تعكس التكاليف‬ ‫•‬
‫الحقيقية لخدمة معينة‪ .‬كما أنها قد تقدم أيضا فرصة لعرض أصول دخل مبتكرة‪ ،‬والتي لن تكون‪،‬‬
‫خالف ذلك‪ ،‬متاحة من خالل أساليب خدمة التزويد التقليدية؛‬
‫تنفيذ أكثر كفاءة‪ :‬يمكن تحقيق الكفاءة من خالل الجمع بين عدة أنشطة وعمليات استحواذ وتوظيف‬ ‫•‬
‫أكثر مرونة وموافقة أسرع للحصول على تمويل مالي وصنع قرارات أكثر كفاءة‬
‫املخاطر‬

‫• فقدان سيطرة الحكومة‪ :‬بحكم طبيعتها‪ ،‬الشراكات بين القطاعين العام والخاص تعني تقاسم املخاطر‬
‫واتخاذ القرارات بين الشركاء‪ .‬والشراكات بين القطاعين العام والخاص التي تشمل استثمارات ومخاطر‬
‫كبيرة من قبل الشريك الخاص غالبا ما تعني تدخل أكبر للشريك في اتخاذ القرارات بشأن كيفية تقديم‬
‫الخدمات فضال عن األسعار؛‬
‫• زيادة اإلنفاق‪ :‬عند وضع سياسات األسعار والرسوم ملستخدمي الخدمة‪ ،‬ال تعتبر جميع الحكومات‬
‫تكاليف تقديم الخدمات "الحقيقية"‪ .‬وتتطلب الخدمة املقدمة من خالل الشراكات بين القطاعين العام‬
‫والخاص سياسات سعرية وضريبية تعكس التكلفة الكاملة؛‬

‫‪45‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫املخاطر السياسية وقضايا العمل‪ :‬تفتقر العديد من الحكومات إلى الخبرة في الشراكات بين القطاعين‬ ‫•‬
‫العام والخاص‪ ،‬ونقص اإلملام هذا بالشراكات بين القطاعين العام والخاص من قبل الحكومات‬
‫واألطراف املعنية قد يؤدي إلى مخاطر سياسية أكبر‪ .‬فاالتفاقيات الجماعية وقوانين العمل املطبقة على‬
‫الشراكات بين القطاعين العام والخاص قد تسبب استجابة سلبية من النقابات أو املجتمع املدني؛‬
‫قضايا املسؤولية‪ :‬من خالل الشراكات بين القطاعين العام والخاص‪ ،‬تكون مسؤولية توفير الخدمات‬ ‫•‬
‫أقل وضوحا للجمهور من الطريقة التقليدية‪ .‬وهذا قد يؤدي إلى انتقاد علني لهذه الشراكة والشريك‬
‫املعني أو املطالبة بمزيد من التدخل الحكومي لضمان التوافق واالستجابة للمطالب العامة؛‬
‫خدمات غير آمنة‪ :‬قد يعاني شركاء القطاع الخاص من النزاعات العمالية ومشاكل مالية أو ظروف أخرى‬ ‫•‬
‫تمنعهم من الوفاء بالتزاماتهم؛‬
‫غياب املنافسة‪ :‬املنافسة تؤدي إلى االبتكار والكفاءة وخفض التكاليف‪ .‬وقد ال تكون الحكومات قادرة‬ ‫•‬
‫على االستفادة من الشراكات بين القطاعين العام والخاص إذا كان هناك عدد محدود من الشركاء‬
‫املحتملين في القطاع الخاص ذوي الدراية أو القدرة على االستجابة القتراح معين؛‬
‫انخفاض الجودة أو كفاءة الخدمة‪ :‬إذا لم يتم تنظيمها وإدارتها بشكل صحيح‪ ،‬قد تؤدي عقود الشراكات‬ ‫•‬
‫بين القطاعين العام والخاص إلى انخفاض جودة الخدمة وعدم كفاءة أو نقص في املحافظة املناسبة‬
‫على التأسيسات‪.‬‬

‫‪ 4.5‬تجربة بعض دول منظمة التعاون اإلسالمي في الشراكات بين القطاعين العام‬
‫والخاص في قطاع السياحة‬
‫كما هو الحال في العديد من البلدان النامية األخرى‪ ،‬فإن املدخرات العامة والخاصة على حد سواء في دول‬
‫منظمة التعاون اإلسالمي ليست كافية لتغطية االستثمارات الكبيرة املطلوبة لتطوير قطاع السياحة‪ .‬وتحتاج‬
‫العديد من دول منظمة التعاون اإلسالمي إلى تخصيص حصة األسد من صناديق االستثمار العامة من أجل‬
‫قطاعات أكثر أهمية مثل الصحة والتعليم بدال من السياحة‪.‬‬
‫وفي هذا السياق‪ ،‬يمكن لنموذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص أن يلعب دورا أساسيا لتوحيد قوى كل‬
‫من القطاعين العام والخاص من أجل تطوير قطاع السياحة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كما هو الحال في أي من نماذج تمويل‬
‫االستثمار‪ ،‬لنموذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص مخاطره الخاصة به إذا لم يتم تخطيطه بشكل‬
‫صحيح وتنفيذه بطريقة مخططة‪ .‬وفي مجموعة منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬هناك بلدان أعضاء ناجحة استفادت‬
‫من نموذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص إلى حد كبير في تطوير القطاع السياحي‪ .‬و يمكن إدراج بعضها‬
‫على النحو التالي‪:‬‬
‫• في تركيا وتونس‪ ،‬عمل نموذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص بشكل فعال للغاية في الوقت‬
‫الذي قرر فيه القطاع العام اإلنسحاب من قطاع السياحة تدريجيا لصالح القطاع الخاص‪ .‬وقد ساعد‬
‫أيضا نموذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص تركيا في الحصول على مطارات دولية جديدة في‬
‫بعض املدن الكبرى (مثل أنطاليا وإزمير)‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتنمية قطاع السياحة في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫• وفي إندونيسيا‪ ،‬تم تنفيذ نموذج الشراكات بين القطاعين العام والخاص بنجاح في املنطقة السياحية‬
‫نوسا دوا )‪ (Nusa Dua‬بمشاركة الجهات العامة والخاصة وكذلك دعم منظمات املجتمع املدني املحلية‪.‬‬
‫• لبنان أيضا من بين بلدان منظمة التعاون اإلسالمي ذات عدد ال بأس به من مشروعات الشراكات بين‬
‫القطاعين العام والخاص الناجحة‪ .‬وعلى سبيل املثال‪ ،‬أنجزت لبنان بنجاح مشاريع الشراكات بين‬
‫القطاعين العام والخاص في مغارة جعيتا وصيدا ومواقع الجذب السياحي تاير التي ساعدت على تحسين‬
‫مساهمة قطاع السياحة في االقتصاد اللبناني‪.‬‬
‫ولهذا‪ ،‬يمكن لدول منظمة التعاون اإلسالمي التي هي على استعداد الستكشاف نموذج الشراكات بين القطاعين‬
‫العام والخاص لتطوير قطاع السياحة االستفادة من املعرفة والخبرة املكتسبة من قبل بعض الدول األعضاء من‬
‫خالل مشروعات الشراكات بين القطاعين العام والخاص التي تم تحقيقها بنجاح‪.‬‬
‫في عالم اليوم‪ ،‬يشهد دور القطاع العام تغيرا كبيرا‪ ،‬بحيث تنسحب الحكومات من إنتاج السلع وتقديم الخدمات‬
‫وتعتمد نهج استراتيجي أكثر في دورها في املجتمع‪ .‬وهي اآلن تركز بشكل متزايد على تعزيز الثقة التي تخلق رأسمال‬
‫إجتماعي وتعبئة القوى والطاقة من جميع أصحاب املصلحة في املجتمع‪ .‬وعلى هذا النحو‪ ،‬يمكن تشكيل‬
‫الشراكات بين القطاعين العام والخاص في صناعة السياحة لخلق منتجات أو خدمات جديدة وتحقيق مستويات‬
‫أعلى من الكفاءة وفتح األسواق التي كانت في السابق غير متاحة أو لتجميع املوارد ببساطة‪ .‬والعامل الرئيس ي الذي‬
‫يؤدي إلى الشراكات بين القطاعين العام والخاص يعتمد على كون أن جميع الشركاء من القطاعين العام والخاص‬
‫يرغبون في االستفادة من تقاسم املوارد واألهداف‪.‬‬

‫‪ 5.5‬توصيات متعلقة بالسياسات‬


‫في ضوء املناقشات املذكورة أعاله‪ ،‬فإنه من شأن مجموعة التوصيات املتعلقة بالسياسة العامة التالية‪ ،‬والتي‬
‫تشمل التوصيات على املستوى الوطني ومستوى التعاون في منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬أن تؤدي إلى خلق بيئة‬
‫مواتية تفض ي إلى شراكات فعالة وذات كفاءة بين القطاعين العام والخاص لتطوير قطاع السياحة املستدام في‬
‫بلدان منظمة التعاون اإلسالمي‪.‬‬
‫على املستو الوطي‬
‫‪ )1‬على الحكومة والقطاع الخاص مراعاة العوامل التالية في إدارة شراكات ناجحة ومستدامة بين القطاعين‬
‫العام والخاص في قطاع السياحة‪:‬‬
‫أ‪ .‬هيكل متوازن يبين بوضوح مهمة ومسؤولية جميع أصحاب املصلحة؛‬
‫ب‪ .‬تحسين املساءلة والشفافية وإنفاذ ثابت للسياسات والقوانين؛‬
‫القيادة تكون مشتركة بين القطاعين مع أهداف مشتركة ومحددة جيدا وتوقعات واقعية‬
‫وتحديد الفوائد على كال الجانبين؛‬

‫‪47‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫ت‪ .‬نهج مرن من قبل الشركاء‪ ،‬مع الرغبة في فهم احتياجات كل شريك واملساهمة في حصة‬
‫املوارد؛‬
‫ث‪ .‬توعية جميع الشركاء على أن تنمية السياحة يجب أن تكون مستدامة ليس فقط من وجهة‬
‫النظر االقتصادية بل أيضا االجتماعية والبيئية؛‬

‫ج‪ .‬التزام طويل األجل يجمع بين الرؤية االستراتيجية والتخطيط مع أهداف محددة قصيرة‬
‫األجل يمكن قياسها؛‬
‫ح‪ .‬تقييم دوري لفعالية الدور الذي قام به كل شريك؛‬
‫خ‪ .‬تواصل دقيق وفعال بين الشركاء ومن الشركاء تجاه جميع أصحاب املصلحة وإشراك‬
‫وشفافية األطراف املعنية في املعامالت‪.‬‬
‫على الحكومات تطوير مؤسسات سياسية وقانونية قوية وفعالة ذات بيئة تنظيمية فعالة ومدونة‬ ‫‪)2‬‬
‫قانونية تحمي حقوق املستثمرين‪.‬‬
‫على الحكومات االنخراط في شراكات القطاعين العام والخاص املتعلقة باملشاريع السياحية إذا اعترضت‬ ‫‪)3‬‬
‫الظروف التالية هذه املشاريع‪:‬‬
‫أ‪ .‬صعوبة تنفيذ املشروع باملوارد املالية أو خبرات الحكومة وحدها؛‬
‫ب‪ .‬إمكانية أن يزيد االستثمار الخاص من نوعية أو مستوى الخدمة أو يقلص من فترة تنفيذ‬
‫املشاريع باملقارنة مع ما يمكن للحكومة أن تنجزه لوحدها؛‬
‫ت‪ .‬إمكانية املنافسة‪ ،‬حيثما أمكن‪ ،‬بين املستثمرين املحتملين في القطاع الخاص‪ ،‬والذي قد‬
‫يقلل من تكلفة املشروع؛‬
‫ث‪ .‬توفير فرصة لالبتكار من جهة االستثمار الخاص؛‬
‫ج‪ .‬غياب أية قوانين أو قيود تشريعية على االستثمار الخاص في تقديم الخدمات السياحية‪.‬‬
‫على الحكومات تقديم حوافز ملستثمري الشركات لتشجيعهم على إبرام اتفاقيات الشراكات بين‬ ‫‪)4‬‬
‫القطاعين العام والخاص مع الحكومة في املشاريع السياحية‪ ،‬ودعم الوعي املتزايد وبرامج بناء القدرات‬
‫للقطاع الخاص في مجال الشراكات بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬
‫على الحكومات إنشاء وحدات الشراكات بين القطاعين العام والخاص خاصة لوضع السياسات وضمان‬ ‫‪)5‬‬
‫التنسيق الفعال وتقديم املساعدة التقنية وتقديم‪/‬تطوير طرائق مالية من أجل التنفيذ الفعال ملشاريع‬
‫الشراكات بين القطاعين العام والخاص‪.‬‬

‫على مستو التعاون في منظمة التعاون اإلسالمي‬


‫‪ )1‬باعتباره ذراع التدريب واألبحاث في منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬يمكن ملركز األبحاث اإلحصائية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية والتدريب للدول اإلسالمية (مركز أنقرة) تطوير وتقديم برامج لبناء القدرات‬
‫والتدريب في دول منظمة التعاون اإلسالمي في مجال الشراكات بين القطاعين العام والخاص في السياحة‬
‫وتسهيل نقل وتبادل املعرفة والخبرات وأفضل املمارسات بين الدول األعضاء في هذا املجال الهام‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الشراكات بين القطاعين العام والخاص لتنمية قطاع السياحة في دول منظمة التعاون اإلسالمي‬

‫يمكن لدول منظمة التعاون اإلسالمي تطوير مشاريع شراكات مشتركة بين القطاعين العام والخاص‬ ‫‪)2‬‬
‫واالستفادة من تسهيالت مجموعة البنك اإلسالمي للتنمية وغيرها من مؤسسات منظمة التعاون‬
‫اإلسالمي ذات الصلة لهذا الغرض والتي تتعلق خصوصا بتطوير البنية التحتية‪.‬‬
‫يمكن تطوير برامج مشتركة ومواد ترويجية عن فرص االستثمار السياحي في بلدان منظمة التعاون‬ ‫‪)3‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬مثل البرامج التلفزيونية والنشرات وامللصقات والكتيبات اإلرشادية وإتاحتها للدول األعضاء‬
‫وكذلك للبلدان األخرى في جميع أنحاء العالم من أجل تعزيز وتشجيع االستثمار في قطاع السياحة في‬
‫دول املنظمة على املستويين اإلقليمي والدولي‪.‬‬
‫ينصح بتطوير األساليب العلمية للتسويق واإلعالن السياحى املشترك‪ .‬وكمثال في هذا السياق يمكن‬ ‫‪)4‬‬
‫تطوير دليل إلكتروني خاص بمنظمة التعاون اإلسالمي حول السياحة بهدف تزويد جميع الجهات‬
‫الفاعلة في القطاع السياحي بمعلومات شاملة ومحدثة حول فرص االستثمار السياحي في بلدان املنظمة‪،‬‬
‫وال سيما فرص الشراكات بين القطاعين العام و الخاص في قطاع السياحة‪ .‬و للقيام بذلك‪ ،‬يمكن‬
‫لتجربة دليل االتحاد األوروبي اإللكتروني "دعم االتحاد األوروبي لشركات السياحة والوجهات السياحية"‬
‫أن تكون مثاال مفيدا‪.‬‬
‫إن تعزيز التحالفات بين أصحاب املصلحة في قطاع السياحة الخاص في دول منظمة التعاون اإلسالمي‪،‬‬ ‫‪)5‬‬
‫وخاصة بين هيئات الترويج السياحي الرسمية‪ ،‬في حاجة إلى التشجيع بهدف تعزيز التسويق السياحي‬
‫وتعزيز التعاون على املستوى دون اإلقليمي وكذلك على مستوى منطقة منظمة التعاون اإلسالمي ككل‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫املراجع‬

‫‪50‬‬
‫املراجع‬

‫مصادر البيانات‬

‫‪51‬‬
‫تقرير السياحة ‪2015‬‬

‫املحلح اإلحصايي‬

‫‪52‬‬
‫عدد السياح الدوليين الوافدين حسب المناطق (بالماليين)‬ ‫الجدول أ‬

‫الشرق األوسط‬ ‫أوروبا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫األمريكتان‬ ‫أفريقيا‬ ‫العالم‬ ‫السنة‬

‫‪1.9‬‬ ‫‪113‬‬ ‫‪6.2‬‬ ‫‪42.3‬‬ ‫‪2.4‬‬ ‫‪165.8‬‬

‫‪7.1‬‬ ‫‪178‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪62.3‬‬ ‫‪7.2‬‬ ‫‪277.6‬‬

‫‪8.3‬‬ ‫‪174.9‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪59.7‬‬ ‫‪7.6‬‬ ‫‪276.4‬‬

‫‪7.7‬‬ ‫‪192.8‬‬ ‫‪29.5‬‬ ‫‪67.4‬‬ ‫‪8.8‬‬ ‫‪306.2‬‬

‫‪6.9‬‬ ‫‪205.5‬‬ ‫‪36.8‬‬ ‫‪70.9‬‬ ‫‪9.3‬‬ ‫‪329.5‬‬

‫‪9.1‬‬ ‫‪230.7‬‬ ‫‪48.7‬‬ ‫‪83‬‬ ‫‪12.6‬‬ ‫‪384.1‬‬

‫‪9.6‬‬ ‫‪264.7‬‬ ‫‪56.2‬‬ ‫‪92.8‬‬ ‫‪15.2‬‬ ‫‪438.4‬‬

‫‪11.3‬‬ ‫‪280.9‬‬ ‫‪65.8‬‬ ‫‪102.2‬‬ ‫‪18.2‬‬ ‫‪478.4‬‬

‫‪12.1‬‬ ‫‪301.5‬‬ ‫‪80.1‬‬ ‫‪105.1‬‬ ‫‪19.1‬‬ ‫‪518‬‬

‫‪15.8‬‬ ‫‪329.9‬‬ ‫‪90.4‬‬ ‫‪114.5‬‬ ‫‪21.8‬‬ ‫‪572.4‬‬

‫‪18‬‬ ‫‪362.5‬‬ ‫‪89.4‬‬ ‫‪119.2‬‬ ‫‪25.2‬‬ ‫‪614.3‬‬

‫‪22.4‬‬ ‫‪386.4‬‬ ‫‪110.3‬‬ ‫‪128.2‬‬ ‫‪26.2‬‬ ‫‪674‬‬

‫‪29.2‬‬ ‫‪394‬‬ ‫‪131.1‬‬ ‫‪116.6‬‬ ‫‪29.5‬‬ ‫‪700‬‬

‫‪36.3‬‬ ‫‪424.4‬‬ ‫‪144.2‬‬ ‫‪125.7‬‬ ‫‪33.8‬‬ ‫‪764‬‬

‫‪40.9‬‬ ‫‪463.9‬‬ ‫‪166‬‬ ‫‪135.8‬‬ ‫‪39.1‬‬ ‫‪846‬‬

‫‪56‬‬ ‫‪487.3‬‬ ‫‪184‬‬ ‫‪146.9‬‬ ‫‪44.5‬‬ ‫‪919‬‬

‫‪54.7‬‬ ‫‪488.9‬‬ ‫‪205.4‬‬ ‫‪150.1‬‬ ‫‪49.5‬‬ ‫‪949‬‬

‫‪49.8‬‬ ‫‪540.2‬‬ ‫‪233.8‬‬ ‫‪162.5‬‬ ‫‪51.9‬‬ ‫‪1038‬‬

‫‪51.1‬‬ ‫‪581.7‬‬ ‫‪263.3‬‬ ‫‪180.9‬‬ ‫‪55.8‬‬ ‫‪1133‬‬


‫اإللكترونية‬ ‫المصدر‪ :‬قاعدة‬

‫‪53‬‬
‫الجدول أ‪ .‬إيرادات السياحة الدولية حسب المناطق (مليار ‪ $‬أمريكي)‬

‫الشرق األوسط‬ ‫أوروبا‬ ‫آسيا والمحيط الهادئ‬ ‫األمريكتان‬ ‫أفريقيا‬ ‫العالم‬ ‫السنة‬

‫؛‬ ‫المصدر‪ :‬منظمة األمم المتحدة للسياحة العالمية‪ ،‬اتجاهات سوق السياحة‪ ،‬طبعة‬
‫أبرز األحداث السياحية لمنظمة األمم المتحدة للسياحة العالمية‪ ،‬قضايا مختلفة‬

‫‪54‬‬
‫الجدول أ‪ .‬السياح الدوليين الوافدين في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي (باآلالف)‬

‫أفغانستان‬
‫ألبانيا‬
‫الجزائر‬
‫أذربيجان‬
‫البحرين‬
‫بنغالديش‬
‫بنين‬
‫بروناي‬
‫بوركينا فاسو‬
‫الكاميرون‬
‫تشاد‬
‫جزر القمر‬
‫كوت ديفوار‬
‫جيبوتي‬
‫مصر‬
‫الغابون‬
‫غامبيا‬
‫غينيا‬
‫غينيا بيساو‬
‫غيانا‬
‫أندونيسيا‬
‫إيران‬
‫العراق‬
‫األردن‬
‫كازاخستان‬
‫الكويت‬
‫قيرغيزستان‬
‫لبنان‬
‫ليبيا‬
‫ماليزيا‬
‫جزر المالديف‬
‫مالي‬
‫موريتانيا‬
‫المغرب‬
‫موزمبيق‬
‫النيجر‬
‫نيجيريا‬
‫سلطنة عمان‬
‫باكستان‬
‫فلسطين‬
‫دولة قطر‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫السنغال‬
‫سيرا ليون‬
‫الصومال‬
‫سودان‬
‫سورينام‬
‫سوريا‬
‫طاجيكستان‬
‫توغو‬
‫تونس‬
‫تركيا‬
‫تركمانستان‬
‫أوغندا‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‬
‫أوزبكستان‬
‫اليمن‬
‫مجموع‬
‫الخاصة ب‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬خالصة إحصائيات السياحة‬ ‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات‬

‫‪55‬‬
‫الجدول أ‪ .‬إيرادات السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي (مليون ‪ $‬أمريكي)‬

‫أفغانستان‬
‫ألبانيا‬
‫الجزائر‬
‫أذربيجان‬
‫البحرين‬
‫بنغالديش‬
‫بنين‬
‫بروناي‬
‫بوركينا فاسو‬
‫الكاميرون‬
‫تشاد‬
‫جزر القمر‬
‫كوت ديفوار‬
‫جيبوتي‬
‫مصر‬
‫الغابون‬
‫غامبيا‬
‫غينيا‬
‫غينيا بيساو‬
‫غيانا‬
‫أندونيسيا‬
‫إيران‬
‫العراق‬
‫األردن‬
‫كازاخستان‬
‫الكويت‬
‫قيرغيزستان‬
‫لبنان‬
‫ليبيا‬
‫ماليزيا‬
‫جزر المالديف‬
‫مالي‬
‫موريتانيا‬
‫المغرب‬
‫موزمبيق‬
‫النيجر‬
‫نيجيريا‬
‫سلطنة عمان‬
‫باكستان‬
‫فلسطين‬
‫دولة قطر‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫السنغال‬
‫سيرا ليون‬
‫الصومال‬
‫سودان‬
‫سورينام‬
‫سوريا‬
‫طاجيكستان‬
‫توغو‬
‫تونس‬
‫تركيا‬
‫تركمانستان‬
‫أوغندا‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‬
‫أوزبكستان‬
‫اليمن‬
‫مجموع‬
‫الخاصة ب‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬خالصة إحصائيات السياحة‬ ‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات‬

‫‪56‬‬
‫الجدول أ‪ .‬نفقات السياحة الدولية في بلدان منظمة التعاون اإلسالمي (مليون ‪ $‬أمريكي)‬

‫أفغانستان‬
‫ألبانيا‬
‫الجزائر‬
‫أذربيجان‬
‫البحرين‬
‫بنغالديش‬
‫بنين‬
‫بروناي‬
‫بوركينا فاسو‬
‫الكاميرون‬
‫تشاد‬
‫جزر القمر‬
‫كوت ديفوار‬
‫جيبوتي‬
‫مصر‬
‫الغابون‬
‫غامبيا‬
‫غينيا‬
‫غينيا بيساو‬
‫غيانا‬
‫أندونيسيا‬
‫إيران‬
‫العراق‬
‫األردن‬
‫كازاخستان‬
‫الكويت‬
‫قيرغيزستان‬
‫لبنان‬
‫ليبيا‬
‫ماليزيا‬
‫جزر المالديف‬
‫مالي‬
‫موريتانيا‬
‫المغرب‬
‫موزمبيق‬
‫النيجر‬
‫نيجيريا‬
‫سلطنة عمان‬
‫باكستان‬
‫فلسطين‬
‫دولة قطر‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫السنغال‬
‫سيرا ليون‬
‫الصومال‬
‫سودان‬
‫سورينام‬
‫سوريا‬
‫طاجيكستان‬
‫توغو‬
‫تونس‬
‫تركيا‬
‫تركمانستان‬
‫أوغندا‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‬
‫أوزبكستان‬
‫اليمن‬
‫مجموع‬
‫الخاصة ب‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬خالصة إحصائيات السياحة‬ ‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات‬

‫‪57‬‬
‫الجدول أ‪ .‬ميزان السياحة الدولية (مليون ‪ $‬أمريكي)‬

‫أفغانستان‬
‫ألبانيا‬
‫الجزائر‬
‫أذربيجان‬
‫البحرين‬
‫بنغالديش‬
‫بنين‬
‫بروناي‬
‫بوركينا فاسو‬
‫الكاميرون‬
‫تشاد‬
‫جزر القمر‬
‫كوت ديفوار‬
‫جيبوتي‬
‫مصر‬
‫الغابون‬
‫غامبيا‬
‫غينيا‬
‫غينيا بيساو‬
‫غيانا‬
‫أندونيسيا‬
‫إيران‬
‫العراق‬
‫األردن‬
‫كازاخستان‬
‫الكويت‬
‫قيرغيزستان‬
‫لبنان‬
‫ليبيا‬
‫ماليزيا‬
‫جزر المالديف‬
‫مالي‬
‫موريتانيا‬
‫المغرب‬
‫موزمبيق‬
‫النيجر‬
‫نيجيريا‬
‫سلطنة عمان‬
‫باكستان‬
‫فلسطين‬
‫دولة قطر‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫السنغال‬
‫سيرا ليون‬
‫الصومال‬
‫سودان‬
‫سورينام‬
‫سوريا‬
‫طاجيكستان‬
‫توغو‬
‫تونس‬
‫تركيا‬
‫تركمانستان‬
‫أوغندا‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‬
‫أوزبكستان‬
‫اليمن‬
‫مجموع‬
‫الخاصة ب‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬خالصة إحصائيات السياحة‬ ‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات‬

‫‪58‬‬
‫الجدول أ‪ .‬ميزان السياحة الدولية (كنسبة مئوية من الناتج المحلي اإلجمالي)‬

‫منوسط‬
‫أفغانستان‬
‫ألبانيا‬
‫الجزائر‬
‫أذربيجان‬
‫البحرين‬
‫بنغالديش‬
‫بنين‬
‫بروناي‬
‫بوركينا فاسو‬
‫الكاميرون‬
‫تشاد‬
‫جزر القمر‬
‫كوت ديفوار‬
‫جيبوتي‬
‫مصر‬
‫الغابون‬
‫غامبيا‬
‫غينيا‬
‫غينيا بيساو‬
‫غيانا‬
‫أندونيسيا‬
‫إيران‬
‫العراق‬
‫األردن‬
‫كازاخستان‬
‫الكويت‬
‫قيرغيزستان‬
‫لبنان‬
‫ليبيا‬
‫ماليزيا‬
‫جزر المالديف‬
‫مالي‬
‫موريتانيا‬
‫المغرب‬
‫موزمبيق‬
‫النيجر‬
‫نيجيريا‬
‫سلطنة عمان‬
‫باكستان‬
‫فلسطين‬
‫دولة قطر‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫السنغال‬
‫سيرا ليون‬
‫الصومال‬
‫سودان‬
‫سورينام‬
‫سوريا‬
‫طاجيكستان‬
‫توغو‬
‫تونس‬
‫تركيا‬
‫تركمانستان‬
‫أوغندا‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‬
‫أوزبكستان‬
‫اليمن‬
‫متوسط‬
‫المصدر‪ :‬تم حسابها على أساس البيانات في الجدول أ‪ .‬وأرقام الناتج المحلي اإلجمالي من قاعدة بيانات مؤشرات التنمية العالمية الخاصة بالبنك الدولي‬

‫‪59‬‬
‫الجدول أ‪ .‬إيرادات السياحة الدولية (كنسبة مئوية من صادرات السلع)‬

‫متوسط‬
‫أفغانستان‬
‫ألبانيا‬
‫الجزائر‬
‫أذربيجان‬
‫البحرين‬
‫بنغالديش‬
‫بنين‬
‫بروناي‬
‫بوركينا فاسو‬
‫الكاميرون‬
‫تشاد‬
‫جزر القمر‬
‫كوت ديفوار‬
‫جيبوتي‬
‫مصر‬
‫الغابون‬
‫غامبيا‬
‫غينيا‬
‫غينيا بيساو‬
‫غيانا‬
‫أندونيسيا‬
‫إيران‬
‫العراق‬
‫األردن‬
‫كازاخستان‬
‫الكويت‬
‫قيرغيزستان‬
‫لبنان‬
‫ليبيا‬
‫ماليزيا‬
‫جزر المالديف‬
‫مالي‬
‫موريتانيا‬
‫المغرب‬
‫موزمبيق‬
‫النيجر‬
‫نيجيريا‬
‫سلطنة عمان‬
‫باكستان‬
‫فلسطين‬
‫دولة قطر‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫السنغال‬
‫سيرا ليون‬
‫الصومال‬
‫سودان‬
‫سورينام‬
‫سوريا‬
‫طاجيكستان‬
‫توغو‬
‫تونس‬
‫تركيا‬
‫تركمانستان‬
‫أوغندا‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‬
‫أوزبكستان‬
‫اليمن‬
‫متوسط‬
‫المصدر‪ :‬تم حسابها استنادا على البيانات الواردة في الجدول أ‪ .‬وأرقام التصدير في قاعدة البيانات‬

‫‪60‬‬
‫الجدول أ‪ .‬السياح الوافدين بين دول منظمة التعاون اإلسالمي (باآلالف)‬

‫أفغانستان‬
‫ألبانيا‬
‫الجزائر‬
‫أذربيجان‬
‫البحرين‬
‫بنغالديش‬
‫بنين‬
‫بروناي‬
‫بوركينا فاسو‬
‫الكاميرون‬
‫تشاد‬
‫جزر القمر‬
‫كوت ديفوار‬
‫جيبوتي‬
‫مصر‬
‫الغابون‬
‫غامبيا‬
‫غينيا‬
‫غينيا بيساو‬
‫غيانا‬
‫أندونيسيا‬
‫إيران‬
‫العراق‬
‫األردن‬
‫كازاخستان‬
‫الكويت‬
‫قيرغيزستان‬
‫لبنان‬
‫ليبيا‬
‫ماليزيا‬
‫جزر المالديف‬
‫مالي‬
‫موريتانيا‬
‫المغرب‬
‫موزمبيق‬
‫النيجر‬
‫نيجيريا‬
‫سلطنة عمان‬
‫باكستان‬
‫فلسطين‬
‫دولة قطر‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫السنغال‬
‫سيرا ليون‬
‫الصومال‬
‫سودان‬
‫سورينام‬
‫سوريا‬
‫طاجيكستان‬
‫توغو‬
‫تونس‬
‫تركيا‬
‫تركمانستان‬
‫أوغندا‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‬
‫أوزبكستان‬
‫اليمن‬
‫مجموع‬
‫الخاصة ب‬ ‫اإللكترونية‪ ،‬خالصة إحصائيات السياحة‬ ‫المصدر‪ :‬قاعدة بيانات‬

‫‪61‬‬
‫إيرادات السياحة البينية في منظمة التعاون اإلسالمي (مليون ‪ $‬أمريكي)‬ ‫الجدول أ‪.‬‬

‫أفغانستان‬
‫ألبانيا‬
‫الجزائر‬
‫أذربيجان‬
‫البحرين‬
‫بنغالديش‬
‫بنين‬
‫بروناي‬
‫بوركينا فاسو‬
‫الكاميرون‬
‫تشاد‬
‫جزر القمر‬
‫كوت ديفوار‬
‫جيبوتي‬
‫مصر‬
‫الغابون‬
‫غامبيا‬
‫غينيا‬
‫غينيا بيساو‬
‫غيانا‬
‫أندونيسيا‬
‫إيران‬
‫العراق‬
‫األردن‬
‫كازاخستان‬
‫الكويت‬
‫قيرغيزستان‬
‫لبنان‬
‫ليبيا‬
‫ماليزيا‬
‫جزر المالديف‬
‫مالي‬
‫موريتانيا‬
‫المغرب‬
‫موزمبيق‬
‫النيجر‬
‫نيجيريا‬
‫سلطنة عمان‬
‫باكستان‬
‫فلسطين‬
‫دولة قطر‬
‫المملكة العربية السعودية‬
‫السنغال‬
‫سيرا ليون‬
‫الصومال‬
‫سودان‬
‫سورينام‬
‫سوريا‬
‫طاجيكستان‬
‫توغو‬
‫تونس‬
‫تركيا‬
‫تركمانستان‬
‫أوغندا‬
‫اإلمارات العربية المتحدة‬
‫أوزبكستان‬
‫اليمن‬
‫مجموع‬

‫والجدول أ‪.‬‬ ‫والجدول أ‪.‬‬ ‫المصدر‪ :‬تم حسابها استنادا على البيانات الواردة في الجدول أ‪.‬‬

‫‪62‬‬

You might also like