You are on page 1of 11

‫القانون الجزائي لألسرة ‪ :‬حصة ‪04/11/2020‬‬

‫ه ذا التج ريم يرج ع إلى ص دور األص ل العلي (‪ 22‬م اي ‪ )1926‬ال ذي نقح ب األمر العلي‬

‫الم ؤرخ في س بتمبر ‪ .1928‬وبقي س اري المفع ول ح تى س نة ‪ 1981‬بم وجب ق انون‬

‫‪ .18/02/1981‬وهناك ‪ 4‬تنقيحات كبرى لم أش من بينها التنقيح الذي أضاف الفصل ‪53‬‬

‫مكرر م أ ش وألغى بمقتضاه األمر العلي لسنة ‪.1926‬‬

‫الفصل ‪ 53‬مكرر م أ ش " كل من حكم عليه بالنفقة أو بجراية الطالق فقضى عمدا شهرا‬

‫دون دفع ما حكم عليه بأدائه يعاقب بالسجن مدة تتراوح بين ثالثة أشهر وعام و بخطية‬

‫من مائة دينار (‪ 100‬د) إلى ألف دينار (‪ 1000‬د)"‪.‬‬

‫في الفقرة األخيرة ‪ " :‬األداء يوقف التتبعات أو المحاكمة أو تنفيذ العقاب"‪.‬‬

‫مبحث أول‪ :‬أساس التجريم تعمد عدم دفع النفقة وجراية الطالق‬

‫مبحث ثاني‪ :‬التتبع والمحاكمة ‪ ....‬في هذا النوع من الجرم‬

‫مالحظة ‪ :‬أساس = ‪ =( fondement‬لماذا‪ /‬التبرير)‬

‫تج در اإلش ارة إلى أن المش رع التونس ي من ذ س ن المجل ة الجنائي ة ‪ 1916‬تخلى عن آلي ة‬

‫التنفيذ على الجسد لضمان تنفيذ الديون المدنية‪ .‬كان من الممكن التنفيذ على جسد المدين‬

‫الذي ال يوفي بدينه ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫في أغلب القوانين الجزائية لم يعد هناك تنفيذ على الجسد لعدم تنفيذ االلتزامات المدنية‬

‫تجريم عدم دفع النفقة وجراية الطالق هو استثناء‪.‬‬

‫لم اذا ؟ يرج ع االهتم ام التش ريعي الس تنباط ط رق غ ير عادي ة لض مان تنفي ذ ه ذا االل تزام‬

‫المدني إلى أساس هذا االلتزام = ديون ذات صبغة معيشية‪.‬‬

‫‪: Alain Sayag , Dans son Essai : Le besoin créateur de droits‬‬

‫⏎ الحاجة تخلق الحق = الحق في تلبية الحاجة‬

‫الحاج ة = تحي ل على النقص واالفتق ار لألش ياء المعيش ية ال تي ب دونها تص بح حي اة اإلنسان‬

‫في خطر (الخصاصة ‪ /‬الفقر ‪ /‬االحتياج ‪)...‬‬

‫وعلى ه ذا األس اس ف إن تج ريم ع دم دف ع النفق ة والجراي ة يرج ع أساس ه إلى ض مان‬

‫االحتياجات االساسية ألفراد األسرة (الطعام ‪ /‬الكسوة ‪ /‬المسكن)‬

‫حاجيات فيزيولوجية عددها الفصل ‪ 50‬م أ ش‪.‬‬ ‫■‬

‫نجد أن المشرع أضاف لهذه ال حاجيات ‪ :‬الحاجة للتعليم‪.‬‬

‫نجد المشرع يعدد نفقات التعليم من ضمن محتوى النفقة‪.‬‬

‫حسب الفصل ‪ 37‬م أ ش ‪ :‬أسباب النفقة‬

‫االلتزام (‪)3‬‬ ‫القرابة (‪)2‬‬ ‫الزوجية (‪)1‬‬

‫‪2‬‬
‫الزوجية (‪( )1‬الحصة الفارطة = عالقة الجنس بالنفقة ‪)...‬‬

‫القراب ة (‪ )2‬الفص ل ‪ 43‬م أ ش يع ددهم ويقس مهم إلى ص نفين ‪ :‬األب وان واألص ول من‬

‫جهة األب وإ ن علوا ومن جهة األم في حدود الطبقة األولى واألوالد وإ ن سفلوا‪.‬‬

‫مالحظة ‪ :‬هذا التفريق بين األب واألم يعود إلى ما جاء في الفقه المالكي‪( = :‬األسرة‬

‫الذكورية)‬

‫كذلك الفصل ‪ 44‬م أ ش أضاف في خصوص نفقة االبوين وغيرهما من األصول ‪:‬‬

‫األبناء ميسوري الحال يتكفلون بهذه النفقة‪.‬‬

‫"يجب على األوالد الموس رين ذك ورا أو إناث ا‪ ،‬اإلنف اق على من ك ان فق يرا من األب وين‬

‫ومن أصول األب وإ ن علوا‪ ،‬ومن أصول األم في حدود الطبقة األولى‪".‬‬

‫الفصل ‪ 45‬م أ ش ‪ " :‬إذا تعدد االبناء وزعت النفقة على اليسار ال على الرؤوس وال‬

‫على اإلرث"‬

‫⌫ أي حسب المدخول‪.‬‬

‫مالحظة ‪ :‬تنطبق هذه القاعدة على اإلناث أيضا بالنسبة لألبناء‬

‫حدد المشرع سنة ‪ 1956‬سن استحقاق النفقة بالنسبة للذكر ‪ 16 :‬سنة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫وذلك إلى حدود سنة ‪ 1993‬وبمقتضى قانون عدد ‪ 74‬مؤرخ في ‪12/06/1993‬‬

‫رف ع المش رع من س ن اس تحقاق النفق ة ب دون تمي يز وجعله ا إلى حين بل وغ س ن‬

‫الرشد ‪ 20 :‬سنة‪.‬‬

‫وبالنس بة لمن ي درس من األبن اء – إلى نهاي ة مراح ل التعليم على أن ال يتج اوز ال‬

‫‪ 25‬سنة ‪.‬‬

‫⌫ مستوى الحاجة توسع وأصبح يمتد إلى الحاجة إلى التعليم العالي‪.‬‬

‫المشرع ميز البنت (إيجابيا) باعتبارها تستحق النفقة إلى حين زواجها أو إلى حين‬

‫يتوفر لها الكسب‪.‬‬

‫التشريع التونسي يعكس الواقع الغالب للوضعية االقتصادية للمرأة في المجتمع‪.‬‬

‫المع وق أيض ا يواص ل اس تحقاقه للنفق ة م ادامت إعاقت ه تعج زه على الكس ب و بقطع‬

‫النظر عن السن‪.‬‬

‫بالنسبة لجراية المطلقة‪:‬‬

‫الفص ل ‪ 31‬م أ ش على أن " يقض ى لمن تض رر من ال زوجين بتع ويض عن‬

‫الضرر المادي والمعنوي الناجم عن الطالق‪"...‬‬

‫الخصوصية ؟‬

‫↩ ابت داءا من تنقيح ‪ 18/2/1981‬أص بح بإمك ان الم رأة المطلق ة طلب التع ويض‬

‫عن ضررها المادي إما في شكل رأس مال أو في شكل جراية عمرية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫مالحظة ‪ :‬األسرة هي اإلطار الطبيعي والتقليدي لتلبية الحاجة المعيشية والعاطفية‪.‬‬

‫مبحث ثاني‪ :‬أركان جريمة عدم دفع النفقة وجراية الطالق‬

‫ب النظر في الفص ل ‪ 53‬مك رر م أ ش نس تنتج أن جريم ة ع دم دف ع النفق ة وجراي ة‬

‫الطالق تتطلب ركن م ادي ك أي جريم ة وه ذا ال ركن الم ادي ه و ركن م ادي س لبي‬

‫إلى جانب ركن معنوي وهو القصد (التعمد)‬

‫🡸هذه الجريمة هي جريمة قصدية‬

‫فقرة ‪ : 1‬الركن المادي‬

‫فقرة ‪ : 2‬الركن المعنوي‬

‫______________‬

‫فقرة ‪ : 1‬الركن المادي‬

‫الفص ل ‪ 53‬مك رر ‪ :‬ك ل من حكم عليه بالنفق ة أو بجراي ة الطالق ‪ ...‬فقض ى ش هرا‬

‫دون دفع محاكم عليه بأدائه ‪...‬‬

‫* ضرورة صدور حكم مدني‪:‬‬

‫يقضي على المشتكي به بأن يدفع مبلغ مادي معين‬

‫المقصود بالحكم‬ ‫‪-1‬‬

‫‪5‬‬
‫يص در الحكم بالنفق ة عن قاض ي الناحي ة (ف ‪ 39‬م م م ت) لكن أثن اء الطالق‬

‫نص المشرع عن الجلسات الصلحية ‪ :‬يمكن بطلب أحد الطرفين أو من القاضي‬

‫بتلقاء نفسه أن يصدر قرارا فوري بالنفقة (نظرا للصبغة المعيشية للنفقة)‬

‫↩ قاضي الناحية أو قاضي االسرة (قرار فوري " أو " قرار حماية")‬

‫مالحظة ‪ :‬قانون ‪ 58‬لسنة ‪ 2017‬المؤرخ في ‪ 11‬أوت ‪ 2017‬المتعلق بالقضاء على‬

‫العن ف ض د الم رأة أص بح بإمك ان قاض ي االس رة أن يص در ق رار حماي ة لفائ دة الم رأة‬

‫المعنفة من خالل تعيين النفقة‬

‫يمكن تعيين النفقة أيضا بموجب دعم الطالق‬ ‫‪+‬‬

‫النفقة تكون إما ‪:‬‬

‫خالل مدة العدة‬

‫أوفي شكل جراية عمرية إذا كان هناك حكم‬

‫لكن يمكن أن يصدر تنصيص بالنفقة عند الطالق لفائدة االبناء‪.‬‬

‫ق ام فق ه القض اء بإض افة ش رط آخ ر ‪ :‬ش رط ش كلي يتمث ل في ض رورة اإلعالم‬

‫بالحكم‪.‬‬

‫‪ -2‬ضرورة اإلعالم بالحكم‬

‫‪6‬‬
‫حسب ما جرى عليه العمل القضائي ال يكفي صدور حكم لفتح الباب للتشكي من جريمة‬

‫إهمال عيال بل يجب كذلك وصول اإلعالم القانوني للمدين عن طريق عدل منفذ يدعو فيه‬

‫لاللتزام بالحكم وتنفيذه‬

‫أمثلة لبعض القرارات ‪:‬‬

‫قرار تعقيبي جزائي صادر بتاريخ ‪ 23‬ماي ‪1999‬‬

‫" جريم ة إهم ال العي ال هي جريم ة قص دية ‪ ...‬ك ل ذل ك بع د أن ق ام المحك وم ل ه ب إعالم‬

‫المحكوم ضده (العلم بطريقة قانونية) وإ ذا ظهر أن المستفيد من حكم النفقة لم يقم بواجب‬

‫اإلعالم فإن المحكوم عليه يكون في حل من األداء"‪.‬‬

‫االمتناع عن الدفع طيلة شهر ‪( :‬التلدد)‬ ‫‪-1‬‬

‫يتمثل في عدم الدفع وهناك صعوبة في إثبات حقيقة التلدد وإ ثبات األفعال السلبية‪.‬‬

‫وض ع المش رع أجال وه و ش هرا ف إن تم تج اوزه ب دون ال دفع اعت بر المحك وم علي ه متل ددا‬

‫ووضع المشرع نقطة انطالق احتساب هذا األجل من تاريخ اإلعالم بهذا الحكم‪.‬‬

‫فصل ‪ 141‬م إ ع ‪ :‬الشهر هو ‪ 30‬يوما كاملة‬

‫المدة الزمنية ضرورية فقبل تنقيح ‪ 1981‬كان هذا األجل ‪ 3‬أشهر وبموجب تنقيح‬

‫‪ 1981‬تم التخفيض منه وذلك نتيجة الحاجة ‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫مالحظة ‪ " :‬إهمال العيال" موجود منذ سنة ‪1926‬‬

‫الفقرة ‪ : 2‬الركن المعنوي‪:‬‬

‫طبقا للفصل ‪ 53‬مكرر م أ ش ال يكفي عدم دفع مال النفقة أو جراية الطالق لقيام أركان‬

‫جريمة إهمال عيال بل يجب أن يمتنع المدين عن الوفاء عمدا‪ .‬هذه الجريمة هي جريمة‬

‫قصدية ولم يطرأ عن هذا الركن القصدي أي تغيير منذ أمر ‪ 1926‬رغم تعدد التنقيحات‪.‬‬

‫↲ محكمة التعقيب ‪ :‬تؤكد على ذلك في قرارها الجزائي بتاريخ ‪ 21‬جوان ‪1989‬‬

‫" إن جريم ة إهم ال العي ال من الج رائم القص دية ال تي ال تت وفر أركانه ا إال بت وفر ال ركن‬

‫القصدي وهو سوء النية والتعمد على عدم الخالص والبقاء شهرا كامال بعد اإلعالم دون‬

‫دفع ما يجب دفعه‪".‬‬

‫اإلشكالية ‪:‬‬

‫‪-‬من يثبت الركن القصدي؟‬

‫‪-‬كيف يتم إثبات أن عدم الدفع كان عمدا؟‬

‫كانت هذه المسألة موضوع جدل بين موقفين ‪:‬‬

‫الموقف األول ‪ :‬يرى أصحاب هذا الموقف أن سوء النية مفترض في المدين الذي ال يدفع‬

‫الموقف الثاني‪ :‬عنصر القصد ال يمكن أن يفترض وبذلك فإن على المدعي إثباته‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫🡸 فقه القضاء التونسي يتبنى الموقف األول أي يفترض سوء النية انطالقا من واقعة عدم‬

‫الدفع طيلة شهر بعد اإلعالم‪.‬‬

‫هناك قرينة ‪ :‬من لم يدفع طيلة شهر هو سيء النية وتعمد ذلك‪.‬‬

‫لكن هذه القرينة يمكن دحضها أي يصبح المدين متحمل لعبء إثبات العكس عليه‬

‫إثبات حسن نيته أي انتفاء ركن القصد‪.‬‬

‫هنالك العديد من األسباب أي يمكن أن يعتمد عليها إلقناع المحكمة بعدم توفر سوء‬

‫النية‪.‬‬

‫الس بب الرئيس ي ال ذي ينفي س وء الني ة على المحك وم علي ه بالنفق ة ه و العس ر أي‬

‫المحكوم ضده لكي يتفصى من المسؤولية الجزائية عليه أن يثبت أنه لم يدفع ال عن‬

‫سوء بل بسبب إعساره‬

‫المقصود بالعسر‪ :‬هل يكفي أن ال يكون لك مال كي تكون معسرا ؟‬

‫اإلعس ار مفه وم غ امض وص عب التحق ق مث ال‪ :‬عام ل ي ومي ليس ل ه أج ر ش هري‬

‫يعمل يوم ويوم آخر ال ‪ ...‬هل يمكن اعتباره معسرا؟‬

‫فقه القضاء ‪ :‬ال‬

‫القاضي قد سبق له أن أخذ بين االعتبار للوضعيات المالية المتغيرة أثناء تقديم النفقة‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫وذهبت محكم ة التعقيب إلى اعتب ار ش هادة الفق ر المس لمة من العم دة وإ ن ك انت تفي د الفقر‬

‫فعال فإنه ا ال تع ني إنتف اء عنص ر القص د في جريم ة إهم ال العي ال ذل ك أن ه ك ان بإمك ان‬

‫المدين البحث والحصول على عمل لو كان األبناء ال يزالون ساكنين مع أبيهم‪.‬‬

‫قرار تع ‪ 14‬مارس ‪1993‬‬

‫" إن عس ر ال زوج ع ذر ي برر المتهم من العقوب ة وإ ذا ب رر المتهم ذل ك وادلى بش هادة تفي د‬

‫عسره وجب على المحكمة اعتبار هذه الشهادة ما لم يقع ردها بأمور يشملها الملف"‬

‫المبحث ‪ : 3‬الخصوصيات اإلجرائية‬

‫خصوصية ‪ : 1‬ضرورة التشكي ‪:‬‬

‫خصوصية إجرائية كبرى وجاء بها تنقيح ‪12/07/1993‬‬

‫قرار تعقيبي جزائي مؤرخ في ‪31/08/1973‬‬

‫" خالص المتهم في مبلغ النفقة بعد إحالته من أجل جريمة اإلهمال ال يمحو الجريمة"‬

‫وذلك ألنه لم يكن هناك استثناء ← جاء بموجب قانون جويلية‪.‬‬

‫فصل ‪ 53‬مكرر ‪ :‬ينص في فقرته األخيرة أن األداء يوقف التتبعات أو المحاكمة أو تنفيذ‬

‫العقاب أي في أي مرحلة من المراحل يمكن من المحكوم ضده أن يدفع النفقة أو الجراية‬

‫وبذلك يتم إيقاف التتبعات (مرحلة التتبع)‬

‫‪10‬‬
‫إيقاف المحاكمة ‪ /‬إيقاف تنفيذ الحكم‬

‫الفقرة األخيرةمن الفصل = آلية من آليات ضمان تنفيذ النفقة‬

‫بعد قانون ‪ : 1993‬قرار تعقيبي عدد ‪ 5412‬مؤرخ في ‪9/11/2000‬‬

‫" من أركان جريمة إهمال عيال الركن المعنوي المتمثل في تعمد الزوج اإلمساك‬

‫عن ب ذل النفق ة المحك وم به ا لكن طالم ا تص ادق للطرف ان على اس تئناف الحي اة‬

‫الزوجي ة ف إن مفع ول ه ذا الحكم ينتهي بم وجب تص الحهما والرج وع إلى مس اكنة‬

‫بعضهما‪.‬‬

‫‪11‬‬

You might also like