You are on page 1of 17

2014 ‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي‬ ‫هنية‬.‫ قصاص‬.‫د‬.

‫ط‬
733 ‫ ص‬- 717 ‫ص‬

2014 ‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي لعام‬


On the duality of the executive branch in the Tunisian constitution2014

2020/01/08 :‫تاريخ النشر‬ 2019/12/28 :‫ تاريخ القبول‬2019/09/29 :‫تاريخ االرسال‬

‫ قصاص هنية‬.‫د‬.‫ط‬
1‫جامعة الجزائر‬
guessas.hana@yahoo.fr

: ‫ملخص‬
‫ نظام سياس ي مغاير ملا كان قبله استجابة‬2014 ‫أحدث الدستور التونس ي لعام‬
‫ مغيرا من شكل السلطة التنفيذية بالتقليص من‬،‫ملطالب التغيير التي جاءت مع الثورة‬
‫ وبالتالي توزيع ممارسة السلطة‬،‫صالحيات رئيس الجمهورية لصالح رئيس الحكومة‬
‫التنفيذية بينهما بشكل يكرس ألول مرة في الدستور التونس ي ثنائية حقيقية للسلطة‬
.‫التنفيذية‬
. ‫ السلطة التنفيذية ؛ رئيس الجمهورية ؛ رئيس الحكومة‬: ‫الكلمات املفتاحية‬

Abstract:
The Tunisian constitution of 2014 created a different political system than
before in response to the demands for change that came with the revolution,
changing the form of the executive branch by reducing the powers of the
President of the Republic in favor of the head of government, thus distributing the
exercise of executive power between them in a way that is enshrined for the first
time in the constitution Tunisian is a true duality of the executive Branch.
Keywords: President of the Republic ; Head of Government ; Executive power.

717 2019 ‫ السنة‬- 02 ‫ العدد‬- 04 ‫ املجلد‬- ‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر ثنائية السلطة التنفيذية إحدى الركائز األساسية التي يقوم عليها النظام‬
‫البرملاني‪ ،‬وهي تستوجب وجود مؤسستين مختلفتين ومستقلتين عن بعضهما البعض رئيس‬
‫الدولة من جهة ورئيس الوزراء أو رئيس الحكومة وحكومته من جهة‪ ،1‬على خالف النظام‬
‫الرئاس ي الذي فيه السلطة التنفيذية أحادية‪ ،‬فالرئيس يجمع بين رئاسة الدولة ورئاسة‬
‫الحكومة‪.2‬‬
‫وتونس منذ أول دستور لها اتجهت نحو تركيز السلطة بيد رئيس الجمهورية‪ ،‬فانفرد‬
‫بممارسة السلطة التنفيذية‪3‬أين أسس دستور ‪ 19594‬لنظام األحادية وكل التعديالت التي‬
‫أدخلت عليه كرست عن طريق ثنائية تنفيذية صورية‪ 5‬ذلك مقلصة من دور ومكانة‬
‫الوزير األول على رأس الحكومة‪ .‬فمن الوزير الرئيس إلى الوزير املعيد أي من وزير أول رئيس‬
‫الحكومة ومنافس لرئيس الدولة إلى وزير أول مجرد معيد أو معين لرئيس الدولة‪ ،6‬مما‬
‫جعل الحكومة بمثابة األداة التنفيذية لرئيس الجمهورية والدرع الواقي له عند إثارة‬
‫املسؤولية السياسية للسلطة التنفيذية‪.7‬‬
‫ودستور ‪ 20148‬جاء بعد الفترة االنتقالية التي فرضتها أحداث الثورة التونسية وما‬
‫تبعها من أحداث ما دفع بواضعي هذا دستور إلى إحداث قطيعة مع النظام السياس ي‬
‫السابق وما صحبه من انحرافات إلى تعزيز مكانة الحكومة من خالل التوجه إلى اعتماد‬
‫نظام يبدو قريبا من النموذج البرملاني كنظام سياس ي‪ ،9‬فأدخل العديد من التعديالت فيما‬
‫تعلق بالسلطة التنفيذية متجها للحد من الصالحيات املطلقة لرئيس الجمهورية في هذا‬
‫املجال أين ألغى منصب الوزير األول واستبدله برئيس الحكومة وتدعيم مركزه كقطب ثاني‬
‫للسلطة التنفيذية‪.‬‬
‫واعتبارا ملا تقدم يثار لنا اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫‪-‬كيف كرس دستور ‪ 2014‬ثنائية السلطة التنفيذية؟ وهل وضع حدود واضحة‬
‫الختصاص كل من رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة تضمن تقاسم واضح وحقيقي‬
‫للسلطة التنفيذية بينهما؟‬
‫و لدراسة هذا املوضوع سنعتمد على املنهج الوصفي والذي يهتم بالحقائق العلمية‬
‫ويصفها كما هي ومن ثم تفسيرها‪ ،‬باإلضافة إلى املنهج التحليلي الذي يعتمد على تحليل‬
‫النصوص الدستورية والقانونية‪ ،‬بغرض مناقشة هذه اإلشكالية من خالل هذه الورقة‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪718 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫البحثية بالتطرق إلى ثنائية السلطة التنفيذية من الناحية العضوية في الدستور التونس ي‬
‫بطبيعة الحال (املبحث األول)‪ ،‬وكذا إلى ثنائية السلطة التنفيذية من الناحية الوظيفية‬
‫(املبحث الثاني)‪.‬‬
‫املبحث األول ‪ :‬السلطة التنفيذية من الناحية العضوية‬
‫ينص الفصل ‪ 71‬من الدستور التونس ي الحالي على‪" :‬يمارس السلطة التنفيذية‬
‫رئيس جمهورية و حكومة يرأسها رئيس الحكومة"‬
‫فالسلطة التنفيذية ككل السلطات راجعة أصالة للشعب‪ ،‬وتمارس نيابة عنه من‬
‫طرف جهتين اثنتين‪ 10‬هما رئيس الجمهورية املنتخب مباشرة من قبل الشعب(املطلب‬
‫األول)‪ ،‬والحكومة التي يرأسها رئيس الحكومة وينال الثقة لحكومته من مجلس نواب‬
‫الشعب املنتخب بدوره مباشرة من الشعب (املطلب الثاني)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الشرعية الشعبية لرئيس الجمهورية‬
‫يتم في نطاق األنظمة التي تمزج بين النظام الرئاس ي والنظام البرملاني تعيين الرئيس‬
‫مباشرة من قبل الشعب‪ ،‬وتخضع عملية تعيين الرئيس عن طريق االقتراع العام إلى‬
‫إجراءات ال تختلف عن تلك املتبعة النتخابه في نطاق األنظمة الرئاسية‪.11‬‬
‫شكل املبدأ االنتخابي ثورة على التقاليد السياسية التونسية بعد إطاحة النظام‬
‫امللكي‪ ،‬حيث حلت املشروعية االنتخابية محل املشروعية التاريخية الوراثية‪ ،‬ليتمتع إثر‬
‫ذلك رئيس الجمهورية املنتخب بمشروعية شعبية ال تضاهيها إال تلك التي يتمتع بها أعضاء‬
‫املجلس النيابي‪ ،12‬مخالفا بذلك األنظمة البرملانية‪ ،‬ولم يغير دستور ‪ 2014‬من طريقة‬
‫انتخاب رئيس الجمهورية عن طريق االقتراع العام املباشر والسري باألغلبية املطلقة في‬
‫دورتين ملدة خمس سنوات‪.13‬‬
‫وهو ما سنتناوله في هذا املطلب بالتعرض لشروط ترشح رئيس الجمهورية (الفرع‬
‫األول) وكذا إجراءات انتخابه (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬شروط الترشح ملنصب رئيس الجمهورية‬
‫يعتبر الترشح لالنتخابات في تونس حقا دستوريا يقتض ي تكريسه االعتراف بمبدأ‬
‫عمومية الترشح قياسا على مبدأ االقتراع العام على أساس من املساواة بين كل الناخبين‬
‫لكن الحق ال يستحق أحيانا إال بتوافر جملة من الشروط‪ ،14‬والتي نص عليها الفصل ‪74‬‬
‫من الدستور التونس ي وتختلف قليال عن تلك الواردة في دستور ‪ 1959‬من حيث التخفيف‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪719 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫من شرط الجنسية‪ ،‬والتخفيض سن الترشح مع عدم تحديد السن القصوى للترشح‪ ،‬وكذا‬
‫التوسيع من شرط تزكية املترشح‪ ،‬وتتمثل هذه الشروط الواردة في الفصل ‪ 74‬بـ ‪:‬‬
‫‪-‬التمتع بصفة الناخب‪.‬‬
‫‪-‬الجنسية التونسية األصلية وإذا كان حامال لجنسية غير الجنسية التونسية فإنه يقدم‬
‫ضمن ملف ترشحه تعهدا بالتخلي عن الجنسية األخرى عند التصريح بانتخابه رئيسا‬
‫للجمهورية‪ ،‬وبالتالي لم يعد حمل جنسية أخرى مانعا من موانع الترشح‪ ،‬وإنما أصبح حالة‬
‫من حاالت التنافي على عكس ما كان في دستور ‪.151959‬‬
‫‪-‬أن يدين بدين اإلسالم‪ ،‬بطبيعة الحال على اعتبار أن دين الدولة التونسية اإلسالم‪16.‬‬

‫‪-‬أن يكون بالغ ‪ 35‬سنة يوم اإلقتراع‪ ،‬ومنه قد خفض دستور ‪ 2014‬سن الترشح التي كانت‬
‫‪ 40‬سنة على األقل و ‪ 75‬سنة على األكثر‪.‬‬
‫‪-‬أن يتم تزكية املترشح من قبل عدد من أعضاء مجلس نواب الشعب أو رؤساء مجالس‬
‫الجماعات املحلية املنتخبة أو الناخبين املرسمين‪ ،‬والتي حدده القانون األساس ي‬
‫االنتخابي‪ 17‬في الفصل ‪ 41‬منه ب ‪ 10‬نواب من مجلس نواب الشعب‪ ،‬و ‪ 40‬من رؤساء‬
‫املجالس الجماعات املحلية واملنتخبة و ‪ 10‬أالف من الناخبين املرسمين واملوزعين على ‪10‬‬
‫دوائر انتخابية على األقل وأن ال يقل عددهم عن ‪ 500‬ناخب بكل دائرة‪ ،‬وبالتالي دستور‬
‫‪ 2014‬كسر شرط التزكية التعجيزي الذي كان في ظل الدستور السابق بتوسيع دائرة‬
‫التزكية لتشمل الناخبين املرسمين‪18.‬‬

‫وكذلك نص الفصل ‪ 42‬من القانون االنتخابي على شرط الضمان املالي‪ ،‬بأن يؤمن‬
‫املترشح لدى الخزينة العامة للبالد التونسية ضمانا ماليا قدره عشرة آالف دينار ال يتم‬
‫استرجاعه إال عند حصوله على ‪ %3‬على األقل من عدد األصوات املصرح بها ‪ ،‬وذلك‬
‫بهدف ضمان الجدية في طلبات الترشح‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬إجراءات انتخاب رئيس الجمهورية‬
‫حسب الفصل ‪ 75‬من الدستور التونس ي ينتخب رئيس الجمهورية خالل األيام‬
‫الستين األخيرة من املدة الرئاسية انتخابا عاما‪ ،‬مباشرا‪ ،‬سريا وباألغلبية املطلقة لألصوات‬
‫املصرح بها‪ ،19‬وفي حالة عدم حصول أي من املترشحين على األغلبية املطلقة في الدورة‬
‫األولى‪ ،‬تنظم دورة ثانية خالل األسبوعين التاليين لإلعالن عن النتائج النهائية للدورة‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪720 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫األولى‪ ،‬ويتقدم للدورة الثانية املترشحان املحرزان على أكثر عدد من األصوات في الدورة‬
‫األولى‪.‬‬
‫ويمكن االقتراع في دورتين من دعم مشروعية رئيس الجمهورية الذي ينتخب من قبل‬
‫أكثر من نصف الناخبين ويتم بفضل هذه الطريقة تفادي عيوب االقتراع في دورة واحدة‬
‫والتي تمكن املترشح املتحصل على األكثر عددا من األصوات بالفوز مهما كانت هذه األغلبية‬
‫مطلقة أو بسيطة وذلك بغض النظر عن مجموع األصوات التي يتحصل عليها املترشحون‬
‫اآلخرون‪ ،‬فالدورة الثانية تجعل املترشح الفائز بفضل القاعدة الشعبية التي صوتت له‬
‫ممثال للمجموعة الوطنية ومتمتعا بنفوذ معنوي واسع إزاء الجميع‪.20‬‬
‫وإذا توفى أحد املترشحين في الدورة األولى أو أحد املترشحين لدورة اإلعادة‪ ،‬يعاد فتح‬
‫باب الترشح وتحديد املواعيد االنتخابية من جديد في أجل ال يتجاوز ‪ 45‬يوما‪ ،‬وال يعتد‬
‫باالنسحاب في الدورة األولى أو الدورة الثانية‪ ،‬ذلك أن الدستور التونس ي اهتم بمسألة‬
‫االنسحاب طاملا تم الترشح وهو ما يسمح بغلق الباب أمام بعض الترشحات الوقتية التي‬
‫تهدف إلرباك اآلخرين ملصلحة مترشح آخر ثم االنسحاب بعد ذلك‪.21‬‬
‫ويتم التصريح في الدور الثاني بفوز املترشح املتحصل على أغلبية األصوات‪ ،‬وإذا‬
‫تساوى عدد األصوات بين عدد املترشحين يتم تقديم املترشح األكبر سنا‪.22‬‬
‫وتفتح الحملة االنتخابية الخاصة باالنتخابات الرئاسية قبل يوم االقتراع ب ‪ 23‬يوماـ‬
‫وفي صورة إجراء دورة ثانية تفتتح الحملة االنتخابية كذلك في اليوم املوالي لإلعالن عن‬
‫النتائج النهائية للدورة األولى ‪ ،‬وتنتهي في كل الحاالت ‪ 24‬ساعة قبل يوم االقتراع‪.‬‬
‫وحسب الفصل ‪ 52‬من القانون االنتخابي التونس ي تخضع الحملة إلى املبادئ‬
‫األساسية تتمثل في حياد اإلدارة وأماكن العبادة‪ ،‬حياد وسائل اإلعالم الوطنية‪ ،‬شفافية‬
‫الحملة من حيث مصادر تمويلها وطرق صرف األموال املرصودة لها‪ ،‬املساواة وضمان تكافؤ‬
‫الفرص لجميع املترشحين‪ ،‬احترام الحرمة الجسدية للمترشحين والناخبين وأعراضهم‬
‫وكرامتهم‪ ،‬وعدم املساس بحرمة الحياة الخاصة واملعطيات الشخصية للمترشحين وعدم‬
‫الدعوة إلى الكراهية والعنف والتعصب والتمييز‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪721 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬املشروعية االنتخابية لرئيس الحكومة‬


‫إن النظام السياس ي التونس ي بعد ثورة جانفي ‪ 2011‬و دستور ‪ 2014‬كرس ثنائية‬
‫تنفيذية حقيقية أين قيد سلطة رئيس الجمهورية في تعيين الوزير األول (الفرع األول) أو‬
‫إعفائه من صالحياته بكل حرية (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تقييد سلطة رئيس الجمهورية في تعيين رئيس الحكومة‬
‫إن النظام السياس ي التونس ي قبل ثورة جانفي ‪ 2011‬وقبل دستور ‪ 2014‬كان يكرس‬
‫ثنائية تنفيذية صورية أين لرئيس الجمهورية السلطة املطلقة في تعيين الوزير األول وال‬
‫دخل للسلطة التشريعية عند تعيينه أو إقالته‪ ،23‬وذلك بموجب الفصل ‪ 50‬من الدستور‬
‫السابق‪ .‬فكان الوزير األول ال يستمد مشروعيته من مساندة حزبية أو شعبية أو برملانية‬
‫وإنما يستمدها من إرادة رئيس الجمهورية وحده‪ ،‬وقد جرى العرف على تعيين الوزير األول‬
‫بصفة مستقلة عن الوزراء وهذا نظرا للمكانة التي يحتلها مقارنة مع املكانة التي يتمتع بها‬
‫الوزراء‪ ،‬ومدام التعيين يتم من طرف رئيس الجمهورية هذا يدل على أنه ال تقاسم‬
‫متساوي للسلطة بين رئيس الجمهورية والوزير األول‪.24‬‬
‫لكن بإقرار ثنائية السلطة التنفيذية في دستور ‪ 2014‬واستحداث منصب رئيس‬
‫الحكومة‪ ،‬تم تقييد سلطة رئيس الجمهورية في تعيين رئيس الحكومة فنص الفصل ‪89‬‬
‫منه على‪ ...." :‬في أجل أسبوع من اإلعالن عن النتائج النهائية لالنتخابات‪ ،‬يكلف رئيس‬
‫الجمهورية مرشح الحزب أو االئتالف االنتخابي املتحصل على أكبر عدد من املقاعد‬
‫بمجلس نواب الشعب‪ ،‬بتكوين حكومة خالل شهر يجدد مرة واحدة"‬
‫نالحظ من نص هذا الفصل أن حرية رئيس الجمهورية في تعيين الوزير األول الذي‬
‫يراه مناسب وفق منظوره الشخص ي قد تم تقييدها‪ ،‬وأصبح مفروضا عليه أن يقوم‬
‫بتكليف مرشح الحزب الحائز على ثقة البرملان مراعيا لالنتماء السياس ي والتمثيل النيابي‬
‫وتحكيم إرادة الشعب وهذا من خصائص األنظمة البرملانية‪ ،25‬وبالتالي نالحظ حتى‬
‫املصطلح تغير تكليف وليس تعيين‪ ،‬ومنه اختصاص رئيس الجمهورية في تعيين رئيس‬
‫الحكومة هنا اختصاص شكلي على اعتبار أنه ال يتمتع بسلطة تقديرية في عملية اختيار‬
‫رئيس الحكومة‪.26‬‬
‫ويمكن القول أن رئيس الحكومة أصبح يستند على شرعية شعبية بصورة غير‬
‫مباشرة‪ ،‬كما أن الحكومة بموجب دستور ‪ 2014‬تنبثق من البرملان إذ ال يمكن لها مباشرة‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪722 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫مهامها في صورة عدم تمتعها بثقة أغلبية النواب حتى عند تجاوز األجل املحدد دون تكوين‬
‫الحكومة‪ ،‬أو في حالة عدم الحصول على ثقة مجلس نواب الشعب يقوم رئيس الجمهورية‬
‫في أجل ‪ 10‬أيام بإجراء مشاورات مع األحزاب واالئتالفات والكتل النيابية لتكليف‬
‫الشخصية األقدر من أجل تكوين حكومة في أجل شهر‪.27‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬إنهاء مهام رئيس الحكومة خارج صالحيات رئيس الجمهورية‬
‫إن إنهاء مهام رئيس الحكومة لم تعد من سلطات رئيس الجمهورية مثلها مثل مسألة‬
‫تعيين رئيس الحكومة التي أصبحت مقيدة بنتائج انتخابات مجلس نواب الشعب‪ ،‬أين‬
‫أصبح رئيس الحكومة مسؤول هو وحكومته فقط أمام مجلس نواب الشعب كما في‬
‫األنظمة البرملانية وهو ما نص عليه صراحة الفصل ‪ 95‬من دستور ‪" :2014‬الحكومة‬
‫مسؤولة أمام مجلس النواب"‬
‫ومنه يمكن القول أن الحكومة بعد أن كانت ال تتمتع باالستقاللية الهيكلية‬
‫والوظيفية ومسؤولة عن تصرفاتها لدى رئيس الجمهورية‪ ،‬أصبحت هذه األخيرة تمتلك‬
‫سياسة تنفيذية خاصة بها تسهر على تنفيذها ومسؤولة عنها أمام مجلس النواب‪.28‬‬
‫حيث تنص الفقرة الثانية من الفصل ‪ 99‬على مسألة حصول الحكومة على ثقة‬
‫مجلس الشعب فإذا لم تحصل عليها عدت مستقيلة وتنهى مهامها‪ ،‬وكذلك الفصل ‪97‬‬
‫ينص على التصويت على الئحة لوم ضد الحكومة ومن خاللها تسحب الثقة من الحكومة‪.‬‬
‫املبحث الثاني ‪ :‬السلطة التنفيذية من الناحية الوظيفية‬
‫في ظل الدستور السابق كانت الوظيفة التنفيذية يمارسها رئيس الجمهورية والوزير‬
‫األول ال يملك سوى مساعدة رئيس الجمهورية فقط‪ ،‬لكن دستور ‪ 2014‬بتكريسه ثنائية‬
‫السلطة التنفيذية تم وضع حد الحتكار رئيس الجمهورية ملمارسة السلطة التنفيذية‬
‫بتفعيل دور رئيس الحكومة في ذلك فأصبحت الوظيفة التنفيذية يتقاسمها رئيس‬
‫الجمهورية ورئيس الحكومة‪ ،‬بجعل مجاالت مخصصة حصريا لرئيس الجمهورية وأخرى‬
‫لرئيس الحكومة (املطلب األول)‪ ،‬مع وجود بعض املجاالت املشتركة بينهما (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪723 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫املطلب األول ‪ :‬الصالحيات املنفردة لكل منهما‬


‫إن رئيس الدولة في نطاق األنظمة البرملانية ال يمارس صالحيات فعلية فكل قراراته‬
‫املتعلقة بشؤون الدولة ال تكون ملزمة إال إذا كانت مصحوبة بتوقيع الوزير األول‪ ،29‬لكن‬
‫النظام السياس ي التونس ي املكرس في دستور ‪ 2014‬اتجه إلى منح رئيس الجمهورية سلطات‬
‫يمارسها بصفة منفردة ال تحتاج إلى موافقة رئيس الحكومة (الفرع األول)‪ ،‬وكذا جرد رئيس‬
‫الجمهورية من العديد من الصالحيات التي كانت حكرا له في ظل الدستور السابق ومنح‬
‫صالحية ممارستها لرئيس الحكومة بصفة منفردة (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الصالحيات املنفردة لرئيس الجمهورية‬
‫إن هيمنة رئيس الجمهورية على النظام السياس ي التونس ي في ظل الدستور السابق‬
‫دفعت واضعي دستور ‪ 2014‬إلى الحد من الصالحيات التي كان يمارسها وتقليص نطاقها‪،‬‬
‫إال أن لم تنتهي إلى رئاسة شرفية كما هي الحال في األنظمة البرملانية‪ ،30‬وقد تم حصر هذه‬
‫الصالحيات واملتعلقة باملجال التنفيذي لرئيس الجمهورية في مجاالت األمن والدفاع‬
‫والسياسة الخارجية‪ ،‬وذلك حسب الفقرة األولى من الفصل ‪ 77‬من دستور ‪.201431‬‬
‫على اعتبار أن رئيس الجمهورية هو املمثل األول للدولة‪ ،‬قد أسند له دستور ‪2014‬‬
‫االختصاصات املتصلة بضبط السياسة العامة في مجاالت الدفاع والعالقات الخارجية‬
‫واألمن القومي‪ ،‬ويستشير في ذلك رئيس الحكومة شريكه في السلطة التنفيذية‪ ،‬إن هذه‬
‫االستشارة وإن كانت وجوبية فإنها غير ملزمة حيث ال ش يء يلزم رئيس الدولة إتباع نفس‬
‫الرأي الذي قدمه له رئيس الحكومة‪.32‬‬
‫كما يتولى انطالقا من اختصاصه هذا برئاسة مجلس الوزراء في مجاالت الدفاع‬
‫والعالقات الخارجية واألمن القومي املتعلق بحماية الدولة والتراب الوطني من التهديدات‬
‫الداخلية والخارجية وذلك طبقا للفقرة الثالثة من الفصل ‪ 93‬من الدستور‪.‬‬
‫كما نصت الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 77‬من دستور ‪ 2014‬على اختصاص رئيس‬
‫الجمهورية بقيادة القوات املسلحة وهي منسجمة بطبيعة الحال مع دور رئيس الجمهورية‬
‫في ضبط السياسات العامة في مجال الدفاع‪ ،33‬ويتولى التعيينات واإلعفاءات في الوظائف‬
‫العليا العسكرية بعد استشارة رئيس الحكومة‪ .‬ونجد هذه الصيغة املتعلقة بقيادة رئيس‬
‫الجمهورية للقوات املسلحة التي تذكر بمبدأ علوية السلطة السياسية على السلطة‬
‫العسكرية في العديد من دساتير األنظمة املختلطة‪.34‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪724 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬الصالحيات املنفردة لرئيس الحكومة‬


‫في دستور ‪ 2014‬تعززت مكانة رئيس الحكومة داخل الجهاز التنفيذي بأن أصبح‬
‫الشريك الفعلي لرئيس الجمهورية‪ ،‬وقطب رحى الحياة السياسية في تونس‪ ،35‬بأن أسند له‬
‫صالحيات هامة كانت حكرا على رئيس الجمهورية في الدستور السابق‪ ،‬وتتمثل في اختيار‬
‫رئيس الحكومة أعضاء حكومته وإنهاء مهامهم (الفقرة األولى)‪ ،‬وضبط السياسة العامة‬
‫ورئاسة مجلس الوزراء (الفقرة الثانية)‪ ،‬وكذا ممارسة السلطة الترتيبية العامة (الفقرة‬
‫الثالثة)‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬اختيار أعضاء حكومته وإنهاء مهامهم‬
‫بعد أن كانت سلطة اختيار الوزراء وتعيينهم سلطة يختص بها رئيس الجمهورية في‬
‫الدستور السابق‪ ،‬أصبحت بموجب الفقرة األولى من الفصل ‪ 89‬من دستور ‪ 2014‬والتي‬
‫تنص على‪" :‬تتكون الحكومة من رئيس ووزراء وكتاب دولة يختارهم رئيس الحكومة‬
‫بالتشاور مع رئيس الجمهورية بالنسبة لوزارتي الخارجية والدفاع"‬
‫ومنه رئيس الحكومة هو املسؤول عن تركيبة الحكومة ولكن هذه الحرية مقيدة‬
‫سياسيا بموافقة الحزب أو األحزاب التي تدعم الحكومة في مجلس النواب‪ ،36‬وبعد أن تنال‬
‫الحكومة ثقة مجلس النواب بناءا على عرض برنامج عملها يقوم رئيس الجمهورية بتسمية‬
‫رئيس الحكومة وأعضائها‪ ،‬وبالتالي ال تظهر سلطة رئيس الجمهورية في اختيار أو رفض‬
‫أعضاء الحكومة وإنما فرض عليه الدستور تسمية أعضاء الحكومة الذين اختارهم رئيس‬
‫الحكومة وحازوا على ثقة مجلس النواب‪.‬‬
‫واملؤسس الدستوري التونس ي إن فرض على رئيس الحكومة التشاور مع رئيس‬
‫الجمهورية فيما يتعلق بتعيين وزير الخارجية ووزير الدفاع فذلك اعتبا ًرا أن رئيس‬
‫الجمهورية املسؤول األول على العالقات الخارجية والدفاع الوطني‪ .‬إال أن عدم انتماء‬
‫رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة املكلف إلى نفس الحزب أو االئتالف الحزبي قد يؤدي إلى‬
‫تعطيل أو إلى توقف مسار تشكيل الحكومة الذي يفترض وجود توافق وانسجام بين قطبي‬
‫السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫كما عقد دستور ‪ 2014‬لرئيس الحكومة االختصاص بإنهاء مهام أحد أعضاء‬
‫حكومته وهو ما نصت عليه الفقرة الثانية من الفصل ‪ " :92‬يختص رئيس الحكومة‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪725 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫ب‪ .......:‬إقالة أعضاء الحكومة أو البت في استقالته‪ ،‬وذلك بالتشاور مع رئيس‬


‫الجمهورية إذا تعلق األمر بوزير الخارجية ووزير الدفاع"‬
‫ومنه إقالة أو قبول استقالة أي عضو في الحكومة بيد رئيس الحكومة وال يتطلب‬
‫ذلك مرور عبر مجلس نواب الشعب على خالف اشتراط الحصول ثقة مجلس نواب‬
‫الشعب قبل تعيين أعضاء الحكومة‪.37‬‬
‫وكما استشار رئيس الحكومة رئيس الجمهورية في اختيار وزير الدفاع ووزير الخارجية‬
‫يستشيره كذلك إن أراد إنهاء مهام أحدهما أو كالهما‪ ،‬لكن بغض النظر عن هذه‬
‫االستشارة فالقرار يبقى بيد رئيس الحكومة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬ضبط السياسة العامة ورئاسة مجلس الوزراء‬
‫أخرج دستور ‪ 2014‬مسألة ضبط السياسة العامة ورئاسة مجلس الوزراء ألول مرة‬
‫في تونس من اختصاص رئيس الجمهورية وجعلها من اختصاص وصالحيات رئيس‬
‫الحكومة‪ ،‬وذلك حسب ما نص عليه الفصل ‪ 91‬منه‪ " :‬يضبط رئيس الحكومة السياسة‬
‫العامة للدولة‪ ،‬مع مراعاة مقتضيات الفصل ‪ ،77‬ويسهر على تنفيذها"‬
‫واختصاص رئيس الحكومة هذا بضبط السياسة العامة ال يستثنى منه إال ما أبقاها‬
‫دستور ‪ 2014‬لرئيس الجمهورية واملتعلقة بمهمة ضبط السياسة العامة في مجاالت‬
‫الدفاع والعالقات الخارجية واألمن القومي لكن جعلها املؤسس الدستوري مرتبطة أيضا‬
‫باستشارة رئيس الحكومة وذلك حسب الفصل ‪ 77‬من الدستور‪.‬‬
‫وحسب البعض فإن رئيس الحكومة هو صاحب الدور األساس ي واملركزي في ضبط‬
‫االختيارات األساسية واألهداف املرسومة للدولة‪ ،38‬بل أبعد من ذلك حتى مجال‬
‫اختصاص رئيس الجمهورية في ضبط السياسة العامة جعله مقرون باستشارة رئيس‬
‫الحكومة‪.‬‬
‫ويرأس على هذا األساس رئيس الحكومة عمال بالفصل ‪ 93‬من الدستور مجلس‬
‫الوزراء‪ 39‬ويدعو إلى انعقاده ويضبط جدول أعماله‪ ،‬ويرأس كذلك رئيس الجمهورية بناءا‬
‫على الفقرة الثالثة من نفس الفصل وجوبا مجلس الوزراء في مجاالت الدفاع والعالقات‬
‫الخارجية واألمن القومي املتعلق بحماية الدولة والتراب الوطني من التهديدات الداخلية‬
‫والخارجية‪ ،‬وله أن يحضر ما عداها من مجالس وزراء وعند حضوره يرأس املجلس‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪726 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫وهنا داللة واضحة على أن الحكومة ترجع بالنظر من الناحية الهيكلية لرئيس‬
‫الحكومة ال لرئيس الجمهورية‪ ،‬وهو تأكيد على أن الثنائية الهيكلية للسلطة التنفيذية‬
‫أصبحت واقعا ثابتا ال لبس فيه‪ ،‬ذلك أن مجلس الوزراء له أهمية وطبيعة خاصة إذ تقع‬
‫فيه مداولة مشاريع القوانين وضبط السياسة العامة للدولة واالختيارات األساسية لها‪.40‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪ :‬ممارسة رئيس الحكومة السلطة الترتيبية العامة‬
‫في دستور ‪ 1959‬كانت ممارسة السلطة الترتيبية العامة بكاملها تعود إلى رئيس‬
‫الجمهورية وذلك حسب نص الفصل ‪ 53‬منه‪ ،‬ويمكن للوزير األول أن يمارس هذه السلطة‬
‫بناءا على تفويض من طرف رئيس الجمهورية إذ طبقا للفصل ‪ 59‬من دستور ‪.1959‬‬
‫وبموجب دستور ‪ 2014‬السلطة الترتيبية العامة أصبحت من اختصاص رئيس الحكومة‬
‫وذلك حسب نص الفصل ‪ " : 94‬يمارس رئيس الحكومة السلطة الترتيبية‪ ،‬ويصدر‬
‫األوامر الفردية التي يمضيها بعد مداولة مجلس الوزراء وتسمى األوامر الصادرة عن‬
‫رئيس الحكومة أوامر حكومية‪.‬‬
‫يتم اإلمضاء املجاور لألوامر ذات الصبغة الترتيبية من قبل كل وزير معني‪.‬‬
‫يتولى رئيس الحكومة تأشير القرارات التي يتخذها الوزراء‪".‬‬
‫والسلطة الترتيبية تعني إصدار قواعد عامة ومجردة وملزمة مثلها مثل القانون الذي‬
‫ال يكون صادرا إال عن الهيئة التشريعية‪ ،41‬وقد استعرض الفصل ‪ 65‬من الدستور‬
‫امليادين التي يتدخل فيها القانون حصرا‪ ،‬وحدده بمجال القوانين العادية ب ‪ 15‬مجال‪،‬‬
‫والقوانين األساسية ب ‪ 15‬مجال أيضا‪ ،‬وهي مخصصة للبرملان الذي يتولى التشريع فيها‪،‬‬
‫ونصت الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 65‬على أن يدخل في مجال السلطة الترتيبية العامة‬
‫املواد التي ال تدخل في مجال القانون‪.‬‬
‫وحين يتخذ رئيس الحكومة أمرا ترتيبيا في مجال اختصاص أحد أعضاء الحكومة‬
‫من الوزراء فإن ذلك الوزير املعني مدعو ألن يمض ي ذات األمر الترتيبي إلى جوار إمضاء‬
‫رئيس الحكومة‪ 42‬وهو إمضاء ال يمنح الوزير املعني سلطة االمتناع عن اإلمضاء ألنه ليس‬
‫شريكا في الصالحية بل هو مجرد شريك في اإلجراء‪.43‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪727 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫املطلب الثاني ‪ :‬الصالحيات املشتركة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة‬


‫مثلما جعل الدستور التونس ي الجديد صالحيات حصرية يمارسها رئيس الجمهورية‬
‫بصفة منفردة وأخرى يمارسها رئيس الحكومة كذلك بصفة منفردة‪ ،‬ترك لهما مجاالت‬
‫يتقاسمان تنظيمها بالتعاون والتشاور والتنسيق بينهما وتتمثل في صالحية التعيين في‬
‫املناصب العليا (الفرع األول)‪ ،‬وكذا في حالة اتخاذ التدابير االستثنائية (الفرع الثاني)‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تقاسم صالحية التعيين في املناصب العليا‬
‫بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة‬
‫بعد أن تم تقسيم الوظيفة التنفيذية بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة في‬
‫دستور ‪ 2014‬شمل ذلك أيضا تقسيم صالحية التعيين في املناصب العليا بعد أن كانت‬
‫حكرا لرئيس الجمهورية في الدستور السابق‪.‬‬
‫حيث نص الفصل ‪ 78‬من الدستور على املناصب التي يعين فيها رئيس الجمهورية‬
‫بموجب أوامر رئاسية‪ ،‬حيث جاء نص الفصل ‪ 78‬كالتالي‪":‬يتولى رئيس الجمهورية بأوامر‬
‫رئاسية‪:‬‬
‫‪-‬تعيين مفتي الجمهورية التونسية وإعفائه‪.‬‬
‫‪-‬التعيينات واإلعفاءات في الوظائف العليا برئاسة الجمهورية واملؤسسات التابعة لها‪.‬‬
‫وتضبط هذه الوظائف العليا بقانون‪.‬‬
‫‪-‬التعيينات واإلعفاءات في الوظائف العليا العسكرية والدبلوماسية واملتعلقة باألمن‬
‫القومي بعد استشارة رئيس الحكومة‪ ،‬وتضبط هذه الوظائف العليا بقانون‪.‬‬
‫‪-‬تعيين محافظ البنك املركزي باقتراح رئيس الحكومة وبعد مصادقة األغلبية املطلقة‬
‫ألعضاء مجلس النواب‪ ،‬ويتم إعفاؤه بنفس الطريقة أو بطلب من ثلث أعضاء مجلس‬
‫نواب الشعب ومصادقة األغلبية املطلقة من األعضاء‪".‬‬
‫وبالتالي يالحظ من نص هذا الفصل أنه حتى اختصاص وسلطة رئيس الجمهورية في‬
‫التعيين في املجال املخصص له يبقى مقيد في مناصب معينة ال يستطيع التعيين فيها إال‬
‫بعد استشارة رئيس الحكومة‪ 44‬ويتعلق األمر بالوظائف العليا العسكرية والدبلوماسية‪.‬‬
‫أما منصب محافظ البنك املركزي فرئيس الجمهورية يصدر فقط األمر الرئاس ي‬
‫بتعيينه‪ ،‬حيث من يقترحه هو رئيس الحكومة‪ ،‬وال بد من موافقة األغلبية املطلقة ملجلس‬
‫النواب على هذا االقتراح‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪728 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫وبالنسبة مجال التعيين في الوظائف املدنية فهو مخصص لرئيس الحكومة طبقا‬
‫للفقرة ‪ 4‬من الفصل ‪": 92‬يختص رئيس الحكومة‪-.........‬إجراء التعيينات و اإلعفاءات‬
‫في الوظائف املدنية العليا‪ ،‬وتضبط الوظائف العليا املدنية بقانون‪".‬‬
‫فرئيس الحكومة بوصفه رئيس اإلدارة هو الذي يراقب كل املصالح اإلدارية ويعين‬
‫رؤساء اإلدارات املركزية والجهوية ومديري املؤسسات العمومية‪ ،45‬خاصة وأنه يمارس في‬
‫هذا املجال سلطة تقديرية مطلقة غير متوقفة على إرادة رئيس الجمهورية‪46.‬‬

‫كما أضافت الفقرة الثانية من الفصل ‪ 106‬من دستور ‪ ": 2014‬يسمى القضاة‬
‫السامون بأمر رئاس ي بالتشاور مع رئيس الحكومة‪ ،‬بناءا على ترشيح حصري من‬
‫املجلس األعلى للقضاء"‪ ،‬ومنه رئيس الجمهورية يتشاور مع رئيس الحكومة في مسألة‬
‫تسمية القضاة السامون ممن يتم ترشيحهم من املجلس األعلى للقضاء‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬املشاركة في اتخاذ التدابير االستثنائية‬
‫تقر الدساتير املعاصرة إمكانية اتخاذ التدابير االستثنائية‪ ،‬وذلك في حالة الخطر‬
‫الداهم املهدد لكيان الدولة وأمن البالد واستقاللها‪ ،‬يتعذر معه السير العادي للسلطات‬
‫الدستورية‪ ،‬ويتم على هذا األساس إصدار نصوص تحد من الحريات وتضيق في بعض‬
‫الضمانات املعمول بها في الحاالت العادية‪ ،47‬وتتم إسناد مهمة اتخاذ هذه التدابير في أغلب‬
‫الدساتير إلى رئيس الدولة ملواجهة هذه الحاالت غير العادية املحددة دستوريا‪.‬‬
‫وتونس منذ أول دستور لها تم إسناد مهمة اتخاذ التدابير الالزمة لرئيس الجمهورية‬
‫في الحاالت ا الستثنائية إذا كان هناك خطر على سالمة البالد‪ ،‬انطالقا من الفصل ‪4841‬‬

‫من الدستور الذي أوكل لرئيس الجمهورية مهمة ضمان استمرار الدولة‪ ،‬وقد كانت سلطته‬
‫مطلقة في إعالن اتخاذ التدابير االستثنائية‪ ،‬أما في دستور ‪ 2014‬تم الحد من سلطة رئيس‬
‫الجمهورية هذه وإشراك رئيس الحكومة معه ‪ ،‬أين فرض عليه الفصل ‪ 80‬منه إعالن‬
‫اتخاذ التدابير االستثنائية أن يستشير رئيس الحكومة وكذا رئيس مجلس النواب وأن يعلم‬
‫رئيس املحكمة الدستورية‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪729 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫الخاتمة ‪:‬‬
‫وفي ختام هذه الورقة البحثية يمكننا القول بأن دستور ‪ 2014‬قد أحدث في تونس‬
‫قطيعة مع شكل السلطة التنفيذية التي كانت في ظل الدستور السابق مغيرا من شكل‬
‫النظام السياس ي في تونس بعد أن كان نظام رئاسوي يقوم بتركيز كل السلطات بيد رئيس‬
‫الجمهورية ومن بينها السلطة التنفيذية التي كان يهيمن عليها‪ ،‬أصبح كما يصفه أغلب‬
‫الفقه في تونس بأنه نظام شبه رئاس ي أو نظام مختلط مقلصا من سلطات رئيس‬
‫الجمهورية ومن بينها سلطته في املجال التنفيذي‪ ،‬أين كرس دستور ‪ 2014‬ثنائية حقيقية‬
‫على مستوى السلطة التنفيذية فأصبح إلى جانب رئيس الجمهورية املنتخب من قبل‬
‫الشعب رئيس الحكومة الذي أيضا يتمتع باملشروعية االنتخابية ووزعت الوظيفة‬
‫التنفيذية بينهما‪.‬‬
‫ومن أهم النتائج التي توصلنا إليها من خالل الدراسة في موضوع ثنائية السلطة‬
‫التنفيذية في الدستور التونس ي أنه لن يتم تكريسها وفق نموذج األنظمة البرملانية فلم‬
‫تقلص من صالحيات رئيس الجمهورية إلى مرتبة الرئاسة الشرفية‪ ،‬لكن باملقابل جعلت‬
‫رئيس الحكومة يتمتع بنفوذ أكبر في الجهاز التنفيذي على عكس رئيس الجمهورية الذي‬
‫ترك له مجال الدفاع والسياسة الخارجية‪ ،‬وحتى ممارسة صالحياته في هذا املجال تكون‬
‫بعد استشارة رئيس الحكومة‪ ،‬وإن كانت هذه االستشارة غير ملزمة إال أنها تعطي االنطباع‬
‫بتقييد سلطة رئيس الجمهورية خاصة وأن ممارسة رئيس الحكومة لصالحياته غير متوقف‬
‫على استشارة رئيس الجمهورية‪.‬‬
‫واعتبارا لكل ما تقدم سنحاول تقديم املقترحات التالي‪:‬‬
‫‪ -‬ال بد من إعادة ضبط الصالحيات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بالشكل الذي‬
‫يجعل النظام السياس ي بمنأى عن األزمات فقد رافق الغموض بعض هذه الصالحيات‬
‫الذي تكون له تداعيات سلبية على سير العمل الحكومي‪ ،‬خاصة إذا اختلفت أغلبية رئيس‬
‫الجمهورية عن أغلبية مجلس نواب الشعب فإن ذلك يزيد من فرص التشنج بين رأس ي‬
‫السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫‪ -‬ال بد من إعادة النظر في توزيع الصالحيات بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة بشكل‬
‫يكرس التنظيم املشترك للسلطة بتقاسمها بين هيكلين متساوي االختصاصات‪ ،‬وليس‬
‫بشكله الحالي الذي خل بالتوزيع لصالح رئيس الحكومة‪.‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪730 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪-1‬منس ى عبده موس ى‪ ،‬النظم الدستورية املعاصرة ودور ومسؤولية رئيس الدول في تلك النظم‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪ ،2018‬ص‪.61‬‬
‫‪-2‬محمد رضا بن حماد‪ ،‬القانون الدستوري واألنظمة السياسية‪ ،‬مركز النشر الجامعي‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪،‬تونس‪ ،2016 ،‬ص‪.518‬‬
‫‪-3‬نعني بالسلطة التنفيذية من الناحية اللغوية السلطة التي تنفذ ويقتصر دورها على السهر على تطبيق األوامر التي تأتيها من‬
‫السلطات األخرى‪ ،‬أما من الناحية االصطالحية فالسلطة التنفيذية هي إحدى املؤسسات الدستورية التي يحدد الدستور كيفية‬
‫تشكيلها واختصاصاتها وعالقتها مع بقية السلطات واملؤسسات الدستورية‪ ،‬وتضطلع بعالقات تفاعلية مع السلطتين التشريعية‬
‫والقضائية‪ .‬ريم القدري‪ ،‬مكانة السلطة التنفيذية من خالل الدستور التونس ي لسنة ‪ ،1959‬مذكرة ماجستير في القانون العام‪،‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة سوسة‪ ،‬تونس‪ ،2011-2010 ،‬ص ‪.04‬‬
‫‪ -4‬دستور الجمهورية التونسية ‪ 01‬جوان ‪ 1959‬الرائد الرسمي التونس ي عدد ‪ 30‬بتاريخ ‪ 01‬جوان ‪.1959‬‬
‫‪-5‬وقع تكريس هذه الثنائية دستوريا بطريقة غير مباشرة عند تنقيح الفصل ‪ 51‬من الدستور بمقتض ى القانون الدستوري لعام‬
‫‪ 1969‬الذي أصبح ينص آنذاك على تسديد شغور رئاسة الجمهورية من طرف الوزير األول‪ ،‬وتم تكريسها بصورة أحسن في‬
‫التعديل الدستوري لعام ‪ ،1976‬وكان ذلك في إطار التقليص من الطابع الرئاس ي للنظام التونس ي‪ .‬لكن رغم هذا حافظ الدستور‬
‫على أهم مشموالت رئيس الجمهورية‪ ،‬وعلى وضعيته كأعلى سلطة في الدولة وكمحور للنظام التونس ي‪ ،‬في حين أسندت للحكومة‬
‫والوزير األول مهمة مساعدة رئيس الجمهورية فقط‪ .‬رافع بن عاشور‪ ،‬املؤسسات والنظام السياس ي بتونس‪ ،‬مركز النشر‬
‫الجامعي‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬تونس‪ ،2009 ،‬ص ‪.309‬‬
‫‪-6‬مسعود جندلي‪ ،‬قراءة في ثنائية السلطة التنفيذية في تونس من خالل دستور جانفي ‪ ،2014‬مجلة القانون والسياسة‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق والعلوم السياسية بسوسة‪ ،‬العدد ‪ ،4‬تونس‪ ،2016 ،‬ص‪.415‬‬
‫‪-7‬بسام الكراي‪ ،‬الحكومة في الدستور الجديد‪ ،‬قراءات في دستور الجمهورية الثانية‪ ،‬منشورات مدرسة الدكتوراه بكلية الحقوق‬
‫بصفاقس‪ ،‬عدد‪ 4‬أعمال ملتقى "الدستور الجديد للجمهورية التونسية"‪ ،‬مجمع األطرش‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬تونس‪ ،2017 ،‬ص‬
‫‪.205‬‬
‫‪ -8‬دستور الجمهورية التونسية ‪ 31‬جانفي ‪ 2014‬الرائد الرسمي التونس ي عدد ‪ 10‬بتاريخ ‪ 04‬فيفري ‪.2014‬‬
‫‪ -9‬بسام الكراي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.206‬‬
‫‪-10‬الحبيب خضر‪ ،‬الوجيز في شرح الدستور‪ ،‬مجمع األطرش‪ ،‬تونس‪ ،2017 ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪-11‬محمد رضا ين حماد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.550‬‬
‫‪-12‬سلسبيل القليبي‪ ،‬السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي‪ ،‬الجمعية التونسية للقانون الدستوري‪ ،‬مركز الدراسات والبحوث‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬تونس‪ ،2000 ،‬ص‪.110‬‬
‫‪-13‬وهو ما تم النص عليه في الفصل ‪" :1،2،/75‬ينتخب رئيس الجمهورية ملدة خمس أعوام خالل األيام الستين األخيرة من املدة‬
‫الرئاسية انتخابا عاما‪ ،‬حرا‪ ،‬مباشرا‪ ،‬سريا‪ ،‬نزيها وشريفا وباألغلبية املطلقة لألصوات املصرح بها‪.‬‬
‫وفي صورة عدم حصول أي من املترشيح على األغلبية املطلقة في الدورة األولى تنظم دورة ثانية خالل األسبوعين التاليين لإلعالن‬
‫عن النتائج النهائية للدورة األولى‪ ،‬ويتقدم للدورة الثانية املترشحان املحرزان على أكثر عدد من األصوات في الدورة األولى‪".‬‬
‫‪-14‬جواهر السخيري‪ ،‬الترشح لالنتخابات الرئاسية في تونس‪ ،‬مجلة القانون والسياسة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية بسوسة‪،‬‬
‫العدد ‪ ،4‬تونس‪، 2016 ،‬ص‪.191‬‬
‫‪-15‬الفصل ‪ 40‬من دستور ‪ ":1959‬الترشح ملنصب رئيس الجمهورية حق لكل تونس ي أو تونسية غير حامل لجنسية أخرى مسلم‬
‫مولود ألب وأم كلهم تونسيين بدون انقطاع"‪.‬‬
‫‪-16‬هذا الشرط يمكن تفهمه على اعتبار أن رئيس الجمهورية هو ممثل املجموعة الوطنية وأن أكثر التونسيين مسلمين فهو شرط‬
‫يعكس النتيجة الطبيعية لواقع اجتماعي فليس في تونس وجود لتنظيمات دينية أو طوائف دينية لها تأثير على السلطة‪ .‬عبد‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪731 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫العزيز الجزيري‪ ،‬اإلسالم في الدستور التونس ي‪ ،‬الحقوق الدستورية‪ ،‬أعمال ملتقى الذكرى الخمسون لدستور ‪ ،1959‬أفريل‬
‫‪ ،2009‬الجمعية التونسية للقانون الدستوري‪ ،‬كلية العلوم السياسية واالقتصادية والتصرف بجندوبة‪ ،‬تونس‪ ،2010 ،‬ص‪.266‬‬
‫‪ -17‬قانون أساس ي عدد ‪ 16‬لسنة ‪ 2014‬مؤرخ في ‪ 26‬ماي ‪ 2014‬يتعلق باالنتخابات واالستفتاء‪ ،‬الرائد الرسمي للجمهورية‬
‫التونسية عدد ‪ 042‬لسنة ‪ 2014‬بتاريخ ‪ 27‬ماي ‪.2014‬‬
‫‪-18‬ذلك أنه في ظل شرط التزكية في الدستور السابق ال يستطيع توفيره إال الحزب الحاكم على اعتبار سيطرته على املؤسسات‬
‫النيابية التي لها حق تزكية املرشح للرئاسيات‪.‬‬
‫‪-19‬املقصود باألصوات املصرح بها األصوات الصحيحة املتضمنة اختيارا ملرشح فال يدخل من ضمنها األوراق امللغاة وال األوراق‬
‫البيضاء‪.‬‬
‫‪-20‬محمد رضا بن حماد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.551‬‬
‫‪-21‬الحبيب خضر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪-22‬لم يغفل القانون االنتخابي في فصله ‪ 112‬فرضية وإن كان توقع حدوثها واقعيا مستبعدا جدا لكنها تظل مطروحة ‪ ،‬وهي‬
‫فرضية أو احتمال تساوي مترشحين في عدد األصوات في الدور األول ‪ ،‬فنص على تقديم املترشح األكبر سنا للدور الثاني‪ .‬نفس‬
‫املرجع‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬
‫‪-23‬رافع بن عاشور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.364‬‬
‫‪-24‬بن زاغو نزيهة‪ ،‬تقوية السلطة التنفيذية في دول املغرب العربي‪ ،‬أطروحة دكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر‪ ، 2009-2008 ،1‬ص‪.284‬‬
‫‪-25‬النظام السياس ي في تونس حسب دستور ‪ 2014‬استمد من النظام البرملاني فكرة انبثاق الحكومة عن املجلس النيابي وأساسا‬
‫عن الحزب أو اإلئتالف االنتخابي األغلبي في املجلس‪ .‬محمود مطير‪ ،‬دستور الجمهورية التونسية لسنة ‪ 2014‬بين املحافظة‬
‫والحداثة‪ ،‬دار صامد للنشر والتوزيع‪ ،‬تونس‪ ،2017 ،‬ص ‪.203‬‬
‫‪-26‬محمد رضا بن حماد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.580‬‬
‫‪-27‬وهو ما نصت عليه الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 89‬من دستور ‪.2014‬‬
‫‪-28‬مسعود جندلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.436‬‬
‫‪-29‬محمد رضا بن حماد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.561‬‬
‫‪-30‬أمين محفوظ‪ ،‬رئيس الدولة بين دمقرطة النظام القانوني واملخاطرة باستقرار النظام السياس ي‪ ،‬منشورات مدرسة الدكتوراه‬
‫بكلية الحقوق بصفاقس‪ ،‬عدد‪ 4‬أعمال ملتقى "الدستور الجديد للجمهورية التونسية"‪ ،‬مجمع األطرش‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬تونس‪،‬‬
‫‪ ،2017‬ص ‪.163-162‬‬
‫‪-31‬الفقرة األولى من الفصل ‪ 77‬من الدستور تنص على‪ ":‬يتولى رئيس الجمهورية تمثيل الدولة‪ ،‬ويختص بضبط السياسات‬
‫العامة في مجال الدفاع والعالقات الخارجية واألمن القومي املتعلق بحماية الدولة والتراب الوطني من التهديدات الداخلية‬
‫والخارجية وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة‪".‬‬
‫‪-32‬مسعود جندلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.427‬‬
‫‪-33‬الحبيب خضر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.95‬‬
‫‪-34‬محمد رضا بن حماد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.559‬‬
‫‪-35‬مسعود جندلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.430‬‬
‫‪-36‬محمود مطير‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص ‪.202‬‬
‫‪-37‬الحبيب خضر‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.119‬‬
‫‪-38‬يضبط رئيس الحكومة السياسة العامة للدولة ويتولى اإلشراف على تنفيذها مستعينا في ذلك ببقية أعضاء الحكومة‪ ،‬وهو ما‬
‫يجعل منه محرك النظام السياس ي في الدولة ومنه حكومته ترتقي إلى وضع الحكومة في النظام البرملاني‪ ,‬مسعود جندلي‪ ،‬مرجع‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.434‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪732 2019‬‬
‫عن ثنائية السلطة التنفيذية في الدستور التونس ي ‪2014‬‬ ‫ط‪.‬د‪ .‬قصاص‪.‬هنية‬
‫ص ‪ - 717‬ص ‪733‬‬

‫‪-39‬ويعتبر مجلس الوزراء هيئة تداولية تتخذ في إطارها األوامر الحكومية املتعلقة بإحداث وتعديل وحذف الوزارات وكتابات‬
‫الدولة وضبط صالحياتها‪ ،‬وإحداث أو تعديل أو حذف املؤسسات واملنشآت العمومية واملصالح اإلدارية وضبط صالحياتها‪،‬‬
‫والتداول في مشاريع القوانين‪ ،‬والتداول في األوامر الفردية‪ .‬بسام الكراي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.227-226‬‬
‫‪-40‬رافع بن عاشور‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.328‬‬
‫‪-41‬سالم كرير املرزوقي‪ ،‬التنظيم السياس ي واإلداري في الجمهورية الثانية‪،‬مجمع األطرش الطبعة األولى‪ ،‬تونس‪ ،2017 ،‬ص ‪.96‬‬
‫‪-42‬يعد هذا االختصاص من التقنيات املعتمدة في األنظمة البرملانية ويفيد تحمل الوزراء للمسؤولية بصفة مشتركة مع رئيس‬
‫الحكومة‪ .‬بسام الكراي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.226‬‬
‫‪-43‬مكن الدستور الجديد أعضاء الحكومة من مشاركة رئيس حكومتهم ولو جزئيا في ممارسة هذه السلطة عن طريق اإلمضاء‬
‫املجاور لألوامر ذات الصبغة الترتيبية من قبل كل وزير معني‪ .‬مسعود جندلي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.436‬‬
‫‪-44‬إن مسألة ممارسة الصالحيات املشتركة تطرح إشكاليات عملية‪ ،‬خاصة وأن النص الدستوري استعمل مصطلح التشاور‬
‫الذي يعتبر من املصطلحات غير محددة النطاق‪ ،‬والتي تستوجب من الناحية الشكلية التواصل مع رئيس الجمهورية بمختلف‬
‫الطرق املتاحة‪ ،‬كما تتطلب من الناحية املادية تناول املسألة بالنقاش وتبادل التصورات‪ .‬بسام الكراي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.228‬‬
‫‪-45‬محمد رضا بن حماد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.588‬‬
‫‪ -46‬حتى وإن نص الفصل ‪ 92‬على إعالم رئيس الحكومة رئيس الجمهورية بالقرارات التي يتخذها بمناسبة ممارسة اختصاصاته‪،‬‬
‫ألن رئيس الجمهورية ال يملك تعطيل قرارات رئيس الحكومة‪.‬‬
‫‪-47‬محمد رضا بن حماد‪ ،‬مرجع سابق‪.575 ،‬‬
‫‪-48‬الفصل ‪" : 41‬رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدتها يضمن استقاللها واستمراريتها" وهو نفس النصل املكرس في‬
‫الفصل ‪ 72‬من دستور ‪.2014‬‬

‫مجلة االستاذ الباحث للدرسات القانونية والسياسية ‪ -‬املجلد ‪ - 04‬العدد ‪ - 02‬السنة ‪733 2019‬‬

You might also like