You are on page 1of 22

‫ص ‪463-442‬‬ ‫‪Issn:2507-7333/ Eissn: 2676-1742‬‬ ‫جملة العلوم القانونية واالجتماعية جامعة زاين عاشور ابجللفة ـ اجلزائر‬

‫جملة العلوم القانونية و االجتماعية‬

‫‪Journal of legal and social studies‬‬


‫‪Issn: 2507-7333‬‬
‫‪Eissn: 2676-1742‬‬

‫االرتقاء إىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬


‫‪Access to the Institution of the President of Republic in light‬‬
‫‪of the new Tunisian Constitution of 2022‬‬

‫نرميان*‪،‬‬ ‫مكناش‬

‫‪mekhnache80@gmail.com‬‬ ‫جامعة اجلزائر ‪( ،1‬اجلزائر)‪،‬‬

‫اتريخ النشر‪2023/03/01 :‬‬ ‫اتريخ القبول‪2023/02/01 :‬‬ ‫اتريخ ارسال املقال‪2022/12/08 :‬‬

‫*املؤلف املرسل‬

‫‪442‬‬ ‫مارس ‪2023‬‬ ‫اجمللد الثامن العدد األول ‪ -‬السنة‬


‫مكناش نرميان‬ 2022 ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة‬

:‫امللخص‬
‫تعترب مؤسسه رائسة اجلمهورية يف الدستور التونسي احدى اهم مؤسسات الدولة اليت مت اعطائها امهيه‬
‫ فعمال مبقتضيات‬،‫الكربى وذلك نظرا للدوري التارخيي الذي لعبته هذه املؤسسة يف ظل األنظمة السابقة‬
،‫ فنجد ان رئيس اجلمهورية ميارس الوظيفة التنفيذية‬،2022 ‫الدستور التونسي اجلديد الصادر سنه‬
‫ وهو الضامن الستقالل‬،‫بعدما كانت سلطة تنفيذية يف الدساتري التونسية السابقة وهو رئيس الدولة‬
‫الوطن وسالمة ترابه واالحرتام الدستور والقانون وتنفيذ املعاهدات وهو يسهر على السري العادي للسلط‬
‫ ونظرا ألمهية هذه املؤسسة اقتضت أحكام دستور تونس لسنة‬.‫العمومية ويضمن استمرار الدولة‬
‫ فمن خالل هذه الدراسة حاولنا ابراز اهم الشروط‬،‫ عدة شروط لالرتقاء اىل رائسة اجلمهورية‬،2022
.‫ إضافة اىل املستجدة منها‬،‫الواجب توفرها يف املرتشح اليت مت ابقاءها واملتضمنة يف الدساتري السابقة‬

، ‫ انتخاب رئيس اجلمهورية‬،‫ الوظيفة التنفيذية‬،2022 ‫ الدستور التونسي لسنة‬:‫الكلمات املفتاحية‬


.‫شروط الرتشح لالنتخاابت الرائسية يف تونس‬

Abstract :
The institution of the Presidency of the Republic is considered in the Tunisian
constitution as one of the most important state institutions that have been given
great importance, due to the historical role that this institution played under
previous regimes, in accordance with the requirements of the new Tunisian
constitution promulgated in 2022.
We find that the President of the Republic exercises the executive function, after
it was an executive authority in the previous Tunisian constitutions, and he is the
head of state. In view of the importance of this institution, the provisions of the
Tunisian Constitution for the year 2022 required several conditions for ascending
to the presidency of the republic. Through this study, we tried to highlight the
most important conditions that must be met by the candidate, which were kept
and included in the previous constitutions, in addition to the new ones.

Keywords: ; Tunisian constitutions ; executive function.

443 2023 ‫ السنة مارس‬- ‫ العدد األول‬-‫اجمللد الثامن‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫مق ّدمة‪:‬‬
‫افرد الدستور التونسي اجلديد لسنة ‪ 2022‬اببه الرابع للوظيفة التنفيذية‪ ،‬اذ نص على ممارسة رئيس‬
‫اجلمهورية للوظيفة التنفيذية مبساعدة حكومة يرأسها رئيس احلكومة‪. 1‬‬
‫عند التمعن والتمحيص يف مضامني واحكام الوظيفة التنفيذية‪ ،‬جند ان الدستور التونسي اجلديد لسنة‬
‫‪ 2022‬أبقى على مبدا ثنائية الوظيفة التنفيذية‪ .‬ومبدأ الثنائية التنفيذية يف االصل‪ ،‬ميكن احلكومة من شيء من‬
‫االستقاللية ازاء السلطة التشريعية‪ ،‬وميكنها اساسا من االحتكام اىل رئيس الدولة يف حال ما تطرأ ازمة بينها وبني‬
‫اجمللس التشريعي‪ .‬واملعروف كذلك عن الثنا ئية التنفيذية‪ ،‬اهنا مبدأ من مبادئ القانون الدستوري التقليدي الذي‬
‫يسعى عموما اىل حتقيق نوع من املساواة بني الوظيفة التنفيذية من جهة والوظيفة التشريعية‪ 2‬من جهة اخرى‪.‬‬
‫أورد الدستور التونسي لسنة ‪ 32022‬مؤسسة رئيس اجلمهورية‪ ،‬مبوجب الباب الرابع املوسوم ابلوظيفة‬
‫التنفيذية‪ ،‬اذ حيتوي هذا الباب على قسمني‪ :‬خصص القسم االول لرئيس اجلمهورية‪ ،‬اما القسم الثاين فقد خصص‬
‫للحكومة‪ ،‬وقدت نظمت الوظيفة التنفيذية يف تسع وعشرون (‪ )29‬فصال‪ ،‬اي من الفصل السابع والثمانون (‪)87‬‬
‫اىل الفصل مئة وستة عشر (‪ ، )116‬ويقتضي الفصل االول‪ 4‬من هذا الباب ان‪ :‬متارس الوظيفة التنفيذية من طرف‬
‫رئيس اجلمهورية مبساعده حكومة يرأسها رئيس حكومة‪.5‬‬
‫واملالحظ من الوهلة األوىل من القراءة يف مضامني أحكام الدستور التونسي لسنة ‪ ، 2022‬االنتقال من‬
‫سلطة تنفيذية اىل وظيفة تنفيذية‪ ،‬ما نعتربه داللة على تغيري يف شكل ومضمون هذه املؤسسة ‪ ،‬وهلذا التغيري عدة‬
‫أتويالت لعل أمهها البغية يف تعزيز وتقوية اكثر ملؤسسة رئيس اجلمهورية وتدعيم األحادية التنفيذية ‪ ،‬والبد من‬
‫التذكري أن هذا النهج مت اتباعه يف اجلزائر مبوجب دستور سنة ‪.1976‬‬
‫وابلرجوع اىل الدراسة ستكون البداية من الناحية الشكلية‪ ،‬فاألمر الالفت للنظر‪ ،‬ختصيص املؤسس‬
‫الدستوري التونسي لعدد كبري ألحكام الفصول املتعلقة مبؤسسة رئيس اجلمهورية مقارنة بعدد الفصول املنظمة ملؤسسة‬
‫احلكومة‪ ،‬فبالتايل ميكن مالحظة ظهور مالمح غياب او تغيب الثنائية التنفيذية‪.‬‬
‫وقد اقتضى الدستور التونسي الصادر سنة ‪ ،2022‬إلزام املواطنني الراغبني يف الرتشح ملنصب رئيس‬
‫اجلمهورية على وجوب توفرهم على عدة شروط لقبول ترشحهم ملنصب رئيس اجلمهورية‪ ،‬وذلك قبل تنظيم‬
‫االنتخاابت الرائسية اليت تسفر عن فوز املرتشح املنتخب انتخااب عاما حرا مباشرا سراي خالل الثالثة أشهر األخرية‬
‫من املدة الرائسية‪ ، 6‬وذلك ملدة عهدة رائسية حمددة يف الدستور‪.7‬‬
‫وهذا ما يدفعنا لطرح اإلشكالية التالية‪ :‬ماهي الشروط اليت أقرها الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬
‫الواجب توفرها للرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية؟ وكيف مت تنظيم االنتخاابت الرائسية مبوجبه‪ ،‬حالة خلو‬
‫منصب رئيس اجلمهورية؟‬
‫ولإلجابة عن هذه اإلشكالية ارتئينا التطرق اىل‪ :‬تنظيم تويل منصب رئيس اجلمهورية مبوجب الدستور‬
‫التونسي لسنة ‪( 2022‬املبحث األول)‪ ،‬مث اىل تنظيم حالة خلو منصب رئيس اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي‬
‫لسنة‪ ( 2022‬املبحث الثاين)‪.‬‬

‫‪444‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫املبحث األول‪ :‬تنظيم الدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬تويل منصب رئيس اجلمهورية‬
‫تتعدد االساليب املعتمدة على الصعيد الدويل املتعلقة ابختيار رئيس للدولة ابستثناء النظام امللكي‪،‬‬
‫وتتمثل اختيار رئيس الدولة يف التعيني او االنتخاب‪ .‬فمنها من تلجأ اىل اختيار الرئيس من خالل انتخابه من طرف‬
‫هيئة خاصه متكونه من اعضاء الربملان واجملالس اجلهوية ونواب البلدايت‪ ، 8‬ومنها من يقوم الربملان ابنتخاب الرئيس‬
‫ابعتبار نوابه ممثلون للشعب وينوبون عنه يف اختيار رئيس للدولة‪ ، 9‬ومنها من تقوم اجلمعية الوطنية اليت ينتخبها‬
‫الشعب ابنتخاب رئيس اجلمهورية‪ ، 10‬ومنها من يتم اتباع منهج انتخاب رئيس اجلمهورية على املستوى احمللي وذلك‬
‫أبدالء املواطنني املسجلني للتصويت ألعضاء اجملمع االنتخايب‪ ، 11‬وهذا ما انتهجته الوالايت املتحدة األمريكية‬
‫فاملرتشح الذي حيصل على األغلبية املطلقة من االصوات االنتخابية ‪ 270‬صوات على االقل من اصل ‪.12538‬‬
‫وابلرجوع اىل تونس الدولة حمل الدراسة فقد عرفت اسلوبني الختيار رئيس اجلمهورية‪:‬‬
‫األسلوب االول‪ :‬االنتخاب من طرف اجمللس النيايب كما وقع سنة ‪.131201‬‬
‫‪15‬‬
‫األسلوب الثاين ‪ :‬انتخاب رئيس اجلمهورية مباشرة مثلما عرفته سنة ‪، 142014‬وسنة ‪2019‬‬
‫وعليه قبل التطرق اىل تنظيم الدستور التونسي لسنه ‪ 2022‬لطريقة النتخاب رئيس اجلمهورية مدة‬
‫واليته (املطلب الثاين) ‪،‬البد من التطرق اوال للشروط الواجب توافرها يف املرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية (املطلب‬
‫األول)‪.‬‬
‫املطلب االول ‪ :‬الشروط الواجب توافرها يف املرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية‬
‫تعترب مؤسسه رائسة اجلمهورية يف الدستور التونسي احدى اهم مؤسسات الدولة اليت مت اعطائها امهيه‬
‫الكربى وذلك نظرا للدوري التارخيي الذي لعبته هذه املؤسسة يف ظل األنظمة السابقة‪ ،‬فعمال مبقتضيات الدستور‬
‫التونسي اجلديد الصادر سنه ‪ ،2022‬فنجد ان رئيس اجلمهورية ميارس الوظيفة التنفيذية‪ 16‬عدما كانت سلطة‬
‫تنفيذية يف الدساتري التونسية السابقة وهو رئيس الدولة‪، 17‬و هو الضامن الستقالل الوطن وسالمة ترابه واالحرتام‬
‫الدستور والقانون وتنفيذ املعاهدات وهو يسهر على السري العادي للسلط العمومية ويضمن استمرار الدولة ‪.‬‬
‫و ابلرجوع اىل الدستورين السابقني لتونس سيما دستور اجلمهورية الثانية لسنة ‪ 2014‬فنجد ان رئيس‬
‫اجلمهورية‪ ":‬هو رئيس الدولة ورمز وحدهتا‪ ،‬يضمن استقالليتها واستمراريتها‪ ،‬ويسهر على احرتام الدستور‪ ، 18‬كما‬
‫جنده ميثل‪ :‬ضمان احرتام الدستور اختصاصا اصيال حصراي لرئيس اجلمهورية ابلنظر اىل جتذره يف النظام السياسي‬
‫التونسي‪ ،‬ويعود اقرار هذا املبدأ اىل دستور غرة جوان ‪ 1959‬الذي مت من خالله اسناد رئيس اجلمهورية وظيفة‬
‫ضمان احرتام الدستور‪. 19‬‬
‫ولكي يتمكن رئيس اجلمهورية من االضطالع مبهامه وممارسته ملختلف صالحياته اليت متكنه من ان‬
‫يكون من الناحية الدستورية مسؤوال "تعاجل يف مقال الحق حبول هللا" ال بد من ان حيوز املرتشح ملنصب رئيس‬
‫اجلمهورية جلملة من الشروط اليت متكنه من االرتقاء إىل مؤسسة رائسة اجلمهورية‪ ،‬وعليه سيتم التطرق من خالل‬
‫هذا املطلب اىل‪ :‬الشروط التقليدية الواجبة التوفر يف املرتشح لالرتقاء اىل رائسة اجلمهورية (الفرع‪ ،)1‬ليتم التعرض‬
‫بعدها اىل الشروط امللغاة مبوجب الدستور التونسي لسنة ‪( 2022‬الفرع‪.)2‬‬

‫‪445‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫الفرع االول‪ :‬الشروط التقليدية الواجبة التوفر يف املرتشح لالرتقاء اىل رائسة اجلمهورية‬
‫لقد نص الدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬على غرار الدساتري السابقة على مجلة من الشروط الواجب‬
‫توفرها يف املرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية بداية من وجوب متتع املرتشح ابجلنسية التونسية (اوال)‪ ،‬فشرط السن‬
‫(اثنيا)‪ ،‬مث شرط الدين (اثلثا)‪ ،‬إلغاء شرط التزكية (رابعا)‪ ،‬شرط األهلية والضمان املايل(خامسا)‪.‬‬
‫أوال‪-‬متتع املرتشح ابجلنسية التونسية‬
‫نصت الفصول الدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬بداية من الفصل ‪ 88‬وما بعده على الشروط الواجب‬
‫توافرها يف املرتشح ملنصب رائسة اجلمهورية وقد عرفت هذه الشروط لالنتخاب رئيس اجلمهورية تطورا ملحوظا‪.‬‬
‫كما البد من ذكر هذا التطور من خالل االستشفاء ابإلطار القانوين الذي عرفته تونس سيما ما تضمنه‬
‫الفصل ‪ 74‬من دستور ‪ 2014‬واالحكام االنتقالية ‪ ،20‬اضافه اىل شروط اخرى تضمنها القانون االساسي املتعلق‬
‫ابالنتخاابت واالستفتاء‪. 21‬‬
‫وابلرجوع اىل شرط اجلنسية الواجب التوفر يف املرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية‪ ،‬تعد اجلنسية رابطة قانونية‬
‫وسياسية تعرب عن االنتماء املادي واملعنوي اىل دوله معينة‪ . 22‬فمن بني شروط األساسية للرتشح ملنصب رائسة‬
‫اجلمهورية التونسية البد من التمتع ابجلنسية التونسية دون سواها‪ ،‬كما البد ان يكون املرتشح مولد الب وام وجد‬
‫الب وام تونسيني‪ ،‬وكلهم تونسيون دون انقطاع حىت يصبح الرتشح حق لكل تونسي‪. 23‬‬
‫ومن خالل التمحيص يف مضمون الفصل ‪ 89‬من الدستور جند ان املشرع الدستوري التونسي قد شدد‬
‫يف صياغة أحكام الفصل املتعلق ابجلنسية خالفا ملا كان عليه الفصل ‪ 74‬من الدستور التونسي لسنة‪،2014‬‬
‫والذ ي اتسم ابملزج بني املرونة والتشدد‪ ،‬حيث حافظ املشرع الدستوري على شرط اجلنسية للرتشح اىل رائسة‬
‫اجلمهورية‪ ،‬فنجده قد حذف التنصيص على ان يكون املرتشح مولودا الب وام وجد الب والم تونسيني وكلهم‬
‫تونسيون دون انقطاع ‪ ،24‬وقد شكل شرط اجلنسية نقطه اختالف اآلراء على مستوى اعداد الدستور فقد وجدت‬
‫صعوبة يف بلورة احللول املمكنة إلشكالية اشراك االجانب يف احلياة السياسية‪. 25‬‬
‫ويف املقابل نص الدستور التونسي اجلديد على ان الرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية حق لكل تونسي غري‬
‫حامل جلنسية اخرى‪ ،‬مؤكدا على االصول التونسية لألبويني للوالدين‪ ،‬وعدم انقطاعهم عن اجلنسية التونسية‪.‬‬
‫وهبذا يكون التعديل االخري جازم وحازم ملسألة اجلنسية للمرتشح‪ ،‬سيما عدم نصه بتاات ملسالة التخلي عن‬
‫اجلنسية االخرى يف حال ما اذا كان املرتشح حامال جلنسية غري التونسية فحسب‪ ،‬وضرورة تقدمي ضمن ملف ترشحه‬
‫تعهدا ابلتخلي عن اجلنسية االخرى عند التصريح ابنتخابه رئيسا للجمهورية‪ ، 26‬ويكون هبذا الدستور اجلديد لتونس‬
‫لسنه ‪ 2022‬قد خالف متاما مضمون دستور ‪ 2014‬املتعلق مبسالة جنسية املرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية من‬
‫خالل أتكيده على ترشيح االنتماء الوطين كما كان مؤكدا عليها دستور عزه جوان ‪.1959‬‬
‫اثنيا‪-‬شرط السن‬
‫لقد عمدت العديد من األنظمة الدستورية اىل ختفيض سن الرتشح اىل منصب رئيس اجلمهورية بصفة‬
‫ملحوظة‪ ،‬حني حددت بضع الدساتري السن الدنيا للرتشح غريضة ضمان مفرتض لتأهل املرتشح وقدرته على حتمل‬

‫‪446‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫املسؤوليات واالعباء اللصيقة بوظيفته‪، 27‬كما ميثل شرط السن االدىن معطيات قابلة للنسبية يف تقييم مؤهالت‬
‫املرتشحني ‪ .‬فنجد ان التشريع الفرنسي قد ااتح امكانية الرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية ملن بلغوا سن ‪ 23‬سنة‪.28‬‬
‫اما حتديد السن القصوى للرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية راجع اىل ظرفيه اترخييه معينة كما‪ ،‬يعترب اجراء‬
‫احرتازي عن اي عجز حمتمل عن القيام مبهام رائسة اجلمهورية بسبب التقدم يف السن‪.‬‬
‫ابلرجوع اىل مضامني الدستور التونسي االخري فنجد ان املشرع الدستوري قد حدد السن الدنيا للرتشح‬
‫أبربعني (‪ )40‬سنة على االقل‪ .29‬ومن املالحظ للوهلة االوىل من خالل قراءة مضمون الفصل التاسع والثمانون‬
‫(‪ ) 89‬من الدستور التونسي اجلديد ما يتعلق ابلسن املشروطة للرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية قد ابقى على حتديد‬
‫ال سن الدنيا لكنه اعاد النظر يف مضموهنا برفعها من اخلامس والثالثني سنه اليت كانت حمدده يف الدستور التونسي‬
‫لسنه ‪ 2014‬السابق وحتديدها ب ‪ 40‬سنة وهلذا االختيار قراءات متعددة وأتويالت كثرية‪ ،‬لعل أمهها اقصاء فئه‬
‫كبريه من املواطنني الراغبني يف الرتشح واليت ترتاوح اعمارهم ما بني ‪ 35‬سنة و ‪ 40‬سنة‪ ،‬ومن املعروف ان جمتمعات‬
‫دول املغرب فتية‪ ،‬تطغى فئة الشباب فيها على ابقي شرائح املواطنني‪.‬‬
‫وما ميكن مالحظته من خالل صياغة الدستور التونسي اجلديد الصادر سنة ‪ 2022‬مل يعد املشرع التونسي‬
‫متأثرا ابلدستور الفرنسي يف هذا اخلصوص والذي ااتح اىل من بلغ سن ‪ 23‬سنه الرتشح لرائسة اجلمهورية مثل ما‬
‫مت اعتماده يف دستور تونس لسنه ‪ 2014‬والذي تقرر انزال السن الدنيا للرتشح اىل ‪ 35‬سنة‪.‬‬
‫كما جيدر التذكري يف هذا السياق‪ ،‬اختالف وجهات نظر النواب حول مسالة ختفيض سن الرتشح خالل‬
‫وضع مشروع الدستور التونسي لسنه ‪ ، 2014‬فمنهم من حتفظ على االقرتاح ومنهم من وافق عليه وقد متخضت‬
‫عن النقاشات العميقة االكتفاء بتحديد السن الدنيا ب ‪ 35‬سنه اضافة اىل حذف السن القصوى‪.30‬‬
‫اثلثا‪-‬شرط الدين‬
‫نظم الفصل األول من القسم األول املخصص لرئيس اجلمهورية كمؤسسة من مؤسسات الوظيفة‬
‫التنفيذية ‪ ،‬ملسالة دين رئيس اجلمهورية التونسية‪ ،‬حيث اشرتط يف الراغب يف الرتشح ان يكون دينه االسالم‪ .‬ابإلضافة‬
‫اىل تعريفه أبنه رئيس الدولة‪ ، 31‬ويعد هذا النص الصريح لداينة الرئيس امتدادا العتبار االسالم دين الدولة املنصوص‬
‫عليه يف الباب االول املخصص لألحكام العامة‪ ،‬فيعترب املشرع الدستوري أن رئيس اجلمهورية انه جزء من األمه‬
‫االسالمية‪ ،‬وعلى الدولة وحدها ان تعمل على حتقيق مقاصد االسالم احلنيف يف احلفاظ على النفس والعرض واملال‬
‫والدين واحلرية‪ . 32‬ويعترب النص على داينة رئيس اجلمهورية ابإلسالم امتدادا وابقاء ملا ورد يف مضامني الدساتري‬
‫السابقة لتونس‪.‬‬
‫يعترب بعض أساتذة القانون الدستوري أن املشرع الدستوري مل يلتزم ابحلياد خبصوص املعتقدات الشخصية‬
‫لرئيس اجلمهورية ابقتضاء تدينه ابإلسالم‪ .‬ولعل شرط الدين مقرتن بعدة معطيات ذات الطابع املعنوي والروحي‬
‫والذايت وابلتايل يويل هذا الشرط العقائدي عدة اشكاليات تؤدي اىل صعوبة إثبات داينة املرتشح من جهة‪ ،‬ومن‬
‫جهة اخرى خيلق هذا الشرط تعارض يف أتصيل مضامني منظومة احلقوق واحلرايت سيما ما نص منها على ضمان‬
‫الدولة حلرية الفرد‪ ، 33‬وحلرية املعتقد والضمري‪ ، 34‬وممارسة الشعائر الدينية‪ ، 35‬شريطة عدم االخالل ابألمن العام‪.‬‬

‫‪447‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ ،‬ان اقتصار حق الرتشح ملنصب رئيس‬ ‫وترى طائفة اثنية من أساتذة القانون الدستوري التونسي‬
‫اجلمهورية على املواطنني الذين يدينون ابإلسالم يعترب تضييقا على ممارسه حق الرتشح كما يعترب متييز بني املواطنني‬
‫ويستندون من خالل هذا الرأي على أتكيد تقرير جلنه البندقية حول مشروع الدستور أي عدم مالئمة مع املقتضيات‬
‫الدستورية املتعلقة مبدنية الدولة واملساواة يف احلقوق والواجبات بني املواطنني ومبدأ حياد اإلدارة‪.37‬‬
‫رابعا‪-‬إلغاء شرط التزكية‬
‫تعترب التزكية عمليه غربله ميكن منح مبقتضاها املساندة وتقدمي الدعم لشخص او اجملموعة من اشخاص‬
‫داللة على موافقة املزكني للرتشح االشخاص ملنصب معني او استالمهم مهام معينه‪.‬‬
‫فمن خالل هذه العملية ميكن ابقاء الرتشحات اجلدية وإبعاد الرتشحات غري اجلدية وهبذا تكون للتزكية‬
‫طبيعه‪.38‬‬
‫اعتمد هذا الشرط واقرته عدة انظمة دستورية يف العامل على غرار الوالايت املتحدة‪ ، 39‬وفرنسا‪. 40‬‬
‫وابلرجوع اىل الدساتري التونسية املتعاقبة فنجد أن دستور ‪ ، 41 1959‬قد جعل من هذا الشرط امتيازا يقتصر عليه‬
‫حصرا ممثلي اجملالس النيابية‪ ،‬اما الدستور سنة ‪ 2014‬جنده قد حافظ على هذا الشرط مع اسناد وظيفيت ضبط‬
‫عدد التزكيات اىل القانون االنتخايب مع اشرتاك الناخبني يف وظيفة التزكية‪. 42‬‬
‫اما تعديل الدستوري لسنة ‪ 2022‬فنجد انه قد حذف هذا الشرط من مضامني أحكام الدستور املتعلقة‬
‫بشروط الرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية مع ابقاء هذا الشرط واردا يف القانون االنتخايب‪. 43‬‬
‫ومن اهم اسباب بروز شرط التزكية يف النظام االنتخايب التونسي‪ ،‬الرغبة يف عقلنة الرتشحات ملنصب‬
‫رئيس اجلمهورية وضعف احلجم االنتخايب لألحزاب السياسية‪ ،‬جعل من هذا احلق الدستوري عرضة للتعديالت‬
‫الدستورية الظرفية واملعتادة‪.44‬‬
‫لكن ابلرغم من حماوله اهليئة العليا لالنتخاابت‪ ، 45‬من تبسيط الشروط اليت ختضع هلا عملية مجع تزكيات‬
‫املرتشحني على غرار وضع مطبوعات ورقيه ورقمية على ذمه الراغبني يف الرتشح لالنتخاابت الرائسية‪ ، 46‬أاثر شرط‬
‫التزكية اشكاالت عديدة تتعلق يف مدى عقلنة ومصداقيه هذا االجراء‪ ،‬فقد وقفت اهليئة العليا لالنتخاابت على‬
‫اخالالت جسمية اثناء بثها يف الرتشحات‪ ،‬ومن األاثر املرتتبة جراء هذه االختالالت تقدمي عدة قضااي لدى النيابة‬
‫العمومية من قبل عدد من الناخبني لوجود شبهه التزوير‪.‬‬
‫ومن اهم توصيات اهليئة العليا لالنتخاابت جتلت يف مراجعة اجراءات التزكية يف االنتخاابت الرائسية مع‬
‫اقرار عقوابت جزائية اخرى يف حال عدم احرتام اجراءات مجع التزكيات املنصوص عليها يف القانون االنتخايب‬
‫واللجوء اىل عمليات التدليس‪.47‬‬
‫خامسا‪ -‬شرط األهلية والضمان املايل‬
‫أ‪-‬األهلية ‪ :‬مل ينص الدستور التونسي الصادر يف السنة ‪ 2022‬صراحة على وجوب متتع املرتشحني‬
‫ملنصب رئيس اجلمهورية على التمتع ابألهلية والضمان املايل وتزكيه املرتشح كما كان منصوصا عليه حصرا يف‬
‫الدستور السابق لتونس لسنة ‪ 2014‬لكن املادة التاسعة من قرار اهليئة العليا لالنتخاابت عدد ‪ 18‬لسنه ‪2014‬‬

‫‪448‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫قد نصت على وجوب توفر وثيقه معادله لصحيفة السوابق العدلية للمرتشح وقد قضت احملكمة اإلدارية بتوقيف‬
‫قرار اهليئة يف شقه املتعلق بتقدمي نظري من بطاقه السوابق العدلية‪.48‬‬
‫ب‪ -‬الضمان املايل‪ :‬مل يشرتط الدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬يف االحكام املتعلقة بشروط الرتشح ملنصب‬
‫رئيس اجلمهورية على شرط الضمان املايل فاملالحظ هنا ان دستور ‪ 2022‬قد أبقي على نفس النهج املتبع يف‬
‫الدستور التونسي لسنة ‪ 2014‬وخلو فصله الرابع والسبعون من وجوب توفر الضمان املايل للرتشح ملنصب رئيس‬
‫اجلمهورية‪ .‬ويف غياب نص دستوري صريح على وجوب توفر الضمان املايل للرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية البد‬
‫من الوقوف على مضامني القانون االساسي‪ 49‬املتعلق ابالنتخاابت واالستفتاء واليت اوردت على وجوب توفر هذا‬
‫الشرط‪.‬‬
‫"يؤمن املرتشح لدى اخلزينة العامة للبالد التونسية ضماان ماليا قدره عشرة آالف دينار‪ ،‬ال يتم اسرتجاعه‬
‫اال عند حصوله على ثالثة ابملائة على االقل من عدد االصوات املصرح هبا"‬
‫واجلدير ابلذكر الطعن بعدم دستورية احلكم املتعلق بشرط الضمان املايل امام اهليئة الوقتية لرقابه دستورية‬
‫القوانني واليت قضت بدستورية احلكم مستندة يف ذلك اىل عده اعتبارات‪.50‬‬
‫والبد من اإلشارة اىل قرارات رفض الرتشحات املعتربة "غري جدية" من طرف اهليئة العليا املستقلة‬
‫لالنتخاابت‪ 51‬مؤسسةً قرارها يف ذلك لعدم تقدمي املزعمني للرتشح وصل اتمني الضمان املايل لدى اخلزينة العامة‬
‫للجمهورية التونسية كما أبدت احملكمة اإلدارية موقف اهليئة العليا لالنتخاابت يف رفض مطالب الرتشح اليت مل‬
‫تتضمن ما يفيد اتمني املبلغ املايل املستوجب ايداعه لدى اخلزينة العمومية التونسية معتربه ان هذا الشرط هو شرط‬
‫وجويب لقبول مطلب الرتشح لالنتخاابت الرائسية ال شرطا اختياراي‪. 52‬‬
‫التسجيل بسجل الناخبني ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫اعترب الفصل ‪ 89‬الدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬ان الرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية حق لكل انخب‬
‫تونسي غري حامل جلنسيه اخرى‪ .‬فهذا يعترب من جهة متسك وأتكيد على الرابط السامي والقوي بني االفراد والذي‬
‫جيعل منهم شعبا واحدا والعنصر البشري أحد املكوانت الثالثة للدولة مبفهوم الشعب االجتماعي والسياسي‪ ،‬وهو‬
‫كذلك ابقاء ملا اقتداه دستور تونس لسنة ‪ 2014‬يف فصله (‪. 53 )74‬‬
‫وجند ان القانون االنتخايب قد اوضح يف مضامينه ان صفه الناخب تكتسب بعض الرتسيم يف سجل‬
‫الناخبني كما يعتربها ذات القانون شرط مبدئي للرتشح‪ .54‬ويف نفس السياق اعتربت احملكمة اإلدارية ان اكتساب‬
‫صفه الناخب تكتسب منذ عملية التسجيل يف سجل الناخبني على ان تبقى عمليه حتيني السجل مرتبطة ابألحكام‬
‫القضائية وقرارات قبول االعرتاضات اليت مل يتم الطعن فيها‪.‬‬
‫وعليه فيعترب املرتشح مكتسبا لصفة الناخب فور تسجيل امسه يف سجل الناخبني سواء كان تسجله يف‬
‫القائمة األولية او خالل التمديد‪.55‬‬

‫‪449‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬طريقة انتخاب رئيس اجلمهورية ومدة واليته‬


‫تنظم مسألة تقلد منصب رائسة الدولة يف خمتلف األنظمة السياسية ذات طابع ملكي كانت أم رائسي‪،‬‬
‫شبه رائسي‪ ،‬أم برملاين‪ ،‬وتوىل هلا أمهية ابلغة‪ ،‬فنجد يف الدول ذات الدساتري املكتوبة‪ ،‬كيفية انتخاب رئيس الدولة‬
‫وطرق استخالفه ومدة واليته‪ ،‬أو اعتالء امللك للعرش‪ ،‬منصوص عليها يف دساتري مع بعض االحاالت للتشريعات‬
‫للتفصيل يف هذه املسألة ‪.‬فمن خالل هذا املطلب سيتم التعرض بداية طريقة انتخاب رئيس اجلمهورية التونسية‬
‫(الفرع األول)‪ ،‬ليتم التعرض بعدها اىل مدة واليته(الفرع الثاين)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬انتخاب رئيس اجلمهورية التونسية‬


‫أبقي الدستور التونسي لسنه ‪ 2022‬على انتخاب رئيس اجلمهورية انتخااب عاما حرا مباشرا سراي خالل‬
‫االشهر الثالثة من املدة الرائسية‪ .56‬إبعادة النظر يف مضامني احكام الدستور التونسي الصادر يف ‪ 2014‬فنجد‬
‫ان املشرع الدستوري اىل جانب تكريسه النتخاب رئيس اجلمهورية ابالقرتاع ابألغلبية يف دورتني‪ ، 57‬ويكون هذا‬
‫االنتخاب عاما حرا مباشرا سراي وشفافا نزيها وابألغلبية املطلقة لألصوات املصرح هبا‪ ،‬ويف حال عدم حصول‬
‫املرتشحني على األغلبية املطلقة يف الدورة االوىل تنظم دورة اثنيه خالل األسبوعني التاليني لإلعالن عن نتائج النهائية‬
‫للدورة االوىل‪ .‬وعليه سيتم التعرض من خالل هذا الفرع اىل إبقاء الدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬على الطريقة‬
‫التقليدية يف انتخاب رئيس اجلمهورية ( أوال)‪ ،‬مث اىل إلغاء نظام الدورتني يف تنظيم االنتخاابت الرائسية (اثنيا)‪.‬‬
‫أوال‪-‬إبقاء الدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬على الطريقة التقليدية يف انتخاب رئيس اجلمهورية‬
‫وما ميكن استنتاجه ابلنسبة لتنظيم االنتخاابت يف الدستور التونسي لسنة ‪ 2014‬انه اىل جانب تكريس‬
‫املشرع الدستوري للشروط التقليدية لالنتخاابت‪ ،‬اي عموميتها ومباشرهتا ‪ ،‬وسريتها ‪ ،‬اشرتط كذلك النزاهة والشفافية‬
‫لالنتخاابت واليت اعتربها أساتذة القانون الدستوري من االضافات املتميزة اليت اختص هبا هذا الدستور‪ .‬ولعل يكمن‬
‫شرط الشفافية اساسا يف متويل احلملة االنتخابية‪.‬‬
‫كما ميكن ان ينطبق شرطي الشفافية والنزاهة على نتائج االنتخاابت‪ ،‬سيما وقد عرف هذا االخري العديد‬
‫من االشكاالت خاصة ما تعلق منها بتضارب احكام املادة ‪ 14‬من الفصل الثالث من القانون االنتخايب‪ ،‬عدد‬
‫‪ 16‬لسنة ‪ 2014‬مع احكام الدستور ‪ ،2014‬سيما الفصل ‪ ،75‬ويكمن هذا التعارض يف قاعدة احتساب‬
‫األوراق البيضاء ضمن األصوات املصرح هبا‪ ،‬يف أي من الدورتني االوىل والثانية من االنتخاابت الرائسية‪ .‬ولتفادي‬
‫الوقوع يف هذا االشكال عملت اهليئة املستقلة لالنتخاابت على استبعاد تطبيق احكام البند ‪ 14‬من الفصل ‪ 3‬من‬
‫القانون االنتخايب ويف االنتخاابت الرائسية وحصرهتا يف االنتخاابت التشريعية‪.‬‬
‫اثنيا‪-‬إلغاء نظام الدورتني يف تنظيم االنتخاابت الرائسية‬
‫ابلرجوع اىل الفصل ‪ 90‬من دستور ‪ 2022‬فنجده قد ألغى نظام الدورتني الذي يتم اللجوء اليه يف‬
‫صوره عدم حصول اي مرتشح على األغلبية املطلقة يف الدورة االوىل ‪ ،‬واملعتمد يف دستور ‪ 2014‬كما مل ينص‬
‫بتاات على حاله وفاه احد املرتشحني يف الدورة االوىل او لدورة اإلعادة والذي يؤدي اىل اعاده فتح الرتشح وحتديد‬

‫‪450‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫املواعيد االنتخابية يف اجل ال يتجاوز ‪ 45‬يوما ‪.‬اما حاله انسحاب احد املرتشحني فلم يتم النص عليها كذلك‬
‫والثاين اقرامها دستور ‪. 2014‬ويف نظران رمبا يرجع الغاء هذه االحكام اىل الرغبة يف منح مساحه أتويالت دستوريه‬
‫اوسع ملضامني الدستور وعدم جتريد ألدق تفاصيلها‪.‬‬
‫واجلدير ابلذكر االشكاالت املثارة من طرف جلنه البندقية خالل اعداد مشروع الدستور‪ ، 58‬املتعلقة‬
‫أبحكام حاله وفاه احد املرتشحني سواء خالل الدورة االوىل او خالل الثانية ومن خالل امكانيه اعاده املسار‬
‫االنتخايب كليا واقرتحت هذه اللجنة طرح مساله اعاده االنتخاابت من عدمها اىل احملكمة الدستورية‪.²‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬املدة الوالية الرائسية‬
‫قبل التعرض من خالل هذا الفرع اىل جتديد الوالية الرائسية (اثنيا)‪ ،‬سيتم التعرض اىل‪ :‬حتديد الدستور‬
‫التونسي لسنة ‪ 2022‬ملدة الوالية الرائسية(أوال)‪.‬‬
‫أوال‪-‬حتديد مدة الوالية الرائسية‬
‫حددت أحكام الفصل ‪ 90‬من الدستور التونسي لسنه ‪ 2022‬مدة ممارسه رئيس اجلمهورية ملهامه بعد‬
‫ما يتم انتخابه انتخااب حرا عاما مباشره سراي وذلك خالل مده ثالثة أشهر من املدة الرئيسية املنتهية وحددت مدة‬
‫العهدة الرائسية خبمس (‪ )5‬سنوات‪ ،‬واملالحظ من هذا هو االبقاء على نفس املدة اليت كانت مقرره مبوجب دستور‬
‫تونس لسنه ‪ 2014‬لسنة ‪ .1959‬إن ملدة العهدة الرائسية أمهية قصوى يف نتيجة عالقتها الوطيدة ابلنظام السياسي‬
‫واملكانة املهمة املكرسة دستوراي ملؤسسة رئيس اجلمهورية واليت متكنه من ممارسه اختصاصاته وتنفيذ برانجمه خالهلا‪.‬‬
‫وجيدر تنويه اىل اختالف مدة العهدات الرائسية يف األنظمة السياسية فقد استقر الدستور اجلزائري على‬
‫مدة مخس سنوات قابله للتجديد مره واحده‪ ، 59‬بعدما عرف مبوجب التعديل الدستوري لسنه ‪ 2008‬استقرار‬
‫على املدة وفتح عدد العهدات الرائسية‪ ، 60‬أما الدستور االيطايل فقد حدد مدة العهدة الرائسية بسبع سنوات قابلة‬
‫للتجديد‪ ، 61‬اما النظام السياسي االمريكي فقد حددها أبربع سنوات قابله للتجديد مرة واحدة‪.62‬‬
‫وتعترب مدة مخس سنوات حال وسطا ابلنسبة للمدد احملددة مبوجب الدساتري املقارنة‪ ،‬فيعترب بعض أساتذة‬
‫القانون ان مدة اربع (‪ ) 4‬سنوات قصرية لتحقيق األهداف املسطرة كما يعترب البعض األخر ان مدة سبع(‪ )7‬سنوات‬
‫طويلة كوالية رائسية واحده‪ ،‬اما مدة مخس(‪ )5‬سنوات تعترب يف نظران حال وسطا وفرتة حمققه لالستقرار نسبيا من‬
‫خالل أتدية الوظيفة التنفيذية من قبل رئيس اجلمهورية‪.‬‬
‫أما ابلنسبة لشرط عدم جتديد الرتشح هلذا املنصب بعد تويل مرتني على االكثر فيعتربوا كضمان ملبدأ‬
‫التداول على السلطة وعدم استحواذ على املنصب واحلفاظ واستمرار تكريس مبادئ الدميقراطية‪.‬‬
‫اثنيا‪-‬جتديد العهدة الرائسية‬
‫عادة ما حتدد معظم الدول دساتري عدد العهدات الرائسية مع مراعاة اختالف األنظمة السياسية‪ ،‬وهلذا‬
‫التحديد يف جتديد عدد العهدات الرائسية أمهية ابلغه كما سبق ذكره‪ ،‬ومن أبرز أهدافه يف اجتناب تدهور الدولة‬
‫ومحاية مبدأ التداول السلمي على السلطة من االنتهاكات اليت ميكن ان يتعرض هلا املناصب ذات الشرعية الدميقراطية‪.‬‬
‫صون مبدأ التداول السلمي على السلطة‬ ‫‪‬‬

‫‪451‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫كما تكمن أمهية احلد من جتديد العهدات الرائسية يف صون هذا املبدأ من هتري املؤسسات الدستورية‬
‫للدولة واالستحواذ على السلطة وفرض خمطط حيتمل خدمة جهة معينه‪ .‬وابلرجوع اىل الدستور التونسي لسنة‬
‫‪ ، 2022‬فنجد ان احكامه املتعلقة بعدد الدورات الرائسية قد نصت على احلظر الصريح لتجديد الرتشيح إال مرة‬
‫واحده‪. 63‬‬
‫تسقيف عدد الوالايت الرائسية‬ ‫‪‬‬

‫وهبذا يكون الدستور األخري لتونس قد حدد امكانية الرتشح لوالية رائسية اثنية بواحدة فقط‪ ،‬واملالحظ‬
‫بعد الرجوع اىل مضامني الدستور التونسي لسنة ‪ 2014‬جند انه قد اجاز امكانيه تويل منصب رائسة اجلمهورية اال‬
‫مرة واحدة اي دورتني على االكثر كاملتني ام منفصلتني‪ ، 64‬كما منعت احكام ذات الدستور عدم جواز ألي‬
‫تعديل ان ينال من عدد الدورات الرائسية ومددها ابلزايدة‪. 65‬‬
‫واجلدير ابلذكر تنظيم دستور غرة جوان ‪ 1959‬وتعديالته اليت مست عهدات رئيس اجلمهورية ‪ ،‬حيث‬
‫جند ان النسخة األوىل من دستور غرة جوان ‪ 1959‬قد نظمت إمكانية اعادة الرتشح ملنصب رائسة اجلمهورية من‬
‫خالل اجازهتا ثالث مرات على االكثر فبعد استكمال الرئيس االسبق احلبيب بورقيبة لوالايته الثالث سنة ‪،1974‬‬
‫ابدر‪ 66‬بتعديل دستوري مت اقرار من خالله رئيس الدولة مدى احلياة‪ . 67‬وقد جاء تعديل الدستوري لسنة ‪1988‬‬
‫إبعادة تنظيم هذه املسألة من خالل جتديد الرتشح مبرتني فقط‪ ، 68‬ليتم اعادة تعديل الفصل ‪ 39‬مرة اخرى بصيغة‬
‫تنص على إلغاء شرط جتديد الرتشح بعهدتني وجعلها غري حمددة‪. 69‬‬
‫ونستخلص مما سبق أن منع الرتشح ألكثر من عهدتني رائسيتني كان منصوص عليه يف دستور غرة‬
‫جوان ‪ 1959‬يف طبعته األصلية قبل افراغه من حمتواه‪ ،‬يتجلى ذلك من خالل املادة اليت أقرت الرائسة مدى احلياة‬
‫مبوجب التعديل الدستوري لسنه ‪ ،1976‬وليتم الرجوع على هذا املبدأ مبوجب التعديل الدستوري لسنة ‪1988‬‬
‫فيعاد التالعب هبذا املبدأ الحقا سنة ‪ 2002‬إبجياز ترشح رئيس اجلمهورية لعهدة رائسية اخرى دون حتديد حد‬
‫اقصى ما ادى اىل فتح الباب على مصراعيه‪.‬‬
‫واخريا جاء الدستور التونسي لسنه ‪ 2014‬مبنع فتح العهدات الرائسية واجيازها جتديدها بعهدة واحدة‬
‫(‪ )1‬على االكثر مع استبعاد مضامني الدستور ألي الغاء هلذه االحكام يف املستقبل‪.70‬‬
‫القيود الواردة على جتديد العهدات‬ ‫‪‬‬

‫االصل يف أتكيد الدستور على عدم املساس ابحلكم املتعلق بتجديد الرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية ألكثر‬
‫من عهدتني يقتصر اال على الشق املتعلق برفع عدد العهدات الرائسية ابلنسبة لدستور ‪ 2022‬فقط‪ .‬اما ابلنسبة‬
‫لتقليص مده العهد الرائسية‪ ،‬ففي رأينا ميكن اعادة النظر فيها‪ ،‬اي ال شيء مينع عدم مساس عدد السنوات املدة‬
‫الرائسية ابلنزول هبا مثال من مخسه اىل ثالث سنوات او أربع سنوات كما استقر عليه الدستور األمريكي‪ ،‬هذا من‬
‫انحية‪.‬‬
‫ومن انحية اخرى ميكن من خالل الصياغة الدستورية املعتمدة يف دستور التونسي لسنة ‪ ، 2022‬ااتحت‬
‫ابب التأويل اخر للفقرة الثالثة من الفصل ‪ 90‬من الدستور ‪ .2022‬ان حتجري تعديل الفصل ‪ 90‬ال ينسحب اال‬

‫‪452‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫على جتديد العهدات الرائسية‪ ،‬لكن ال شيء مينع من متديد مدة العهد الرائسية ابلرفع اي من مخس سنوات اىل‬
‫سبع سنوات او أكثر‪.‬‬
‫وابلرجوع اىل أحكام الفصل ‪ 75‬من الدستور التونسي لسنة ‪ 2014‬فقد اهتمت الفقرة األخرية من هذا‬
‫الفصل‪ ، 71‬بتحصني العنصرين حىت ال يقع التالعب هبا مستقبال ومنعت الزايدة يف عدد الدورات الرائسية او‬
‫مددها‪ ،‬مبعىن مينع تعديل الدستور يف اجتاه الرتفيع يف العدد واملدة أو كل على حدى او جمتمعني‪ ،‬وهبذا يتم القضاء‬
‫على التحايل على مضامني احكام الدستور فيما يتعلق ابلدورتني الرائسيتني ومدهتما مبا خيالف الدستور‪. 72‬‬
‫لكن ابلرغم من تشديد املشرع الدستوري سنة ‪ 2014‬بتحصني عدم اجياز اي تعديل من ان ينال من‬
‫عدد الدورات الرائسية ومددها ابلزايدة اىل ان التخوف من الوقوع يف فراغ املؤسسايت وتفاداي هلاجس عدم استمرارية‬
‫الدولة املهدد لكياهنا‪ ،‬اجاز املشرع الدستوري متديد عهدة الرئيس بقانون‪ ، 73‬يف حالة ما اذا تعرضت البالد خلطر‬
‫داهم ادى اىل تعذر اجراء االنتخاب يف موعده بسببه‪. 74‬‬
‫وقد ابقى الدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬على نفس الصياغة الواردة يف دستور تونس للجمهورية الثانية‪،‬‬
‫اال انه ومرة اخرى مل يقدم املشرع الدستوري التونسي لسنة ‪ 2022‬على نفس هنج دستور تونس لسنة ‪2014‬‬
‫تعريف ماهية اخلطر الداهم ‪ ،‬وابقى كذلك التعديل الدستوري االخري اسناد متديد العهدة يف حاله تعذر اجراء‬
‫االنتخاابت بسبب اخلطر الداهم اىل الربملان وابعادها عن دائرة اختصاص السلطة التنفيذية وهذا رمبا لضمان حتيايت‬
‫قرار التمديد وجتنبا ان يكون الرئيس القاضي واملتقاضي يف ان واحد لتفادي كل االحنرافات احملتملة‪.‬‬
‫واملالحظ من هذه االحكام الدستورية انه مت النص على الطبيعة القانونية واجلهة املخولة لتمديد العهدة‬
‫الرائسية‪ ،‬لكن مل يتم حتديد املدة املضافة قانونيا اىل العهدة الرائسية املنهاة دستوراي‪ ،‬وهذا قد يطيل يف فرته اجراء‬
‫االنتخاابت الرائسية ويتم اللجوء املتكرر هلذا التأجيل فيؤدي اىل افراغ اجراء التمديد من حمتواه‪.‬‬
‫فريى بعض أساتذة القانون الدستوري انه من االجدر تكليف احملكمة الدستورية ابلبث يف مسالة تواصل‬
‫منع اجراء االنتخاابت من عدمه ضماان للتداول على السلطة واحرتام االجل الدستورية‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬تنظيم حالة خلو منصب رئيس اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬
‫من بني أهم القضااي اليت حرصت معظم دساتري الدول على تنظيمها مهما اختلفت انظمت هذه الدول‪،‬‬
‫حالة الشغور يف منصب رائسة الدولة‪ ،‬شغور وقيت كان أم هنائي‪ ،‬ولعل الغاية من تنظيم املشرع الدستوري هلذه‬
‫احلالة‪ ،‬هي التوفيق بني احرتام اإلرادة الشعبية ابعتبار الشعب مالك للسلطة‪ ،‬خيتار رئيس خيتص بقيادة البالد‪ ،‬من‬
‫جهة‪ ،‬واستمرارية مؤسسات الدولة إذا عرفت هذه األخرية شغور يف أحد مؤسساهتا الدستورية على غرار مؤسسة‬
‫رئيس الدولة‪ .‬خصصت دساتري هذه الدول إلجراءات ترتاوح بني التغطية اجلزئية والكاملة نوعا ما حلالة الشغور‬
‫منصب رئيس الدولة‪ ،‬وعليه قبل التعرض لتنظيم حالة الشغور يف منصب رئيس اجلمهورية يف الدستور التونسي لسنة‬
‫‪( 2022‬املطلب الثاين)‪ ،‬ال بد من التعرض اىل تنظيم التعذر الوقيت يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬
‫(املطلب األول)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬تنظيم حالة التعذر الوقيت يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫‪453‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫ميكن ألي عهدة رائسية مها طالت مدهتا‪ ،‬كعهدة الرئيس اإليطايل احملددة مبوجب الدستور اإليطايل بسبع‬
‫(‪ )7‬سنوات‪ ،‬أو عهدة الرئيس الفرنسي احملددة كذلك بسبع (‪ )7‬سنوات مبوجب الدستور الفرنسي لسنة ‪،1958‬‬
‫ان تشهد قطيعة وقتية تؤدي اىل تقليصها‪ ،‬أو انتهائها‪ ،‬كتعرض الرئيس خالهلا حلالة من احلاالت اليت تؤدي اىل منعه‬
‫من القيام بواجباته الرائسية واضطالعه مبهامه‪ ،‬إما بصفة مؤقتة أو هنائية‪ ،‬واالمثلة يف هذا القبيل متعددة لعل أشهرها‪:‬‬
‫تقدمي الرئيس الفرنسي األسبق شارل ديغول الستقالته بتاريخ ‪ 27‬افريل ‪ ، 1969‬أو وفاة الرئيس الفرنسي جورج‬
‫بوميبدو سنة ‪ ،1974‬أو شغور منصب رئيس اجلمهورية اجلزائري السيد عبد العزيز بوتفليقة وتقدميه الستقالته وفقا‬
‫لإلجراءات املنصوص عليها يف الدستور سنة ‪ ،2019‬أو شغور مؤسسة رئيس اجلمهورية يف تونس سنة ‪2011‬‬
‫بعد خلع الرئيس األسبق السيد زين العابدين بن علي‪ .‬لكن أمكن الدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬رئيس الدولة‬
‫تفويضه الختصاصاته مؤقتا حالة تعذر قيامه بواجباته (الفرع األول)‪ ،‬ليتم بعدها الرجوع اىل كيفية تنظيم الدستور‬
‫التونسي لسنة ‪ 2014‬لنفس احلالة (الفرع الثاين)‪ ،‬وأخريا التعرض ألسباب وإجراءات تفويض رئيس اجلمهورية‬
‫إلجراءات التفويض (الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬حق رئيس اجلمهورية يف تفويض جزء من اختصاصاته مبوجب الدستور التونسي لسنة‬
‫‪2022‬‬
‫أبقي الدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬على حق رئيس اجلمهورية بتفويض اختصاصاته اىل رئيس احلكومة‬
‫مبوجب امر يفوض من خالله وظائفه ابستثناء حق حل جملس النواب الشعب او اجمللس الوطين للجهات واالقاليم‪،75‬‬
‫فقط‪ ،‬لكن مل يتم التطرق اىل استثناءات اخرى‪ ،‬وتبقى احلكومة قائمه اىل حني زوال التعذر حىت وان تعرضت خالل‬
‫هذه املدة اىل الئحة لوم‪ ،‬يف صورة حدوث احلالة االخرية يعلم رئيس اجلمهورية رئيس جملس نواب الشعب ورئيس‬
‫اجمللس الوطين للجهات واالقاليم بتفويضه املؤقت الختصاصاته‪ 76‬لفائدة رئيس احلكومة‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬تنظيم حالة التعذر يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2014‬‬
‫ابلرجوع اىل احكام الدستور التونسي الصادر يف ‪ 2014‬واملتعلقة بتنظيم التعذر‪ ،‬جند ان املشرع الدستوري‬
‫قد اجاز تفويض رئيس اجلمهورية مهامه مؤقتا لصاحل رئيس احلكومة يف صورة التعذر عليه القيام هبا‪ ،‬مع حتديد‬
‫ملدة التفويض اليت ال تزيد عن ثالثني (‪ )30‬يوما قابله للتجديد مرة واحدة‪ ،‬كما يشرتط هذا االجراء اعالم رئيس‬
‫اجلمهورية رئيس جملس نواب ابلتفويض املؤقت لسلطاته ‪. 77‬‬
‫ان تكريس املشرع الدستوري إلجراء التعذر واحلرص على ابقائه مبوجب الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬
‫يعترب ضمانه الستمرارية الدولة لتفادي تعطيل سري مؤسساهتا يف حال عدم قدرة رئيس اجلمهورية ملمارسة مهامه‬
‫مؤقتا‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أسباب وإجراءات تفويض رئيس اجلمهورية ملهامه حالة التعذر الوقيت‪:‬‬
‫من خالل التمعن يف مضامني االحكام الدستورية احلالية و السابقة املنظمة الجراء التعذر الوقيت جند اهنا‬
‫مل حتدد االسباب اليت تؤدي اىل اللجوء اىل تفويض رئيس اجلمهورية لسلطاته اىل رئيس احلكومة‪ ،‬ومبقارنة احكام‬
‫الدساتري التونسية يف هذا اخلصوص‪ ،‬جند ان دستور ‪ 2022‬يشرتط إال اصدار رئيس اجلمهورية ألمر بتفويض‬

‫‪454‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫اختصاصاته‪ ، 78‬اما احكام دستور سنة ‪ 2014‬فعالوة على اصدار امر تفويض رئيس اجلمهورية الختصاصاته‬
‫لصاحل رئيس احلكومة يشرتط كذلك اعالم رئيس جملس نواب الشعب‪ 79‬بذلك وهذا ما مل يتضمنه دستور ‪.2022‬‬
‫اما ابلرجوع اىل احكام الدستور ‪ 1959‬فهو االخر اجاز تفويض رئيس اجلمهورية اختصاصاته للوزير‬
‫االول لكن يتم هذا التفويض مبوجب مرسوم ال مبوجب امر‪ ،‬كما استقر عليه احلال ابلنسبة للدستور ‪ 2014‬دستور‬
‫‪ 2022‬مع اعالم رئيس اجلمهورية كل من رئيسي غرفيت الربملان ابلتفويض‪.‬‬
‫واملالحظ ان الدساتري الثالثة مل تتطرق اىل الشكليات املتعلقة ابإلعالم ان كان االعالم يتم شفاهة او‬
‫كتابة‪ ،‬وان كان يتم يف نفس الوقت مع اصدار االمر‪.‬‬
‫كما يالحظ ايضا من خالل قراءة مضامني احكام الدساتري املتعلقة ابلتفويض الوقيت اهنا اختصاص ينفرد‬
‫به رئيس اجلمهورية‪ ،‬اما مسألة اعالم رئيسي جملسي الربملان ابلنسبة للدساتري السابقة فيعترب اجراء من ابب اإلحاطة‬
‫ابلعلم ال من ابب املصادقة على التفويض‪ ،‬ورمبا املغزى من ذلك يذهب اىل احرتام مبدا الفصل بني السلطات ومن‬
‫خالل عدم اختصاص النواب يف وظيفة السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫اما ابلنسبة للدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬فرئيس اجلمهورية يقوم إبعالم رئيسي جملسي الربملان‬
‫بتفويضه املؤقت الختصاصاته اال يف حالة تعرض احلكومة القائمة اىل الئحة لوم اثناء مدة التعذر‪ .‬وابلتايل هنا‬
‫يكون قد مت الفصل يف اجال االعالم اليت مل تكن حمدده يف الدساتري السابقة‪ ،‬فيفهم ان رئيس اجلمهورية ليس جمربا‬
‫ابإلعالم اال يف حاله تعرض احلكومة لالئحة لوم‪.‬‬
‫ويبقى االشكال املطروح ابلنسبة للدستور ‪ 2022‬هو عدم حتديد مدة التعذر الوقيت والتفويض‬
‫لالختصاصات اليت فصل فيها دستور ‪ 2014‬من قبل‪ ،‬واحملدد بـثالثون (‪ )30‬يوما قابله للتجديد مرة واحدة‪ ،‬اال‬
‫ان الدستور مل يفصل يف امكانيه اللجوء هلذا االجراء عدة مرات منفصلة‪.‬‬
‫فهذا الغموض يعترب يف نظران اما هفوة من املشرع الدستوري املتكررة على مر زمان الدساتري او ملح من‬
‫مالمح تقوية مؤسسيت السلطة التنفيذية سابقا كما كانت مسماة مبوجب الدساتري التونسية السابقة والوظيفة التنفيذية‬
‫حاليا مبوجب الدستور التونسي لسنة ‪.2022‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬تنظيم الشغور يف منصب رئيس اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬
‫نظم الدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬حالة شغور منصب رئيس اجلمهورية يف حالة عدم متكنه من ممارسة‬
‫مهامهة املوكلة له دستوراي ‪ ،‬وجيدر التنويه ان الشغور نوعان اما شغور وقيت او هنائي وعليه قبل التعرض لكيفيات‬
‫تنظيم الشغور النهائي ملنصب رئيس اجلمهورية‬
‫الفرع األول تنظيم الشغور الوقيت يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪:2022‬‬
‫فقد مت تنظيمه صراحه مبوجب الدساتري التونسية السابقة‪ ،‬على غرار دستور ‪ 2014‬الذي نظم حالة‬
‫الشغور الوقيت ملنصب رئيس اجلمهورية ألسباب حتول دون تفويضه لسلطاته‪ ،‬ففي حدوث هذه الصورة جتتمع‬
‫احملكمة الدستورية فورا لكي تقر الشغور الوقيت‪ ،‬وهنا حيل رئيس احلكومة حمل رئيس اجلمهورية‪ .‬وقد مت حتديد هذا‬
‫االجراء ملدة ال تتجاوز الستني (‪ )60‬يوما‪ ، 80‬ويف هذه احلالة جيب التفريق بني حالة الشغور الوقيت مع وجود نص‬

‫‪455‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫التفويض عن حالة الشغور يف غياب نص التفويض هلذا مت اسناد هذا االختصاص للمحكمة الدستورية إلقرار‬
‫الشغور‪.81‬‬
‫وابلرجوع لدستور ‪ ،2022‬فلقد ألغى هذا االجراء الساعي الستمرارية الدولة حالة شغور منصب رئيس‬
‫اجلمهورية‪ ،‬ألسباب حتول دون تفويض سلطاته اليت كانت منظمة مبوجب دستور ‪ ،2014‬ابلرغم من عدم حتديده‬
‫صراحة األسباب الشغور الوقيت‪ ،‬لكنه مت التعبري عليها بصياغة تفيد استحالة القيام ابلتفويض‪. 82‬‬
‫الفرع الثاين تنظيم الشغور النهائي يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪:2022‬‬
‫نص الدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬مباشرة على حاله الشغور النهائي ملنصب رئيس اجلمهورية وميزها‬
‫عن حاله التعذر الوقيت ميكنه من خالهلا تفويض أبمر وظائف اىل رئيس احلكومة ابستثناء حل جملسي الربملان‪.‬‬
‫وقد حدد الدستور اجلديد لسنة ‪ 2022‬حالة الشغور النهائي ملنصب رئيس اجلمهورية‪ ،‬واملقصود‬
‫ابلشغور النهائي النهاية املبكرة ملهام رئيس اجلمهورية املنتخب قبل انتهاء عهدته الرائسية‪ ،‬ومن بني اهم االسباب‬
‫املنصوص عنها حصرا‪ 83‬وفاة الرئيس‪ ،‬استقالته‪ ،‬عجزه التام‪ ،‬او ألي سبب من االسباب‪ ،‬ورمبا املقصود بعبارة "اي‬
‫سبب اخر من أسباب الشغور" هي االسباب اليت تؤدي بصورة هنائية اىل استحالة ممارسة مهام الرئيس‪.‬‬
‫البد من الوقوف على احلكم املستحدث مبوجب الدستور التونسي لسنة ‪ ،2022‬هو تويل رئيس احملكمة‬
‫الدستورية مهام رئيس الدولة بصفة مؤقتة ألجل أدانه ‪ 45‬يوما واقصاه ‪ 90‬يوما‪ .‬ويؤدي القائم مبهام رئيس اجلمهورية‬
‫اليمني الدستورية امام جملسي الربملان جمتمعني‪ ،‬وإذا تعذر ذلك فيتم ذلك امام احملكمة الدستورية‪. 84‬‬
‫وميثل اسناد مهمة معاينة الشغور النهائي لرائسة اجلمهورية اىل احملكمة الدستورية والذي يتوىل رئيسها‬
‫القيام مبهام رئيس اجلمهورية‪ ،‬ضمانة اساسية لتحقيق استمرارية الدولة يف إطار الشرعية الدستورية‪.‬‬
‫وقد حجر الدستور على القائم مبهام رئيس اجلمهورية بصفة مؤقتة الرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية حىت‬
‫ولو قدم استقالته‪ ،‬ولعل هدف هذا املانع يف تعليق حق القائم برائسة اجلمهورية‪ ،‬يف الرتشح لالنتخاابت هذا املنصب‬
‫للحفاظ على احل ياد‪ ،‬وتفادي القائم هبذه املهام التعسف يف استعماله لسلطته املتزامنة مع اعداد االنتخاابت‪ .‬واكد‬
‫دستور سنة ‪ 2022‬على ممارسة القائم مبهام رائسة اجلمهورية بصفة مؤقتة على الوظائف الرائسية اليت ال جيوز‬
‫ممارستها‪ ،‬على غرار االستفتاء او اهناء مهام احلكومة او حل جملسي الربملان او اختاذ تدابري استثنائية‪.‬‬
‫واملالحظ من خالل قراءة مضامني أحكام الدستور صمت املشرع الدستوري يف مسألة مهمة وهي امكانية‬
‫تعديل الدستور او ال‪ ،‬مثل ما كان منصوص عليه يف الدستور التونسي لسنة ‪.2014‬‬
‫واملالحظ هنا يف االحكام املتعلقة ابلشغور النهائي ملنصب رائسة اجلمهورية‪ ،‬قد مت أتكيد على املهام‬
‫احملجورة على القائم‪ ، 85‬اما ابلنسبة لألحكام املتعلقة ابلتعذر الوقيت‪ ،‬فنجد ان احكامها مل تتطرق اىل املهام املمنوع‬
‫ممارستها من قبل رئيس احلكومة املفوض له من لدن رئيس اجلمهورية مبوجب امر‪ ،‬ابستثناء حل جملسي الربملان ‪،‬‬
‫ورمبا يف هذه احلالة يتم تطبيق قاعدة العام يقيد اخلاص‪.‬‬
‫واجلدير ابلذكر يف هذه الفرتة املؤقتة واحلساسة اليت ميكن ان تعيشها البالد‪ ،‬ال جيوز جمللس نواب الشعب‬
‫تقدمي الئحة لوم ضد احلكومة‪.‬‬

‫‪456‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫وقد تغاضت احكام الفصل املتعلق بتنظيم الشغور النهائي عن امكانية تزامن الشغور النهائي لرائسة‬
‫اجلمهورية مع حدوث مانع لرئيس احملكمة الدستورية‪ ،‬حيول دون قيامه ابملهام الرائسية مؤقتا‪ ،‬لكن رمبا يتم اسناد‬
‫القيام ابملهام الرائسية املؤقتة اىل رئيس اجمللس الوطين للجهات واالقاليم املستحدث مبوجب هذا الدستور‪ ،‬بعد تبين‬
‫تونس لنظام الثنائية الربملانية جمددا‪.‬‬
‫ولكن املالحظ كذلك من خالل متحيص االحكام الدستورية لسنة ‪ ،2022‬املتعلقة بتنظيم حالة الشغور‬
‫النهائي‪ ،‬هو عدم اشراك غرفيت الربملان يف اقراره من طرف احملكمة الدستورية‪ ،‬وهذا ما كان عليه احلال مبوجب‬
‫الدستور التونسي لسنة ‪ ،2014‬وهذا على خالف ما ورد يف مضامني أحكام الدستور اجلزائري الذي يشرك الربملان‬
‫يف ثبوت حالة الشغور من عدمه‪.86‬‬
‫الفرع الثالث تنظيم الدساتري السابقة لدستور ‪ 2022‬حلالة الشغور يف منصب رئيس اجلمهورية‬
‫سيتم من خالل هذا التعرض اىل كيفية تنظيم الدساتري السابقة لدستور ‪ 2022‬حلالة الشغور النهائي‬
‫ملنصب رئيس اجلمهورية بداية من الدستور التونسي لغرة جوان سنة ‪ 1959‬وكل التعديالت اليت أدخلت عليه‪.‬‬
‫أوال‪ -‬تنظيم دستور ‪ 2014‬حلالة الشغور النهائي يف منصب رئيس اجلمهورية‬
‫وابلرجوع اىل الدساتري التونسية السابقة لسنة ‪ 2022‬بداية بدستور سنة ‪ ،2014‬فنجده قد أسند صفة‬
‫القائم برئيس اجلمهورية اىل رئيس جملس نواب الشعب‪ ،‬وذلك اما بعد جتاوز مدة الستني يوما عن الشغور الوقيت‪،‬‬
‫او يف حالة تقدمي رئيس اجلمهورية استقالته كتابة اىل رئيس احملكمة الدستورية‪ ،‬او يف حالة الوفاة‪ ،‬او يف حالة العجز‬
‫الدائم ‪ ،‬أو ألي سبب اخر من اسباب الشعور النهائي ‪،‬فتجتمع احملكمة الدستورية فورا وتقر الشغور النهائي‪،‬‬
‫وتبلغ ذلك اىل رئيس جملس نواب الشعب الذي يتوىل فورا مهام رئيس اجلمهورية‪ ،‬كما سبق ذكره بصفة مؤقتة‪ ،‬يتم‬
‫فيها اجباراي اعداد انتخاابت رائسية يف اجل ادانه ‪ 45‬يوما واقصاه ‪ 90‬يوما‪.‬‬
‫وقد نص دستور ‪ 2014‬على القائم ابملهام الوقتيه لرائسة اجلمهورية خالل الشغور الوقيت النهائي بعدم‬
‫اجلواز له ابملبادرة ابقرتاح تعديل الدستور او اللجوء اىل االستفتاء او حل جملس نواب الشعب‪.‬‬
‫كما منع ذات الدستور جملس نواب الشعب من توجيه الئحة لوم للحكومة املقرتنة مع منع الرئيس القائم‬
‫ابملهام املؤقتة من حله جمللس نواب الشعب‪ ،‬ويعترب هذين االجرائيني توازن للنظام السياسي‪ ،‬ونص الدستور ابلتأكيد‬
‫والتكريس على هاتني الوسيلتني العتبارمها وسيليت ضغط متبادلة حمققتني لتوازن سليب بني السلطة التشريعية والسلطة‬
‫التنفيذية‪ .‬فدسرتة صمام األمان‪ ،‬للحفاظ على مبدا توازن السلطات خالل فرته الشغور الوقيت لرائسة اجلمهورية‪،‬‬
‫هدفها حتقيق استقرار مؤسسات الدولة‪.‬‬
‫وجيدر التنويه من خالل دراسة احكام الدستور‪ ،‬تغاضي املشرع الدستوري عن حالة اقرتان شغور منصب‬
‫رئيس اجلمهورية مع حدوث مانع لرئيس جملس النواب الشعب حيول دون امكانه من القيام مبهام رائسة اجلمهورية‬
‫بصفه مؤقتة‪ ،‬خصوصا وان تونس يف تلك الفرتة بعد سقوط النظام السابق والدخول يف فرتة انتقالية متخض عنها‬
‫دستور ‪ ،2014‬تبنت من خالله األحادية التشريعية‪.‬‬
‫اثنيا‪-‬تنظيم دستور غرة جوان لسنة ‪ 1959‬حلالة الشغور النهائي يف منصب رئيس اجلمهورية‬

‫‪457‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫ان مرحلة الشغور النهائي لرائسة اجلمهورية حظيت أمهية ابلغة عرب مر التجارب الدستورية التونسية‪،‬‬
‫فكانت حمل اهتمام املشرع الدستوري التونسي عرب التعديالت الدستورية‪ .‬نظمها دستور غرة جوان ‪ ،1959‬واسند‬
‫مسالة تعيني القائم ابملهام املؤقتة ألعضاء احلكومة‪ ،‬والذين خيتارون عضوا من بينهم لتويل هذه املهام بصورة وقتية‪،‬‬
‫شريطة تبليغ رئيس جملس االمة وثيقة هذا التعيني‪ ،‬فيجتمع جملس األمة بدعوة من رئيسه النتخاب خلف رئيس‬
‫اجلمهورية ملا بقي له من مدته من بني املرتشحني املتوفرة فيهم الشروط ‪ ¹‬وذلك اثناء االسبوع اخلامس من الشغور‪.87‬‬
‫اثلثا‪-‬تنظيم دستور ‪ 1959‬املعدل يف ‪ 1969‬حلالة الشغور النهائي يف منصب رئيس اجلمهورية‬
‫عرف الفصل املتعلق بتنظيم الشغور النهائي يف دستور ‪ 1959‬التعديل مبوجب القانون الدستوري عدد‬
‫‪ 63‬لسنة ‪ ، 881969‬ومت مبوجبه اسناد مهمه القيام ابملهام املؤقتة لرئيس اجلمهورية خالل الشغور منصبه للوزير‬
‫االول وذلك ملا تبقى للعهدة الرائسية‪.‬‬
‫رابعا ‪-‬تنظيم دستور غرة ‪ 1959‬املعدل لسنة ‪ 1975‬حلالة للشغور النهائي يف منصب رئيس‬
‫اجلمهورية‪:‬‬
‫مره اخرى عرف الفصل املتعلق بتنظيم الشغور النهائي للمرة الثانية تعديال دستوراي مبوجب القانون‬
‫الدستوري الصادر سنة ‪ ، 891975‬وقد مت على إثره فتح كلي للعهدات الرائسية وأسندها مدى احلياة لرئيس‬
‫االسبق لتونس السيد احلبيب بورقيبة‪ ،‬مع ابقاء اسناد املهام املؤقتة لرائسة اجلمهورية حالة الشغور النهائي اىل الوزير‬
‫االول‪.90‬‬
‫خامسا –تنظيم دستور غرة جوان لسنة ‪ 1959‬املعدل سنة ‪ 1976‬حلالة الشغور يف منصب رئيس‬
‫اجلمهورية‬
‫عرف الدستور التونسي لسنة ‪ 1959‬تعديل دستوراي اثلثا سنة ‪ ، 911976‬ومت على إثره تعديل الفصل‬
‫‪ 53‬للمرة الثالثة‪ ،‬وهو الفصل املتعلق بتنظيم حالة شغور النهائي يف منصب رئيس اجلمهورية‪ ،‬فقد قام هذا التعديل‬
‫إبلغاء الفصل ‪ 53‬املنظم حلالة الشغور النهائي وتعويضها أبحكام جديدة مع ابقاء الوزير االول متويل للمهام الوقتيه‬
‫لرائسة اجلمهورية خالل الشغور النهائي‪.92‬‬
‫سادسا‪-‬تنظيم غرة جوان ‪ 1959‬املعدل سنة ‪ 1988‬احلالة الشغور النهائي يف منصب رئيس‬
‫اجلمهورية‬
‫بعد التعديل الدستوري الثالث الذي عرفه الدستور التونسي لسنة ‪ 1959‬طرأ عليه مرة رابعة تعديل‬
‫سنه ‪، 931988‬ومت مبوجبه تغيري املتويل بشؤون رائسة اجلمهورية مؤقتا خالل فرتة الشغور النهائي ملؤسسة رئيس‬
‫اجلمهورية‪ ،‬فنزعت املهمة من الوزير االول ومت اسنادها اىل رئيس جملس النواب الذي يتوىل مهام رائسة اجلمهورية‬
‫مؤقتا وهذا ألجل اقصاه ستني يوما وادانه ‪ 45‬يوما ‪.‬‬
‫سابعا‪-‬تنظيم دستور غرة جوان لسنة ‪ 1959‬املعدل سنة ‪ 2002‬الشغور النهائي يف منصب رئيس‬
‫اجلمهورية‪:‬‬

‫‪458‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫عرف دستور ‪ 1959‬تعديال خامسا سنة ‪ ، 2002‬مت مبوجبه اسناد مهمه الرائسة املؤقتة حاله الشغور‬
‫النهائي‪ ،‬اىل رئيس جملس النواب ذلك بعد استنفاذ االجراءات املنصوص عليها يف الدستور‪ .94‬اما مهمة اقرار الشغور‬
‫النهائي فقد أصبح مبوجب ذات الدستور من اختصاص اجمللس الدستوري الذي جيتمع فور شغور منصب الرئيس‬
‫بسبب احلاالت املذكورة حصرا يف الدستور‪. 95‬‬
‫وانفدة القول خبصوص تنظيم الدساتري التونسية ملسألة شغور مؤسسة رئيس اجلمهورية‪ ،‬رغم تعدد التعديالت‬
‫املدخلة على احلكم الدستوري املنظم حلالة خلو منصب رئيس اجلمهورية مؤقتا او هنائيا‪ ،‬اال اهنا مل تنص يف مضموهنا‬
‫على النقاط احلساسة لتحصني مؤسسات الدولة واستمراريتها دون التأثر ابلفراغ‪.‬‬
‫اخلامتة ‪:‬‬
‫تناولت هذه الورقة دراسة حتليلة أتصيلية مقارنة ملوضوع تنظيم تويل منصب رئيس اجلمهورية‪ ،‬والشروط‬
‫الواجبة التوفر يف املرتشح يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪ ،2022‬ملا هلذا املوضوع من أمهية ابلغة‪ ،‬حمل اهتمام‬
‫الباحثني يف النظم السياسية والقانون الدستوري املقارن ‪ ،‬وذلك ابعتبار رائسة اجلمهورية احدى أهم مؤسسات الدولة‬
‫ابلنظر اىل الدور املهم الذي لعبته يف األنظمة التونسية السابقة واملنبثق عنها بداية دستور غرة جوان لسنة ‪1959‬‬
‫واملكرس ملؤسسة رائسة اجلمهورية‪ ،‬اىل حد جعل الرئيس حاكم للبالد مدى احلياة مبوجب التعديل الدستوري لسنة‬
‫‪ 1975‬كان الرئيس آنذاك ‪-‬السيد حلبيب بورقيبة‪.-‬ليلي هذا التعديل تعديالت أخرى مقوية ملؤسسة رائسة‬
‫اجلمهورية أمهها تعديل ‪ 1988‬وتعديل ‪ 2002‬املفرغ كليا لدستور ‪ 1959‬يف صيغته األوىل من حمتواه والذي كان‬
‫املكرس ملعامل الدميقراطية‪ ،‬مع العلم أن الرئيس املبادر هبذا التعديل الدستوري الرئيس األسبق الراحل ‪-‬زين العابدين‬
‫بن علي‪.-‬‬
‫فبعد ختلي الرئيس أاألسبق عن سدة احلكم حتت الضغط الشعيب مطلع سنة ‪ ،2011‬ودخول البالد يف‬
‫مرحلة انتقالية‪ .‬متخض عن هذه الفرتة دستور ‪ 2014‬الذي أعاد تنظيم السلطات وحرص على توازهنا‪ ،‬واعترب‬
‫الرئيس اجلمهورية‪ ،‬رئيس للدولة‪ ،‬ورمز وحدهتا‪ ،‬يضمن استقالليتها واستمراريتها‪ ،‬ويسهر على احرتام الدستور‪ ،‬ليتم‬
‫بعدها بناء الصرح الدميقراطي واملؤسسايت للدولة‪ ،‬لتعود بعدها بالد تونس اىل السري العادي لدواليب السلطة ابلرغم‬
‫من أتزم الوضع االقتصادي فيها‪.‬‬
‫ان تفاقم األوضاع االقتصادية املشحون بتوتر احلياة السياسية‪ ،‬املتزامن مع تفشي جائحة كوران يف العامل‪،‬‬
‫زاد من حدة االزمة‪ ،‬فسرعان ما عرفت البالد سنة ‪ 2021‬أحداث سياسة أدت برئيس اجلمهورية اىل اختاذ تدابري‬
‫استثنائية‪ ،‬مت من خالهلا اإلعالن عن جتميد العمل ابلدستور ‪ ،‬وحل جملس نواب الشعب ‪ ،‬واقالة احلكومة‪ ،‬وتوليه‬
‫لعملية التشريع من خالل األوامر الرائسية ‪ ،‬ليعلن بعدها عن تعديل دستوري‪ ،‬واصداره بعد استفتاء الشعب بتاريخ‬
‫‪ 25‬جيلية ‪ ، 2022‬واصداره يف الرائد الرمسي بتاريخ ‪ 16‬أوت ‪ ، 2022‬فبموجب هدا التعديل عرفت مؤسسة‬
‫رائ سة اجلمهورية عدة تعديالت مت التناول من خالل هدا املقال الشق املتعلق ابلشروط اليت متكن املرتشح من‬
‫االرتقاء وتقلد منصب جمسد وحدة الدولة والساهر على سالمة تراهبا و الضامن الستمراريتها ‪ ،‬كما مت التطرق من‬
‫خالل هده الدراسة اىل مظاهر تعزيز هده املؤسسة الدستورية ‪.‬‬

‫‪459‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫اهلوامش‪:‬‬

‫‪--1‬الفصل السابع والثمانون من التعديل الدستوري التونسي لسنه ‪ 2022‬الصادر مبوجب امر رائسي عدد ‪ 578‬لسنة ‪ ، 2022‬املؤرخ يف جوان‬
‫‪، 2022‬يتعلق بنشر مشروع الدستور اجلديد للجمهورية التونسية ‪،‬موضوع االستفتاء املقرر ليوم االثنني ‪ 25‬جويلية ‪.2022‬‬
‫‪ - 2‬اي من الفصل ‪:‬السابع والثمانون(‪ )87‬اىل الفصل مئة وستة عشر (‪- . )116‬‬
‫‪ -3‬قسم رئيس اجلمهورية ‪:‬منظم من الفصل الثامن والثمانون (‪ )88‬اىل الفصل مئة وعشرة (‪.)110‬‬
‫‪ - 4‬قسم رئيس احلكومة ‪:‬منظم من الفصل مئة وإحدى عشر (‪ )111‬اىل الفصل مئة وستة عشر (‪.)116‬‬
‫‪ - 5‬الفصل ‪ 87‬من الدستور التونسي لسنة ‪.2022‬‬
‫‪ - 6‬اصبحت الوظيفة التشريعية مبوجب الدستور التونسي لسنة ‪ 2022‬متبنية للنظام ثنائيه الربملان‪ ،‬فقد نص الفصل ‪ 56‬على‪ ":‬يفوض الشعب صاحب‬
‫السيادة الوظيفة التشريعية جمللس نيايب اول يسمى جملس نواب الشعب واجمللس نيايب اثن يسمى اجمللس الوطين للجهات واالقاليم "‪ .‬وهذا ما مل مل تكن‬
‫عليه السلطة التشريعية مبوجب الدستور التونسي لسنه ‪ . 2014‬اذ كان ميارس الشعب السلطة التشريعية عرب ممثليه مبجلس النواب الشعب او عن طريق‬
‫االستفتاء‪(.‬الفصل ‪ 50‬من الدستور التونسي لسنة ‪.)2014‬‬
‫‪- 7‬مثلما كان سائدا يف فرنسا قبل دستور ‪.1958‬‬
‫‪ - 8‬ومثال ذلك دولة ألبانيا‪ ،‬يتم انتخاب الرئيس االلباين عن طريق الربملان الذي ينتخبه الشعب االلباين ‪،‬املادة ‪ 86‬من الدستور االلباين لسنة ‪.1998‬‬
‫‪ - 9‬مثال ذلك انتخاب رئيس مجهوريه جنوب افريقيا من قبل اجلمعية الوطنية اليت ينتخبها شعب جنوب افريقيا ويصبح زعيم اكرب حزب يف اجلمعية‬
‫الوطنية وقد اجريت اول انتخاابت غري عنصريه عن ‪ 1994‬لالحتفال ابنتهاء الفصل العنصري دستور‪ 4‬فيفري ‪.1997‬‬
‫‪- 10‬البند ررقم‪ 2‬و ‪ 4‬من الفصل االول من املادة الثانية من دستور الوالايت املتحدة مبوجب التعديل الثاين عشر‪.‬‬
‫‪- 11‬عرف دستور الوالايت املتحدة األمريكية ‪ 27‬تعديل دستوري ‪،‬وهو ساري املفعول منذ ‪ 4‬مارس ‪. 1789‬‬
‫‪- 12‬اثر االنتخاابت التشريعية لسنة ‪.2011‬‬
‫‪- 13‬مت انتخاب السيد الباجي قائد السبسي يف ‪ 31‬ديسمرب ‪ ، 2014‬اىل غاية ‪ 25‬يوليو ‪.2019‬‬
‫‪- 14‬مت انتخاب السيد قيس سعيد رئيسا جلمهورية تونس يف ‪ 23‬اكتوبر ‪ ،2019‬خلفا للسيد الباجي قايد السبسي بعد ان وافته املدنية‪.‬‬
‫‪- 15‬الفصل السابع والثمانون ‪ 87‬من الدستور التونسي لسنة ‪. 2022‬‬
‫‪- 16‬الفصل ‪ 88‬من الدستور ‪.‬‬
‫‪- 17‬الفصل ‪ 72‬من الدستور التونسي لسنة ‪.2014‬‬
‫‪- 18‬الفصل ‪ 41‬من دستور ‪.1959‬‬
‫‪- 19‬الفصل ‪ 74‬من دستور ‪.2014‬‬
‫‪ - 20‬القانون االساسي عدد ‪ 16‬لسنة ‪، 2014‬املؤرخ يف ‪ 14‬ماي يتعلق ابالنتخاابت واالستفتاء ‪،‬الرائد الرمسي للجمهورية التونسية‪ ،‬العدد ‪،42‬املؤرخ‬
‫يف ‪ ،2014/05/27‬ص ‪،.1398-1382‬وقد مت تعديله واهتمامه مبوجب القانون االساسي عدد ‪ 7‬املؤرخ يف ‪ 14‬فيفري ‪.2017‬‬
‫‪- 21‬انظر قرار حمكمة العدل الدولية بتاريخ ‪ 6‬افريل ‪.1956‬‬
‫‪- 22‬الفصل ‪ 89‬من الدستور التونسي لسنة ‪.2022‬‬
‫‪- 23‬انظر الفصل ‪89‬من الدستور التونسي لسنة ‪.2022‬‬
‫‪ - 24‬انظر رافع بن عاشور ‪،‬املؤسسات والنظام السياسي بتونس ‪،‬االطار التارخيي‪ ،‬النظام السياسي ‪،2011-1959‬النظام السياسي يف ظل دستور‬
‫‪ ،2014‬الطبعة الثالثة‪ ،‬جممع االطرس‪،2017 ،‬ص ‪.389‬‬
‫انظر رافع بن عاشور ‪،‬املؤسسات والنظام السياسي بتونس ‪،‬االطار التارخيي‪ ،‬النظام السياسي ‪،2011-1959‬النظام السياسي يف ظل دستور‬
‫‪ ،2014‬الطبعة الثالثة‪ ،‬جممع االطرس‪،2017 ،‬ص ‪.389‬‬
‫‪- 25‬انظر الفصل ‪ 74‬من الدستور التونسي لسنة ‪،2014‬الفقرة الثانية‪.‬‬
‫‪- 26‬عبد الفتاح عمر‪ ،‬الوجيز يف القانون الدستوري ‪ ،‬املطبعة التونسية ‪،‬تونس ‪،1987‬ص ‪.420‬‬

‫‪460‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬


‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫‪27‬‬ ‫‪-Raraa benachour opcité, p 383 ,source flahaut (1) le président de la République, la‬‬
‫‪documentation française, Paris 30.‬‬
‫‪ - 28‬الفصل التاسع والثمانون (‪ )89‬من دستور ‪ ، 2022‬الفقرة الثانية "‪...‬كما جيب ان يكون املرتشح يوم تقدميه ترشحه ابلغا للعمر ‪ 40‬سنه على‬
‫االقل ومتمتعا جبميع حقوقه املدنية والسياسية ويق ع تقدمي مرتشح للهيئة العليا املستقلة لالنتخاابت حسب الطريقة وشروط النصوص عليها ابلقانون‬
‫االنتخايب‪.‬‬
‫‪- 29‬انظر تقرير جلنة السلطة التشريعية والتنفيذية والعالقة بينهما ‪،‬ص ‪.16‬‬
‫‪- 30‬الفصل مثانية ومثانون (من دستور ‪.)2022‬‬
‫‪- 31‬الفصل اخلامس (‪ )5‬من دستور ‪.2022‬‬
‫‪- 32‬الفصل ‪ 26‬من دستور ‪.2022‬‬
‫‪- 33‬الفصل ‪ 27‬من دستور ‪.2022‬‬
‫‪- 34‬لفصل ‪ 28‬من دستور ‪.2022‬‬
‫‪- 35‬سامل كرير املرزوقي‪ ،‬التنظيم السياسي واالداري يف اجلمهورية الثانية‪ ،‬الطبعة االوىل‪ ، 2017 ،‬جممع األطرش‪ ،‬ص ‪.85‬‬
‫‪ - 36‬استبعاد كل مرتشح بسبب داينته ال يتالءم مع املقتضيات الدستورية املتعلقة مبدينه الدوله واملساواه يف احلقوق والواجبات بني املواطنني االداره"‬
‫‪COLLIARD (J.C) « DU POIVOIR EEXÉCUTIF « in Rapport de la commission de Venise sur l’avant projet de‬‬
‫‪la constitution du 1er juin 2013, p 22‬‬

‫‪38‬‬ ‫‪-Toinet (M.F), « la Désignation Des Candidats présidentiels aux États-Unis « ,Revue Pouvoirs, n 14‬‬
‫‪,1980,P.45.‬‬
‫‪39‬‬
‫‪-GEVY (d),le parenage des elus pour l’election présidentielle , l’harmaham,paris , 2011,p 16‬‬
‫‪- 40‬انظر احكام دستور غرة جوان ‪ ،1959‬املتعلقة ابلسلطة التشريعية ‪،‬د‪.‬‬
‫‪- 41‬الفصل ‪ 74‬من الدستور التونسي لسنة ‪.2014‬‬
‫‪ - 42‬مل يتم بعد تعديل القانون االنتخايب التونسي‬
‫‪ - 43‬صرحت اهليئة العليا املستقلة لالنتخاابت ابلنسبة لالنتخاابت الرائسية لسنه ‪ 2014‬انه مت تزكيه ‪ 42‬مرتشحا من الناخبني و ‪ 11‬مت تزكيتهم من‬
‫قبل عشره اعضاء على االقل من اجمللس الوطين التأس يسي‪ ،‬فيما تقدم ثالث مرتشحني بتزكيات من اعضاء اجمللس الوطين التأسيسي‪ ،‬ومن الناخبني يف‬
‫نفس الوقت ‪،‬انظر تقرير اهليئة العليا املستقلة لالنتخاابت حول االنتخاابت التشريعية والرائسية لسنه ‪ ، 2014‬ص ‪.16‬‬
‫‪ - 44‬الفصل ‪ 126‬من الدستور التونسي لسنة ‪":2014‬تتوىل هيئة االنتخاابت ‪ ،‬وتسمى اهليئة العليا املستقلة لالنتخاابت "‪ ،‬اداره االنتخاابت‬
‫واالستفتاءات وتنظيمها واالشراف عليها يف مجيع مراحلها وتضمن سالمه املسار االنتخايب ونزهه وشفافيته وتصرح ابلنتائج‪.‬‬
‫‪ - 45‬انظر الفصل ‪ 45‬من القانون االنتخايب املذكور آنفا ‪،‬سيما ما تعلق منها يف آجال القصرية املمنوحة للبت يف صحة التزكيات ‪،‬واليت ال تتجاوز ‪4‬اايم‬
‫من اتريخ ختم الرتشحات‪.‬‬
‫‪- 46‬لقد بتت احملكمة اإلدارية يف ما يتعلق بشرط التزكية للرتشح ملناصب منتخبة يف حالتني‪.‬‬
‫‪- 47‬القضية عدد ‪ 417461‬بتاريخ ‪ 9‬سبتمرب ‪ ، 2014‬حزب الرقي واحزاب اخرى ‪،‬اهليئة العليا املستقلة لالنتخاابت‪.‬‬
‫‪- 48‬الفصل ‪ 42‬من القانون االساسي املتعلق ابالنتخاابت واالستفتاءات عدد‪....‬‬
‫‪- 49‬قرار اهليئة الوقتية لرقابة دستورية القوانني عدد ‪ 4‬بتاريخ ‪ 14‬ماي ‪.2014‬‬
‫‪- 50‬تقرير اهليئة العليا املستقلة لالنتخاابت التشريعية والرائسية‪ ،2014 ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪- 51‬احملكمة اإلدارية‪ ،‬قرار عدد ‪ 10 ،30006‬اكتوبر ‪ ، 2014‬عادل العلمي ضد اهليئة العليا املستقلة لالنتخاابت‪.‬‬
‫‪- 52‬ص الفصل ‪ 74‬من الدستور التونسي لسنة ‪ 2014‬على ان الرتشح ملنصب رئيس اجلمهورية حق لكل انخب او انخبة تونسي اجلنسية"‪.‬‬
‫‪ - 53‬الفصل اخلامس من القانون االنتخايب رقم ‪ 16‬لسنه ‪ 2014‬املؤرخ يف ‪ 14‬ماي ‪ 2014‬يتعلق ابالنتخاابت واالستفتاء الرائد الرمسي للجمهورية‬
‫التونسية عدد ‪ 42‬املؤرخ يف ‪ 27‬ماي ‪ ،2014‬ص ‪.1389-1382‬‬
‫كما مت تنقيحه وامتامه ابلقانون االساسي عدد سبعه املؤرخ يف ‪ 14‬فيفري ‪ 2017‬املعدل واملتمم‬
‫‪- 54‬احملكمة اإلدارية قضيه عدد ‪ ، 201410014‬غري منشورة رافع‪ ،‬بن عاشر ‪،‬املؤسسات والنظام السياسي بتونس مرجع سابق ‪،‬ص ‪.389‬‬
‫‪461‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬
‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫‪ - 55‬الفصل ‪ 90‬من الدستور التونسي لسنه ‪ 2022‬وينص على‪« :‬ينتخب رئيس اجلمهورية ملده مخسه اعوام انتخااب عاما حرا مباشرا سراي خالل‬
‫االشهر الثالثة األخرية من املدة الرائسية"‪.‬‬
‫‪ - 56‬الفصل ‪ 75‬من دستور تونس لسنة ‪، 2014‬ينتخب رئيس اجلمهورية ملده مخس اعوام خالل األايم الستني األخرية من املدة الرائسية ‪،‬انتخااب عاما‬
‫‪ ،‬حرا ‪ ،‬مباشرا ‪ ،‬سراي ‪ ،‬نزيها ‪ ،‬وشفافا ‪ ،‬واألغلبية املطلقة لألصوات املصرح هبا ‪.‬‬
‫‪ - 57‬مسوده مشروع الدستور الصادر يف واحد جوان ‪ 2013‬الفصل املوافق مع الفصل ‪ 74‬من دستور ‪ 2014‬وقد نص مشروع الفصل على اذا تويف‬
‫احد املرتشحني يف الدورة االوىل وحدث له مانع قهري مينعه من االستمرار يعد فتح الرتشح من جديد وحتديد املواعيد االنتخابية من جديد واذا انسحب‬
‫احد املرتشحني لدوره االعادة او تويف او حدث له منع اخر حيل حمله مرتشح التايل من حيث عدد االصوات اليت حصل عليها يف الدورة االوىل‪.‬‬
‫‪58 -Colliards(j.C) Du Pouvoir Exécutif In Rapport De La Commission De Venise sur L’avant‬‬

‫‪Projet De Constitution Du 1Er Juin 2013 ,P.22.‬‬


‫‪- 59‬املادة ‪ 88‬من التعديل الدستوري اجلزائري لسنة ‪، 2020‬‬
‫‪- 60‬املادة ‪ 74‬التعديل الدستوري اجلزائري لسنة ‪.2008‬‬
‫‪- 61‬ملادة ‪85‬من الدستور االيطايل لسنة ‪.1948‬‬
‫‪- 62‬مدة العهدة الرائسية مبوجب الدستور الوالايت املتحدة األمريكية‪ ،‬الصادر سنة ‪ ،1791‬املادة ‪ ، 2‬الفرع ‪.1‬‬
‫‪- 63‬الفقرة ‪، 3‬الفصل تسوون‪ ،‬الدستور التونسي لسنة ‪.2022‬‬
‫‪- 64‬الفقرة ‪، 5‬الفصل ‪ ،75‬الدستور التونسي لسنة ‪.2014‬‬
‫‪- 65‬الفقرة ‪، 6‬الفصل السابق من الدستور السابق‪.‬‬
‫‪- 66‬متت املبادرة ابلتعديل الدستوري يف ‪ 19‬مارس ‪.1975‬‬
‫‪ - 67‬اقرار رائسة مدى احلياه مبقتضى تعديل الدستوري للمؤرخ يف ‪ 26‬ابريل ‪ 1976‬مت تعديل الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 39‬لدستور غرة جوان ‪1959‬‬
‫يف نسخته االوىل والغاء جتديد امكانيات الرتشح مع اقرار جواز امكانيه ترشح ملنصب رئيس اجلمهورية دون اي حد‪.‬‬
‫‪- 68‬التنقيح الدستوري املؤرخ يف ‪ 25‬جويلية ‪.1988‬‬
‫‪- 69‬نصه الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 39‬من النص املعدل لسنه ‪ 2012‬على‪ ":‬جيوز لرئيس اجلمهورية ان جيدد ترشحه"‪.‬‬
‫‪- 70‬مل يتم التنصيص على منع فتح العهدات الرائسية ألكثر من اثنني يف مشروع التعديل الدستوري لسنه ‪.2013‬‬
‫‪ - 71‬الفقرة األخرية الفصل ‪ 75‬من الدستور التونسي لسنه ‪ 2014‬نصت على ‪ ...":‬ال جيوز ألي تعديل ان ينال من عدد الدورات الرائسية ومددها‬
‫ابلزايدة‪."...‬‬
‫‪ - 72‬فمثال ال ميكن تعديل الدستور جبعل العهدة الرائسية واحده غري قابلة للتجديد ولكن يتم تعديل مدهتا من مخس سنوات اىل سبع سنوات وهذا‬
‫راجع اىل اخلرق حلكم منع رفع املدة الرائسية‪ ،‬ميكن كذلك إعطاء مثاال أخر عن خرق هذا احلكم‪ :‬ال جيوز رفع عدد العهدات الرائسية مع تقليص مدهتا‬
‫أي رفع عدد العهدات الرائسية مع تقليص مدة العهدة الرائسية من مخس (‪ )5‬سنوات اىل ثالثة (‪ )3‬سنوات‪ ،‬وهبذا يكون تقليص املدة مقبوال لكن رفع‬
‫عدد العهدات خمالفا للدستور‪.‬‬
‫‪ - 73‬الفصل ‪ 65‬من دستور ‪: 2014‬تتخذ شكل قوانني عاد ية النصوص املتعلقة ب ‪ .....:‬تتخذ شكل قوانني اساسية النصوص املتعلقة ابملسائل‬
‫التالية ‪.....:‬التمديد يف املدة الرائسية وفق أحكام الفصل (‪.)75‬‬
‫الفصل ‪ 65‬من دستور ‪: 2014‬تتخذ شكل قوانني عادية النصوص املتعلقة ب ‪ .....:‬تتخذ شكل قوانني اساسية النصوص املتعلقة ابملسائل التالية‬
‫‪.....:‬التمديد يف املدة الرائسية وفق أحكام الفصل (‪.)75‬‬
‫‪- 74‬اذا تعذر اجراء االنتخاب يف موعده بسبب خطر داهم فان املدة الرائسية متدد بقانون ‪.‬‬
‫‪- 75‬الفصل مئة وسبعة (‪ )107‬من الدستور التونسي لسنة ‪.2022‬‬
‫‪- 76‬على غرار اجراء استفتاء تعديل دستور او اختاذ اي تدابري استثنائية املنصوص عليها يف دستور ‪.2022‬‬
‫‪- 77‬الفصل مئة ومثانية (‪، )108‬من الدستور التونسي لسنة ‪.2022‬‬
‫‪- 78‬الفصل ‪ 83‬من الدستور التونسي الصادر سنة ‪.2014‬‬
‫‪- 79‬الفصل ‪ 107‬دستور ‪.2022‬‬
‫‪- 80‬الفصل ‪ 84‬دستور ‪.2014‬‬
‫‪- 81‬الفقرة ‪ 1‬من الفصل ‪ 84‬من دستور ‪،2014‬‬
‫‪462‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬
‫مكناش نرميان‬ ‫االرتقاء اىل رائسة اجلمهورية يف ضوء الدستور التونسي لسنة ‪2022‬‬

‫‪ - 82‬يرى بعض أساتذة القانون الدستوري ان اسناد االختصاص إبقرار الشغور الوقيت للمحكمة الدستورية راجع إلضفاء احملكمة الدستورية املشروعية‬
‫على حلول رئيس احلكومة حمل رئيس اجلمهورية دون وجود تفويض صريح وموثوق‪ ،‬الفصل ‪ 69‬من قانون احملكمة الدستورية‪ ":‬يف حالة الشغور الوقيت‬
‫ملنصب رئيس اجلمهورية جتتمع احملكمة الدستورية‬
‫فورا ‪ ،‬ويف حالة عدم انعقادها تقع دعوهتا من طرف رئيس جملس نواب الشعب او نصف اعضائها اىل اقرار حالة الشغور الوقيت‪.‬‬
‫‪- 83‬الفصل ‪ 84‬من دستور ‪. 2014‬‬
‫‪- 84‬الفصل مئة وتسعة ‪،‬دستور ‪ ،2022‬الفقرة االوىل ‪.‬‬
‫‪- 85‬الفقرة الثانية ‪ ،‬الفصل ‪ ، 109‬دستور تونس ‪.2022‬‬
‫‪- 86‬رئيس احملكمة الدستورية هو من يقوم مبهام رئيس اجلمهورية حالة الشغور النهائي هلذا املنصب ‪.‬‬
‫‪- 87‬الفصل ‪ ،84‬الفقرة االوىل ‪ ،‬دستور ‪.2014‬‬
‫‪- 88‬الفصل ‪ 39‬من دستور جوان ‪ ، 1959‬واملتعلق ابلشروط الواجب توافرها يف املرتشحني‪.‬‬
‫‪- 89‬الفصل ‪ 51‬من دستور ‪ ، 1959‬الصيغة األصلية‪.‬‬
‫‪- 90‬القانون الدستوري عدد ‪، 63‬لسنة ‪ 1969‬املؤرخ يف ‪ 31‬ديسمرب ‪ 1969‬املنقح للفصل ‪ 53‬من دستور ‪.1959‬‬
‫‪- 91‬القانون الدستوري عدد ‪ 13‬لسنة ‪، 1975‬املؤرخ يف ‪ 19‬مارس ‪.1975‬‬
‫‪"- 92‬ملا بقي من املدة النيابية اجلارية جمللس األمة"‪ ،‬الفصل ‪ ،53‬التعديل الدستوري لسنة ‪ 1975‬لدستور‪.1959‬‬
‫‪- 93‬القانون الدستوري عدد ‪ 37‬لسنه ‪ 1976‬املؤرخ يف ‪ 8‬ابريل ‪.1976‬‬
‫‪- 94‬الفصل ‪ 57‬من التعديل الدستوري لسنه ‪.1976‬‬
‫‪- 95‬القانون الدستوري عدد ‪ 88‬لسنه ‪ 1988‬املؤرخ يف مخسه جويلية ‪.1988‬‬

‫‪463‬‬ ‫اجمللد الثامن‪ -‬العدد األول ‪ -‬السنة مارس ‪2023‬‬

You might also like