You are on page 1of 28

‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬

‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬


‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫المجلس األعلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة ‪2020‬‬


‫‪The Supreme Judicial Council under the constitutional amendment of‬‬
‫‪2020‬‬

‫*‬
‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫جامعة ‪ 20‬أوت ‪ 1955‬سكيكدة‪( ،‬الجزائر)‬

‫تاريخ االستالم‪ 2020 /11/10 :‬تاريخ القبول للنشر‪ 2020 /11/28 :‬تاريخ النشر‪2020/12/30 :‬‬

‫ملخص‪:‬‬
‫نص المؤسس الدستوري في التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬على تشكيلة المجلس األعلى للقضاء خالفا‬
‫للتعديالت الدستورية السابقة التي كانت تحيل للقانون مسألة تحديد تشكيلة المجلس األعلى للقضاء حيث كان‬
‫المؤسس الدستوري يكتفي بالنص على إسناد رئاسة المجلس األعلى للقضاء لرئيس الجمهورية في الحاالت‬
‫العادية وإسنادها للرئيس االول للمحكمة العليا في الحالة التأديبية‪.‬‬

‫كما تضمن التعديل الدستوري األخير تدعيم صالحيات المجلس األعلى للقضاء سعيا من المؤسس‬
‫الدستوري إلى تكريس المزيد من الضمانات التي تضمن استقاللية القاضي والسلطة القضائية حيث يمارس‬
‫المجلس األعلى للقضاء العديد من الصالحيات التي تتعلق بتنظيم المسار المهني للقاضي بدأ بتعيينه ونقله‬
‫وترقيته والوضعيات القانونية وإنهاء مهامه بالطرق العادية أو عن طريق التسريح أو العزل‪ ،‬كما يعتبر المجلس‬
‫األعلى للقضاء جهة استشارية لرئيس الجمهورية في العديد من الصالحيات التي يمارسها رئيس الجمهورية‬
‫ضمن السلطة القضائية‪ ،‬إذ تتنوع االستشارة بين الرأي الملزم والرأي غير الملزم لرئيس الجمهورية‪.‬‬

‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬

‫تعيين القضاة‪ ،‬نقل القاضي‪ ،‬انضباط القضاة‪ ،‬المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬تشكيلة المجلس‪ ،‬صالحيات المجلس‪.‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪In the constitutional amendment of the year 2020, the constitutional stipulated‬‬
‫‪the formation of the Supreme Judicial Council, in contrast to previous constitutional‬‬
‫‪amendments that referred to the law the issue of determining the composition of the‬‬
‫‪Supreme Judicial Council, as the constitutional founder was satisfied with stipulating‬‬
‫‪that the presidency of the Supreme Judicial Council be entrusted to the President of‬‬
‫‪the Republic in ordinary cases and as sign in get to the first president of the Supreme‬‬
‫‪Court in Disciplinary status.‬‬

‫‪- 68 -‬‬ ‫* المؤلف المراسل‪ :‬د‪ .‬أحسن غربي‪ahcenegharbi4@gmail.com ،‬‬


‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
95-68 :‫ ص ص‬2020 ‫ السنة‬02 ‫ العدد‬15 ‫المجلد‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

The recent constitutional amendment also included string thinning the powers
of the Supreme Judicial Council in an effort by the constitutional founder to devote
more guarantees that guarantee the independence of the judge and the judicial
authority, as the Supreme Judicial Council exercises many powers related to
organizing the professional path of the judge, starting with his appointment, transfer
and promotion, legal situations, and the termination of his duties by regular means or
Through dismissal or isolation, the Supreme Judicial Council is an advisory body to
the President of the Republic in many of the powers that he exercises within the
judicial authority, as advice varies between binding opinion and non-binding opinion
of the President of the Republic.
Keywords:
The appointment of judges, the transfer of the judge, the discipline of judges,
the Supreme Judicial Council, the composition of the council, the powers of the
council

- 69 - 2020‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‬ ‫ أحسن غربي‬.‫د‬


‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫يعتبر مبدأ استقاللية القضاء من أهم مقومات دولة القانون‪ ،‬لذا حرص المؤسس الدستوري الجزائري على‬
‫تأمين العديد من الضمانات الستقاللية السلطة القضائية منها الضمانات المؤسساتية‪ ،‬إذ يعتبر المجلس األعلى‬
‫للقضاء مؤسسة دستورية تسهر على استقاللية القضاء تحت رئاسة رئيس الجمهورية باستثناء رقابة انضباط‬
‫القضاة التي أسند المؤسس الدستوري بخصوصها رئاسة المجلس المنعقد في تشكيلته التأديبية للرئيس األول‬
‫للمحكمة العليا‪.‬‬

‫يقصد باستقاللية السلطة القضائية عدم خضوع القضاة في ممارسة مهامهم لسلطان أي جهة وأن يكون‬
‫عملهم خالصا إلقرار الحق والعدل خاضعا لما يمليه القانون وضمير القاضي‪ ،‬وبالتالي يتعين ابعاد القاضي عن‬
‫‪1‬‬
‫كل الضغوط أثناء ممارسته لوظيفته القضائية ‪.‬‬

‫تضمن التعديل الدستوري‪ 2‬لسنة ‪ 2020‬النص على تشكيلة المجلس األعلى للقضاء على نحو مغاير‬
‫للتشكيلة التي نص عليها القانون العضوي‪ 3‬رقم ‪ 12-04‬كما منح التعديل الدستوري للمجلس األعلى للقضاء‬
‫العديد من الصالحيات السيما التقريرية والتي تشمل تعيين القضاة ونقلهم ومسارهم الوظيفي ورقابة االنضباط‬
‫باإلضافة إلى الدور االستشاري للمجلس والرأي المطابق الذي يتعين على رئيس الجمهورية األخذ به بخصوص‬
‫التعيين في الوظائف القضائية النوعية ليكون بذلك المؤسس الدستوري قد وسع صالحيات المجلس األعلى‬
‫للقضاء بالمقارنة مع التعديالت الدستورية السابقة وبالمقارنة أيضا مع القانون األساسي للقضاء والقانون المحدد‬
‫لتشكيل المجلس األعلى للقضاء وعمله وصالحياته‪ ،‬وعليه نطرح اإلشكالية التالية‪ :‬هل تضمن تشكيلة المجلس‬
‫األعلى للقضاء وصالحياته المنصوص عليها في التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬والقوانين العضوية التي تحكم‬
‫المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬استقاللية القاضي والسلطة القضائية؟‪.‬‬

‫لإلجابة على االشكالية المطروحة‪ ،‬ارتأينا اتباع المنهج التحليلي الوصفي من خالل تحليل النصوص‬
‫الدستورية والتشريعية التي تحكم المجلس األعلى للقضاء من حيث التشكيلة والصالحيات حتى يتسنى لنا تحديد‬
‫مدى فعالية النصوص الدستورية والتشريعية في ضمان استقاللية السلطة القضائية من خالل مؤسسة المجلس‬

‫حليم عمروش‪" ،‬قراءة قانونية نقدية في تشكيلة المجلس األعلى للقضاء الجزائري"‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪ ،‬المجلد ‪ ،10‬العدد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،19‬جوان ‪ ،2018‬ص‪.332‬‬
‫‪ 2‬مشروع تعديل الدستور منشور بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،251-20‬المؤرخ في ‪ 15‬سبتمبر ‪ ،2020‬المتضمن استدعاء الهيئة‬
‫االنتخابية لالستفتاء المتعلق بمشروع تعديل الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،54‬صادر بتاريخ ‪ 16‬سبتمبر ‪.2020‬‬
‫قانون عضوي رقم ‪ ،04-12‬مؤرخ في ‪ 06‬سبتمبر سنة ‪ ،2004‬يتعلق بتشكيل المجلس األعلى للقضاء وعمله وصالحياته‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 57‬صادر بتاريخ في ‪ 8‬سبتمبر ‪.2004‬‬

‫‪- 70 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫األعلى للقضاء والوقوف على النقاط االيجابية التي تضمنها التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬والنقائص التي يتعين‬
‫تداركها‪.‬‬

‫لتحقيق ما تقدم‪ ،‬اقتضت خطة البحث أن تكون ضمن مبحثين‪ ،‬حيث تناولنا في المبحث األول تشكيلة‬
‫المجلس األعلى للقضاء تجسيد حقيقي الستقاللية السلطة القضائية وقسمناه إلى مطلبين‪ ،‬يتعلق األول بالتشكيلة‬
‫في الحاالت العادية تجسيد حقيقي الستقاللية القضاء أما المطلب الثاني فيتضمن التشكيلة في الحالة التأديبية‬
‫تجسد ضمانة حقيقية للقاضي‪ ،‬فيما تطرقنا في المبحث الثاني إلى صالحيات المجلس األعلى للقضاء تجسد‬
‫استقاللية منقوصة للسلطة القضائية وقسمناه إلى مطلبين‪ ،‬تناولنا في المطلب األول الق اررات اإلدارية والقضائية‬
‫للمجلس األعلى للقضاء نفاذها مرهون بتدخل السلطة التنفيذية أما المطلب الثاني تناولنا فيه صالحية المجلس‬
‫األعلى للقضاء في إبداء اآلراء ضمانة غير فعالة الستقاللية السلطة القضائية‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫تشكيلة المجلس األعلى للقضاء تجسيد حقيقي الستقاللية السلطة القضائية والقاضي‬

‫تضمن المؤسس الدستوري في التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬النص ألول مرة على تشكيلة المجلس‬
‫األعلى للقضاء دون أن يميز المؤسس الدستوري بين تشكيلة المجلس األعلى القضاء عند انعقاده في الحاالت‬
‫التي تخص المسار الوظيفي للقضاة وتشكيلته عند االنعقاد بخصوص رقابة انضباط القضاة باستثناء النص‬
‫على تغيير رئيس التشكيلة في رقابة االنضباط حيث اسندها المؤسس الدستوري للرئيس األول للمحكمة العليا‬
‫بدال من رئيس الجمهورية الذي اعتبره المؤسس الدستوري رئيسا للمجلس األعلى للقضاء في الحاالت االخرى‪.‬‬

‫وعليه فإن دسترة تشكيلة المجلس األعلى للقضاء يخدم استقاللية المجلس خصوصا تجاه السلطتين‬
‫التنفيذية والتشريعية باعتبارهما السلطتين المسؤولتين عن التشريع من خالل مشاريع القوانين التي تضعها‬
‫الحكومة وتمررها للبرلمان لمناقشتها والتصويت عليها وامتالك الحكومة لوسائل التأثير على البرلمان خالل‬
‫المراحل التي تمر بها العملية التشريعية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التشكيلة في الحاالت العادية تجسيد حقيقي الستقاللية القضاء‬

‫نصت المادة ‪ 180‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬على تشكيلة المجلس األعلى للقضاء الذي يضم‬
‫سبعة وعشرون (‪ )27‬عضوا بما فيهم رئيس المجلس بعضهم قضاة والبعض اآلخر ال ينتمون إلى سلك القضاء‪،‬‬
‫وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫‪- 71 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫الفرع األول‪ :‬رئاسة المجلس األعلى للقضاء‬

‫يرأس رئيس الجمهورية المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬كما يمكن لرئيس الجمهورية تكليف الرئيس األول‬
‫للمحكمة العليا برئاسة المجلس األعلى ل لقضاء‪ ،‬غير أنه قد يثور التساؤل حول مدى إمكانية تفويض رئيس‬
‫الجمهورية هذه الصالحيات لجهة أخرى غير الرئيس االول للمحكمة العليا خصوصا للوزير األول أو رئيس‬
‫الحكومة‪ ،‬حسب الحالة‪ ،‬على أساس أن المادة ‪ 93‬من الدستور ال تمنع ذلك‪ ،‬غير أننا نرى أنه بهذا االستثناء‬
‫الذي أوردته المادة ‪ 180‬فإنه تكون صالحية رئاسة المجلس األعلى للقضاء من قبل رئيس الجمهورية غير قابلة‬
‫للتفويض باستثناء تكليف الرئيس األول للمحكمة العليا برئاسة المجلس باعتباره نائب الرئيس‪ ،‬وذلك بالرغم من‬
‫عدم النص على هذا المنع من قبل المؤسس الدستوري في المادة ‪ 93‬من الدستور‪ ،‬كما أنه ينتقل هذا‬
‫االختصاص لرئيس الدولة بالنيابة ورئيس الدولة في حال شغور منصب رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫يبرر البعض بأن اسناد المؤسس الدستوري رئاسة المجلس األعلى للقضاء لرئيس الجمهورية على أساس‬
‫أن العديد من الدساتير العالمية تمنح رئاسة المجلس لرئيس الجمهورية‪ ،‬وذلك إدراكا بأهمية هذه المؤسسة‬
‫الدستورية وخطورة المهام المسندة لها‪ ،‬ويعتبرون رئيس الجمهورية هو رئيس السلطات الثالث‪ ،‬ومن مسؤولياته‬
‫الحرص على انتظام جهاز العدالة‪ ،1‬غير أننا ال نتفق مع هذا الموقف‪ ،‬إذ نرى بأن رئيس الجمهورية بالرغم من‬
‫الصالحيات الواسعة الممنوحة له من قبل المؤسس الدستوري والتي تمتد للسلطات الثالث‪ ،‬إال أنه ال يعتبر رئيسا‬
‫للسلطة التشريعية والقضائية‪ ،‬كما أن ضمان استقاللية السلطة القضائية يكون في إخراج رئيس الجمهورية من‬
‫رئاسة المجلس األعلى للقضاء ومنحها للرئيس االول للمحكمة العليا ورئيس مجلس الدولة بالتناوب‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬األعضاء المعينون بحكم القانون‬

‫يقصد بهم األعضاء الذين لهم حق العضوية بحكم الصفة‪ ،‬إذ في حال زالت عنهم الصفة فقدوا‬
‫‪2‬‬
‫العضوية بالمجلس ‪ ،‬وهم‪:‬‬

‫‪ -‬الرئيس األول للمحكمة العليا‪ ،‬وهو نائب رئيس المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬لذا نجد أن المؤسس الدستوري منح‬
‫لرئيس الجمهورية إمكانية تكليف نائبه برئاسة المجلس‪ ،‬وهنا نجد أن المؤسس الدستوري استبعد وزير العدل‬
‫الذي كان عضوا ضمن التشكيلة وكان يشغل منصب نائب رئيس المجلس‪.‬‬

‫ياسين مزوزي‪" ،‬دور المجلس االعلى للقضاء في تعزيز استقالل السلطة القضائية"‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات االكاديمية‪ ،‬المجلد‬ ‫‪1‬‬

‫‪ ،04‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪ ،2017‬ص‪ ،467‬حليم عمروش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،334‬د‪ .‬جمال غريسي‪" ،‬المجلس األعلى للقضاء في‬
‫الجزائر بين النصوص والواقع"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪ ،2018‬ص‪.53‬‬
‫ياسين مزوزي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.465‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪- 72 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫إن اخراج المؤسس الدستوري لوزير العدل من تشكيلة المجلس األعلى للقضاء أمر نستحسنه‪ ،‬كما أنه‬
‫نادى باستبعاد وزير العدل العديد من اساتذة القانون‪ ،‬إذ يتنافى وجوده مع تكريس مبدأ الفصل بين السلطات‬
‫باعتباره يمثل الجهاز التنفيذي‪.‬‬

‫‪ -‬رئيس مجلس الدولة‬


‫‪ -‬رئيس المجلس الوطني لحقوق االنسان‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األعضاء المنتخبون‬

‫يتمثل االعضاء المنتخبون في خمسة عشر (‪ )15‬قاضيا ينتخبون من قبل زمالءهم القضاة حيث منح‬
‫المؤسس الدستوري لقضاة الحكم التمثيل بثلثين (‪ )3/2‬وقضاة النيابة بثلث (‪ )3/1‬وعليه نجد عشرة (‪ )10‬قضاة‬
‫حكم ضمن التشكيلة وخمسة (‪ )05‬قضاة نيابة ضمن التشكيلة‪ ،‬غير أنه لم يضمن المؤسس الدستوري المساواة‬
‫العددية بين قضاة الحكم وقضاة النيابة من جهة وقضاة القضاء العادي وقضاة القضاء اإلداري من جهة ثانية‪.‬‬

‫وعليه يتوزع الخمسة عشر (‪ )15‬قاضيا المنتخبين كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬ثالثة (‪ )03‬قضاة من المحكمة العليا‪ ،‬قاضيان اثنان (‪ )02‬للحكم وقاضي واحد (‪ )01‬للنيابة العامة‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثة (‪ )03‬قضاة من مجلس الدولة‪ ،‬قاضيان اثنان (‪ )02‬للحكم ومحافظ دولة (‪ )01‬واحد‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثة (‪ )03‬قضاة من المجالس القضائية‪ ،‬قاضيان اثنان (‪ )02‬للحكم وقاضي واحد (‪ )01‬للنيابة العامة‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثة (‪ )03‬قضاة من الجهات القضائية االدارية غير قضاة مجلس الدولة مثل المحاكم االدارية ومحاكم‬
‫االستئنافية في حال تنصيبها واألقضية االدارية المتخصصة‪ ،‬كل هذه الجهات القضائية تمثل بقاضيان اثنان‬
‫(‪ )02‬للحكم ومحافظ الدولة (‪.)01‬‬
‫‪ ‬ثالثة (‪ )03‬قضاة من المحاكم الخاضعة للنظام القضائي العادي‪ ،‬قاضيان اثنان (‪ )02‬للحكم وقاضي واحد‬
‫(‪ )01‬للنيابة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬قاضيان اثنان (‪ )2‬من التشكيل النقابي للقضاة‪ ،‬دون أن يحدد المؤسس الدستوري طريقة اختيارهم وهل يتم‬
‫تعيينهم أم انتخابهم‪ ،‬وفي حال تعددت التشكيالت النقابية كيف يتم اختيار اثنين من بينهم‪ ،‬إال أننا نرجح‬
‫آلية االنتخاب‪ ،‬كما نرى أنه كان يتعين على المؤسس الدستوري اخراج التمثيل النقابي من المجلس حفاظا‬
‫على استقاللية المجلس‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬الشخصيات خارج سلك القضاء‬

‫تتضمن تشكيلة المجلس األعلى للقضاء ست (‪ )06‬شخصيات يختارون بحكم كفاءاتهم خارج سلك‬
‫القضاء‪ ،‬دون أن يحدد المؤسس الدستوري نوع الكفاءة التي تتوفر في الشخصيات وتخصصهم والخبرة التي‬

‫‪- 73 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫يمتلكها هؤالء االعضاء الستة‪ ،‬واكتفى المؤسس الدستوري باشتراط أن يكونوا خارج سلك القضاء ما يعنى‬
‫استبعاد قضاة متقاعدين‪ ،‬وبهذا الغموض يمكن تعيين اعضاء ضمن المجلس األعلى للقضاء من خارج‬
‫تخصص القانون‪ ،‬وهو ما من شأنه المساس باستقاللية المجلس األعلى للقضاء ومن ثم استقاللية القاضي‪.1‬‬

‫نص المؤسس الدستوري في المادة ‪ 180‬على كيفية اختيار االعضاء الستة حيث يتوزعون بين ثالث‬
‫جهات وهي‪:‬‬

‫‪ ‬رئيس الجمهورية يختار شخصيتين (‪)02‬‬


‫‪ ‬رئيس مجلس األمة يختار شخصيتين(‪ )02‬شريطة أن ال يختارهم من بين أعضاء المجلس‪.‬‬
‫‪ ‬رئيس المجلس الشعبي الوطني يختار شخصيتين(‪ )02‬شريطة أن ال يختارهم من بين نواب المجلس‪.‬‬

‫لكن ماذا لو اختار رئيس مجلس األمة العضوين (الشخصيتين) من بين نواب المجلس الشعبي الوطني‬
‫باعتبارهم غير منتمين للمجلس الذي هو رئيسه‪ ،‬إذ ال يوجد ما يمنع ذلك حسب ظاهر نص المادة ‪ ،180‬واألمر‬
‫نفسه بخصوص رئيس المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬وهل يمكن لرئيس الجمهورية اختيار شخصيتين من داخل‬
‫البرلمان أم ال‪ ،‬علما أن المؤسس الدستوري استبعد السلك القضائي فقط واستبعد النواب بخصوص اختيار رئيس‬
‫المجلس الشعبي الوطني فقط واستبعد االعضاء بخصوص اختيار رئيس مجلس األمة فقط‪.‬‬

‫نرى أنه يتعين على رئيسي غرفتي البرلمان اختيار األعضاء من خارج أعضاء البرلمان ألن المؤسس‬
‫الدستوري من خالل اشتراط عدم اختيار رئيس مجلس األمة العضوين من أعضاء المجلس الذي يرأسه واألمر‬
‫نفسه بخصوص رئيس المجلس الشعبي الوطني‪ ،‬يكون قد استبعد اختيار نواب واعضاء ضمن تشكيلة المجلس‬
‫األعلى للقضاء حفاظا على استقاللية المجلس األعلى للقضاء وتحقيقا لمبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬إال أنه يتعين‬
‫تعميم هذا الموقف على العضوين الذين يختارهم رئيس الجمهورية‪.‬‬

‫يرى البعض بأن الهدف من ادخال شخصيات من خارج سلك القضاء ضمن تشكيلة المجلس األعلى‬
‫للقضاء هو المحافظة على حياد المجلس األعلى للقضاء حتى ال يتحول في حال تشكيله من قضاة فقط إلى‬
‫جهة نقابية مع احتمال حدوث تكتل بين القضاة داخل المجلس‪ ،‬لذا فإن العنصر الخارجي يضمن حياد المجلس‬
‫األعلى للقضاء‪.2‬‬

‫حليم عمروش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.335‬‬ ‫‪1‬‬

‫هدى عزاز‪ ،‬سعيدة عزاز‪" ،‬تنظيم وتسيير المجلس األعلى للقضاء كهيئة تأديبية"‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية واالنسانية‪ ،‬المجلد‬ ‫‪2‬‬

‫‪ ،12‬العدد ‪ ،02‬ديسمبر ‪ ،2019‬ص‪.90‬‬

‫‪- 74 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫يشارك المدير المكلف بتسيير سلك القضاة باإلدارة المركزية لو ازرة العدل في أعمال المجلس‪ ،‬إال أنه ال‬
‫يشارك في مداوالت المجلس األعلى للقضاء‪.1‬‬

‫لقد أحسن المؤسس الدستوري في التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬عندما أخرج كل من وزير العدل‬
‫والنائب العام لدى المحكمة العليا من تشكيلة المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬وذلك ألن وجود وزير العدل والنائب العام‬
‫قد يحد من فاعلية هذه المؤسسة الدستورية في أدائها لمهامها‪ ،2‬كما فقد وزير العدل دور نائب الرئيس‪ ،‬إذ يشكل‬
‫منح وزير العدل صالحية نائب الرئيس مساسا بمبدأ الفصل بين السلطات وهو ما يؤدي إلى المساس بمبدأ‬
‫استقاللية السلطة القضائية لكون وزير العدل يمثل جهاز تنفيذي في الدولة‪.3‬‬

‫كما رفع المؤسس الدستوري من عدد القضاة المنتخبين ليصبح عددهم خمسة عشر (‪ )15‬قاضيا بدال‬
‫من عشرة (‪ )10‬قضاة كما ينص عليه القانون العضوي رقم ‪ ،12/04‬إذ عمل المؤسس الدستوري على إضافة‬
‫خمسة (‪ )05‬قضاة حكم ليصبح عددهم ضمن تشكيلة المجلس عشرة (‪ )10‬قضاة مع بقاء قضاة النيابة‬
‫ومحافظي الدولة عند عدد خمسة (‪ )05‬قضاة‪ ،‬وبذلك يكون المؤسس الدستوري قد راعى التمثيل النسبي لقضاة‬
‫الحكم بالمقارنة مع التمثيل النسبي لقضاة النيابة ومحافظي الدولة‪ .‬كما أن قضاة النيابة ومحافظي الدولة بحكم‬
‫وظيفتهم يخضعون للسلطة السلمية األعلى درجة‪ ،‬فالنائب العام يخضع حتما لتعليمات وزير العدل والمدراء‬
‫المركزيين بالو ازرة‪ ،‬ووكيل الجمهورية يخضع ألوامر النائب العام‪.4‬‬

‫لقد عمل المؤسس الدستوري على إشراك كل من رئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس مجلس األمة‬
‫في اختيار الشخصيات الست (‪ )06‬من خارج سلك القضاء حيث منح لرئيس الجمهورية سلطة اختيار‬
‫شخصيتين (‪ )02‬وكل رئيس غرفة يختار شخصيتين (‪ )02‬من خارج الغرفة التي يرأسها‪ .‬وبذلك يكون رئيس‬
‫الجمهورية قد فقد سلطة اختيار االعضاء الستة المنصوص عليهم في القانون العضوي ‪ 12/04‬وهذا التنوع في‬
‫اختيار الشخصيات من خارج سلك القضاء يضمن حيادهم تجاه رئيس الجمهورية باعتباره اختار عضوين فقط‬
‫بينما أربعة أعضاء لم يخترهم رئيس الجمهورية وإنما اختارهم رئيسي غرفتي البرلمان‪.‬‬

‫الفقرة األخيرة من نص المادة ‪ 03‬من القانون العضوي رقم ‪ ،04-12‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫فتيحة بوغقال‪" ،‬تدخل وزير العدل في مؤسسة المجلس األ على للقضاء وأثره على استقاللية السلطة القضائية في الجزائر"‪ ،‬مجلة‬ ‫‪2‬‬

‫الحقوق والحريات‪ ،‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪،2019 ،02‬‬
‫ص‪.121‬‬
‫أمال عباس‪" ،‬المجلس األعلى للقضاء بين الوجود واالحتواء"‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية والسياسية‪ ،‬المجلد‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ،54‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪ ،2017‬ص‪.52‬‬


‫د‪ /‬جمال غريسي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.53‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪- 75 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫لقد أصبحت تشكيلة المجلس األعلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬مستقلة عن وزير‬
‫العدل الذي فقد عضويته بها وفقد أيضا أغلبية االعضاء التابعين له مثل النائب العام للمحكمة العليا وأصبح‬
‫قضاة النيابة يشكلون الثلث من بين االعضاء المنتخبين بدال من تشكيلهم للنصف كما هو منصوص عليه في‬
‫القانون العضوي ‪ ،12/04‬كما أن الشخصيات الستة لم يعد اختيارهم حكر على رئيس الجمهورية وإنما تقاسم‬
‫هذه الصالحية رئيس الجمهورية ورئيس المجلس الشعبي الوطني ورئيس مجلس األمة‪ .‬وعليه حسابيا إذا افترضنا‬
‫استقالل قضاة الحكم وعدم تبعية أربعة شخصيات للسلطة التنفيذية واستقالل القاضيان المنتميان للتشكيل النقابي‬
‫فإنه تصبح لدينا االغلبية المطلقة داخل المجلس وهي أغلبية ال تخضع لتأثير السلطة التنفيذية خالفا لما كان‬
‫عليه الحال قبل التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬حيث كانت اغلبية الثلثين يمكن التأثير عليها من قبل السلطة‬
‫التنفيذية‪ ،‬إذ أصبح حاليا بإمكان المجلس األعلى للقضاء ضمان استقاللية السلطة القضائية‪.‬‬

‫الفرع الخامس‪ :‬شروط تولي العضوية بالمجلس األعلى للقضاء‬

‫نصت المادة ‪ 180‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬في الفقرة األخيرة على إحالة المسائل المتعلقة‬
‫بطرق انتخاب أعضاء المجلس األعلى للقضاء وقواعد تنظيمه وعمله للقانون العضوي‪ ،‬إذ بالرجوع للقانون‬
‫العضوي رقم ‪ 12/04‬المتعلق بتشكيل المجلس األعلى للقضاء وعمله وصالحياته نجد أنه تضمن في المواد من‬
‫‪ 04‬إلى ‪ 08‬النص على شروط الترشح لعضوية المجلس ومدة العضوية واستخالف العضو‪ ،‬غير أن المادة ‪08‬‬
‫من القانون العضوي المذكور أعاله أحالت للتنظيم المسائل المتعلقة بتحديد تنظيم وكيفيات انتخاب أعضاء‬
‫المجلس‪.‬‬

‫تتمثل شروط تولي العضوية بالمجلس األعلى للقضاء في ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬يترشح القاضي المرسم الذي يثبت ممارسته لسلك القضاء لمدة ال تقل عن سبع (‪ )07‬سنوات‪.‬‬
‫‪ -‬ال يحق للقاضي الذي صدرت ضده عقوبة تأديبية الترشح لعضوية المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬إال بعد رد‬
‫االعتبار طبقا للمادتين ‪ 71‬و‪ 72‬من القانون العضوي‪ 1‬رقم ‪.11/04‬‬

‫أما بخصوص مدة العضوية بالمجلس األعلى للقضاء فحددها المشرع في القانون العضوي رقم ‪12-04‬‬
‫بأربع (‪ ) 04‬سنوات غير قابلة للتجديد تنتهي بمجرد تنصيب االعضاء الجدد‪ ،‬كما أخضع المشرع العضوية‬
‫بالمجلس لنظام التجديد النصفي كل سنتين حيث يتم التجديد األول عن طريق القرعة طبقا لنص المادة ‪ 38‬من‬
‫القانون العضوي رقم ‪.12-04‬‬

‫قانون عضوي رقم ‪ ،11-04‬مؤرخ في ‪ 06‬سبتمبر سنة ‪ ،2004‬يتضمن القانون األساسي للقضاء‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪57‬‬ ‫‪1‬‬

‫صادر بتاريخ ‪ 08‬سبتمبر سنة ‪.2004‬‬

‫‪- 76 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التشكيلة في الحالة التأديبية تجسد ضمانة حقيقية للقاضي‬

‫باستثناء رئيس الجمهورية الذي يفقد عضويته ورئاسته للمجلس األعلى للقضاء المنعقد كهيئة تأديبية‬
‫لصالح الرئيس األول للمحكمة العليا الذي بدورهيفقد صفته كنائب لرئيس الجمهورية ويصبح هو المخول دستوريا‬
‫سلطة رئاسة المجلس األعلى للقضاء المنعقد كهيئة تأديبية‪ ،‬فإن تشكيلة المجلس األعلى للقضاء المنعقد كهيئة‬
‫تأديبية تضم في أغلبها األعضاء الذين يتشكل منهم المجلس في تشكيلتهالعادية‪ ،‬وبما أن التشكيلة التأديبية يغلب‬
‫عليها العنصر القضائي فتمثل حتما ضمانة للقاضي المتابع تأديبيا أمامها‪ ،‬وهذا ما سنتناوله في ثالثة فروع‬
‫على النحو التالي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬رئاسة التشكيلة التأديبية‬

‫لم تتضمن المادة ‪ 180‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬التي حددت تشكيلة المجلس األعلى للقضاء‬
‫النص على رئاسة الرئيس األول للمحكمة العليا المجلس األعلى للقضاء المنعقد كهيئة تأديبية‪ ،‬إذ لم تتطرق‬
‫أصال للتشكيلة التأديبية للمجلس‪ ،‬واكتفت بالنص على اعتبار الرئيس االول للمحكمة العليا نائبا لرئيس المجلس‬
‫األعلى للقضاء وهو رئيس الجمهورية‪ ،‬ليحل بذلك الرئيس األول للمحكمة العليا محل وزير العدل المستبعد من‬
‫هذا المنصب ومن التشكيلة ككل‪ ،‬كما سمحت المادة ‪ 180‬لرئيس الجمهورية بتكليف الرئيس األول للمحكمة‬
‫العليا برئاسة المجلس باعتباره نائبا له‪ ،‬غير أن المادة ‪ 181‬التي تطرقت لصالحيات المجلس األعلى للقضاء‬
‫هي التي اسندت رئاسة المجلس األعلى للقضاء المنعقد كهيئة تأديبية للرئيس األول للمحكمة العليا كاختصاص‬
‫أصلي له وليس عن طريق التكليف من قبل رئيس الجمهورية‪ ،‬هذا األخير يفقد رئاسته للمجلس المنعقد كهيئة‬
‫تأديبية وبالتبعية يفقد عضويته ضمن المجلس المنعقد كهيئة تأديبية‪.‬‬

‫وبما أن نائب الرئيس وهو الرئيس األول للمحكمة العليا أصبح رئيسا للمجلس األعلى للقضاء عند‬
‫انعقاده كهيئة تأديبية‪ ،‬فإنه يفقد صفته كنائب للرئيس اثناء انعقد المجلس لرقابة انضباط القضاة‪ ،‬دون أن يحدد‬
‫المؤسس الدستوري من يتولى مهمة نائب الرئيس عند انعقاد المجلس كهيئة تأديبية خصوصا إذا تغيب الرئيس‬
‫أو حدث له مانع‪ ،‬كما أن القانون العضوي رقم ‪ 12-04‬لم يحدد أيضا من يكون نائبا للرئيس األول للمحكمة‬
‫العليا الذي يرأس التشكيلة التأديبية للمجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫بالرجوع إلى النظام الداخلي للمجلس األعلى للقضاء‪ 1‬نجد أنه تضمن في المادة ‪ 27‬النص على تنحى‬
‫رئيس التشكيلة التأديبية‪ ،‬والذي هو الرئيس األول للمحكمة العليا‪ ،‬إذا توفرت فيه حالة من حاالت الرد ويحل‬

‫مداولة تتضمن النظام الداخلي للمجلس األعلى للقضاء‪ ،‬المصادق عليه في الدورة العادية الثانية بتاريخ ‪ 23‬ديسمبر ‪،2006‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪.1‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 15‬صادر بتاريخ ‪ 28‬فبراير سنة ‪.2007‬‬

‫‪- 77 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫محله قاضي الحكم المنتخب األعلى وظيفة وفي حالة التساوي القاضي األعلى رتبة ومجموعة وفي حالة‬
‫التساوي يرجح االكثر أقدمية ثم االكبر سنا‪ ،‬وهو ما نعتبره ضمانة للقاضي‪ ،‬ومرد ذلك من وجهة نظرنا استبعاد‬
‫المشرع في القانون العضوي رقم ‪ 12-04‬لرئيس مجلس الدولة ضمن تشكيلة المجلس األعلى للقضاء أما في‬
‫ظل التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬فإن رئيس مجلس الدولة أصبح ضمن التشكيلة‪ ،‬إال انه لم يمنح له ال رئاسة‬
‫التشكيلة وال نائب الرئيس‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬االحتفاظ بالتشكيلة العادية ضمن التشكيلة التأديبية‬

‫إن تشكيلة المجلس األعلى للقضاء عندما ينعقد كهيئة تأديبية في التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬تشبه‬
‫إلى حد بعيد تشكيلته العادية خصوصا في الحاالت التي يكلف فيها رئيس الجمهورية الرئيس األول للمحكمة‬
‫العليا برئاسة المجلس نيابة عنه حيث تضم التشكيلة التأديبية للمجلس األعلى للقضاء ستة وعشرون (‪)26‬‬
‫عضوا‪.‬‬

‫وعليه فإن المجلس األعلى للقضاء المنعقد كهيئة تأديبية يتشكل‪ ،‬باإلضافة إلى رئيس التشكيلة‪ ،‬من‬
‫االعضاء التالية‪:‬‬

‫‪ -‬رئيس مجلس الدولة‪ ،‬والذي أصبح ألول مرة عضو ضمن التشكيلة العادية والتأديبية للمجلس األعلى للقضاء‬
‫حيث استبعده المشرع في القانون العضوي رقم ‪ 12-04‬رغم اعتباره رئيس مؤسسة دستورية قضائية ال تقل‬
‫شأنا عن الحكمة العليا كمؤسسة دستورية قضائية‪ ،‬ولهذا ال نجد تفسي ار الستبعاده من العضوية قبل أن يقدم‬
‫المؤسس الدستوري في التعديل االخير على إضافته ضمن تشكيلة المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬
‫‪ -‬خمسة عشر (‪ )15‬قاضيا ينتخبون من قبل زمالءهم القضاة وفق التوزيع الذي تطرقنا إليه سابقا‪ ،‬غير أنه لم‬
‫يحقق المؤسس الدستوري التساوي العددي بين قضاة القضاء اإلداري وقضاة القضاء العادي‪ ،‬كما أنه لم يراع‬
‫المؤسس الدستوري استحداثه في نفس التعديل لمحاكم إدارية استئنافية‪ ،1‬إذ لم ينص على تمثيلها بثالث‬
‫قضاة مقابل تمثيل المجالس القضائية التي تشكل جهة استئناف بثالث قضاة‪.‬‬
‫‪ -‬ست (‪ )06‬شخصيات يختارون بحكم كفاءاتهم خارج سلك القضاء يتم اختيارهم من قبل رئيس الجمهورية‬
‫ورئيس مجلس األمة ورئيس المجلس الشعبي الوطني حيث يختار كل واحد شخصيتين (‪ )02‬دون أن يشترط‬
‫المؤسس الدستوري توفر الكفاءة القانونية فيهم‪ ،‬إذ قد يشكل تواجدهم عرقلة لعمل المجلس خصوصا في‬
‫رقابته النضباط القضاة وذلك لجهلهم للمسائل القانونية‪ ،‬لذا كان يتعين على المؤسس الدستوري النص على‬
‫اختيارهم من بين الكفاءات القانونية‪.‬‬

‫المادة ‪ 179‬من التعديل الدستوري لسنة ‪.2020‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 78 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪ -‬قاضيان اثنان (‪ )2‬من التشكيل النقابي للقضاة‪ ،‬خصوصا إذا كان دورهما الدفاع عن القاضي المتابع‬
‫تأديبيا‪.‬‬
‫‪ -‬رئيس المجلس الوطني لحقوق االنسان‪ ،‬قد يشكل وجوده ضمانة للقاضي إذا كان المجلس الوطني لحقوق‬
‫االنسان مؤسسة دستورية مستقلة بشكل حقيقي وفعلي‪ ،‬وإال اصبح وجوده ضد القاضي لترجيحه كفة السلطة‬
‫التنفيذية التي عينته‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬دور التشكيلة التأديبية في تكريس استقاللية القاضي والسلطة القضائية‬

‫يهدف كل من المؤسس الدستوري والمشرع بخصوص إسناد مهمة انضباط القضاة للمجلس األعلى‬
‫للقضاء المنعقد في تشكيلته التأديبية والمشكل من غالبية اعضاءه كقضاة‪ ،‬إلى إضفاء الحماية اإلدارية الالزمة‬
‫للقضاة في المجال التأديبي من خالل العمل على إبعاد تأثير السلطة التنفيذية على رقابة انضباط القضاة‪،‬‬
‫وبذلك يخضع القاضي لزميله القاضي‪ ،‬كما يساهم اسناد رئاسة المجلس المنعقد في هيئة تأديبية للرئيس األول‬
‫للمحكمة العليا باعتباره جزء من السلطة القضائية في ضمان استقالل السلطة القضائية ويتم ابعاد الجهاز‬
‫التنفيذي من رقابة القضاة‪ 1‬خصوصا في ظل استبعاد المؤسس الدستوري لوزير العدل والنائب العام للمحكمة‬
‫العليا من تشكيلة المجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫لقد أصبحت التشكيلة الحالية للمجلس األعلى للقضاء المنعقد كهيئة تأديبية تمثل ضمانة حقيقية‬
‫للقاضي المتابع تأديبيا حيث فقدت السلطة التنفيذية الهيمنة على تشكيلة المجلس كما كان عليه الحال في ظل‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 12/04‬حيث شكل رفع عدد قضاة الحكم من خمسة (‪ )05‬إلى عشرة (‪ )10‬قضاة وتقليص‬
‫اختيار رئيس الجمهورية للشخصيات إلى شخصيتين بدال من ست شخصيات‪ ،‬عامال مدعما الستقاللية المجلس‬
‫األعلى للقضاء وهذه االستقاللية بدورها تضمن استقاللية السلطة القضائية وتوفير الضمانات للقاضي محل‬
‫المتابعة لتضمن له محاكمة عادلة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫صالحيات المجلس األعلى للقضاء تجسد استقاللية منقوصة للسلطة القضائية‬

‫يعتبر المجلس األعلى للقضاء جهاز له أتصال وثيق باستقاللية القضاة ذاتهم‪ ،‬سواء في وظيفتهم أو‬
‫عند ممارسة أعمالهم وله أيضا عالقة باستقاللية جهاز القضاء ككل‪ ،‬إذ يعتبر البعض أن المجلس األعلى‬
‫للقضاء سالح ذو حدين حيث لو امتاز المجلس بنوعية ودستورية واقعية وحقيقية لكان أفضل ضمانة للقاضي‬

‫هدى عزاز‪ ،‬سعيدة عزاز‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.84‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 79 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪1‬‬
‫والقضاء أما إذا أفرغ من الفاعلية والجدوى فإنه لن يفيد القاضي في شيء وال يحقق أي استقاللية للقضاء ‪،‬‬
‫وألجل ذلك سعى المؤسس الدستوري في التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬إلى منح العديد من الصالحيات للمجلس‬
‫األعلى للقضاء تتعلق بمسائل تعيين القضاة ونقلهم ومسارهم الوظيفي والتعيين في الوظائف القضائية النوعية‪،‬‬
‫كما يسهر المجلس األعلى للقضاء على احترام القانون األساسي للقضاء ويسهر على رقابة انضباط القضاة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى إبداء الرأي في ممارسة رئيس الجمهورية لحق العفو حيث يصدر المجلس األعلى للقضاء‬
‫بخصوص هذه الصالحيات ق اررات بعضها لها طبيعة إدارية وبعضها ذات طبيعة قضائية كما يصدر بخصوص‬
‫بعض الصالحيات آراء ملزمة وأخرى استشارية‪.‬‬

‫يجتمع المجلس األعلى للقضاء في دورتين عاديتين في السنة‪ ،‬غير أنه يمكن أن يجتمع في دورات‬
‫استثنائية بناء على استدعاء من رئيسه أو نائبه‪ ،‬غير أنه يتعين لصحة مداوالت المجلس حضور ثلثي (‪)3/2‬‬
‫االعضاء على األقل‪ 2‬أي ما يعادل ‪ 18‬عضوا‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الق اررات اإلدارية والقضائية للمجلس األعلى للقضاء نفاذها مرهون بتدخل‬
‫السلطة التنفيذية‬

‫حتى يكون للمجلس األعلى للقضاء دور فعال في ضمان استقاللية القضاء وتوفير الضمانات للقضاة‬
‫يتعين أ ن يتمتع المجلس بمجموعة من الصالحيات وسلطة اتخاذ الق اررات ال أن يؤدي دور الوساطة بين السلطة‬
‫التنفيذية والقضاء في مجال المسار المهني للقضاة‪ ،3‬إذ بالرجوع إلى التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬والقانون‬
‫العضوي رقم ‪ 11-04‬والقانون العضوي رقم ‪ 12-04‬نجد أن المجلس األعلى للقضاء يختص بإصدار العديد‬
‫من الق اررات التي تتنوع بحسب تنوع الصالحيات الممنوحة له‪ ،‬إذ يمكن إجمالها في صنفين من الق اررات وهي‪:‬‬
‫الق اررات ذات الطابع اإلداري والق اررات ذات الطابع القضائي‪ ،‬ويتخذ هذه الق اررات باألغلبية البسيطة وفي حالة‬
‫تساوي عدد االصوات يرجح صوت الرئيس‪.4‬‬

‫أمال إسعدي‪ ،‬بين استقاللية السلطة القضائية و استقالل القضاء‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير فرع الدولة والمؤسسات العمومية‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫كلية الحقوق جامعة الجزائر‪ 1‬بن يوسف بن خدة‪ ،2011 ،‬ص‪.29‬‬


‫المادتين ‪ 12‬و‪ 14‬من القانون العضوي رقم ‪ ،12-04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫شفيق شيخي‪ ،‬انعدام االستقالل الوظيفي للقضاة في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام فرع تحوالت الدولة‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫كلية الحقوق جامعة مولود معمري تيزي وزو‪ ،2011-2010 ،‬ص‪.26‬‬


‫المادة ‪ 15‬من القانون العضوي رقم ‪ ،12-04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪- 80 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫الفرع األول‪ :‬الصالحيات ذات الطابع اإلداري( إصدار الق اررات اإلدارية)‬

‫يصدر المجلس األعلى للقضاء بخصوص أغلب صالحياته المتعلقة بالمسار الوظيفي للقضاة ق اررات‬
‫ذات طبيعة إداري ة على اعتبار أنه سلطة إدارية مركزية وهي تخص صالحياته المتعلقة بتعيين القضاة والمسار‬
‫المهني للقضاة ونقلهم حيث نصت الفقرة ‪ 01‬من المادة ‪ 181‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬على أنه‪ ":‬يقرر‬
‫المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬طبقا للشروط التي يحددها القانون‪ ،‬تعيين القضاة ونقلهم ومسارهم الوظيفي"‪.‬‬

‫وعليه فإن المؤسس الدستوري منح للمجلس األعلى للقضاء صالحية إصدار الق اررات من خالل عبارة‬
‫"يقرر المجلس األعلى للقضاء"‪ ،‬وهي ق اررات نهائية وليست أعمال تحضيرية لصدور قرار من قبل جهة أخرى‪،‬‬
‫إذ تعتبر الق اررات التي يصدرها المجلس األعلى للقضاء بخصوص تعيين القضاة ونقلهم وتنظيم مسارهم الوظيفي‬
‫بمثابة ق اررات إدارية صادرة عن سلطة مركزية تكون قابلة للطعن بالبطالن أمام مجلس الدولة‪.‬‬

‫ونصت المادة ‪ 12‬من النظام الداخلي للمجلس األعلى للقضاء‪ 1‬على اختصاص المجلس بالدراسة‬
‫والتداول بشأن تعيين القضاة‪ ،‬حركة نقل القضاة‪ ،‬النظر في المسائل المتعلقة بتقييم القضاة وترسيمهم وترقيتهم‬
‫وتظلماتهم‪ ،‬منح القاضي إجازة دراسية مدفوعة األجر‪ .‬وبالرجوع إلى القانون العضوي رقم ‪ 11/04‬نجده تضمن‬
‫النص على دور المجلس األعلى للقضاء في المسار المهني للقاضي‪ ،‬وذلك على النحو التالي‪:‬‬

‫أوال‪ -‬دور المجلس األعلى للقضاء في تعيين القضاة وترسيمهم‪:‬‬

‫يتم تعيين القضاة بموجب مرسوم رئاسي بناء على اقتراح من وزير العدل‪ ،‬وبعد مداولة المجلس األعلى‬
‫للقضاء‪ ،‬إذ اعتبرت المادة ‪ 3‬من القانون العضوي ‪ 11-04‬المجلس األعلى للقضاء هيئة تداولية بخصوص‬
‫موضوع تعيين القضاة‪ .‬ويمسك لكل قاض على مستوى و ازرة العدل ملف إداري خاص به يتعلق على وجه‬
‫الخصوص بالحالة المدنية والعائلية والوثائق المتعلقة بالمسار المهني للقاضي طبقا لنص المادة ‪ 06‬من القانون‬
‫العضوي المذكور اعاله‪ ،‬إذ كان يتعين على المشرع إسناد هذه الوظيفة للمجلس األعلى للقضاء عن طريق‬
‫أمانته العامة ألن مسك الملف اإلداري للقاضي ضمن و ازرة العدل يشكل تبعية القاضي إداريا لوزير العدل الذي‬
‫يمثل السلطة التنفيذية وهو ما يؤثر على استقاللية السلطة القضائية من خالل التأثير على القضاة‪.‬‬

‫وعليه ال يملك المجلس األعلى للقضاء صالحية تعيين القضاة‪ ،‬إذ يعينون بموجب مرسوم رئاسي يصدره‬
‫رئيس الجمهورية الذي هو رئيس المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬إال أنه ال يملك رئيس الجمهورية سلطة رفض تعيين‬
‫القضاة الذين تداول المجلس بخصوصهم‪.‬‬

‫مداولة تتضمن النظام الداخلي للمجلس األعلى للقضاء‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 81 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫يمكن القول في هذا الخصوص أن المجلس كجهة تداولية يقرر قائمة القضاة الذين يتعين تعيينهم ويقوم‬
‫رئيس الجمهورية باعتباره رئيس المجلس بتنفيذ ما قرره المجلس من خالل إصدار مراسيم رئاسية تتضمن تعيين‬
‫القضاة‪ ،‬وعليه ال يمكن للمجلس األعلى للقضاء توفير استقاللية حقيقية للقاضي والسلطة القضائية تجاه رئيس‬
‫السلطة التنفيذية‪.‬‬

‫كما يتداول المجلس األعلى للقضاء بخصوص التعيينات المباشرة واالستثنائية بخصوص المستشارين‬
‫بالمحكمة العليا أو مستشاري مجلس الدولة والتي تتم بناء على اقتراح من وزير العدل وذلك في حدود ‪% 20‬‬
‫من عدد المناصب المالية المتوفرة‪ ،‬ويتم التعيين المباشر من بين‪:‬‬

‫‪ -‬حاملي دكتوراه دولة بدرجة أستاذ التعليم العالي في الحقوق أو الشريعة والقانون أو العلوم المالية أو‬
‫االقتصادية أو التجارية‪ ،‬والذين مارسوا فعليا عشر (‪ )10‬سنوات على األقل في االختصاصات ذات الصلة‬
‫بالميدان القضائي‪.‬‬
‫المحامين المعتمدين لدى المحكمة العليا أو مجلس الدولة‪ ،‬الذين مارسوا فعليا لمدة عشر (‪ )10‬سنوات على‬ ‫‪-‬‬
‫األقل بهذه الصفة‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 18‬من القانون العضوي ‪ 12-04‬على اختصاص المجلس األعلى للقضاء بدراسة‬
‫ملفات المترشحين للتعيين في سلك القضاء والتداول بشأنها حيث يسهر المجلس على احترام الشروط المنصوص‬
‫عليها في القانون لتعيين القضاة‪.‬‬

‫يتولى المجلس األعلى للقضاء بعد انتهاء الفترة التأهيلية للقضاة (فترة التجربة) وبعد إجراء تقييم لهم‪ ،‬إما‬
‫ترسيمهم أو تمديد فترة التأهيل لمدة سنة جديدة في جهة قضائية أخرى خارج اختصاص المجلس القضائي الذي‬
‫قضوا فيه الفترة التأهيلية األولى‪ ،‬أو اعادتهم إلى سلكهم األصلي‪ ،‬أو تسريحهم طبقا لنص المادة ‪ 40‬من القانون‬
‫العضوي ‪ ،11-04‬إذ تشكل هذه الصالحية ضمانة للقاضي الخاضع لفترة تأهيل‪ ،‬وعليه أبعد المشرع القاضي‬
‫خالل هذه الفترة من تأثير السلطة التنفيذية خصوصا وزير العدل‪ ،‬فإذا تجاوز القاضي الفترة التأهيلية بنجاح‬
‫يرسم من قبل المجلس أو في حال الفشل يقرر المجلس تمديد الفترة وبضمانات أو تسريحه‪ ،‬وعليه لم يمنح‬
‫المشرع أي دور لوزير العدل في ترسيم القضاة‪.‬‬

‫ثانيا‪ -‬دور المجلس األعلى في منح اإلجازات مدفوعة األجر للقضاة‪:‬‬

‫يتعين أخذ موافقة المجلس األعلى للقضاء بخصوص منح القاضي إجازة دراسية مدفوعة األجر لمدة‬
‫سنة‪ ،‬قابلة للتمديد لفترة ال تفوق سنة واحدة من أجل البحث في موضوع له عالقة بالعمل القضائي طبقا للمادة‬
‫‪ 45‬من القانون العضوي ‪ ،11-04‬وهذا اإلجراء يشكل ضمانة للقاضي‪.‬‬

‫‪- 82 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫ثالثا‪ -‬دور المجلس األعلى للقضاء في نقل القضاة‪:‬‬

‫يدرس المجلس األعلى للقضاء اقتراحات وطلبات نقل القضاة ويتداول بشأنها طبقا لنص المادة ‪ 19‬من‬
‫القانون العضوي رقم ‪ ،12-04‬ويأخذ المجلس عند دراسته للمقترحات أو الطلبات بعين االعتبار طلبات المعنيين‬
‫باألمر وكفاءتهم المهنية واقدميتهم وحالتهم العائلية واالسباب الصحية لهم ولعائلتهم مع ضرورة مراعاة قائمة‬
‫شغور المناصب وضرورات المصلحة في حدود الشروط التي ينص عليها القانون حيث يفصل المجلس في‬
‫طلبات النقل بمداولة تنفذ بقرار صادر عن وزير العدل‪ ،‬إذ ال يملك المجلس سلطة لتنفيذ مداوالته وإنما تحتاج‬
‫إلى تدخل السلطة التنفيذية ممثلة في وزير العدل‪.‬‬

‫إن إبعاد وزير العدل من تشكيلة المجلس األعلى للقضاء يمنح ضمانة للقضاة خصوصا في مسألة نقل‬
‫القضاة‪ ،‬إذ يخضع نقل القاضي للمعايير الموضوعية والتي يتقيد بها المجلس األعلى للقضاء بعيدا عن تأثير‬
‫و ازرة العدل‪ ،‬إال أنه تبقى مسألة تنفيذ ق اررات المجلس من قبل وزير العدل النقطة السلبية في هذا الموضوع‬
‫الحساس‪ ،‬خصوصا في ظل عدم وج ود نص يرتب جزاء على عدم تقيد وزير العدل بقرار النقل الذي يصدره‬
‫المجلس أثناء تنفيذه‪.‬‬

‫رابعا‪ -‬دور المجلس األعلى للقضاء في ترقية القضاة‪:‬‬

‫يعتبر المجلس األعلى للقضاء الجهة المختصة بالنظر في ملفات المترشحين للترقية حيث نصت المادة‬
‫‪ 20‬من القانون العضوي ‪ 12-04‬على أن المجلس يسهر على ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬احترام شروط األقدمية في الترقية‬


‫‪ -‬احترام شروط التسجيل في قائمة التأهيل‬
‫‪ -‬السهر على احترام قواعد التنقيط والتقييم للقضاة وفق ما ينص عليه القانون العضوي ‪ 11-04‬المتضمن‬
‫القانون األساسي للقضاء‪.‬‬

‫كما يفصل المجلس في التظلمات التي يقدمها القضاة حول التسجيل في قائمة التأهيل عقب نشرها‬
‫ويصدر ق اررات بشأن هذه التظلمات إما بقبولها أو رفضها‪ ،‬وفي حالة رفضها يمكن الطعن في ق اررات الرفض‬
‫أمام مجلس الدولة بالبطالن على اعتبار أنها ق اررات إدارية صادرة عن سلطة مركزية طبقا لنص المادة ‪ 09‬من‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المعدل والمتمم‪.‬‬

‫تعتبر صالحية الفصل في التظلمات من قبل المجلس من أهم الضمانات الممنوحة من قبل المشرع‬
‫للقاضي والتي تساهم في تجسيد استقاللية للسلطة القضائية تجاه الجهاز التنفيذي المتمثل في و ازرة العدل‪ ،‬وبذلك‬
‫يكون المشرع أبعد وزير العدل من دراسة والفصل في التظلمات التي يقدمها القضاة‪ ،‬غير أنه تبقى الق اررات التي‬

‫‪- 83 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫يصدرها المجلس بخصوص الفصل في التظلمات بحاجة إلى تنفيذ من قبل و ازرة العدل‪ ،‬وهذا ما يقلل من أهمية‬
‫منح صالحيات البت في التظلمات للمجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫خامسا‪ -‬دور المجلس األعلى بخصوص انهاء مهام القضاة‪:‬‬

‫يبت (يفصل) المجلس األعلى للقضاء في طلب االستقالة المقدم من القاضي في أجل أقصاه ستة (‪)06‬‬
‫أشهر‪ ،‬إذ بمجرد انقضاء األجل تعتبر االستقالة مقبولة‪ ،‬وعليه فإن المجلس األعلى للقضاء يثبت بموجب مداولة‬
‫استقالة القاضي وتعلن السلطة التي لها حق التعيين االستقالة بموجب مرسوم رئاسي طبقا للمادة ‪ 85‬من القانون‬
‫العضوي ‪ ،11-04‬إذ ال يملك المجلس األعلى للقضاء صالحية االعالن عن استقالة القاضي ألنها صالحية‬
‫مخولة للسلطة التنفيذية ممثلة في رئيس الجمهورية باعتباره هو من له سلطة تعيين القاضي‪.‬‬

‫ويتداول المجلس األعلى للقضاء بخصوص تخلي القاضي عن المهام نتيجة اهمال المنصب‪ ،‬إذ يترتب‬
‫على ذلك تسريح القاضي بناء على مداولة المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬ويتخذ قرار التسريح من قبل السلطة التي‬
‫لها حق التعيين طبقا للمادة ‪ 86‬من القانون العضوي ‪ ،11-04‬إذ من دون تدخل السلطة التنفيذية ال يمكن تنفيذ‬
‫مداوالت المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬وبهذا الشكل ال يمكن للمجلس األعلى للقضاء تجسيد استقاللية حقيقية‬
‫للسلطة القضائية وللقاضي‪.‬‬

‫كما يتداول المجلس األعلى للقضاء بخصوص العجز المهني للقاضي أو عدم درايته البينة بالقانون دون‬
‫ارتكابه لخطأ مهني‪ ،‬وهنا يقرر المجلس األعلى للقضاء بعد المداولة إما تعيينه في منصب مناسب أو يحيله‬
‫على التقاعد أو يسرحه طبقا للمادة ‪ 87‬من القانون العضوي ‪ .11-04‬وفي هذه الحالة يستفيد القاضي من‬
‫الضمانات واالجراءات المتبعة أمام المجلس األعلى للقضاء في تشكيلته التأديبية رغم غياب المتابعة التأديبية‪،‬‬
‫كما يستفيد في حال تم تسريحه من تعويض مالي يقرره المجلس األعلى للقضاء يساوي مرتب ثالثة(‪ )03‬أشهر‬
‫عن كل سنة خدمة‪ ،‬غير أن تنفيذ هذا القرار الذي يصدره المجلس األعلى للقضاء يكون من قبل السلطة‬
‫التنفيذية المكلفة بالجانب اإلداري المتعلق بالمسار المهني للقاضي‪ ،‬فمن دون تدخل السلطة التنفيذية ال يمكن‬
‫تنفيذ هذا القرار وهذا ما يؤثر على استقاللية القاضي والسلطة القضائية‪.‬‬

‫يمكن للمجلس األعلى للقضاء أن يقرر تمديد مدة الخدمة إلى سبعين (‪ )70‬سنة بالنسبة لقضاة المحكمة‬
‫العليا ومجلس الدولة وخمسة وستين (‪ )65‬سنة لباقي القضاة‪ ،‬وذلك بناء على اقتراح من وزير العدل وبعد موافقة‬
‫القاضي المعني أو بناء على طلب القاضي المعني طبقا للمادة ‪ 88‬من القانون العضوي ‪ ،11-04‬وذلك لسد‬
‫النقص في القضاة أو لالستفادة من خبرتهم المتراكمة‪.‬‬

‫‪- 84 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الصالحيات ذات الطابع القضائي (إصدار الق اررات القضائية)‬

‫إذا كان المشرع قد نص في القانون األساسي للقضاء على ضمانات تحمي القاضي وتضمن له‬
‫وللسلطة القضائية االستقاللية‪ ،‬إال أنه نص أيضا على المسائل االنضباطية للقضاة‪ ،‬وذلك في حال ارتكاب‬
‫القاضي لخطأ أو سلوك ال يليق بسمعة وكرامة القضاء‪ ،‬إذ ال تحول الحصانة القضائية المقررة للقاضي دون‬
‫توقيع العقوبات عليه سواء كانت عقوبات تأديبية أو جزائية‪ ،‬كما أن تأديب القضاة ال يشكل مساسا بسلك‬
‫القضاء أو كرامته‪ 1‬أو استقالليته‪ ،‬وإنما هو تجسيد فعلي الستقاللية السلطة القضائية إذا قامت به السلطة‬
‫القضائية نفسها من خالل المجلس األعلى للقضاء المشكل من قضاة غير خاضعين لتأثير السلطة التنفيذية‬
‫خصوصا في ظل التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬الذي اخرج من التشكيلة وزير العدل والنائب العام بالمحكمة‬
‫العليا‪.‬‬

‫منح المؤسس الدستوري للمجلس األعلى للقضاء صالحية السهر على احترام أحكام القانون األساسي‬
‫للقضاء ورقابة انضباط القضاة حيث ينعقد المجلس األعلى للقضاء كهيئة تأديبية للبت بق اررات قضائية في‬
‫الدعاوى التأديبية المرفوعة ضد القضاة حيث اعتبر مجلس الدولة المجلس األعلى للقضاء المنعقد كهيئة تأديبية‬
‫بمثابة هيئة قضائية إدارية متخصصة تصدر ق اررات قضائية نهائية تقبل الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة‬
‫مستبعدا بذلك تكييف المجلس األعلى للقضاء المنعقد كهيئة تأديبية بأنه سلطة إدارية مركزية واستبعد أن تكون‬
‫ق ارراته في الشق التأديبي للقضاة ق اررات إدارية تقبل الطعن بالبطالن أمام مجلس الدولة‪.‬‬

‫أوال‪-‬العقوبات التأديبية‪:‬‬

‫لم ينص المؤسس الدستوري على الق اررات التي تتضمن عقوبات تأديبية ضد القاضي وإنما تكفل بها‬
‫القانون العضوي رقم ‪ 11/04‬حيث صنف في المادة ‪ 68‬العقوبات التأديبية التي يصدرها المجلس األعلى‬
‫للقضاء إلى أربعة (‪ )04‬درجات وهي‪:‬‬
‫‪ ‬العقوبات من الدرجة األولى‪ :‬تتمثل عقوبات الدرجة األولى في‪:‬‬
‫‪ -‬التوبيخ‬
‫‪ -‬النقل التلقائي‬
‫‪ ‬العقوبات من الدرجة الثانية‪ :‬تتمثل عقوبات الدرجة الثانية في‪:‬‬
‫‪ -‬التنزيل من درجة واحدة إلى ثالث درجات‬

‫د‪ .‬مديحة بن ناجي‪ ،‬ضمانات استقاللية السلطة القضائية في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم االنسانية‪ ،‬جامعة محمد‬ ‫‪1‬‬

‫خيضر بسكرة‪ ،‬المجلد ‪ ،17‬العدد ‪ ،01‬جوان ‪ ،2017‬ص‪.467‬‬

‫‪- 85 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪ -‬سحب بعض الوظائف‬


‫‪ -‬القهقرة بمجموعة أو مجموعتين‬
‫‪ ‬العقوبات من الدرجة الثالثة‪ :‬تتمثل عقوبات الدرجة الثالثة في‪:‬‬
‫التوقيف لمدة أقصاها أثنى عشر (‪ )12‬شه ار مع الحرمان من كل المرتب أو جزء منه‪ ،‬باستثناء التعويضات‬
‫ذات الطابع العائلي‪.‬‬
‫‪ ‬العقوبات من الدرجة الرابعة‪ :‬تتمثل عقوبات الدرجة الرابعة في‪:‬‬
‫‪ -‬االحالة على التقاعد التلقائي‬
‫‪ -‬العزل‬
‫يمكن الجمع بين عقوبة من العقوبات المنصوص عليها في الدرجتين الثانية أو الثالثة مع عقوبة النقل‬
‫التلقائي المنصوص عليها في عقوبة الدرجة األولى‪ .1‬وتنفذ عقوبات الدرجة األولى والثانية والثالثة بقرار من‬
‫وزير العدل أما عقوبات الدرجة الرابعة فتثبت بموجب مرسوم رئاسي طبقا لنص المادة ‪ 70‬من القانون العضوي‬
‫رقم ‪ ،11-04‬وعليه ال يمكن للمجلس األعلى للقضاء وضع ق ارراته محل التنفيذ من دون تدخل السلطة التنفيذية‬
‫من خالل وزير العدل ورئيس الجمهورية‪ ،‬وهذا التدخل يؤثر على استقاللية القاضي والسلطة القضائية‪.‬‬

‫يتمتع المجلس األعلى للقضاء المنعقد كهيئة تأديبية بسلطة تقديرية في تحديد جسامة الخطأ الموجب‬
‫لعقوبة العزل‪ ،‬إال أن عدم تحديد المشرع في القانون العضوي لجسامة الخطأ الموجب لعقوبة العزل يهدر حق‬
‫القاضي في ضمان االستقرار في وظيفته ويعرضه لكل أشكال الضغوط من السلطة التنفيذية لتبرر هذه‬
‫الضغوطات باألخطاء الجسيمة‪ ،2‬إال أننا نرى بأن تمتع المجلس األعلى للقضاء بصالحية تكييف الخطأ هو‬
‫بمثابة ضمانة للقاضي ويضمن استقاللية القاضي والسلطة القضائية‪ ،‬فلو افترضنا ترك المشرع مسألة تكييف‬
‫الخطأ لوزير العدل والزام المجلس المنعقد كهيئة تأديبية بتكييف الوزير‪ ،‬فإن ذلك يشكل مساسا باستقاللية‬
‫القاضي والسلطة القضائية‪.‬‬

‫ثانيا‪-‬اإلجراءات المتبعة في الدعاوى التأديبية والضمانات الممنوحة القضاة‪:‬‬

‫قبل النطق بالق اررات المتضمنة العقوبات التأديبية التي حددها القانون العضوي رقم ‪ 11/04‬يتعين اتباع‬
‫العديد من االجراءات واحترام العديد من الضمانات الممنوحة قانونا للقاضي المتابع تأديبيا حتى يكون القرار‬
‫المتضمن العقوبة التأديبية سليما من العيوب‪ ،‬إذ تتمثل هذه اإلجراءات والضمانات في‪:‬‬

‫المادة ‪ 69‬من القانون العضوي رقم ‪ ،11-04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫حورية زيالبدي‪ ،‬استقاللية السلطة القضائية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون فرع إدارة ومالية‪ ،‬كلية الحقوق جامعة‬ ‫‪2‬‬

‫الجزائر‪ ،2015-2014 ،1‬ص‪.129‬‬

‫‪- 86 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪ -‬يعتبر وزير العدل هو الجهة الوحيدة المخول لها قانونا صالحية تحريك الدعوى التأديبية ضد القاضي‪ ،‬ويتم‬
‫تحريك المتابعة التأديبية أمام التشكيلة التأديبية للمجلس األعلى للقضاء‪ ،1‬غير أنه تسقط الدعوى التأديبية‬
‫بمرور ثالث (‪ )03‬سنوات‪ ،‬ابتداء من تاريخ ارتكاب الخطأ‪ ،‬ما لم تكن االفعال المرتكبة تشكل وصفا جزائيا‪،‬‬
‫إال أنه ينقطع سريان أجل ثالث (‪ )03‬سنوات بناء على اجراءات التحقيق التأديبية أو الجزائية طبقا لنص‬
‫المادة ‪ 29‬من النظام الداخلي للمجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫يمكن لوزير العدل توقيع عقوبة االنذار للقاضي دون تحريك الدعوى التأديبية ضده وهذه الصالحية‬
‫ممنوحة أيضا لرئيس الهيئة القضائية التي يتبعها القاضي‪ ،‬وهذه العقوبة نرى أنها تمس باستقاللية القضاء‬
‫خصوصا التي يوقعها وزير العدل باعتباره ممثال للجهاز التنفيذي‪ ،‬كما يشكل قرار وزير العدل بحفظ الملف‬
‫وعدم تحريك الدعوى مساسا باستقاللية السلطة القضائية وذلك لكون هذا االجراء يسمح لوزير العدل بتكييف‬
‫االخطاء التي يرتكبها القاضي‪ ،‬كما يوحي هذا اإلجراء بأن القاضي تابع لو ازرة العدل‪ ،‬إذ تؤثر مثل هذه الق اررات‬
‫على نزاهة القضاء‪ ،‬إذ يتعين على وزير العدل تحريك الدعوى التأديبية في جميع الحاالت ويترك مسألة التكييف‬
‫للمجلس األعلى للقضاء‪ ،‬كما أنه من أجل تكريس استقاللية حقيقية للقاضي والسلطة القضائية يتعين منح‬
‫رؤساء الهيئات القضائية صالحية تحريك الدعوى التأديبية ضد القاضي الذي يرتكب خطأ تأديبي وعدم تحويل‬
‫الملف لوزير العدل الذي يقرر متابعة القاضي أو عدم متابعته‪ ،‬إذ يشكل هذا اإلجراء ورقة ضغط بيد الوزير ضد‬
‫القاضي قد يترتب عليه تصرفات تهدر استقاللية القاضي والسلطة القضائية‪.‬‬

‫يحدد رئيس التشكيلة التأديبية جدول أعمال المجلس المنعقد كهيئة تأديبية‪ ،‬تلقائيا أو بالتماس من وزير‬ ‫‪-‬‬
‫العدل‪ ،‬ويتم تبليغه لوزير العدل باعتباره طرفا في الخصومة‪ ،‬ويرفق جدول االعمال مع االستدعاء الموجه‬
‫ألعضاء المجلس طبقا للمادة ‪ 24‬من القانون العضوي رقم ‪.12-04‬‬
‫‪ -‬يتعين ارفاق الملف الشخصي للقاضي المتابع تأديبيا بملف الدعوى التأديبية كما يرفق أيضا في حال‬
‫المتابعة الجزائية‪.‬‬
‫‪ -‬يعين رئيس التشكي لة التأديبية لكل ملف تأديبي مقر ار من بين اعضاء المجلس‪ ،‬غير أنه اشترط المشرع في‬
‫المادة ‪ 27‬من القانون العضوي رقم ‪ 12-04‬أن يكون المقرر في نفس رتبة ومجموعة القاضي المتابع‬
‫تأديبيا أو أعلى منها‪ ،‬إذ ال يمكن تعيين مقر ار له رتبة أو مجموعته أقل من القاضي المتابع‪ ،‬فالمقرر يحقق‬
‫في قضية القاضي الذي ينتمي لنفس رتبته أو مجموعته أو أقل منها وليس العكس‪ ،‬وهو ما يشكل ضمانة‬
‫للقاضي المتابع تأديبيا‪.‬‬

‫المادة ‪ 22‬من القانون العضوي رقم ‪ ،12-04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 87 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫يتعين على المقرر تقديم تقرير عن القضية‪ ،‬ويحق له القيام بالتحقيقات الالزمة‪ ،‬إذ له أن يستمع إلى‬
‫القاضي المعني ويستمع لكل شاهد في القضية‪ ،‬كما يحق له أن يقوم بكل إجراء مفيد للوصول إلى الحقيقة على‬
‫أن يختم تحقيقه بتقرير اجمالي‪.‬‬

‫‪ -‬يتعين أن يستدعى القاضي المتابع تأديبيا للمثول أمام التشكيلة التأديبية‪ ،‬ويتم استدعائه بالطرق القانونية‪،‬‬
‫ويكون المثول شخصيا‪ ،‬كما أنه من حقه االستعانة بمدافع من بين القضاة أو محام‪ ،‬غير أنه قد يغيب‬
‫القاضي عن المثول بمبرر مقبول وهنا يمثل بالمدافع عنه أما في حال عدم قبول مبرره أو عدم تقديمه‬
‫للمبرر تستمر الدعوى التأديبية ويتخذ المجلس األعلى للقضاء ق ارره حضوريا طبقا للمادة ‪ 29‬من القانون‬
‫العضوي ‪.12-04‬‬
‫‪ -‬يمكن للقاضي المتابع تأديبيا أو المدافع عنه من حق االطالع عن الملف التأديبي قبل خمسة (‪ )05‬أيام‬
‫على االقل من تاريخ انعقاد الجلسة وفق الكيفيات التي حددتها المادة ‪ 30‬من القانون العضوي ‪،12-04‬‬
‫وهذا االجراء يشكل ضمانة للقاضي المتابع تأديبيا خصوصا أنه حق معترف به دستوريا‪.1‬‬
‫‪ -‬يفتتح الرئيس الجلسة وبعدها تتم تالوة التقرير الذي اعده المقرر‪ ،‬وبعد ذلك يدعو الرئيس القاضي المعني‬
‫لتقديم توضيحاته ووسائل دفاعه بشأن الوقائع المنسوبة إليه وهنا يمكن تدخل المدافع عنه‪ ،‬ثم يأتي دور‬
‫الرئيس في استجواب القاضي المعني وأخي ار تمنح الكلمة ألعضاء المجلس وممثل وزير العدل لتوجيه اسئلة‬
‫للقاضي والتي يرونها مفيدة طبقا لنص المادة ‪ 31‬من القانون العضوي رقم ‪.12-04‬‬
‫‪ -‬نصت المواد ‪ 28 ،27 ،26‬من النظام الداخلي للمجلس األعلى للقضاء على رد أعضاء المجلس بناء على‬
‫طلب من العضو المعني أو بناء على طلب القاضي المتابع تأديبيا‪ ،‬ويشمل اإلج ارء أيضا رئيس التشكيلة‬
‫التأديبية إذا توفرت فيه حالة من حاالت الرد‪.‬‬
‫‪ -‬تبت التشكيلة التأديبية في الملف التأديبي في جلسة مغلقة وسرية ويفصل فيها بق اررات معللة‪ ،‬ويتم النطق‬
‫بمنطوق القرار بحضور القاضي المعني حيث يدعى القاضي المتابع لسماع منطوق القرار‪ ،‬وبعدها يبلغ‬
‫بقرار العقوبة التأديبية‪.2‬‬
‫‪ -‬يحرر القاضي أمين المجلس األعلى للقضاء محض ار عن كل جلسة تأديبية ويوقع عليه كل من أمين‬
‫المجلس ورئيس التشكيلة التأديبية‪ 3‬والذي هو الرئيس األول للمحكمة العليا‪.‬‬

‫‪1‬تنص الفقرة األولى من المادة ‪ 175‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬على‪ ":‬الحق في الدفاع معترف به"‬
‫المادة ‪ 32‬من القانون العضوي رقم ‪ ،12-04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫المادة ‪ 25‬من القانون العضوي رقم ‪ ،12-04‬مرجع سابق‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪- 88 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫يمكن القاضي المعني بالعقوبة التأديبية أن يطعن في قرار العقوبة أمام مجلس الدولة عن طريق الطعن‬
‫بالنقض طبقا لنص المادة ‪ 11‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المعدل والمتمم‪ ،‬وذلك على أساس أن القرار‬
‫الذي يصدره المجلس األعلى للقضاء المنعقد كهيئة تأديبية هو قرار قضائي نهائي صادر عن جهة قضائية‬
‫إدارية متخصصة‪ ،‬علما أن مجلس الدولة قبل صدور قرار الغرف المجتمعة‪ 1‬رقم ‪ 016886‬كان يعتبر هذه‬
‫الق اررات ذات طبيعة إدارية صادرة عن سلطة إدارية مركزية يتعين الطعن فيها بالبطالن أمام مجلس الدولة طبقا‬
‫لنص المادة ‪ 09‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬المعدل والمتمم‪ ،‬إذ توجد العديد من الق اررات التي أصدرها‬
‫مجلس الدولة على هذا األساس‪.2‬‬

‫يمكن الطعن بالنقض مجلس الدولة من مراقبة مدى تطبيق المجلس األعلى للقضاء لألحكام والمبادئ‬
‫القانونية العامة بصفة سليمة في القرار الصادر عنه والمتضمن العقوبة التأديبية‪ ،3‬غير أنه في حالة نقض‬
‫مجلس الدولة لقرار المجلس األعلى للقضاء ال توجد تشكيلة مغايرة يحيل إليها الملف للفصل فيه‪ ،‬وعليه إما يعيد‬
‫الملف لنفس الجهة أو يفصل مجلس الدولة في النزاع‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صالحية المجلس األعلى للقضاء في إبداء اآلراء ضمانة غير فعالة الستقاللية السلطة‬
‫القضائية‬

‫تضمن التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬النص في المادتين ‪ 181‬و‪ 182‬على ضرورة استشارة المجلس‬
‫األعلى للقضاء في العديد من المجاالت وضرورة أخذ رئيس الجمهورية بالرأي المطابق للمجلس األعلى للقضاء‬
‫بخصوص التعيينات في الوظائف النوعية‪.‬‬

‫‪1‬مجلة مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬العدد ‪ ،09‬الصادرة سنة ‪ ،2009‬ص‪ 57‬وما بعدها‪.‬‬
‫من بين الق اررات نذكر‪:‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ -‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 172994‬مؤرخ في ‪ ،1998-07-27‬منشور بمجلة مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬العدد ‪ ،01‬الصادر سنة‬
‫‪ ،2002‬ص‪ 83‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 182491‬بتاريخ ‪ ،2000-01-17‬منشور بمجلة مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬العدد ‪ ،01‬الصادر سنة‬
‫‪ ،2002‬ص‪ 109‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 5240‬بتاريخ ‪ ،2002-01-28‬منشور بمجلة مجلس الدولة الجزائري رقم ‪ ،02‬الصادرة سنة ‪،2002‬‬
‫ص‪ 165‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 011817‬فهرس ‪ 49‬صادر عن الغرفة الثانية بمجلس الدولة‪ ،‬بتاريخ ‪ 2004-03-16‬قضية (‬
‫د‪.‬ع‪.‬و) ضد الرئيس األول للمحكمة العليا بصفته رئيس المجلس التأديبي للمجلس االعلى للقضاء ووزير العدل (قرار غير‬
‫منشور)‪.‬‬
‫محمد عبد الفتاح بلهامل‪ ،‬الدور االجتهادي لمجلس الدولة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام تخصص قانون‬ ‫‪3‬‬

‫االدارية العامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‪ ،2015-2014 ،‬ص‪.180‬‬

‫‪- 89 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫الفرع األ ول‪ :‬إبداء الرأي الملزم (الرأي المطابق للمجلس األعلى للقضاء)‬

‫يبدي المجلس األعلى للقضاء رأيا ملزما بشأن التعيينات في المناصب القضائية النوعية التي يقوم بها‬
‫رئيس الجمهورية‪ 1‬والتي يصدر بشأنها مرسوما رئاسيا‪ ،‬إذ يتعين أن تتطابق التعيينات مع الرأي الذي أصدره‬
‫المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬فال يجوز لرئيس الجمهورية مخالفة الرأي الذي أدلى به المجلس األعلى للقضاء‬
‫بخصوص التعيينات المتعلقة بالوظائف النوعية‪ ،‬فإذا خالف رئيس الجمهورية الرأي الذي صدر عن المجلس‬
‫األعلى للقضاء يكون المرسوم الرئاسي باطال لتخلف إجراء جوهري وهو عدم االخذ بالرأي المطابق‪.‬‬

‫وعليه يتعين أن يكون مضمون المرسوم الرئاسي متطابقا مع مضمون الرأي الصادر عن المجلس‬
‫األعلى للقضاء ما يعني أن المجلس يشترك في هذه التعيينات حتى وإن كان رئيس المجلس هو رئيس‬
‫الجمهورية فإنه من الناحية النظرية ال يملك األغلبية داخل المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬إذ يمكن تصور رأي‬
‫المجلس األعلى للقضاء بخصوص التعيينات يخالف رغبة السلطة التنفيذية في التعيين في المناصب والوظائف‬
‫النوعية‪ ،‬وبالتالي يشكل الرأي المطابق للمجلس األعلى للقضاء ضمانة الستقاللية السلطة القضائية تجاه السلطة‬
‫التنفيذية‪.‬‬

‫بالرجوع إلى نص المادتين ‪ 49‬و‪ 50‬من القانون العضوي رقم ‪ 11-04‬نجد أن الوظائف القضائية‬
‫النوعية التي يعين فيها رئيس الجمهورية‪ ،‬هي‪:‬‬

‫‪ -‬الرئيس األول للمحكمة العليا‬


‫‪ -‬رئيس مجلس الدولة‬
‫‪ -‬النائب العام لدى المحكمة العليا‬
‫‪ -‬محافظ الدولة لدى مجلس الدولة‬
‫‪ -‬رئيس مجلس قضائي‬
‫‪ -‬رئيس محكمة إدارية‬
‫‪ -‬نائب عام لدى مجلس قضائي‬
‫‪ -‬محافظ دولة لدى محكمة إدارية‬

‫هذه الوظائف ال تشترط المادة ‪ 49‬من القانون العضوي المذكور اعاله استشارة المجلس األعلى للقضاء‬
‫بخصوصها وال األخذ بالرأي المطابق للمجلس األعلى للقضاء‪ ،‬غير أن التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬أخضعها‬

‫الفقرة ‪ 02‬المادة ‪ 181‬من التعديل الدستوري لسنة ‪.2020‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪- 90 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫للرأي المطابق للمجلس األعلى للقضاء‪ ،‬إذ يتوجب على رئيس الجمهورية األخذ بالرأي الملزم للمجلس األعلى‬
‫للقضاء بخصوص هذه التعيينات وإال كانت التعيينات باطلة‪.‬‬

‫تضمنت المادة ‪ 50‬من القانون العضوي المذكور اعاله النص على الوظائف القضائية النوعية التي‬
‫يعين فيها رئيس الجمهورية بعد استشارة المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬والتي حولها التعديل الدستوري لسنة ‪2020‬‬
‫إلى الرأي المطابق للمجلس األعلى للقضاء بدال من الرأي االستشاري‪ ،‬وهذه الوظائف النوعية هي‪:‬‬

‫‪ -‬نائب رئيس المحكمة العليا‬


‫‪ -‬نائب رئيس مجلس الدولة‬
‫‪ -‬نائب عام مساعد لدى المحكمة العليا‬
‫‪ -‬نائب محافظ الدولة لدى مجلس الدولة‬
‫‪ -‬رئيس غرفة بالمحكمة العليا‬
‫‪ -‬رئيس غرفة بمجلس الدولة‬
‫‪ -‬نائب رئيس مجلس قضائي‬
‫‪ -‬نائب رئيس محكمة إدارية‬
‫‪ -‬رئيس غرفة بمجلس قضائي‬
‫‪ -‬رئيس غرفة بمحكمة إدارية‬
‫‪ -‬النائب العام المساعد االول لدى مجلس قضائي‬
‫‪ -‬محافظ الدولة المساعد لدى محكمة إدارية‬
‫‪ -‬قاضي تطبيق العقوبات‬
‫‪ -‬رئيس محكمة‬
‫‪ -‬وكيل الجمهورية‬
‫‪ -‬قاضي تحقيق‬

‫إن إشراك المؤسس الدستوري في التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬للمجلس األعلى للقضاء في التعيينات‬
‫المذكورة اعاله يعد بمثابة خطوة هامة نحو استقاللية السلطة القضائية‪ ،‬نأمل أن تعزز الحقا بضمانة أكثر‬
‫فاعلية من خالل منح المجلس سلطة التقرير واختيار القضاة الذين يستحقون شغل المناصب النوعية وابعاد‬
‫السلطة التنفيذية بشكل كلي من هذه التعيينات‪.‬‬

‫‪- 91 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إبداء الرأي االستشاري‬

‫نص المؤسس الدستوري في المادة ‪ 182‬من التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬على ضرورة استشارة رئيس‬
‫الجمهورية المجلس األعلى للقضاء قبل ممارسته لحقه الدستوري المتضمن إصدار ق اررات العفو حيث تضمنت‬
‫المادة النص على‪ ":‬يبدي المجلس األعلى للقضاء رأيا استشاريا قبليا في ممارسة رئيس الجمهورية حق العفو"‪،‬‬
‫إذ الزمت هذه المادة رئيس الجمهورية باللجوء إلى استشارة المجلس األعلى للقضاء وعدم انفراده باتخاذ ق اررات‬
‫العفو‪ ،‬غير أن لجوء رئيس الجمهورية الستشارة المجلس األعلى للقضاء الذي هو تحت رأسته ال يعني ضرورة‬
‫أخذ رئيس الجمهورية بالرأي االستشاري الذي يدلي به المجلس األعلى للقضاء‪ ،‬إذ يجوز لرئيس الجمهورية‬
‫مخالفة هذا الرأي عند إصداره لق اررات العفو‪.‬‬

‫حدد المؤسس الدستوري زمن اللجوء إلى الرأي االستشاري للمجلس األعلى للقضاء وهو قبل اتخاذ رئيس‬
‫الجمهورية ق اررات العفو‪ ،‬إذ ال يجوز لرئيس الجمهورية إصدار ق اررات العفو قبل طلب رأي المجلس‪ ،‬وعليه إذا لم‬
‫يطلب رئيس الجمهورية رأي المجلس األعلى للقضاء بشأن هذه الصالحية الممنوحة له والمتمثلة في ق اررات‬
‫العفو‪ ،‬فإن هذه الق اررات تكون باطلة لتخلف االستشارة وال يمكن تصحيح هذا العيب عن طريق طلب رأي‬
‫المجلس بعد صدور ق اررات العفو حيث تضمنت المادة ‪ 182‬التأكيد على الرأي القبلي للمجلس من خالل عبارة‬
‫"رأيا استشاريا قبليا في ممارسة رئيس الجمهورية حق العفو"‪.‬‬

‫غير أنه يستثنى من طلب استشارة المجلس األعلى للقضاء الصالحية المتعلقة بحق رئيس الجمهورية‬
‫في تخفيض العقوبات أو استبدالها المنصوص عليها في المطة ‪ 08‬من المادة ‪ 91‬من الدستور والتي جاءت في‬
‫نفس الفقرة التي تضمنت صالحية رئيس الجمهورية في حق إصدار العفو‪.‬‬

‫كما يستشار المجلس األعلى للقضاء بخصوص وضعية القضاة طبقا لنص المادة ‪ 35‬من القانون‬
‫العضوي رقم ‪ 12-04‬حيث نظم القانون العضوي رقم ‪ 11-04‬في المواد من ‪ 74‬إلى ‪ 83‬وضعية القضاة‬
‫وبين المشرع من خاللها دور المجلس األعلى للقضاء بخصوص وضعية القضاة حيث يتداول المجلس بشأن‬
‫مسألة اإللحاق بناء على طلب القاضي أو بموافقته (القاضي)‪ ،‬غير أن المشرع وضع استثناء يتعلق بموافقة‬
‫وزير العدل على االلحاق في حالة االستعجال‪ ،‬مع إعالم المجلس بهذا االجراء في أول دورة له‪ ،‬وهنا يفقد‬
‫المجلس األعلى للقضاء صالحية التداول في اإلجراء‪ ،‬إال أن هذا االستثناء هو مقرر لمصلحة القاضي‪ ،‬كما أن‬
‫دور المجلس هو دور استشاري يمكن وزير العدل مخالفة الرأي الذي يدلي به المجلس‪ ،‬وعليه فإن الوزير ملزم‬
‫بطلب رأي المجلس قبل اتخاذ القرار وفي حالة االستعجال يطلب رأيه الحقا من خالل اعالمه بالموضوع في‬
‫أول دورة له‪.‬‬

‫‪- 92 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫كما يقرر المجلس األعلى للقضاء االحالة على االستيداع‪ ،‬بناء على طلب القاضي لفترة ال تتجاوز سنة‬
‫(‪ )1‬واحدة‪ ،‬غي ر أن المشرع أحدث استثناء على هذا االختصاص يتعلق بموافقة وزير العدل على إحالة القاضي‬
‫على االستيداع بناء على طلبه في حالة االستعجال‪ ،‬على أن يخطر بذلك المجلس األعلى للقضاء في أول دورة‬
‫له‪ ،‬وهنا يفقد المجلس سلطة التقرير‪ ،‬إال أن هذا االستثناء هو مقرر لمصلحة القاضي‪.‬‬

‫بالرغم من استعمال المشرع في المادة ‪ 83‬من القانون العضوي ‪ 11-04‬مصطلح يقرر المجلس األعلى‬
‫للقضاء االحالة على االستيداع‪ ،‬إال أنه تبقى صالحية استشارية فقط وذلك لكون المادة ‪ 35‬من القانون‬
‫العضوي ‪ 12-04‬والمادة ‪ 13‬من النظام الداخلي للمجلس األعلى للقضاء حددتا دور المجلس بخصوص‬
‫وضعية القضاة بالدور االستشاري‪ ،‬وعليه ال يمكنه إصدار ق اررات نهائية في هذا الخصوص‪.‬‬

‫كما يستشار المجلس األعلى للقضاء أيضا بخصوص المسائل المتعلقة بالتنظيم القضائي وتكوين‬
‫القضاة وإعادة التكوين طبقا لنص المادة ‪ 35‬من القانون العضوي رقم ‪ 12-04‬و اإلشارة إلى صفة القاضي في‬
‫األعمال األدبية أو الفنية طبقا لنص المادة ‪ 13‬من النظام الداخلي للمجلس األعلى للقضاء‪.‬‬

‫الخاتمة‪:‬‬

‫عزز التعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬من الضمانات الممنوحة للقاضي ال سيما المتعلقة بالمجلس األعلى‬
‫للقضاء بما يضمن استقاللية حقيقة للسلطة القضائية إذا أحسن تجسيد هذه الضمانات على أرض الواقع‪ ،‬وذلك‬
‫بالرغم من وجود بعض النقائص التي ال تزال تشكل عقبة أمام تكريس المزيد من االستقاللية للسلطة القضائية‬
‫منها اسناد رئاسة المجلس األعلى للقضاء لرئيس الجمهورية‪ ،‬إذ نرى من الضروري منحها بالتناوب بين الرئيس‬
‫األول للمحكمة العليا ورئيس مجلس الدولة‪ ،‬كما أنه يتعين أن ينص المؤسس الدستوري بشكل صريح على‬
‫الكفاءة القانونية في الشخصيات الستة المعينين من خارج سلك القضاء مثل اختيارهم من اساتذة القانون وذلك‬
‫لدرايتهم بالمسائل القانونية واإلجرائية مع ضرورة التزامهم بالحياد والنزاهة‪.‬‬

‫كما أنه يتعين تعديل القوانين العضوية التي يخضع لها المجلس األعلى للقضاء في أقرب اآلجال‬
‫والمتمثلة في القانون العضوي رقم ‪ 11-04‬المتعلق بالقانون االساسي للقضاء والقانون العضوي رقم ‪12-04‬‬
‫لتصبح مسايرة للتعديل الدستوري لسنة ‪ 2020‬حتى تجد هذه التعديالت تطبيقها على أرض الواقع‪.‬‬

‫يتعين أيضا منح المزيد من الصالحيات الحقيقية للمجلس األعلى للقضاء بعيدا عن تكليفه بدور تقديم‬
‫اآلراء االستشارية غير الملزمة لرئيس الجمهورية‪ ،‬إذ نرى أنه يتعين إشراكه في مسائل العفو وتخفيض العقوبات‬
‫أو استبدالها عن طريق إبداءه للرأي الملزم لرئيس الجمهورية بخصوص هذه المسائل ألنها تدخل في صميم‬
‫عمل السلطة القضائية‪.‬‬

‫‪- 93 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫قائمة المراجع‬

‫‪ – )1‬الكتب‬

‫‪ .1‬أمال إسعدي‪ ،‬بين استقاللية السلطة القضائية واستقالل القضاء‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير فرع الدولة‬
‫والمؤسسات العمومية‪ ،‬كلية الحقوق جامعة الجزائر‪ 1‬بن يوسف بن خدة‪ ،2011 ،‬ص‪.29‬‬
‫‪ .2‬حورية زيالبدي‪ ،‬استقاللية السلطة القضائية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون فرع إدارة ومالية‪ ،‬كلية‬
‫الحقوق جامعة الجزائر‪.2015-2014 ،1‬‬
‫‪ .3‬شفيق شيخي‪ ،‬انعدام االستقالل الوظيفي للقضاة في الجزائر‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‬
‫فرع تحوالت الدولة‪ ،‬كلية الحقوق جامعة مولود معمري تيزي وزو‪.2011-2010 ،‬‬
‫‪ .4‬محمد عبد الفتاح بلهامل‪ ،‬الدور االجتهادي لمجلس الدولة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‬
‫تخصص قانون االدارية العامة‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‪،‬‬
‫‪.2015-2014‬‬

‫‪ - )2‬المقاالت‬

‫‪ .1‬بن ناجي مديحة‪ ،‬ضمانات استقاللية السلطة القضائية في النظام الدستوري الجزائري‪ ،‬مجلة العلوم‬
‫االنسانية‪ ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬المجلد ‪ ،17‬العدد ‪ ،01‬جوان ‪ ،2017‬ص‪.467‬‬
‫‪ .2‬بوغقال فتيحة‪" ،‬تدخل وزير العدل في مؤسسة المجلس األعلى للقضاء وأثره على استقاللية السلطة القضائية‬
‫في الجزائر"‪ ،‬مجلة الحقوق والحريات‪ ،‬مخبر الحقوق والحريات في األنظمة المقارنة جامعة محمد خيضر‬
‫بسكرة‪ ،‬المجلد ‪ ،05‬العدد ‪.2019 ،02‬‬
‫‪ .3‬عباس أمال‪" ،‬المجلس األعلى للقضاء بين الوجود واالحتواء"‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية واالقتصادية‬
‫والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،54‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪.2017‬‬
‫‪ .4‬عزاز هدى‪ ،‬سعيدة عزاز‪" ،‬تنظيم وتسيير المجلس األعلى للقضاء كهيئة تأديبية"‪ ،‬مجلة العلوم االجتماعية‬
‫واالنسانية‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد ‪ ،02‬ديسمبر ‪.2019‬‬
‫‪ .5‬عمروش حليم‪" ،‬قراءة قانونية نقدية في تشكيلة المجلس األعلى للقضاء الجزائري"‪ ،‬دفاتر السياسة والقانون‪،‬‬
‫المجلد ‪ ،10‬العدد ‪ ،19‬جوان ‪.2018‬‬
‫‪ .6‬غريسي جمال‪" ،‬المجلس األعلى للقضاء في الجزائر بين النصوص والواقع"‪ ،‬مجلة العلوم القانونية‬
‫والسياسية‪ ،‬المجلد ‪ ،09‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪.2018‬‬
‫‪ .7‬مزوزي ياسين‪" ،‬دور المجلس االعلى للقضاء في تعزيز استقالل السلطة القضائية"‪ ،‬مجلة الباحث للدراسات‬
‫االكاديمية‪ ،‬المجلد ‪ ،04‬العدد ‪ ،02‬جوان ‪.2017‬‬

‫‪- 94 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬
‫املجلة النقدية للقانون والعلوم السياسية‬
‫المجلد ‪ 15‬العدد ‪ 02‬السنة ‪ 2020‬ص ص‪95-68 :‬‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية – جامعة تيزي وزو‬

‫‪ - )3‬النصوص القانونية‬

‫‪ .1‬مشروع تعديل الدستور منشور بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،251-20‬المؤرخ في ‪ 15‬سبتمبر ‪،2020‬‬
‫المتضمن استدعاء الهيئة االنتخابية لالستفتاء المتعلق بمشروع تعديل الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪،54‬‬
‫صادر بتاريخ ‪ 16‬سبتمبر ‪.2020‬‬
‫‪ .2‬قانون عضوي رقم ‪ ،04-12‬مؤرخ في ‪ 06‬سبتمبر سنة ‪ ،2004‬يتعلق بتشكيل المجلس األعلى للقضاء‬
‫وعمله وصالحياته‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 57‬صادر بتاريخ ‪ 8‬سبتمبر ‪.2004‬‬
‫‪ .3‬قانون عضوي رقم ‪ ،11-04‬مؤرخ في ‪ 06‬سبتمبر سنة ‪ ،2004‬يتضمن القانون األساسي للقضاء‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 57‬صادر بتاريخ ‪ 08‬سبتمبر سنة ‪.2004‬‬
‫‪ .4‬مداولة تتضمن النظام الداخلي للمجلس األعلى للقضاء‪ ،‬المصادق عليه في الدورة العادية الثانية بتاريخ ‪23‬‬
‫ديسمبر ‪ ،2006‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 15‬صادر بتاريخ ‪ 28‬فبراير سنة ‪2007.‬‬

‫‪ - )4‬االجتهاد القضائي‬

‫‪ .1‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 172994‬مؤرخ في ‪ ،1998-07-27‬منشور بمجلة مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،01‬الصادر سنة ‪ ،2002‬ص‪ 83‬وما بعدها‪.‬‬

‫‪ .2‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 182491‬بتاريخ ‪ ،2000-01-17‬منشور بمجلة مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬العدد‬
‫‪ ،01‬الصادر سنة ‪.2002‬‬
‫‪ .3‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 5240‬بتاريخ ‪ ،2002-01-28‬منشور بمجلة مجلس الدولة الجزائري رقم ‪،02‬‬
‫الصادرة سنة ‪.2002‬‬
‫‪ .4‬قرار مجلس الدولة رقم ‪ 011817‬فهرس ‪ 49‬صادر عن الغرفة الثانية بمجلس الدولة‪ ،‬بتاريخ ‪-03-16‬‬
‫‪ 2004‬قضية ( د‪.‬ع‪ .‬و) ضد الرئيس األول للمحكمة العليا بصفته رئيس المجلس التأديبي للمجلس االعلى‬
‫للقضاء ووزير العدل (قرار غير منشور)‪.‬‬
‫‪ .5‬قرار الغرف المجتمعة رقم ‪ ،016886‬مجلة مجلس الدولة الجزائري‪ ،‬العدد ‪ ،09‬الصادرة سنة ‪.2009‬‬

‫‪- 95 -‬‬ ‫املجلس العلى للقضاء في ظل التعديل الدستوري لسنة‪2020‬‬ ‫د‪ .‬أحسن غربي‬

You might also like