You are on page 1of 48

‫مذكرة ماستر‬

‫التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬


‫جامعة البويرة ‪ 2017‬ـ ـ ‪2018‬‬

‫مقدمة‬
‫في ظل التطو العلمي والتكنولوجي الذي ظهر في القرن العشرين أدى بالعالم إلى قرية صغيرة متداخلة فيما‬
‫بينها مما اثر ذالك أيضا على العالقات االقتصادية لتحرير التجارةـ بين الدول وتنوعها فاصبحت متداخلة سواء‬
‫على الصعيد الدولي مما يرتب زيادة المنافسة داخل مختلف األسواق ‪.‬‬

‫من اجل مواكبة هذا التطور االقتصادي باعتباره مطلبا ملحاـ ما أدى بالدول االعتماد على نظام متميز يشجع‬
‫المبادرات الخاصة بممارسة األنشطة االقتصادية وهو مايعرف بنظام اقتصاد السوق القائم أساسا على حرية‬
‫المنافسة التي تتوافق مع مايتطلبه هذا النظام وذلك ألنه يعتبر الوسيلة التي تؤدي إلى التفوق في مجاالت‬
‫األعمال واألنشطة االقتصادية الحترافه وممارسة أنشطتهم لكن في إطار قانوني محكم من اجل ضبط هذه‬
‫الممارسات التي تضمن عدم اإلخالل بحرية المنافسة حيث كان النظام األمريكي هو أول من قام بمحاربتها‬
‫‪1‬‬
‫بموجب قانون " شيرمان المضاد لالحتكارات " لسنة ‪1896‬‬

‫هذا ماأدى بدول كثيرة إلى انتهاج هذا النظام واالنفتاح نحو اقتصاد السوق خاصة الدول النامية من بينها‬
‫الجزائر التي انتهجت هذا النظام وانتقلت من االقتصاد المسير إلى االقتصاد الحر وذلك بعد األزمة االقتصادية‬
‫المسير إلى االقتصاد الحر وذلك بعد األزمة االقتصادية التي تعرضت لها جراء انهيار أسعار المحروقات في‬
‫سنة ‪ 1986‬والذي انعكس سلبا على االقتصاد الوطني وأدى إلى ارتفاع نسبة المديونية الذي دفع الدولة للتخلي‬
‫عن النظام االشتراكي والتحول الى النظام الليبرالي‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫تم تكريس النظام الليبرالي بموجب الدستور‪ 1989‬بنص في المادة ‪ 49‬منه ‹‹ على مبدأ الملكية الخاصة »‬
‫ثم توالت بعد ذلك اإلصالحات اقتصادية بصدور نصوص قانونية تكرس هذا التوجه ففي سنة‪ 1989‬قانون‬
‫اهتم بالمنافسة وهو قانون ‪ 12-89‬المتعلق‬

‫شرواط حسين‪،‬شرح قانون المنافسة ‪،‬دار الهدى‪ ،‬الجزائر‪،‬سنة‪ ، 2012‬ص‪14‬‬ ‫‪1‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 12-89‬مؤرخ في ‪ 28‬فيفري ‪ ،1989‬يتعلق بنشر نصتعديل الدستور الموافق عليه في االستفتاء ‪ 23‬فيفري ‪،‬‬ ‫‪2‬‬

‫الجريدة الرسمية ‪ 09‬مؤرخ في ‪ 01‬مارس ‪.1989‬‬


‫باألسعار ‪ 1‬والتي وردت فيه بعض القواعد المتعلقة بالمنافسة وتم بموجبه حضر بعض الممارسات المخلة‬
‫بالمنافسة كا النفاقات المحظورة والتعسف في وضعية الهيمنة ثم صدر بعده قانون رقم ‪2 06-95‬المتعلق‬
‫بالمنافسة الذي ألغى قانون األسعار رقم ‪.12-89‬‬

‫وفي سنة ‪ 1996‬تم صدور دستور ‪ 1996‬أين تم االعتراف ‹‹ بان حرية التجارة والصناعة مضمونة‬
‫وتمارس فيإطار القانون »‪ ،3‬وذلك بموجب المادة ‪ 37‬منه تماشيا ومنطق المنافسة الحرة ‪ ،‬وهو ماأشار إليه‬
‫سابقا التشريعي رقم ‪ 4 12-93‬المتعلق باالستثمارات في المادة ‪ 3‬منه ‹‹تنجز االستثمارات بكل حرية مع‬
‫مراعاة التشريع والتنظيم المتعلقين باألنشطة المقننة »‪.‬‬

‫إال أن األمر رقم ‪ 06-95‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،5‬تم إلغائه بموجب األمر ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة المعدل‬
‫والمتمم ‪ ،‬حيث أدخلت تعديالت عليه بسبب وجود نقائص وشوائب وإ ضافة بعض األحكام الجديدة لبعض‬
‫القواعد التي ينبغي علىاألعوان االقتصاديين احترامها‬

‫قانون رقم ‪ 12- 89‬مؤرخ في ‪ 05‬ماي ‪ ، 1989‬يتعلق باألسعار ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪، 29‬مؤرخ بتاريخ ‪ 19‬جويلية‬ ‫‪1‬‬

‫‪(1988‬ملغي)‪.‬‬
‫امر رقم ‪ 06 – 95‬مؤرخ في ‪ 25‬يناير ‪ ، 1995‬يتعلق بالمنافسة ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ، 09‬مؤرخ في ‪ 22‬فيفري ‪( 1995‬ملغي)‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 438-96‬مؤرخ في ‪ 07‬ديسمبر ‪ 1996‬يتعلق بإصدار نص الدستور الجريدة الرسمية عدد ‪ 76‬مؤرخ في ‪8‬‬ ‫‪3‬‬

‫ديســمبر ‪ 1996‬معــدل بالقــانون رقم ‪ 03-02‬المــؤرخ في ‪10‬أفريــل ‪ 2002‬الجريــدة الرســمية عــدد‪ 25‬مــؤرخ في ‪ 14‬أفريــل ‪ 2002‬المعــدل‬
‫بم ــوجب الق ــانون رقم ‪ 19-08‬الم ــؤرخ في ‪ 15‬نوفم ــبر ‪ 2008‬الجري ــدة الرس ــمية عع ــد ‪ 63‬م ــؤرخ في ‪ 16‬نوفم ــبر ‪ 2008‬المع ــدل والمتمم‬
‫بموجب القانون رقم ‪ 01-16‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس ‪ 2016‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 14‬مؤرخ في ‪ 07‬مارس ‪.2016‬‬
‫مرسوم التشريعي رقم ‪ 12-93‬مؤرخ في ‪ 05‬أكتوبر ‪ 1993‬يتعلق بترقية االستثمار جريدة رسمية عدد ‪ 64‬مؤرخ في أكتوبر ‪1993‬‬ ‫‪4‬‬

‫أمر رقم ‪ 03-03‬مؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬يتعلق بالمنافسة الجريدة الرسمية عدد ‪ 25‬مؤرخ بتاريخ ‪ 20‬يوليو ‪ 2003‬المعدل والمتتم‬ ‫‪5‬‬

‫بمــوجب القــانون ‪ 12-08‬المــؤرخ في ‪ 25‬جــوان ‪ 2008‬الجريــدة الرســمية عــدد ‪ 36‬مــؤرخ في ‪ 2‬جويليــة ‪ 2008‬المعــدل والمتمم بالقــانون‬
‫رقم ‪ 05-10‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 46‬مؤرخ في ‪ 18‬أوت ‪2010‬‬
‫ما اجل تفادي مختلف أنواع الممارسات المقيدة للمنافسة كالتعسف في وضعية الهيمنة التي هي موضوع‬
‫دراستنا المنصوص عليها في المادة ‪ 14‬من األمر رقم ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة ‹‹ تعتبر الممارسات‬
‫المنصوص عليها في المواد ‪ 06‬و‪ 07‬و‪ 10‬و ‪ 11‬و ‪ 12‬أعاله ممارسات‪ 5‬مقيدة للمنافسة »‪.‬‬

‫حيث خصها بأحكام قانونية متميزة وذلك من اجل حماية المنافسة الحرة خاصة المؤسسات المتوسطة‬
‫والصغيرة وأيضا حمايتها من كل قيد وعدم عرقلتها أو اإلخالل بها فالمشروع الجزائري ضبط وضعية‬
‫االستغالل التعسف لوضعية الهيمنة من خالل تجريمه وحضره في المادة ‪ 07‬من األمر رقم ‪ 03-03‬المتعلق‬
‫بالمنافسة ‹‹ يحضر كل تعسف ناتج عن وضعية هيمنة على السوق أو احتكار لها وعلى جزء منها »‪.‬‬

‫فالتعسف يعد من األشكال التي تمس المجال االقتصادي وحرية المنافسة بين المتعاملين االقتصاديين في السوق‬
‫واالنعكاسات السلبية التي تنجر عنها‪.1‬‬

‫تتجلى أهمية الموضوع في إبراز وتوضيح جهود المشروع الجزائري في تنظيم مجال المنافسة ومراقبة‬
‫السوق وذلك من خالل قمع الممارساتـ المقيدة للمنافسة من بينها التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية قصد‬
‫تعزيز حرية المنافسة في السوق عن طريق اتخاذ إجراءات قانونية من شأنها العمل على ترقية السوق وتفعيل‬
‫النشاط االقتصادي وإ تاحة للمستهلك أكثر من خيار ‪.‬‬

‫وتتجلى أسباب دراسة هذا الموضوع في الميول الشخصي بالقضايا االقتصادي والتي لها دور فعال في‬
‫الحياة اليومية والرغبة في دراسة كل جوانب المتعلق بالعسف في وضعية الهيمنة من خالل األمر رقم ‪-03‬‬
‫‪ 03‬المتعلق بالمنافسة والتعديالت التي طرأت على األمر رقم ‪ 12-08‬مؤرخ في ‪ 25‬جوان ‪ 2008‬المتعلق‬
‫بالمنافسة واألمر رقم ‪ 05-10‬مؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ 2010‬المتعلق بالمنافسة ‪ .‬أما األسباب الموضوعية تتمثل‬
‫في كونه مادة خام تحتوي‬

‫على عدة أوجه تحتاج للبحث والنقاش وذلك الن التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية تعتبر من أهم أسباب‬
‫نجاعة النظومة التشريعية والرقي بالمنافسة واالقتصاد الوطني ‪.‬‬

‫سلمى كحال ‪،‬مجلس المنافسة وضبط النشاط االقتصادي ‪ ،‬مذكرة ماجيستير في العلوم القانونية ‪ ،‬فرع قانون األعمال ‪ ،‬جامعة‬ ‫‪1‬‬

‫محمد بوقرة بومرداس ‪ 209‬ص‪.‬ص ‪. 03 -02‬‬


‫ولعل أهم ما يدفعنا للنقاش حول هذا الموضوع هو كون أن التعسف في وضعية الهيمنة على السوق أثارت‬
‫العديد من اإلشكاالت نظرا للدور الفعال الذي يقوم به مجلس المنافسة في االستقرارـ االقتصادي وهذا ما يدعنا‬
‫لطرح اإلشكالية التالية ‪:‬‬

‫ماهي االليات القانونية‪ 5‬ال‪5‬تي وض‪5‬عها المش‪5‬روع الجزائ‪5‬ري لض‪5‬بط التعس‪5‬ف في وض‪5‬عية الهيمن‪55‬ة على‬ ‫‪-‬‬
‫السوق‬
‫ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة تم تقسيم هذا البحث إلى فصلين حيث خصص ( الفصل األول) القواعد‬
‫القانونية المتعلقة بالتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية وهو يحتوي على مبحثين حيث تتضمن وجود‬
‫وضعية الهيمنة االقتصادية ( المبحث األول )‪ ،‬االستخدام التعسفي لوضعية الهيمنة االقتصادية‬
‫( المبحث الثاني )‪،‬أما( الفصل الثاني) فهو معنون تحت إطار إجراءت قمع التعسف في وضعية الهيمنة‬
‫االقتصادية بحيث يشمل مبحثين يدرسان تحريك المتابعة اإلدارية ( المبحث األول )‪ ،‬ومن جهة أخرى‬
‫الفصل في القضايا المتعلقة بالتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية ( المبحث الثاني) ‪.‬‬
‫من اجل دراسة هذا الموضوع اتبعنا المنهج التحليلي والوصفي حسب متطلبات البحث وذلك من خالل‬
‫تحليلنا للنصوص القانونية المتعلق بالتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية ‪.‬‬
‫الفصل األول‬

‫اإلطارالعام للتعسف‬

‫في وضعية الهيمنة‬

‫االقتصادية‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬


‫يسعى قانون المنافسة لتنظيم الممارساتـ والعمليات التجارية في السوق فهو يرمي لتطوير النظامـ االقتصادي وتحسين‬
‫اإلنتاج وتنوعه بغية تلبية حاجيات المتعاملين في السوق تحد من دخول منافسين جدد في السوق ‪ ،‬مما يعود بالضرر‬
‫على مجموع النشاط االقتصادي والمنافسين والمستهلكين على سواء ومن بين هذه الممارساتـ المحظورة هي التعسف‬
‫في وضعية الهيمنة االقتصادية المذكورة في المادة ‪ 07‬من األمر رقم ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة التي تنص أنه ‪‹‹ :‬‬
‫يحظر كل تعسف ناتج عن وضعية الهيمنة على السوق أو احتكار لها أو جزء منها ‪.»...‬‬

‫إذ يجب على العون االقتصادي أن يتواجد في مركز قوة يحتكر النشاط االقتصادي في السوق فيصبح‬
‫مهيمنا( المبحث األول ) ‪.‬وال تكون وضعية الهيمنة ممارسة مقيدة للمنافسة إال إذا تم استغاللها تعسفيا من‬
‫طرف المؤسسة المهيمنة ( المبحث الثاني) ‪.‬‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬


‫المبحث األول‬

‫وجود وضعية الهمينة‪5‬‬

‫حصول المؤسسة على مركز قوي في السوق هو أمر غير ممنوع في حد ذاته وال يعاقب عليه القانون‪ ،‬وإ نما‬
‫التعسف في استعمال تلك القوة هو المحظور خاصة عندما يؤدي لإلخالل بالمنافسة والحد منها ‪ ،‬ولمعرفة ما‬
‫إذا كانت المؤسسة االقتصادية في وضعية هيمنة أو ال ‪،‬فالبد من توضيح فكرة وضعية الهيمنة االقتصادية‬
‫(المطلب األول)‪ ،‬وكذا تواجد المؤسسة في وضعية الهيمنة على السوق(المطلب الثاني) ‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫مفهوم وضعية الهيمنة‬

‫تعتبر الهيمنة احتكار للسوق من قبل عون اقتصادي معين وهذا التصرف جائز قانونا وفقا لما حدده قانون‬
‫المنافسة وهو مايستدعي تعريف وتحديد أنواع الهيمنة)الفرع األول (‪ ،‬ثم التمييز عن ما يشابهها من مفاهيم‬

‫( الفرع الثاني)وتحديد مجاالت تطبيقها ( الفرع الثالث)‬

‫الفرع األول‬

‫تعريف وضعية الهيمنة االقتصادية‬

‫لتعريف وضعية الهيمنة ارتأينا إلى انه يجب اإلشارة إلى كل من التعريف الفقهي(أوال)ثم التعريف‬
‫التشريعي(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪:‬التعريف الفقهي‬

‫قدم الفقه تعريفين لوضعية الهيمنة ‪ ،‬فا ألول كالسيكي ينطلق من واقع معين للسوق ويعتبر وضعية الهيمنة‬
‫بمثابة مؤشر لغياب المنافسة عن هذه السوق ‪ ،‬أما الثاني فهو ديناميكي والذي اليحيل إلى السوق وإ نما يحدد‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫وضعية الهيمنة كونها سلطة اقتصادية أو قدرة على التصرف‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫إحدادن سهيلة ‪،‬إخناش ثيزيري ‪ ،‬التعسف في قانون المنافسة ‪،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في الحقوق ن فرع قانون أعمال‬ ‫‪1‬‬

‫جامعة عبد الرحمان ميرة ‪،‬بجاية ‪،2017،‬ص ‪.8‬‬


‫ثانيا ‪:‬التعريف التشريعي‬

‫لم يعرف المشرع الجزائري وضعية الهيمنة في قانون رقم ‪ 06-95‬المتعلق بالمنافسة (الملغى)‪،‬وبصدور‬
‫األمر رقم ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة وهو االخر لم يتعرض لتعريف وضعية الهيمنة إال بعد تعديله بموجب‬
‫المادة ‪ 03‬على النحو التالي ‪ ‹‹ :‬هي الوضعية التي تمكن مؤسسة ما من الحصول على مركز قوة إقتصادية‬
‫في السوق المعني من شأنها عرقلة قيام منافسة فعلية فيه ‪ ،‬وتعطيها إمكانية القيام بتصرفات منفردة إلى حد‬
‫معتبر إزاء منافسيها أو ممونيها »‪.‬‬

‫وباستقرار هذه المادة يتضح لنا وضعية الهيمنة هو تواجد مؤسسة في موضع يسمح بأن تلعب دورا رئيسيا في‬
‫سوق ما للسلع والخدمات دون أن تسمح بأن تلعب دورا رئيسيا في سوق ما للسلع والخدمات دونأن تسمح‬
‫لمنافسيها بالتمتع في حصة من السوق أو زبائنها أو أي شخص اخر متواجد في السوق بحيث تعتبر هذه‬
‫المؤسسة االقتصاديةالمتواجدة في وضعية الهيمنة مركز قوة مسيطرة على السوق التي تعطي لها أو العون‬
‫االقتصادي القدرة الكافية على التصدي للمنافسة الفعلية أذ تمكنه من توخي سلوك مستقل إزاء منافسيه يجعله‬
‫اليتأثر بإستراتيجيتهم‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫تمييز وضعية الهيمنة عن مايشابهها من مفاهيم أخرى‬

‫بالرجوع إلى نص المادة ‪ 07‬من األمر رقم ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم والتي نصت على مايلي‬
‫‪:‬‬

‫‹‹ يحظر كل تعسف ناتج عن وضعية الهيمنة على السوق أو احتكار لها أو جزء منها »‪،‬وهناك عدة مفاهيم‬
‫تتشابه مع الهيمنة في السوق لذلك يجب تمييز بينها وبين االحتكار( أوال)‪ ،‬واحتكار القلة (ثاني)‪ ،‬االتفاقيات‬
‫المحظورةـ ( ثالثا )‪،‬التجمعات االقتصادية ( رابعا )‪.‬‬

‫بن براهيم مليكة ‪ ،‬القيود الواردة على مبدأ المنافسةفي التشريع الجزائري ‪ ،‬مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة ماستر أكاديمي في‬ ‫‪1‬‬

‫الحقوق ‪،‬تخصص قانون األعمال ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ‪،‬ورقلة‪،2013،‬ص ‪.19‬‬


‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال ‪:‬االحتكار و وضعية الهيمنة‪5‬‬

‫يقصد باالحتكار باللغة اليونانية ‪monos polien‬أي بائع واحد أي االحتكار يعني به وجود بائع واحد مسيطر‬
‫على سوق منتوج معين‪ ،‬بحيث ينفرد بإنتاجه أو بيعه وال يوجد له بديل في هذه السوق ‪.‬‬

‫وعليه يكمن وجه الشبه بين المصطلحين هو وجود مؤسسة واحدة في السوق ال يوجد لها منافسين‬
‫حاليين أو متوقعين‪.1‬‬

‫ثانيا ‪:‬احتكارالقلة و وضعية الهيمنة‪5‬‬

‫أن احتكار القلة هو وجود عدد قليل من البائعين يبيعون سلعا متجانسة قريبا لبعضها البعض أي بائع يعتبر‬
‫على أنه محتكر للسلعة تسمح له بتحديد سعر السلعة التي يبيعها والتي يجب أن يأخذ في حسابه ردة فعل‬
‫االخرين فيما يتعلق بالسعر‪.‬‬

‫وخالف ذلك في حالةـ وضعية الهيمنة الفردية حيث توجد مؤسسة واحدة لها القدرة في تحديد األسعار والحجم‬
‫المعروض دون أن تعتبر أي اعتبار لما يقررونه المنافسين االخرين فوضعية الهيمنة في السوق تثبت لمؤسسة‬
‫واحدة في حين في حالةـ احتكار القلة تثبت الهيمنة لعدد محدود من المؤسسات اليمكنها االنفراد بقرراتها دون‬
‫أن تراعي ردود أفعال المنافسين اآلخرين ‪،‬أما في حالة الهيمنة الجماعية ينظر إلى المؤسسات التي في حالة‬
‫وضعية هيمنة اقتصادية كمجموعة وليس إلى كل مؤسسة منها على حدا ‪ ،‬فتثبت الهيمنة على كل المؤسسات‬
‫المجتمعة فوضعية الهيمنة الجماعية تقترب كثيرا من احتكار القلة ‪.‬‬

‫وقد قضت محكمة العدل للمجموعات األوربية في قرارها المتعلق بالشركة البحرية البلجيكية في المادة ‪ 82‬من‬
‫االتفاقية بأن ‪ ‹‹ :‬وضعية الهيمنة يمكن أن يجوز عليها كيانين اقتصاديين مستقلين قانونا عن بعضهما‬
‫البعض شريطة ذلك من الناحية االقتصادية أن تتقدم‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫قوسم غالية ‪ ،‬التعسف في وضعية الهيمنةـ في القانون الجزائري على ضوء القانون الفرنسي ‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في‬ ‫‪1‬‬

‫العلومتخصص قانون ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪ ،2016،‬ص‪.45‬‬
‫‪1‬‬
‫أو تنصرف معا إلى السوق المتميز ككيان جماعي ‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬وضعيةالهيمنة‪ 5‬واالتفاقيات المحظورة‬

‫تعتبر وضعية الهيمنة أحادية الطرف محتكرة من طرف عون اقتصادي واحد يستغل موقعه االقتصادي في‬
‫السوق بغية تقيد وإ زاحة منافسيه ‪ ،‬أما االتفاقات المحظورة هي ممارسة ثنائية ومتعددة األطراف ‪،‬إال أن هناك‬
‫تشابه يجمع بين هاتين الممارستين في كونهما يشكالن مجموعات مستقلة في السوق ‪ ،‬وهذا ما يأخذ به التشريع‬
‫الفرنسي وتكون هذه المجموعات المستقلة في حالة تواجد مؤسستان أو أكثر تعمالن في سوق واحدة وتوجد‬
‫بينهما عالقة مبينة على إستراتيجية منظمة لهما في مواجهة العمالء والمنافسين‪.2‬‬

‫رابعا ‪:‬وضعية الهيمنة والتجمعات االقتصادية‬

‫اليمنع قانون المنافسة التجميعات االقتصادية مثلما يمنع الممارسات المنافية للمنافسة الحرة بل يعتبر تمركز‬
‫اقتصادي يرمي إلى التحكم في جزء من السوق الوطنية يجب الحصول على اعتماد مسبق من قبل مجلس‬
‫المنافسة وعليه يكمن االختالف بينه وبين وضعية الهيمنة في أن التجميع االقتصادي قد يؤدي إلى تقييد‬
‫المنافسة وعرقلة السوق مستقبال لذا اخضع للرقابة بغض النظر عن ارتكاب أطرافه لتصرف وفقا ألحكام‬
‫المادة ‪ 07‬من قانون المنافسة إالفيحالة إثبات استغاللها واستخدامها بشكلتعسفي فتصبح محظورةـ ويعاقب على‬
‫‪3‬‬
‫ارتكابها‬

‫الفرع الثالث‬

‫تحديد نطاق تطبيق القواعد القانونية المتعلقة بوضعية الهيمنة‬

‫نصت المادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 12-08‬المتعلقة بالمنافسة على مجاالت تطبيق األحكام المتعلقة بوضعية‬
‫الهيمنة على السوق النحو التالي ‪ ‹‹:‬تطبيق أحكام هذا األمر على‪:‬‬

‫قوسم غالية ‪ ،‬المرجع السابق ص‪،‬ص‪28-27‬‬ ‫‪1‬‬

‫إحدادن سهيلة ‪،‬إخناش ثيزيري ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪10‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪10‬‬ ‫‪3‬‬


‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات بما فيها االستيراد وتلك التي يقوم بها األشخاص المعنويون‬ ‫‪-‬‬
‫العموميون والجمعيات واالتحاديات المهنية أيا كان قانونها األساسي وشكلها أو موضوعها ‪.‬‬
‫الصفاقات العمومية ابتداء من اإلعالن على المناقصة إلى غاية المنح النهائي للصفقة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫غير انه يجب إن ال يعيق تطبيق هذه‪ 5‬األحكام أداء مهام المرفق العام أو ممارسة صالحيات السلطة‬
‫العمومية» ‪.‬‬

‫ومن خالل هذه المادة نستنتج انه يتم تطبيق األحكام المتعلقة بوضعية الهيمنة من حيث نشاط المؤسسة (أوال )‬

‫ومن ثم تطبيفها من حيث األشخاص بها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪:‬تطبيق القواعد من حيث نشاطات المؤسسة‬

‫يعرف أنه كل نشاط يتمثل في عرض أموال وخدمات في السوق المعني يهدف إلى تحقيق الربح عن‬
‫طريق إجراء مبادالت اقتصادية ‪ ،‬ولقد عرف المشرع الجزائري المؤسسة في المادة ‪ 03‬من األمر رقم ‪-03‬‬
‫‪ 03‬المتعلق بالمنافسة على انها ‪ ‹‹ :‬كل شخص طبيعي أو معنوي أيا كانت طبيعته يمارس بصفة دائمة‬
‫نشاطات اإلنتاج أو توزيع الخدمات واالستيراد »‪،‬فالمؤسسسة قد تكون شخصا عاما أو خاصاـ تمارس األنشطة‬
‫االقتصادية بصفة دائمة‪.1‬وتقوم بعرض منتوجاتها وخدماتها في السوق ‪ .‬وتتمحور نشاطات المؤسسة‬
‫االقتصادية في اإلنتاج ‪ ،‬التوزيع الخدمات ‪ ،‬االستيراد‪.‬‬

‫االنتـاج ‪ :‬يعتبر نشاطا صناعيا يتمثل في صناعيا يتمثل في صنعالمنتوج وتنظيمه وتحويله ويمتد إلى‬ ‫‪-1‬‬
‫عمليات أخرى تتمثل في تقديم المنتوج في شكله الطبيعي كصيد األسماك‪ .2‬وهذا مانصت عليه المادة ‪03‬‬
‫فقرة ‪ 09‬من القانون رقم ‪ 03-09‬المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش كمايلي ‪ ... ‹‹ :‬االنتاج‪ ،‬العمليات‬
‫التي تتمثل في ترية المواشي وجمع المحصول والجني والصيد البحري‬

‫قوسم غالية ‪ ،‬المرجع السابق ص‪،‬ص‪37-36‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه ص ‪.40‬‬ ‫‪2‬‬


‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫والذبح والمعالجة والتصنيع والتحويل والتركيب وتوضيب المنتوج ‪ ،‬بما في ذلك تخزينه أثناء مرحلة‬
‫‪1‬‬
‫تصنيعه وهذا قبل تسويقه األول »‬

‫باإلضافة إلى هذه النشاطات تندرج أيضا العمليات العقاريةـ في حيز المنافسة إذا كان الممارسـ مؤسسة تخضع‬
‫لقواعد المنافسة إذا كان الممارسـ مؤسسة تخضع لقواعد المنافسة وهذا ما ينطبق على الوكاالت العقارية ‪.‬‬

‫التوزيع‪ :‬هو مجموعة األنشطة المتعلقة بحركة وانتقال السلع والخدمات من أماكن اإلنتاج إلى أماكن‬ ‫‪-2‬‬
‫االستهالك مع مراعاة الوقت والمكان المناسب ولم يشترط المشرع مصدر إنتاج السلعة ‪ ،‬فسواء كانت‬
‫سلعة محلية وطنية أو سلعة مستوردة إنما اشترط أن تباع السلع على حالها ال تحول داخل البالد كاستيراد‬
‫المواد األولية التي تستعمل في عملية اإلنتاج الصناعي واشترط كذلك أن تباع السلع المستوردة داخل‬
‫الوطن أي في السوق المحلية وسواء كانت المؤسسة وطنية أم أجنبية ألن مايعرقل حركة السلع هو‬
‫المنافسة داخل السوق الوطنية‪.2‬‬
‫الخدمات ‪ :‬تتمثل الخدمة في كل عمل مقدم ‪ ،‬غير تسليم السلعة حتى ولو كان هذا التسليم تابعا أو مدعما‬ ‫‪-3‬‬
‫للخدمة المقدمة ومن أمثلة الخدمات (التنظيف ‪،‬التصليح ‪،‬الترميم‪ )...‬وال يدخل تسليم المنتوجات في مفهوم‬
‫الخدمة ألنه التزام يترتب على عاتق المنتج أو البائع ‪،‬كما تخضع كافة األنشطة االقتصادية لقانون المنافسة‬
‫وبما فيها أصحاب المهن الحرة‪.‬ـ‬
‫االستيراد‪ :‬هو إدخال بضاعة إلى البالد عن طريق البر أو البحر أو الجو وينبغي على المتعاملين في هذا‬ ‫‪-4‬‬
‫المجال أن يقدموا إقرار عن هذه السلع عند دخولها وتنجز عمليات استيراد البضائع بحرية دون اإلخالل‬
‫‪3‬‬
‫بالقواعد المتعلقة باالداب العامة والنظام العام ‪ ،‬البيئة‬

‫قانون رقم ‪ 03-09‬مؤرخ في ‪ 25‬فبراير ‪، 2009‬يتعلق بحماية المستهللك وقمع الغش‪،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،15‬مؤرخ في ‪ 08‬مارس‬ ‫‪1‬‬

‫‪،2009‬المعدل والمتتم بالقانون رقم ‪ 09-18‬المؤرخ في ‪10‬جويلية ‪ ، 2018‬الجريدة الرسمية عدد ‪، 35‬مؤرخ في ‪ 13‬جويلية ‪.2018‬‬
‫قوسم غالية ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪41‬‬ ‫‪2‬‬

‫المرجع نفسه ‪،‬ص‪.‬ص‪.43-42‬‬ ‫‪3‬‬


‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانيا ‪ :‬تطبيق القواعد القانوني من حيث األشخاص‬

‫بعداالستشارةـ إلى النشاطاتـ التي تخضع لوضعية الهيمنة االقتصاديةوالتي يشترط فيها أن تكون نشاطا‬
‫اقتصاديا وعلى هذا األساس يستلزم بنا تحديد األشخاص المخاطبين بتلك القواعد حسب نشاطا اقتصاديا وعلى‬
‫هذا األساس يستلزم بنا تحديد المخاطبين بتلك القواعد حسب نشاطا اقتصاديا وعلى هذا األساس يستلزم بنا‬
‫تحديد األشخاص المخاطبين بتلك القواعد حسب نصت عليه المادة ‪ 2‬فقرةـ ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 12-08‬المتعلق‬
‫بالمنافسة على أنه ‪‹‹ :‬تطبيق احكام هذا األمر على نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات‪ 5‬بما فيها االستيراد‬
‫وتلك التي تقوم بها األشخاص المعنويون والجمعيات واالتحادية المهنية ‪ ،‬أيا كان قانونها األساسي وشكلها‬
‫أو موضوعها»‪.‬‬

‫فقانون المنافسة يرمي إلى تطبيق األحكام المتعلقة بوضعية الهيمنة سواء على أشخاص القانون العام أو‬
‫أشخاص القانون العام أو أشخاص القانون الخاص وذلك دون تمييز بينهم ‪.‬‬

‫أشخاص القانون الخاص ‪ :‬إن أشخاص القانون الخـاص يمثلـون إمـا أشـخاص طبيعـيين قـد يكونـون تجـارا أو‬ ‫‪-1‬‬
‫من منتجين أو حرف ــيين ‪ ،‬وأم ــا أش ــخاص معن ــويين كالجمعي ــات والش ــركات التجاري ــة وه ــذا حس ــب م ــاورد في‬
‫المادة ‪ 02‬من قانون رقم ‪ 12-08‬المتعلق بالمنافسة سالفة الذكر‪.‬‬

‫يعد التاجرـ كل شخص يقوم باألعمال التجارية ويتخذها مهنة معتادة له سواء كان شخص طبيعي أو معنوي‬
‫‪،‬أما بالنسبة للشركات فقد عرفها المشرع الجزائري في ‪ 116‬من القانون المدني بأنها عقد يتم بين شخصين‬
‫أو أكثر بحيث يجب إن تتوفر في هذا العقد أركان موضوعية عامة تتمثل في الرضا المحل والسبب‬
‫وأركان موضوعية خاصة تتمثل تعدد الشركاء تقسيم الحصص كاقتسام األرباح والخسائر ‪،‬وهذا إضافة إلى‬
‫توفر أركان شكلية متمثل في الكتابة الرسمية وكذا الشهر ‪.‬‬

‫كما نص المشرع الجزائري بموجب القانون رقم ‪ 12-08:‬المتعلق بالمنافسة صراحة على اعتبار الجمعية‬
‫من بين األشخاص الذين يطبق عليهم قانون المنافسة ‪،‬ذلك أن بعض الجمعيات قيامها ببعض النطات‬
‫االقتصادية يجعلها في دور المنافس ألعوان االقتصاديين‬
‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫الذين ينشوطون في نفس المجال خاصة إذا كان نشاطها واسعا بحيث يؤثر على السوق‪.1‬‬

‫عرفت المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 06-02‬المتعلق بالجمعيات على أنه ‪‹‹:‬تعتبرالجمعية في مفهوم هذا‬
‫القانون تجمع أشخاص طبيعيين أو معنويين على أساس تعاقدي من أجل ترقية األنشطة وتشجيعها‪،‬‬
‫السيمافي المجال المهني واالجتماعي والعلمي والديني والتربوي والنقابي والرياضي والبيئي‪5‬‬
‫‪2‬‬
‫واإلنساني »‪.‬‬

‫‪ – 2‬أشخاص القانون العام ‪ :‬يتمثلون في األشخاص المعنوية للدولة وهم الوالية ‪،‬البلدية والمؤسسات‬
‫العمومية ذات الطابع اإلداري فهي تقوم بتقديم خدمة عامة من دون تعرضها ألي منافسة لهذا هي ليست بحاجةـ‬
‫ليطبق عليها قانون المنافسة ‪،‬واستثناء لهذه القاعدة فهناك بعض أشخاص القانون العام يخضعون صراحة‬
‫ألحكام قانون المنافسة وهذا ما نصت المادة ‪ 02‬من القانونرقم ‪ 12-08‬المتعلق بالمنافسة على أن‪‹‹:‬الصفقات‬
‫العمومية ابتداء من اإلعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النهائي للصفقة »‪،‬وهذا مايدل على التوجه‬
‫الليبرالي الذي تسعى له الحكومة الجزائرية بحيث ال يطبق قانون المنافسة إال على األشخاص العمومية التي‬
‫تقوم نشاطات اإلنتاج ‪،‬التوزيع ‪ ،‬الخدمات ‪،‬االستيراد أي المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي‬
‫والتجاري ‪،‬بحيث انه كلما مارست الدولة أو احد أجهزتها وضيفة اقتصادية من طبيعة نفسها كتلك التي يمكن‬
‫للشخص الخاص أن يضمنها أو أن تدخل في السوق كعارضة للسلع والخدمات ‪.‬‬

‫كما اعتبر المشرع الجزائري الصفقاتـ العمومية من األشخاص التي تخضعلقانون المنافسة بداء منإعالمها‬
‫‪3‬‬
‫إلى غاية المنح النهائي للصفقة‪.‬‬

‫حماش سيلية ‪" ،‬الظوابط القانونية للمنافسة في التشريع الجزائري "‪ ،‬مجلة الدفاتر السياسية والقانون ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬ ‫‪1‬‬

‫السياسية ‪،‬العدد ‪، 15‬جامعة طاهري محمد ‪،‬بشار ‪، 2016،‬ص‪.‬ص ‪.413-412‬‬


‫قانون رقم ‪ 06 -12‬جامعة طاهري محمد ‪،‬بشار ‪، 2012،‬يتعلق بالجمعيات ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪، 02‬مؤرخ في ‪ 15‬جانفي ‪.2012‬‬ ‫‪2‬‬

‫قادير فاطمة الزهراء ‪،‬التعسف باستعمال الهيمنة االقتصادية في السوق في القانون الجزائري ‪،‬مذكرة تخرج للحصول على شهادة‬ ‫‪3‬‬

‫الماستر في الحقوق ‪،‬تخصص قانون األعمال ‪،‬جامعة محمد خيضر ‪،‬الوادي ‪ 2016،‬ص‪. 13‬‬
‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫حيث عرفت المادة ‪ 02‬من قانون الصفقاتـ العمومية رقم ‪ 1 247-15‬على أن ‪‹‹ :‬الصفقات العمومية عقود‬
‫مكتوبة في مفهوم التشريع‪ 5‬المعمول به ‪ ،‬تبرم بمقابل مع متعاملين اقتصاديين وفق الشروط‬
‫المنصوص عليها في هذا المرسوم ‪ ،‬لتلبية حاجات المصلحة المتعاقدة في مجال األشغال واللوازم‬
‫والخدمات والدراسات»‪.‬‬

‫الفرع الرابع‬
‫أشكال حيازة وضعية الهيمنة‬

‫الحيازة هي تمركز القوة االقتصادية في يد مؤسسة واحدة في السوق (أوال) ‪،‬وإ ما أن تكون هذه الحيازةـ ذات‬
‫مركز قوة جماعية بحوزة مؤسستين أو أكثر في السوق المعني (ثانيا) ‪.‬‬

‫أوال ‪:‬الحيازة الفردية لوضعية الهيمنة‬

‫تكون هذه الهيمنة فردية عندما تكون مؤسسة واحدة ذات مركز مسيطر وقوي في السوق منفردة في مواجهات‬
‫التصرفات واتخاذ القرارات ‪،‬كما أيضا قد تنتج وضعية الهيمنة عند اندماج مؤسستين حسب مفهوم المادة ‪17‬‬
‫من األمر رقم ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬الحيازة لوضعية الهيمنة‪5‬‬

‫يقصد بها ممارسة مجموعة من المؤسسات اتفاقات رسمية بفضل وجود التناسق والتكامل وأيضا وجود‬
‫روابط هيكلية مثل عالقات رأس المال‪ ،‬ويكون ذلك باعتماد سياسية مشتركة في السوق والتصرفـ إلى‬
‫حد ملموس بشكل مستقل عن المنافسين وتكون ذات مركز مسيطر جماعي وقوي في السوق شرط أن‬
‫ال تبلغ درجة االندماج ‪.‬‬

‫وقد نص المشرع الجزائري في المادة ‪ 03‬من القانون رقم ‪ 12-08‬السالفة الذكر على وضعية الهيمنة‬
‫الفردية على خالف المشرع الفرنسي والقانون األوربي اللذان يأخذان بفكرة‬

‫مرسوم رئاسي رقم ‪ 247-15‬مؤرخ في ‪ 16‬سبتمبر ‪، 2015‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام الحريدة‬ ‫‪1‬‬

‫الرسمية عددـ مؤرخ في ‪20‬سبتمبر‪.2015‬‬


‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫وضعية الهيمنة الجماعية‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‬

‫تواجد المؤسسة في وضعية الهيمنة االقتصادية‬

‫إن تمكين المؤسسة من الحصول على مركز مهيمن في السوق يعد شئ إيجابي من خالل التأثير على‬
‫المؤسسات المنافسة في السوق وسيطرتها ‪،‬مما يستوجب تعريف السوق (الفرع األول) معايير تحديد السوق‬

‫( الفرع الثاني )مقاييس الهيمنة في السوق (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫تعريف السوق‬

‫يعتبر السوق أداة تحليل أساسية في قانون المنافسة ‪ ،‬إذ انه بدراسة السوق يمكن معرفة مدى إمكانية مراقبة‬
‫السلوك الصادر من المؤسسة وإ دانتها ومعاقبتها ‪ ،‬إذا كان مخال بالمنافسة وعليه يتوقف تواجد المؤسسة في‬
‫وضعية الهيمنة االقتصادية ‪ ،‬مما يستوجب تعريف السوق من الناحية االقتصادية (أوال)‪ ،‬ثم من الجانب‬
‫القانوني(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪:‬تعريف االقتصادي‬

‫يقصد بالسوق من الناحية االقتصادية بأنها المكان الذي يجتمع فيه العروض والطلبات أو الخدمات الذي يجتمع‬
‫فيه مالك المنتجات ( صناع ‪،‬فالحون ‪ ،‬تجار) القتراح وعرض منتجاتهم على المعاملين والمستهلكين‪.2‬‬

‫ثانيا ‪:‬تعريف القانوني‬

‫شفار نيبية ‪،‬الجرائم المتعلقة بالمنافسة في القانون الجزائري والقانون المقارن ‪،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫تخصص عالقات األعوان االقتصاديين المستهلكين ‪،‬جامعة وهران ‪ 2013،‬ص‪.‬ص ‪.253‬‬


‫بن عزة محمد "دراسة في مبادئ حرية المنافسة ضمن قانون المنافسة الجزائري "مجلة الندوة للدراسات القانونية ‪،‬العدد األول جامعة‬ ‫‪2‬‬

‫تلمسان ‪، 2013،‬ص ‪.253‬‬


‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫نصت المادة‪ 3‬فقرة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ 03 -03‬المتعلق بالمنافسة على أن السوق هو ‹‹كل سوق للسلع‪5‬‬
‫والخدمات المعنية بممارسات مقيدة للمنافسة وكذا تلك التي يعتبرها المستهلك مماثلة أو تعويضية السيما‬
‫بسبب مميزاتها وأسعارها واستعمال الذي خصصت له والمنطقة الجغرافية التي تعرض المؤسسات‪ 5‬فيه السلع‬
‫أو الخدمات المعنية »‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫معايير تحديد السوق‬

‫للكشف عن وجود تعسف ناتج عن وضعية الهيمنة في السوق يجب تحديد معيار المبادلة (أوال)‪ ،‬ومعيار‬
‫المنطقة الجغرافية للسوق المعنية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪:‬معيار المبادلة‬

‫يعتبر معيار المبادلة العامل المشترك بين العرض والطلب ‪،‬بحيث يقتضي البحث عن إمكانية استبدال منتوج‬
‫معين بأخر إذا كان سعره في ارتفاع مما يستلزم منا التمييز بين العرض البديل والطلب البديل ‪.‬‬

‫الطلب البديل ‪:‬ينتج عن تحول الزبائن نتيجة الزيادة التي تطرأ على سعر سلعة معينة ‪ ،‬عادة مايؤدي إلى‬ ‫‪-1‬‬
‫انصراف العمالء إلى سلعة أخرى مشابهة لها تقوم بنفس الغرض ‪،‬أي إشباع المستهلك لحاجياتهـ عن‬
‫طريق اقتناء سلعة مشابهة للسلعة التي ارتفع سعرها في السوق الواحدة ومثال ذلك إقتناء الحليب بدال من‬
‫‪2‬‬
‫األجبان الرتفاع أسعار الجبن بحيث أن الحليب يلبي نفس فوائد األجبان‬
‫العرض البديل ‪ :‬يتم فيه البحث عن مدى توفر عروض بديلة لتلك المقدمة من المؤسسة المعنية مما‬ ‫‪-2‬‬
‫يستوجب على الزبون تعويض السلعة المفقودة ‪ ،‬باللجوء لسلعة بديلة ‪،‬كأن يقتني غاز البوتان في حالة‬
‫عدم توفر أو انقطاع الغاز الطبيعي‪ ،‬والمالحظ هنا أن انقطاع الغاز‬

‫محمد المرغدي ‪،‬المنافسة ‪،‬الجزء األول ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار غداء للنشر والتوزيع ‪ ،‬األردن ‪، 2017،‬ص‪.50‬‬ ‫‪1‬‬

‫غوقالي أيوب ‪،‬قمع الممارسات التجارية غير المشروعة ‪،‬مذكرة لنيل شهادة ماستر في الحقوق ‪ ،‬تخصص قانون الشركات جامعة‬ ‫‪2‬‬

‫قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪، 2017،‬ص ‪.10‬‬


‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫الطبيعيجعل الزبون يقتني غاز البوتان الذي يعتبر حال بديال ‪،‬وقد يكون دائما أو مؤقتا فالمهم هنا هوسد الحاجةـ‬
‫في االنقطاع حتى وإ ن تم استبدال السلعة بسلعة تقوم بنفس الخدمة للسلعة األصلية‪.1‬‬

‫ثانيا ‪:‬معيار التحديد الجغرافي‬

‫تعتبر السوق المعنية المكان الذي تلتقي فيه العروض والطلبات وحتى يكون بمقدور مجلس المنافسة الوقوف‬
‫على مدى توفر وضعية الهيمنة في السوق وجب تحديد الرقعة الجغرافية التي تزاول فيه المؤسسة نشاطها‬
‫حيث كلما كان النشاط واسع المدى ‪ ،‬كلما أدى إلى سوق أوسع ولمجلس المنافسة السلطة التقديرية بتعيين حدود‬
‫السوق الجغرافية‪.2‬‬

‫وتكمن أهمية التحديد الجغرافي في التأثير على رقم أعمال المؤسسة ألنه في حالة قرب الموقع الجغرافيـ‬
‫يكون سعر السلع مالئما ‪ ،‬أما في حالة البعد يكون ثمن السلع مرتفعا وذلك لما تفرضه مصاريف الشحن‬
‫والتخزين ‪ ،‬فتكون السوق المعينة بموقعها الجغرافي تتميز عن غيرها‪.3‬‬

‫الفرع الثالث‬

‫مقاييس الهيمنة في السوق‬

‫نصت المادة ‪ 02‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 4314-2000‬على المقاييس التي يعتمد عليها لتحديد ما إذا كان‬
‫العون االقتصادي في وضعية هيمنة أو ال وجاءت هذه المادة كاالتي ‪ ‹‹ :‬المقاييس التي تحدد وضعية هيمنة‬
‫عون اقتصادي على سوق للسلع أو الخدمات‪ 5‬أو على جزء منها على الخصوص مايلي ‪:‬‬

‫غوقالي أيوب ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫‪1‬‬

‫بن عزة محمد ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.253‬‬ ‫‪2‬‬

‫غوقالي أيوب ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪11‬‬ ‫‪3‬‬

‫مرسوم تنفيذي رقم ‪ 314-2000‬مؤرخ في ‪ 14‬أكتوبر ‪ ،2000‬يحدد المقاييس التي تبين أن العون االقتصادي في وضعية الهيمنةـ‬ ‫‪4‬‬

‫وكذلك مقاييس األعمال الموصوفة بالتعسف في وضعية الهيمنة ـالجريدة الرسمية عدد ‪ ،61‬مؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر ‪ ( ، 2000‬الملغى)‪.‬‬
‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫حصة السوق التي يحوزها العون االقتصادي مقارنة بالجهة يحوزها األعوان االقتصاديين االخرين‬ ‫‪-‬‬
‫الموجودين في نفس السوق ‪.‬‬
‫االمتيازات القانونية أو التقنية التي تتوافر لدى العون االقتصادي المعني ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫العالقات المالية أو التعاقدية أو الفعلية التي تربط العون االقتصادي بعون أو عدة أعوان اقتصاديين‬ ‫‪-‬‬
‫والتي تمنحه امتيازات متعددة األنواع ‪.‬‬
‫امتيازات القرن الجغرافي التي يستفيد منها العون االقتصادي المعني »‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫ومن خالل هذه المادة يتبين لنا هناك مجموعة من المقاييس يجب أن تتوفر في المؤسسة حتى يمكن أن نقول‬
‫بأنها تحتل وضعية هيمنة على السوق أو على جزء جوهري منه والتي جاءت على سبيل المثال ال الحصر‬
‫وتتمثل هذه المقاييس أو المعايير في المقاييس الكمية (أوال) ومقاييس كيفية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪:‬المقاييس الكمية‬

‫من األمور الضرورية التي تؤثر في تكوين وضعية الهيمنة هو مقدار حصة السوق وكذلك القوة االقتصادية‬
‫التي تتمتع بها المؤسسة في السوق‪.‬‬

‫حصة السوق ‪:‬ونعني بها تلك الحصة التي يمتلكها العون االقتصادي مقارنة بالحصص التي يحوزها كل‬ ‫‪-1‬‬
‫عون من األعوان االقتصاديين الموجودين في نفس السوق ‪ ،‬وتعتبر حصة السوق ‪،‬أكبر دليل على وجود‬
‫وضعية الهيمنة ‪ ،1‬غير أن المشرع يرى ضرورة تكميلها بمعايير أخرى ‪،‬و وفقا للمادة ‪ 04‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 314-2000‬تحدد حصة السوق نفسه ‪ ،‬فإذا تجاوزت حصة المؤسسة في السوق بنسبة‬
‫‪ %80‬يعد مؤشر كافيا لتواجدها في وضعية الهيمنة‪.2‬‬
‫تجمع القوة االقتصادية ‪ :‬تتمتع المؤسسة بقوة اقتصادية على مستوى السوق عندما ترتكز‬ ‫‪-2‬‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫بن براهيم مليكة ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.23‬‬ ‫‪1‬‬

‫كحال سلمى ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.73‬‬ ‫‪2‬‬


‫هذه األخيرة في يد مؤسسة معينة‪ ،‬فإنها تحتل موقع الهيمنة ويمكن تقديرها من خالل عدة عناصر ‪:‬‬

‫عدد وأهمية االتفاقات المالية واالقتصادية المبرمة مع المجموعات األخرى‬ ‫‪-‬‬


‫مدى توافر عوائق دخول المنافسين االخرين إلى السوق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القدرة على رفع األسعار أو ممارسة الغير عادل بين األعوان ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫سهولة الحصول على مصادر التمويل‪.1‬‬ ‫‪-‬‬

‫ثانيا ‪:‬المقاييس الكيفية‬

‫زيادة على المعايير السالفة الذكر هناك مقاييس كيفية يمكن االعتماد عليها في تحديد وضعية الهيمنة للعون‬
‫االقتصادي ومنها مايلي ‪:‬‬

‫االمتيازات القانونية والتقنية التي تتوافر لدى العون االقتصادي المعني ‪:‬يثبت توفر هذه االمتيازات لدى‬ ‫‪-1‬‬
‫العون االقتصادي من طرف مجلس المنافسة باالعتماد على الوسائل التقنية المستعملة باإلضافة إلى‬
‫الوضعية التي تتواجد عليها كحسن الموقع والوصول باألفضلية لبعض مصادر التمويل ‪.‬‬
‫العالقات المالية والتعاقدية أو الفعلية ‪:‬هذه العالقات تمنح امتيازات متعددة األنواع تربط العون االقتصادي‬ ‫‪-2‬‬
‫بعون أو عدة أعوان ‪.‬‬
‫الشهرة العالمة ‪:‬ومثال ذلك عالمة "‪ "SAMSUNG‬فيما يخص المنتوجات االلكترونية فإنها في نظر‬ ‫‪-3‬‬
‫المستهلكين تعد عالمة ذات شهرة كبرى وذات منتوج عالي الجودة ‪.‬‬
‫امتيازات القرب الجغرافي ‪:‬التي تمكن العون االقتصادي من السيطرة على السوق من خالل تمركزه في‬ ‫‪-4‬‬
‫موقع جغرافي إستراتيجي يسمح له بجلب المستهلكين والتضييق على المنافسين االخرين من الدخول في‬
‫السوق الواحد‪.2‬‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫بن براهم مليكة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.25‬‬ ‫‪1‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.26‬‬ ‫‪2‬‬


‫ولكن بالرغم من إلغاء هذا المرسوم التنفيذي رقم ‪ 314-2000:‬الذي يحدد المقاييس التي تبين أن العون‬
‫االقتصادي في وضعية هيمنة وكذلك مقاييس األعمال الموصوفة بالتعسف في وضعية الهيمنة بموجب المادة‬
‫‪ 72‬من األمر رقم ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم ‪ ،‬غير أن ذلك اليمنع من تطبيق هذه المعايير من‬
‫قبل مجلس المنافسة الذي مزال يعتمد عمليا عليها بتقدير وضعية الهيمنة ‪ ،‬حيث منحت له السلطة التقدير في‬
‫تكييف وضعية الهيمنة حسب المعطيات التي تفرزها الحياة االقتصادية‪.1‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫االستغالل التعسفي لوضعية الهيمنة االقتصادية‬

‫التعد وضعية الهيمنة تصرفا ممنوعا مدامت هذه القوة االقتصادية ناتجة عن احترام قواعد المنافسة فهي تعتبر‬
‫طبيعة لحركية السوق ‪ ،‬غير انه ثبت قيام المؤسسة بالتعسف في وضعية الهيمنة وتم تعسفا من قبل األعوان‬
‫االقتصادية مما يؤثر سلبا على قواعد المنافسة وقد يكون هذا التأثير كلي على السوق التنافسية أو على جزء‬
‫جوهري منها وفي هذه الحالة نكون أمام فعل غير مشروع أال وهو استغالل وضعية الهيمنة االقتصادية‬
‫( المطلب األول ) والذي اعتبره المشرع الجزائري فعال محظورا ‪ ،‬غير انه وردت بعض االستثناءات القانونية‬
‫على حظر التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية ( المطلب الثاني )‪.‬‬

‫المطلب األول‬

‫مفهوم االستغالل التعسفي لوضعية الهيمنة االقتصادية‬

‫أورد المشرع الجزائري التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية في نص المادة ‪ 07‬من األمر رقم‬
‫‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة والذي اعتبره تجاوز العون االقتصادي في استعمال وضعية الهيمنة وهذا ما‬
‫يستدعي بنا لتعريف التعسف (الفرع األول )‪،‬وصوال إلى ممارسات التعسفية (الفرع الثالث)‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع األول‬
‫بن حملة سامي ‪ "،‬مفهوم وضعية الهيمنة في قانون المنافسة " مجلة العلوم االنسانية ‪،‬عددـ ‪ ، 46‬كلية الحقوق ‪،‬جامعة اإلخوة‬ ‫‪1‬‬

‫منتوري قسنطينة ‪،‬ص ‪.270‬‬


‫تعريف التعسف‬

‫إلثبات ارتكاب تعسف من طرف مؤسسة التي تكون في وضعية الهيمنة البد من تحديد فكرة التعسف‬
‫حيث تطرقنا إلى التعريف الفقهي (أوال ) ثم إلى تحديد مفهوم التعسف الذي اخذ به المشرع الجزائري‬
‫(ثانيا)‬

‫أوال ‪ :‬التعريف الفقهي‬

‫أشار الفقه الفرنسي على أن التعسف في وضعية الهيمنة هو تقيد وقصر المنافسة أو اإلضرار بها في‬
‫السوق المعينة ‪ ،‬وعرفه ‪SALEILLES‬بأنه ‪ ‹‹:‬انتفاء الحق وليس إساءة استعماله »‪.‬‬

‫ويرى جانب اخر من الفقهاء بأنها ‹‹ شرط المحرر من قبل طرف أكثر قوة ويمنح‪ 5‬لهذا األخير ميزة‬
‫فاحشة على الطرف االخر »‪ ،1‬وينقسم التعسف في الهيمنة إلى تعسف هيكلي واخر سلوكي ‪.‬‬

‫إذ ينتج التعسف الهيكلي عن عالقة تعاقدية تتضمن بنودا تعسفية ترفض على األعوان االقتصادية‬
‫إتباع إستراتيجية معينة في السوق ‪.‬‬

‫أما التعسف السلوكي فهو عبارة عن قيام المؤسسة المهيمنة على السوق بتصرف غير عادي‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫كرفض بيع منتوجاتها دون مبرر شرعي‬

‫ثانيا ‪:‬التعريف القانوني‬

‫لم يقم المشرع الجزائري في قانون المنافسة بإعطاء تعريف للتعسف إال انه يفهم من نص المادة الفقرةـ األولى‬
‫من األمر ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة باستعماله عبارة قصد " يحظر كل تعسف ناتج عن وضعية هيمنة على‬
‫السوق أو احتكار أو جزء منها ‪.‬‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫نواري محمد ‪،‬مجلس المنافسة بين الدور القضائي والوظيفة اإلدارية ‪،‬مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون‪،‬فرع القانون‬ ‫‪1‬‬

‫االقتصادي ‪،‬جامعة موالي ‪،‬سعيدة ‪، 2016،‬ص‪.43‬‬


‫الكلي نادية "شروط حضر وضعية الهيمنة في قانون المنافسة "‪،‬جامعة محمد بن أحمد ‪،‬وهران ‪2‬ـ‪ ،‬العددـ ‪ 2018، 9‬ص‪.16‬‬ ‫‪2‬‬
‫قصد ‪"...‬والتي يبين فيها انه اخذ بالمفهوم السلوكي للتعسف وذلك باتجاه إرادة الشخصية للمؤسسة المعنية‬
‫‪1‬‬
‫الرتكاب ممارسة محظورة‬

‫ويفهم من هذه المادة أن عملية وضعية الهيمنة ال تعتبر مرفوضة ومجرمةـ ذاتها وإ نما الذي يرفض ويجرم هو‬
‫تجاوز التعسف في استعمالها ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‬

‫معايير التعسف‬

‫حسب ماورد في المادة ‪ 3‬فقرة ‪ 5‬من قانون رقم ‪ 02- 04‬المتعلق بالممارسات التجارية ‹‹كل بند أو شرط‬
‫بمفرده أو مشتركا مع بند واحد أو عدة بنود أو شروط أخرى ‪ ،‬من شأنه اإلخالل الظاهر بالتوازن بين‬
‫وواجبات أطراف العقد »‪، 2‬وهو ما أخذ به المشرع الجزائري في التعسف في وضعية الهيمنة ومن أجل معرفة‬
‫ذلك يجب البحث عن وجود عدم توازن في العقد المبرم بين أطراف العقد من حقوق والتزامات الطرفين ‪، 3‬‬
‫ويقع عبأ إثبات التعسف في وضعية الهيمنة على الهيمنة على من يدعي ذلك بأنه ضحية ‪،‬وأحيانا على الهيئات‬
‫المكلفة بعمليات التحقيقات‪.4‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫صور الممارسات التعسفية في وضعية الهيمنة االقتصادية‬
‫نص المشرع الجزائري على بعض حاالت التعسف الناتج عن هيمنة المؤسسات في السوق أو احتكارها على‬
‫جزء منها ‪،‬وهذا ماورد في نص المادة ‪ 7‬من األمر رقم ‪03-03‬‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫الكلي نادية ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.30‬‬ ‫‪1‬‬

‫قانون رقم ‪ 02-04‬مؤرخ في ‪ 23‬يونيو سنة‪، 2004‬يحدد القواعد المطبقة على المؤسسات التجارية ‪،‬الجريدة الرسمية عدد‪ ،41‬مؤرخ‬ ‫‪2‬‬

‫بتاريخ ‪ 27‬يونيو ‪ ، 2004‬يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ‪،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 46‬مؤرخ في ‪ 18‬أوت ‪.2010‬‬
‫نواري محمد ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.‬ص‪.44-43‬‬ ‫‪3‬‬

‫تيورسي محمد ‪،‬قواعد المنافسة والنظام العام االقتصادي ‪ ،‬دراسة مقارنة ‪ ،‬رسالة دكتوراه في العلوم القانونية واإلدارية ‪ ،‬جامعة أبو بكر‬ ‫‪4‬‬

‫بلقايد ‪ ،‬تلمسان ‪،2011‬ص‪163‬‬


‫المتعلق بالمنافسة ‪ ‹‹ :‬يحظر كل تعسف ناتج عن وضعية هيمنة على السوق أو احتكار لها على جزء منها‬
‫قصد‪:‬‬

‫الحد من الدخول في السوق أو في ممارسة النشاطات التجارية فيها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫تقليص أو مرافبة اإلنتاج أو منافذ التسويق أو االسنثمارات أو التطور التقني ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انقسام األسواق أو مصادر التموين ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫عرقلة تحديد األسعار حسب قواعد السوق بالتشجيع المصطنع الرتفاع األسعار أو النخفاضها ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫تطبيق شروط غير متكافئة لنفس الخدمات اتجاه الشركاء التجاريين مما يحرمهم من منافع المنافسة‬ ‫‪-‬‬
‫إخضاع إبرام العقود مع الشركاء لقبولهم خدمات إضافية ليس لها صلة بموضوع هذه‪ 5‬العقود سواء بحكم‬ ‫‪-‬‬
‫طبيعتها أو حسب األعراف التجارية »‪.‬‬
‫ويفهم من نص هذه المادة أنه كلما كانت المؤسسة في حالة من هذه األحوال المذكورة في المادة أعاله ‪،‬‬
‫فإنها تعتبر في وضعية استغالل تعسفي والمساس بالمنافسة في السوق ‪،‬‬
‫وعليه فإن كل هذه االمتيازات التي تسعى المؤسسات على امتالكها بطرق ملتوية وغير قانونية يؤدي إلى‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫تدخل مجلس المنافسة هو حماية طرف ضعيف وبالتالي حماية المؤسسات الصغيرة أو طرف المغبون‬
‫وعليه يمكن رد التصرفات التي تقوم بها المؤسسة المهيمنة التعسفية إلى طائفتين الممارسات االحتكارية‬
‫التي تهدف إلى إخراجـ المنافسين الحاليين ‪ ،‬ومنع دخول منافسين جدد إلى السوق (أوال ) ‪ ،‬والممارسات‬
‫االحتكارية غير العادلة متعلقة باألسعار التي تقوم بها المؤسسة المسيطرة في مواجهة شركائها االقتصاديين‬
‫(ثانيا) ‪.‬‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫شرواط حسين ‪ ،‬المرجع السابق ‪،‬ص ‪.79‬‬ ‫‪1‬‬


‫أوال ‪ :‬الممارسات التي تهدف إلى إقصاء المنافسين أو منع دخول منافسين جدد‬

‫قد تقوم المؤسسة المهيمنة إلى استغالل قوتها االقتصادية لتقليص حصص المنافسين في السوق المعنية ‪ ،‬وفي‬
‫بعض األحيان قد تؤدي إلى استبعادهم أو غلقها ومنع دخول منافسين جدد‪ ،‬وتستخدم بذلك وسائل وممارسات‬
‫عديدة منها ‪:‬‬

‫‪- 1‬شرط عدم المنافسة ‪ :‬عادة ما تفرض المؤسسة المهيمنة على عمالئها المنافسين عدم المنافسة ‪،‬وذلك من‬
‫أجل منع تنمية وزيادة حصصهم في السوق المعتبرة قانونا ‪ ،‬بهدف الحد من سلطتهم على السوق وبالمقابل‬
‫تضمن وتحافظـ على هيمنتها على السوق ‪ ،‬ويشترط لصحة هذا الشرط أن يكون محددا من حيث المدة والمكان‬
‫أو من ناحية األنشطة التي يحظر على الملتزم بهذا الشرط القيام بها ‪.‬‬

‫وقد اعتبرت محكمة استئناف باريس قيام المؤسسة المهيمنة بفرض شرط عدم المنافسة في العقود التي‬
‫تبرمها مع عمالئها من قبل الممارسات االحتكارية التي تشكل إساءة استغالل المركزة المهيمن ‪ ،‬وقد أيدتها‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫محكمة النقض في ذلك‬

‫‪– 2‬خصومات الوفاء والوالء ‪:‬يمنع على المؤسسة المهيمنة على السوق منح خصومات أو تحفيزات لضمان‬
‫وفاء الزبائن ‪،‬وذلك ألن هذه الممارسة تهدف إلى تقييد المنافسة في السوق ‪ ،‬فال يوجد ما هو أسهل على‬
‫المؤسسة من الحصول على والء عمالئها لما تكون حائزة على قوة اقتصادية ‪،‬عكس المنافسين نادرا ما‬
‫يحصلون على هذا الوالء ‪ ،‬ويتم تهمشهم تدريجيا ‪،‬ويفسر هذا الهدف غير المشروع بعدة شروط يتضمنها عقود‬
‫البيع العمودية هذه الشروط ال تضر المتعاملين االقتصاديين للمؤسسة المهيمنة ‪ ،‬وفي بعض األحيان تستفيد‬
‫منها غير أنها تكون فائدة مضللة ‪ ،‬فهي ترمي للقضاء على المنافسة في السوق وفي نهاية المطاف للحد من‬
‫الخيارات المتاحة أو المستخدمين النهائيين‪.‬‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫سامي عبد الباقي إساءة استغالل المركز المسيطر في العالقات التجارية ‪ ،‬دار النهضة العربية ‪ ،‬مصر ‪ ،2005،‬ص ‪.171‬‬ ‫‪1‬‬
‫الشروط الحصرية ‪ :‬تقرض المؤسسة المهيمنة شروط وهذه الشروط قانونية ليست ممنوعة ‪ ،‬إذا كانت لها‬ ‫‪-3‬‬
‫فائدة على النشاط الممارسـ خاصة في االستثمار ‪ ،‬غير أنه إذا وضعت هذه الشروط الحصرية بهدف‬
‫إقامة عوائق مصطنعة لمنع دخول منافسين إلى السوق ‪،‬كأن تفرض هذه المؤسسة على الموزعين‬
‫المتعاملين معها ضرورة شراء نسبة محددة من حاجتهم منها هي وحدها ‪ ،‬وهو مايطلق عله شرط الشراء‬
‫الحصري ‪ d'achat clause d' exchsivice‬وهذه الشروط تؤدي إلى غلق السوق ألنها تلزم الموزع‬
‫على شراء من عنها دون غيرها ‪،‬ويمكن أن تكون الشروط الحصرية للبيع بأن يلزم المورد بعدم البيع إال‬
‫لبعض الموزعين فقط ‪ ،‬ومثال على ذلك القرارـ الذي اتخذه مجلس المنافسة التي تقوم به شركة ‪tèlède‬‬
‫)‪ FFusiond (France‬والتي تتمتع بوضعية الهيمنة في مجال البث التلفزيوني في مواجهة شركة‬
‫‪ Emette‬تعد ممارسة تجسيد إساءة االستغالل في وضعية الهيمنة ‪ ،‬حيث قامت هذه الشركة المهيمنة‬
‫بإبرام عقود مع بعض المقاطعاتـ تتعلق بإنشاء واستغالل وصيانة محطات التلفزيوني ‪ ،‬حيث منحت‬
‫حقوقاـ حصرية تمثلن في أن البث عبر هذه المحطات ال يكون إال من خالل هذه الشركة ‪،‬واستغاللها لهذه‬
‫الشروط فقط تمسكت الشركة المهيمنة بضرورة إخالء المعدات من إنتاحهاـ ‪ ،‬حيث قرر مجلس المنافسة‬
‫معاقبة الشركة المهيمنة إلساءة استغاللها لوضعية الهيمنة ‪.‬‬

‫وقد نص المشرع في المادة ‪ 10‬من األمر رقم ‪ 03-03‬المعدلة بموجب المادة ‪ 6‬من قانون رقم ‪12-08‬‬
‫المتعلق بالمنافسة على كل عمل أو عقد مهما تكن طبيعته أو موضوعه من شأنه أن يسمح للمؤسسة‬
‫باالستئثار في ممارسة نشاط يدخل فانون المنافسة ويالحظ من ذلك أنه قد حظرـ ومنع كل أنواع الشروط‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫الحصرية واعتبرها ممارسة مقيدة للمنافسة‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫قطع العالقات التجارية بدون مبرر شرعي ‪:‬‬ ‫‪-4‬‬

‫شفار نبية المرجع السابق ‪،‬ص‪.‬ص ‪. 71-70‬‬ ‫‪1‬‬


‫يؤديـ قطع العالقات التجارية إلى استبعاد المنافس وعليه قررتـ محكمة استئناف بباريسـ بأنه قيامـ المؤسسة المهيمنة‬
‫بممارسة ضغوط على العمالء لمنعهم من التعامل مع منافسيهاـ أو منافسين جدد ‪ ،‬يعتبر إساءة الستغالل وضعية‬
‫الهيمنة ذلك ألن مثل هذه الممارسات تمنع البائعين ضحية هذه الضغوطـ من التعامل مع منتجين منافسين اخرين وهو‬
‫مايعني حرمان هؤالء من نصيبهم من طلب السلعة محل الهيمنة ‪ ،‬وهو ما يؤديـ إلى تقييد المنافسة في سوقـ ليست‬
‫بين المنتجين فقط بل بين الموزعين أيضا بل بين الموزعين أيضا ‪ ،‬ولكي ال تشكل قطع العالقة إساءة في استغالل‬
‫وضعية الهميمنة ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬الممارسات تعسفية األسعارـ‬

‫يعتبر السعر أقوى وسيلة فعالة للمنافسة ‪،‬حيث كثرا ما تلجأ‬

‫المؤسسات ذات القوة االقتصادية إلى استخدامه للمحافظة على هذه القوة وجذب أكبر قدر ممكن في السوقـ للوصول‬
‫إلى احتكارها ‪ ،‬ويفهم هذا من نص المادة ‪ 07‬فقرة ‪ 05‬من األمر رقم ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬انه يحظر على‬
‫المؤسساتـ أن تتعسف في وضعيتهاـ الهيمنة على السوق قصد عرقلة تحديدد األسعار حسب قواعد السوق بالتشجيع‬
‫المصطنعـ الرتفاع األسعار وانخفاضها ‪.‬‬

‫‪– 1‬التسعير العداوني (بيع بسعر منخفض تعسفيا )‪:‬تتمتع المؤسسة المهيمنة بسلطة على سوق تعطيها قوة‬
‫اقتصادية تسمح لها بعرض منتوجاتها بسعر منخفض لزبائنها ‪،‬بحيث أن منافسيها ليس باستطاعهم مجارات‬
‫هذه األسعار فهدف المؤسسة المهيمنة بعرض منتوجاتها بسعر أقل من سعر التكلفة هو إقصاء المنافسين من‬
‫السوق ومنع دخول منافسين جدد ‪ ،‬والوصول إلى احتكارالسوق ‪.‬‬

‫تطبيق هذه الممارسة يستدعي أوال وجود مؤسسة في هيمنة في السوق ‪،‬التي تتبنى سياسة خفض المبيعات‬
‫إلى أقل من سعر التكلفة ‪ ،‬وهذا ليس لمصلحة المستهلكين وأنما من أجل إقصاء المنافسين اللذين ليس لديهم‬
‫القدرة على مجارات هذه التخفيضات ‪ ،‬حيث أن‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬


‫هذه المؤسسة المهيمنة التي تمارس سياسة البيع منخفض تستطيع استرجاعـ خسارتهاـ بعد االنتهاء من ممارستها‬
‫وذلك بعد إخراج منافسيها من السوق ‪ ،1‬بحيث تكون لديها فترة من انخفاض األسعار نظرا للقوة المكتسبة من‬
‫قبل المؤسسة المهيمنة نتيجة إلفالس المنافسين ‪.‬‬
‫التسعير العدوانيـ أو البيع بسعر منخفض اليشير إلى مفهوم الخسارة في البيع فهوـ في المقام األول يؤدي إلى‬
‫منفعة المؤسسة المهيمنة على السوق ‪ ،‬فالمؤسسة تتنازل لفترة زمنية وتتحمل خسائرـ كبيرة وذلك لتحقيق أقصىـ‬
‫قدر من األرباح في المستقبل ‪ ،‬أو التخلي عن األرباح اآلن ال يحمل بضرورة خسارة ‪ ،‬قد يعني قبول على‬
‫المدى القصير بربح أقل مما يمكن تحقيقه في لعبة تنافسية ‪ ،‬يقابله الكثير من األرباح في المستقبل ‪.‬‬
‫فالمشروعـ اعتبر هذه الممارسة تعد ضمن الممارسات المقيدة للمنافسة وقد حضرها ومنعهاـ كما أو كل مجلس‬
‫المنافسة مهمة متابعتها بنصه في المادة ‪-12‬من األمر ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة ‪‹‹:‬يحظر عرض أو ممارسة‬
‫أسعار بيع مخفظة بشكل للمستهلكين مقارنة بتكاليف اإلنتاج والتحويل والتسويق إذا كانت هذه‪5‬‬
‫العروض والممارسات تهدف أو يمكن أن تؤدي إلى إبعاد مؤسسة أو عرقلة أحد منتوجاتها من الدخول‬
‫إلى السوق »‪.‬‬
‫‪-2‬الرفع المفرط للسعر ‪ :‬يتم تحديد األسعار بكل حرية من طرف المؤسسة ‪ ،‬وهذا تطبيقا لمبدأ حرية‬
‫األسعار ‪ ،‬غير أن المؤسسة المهيمنة لما تمارس أسعار مرتفعة بطريقة مفرطة فإن هذه الممارسة تعتبر‬
‫على أنها ممارسة تعسفية ‪ ،‬ويعرف السعر التعسفي من خالل دراسة التقارب الظاهر بين السعر‬
‫‪2‬‬
‫‪.‬‬ ‫المطروح وبين الخدمة أو المنتج المعروض ‪ ،‬وذلك بمخالفةـ قواعد قانون المنافسة‬
‫التمييز في السعر‪:‬تتمثل هذه الممارسة في أن تعرض المؤسسة المهيمنة على سوق منتجاتها بأسعار‬ ‫‪-3‬‬

‫مختلفة ومتفاوتة على الموزعين والعمالء الذين يتعاملون معها ‪ ،‬فهذه الممارسة تكيف على أنها تعسف‬
‫ناتج عن وضعية الهيمنة على السوق ‪،‬إذا مارست أسعار أقل ارتفاع‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫شفار نبية ‪،‬المرجع السابق ‪،‬ص‪.‬ص‪72-72‬‬ ‫‪1‬‬

‫قوسم غالية ‪،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.52‬‬ ‫‪2‬‬


‫بالنسبة لزبائنها الخاصين ‪،‬فهي تعتبر تقيد للمنافسة وعرقلتها وذلك بنص المادة ‪ 07‬فقرة ‪ 5‬من قانون‬
‫المنافسة عليها ‪ ‹‹ :‬تطبيق شروط غير متكافئة لنفس الخدمات اتجاه الشركاء التجاريين مما يحرمهم من‬
‫منافع المنافسة »‪ ،‬ومثال ذلك قرار مجلس المنافسة ضد متعامل اقتصادي عمومي مجال الصناعة‬
‫االلكترونية ‪،‬حيث قضى مجلس المنافسة بغرامة مالية ضد هذا المتعامل التعسفي في استغالل الهيمنة‬
‫والممارسات التميزية حيال شركائه التجاريين ‪ ،‬حيث قام هذا المتعامل ب‪:‬‬
‫التميز في كيفيات الدفع بالتراضي حيث يدفع بعض الزبائن تسبيق مخفض يقدر ب ‪ %19‬من السعر‬ ‫‪-‬‬
‫اإلجمال في حين يعرض على اآلخرين دفع ‪ %30‬من السعر اإلجمالي ‪.‬‬
‫تخفيض األسعار للشركاء االقتصاديين الذين يشترون بكميات كبيرة ‪ .‬لكن بما أن التموين كان انتفائيا‬ ‫‪-‬‬
‫‪1‬‬
‫‪.‬‬ ‫فالفائدة في تخفيض األسعار التمس إال زبائن أصحاب االمتيازات‬

‫المـــطلب الثاني‬

‫االستثناءات الواردة على حظر التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬

‫بما أن استغالل التعسفي الهيمنة االقتصادية يعد محظورا ويعتبر ممارسة مقيدة للمنافسة ‪ ،‬إال أنه فبعض‬
‫الحاالت يكون فعال مشروعا بناء على نص قانوني (الفرع األول) أو إذا كان هذا التعسف في وضعية الهيمنة‬
‫يساهم في التطور االقتصادي (الفرع الثاني)‪،‬أو إذا تما منح للعون االقتصادي ترخيص بعدم التدخل (الفرع‬
‫الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫جالل مسعد ‪،‬مدى تأثر المنافسة الحرة بالممارسات التجارية ‪ ،‬رسالة لنيل درجة الدكتوراه في القانون ‪ ،‬فرع قانون األعمال كلية الحقــوق‬ ‫‪1‬‬

‫مولود معمري ‪ ،‬تيزي وزو ‪ 2012،‬ص‪.175‬‬


‫استثناءات قانونية (تشريعي أو تنظيمي)‬

‫بناء على مانص في المادة ‪ 9‬من قانون رقم ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة ‪‹‹:‬ال تخضع ألحكام المادتين ‪ 6‬و ‪7‬‬
‫أعاله االتفاقيات والممارسات الناتجة عن تطبيق نص تشريعي أو تنظيما أتخذ تطبيقا له ‪.»...‬‬

‫وتتضح الممارسات المباحة في هذه المادة وهي الممارسات الواردة في المادة ‪ 7‬الناتجة عن تطبيق نص‬
‫تشريعي أو تنظيمي اتخذ تطبيقا له ‪ ،‬وهي ممارسات ال تخضع أصال للخطرـ الوارد في المادة في ‪ ، 7‬أي‬
‫وجود نص تشريعي أو أي مرسوم أو قرار يعفي مرتكب الممارسة التعسفيةبوضعية الهيمنة من المتابعة ‪،‬‬
‫وحتى يتحقق اإلعفاء من المتابعة جراء ممارسات المحظورةـ البد من أن يتمثل موضوع التنظيم المثار كتبرير‬
‫التفاق غير مشروع أو فعل تعسفي في وضعية الهيمنة تقييد المنافسة ‪.‬‬

‫أما عن المنشورات اإلدارية فإن اللجنة التقنية لالتفاقاتـ ووضعيات الهيمنة قبلت أن نثار هذه المنشورات بصفة‬
‫نفعية من طرف المؤسسات وإ ن كانت التشكل حقيقة نصوص تنظيمية ‪ ،‬بشرط أن يكون المنشور صادر من‬
‫المزير االقتصاد فقط ويشكل تفسير لتنظيم ساري المفعول أين يسمح بوضوح بعض الممارسات المقيدة‬
‫‪1‬‬
‫للمنافسة‬

‫الفرع الثاني‬

‫مساهمة‪ 5‬التعسف في وضعية الهيمنة في تطور االقتصاد‬

‫يرخص بالممارسات‪ 5‬التي يمكن أن يثبت أصحابها أنها تؤدي إلى تطور اقتصاد أو تقني أو تساهم في تحسين‬
‫التشغيل أو من شأنها السماح للمؤسسات والمتوسطة بتعزيز وضعيتها التنافسية في السوق ‪،‬وهذا حسب‬
‫ماورد في المادة‪ 5‬التاسعة الفقرة الثانية من األمر رقم ‪ 03-03‬المتعلق بالمنافسة ‪.‬‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫قادير فاطمة الزهراء ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص‪.‬ص ‪37 – 36‬‬ ‫‪1‬‬


‫ألن الهدف من المنافسة هو ضمان مالئمة اإلنتاج بشكل أفضل للحاجاتـ واستعمال أحسن للموارد من أجل‬
‫تحقيق الكفاية ‪ ،‬من هنا وجب االعتراف بمشروعية هذه الممارسات إذا كانت تساعد على النمو االقتصادي ‪.‬‬

‫ويجب على مرتكبي هذه الممارساتـ تقديم دليل على هذا التطور االقتصادي ‪ ،‬وأن يثبت في نفس‬
‫الوقت أن عملهم هذا يتضمن محاسن أو فوائد اقتصادية من جهة ‪ ،‬وأنها كافية لتعويض ما قد يكون لها من‬
‫آثار على المنافسة لهذا يشترط تقديم تقرير اقتصادي يتضمن مزايا ومساوئ الممارسة المقيدة للمنافسة ‪،‬‬
‫التعسف ناتج عن وضعية الهيمنة‪.1‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫الترخيص بعدم التدخل‬
‫ال يخضع التعسف الناتج عن وضعية الهيمنة ‪ ،‬ويعتبر جائز إذا توفر لها إجراء مهم وهو تصريح من مجلس‬
‫المنافسة ‪ ،‬وأنه ال داعي لتدخله وفق ما نصت عليه المادة ‪ 08‬من األمر رقم ‪ 03‬ـ ‪ 03‬المتعلق بالمنافسة‪.2‬‬
‫وقد صدرفي ذلك مرسوم تنفيذي رقم ‪ 175 =05‬يحدد كيفية الحصول على التصريح بعدم التدخل‬
‫بخصوص االتفاقيات ووضعية الهيمنة على السوق ‪ ، 3‬ومنه هذا المنطلق وجب اإلحاطة بعدة جوانب التي‬
‫يؤول إليها التصريح بعدم التدخل ‪ ،‬بمدلوله (أوال) ‪ ،‬والغاية منه (ثانيا) ‪ ،‬مرورا باالجراءات التي يقوم بها‬
‫صاحب طلب التصريح بعدم التدخل (ثالثا)‪.‬‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫بودالي محمد ‪ ،‬حماية المستهلك في قانون المقارن ‪ ،‬دار الكتاب الحديث ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 2016 ،‬ص ‪.527‬‬ ‫‪1‬‬

‫المــادة ‪ 8‬من األمــر رقم ‪ = 03‬ـ ‪ 03‬المتعلــق بالمنافســة تنص على ‪ " :‬يمكنأن يالحظ مجلس المنافسة بناء على طلب المؤسسات المعني‪55‬ة‬ ‫‪2‬‬

‫واس ‪55‬تثناءا إلى المعلوم ‪55‬ات المقدم ‪55‬ة ل ‪55‬ه أن اتفاق ‪55‬ا أو عمال م ‪55‬ديرا أو اتفاقي ‪55‬ة أو ممارس ‪55‬ة كم ‪55‬ا هي مح ‪55‬ددة في الم ‪55‬ادتين ‪ 6‬و ‪ 7‬أعاله ال‬
‫يستدعي تدخله ‪ ،‬تحدد كيفيات تقديم طلب االستفادة من أحكام الفقرة السابعة بموجب مرسوم‬
‫مرسـوم تنفيـذي رقم ‪= 05‬ـ ‪ ، 175‬مــؤرخ في ‪ 12‬مـايو ‪ ، 2005‬يحــدد كيفيـات الحصـول على تصـريح بعـدم التـدخل بخصـوص االتفاقـات‬ ‫‪3‬‬

‫ووضعية الهيمنةـ على السوق ‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 35‬مؤرخ في ‪ 18‬مايو ‪.2005‬‬
‫أوال ‪ :‬تعريف التصريح بعدم التدخل‬
‫هو تصريح يسلمه مجلس المنافسة بناء على طلب المؤسسات المعنية ‪ ،‬ومنه يقرر المجلس بموجبه عدم‬
‫وجود داع لتدخله بخصوص الممارسات المنصوص عليها في المادة ‪ 7‬من األمر رقم ‪ 03 = 03‬المتعلق‬
‫بالمنافسة ‪.‬‬
‫إذن هو رخصة يمنحها مجلس المنافسة ليصرح بأن استخدام للوضع المهيمن في قضية ما ال‬
‫يقيد المنافسة ‪ ،‬بل يهدف إلى الدعم االقتصادي أو التقني وأنه يساعد في تحسين العمالة أو تعزيز التنافس‬
‫للمؤسسة ‪ ،‬وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 2‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 175 = 05‬المتعلق بتحديد كيفيات‬
‫الحصول على تصريح بعد التدخل بخصوص االتفاقيات ووضعية الهيمنة على السوق‪.1‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الهدف من التصريح ‪ :‬يرمي هذا التصريح إلى ‪:‬‬
‫= خلق فرص أمام المؤسسات لالستفادة من الخبرة المادية لمجلس المنافسة وذلك لتزايد قواعد المنافسة‬
‫وقطاع األعمال وعدم إلمام المؤسسات بالشكل الكافي بهذه القواعد التنظيمية ‪.‬‬
‫= يساعد على تخفيض عدد الملفات المعروضة على مجلس المنافسة من شأنه أن يساهم في تجنب مخالفةـ‬
‫للقانون ورفع شكاوى ضدها من قبل منافسيها المتأثرين من أنشطتها ‪ ،‬أو من قبل مجلس المنافسة من تلقاء‬
‫نفسه‪.2‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إجراءات الحصول على التصريح بعدم التدخل‬
‫‪ =1‬شروط طلب التصريح ‪ :‬يقدم الطلب من قبل المؤسسة أو المؤسسات المعنية ‪ ،‬كما يمكن أن يقدم من‬
‫طرف ممثلي هذه المؤسسات الذين يجب أن يستظهروا تعويضا مكتوبا يبين صفة التمثيل المخولة لهم ‪،‬‬
‫وهذا ما ورد في المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 175 = 05‬الذي يحدد كيفيات الحصول على‬
‫التصريح بعدم التدخل بخصوص االتفاقيات ووضعية الهيمنة على‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫لعور بدرة ‪ ،‬آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شــهادة دكتــوراه ‪ ،‬تخصــص‬ ‫‪1‬‬

‫قانون األعمال ‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬قسم الحقوق ‪ ،‬جامعة محمد خيضر ‪ ،‬بسكرة ‪ ، 2014‬ص ‪.74‬‬
‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪ .‬ص ‪.75 = 74‬‬ ‫‪2‬‬
‫السوق ‪ ،‬ويجب بيان هوية صاحب الطلب من خالل بيان التسمية أو عنوان الشركة عامال والشكل القانوني ‪،‬‬
‫والعنوان الكامل للمؤسسة‪.1‬‬

‫أما إذا تم تقديم الطلب من ممثل عن المؤسسة يجب بيان إسم الممثل ولقبه وعنوانه وصفته مع إرفاق‬
‫الطلب بسند التوكيل هذا فيما يخص بالمؤسسة الجزائرية ‪ ،‬أما إذا كانت المؤسسة أجنبية أو كان ممثليها‬
‫المفوضين كذلك فإن عليهم بيان عنوانهم في الجزائر ‪ ،‬كما يمكن أن يكون هناك مشاركين آحرين في الطلب ‪،‬‬
‫فيجب بيان هويتهم من خالل بيان التسمية أو عنوان الشركة كامال والشكل القانوني والعنوان الكامل لكل‬
‫مشارك‪.‬‬

‫‪ :‬يجب أن يكون الطلب مؤرخا وموقعا من المؤسسة المعنية أو ممثليها المفوضين قانونا‬ ‫‪ =2‬صيغة الطلب‬
‫حسب نموذج قانوني ‪ ،‬وأن يرفق نتصريح الموقعين يحمل صيغة المنصوص عليها في الملحق األول الوارد‬
‫في المرسوم التنفيذي رقم ‪ 175 = 05‬كما يلي ‪" :‬يصرح الوقعون أدناه أ المعلومات المقدمة أعاله وكذلك‬
‫المعلومات المقدمة في جميع الوثائق والمستندات المرفقة بالطلب صحيحة ومطابقة للواقع وأن التقديرات‬
‫واألرقام والتوقعات تم بيانها وتقديمها بالطريقة األقرب إلى الحقيقة أطلعو على أحكام المادة ‪ 59‬من األمر‬
‫رقم ‪ 03 = 03‬المؤرخ في ‪ 19‬يوليو ‪ 2003‬والمتعلق بالمنافسة "‪ .‬المكان والتاريخ التوقيع والصفة‪.2‬‬

‫‪:‬وفقا لما نصت عليه المادة ‪ 4‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 175 = 05‬يتكون الملف‬ ‫‪ =3‬مكونات الملف‬
‫المتعلق بطلب الحصول على التصريح بعدم التدخل في الثائق التالية ‪:‬‬

‫= الطلب المؤرخ والموقع‪.‬‬

‫= استمارة معلومات ترفق بطلب الحصول على التصريح بعدم التدخل وتحتوي على ثالث عناصر ‪:‬‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬

‫العنصر األول ‪ :‬المعطيات المتعلقة بالمؤسسة أو المؤسسات المشاركة في الطلب‬

‫المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 175 = 05‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫الملحق األول من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 175 = 05‬المرجع السابق‪.‬‬ ‫‪2‬‬


‫= حيث تتضمن وضعية المؤسسة أو المؤسسات في السوق إذ يتم من خاللهاـ بيان اسم المؤسسة أو عنوان‬
‫الشركة كامال لكل مؤسسة وحصيلة المالية األخيرة‬
‫= كما تتضمن أيضا رقم األعمال المحقق خالل السنة المالية السابقة لكل مؤسسة مشاركة في الطلب في‬
‫السوق الجزائرية وعند االقتضاء في األسواق الخارجية وبين رقم األعمال المحقق لكل مؤسسة بخصوص‬
‫السلع والخدمات المعنية بالطلب ‪.‬‬
‫العنصر الثاني ‪ :‬السوق المعنية‬
‫ويتبين من خالل هذا العنصر كل من ‪:‬‬
‫= طبيعة السلع أو الخدمات المعنية بالطلب وتشمل ‪ :‬بيان السلع والخدمات البديلة ‪ ،‬بيان إن كانت السلع‬
‫والخدمات خاضعة لتنظيم خاص ‪ ،‬بيان إن كان استيراد السلع والخدمات حرا‪.‬‬
‫= أسماء وعناوينالمؤسسات الموجودة في نفس السوق من خالل بيان التسهيالت أو الصعوبات المتعلقة بدخول‬
‫السوق ‪ ،‬بيان أسماء وعناوين الزبائن الموجودين في نفس السوق ‪ ،‬بيان البعد الجغرافيـ‪.1‬‬
‫العنصر الثالث ‪ :‬دوافع الطلب‬
‫تظهر من خالل ‪:‬‬
‫= بيان موضوع الطلب بدقة‬
‫= بيان المزايا التي تستفيد منها المؤسسات المعنية من الطلب ‪.‬‬
‫= بيان تحديد مدة الطلب ‪ ،‬بيان األسباب التي ال يهدف تصرف المؤسسة أو المؤسسات المعنية إلى عرقلة‬
‫حرية المنافسة في نفس السوق أو الحد منها أو تعطيلها‬
‫= بيان األسباب التي يمكن أن تمس فيها بموضع الطلب بقواعد المنافسة ‪.‬‬
‫= بيان مزايا الطلب التي يمكن أن تعكس على المنافسة وعلى المستعملين والمستهلكين‪.‬‬

‫اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل األول‬


‫= إثبات الصالحيات المخولة للشخص أو األشخاص المفوضين الذين يقدمون طلب الحصول على التصريح‬
‫بعدم التدخل ‪.‬‬

‫لعور بدرة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.75‬‬ ‫‪1‬‬


‫= نسخة مصادق على مطابقتها لألصل من القانون األساسي للمؤسسة أو المؤسسات األطراف في طلب‬
‫الحصول على تصريح بعدم التدخل‪.‬‬

‫= نسخ من الحصائل المالية (‪ )3‬األخير مؤشر ومصادق عليها من محافظـ الحسابات أو نسخة واحدة من‬
‫‪1‬‬
‫الحصيلة األخيرة ‪ ،‬إذا كان تأسيس المؤسسة أو المؤسسات ال يتجاوز ثالث سنوات‬

‫العنصر الرابع ‪ :‬إجراءات إيداع الملف‬

‫يودع الملف بكل مشتمالته في خمس نسخ لدى األمانة العامة حسب المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 175 = 05‬لمجلس المنافسة مقابل وصل استالم ‪ ،‬أو يرسل بواسطة إرسال مضمون ‪ ،‬ويحمل وصل االستالم‬
‫رقم تسجيل الطلب مقدم ‪ ،‬ويجب أن تكون الوثائق المرفقة بالملف نسخ أصلية وأن يكون مصادق على‬
‫مطابقتها لألصل إذا كانت نسخ مصورة‪.2‬‬

‫باإلضافة إلى أنه يمكن للمحرر بأن يطلب من المؤسسة أو ممثلها تزويده بمعلومات يراها ضرورية ‪،‬‬
‫لتأدية مهامه‪.3‬‬

‫يمكن أن تطلب المؤسسات المعنية أو ممثليها المفوضين بأن تكون بعض المعلومات أو المستندات‬
‫المقدمة محمية بسرية األعمال ‪ ،‬وفي هذه الحالة يجب أن ترسل تودع المعلومات أو المستندات بصفة سرية‬
‫وتحمل فوق كل صفة منها عبارة " سرية األعمال" المادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي سابق الذكر‪.4‬‬

‫لعور بدرة ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪76‬‬ ‫‪1‬‬

‫المادة ‪ 5‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 175 =05‬المرجع السابق ‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫لمــادة ‪ 6‬من المرســوم التنفيــذي رقم ‪ =05‬ـ ‪ ، 175‬تنص على ‪" :‬يمكن المق‪55‬رر المعين لدراس‪55‬ة المل‪55‬ف أن يطلب من المؤسس‪55‬ة المعين‪55‬ة أو‬ ‫‪3‬‬

‫من ممثليها المفوضين إطالعه بمعلومات أو مستندات إضافية يراها ضرورية "‪.‬‬
‫المادة ‪ 7‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 175 =05‬المرجع السابق‬ ‫‪4‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫إجراءات قمع التعسف‬
‫في وضعية الهيمنة‬
‫االقتصادية‬

‫إجراءات قمع التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لم يكتفي المشرع الجزائري من خالل األمر ‪ 03 = 03‬المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم بالنص على القواعد‬
‫المادية للتعسف بوضعية الهيمنة في السوق ‪ ،‬بل نص أيضا على مواد تكفل محاربة هذه الممارسة المقيدة لمبدأ‬
‫حرية المنافسة وضمان الحماية الفعلية للمنافسة في السوق ‪ ،‬حيث قام بوضع جهاز يسهر على قمع االستغالل‬
‫التعسفي لوضعية الهيمنة وهو مجلس المنافسة ‪.‬‬

‫أين تتم فيه تحريك المتابعة المتعلقة بالتعسف (المبحث األول) باإلضافة إلى ذلك فإن للمجلس صالحيات‬
‫مخولة له بقوة القانون والتي تسمح له بالفصل في القضايا المتعلقة بالتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬
‫(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫الفصل الثاني ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـإجراءات قمع التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬

‫المبحث األول‬
‫تحريك المتابعة أمام مجلس المنافسة‬
‫إذا ثبت تعسف في وضعية الهيمنة من طرف مؤسسة ما ‪ ،‬وجب التصدي لها والحد منها ويكون ذلك عن‬
‫طريق تحريك دعوى متابعة هذه المؤسسة المهيمنة تعسفيا بحيث يكون أول إجراء قانوني القيام به هو إخطارـ‬
‫مجلس المنافسة ( المطلب األول) عن هذه الممارسة المقيدة للمنافسة ‪ ،‬ثم يليه إجراءات تحري والقيام‬
‫بالتحقيقاتـ(المطلب الثاني)‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫إخطار مجلس المنافسة‬
‫أول إجراء يتم به تحريك المتابعة اإلدارية أمام مجلس المنافسة وهو القيام بإخطاره عن طريق‬
‫األجهزةـالمخولة لها وذلك حسب المادة ‪ 44‬من األمر رقم ‪ 03 = 03‬المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم (الفرع‬
‫األول) وهذا اإلخطارـ ال بد أن يكون وفق الشروط القانونية (الفرع الثاني) وفي األخير هذا اإلخطار ينتج آثار‬
‫(الفرع الثالث)‪.‬‬
‫الفرع األول‬
‫األشخاص المؤهلة لإلخطار‬
‫يعد اإلخطار بمثابة إجراء أولي تبدأ به اإلجراءات اإلدارية أمام مجلس المنافسة ‪ ،‬ومن بين أهم األشخاص‬
‫المحولة لها صالحية القيام بإخطارـ مجلس المنافسة منها ‪ :‬الوزير المكلف بالتجارة (أوال) ‪ ،‬المؤسسات‬
‫اإلقتصادية (ثانيا) ‪ ،‬جمعيات حماية المستهلك (ثالثا) ‪ ،‬الجماعاتـ المحلية (رابعا) ‪ ،‬الجمعيات المهنية النقابية‬
‫(خامسا) ‪ ،‬وآخرها اإلخطار التلقائي (سادسا) ‪ ،‬وفق ما نصت عليه المادة ‪ 44‬الفقرة األولى من األمر رقم‬
‫‪ 03 = 03‬المتعلق بالنافسة‪.1‬‬

‫إجراءات قمع التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال ‪ :‬الوزير المكلف بالتجارة‬

‫المادة ‪ 44‬فقرة ‪ 1‬من األمر رقم ‪ = 03‬ـ ‪ 03‬المتعلق بالمنافســة المعــدل والمتمم تنص ‪ " :‬يمكن أن يخطر الوزير المتلقى بالتجارة مجلس‬ ‫‪1‬‬

‫المنافسة ويمكن المجلس أن ينظر في القضايا من تلقاء نفسه أو بإخطار من المؤسس‪55‬ات أو بإخط‪55‬ار من الهيئ‪55‬ات الم‪55‬ذكورة في الفق‪55‬رة ‪2‬‬
‫من المادة ‪ 35‬من هذا األمر إذا كانت لها مصلحة في ذلك "‪.‬‬
‫نصت المادة ‪ 44‬من األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ـ ‪ 03‬المتعلق بالمنافسة على أنه يتولى الوزيرـ المكلف بالتجارة إخطارـ ‪ ،‬وذلك‬
‫بعد االنتهاء من التحقيق الذي تقوم به المصالح المكلفة بالتحقيقات االقتصادية ‪ ،‬وتولي الوزارة دراسة الملف شكال‬
‫وموضوعاـ ‪ ،‬فإذا ما استوفى هذه الشروط تتولى الوزارة التحضير لإلخطارـ الوزاريـ لمجلس المنافسة ‪ ،‬أما إذا أثبتت‬
‫الدراسة عبء في الملف يتم إرجاعه إلى الهيئة التي قامت بالتحقيق وذلك قصد تصحيحه‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المؤسسات االقتصادية‬

‫ورد في نص المادة ‪ 3‬من قانون رقم ‪ 08‬ـ ـ ـ ‪ 12‬المعدلة والمتممة للمادة ‪ 3‬من األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ـ ‪ 03‬المتعلق‬
‫بالمنافسة في فقرتها األولى ‪ (( :‬المؤسسة كل شخص طبيعي أو معنوي أيا كانت طبيعته يمارس بصفة دائمة‬
‫نشاطات اإلنتاج أو التوزيع أو الخدمات أو االستيراد ‪.))..........‬‬

‫ويالحظ أن المشرع في تعديل ‪ 2008‬أضاف االستيراد وعليه فإن كل مؤسسة تتضررـ من جراء االستعمال التعسفي‬
‫لوضعية الهيمنة يحق لها إخطار مجلس المنافسة ‪ ،‬حيث يقوم هذا األخير بالتدخل ووضعـ حد لهذه الممارسة المخلة‬
‫بالمنافسة‪.2‬‬

‫ثالثا ‪ :‬جمعيات حماية المستهلكين‬

‫أشرك المشرع الجزائري في قانون المنافسة جمعيات حماية المستهلكين في محاربة التعسف في وضعية الهيمنة ‪،‬‬
‫بحيث يحق لهذه الجمعيات أن ترفع الدعاوى أمام المحاكم المختصة بإبطال أي إلتزام أو اتفاقية أو شرط تعاقدي يتعلق‬
‫بالتعسف في استخدام وضعية الهيمنة على السوق ‪ ،‬كما يحق لها المطالبة بالتعويض عن األضرارـ التي تلحق‬
‫بالمصالح المشتركة للمستهلكين فضال عن إخطارـ مجلس المنافسة في حال المساس بالمصالح التي تكفل‬

‫إجراءات قمعالتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بحمايتها ‪ ،‬ودور هذه المؤسسات وقائي في مجال حماية المستهلك‪.3‬‬

‫عبــد اهلل العــويجي ‪ " ،‬اختصاصــات مجلس المنافســة الجزائــر " ‪ ،‬ملتقى وطــني حــول حريــة المنافســة في القــانون الجزائــري جامعــة بــاجي‬ ‫‪1‬‬

‫مختار عنابة ‪ ،‬يومي ‪ 3‬ـ ـ ‪ ، 4‬أفريل ‪ ،2013‬ص ‪.12‬‬


‫زاهية هقي ‪ ،‬دور مجلس المنافسـة في ضـبط النشـاط االقتصـادي في الجزائـر ‪ ،‬مـذكرة تخـرج لنيـل شـهادة الماسـتر في الحقـوق ‪ ،‬تخصـص‬ ‫‪2‬‬

‫قانون أعمال ‪ ،‬جامعة الشهيد حمه لخضر ‪ ،‬الوادي ‪.77 ، 2015 ،‬‬

‫عبد اهلل العويجي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.13‬‬ ‫‪3‬‬


‫رابعا ‪:‬الجماعات المحلية‬
‫تلجأ الجماعات المحلية إلى إخطار مجلس المنافسة في حالة مواجهتها للممارسة التعسفية في وضعية الهيمنة‬
‫االقتصادية التي يرتكبها المتعاقدون معها ‪ ،‬أو المتعاقدون المحتملون ‪ ،‬وألجل ذلك يجب على الجماعات المحلية أن‬
‫تقدم عناصرـ اإلثبات المقدمة ويتولىـ مجلس المنافسة البحث والتحري فيها إذا كانت هذه الممارسة مقيدة للمنافسة أم‬
‫ال‪.1‬‬
‫خامسا ‪ :‬الجمعيات المهنية والنقابية‬
‫إن الجمعيات المهنية منح لها القانون الحق في إخطار مجلس المنافسة حول كل الممارساتـ التي تمس‬
‫بالمصالحالتيـ تكلف بتمثيلهاـ ‪ ،‬إال أن اإلخطار يجب أن يقدم من طرف الممثلين القانونيين الموكلين لذلك وللتحديديتم‬
‫الرجوع إلى القانون األساسي للهيئة أو العقد التأسيسيـ لها‪.2‬‬

‫سادسا ‪ :‬اإلخطار التلقائي‬


‫يتمتع مجلس المنافسة بسلطة اإلخطار تلقائيا أي بنفسه ‪ ،‬كما تبين أن ممارسة ما تشكل مخالفة ألحكام المواد ‪7‬‬
‫ـ ـ ‪ 8‬ـ ـ ـ ‪ 9‬من األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ـ ‪ 03‬المعدل بموجب القانون رقم ‪ 08‬ـ ـ ـ ‪ 3 12‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬حيث ينظر في القضايا‬
‫التي تقدر أن تدخل في مجال اختصاصه ضرورة اللجوء إلدعاء من المكلفين باإلخطار ‪ ،‬وذلك باعتباره هيئة إدارية‬
‫مستقلة مكلفة بضبط السوق بواسطة إجراء تحقيقات مباشرة على واقع األسواق التنافسية‪.4‬‬

‫إجراءات قمعالتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‬
‫شروط قبول اإلخطار‬
‫نورة جحايشية ‪ ،‬منــال زيتــوني ‪ ،‬دور مجلس المنافســة في ضـبط الســوق ‪ ،‬مـذكرة لنيـل شـهادة ماســتر في الحقـوق ‪ ،‬تخصـص قـانون‬ ‫‪1‬‬

‫أعمال جامعة ‪ 8‬ماي ‪ ، 1945‬قالمة ‪ ،2016 ،‬ص ‪.67‬‬


‫عبــد اهلل بــوالطين ‪ ،‬المنافســة غــير المشــروعة وآليــات مكافحتهــا في الجزائــر ‪ ،‬مــذكرة لنيــل شــهادة الماســتر ‪ ،‬حقــوق ‪ ،‬تخصــص قــانون‬ ‫‪2‬‬

‫أعمال ‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي ‪،‬أم البواقي ‪ 2013 ،‬ص ‪.54‬‬


‫بلحــارث لينــدة ‪ " ،‬دور مجلس المنافســة في ضــبط المنافســة الحــرة ‪ ،‬مجلــة المعــارف " ‪ ،‬العــدد ‪ ، 2‬جامعــة أكلي محنــد أولحــاج البــويرة ‪،‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪ ، 2016‬ص‪.‬ص ‪ 1‬ـ ـ ـ ‪ ، 17‬ص ‪.11‬‬


‫عبد اهلل العويجي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.15‬‬ ‫‪4‬‬
‫يجب أن تتوفر في عريضة اإلخطارـ المقدمة لمجلس المنافسة مجموعة من الشروط قد تكون شروط شكلية‬
‫(أوال) وأخرى موضوعية (ثانيا) ‪ ،‬حتى يتم قبول اإلخطار من رفضه ‪ ،‬وعليه فيجب على اإلخطار أن يكون‬
‫مستوفيا للشكل القانوني ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الشروط الشكلية لإلخطار‬
‫تنقسم شروط الشكلية لإلخطارـ إلى شروط خاصة بشكل المخطرـ وأخرى خاصة بشكل اإلخطارـ وميعاده‪.‬‬
‫‪1‬ــــــ الشروط الشكلية الخاصة بالشخص المخطر‬
‫حتى يكون اإلخطارـ مقبوال وصحيحا أمام مجلس المنافسة وجب أن تتوافر فيه شروط الصفة والمصلحة و إال‬
‫كان اإلخطارـ مرفوضا ‪.‬‬

‫أــــ شرط الصفة ‪:‬‬


‫يجب تقديم اإلخطار أمام مجلس المنافسة من قبل أشخاص معنوية تتمتع بصفة التلقائي ‪ ،‬حيث قام المشرع‬
‫الجزائري بتحديد هذه القائمة لألشخاص المعنوية المذكورة سابقا ‪ ،‬ومنه ال يخطر المجلس من فقد هذه الصفة ‪،‬‬
‫فالمؤسسة التي فقدت صفتها كمؤسسة أو أي هيئة ال تمارس المهام التي كلفت بها قانونا ‪ ،‬ليس لها حق‬
‫‪1‬‬
‫بإخطار المجلس ‪.‬‬

‫ب ــــ شروط المصلحة ‪:‬‬


‫أقر المشرع الجزائري صراحة على ضرورة توفر شرط المصلحة في الشخص القائم باإلخطارـ وذلك في‬
‫الماذة ‪ 44‬الفقرة األولى األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ـ ‪ 03‬المتعلق بالمنافسة بنصها على‬

‫إجراءات قمعالتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪2‬‬
‫أنه ‪ (( :‬إذا كانت لها مصلحة في ذلك )) ‪.‬‬

‫زاهية هقي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.78‬‬ ‫‪1‬‬

‫زاهية هقي ‪ ،‬المرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.79‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪ 2‬ـــــ الشروط الخاصة بشكل اإلخطار وميعاده ‪:‬‬

‫إن شروط الخاصة بشكل اإلخطارـ وميعاده تعتبر ضرورية لقبول هذا األخير والذي يشترط القانون أن‬
‫تصاغ في قالب قانوني معين ‪.‬‬

‫أ ــــــ شكل اإلخطار‬

‫أوجب القانون أن يكون اإلخطارـ في شكل عريضة مكتوبة ‪ ،‬وترسل إلى رئيس مجلس المنافسة في أربع‬
‫نسخ مع الوثائق المصحوبة لها ‪ ،‬وذلك إما عن طريق ظرف موصى عليه مع وصل اإلشعار باإلستالم ‪ ،‬أو‬
‫عن طريق إيداعها لدى مصلحة اإلجراءات مقابل وصل اإلستالم ‪ ،‬ويجب أيضا أن تسجل العريضة وتوسم‬
‫وتختتم لتبيان تاريخ وصولها لدى المجلس وهذا ما جاء في نصوص المواد ‪ 15‬و ‪ 16‬من المرسوم الرئاسي‬
‫رقم ‪ 44‬ـ ـ ‪ 96‬المحدد للنظام الداخلي لمجلس المنافسة ( الملغى )(‪ )2‬والتي تقابلها المادة ‪ 8‬من المرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 11‬ـ ‪ )3( 241‬الذي يحدد تنظيم مجلس المنافسة وسيره باإلضافة إلى أنه يجب أن تتضمن‬
‫العريضة بيانات تتعلق بالشخص العارض قد يكون ‪:‬‬

‫ـ ـ ـ العارض الشخص الطبيعي ‪ ،‬يشترط أن يتضمن إسمه ولقبه ومهنته وموطنه ‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ـ العارض الشخص المعنوي ‪ ،‬ويجب أن تحتوي العريضة على تسمية العارض ‪ ،‬شكله مقره والجهاز الذي‬
‫يمثله وأيضا ذكر عنوان المخطر وهو ما نصت عليه المادة ‪ 17‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 96‬ـ ـ ـ ‪ 44‬سالف‬
‫الذكر على أنه ‪ (( :‬يجب على العارض أن يحدد العنوان الذي يرسل إليه التبليغ واإلستدعاء ‪ ،‬وان يشعر‬
‫مجلس المنافسة دون تأخير بأي تغير في عنوانه‬

‫إجراءات قمع التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫بواسطة رسالة موصى عليها مع وصل اإلشعار باإلستالم ))‪.1‬‬

‫ب ــــ ميعاد اإلخطار ‪:‬‬

‫ب ــراش خليف ــة ‪ ،‬بن اعم ــارة غاني ــة ‪ ،‬النظ ــام الق ــانوني لمجلس المنافس ــة في ظ ــل الق ــانون الجزائ ــري ‪ ،‬م ــذكرة لني ــل ش ــهادة الماس ــتر حق ــوق ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

‫تخصص قانون أعمال ‪ ،‬جامعة عبد الرحمان ميرة ‪ ،‬بجاية ‪ ،2013 ،‬ص‪.21‬‬
‫نصت المادة ‪ 44‬الفقرة الثالثة من األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ‪ 03‬المتعلقة بالمنافسة على أنه ‪ (( :‬ال يمكن أن ترفع إلى‬
‫مجلس المنافسة دعاوى التي تجاوزت مدتها ثالث (‪ )3‬سنوات إذا لم يحدث بشأنها أي بحث أو معاينة أو‬
‫عقوبة ))‪.‬‬
‫ومنه ال يمكن إخطارـ مجلس المنافسة بالنسبة للممارسات التي تجاوزت مدتها ثالث سنوات ‪ ،‬حيث تعتبر‬
‫هذه الفترة تقادم دعاوى المنافسة المتعلقة بالتعسف في وضعية الهيمنة ‪ ،‬وعليه فإن أي ممارسة منافية تجاوزت‬
‫هذه المدة ‪ ،‬ال تكون موضوع متابعة ‪ ،‬شرط أال يكون هناك مباشرة أي إجراء خالل هذه الفترة كإجراء‬
‫المعاينة أو بحث أو إصدار عقوبة‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشروط الموضوعية‪ 5‬لإلخطار‬


‫ال يكفي بمجرد توفر اإلخطار على شروط شكلية ليتم قبوله ‪ ،‬بل أيضا يجب أن يكون هذا اإلخطارـ‬
‫متضمنا للمجموعة من الشروط الموضوعية تتمثل في وجود األساس القانوني باإلضافة إلى توفر عناصر‬
‫اإلثبات المقنعة ‪.‬‬

‫‪ 1‬ـــــــ وجود األساس القانوني‪5‬‬


‫يتعين على مجلس المنافسة قبل أن يصدر قرار قبول اإلخطار ‪ ،‬أن ينظر إلى الوقائع إذا كانت تشكل‬
‫ممارسة تعسفية وفقا للمادة ‪ 44‬الفقرة الثانية من األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ـ ‪ 03‬المتعلق بالمنافسة بنصها على أنه ‪:‬‬
‫(( ينظر مجلس المنافسة إذا كانت الممارسات واألعمال المرفوعة إليه تدخل ضمن إطار تطبيقي المواد ‪6‬و‪7‬و‬
‫‪11‬و‪ 12‬أو تستند على المادة ‪ 9‬أعاله ‪.)).....‬‬
‫ويفهم من صياغة هذه المادة على ضرورة وجود مخالفةـ لقانون المنافسة مثل تعسف في‬

‫إجراءات قمع التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وضعية الهيمنة حتى يمكن لمجلس متابعتها ‪ ،‬وأيضا أال تكون هذه الوقائع من االستثناءات الواردة في المادة ‪9‬‬
‫سالفة الذكر من األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ـ ‪ 03‬المعدل والمتمم كالتطور االقتصادي أو صدور تنظيم تشريعي أو قانوني‬
‫يصرح بها‪.2‬‬

‫شــراديد محمــد الحــاج ‪ ،‬النظــام القــانوني إلخطــار مجلس المنافســة ‪ ،‬مــذكرة لنيــل شــهادة ماســتر أكــاديمي ‪ ،‬تخصــص قــانون شــركات ‪ ،‬كليــة‬ ‫‪1‬‬

‫الحقوق والعلوم السياسية ‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ‪ ،‬ورقلة ‪ ، 2016 ،‬ص‪.22‬‬

‫إقزيــري ســعيدة ‪ ،‬دوداش ســميرة ‪ ،‬التحقيــق في الممارســات المنافيــة للمنافســة ‪( :‬دراســة مقارنــة بين القــانون الجزائــري والقــانون الفرنســي)‬ ‫‪2‬‬

‫مــذكرة لنيــل شــهادة الماس ــتر في الحق ــوق‪ ،‬تخصــص ق ــانون عــام لألعمــال ‪ ،‬كلي ــة الحقــوق والعل ــوم السياس ــية ‪ ،‬جامعــة عبــد الرحمــان مــيرة ‪،‬‬
‫بجاية ‪ 2016 ،‬ص‪61‬‬
‫‪ 2‬ــــــ توفر عناصر اإلثبات المقنعة ‪:‬‬
‫يجب أن يحتوي الملف الرفق بعريضة اإلخطار على عناصر إثبات مقنعة وليس إدعاءات فقط ‪ ،‬وذلك‬
‫ألن عدم وجود أدلة مقنعة تؤدي إلى رفض وعدم قبول من طرف مجلس المنافسة ‪ ،‬وهذا ما اشترطته المادة‬
‫‪ 44‬فقرةـ ثالثة من األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ‪ 03‬المتعلق بالمنافسة على أنه ‪ (( :‬يمكن أن يصرح المجلس بموجب قرار‬
‫معلل بعدم قبول اإلخطار إذا ما ارتأى أن الوقائع المطكورة ال تدخل ضمن إختصاصه أو غير مدعمة‪ 5‬بعناصر‬
‫مقنعة بما فيه الكفاية ))‪.‬‬
‫كما جاءت المادة ‪ 16‬من المرسوم رقم ‪ 96‬ـ ـ ـ ‪ 44‬الذي يحدد النظام الداخلي لمجلس المنافسة (الملغى) لتأكد‬
‫على ضرورة توفر أدلة إثبات مقنعة بقولها ‪ (( :‬وتتضمن العريضة التي يجب تحديد موضوعها ببيان األحكام‬
‫القانونية والتنظيمية وعناصر اإلثبات التي تؤسس الجهة المخطرة إليها ))‪.‬‬
‫ومنه ضرورة وجود أدلة وعناصر إثباتكافية ومقنعة حتى يتم قبول اإلخطار من قبل مجلس المنافسة وإ ال‬
‫فإنه يصرح بعدم قبول هذا اإلخطار بتقرير معلل رفضه‪.1‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫أثار اإلخطار‬
‫عند إتمام جميع الشروط المتعلقة باإلخطارـ لكي يتم قبوله فإنه ينتج أثارا مهمة ‪ ،‬وذلك ليتم بعدها‬
‫المرور إلى إجراء التحقيق ومن أهم هذه اآلثار هي ‪:‬‬

‫إجراءات قمع التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال ‪ :‬التصريح بقبول اإلخطار‬

‫يعتبر اإلخطار مقبوال من قبل مجلس المنافسة في هذه الحاالت ‪:‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ إذا تم مداولة مجلس المنافسة يغتبر بمثابة كاشف عن قبول اإلخطار‪.‬ـ‬

‫نورة جحايشية ‪ ،‬منال زينوني ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.71‬‬ ‫‪1‬‬


‫ـ ـ ـ ـ إعالم الهيئات اإلدارية المستقلة باإلخطار وذلك حسب المادة ‪ 39‬من األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ‪ 03‬المتعلق بالمنافسة‬
‫" عندما ترفع قضية أمام مجلس المنافسة حول ممارسة تتعلق بقطاع النشاط يكون تحت مراقبة سلطة‬
‫الضبط فان المجلس يرسل‪ 5‬نسخة من الملف إلى السلطة المعنية‪ 5‬إلبداء الرأي ‪.‬‬

‫يقوم مجلس المنافسة في إطار مهامه بتوطيد عالقات التعاون والتشاور وتبادل المعلومات مع‬
‫سلطات الضبط "‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ـ إمكانية طلب تدابير تحفظية وفقا للمادة ‪ 46‬من األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ـ ‪ 03‬المتعلق بالمنافسة‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ مباشرة إجراء تحقيق عن طريق تعيين مقررـ أو عدة مقررين لفحص التعسف في وضعية الهيمنة‬
‫االقتصادية ‪.‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ توقيف التقادم المحدد بثالث سنوات حيث أنه ال يمكن لمجلس المنافسة أن ينظر في الدعاوى التي ترفع إليه‬
‫والتي تجاوزت مدتها ثالث سنوات ولم يتخذ فيها أي معاينة أو عقوبة أو بحث‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬تصريح بعدم قبول اإلخطار‬

‫أشارت المادة ‪ 44/3‬من األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ‪ 03‬المتعلق بالمنافسة على أنه في حالة عدم توفر الشروط‬
‫القانونية المطلوبة في قبول اإلخطار ‪ ،‬يقوم مجلس المنافسة بتصريح بعدم قبول اإلخطارـ بواسطة قرار معلل‬
‫يوضح فيه رفضه لإلخطار بواسطة قرار معلل يوضح فيه رفضه لإلخطار إما على أساس عدم اختصاص‬
‫المجلس أو لعدم كفاية أدلة اإلثبات‪.‬‬

‫‪ 1‬ــــــ عدم اختصاص مجلس المنافسة ‪:‬‬

‫يمكن لمجلس المنافسة أن يعلن عدم اختصاصه في اإلتفاقاتـ الناتجة عن القرارات ‪.‬‬

‫إجراءات قمع التعسف في وضعية الهيمنة‬ ‫الفصل الثاني‬


‫االقتصادية‬

‫والعقود اإلدارية والتي تدخل في إطار ممارسة السلطة العامة ‪ ،‬هذه األخيرة تخضع وفق القاعدة العامة‬
‫الختصاص القضاء اإلداري ‪ ،‬أو في حالةـ ما إذا كانت الممارسة المنافية تحتاج إلى عقوبات جزائية يحيلهاىإلى‬
‫الجهاز التعاقدي‪.2‬‬
‫نواري محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.64‬‬ ‫‪1‬‬

‫شراديد محمد الحاج ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.31‬‬ ‫‪2‬‬


‫‪ 2‬ــــــ حالة عدم وجود أدلة مقنعة ‪:‬‬
‫وفي هذه الحالة يجب على من يدعي أن يقدم أدلة إثبات مقنعة وغير منافية وأنها تنتج أثار سلبية‬
‫للمنافسة ‪ ،‬وأن يثبت أيضا أن هذه الممارسة تهدف إلى عرقلة حرية المنافسة والحد منها أو اإلخالل بها في‬
‫نفس السوق أو في جزء جوهري منها ‪ ،‬وإ ال أعتبر مجلس المنافسة أن هذه األدلة غير مقنعة وكافية فيصرح‬
‫بعدم قبوله لإلخطار ‪ ،‬ويتم تبليغه القرارـ لصاحب اإلخطار ونشره‪.1‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫إجراء التحقيق‬
‫بقبول مجلس المنافسة اإلخطار بعد استفاءه الشروط القانونية الالزمة تأتي بعد ذلك مباشرة عملية التحقيقات‬
‫بشأن القضية طبقا ألحكام المادة ‪ 50‬من األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ـ ‪ 03‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬واإلجراء يتم على مرحلتين‬
‫مرحلة التحقيق األولي (الفرع األول) والمرحلةـ الثانية هي التحقيق الحضوري (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫التحقيق األولي‬
‫لم يكن يميز األمر رقم ‪ 95‬ـ ـ ـ ‪ 06‬المتعلق بالمنافسة (الملغى) بين مرحلة التحريات األولية ومرحلةـ التحقيق‬
‫الحضوري لمجلس المنافسة ‪ ،‬على خالف األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ـ ‪ 03‬المتعلق بالمنافسة الذي ميز بينهما من حيث‬
‫القواعد التي تحكم كل مرحلة ‪ ،‬حيث نص المشرع على األشخاص الذين توكل لهم مهمة البحث والتحقيق‬
‫(أوال) ‪ ،‬وأيضا نص على سلطاتهم (ثانيا)‪.‬والتزاماتهم (ثالثا)‬

‫إجراءات قمع التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال ‪ :‬األشخاص المؤهلة للتحقيق‬


‫نصت المادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪ 08‬ـ ـ ‪ 12‬المتعلق بالمنافسة على األشخاص المخولة لها القيام‬
‫بالتحقيقاتـ والتحريات بنصها على ‪ (( :‬عالوة على ضباط وأعوان الشرطة القضائية المنصوص عليهم في قانون‬
‫اإلجراءات الجزائية ‪ ،‬يؤهل للقيام بالتحقيقات المتعلقة بتطبيق هذا األمر ومعاينة مخالفة أحكامه الموظفــــــــــــون اآلتي‬
‫ذكرهم ‪:‬‬

‫المرجع نفسه ‪ ،‬ص‪.‬ص ‪ 32‬ـ ـ ـ ‪.33‬‬ ‫‪1‬‬


‫= المستخدمون المنتمون إلى األسالك الخاصة بالمراقبة التابعون لإلدارة المكلفة بالتجارة ‪.‬‬
‫ـــــــ األعوان المعنيون التابعون لمصالح اإلدارة الجبائية ‪.‬‬
‫ـــــــ المقرر العام والمقررون لدى مجلس المنافسة ))‪.‬‬
‫وعلى هذه الفئات المعنية بالتحقيق أن يؤدو اليمين طبقا لإلجراءات التشريعية والتنظيمية المعمول بها‬
‫وخالل القيام بمهامهم أن يستظهروا وظيفتهم ويقدمون تفويضهم بالعمل عند كل تحقيق‪.1‬‬

‫ثانيا ‪ :‬سلطات المحققين‬


‫خول المشرع لألشخاص المؤهلة بالتحقيق مجموعة من السلطات في قانون المنافسة الواردة ذكرهم في‬
‫نص المادة ‪ 24‬من األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ‪ 03‬المتعلق بالمنافسة ‪ ،‬إذ لهم مجموعة من سلطات نذكر منها ‪:‬‬
‫= يتمتعون بحرية الدخول إلى المحالت التجارية والمكاتب والملحقات وأماكن الشحن والتخزين وذلك بحضور‬
‫صاحب المحل أو أحد ممثليه ‪.‬‬
‫= لهم حق القيام بتفحص جميع المستندات التجارية والمالية والمحاسبية بحيث ال يمكن للعون االقتصادي أن‬
‫يمتنع أو يمنع المراقبة بحجةالسر المهني كما يمكن له اشتراط استالم أي وثيقة حيثما كانت ‪ ،‬ومهما كانت‬
‫طبيعتها‪.‬‬
‫= حجزـ المستندات التي تساعدهم في أداء مهامهم ‪ ،‬ثم جميع هذه المستندات المحجوزةـ تضاف إلى المحضر ‪،‬‬
‫وفي نهاية التحقيق يتم إرجاعها إلى العون االقتصادي المراقب ‪.‬‬

‫إجراءات قمع التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ـ ـ ـ لهم حق طلب المعلومات الضرورية للتحقيق من أي مؤسسة أو أي شخص أخر‪.‬‬


‫ـ ـ ـ ـ أيضا يمكن للمقرر دعوة أطراف القضية لإلجابة على األسئلة ‪ ،‬وفي حالة رفضهم التوقيع يثبت ذلك في‬
‫محضر ويمكن لألشخاص الذين يستمع إليهم االستعانة بمستشار ‪ 2‬وفق المادة ‪ 53‬من األمر رقم ‪ 03‬ـ ‪03‬‬
‫المتعلق بالمناسبة ‪ ،‬وأيضا ضمن لهم حقوق دفاع لألطرافـ وتمكينهم من تحضير مختلف دفوعهم‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إلتزامات المحققين‬

‫نواري محمد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.65‬‬ ‫‪1‬‬

‫براش خليجة ‪ ،‬بن أعمارة غانية ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.26‬‬ ‫‪2‬‬
‫باإلضافة إلى سلطات المحققين التي خولها المشرع لهم ‪ ،‬أيضا قام بوضع التزامات لهم وذلك عند‬
‫االنتهاء من مرحلة التحقيقات يقومون بتحضير محاضر وتقارير أولية ‪ ،‬وفق ما أوردته المادة ‪ 21‬من‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 96‬ـ ـ ـ ‪ 44‬الذي يحدد النظام الداخلي لمجلس المنافسة (ملغى) التي تنص على أنه ‪:‬‬
‫(( يحرر المقررـ بمجرد إنهاء تحقيق تقرير أولي أو يعد محضرا حسب الحالة ‪ ،‬ويوقعه ويرسله إلى مجلس‬
‫المنافسة ))‪.‬‬
‫‪ 1‬ـ ـ ـ إعداد المحاضر‪:‬‬
‫ألزم المشرع على المقرر أثناء قيامه بعملية التحقيقات والتحريات أن يصيغه في شكل محضر ويكون ذلك بعد‬
‫كل فعل أو بحث يقوم به ‪ ،‬ويجب أن يتضمن هذا المحضر هوية وصفة الموظفين الذين قاموا بالتحقيق كما‬
‫يبين هوية األشخاص المعنيين بالتحقيقات ‪ ،‬نشاطهم وعناوينهم ‪ ،‬كما تدون في هذه المحاضرـ تاريخ ومكان‬
‫المعاينة وتكون موقعة من طرف المحققين ومن طرف األشخاص المحققـ معهم ‪ ،‬وفي حالة رفضهم للتوقيع‬
‫يجب تدوين هذا الرفض في المحضر نفسه وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 53‬من األمر رقم ‪ 03‬ـ ـ ـ ‪ 03‬المتعلق‬
‫بالمنافسة على أنه (( تكون جلسات اإلستماع التي قام بها المقرر ‪ ،‬عند االقتضاء محررةـ في محضر يوقعه‬
‫‪1‬‬
‫األشخاص الذين استمع إليهم وفي حالةـ رفضهم التوقيع يثبت ذلك في المحضر))‪.‬‬

‫سخري سعاد ‪ ،‬رمضاني العلجة ‪ ،‬مجلس المنافسة ‪،‬‬ ‫‪1‬‬

You might also like