Professional Documents
Culture Documents
مذكرة التعسف في وضعية الهيمنة الاقتصادية
مذكرة التعسف في وضعية الهيمنة الاقتصادية
مقدمة
في ظل التطو العلمي والتكنولوجي الذي ظهر في القرن العشرين أدى بالعالم إلى قرية صغيرة متداخلة فيما
بينها مما اثر ذالك أيضا على العالقات االقتصادية لتحرير التجارةـ بين الدول وتنوعها فاصبحت متداخلة سواء
على الصعيد الدولي مما يرتب زيادة المنافسة داخل مختلف األسواق .
من اجل مواكبة هذا التطور االقتصادي باعتباره مطلبا ملحاـ ما أدى بالدول االعتماد على نظام متميز يشجع
المبادرات الخاصة بممارسة األنشطة االقتصادية وهو مايعرف بنظام اقتصاد السوق القائم أساسا على حرية
المنافسة التي تتوافق مع مايتطلبه هذا النظام وذلك ألنه يعتبر الوسيلة التي تؤدي إلى التفوق في مجاالت
األعمال واألنشطة االقتصادية الحترافه وممارسة أنشطتهم لكن في إطار قانوني محكم من اجل ضبط هذه
الممارسات التي تضمن عدم اإلخالل بحرية المنافسة حيث كان النظام األمريكي هو أول من قام بمحاربتها
1
بموجب قانون " شيرمان المضاد لالحتكارات " لسنة 1896
هذا ماأدى بدول كثيرة إلى انتهاج هذا النظام واالنفتاح نحو اقتصاد السوق خاصة الدول النامية من بينها
الجزائر التي انتهجت هذا النظام وانتقلت من االقتصاد المسير إلى االقتصاد الحر وذلك بعد األزمة االقتصادية
المسير إلى االقتصاد الحر وذلك بعد األزمة االقتصادية التي تعرضت لها جراء انهيار أسعار المحروقات في
سنة 1986والذي انعكس سلبا على االقتصاد الوطني وأدى إلى ارتفاع نسبة المديونية الذي دفع الدولة للتخلي
عن النظام االشتراكي والتحول الى النظام الليبرالي.
2
تم تكريس النظام الليبرالي بموجب الدستور 1989بنص في المادة 49منه ‹‹ على مبدأ الملكية الخاصة »
ثم توالت بعد ذلك اإلصالحات اقتصادية بصدور نصوص قانونية تكرس هذا التوجه ففي سنة 1989قانون
اهتم بالمنافسة وهو قانون 12-89المتعلق
مرسوم رئاسي رقم 12-89مؤرخ في 28فيفري ،1989يتعلق بنشر نصتعديل الدستور الموافق عليه في االستفتاء 23فيفري ، 2
وفي سنة 1996تم صدور دستور 1996أين تم االعتراف ‹‹ بان حرية التجارة والصناعة مضمونة
وتمارس فيإطار القانون » ،3وذلك بموجب المادة 37منه تماشيا ومنطق المنافسة الحرة ،وهو ماأشار إليه
سابقا التشريعي رقم 4 12-93المتعلق باالستثمارات في المادة 3منه ‹‹تنجز االستثمارات بكل حرية مع
مراعاة التشريع والتنظيم المتعلقين باألنشطة المقننة ».
إال أن األمر رقم 06-95المتعلق بالمنافسة ،5تم إلغائه بموجب األمر 03-03المتعلق بالمنافسة المعدل
والمتمم ،حيث أدخلت تعديالت عليه بسبب وجود نقائص وشوائب وإ ضافة بعض األحكام الجديدة لبعض
القواعد التي ينبغي علىاألعوان االقتصاديين احترامها
قانون رقم 12- 89مؤرخ في 05ماي ، 1989يتعلق باألسعار ،الجريدة الرسمية عدد ، 29مؤرخ بتاريخ 19جويلية 1
(1988ملغي).
امر رقم 06 – 95مؤرخ في 25يناير ، 1995يتعلق بالمنافسة ،الجريدة الرسمية عدد ، 09مؤرخ في 22فيفري ( 1995ملغي). 2
مرسوم رئاسي رقم 438-96مؤرخ في 07ديسمبر 1996يتعلق بإصدار نص الدستور الجريدة الرسمية عدد 76مؤرخ في 8 3
ديســمبر 1996معــدل بالقــانون رقم 03-02المــؤرخ في 10أفريــل 2002الجريــدة الرســمية عــدد 25مــؤرخ في 14أفريــل 2002المعــدل
بم ــوجب الق ــانون رقم 19-08الم ــؤرخ في 15نوفم ــبر 2008الجري ــدة الرس ــمية عع ــد 63م ــؤرخ في 16نوفم ــبر 2008المع ــدل والمتمم
بموجب القانون رقم 01-16المؤرخ في 06مارس 2016الجريدة الرسمية عدد 14مؤرخ في 07مارس .2016
مرسوم التشريعي رقم 12-93مؤرخ في 05أكتوبر 1993يتعلق بترقية االستثمار جريدة رسمية عدد 64مؤرخ في أكتوبر 1993 4
أمر رقم 03-03مؤرخ في 19يوليو 2003يتعلق بالمنافسة الجريدة الرسمية عدد 25مؤرخ بتاريخ 20يوليو 2003المعدل والمتتم 5
بمــوجب القــانون 12-08المــؤرخ في 25جــوان 2008الجريــدة الرســمية عــدد 36مــؤرخ في 2جويليــة 2008المعــدل والمتمم بالقــانون
رقم 05-10المؤرخ في 15أوت 2010الجريدة الرسمية عدد 46مؤرخ في 18أوت 2010
ما اجل تفادي مختلف أنواع الممارسات المقيدة للمنافسة كالتعسف في وضعية الهيمنة التي هي موضوع
دراستنا المنصوص عليها في المادة 14من األمر رقم 03-03المتعلق بالمنافسة ‹‹ تعتبر الممارسات
المنصوص عليها في المواد 06و 07و 10و 11و 12أعاله ممارسات 5مقيدة للمنافسة ».
حيث خصها بأحكام قانونية متميزة وذلك من اجل حماية المنافسة الحرة خاصة المؤسسات المتوسطة
والصغيرة وأيضا حمايتها من كل قيد وعدم عرقلتها أو اإلخالل بها فالمشروع الجزائري ضبط وضعية
االستغالل التعسف لوضعية الهيمنة من خالل تجريمه وحضره في المادة 07من األمر رقم 03-03المتعلق
بالمنافسة ‹‹ يحضر كل تعسف ناتج عن وضعية هيمنة على السوق أو احتكار لها وعلى جزء منها ».
فالتعسف يعد من األشكال التي تمس المجال االقتصادي وحرية المنافسة بين المتعاملين االقتصاديين في السوق
واالنعكاسات السلبية التي تنجر عنها.1
تتجلى أهمية الموضوع في إبراز وتوضيح جهود المشروع الجزائري في تنظيم مجال المنافسة ومراقبة
السوق وذلك من خالل قمع الممارساتـ المقيدة للمنافسة من بينها التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية قصد
تعزيز حرية المنافسة في السوق عن طريق اتخاذ إجراءات قانونية من شأنها العمل على ترقية السوق وتفعيل
النشاط االقتصادي وإ تاحة للمستهلك أكثر من خيار .
وتتجلى أسباب دراسة هذا الموضوع في الميول الشخصي بالقضايا االقتصادي والتي لها دور فعال في
الحياة اليومية والرغبة في دراسة كل جوانب المتعلق بالعسف في وضعية الهيمنة من خالل األمر رقم -03
03المتعلق بالمنافسة والتعديالت التي طرأت على األمر رقم 12-08مؤرخ في 25جوان 2008المتعلق
بالمنافسة واألمر رقم 05-10مؤرخ في 15أوت 2010المتعلق بالمنافسة .أما األسباب الموضوعية تتمثل
في كونه مادة خام تحتوي
على عدة أوجه تحتاج للبحث والنقاش وذلك الن التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية تعتبر من أهم أسباب
نجاعة النظومة التشريعية والرقي بالمنافسة واالقتصاد الوطني .
سلمى كحال ،مجلس المنافسة وضبط النشاط االقتصادي ،مذكرة ماجيستير في العلوم القانونية ،فرع قانون األعمال ،جامعة 1
ماهي االليات القانونية 5ال5تي وض5عها المش5روع الجزائ5ري لض5بط التعس5ف في وض5عية الهيمن55ة على -
السوق
ولإلجابة على اإلشكالية المطروحة تم تقسيم هذا البحث إلى فصلين حيث خصص ( الفصل األول) القواعد
القانونية المتعلقة بالتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية وهو يحتوي على مبحثين حيث تتضمن وجود
وضعية الهيمنة االقتصادية ( المبحث األول ) ،االستخدام التعسفي لوضعية الهيمنة االقتصادية
( المبحث الثاني )،أما( الفصل الثاني) فهو معنون تحت إطار إجراءت قمع التعسف في وضعية الهيمنة
االقتصادية بحيث يشمل مبحثين يدرسان تحريك المتابعة اإلدارية ( المبحث األول ) ،ومن جهة أخرى
الفصل في القضايا المتعلقة بالتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية ( المبحث الثاني) .
من اجل دراسة هذا الموضوع اتبعنا المنهج التحليلي والوصفي حسب متطلبات البحث وذلك من خالل
تحليلنا للنصوص القانونية المتعلق بالتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية .
الفصل األول
اإلطارالعام للتعسف
االقتصادية
إذ يجب على العون االقتصادي أن يتواجد في مركز قوة يحتكر النشاط االقتصادي في السوق فيصبح
مهيمنا( المبحث األول ) .وال تكون وضعية الهيمنة ممارسة مقيدة للمنافسة إال إذا تم استغاللها تعسفيا من
طرف المؤسسة المهيمنة ( المبحث الثاني) .
حصول المؤسسة على مركز قوي في السوق هو أمر غير ممنوع في حد ذاته وال يعاقب عليه القانون ،وإ نما
التعسف في استعمال تلك القوة هو المحظور خاصة عندما يؤدي لإلخالل بالمنافسة والحد منها ،ولمعرفة ما
إذا كانت المؤسسة االقتصادية في وضعية هيمنة أو ال ،فالبد من توضيح فكرة وضعية الهيمنة االقتصادية
(المطلب األول) ،وكذا تواجد المؤسسة في وضعية الهيمنة على السوق(المطلب الثاني) .
المطلب األول
تعتبر الهيمنة احتكار للسوق من قبل عون اقتصادي معين وهذا التصرف جائز قانونا وفقا لما حدده قانون
المنافسة وهو مايستدعي تعريف وتحديد أنواع الهيمنة)الفرع األول ( ،ثم التمييز عن ما يشابهها من مفاهيم
الفرع األول
لتعريف وضعية الهيمنة ارتأينا إلى انه يجب اإلشارة إلى كل من التعريف الفقهي(أوال)ثم التعريف
التشريعي(ثانيا).
قدم الفقه تعريفين لوضعية الهيمنة ،فا ألول كالسيكي ينطلق من واقع معين للسوق ويعتبر وضعية الهيمنة
بمثابة مؤشر لغياب المنافسة عن هذه السوق ،أما الثاني فهو ديناميكي والذي اليحيل إلى السوق وإ نما يحدد
1
. وضعية الهيمنة كونها سلطة اقتصادية أو قدرة على التصرف
إحدادن سهيلة ،إخناش ثيزيري ،التعسف في قانون المنافسة ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر في الحقوق ن فرع قانون أعمال 1
لم يعرف المشرع الجزائري وضعية الهيمنة في قانون رقم 06-95المتعلق بالمنافسة (الملغى)،وبصدور
األمر رقم 03-03المتعلق بالمنافسة وهو االخر لم يتعرض لتعريف وضعية الهيمنة إال بعد تعديله بموجب
المادة 03على النحو التالي ‹‹ :هي الوضعية التي تمكن مؤسسة ما من الحصول على مركز قوة إقتصادية
في السوق المعني من شأنها عرقلة قيام منافسة فعلية فيه ،وتعطيها إمكانية القيام بتصرفات منفردة إلى حد
معتبر إزاء منافسيها أو ممونيها ».
وباستقرار هذه المادة يتضح لنا وضعية الهيمنة هو تواجد مؤسسة في موضع يسمح بأن تلعب دورا رئيسيا في
سوق ما للسلع والخدمات دون أن تسمح بأن تلعب دورا رئيسيا في سوق ما للسلع والخدمات دونأن تسمح
لمنافسيها بالتمتع في حصة من السوق أو زبائنها أو أي شخص اخر متواجد في السوق بحيث تعتبر هذه
المؤسسة االقتصاديةالمتواجدة في وضعية الهيمنة مركز قوة مسيطرة على السوق التي تعطي لها أو العون
االقتصادي القدرة الكافية على التصدي للمنافسة الفعلية أذ تمكنه من توخي سلوك مستقل إزاء منافسيه يجعله
اليتأثر بإستراتيجيتهم.1
الفرع الثاني
بالرجوع إلى نص المادة 07من األمر رقم 03-03المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم والتي نصت على مايلي
:
‹‹ يحظر كل تعسف ناتج عن وضعية الهيمنة على السوق أو احتكار لها أو جزء منها »،وهناك عدة مفاهيم
تتشابه مع الهيمنة في السوق لذلك يجب تمييز بينها وبين االحتكار( أوال) ،واحتكار القلة (ثاني) ،االتفاقيات
المحظورةـ ( ثالثا )،التجمعات االقتصادية ( رابعا ).
بن براهيم مليكة ،القيود الواردة على مبدأ المنافسةفي التشريع الجزائري ،مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات شهادة ماستر أكاديمي في 1
يقصد باالحتكار باللغة اليونانية monos polienأي بائع واحد أي االحتكار يعني به وجود بائع واحد مسيطر
على سوق منتوج معين ،بحيث ينفرد بإنتاجه أو بيعه وال يوجد له بديل في هذه السوق .
وعليه يكمن وجه الشبه بين المصطلحين هو وجود مؤسسة واحدة في السوق ال يوجد لها منافسين
حاليين أو متوقعين.1
أن احتكار القلة هو وجود عدد قليل من البائعين يبيعون سلعا متجانسة قريبا لبعضها البعض أي بائع يعتبر
على أنه محتكر للسلعة تسمح له بتحديد سعر السلعة التي يبيعها والتي يجب أن يأخذ في حسابه ردة فعل
االخرين فيما يتعلق بالسعر.
وخالف ذلك في حالةـ وضعية الهيمنة الفردية حيث توجد مؤسسة واحدة لها القدرة في تحديد األسعار والحجم
المعروض دون أن تعتبر أي اعتبار لما يقررونه المنافسين االخرين فوضعية الهيمنة في السوق تثبت لمؤسسة
واحدة في حين في حالةـ احتكار القلة تثبت الهيمنة لعدد محدود من المؤسسات اليمكنها االنفراد بقرراتها دون
أن تراعي ردود أفعال المنافسين اآلخرين ،أما في حالة الهيمنة الجماعية ينظر إلى المؤسسات التي في حالة
وضعية هيمنة اقتصادية كمجموعة وليس إلى كل مؤسسة منها على حدا ،فتثبت الهيمنة على كل المؤسسات
المجتمعة فوضعية الهيمنة الجماعية تقترب كثيرا من احتكار القلة .
وقد قضت محكمة العدل للمجموعات األوربية في قرارها المتعلق بالشركة البحرية البلجيكية في المادة 82من
االتفاقية بأن ‹‹ :وضعية الهيمنة يمكن أن يجوز عليها كيانين اقتصاديين مستقلين قانونا عن بعضهما
البعض شريطة ذلك من الناحية االقتصادية أن تتقدم
قوسم غالية ،التعسف في وضعية الهيمنةـ في القانون الجزائري على ضوء القانون الفرنسي ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في 1
العلومتخصص قانون ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2016،ص.45
1
أو تنصرف معا إلى السوق المتميز ككيان جماعي .
تعتبر وضعية الهيمنة أحادية الطرف محتكرة من طرف عون اقتصادي واحد يستغل موقعه االقتصادي في
السوق بغية تقيد وإ زاحة منافسيه ،أما االتفاقات المحظورة هي ممارسة ثنائية ومتعددة األطراف ،إال أن هناك
تشابه يجمع بين هاتين الممارستين في كونهما يشكالن مجموعات مستقلة في السوق ،وهذا ما يأخذ به التشريع
الفرنسي وتكون هذه المجموعات المستقلة في حالة تواجد مؤسستان أو أكثر تعمالن في سوق واحدة وتوجد
بينهما عالقة مبينة على إستراتيجية منظمة لهما في مواجهة العمالء والمنافسين.2
اليمنع قانون المنافسة التجميعات االقتصادية مثلما يمنع الممارسات المنافية للمنافسة الحرة بل يعتبر تمركز
اقتصادي يرمي إلى التحكم في جزء من السوق الوطنية يجب الحصول على اعتماد مسبق من قبل مجلس
المنافسة وعليه يكمن االختالف بينه وبين وضعية الهيمنة في أن التجميع االقتصادي قد يؤدي إلى تقييد
المنافسة وعرقلة السوق مستقبال لذا اخضع للرقابة بغض النظر عن ارتكاب أطرافه لتصرف وفقا ألحكام
المادة 07من قانون المنافسة إالفيحالة إثبات استغاللها واستخدامها بشكلتعسفي فتصبح محظورةـ ويعاقب على
3
ارتكابها
الفرع الثالث
نصت المادة 02من القانون رقم 12-08المتعلقة بالمنافسة على مجاالت تطبيق األحكام المتعلقة بوضعية
الهيمنة على السوق النحو التالي ‹‹:تطبيق أحكام هذا األمر على:
نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات بما فيها االستيراد وتلك التي يقوم بها األشخاص المعنويون -
العموميون والجمعيات واالتحاديات المهنية أيا كان قانونها األساسي وشكلها أو موضوعها .
الصفاقات العمومية ابتداء من اإلعالن على المناقصة إلى غاية المنح النهائي للصفقة . -
غير انه يجب إن ال يعيق تطبيق هذه 5األحكام أداء مهام المرفق العام أو ممارسة صالحيات السلطة
العمومية» .
ومن خالل هذه المادة نستنتج انه يتم تطبيق األحكام المتعلقة بوضعية الهيمنة من حيث نشاط المؤسسة (أوال )
يعرف أنه كل نشاط يتمثل في عرض أموال وخدمات في السوق المعني يهدف إلى تحقيق الربح عن
طريق إجراء مبادالت اقتصادية ،ولقد عرف المشرع الجزائري المؤسسة في المادة 03من األمر رقم -03
03المتعلق بالمنافسة على انها ‹‹ :كل شخص طبيعي أو معنوي أيا كانت طبيعته يمارس بصفة دائمة
نشاطات اإلنتاج أو توزيع الخدمات واالستيراد »،فالمؤسسسة قد تكون شخصا عاما أو خاصاـ تمارس األنشطة
االقتصادية بصفة دائمة.1وتقوم بعرض منتوجاتها وخدماتها في السوق .وتتمحور نشاطات المؤسسة
االقتصادية في اإلنتاج ،التوزيع الخدمات ،االستيراد.
االنتـاج :يعتبر نشاطا صناعيا يتمثل في صناعيا يتمثل في صنعالمنتوج وتنظيمه وتحويله ويمتد إلى -1
عمليات أخرى تتمثل في تقديم المنتوج في شكله الطبيعي كصيد األسماك .2وهذا مانصت عليه المادة 03
فقرة 09من القانون رقم 03-09المتعلق بحماية المستهلك وقمع الغش كمايلي ... ‹‹ :االنتاج ،العمليات
التي تتمثل في ترية المواشي وجمع المحصول والجني والصيد البحري
والذبح والمعالجة والتصنيع والتحويل والتركيب وتوضيب المنتوج ،بما في ذلك تخزينه أثناء مرحلة
1
تصنيعه وهذا قبل تسويقه األول »
باإلضافة إلى هذه النشاطات تندرج أيضا العمليات العقاريةـ في حيز المنافسة إذا كان الممارسـ مؤسسة تخضع
لقواعد المنافسة إذا كان الممارسـ مؤسسة تخضع لقواعد المنافسة وهذا ما ينطبق على الوكاالت العقارية .
التوزيع :هو مجموعة األنشطة المتعلقة بحركة وانتقال السلع والخدمات من أماكن اإلنتاج إلى أماكن -2
االستهالك مع مراعاة الوقت والمكان المناسب ولم يشترط المشرع مصدر إنتاج السلعة ،فسواء كانت
سلعة محلية وطنية أو سلعة مستوردة إنما اشترط أن تباع السلع على حالها ال تحول داخل البالد كاستيراد
المواد األولية التي تستعمل في عملية اإلنتاج الصناعي واشترط كذلك أن تباع السلع المستوردة داخل
الوطن أي في السوق المحلية وسواء كانت المؤسسة وطنية أم أجنبية ألن مايعرقل حركة السلع هو
المنافسة داخل السوق الوطنية.2
الخدمات :تتمثل الخدمة في كل عمل مقدم ،غير تسليم السلعة حتى ولو كان هذا التسليم تابعا أو مدعما -3
للخدمة المقدمة ومن أمثلة الخدمات (التنظيف ،التصليح ،الترميم )...وال يدخل تسليم المنتوجات في مفهوم
الخدمة ألنه التزام يترتب على عاتق المنتج أو البائع ،كما تخضع كافة األنشطة االقتصادية لقانون المنافسة
وبما فيها أصحاب المهن الحرة.ـ
االستيراد :هو إدخال بضاعة إلى البالد عن طريق البر أو البحر أو الجو وينبغي على المتعاملين في هذا -4
المجال أن يقدموا إقرار عن هذه السلع عند دخولها وتنجز عمليات استيراد البضائع بحرية دون اإلخالل
3
بالقواعد المتعلقة باالداب العامة والنظام العام ،البيئة
قانون رقم 03-09مؤرخ في 25فبراير ، 2009يتعلق بحماية المستهللك وقمع الغش،الجريدة الرسمية عدد ،15مؤرخ في 08مارس 1
،2009المعدل والمتتم بالقانون رقم 09-18المؤرخ في 10جويلية ، 2018الجريدة الرسمية عدد ، 35مؤرخ في 13جويلية .2018
قوسم غالية ،المرجع السابق ،ص41 2
بعداالستشارةـ إلى النشاطاتـ التي تخضع لوضعية الهيمنة االقتصاديةوالتي يشترط فيها أن تكون نشاطا
اقتصاديا وعلى هذا األساس يستلزم بنا تحديد األشخاص المخاطبين بتلك القواعد حسب نشاطا اقتصاديا وعلى
هذا األساس يستلزم بنا تحديد المخاطبين بتلك القواعد حسب نشاطا اقتصاديا وعلى هذا األساس يستلزم بنا
تحديد األشخاص المخاطبين بتلك القواعد حسب نصت عليه المادة 2فقرةـ 1من القانون رقم 12-08المتعلق
بالمنافسة على أنه ‹‹ :تطبيق احكام هذا األمر على نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات 5بما فيها االستيراد
وتلك التي تقوم بها األشخاص المعنويون والجمعيات واالتحادية المهنية ،أيا كان قانونها األساسي وشكلها
أو موضوعها».
فقانون المنافسة يرمي إلى تطبيق األحكام المتعلقة بوضعية الهيمنة سواء على أشخاص القانون العام أو
أشخاص القانون العام أو أشخاص القانون الخاص وذلك دون تمييز بينهم .
أشخاص القانون الخاص :إن أشخاص القانون الخـاص يمثلـون إمـا أشـخاص طبيعـيين قـد يكونـون تجـارا أو -1
من منتجين أو حرف ــيين ،وأم ــا أش ــخاص معن ــويين كالجمعي ــات والش ــركات التجاري ــة وه ــذا حس ــب م ــاورد في
المادة 02من قانون رقم 12-08المتعلق بالمنافسة سالفة الذكر.
يعد التاجرـ كل شخص يقوم باألعمال التجارية ويتخذها مهنة معتادة له سواء كان شخص طبيعي أو معنوي
،أما بالنسبة للشركات فقد عرفها المشرع الجزائري في 116من القانون المدني بأنها عقد يتم بين شخصين
أو أكثر بحيث يجب إن تتوفر في هذا العقد أركان موضوعية عامة تتمثل في الرضا المحل والسبب
وأركان موضوعية خاصة تتمثل تعدد الشركاء تقسيم الحصص كاقتسام األرباح والخسائر ،وهذا إضافة إلى
توفر أركان شكلية متمثل في الكتابة الرسمية وكذا الشهر .
كما نص المشرع الجزائري بموجب القانون رقم 12-08:المتعلق بالمنافسة صراحة على اعتبار الجمعية
من بين األشخاص الذين يطبق عليهم قانون المنافسة ،ذلك أن بعض الجمعيات قيامها ببعض النطات
االقتصادية يجعلها في دور المنافس ألعوان االقتصاديين
اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية الفصل األول
الذين ينشوطون في نفس المجال خاصة إذا كان نشاطها واسعا بحيث يؤثر على السوق.1
عرفت المادة 2من القانون رقم 06-02المتعلق بالجمعيات على أنه ‹‹:تعتبرالجمعية في مفهوم هذا
القانون تجمع أشخاص طبيعيين أو معنويين على أساس تعاقدي من أجل ترقية األنشطة وتشجيعها،
السيمافي المجال المهني واالجتماعي والعلمي والديني والتربوي والنقابي والرياضي والبيئي5
2
واإلنساني ».
– 2أشخاص القانون العام :يتمثلون في األشخاص المعنوية للدولة وهم الوالية ،البلدية والمؤسسات
العمومية ذات الطابع اإلداري فهي تقوم بتقديم خدمة عامة من دون تعرضها ألي منافسة لهذا هي ليست بحاجةـ
ليطبق عليها قانون المنافسة ،واستثناء لهذه القاعدة فهناك بعض أشخاص القانون العام يخضعون صراحة
ألحكام قانون المنافسة وهذا ما نصت المادة 02من القانونرقم 12-08المتعلق بالمنافسة على أن‹‹:الصفقات
العمومية ابتداء من اإلعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النهائي للصفقة »،وهذا مايدل على التوجه
الليبرالي الذي تسعى له الحكومة الجزائرية بحيث ال يطبق قانون المنافسة إال على األشخاص العمومية التي
تقوم نشاطات اإلنتاج ،التوزيع ،الخدمات ،االستيراد أي المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي
والتجاري ،بحيث انه كلما مارست الدولة أو احد أجهزتها وضيفة اقتصادية من طبيعة نفسها كتلك التي يمكن
للشخص الخاص أن يضمنها أو أن تدخل في السوق كعارضة للسلع والخدمات .
كما اعتبر المشرع الجزائري الصفقاتـ العمومية من األشخاص التي تخضعلقانون المنافسة بداء منإعالمها
3
إلى غاية المنح النهائي للصفقة.
حماش سيلية " ،الظوابط القانونية للمنافسة في التشريع الجزائري " ،مجلة الدفاتر السياسية والقانون ،كلية الحقوق والعلوم 1
قادير فاطمة الزهراء ،التعسف باستعمال الهيمنة االقتصادية في السوق في القانون الجزائري ،مذكرة تخرج للحصول على شهادة 3
الماستر في الحقوق ،تخصص قانون األعمال ،جامعة محمد خيضر ،الوادي 2016،ص. 13
اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية الفصل األول
حيث عرفت المادة 02من قانون الصفقاتـ العمومية رقم 1 247-15على أن ‹‹ :الصفقات العمومية عقود
مكتوبة في مفهوم التشريع 5المعمول به ،تبرم بمقابل مع متعاملين اقتصاديين وفق الشروط
المنصوص عليها في هذا المرسوم ،لتلبية حاجات المصلحة المتعاقدة في مجال األشغال واللوازم
والخدمات والدراسات».
الفرع الرابع
أشكال حيازة وضعية الهيمنة
الحيازة هي تمركز القوة االقتصادية في يد مؤسسة واحدة في السوق (أوال) ،وإ ما أن تكون هذه الحيازةـ ذات
مركز قوة جماعية بحوزة مؤسستين أو أكثر في السوق المعني (ثانيا) .
تكون هذه الهيمنة فردية عندما تكون مؤسسة واحدة ذات مركز مسيطر وقوي في السوق منفردة في مواجهات
التصرفات واتخاذ القرارات ،كما أيضا قد تنتج وضعية الهيمنة عند اندماج مؤسستين حسب مفهوم المادة 17
من األمر رقم 03-03المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم.
يقصد بها ممارسة مجموعة من المؤسسات اتفاقات رسمية بفضل وجود التناسق والتكامل وأيضا وجود
روابط هيكلية مثل عالقات رأس المال ،ويكون ذلك باعتماد سياسية مشتركة في السوق والتصرفـ إلى
حد ملموس بشكل مستقل عن المنافسين وتكون ذات مركز مسيطر جماعي وقوي في السوق شرط أن
ال تبلغ درجة االندماج .
وقد نص المشرع الجزائري في المادة 03من القانون رقم 12-08السالفة الذكر على وضعية الهيمنة
الفردية على خالف المشرع الفرنسي والقانون األوربي اللذان يأخذان بفكرة
مرسوم رئاسي رقم 247-15مؤرخ في 16سبتمبر ، 2015يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام الحريدة 1
المطلب الثاني
إن تمكين المؤسسة من الحصول على مركز مهيمن في السوق يعد شئ إيجابي من خالل التأثير على
المؤسسات المنافسة في السوق وسيطرتها ،مما يستوجب تعريف السوق (الفرع األول) معايير تحديد السوق
الفرع األول
تعريف السوق
يعتبر السوق أداة تحليل أساسية في قانون المنافسة ،إذ انه بدراسة السوق يمكن معرفة مدى إمكانية مراقبة
السلوك الصادر من المؤسسة وإ دانتها ومعاقبتها ،إذا كان مخال بالمنافسة وعليه يتوقف تواجد المؤسسة في
وضعية الهيمنة االقتصادية ،مما يستوجب تعريف السوق من الناحية االقتصادية (أوال) ،ثم من الجانب
القانوني(ثانيا).
يقصد بالسوق من الناحية االقتصادية بأنها المكان الذي يجتمع فيه العروض والطلبات أو الخدمات الذي يجتمع
فيه مالك المنتجات ( صناع ،فالحون ،تجار) القتراح وعرض منتجاتهم على المعاملين والمستهلكين.2
شفار نيبية ،الجرائم المتعلقة بالمنافسة في القانون الجزائري والقانون المقارن ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص ، 1
نصت المادة 3فقرة 2من األمر رقم 03 -03المتعلق بالمنافسة على أن السوق هو ‹‹كل سوق للسلع5
والخدمات المعنية بممارسات مقيدة للمنافسة وكذا تلك التي يعتبرها المستهلك مماثلة أو تعويضية السيما
بسبب مميزاتها وأسعارها واستعمال الذي خصصت له والمنطقة الجغرافية التي تعرض المؤسسات 5فيه السلع
أو الخدمات المعنية ».1
الفرع الثاني
للكشف عن وجود تعسف ناتج عن وضعية الهيمنة في السوق يجب تحديد معيار المبادلة (أوال) ،ومعيار
المنطقة الجغرافية للسوق المعنية (ثانيا).
يعتبر معيار المبادلة العامل المشترك بين العرض والطلب ،بحيث يقتضي البحث عن إمكانية استبدال منتوج
معين بأخر إذا كان سعره في ارتفاع مما يستلزم منا التمييز بين العرض البديل والطلب البديل .
الطلب البديل :ينتج عن تحول الزبائن نتيجة الزيادة التي تطرأ على سعر سلعة معينة ،عادة مايؤدي إلى -1
انصراف العمالء إلى سلعة أخرى مشابهة لها تقوم بنفس الغرض ،أي إشباع المستهلك لحاجياتهـ عن
طريق اقتناء سلعة مشابهة للسلعة التي ارتفع سعرها في السوق الواحدة ومثال ذلك إقتناء الحليب بدال من
2
األجبان الرتفاع أسعار الجبن بحيث أن الحليب يلبي نفس فوائد األجبان
العرض البديل :يتم فيه البحث عن مدى توفر عروض بديلة لتلك المقدمة من المؤسسة المعنية مما -2
يستوجب على الزبون تعويض السلعة المفقودة ،باللجوء لسلعة بديلة ،كأن يقتني غاز البوتان في حالة
عدم توفر أو انقطاع الغاز الطبيعي ،والمالحظ هنا أن انقطاع الغاز
محمد المرغدي ،المنافسة ،الجزء األول ،الطبعة األولى ،دار غداء للنشر والتوزيع ،األردن ، 2017،ص.50 1
غوقالي أيوب ،قمع الممارسات التجارية غير المشروعة ،مذكرة لنيل شهادة ماستر في الحقوق ،تخصص قانون الشركات جامعة 2
الطبيعيجعل الزبون يقتني غاز البوتان الذي يعتبر حال بديال ،وقد يكون دائما أو مؤقتا فالمهم هنا هوسد الحاجةـ
في االنقطاع حتى وإ ن تم استبدال السلعة بسلعة تقوم بنفس الخدمة للسلعة األصلية.1
تعتبر السوق المعنية المكان الذي تلتقي فيه العروض والطلبات وحتى يكون بمقدور مجلس المنافسة الوقوف
على مدى توفر وضعية الهيمنة في السوق وجب تحديد الرقعة الجغرافية التي تزاول فيه المؤسسة نشاطها
حيث كلما كان النشاط واسع المدى ،كلما أدى إلى سوق أوسع ولمجلس المنافسة السلطة التقديرية بتعيين حدود
السوق الجغرافية.2
وتكمن أهمية التحديد الجغرافي في التأثير على رقم أعمال المؤسسة ألنه في حالة قرب الموقع الجغرافيـ
يكون سعر السلع مالئما ،أما في حالة البعد يكون ثمن السلع مرتفعا وذلك لما تفرضه مصاريف الشحن
والتخزين ،فتكون السوق المعينة بموقعها الجغرافي تتميز عن غيرها.3
الفرع الثالث
نصت المادة 02من المرسوم التنفيذي رقم 4314-2000على المقاييس التي يعتمد عليها لتحديد ما إذا كان
العون االقتصادي في وضعية هيمنة أو ال وجاءت هذه المادة كاالتي ‹‹ :المقاييس التي تحدد وضعية هيمنة
عون اقتصادي على سوق للسلع أو الخدمات 5أو على جزء منها على الخصوص مايلي :
مرسوم تنفيذي رقم 314-2000مؤرخ في 14أكتوبر ،2000يحدد المقاييس التي تبين أن العون االقتصادي في وضعية الهيمنةـ 4
وكذلك مقاييس األعمال الموصوفة بالتعسف في وضعية الهيمنة ـالجريدة الرسمية عدد ،61مؤرخ في 18أكتوبر ( ، 2000الملغى).
اإلطار العام للتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية الفصل األول
حصة السوق التي يحوزها العون االقتصادي مقارنة بالجهة يحوزها األعوان االقتصاديين االخرين -
الموجودين في نفس السوق .
االمتيازات القانونية أو التقنية التي تتوافر لدى العون االقتصادي المعني . -
العالقات المالية أو التعاقدية أو الفعلية التي تربط العون االقتصادي بعون أو عدة أعوان اقتصاديين -
والتي تمنحه امتيازات متعددة األنواع .
امتيازات القرن الجغرافي التي يستفيد منها العون االقتصادي المعني ». -
ومن خالل هذه المادة يتبين لنا هناك مجموعة من المقاييس يجب أن تتوفر في المؤسسة حتى يمكن أن نقول
بأنها تحتل وضعية هيمنة على السوق أو على جزء جوهري منه والتي جاءت على سبيل المثال ال الحصر
وتتمثل هذه المقاييس أو المعايير في المقاييس الكمية (أوال) ومقاييس كيفية (ثانيا).
من األمور الضرورية التي تؤثر في تكوين وضعية الهيمنة هو مقدار حصة السوق وكذلك القوة االقتصادية
التي تتمتع بها المؤسسة في السوق.
حصة السوق :ونعني بها تلك الحصة التي يمتلكها العون االقتصادي مقارنة بالحصص التي يحوزها كل -1
عون من األعوان االقتصاديين الموجودين في نفس السوق ،وتعتبر حصة السوق ،أكبر دليل على وجود
وضعية الهيمنة ،1غير أن المشرع يرى ضرورة تكميلها بمعايير أخرى ،و وفقا للمادة 04من المرسوم
التنفيذي رقم 314-2000تحدد حصة السوق نفسه ،فإذا تجاوزت حصة المؤسسة في السوق بنسبة
%80يعد مؤشر كافيا لتواجدها في وضعية الهيمنة.2
تجمع القوة االقتصادية :تتمتع المؤسسة بقوة اقتصادية على مستوى السوق عندما ترتكز -2
زيادة على المعايير السالفة الذكر هناك مقاييس كيفية يمكن االعتماد عليها في تحديد وضعية الهيمنة للعون
االقتصادي ومنها مايلي :
االمتيازات القانونية والتقنية التي تتوافر لدى العون االقتصادي المعني :يثبت توفر هذه االمتيازات لدى -1
العون االقتصادي من طرف مجلس المنافسة باالعتماد على الوسائل التقنية المستعملة باإلضافة إلى
الوضعية التي تتواجد عليها كحسن الموقع والوصول باألفضلية لبعض مصادر التمويل .
العالقات المالية والتعاقدية أو الفعلية :هذه العالقات تمنح امتيازات متعددة األنواع تربط العون االقتصادي -2
بعون أو عدة أعوان .
الشهرة العالمة :ومثال ذلك عالمة " "SAMSUNGفيما يخص المنتوجات االلكترونية فإنها في نظر -3
المستهلكين تعد عالمة ذات شهرة كبرى وذات منتوج عالي الجودة .
امتيازات القرب الجغرافي :التي تمكن العون االقتصادي من السيطرة على السوق من خالل تمركزه في -4
موقع جغرافي إستراتيجي يسمح له بجلب المستهلكين والتضييق على المنافسين االخرين من الدخول في
السوق الواحد.2
المبحث الثاني
التعد وضعية الهيمنة تصرفا ممنوعا مدامت هذه القوة االقتصادية ناتجة عن احترام قواعد المنافسة فهي تعتبر
طبيعة لحركية السوق ،غير انه ثبت قيام المؤسسة بالتعسف في وضعية الهيمنة وتم تعسفا من قبل األعوان
االقتصادية مما يؤثر سلبا على قواعد المنافسة وقد يكون هذا التأثير كلي على السوق التنافسية أو على جزء
جوهري منها وفي هذه الحالة نكون أمام فعل غير مشروع أال وهو استغالل وضعية الهيمنة االقتصادية
( المطلب األول ) والذي اعتبره المشرع الجزائري فعال محظورا ،غير انه وردت بعض االستثناءات القانونية
على حظر التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية ( المطلب الثاني ).
المطلب األول
أورد المشرع الجزائري التعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية في نص المادة 07من األمر رقم
03-03المتعلق بالمنافسة والذي اعتبره تجاوز العون االقتصادي في استعمال وضعية الهيمنة وهذا ما
يستدعي بنا لتعريف التعسف (الفرع األول )،وصوال إلى ممارسات التعسفية (الفرع الثالث)
الفرع األول
بن حملة سامي "،مفهوم وضعية الهيمنة في قانون المنافسة " مجلة العلوم االنسانية ،عددـ ، 46كلية الحقوق ،جامعة اإلخوة 1
إلثبات ارتكاب تعسف من طرف مؤسسة التي تكون في وضعية الهيمنة البد من تحديد فكرة التعسف
حيث تطرقنا إلى التعريف الفقهي (أوال ) ثم إلى تحديد مفهوم التعسف الذي اخذ به المشرع الجزائري
(ثانيا)
أشار الفقه الفرنسي على أن التعسف في وضعية الهيمنة هو تقيد وقصر المنافسة أو اإلضرار بها في
السوق المعينة ،وعرفه SALEILLESبأنه ‹‹:انتفاء الحق وليس إساءة استعماله ».
ويرى جانب اخر من الفقهاء بأنها ‹‹ شرط المحرر من قبل طرف أكثر قوة ويمنح 5لهذا األخير ميزة
فاحشة على الطرف االخر » ،1وينقسم التعسف في الهيمنة إلى تعسف هيكلي واخر سلوكي .
إذ ينتج التعسف الهيكلي عن عالقة تعاقدية تتضمن بنودا تعسفية ترفض على األعوان االقتصادية
إتباع إستراتيجية معينة في السوق .
أما التعسف السلوكي فهو عبارة عن قيام المؤسسة المهيمنة على السوق بتصرف غير عادي
2
. كرفض بيع منتوجاتها دون مبرر شرعي
لم يقم المشرع الجزائري في قانون المنافسة بإعطاء تعريف للتعسف إال انه يفهم من نص المادة الفقرةـ األولى
من األمر 03-03المتعلق بالمنافسة باستعماله عبارة قصد " يحظر كل تعسف ناتج عن وضعية هيمنة على
السوق أو احتكار أو جزء منها .
نواري محمد ،مجلس المنافسة بين الدور القضائي والوظيفة اإلدارية ،مذكرة لنيل شهادة ماجستير في القانون،فرع القانون 1
ويفهم من هذه المادة أن عملية وضعية الهيمنة ال تعتبر مرفوضة ومجرمةـ ذاتها وإ نما الذي يرفض ويجرم هو
تجاوز التعسف في استعمالها .
الفرع الثاني
معايير التعسف
حسب ماورد في المادة 3فقرة 5من قانون رقم 02- 04المتعلق بالممارسات التجارية ‹‹كل بند أو شرط
بمفرده أو مشتركا مع بند واحد أو عدة بنود أو شروط أخرى ،من شأنه اإلخالل الظاهر بالتوازن بين
وواجبات أطراف العقد »، 2وهو ما أخذ به المشرع الجزائري في التعسف في وضعية الهيمنة ومن أجل معرفة
ذلك يجب البحث عن وجود عدم توازن في العقد المبرم بين أطراف العقد من حقوق والتزامات الطرفين ، 3
ويقع عبأ إثبات التعسف في وضعية الهيمنة على الهيمنة على من يدعي ذلك بأنه ضحية ،وأحيانا على الهيئات
المكلفة بعمليات التحقيقات.4
الفرع الثالث
صور الممارسات التعسفية في وضعية الهيمنة االقتصادية
نص المشرع الجزائري على بعض حاالت التعسف الناتج عن هيمنة المؤسسات في السوق أو احتكارها على
جزء منها ،وهذا ماورد في نص المادة 7من األمر رقم 03-03
قانون رقم 02-04مؤرخ في 23يونيو سنة، 2004يحدد القواعد المطبقة على المؤسسات التجارية ،الجريدة الرسمية عدد ،41مؤرخ 2
بتاريخ 27يونيو ، 2004يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،الجريدة الرسمية عدد 46مؤرخ في 18أوت .2010
نواري محمد ،المرجع السابق ،ص.ص.44-43 3
تيورسي محمد ،قواعد المنافسة والنظام العام االقتصادي ،دراسة مقارنة ،رسالة دكتوراه في العلوم القانونية واإلدارية ،جامعة أبو بكر 4
قد تقوم المؤسسة المهيمنة إلى استغالل قوتها االقتصادية لتقليص حصص المنافسين في السوق المعنية ،وفي
بعض األحيان قد تؤدي إلى استبعادهم أو غلقها ومنع دخول منافسين جدد ،وتستخدم بذلك وسائل وممارسات
عديدة منها :
- 1شرط عدم المنافسة :عادة ما تفرض المؤسسة المهيمنة على عمالئها المنافسين عدم المنافسة ،وذلك من
أجل منع تنمية وزيادة حصصهم في السوق المعتبرة قانونا ،بهدف الحد من سلطتهم على السوق وبالمقابل
تضمن وتحافظـ على هيمنتها على السوق ،ويشترط لصحة هذا الشرط أن يكون محددا من حيث المدة والمكان
أو من ناحية األنشطة التي يحظر على الملتزم بهذا الشرط القيام بها .
وقد اعتبرت محكمة استئناف باريس قيام المؤسسة المهيمنة بفرض شرط عدم المنافسة في العقود التي
تبرمها مع عمالئها من قبل الممارسات االحتكارية التي تشكل إساءة استغالل المركزة المهيمن ،وقد أيدتها
1
. محكمة النقض في ذلك
– 2خصومات الوفاء والوالء :يمنع على المؤسسة المهيمنة على السوق منح خصومات أو تحفيزات لضمان
وفاء الزبائن ،وذلك ألن هذه الممارسة تهدف إلى تقييد المنافسة في السوق ،فال يوجد ما هو أسهل على
المؤسسة من الحصول على والء عمالئها لما تكون حائزة على قوة اقتصادية ،عكس المنافسين نادرا ما
يحصلون على هذا الوالء ،ويتم تهمشهم تدريجيا ،ويفسر هذا الهدف غير المشروع بعدة شروط يتضمنها عقود
البيع العمودية هذه الشروط ال تضر المتعاملين االقتصاديين للمؤسسة المهيمنة ،وفي بعض األحيان تستفيد
منها غير أنها تكون فائدة مضللة ،فهي ترمي للقضاء على المنافسة في السوق وفي نهاية المطاف للحد من
الخيارات المتاحة أو المستخدمين النهائيين.
سامي عبد الباقي إساءة استغالل المركز المسيطر في العالقات التجارية ،دار النهضة العربية ،مصر ،2005،ص .171 1
الشروط الحصرية :تقرض المؤسسة المهيمنة شروط وهذه الشروط قانونية ليست ممنوعة ،إذا كانت لها -3
فائدة على النشاط الممارسـ خاصة في االستثمار ،غير أنه إذا وضعت هذه الشروط الحصرية بهدف
إقامة عوائق مصطنعة لمنع دخول منافسين إلى السوق ،كأن تفرض هذه المؤسسة على الموزعين
المتعاملين معها ضرورة شراء نسبة محددة من حاجتهم منها هي وحدها ،وهو مايطلق عله شرط الشراء
الحصري d'achat clause d' exchsiviceوهذه الشروط تؤدي إلى غلق السوق ألنها تلزم الموزع
على شراء من عنها دون غيرها ،ويمكن أن تكون الشروط الحصرية للبيع بأن يلزم المورد بعدم البيع إال
لبعض الموزعين فقط ،ومثال على ذلك القرارـ الذي اتخذه مجلس المنافسة التي تقوم به شركة tèlède
) FFusiond (Franceوالتي تتمتع بوضعية الهيمنة في مجال البث التلفزيوني في مواجهة شركة
Emetteتعد ممارسة تجسيد إساءة االستغالل في وضعية الهيمنة ،حيث قامت هذه الشركة المهيمنة
بإبرام عقود مع بعض المقاطعاتـ تتعلق بإنشاء واستغالل وصيانة محطات التلفزيوني ،حيث منحت
حقوقاـ حصرية تمثلن في أن البث عبر هذه المحطات ال يكون إال من خالل هذه الشركة ،واستغاللها لهذه
الشروط فقط تمسكت الشركة المهيمنة بضرورة إخالء المعدات من إنتاحهاـ ،حيث قرر مجلس المنافسة
معاقبة الشركة المهيمنة إلساءة استغاللها لوضعية الهيمنة .
وقد نص المشرع في المادة 10من األمر رقم 03-03المعدلة بموجب المادة 6من قانون رقم 12-08
المتعلق بالمنافسة على كل عمل أو عقد مهما تكن طبيعته أو موضوعه من شأنه أن يسمح للمؤسسة
باالستئثار في ممارسة نشاط يدخل فانون المنافسة ويالحظ من ذلك أنه قد حظرـ ومنع كل أنواع الشروط
1
. الحصرية واعتبرها ممارسة مقيدة للمنافسة
المؤسسات ذات القوة االقتصادية إلى استخدامه للمحافظة على هذه القوة وجذب أكبر قدر ممكن في السوقـ للوصول
إلى احتكارها ،ويفهم هذا من نص المادة 07فقرة 05من األمر رقم 03-03المتعلق بالمنافسة ،انه يحظر على
المؤسساتـ أن تتعسف في وضعيتهاـ الهيمنة على السوق قصد عرقلة تحديدد األسعار حسب قواعد السوق بالتشجيع
المصطنعـ الرتفاع األسعار وانخفاضها .
– 1التسعير العداوني (بيع بسعر منخفض تعسفيا ):تتمتع المؤسسة المهيمنة بسلطة على سوق تعطيها قوة
اقتصادية تسمح لها بعرض منتوجاتها بسعر منخفض لزبائنها ،بحيث أن منافسيها ليس باستطاعهم مجارات
هذه األسعار فهدف المؤسسة المهيمنة بعرض منتوجاتها بسعر أقل من سعر التكلفة هو إقصاء المنافسين من
السوق ومنع دخول منافسين جدد ،والوصول إلى احتكارالسوق .
تطبيق هذه الممارسة يستدعي أوال وجود مؤسسة في هيمنة في السوق ،التي تتبنى سياسة خفض المبيعات
إلى أقل من سعر التكلفة ،وهذا ليس لمصلحة المستهلكين وأنما من أجل إقصاء المنافسين اللذين ليس لديهم
القدرة على مجارات هذه التخفيضات ،حيث أن
مختلفة ومتفاوتة على الموزعين والعمالء الذين يتعاملون معها ،فهذه الممارسة تكيف على أنها تعسف
ناتج عن وضعية الهيمنة على السوق ،إذا مارست أسعار أقل ارتفاع
المـــطلب الثاني
بما أن استغالل التعسفي الهيمنة االقتصادية يعد محظورا ويعتبر ممارسة مقيدة للمنافسة ،إال أنه فبعض
الحاالت يكون فعال مشروعا بناء على نص قانوني (الفرع األول) أو إذا كان هذا التعسف في وضعية الهيمنة
يساهم في التطور االقتصادي (الفرع الثاني)،أو إذا تما منح للعون االقتصادي ترخيص بعدم التدخل (الفرع
الثالث).
الفرع األول
جالل مسعد ،مدى تأثر المنافسة الحرة بالممارسات التجارية ،رسالة لنيل درجة الدكتوراه في القانون ،فرع قانون األعمال كلية الحقــوق 1
بناء على مانص في المادة 9من قانون رقم 03-03المتعلق بالمنافسة ‹‹:ال تخضع ألحكام المادتين 6و 7
أعاله االتفاقيات والممارسات الناتجة عن تطبيق نص تشريعي أو تنظيما أتخذ تطبيقا له .»...
وتتضح الممارسات المباحة في هذه المادة وهي الممارسات الواردة في المادة 7الناتجة عن تطبيق نص
تشريعي أو تنظيمي اتخذ تطبيقا له ،وهي ممارسات ال تخضع أصال للخطرـ الوارد في المادة في ، 7أي
وجود نص تشريعي أو أي مرسوم أو قرار يعفي مرتكب الممارسة التعسفيةبوضعية الهيمنة من المتابعة ،
وحتى يتحقق اإلعفاء من المتابعة جراء ممارسات المحظورةـ البد من أن يتمثل موضوع التنظيم المثار كتبرير
التفاق غير مشروع أو فعل تعسفي في وضعية الهيمنة تقييد المنافسة .
أما عن المنشورات اإلدارية فإن اللجنة التقنية لالتفاقاتـ ووضعيات الهيمنة قبلت أن نثار هذه المنشورات بصفة
نفعية من طرف المؤسسات وإ ن كانت التشكل حقيقة نصوص تنظيمية ،بشرط أن يكون المنشور صادر من
المزير االقتصاد فقط ويشكل تفسير لتنظيم ساري المفعول أين يسمح بوضوح بعض الممارسات المقيدة
1
للمنافسة
الفرع الثاني
يرخص بالممارسات 5التي يمكن أن يثبت أصحابها أنها تؤدي إلى تطور اقتصاد أو تقني أو تساهم في تحسين
التشغيل أو من شأنها السماح للمؤسسات والمتوسطة بتعزيز وضعيتها التنافسية في السوق ،وهذا حسب
ماورد في المادة 5التاسعة الفقرة الثانية من األمر رقم 03-03المتعلق بالمنافسة .
ويجب على مرتكبي هذه الممارساتـ تقديم دليل على هذا التطور االقتصادي ،وأن يثبت في نفس
الوقت أن عملهم هذا يتضمن محاسن أو فوائد اقتصادية من جهة ،وأنها كافية لتعويض ما قد يكون لها من
آثار على المنافسة لهذا يشترط تقديم تقرير اقتصادي يتضمن مزايا ومساوئ الممارسة المقيدة للمنافسة ،
التعسف ناتج عن وضعية الهيمنة.1
الفرع الثالث
الترخيص بعدم التدخل
ال يخضع التعسف الناتج عن وضعية الهيمنة ،ويعتبر جائز إذا توفر لها إجراء مهم وهو تصريح من مجلس
المنافسة ،وأنه ال داعي لتدخله وفق ما نصت عليه المادة 08من األمر رقم 03ـ 03المتعلق بالمنافسة.2
وقد صدرفي ذلك مرسوم تنفيذي رقم 175 =05يحدد كيفية الحصول على التصريح بعدم التدخل
بخصوص االتفاقيات ووضعية الهيمنة على السوق ، 3ومنه هذا المنطلق وجب اإلحاطة بعدة جوانب التي
يؤول إليها التصريح بعدم التدخل ،بمدلوله (أوال) ،والغاية منه (ثانيا) ،مرورا باالجراءات التي يقوم بها
صاحب طلب التصريح بعدم التدخل (ثالثا).
بودالي محمد ،حماية المستهلك في قانون المقارن ،دار الكتاب الحديث ،الجزائر ، 2016 ،ص .527 1
المــادة 8من األمــر رقم = 03ـ 03المتعلــق بالمنافســة تنص على " :يمكنأن يالحظ مجلس المنافسة بناء على طلب المؤسسات المعني55ة 2
واس 55تثناءا إلى المعلوم 55ات المقدم 55ة ل 55ه أن اتفاق 55ا أو عمال م 55ديرا أو اتفاقي 55ة أو ممارس 55ة كم 55ا هي مح 55ددة في الم 55ادتين 6و 7أعاله ال
يستدعي تدخله ،تحدد كيفيات تقديم طلب االستفادة من أحكام الفقرة السابعة بموجب مرسوم
مرسـوم تنفيـذي رقم = 05ـ ، 175مــؤرخ في 12مـايو ، 2005يحــدد كيفيـات الحصـول على تصـريح بعـدم التـدخل بخصـوص االتفاقـات 3
ووضعية الهيمنةـ على السوق ،الجريدة الرسمية عدد 35مؤرخ في 18مايو .2005
أوال :تعريف التصريح بعدم التدخل
هو تصريح يسلمه مجلس المنافسة بناء على طلب المؤسسات المعنية ،ومنه يقرر المجلس بموجبه عدم
وجود داع لتدخله بخصوص الممارسات المنصوص عليها في المادة 7من األمر رقم 03 = 03المتعلق
بالمنافسة .
إذن هو رخصة يمنحها مجلس المنافسة ليصرح بأن استخدام للوضع المهيمن في قضية ما ال
يقيد المنافسة ،بل يهدف إلى الدعم االقتصادي أو التقني وأنه يساعد في تحسين العمالة أو تعزيز التنافس
للمؤسسة ،وهذا ما نصت عليه المادة 2من المرسوم التنفيذي رقم 175 = 05المتعلق بتحديد كيفيات
الحصول على تصريح بعد التدخل بخصوص االتفاقيات ووضعية الهيمنة على السوق.1
ثانيا :الهدف من التصريح :يرمي هذا التصريح إلى :
= خلق فرص أمام المؤسسات لالستفادة من الخبرة المادية لمجلس المنافسة وذلك لتزايد قواعد المنافسة
وقطاع األعمال وعدم إلمام المؤسسات بالشكل الكافي بهذه القواعد التنظيمية .
= يساعد على تخفيض عدد الملفات المعروضة على مجلس المنافسة من شأنه أن يساهم في تجنب مخالفةـ
للقانون ورفع شكاوى ضدها من قبل منافسيها المتأثرين من أنشطتها ،أو من قبل مجلس المنافسة من تلقاء
نفسه.2
ثالثا :إجراءات الحصول على التصريح بعدم التدخل
=1شروط طلب التصريح :يقدم الطلب من قبل المؤسسة أو المؤسسات المعنية ،كما يمكن أن يقدم من
طرف ممثلي هذه المؤسسات الذين يجب أن يستظهروا تعويضا مكتوبا يبين صفة التمثيل المخولة لهم ،
وهذا ما ورد في المادة 3من المرسوم التنفيذي رقم 175 = 05الذي يحدد كيفيات الحصول على
التصريح بعدم التدخل بخصوص االتفاقيات ووضعية الهيمنة على
لعور بدرة ،آليات مكافحة جرائم الممارسات التجارية في التشريع الجزائري ،أطروحة مقدمة لنيل شــهادة دكتــوراه ،تخصــص 1
قانون األعمال ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،قسم الحقوق ،جامعة محمد خيضر ،بسكرة ، 2014ص .74
المرجع نفسه ،ص .ص .75 = 74 2
السوق ،ويجب بيان هوية صاحب الطلب من خالل بيان التسمية أو عنوان الشركة عامال والشكل القانوني ،
والعنوان الكامل للمؤسسة.1
أما إذا تم تقديم الطلب من ممثل عن المؤسسة يجب بيان إسم الممثل ولقبه وعنوانه وصفته مع إرفاق
الطلب بسند التوكيل هذا فيما يخص بالمؤسسة الجزائرية ،أما إذا كانت المؤسسة أجنبية أو كان ممثليها
المفوضين كذلك فإن عليهم بيان عنوانهم في الجزائر ،كما يمكن أن يكون هناك مشاركين آحرين في الطلب ،
فيجب بيان هويتهم من خالل بيان التسمية أو عنوان الشركة كامال والشكل القانوني والعنوان الكامل لكل
مشارك.
:يجب أن يكون الطلب مؤرخا وموقعا من المؤسسة المعنية أو ممثليها المفوضين قانونا =2صيغة الطلب
حسب نموذج قانوني ،وأن يرفق نتصريح الموقعين يحمل صيغة المنصوص عليها في الملحق األول الوارد
في المرسوم التنفيذي رقم 175 = 05كما يلي " :يصرح الوقعون أدناه أ المعلومات المقدمة أعاله وكذلك
المعلومات المقدمة في جميع الوثائق والمستندات المرفقة بالطلب صحيحة ومطابقة للواقع وأن التقديرات
واألرقام والتوقعات تم بيانها وتقديمها بالطريقة األقرب إلى الحقيقة أطلعو على أحكام المادة 59من األمر
رقم 03 = 03المؤرخ في 19يوليو 2003والمتعلق بالمنافسة " .المكان والتاريخ التوقيع والصفة.2
:وفقا لما نصت عليه المادة 4من المرسوم التنفيذي رقم 175 = 05يتكون الملف =3مكونات الملف
المتعلق بطلب الحصول على التصريح بعدم التدخل في الثائق التالية :
= استمارة معلومات ترفق بطلب الحصول على التصريح بعدم التدخل وتحتوي على ثالث عناصر :
= نسخ من الحصائل المالية ( )3األخير مؤشر ومصادق عليها من محافظـ الحسابات أو نسخة واحدة من
1
الحصيلة األخيرة ،إذا كان تأسيس المؤسسة أو المؤسسات ال يتجاوز ثالث سنوات
يودع الملف بكل مشتمالته في خمس نسخ لدى األمانة العامة حسب المادة 5من المرسوم التنفيذي رقم
175 = 05لمجلس المنافسة مقابل وصل استالم ،أو يرسل بواسطة إرسال مضمون ،ويحمل وصل االستالم
رقم تسجيل الطلب مقدم ،ويجب أن تكون الوثائق المرفقة بالملف نسخ أصلية وأن يكون مصادق على
مطابقتها لألصل إذا كانت نسخ مصورة.2
باإلضافة إلى أنه يمكن للمحرر بأن يطلب من المؤسسة أو ممثلها تزويده بمعلومات يراها ضرورية ،
لتأدية مهامه.3
يمكن أن تطلب المؤسسات المعنية أو ممثليها المفوضين بأن تكون بعض المعلومات أو المستندات
المقدمة محمية بسرية األعمال ،وفي هذه الحالة يجب أن ترسل تودع المعلومات أو المستندات بصفة سرية
وتحمل فوق كل صفة منها عبارة " سرية األعمال" المادة 7من المرسوم التنفيذي سابق الذكر.4
المادة 5من المرسوم التنفيذي رقم ، 175 =05المرجع السابق . 2
لمــادة 6من المرســوم التنفيــذي رقم =05ـ ، 175تنص على " :يمكن المق55رر المعين لدراس55ة المل55ف أن يطلب من المؤسس55ة المعين55ة أو 3
من ممثليها المفوضين إطالعه بمعلومات أو مستندات إضافية يراها ضرورية ".
المادة 7من المرسوم التنفيذي رقم ، 175 =05المرجع السابق 4
الفصل الثاني
إجراءات قمع التعسف
في وضعية الهيمنة
االقتصادية
لم يكتفي المشرع الجزائري من خالل األمر 03 = 03المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم بالنص على القواعد
المادية للتعسف بوضعية الهيمنة في السوق ،بل نص أيضا على مواد تكفل محاربة هذه الممارسة المقيدة لمبدأ
حرية المنافسة وضمان الحماية الفعلية للمنافسة في السوق ،حيث قام بوضع جهاز يسهر على قمع االستغالل
التعسفي لوضعية الهيمنة وهو مجلس المنافسة .
أين تتم فيه تحريك المتابعة المتعلقة بالتعسف (المبحث األول) باإلضافة إلى ذلك فإن للمجلس صالحيات
مخولة له بقوة القانون والتي تسمح له بالفصل في القضايا المتعلقة بالتعسف في وضعية الهيمنة االقتصادية
(المبحث الثاني).
المبحث األول
تحريك المتابعة أمام مجلس المنافسة
إذا ثبت تعسف في وضعية الهيمنة من طرف مؤسسة ما ،وجب التصدي لها والحد منها ويكون ذلك عن
طريق تحريك دعوى متابعة هذه المؤسسة المهيمنة تعسفيا بحيث يكون أول إجراء قانوني القيام به هو إخطارـ
مجلس المنافسة ( المطلب األول) عن هذه الممارسة المقيدة للمنافسة ،ثم يليه إجراءات تحري والقيام
بالتحقيقاتـ(المطلب الثاني).
المطلب األول
إخطار مجلس المنافسة
أول إجراء يتم به تحريك المتابعة اإلدارية أمام مجلس المنافسة وهو القيام بإخطاره عن طريق
األجهزةـالمخولة لها وذلك حسب المادة 44من األمر رقم 03 = 03المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم (الفرع
األول) وهذا اإلخطارـ ال بد أن يكون وفق الشروط القانونية (الفرع الثاني) وفي األخير هذا اإلخطار ينتج آثار
(الفرع الثالث).
الفرع األول
األشخاص المؤهلة لإلخطار
يعد اإلخطار بمثابة إجراء أولي تبدأ به اإلجراءات اإلدارية أمام مجلس المنافسة ،ومن بين أهم األشخاص
المحولة لها صالحية القيام بإخطارـ مجلس المنافسة منها :الوزير المكلف بالتجارة (أوال) ،المؤسسات
اإلقتصادية (ثانيا) ،جمعيات حماية المستهلك (ثالثا) ،الجماعاتـ المحلية (رابعا) ،الجمعيات المهنية النقابية
(خامسا) ،وآخرها اإلخطار التلقائي (سادسا) ،وفق ما نصت عليه المادة 44الفقرة األولى من األمر رقم
03 = 03المتعلق بالنافسة.1
المادة 44فقرة 1من األمر رقم = 03ـ 03المتعلق بالمنافســة المعــدل والمتمم تنص " :يمكن أن يخطر الوزير المتلقى بالتجارة مجلس 1
المنافسة ويمكن المجلس أن ينظر في القضايا من تلقاء نفسه أو بإخطار من المؤسس55ات أو بإخط55ار من الهيئ55ات الم55ذكورة في الفق55رة 2
من المادة 35من هذا األمر إذا كانت لها مصلحة في ذلك ".
نصت المادة 44من األمر رقم 03ـ ـ ـ 03المتعلق بالمنافسة على أنه يتولى الوزيرـ المكلف بالتجارة إخطارـ ،وذلك
بعد االنتهاء من التحقيق الذي تقوم به المصالح المكلفة بالتحقيقات االقتصادية ،وتولي الوزارة دراسة الملف شكال
وموضوعاـ ،فإذا ما استوفى هذه الشروط تتولى الوزارة التحضير لإلخطارـ الوزاريـ لمجلس المنافسة ،أما إذا أثبتت
الدراسة عبء في الملف يتم إرجاعه إلى الهيئة التي قامت بالتحقيق وذلك قصد تصحيحه.1
ورد في نص المادة 3من قانون رقم 08ـ ـ ـ 12المعدلة والمتممة للمادة 3من األمر رقم 03ـ ـ ـ 03المتعلق
بالمنافسة في فقرتها األولى (( :المؤسسة كل شخص طبيعي أو معنوي أيا كانت طبيعته يمارس بصفة دائمة
نشاطات اإلنتاج أو التوزيع أو الخدمات أو االستيراد .))..........
ويالحظ أن المشرع في تعديل 2008أضاف االستيراد وعليه فإن كل مؤسسة تتضررـ من جراء االستعمال التعسفي
لوضعية الهيمنة يحق لها إخطار مجلس المنافسة ،حيث يقوم هذا األخير بالتدخل ووضعـ حد لهذه الممارسة المخلة
بالمنافسة.2
أشرك المشرع الجزائري في قانون المنافسة جمعيات حماية المستهلكين في محاربة التعسف في وضعية الهيمنة ،
بحيث يحق لهذه الجمعيات أن ترفع الدعاوى أمام المحاكم المختصة بإبطال أي إلتزام أو اتفاقية أو شرط تعاقدي يتعلق
بالتعسف في استخدام وضعية الهيمنة على السوق ،كما يحق لها المطالبة بالتعويض عن األضرارـ التي تلحق
بالمصالح المشتركة للمستهلكين فضال عن إخطارـ مجلس المنافسة في حال المساس بالمصالح التي تكفل
عبــد اهلل العــويجي " ،اختصاصــات مجلس المنافســة الجزائــر " ،ملتقى وطــني حــول حريــة المنافســة في القــانون الجزائــري جامعــة بــاجي 1
قانون أعمال ،جامعة الشهيد حمه لخضر ،الوادي .77 ، 2015 ،
الفرع الثاني
شروط قبول اإلخطار
نورة جحايشية ،منــال زيتــوني ،دور مجلس المنافســة في ضـبط الســوق ،مـذكرة لنيـل شـهادة ماســتر في الحقـوق ،تخصـص قـانون 1
2
أنه (( :إذا كانت لها مصلحة في ذلك )) .
إن شروط الخاصة بشكل اإلخطارـ وميعاده تعتبر ضرورية لقبول هذا األخير والذي يشترط القانون أن
تصاغ في قالب قانوني معين .
أوجب القانون أن يكون اإلخطارـ في شكل عريضة مكتوبة ،وترسل إلى رئيس مجلس المنافسة في أربع
نسخ مع الوثائق المصحوبة لها ،وذلك إما عن طريق ظرف موصى عليه مع وصل اإلشعار باإلستالم ،أو
عن طريق إيداعها لدى مصلحة اإلجراءات مقابل وصل اإلستالم ،ويجب أيضا أن تسجل العريضة وتوسم
وتختتم لتبيان تاريخ وصولها لدى المجلس وهذا ما جاء في نصوص المواد 15و 16من المرسوم الرئاسي
رقم 44ـ ـ 96المحدد للنظام الداخلي لمجلس المنافسة ( الملغى )( )2والتي تقابلها المادة 8من المرسوم
التنفيذي رقم 11ـ )3( 241الذي يحدد تنظيم مجلس المنافسة وسيره باإلضافة إلى أنه يجب أن تتضمن
العريضة بيانات تتعلق بالشخص العارض قد يكون :
ـ ـ ـ العارض الشخص الطبيعي ،يشترط أن يتضمن إسمه ولقبه ومهنته وموطنه .
ـ ـ ـ ـ العارض الشخص المعنوي ،ويجب أن تحتوي العريضة على تسمية العارض ،شكله مقره والجهاز الذي
يمثله وأيضا ذكر عنوان المخطر وهو ما نصت عليه المادة 17من المرسوم الرئاسي رقم 96ـ ـ ـ 44سالف
الذكر على أنه (( :يجب على العارض أن يحدد العنوان الذي يرسل إليه التبليغ واإلستدعاء ،وان يشعر
مجلس المنافسة دون تأخير بأي تغير في عنوانه
ب ــراش خليف ــة ،بن اعم ــارة غاني ــة ،النظ ــام الق ــانوني لمجلس المنافس ــة في ظ ــل الق ــانون الجزائ ــري ،م ــذكرة لني ــل ش ــهادة الماس ــتر حق ــوق ، 1
تخصص قانون أعمال ،جامعة عبد الرحمان ميرة ،بجاية ،2013 ،ص.21
نصت المادة 44الفقرة الثالثة من األمر رقم 03ـ ـ 03المتعلقة بالمنافسة على أنه (( :ال يمكن أن ترفع إلى
مجلس المنافسة دعاوى التي تجاوزت مدتها ثالث ( )3سنوات إذا لم يحدث بشأنها أي بحث أو معاينة أو
عقوبة )).
ومنه ال يمكن إخطارـ مجلس المنافسة بالنسبة للممارسات التي تجاوزت مدتها ثالث سنوات ،حيث تعتبر
هذه الفترة تقادم دعاوى المنافسة المتعلقة بالتعسف في وضعية الهيمنة ،وعليه فإن أي ممارسة منافية تجاوزت
هذه المدة ،ال تكون موضوع متابعة ،شرط أال يكون هناك مباشرة أي إجراء خالل هذه الفترة كإجراء
المعاينة أو بحث أو إصدار عقوبة.1
وضعية الهيمنة حتى يمكن لمجلس متابعتها ،وأيضا أال تكون هذه الوقائع من االستثناءات الواردة في المادة 9
سالفة الذكر من األمر رقم 03ـ ـ ـ 03المعدل والمتمم كالتطور االقتصادي أو صدور تنظيم تشريعي أو قانوني
يصرح بها.2
شــراديد محمــد الحــاج ،النظــام القــانوني إلخطــار مجلس المنافســة ،مــذكرة لنيــل شــهادة ماســتر أكــاديمي ،تخصــص قــانون شــركات ،كليــة 1
إقزيــري ســعيدة ،دوداش ســميرة ،التحقيــق في الممارســات المنافيــة للمنافســة ( :دراســة مقارنــة بين القــانون الجزائــري والقــانون الفرنســي) 2
مــذكرة لنيــل شــهادة الماس ــتر في الحق ــوق ،تخصــص ق ــانون عــام لألعمــال ،كلي ــة الحقــوق والعل ــوم السياس ــية ،جامعــة عبــد الرحمــان مــيرة ،
بجاية 2016 ،ص61
2ــــــ توفر عناصر اإلثبات المقنعة :
يجب أن يحتوي الملف الرفق بعريضة اإلخطار على عناصر إثبات مقنعة وليس إدعاءات فقط ،وذلك
ألن عدم وجود أدلة مقنعة تؤدي إلى رفض وعدم قبول من طرف مجلس المنافسة ،وهذا ما اشترطته المادة
44فقرةـ ثالثة من األمر رقم 03ـ ـ 03المتعلق بالمنافسة على أنه (( :يمكن أن يصرح المجلس بموجب قرار
معلل بعدم قبول اإلخطار إذا ما ارتأى أن الوقائع المطكورة ال تدخل ضمن إختصاصه أو غير مدعمة 5بعناصر
مقنعة بما فيه الكفاية )).
كما جاءت المادة 16من المرسوم رقم 96ـ ـ ـ 44الذي يحدد النظام الداخلي لمجلس المنافسة (الملغى) لتأكد
على ضرورة توفر أدلة إثبات مقنعة بقولها (( :وتتضمن العريضة التي يجب تحديد موضوعها ببيان األحكام
القانونية والتنظيمية وعناصر اإلثبات التي تؤسس الجهة المخطرة إليها )).
ومنه ضرورة وجود أدلة وعناصر إثباتكافية ومقنعة حتى يتم قبول اإلخطار من قبل مجلس المنافسة وإ ال
فإنه يصرح بعدم قبول هذا اإلخطار بتقرير معلل رفضه.1
الفرع الثالث
أثار اإلخطار
عند إتمام جميع الشروط المتعلقة باإلخطارـ لكي يتم قبوله فإنه ينتج أثارا مهمة ،وذلك ليتم بعدها
المرور إلى إجراء التحقيق ومن أهم هذه اآلثار هي :
يقوم مجلس المنافسة في إطار مهامه بتوطيد عالقات التعاون والتشاور وتبادل المعلومات مع
سلطات الضبط ".
ـ ـ ـ ـ إمكانية طلب تدابير تحفظية وفقا للمادة 46من األمر رقم 03ـ ـ ـ 03المتعلق بالمنافسة
ـ ـ ـ ـ ـ مباشرة إجراء تحقيق عن طريق تعيين مقررـ أو عدة مقررين لفحص التعسف في وضعية الهيمنة
االقتصادية .
ـ ـ ـ ـ ـ توقيف التقادم المحدد بثالث سنوات حيث أنه ال يمكن لمجلس المنافسة أن ينظر في الدعاوى التي ترفع إليه
والتي تجاوزت مدتها ثالث سنوات ولم يتخذ فيها أي معاينة أو عقوبة أو بحث.1
أشارت المادة 44/3من األمر رقم 03ـ ـ 03المتعلق بالمنافسة على أنه في حالة عدم توفر الشروط
القانونية المطلوبة في قبول اإلخطار ،يقوم مجلس المنافسة بتصريح بعدم قبول اإلخطارـ بواسطة قرار معلل
يوضح فيه رفضه لإلخطار بواسطة قرار معلل يوضح فيه رفضه لإلخطار إما على أساس عدم اختصاص
المجلس أو لعدم كفاية أدلة اإلثبات.
يمكن لمجلس المنافسة أن يعلن عدم اختصاصه في اإلتفاقاتـ الناتجة عن القرارات .
والعقود اإلدارية والتي تدخل في إطار ممارسة السلطة العامة ،هذه األخيرة تخضع وفق القاعدة العامة
الختصاص القضاء اإلداري ،أو في حالةـ ما إذا كانت الممارسة المنافية تحتاج إلى عقوبات جزائية يحيلهاىإلى
الجهاز التعاقدي.2
نواري محمد ،المرجع السابق ،ص .64 1
المطلب الثاني
إجراء التحقيق
بقبول مجلس المنافسة اإلخطار بعد استفاءه الشروط القانونية الالزمة تأتي بعد ذلك مباشرة عملية التحقيقات
بشأن القضية طبقا ألحكام المادة 50من األمر رقم 03ـ ـ ـ 03المتعلق بالمنافسة ،واإلجراء يتم على مرحلتين
مرحلة التحقيق األولي (الفرع األول) والمرحلةـ الثانية هي التحقيق الحضوري (الفرع الثاني).
الفرع األول
التحقيق األولي
لم يكن يميز األمر رقم 95ـ ـ ـ 06المتعلق بالمنافسة (الملغى) بين مرحلة التحريات األولية ومرحلةـ التحقيق
الحضوري لمجلس المنافسة ،على خالف األمر رقم 03ـ ـ ـ 03المتعلق بالمنافسة الذي ميز بينهما من حيث
القواعد التي تحكم كل مرحلة ،حيث نص المشرع على األشخاص الذين توكل لهم مهمة البحث والتحقيق
(أوال) ،وأيضا نص على سلطاتهم (ثانيا).والتزاماتهم (ثالثا)
براش خليجة ،بن أعمارة غانية ،المرجع السابق ،ص .26 2
باإلضافة إلى سلطات المحققين التي خولها المشرع لهم ،أيضا قام بوضع التزامات لهم وذلك عند
االنتهاء من مرحلة التحقيقات يقومون بتحضير محاضر وتقارير أولية ،وفق ما أوردته المادة 21من
المرسوم الرئاسي رقم 96ـ ـ ـ 44الذي يحدد النظام الداخلي لمجلس المنافسة (ملغى) التي تنص على أنه :
(( يحرر المقررـ بمجرد إنهاء تحقيق تقرير أولي أو يعد محضرا حسب الحالة ،ويوقعه ويرسله إلى مجلس
المنافسة )).
1ـ ـ ـ إعداد المحاضر:
ألزم المشرع على المقرر أثناء قيامه بعملية التحقيقات والتحريات أن يصيغه في شكل محضر ويكون ذلك بعد
كل فعل أو بحث يقوم به ،ويجب أن يتضمن هذا المحضر هوية وصفة الموظفين الذين قاموا بالتحقيق كما
يبين هوية األشخاص المعنيين بالتحقيقات ،نشاطهم وعناوينهم ،كما تدون في هذه المحاضرـ تاريخ ومكان
المعاينة وتكون موقعة من طرف المحققين ومن طرف األشخاص المحققـ معهم ،وفي حالة رفضهم للتوقيع
يجب تدوين هذا الرفض في المحضر نفسه وهذا ما نصت عليه المادة 53من األمر رقم 03ـ ـ ـ 03المتعلق
بالمنافسة على أنه (( تكون جلسات اإلستماع التي قام بها المقرر ،عند االقتضاء محررةـ في محضر يوقعه
1
األشخاص الذين استمع إليهم وفي حالةـ رفضهم التوقيع يثبت ذلك في المحضر)).