‫‪#‬‬

‫ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﻏﲑ ﺷﺮﻋﻴﺔ ﻭ ﺍﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ‬

‫ﻣﻨﻄﻘﺔ ﴰﺎﻝ ﺍﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‬

‫ﺃ‪ .‬ﻣــــــــﺮﺍﺩ ﺑﻦ ﻗﻴﻄﺔ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺑﺎﺟﻲ ﳐﺘﺎﺭ ﻋﻨﺎﺑﺔ‬

‫ﺃ‪.‬ﳏﻤﺪ ﺃﻣﲔ ﺑﻦ ﺟﻴﻼﱄ‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﳏﻤﺪ ﺑﻮﻗﺮﺓ – ﺑﻮﻣﺮﺩﺍﺱ‪-‬‬

‫ﻣﻠﺨﺺ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺔ‪:‬‬

‫إن ﺗﺼ ـ ـ ــﺎﻋﺪ وﺗﲑة اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻛﻈﺎﻫﺮة ﻳﻌﻮد إﱃ اﻟﻈﺮوف اﻟﺴ ـ ـ ــﻴﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ‬
‫واﻻﻗﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ اﳌﺘﺪﻫﻮرة واﳋﻄﲑة اﻟﱵ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﻣﻨﺎﻃﻖ ﻛﱪى ﻣﻦ دول اﻟﻌﺎﱂ اﻟﺜﺎﻟﺚ‪ ،‬وﺗﻌﺪ‬
‫ﻣﻨﻄﻘﺔ ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﺮﺗﻌﺎ ﻣﻬﻤﺎ ﻻﺳـ ــﺘﻔﺤﺎل ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﳌﺎ أﺎﺑﻧﺖ ﻋﻨﻪ ﻧﺘﺎﺋﺠﻬﺎ‬
‫اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺒﻴﺔ ﰲ ﻣﻴﺪان اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺄﺑﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﺎﳍﺎ‪ ،‬ﻓﺈﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﺎﻟﻴﺔ اﳍﺠﺮة واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻫﻲ ﻣﻦ أوﻟﻮ�ت‬
‫اﻟﺴــﻴﺎﺳــﺎت اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ ﻟﺪول ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪ ،‬ﺧﺎﺻــﺔ وأن ﻫﻨﺎك ﺗﺒﺎﻳﻨﺎ واﺿــﺤﺎ ﰲ وﺗﲑة اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫ﺑﲔ اﻟﺪول اﻟﻄﺎردة – ﻣﻨﻄﻘﺔ ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ – واﻟﺪول اﻷورﺑﻴﺔ اﳌﺴ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺒﻠﺔ وﻫﻲ اﻟﻮﺿـ ـ ـ ــﻌﻴﺔ‬
‫اﻟﱵ ﺗﻘﻒ وراءﻫﺎ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺴ ـ ــﻴﺎﺳ ـ ــﺎت وﻣﺸ ـ ــﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻦ أﺟﻞ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ‬
‫واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺗﻜﻔﻞ اﳊّﺪ ﻣﻦ أﺳﺒﺎب اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ ‪.‬‬

‫‪- 114 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫ﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺳـ ــﺒﻖ‪ ،‬ﻬﺗﺪف ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳـ ــﺔ إﱃ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻦ ﺳ ـ ـﺆال اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸـ ــﺮﻋﻴﺔ‪،‬‬
‫أﺳﺒﺎﻬﺑﺎ‪ ،‬ﺗﺪاﻋﻴﺎﻬﺗﺎ‪ ،‬وأﻫﻢ اﳊﻠﻮل اﳌﻘﱰﺣﺔ ﰲ إﻃﺎر ﻣﺘﻐﲑ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪.‬‬

‫اﻟﻜﻠﻤﺎت اﳌﻔﺘﺎﺣﻴﺔ‪ :‬اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ‬
‫واﳋﺎرﺟﻴﺔ‬

‫ﻣﻘﺪﻣــــﺔ‪:‬‬

‫إن ﺗﻨﺎﻣﻲ اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺳـ ــﺒﺎب واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﺪاﻓﻌﺔ‬
‫إﱃ ﻫﺠﺮة اﻟﻮﻃﻦ‪ ،‬وﺗﺮﺗﺒﻂ ﺎﺑﻷﺳ ـ ـ ـ ــﺎس ﲟﺸ ـ ـ ـ ــﻜﻠﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ واﻟﺘﻬﻤﻴﺶ واﳍﺪر اﻟﺬي ﻳﻌﻴﺸ ـ ـ ـ ــﻪ‬
‫اﳌﻮاﻃﻦ ﰲ اﻟﺪول اﻟﻘﻄﺮﻳﺔ ﺧﺎﺻـﺔ دول ﻣﻨﻄﻘﺔ ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺪراﺳـﺎت واﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺪوﻟﻴﺔ‬
‫ﳊﺮﻛﺔ اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸ ــﺮﻋﻴﺔ ﺗﺸ ــﲑ أ�ﺎ ﺣﺮﻛﺔ ﻣﻦ اﻟﺪول اﻟﻨﺎﻣﻴﺔ – ﺧﺎﺻ ــﺔ ﻣﻦ دول إﻓﺮﺑﻘﻴﺎ‬
‫ﺟﻨﻮب اﻟﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺤﺮاء‪ ،‬ودول ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ – واﻟﱵ ﺗﺘﻤﻴﺰ ﺑﱰاﺟﻊ ﻟﻨﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ اﻟﻨﻤﻮ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫اﻹﻧﺴ ــﺎﻧﻴﺔ ﳓﻮ اﻟﺪول اﻟﺼ ــﻨﺎﻋﻴﺔ‪ .‬ذﻟﻚ أن ﻫﻨﺎك ﺗﺒﺎﻳﻦ واﺿ ــﺢ ﰲ وﺗﲑة اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﺪول‬
‫اﻟﻄﺎردة – ﻣﻨﻄﻘﺔ ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ – واﻟﺪول اﻷورﺑﻴﺔ اﳌﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺒﻠﺔ‪ ،‬وﻳﻌﺘﱪ ﻫﺬا اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ‬
‫ﻟﺘﺬﺑﺬب وﺗﲑة اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ دول ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﱵ ﻻ ﺗﺰال اﻗﺘﺼ ـ ــﺎداﻬﺗﺎ ﻫﺸ ـ ــﺔ ﺗﻌﺮف اﻟﻌﺪﻳﺪ‬
‫ﻣﻦ اﳌﺼﺎﻋﺐ‪ ،‬وﺗﻌﻴﺶ ﰲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﻋﺪم اﻻﺳﺘﻘﺮار اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻣﺎ ﺧﻠﻖ ﺑﻴﺌﺔ‬
‫داﻓﻌﺔ ﻟﻠﻬﺮوب ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﳍﺠﺮة إﱃ اﻟﺪول اﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ ﲪﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴ ـ ـ ـ ــﺎن واﻟﻌﻴﺶ‬
‫اﻟﻼﺋﻖ‪.‬‬

‫ﻋﻠﻰ ﺿـ ــﻮء ﻣﺎ ﺗﻘﺪم ﲢﺎول ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳـ ــﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﺴـ ــﺎؤل اﻟﺘﺎﱄ‪ :‬ﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ‬
‫اﻟﺪاﻓﻌﺔ إﱃ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻇﺎﻫﺮة اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ؟ وﻣﺎ أﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻄ ﻘﺔ‬
‫ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ؟ وﻣﺎ ﻫﻲ اﻟﺴﻴﺎﺳﺎت اﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺗﻔﺎﻗﻢ ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺎﻫﺮة؟‬

‫ﺃﻭﻻ‪ :‬ﻣﺎﻫﻴﺔ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ‪:‬‬

‫‪- 115 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫ﺗﻌﺘﱪ اﳍﺠﺮة ﰲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ اﻟﻌﺎم ﻇﺎﻫﺮة ﺳـ ــﻜﺎﻧﻴﺔ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﳌﻬﺎﺟﺮ ﲝﺜﺎ ﻋﻦ ﺣﻴﺎة أﻓﻀ ــﻞ‬
‫ﰲ ﲨﻴﻊ ﺟﻮاﻧﺒﻬﺎ اﻹﻗﺘﺼـ ـ ــﺎدﻳﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺴـ ـ ــﻴﺎﺳـ ـ ــﻴﺔ واﻟﺼـ ـ ــﺤﻴﺔ واﻟﺘﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪،‬‬
‫ﺑﻌﻴﺪا ﻋﻦ ﻛﻞ اﻟﻈﺮوف اﻟﱵ دﻓﻌﺖ ﺑﻪ إﱃ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺣﺮوب وﻓﻘﺮ وﺑﻄﺎﻟﺔ‪...‬إﱁ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺗﻌﺎرﻳﻒ اﳍﺠﺮة ﻓﺘﺨﺘﻠﻒ وﺗﺘﻌﺪد ﺎﺑﻟﻨﻈﺮ ﻟﺘﻌﻘﺪ وﺗﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻚ ﻣﻈﺎﻫﺮﻫﺎ وﻣﻌﺎﻳﲑﻫﺎ‪،‬‬
‫ﻓﺈذا إﻋﺘﻤﺪ� ﻋﻠﻰ اﳌﻌﻴﺎر اﳉﻐﺮاﰲ‪ ،‬ﺗﻌﺮﻓﻬﺎ اﳌﻮﺳ ـ ـ ـ ــﻮﻋﺔ اﳊﺮة ‪Wikipidia‬ﺄﺑ�ﺎ‪ ":‬أن ﻳﱰك‬
‫ﺷـ ـ ـ ـ ـ ــﺨﺺ أو ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻨﺎس ﻣﻜﺎن إﻗﺎﻣﺘﻬﻢ ﻟﻴﻨﺘﻘﻠﻮا ﻟﻠﻌﻴﺶ ﰲ ﻣﻜﺎن آﺧﺮ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻊ‬
‫ﻧﻴﺔ اﻟﺒﻘﺎء ﰲ اﳌﻜﺎن اﳉﺪﻳﺪ ﻟﻔﱰة ﻃﻮﻳﻠﺔ‪ ،‬أﻃﻮل ﻣﻦ ﻛﻮ�ﺎ ز�رة وﺳــﻔﺮ"‪ ،‬أﻣﺎ ﰲ اﳌﻮﺳــﻮﻋﺔ‬
‫اﻟﺴـ ــﻴﺎﺳـ ــﻴﺔ ﻓﻬﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺗﺪل ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺘﻘﺎل اﳌﻜﺎﱐ أو اﳉﻐﺮاﰲ ﻟﻔﺮد أو ﲨﺎﻋﺔ‪ ،1‬وﺣﺴـ ــﺐ‬
‫اﻷﺳ ـ ـ ـ ــﺘﺎذ ﺗﺮﻳﺒﺎﻻ ‪ M.Tribalat‬ﻓﺎﳍﺠﺮة ﻣﻔﻬﻮﻣﺎن أﺣﺪﳘﺎ ﻋﺎم أﺣﺪﳘﺎ ﻋﺎم ﻳﻌﲏ اﳊﺮﻛﺔ‬
‫واﻟﻔﻌﻞ اﻵﱐ ﰲ اﻹﻧﺘﻘﺎل إﱃ دوﻟﺔ ﻏﲑ اﻷﺻـ ـ ــﻞ"‪ ،‬واﻵﺧﺮ ﺧﺎص ﻳﻌﲏ دﺧﻮل أﺷـ ـ ــﺨﺎص‬
‫ﻳﻘﻴﻤﻮن ﻟﻔﱰة ﻣﻌﻴﻨﺔ ﻓﻮق إﻗﻠﻴﻢ دوﻟﺔ ﻏﲑ دوﻟﺘﻬﻢ‪.2‬‬

‫وﻣﻦ ﺑﲔ اﻟﺘﻌ ــﺎرﻳﻒ اﻟﱵ ﺗﻌﺘﻤ ــﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻴ ــﺎر دواﻓﻊ اﳍﺠﺮة ﳒ ــﺪ اﳌﻌﺠﻢ اﻟﻘ ــﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬اﻟ ــﺬي‬
‫ﻳﻌﺘﱪﻫﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﻳﺬﻫﺐ ﻣﻦ ﺧﻼﳍﺎ ﺷﺨﺺ إﱃ ﻏﲑ ﺑﻠﺪﻩ اﻷﺻﻠﻲ ﻣﻦ أﺟﻞ إﳚﺎد ﻋﻤﻞ ﰲ‬
‫اﻟﺒﻠﺪ اﳌﺴــﺘﻘﺒﻞ‪ ،2‬ﻛﻤﺎ ﳒﺪ اﻟﻜﺎﺗﺐ ﺟﻮرج‪P. George‬اﻟﺬي ﻳﻌﺮف ﻟﻨﺎ اﳌﻬﺎﺟﺮ ﺄﺑﻧﻪ‬
‫اﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﺨﺺ اﻟﺬي ﻳﺒﺪي اﻟﺮﻏﺒﺔ ﰲ ﺗﻐﻴﲑ اﻹﻗﺎﻣﺔ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻩ اﻷﺻـ ـ ـ ـ ــﻠﻲ ﻟﻴﻘﻴﻢ ﰲ دوﻟﺔ أﺧﺮى‬
‫وﳛﺼــﻞ ﻋﻠﻰ ﺟﻨﺴــﻴﺘﻬﺎ وﻳﻨﺪﻣﺞ ﰲ ﳎﺘﻤﻌﻬﺎ‪ ،‬واﻟﻌﺎﻣﻞ اﻷﺟﻨﱯ – ﻋﻨﺪﻩ – ﻫﻮ اﻟﺸــﺨﺺ‬
‫اﻟــﺬي ﻳﻨﺘﻘــﻞ ﻣﻦ ﺑﻠــﺪﻩ إﱃ ﺑﻠــﺪ آﺧﺮ ﻣﻦ أﺟــﻞ اﻟﻌﻤــﻞ‪ ،‬واﻟﻼﺟﺊ ﻫﻮ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺨﺺ اﻟــﺬي‬
‫ﻳﻀﻄﺮ إﱃ ﻣﻐﺎدرة ﺑﻠﺪﻩ ﺑﺴﺒﺐ ﺧﻮﻓﻪ ﻋﻠﻰ ﺣﻴﺎﺗﻪ إن ﺑﻘﻲ ﰲ ﺑﻠﺪﻩ اﻷﺻﻠﻲ‪.‬‬

‫أﻣﺎ ﺎﺑﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳌﻌﻴﺎر اﻟﻘﺎﻧﻮﱐ‪ ،‬ﳒﺪ أن اﳌﻬﺎﺟﺮ ﻳﻌﲏ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺨﺺ اﳌﻘﻴﻢ ﰲ دوﻟﺔ‬
‫ﻏﲑ دوﻟﺘﻪ اﻷﺻ ـ ـ ـ ــﻠﻴﺔ وﳛﻤﻞ ﺟﻨﺴ ـ ـ ـ ــﻴﺔ ﻏﲑ ﺟﻨﺴ ـ ـ ـ ــﻴﺔ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﱵ ﻳﻘﻴﻢ ﻬﺑﺎ‪ .‬وﺎﺑﻟﺘﺎﱄ‪ ،‬ﳝﻜﻦ‬
‫ﺗﻌﺮﻳﻒ اﳍﺠﺮة ﺄﺑ�ﺎ ﻋﻤﻠﻴﺔ إﻧﺘﻘﺎل ﺷــﺨﺺ ﻣﻦ ﺑﻠﺪﻩ اﻷﺻــﻠﻲ إﱃ ﺑﻠﺪ آﺧﺮ ﻬﺑﺪف اﻹﻗﺎﻣﺔ‬
‫ﺑﺼﻔﺔ داﺋﻤﺔ أو ﻣﺆﻗﺘﺔ‪.‬‬

‫‪- 116 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫وﺗﺘﻌﺪد دﻻﻻت اﳍﺠﺮة ﺑﲔ ﻫﺠﺮة ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﺔ وﻫﺠﺮة ﻏﲑ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ وﻫﺠﺮة ﻏﲑ ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ وﻫﺠﺮة‬
‫ﻏﲑ ﺷﺮﻋﻴﺔ واﻟﱵ ﺗﻌﲏ ﰲ ﳎﻤﻠﻬﺎ إﻧﺘﻘﺎل ﻓﺮد أو ﲨﺎﻋﺔ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﱃ آﺧﺮ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ اﻟﱪ‬
‫أو اﳉﻮ أو اﻟﺒﺤﺮ ﺑﻄﺮق ﺳﺮﻳﺔ ﳐﺎﻟﻔﺔ ﻟﻘﻮاﻧﲔ اﳍﺠﺮة اﳌﺘﻌﺎرف ﻋﻠﻴﻬﺎ دوﻟﻴﺎ‪.‬‬

‫واﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﰲ اﻻﺻﻄﻼح ﻫﻲ" إﻧﺘﻘﺎل اﳌﻬﺎﺟﺮ ﻣﻦ ﻣﻜﺎن إﱃ آﺧﺮ ﺗﺴﻠﻼ‬

‫دون ﺄﺗﺷ ـ ـ ــﲑة أو إذن دﺧﻮل ﻣﺴ ـ ـ ــﺒﻖ أو ﻻﺣﻖ "‪.2‬و ﻳﺘﻔﻖ اﻟﺒﻌﺾ ﰲ ﻫﺬا اﻟﺼ ـ ـ ــﺪد ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ اﻟﺬي ﻗﺪﻣﺘﻪ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﺑﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄن ﺗﻌﺮﻳﻒ اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﰲ ﺑﺮوﺗﻮﻛﻮﳍﺎ‬
‫اﳌﻜﻤﻞ ﻹﺗﻔﺎﻗﻴﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ اﳉﺮﳝﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ ﻏﲑ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪ ،‬إذ ﻳﻌﺮﻓﻬﺎ ﺄﺑ�ﺎ ﺗﺪﺑﲑ‬
‫اﳋﺮوج ﻏﲑ اﳌﺸ ـ ــﺮوع ﻟﺸ ـ ــﺨﺺ ﻣﺎ أو ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺷ ـ ــﺨﺎص إﱃ دوﻟﺔ ﻟﻴﺴ ـ ـﻮا ﻃﺮﻓﺎ ﻣﻦ‬
‫رﻋﺎ�ﻫﺎ أو ﻣﻦ اﳌﻘﻴﻤﲔ ﻬﺑﺎ‪ ،‬ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﻋﺒﻮر اﳊﺪود دون ﺗﻘﻴﺪ ﺎﺑﻟﺸﺮوط اﻟﻼزﻣﺔ ﻟﻠﺪﺧﻮل‬
‫اﳌﺸﺮوع ﳍﺬﻩ اﻟﺪوﻟﺔ‪.‬‬

‫وﺗﺮﺗﻴﺒﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺑﻖ ﳝﻜﻦ اﻟﻘﻮل إﻧﻪ ﰲ اﳊﺪﻳﺚ ﻋﻦ اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻦ‬
‫اﻟﺘﻤﻴﻴﺰ ﺑﲔ أﺷﻜﺎل ﺛﻼث ﻣﻦ اﻟﺪول‪:‬‬

‫‪ -‬دول ﺗﺼﺪﻳﺮ واﻧﻄﻼق‪ :‬وﻫﻲ اﻟﺪول اﻟﱵ ﺗﻌﺮف واﻗﻌﺎ ﺳﻴﺎﺳﻴﺎ‪ ،‬إﻗﺘﺼﺎد� واﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎ‬
‫ﻣﻌﻴﻨﺎ ﳑﺎ ﻳﺪﻓﻊ ﺎﺑﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ إﱃ اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪ ،‬ودول‬
‫اﻟﻌﺎﱂ اﻟﺜﺎﻟﺚ؛‬
‫‪ -‬دول ﻋﺒﻮر‪ :‬وﻫﻲ اﶈﻄﺔ اﻟﱵ ﺗﻜﻮن ﰲ ﺑﻌﺾ اﻷﺣﻴﺎن ﺿ ـ ــﺮورﻳﺔ ﻟﻠﻮﺻ ـ ــﻮل إﱃ اﻟﺪول‬
‫اﳌﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺒﻠﺔ‪ ،‬وﻗﺪ ﺗﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﻞ ﻫﺬﻩ اﶈﻄﺔ ﻗﺎﻋﺪة ﺧﻠﻔﻴﺔ ﻳﺘﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺣﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺪ اﳌﺰﻳﺪ ﻣﻦ‬
‫اﻹﺳﺘﻌﺪادت ﻟﻠﻮﺻﻮل ﻟﻠﺒﻠﺪ اﳌﺴﺘﻘﺒﻞ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬اﳉﺰاﺋﺮ ودول اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﰊ؛‬
‫‪ -‬دول إﺳــﺘﻘﺒﺎل ﻣﺴــﺘﻬﺪﻓﺔ‪ :‬وﻫﻲ اﻟﺪول اﻟﱵ ﺗﺸــﻜﻞ ﺎﺑﻟﻨﺴــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮ ﻏﲑ اﻟﺸــﺮﻋﻲ‬
‫ﳏﻄﺔ اﻟﻮﺻ ــﻮل واﻹﺳ ــﺘﻘﺮار‪ ،‬ﲟﺎ ﲤﻨﺤﻪ – ﺣﺴ ــﺐ ﻣﻌﺘﻘﺪﻩ ﻣﻦ ﻓﺮص ﻏﲑ ﻣﻮﺟﻮدة‬
‫ﰲ وﻃﻨﻪ‪ ،‬ﻣﺜﻞ‪ :‬ﻓﺮﻧﺴﺎ‪ ،‬إﻳﻄﺎﻟﻴﺎ‪ ،‬إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ أو دول اﻟﻌﺎﱂ اﳌﺘﻄﻮر‪.‬‬

‫‪- 117 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫وﺎﺑﻟﻨﺴـ ـ ـ ــﺒﺔ ﻟﺪول ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺸـ ـ ــﻤﺎل اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ‪-‬اﻟﺪول اﳌﻐﺎرﺑﻴﺔ ﲢﺪﻳﺪا ‪-‬ﻓﺈﻧﻪ وﺎﺑﻹﺿـ ـ ـ ــﺎﻓﺔ‬
‫ﻟﻜﻮ�ﺎ دول إﻧﻄﻼق ﺎﺑﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﳌﻮاﻃﻨﻴﻬﺎ ﻓﺈ�ﺎ ﺎﺑﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻌﻤﻖ اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﳏﻄﺎت ﻋﺒﻮر‪ ،‬ﳑﺎ‬
‫ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﻘﻴﺪ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﳌﺮاﻗﺒﺔ اﳊﺪودﻳﺔ ﺣﻴﺚ ﺗﻜﻮن ﻣﺰدوﺟﺔ دﺧﻮﻻ وﺧﺮوﺟﺎ‪.3‬‬

‫ﻣﻦ ﻫﻨﺎ ﺳ ــﻨﺘﻌﺮض ﻟﺘﺤﺪﻳﺪ ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺎﻫﺮة وإﺑﺮاز اﻷﺳ ــﺒﺎب واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﱵ ﺗﺪﻓﻊ إﱃ اﻟﻠﺠﻮء‬
‫إﻟﻴﻬﺎ وﺣﺠﻢ ﺗﻄﻮرﻫﺎ‪ ،‬ﻓﺘﻨﺎﻣﻲ ﻇﺎﻫﺮة اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺪواﻓﻊ‬
‫واﻹرﻫﺎﺻﺎت ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻻﻗﺘﺼﺎدي واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ واﻟﺴﻴﺎﺳﻲ اﻟﱵ ﺗﺪﻓﻊ اﻷﻓﺮاد إﱃ ﺗﺒﲏ‬
‫ﺧﻴﺎر اﳍﺠﺮة‪.‬‬

‫ﺛﺎﻧﻴﺎ‪ :‬ﻧﺒﺬﺓ ﺗﺎﺭﳜﻴﺔ ﺣﻮﻝ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﰲ ﴰﺎﻝ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪:‬‬

‫ﳝﻜﻦ اﻟﺘﺄرﻳﺦ ﻟﺒﺪاﻳﺔ ﻇﺎﻫﺮة اﳍﺠﺮة ﺑﲔ دول اﻟﺸ ــﻤﺎل اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ودول ﺟﻨﻮب أوروﺎﺑ‬
‫)ﻓﺮﻧﺴـ ــﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﳋﺼـ ــﻮص( إﱃ اﻟﻔﱰة اﻻﺳـ ــﺘﻌﻤﺎرﻳﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻌﻮد أول ﻣﻮﺟﺎت اﳍﺠﺮة‬
‫اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ إﱃ ﻓﺮﻧﺴ ــﺎ إﱃ �ﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﺘﺎﺳ ــﻊ ﻋﺸ ــﺮ‪ .‬ﺣﻴﺚ ﰎ ﻧﻘﻞ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻠﻴﻮن ﺟﻨﺪي‬
‫ﻣﻦ اﻟﺪول اﳌﻐﺎرﺑﻴﺔ اﳌﺴـ ـ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺮة إﱃ ﻣﺴـ ـ ـ ـ ــﺮح اﻟﻌﻤﻠﻴﺎت اﻟﻘﺘﺎﻟﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳉﺒﻬﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ –‬
‫اﻷﳌﺎﻧﻴﺔ أﺛﻨﺎء اﳊﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻷوﱃ‪ .‬و ﺑﻌﺪ ‪1919‬م‪ ،‬إﺳــﺘﻌﺎﻧﺖ اﳊﻜﻮﻣﺔ اﻟﻔﺮﻧﺴــﻴﺔ ﺎﺑﻟﻴﺪ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﺔ ﻹﻋﺎدة ﺑﻨﺎء ﻣﺎ ﺧﺮﺑﺘﻪ اﳊﺮب ﻟﻜﻦ ﺳ ـ ـ ــﺮﻋﺎن ﻣﺎ ﰎ ﻃﺮدﻫﻢ ﺑﺴ ـ ـ ــﺒﺐ اﻷزﻣﺔ‬
‫اﻻﻗﺘﺼـ ـ ــﺎدﻳﺔ ﺳـ ـ ــﻨﺔ ‪1929‬م ‪ ،‬ﻟﻴﺘﻜﺮر ﻧﻔﺲ اﻟﺴـ ـ ــﻴﻨﺎرﻳﻮ أﺛﻨﺎء اﳊﺮب اﻟﻌﺎﳌﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬ﻟﻜﻦ‬
‫ﻧﺴ ــﺒﺔ اﳉﺰاﺋﺮﻳﲔ ﻛﺎﻧﺖ أﻫﻢ ﻣﻦ ﻧﺴ ــﺒﺔ اﳌﻐﺎرﺑﺔ أو اﻟﺘﻮﻧﺴ ــﻴﲔ‪ ،‬و ﺑﻌﺪ ‪1945‬م ﺑﻘﻲ ﻋﺪد‬
‫ﻻ ﺄﺑس ﺑﻪ ﻣﻦ اﳉﻨﻮد ذوي اﻷﺻـ ـ ـ ـ ــﻮل اﳌﻐﺎرﺑﻴﺔ ﰲ ﻓﺮﻧﺴـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﺘﻠﺘﺤﻖ ﻬﺑﻢ ﻣﻮﺟﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ‬
‫اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻌﻤﺎل إذ ﻗﺪر ﻋﺪد اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﳌﻐﺎرﺑﻴﲔ ﰲ ﻓﺮﻧﺴ ــﺎ ﰲ ﻣﻨﺘﺼ ــﻒ اﳋﻤﺴ ــﻴﻨﻴﺎت‬
‫ﲝﻮاﱄ ‪ 250‬أﻟﻒ ﻓﺮد‪ ،‬ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﻢ ‪ 220‬أﻟﻒ ﺟﺰاﺋﺮي‪ 20 ،‬أﻟﻒ ﻣﻐﺮﰊ‪ ،‬و‪ 5‬آﻻف‬
‫ﺗﻮﻧﺴﻲ‪.4‬‬

‫‪- 118 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫وﺑﻌﺪ اﺳ ـ ــﺘﻘﻼل اﻟﺪول اﳌﻐﺎرﺑﻴﺔ )‪ 1956‬ﺎﺑﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ إﱃ ﺗﻮﻧﺲ واﳌﻐﺮب‪ 1962 ،‬ﺎﺑﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ‬
‫إﱃ اﳉﺰاﺋﺮ( أﺑﺮﻣـﺖ ﻫـﺬﻩ اﻷﺧﲑة ﻋـﺪة إﺗﻔـﺎﻗﻴـﺎت ﻣﻊ ﻓﺮﻧﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎ ﻟﺘﻘﻨﲔ وﺗﻨﻈﻴﻢ ﻫﺠﺮة اﻟﻴـﺪ‬
‫اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﳓﻮﻫﺎ ﻋﻠﻰ وﺟﻪ اﳋﺼ ـ ـ ــﻮص ﻣﺎ أدى إﱃ ﺗﻀ ـ ـ ــﺎﻋﻒ ﻋﺪد اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﳌﻐﺎرﺑﻴﲔ ﰲ‬
‫أوروﺎﺑ ﻟﻴﺼ ــﻞ ﻋﺪدﻫﻢ إﱃ ‪ 1.4‬ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴ ــﻤﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﺰاﻳﺪ ﻋﺪد اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﳌﻐﺎرﺑﺔ ﻋﺸ ــﺮ‬
‫ﻣﺮات‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻀ ـ ـ ــﺎﻋﻒ ﻋﺪد اﻟﺘﻮﻧﺴ ـ ـ ــﻴﲔ ﺳ ـ ـ ــﺘﺔ ﻣﺮات واﳉﺰاﺋﺮﻳﲔ ﻣﺮﺗﲔ وﻧﺼ ـ ـ ــﻒ ﺧﻼل‬
‫ﻋﺸﺮﻳﺔ اﻟﺴﺒﻌﻴﻨﻴﺎت‪.‬‬

‫وﺑﻌﺪ اﻷزﻣﺔ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ ﺳـ ـ ـ ـ ــﻨﺔ ‪1973‬م واﻷزﻣﺔ اﻹﻗﺘﺼـ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ اﻟﱵ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ أوروﺎﺑ إﺑﺘﺪاءا ﻣﻦ‬
‫‪1974‬م‪ ،‬ﻗﺮرت اﳊﻜﻮﻣﺎت اﻷروﺑﻴﺔ ﺗﻀ ـ ـ ــﻴﻴﻖ ﺳ ـ ـ ــﻴﺎﺳ ـ ـ ــﺔ اﳍﺠﺮة اﻟﱵ ﱂ ﺗﻌﺪ ﳑﻜﻨﺔ إﻻ ﰲ‬
‫إﻃﺎر ﺳ ـ ـ ــﻴﺎﺳ ـ ـ ــﺔ اﻟﺘﺠﻤﻊ اﻟﻌﺎﺋﻠﻲ‪ ،‬ﻟﻴﺼ ـ ـ ــﺒﺢ ﻋﺪد اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻳﻘﺪر ﺳ ـ ـ ــﻨﻮ� ب ‪12 400‬‬
‫ﻣﻬﺎﺟﺮ‪ .‬ﺑﻌﺪ اﻟﺼــﺪﻣﺔ اﻟﻨﻔﻄﻴﺔ اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﺳــﻨﺔ ‪1979‬م‪ ،‬ﻗﺎﻣﺖ اﻟﺪول اﻷروﺑﻴﺔ ﺈﺑﻋﺎدة اﻟﻨﻈﺮ‬
‫ﰲ ﺳــﻴﺎﺳــﺎﻬﺗﺎ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺎﺑﳍﺠﺮة وذﻟﻚ ﺎﺑﲡﺎﻩ ﺗﻘﻴﻴﺪي )إﻏﻼق اﳊﺪود(‪ ،‬وﲢﻔﻴﺰي )ﺳــﻴﺎﺳــﺔ‬
‫اﳌﺴـ ـ ـ ــﺎﻋﺪة ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﻮدة(‪ ،‬وإﳚﺎﰊ )إﺟﺮاءات دﻣﺞ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﳌﻘﻴﻤﲔ وﺧﺎﺻـ ـ ـ ــﺔ ﻓﻴﻤﺎ‬
‫ﻳﺘﻌﻠﻖ ﲜﻤﻊ ﴰﻞ اﻟﻌﺎﺋﻼت(‪.5‬‬

‫أدى ﻫﺬا اﻟﺘﻀـ ـ ــﻴﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﺳـ ـ ــﻴﺎﺳـ ـ ــﺎت اﳍﺠﺮة اﻟﺸـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ واﳌﻨﻈﻤﺔ ﺑﻔﻌﻞ اﻟﺴـ ـ ــﺘﺎر اﳊﺪﻳﺪي‬
‫اﳉﺪﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﻃﻮل اﻟﺒﺤﺮ اﳌﺘﻮﺳ ــﻂ )اﻟﻘﻠﻌﺔ أوروﺎﺑ وﻧﻈﺎم ﺷ ــﻨﻐﻦ( إﱃ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻋﻜﺴ ــﻴﺔ ﲤﺎﻣﺎ‬
‫ﲤﺜﻠﺖ ﰲ ﺗﺰاﻳﺪ ﻣﻄﺮد ﻷﻋﺪاد اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ـﺮﻳﲔ )ﻏﲑ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ( اﻟﺬي ﻳﺴ ـ ـ ـ ـ ــﻌﻮن إﱃ‬
‫اﻟﺪﺧﻮل إﱃ اﻟﻔﻀ ــﺎء اﻷروﰊ ﺑﺸ ــﱴ اﻟﺴ ــﺒﻞ واﻟﻮﺳ ــﺎﺋﻞ‪ ،‬ﺣﱴ ﻟﻮ اﺿ ــﻄﻠﻌﻮا ﺎﺑﻟﻮﻇﺎﺋﻒ اﻟﱵ‬
‫‪6‬‬
‫ﻳﺮﻓﻀﻬﺎ اﻷروﺑﻴﻮن ﻷ�ﺎ ﺧﻄﲑة‬

‫وﺗﻜﻤﻦ اﳌﻔﺎرﻗﺔ ﻫﻨﺎ ﰲ ﲢﻮل اﻟﺪول اﳌﻐﺎرﺑﻴﺔ ﻣﻦ دول ﻣﺼـ ـ ـ ــﺪر ﻟﻠﻬﺠﺮة اﻟﺸـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ إﱃ‬
‫دول ﻣﺼ ـ ــﺪر وﻋﺒﻮر ﻟﻠﻬﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻣﻨﺬ ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﺘﺴ ـ ــﻌﻴﻨﻴﺎت ﻟﺘﻌﺮف ﺗﺰاﻳﺪا ﻛﺒﲑا ﰲ‬
‫ﺑﺪاﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﳉﺪﻳﺪ‪ .‬ﻓﺒﺎﻟﻨﺴ ــﺒﺔ ﻹﺳ ــﺒﺎﻧﻴﺎ ﻣﺜﻼ‪ ،‬ﺗﻀ ــﺎﻋﻒ ﻋﺪد اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ واﻷﺟﺎﻧﺐ أﻛﺜﺮ‬
‫ﻣﻦ ‪ 8‬ﻣﺮات ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ‪1992‬م و‪2007‬م ﻟﻴﻨﺘﻘﻞ ﻣﻦ ‪ 500‬أﻟﻒ ﻓﺮد إﱃ ‪ 4‬ﻣﻼﻳﲔ‬
‫و‪ 200‬أﻟﻒ ﻓﺮد‪ ،‬ﺑﻴﻨﻤــﺎ إرﺗﻔﻊ ﻋــﺪد اﳌﻬــﺎﺟﺮﻳﻦ ﰲ إﻳﻄــﺎﻟﻴــﺎ ‪ 30‬ﺿـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻌﻔــﺎ ﺑﲔ ‪1970‬م‬

‫‪- 119 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫و‪2007‬م‪ ،‬وﲟﺎ ﻳﻘﱰب ﻣﻦ ‪ 3‬أﺿـ ـ ــﻌﺎف ﺑﲔ ﻋﺎم ‪2000‬م و‪2007‬م )ﻣﻠﻴﻮن و‪341‬‬
‫‪.7‬‬
‫أﻟﻒ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺳﻨﺔ ‪2000‬م إﱃ ‪ 3‬ﻣﻼﻳﲔ و‪ 330‬أﻟﻒ ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺳﻨﺔ ‪2007‬م(‬

‫ﺣﺎول اﻷورﺑﻴﻮن إﳚﺎد ﺣﻠﻮل ﻣﺸ ـ ـ ـ ــﱰﻛﺔ ﻟﻈﺎﻫﺮة اﳍﺠﺮة‪ ،‬ﻋﻤﺪت ﻧﺪوة ﺑﺮﺷ ـ ـ ـ ــﻠﻮﻧﺔ اﻷوروﺑﻴﺔ‬
‫اﳌﺘﻮﺳﻄﻴﺔ اﻷوﱃ )‪ 28-27‬ﻧﻮﻓﻤﱪ ‪1995‬م( إﱃ ﻃﺮح ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﺑﲔ دول اﻹﲢﺎد‬
‫اﻷروﰊ واﻟﺪول اﳌﺘﻮﺳ ـ ـ ــﻄﻴﺔ )دول اﻟﺸ ـ ـ ــﻤﺎل اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﲢﺪﻳﺪا( ﺗﻘﻮم ﻋﻠﻰ ﺗﻔﺎﻋﻞ ﻋﻨﺎﺻ ـ ـ ــﺮ‬
‫اﳌﻌﺎدﻟﺔ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪ ":‬ﻻ إﺳﺘﻘﺮار ﻣﻦ دون أﻣﻦ‪ ،‬وﻻ أﻣﻦ ﻣﻦ دون ﺣﺮ�ت‪ ،‬وﻻ ﺣﺮ�ت ﻣﻦ‬
‫دون ﺗﻨﻤﻴﺔ"‪ .‬ﻓﻜﺎﻧﺖ اﶈﺎور اﻟﺜﻼﺛﺔ ﻟﻠﺒﻴﺎن اﳋﺘﺎﻣﻲ ﺗﺮﺗﻜﺰ ﻋﻠﻰ اﳉﻮاﻧﺐ اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻴﺔ‬
‫واﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻹﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ واﳌﺎﻟﻴﺔ‪ ،‬واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ واﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ واﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪.‬‬

‫واﳌﻼﺣﻆ ﻣﻦ ﺧﻼل اﻟﺘﺘﺒﻊ اﻟﺘﺎرﳜﻲ ﻟﻈﺎﻫﺮة اﳍﺠﺮة ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ أ�ﺎ ﱂ ﺗﻨﻔﺼــﻞ‬
‫ﻋﻦ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻹﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدي اﻟﺬي ﻳﺸ ـ ـ ــﻜﻞ ﳏﻮر ﻋﺠﻠﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﻫﺬﻩ اﻟﺪول ﻛﺎﻟﻴﺪ اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ‬
‫وﻫﺠﺮﻬﺗﺎ‪ ،‬وﺄﺗﺛﲑ اﻷزﻣﺎت اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم اﻟﺪوﱄ‪ ،‬واﳉﺎﻧﺐ اﳌﺎﱄ وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺷــﺮ ﻟﻮاﻗﻊ‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﳍﺠﺮة واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ اﳌﻨﻄﻘﺔ‪.‬‬

‫ﺛﺎﻟﺜﺎ‪ :‬ﺃﳘﻴﺔ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‪:‬‬

‫أﺻـ ـ ــﺒﺤﺖ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﳍﺠﺮة واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻗﻀـ ـ ــﻴﺔ ﻣﺮﻛﺰﻳﺔ ﰲ إﺷـ ـ ــﻜﺎﻟﻴﺔ اﳍﺠﺮة ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ‬
‫ﴰــﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴــﺎ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ أن ﻫــﺬا اﻻرﺗﺒــﺎط ﺑﲔ اﻟﻈــﺎﻫﺮﺗﲔ ﻳﺘﻤﺜــﻞ ﰲ ﲢﻮﻳﻼت اﻟــﺪﺧــﻞ وﻣــﺎ‬
‫ﻳﺮاﻓﻖ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﳐﺼـ ـ ـ ـ ـ ـﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺎت ﳍﺎ أﺛﺮﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت‪ ،‬وﻧﻘﻞ اﻟﺪراﻳﺔ ﻣﻊ ﺗﻘﻴﻴﻢ‬
‫اﻹﻣﻜﺎ�ت اﻟﱵ ﺗﺘﻴﺤﻬﺎ اﻟﺪراﻳﺔ وأﺷﻜﺎل ﺗﻮﻇﻴﻔﻬﺎ ﰲ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺪول اﳌﻌﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫وﺗﺘﺴﻢ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﳍﺠﺮة اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺎﺑﻟﺘﻌﻘﻴﺪ ﻧﻈﺮا ﻷ�ﺎ ﺗﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ أﺑﻌﺎد أﺳﺎﺳﻴﺔ‬
‫واﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ وإﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺛﻘﺎﻓﻴﺔ وﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ‪ ،‬وﲤﺲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى أﻃﺮاف أﺧﺮى‬
‫ﻣﺆﺛﺮة ﻋﺪﻳﺪة داﺧﻞ اﻟﺒﻠﺪان اﻷﺻـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻴﺔ ﻟﻠﻤﻐﱰﺑﲔ وﺑﻠﺪان اﻟﻌﺒﻮر وﺑﻠﺪان اﳌﻬﺠﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﺪ‬
‫ﺳـ ـ ـﻮاء‪ .‬وﺗﺸ ـ ــﻜﻞ اﻟﺘﺤﻮﻳﻼت اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ وﻧﻘﻞ اﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ واﻟﻘﻴﻢ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ إﱃ‬
‫ﺑﻠﺪا�ﻢ اﻷﺻـ ـ ـ ـ ــﻠﻴﺔ أﺣﺪ اﳉﺴـ ـ ـ ـ ــﻮر اﻟﻘﻮﻳﺔ اﻟﱵ ﺗﺮﺑﻂ اﳍﺠﺮة واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﺴـ ـ ـ ـ ــﺎﻫﻢ ﻫﺬﻩ‬

‫‪- 120 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫اﻟﺘﺤﻮﻳﻼت ﰲ ﻋﻤﻠﻴــﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ واﻟﺘﻌﺠﻴــﻞ ﻬﺑــﺎ إذا ﻣــﺎ ﻬﺗﻴــﺄت ﺑﻌﺾ اﻟﻈﺮوف اﳌﻮاﺗﻴــﺔ ﻋﻠﻰ‬
‫ﺻﻌﻴﺪ اﻟﺒﻠﺪان اﻷﺻﻠﻴﺔ وﺑﻠﺪان اﳌﻬﺠﺮ‪.‬‬

‫وﻳﻨﺠﻢ ﻋﻦ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﲔ اﳍﺠﺮة واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ آﺎﺛر ﺳــﻠﺒﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻨﺰوح ﻋﻠﻰ ﳓﻮ ﻳﺰﻳﺪ ﻣﻦ‬
‫ﺣﺪة ﻋﺪم اﻟﺘﻮازن ﺑﲔ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﻟﺮﻳﻔﻴﺔ واﳊﻀﺮﻳﺔ‪ ،‬وﻓﻘﺪ ذوي اﻟﻜﻔﺎءات‪.‬‬

‫وﳏﻮر اﻟﻌﻼﻗــﺔ ﺑﲔ اﳍﺠﺮة واﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻫﻲ ﺣﻴــﺎة اﳌﻬــﺎﺟﺮﻳﻦ‪ ،‬ﺣﻴــﺚ إذا ﺗﻐﲑت ﺣﻴــﺎﻬﺗﻢ‬
‫ﺗﻐﲑت ﻋﻼﻗﺎﻬﺗﻢ ﺎﺑﻟﺒﻠﺪان اﻷﺻـ ـ ـ ـ ــﻠﻴﺔ‪ ،‬ﻣﺎ ﻳﺆدي إﱃ ﺗﻐﲑ ﻣﺴـ ـ ـ ـ ــﺎﳘﺘﻬﻢ ﰲ ﻋﻤﻠﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ‬
‫ﺑﻠــﺪا�ﻢ اﻷﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﻴــﺔ ﺑﻌــﺪ ﻣﻴﻼد اﳉﻴﻠﲔ اﻟﺜــﺎﱐ واﻟﺜــﺎﻟــﺚ ﰲ اﳌﻬﺠﺮ‪ ،‬وﺑﺮوز اﳌﻮاﻃﻦ اﳌﺰدوج‬
‫اﳉﻨﺴﻴﺔ‪ ،‬وﻇﻬﻮر أﺷﻜﺎل ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻦ اﳍﺠﺮة‪.‬‬

‫وﺗﺘﺴـ ــﻢ ﻣﺴـ ــﺄﻟﺔ اﳍﺠﺮة وارﺗﺒﺎﻃﻬﺎ ﺎﺑﻟﺘﻨﻤﻴﺔ أﳘﻴﺔ ﺧﺎﺻـ ــﺔ ﻟﺪول ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪ ،‬ﺣﻴﺚ‬
‫ﺗﺰﺧﺮ ﻫﺬﻩ اﻟﺪول ﺑﺮﺻﻴﺪ ﻛﺒﲑ ﻣﻦ اﳌﻐﱰﺑﲔ اﻟﺬﻳﻦ ﺷﻬﺪت ﲢﻮﻳﻼﻬﺗﻢ ز�دة ﻛﺒﲑة ﻋﻠﻰ ﳓﻮ‬
‫أﺻـ ـ ـ ـ ــﺒﺤﺖ ﻓﻴﻪ ﻣﺼـ ـ ـ ـ ــﺪرا ﲦﻴﻨﺎ ﻟﺘﻮﻓﲑ اﻟﻌﻤﻼت اﻷﺟﻨﺒﻴﺔ‪ ،‬ﺎﺑﻹﺿـ ـ ـ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ ذﻟﻚ أﺿـ ـ ـ ـ ــﺤﻰ‬
‫اﳌﻬﺎﺟﺮون ﻳﺸـ ـ ــﻜﻠﻮن ﻃﺒﻘﺔ ﻣﺴـ ـ ــﺘﺜﻤﺮة ﰲ ﳐﺘﻠﻒ اﻟﻨﻮاﺣﻲ اﻹﻗﺘﺼـ ـ ــﺎدﻳﺔ ﰲ ﺑﻠﺪان اﳌﻬﺠﺮ‪.‬‬
‫وﲡﺪر اﻹﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎرة إﱃ أن ﻇﺎﻫﺮة ﻫﺠﺮة ذوي اﻟﻜﻔﺎءات اﻟﻌﺎﻟﻴﺔ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺪت ﺗﺰاﻳﺪا ﻛﺒﲑا ﰲ‬
‫اﻟﺴــﻨﻮات اﻷﺧﲑة ﻋﻠﻰ ﳓﻮ أدى إﱃ إﺳــﺘﻨﺰاف ﻣﻮرد ﻣﻦ اﳌﻮارد اﻟﻨﺎدرة‪ .‬وﺗﺸــﲑ اﻟﺘﻘﺪﻳﺮات‬
‫إﱃ أن ﻧﺴ ـ ــﺒﺔ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ اﳉﺰاﺋﺮ وﺗﻮﻧﺲ واﳌﻐﺮب ﳑﻦ أﻛﻤﻠﻮا اﻟﺪراﺳ ـ ــﺔ اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ اﻟﺬﻳﻦ‬
‫ﻳﻌﻴﺸ ــﻮن ﰲ ﺑﻠﺪان ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻟﺘﻌﺎون واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ اﳌﻴﺪان اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدي ﺗﱰاوح ﺑﲔ ‪ 15‬ﺎﺑﳌﺎﺋﺔ‬
‫و‪ 18‬ﺎﺑﳌﺎﺋﺔ‪ ،‬وﻫﻨﺎك إدراك ﻣﺘﺰاﻳﺪ ﻟﻠﺘﺤﺪ�ت اﻟﱵ ﺗﻔﺮﺿﻬﺎ اﳍﺠﺮة‪.‬‬

‫ﺭﺍﺑﻌﺎ‪ :‬ﺃﺳﺒﺎﺏ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ‪:‬‬

‫ﳝﻜﻦ إﲨﺎل اﻷﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺎب واﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﱵ ﺗﺆدي إﱃ اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻟﻸﻓﺮاد إﱃ‬
‫اﻟﻌﻨﺎﺻﺮ اﻟﺘﺎﻟﻴﺔ‪:‬‬

‫أ‪-‬أﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺎب إﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ‪ :‬ﺗﻠﻚ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺎﺑﺧﺘﻼف ﻣﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻮ�ت اﻟﺘﻘﺪم اﻹﻗﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدي‬
‫واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ﻓﺎﻷﻓﺮاد ﻳﻨﺘﻘﻠﻮن ﻣﻦ اﳌﻨﻄﻘﺔ ﺣﻴﺚ ﻣﺴـ ـ ــﺘﻮ�ت اﻟﺪﺧﻞ واﻟﺸـ ـ ــﻐﻞ واﻟﻈﺮوف‬
‫اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻜﻦ وﺗﻌﻠﻴﻢ ﻣﻨﺨﻔﻀ ـ ـ ـ ـ ــﺔ إﱃ اﳌﻨﺎﻃﻖ ﺣﻴﺚ ﻫﺬﻩ اﻷﺧﲑة ﻣﺮﺗﻔﻌﺔ ﻟﺮﻓﻊ‬

‫‪- 121 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى ﻣﻌﻴﺸ ـ ــﺘﻬﻢ‪ ،‬ﻷن اﳍﺪف ﻣﻦ اﳍﺠﺮة ﺿ ـ ــﻤﺎن ﻓﺎرق إﳚﺎﰊ ﺑﲔ اﻷﺟﻮر اﳊﺎﻟﻴﺔ ﰲ‬
‫دوﻟــﺔ اﻷﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻞ وﺑﲔ اﻷﺟﻮر اﳌﻨﺘﻈﺮة ﰲ اﻟــﺪوﻟــﺔ اﳌﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺒﻠــﺔ‪ ،‬وﺣﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺐ اﻷﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺘــﺎذ‬
‫ﺎﺗﺑﻴﻨﻮ‪ G.P.Tapinos‬ﻓﺈن اﳍﺠﺮة ﻫﻲ رد ﻓﻌﻞ ﲡﺎﻩ اﻟﺘﺨﻠﻒ اﻹﻗﺘﺼﺎدي‪ ،8‬ﻓﻜﻠﻤﺎ‬
‫زاد اﻟﻔﺎرق ﰲ ﻣﺴﺘﻮ�ت اﻟﺸﻐﻞ واﻟﺪﺧﻞ زادت دواﻓﻊ اﳍﺠﺮة ﻟﺪى اﻷﻓﺮاد‪.‬‬

‫ﻓﻔﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺎﺑﻋﺘﺒﺎرﻫﺎ ﲤﺜﻞ دول اﻟﻀـ ـ ـ ـ ــﻔﺔ اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻤﺘﻮﺳـ ـ ـ ـ ــﻂ ﻓﺈن اﺧﺘﻼف‬
‫اﳌﺴﺘﻮى اﻹﻗﺘﺼﺎدي واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺳﻮاء اﻟﻔﺮدي واﻟﻮﻃﲏ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﲔ دول اﻟﻀﻔﺔ اﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ‬
‫ﻳﺒﺪو واﺿ ــﺤﺎ ﺟﺪا وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﻣﺆﺷ ــﺮ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﳋﺎم وﻧﺼ ــﻴﺐ اﻟﻔﺮد‬
‫ﻣﻨﻪ‪ ،‬ذﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺸﻜﻞ ﻋﺎﻣﻼ ﻣﺴﺎﻋﺪا ﻟﻠﻬﺠﺮة ﳓﻮ اﻟﺸﻤﺎل‪.‬‬

‫ب‪-‬أﺳ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺎب إﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ :‬إن اﳍﺠﺮة ﺗﺪور ﰲ ﳎﺎﻟﲔ ﳐﺘﻠﻔﲔ دﳝﻮﻏﺮاﻓﻴﺎ‪ ،‬أﺣﺪﳘﺎ ﻳﻌﺮف‬
‫ز�دة ﺳ ـ ـ ــﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺼ ـ ـ ــﻞ إﱃ ﺣﺪ اﻟﻌﺠﺰ ﻋﻦ ﺗﻠﺒﻴﺔ اﻟﻄﻠﺐ اﻟﻮﻃﲏ ﻋﻠﻰ اﻟﺸ ـ ـ ــﻐﻞ واﻟﺴ ـ ـ ــﻜﻦ‬
‫واﳋﺪﻣﺎت اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‪ ...‬وﻳﻌﺮف اﻵﺧﺮ إﳔﻔﺎﺿ ـ ـ ـ ــﺎ ﰲ ﻋﺪد اﻟﺴ ـ ـ ـ ــﻜﺎن ﺧﺎﺻ ـ ـ ـ ــﺔ ﻧﺴ ـ ـ ـ ــﺒﺔ‬
‫اﻟﺸ ـ ــﺒﺎب‪ ،‬ﻓﺒﺎﻟﻨﺴ ـ ــﺒﺔ ﻟﺪول ﺷ ـ ــﺮق اﳌﺘﻮﺳ ـ ــﻂ وﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪ ،‬ﻓﺈن ﳕﻮﻫﺎ اﻟﺴ ـ ــﻜﺎﱐ ﺣﺴ ـ ــﺐ‬
‫ﺗﻘﺪﻳﺮات ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻣﺮﺷــﺢ ﻟﻼرﺗﻔﺎع ﻋﻠﻰ ﻣﺪى ‪ 20‬ﺳــﻨﺔ اﻟﻘﺎدﻣﺔ‪ ،‬ﻓﻔﻲ ﺳــﻨﺔ‬
‫‪ 1997‬ﻣﺜﻼ‪ ،‬ﻗﺪر ﻋﺪد ﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻜﺎن اﻟﺪول اﳌﻄﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺘﻮﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻂ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ‪ 300‬ﻣﻠﻴﻮن‬
‫ﻧﺴﻤﺔ وﺳﻴﺼﻞ ﻋﺪدﻫﻢ إﱃ ﻣﺎ ﻳﻘﺎرب ‪ 500‬ﻣﻠﻴﻮن ﻧﺴﻤﺔ ﰲ ‪.20259‬‬

‫وﻣﻦ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﻷوﱃ ﻟﻼﻧﻔﺠﺎر اﻟﺪﳝﻐﺮاﰲ ﳒﺪ ﻣﺸ ـ ـ ــﻜﻠﺔ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ‪ ،‬ﻓﺈذا ﻛﺎن اﻟﻔﺮد اﻟﻌﺎﻣﻞ‬
‫ﻳﺮى أن اﳔﻔــﺎض اﻟــﺪﺧــﻞ ﻣﱪر ﻛــﺎف ﻟﻠﻬﺠﺮة ﺑﻐﺮض رﻓﻊ ﻣــﺪاﺧﻴﻠــﻪ‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﻌــﺎﻃــﻞ ﻋﻦ‬
‫اﻟﻌﻤﻞ ﻳﺮى أن ﻣﱪرﻩ أﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻛﺎﰲ‪ ،‬ﻟﺬا ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ أﺣﺪ اﻷﺳ ـ ـ ــﺒﺎب اﻟﺮﺋﻴﺴ ـ ـ ــﻴﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮة‬
‫إﱃ اﳋــﺎرج ﻃﻠﺒــﺎ ﻟﻠﻌﻤــﻞ‪ ،‬وﺗﺰداد ﺣــﺪة اﻟﺒﻄــﺎﻟــﺔ ﰲ دول اﻟﻌــﺎﱂ اﻟﺜــﺎﻟــﺚ وﻣﻨﻬــﺎ ﻓــﺎﻟﺒﻄــﺎﻟــﺔ ﰲ‬
‫إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻋﻤﻮﻣﺎ ‪ ،‬ﻫﻲ ﻣﻦ أﻋﻠﻰ ﻣﻌﺪﻻت اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﱂ ﻓﻘﺪ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺠﻞ ﻣﻌﺪل اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﰲ‬
‫إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺟﻨﻮب اﻟﺼ ــﺤﺮاء ز�دة ﻃﻔﻴﻔﺔ ﰲ اﻟﻔﱰة ﺑﲔ ﻋﺎﻣﻲ ‪1996‬م و‪ 2006‬م‪ ،‬ﻟﲑﺗﻔﻊ‬
‫ﻣﻦ‪9 ,2‬ﺎﺑﳌﺌﺔ إﱃ ‪ 9 ,8‬ﺎﺑﳌﺎﺋﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ رﻏﻢ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﻨﺎﺗﺞ اﶈﻠﻲ اﻹﲨﺎﱄ ﳕﻮا ﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﻮ�‬
‫ﻗﺪرﻩ ‪ 3,9‬وﻗﺪ ﺗﺮاﺟﻊ ﻣﻌﺪل اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﰲ ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻣﻦ ‪ 13‬ﺎﺑﳌﺎﺋﺔ إﱃ‪12, 2‬ﺎﺑﳌﺌﺔ ‪،‬‬
‫ﻣﻦ ﺟﻬــﺔ أﺧﺮى اﳔﻔﺾ ﻣﻌــﺪل اﻟﺒﻄــﺎﻟــﺔ ﰲ اﻻﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدات اﳌﺘﻘــﺪﻣــﺔ وﻣﻨﻬــﺎ دول ﴰــﺎل‬

‫‪- 122 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫اﳌﺘﻮﺳﻂ‪ ،‬ﻣﻦ‪7,8‬ﰲ ﻋﺎم ‪ 1996‬إﱃ‪ 6, 2‬ﺎﺑﳌﺎﺋﺔ ﻋﺎم ‪ ،2006‬وﻳﻌﺰى ذﻟﻚ إﱃ ﺷﺪة‬

‫اﻟﻨﻤﻮ اﻹﻗﺘﺼ ـ ـ ــﺎدي وﺗﺒﺎﻃﺆ اﻟﻨﻤﻮ ﰲ ﻗﻮة اﻟﻌﻤﻞ وز�دة إﻧﺘﺎﺟﻴﺔ اﻟﻌﻤﻞ‪ 10‬وﲤﺲ اﻟﺒﻄﺎﻟﺔ ﰲ‬
‫اﳉﺰاﺋﺮ ﻋﺪد ﻛﺒﲑ ﻣﻦ اﻟﺸ ــﺒﺎب ﲟﺎ ﻓﻴﻬﻢ أﺻ ــﺤﺎب اﻟﺸ ــﻬﺎدات اﳉﺎﻣﻌﻴﺔ واﳌﻘﺪرة ﺑﻨﺴ ــﺒﺔ‪7‬‬
‫‪11‬‬
‫‪23,‬‬

‫وﻛﻨﺘﻴﺠﺔ ﺿ ـ ـ ــﻤﻨﻴﺔ ﻟﻠﺒﻄﺎﻟﺔ ﺗﺘﺪﱏ ﻣﺴ ـ ـ ــﺘﻮ�ت اﳌﻌﻴﺸ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬وﺗﻨﺘﺞ أزﻣﺔ اﻟﺴ ـ ـ ــﻜﻦ ﻛﻨﺘﻴﺠﺔ‬
‫ﻣﻨﻄﻘﻴﺔ ﻟﻸﺳﺒﺎب اﻟﺴﺎﺑﻖ ذﻛﺮﻫﺎ‪.‬‬

‫ج‪-‬أﺳﺒﺎب ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ‪:‬‬

‫ﲤﻴﺰت �ﺎﻳﺔ اﻟﻘﺮن اﻟﻌﺸ ـﺮﻳﻦ ﲝﺮﻛﺎت ﻫﺎﻣﺔ ﻣﻦ اﻟﻼﺟﺌﲔ ﺑﺼــﻔﺔ ﻓﺮدﻳﺔ أو ﲨﺎﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﺟﺮاء‬
‫اﳊﺮوب واﻟﻨﺰاﻋﺎت اﻟﱵ ﻋﺮﻓﺘﻬﺎ ﻋﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﻃﻖ اﻟﻌﺎﱂ‪ ،‬ﺣﻴﺚ إن ﻋﺪم اﻻﺳــﺘﻘﺮار اﻟﻨﺎﺟﻢ‬
‫ﻋﻦ اﳊﺮوب اﻷﻫﻠﻴﺔ واﻟﻨﺰاﻋﺎت وإﻧﺘﻬﺎﻛﺎت ﺣﻘﻮق اﻹﻧﺴ ــﺎن ﺑﺴ ــﺒﺐ إﻧﺘﻤﺎءاﻬﺗﻢ اﻟﻌﺮﻗﻴﺔ أو‬
‫اﻟﺪﻳﻨﻴﺔ أو اﻟﺴــﻴﺎﺳــﻴﺔ‪ ،‬ﻳﻌﺪ أﺣﺪ اﻷﺳــﺒﺎب اﻟﺮﺋﻴﺴــﻴﺔ ﳊﺮﻛﺎت اﳍﺠﺮة اﻟﱵ ﲡﱪ اﻷﻓﺮاد ﻋﻠﻰ‬
‫اﻟﻨﺰوح ﻣﻦ اﳌﻨ ـ ــﺎﻃﻖ ﻏﲑ اﻵﻣﻨ ـ ــﺔ إﱃ أﺧﺮى أﻛﺜﺮ أﻣﻨ ـ ــﺎ‪ ،‬وﻫﻮ ﻣ ـ ــﺎ ﻳﻄﻠﻖ ﻋﻠﻴ ـ ــﻪ ﺎﺑﳍﺠﺮة‬
‫اﻻﺿﻄﺮارﻳﺔ أو اﻟﻠﺠﻮء اﻟﺴﻴﺎﺳﻲ‪.12‬‬

‫وﺗﻌﺘﱪ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺟﻨﻮب اﳌﺘﻮﺳﻂ ﺧﺎﺻﺔ‪ ،‬وإﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺑﺼﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣﻦ أﻫﻢ اﳌﻨﺎﻃﻖ اﳌﺼﺪرة‬
‫واﳌﺴــﺘﻘﺒﻠﺔ ﻟﻼﺟﺌﲔ ﺑﺴــﺒﺐ اﳊﺮوب وﻋﺪم اﻹﺳــﺘﻘﺮار اﻟﺪاﺧﻠﻲ اﻟﺬي ﺗﻌﺮﻓﻪ دول اﳌﻨﻄﻘﺔ‪.‬‬
‫وﰲ ﻫ ــﺬا اﻹﻃ ــﺎر ﳝﻜﻦ اﻟﻘﻮل ﺄﺑن ﻣﻨﻄﻘ ــﺔ اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﰊ ﺗﻌﺘﱪ ﻣﻨﻄﻘ ــﺔ ﻋﺒﻮر رﺋﻴﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻴ ــﺔ‬
‫ﻟﻼﺟﺌﲔ واﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻘﺎدﻣﲔ ﻣﻦ إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺧﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺤﲑات اﻟﻜﱪى‪ ،‬ﻓﺎﳌﻤﻠﻜﺔ‬
‫اﳌﻐﺮﺑﻴﺔ ﺗﻌﺪ ﻧﻘﻄﺔ ﻋﺒﻮر رﺋﻴﺴﻴﺔ ﻋﱪ إﺳﺒﺎﻧﻴﺎ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﻌﱪ ﻋﱪ أراﺿﻴﻬﺎ ﺳﻨﻮ� ﺣﻮاﱄ ‪100‬‬
‫ﺷــﺎﺣﻨﺔ ﲤﺮ ﻋﱪ ﻣﻀــﻴﻖ ﺟﺒﻞ ﻃﺎرق‪ ،‬وﻗﺪ ُﺳـﺠﻞ ﺑﲔ ﺳــﻨﱵ ‪1997‬م و‪ 2001‬م ﺣﻮاﱄ‬
‫‪ 3286‬ﺿﺤﻴﺔ ﻏﺮق ﰲ اﳌﻀﻴﻖ‪.‬‬

‫وﺗﻌﺘﱪ اﳉﺰاﺋﺮ وﺗﻮﻧﺲ وﻟﻴﺒﻴ ــﺎ ﻫﻲ اﻷﺧﺮى ﻣﻨ ــﺎﻃﻖ ﻋﺒﻮر ﻟﻠﻤﻬ ــﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﻘ ــﺎدﻣﲔ ﻣﻦ‬
‫إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﺴــﻮداء ﺣﻴﺚ ﺑﺪأت ﻫﺬﻩ اﻟﺪول ﺗﻌﺮف إﻧﺘﺸــﺎرا ﻣﻠﻔﺘﺎ ﻟﻸﻓﺎرﻗﺔ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ‪ .‬وﳚﺐ‬

‫‪- 123 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫اﻹﺷــﺎرة أﻳﻀــﺎ إﱃ ﻫﺠﺮة اﳌﻌﺎرﺿــﺔ اﻟﺴــﻴﺎﺳــﻴﺔ ﰲ ﺗﻮﻧﺲ واﳉﺰاﺋﺮ واﳌﻐﺮب إﱃ أوروﺎﺑ واﻟﱵ‬
‫وﺟﺪت ﻓﻴﻬﺎ ﻣﻠﺠﺄ آﻣﻨﺎ‪.‬‬

‫وﻫﻨﺎك أﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺎب ودواﻓﻊ أﺧﺮى ﻟﻈﺎﻫﺮة اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻣﻨﻬﺎ‪ :‬اﻟﺪواﻓﻊ اﻹﻗﻠﻴﻤﻴﺔ‬
‫واﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺘﺎرﳜﻴﺔ‪ ،‬اﻹﻋﻼﻣﻴﺔ واﻟﻨﻔﺴــﻴﺔ ودور اﻟﺴــﻴﺎﺳــﺎت اﻷوروﺑﻴﺔ ﰲ ﻫﺬا اﺠﻤﻟﺎل‪ .‬ﻟﻜﻦ‬
‫ﻳﻈﻞ أﳘﻬﺎ اﻟﻌﺎﻣﻞ اﻹﻗﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدي اﻟﺬي ﻳﺘﺤﺪد ﰲ ﻣﺘﻐﲑات ﻋﺪة ﻣﻨﻬﺎ اﻟﻔﺎرق اﻹﳚﺎﰊ ﰲ‬
‫ﻣﺴ ـ ــﺘﻮى اﻟﺪﺧﻞ اﳌﻨﻌﻜﺲ ﺣﺘﻤﺎ ﻋﻠﻰ اﳌﺴ ـ ــﺘﻮى اﳌﻌﻴﺸ ـ ــﻲ‪ ،‬ﻓﺎﳍﺠﺮة اﻟﺴ ـ ـ ـﺮﻳﺔ ﻫﻲ رد ﻓﻌﻞ‬
‫ﻟﻠﺘﺨﻠﻒ اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدي‪ 13‬ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ اﻟﺪواﻓﻊ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺎﺑﻷﺳ ــﺎس ﺈﺑﺷ ــﻜﺎﻟﻴﺔ ﲢﻘﻴﻖ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫ﰲ اﻟــﺪول اﻟﻘﻄﺮﻳــﺔ ﺧــﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟــﺪول اﻟﻨــﺎﻣﻴــﺔ ودول ﴰــﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴــﺎ ﲟــﺎ ﻓﻴﻬــﺎ اﳉﺰاﺋﺮ‪ .‬ﺣﻴــﺚ‬
‫أﻛﺪت ﳐﺘﻠﻒ اﻷدﺑﻴﺎت اﻹﻗﺘﺼ ـ ــﺎدﻳﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻮارق اﳉﻐﺮاﻓﻴﺔ ﰲ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺪﺧﻞ ﺑﲔ اﻷﻓﺮاد‬
‫اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﲔ ﻛﻌﺎﻣﻞ رﺋﻴﺴــﻲ ﻣﺴــﺒﺐ ﻟﻠﻬﺠﺮة اﳋﺎرﺟﻴﺔ‪ ،‬وﻗﺪ أدﳎﺖ ﻣﻘﺎرﺑﺔ اﳍﺠﺮة ﻛﻌﺎﻣﻞ‬
‫‪14‬‬
‫ﻣﻴﺴﺮ ﳊﻴﺎة إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ أﻓﻀﻞ ﻣﻘﺎرﻧﺔ ﲟﺎ ﻫﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﰲ ﺑﻠﺪان اﻷﺻﻞ‬

‫ﺧﺎﻣﺴﺎ‪ :‬ﺁﺛﺎﺭ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﻏﲑ ﺍﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﺍﳌﻨﻄﻘﺔ‪:‬‬

‫إذا ﻛﺎﻧﺖ اﳍﺠﺮة اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﳍﺎ ﺄﺗﺛﲑ ﻋﻠﻰ اﻟﺪول اﻷﻃﺮاف ﰲ اﻟﻈﺎﻫﺮة‪ ،‬ﻓﺈن اﳍﺠﺮة ﻏﲑ‬
‫اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻛﺬﻟﻚ ﻳﻨﻢ ﻋﻨﻬﺎ آﺎﺛر ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎﻋﺪة اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ‪ ،‬ﻣﻦ أﳘﻬﺎ‪:‬‬

‫‪ -‬ﻫﺠﺮة اﻟﻜﻔﺎءات‪ :‬اﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ ﺛﺮوة ﻣﺸـ ـ ــﱰﻛﺔ ﺑﲔ اﻟﺒﻠﺪ اﻷﺻـ ـ ــﻞ واﻟﺪوﻟﺔ اﳌﺴـ ـ ــﺘﻘﺒﻠﺔ ﰲ‬
‫ﻋﺎﱂ أﺻ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﺢ ﻓﻴﻪ إﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎد اﳌﻌﺮﻓﺔ ﻳﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﻞ راﻓﻌﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬ﻓﺎﳌﻬﺎرات اﻟﻔﻨﻴﺔ واﳌﻬﻨﻴﺔ‬
‫اﳌﻜﺘﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺒ ــﺔ ﰲ ﺑﻼد اﳌﻬﺠﺮ واﻹﻣﻜ ــﺎﻧﻴ ــﺔ اﳌﻬﻤ ــﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴ ــﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘ ــﺔ ﴰ ــﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴ ــﺎ‬
‫واﻹﻣﻜﺎﻧﻴﺎت اﳌﺴـ ـ ــﺘﻘﺒﻠﻴﺔ ﳋﻠﻖ أﻧﺸـ ـ ــﻄﺔ ﺟﺪﻳﺪة ﻣﻮﻟﺪة ﻟﻔﺮص اﻟﻌﻤﻞ ﲤﺜﻞ أوراﻗﺎ راﲝﺔ‬
‫ﺗﺴﺘﺤﻖ اﻻﻫﺘﻤﺎم‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﻌﺘﱪ ﺑﺪﻳﻞ اﻹﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺗﻮﻗﻴﻒ ﻫﺬﻩ اﳍﺠﺮة‪.‬‬
‫‪ -‬اﻵﺎﺛر اﻹﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ ﻟﻠﺘﺤﻮﻳﻼت اﳌﺎﻟﻴﺔ‪ :‬ﻓﻔﻲ اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻔﻼﺣﻲ ﺗﺘﺒﺎﻳﻦ آﺎﺛر اﳍﺠﺮة‪،‬‬
‫ﻓﺈذا ﻛﺎن رﺣﻴﻞ اﻟﺸ ـ ــﺒﺎب ﻳﺆدي ﰲ ﺑﻌﺾ اﳌﻨﺎﻃﻖ إﱃ اﺿ ـ ــﻤﺤﻼل اﻟﻘﻄﺎع اﻟﻔﻼﺣﻲ‪،‬‬
‫إﻻ أﻧــﻪ وﰲ ﺣــﺎﻻت أﺧﺮى‪ ،‬ﻓــﺈن اﻟﺘﺤﻮﻳﻼت اﳌــﺎﻟﻴــﺔ ﻟﻠﻤﻬــﺎﺟﺮﻳﻦ ﻳﻜﻮن ﳍــﺎ اﻧﻌﻜــﺎس‬
‫إﳚﺎﰊ ﻋﻠﻰ اﺠﻤﻟﺎل اﻟﻘﺮوي ﺣﻴﺚ ﻳﺆدي ذﻟﻚ إﱃ ﺗﻄﻮﻳﺮ اﻟﻨﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎط اﻟﻔﻼﺣﻲ وﻫﻮ ﻣﺎ‬

‫‪- 124 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫ﻳﺘﺠﻠﻰ ﰲ ﺗﻮﺳ ــﻴﻊ اﳌﺴ ــﺎﺣﺔ وﻋﺼـ ـﺮﻧﺔ وﺳ ــﺎﺋﻞ اﻹﻧﺘﺎج ﰲ اﻷراﺿ ــﻲ اﻟﻌﺎﺋﻠﻴﺔ اﳌﺴ ــﺘﻐﻠﺔ‪.‬‬
‫وﻣﻦ اﻵﺎﺛر اﻹﳚﺎﺑﻴﺔ ﻟﻠﺘﺤﻮﻳﻼت اﳌﺎﻟﻴﺔ ﻟﻠﻤﻐﱰﺑﲔ ﻣﺴــﺎﳘﺘﻬﺎ ﰲ دﻋﻢ ﺳــﻴﻮﻟﺔ اﻹﻗﺘﺼــﺎد‬
‫وإﻧﻌﺎش اﻟﻘﻄﺎع اﻟﺒﻨﻜﻲ‪ .‬وﺗﺸـ ــﲑ اﳌﻌﻄﻴﺎت اﳌﺘﻮﻓﺮة ﺎﺑﻟﻨﺴـ ــﺒﺔ ﻟﻠﻤﻐﺮب ﻣﺜﻼ‪ ،‬أن ادﺧﺎر‬
‫اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﺗﻌﺪى ﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﻨﺔ ‪ 2003‬م ﻣﻠﻴﺎر درﻫﻢ‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺎ ﳝﺜﻞ ‪ 28‬ﺎﺑﳌﺎﺋﺔ ﻣﻦ ﳎﻤﻮع‬
‫اﻟﻮداﺋﻊ اﳉﺎرﻳﺔ ﰲ اﻟﻨﻈﺎم اﻟﺒﻨﻜﻲ اﳌﻐﺮﰊ‪.‬‬
‫‪ -‬اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ وﻣﺴﺘﻮ�ت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻧﺴﺎﻧﻴﺔ‪ :‬إن اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻣﺮﺗﺒﻄﺔ‬
‫ﲟﺴــﺘﻮ�ت اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻧﺴــﺎﻧﻴﺔ اﳌﺨﺘﻠﻔﺔ ﲢﺪﻳﺪا ﰲ دول ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‪ ،‬ﻓﺎﻟﺘﻘﺎرﻳﺮ اﻟﺴــﻨﻮﻳﺔ‬
‫ﻠ‪PNUD :‬ﺗﺮى أن اﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ اﻹﻧﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻧﻴــﺔ ﻬﺗــﺪف إﱃ ﲢﻘﻴﻖ ﺣﻴــﺎة ﻣﻼﺋﻤــﺔ ﻟﻠﻔﺮد‬
‫وﺗﻮﺳ ـ ـ ـ ـ ــﻴﻊ ﺧﻴﺎراﺗﻪ ﻟﺘﺘﺤﻮل اﻟﺜﺮوة إﱃ أداة ﳋﺪﻣﺘﻪ‪ .15‬وﻣﻦ ﻣﺆﺷـ ـ ـ ـ ـ ـﺮات ﻫﺬا اﻟﻨﻮع ﻣﻦ‬
‫اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﳒﺪ ﻣﺆﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺮ اﻟﻔﻘﺮ اﻟﺐ ﺷ ـ ـ ـ ـ ــﺮي‪ PovertyIndex Humain‬واﻟﺬي‬
‫ﻳﻌﺮف اﻟﻔﻘﺮ ﺄﺑﻧﻪ " ﺣﺮﻣﺎن اﻟﻔﺮد ﻣﻦ اﻟﻌﻨﺎﺻ ــﺮ اﻷﺳ ــﺎﺳ ــﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻧﺴ ــﺎﻧﻴﺔ واﳌﺘﻤﺜﻠﺔ‬
‫ﰲ رﻋﺎﻳﺔ ﺻــﺤﻴﺔ ﺟﻴﺪة وﻣﺴــﺘﻮى ﺗﻌﻠﻴﻤﻲ ﻣﺮﺿــﻲ وﻣﺴــﺘﻮى ﻣﻌﻴﺸــﻲ ﻣﻘﺒﻮل "‪ 16‬ﻟﻜﻦ‬
‫ﰲ ﻇﻞ ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻇﺎﻫﺮة اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﻳﻔﻘﺪ اﻟﻔﺮد ﺣﺎﺟﻴﺎﺗﻪ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﳌﺘﻤﺜﻠﺔ ﰲ‪:‬‬
‫اﻟﺼ ــﺤﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻌﻠﻴﻢ واﳌﺴ ــﺘﻮى اﳌﻌﻴﺸ ــﻲ اﳉﻴﺪ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻌﻮاﻣﻞ اﻟﱵ ﺗﺆدي ﲝﺴ ــﺐ ﻣﻘﺎرﺑﺔ‬
‫اﳊﺎﺟﺎت اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ إﱃ ﻓﻘﺪان اﳌﺴﺘﻠﺰﻣﺎت اﳊﻴﻮﻳﺔ‪ ،‬وﻫﻮ ﻣﺎ ﻳﺆﺛﺮ ﺳﻠﺒﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮى‬
‫اﻟﺮﻓﺎﻫﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﻔﺮد‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻔﺎوت اﳌﺪاﺧﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺻ ـ ـ ـ ـ ــﻌﻴﺪ اﻟﻔﺮد )اﻟﻼﺗﻜﺎﻓﺊ ﰲ ﺗﻮزﻳﻊ اﻟﺪﺧﻞ اﻟﻌﺎﳌﻲ(‪ ،‬إذ ﻳﻌﺘﱪ‬
‫ﻫﺬا اﻷﻣﺮ ﻣﻦ أﻫﻢ أﺳ ـ ـ ــﺒﺎب ﺗﺮاﺟﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﺸ ـ ـ ــﻜﻞ ﻋﺎم واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻧﺴ ـ ـ ــﺎﻧﻴﺔ ﺑﺼ ـ ـ ــﻔﺔ‬
‫ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ‪ ،‬إذ أ�ﺎ ﲤﺜﻞ ﻣﻦ أﻫﻢ ﻣﺼ ـ ـ ــﺎدر اﻟﺮﺿ ـ ـ ــﺎ ﺎﺑﻟﻮﺿ ـ ـ ــﻊ اﻟﺮاﻫﻦ‪ 17‬ﻓﺎﻟﺪﺧﻞ ﻫﻮ أﻫﻢ‬
‫دﻋﺎﺋﻢ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻧﺴ ـ ــﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬إﺿ ـ ــﺎﻓﺔ إﱃ أن ﻋﺪم اﻟﺘﻜﺎﻓﺆ ﻓﻴﻪ ﻫﻮ ﻣﺼ ـ ــﺪر ارﺗﻔﺎع اﻟﻔﻘﺮ‬
‫وﻫﻮ ﻣــﺎ ﻳﺘﻌــﺎرض ﻣﻊ اﻷﻫــﺪاف اﻹﳕــﺎﺋﻴــﺔ ﻟﻸﻟﻔﻴــﺔ اﻟﱵ أﻃﻠﻘﺘﻬــﺎ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤــﺪة واﻟﱵ‬
‫ﻬﺗﺪف إﱃ ﲣﻔﻴﺾ ﻣﻌﺪل اﻟﻔﻘﺮ إﱃ اﻟﻨﺼﻒ‪.‬‬
‫‪ -‬ﻟﻠﻬﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻠﺒﻴﺔ ﻋﺪﻳﺪة ﻋﻠﻰ ﻣﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻮى اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻗﺘﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ‬
‫واﻻﺟﺘﻤــﺎﻋﻴــﺔ ﻟﻠﻔﺮد ﰲ ﻣﻨﻄﻘــﺔ ﴰــﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴــﺎ‪ ،‬ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬــﺎ اﲡــﺎﻩ اﳌﻬــﺎﺟﺮﻳﻦ ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫اﳍﺠﺮة إﱃ اﻟﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﻦ ﰲ اﻷﺣﻴﺎء اﳌﺘﺨﻠﻔﺔ واﻟﻔﻘﲑة‪ ،‬وﻣﻦ ﰒ ﻓﻬﻢ ﻳﻌﻴﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮن ﰲ ﻫﺬﻩ‬

‫‪- 125 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫اﳌﻨﺎﻃﻖ ﰲ ﺣﺪود ﻣﻌﻴﺸــﺔ ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ‪ .‬ﻛﻤﺎ أن ﻏﺎﻟﺒﻴﺔ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻳﻜﻮﻧﻮن ذوي ﻣﺴــﺘﻮ�ت‬
‫اﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ وﺗﻌﻠﻴﻤﻴﺔ واﻗﺘﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎدﻳﺔ ﻣﺘﺪﻧﻴﺔ‪ ،‬أو ﻣﻦ ﺛﻘﺎﻓﺎت ﳐﺘﻠﻔﺔ وﺑﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻧﻮن‬
‫ﻗﺎدرﻳﻦ ﻋﻠﻰ اﻻﻧﺪﻣﺎج اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﺑﻴﻨﻬﻢ‪ ،‬وﻫﺬﻩ اﻟﻈﺮوف ﰲ اﺿ ـ ـ ـ ـ ــﻄﺮاد ﺧﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺔ ﻣﻊ‬
‫ز�دة ﻣﻮﺟــﺔ اﳍﺠﺮة ﰲ دول اﻟﻌــﺎﱂ اﻟﺜــﺎﻟــﺚ ﻋﻤﻮﻣــﺎ وﰲ ﻣﻨﻄﻘــﺔ ﴰــﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴــﺎ ﲢــﺪﻳــﺪا‪،‬‬
‫ﺣﻴﺚ ورد ﰲ ﺗﻘﺮﻳﺮ اﻷﻣﲔ اﻟﻌﺎم ﻋﻦ اﳍﺠﺮات اﻟﺪوﻟﻴﺔ واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ )‪ 14‬و‪ 15‬ﺳ ـ ـ ــﺒﺘﻤﱪ‬
‫‪ ،(2006‬أن اﻟﺘﻌﺪاد اﻹﲨﺎﱄ ﻟﻠﻬﺠﺮة ﰲ اﻟﻌﺎﱂ ﻳﺒﻠﻎ ﺣﻮاﱄ ‪ 192‬ﻣﻠﻴﻮن وﻧﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻒ‬
‫اﳌﻠﻴﻮن ﻣﻬﺎﺟﺮ ﺳﺮي‪.18‬‬
‫‪ -‬إن ﺗﻨﻮع اﻷﺧﻄﺎر اﻟﻨﺎﲨﺔ ﻋﻦ اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ ﺑﲔ أﺧﻄﺎر إﻗﺘﺼﺎدﻳﺔ و إﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ‬
‫وﺳــﻴﺎﺳــﻴﺔ‪ ،‬ﻫﺬا ﺎﺑﻹﺿــﺎﻓﺔ إﱃ اﻷﺧﻄﺎر اﻷﻣﻨﻴﺔ ﺧﺎﺻــﺔ ﰲ ﻇﻞ اﻟﱰاﺑﻂ اﻟﻌﻀــﻮي ﺑﲔ‬
‫اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ واﳉﺮﳝﺔ اﳌﻨﻈﻤﺔ‪ ،‬وﻫﻲ اﻟﻮﺿـ ـ ـ ـ ــﻌﻴﺔ اﻟﱵ ﺗﻔﻘﺪ اﻟﺒﻠﺪ اﻷﺻـ ـ ـ ـ ــﻞ ﰲ‬
‫ﻣﻨﻄﻘﺔ ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺑﻴﺌﺔ أﻣﻨﻴﺔ ﲤﻜﻴﻨﻴﺔ ﻣﺴﺘﻘﺮة ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴﺘﺪاﻣﺔ‪.‬‬
‫ﻟﻘﺪ ﻓﺮﺿ ــﺖ ﻫﺬﻩ اﻟﻨﺘﺎﺋﺞ اﳋﻄﲑة ﻟﻠﻬﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸ ــﺮﻋﻴﺔ ﻋﻠﻰ دول اﳌﻨﻄﻘﺔ اﻟﺘﺤﺮك ﰲ‬
‫إﻃ ــﺎر اﳌﻨﻈﻤ ــﺎت اﻹﻗﻠﻴﻤﻴ ــﺔ ﻟﻠﺒﺤ ــﺚ ﻋﻦ ﺣﻠﻮل داﺋﻤ ــﺔ ﳍ ــﺬﻩ اﻟﻈ ــﺎﻫﺮة‪ ،‬ﻣﻦ ﺧﻼل‬
‫اﺳﺘﺨﺪام وﺳﺎﺋﻞ آﻟﻴﺎت ﻋﺪﻳﺪة ﺗﻨﺪرج ﰲ إﻃﺎر اﳌﻘﺎرﺑﺔ اﻟﺘﻨﻤﻮﻳﺔ‪.‬‬

‫ﺳـــﺎﺩﺳـــﺎ‪ :‬ﺃﻫﻢ ﺍﻟﺴـــﻴﺎﺳـــﺎﺕ ﺍﻟﻜﻔﻴﻠﺔ ﲟﻠﻒ ﺍﳍﺠﺮﺓ ﻏﲑ ﺍﻟﺸـــﺮﻋﻴﺔ‬

‫ﻭﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻠﻘﻀ ـ ـ ــﺎء ﻋﻠﻰ أﺧﻄﺎر اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ واﻧﻌﻜﺎﺳ ـ ـ ــﺎﻬﺗﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ‬
‫ﴰــﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴــﺎ إﲣــﺬت ﳎﻤﻮﻋــﺔ ﻣﻦ اﻹﺟﺮاءات واﻟﱰﺗﻴﺒــﺎت اﻟﱵ ﺗﻌﺘﱪ اﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ ﻣﻘــﺎرﺑــﺔ ﳊــﻞ‬
‫إﺷ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜــﺎﻟﻴــﺔ ﺗﻨــﺎﻣﻲ اﻟﻈــﺎﻫﺮة‪ ،‬وﰲ ﻧﻔﺲ اﻟﻮﻗــﺖ اﳍﺠﺮة ﻛﻌــﺎﻣــﻞ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴــﺔ‪ ،‬وﻣﻦ ﺑﲔ ﻫــﺬﻩ‬
‫اﳋﻄﻮات اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪:‬‬

‫‪ -‬اﻟﺘﻌﺎون ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ :‬إن ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻗﺘﺼـ ـ ــﺎد�ت اﻟﺪول اﳌﺼـ ـ ــﺪرة ﻟﻠﻬﺠﺮة ﻫﻲ أﺣﺪ‬
‫اﻟﻄﺮق اﻟﻜﻔﻴﻠـﺔ ﺈﺑﻳﻘـﺎف اﳍﺠﺮة أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗـﻞ اﻟﺘﻘﻠﻴـﻞ ﻣﻨﻬـﺎ‪ ،‬ﻛﻮ�ـﺎ ﺗﺆﺛﺮ ﻋﻠﻰ اﳍﺠﺮة‬
‫ﻣﻦ اﻟﺪاﺧﻞ ﲟﺎ ﻳﻀــﻤﻦ إﺳــﺘﻘﺮار اﻟﺴــﻜﺎن ﰲ اﻟﺪول اﻷﺻــﻠﻴﺔ‪ ،‬اﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ أن اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‬
‫ﺗﺆدي إﱃ ﺧﻠﻖ ﻣﻨﺎﺻ ـ ــﺐ ﻟﻠﺸ ـ ــﻐﻞ وإزاﻟﺔ اﻟﻔﻮارق ﰲ ﻣﺴ ـ ــﺘﻮ�ت اﳌﻌﻴﺸ ـ ــﺔ ﺑﻴﻨﻬﺎ وﺑﲔ‬

‫‪- 126 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫اﻟﺪول اﳌﺴـ ـ ـ ـ ــﺘﻘﺒﻠﺔ‪ ،‬ﻓﻤﺴـ ـ ـ ـ ــﺎﻋﺪة ﺟﻨﻮب اﳌﺘﻮﺳـ ـ ـ ـ ــﻂ وﲢﺪﻳﺪا دول ﻣﻨﻄﻘﺔ ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‬
‫ﻣﺴــﺄﻟﺔ ﻻ ﺑﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻀــﻤﺎن إﺳــﺘﻘﺮار اﳌﻨﻄﻘﺔ وإﻳﻘﺎف ﺿــﻐﻂ اﳍﺠﺮة‪ .‬وﺗﺘﻢ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﻦ‬
‫ﻃﺮﻳﻖ دﻋﻢ اﻹﺻــﻼﺣﺎت اﳍﻴﻜﻠﻴﺔ واﻻﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔ‪ ،‬وﺗﺸــﺠﻴﻊ وﺟﻠﺐ اﻻﺳــﺘﺜﻤﺎر اﻷﺟﻨﱯ‬
‫اﻷوروﰊ إﱃ اﳌﻨﻄﻘﺔ‪ ،‬وﲢﺮﻳﺮ اﳌﺒﺎدﻻت اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ‪ ،‬وﻳﻌﺘﱪ اﻟﺪﻋﻢ اﳌﻘﺪم ﳍﺬﻩ اﻟﺪول ﰲ‬
‫إﻃ ــﺎر ﺑﺮ�ﻣﺞ ﻣﻴــﺪا‪ Meda‬اﻟ ــﺬي ﻳﺘﻢ ﻋﻠﻰ ﻣﺮﺣﻠﺘﲔ‪ 19‬أداة ﻣ ــﺎﻟﻴ ــﺔ ﻣﻬﻤ ــﺔ ﰲ ﻳ ــﺪ‬
‫‪20‬‬
‫اﻹﲢﺎد اﻷوروﰊ ﻣﻦ أﺟﻞ إﳒﺎح ﻣﺸﺮوع اﻟﺸﺮاﻛﺔ ﻣﻊ دول ﴰﺎل وإﻓﺮﻳﻘﻴﺎ واﳌﺘﻮﺳﻂ‬
‫‪ -‬وﺿ ـ ـ ـ ــﻊ ﺳ ـ ـ ـ ــﻴﺎﺳ ـ ـ ـ ــﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮة ﻗﺎﺋﻤﺔ ﻋﻠﻰ اﻋﺘﺒﺎر اﳍﺠﺮة ﻋﺎﻣﻼ ﻣﻦ ﻋﻮاﻣﻞ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪:‬‬
‫وﻳﻜﻮن ذﻟﻚ ﺈﺑﻧﺸـ ـ ـ ــﺎء ﻣﺮاﺻـ ـ ـ ــﺪ إﻗﻠﻴﻤﻴﺔ ﻟﻺﻋﻼم‪ ،‬وﺗﻄﻮﻳﺮ ودﻋﻢ اﻟﺸـ ـ ـ ــﺒﻜﺎت اﳉﻤﻌﻴﺔ‬
‫اﳌﺴﺘﻘﻠﺔ اﳌﻜﻠﻔﺔ ﺑﺘﺄﻃﲑ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ‪ ،‬وإﺷﺮاك ﺑﻠﺪان اﳌﻬﺠﺮ ﰲ ﺗﻜﻮﻳﻦ وﺄﺗﻃﲑ ﲨﻌﻴﺎت‬
‫اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﱵ ﺗﺴ ـ ــﻌﻰ إﱃ ﺗﻨﻤﻴﺔ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺼ ـ ــﺪرة ﻟﻠﻬﺠﺮة‪ ،‬وإﻧﺸ ـ ــﺎء ﺑﻨﻚ ﻟﻠﻜﻔﺎءات‬
‫اﳌﻘﻴﻤﺔ ﺎﺑﳋﺎرج‪.‬‬
‫‪ -‬اﻟﻘﻴﺎم ﺈﺑﺟﺮاءات ﻣﻨﺎﺳــﺒﺔ ﻛﻔﻴﻠﺔ ﺎﺑﻟﻘﻀــﺎء ﻋﻠﻰ ﻇﺎﻫﺮة ﻫﺠﺮة اﻷدﻣﻐﺔ أو اﻟﺘﻘﻠﻴﺺ‬
‫ﻣﻨﻬﺎ أو إﳚﺎد ﺑﺪﻳﻞ ﳍﺎ وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل‪ :‬وﻳﺘﻢ ذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻌﺰﻳﺰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺟﺬب‬
‫اﳌﻨﻄﻘــﺔ ﻟﺘﺤﻔﻴﺰ ﻋﻮدة اﻟﻜﻔــﺎءات ﰲ اﳋــﺎرج ﻣــﺎد� وﻣﻌﻨﻮ�‪ ،‬وإﻧﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺒﻜــﺎت‬
‫اﻟﻜﻔﺎءات ﰲ اﳋﺎرج وﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﻣﺘﻮازﻳﺔ‪ ،‬وﺗﻄﺒﻴﻖ ﺳـ ـ ـ ــﻴﺎﺳـ ـ ـ ــﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺘﺸـ ـ ـ ــﺠﻴﻊ اﻟﺒﺤﺚ‬
‫واﻟﺘﻨﻤﻴــﺔ‪ ،‬وذﻟــﻚ ﺑﺘﻄﻮﻳﺮ ﻣﺮاﻛﺰ اﻟﺒﺤــﺚ واﳌﻌــﺎﻫــﺪ‪ ،...‬وﺗﻌﺰﻳﺰ ﻗﻨﻮات اﻻﺗﺼـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺎل ﺑﲔ‬
‫اﻟﻜﻔﺎءات وﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ اﻷﺻﻠﻴﺔ‪.‬‬
‫‪ -‬ﲢﻔﻴﺰ اﻟﺘﺤﻮﻳﻼت وﺗﺸ ـ ـ ـ ـ ــﺠﻴﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻣﺎ ﻳﻠﻲ‪ :‬ز�دة ﻋـﺪد اﻟﻮﻛـﺎﻻت اﻟﺒﻨﻜ ﻴﺔ‬
‫واﳌﺆﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎت اﳌــﺎﻟﻴــﺔ اﻷﺧﺮى اﻟﻌــﺎﻣﻠــﺔ ﰲ ﳐﺘﻠﻒ ﺑﻠــﺪان اﳌﻬﺠﺮ‪ ،‬واﻟﺘﻘﻠﻴﺺ ﻣﻦ‬
‫ﻣﺼـ ــﺎرﻳﻒ اﻟﺘﺤﻮﻳﻼت وﺗﻘﺪﱘ ﻋﻼوات وﳏﻔﺰات أﺧﺮى ﻋﻦ اﳊﺴـ ــﺎﺎﺑت اﻟﱵ ﻳﻔﺘﺤﻬﺎ‬
‫اﳌﻬﺎﺟﺮون‪ ،‬وﺗﺒﲏ اﺳ ـ ـ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﳌﻜﺎﻓﺤﺔ ﻣﻨﺎﻓﺴـ ـ ــﺔ ﺷـ ـ ــﺒﻜﺎت اﻟﺒﻨﻮك ﰲ ﺑﻠﺪان اﳌﻬﺠﺮ‪،‬‬
‫واﻟﻘﻴﺎم ﲝﻤﻼت ﺗﻮﻋﻴﺔ ﰲ ﺻﻔﻮف اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ‪ ،‬واﻻﺳﺘﺜﻤﺎر ﰲ اﻹﺷﻬﺎر واﻟﺘﻮاﺻﻞ ﻣﻦ‬
‫أﺟﻞ اﻟﺘﻌﺮﻳﻒ ﺎﺑﳌﺰا� وﻣﻨﺘﺠﺎت اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻟﺒﻨﻜﻴﺔ اﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‪.‬‬

‫‪- 127 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫‪ -‬ﺗﻮﻋﻴﺔ اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻟﻼﺳـ ـ ــﺘﺜﻤﺎر ﰲ ﺑﻠﺪا�ﻢ‪ :‬ﺧﺎﺻ ـ ـ ــﺔ ﰲ اﻟﻘﻄﺎﻋﺎت اﻟﻮاﻋﺪة ﺎﺑﻟﻨﺴ ـ ـ ــﺒﺔ‬
‫ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﳌﺴ ـ ــﺘﺪاﻣﺔ‪ ،‬وذﻟﻚ ﻣﻦ ﺧﻼل ﺗﻮﻓﲑ ﺗﻜﻮﻳﻦ ﰲ ﳎﺎل إﻧﺸ ـ ــﺎء اﳌﻘﺎوﻻت ﻟﻔﺎﺋﺪة‬
‫اﳌﻬﺎﺟﺮﻳﻦ اﻟﺮاﻏﺒﲔ ﰲ اﻻﺳﺘﺜﻤﺎر‪.‬‬
‫‪ -‬ﺗﻨﺴــﻴﻖ اﻹﺟﺮاءات واﻻﺳ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺎت ﺑﲔ ﺑﻠﺪان ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﳌﺘﻮﺳــﻂ‪:‬‬
‫ﻣﻦ أﺟﻞ وﺿ ــﻊ ﺣﻠﻮل داﺋﻤﺔ وﻣﺴ ــﺘﻤﺮة ﺗﻘﻀ ــﻲ ﺑﺘﺤﻤﻞ اﳌﺴ ــﺆوﻟﻴﺔ اﳌﺸ ــﱰﻛﺔ ﰲ اﺠﻤﻟﺎل‬
‫اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدي واﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ‪ ،‬ودﻋﻢ دول اﻟﺸ ــﻤﺎل اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﰲ اﻟﻀ ــﻔﺔ اﳉﻨﻮﺑﻴﺔ ﺣﱴ ﻻ‬
‫ﺗﻜﻮن ﻣﻌﱪا ﻟﻠﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ ﻏﲑ اﻟﺸﺮﻋﻴﲔ‪ ،‬وﻻ ُﲢﻤﻞ ﻋﺒﺊ ﳎﺎﻬﺑﺔ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﲟﻔﺮدﻫﺎ‪.21‬‬
‫‪ -‬ﺄﺗﺳـ ــﻴﺲ ﺧﻄﺔ ﻋﻤﻞ ﻣﻦ أﺟﻞ ﺳـ ــﻴﺎﺳـ ــﺔ إﻓﺮﻳﻘﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﰲ ﳎﺎﱄ اﳍﺠﺮة واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪:‬‬
‫وذﻟﻚ ﻬﺑﺪف ﺿ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻤﺎن ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻟﻠﺘﺤﺪ�ت اﻟﱵ ﺗﻄﺮﺣﻬﺎ ﻣﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺄﻟﺔ اﳍﺠﺮة ﳓﻮ‬
‫اﻟﺒﻠﺪان اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ واﻷوروﺑﻴﺔ‪ ،‬ﺣﻴﺚ ﺗﺘﺠﻠﻰ ﺿ ـ ــﺮورة وﺿ ـ ــﻊ اﺳ ـ ـ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻣﻮﺣﺪة ﲡﻤﻊ‬
‫ﺑﲔ ﺑﻠﺪان اﳌﻨﺸ ـ ـ ـ ــﺄ واﳉﻬﺔ اﳌﻘﺼ ـ ـ ـ ــﻮدة ﻣﻌﺎ‪ ،‬ﻣﻦ أﺟﻞ إﳚﺎد ﺣﻠﻮل ﻣﺘﻮازﻧﺔ ﺗﺮاﻋﻰ ﻓﻴﻬﺎ‬
‫ﻣﺼ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﱀ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﻌﻨﻴﺔ ﻬﺑﺬﻩ اﻟﻈﺎﻫﺮة‪ .‬وﻗﺪ ﻋﻘﺪ ﰲ ﻫﺬا اﻹﻃﺎر ﰲ ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻬﺮ أﻓﺮﻳﻞ‬
‫‪2006‬م اﺟﺘﻤ ــﺎع ﰲ اﳉﺰاﺋﺮ ﺑﲔ اﳋﱪاء اﻷﻓ ــﺎرﻗ ــﺔ واﻟ ــﺪوﻟﻴﲔ ﰲ ﳎ ــﺎل اﳍﺠﺮة ﺣﻮل‬
‫ﻣﻮﺿــﻮع "اﳍﺠﺮة واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ"‪ ،‬ﺗﻄﺒﻴﻘﺎ ﻟﻠﻘﺮار اﻟﺼــﺎدر ﻋﻦ ﻗﻤﺔ اﻹﲢﺎد اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﺎﺑﳋﺮﻃﻮم‬
‫ﰲ ‪ 23‬ﺟﺎﻧﻔﻲ ‪2006‬م ﺑﻨﺎءا ﻋﻠﻰ اﻗﱰاح ﻣﻦ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،‬ﻛﻤﺎ �ﻗﺸ ـ ــﺖ ﻣﻨﻈﻤﺔ اﻹﲢﺎد‬
‫اﻹﻓﺮﻳﻘﻲ ﻣﻦ ﺟﻬﺔ أﺧﺮى اﻟﻔﻜﺮة اﻟﱵ ﺗﻘﺪﻣﺖ ﻬﺑﺎ ﻣﺎﱄ ﺣﻮل إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ إﻧﺸـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎء ﻣﺮﻛﺰ‬
‫إﻓﺮﻳﻘﻲ ﻟﻠﺪراﺳ ـ ــﺎت واﻟﺒﺤﺚ ﺣﻮل اﳍﺠﺮة‪ .‬وﻫﻮ اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﺈﺑﻣﻜﺎ�ﺎ ﳌﺴ ـ ــﺎﻋﺪة ﻋﻠﻰ‬
‫إﻋﺪاد ﲢﺎﻟﻴﻞ ﺣﻮل أﺛﺮ اﳍﺠﺮة ﻋﻠﻰ ﻣﺸ ـ ـ ــﺎرﻳﻊ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ وإدﻣﺎﺟﻬﺎ ﻛﻌﻨﺼ ـ ـ ــﺮ أﺳ ـ ـ ــﺎﺳ ـ ـ ــﻲ‬
‫ﺿ ــﻤﻦ اﳌﺨﻄﻄﺎت اﻻﺳ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ ﻟﻠﺘﺨﻔﻴﺾ ﻣﻦ ﻧﺴ ــﺒﺔ اﻟﻔﻘﺮ‪ ،‬وإدراﺟﻬﺎ ﰲ ﻧﻘﺎﺷــﺎت‬
‫أﻫﺪاف اﻷﻟﻔﻴﺔ ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ ﺑﺘﻌﺰﻳﺰ ﻗﺪرات اﳌﺆﺳﺴﺎت اﻹﻓﺮﻳﻘﻴﺔ‪.29‬‬
‫ﺍﳋﺎﲤﺔ‪:‬‬

‫ﻟﻘﺪ اﺗﻀ ـ ــﺢ ﻣﻦ ﺧﻼل ﻫﺬﻩ اﻟﺪراﺳ ـ ــﺔ أن ﻇﺎﻫﺮة اﳍﺠﺮة اﻟﺸ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‬
‫ﺗﻌﻮد إﱃ ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻷﺳ ـ ـ ــﺒﺎب اﻟﺴ ـ ـ ــﻴﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺔ واﻷﻣﻨﻴﺔ واﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ودواﻓﻊ أﺧﺮى‪ ،‬ﻟﻜﻦ‬
‫ﺗﻨﺎﻣﻲ ﻫﺬﻩ اﻟﻈﺎﻫﺮة وز�دة وﺗﲑﻬﺗﺎ ﻳﺮﺟﻊ إﱃ اﻟﻌﻮاﻣﻞ ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻹﻗﺘﺼ ـ ــﺎدي ﺎﺑﻷﺳ ـ ــﺎس‬

‫‪- 128 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫وﺧﺼ ـ ــﻮﺻ ـ ــﺎ ارﺗﺒﺎط اﻟﻈﺎﻫﺮة ﺈﺑﺷ ـ ــﻜﺎﻟﻴﺔ اﻟﺘﻨﻤﻴﺔ‪ ،‬اﻟﱵ ﺗﺘﻀ ـ ــﺢ ﺟﻠﻴﺎ ﰲ اﻟﺘﺒﺎﻳﻦ اﻟﺼ ـ ــﺎرخ ﰲ‬
‫اﳌﺴ ــﺘﻮى اﻹﻗﺘﺼ ــﺎدي ﺑﲔ دول ﻣﻨﻄﻘﺔ ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ اﻟﻄﺎردة واﻟﺪول اﻷوروﺑﻴﺔ اﳌﺴ ــﺘﻘﺒﻠﺔ‪،‬‬
‫وﻗﻠﺔ ﻓﺮص اﻟﻌﻤﻞ واﳔﻔﺎض أﺟﻮر وﻣﺴﺘﻮ�ت اﳌﻌﻴﺸﺔ‪.‬‬

‫وﻋﻠﻴﻪ ﳚﺐ أﻻ ﻧﺘﻮﻫﻢ أﻧﻪ ﻣﻦ اﳌﻤﻜﻦ ﻣﻌﺎﳉﺔ إﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻜﺎﻟﻴﺔ اﳍﺠﺮة ﺎﺑﻟﻠﺠﻮء إﱃ اﻟﻮﺳـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﺋﻞ‬
‫اﻷﻣﻨﻴﺔ ﻓﻘﻂ ﺑﻞ إن اﻷﻣﺮ ﻳﺘﻄﻠﺐ �ﺠﺎ ﺷﺎﻣﻼ وﻣﺘﻜﺎﻣﻼ وﻣﺪﻋﻮﻣﺎ وﻣﺘﻮاز� ﺗﻨﺪرج أﻫﺪاﻓﻪ‬
‫وﺳ ـ ـ ــﻴﺎﺳ ـ ـ ــﺎﺗﻪ اﳌﻌﺘﻤﺪة واﻟﺘﺪاﺑﲑ اﻟﱵ ﳚﺐ اﲣﺎذﻫﺎ ﰲ اﻹﻃﺎر اﻟﺰﻣﲏ‪ ،‬وﻳﺴ ـ ـ ــﺘﻠﺰم ﻫﺬا اﻟﻨﻬﺞ‬
‫ﻣﻌﺎﳉﺔ اﳌﺴ ــﺎﺋﻞ اﳌﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﺘﻨﻘﻞ اﻷﺷ ــﺨﺎص )اﳍﺠﺮة اﻟﺸ ــﺮﻋﻴﺔ(‪ ،‬وﲪﺎﻳﺔ اﺠﻤﻟﻤﻮﻋﺎت اﳌﻘﻴﻤﺔ‬
‫ﺷـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺎ إﱃ ﺟﺎﻧﺐ اﻟﺮﺑﻂ ﺑﲔ اﳍﺠﺮة واﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﳌﺴـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻮى اﻟﻮﻃﲏ واﻟﻘﺎري )إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ‬
‫وأروﺎﺑ(‪.‬‬

‫وﻋﻠﻰ اﻟﻌﻤﻮم ﺗﺒﻘﻰ اﻟﻈﺎﻫﺮة ﻣﺴــﺘﻤﺮة ﻃﺎﳌﺎ ﻫﻨﺎك ﺗﺒﺎﻳﻦ رﻫﻴﺐ ﺑﲔ اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‬
‫واﻟﺪول اﳌﺘﺨﻠﻔﺔ ﺧﺎﺻ ـ ـ ـ ـ ــﺔ اﻟﻔﻘﲑة ﻣﻨﻬﺎ‪ ،‬ﻃﺎﳌﺎ ﻻ ﺗﻮﺟﺪ ﻧﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﻟﺪى اﻟﺪول اﳌﺘﻘﺪﻣﺔ‪،‬‬
‫ﻣﻦ أﺟﻞ اﻟﻌﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﻣﺴ ـ ــﺎﻋﺪة ﺗﻠﻚ اﻟﺪول ﻋﻠﻰ إﺣﺪاث ﺗﻨﻤﻴﺔ ﺣﻘﻴﻘﻴﺔ ﰲ ﺑﻠﺪا�ﺎ ﻟﻠﺮﻓﻊ‬
‫ﻣﻦ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﻌﻴﺸﻲ ﻟﺸﻌﻮﻬﺑﺎ‪.‬‬

‫ﺍﳍﻮﺍﻣﺶ‪:‬‬

‫‪ -1‬ﻋﺒﺪ اﻟﻮﻫﺎب اﻟﻜﻴﺎﱄ‪ ،‬اﳌﻮﺳـ ـ ــﻮﻋﺔ اﻟﺴـ ـ ــﻴﺎﺳـ ـ ــﻴﺔ‪ ،‬ج‪ ،7.‬ﺑﲑوت‪ :‬اﳌﺆﺳ ـ ـ ـ ـﺴ ـ ـ ــﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻟﻠﺪراﺳﺎت واﻟﻨﺸﺮ‪ ،1994 ،‬ص‪.67.‬‬
‫‪-1‬‬ ‫‪M.Tribalat،‬‬ ‫‪“Immigration”،‬‬ ‫‪Cahiers‬‬ ‫‪Français،‬‬
‫‪N .291، Mai-Juin 1999، pp.40-41.‬‬
‫‪1-N.Berger، La Politique Européenne d’asile etd’immigration،‬‬
‫‪enjeux et perspectives، Bruxelles، Bruylant,2000، p.15.‬‬
‫‪-2‬ﻧﻮر ﻋﺜﻤﺎن اﳊﺴﻦ ﳏﻤﺪ‪� ،‬ﺳﺮ ﻋﻮض اﻟﻜﺮﱘ اﳌﺒﺎرك‪ ،‬اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸﺮﻋﻴﺔ واﳉﺮﳝﺔ‪،‬‬
‫ﻣﻨﺸﻮرات ﺟﺎﻣﻌﺔ �ﻳﻒ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﻟﻠﻌﻠﻮم اﻷﻣﻨﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺮ�ض‪ ،2008 ،‬ص‪.17‬‬

‫‪- 129 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫‪- 3‬إذا إﻧﻄﻠﻘﻨﺎ ﻣﻦ ﻓﻜﺮة ﺣﻴﺎد اﳌﺼـ ـ ـ ـ ـ ــﻄﻠﺢ اﳉﻐﺮاﰲ "ﴰﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴﺎ" ﻓﺈن اﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺎﻟﻪ ﻫﻨﺎ‬
‫ﻋﻮض اﳌﺼـ ـ ــﻄﻠﺢ اﳉﻴﻮ‪-‬ﺳـ ـ ــﻴﺎﺳـ ـ ــﻲ "اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﰊ" ﻳﻌﲏ أن ﲦﺔ ﺧﻠﻔﻴﺎت وراء ﻫﺬا‬
‫اﻻﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺘﻌﻤﺎل‪ .‬إذ أن اﳊﻴﺎد ﻫﻨﺎ ﻇﺎﻫﺮي ﻷﻧﻪ ﻏﲑ ﻣﻮﺿـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻋﻲ ﰲ ﺣﻘﻴﻘﺔ اﻷﻣﺮ ﻛﻮﻧﻪ‬
‫ﻳﻠﻐﻲ اﻻﻧﺘﻤﺎء اﻟﺘﺎرﳜﻲ واﳊﻀ ـ ـ ــﺎري واﻟﺜﻘﺎﰲ )اﳊﻀ ـ ـ ــﺎرة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ اﻹﺳ ـ ـ ــﻼﻣﻴﺔ( وﻳﺴ ـ ـ ــﻠﺦ‬
‫اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﰊ ﻋﻦ ﳏﻴﻄﻪ اﳉﻴﻮ‪-‬ﺳـ ـ ــﻴﺎﺳـ ـ ــﻲ اﻷوﺳـ ـ ــﻊ اﻟﻔﻀـ ـ ــﺎء اﻟﻌﺮﰊ اﳌﻨﻀـ ـ ــﻮي ﲢﺖ‬
‫اﻟﻨﻈــﺎم اﻹﻗﻠﻴﻤﻲ اﻟﻌﺮﰊ " ﺟــﺎﻣﻌــﺔ اﻟــﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴــﺔ"‪ .‬وﻟﻌــﻞ أﺑﺮز اﶈــﺎوﻻت اﻟﺮاﻣﻴــﺔ إﱃ‬
‫ﻣﻔﻬﻮم ﴰ ــﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴ ــﺎ ﻟﻠ ــﺪﻻﻟ ــﺔ ﻋﻠﻰ دول اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﰊ اﻟﻄﺮح اﻟ ــﺬي ﺗﺒﻨ ــﺎﻩ اﳉﻐﺮاﰲ‬
‫اﻟﻔﺮﻧﺴـﻲ إﻳﻒ ﻻﻛﻮﺳﺖ ‪ ،Yves Lacoste‬ﰲ اﻟﻌﺪد ‪) 91‬ﺻـﻴﻒ ‪(1999‬‬
‫ﻣﻦ ﳎﻠــﺔ ﻫﲑودوت‪ Herodote‬اﳌﻌﻨﻮن ﺟﻨﻮب أوروﺎﺑ‪ ،‬ﴰــﺎل إﻓﺮﻳﻘﻴــﺎ ﲝﺠــﺔ أن‬
‫اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻹﻗﺘﺼــﺎدﻳﺔواﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺑﲔ اﻟﺪول اﳌﻐﺎرﺑﻴﺔ واﻟﺪول اﻷوروﺑﯿﺔ أھﻢ ﻣﻦ‬
‫ﻋﻼﻗﺘﮭﺎ ﻣﻊ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ وإن ﻛﺎﻧﺖ دول اﳌﻐﺮب اﻟﻌﺮﰊ ﺟﻴﻮﺳ ـ ـ ــﻴﺎﺳ ـ ـ ــﻴﺎ ﺗﻨﺘﻤﻲ إﱃ‬
‫ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺪول اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪.‬‬

‫‪4-‬‬
‫‪Naima Guennouni،” Rapport Introductif: Les droit des‬‬
‫‪migrants dans les pays du Maghreb( Tunisie،‬‬
‫‪Algérie ; Maroc) “. In KhadejaElmadmad( Dir) , Les‬‬
‫‪migrants et leurs droits au Maghreb avec une‬‬
‫‪referencespecial à la convontion sur la protection des droits‬‬
‫‪de tous les travailleurs migrants. Paris : Unesco, 2004, p.7.‬‬

‫‪-5‬ﺑﺸ ـ ـ ـ ــﺎرة ﺧﻀ ـ ـ ـ ــﺮة‪ ،‬أوروﺎﺑ ﻣﻦ أﺟﻞ ﻣﺘﻮﺳ ـ ـ ــﻂ‪ :‬ﻣﻦ ﻣﺆﲤﺮ ﺑﺮﺷ ـ ـ ــﻠﻮﻧﺔ إﱃ ﻗﻤﺔ ﺎﺑرﻳﺲ‬
‫)‪ ،(2008 – 1995‬ﺑﲑوت‪ :‬ﻣﺮﻛﺰ دراﺳﺎت اﻟﻮﺣﺪة اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‪ ،2010 ،‬ص‪.100.‬‬
‫‪6-Adrian Favela، “Immigration, migration et libre circulation‬‬
‫‪dans la construction de l’ Europe». In Politique européenne,‬‬
‫‪N 31, 2010, P.38.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬ﺑﺸﺎرة ﺧﻀﺮ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.106.‬‬

‫‪- 130 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫‪7- G.P.Tapinos، L’économie des Migration Internationales،‬‬

‫‪Paris: Fondation des Sciences Politiques، HarmandCollin,‬‬
‫‪1974، p.14.‬‬
‫‪-‬‬
‫‪8 B.El-Khader، L’Europe et La Méditerranée، Géopolitique‬‬
‫‪de La proximité، Paris: le harmattan, 1994، p.66.‬‬

‫‪- 9‬اﳉﻤﻌﻴﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ﻟﻸﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة‪ ،‬ﺗﻘﺮﻳﺮ ﻋﺎم ‪ 2007‬ﻋﻦ اﳊﺎﻟﺔ اﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﰲ اﻟﻌﺎﱂ‪:‬‬
‫ﺣﺘﻤﻴﺔ اﻟﻌﻤﺎﻟﺔ‪ ،‬اﻟﺪورة ‪ ،62‬اﻟﺒﻨﺪ ‪) 64‬أ(‪ 30 ،‬ﺟﻮﻳﻠﻴﺔ ‪ ،2007‬ص‪.4.‬‬
‫‪- 10‬إﺣﺼﺎﺋﻴﺎت اﺠﻤﻟﻠﺲ اﻹﻗﺘﺼﺎدي اﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻲ ﻟﺴﻨﺔ ‪.2010‬‬
‫‪-11‬ﻏﺎﻟﻴﺔ ﺑﻦ زﻳﻮش‪" ،‬اﳍﺠﺮة واﻟﺘﻌﺎون اﻷورو‪-‬ﻣﺘﻮﺳـ ـ ـ ـ ــﻄﻲ ﻣﻨﺬ اﻟﺴـ ـ ـ ـ ــﺒﻌﻴﻨﺎت"‪ ،‬رﺳـ ـ ـ ــﺎﻟﺔ‬
‫ﻣﺎﺟﺴﺘﲑ )ﻏﲑ ﻣﻨﺸﻮرة(‪ ،‬ﺟﺎﻣﻌﺔ اﳉﺰاﺋﺮ‪ ،2005 ،‬ص‪.14.‬‬
‫‪- 12‬ﻋﻴﺎد ﳏﻤﺪ ﲰﲑ‪" ،‬اﳍﺠﺮة ﰲ اﺠﻤﻟﺎل اﻷورو‪-‬ﻣﺘﻮﺳﻄﻲ‪ ،‬اﻟﻌﻮاﻣﻞ واﻟﺴﻴﺎﺳﺎت"‪ ،‬ﳎﻠﺔ‬
‫اﻟﻌﺎﱂ اﻻﺳ ـﱰاﺗﻴﺠﻲ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ‪ :‬ﻣﺮﻛﺰ اﻟﺸ ــﻌﺐ ﻟﻠﺪراﺳ ــﺎت اﻻﺳ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ‪ ،‬اﻟﻌﺪد‪ ،3:‬ﻣﺎي‬
‫‪ ،2008‬ص‪.04.‬‬
‫‪- 13‬ﻋﺒﺪ اﻟﻔﺘﺎح اﻟﻌﻤﻮص‪ " ،‬اﶈﺪدات اﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻟﻠﻬﺠﺮة اﳋﺎرﺟﻴﺔ ﰲ اﻟﺒﻠﺪان اﳌﺘﻮﺳﻄﻴﺔ"‪،‬‬
‫‪doc/‬‬ ‫ﻣ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻦ اﳌ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻮﻗ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻊ اﻹﻟ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻜ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﱰوﱐ‪doc afkar7.5.:‬‬
‫‪http://doc.abhatoo.net.ma/IMG/‬‬
‫‪14 1- Programme des nations unies pour le développement‬‬
‫‪humain (PNUD،) Rapport mondial sur le developpement‬‬
‫‪humain 2001، Paris: Economica, 2001, p.9.‬‬
‫‪15 - Programme des nations unies pour le développement‬‬
‫‪1‬‬

‫‪humain (PNUD،) Rapport mondial sur le développement‬‬

‫‪humain ،1997 Paris: Economica,1997, p.9.‬‬
‫‪-16‬ﺑﺮ�ﻣﺞ اﻷﻣﻢ اﳌﺘﺤﺪة ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻧﺴـ ــﺎﻧﻴﺔ‪ ،‬اﻟﺘﻘﺮﻳﺮ اﻟﺴ ــﻨﻮي ﻟﻠﺘﻨﻤﻴﺔ اﻹﻧﺴ ــﺎﻧﻴﺔ ﻟﻌﺎم‬
‫‪ ،2005‬ص‪.38.‬‬
‫‪-17‬زروق اﻟﻌﺮﰊ‪" ،‬ﻇﺎﻫﺮة اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸـ ـ ـ ـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ‪ :‬اﻧﻌﻜﺎﺳـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻬﺗﺎ وآﻟﻴﺎت اﳌﻮاﺟﻬﺔ"‪ ،‬ﰲ‪:‬‬
‫ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ‪ ،‬اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸـ ـ ــﺮﻋﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﳌﺘﻮﺳـ ـ ــﻂ‪:‬‬

‫‪- 131 -‬‬

 ‫‪#‬‬

‫اﳌﺨﺎﻃﺮ واﺳـ ـ ـ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﳌﻮاﺟﻬﺔ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ‪-‬ﺑﲑوت‪ :‬اﺑﻦ اﻟﻨﺪﱘ ﻟﻠﻨﺸ ـ ـ ـ ــﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬دار‬
‫اﻟﺮواﻓﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،2014 ،‬ص‪-‬ص‪.37-32.‬‬
‫‪ Meda1- 18‬ﻟﻠﻔﱰة اﳌﻤﺘ ــﺪة ﻣﻦ ‪ 1995‬إﱃ ‪ 1999‬ﺑﻘﺴ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـﻤ ــﺔ ‪ 5500‬ﻣﻠﻴ ــﺎر‬
‫‪ Ecus‬ﰲ ﺷ ــﻜﻞ ﻣﻴﺰاﻧﻴﺔ‪ ،‬و‪ 5500‬ﻣﻠﻴﺎر ‪ Ecus‬ﰲ ﺷ ــﻜﻞ ﻗﺮوض ﳝﻨﺤﻬﺎ اﻟﺒﻨﻚ‬
‫اﻷروﰊ ﻟﻼﺳﺘﺜﻤﺎر‪ ،‬و‪ Meda2‬ﻟﻠﻔﱰة ‪ 2006-2000‬ﺑﻨﻔﺲ اﻟﻘﻴﻤﺔ اﳌﺎﻟﻴﺔ‪.‬‬
‫‪-19‬ﻋﻴﺎد ﳏﻤﺪ ﲰﲑ‪" ،‬ﺳ ــﻴﺎﺳ ــﺎت اﻹﲢﺎد اﻷوروﰊ ﳌﻮاﺟﻬﺔ ﻇﺎﻫﺮة اﳍﺠﺮة"‪ ،‬ﰲ‪ :‬ﳎﻤﻮﻋﺔ‬
‫ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ‪ ،‬ﻣﺮﺟﻊ ﺳﺎﺑﻖ‪ ،‬ص‪.403.‬‬
‫‪- 20‬ﳎﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﺒﺎﺣﺜﲔ‪ ،‬اﳍﺠﺮة ﻏﲑ اﻟﺸــﺮﻋﻴﺔ ﰲ ﻣﻨﻄﻘﺔ اﻟﺒﺤﺮ اﻷﺑﻴﺾ اﳌﺘﻮﺳــﻂ‪:‬‬
‫اﳌﺨﺎﻃﺮ واﺳـ ـ ـ ـﱰاﺗﻴﺠﻴﺔ اﳌﻮاﺟﻬﺔ‪ ،‬اﳉﺰاﺋﺮ‪-‬ﺑﲑوت‪ :‬اﺑﻦ اﻟﻨﺪﱘ ﻟﻠﻨﺸ ـ ـ ـ ــﺮ واﻟﺘﻮزﻳﻊ‪ ،‬دار‬
‫اﻟﺮواﻓﺪ اﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ‪ ،2014 ،‬ص‪-‬ص‪.474-473.‬‬
‫‪21 Abdelkhaleq‬‬
‫‪-‬‬
‫‪Berramdane،‬‬ ‫‪PartenariatEuro-‬‬
‫‪méditerranéen à l’heure De (10) Elargissement De‬‬
‫‪L’UnionEuropéenne، France: Edit Karthala, 2005, p :357.‬‬

‫ﺍﻟﻘﻄﺎﻉ ﺍﳋﺎﺹ ﺍﳉﺰﺍﺋﺮﻱ ﻭﻣﺴﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻨﻤﻴﺔ ﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ‬

‫ﺑﲔ ﺍﳌﺮﺩﻭﺩﻳﺔ ﻭﺍﳌﺤﺪﻭﺩﻳﺔ‬

‫ﺃ‪ .‬ﺑﻠﺨﻴـــــﺮ ﺁﺳﻴـــــﺔ‬

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﳊﺎﺝ ﳋﻀﺮ – ﺑﺎﺗﻨﺔ‪-‬‬

‫ﻣﻠﺨـــﺺ‪:‬‬

‫‪- 132 -‬‬