You are on page 1of 6

‫وثائقي فيلم عمشرو‬

‫’ارطو’‬
‫رفيق‬
‫الشيباني‬
‫‪Note d’intention ‬‬

‫عندما اسأل عن المكان الذي و ولدت فيه و الذي عشت بيه سأقول إني عشت في مدينة صحراوية و‬
‫حدودية ‪،‬‬
‫اغلب أهاليها تعيش من العمل الحدودي ‪ ،‬أي أن اغلب المتوجات تأتي من ليبيا ‪ , ،‬الكثير من الشباب هنا‬
‫في مدنين يعمل في التهريب سوي البنزين أو المالبس أو مختلف المنتجات االخري ‪ , ،‬وان لم يعمل في‬
‫التهريب ستجده يبيع تلك المنتوجات المهربة ‪.‬‬
‫في الواقع يوجد سوق كامل يسمي "سوق ليبيا "‬
‫في مدينة مدنين ‪ ،‬في طفولتي كان االسم مشوق‬
‫كيف يكون اسم سوق لبلد أخر؟ و ما يوجد به؟ ‪ .‬يوم االحد يصبح في ذاك السوق و كأنه ساحة حرب ‪،‬‬
‫يجتمع فيه اآلالف من الناس‬
‫هناك تستطيع أن تعرف أكثر طبيعة أهالي المدينة‬
‫‪ ،‬دائما ما تجد الحديث عن الدين أو العمل‪،‬‬
‫فاألهالي هناك بسطاء و محافظون ‪،‬‬
‫مهتمين فقط بالعيش و كسب المال‪،‬‬
‫مصدر الترفيه الوحيد أو تغير النسق هو المقاهي الشعبية‪ ،‬يوجد المئات من المقاهي‪ ،‬إذ في مكان قريب‬
‫من الحي الذي أعيش به يوجد أربعة مقاهي‬
‫البتعد الواحدة عن االخري مسافة مائة متر ‪ ،‬و جميعها مكتظة ‪.،‬‬
‫في الحي الذي أعيش به قريب من المركب الثقافي‪،‬‬
‫عندما كان عمري ‪ 12‬عاما كان ألبي مطعم قبالة هذا المركب ‪،‬‬
‫أبي يعلم باألنشطة التي تقام في المركب ‪،‬‬
‫كنت أشهاد بعض المسرحيات قادمة من مختلف الجهات ألسماء مشهورة‪،‬‬
‫يطلب منا دائما الجلوس في المقاعد األمامية نظرا لضعف عدد الجمهور‪،‬‬
‫أتسأل دائما لماذا هذا النقص الكبير في االهتمام بالثقافة و لماذا ينظر للثقافة علي انه شئ محرم أو انه‬
‫مضيعة للوقت و غير مفيد ؟‬
‫لماذا ال يكون هناك الكثير من األنشطة أو المهرجانات‬
‫الثقافية في مدنين ؟‬
‫كنت ابحث دائما عن أجوبة‪ ،‬أقوم بحضور العديد من األنشطة و أتابع الصفحات الثقافية في فيسبوك‪،‬‬
‫كانت صديقتي سمية و التي تعلم اهتمامي بالثقافة‬
‫فقدا عرفتها في نادي المسرح بالمركب الثقافي‪،‬‬
‫ناشطة بشكل كبير في المجتمع المدني و الثقافي ‪،‬‬
‫في مشروع تخرجها من المعهد العالي لإلنسانيات في مدنين اختارت العمل حول اإلدماج االجتماعي و‬
‫الثقافي و االقتصادي للمهاجرين األفارقة في والية مدنين ‪ ،‬قامت بدمج الجانب الثقافي بعرض فيلم‬
‫اشتغل هو األخر علي هذه الظاهرة و كان ذلك في إطار مشروع سينما المخبر‪.‬‬
‫قامت سمية باستدعائي لحضور الفيلم في فضاء ارطو بمناسبة اليوم العالمي إلفريقيا ‪،‬‬
‫كان الحضور من المساهمين في الفيلم من الجامعة التونسية للسينمايين الهواة و الجامعة التونسية لنوادي‬
‫السينما و مخبر الفن ‪،‬‬
‫و من األفارقة و بعض أفراد المجتمع المدني ‪،‬‬
‫كان الفيلم يخرج وضع و حالة المهاجرين األفارقة في مدنين‬
‫‪ ،‬كان الفيلم مثير لالهتمام و اظهر لي أشياء عميقة‬
‫لم أكن اعرفها‪ ،‬و لكن األكثر إثارة هو النقاش ما بعد الفيلم مع المهاجرين الموجدين في الفيلم و أصحاب‬
‫الفيلم‪ ،‬إذ تحدثوا عن وضع المهاجرين و لكن األهم هو‬
‫ظروف تصوير الفيلم و ما و الصعوبات التي وجهاتهم‪،‬‬
‫مثل المسؤلين الذين هددوا األفارقة لعدم الحديث عن وضعهم ‪ ,‬و عدم التصوير في مكان اإلقامة ‪،‬‬
‫ألنه سيكشف واقع الوضع السيئ عندهم و الفيلم سيثير الرأي العام إضافة لعدم قبول األهالي لهم ‪ ،‬بعدها‬
‫أعيد النظر في وضعهم و تحرك المسؤلن ‪.‬‬
‫بعد النقاش تنظر في الفضاء و تري الخليط المختلف‬
‫للثقافات و األعمار في فضاء واحد و هو" ارطو "‬
‫خرجت من هناك ‪ ،‬عرفت حينها إن العمل علي تصوير فيلم هو الحل‬
‫هو ما سيحدث التغير و سيجيب عن تسأ والتي ‪،‬‬
‫علمت أن االنطالقة ستكون من ذاك الفضاء‪.‬‬
‫في ظل ركود الوضع الثقافي و االجتماعي لي المدينة التي تعاني من فراغ فكري‪.‬‬
‫تعيش صخب كبير من المقاهي الشعبية الهادرة للوقت و الفكر ‪ ،‬نجد فضاء ثقافي يمثل لقاء للتبادل ‪،‬‬
‫للتواصل و للتالقح االجتماعي أي الحاضن الختالف الن الفن ال يؤمن بالتفرقة ‪.‬لذلك من المهم تسليط‬
‫الضوء علي مثل هذه الفضاءات فهو يمكن أن يكون نقطة إشعاع في واقع راكد ‪.‬‬
‫‪Synopsis:‬‬

‫يوم مع حببب‪ ،‬الشاب المسرحي الذي يبلغ ‪ 27‬سنة ‪،‬‬


‫سنكتشف معه فضائه الثقافي "ارطو " ‪ ،‬نري رواده سوي من االفرقة او الطلبة و مختلف الفئات و‬
‫الشرائح العمرية ‪ ،‬من شروق الشمس حتى المساء‬
‫سيتابع الفيلم مختلف األنشطة الموجودة في الفضاء ‪ ،‬سنري من خالله االندماج الفكري و الثقافي في‬
‫أبهة صورة بين المهاجرين األفارقة و سكان مدنين‪ ،‬يحدثنا حبيب عن األنشطة‬
‫التي تقام في الفضاء و خارجه باسم الفضاء‬
‫‪Traitement‬‬
‫هو يوم عادي ككل األيام‪ ،‬تشرق الشمس في مدينة مدنين هذه المدينة الصحراوية الحدودية‪،‬‬
‫ذات البنيات المتواضعة ‪ ،‬يظهر لنا جامع "علي بن عبيد " و هو اعلي نقطة في مدنين ذا طابع تاريخي‬
‫لسكان المدينة ‪ ،‬و ليس ببعيد عن وسط المدينة توجد صروح "القصور" المتميزة ‪ ،‬كانت تمثل مكان‬
‫لعيش أجداد أهالي مدنين ‪ ،‬في بعض األرصفة في قلب المدينة تبدى حركة بعض رواد المقاهي المنتشرة‬
‫هنا و هناك ‪ ،‬تبدأ المحالت بفتح أبوابها مستقبلتا حرفاها من البسطاء ‪ .‬في وسط المدينة و بجانب نصب‬
‫"الخالل " يتجه حبيب نحو مبني مختلف عن بقية المباني المجاورة له للونه األصفر ‪ ،‬و هو فضائه‬
‫الثقافي الخاص " ارطو " ‪ .‬بالركن المخصص لتحضير القهوة ‪ ،‬يستعد حبيب الستقبال بعض رواد‬
‫الفضاء ‪.‬‬
‫يتأكد حبيب من ماكينة القهوة ‪ ،‬حبيب يخبرنا بطبيعة الفضاء و هو يعد أول قهوة في يومه ؛ فهو ليس‬
‫بمقهى ألكل أو شرب قهوة و الثرثرة فقط بل ملتقي للتبادل و المشاركة الثقافية و التالحق االجتماعي ‪.‬‬
‫يصل عصام احد العاملين بالفضاء ليهتم هو بتقديم القهوة للزائرين‪ .‬يأخذنا حبيب إلي قاعة مختصة‬
‫للعروض الفنية المختلفة ‪ ،‬يجهز المكان و ترتيبه بمساعدة مروان احد رواد الفضاء و صديق حبيب ‪،‬‬
‫بمناسبة يوم إفريقيا يستقبل الفضاء الثقافي "ارطو "‬
‫مجموعة من المهاجرين االفارقة القاطنين بالمدينة منذ ‪ 2012‬و الهاربين من ليبيا خالل الحرب ‪.‬‬
‫درس حبيب المسرح بالمعهد العالي للفن المسرحي ‪،‬‬
‫اختار بعد سنوات الدراسة و خوذ تجارب في المسرح‬
‫ان يأسس فضائه الخاص بمدينته مسقط رآسه و التي يري انها تفتقر منذ عقود الي كل اشكال النشاط‬
‫الثقافي و الفني ؛ و يري حبيب انه يحاول من خالل هذا الفضاء تغيير واقع اجتماعي يتميز بالتصحر‬
‫الثقافي ‪ .‬يتفقد حبيب اجهزة العرض بالقاعة ؛ يتصل حبيب بسمية هي احد رواد هذا الفضاء التي ستقوم‬
‫بعرض فيلم وثائقي عن المهاجرين االفارقة بمناسبة يوم القارة االفريقية ‪.‬‬
‫يتجول حبيب بين رواد الفضاء ليخبرهم بالتظاهرة التي ستنتلق علي الساعة السابعة مساءا دعيا اياهم‬
‫للحضور و النشاركة في مناقشة الفيلم‪ .‬يجلس حبيب في ركن في الفضاء علي حاسوبه الشخصي‪ ،‬هو‬
‫يحاول عبر وسائل التواصل االجتماعي للتعريف بتظارة اليوم ‪ ،‬يعبر حببب عن صعوبة اقناع اغلبية‬
‫المواطنين بمدينة مدنين للمشاركة في التظاهرات الثقافية التي يقوم ببرمجتها في الفضاء ‪.‬‬
‫المجتمع هنا محافظ و يعتبر في جله ان النشاط الثقافي نوعا من انواع االنحالل الذي يهدد التقاليظ‬
‫المتعارف عليها ‪.‬‬
‫يعرف حبيب باهم االنشطة الثقافية التي يحاول الفضاء تقديمها لرواده لجميع الشرائح العمرية فهو يقدم‬
‫عروض مسرحية و سينمائية و يحاول تكوين ندوات تناقش الوضع الثقافي بالجهة ‪.‬‬
‫يركز حبيب في نشاطه علي العروض الموجهة لالطفال‬
‫ايمانا منه ان العمل علي الناشئة قد يغير مع الوقت الحراك الثقافي في المدينة و هو من شأنه ان ينشر‬
‫الوعي بأهمية الفن في حياتهم اليومية ‪.‬‬
‫في وسط النهار يبدو الفضاء اكثر اكتضاظا برواده من الشباب ‪.‬مع قدوم سمية التي ستقدم العرض‬
‫السينمائي المبرمج في وظاهرة اليوم ‪ ،‬تقدم لنا هذه االخيرة مشروعها السينمائي الذي يبرز معاناة‬
‫الالجئين االفارقة المتواجدين بالجهة و ظروف عيشهم بعيدا عن اوطانهم ‪ .‬يبدا الضيوف االفارقة من‬
‫الالجئين بالتوافد علي الفضاء‪ .‬تخلق النقاشات بين الضيوف االفارقة و شباب المدينة جوا من االلفة و‬
‫التبادل الثقافي العفوي‪.‬‬
‫مع دخول المدعوين الي قاعة العرض يمتزج الجميع في شكل فسيفسائي افريقي جميل و متجنس ‪.‬‬
‫مع بداية العرض ترواح مالمح وجوه الحاضرين بيت التأثر في لحظات و الفرح في لحظات اخري ‪.‬‬
‫يناقش الشباب الحاضر موضوع الفيلم مع المهاجرين‬
‫في جو حماسي و تفاعلي الهم القضايا التي تهم القارة االفريقية‪.‬‬
‫يعبر حبيب عن التزامه المتواصل لنشر الثقافة و الفن من خالل فضائه الخاص متحديا في ذلك كل‬
‫العادات و التقاليد و المتعارف عليه في مجتمعه فهو يعتبر وجوده نقطة اشعاع و تحول لهذه المدينة‬

You might also like