You are on page 1of 162

‫‪١٢‬‬

‫العربية يف العامل‬
‫العربية يف العامل ‪١٢‬‬

‫اللغة العربية في بوركينا فاسو‬


‫من القرن الخامس عشر الميالدي إلى اليوم‬

‫إعداد‬

‫د‪ .‬أبو بكر سانفو‬ ‫د‪ .‬سعيد زونغو‬ ‫د‪ .‬وليالي كندو‬
‫أ‪ .‬إدريس ويدراوغو‬ ‫أ‪ .‬نوفو بورغو‬

‫‪١٤٤٠‬هـ ‪٢٠19 -‬م‬


‫اللغة العربية في بوركينا فاسو‬
‫من القرن الخامس عشر الميالدي إلى اليوم‬

‫الطبعة األوىل‬
‫‪ ١٤٤٠‬هـ ‪ ٢٠19 -‬م‬
‫مجيع احلقوق حمفوظة‬
‫اململكة العربية السعودية ‪ -‬الرياض‬
‫ص‪.‬ب ‪ 12500‬الرياض ‪11473‬‬
‫هاتف‪00966112581082 - 00966112587268:‬‬
‫الربيد اإلليكرتوين‪nashr@kaica.org.sa :‬‬

‫مركز امللك عبداهلل بن عبدالعزيز الدويل خلدمة اللغة‬


‫العربية‪1٤٤٠ ،‬هـ‪.‬‬
‫فهرسة مكتبة امللك فهد الوطنية أثناء النرش‬
‫كندو‪ ،‬وليالي‬
‫التصميم واإلخراج‬ ‫اللغة العربية يف بوركينا فاسو‪ /.‬كندو ‪ ،‬وليالي‪-.‬‬
‫الرياض‪١٤٤٠ ،‬هـ‬
‫‪..‬ص؛ ‪ ..‬سم‬
‫ردمك‪978- 603- 8221- ٢٧- ٢ :‬‬
‫‪ -1‬اللغة العربيـة ‪-‬تعليم (لغري الناطقني هبا) ‪ -٢‬اللغة‬
‫العربية‪ -‬تعليم ‪-‬بوركينا فاسو أ‪ .‬العنوان‬
‫ديوي ‪١٤٤٠/٧٦٧٧ ٤١٨،٢٤‬‬
‫رقم اإليداع‪١٤٤٠/٧٦٧٧ :‬‬
‫ردمك‪978- 603- 8221- ٣٧- ٢ :‬‬

‫اليسمح بإعادة إصدار هذا الكتاب‪ ،‬أو نقله يف أي شكل أو وسيلة‪،‬‬


‫سواء أكان إلكرتونية أم يدوية أم ميكانيكية‪ ،‬بام يف ذلك مجيع أنواع تصوير املستندات بالنسخ‪ ،‬أو‬
‫التسجيل أو التخزين‪ ،‬أو أنظمة االسرتجاع‪ ،‬دون إذن خطي من املركز بذلك‪.‬‬
-4-
‫فهرس الكتاب‬

‫الصفحة‬ ‫املوضوع‬
‫‪9‬‬ ‫مقدّ مة‬
‫‪13‬‬ ‫الفصل األول‪ :‬تاريخ دخول اللغة العربية يف منطقة بوركينا فاسو‬
‫‪15‬‬ ‫‪ .١.١‬تاريخ الدخول‬
‫‪17‬‬ ‫‪ .٢.١‬أساليب الدخول‬
‫‪18‬‬ ‫‪ .٣.١‬أساليب االنتشار‬
‫‪20‬‬ ‫‪ .٤.١‬أبرز العلامء‬
‫‪22‬‬ ‫‪ .٥.١‬أسباب االهتامم‬
‫‪24‬‬ ‫‪ .٦.١‬عدد املتحدّ ثني بال ّلغة العرب ّية‬
‫‪26‬‬ ‫املراجع واهلوامش‬
‫‪29‬‬ ‫الفصل ال ّثاين‪ :‬وضع ال ّلغة العربية يف عرص االستعامر الفرنيس‬
‫‪31‬‬ ‫‪ .١.٢‬سياسة االستعامر اللغوية‬

‫‪-5-‬‬
‫‪33‬‬ ‫‪ .٢.٢‬عالقة االستعامر باملستعربني‬
‫‪35‬‬ ‫‪ .٣.٢‬موقف املسيحية من العربية‬
‫‪37‬‬ ‫‪ .٤.٢‬نشأة املدارس الرشقية‬
‫‪39‬‬ ‫‪ .٥.٢‬بني املستعربني والفرانكفونيني‬
‫‪41‬‬ ‫املراجع واهلوامش‬
‫‪45‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬عالقة بوركينا فاسو الثقافية مع العامل العريب‬
‫‪47‬‬ ‫‪ .١.٣‬مرحلة انغالق احلكومة عن العامل العريب‬
‫‪49‬‬ ‫‪ .٢.٣‬انفتاح احلكومة عىل العامل العريب يف عهد الميزانا‬
‫‪50‬‬ ‫‪ .٣.٣‬تأثري االنفتاح يف تعليم اللغة العربية‬
‫‪51‬‬ ‫‪ .٤.٣‬تعزيز العالقات الدبلوماسية مع العامل العريب‬
‫‪52‬‬ ‫‪ .٥.٣‬تعزيز العالقات الثقافية مع العامل العريب‬
‫‪54‬‬ ‫‪ .٦.٣‬تأثري العالقات الثقافية مع العامل العريب يف تنمية البالد‬
‫‪56‬‬ ‫املراجع واهلوامش‬
‫‪59‬‬ ‫الفصل الرابع‪ :‬واقع ال ّلغة العرب ّية يف بوركينا فاسو بعد االستقالل‬
‫‪61‬‬ ‫‪ .١.٤‬اللغة العربية يف املجتمع‬
‫‪63‬‬ ‫اخلاص‬
‫ّ‬ ‫‪ .٢.٤‬ال ّلغة العرب ّية يف التّعليم‬
‫‪65‬‬ ‫‪ .٣.٤‬اللغة العربية يف نظام الدولة‬
‫‪69‬‬ ‫‪ .٤.٤‬اللغة العربية يف اإلعالم‬
‫‪72‬‬ ‫‪ .٥.٤‬اللغة العربية يف حركة التأليف والنرش‬
‫‪75‬‬ ‫‪ .٦.٤‬مناطق انتشار اللغة العربية‬
‫‪77‬‬ ‫املراجع واهلوامش‬

‫‪-6-‬‬
‫‪89‬‬ ‫الفصل اخلامس‪ :‬حتديات اللغة العربية يف بوركينا فاسو‬
‫‪91‬‬ ‫‪ .١.٥‬السياسة املسيحية‬
‫‪93‬‬ ‫السياسة الفرانكفونية‬
‫‪ّ .٢.٥‬‬
‫‪95‬‬ ‫‪ .٣.٥‬اندماج اخلرجيني املستعربني يف نظام الدّ ولة‬
‫‪98‬‬ ‫‪ .٤.٥‬إصالح التعليم العريب الفرنيس‬
‫‪101‬‬ ‫‪ .٥.٥‬تأثري حركة اإلرهاب يف وضع العربية‬
‫‪104‬‬ ‫‪ .٦.٥‬من الرؤية التقليدية إىل الواقعية‬
‫‪107‬‬ ‫املراجع واهلوامش‬
‫‪111‬‬ ‫الفصل السادس‪ :‬أدلة املعلومات‬
‫‪113‬‬ ‫أهم املؤسسات املعنية باللغة العربية يف بوركينا فاسو‬
‫‪ّ .١.٦‬‬
‫‪113‬‬ ‫املؤسسات واملشاريع احلكومية املرشفة عىل التعليم العريب‬
‫‪ّ .١.١.٦‬‬
‫‪114‬‬ ‫اخلاصة ذات الرتخيص احلكومي‬
‫ّ‬ ‫‪ .٢.١.٦‬املؤسسات التعليمية‬
‫‪133‬‬ ‫‪ .٢.٦‬أهم العلامء واملتخصصني واألدباء الذين كتبوا إنتاجهم بالعربية‬
‫‪133‬‬ ‫‪ .١.٢.٦‬أعالم الشيوخ والكتاب القدامى‬
‫‪137‬‬ ‫‪ .٢.٢.٦‬الدّ كاترة‬
‫‪١٤٤‬‬ ‫‪ .٣.٢.٦‬محلة املاجستري‬
‫‪١٥٥‬‬ ‫أهم الكتب املنشورة‬
‫‪ّ .3.6‬‬

‫‪-7-‬‬
-8-
‫مقدمة‬
‫ّ‬

‫تعترب العرب ّية ّأول لغة مكتوبة عرفها تاريخ بوركينا فاسو‪ .‬ويعود دخوهلا إىل هذه‬
‫السودان الغريب إىل حدود القرن التاسع اهلجري املوافق للقرن اخلامس عرش‬‫املنطقة من ّ‬
‫التارخيي بانتشار اإلسالم الذي ارتبط بدوره بحركة‬
‫ّ‬ ‫امليالدي‪ .‬وقد اقرتن هذا احلدث‬
‫الصحراء الكربى وشامهلا‪.‬‬
‫التّجارة بني جنوب ّ‬
‫جمرد آلة لنرش نصوص اإلسالم‬ ‫وتثبت الوثائق التّارخي ّية ّ‬
‫أن العرب ّية مل تكن يف املنطقة ّ‬
‫الصوفية وكتاتيبهم الكتساب ما‬ ‫حمل عناية املسلمني يف زوايا ّ‬ ‫التأسيس ّية‪ ،‬إنّام كانت أيضا ّ‬
‫تقتضيه قراءهتا من مهارة قبل أن تستقيم آلة لتحصيل قيم اإلسالم وتعاليمه استنادا إىل‬
‫استقراء عدد من املؤ ّلفات كانت تقوم مقام ّ‬
‫املقررات الرتبو ّية‪ .‬وكانت العربية‪ ،‬فضال‬
‫عن هذا‪ ،‬أداة الكتابة الدّ يوان ّية لدى امللوك التّقليد ّيني‪.‬‬
‫وظ ّلت هذه ال ّلغة ّ‬
‫حتتل هذه املكانة املرموقة لدى املسلمني وأعيان املاملك والقبائل‬
‫حتّى استهدفت البالد أطامع االستعامر الفرنيس‪ ،‬فزعزعت الكيانات‪ ،‬وسعت إىل‬
‫يني استدراجا إىل نسف معاملها وتعطيل وظائفها احلضار ّية‬ ‫طمس مضمون العرب ّية الدّ ّ‬
‫وعم فيها من‬
‫يف املنطقة بغية إحالل الفرنس ّية ومضموهنا احلضاري الغريب بديال عنها ّ‬
‫مكاسب حضار ّية عديدة ورؤية للوجود وللكون فريدة‪.‬‬

‫‪-9-‬‬
‫كان هذا ديدن االستعامر منذ طغى عىل البالد عام ‪1896‬م إىل استقالهلا عام‬
‫والسياس ّية‪ ،‬فقد فشل‬ ‫‪1960‬م‪ .‬ولئن نجح يف تغيري موازين القوى االجتامع ّية وال ّثقاف ّية ّ‬
‫أن احلكم االستعامري قد جعل‬ ‫يف تكريه طائفة املسلمني إىل العرب ّية وإىل دينهم‪ .‬ذلك ّ‬
‫من الفرنس ّية وسيط التّعليم يف املدارس العا ّمة واملسيح ّية إلعداد املوارد البرش ّية املحل ّية‬
‫فتوصل إىل تكوين فئة اجتامع ّية موالية ومعتنقة‬ ‫ّ‬ ‫الالزمة لرتكيز سلطانه وبسط نفوذه‪،‬‬
‫لسياستها ال ّلغوية‪ ،‬ومل يكن قوامها سوى رفع الفرنس ّية إىل علياء ال ّلغة واالرتداد بال ّلغات‬
‫الس والعلن‪.‬‬ ‫حمط ال ّلهجات وحماربة ال ّلغة العرب ّية والقائمني عليها يف ّ‬
‫الوطن ّية إىل ّ‬
‫السياسة االستعامر ّية ال ّلغو ّية إىل‬
‫أ ّما مجاعة املسلمني فقد انقسموا حيال هذه ّ‬
‫طائفتني‪ :‬طائفة انساقت مساق الفرانكفونيني وحلفائهم املسيح ّيني؛ وطائفة ظلت عىل‬
‫عهدها بالعرب ّية والتزامها باإلسالم‪ ،‬ومضت جاهدة يف زواياها وكتاتيبها تنرش مبادئ‬
‫ال ّلغة العرب ّية وثقافتها الدّ ين ّية واألدب ّية والعلم ّية حتّى وجدت يف أوائل مخسين ّيات القرن‬
‫اإلسالمي»‪ ،‬وهي اجلمع ّية التي استفادت من نمط‬
‫ّ‬ ‫قايف‬ ‫ّ‬
‫«االتاد ال ّث ّ‬ ‫املايض مددا من‬
‫التعليم يف بالد املغرب العريب‪ ،‬فأوعزت بإنشاء ما أسمته مدارس رشقية يف خمتلف‬
‫بالسودان الغريب لتكون عرضا تربو ّيا بديال عن املدارس العا ّمة‬ ‫املستعمرات الفرنس ّية ّ‬
‫واملسيح ّية‪.‬‬
‫الصوف ّية والكتاتيب التي ق ّلام يكتسب فيها الطالب من ناصية‬
‫وعىل خالف الزوايا ّ‬
‫الشقية كانوا يستهدفون هبا‪ ،‬من حيث ال ّلغة‪ ،‬إىل‬
‫رواد املدرسة ّ‬ ‫ال ّلغة العرب ّية‪ّ ،‬‬
‫فإن ّ‬
‫تكوين ناشئة وشباب مسلمني جتتمع فيهم ملكة الفرنس ّية والعرب ّية معا‪ ،‬ومن حيث‬
‫املضمون املعريف‪ ،‬إىل حتصيل أبناء املسلمني من علوم املعاش ما ينافسون به غريهم يف‬
‫يتأهلون به لدعوة غريهم إىل اإلسالم‪.‬‬
‫الشغل ومن علوم املعاد ما ّ‬‫سوق ّ‬
‫وقد استجاب هلذه الدّ عوة أعيان املسلمني يف البالد‪ ،‬فأنشئت املدارس يف مناطق‬
‫عديدة من البالد‪ ،‬وتكاثرت عىل إثر استقالل البالد عام ‪1960‬م بفضل دعم من العامل‬
‫اخلاصة يف البالد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلسالمي‪ ،‬حتّى صارت مت ّثل يف الوقت ّ‬
‫الراهن ثلثي املدارس‬ ‫ّ‬ ‫يب‬
‫العر ّ‬
‫الشقية‬
‫املتصور قد حاد عن النّهج املرسوم‪ ،‬فعنيت املدارس ّ‬
‫ّ‬ ‫إال ّ‬
‫أن تنفيذ الربنامج‬
‫بتحصيل العربية دون الفرنس ّية‪ ،‬وركّزت عىل تلقني علوم املعاد دون علوم املعاش‪،‬‬
‫وحتسن مستواهم‬
‫ّ‬ ‫اخلرجيني املستعربني‬
‫فرتتّب عىل ذلك اختالل عسري‪ :‬تزايد نسبة ّ‬

‫‪-10-‬‬
‫يف حذق ال ّلغة العرب ّية‪ ،‬من ناحية‪ ،‬وضعف صلتهم بواقع النّظام ّ‬
‫السيايس واإلداري‬
‫ومطالبه يف التّوظيف أو التّشغيل‪ ،‬من ناحية ثانية‪ .‬وهذا ممّا ر ّد كثرهتم ضعفا ووهنا‬
‫استفاد منه غريهم ملضاعفة نفوذهم وسلطتهم عليهم‪.‬‬
‫أن نصوص الدّ ولة التّأسيس ّية قد ّفرغت املجال ل ّلغة الفرنس ّية حني جعلتها لغة‬‫ذلك ّ‬
‫حمل ال ّلغة العرب ّية من النظام اإلداري‬
‫ّص عىل ّ‬ ‫البالد الرسم ّية‪ ،‬وأمهلت‪ ،‬يف املقابل‪ ،‬الن ّ‬
‫ومن قطاع الرتبية والتعليم‪ ،‬فكان ذلك بمثابة إقصاء هلا وللقائمني عليها يف آن‪.‬‬
‫األول‪ ،‬موريس ياميوغو (‪-1960‬‬ ‫الرئيس ّ‬ ‫أن االنحياز يف عهد ّ‬ ‫ولئن ثبت ّ‬
‫يب‬
‫املسيحي دون العامل العر ّ‬
‫ّ‬ ‫‪1966‬م)‪ ،‬كان للفرنس ّية دون العرب ّية وللعامل الغريب‬
‫فإن عهد اجلنرال‪ ،‬أيب بكر سانغويل الميزانا (‪1980-1966‬م)‪ ،‬قد امتاز‬ ‫اإلسالمي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫اإلسالمي وبقدر من االعتدال يف تقدير العرب ّية والقائمني‬
‫ّ‬ ‫يب‬
‫باالنفتاح عىل العامل العر ّ‬
‫الرئيس املغتال‪ ،‬طوماس سنكارا (‪1987-1983‬م)‪،‬‬ ‫عليها يف البالد‪ .‬وعىل دربه سار ّ‬
‫بأن املواطنة ال تنسجم‬‫حني بادر باستغالل كفاءات املستعربني يف هياكل احلكومة مؤمنا ّ‬
‫وأن استحقاق توظيف احلكومة ال ينبغي أن يتو ّقف معياره يف ّ‬
‫ظل‬ ‫مع سياسة اإلقصاء‪ّ ،‬‬
‫وأن مستقبل البالد رهني سعيها إىل االستفادة‬ ‫خصوص ّية البالد عىل إتقان لغة خمتارة‪ّ ،‬‬
‫من خمتلف التّجارب واملكاسب احلضار ّية املتاحة ال يف كفايتها بتبعية للمستعمر عمياء‪.‬‬
‫يب واستدراك‬ ‫السنوات األخرية لتدارك وضع التّعليم العر ّ‬
‫ولئن بادرت الدّ ولة يف ّ‬
‫فإنا ظ ّلت إىل اليوم مستنكفة عن ّاتاذ قرار‬
‫جانب ال ّلغة الفرنس ّية وعلوم املعاش فيه‪ّ ،‬‬
‫أن هؤالء املستعربني مل تستغلق‬ ‫اخلرجيني املستعربني‪ .‬ومن نافلة القول ّ‬
‫جا ّد يف تشغيل ّ‬
‫احلظ منها‪ ،‬وقد بلغ بعضهم من إتقاهنا درجة‬‫عليهم الفرنس ّية مجيعا‪ ،‬وإنّام هم متفاوتو ّ‬
‫عالية‪.‬‬
‫الشعبية يف ‪ 31‬أكتوبر عام ‪2014‬م‬ ‫وإذا اعتربنا ما تعانيه البالد منذ أن أطاحت ال ّثورة ّ‬
‫الرئيس بالز كومباوري من عمل ّيات إرهاب ّية تترسبل باإلسالم وتتشدّ ق بالعرب ّية‬ ‫بحكم ّ‬
‫جاز لنا أن نثري بعض التّساؤالت‪:‬‬
‫• أال ينتهز غري املسلمني هذه العمليات العدوان ّية ذريعة ملضاعفة التّامهي بني‬
‫العرب ّية واإلسالم وإحكام املكائد ضدّ مها؟‬

‫‪-11-‬‬
‫املتطرفني؟‬
‫ّ‬ ‫• ما مصري ال ّلغة العرب ّية يف ّ‬
‫ظل هتميش احلكومة وعدوان‬
‫• ما هو املخرج من حمبس ال ّلغة العرب ّية ورجاهلا يف بوركينا؟‬
‫هذه بعض القضايا التي جيب عىل املستعربني وعىل حلفائهم اعتبارها وإيالء عناية‬
‫خاصة بح ّلها حتّى يتأتّى استدراك احللقة املفقودة من سياسة ال ّلغة العربية يف هذه‬
‫ّ‬
‫البالد‪ ،‬فيجتمع يف العناية هبا حتصيل ما فيها من مضمون ديني إىل جانب سائر املضامني‬
‫احلضار ّية املنجزة‪ .‬وحينئذ يمكن االستبشار بمستقبل هلا يف البالد يكون أوفر ح ّظا من‬
‫الواقع ّية والفعال ّية واجلدوى‪.‬‬
‫واغادوغو‪ 07 ،‬فرباير ‪2019‬م‬
‫الدكتور وليالي كندو‬

‫‪-12-‬‬
‫الفصل األول‬
‫تاريخ دخول اللغة العربية يف منطقة بوركينا فاسو‬

‫‪-13-‬‬
-14-
‫الرئيس طوماس سنكارا‬ ‫أن بوركينا فاسو تسمية جديدة أطلقها ّ‬ ‫من املفيد أن نذكّر ّ‬
‫(‪1987-1949‬م) عام ‪1984‬م عىل مجهور ّية فولتا العليا‪ .‬وهي بلد يقع وسط ست‬
‫دول يف منطقة أفريقيا الغرب ّية؛ هي مايل شامال وغربا‪ ،‬والنّيجر رشقا‪ ،‬والبينني جنوبا‬
‫رشق ّيا‪ ،‬وتوغو وغانا جنوبا‪ ،‬والكوت ديفوار جنوبا غرب ّيا‪.‬‬
‫أن هذا البلد كان بمثابة حاجز منيع أمام الفتوحات‬ ‫ولئن جاء يف النّصوص التّارخي ّية ّ‬
‫اإلسالم ّية يف عهد مملكة سونغاي‪ ،‬فهل منع ذلك من تأ ّثر سكّانه بال ّلغة العرب ّية وما‬
‫أي حدّ بلغ؟‬ ‫حتمله من رسالة حضار ّية؟ ومتى بدأ ذلك؟ وإىل ّ‬

‫‪ .١.١‬تاريخ الدخول‬
‫لقد اقرتن دخول اللغة العربية يف منطقة بوركينا فاسو بدخول اإلسالم فيها‪ ،‬وظ ّلت‬
‫مرتبطة به إىل اليوم‪ .‬ويعود هذا احلدث التّارخيي إىل هناية القرن اخلامس عرش وبداية‬
‫القرن السادس عرش امليالديني‪ ،‬ذلك أن العبادات اإلسالمية ممارسات تقتيض معرفة‬
‫وأن ال ّلغة العربية كانت الوسيلة األساسية الكتساهبا‪ .‬وكان تعليمها يف بادئ‬
‫تعاليمها‪ّ ،‬‬
‫األمر يستند إىل جهود فردية من بعض املدرسني والعلامء والشيوخ منظمة يف شكل‬
‫كتاتيب وخلوات وجمالس علمية ودهاليز(‪.)١‬‬
‫وعىل هذا قام دخول هذه ال ّلغة يف هذه البالد عىل طريقتني أساس ّيتني‪ .‬أ ّما ال ّطريقة‬
‫تأسيا ببعض التجار واملرابطني الذين ظهروا يف بالد‬ ‫األوىل فكانت غري إراد ّية‪ ،‬وكانت ّ‬
‫السودان الغريب يف منتصف القرن اخلامس اهلجري املوافق للقرن احلادي عرش امليالدي‪،‬‬ ‫ّ‬
‫السكّان من عهد إمرباطورية غانا إىل مملكة صوصو واملرابطني‬ ‫وظ ّلوا يتفاعلون مع ّ‬
‫السودان‬‫ومايل وسونغاي‪ .‬وقد نشأت بقيام هذه الكيانات عالقات متينة بني بالد ّ‬
‫فيست هذه العالقات‬ ‫خاصة واملرشق العريب عا ّمة‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬ ‫الغريب وبالد أفريقيا ّ‬
‫الشاملية‬
‫رسعة انتشار ال ّلغة العرب ّية واإلسالم‪ ،‬واقرتن بذلك بناء املساجد واملدارس عىل يد‬
‫معتنقي اإلسالم من سكّان املنطقة‪ ،‬وكان من بينهم سكّان بوركينا فاسو‪ .‬ورسعان ما‬
‫يب من مراكز العلم وال ّثقافة العربية اإلسالمية‪.‬‬
‫السودان الغر ّ‬
‫أصبحت بالد ّ‬
‫وتعترب جامعة األزهر الرشيف أول مركز علمي قصده طالب العلم من غرب‬
‫إفريقيا‪ .‬وملا اتسعت رقعة اإلسالم وأسست مدينة القريوان‪ ،‬فأصبحت مركزا ثقافيا‪،‬‬

‫‪-15-‬‬
‫توافد إليه ال ّطالب وخترج منه فقهاء وعلامء تولوا نرش اللغة العربية والعلوم اإلسالم ّية‬
‫يف أفريقيا الغرب ّية‪ .‬وكذا كانت جامعة الزيتونة العتيقة بتونس العاصمة قبلة كثري من‬
‫طالب العلم من الرببر وسودان أفريقيا‪.‬‬
‫ورسعان ما أصبحت مدينة متبوكتو‪ ،‬التي أسست يف القرن اخلامس اهلجري‪ ،‬من‬
‫أهم املراكز اإلسالمية العلمية يف غرب إفريقيا‪ ،‬فقد استقطبت علامء أجالء من األزهر‬
‫الرشيف‪ ،‬فظ ّلوا فيها يع ّلمون ال ّلغة العرب ّية والثقافة اإلسالمية حتّى نالت عناية ّ‬
‫خاصة‬
‫من إمرباطورية مايل (‪.)٢‬‬
‫وبناء عىل كون بوركينا فاسو جزءا من هذه املنطقة‪ ،‬ال شك ّ‬
‫أن انتشار اللغة العربية‬
‫ّأس بالت ّّجار والعلامء الوافدين حركة قد شلمتها وأ ّثرت يف سكّاهنا‪.‬‬
‫بموجب الت ّ‬
‫وأما ال ّطريقة الثانية فكانت إراد ّية م ّثلتها عناية إمرباطورية مايل وغريها من‬
‫الكيانات اإلسالمية يف منطقة أفريقيا الغرب ّية بنرش تعاليم اإلسالم مستخدمة يف ذلك‬
‫وسائل ترغيب‪ ،‬إىل جانب إقامة املساجد والزوايا واملدارس وإرسال الدعاة إىل مناطق‬
‫خمتلفة(‪.)٣‬‬
‫وكان قوام هذه ال ّطريقة الطرق التّجار ّية التّي كانت تربط بوركينا فاسو بسائر‬
‫السودان الغريب‪ .‬وكانت منطقة سافاين (‪ ،)Safané‬وبوبو جوالسو (‪-Bobo‬‬ ‫بالد ّ‬
‫‪ )Dioulasso‬وكونغ (‪ّ )Kong‬‬
‫أهم املراكز التجار ّية يف البالد؛ إذ كانت سافاين مهزة‬
‫وكل من غانا ومايل‪ ،‬وأ ّما بوبو‪-‬جوالسو‪ ،‬فكانت تربط‬ ‫وصل بني غريب بوركينا فاسو ّ‬
‫بني مدينة جيني (‪ )Djéné‬وبالد لويب (‪ ،)Lobi‬التي كانت تنتج ّ‬
‫الذهب‪ ،‬وأ ّما كونغ‬
‫يمر به التجار قاصدين غانا بحثا عن الطنبول وامللح‪.‬‬ ‫فكانت هي األخرى مركزا جتار ّيا ّ‬
‫إذن‪ ،‬فعرب هذه الطرق التّجار ّية كان الت ّّجار املسلمون من مايل وغانا وبوركينا فاسو‬
‫ينرشون ال ّلغة العرب ّية من خالل نرشهم تعاليم اإلسالم بني الغرونيس (‪)Gourounsi‬‬
‫والسامو (‪ )Samo‬وبوا (‪ )Bwa‬وبوبو فينغ (‪ )Bobofing‬وغريهم من أجناس ّ‬
‫السكان‬ ‫ّ‬
‫الزراعة وتربية املوايش‪.‬‬
‫األصل ّيني‪ ،‬الذين كانوا يدينون بالوثن ّية ويتعاطون ّ‬
‫وحيتمل أن تكون بداية القرن ال ّثامن عرش منطلق عناية اجلوال‪ ،‬القادمني من مايل‬
‫لالستقرار بغرب بوركينا فاسو‪ ،‬بفتح كتاتيب لتعليم النّاشئة املسلمة مبادئ اللغة‬

‫‪-16-‬‬
‫العربية وتعاليم اإلسالم‪ .‬وبذلك صارت منطقة سافاين مركزا يقصده أطفال املسلمني‬
‫ثم انترشت يف النّصف ال ّثاين من القرن التّاسع عرش الكتاتيب‬ ‫من خمتلق أنحاء البالد‪ّ ،‬‬
‫وغريها من طرق الرتبية اإلسالم ّية التقليد ّية يف خمتلف أرجاء بوركينا فاسو‪ ،‬وغدت‬
‫اللغة العربية تنترش فيها شيئا فشيئا(‪.)٤‬‬

‫‪ .٢.١‬أساليب الدخول‬
‫مهها ثالثة‬
‫إن أساليب انتشار اللغة العربية يف بوركينا فاسو متعدّ دة ومتنوعة‪ ،‬لك ّن أ ّ‬
‫هي الدعوة والتجارة‪ ،‬والتعليم ووسائل اإلعالم‪.‬‬
‫أن الت ّّجار املسلمني كانوا حيتكّون بسكّان بوركينا فاسو‪ ،‬ويامرسون أنشطتهم‬ ‫ذلك ّ‬
‫يعرفون للملوك‬
‫والسلم‪ .‬وأخذوا ّ‬ ‫التجار ّية‪ ،‬ويؤ ّدون عباداهتم الدين ّية ملتزمني باملرونة ّ‬
‫قوة يمكن أن تساعدهم يف دعم‬ ‫مهية اإلسالم‪ ،‬من حيث هو نظام يف احلياة ومصدر ّ‬ ‫أ ّ‬
‫واالجتامعي وتطوير حياهتم االقتصاد ّية‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬ع ّلموهم‬
‫ّ‬ ‫السيايس‬
‫ّ‬ ‫نفوذهم‬
‫اخلاصة بجلب املطر وإخصاب النساء العقيامت ورفع البالء واالنتصار‬ ‫ّ‬ ‫بعض األدعية‬
‫بقوة‬
‫عىل األعداء يف احلروب‪ .‬وكانت اسرتاتيجية هؤالء التّجار الدّ عاة إقناع امللوك ّ‬
‫اإلسالم حلملهم عىل اعتناقه وتوظيفه يف احلياة اليوم ّية‪ .‬ومن املحتمل أن تكون بعض‬
‫الكتاتيب الشكلية قد فتحت يف هذه الفرتة‪.‬‬
‫وبفضل املراكز التجارية‪ ،‬التي كانت تصل بوركينا فاسو باميل وغانا والنيجر‪ ،‬أمكن‬
‫بالسكان يف بالد مويس‪ .‬ومما ساعد يف نرش اللغة العربية وجود تعايش‬ ‫احتكاك التّجار ّ‬
‫سلمي بني املسلمني األجانب والسكان الوثن ّيني‪ ،‬واعتناق بعض ملوك مويس اإلسالم‬ ‫ّ‬
‫مثل نابا رولغو (‪ ،)Naaba Rulugu‬ونابا كوم (‪ ،)Naaba Koom‬ونابا سودغو‬
‫شجع هؤالء عىل إثر اعتناقهم اإلسالم عىل بناء املساجد‬
‫(‪ ،)Naaba Sawadogo‬وقد ّ‬
‫ونرش الكتاتيب والزوايا التي كانت املؤسسات األوىل للغة العربية‪ .‬وفضال عن هذا‪،‬‬
‫استمر توافد األجانب املسلمني إىل املنطقة‪ ،‬مثل اهلوسا واجلوال والياريس‪ ،‬وخاصة بعد‬ ‫ّ‬
‫اهنيار إمرباطورية سونغاي ‪ ،‬كام كانت حرية التّد ّين من القيم ّ‬
‫السائدة يف املجتمع‪ .‬وقد‬ ‫(‪)٥‬‬

‫ح ّثت عليها اإلدارة االستعامر ّية وعنيت بتنفيذها(‪.)٦‬‬

‫‪-17-‬‬
‫‪ .٣.١‬أساليب االنتشار‬
‫كانت وسائل التّعليم يف غاية البساطة‪ ،‬إذ كانت املواد الدراسية مقترصة عىل‬
‫اخلط والقراءة والنحو والرصف واألدب‪ ،‬وكان من بني الكتب املعتمدة يف تعليم‬
‫النحو والرصف ملحة اإلعراب لقاسم بن عيل احلريري‪ ،‬ومقدمة األجرومية ملحمد‬
‫الصنهاجي بن آجروم‪ ،‬وكتاب املبادئ الرصفية لسعد عمر توري من مايل‪.‬‬
‫خاصة بشعراء اجلاهلية‪ ،‬ومقامات‬
‫أما يف جمال األدب‪ ،‬فكانت أهم الكتب املتداولة ّ‬
‫احلريري وأشعار حممد سعيد البوصريي‪ ،‬وقصائد أيب بكر حممد بن احلسني بن دريد‬
‫العبايس‪ ،‬وغريها من الكتب املتصلة بمدح الرسول صىل اهلل عليه وسلم(‪.)٧‬‬
‫ومن اجلدير باإلشارة أنه‪ ،‬باستثناء اخلط والقراءة‪ ،‬مل يكن ّ‬
‫كل العلامء يفهمون سائر‬
‫خيتص بتدريسها علامء درسوا يف مايل والسنغال وغريمها‪ ،‬وكانوا‬
‫املوا ّد اللغوية‪ ،‬إنام كان ّ‬
‫أوفر من غريهم ح ّظا يف معرفة هذه العلوم‪ .‬لكن السمة الغالبة عىل اجلميع جلوؤهم‬
‫يني عىل اجلانب ال ّلغوي‬
‫يف التّدريس إىل استعامل اللغات املحلية وطغيان اجلانب الدّ ّ‬
‫واألديب(‪.)٨‬‬
‫التكيز عىل املوا ّد الدّ ينية واملبالغة يف توظيف ال ّلغات املحل ّية يف تدريسها‬
‫ومن نتائج ّ‬
‫ربر قرار حممود‬ ‫قصور املتع ّلمني يف إجادة اللغة العربية كتابة واستعامال‪ .‬وهذا ما ي ّ‬
‫الرحلة إىل مايل ملواصلة تكوينه يف مدرسة سعد عمر توري عسى‬ ‫سانوغو إثر وفاة أبيه ّ‬
‫أن يزداد ح ّظا من مهارة التّحدّ ث باللغة العربية ومن سعة اال ّطالع والثقافة‪ ،‬وقد قال‬
‫الذي اكتسبته بجانب أيب ال جيعلني مث ّقفا‬
‫ألن التّعليم ّ‬
‫يف ذلك‪« :‬تركت تدريس األطفال ّ‬
‫وال يساعدين عىل التّعبري بال ّلغة العرب ّية»(‪.)٩‬‬
‫هكذا كان توق سانوغو االبن أن حيرز من العرب ّية ناصيتها ومن ال ّثقافة اإلسالم ّية‬
‫أن بعض طالب‬ ‫خيول له حتويل كتّاب أبيه إىل مدرسة عرب ّية إسالم ّية نظامية؛ ذلك ّ‬ ‫ما ّ‬
‫السودان الغريب قد اتّصلوا بالعامل العريب عا ّمة‪ ،‬وببالد‬ ‫العلم من املسلمني بمنطقة ّ‬
‫السائد يف بالدهم يف جمال التّعليم‬‫أن النّظام التّقليدي ّ‬‫خاصة‪ ،‬فأدركوا ّ‬
‫املغرب العريب ّ‬
‫العريب اإلسالمي كان بالغ التّخ ّلف قياسا عىل ما يف البلدان العرب ّية وعىل نظام املدارس‬
‫إسالمي‬
‫ّ‬ ‫تربوي عريب‬
‫ّ‬ ‫االستعامر ّية واملسيح ّية الغرب ّية‪ ،‬وهو ما كان يقتيض إجياد نظام‬

‫‪-18-‬‬
‫جديد يكون منسجام مع متطلبات العرص احلديث وقادرا عىل منافسة العرضني‬
‫التبو ّيني اآلخرين(‪.)١٠‬‬
‫ّ‬
‫ويعرف سانا نظام التّعليم العريب اإلسالمي اجلديد قائال‪« :‬لقد ظهرت هذه‬ ‫ّ‬
‫والتطور النسبي الذي طرأ عىل احلياة االجتامع ّية‬
‫ّ‬ ‫املدارس إىل الوجود نتيجة للتغيري‬
‫وعىل النظم التعليم ّية يف الدّ ول اإلفريق ّية ّ‬
‫ككل‪ ،‬وهي النّظم التعليم ّية الغرب ّية التي‬
‫ط ّبقت يف املدارس احلكوم ّية ومعاهدها وجامعاهتا من املباين املدرس ّية واملناهج بكافة‬
‫الوسائل احلديثة»(‪ .)١١‬وإذن‪ ،‬فقد كان تأسيس هذه املدارس من أهم األساليب التي‬
‫اختذها املجددون لنرش اللغة العربية وتطوير مناهجها يف بوركينا فاسو وغريها من بالد‬
‫الريادي يف هذا املجال‪.‬‬
‫السودان الغريب‪ .‬وكان ملايل وللسنيغال الدّ ور ّ‬
‫ّ‬
‫أسسها إبراهيم جينيبو (‪ )Djeneppo‬بني عامي ‪1955‬م‬ ‫ذلك ّ‬
‫أن املدرسة التي ّ‬
‫وأن مدرسة حممود سانوغو‪ ،‬التي‬‫و‪1956‬م هي املدرسة األوىل يف منطقة بوركينا‪ّ ،‬‬
‫املؤسسني اقتبسا نظام‬
‫ّ‬ ‫أسست عام ‪1957‬م هي املدرسة ال ّثانية يف البالد‪ّ ،‬‬
‫وأن كال‬
‫أسسها عام ‪1946‬م سعد عمر توري بمدينة‬ ‫التّعليم من مدرسة سبيل الفالح التي ّ‬
‫سيغو يف منطقة اجلنوب الغريب من دولة مايل احلديثة(‪.)١٢‬‬
‫اإلسالمي‪ ،‬الذي تز ّعم تأسيسه‬
‫ّ‬ ‫أ ّما السنغال فتم ّثل دورها يف ما قام به االحتاد ال ّث ّ‬
‫قايف‬
‫اإلسالمي واللغة العربية ونرش‬
‫ّ‬ ‫الشيخ توري يف دكار سنة ‪1953‬م للنهوض بالتّعليم‬ ‫ّ‬
‫أسسها يف‬ ‫املدارس اإلسالم ّية النظامية يف منطقة إفريقيا الغرب ّية‪ .‬ومن املدارس التي ّ‬
‫أسست يف بوبو عام‬ ‫بوركينا فاسو مدرسة سيكاسو سريا (‪ ،)Sikasso Sira‬التي ّ‬
‫‪1958‬م وأدارها سنغايل اسمه اندياي دياوارا (‪)N’diaye Diawara‬؛ ومدرسة يف‬
‫أهم أعضاء‬
‫أسست عام ‪1959‬م برعاية غوسو (غوث)‪ ،‬الذي كان من ّ‬ ‫مدينة توغان‪ّ ،‬‬
‫اإلسالمي يف بوركينا فاسو(‪)١٣‬؛ ومدرسة نونا التي فتحت أبواهبا بعيد‬ ‫ّ‬ ‫االحتاد ال ّثقايف‬
‫استقالل البالد‪ ،‬وكان مديرها سنيغايل آخر يدعى خمتار يس(‪.)١٤‬‬
‫بيد أن اللغة العربية ظلت طيلة فرتة االستعامر يف حالة من الركود؛ ألن اإلدارة‬
‫االستعامرية عند وصوهلا إىل هذه املنطقة عام ‪1895‬م حاربت هذه اللغة بكل وسائلها‪،‬‬
‫فنصبت هلا العداء‪ ،‬واضطهدت علامءها وأعياهنا‪ ،‬ووضعت عراقيل أمام كل من رغب‬
‫يف االلتحاق بالدول العربية اإلسالمية لالستزادة من العلم‪ ،‬يف حني كانت تعفي‬

‫‪-19-‬‬
‫من يتنرص ملرشوعها عن العمل اجلربي‪ ،‬وذلك تروجيا لتعليم اللغة الفرنسية وإغراء‬
‫يوجهوا أبناءهم إىل مدارسها لينالوا مناصب عالية يف إدارهتا(‪.)١٥‬‬
‫للمسلمني لكي ّ‬
‫وإذن‪ ،‬فلم يتّسع للغة العربية يف غرب إفريقيا عموما ويف بوركينا فاسو خصوصا جمال‬
‫النهوض إال بعد االستقالل(‪.)١٦‬‬

‫‪ .٤.١‬أبرز العلامء ‬
‫فتفرغوا لتحصيله‪،‬‬
‫لقد وجد قبل استعامر البالد وخالله شيوخ آمنوا بأمهية العلم‪ّ ،‬‬
‫ووقفوا حياهتم عىل تعليم الناس ما ينفعهم يف دينهم ودنياهم‪ ،‬فحشدوا املريدين‬
‫وطالب العلم يف بيوهتم وجمالسهم وكتاتيبهم ومساجدهم ويف ترحاهلم‪ ،‬وعلموهم‬
‫األول (‪-1923‬‬‫الشيخ أبو بكر ميغا ّ‬‫اللغة العربية والعلوم الرشعية‪ .‬ومن أبرزهم ّ‬
‫والشيخ احلسن املختار غانصوري (‪1983-1901‬م) يف منطقة ّ‬
‫الشامل‪،‬‬ ‫‪1987‬م)‪ّ ،‬‬
‫الشيخ فودي عبد اللّ دكوري (ت ‪1974‬م) وتيمتوري عبد السالم‪ ،‬وموسى‬ ‫ّ‬
‫وكل من ّ‬
‫كونغو يف وغادوغو‪ ،‬وسغانوغو سانوغو يف بوبو جوالسو‪ ،‬وسانفو سعيد يف منطقة‬
‫للسيطرة االستعامر ّية وحرصهم عىل‬
‫فادا برشقي البالد‪ .‬ونتيجة ملواقفهم املناهضة ّ‬
‫تعرضوا‬
‫نرش تعاليم اإلسالم وقيمه‪ ،‬التي كانت حجر عثرة أمام املرشوع االستعامري‪ّ ،‬‬
‫لصنوف من االضطهاد‪ ،‬كاالعتقال والتّعذيب والنّفي‪.‬‬
‫بيد أن معظم العلامء يف املنطقة‪ ،‬مهام أوتوا من العلم‪ ،‬ظ ّلوا حمجمني عن الكتابة‬
‫والتأليف تواضعا منهم وإجالال ملن فوقهم منزلة يف العلم أو خوفا من نقدهم‪ .‬كانوا‬
‫يمسكون عن الكتابة ملا شاع بينهم من القول بأن من نثر أو شعر فقد استهدف ‪ ...‬وال‬
‫يزال املرء يف فسحة من أمره ما مل يكتب نثرا ومل يقل شعرا‪...‬لذلك انرصف معظمهم‬
‫فظل نتاج أفكارهم سجني صدورهم‪.‬‬ ‫عن الكتابة‪ّ ،‬‬
‫ومل يقدم عىل الكتابة من هؤالء األوائل إال ق ّلة من بينهم أدباء وشعراء‪ .‬ومن‬
‫أشهرهم اإلمام باموري جينبو‪ ،‬واحلاج حممد مرحبا‪ ،‬والشيخ جابر بن عثامن بن الطاهر‬
‫الرشيد بن جابر؛ فمن هم هؤالء؟ وماذا أ ّلفوا؟‬ ‫َم ْيغا‪ّ ،‬‬
‫والشيخ هارون ّ‬
‫ ·كان اإلمام باموري جينيبو أول من أسس مدرسة نظامية يف فولتا العليا عام ‪1956‬م‪،‬‬
‫وكان شخصية علمية ودينية كبرية عرفت يف بوبو جوالسو بالعلم والفصاحة‪ .‬وقد‬

‫‪-20-‬‬
‫أفنى عمره يف تع ّلم القرآن وتعليمه‪ .‬ولد عام ‪1918‬م يف مدينة جني باميل يف أرسة‬
‫كريمة ذات حسب وعلم‪ ،‬ونشأ يف حجر أبيه الشيخ ألفا موي جينيبو‪ ،‬فقرأ عىل يده‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬وتعلم مبادئ القراءة والكتابة‪ ،‬ثم تتلمذ عىل كثري من علامء جنّي‬
‫يف اللغة العربية والعلوم الرشعية‪ ،‬فظهرت عليه عالمات النبوغ منذ صغره‪ .‬سافر‬
‫إىل مكة املكرمة للحج مرتني‪ ،‬األوىل يف عام ‪1964‬م والثانية يف عام ‪1969‬م‪ ،‬فزار‬
‫املراكز اإلسالمية يف احلجاز‪ ،‬واملغرب‪ ،‬ومتبوكتو وجنّي باميل‪.‬‬
‫وتصدر بعد وفاة أبيه جملسه وملا يبلغ ثالثني من عمره‪ ،‬فأقبلت عليه اجلموع من‬
‫شتّى املناطق لينهلوا من معني علمه الغزير‪ .‬وكان متمكنا يف اللغة العربية‪ .‬ومن تالميذه‬
‫والشيخ حممود سانو‪ ،‬واألستاذ أمحد سانو‪.‬‬‫الشيخ سليامن كونفي‪ّ ،‬‬
‫وقد اشتغل الشيخ بالزراعة طوال حياته حرصا منه عىل أن يأكل من احلالل الطيب‪،‬‬
‫ومارس جتارة كتب اللغة العربية والرشيعة اإلسالمية‪ ،‬وكانت له عالقات متينة مع‬
‫املطابع اإلسالمية يف مرص وتونس واملغرب‪ .‬ومما يدل عىل امتالكه ناصية اللغة العربية‬
‫أن له مؤلفات وخمطوطات يف الفقه والتصوف والسلوك‪ .‬ومن كتبه حتفة املصيل ونفح‬ ‫ّ‬
‫الطيب‪ .‬وتويف يف مدينة بوبو جوالسو يف ليلة اجلمعة ‪ 20‬يونيو عام ‪1970‬م(‪.)١٧‬‬
‫ ·احلاج حممد مرحبا‪ :‬هو شيخ لغوي ولد عام ‪1894‬م يف مدينة بوبو جالسو‪ ،‬وكان‬
‫من العلامء األفذاذ يف املنطقة‪ ،‬وأحد مؤسيس اجلمعية اإلسالمية بفولتا العليا‪ .‬نبغ‬
‫يف كثري من العلوم؛ منها األدب والفقه والتاريخ وعلوم القرآن وغريها من العلوم‬
‫النقلية‪ ،‬وأثر عنه بعض املخطوطات العلمية يف شتى فروع املعرفة‪ ،‬وله فضال عن‬
‫وعلو منزلته يف امتالك ناصية اللغة‬
‫ّ‬ ‫ذلك قصائد يف املدح والرثاء‪ ،‬مما يدل عىل نبوغه‬
‫العربية‪ .‬ومن خمطوطاته أساس التواريخ املنقولة من كتب أهل العلم‪ ،‬وتاريخ بالد‬
‫مويس وأحواهلم‪ ،‬والثمرة اجلنية يف أساس التاريخ‪ :‬أسامء أعيان السودان الغربية‪.‬‬
‫وهي خمطوطات حمفوظة لدى عائلة الشيخ يف بوبو جوالسو‪ ،‬ويوجد جزء منها يف‬
‫قسم املخطوطات العربية واألعجمية بجامعة عبد املؤمن بنيامي‪ ،‬عاصمة النّيجر‪.‬‬
‫ومن أشهر تالميذه احلاج ألفا موسى اجلعني‪ .‬وكانت وفاته عام ‪1974‬م عن عمر‬
‫ناهز الثامنني‪.‬‬

‫‪-21-‬‬
‫ ·الشيخ جابر بن عثامن بن الطاهر َم ْيغا‪ :‬هو مؤسس بلدة كوغرسيغي الواقعة رشقي‬
‫بوركينا فاسو عىل بعد ‪ 156‬كم من العاصمة‪ ،‬وحوايل عرشة كم من مدينة بويتنغا‬
‫(‪ .)Pouytinga‬ولد حوايل عام ‪1840‬م‪ ،‬وكان عاملا بالرشيعة واللغة واألدب‪،‬‬
‫وجاهد كثريا يف خدمة ال ّلغة العربية واإلسالم‪ .‬ومن تالميذه احلسني ك َُونْدا‬
‫وك َي ْلموري‪ ،‬واإلمام إدريس‬ ‫املعروف بسا َغدْ موري‪ ،‬والشيخ إسحاق ب ْغسا ْلغو‪ِ ،‬‬
‫َ َ‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كونْدَ ا‪ ،‬والشيخ مال ْك َركَيي‪ ،‬والشيخ مالك‬ ‫سانفو بِسا َغ ْبتنْغا‪ ،‬والشيخ ُمه ْيمن َ‬
‫بِ ِريي‪ ،‬وعبد الرمحن سانا سا ْب ُل ِوييس‪ ،‬ومور ُز َب ْي زونغو‪ .‬وال نعلم من مؤ ّلفاته سوى‬
‫خمطوطة واحدة‪ ،‬هي عبارة عن رسالة كتبها إىل أحد أح ّبائه يف املنطقة‪ .‬وقد مجع يف‬
‫وتوف عام ‪1947‬م(‪.)١٨‬‬ ‫تأليفها بني النّثر والنّظم‪ّ .‬‬
‫ ·الشيخ هارون الرشيد بن جابر‪ :‬هو ابن عثامن بن الطاهر َم ْيغا‪ .‬ولد يف منطقة‬
‫والصرب‪ ،‬وعامله‬ ‫ِ‬
‫كوغ ْرسيغي يف حوايل عام ‪1895‬م‪ .‬وقد ر ّباه والده عىل اجلدّ‬
‫ّ‬
‫مهمة‬ ‫ثم ّ‬
‫تول ّ‬ ‫حظ وافر من العلم والعزم‪ .‬ومن ّ‬ ‫معاملة تالميذه‪ ،‬فكرب فطنا ذا ّ‬
‫املقررة وقتئذ(‪ ،)١٩‬ومنها يف النّحو متن‬
‫فدرس مجيع الكتب ّ‬ ‫التدريس يف الكتّاب‪ّ ،‬‬
‫األجرومية البن اآلجروم‪ ،‬وملحة اإلعراب أليب القاسم بن عيل احلريري البرصي‪،‬‬
‫الزمان اهلمذاين(‪ .)٢٠‬وتويف سنة ‪1988‬م‪،‬‬ ‫ومنها يف األدب مقامات احلريري وبديع ّ‬
‫و ُأثرت عنه خمطوطة عنوهنا بـأمن الوجلني يف مدح زين املرسلني‪ .‬وهي أثر يقع يف‬
‫مؤسس اخلالفة اإلسالم ّية‬ ‫عرش صفحات‪ ،‬ش ّطر فيها أبياتا للشيخ عثامن بن فوديو‪ّ ،‬‬
‫يف صكوتو بشاميل نيجرييا(‪.)٢١‬‬

‫‪ .٥.١‬أسباب االهتامم‬
‫يوجد وراء اهتامم املسلمني يف بوركينا فاسو باللغة العربية دواع وحوافز عديدة‪،‬‬
‫منها الديني واالجتامعي واالقتصادي والسيايس‪.‬‬
‫أهم احلوافز عىل العناية باللغة العربية لدى‬
‫ ·األسباب الدينية‪ :‬يعد العامل الديني ّ‬
‫املسلمني يف أفريقيا جنوب الصحراء عموما وبوركينا فاسو خصوصا‪ .‬ذلك ّ‬
‫أن‬
‫العربية يف عقل ّيتهم لغة مقدّ سة لكوهنا لغة القرآن الكريم وال ّلغة التي جاء هبا‬
‫اإلسالم؛ وهي لغة الشعائر اإلسالم ّية‪ ،‬فتؤ ّدى هبا الصالة‪ ،‬وتلقى هبا خطب‬

‫‪-22-‬‬
‫اجلمعة والعيدين ودروس العلم يف املساجد‪ .‬وهي يف نظر كثري منهم لغة الفكر‬
‫خاصة‬
‫واحلضارة‪ ،‬ولغة الرسالة التي حيملوهنا يف احلياة‪ ،‬وليست يف أذهاهنم لغة ّ‬
‫معي‪ ،‬إنّام هي لغة األمة اإلسالم ّية عىل اختالف الشعوب التي‬ ‫بجنس أو شعب ّ‬
‫تؤ ّلفها من حيث ال ّلغة وال ّلون والوطن والزمن‪ .‬ولذا نجدهم حريصني عىل تعلم‬
‫العربية‪ .‬وال يعتنق املرء منهم اإلسالم دون استعامل بعض العبارات العربية مثل‬
‫أداء الشهادتني‪ ،‬كام ال حميد يف معامالته اليوم ّية مع غريه من املسلمني عن استعامل‬
‫الصالة دون حفظ سورة الفاحتة وغريها‬ ‫السالم والبسملة‪ ،‬بل ال تستقيم له ّ‬
‫عبارات ّ‬
‫ّوسع‬ ‫شك ّ‬
‫أن سبيل الت ّ‬ ‫السور واآليات القرآنية يف صيغتها األصل ّية العربية‪ .‬وال ّ‬
‫من ّ‬
‫األسايس يف الفقه اإلسالمي هو معرفة اللغة العربية حتّى يتأتّى االطالع‬
‫ّ‬ ‫ّعمق‬
‫والت ّ‬
‫عىل املصنّفات واملسانيد واملتون الكربى يف هذا املجال‪.‬‬
‫وقد أدى هذا االرتباط الوثيق بني اعتناق اإلسالم واللغة العربية إىل انتشار هذه ال ّلغة‬
‫استقر هبا املسلمون‪ ،‬فكلام ازداد عدد املسلمني يف بلدة ما أقيمت هبا‬‫ّ‬ ‫يف كل املناطق التي‬
‫السائدة لدى املسلمني يف هذه‬ ‫حلقة العلم وبنيت مدرسة عربية إسالمية‪ .‬غري ّ‬
‫أن النّزعة ّ‬
‫أن القدر الواجب عىل املسلم معرفته من ال ّلغة العرب ّية ال يرقى إىل مستوى‬ ‫البالد هي ّ‬
‫اإلتقان؛ لذا نجدهم متفاوتني يف مدى إملامهم وإتقاهنم هذه ال ّلغة؛ فمنهم من يفهمها‬
‫ويتفاصح هبا يف احلياة اليومية‪ ،‬ومنهم من يستطيع تالوة القرآن الكريم واحلديث ويفهم‬
‫اخلطب‪ ،‬التي تلقى باللغة العربية‪ ،‬لكنه ال يستطيع استخدامها يف حياته اليومية؛ ومنهم‬
‫من تقترص معرفته هبا عىل إقامة الشعائر الدينية‪ ،‬ويتوقف كل ذلك عىل مقدار ما تعلمه‬
‫من هذه اللغة يف املساجد أو يف اخلالوي والكتاتيب أو يف املدارس العربية الفرنسية أو‬
‫غريها من املؤسسات‪.‬‬
‫وهكذا نرى أنه عىل قدر ما أسهم اإلسالم يف دخول اللغة العربية منطقة بوركينا‬
‫ظل عدد املسلمني يف ازدياد يتضاعف‬‫فاسو‪ ،‬ال يزال يسهم يف انتشارها‪ ،‬وعىل قدر ما ّ‬
‫عدد املكتسبني من ال ّلغة العربية‪.‬‬
‫ ·األسباب االجتامعية والسياسية واالقتصادية‪ :‬كانت ال ّلغة العرب ّية وما حتمله من قيم‬
‫السودان الغريب‪.‬‬
‫اإلسالم وتعاليمه عامل تالحم وتضامن بني املسلمني يف منطقة ّ‬
‫وقد عني هبا بعض امللوك لكوهنا ّأول لغة مكتوبة شائعة االنتشار يف املنطقة‪،‬‬

‫‪-23-‬‬
‫فكانت وسيلة املراسالت والوثائق اإلدار ّية‪ .‬وقد أ ّدى ذلك إىل اعتناق كثري منهم‬
‫اإلسالم استفادة ممّا كان يمتاز به علامء املسلمني وفقهاؤهم من سلطة روح ّية عىل‬
‫عا ّمة املسلمني‪ .‬وكانت ال ّلغة العرب ّية لدى هؤالء ّ‬
‫الشيوخ سالحا ملحاربة االستعامر‬
‫مهيتها منذ ما يربو عىل عرشة قرون من‬
‫ألنا آلة حضارة بديلة برهنت عىل أ ّ‬ ‫الغريب‪ّ ،‬‬
‫الزمان‪.‬‬ ‫ّ‬
‫تطور التّعليم العريب اإلسالمي يف البالد إىل أن صارت ال ّلغة العرب ّية‬ ‫وقد أفىض ّ‬
‫لدى التالميذ املستعربني وسيلة االتّصال بالعامل العريب وااللتحاق بمؤسساته التّعليم ّية‬
‫القارتني األفريقية‬
‫واالستفادة من االمتيازات واملنافع املا ّدية التي يزخر هبا هذا اجلزء من ّ‬
‫و اآلسيو ّية‪.‬‬
‫وسعيا إىل اإلفادة من مثل هذه املنافع أقامت حكومات بوركينا فاسو منذ عهد‬
‫اجلنرال احلاج أيب بكر الميزانا عالقات ديبلوماس ّية وسياسية وثقافية مع الدول العربية‬
‫أن رابطة العامل اإلسالمي حني ن ّظمت يف السعودية‬ ‫واملنظامت اإلسالم ّية؛ ومن ذلك ّ‬
‫عام ‪1965‬م ندوة ثقافية‪ ،‬شارك فيها ‪ 73‬ممثال من خمتلف الدّ ول بأفريقيا جنوب‬
‫كل من السنغال ونيجرييا والكامريون‬ ‫الصحراء‪ ،‬وكان منها بوركينا فاسو‪ .‬وكان مم ّثلو ّ‬ ‫ّ‬
‫أن هذه الدّ ول تعرتف بأهداف الرابطة‬‫ومايل والنّيجر مبعوثني حكوميني‪ ،‬ممّا يدل عىل ّ‬
‫التبو ّية وال ّلغو ّية وال ّثقافية(‪.)٢٢‬‬
‫ّ‬
‫وقد امتاز عهد اجلنرال احلاج أيب بكر الميزانا (‪1980-1966‬م)‪ ،‬ثاين رئيس للبالد‬
‫بعد استقالهلا‪ ،‬باالنفتاح عىل العامل العريب اإلسالمي وتأييد القض ّية الفلسطين ّية‪ .‬ولئن‬
‫جراء ضغط العلامن ّيني‪،‬‬ ‫مل تدعم حكومته مدارس التّعليم العريب اإلسالمي دعام مبارشا ّ‬
‫فإن ربطها عالقات مع الدّ ول العربية ساعد املسلمني عىل التعاون مع العرب يف توجيه‬ ‫ّ‬
‫مؤسسات التعليم العريب يف البالد ودعمها بالكتب املدرس ّية واملوارد البرش ّية واملال ّية‪.‬‬
‫ّ‬

‫‪ .٦.١‬عدد املتحدّ ثني بال ّلغة العرب ّية‬


‫فإن احلديث يف نسبة املتحدّ ثني بال ّلغة‬
‫نظرا لق ّلة املعطيات اإلحصائ ّية الرسمية‪ّ ،‬‬
‫أن االنقالبات‬ ‫أن هناك دراسات تؤكّد ّ‬ ‫العرب ّية يف بوركينا فاسو أمر عسري‪ .‬إال ّ‬
‫العسكرية التي تعاقبت عىل بوركينا فاسو أدت‪ ،‬من ناحية‪ ،‬إىل التقليل من سيطرة‬

‫‪-24-‬‬
‫الكنيسة والقوى االستعامرية عىل احلكومة‪ ،‬ومن ناحية ثانية‪ ،‬إىل ارتفاع عدد املسلمني‬
‫يف البلد من ‪ %9.86‬عام ‪1945‬م إىل ‪ %65‬عام ‪1999‬م‪ .‬وأغلب ال ّظ ّن ّ‬
‫أن هذا املعدّ ل‬
‫قد زاد ارتفاعا‪ .‬ويف غياب املعطيات اإلحصائ ّية الدّ قيقة‪ ،‬يمكن تقدير نسبة املسلمني بام‬
‫كل واحد من هؤالء املسلمني يستعمل من العرب ّية القدر‬ ‫أن ّ‬‫يناهز ‪ .%70‬وإذا فرضنا ّ‬
‫الزهيد الذي يامرس به العبادات ويتعامل مع غريه من املسلمني‪ ،‬أمكن القول ّ‬
‫بأن عدد‬
‫مستعميل ال ّلغة العرب ّية يف البالد يزيد عىل ‪ 12‬مليونا‪.‬‬
‫وإذا جتاوزنا هذا احلدّ من االستعامل إىل مستوى القدرة عىل القراءة والكتابة دون‬
‫والشيوخ الذين تع ّلموا يف الكتّاب‪ .‬وإذا أردنا‬‫األئمة ّ‬
‫التحدّ ث‪ ،‬وجدنا جمموعة ها ّمة من ّ‬
‫مزيدا من التّخصيص ركّزنا عىل معدّ الت التّعليم العريب اإلسالمي يف البالد‪ .‬وحسب‬
‫ما تفيد به اإلحصائ ّيات‪ ،‬يزيد عدد املدارس العرب ّية الفرنس ّية اليوم عىل ‪ 2500‬مدرسة‬
‫اخلاصة يف البالد‪ .‬وإذا قدّ ر معدّ ل املتحدّ ثني بال ّلغة‬
‫ّ‬ ‫مت ّثل معدّ ل ‪ %70‬من املدارس‬
‫أن معدّ ل املتحدّ ثني بال ّلغة‬
‫الراجح ّ‬ ‫الفرنس ّية بام يرتاوح بني ‪10‬و‪ّ ،%15‬‬
‫فإن االحتامل ّ‬
‫توصل يف‬ ‫أن سانوغو ّ‬ ‫الصارم يكون ّ‬
‫أقل ممّا حتظى به الفرنس ّية‪ .‬ذلك ّ‬ ‫العرب ّية هبذا املعنى ّ‬
‫جل املستعربني كثريا ما يلجؤون إىل استعامل ال ّلغات الوطن ّية والفرنس ّية‬ ‫أن ّ‬‫دراسته إىل ّ‬
‫املدرسني والتالميذ املستعربني ال يستعملون ال ّلغة العرب ّية‬ ‫يف التّدريس‪ّ ،‬‬
‫وأن كثريا من ّ‬
‫أن هذه املدارس ال تدعم استعامل ال ّلغة العرب ّية‬ ‫خارج قاعات الدّ رس‪ .‬هكذا انتهى إىل ّ‬
‫والنّهوض هبا يف بوركينا فاسو(‪.)٢٣‬‬

‫‪-25-‬‬
‫املراجع واهلوامش‬
‫ تاريخ الرتبية والتعليم يف بوركينا فاسو (التعليم اإلسالمي‬،)‫ انظر نابالوم (موسى‬-١
48‫ـ‬47 ‫ ص‬،‫ م‬2013 ‫ واغادوغو‬،‫ املطبعة التّجار ّية‬،)‫ماضيا وحارضا‬
‫ رسالة‬،‫ اللغة العربية ووسائل انتشارها يف الرسياليون‬،)‫ انظر بنجورا (إبراهيم خليل‬-٢
‫ ص‬،‫م‬2007 ‫ جامعة ا ّلزيتونة‬،‫ إرشاف الدكتور هاشم املهدي الرشيف‬،‫دكتوراه‬
49
‫ األمحدية (القاديانية) يف‬:‫ تقديم مجال الدين حسني عفيفي‬،)‫ انظر دياال (بوريام‬-٣
‫م‬2012 ،1‫ ط‬،‫ مكتبة طريق اجلنة‬،‫غرب إفريقيا‬
4- Cf., DIALLO (Hamidou), Introduction à l’Etude de l’Histoire
de l’Islam dans l’Ouest de Burkina Faso, des débuts à la fin du
XIX siècle, In : Islam et société au sud du Sahara, cahiers annuels
pluridisciplinaires n°4 Novembre 1999, 230 p., p. 33-45
5- Ibid. Voir aussi Auduin Jean et Reymond Daniel, L’Islam en
Haute – Volta à l’Epoque Coloniale, Paris Ed. L’Harmattan, Abid-
jan, Ed. Inades, 1975, 98 p., pp. 11-19.
6- Islam in Burkina Faso, Repéré à WWW.en.wikipedia.org/
wiki-in-Burkina-faso

82 ‫ ص‬،‫ نفس املرجع املذكور‬،)‫ انظر نابلوم (موسى‬-7


51 ‫ ص‬،‫ انظر نفس املرجع‬-8
9- Cf., CISSÉ (Issa), Introduction à l’étude des Médersas au Burkina
Faso: des années 1960 à nos jours, mémoire de maîtrise, Univer-
sité de Ouagadougou, p. 26
10- Ibid., p. 23

‫ دراسة يف‬،‫ مدخل لقضايا املسلمني يف غرب إفريقيا‬،‫ (سانا) عبد اهلل صالح‬-11
179 ‫ ص‬،)‫ت‬.‫ القاهرة (د‬،‫ القارئ العريب‬،‫اإلنسان واملجتمع‬

-26-
12-Cf., SANANKOUA (B) et BRENNER (L), L’enseignement islam-
ique au Mali, School of Oriental and African Studies, University
of London, 1991, p. 73-74 -.

13- Cf., CISSE (Issa), Op. Cit, p. 27

14- Cf., CISSE (Issa), Islam et l’Etat au Burkina Faso, de 1950 à


1990, thèse de Doctorat nouveau régime, Université de Paris VII,
UFR, Géographie, Histoire, 1994, p. 78

‫ جملة املداد التي أسسها ويرشف عليها سعد بن‬،‫ انظر بوركينا فاسو وآمال املستقبل‬-15
0811 ‫ حتت الرقم‬،‫هـ‬1428 ‫ شوال‬27 ‫ عدد‬،‫زيد آل حممود‬
‫ بوركينا‬،‫ حتديات اإلعالم اإلسالمي يف غرب أفريقيا‬،)‫ انظر سوادغو (هارون‬-16
http://www.qiraatafrican.com/home/new ‫ مأخوذ من‬،‫فاسو نموذجا‬

87 ‫ ـ‬86 ‫ ص‬،‫ نفس املرجع املذكور‬،)‫ انظر نابالوم (موسى‬-17


ِ ‫ حركة األدب العريب يف منطقة‬،)‫ انظر سانفو (تاسريي‬-18
‫ رسالة‬،‫كوغ ْرسيغي‬
‫ كلية‬،‫ جامعة التضامن الفرنسية العربية‬،‫ وليالي كندو‬.‫ إرشاف د‬،‫ماجستري‬
21 ،10-8 ‫ ص‬،‫م‬2016 ‫ نيامي‬،‫الدراسات اإلسالمية واللغة العربية والرتبية‬
10 ‫ ص‬،‫ انظر نفس املرجع‬-19
13-11 ‫ ص‬،‫ انظر نفس املرجع‬-20
53-29 ‫ ص‬،‫ انظر نفس املرجع‬-21
22- Cf., CISSE (Issa), Op. Cit., p. 28 –29
23- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Les relations entre l’arabe
et le français dans le système éducatif du Burkina Faso, Revue
Sudlangues n° 5 Décembre 2005, p. 145-146

-27-
-28-
‫الفصل الثّاني‬
‫وضع ال ّلغة العربية يف عصر االستعمار الفرنسي‬

‫‪-29-‬‬
-30-
‫السكان يف منطقة بوركينا فاسو بال ّلغة العرب ّية من خالل احلركة‬ ‫كان اتّصال ّ‬
‫السودان الغريب‪ ،‬من ناحية‪ ،‬وبالد املغرب‬ ‫التّجار ّية ال ّثقاف ّية التي كانت بني سكّان ّ‬
‫واملرشق العرب ّيني‪ ،‬من ناحية ثانية‪ .‬ولكوهنا وقتئذ لغة احلضارة املسيطرة‪ ،‬تق ّبلها العا ّمة‪،‬‬
‫واتذها أعيان البالد من احلكّام ورجال الدّ ين وسيلة لتنظيم حياهتم اإلدار ّية ونشاطهم‬ ‫ّ‬
‫السكّان وتؤ ّثر يف لغاهتم‪ ‬وثقافاهتم حتّى‬ ‫ّجاري‪ .‬هكذا كانت ال ّلغة تتغلغل يف حياة ّ‬ ‫ّ‬ ‫الت‬
‫كان االحتالل االستعامري الفرنيس للبالد عام ‪1919‬م‪.‬‬
‫تبي املوقف الذي ّاتذه هذا االستعامر من ال ّلغة‬ ‫إذن‪ ،‬فاملنشود عرب املباحث التّالية ّ‬
‫العرب ّية‪ ،‬وما خيفى وراء ذلك من مبادئ إيديولوج ّية واسرتاتيج ّية سياس ّية‪.‬‬

‫‪ .١.٢‬سياسة االستعامر اللغوية‬


‫استطاعت فرنسا مع نابليون يف القرن التاسع عرش أن تفرض محايتها عىل جزء من‬
‫القارة اإلفريقية‪ ،‬فأرسعت كغريها من الدول األوروبية لتعزيز نفوذها يف األجزاء التي‬
‫قواهتا إىل بوركينا فاسو‬
‫فحولت السنغال إىل مستعمرة حقيقية‪ ،‬ومنها تقدمت ّ‬ ‫احتلتها‪ّ ،‬‬
‫وغريها من بلدان غرب إفريقيا‪ .‬وقد رسمت فرنسا سياستها االستعامرية عىل أساس‬
‫احلكم املبارش‪ ،‬حيث قضت عىل مجيع الزعامات القبلية والنظم التي كانت سائدة يف‬
‫أن هذه السياسة بدأت بإظهار بعض املبادئ الرباقة التي‬ ‫البالد اإلفريقية‪ .‬والعجيب ّ‬
‫أن مجيع سكان املستعمرات جيب أن يكونوا‬ ‫أعلنت عنها الثورة الفرنسية‪ ،‬وعىل رأسها ّ‬
‫مواطنني فرنسيني‪ ،‬هلم نفس احلقوق وعليهم نفس الواجبات‪ .‬وعىل هذا األساس‬
‫قامت نظرية االستيعاب (‪ ،)Assimilation‬أي صبغ املستعمرات بالصبغة الفرنسية‬
‫عن طريق فرض ثقافة الفرنسيني ولغتهم ونظمهم االجتامعية والسياسية عىل األفارقة‪،‬‬
‫ويتطلب هذا بالطبع قطع كل صلة بني اإلفريقي وتارخيه القومي وحضارته بمختلف‬
‫مظاهرها ومقوماهتا‪ ،‬وربطه تارخييا وسياسيا واجتامعيا بفرنسا(‪.)1‬‬
‫لقد عمد الفرنسيون يف معظم البلدان التي خضعت لسيطرهتم إىل تطبيق سياسة‬
‫االستيعاب هذه‪ ،‬أو ما يطلق عليه اسم «االستعامر الثقايف»‪ .‬وكانت كل مستعمرة‬
‫فرنسية خاضعة حلاكم فرنيس يتلقى أوامره من وزير املستعمرات يف باريس‪ ،‬وكان‬
‫الربملان الفرنيس هو الذي يصدر مجيع الترشيعات اخلاصة باملستعمرات‪ ،‬بينام كان‬

‫‪-31-‬‬
‫احلكام يتو ّلون تنفيذها‪ .‬وجلأت فرنسا من جهة أخرى إىل جتميع مستعمراهتا يف وحدات‬
‫فكونت ما أطلق عليه اسم إفريقيا الغربية الفرنس ّية‬
‫فيدرالية قصد تسهيل إدارهتا‪ّ ،‬‬
‫(‪.)Afrique Occidentale Française‬‬
‫وقد وجدت فرنسا أن اللغة العربية كانت حتظى يف املنطقة بوضع شبه رسمي‪،‬‬
‫وتتمتع بحظوة كبرية لدى السكان املسلمني‪ .‬ومل يكن هذا الوضع املعادي إلشعاع‬
‫اللغة الفرنسية ونفوذها ليدوم‪ ،‬فقد وضع املستعمر خ ّطة حمكمة لنرش لغته عىل حساب‬
‫العربية وصوال إىل تقييد دورها‪ .‬لكن‪ ،‬لكوهنا لغة القرآن املقدسة كان حماال القضاء‬
‫عليها‪ ،‬إذ كل حماولة ملنعها أو حظرها كان كفيال بإثارة ر ّد فعل عنيف من املسلمني دفاعا‬
‫عن عقيدهتم‪ .‬لذا اضطرت اإلدارة االستعامرية إىل التحالف مع هذه اللغة واملحافظة‬
‫عىل دور القرآن‪ ،‬لكنّها حرصت العربية تدرجييا يف وظيفتها الدينية لفائدة الفرنسية التي‬
‫فرضت نفسها لغة رسمية مستأثرة بالسيادة(‪.)2‬‬
‫وجتسدت السياسة االستعامرية الفرنسية عىل الصعيد اللغوي بإقصاء اللغات‬
‫الوطن ّية‪ ،‬وذلك لفائدة اللغة الفرنسية وخصوصا ملكافحة النفوذ اإلسالمي ونفوذ اللغة‬
‫ووجه انتقادات الذعة‬
‫ّ‬ ‫وخص هذا االستعامر للفرنسية بعبارات متجيدية‬ ‫ّ‬ ‫العربية(‪.)3‬‬
‫إىل سائر اللغات‪ ،‬ومنها إفراطها يف الكثرة وافتقارها إىل النّظام ورسعة تبدهلا وعدم‬
‫استقرارها‪ .‬كام اعترب هذا االستعامر ّ‬
‫أن معرفة الفرنسية تعلو باملسلم عن االعتقاد يف‬
‫الرتهات واألباطيل(‪.)4‬‬
‫هكذا استطاعت اإلدارة االستعامرية أن جتعل اللغة الفرنسية اللغة السائدة يف‬
‫بوركينا فاسو ويف غريها من دول غرب إفريقيا‪ .‬وإن ظ ّلت متواجدة مع اللغة العربية‬
‫واللغات الوطن ّية فقد صارت املسيطرة واألكثر استعامال عىل الصعيد اإلداري‪ ،‬بل‬
‫أصبحت اللغة الرسمية للبالد بعد االستقالل‪ ،‬فبينام كان االستعامر الفرنيس يتفانى‬
‫ّ‬
‫احلث عىل تعليم الفرنسية ونرشها يف املدن والقرى كان ير ّد العربية لغة هامشية ال‬ ‫يف‬
‫تستعمل إال يف مدارس بال اعتبار(‪.)5‬‬
‫أن املؤسسات التعليمية االبتدائية‬‫وممّا يدل عىل تأصيل اللغة الفرنسية يف املنطقة ّ‬
‫والثانوية واجلامع ّية احلكومية يف دول غرب إفريقيا ظ ّلت إىل اليوم تستعمل هذه ال ّلغة‬
‫للتبية والتّعليم‪ ،‬ويرشف عليها متخصصون فرانكفون ّيون‪ .‬وحترص‬ ‫آلة أساس ّية ّ‬

‫‪-32-‬‬
‫املتفوقني من طالب البالد بإسناد‬
‫ّ‬ ‫فرنسا‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬عىل توثيق الروابط مع‬
‫املنح الدراسية هلم‪ ،‬واستقباهلم يف مدارسها الكربى‪ ،‬وخاصة جامعات باريس‪ ،‬كام‬
‫حترص عىل إنشاء املؤسسات العلمية املشرتكة مثل احتاد اجلامعات الناطقة بالفرنسية‪،‬‬
‫واألجهزة املتخصصة كجهاز التعاون الثقايف والتكنولوجي‪ ،‬بل ّإنا قد ّاتهت مؤخرا‬
‫إىل بناء فروع جلامعاهتا يف اخلارج‪.‬‬
‫وقد اعتربت اإلدارة االستعامرية يف إفريقيا الغربية واملدرسة العلامنية ّ‬
‫أن العربية لغة‬
‫انقالب ومنافسة خطرة للفرنسية وللمرشوع االستعامري بر ّمته(‪ّ ،)6‬‬
‫وأن العربية قناة‬
‫انتشار األفكار االنقالبية‪ .‬وبناء عىل ذلك قررت احلدّ من تعليمها واستعامهلا‪ ،‬وأصدرت‬
‫عام ‪1912‬م منشورا يستبدل بالفرنسية استعامل العربية يف املحاكم اإلسالمية يف إفريقيا‬
‫الغربية الفرنسية ويف الوثائق اإلدارية املوجهة للجمهور(‪.)7‬‬
‫إذن‪ ،‬كانت اإلدارة االستعامرية تكيد للعرب ّية كيدا(‪ ،)8‬ويف ذلك يقول هارون املهدي‬
‫ميغا‪« :‬كان من أبرز أهدافه (االستعامر) مقاومة اللغة العرب ّية وحموها من التّعليم‪ ،‬وقد‬
‫حتقق له الكثري بإقصائها إىل حني من الدوائر واملدارس احلكوم ّية‪ ،‬لكنها بقيت صامدة‬
‫اإلسالمي يف حلقات املساجد‬
‫ّ‬ ‫لدى املسلمني يتعلموهنا ويتع ّلمون هبا علوم الدين‬
‫ويف كتاتيب حتفيظ القرآن» (‪ .)9‬ومل تكتف اإلدارة االستعامرية هبذا احلدّ ‪ ،‬إنام طلبت‬
‫من السلطة املرصية يف تلك الفرتة أن تراقب الكتب العربية التي كانت متر بالقاهرة‬
‫وخاصة كتب الدّ عوة اإلسالم ّية‪ .‬وكانت هذه الرقابة‬ ‫ّ‬ ‫عن طريق حجاج املنطقة(‪،)10‬‬
‫كل يشء رقابة عىل الشخصيات اإلسالمية(‪.)11‬‬ ‫السياسية املرضوبة عىل اإلسالم قبل ّ‬

‫‪ .٢.٢‬عالقة االستعامر باملستعربني‬


‫نظر االستعامر األورويب إىل اللغة العربية يف بوركينا بمنظارين‪ ،‬ومها املنظاران‬
‫األول يف اعتبار العربية عائقا أمام‬
‫اللذان تبنامها يف القارة السمراء بأكملها‪ :‬متثل املنظار ّ‬
‫اإلسالمي أساس حضارة منافسة‬‫ّ‬ ‫السيطرة االستعامرية؛ ومت ّثل الثاين يف اعتبار الدين‬
‫للمسيحية‪ ،‬فامذا فعل؟(‪.)12‬‬
‫ألنا رأت‬
‫مهتمة باملستعربني ومتحمسة هلم‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫بأنا‬
‫تظاهرت اإلدارة االستعامرية ّ‬
‫اإلسالمي وسيلة رضور ّية لتحقيق أهدافها‪،‬‬
‫ّ‬ ‫العربية لكوهنا عنرصا أساس ّيا يف الدين‬

‫‪-33-‬‬
‫ليتيس هلا إحكام السيطرة عليها قبل أن تعلن نواياها‪ .‬ولذا اضطر‬ ‫وهي توحيد املنطقة ّ‬
‫االستعامر إىل تنظيم تعليم اللغة العربية بعد أن فشل تنفيذ املرسوم الصادر بتاريخ ‪24‬‬
‫توخي سياسة االستدراج‪ ،‬وذلك وفق قانون‬ ‫ديسمرب ‪1903‬م‪ ،‬فامل عام ‪1906‬م إىل ّ‬
‫صدر يف ‪ 12‬جوان عام ‪1906‬م عن احلاكم العام‪ ،‬حيث دعا غي كامي (‪)Guy Camille‬‬
‫املشايخ إىل تدريس الفرنسية مدّ ة ساعتني عىل األقل لتالميذهم مقابل مساعدة سنوية‬
‫قدرها ‪ 300‬فرنك‪ .‬ذلك أنه رأى أن مراكز الثقافة العربية كانت‪ ،‬عىل خالف املدارس‬
‫الفرنسية‪ ،‬تنتشـر عىل نحو رسيع؛ فأدخل تعليم اللغة العرب ّية يف برامج مدارسه‪ ،‬كام اعتنى‬
‫باملستعربني واختذهم وسطاء بينه وبني املجتمع‪ ،‬خوفا منهم‪ ،‬ال ح ّبا يف التّعليم العريب(‪.)13‬‬
‫وقد نجحت احلكومة االستعامر ّية بني عامي ‪1906‬م و‪1920‬م يف إنشاء مدارس‬
‫عربية‪ ،‬ومراقبتها وإلغاء العرب ّية من النصوص الرسم ّية‪ ،‬وطرد الشيوخ األجانب الذين‬
‫مدارس تعتمد الدراسـة فيها عىل العرب ّية‬
‫َ‬ ‫وأسس هلذا الغرض‬ ‫كانوا متحمسني ‪ّ ،‬‬
‫(‪)14‬‬

‫والفرنسية ترغيبا لألهايل يف إحلاق أبنائهم بالتّعليم العام‪ .‬ومن أشهر تلك املدارس‬
‫مدرسة سـان لويس (‪ )Saint Louis‬يف السنغال‪ ،‬التي أسست سنة ‪1907‬م(‪)15‬؛‬
‫و مدرسة ساي يف النيجر‪ ،‬التي أنشأهتا اإلدارة الفرنسيـة عام ‪ 1957‬قبيل مغادرهتا‬
‫البالد(‪ .)16‬ومل تكن هذه املدارس ّ‬
‫خاصة بأبناء املسلمني فحسب‪ ،‬بل كان يرتدد عليها‬
‫أبناء القسـاوسة‪.‬‬
‫وهبذه الطريقة متكّن االستعامر شيئا فشيئا من استبدال اللغة العرب ّية يف بعض املدارس‬
‫بلغته‪ ،‬كام حرص عىل منع انتشار اللغة العربية يف مستعمراته وإيقاف انتشار اإلسالم‬
‫يف القارة‪ .‬غري أنّه كان من املفكرين من رأى أن العربية ال متثل خطرا‪ ،‬إنّام هي من أهم‬
‫املظاهر الفكرية واحلضارية يف غرب إفريقيا‪ ،‬وأن عىل فرنسا أن تتعامل معها عىل هذا‬
‫األساس‪ .‬وظهرت هذه اآلراء املعتدلة من خالل تنظيم إدارة الشؤون اإلسالمية‬
‫واتذت‬‫والصحراوية‪ ،‬التي أسست يف باريس عام ‪1900‬م إلدارة شؤون املستعربني‪ّ ،‬‬
‫مقرا هلا‪.‬‬
‫دكار ّ‬
‫الضوري‬ ‫أن من ّ‬ ‫وقد رأى بونتي ‪ ،BONTY‬ممثل فرنسا يف املنطقة سنة ‪1908‬م ّ‬
‫اتّباع سياسة الفصل بني الطوائف‪ ،‬بحيث ال جيوز حلاكم إفريقي مسلم مستعرب‪ ،‬وإن‬
‫كان معينا من قبل السلطات الفرنسية‪ ،‬أن حيكم يف املناطق اإلفريقية غري املسلمة‪.‬‬

‫‪-34-‬‬
‫أما كلوزال (‪ )CLOZEL‬فقد طالب بدعم الدّ يانة الوثنية للتصدّ ي هبا للمستعربني‬
‫أن كل هذه املحاوالت أسهمت يف إشهارمها‪ ،‬فقد تبني لفرنسا ّ‬
‫أن‬ ‫واللغة العربية‪ .‬غري ّ‬
‫تقديم املستعربني واللغة العربية عىل أهنام خطر هيددان مصاحلها كان ومها مبالغا فيه‪،‬‬
‫ولذا بدأت يف اتصاالت مع املستعربني إلقامة عالقات صداقة معهم‪ ،‬واكتشفت ّ‬
‫أن‬
‫وأنم ال يعادون املسيحية‪،‬‬
‫هتذبا ورقة من املسيحيني والوثنيني‪ّ ،‬‬ ‫املستعربني كانوا أكثر ّ‬
‫وأن اإلسالم ليس كام صورته بعض كتب الرتاث الغريب‪ ،‬إنّام هو دين واضح املعامل‪ ،‬له‬ ‫ّ‬
‫مزايا حضارية‪ .‬ولذا رأت فرنسا رضورة التعامل مع أبناء املنطقة‪ ،‬الذين خترجوا من‬
‫اجلامعات العربية‪ ،‬ومنها خاصة جامعة األزهر يف مرص وجامعة الزيتونة يف تونس‪.‬‬
‫وكان هؤالء اخلرجيون مهزة وصل بني السلطات االستعامر ّية ومواطنيهم‪ ،‬فبفضلهم‬
‫السلطات رىض اجلامهري وبقاءها يف املنطقة‪.‬‬
‫ضمنت هذه ّ‬
‫أن نسبة املستعربني الذين كانوا يتعاملون مع املستعمرين كانت ضئيلة جدا‬ ‫غري ّ‬
‫مقارنة بمن مل يندجموا يف الوظيفة العمومية‪ ،‬وظ ّلوا عىل هامش النّظام االستعامري‪ .‬وقد‬
‫أن معاناة داريس ال ّلغة العرب ّية والعلوم اإلسالم ّية يف إفريقيا‬‫ذهب بعض الدّ ارسني إىل ّ‬
‫تعمده تشويه‬ ‫جراء ّ‬‫يب إىل املنطقة‪ ،‬وذلك ّ‬ ‫الغرب ّية أمر بدأ منذ دخول االستعامر األورو ّ‬
‫وخاصة يف جمال التّعليم(‪ .)17‬ويقـول دارس آخر مشريا إىل‬ ‫ّ‬ ‫حقائق اإلسالم وثقافته‪،‬‬
‫«حتتل مشكلـة عدم التوظيف التي يقابلها متعلمـو العرب ّية‬ ‫ّ‬ ‫ظروف هـؤالء يف بلـده‪:‬‬
‫الرسم ّية اهلادفة إىل‬
‫للسياسات ّ‬‫مكان الصدارة أمام املشكالت األخرى‪ ،‬وهي نتيجة ّ‬
‫أن أولئك ال جييدون‬ ‫هتميش اللغة العرب ّية للتقليل من إقبال الناس عىل تع ّلمها‪ ،‬بدعوى ّ‬
‫الشهادات‬ ‫يسمى بتجويع حاميل ّ‬ ‫بالشكل املطلوب» ‪ .‬وهذا ما ّ‬
‫(‪)18‬‬
‫ال ّلغة الفرنس ّية ّ‬
‫العائدين من اجلامعات العربية‪.‬‬

‫‪ .٣.٢‬موقف املسيحية من العربية‬


‫لقد ارتبط موقف الكنيسة املسيح ّية من ال ّلغة العرب ّية خالل فرتة االستعامر بعالقتها‬
‫السياسة االستعامر ّية‪ ،‬من ناحية‪ ،‬ومع طائفة املسلمني‪ ،‬من ناحية أخرى‪ .‬ذلك ّأنا‬ ‫مع ّ‬
‫كانت املستفيدة من سياسة االضطهاد التي مارستها اإلدارة االستعامر ّية ضدّ اإلسالم‬
‫الرؤية االستعامر ّية نظري ال ّلغة العرب ّية‪ ،‬كانا كذلك يف‬
‫واملسلمني‪ ،‬وإذ كان اإلسالم يف ّ‬

‫‪-35-‬‬
‫تصور الكنسية املسيح ّية يف البالد؛ فكانت ال ّلغة العرب ّية عبارة عن قناة لترسيب األفكار‬
‫ّ‬
‫ال ّثور ّية أو االنقالب ّية‪ ،‬يؤكّد ذلك أن اآلباء البيض ملا تو ّقعوا عام ‪1923‬م قيام انتفاضة‬
‫إسالمية‪ ،‬نصحوا ملك منطقة مانغا (‪ ،)Manga‬الواقعة يف إقليم الوسط اجلنويب من‬
‫البالد‪ ،‬أن حيمل إىل احلاكم الفرنيس رسالة عربية أخذت عن محامة مهاجرة(‪ ،)19‬وهو‬
‫أمر ال خيلو من ارتياب ال ّلغة العرب ّية واملسلمني عىل حدّ سواء‪ ،‬كام ال خيلو من حتريض‬
‫وحتامل عليهام‪.‬‬
‫ّقرب‬
‫أن رجال الكنيسة كانوا يسعون يف آن إىل الت ّ‬‫ستشف من هذا احلدث أيضا ّ‬ ‫ّ‬ ‫وممّا ُي‬
‫إىل امللوك التّقليد ّيني وإىل اإلدارة االستعامر ّية‪ ،‬وذلك رعاية ملصاحلهم‪ .‬ولذا آخذ زعامء‬
‫السلبي‬
‫ّ‬ ‫اجلمع ّية اإلسالم ّية يف فولتا العليا عىل إثر استقالل البالد كنيستهم عىل موقفها‬
‫ّ‬
‫تستغل نفوذها‬ ‫املؤ ّيد للمضايقات التي كان يتعرض هلا املسلمون‪ ،‬إذ كان بإمكاهنا أن‬
‫يايس لنرصة املسلمني(‪ .)20‬ذلك أن الكنيسة كانت ختشى عىل نفسها من‬ ‫والس ّ‬
‫الدّ يني ّ‬
‫انتشار اللغة العربية‪ ،‬وأن تكون للمسلمني خ ّطة للسيطرة عىل إدارة البالد‪ ،‬فتصبح‬
‫حتت قيادة عربية إسالم ّية‪ ،‬كام هو الشأن يف مايل والنيجر(‪ ،)21‬ولذا ظ ّلت‪ ،‬عىل خالف‬
‫املسلمني الذين كانوا ممتنعني عن إرسال أبنائهم إىل مدارس البيض‪ ،‬منفتحة عىل النّظام‬
‫التعليمي االستعامري الفرانكفوين ممعنة يف تكوين أتباعها يف املدارس العا ّمة ويف‬
‫السلطة يف البالد(‪.)22‬‬
‫اخلاصة حتّى تضمن أن تؤول إليها وإىل أتباعها ّ‬ ‫ّ‬ ‫مدارسها‬
‫كون األساقفة عام ‪1950‬م جلنة‬ ‫وعىل خالف هذا املوقف املناهض ل ّلغة العرب ّية‪ّ ،‬‬
‫تعنى بالعالقات مع اإلسالم‪ ،‬وأعربوا عن رغبتهم يف متكني عدد من القسيسني من‬
‫تع ّلم اللغة العربية ‪ ،‬فهل كان وراء هذه ّ‬
‫الرغبة تغيري يف نظرهتم إىل ال ّلغة العرب ّية؟‬ ‫(‪)23‬‬

‫أو اسرتاتيج ّية جديدة للتّمويه عىل املسلمني استاملة لقلوهبم تعزيزا لنفوذهم وسعيا إىل‬
‫إحكام سيطرهتم عىل احلكم يف البالد؟‬
‫أن ذلك مل‬ ‫الراجح ّ‬ ‫ال يمكن اجلزم بغياب نية حسنة وراء طلبهم‪ ،‬لك ّن االحتامل ّ‬
‫يب‬
‫أقل انفتاحا عىل التّعليم العر ّ‬ ‫ظل املسيح ّيون إىل اليوم ّ‬
‫يكن إال من باب املداراة‪ ،‬إذ ّ‬
‫الفرانكفوين‪ .‬وقد يكون مر ّد ذلك إىل انحطاط ال ّلغة العرب ّية‬
‫ّ‬ ‫من املسلمني عىل التّعليم‬
‫املحل وتداخله مع نزعة‬ ‫ّ‬ ‫يف البالد ويف موازين القوى يف العامل وفساد نظامها التّعليمي‬
‫الدّ عوة اإلسالم ّية أو إىل إدراك الكنسية غايتها من التّمويه واملداراة‪.‬‬

‫‪-36-‬‬
‫‪ .٤.٢‬نشأة املدارس الرشقية‬
‫يب‪ ،‬وكان من أبرزها‬
‫أرشفت مراكز ثقاف ّية كبرية يف غرب إفريقيا عىل التّعليم العر ّ‬
‫متبكتو وجني وغاو‪ .‬وقد ظهرت فيها معاهد وجامعات علمية راقية‪ ،‬ال ّ‬
‫تقل عن‬
‫مثيالهتا يف ذلك الوقت يف سائر أجزاء العامل العريب اإلسالمي مثل القاهرة وفاس‬
‫واألندلس والقريوان‪.‬‬
‫الزمن قامت يف غرب إفريقيا مدارس عربية نظام ّية‪ .‬لكن‪ ،‬كان ذلك‬ ‫وبمرور ّ‬
‫بدرجات متفاوتة مر ّدها أساسا إىل تفاوت اتّصال مناطقها باللغة العرب ّية‪ ،‬وإىل قدم‬
‫عهدها باإلسالم أو حداثتها‪ ،‬وإىل كثرة املسلمني فيها أو قلتهم‪ ،‬وإىل مدى اإلقبال‬
‫يب لتحصيل املعرفة وتوسيع ال ّثقافة‪ .‬وكانت بوركينا فاسو من صنف‬ ‫عىل التّعليم العر ّ‬
‫املستعمرات ذات األقل ّية املسلمة‪ ،‬فمتى ظهرت فيها املدرسة العرب ّية النظام ّية؟ وما هي‬
‫الصعوبات التي اعرتضت نشأهتا؟‬ ‫ّ‬
‫الفرنيس نظام الكتّاب‪،‬‬
‫ّ‬ ‫السائد يف بوركينا فاسو قبل االستعامر‬ ‫التبوي ّ‬ ‫كان النظام ّ‬
‫وهو نظام صار بدخول االستعامر يف البالد عاجزا عن منافسة التّعليم االستعامري‬
‫أن أهدافه‬‫بسبب عدم مالءمة طرائقه ومناهجه ملتطلبات الواقع والعرص(‪ ،)24‬ذلك ّ‬
‫كانت منحرصة يف اكتساب مهارة قراءة القرآن الكريم وكتابته وحفظ بعض آياته أو‬
‫بعض سوره الالزمة يف أداء الفرائض الدّ ين ّية(‪ ،)25‬وبام ّ‬
‫أن أهداف االستعامر مل تكن متفقة‬
‫مع أهداف الدّ ين اإلسالمي‪ ،‬بالغت اإلدارة االستعامرية يف اضطهاد شيوخ الكتاتيب‬
‫السبيل لتنفيذ مرشوعها(‪ ،)26‬وكان من ذلك تقنني جمال‬ ‫للقضاء عىل نفوذهم وإخالء ّ‬
‫التّعليم ومراقبة أعيان املسلمني‪ ،‬وإنشاء مدارس إسالم ّية الستاملة املسلمني إىل مرشوعه‬
‫االستعامري(‪.)27‬‬
‫عىل هذا األساس فكّر املسلمون يف منطقة أفريقيا الغرب ّية‪ ،‬حتت لواء ّ‬
‫االتاد ال ّثقايف‬
‫اإلسالمي‪ ،‬يف تأسيس مدارس عىل نمط املدارس النّظام ّية يف املغرب العريب وبالد‬
‫الشيوخ ممّن تز ّعموا حركة تطوير التّعليم‬‫املرشق‪ ،‬وأسموها مدارس رشق ّية‪ .‬وكان أبناء ّ‬
‫أسس‬ ‫العريب اإلسالمي من الكتّاب إىل املدارس النّظام ّية‪ ،‬ومنهم إبراهيم جينيبو‪ ،‬الذي ّ‬
‫مدرسته يف ما بني عامي ‪ 1955‬و‪1956‬م يف مدينة بوبو جوالسو؛ وحممود سانوغو‪،‬‬
‫أسس مدرسة السالم يف املدينة نفسها عام ‪1957‬م(‪.)28‬‬ ‫الذي ّ‬

‫‪-37-‬‬
‫وكانت ّأول مدرسة فتحها ّ‬
‫االتاد ال ّثقايف اإلسالمي يف بوركينا فاسو املدرسة العرب ّية‬
‫احلي الذي أنشئت فيه (سيكاسو سريا)‬ ‫الفرنس ّية سيكاسو سريا‪ .‬وهي معروفة باسم ّ‬
‫عام ‪1958‬م‪ .‬وقد أقامت احلكومة مبناها لتجعلها مدرسة عا ّمة‪ ،‬لك ّن إحلاح املسلمني‬
‫أسس ّ‬
‫االتاد‬ ‫حتت لواء ّ‬
‫االتاد ال ّثقايف اإلسالمي جعلها تتنازل عنها هلم‪ .‬ومن بعدها ّ‬
‫يف مدينة توغان عام ‪1959‬م مدرسته ال ّثانية يف البالد(‪ .)29‬وكان اهلدف األسايس وراء‬
‫إنشائها حتديث التّعليم اإلسالمي وختليصه من مناهضة االستعامر‪ ،‬الذي كان يرت ّبص‬
‫بمؤسسات التعليم التقليدي ورجاله(‪.)30‬‬
‫ّ‬
‫يدرس يف مدرسة‬ ‫املؤسسات التعليم ّية هي عني ما كان ّ‬ ‫املدرسة يف هذه ّ‬
‫وكانت املوا ّد ّ‬
‫ّ‬
‫االتاد الثقايف اإلسالمي يف دكار‪ ،‬أال وهي القرآن وال ّلغة العرب ّية والعلوم اإلسالم ّية‬
‫والرياضيات والعلوم الطبيع ّية(‪ ،)31‬فهي موا ّد مل تقترص عىل جمال‬‫والتّاريخ واجلغرافيا ّ‬
‫الدّ ين‪ ،‬إنّام مجعت بني الدّ يني واالجتامعي وال ّثقايف واالقتصادي ّ‬
‫والسيايس(‪ .)32‬ونظرا‬
‫مدرسني من‬ ‫مؤهلني‪ ،‬أوفد ّ‬
‫االتاد ال ّثقايف ّ‬ ‫مدرسني ّ‬ ‫الفتقار البالد يف تلك اآلونة إىل ّ‬
‫السنيغال إىل مدرسة سيكاسو سريا ومدرسة نونا‪ ،‬التي فتحت عام ‪1961‬م بعيد‬ ‫ّ‬
‫استقالل البالد ‪.‬‬
‫(‪)33‬‬

‫مهية احلوافز عىل حتديث نظام الكتاتيب واستجابة كثري من أبناء‬ ‫الرغم من أ ّ‬‫وعىل ّ‬
‫الشيوخ‪،‬‬‫الشقية مل تسلم من اعرتاض بعض ّ‬ ‫شيوخها هلذا التّحديث ّ‬
‫فإن نشأة املدارس ّ‬
‫تصورهم لتقيض عىل نفوذهم وامتيازاهتم‪ ،‬فقاموا بحملة عىل هذه‬ ‫ّ‬ ‫ألنا جاءت يف‬‫ّ‬
‫املؤسسات اجلديدة‪ ،‬ورفضوا إرسال أبنائهم إليها‪ ،‬ون ّفروا األولياء عن توجيه أبنائهم‬
‫ّ‬
‫ووجهوا إليهم هتام شتّى‪ ،‬لك ّن محلتهم باءت بالفشل‬ ‫إليها‪ ،‬ونصبوا العداء ألصحاهبا‪ّ ،‬‬
‫أمام حكم الواقع(‪.)34‬‬
‫وقد ظ ّلت هذه املدارس العربية اإلسالم ّية‪ ،‬عىل غرار الكتاتيب‪ ،‬خاضعة يف إنشائها‬
‫لرشوط ألزمتها اإلدارة االستعامر ّية منذ عام ‪1896‬م‪ ،‬ومنها احلصول عىل ترخيص من‬
‫الشوط املفروضة‬‫احلاكم العا ّم يستند إىل تقويم تقوم به جلنة إدار ّية حم ّلية‪ .‬وغاية هذه ّ‬
‫كل ما يتّصل بال ّلغة العرب ّية واإلسالم(‪.)35‬‬
‫رضب رقابة أمنية عىل ّ‬

‫‪-38-‬‬
‫‪ .٥.٢‬بني املستعربني والفرانكفونيني‬
‫مل يقبل املستعربون املسلمون نظام التّعليم الغريب بصنفيه االستعامري العا ّم‬
‫اخلاص‪ ،‬إذ كانوا يعتقدون أنّه يؤدي إىل خيانة اهلو ّية الوطن ّية واعتناق الدّ يانة‬‫ّ‬ ‫واملسيحي‬
‫ّ‬
‫تتضمن مواقف إيديولوج ّية حتتقر ال ّثقافات‬ ‫ّ‬ ‫التبو ّية كانت‬
‫أن براجمه ّ‬ ‫املسيح ّية‪ .‬ناهيك ّ‬
‫وتشوه اإلسالم وتشيد بالدّ يانة املسيح ّية‪ ،‬لذا دعا ّ‬
‫االتاد‬ ‫ّ‬ ‫ومتجد ال ّثقافة الغرب ّية‪،‬‬
‫الوطن ّية ّ‬
‫ال ّثقايف اإلسالمي إىل إنشاء املدارس الرشق ّية ليختلف إليها أبناء املسلمني ويستغنوا عن‬
‫التبو ّيني الغرب ّيني‪.‬‬‫العرضني ّ‬
‫وملواجهة االعرتاض العا ّم عىل هذا املرشوع التّعليمي‪ ،‬جعل احلكم االستعامري‬
‫إرسال األبناء إىل مدارسه إجبار ّيا‪ ،‬فكان يلزم امللوك التقليد ّيني االشرتاك يف انتداب‬
‫التّالميذ وتزويد املطاعم املدرس ّية باملؤن الغذائ ّية(‪ .)36‬وإذ قام التّعليم االستعامري يف‬
‫خرجيي املدارس‬‫جل املث ّقفني الفرانكفون ّيني من ّ‬‫املسيحي‪ ،‬كان ّ‬
‫ّ‬ ‫ّأول األمر عىل التّعليم‬
‫اضطر بعض املسلمني إىل االرتداد عن دينهم وبعضهم إىل الت ّ‬
‫ّخل عن‬ ‫ّ‬ ‫املسيح ّية‪ .‬وقد‬
‫أسامئهم األصل ّية الوثن ّية لينقادوا إىل ت ّيار التّنصري‪ ،‬لذا نجد من بينهم من حيمل اسام‬
‫مزدوجا إسالم ّيا مسيح ّيا(‪.)37‬‬
‫وعىل هذا األساس تواجدت منذ عرص االستعامر إىل اليوم نخبتان ثقاف ّيتان؛ مها‬
‫النخبة املستعربة والنّخبة الفرانكفون ّية‪ .‬وعىل خالف الفئة األوىل التي يشرتك أعضاؤها‬
‫يف اعتناق اإلسالم‪ّ ،‬‬
‫فإن أعضاء الفئة الفرانكفون ّية منقسمون من حيث االنتامء الدّ يني‬
‫كل من هذه املجموعات الفرع ّية‬ ‫إىل مسيح ّيني وعلامن ّيني ومسلمني‪ ،‬فكيف كانت عالقة ّ‬
‫باملستعربني؟‬
‫أن املسيح ّيني كانوا ينظرون إىل املستعربني عىل‬ ‫السابقة ّ‬‫تبي من الفقرات ّ‬ ‫قد ّ‬
‫فلعل موقفهم من‬ ‫والسياس ّية‪ .‬أ ّما العلامن ّيون ّ‬
‫السلطة اإلدار ّية ّ‬
‫ّأنم منافسون هلم عىل ّ‬
‫بمقومات ال ّثورة البورجواز ّية الفرنس ّية عام‬ ‫ّ‬ ‫متمسكون‬
‫ّ‬ ‫ألنم‬
‫املستعربني كان أشدّ ‪ّ ،‬‬
‫‪1789‬م‪ ،‬التي تقوم عىل التّعايل عىل الدّ ين ورجاله‪ ،‬وتدعو إىل جتاوز عقل ّيتهم‪-‬املتخ ّلفة‬
‫‪-‬لالرتقاء إىل رؤية تقدّ مية حديثة‪.‬‬

‫‪-39-‬‬
‫املؤسسات الغرب ّية وق ّلة باعهم من قيم‬
‫فتخرجهم من ّ‬ ‫وأ ّما الفرانكفون ّيون املسلمون ّ‬
‫اإلسالم وتعاليمه أمر جعلهم يف تلك اآلونة‪ ،‬من حيث النّظر إىل املستعربني‪ ،‬أقرب إىل‬
‫الرامية إىل استالب‬ ‫املستعربي‪ .‬وهذا حتقيق خل ّطة االستعامر ّ‬
‫ّ‬ ‫املتغربني منهم إىل‬
‫ّ‬ ‫سائر‬
‫بأنم من‬ ‫مقومات شخص ّيتهم ال ّثقاف ّية ومحلهم عىل االعتقاد ّ‬ ‫املستعمرين وطمس ّ‬ ‫َ‬ ‫أذهان‬
‫مكونات الفئة الفرانكفون ّية ّ‬
‫أن‬ ‫الرؤية بني ّ‬ ‫أحفاد الغال ّيني‪ .‬ومن نتائج هذا التّقارب يف ّ‬
‫ظل منذ استقالل البالد عام ‪1960‬م إىل‬ ‫احلكومي ّ‬
‫ّ‬ ‫إدراج تعليم ال ّلغة العرب ّية يف النّظام‬
‫اليوم قض ّية مطروحة بال حلول جا ّدة‪ ،‬وكذا قض ّية إدماج املستعربني يف الوظيفة العا ّمة‪.‬‬
‫بأن تكوين املستعربني‪ ،‬الذي مال عىل التّدريج عن علوم‬ ‫لكن‪ ،‬ينبغي االعرتاف ّ‬
‫املعاش إىل الرتكيز عىل علوم املعاد أمر جعل إدماجهم يف نظام احلكومة أمرا عسريا‪،‬‬
‫القوى يف العامل‪ ،‬وذلك‬‫أن حلول عرص اهليمنة االستعامر ّية قد اقرتن بتغيري ميزان ّ‬ ‫كام ّ‬
‫وقوهتا العسكر ّية مقابل‬ ‫بأفول نجم احلضارة العرب ّية اإلسالم ّية واهنيار نفوذها ال ّث ّ‬
‫قايف ّ‬
‫سطوع نجم احلضارة املسيح ّية الغرب ّية‪ .‬وعىل هذا يكون موقف الفرانكفون ّيني املسلمني‬
‫من املستعربني أ ّيام االستعامر أقرب إىل النّظر ّية اخللدونية القائلة ّ‬
‫بأن النّزعة الغالبة عىل‬
‫متمسكني بقيمهم ومبادئهم ومل‬‫ّ‬ ‫ظل املستعربون‬ ‫املغلوبني اقتداؤهم بالغالب‪ .‬لكن‪ ،‬مل ّ‬
‫املحل والوضع احلضاري اجلديد؟‬ ‫ينساقوا مثل غريهم إىل التّك ّيف بمقتضيات الواقع ّ‬

‫‪-40-‬‬
‫املراجع واهلوامش‬
‫ ‪1-‬‬ ‫‪Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Les arabisants au Burkina Faso:‬‬
‫‪formation et intégration socioprofessionnelle (1958-2012), Thèse‬‬
‫‪de doctorat unique en histoire, Université de Ouagadougou 2015,‬‬
‫‪p. 66‬‬
‫‪2- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Les relations entre l’arabe‬‬
‫‪et le français dans le système éducatif du Burkina Faso, Revue‬‬
‫‪Sudlangues n° 5 Décembre 2005, p. 142‬‬
‫‪3- Ibid. p.141‬‬
‫‪4- Ibid.‬‬
‫‪5- Ibid. p.143‬‬
‫‪6- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba) Op. Cit, p. 69‬‬
‫‪7- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), L’islam en‬‬
‫‪Haute-Volta à l’époque coloniale, Ed. (L’Harmattan, Paris et IN-‬‬
‫‪ADES, Abidjan), p. 39.‬‬

‫‪ - 8‬هذا القرار بمراقبة املدارس القرآنية وإيقاف بعض املسلمني اختذه وليام بويت‬
‫كل من النيجر‬‫‪ William Ponty‬سنة ‪ 1906‬إثر مظاهرة (‪ )insurrection‬يف ّ‬
‫وموريتانيا (انظر ‪ ،)AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond‬نفس‬
‫املرجع املذكور‪ ،‬ص‪)23‬‬
‫‪ - 9‬ميغا (هارون املهدي)‪ ،‬املدارس اإلسالم ّية العرب ّية يف غرب إفريقيا‪ ،‬مشكالت‬
‫وحلول‪ ،‬جم ّلة الفيصل عدد ‪ 257‬مارس ‪ ،1998‬ص ‪.234‬‬
‫ينضمون إىل‬
‫ّ‬ ‫‪ - 10‬يبدو ّ‬
‫أن املغرب كانت متثل ملتقى حجاج غرب إفريقيا‪ .‬هناك كانوا‬
‫احلجاج املغاربة ثم يتجهون يف ركب واحد صوب ليبيا ومرص ثم أرض احلجاز‪.‬‬
‫ومن أشهر سالطني إفريقيا الغرب ّية الذين قادوا ركب احلجيج نذكر برمندار‪،‬‬
‫حج من ملوك املنطقة منذ هناية القرن ‪11‬م‬
‫الذي ذكر ابن خلدون أنّه ّأول من ّ‬
‫(انظر ابن خلدون (عبد الرمحن)‪ ،‬كتاب العرب‪ ،‬بريوت‪ ،1979 ،‬ص ‪)433‬؛‬

‫‪-41-‬‬
‫ضم أكثر من‬‫أن موكبه ّ‬‫ومنسا موسى (سلطان مملكة مايل) الذي تروي املصادر ّ‬
‫حممد (سلطان سونغاي )‪ .‬انظر شوقي (عطاء‬ ‫عرشة آالف حاج؛ واحلاج أسكيا ّ‬
‫اهلل اجلمل)‪ ،‬احلضارة اإلسالم ّية يف غرب إفريقيا سامهتا ودور املغرب فيها‪ ،‬جملة‬
‫املناهل املغرب ّية‪ ،‬عدد ‪ ،7‬السنة الثالثة‪ ،‬نوفمرب ‪ ،1976‬ص ‪.144‬‬
‫‪11- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), Op. Cit, p. 39‬‬

‫‪ -12‬عرفت املنطقة إىل حدّ تلك الفرتة وجود عدّ ة كتاتيب كان يدرس فيها أمهات‬
‫مهها‪ :‬الرسالة البن أيب زيد القريواين‪ ،‬ومو ّطأ اإلمام مالك‪،‬‬
‫الكتب املالكية أ ّ‬
‫ودالئل اخلريات‪ .‬وكذلك بعض الكتب األدب ّية‪ ،‬ومنها املقامات احلريرية‬
‫واملقامات اهلمذانية‪.‬‬
‫‪13- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit, pp. 55-66‬‬
‫‪14- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), Op. Cit, p. 40‬‬
‫‪15- MARTY (Paul), La Medersa de Saint Louis, Paris 1914, p.5‬‬

‫‪ - 16‬انظر ميغا (هارون املهدي)‪ ،‬نفس املرجع املذكور‪ ،‬ص ‪.235‬‬


‫‪ - 17‬انظر عيسى (حسن عبد الظاهر)‪ ،‬الدّ عوة اإلسالم ّية يف غرب إفريقيا وقيام دولة‬
‫الفالين‪ ،‬القاهرة ‪1981‬م‪ ،‬ص ‪17‬‬
‫‪ - 18‬ميغا (هارون املهدي)‪ ،‬نفس املرجع املذكور‪ ،‬ص ‪.243‬‬
‫‪19- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), Op. Cit, p.85.‬‬
‫‪20- Ibid., p. 99-100‬‬
‫‪21- Ibid., p. 89-90‬‬
‫‪22- Ibid., p. 98‬‬
‫‪23- Ibid., p. 89‬‬

‫‪ -24‬انظر سديب (هارون)‪ ،‬التّعليم العريب اإلسالمي النّظامي يف بوركينا فاسو‪ ،‬بحث‬
‫لنيل دبلوم الدراسات العليا املتخصصة يف علوم الرتبية‪ ،‬إرشاف املصطفى بن عبد‬
‫اهلل بوشوك‪ ،‬كلية علوم الرتبية‪ ،‬الرباط ‪2000‬م‪ ،‬ص ‪2‬‬

‫‪-42-‬‬
‫‪ -25‬انظر نفس املرجع‬
‫‪ -26‬نفس املرجع‬
‫‪27- Cf., OUEDRAOGO (Y), Les arabisants, p. 48‬‬

‫‪ -28‬سديب (هارون)‪ ،‬نفس املرجع املذكور‪ ،‬ص ‪14‬‬


‫‪ -29‬انظر نفس املرجع‬
‫‪30- Cf., OUEDRAOGO (Y), Op. Cit. p 48‬‬
‫‪31- Ibid., p. 68‬‬

‫‪ -32‬سديب (هارون)‪ ،‬نفس املرجع املذكور‪ ،‬ص ‪40‬‬


‫‪ -33‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪16‬‬
‫‪ -34‬نفس املرجع‬
‫‪ -35‬نفس املرجع‪ ،‬ص ‪23-22‬‬
‫‪ -36‬انظر كندو (وليالي)‪ ،‬احلرب عىل العرب ّية وال ّلغات الوطنية يف بوركينا فاسو‪ ،‬جم ّلة‬
‫الدّ وحة عدد ‪ 110‬ديسمرب ‪2016‬م‪ ،‬ص ‪75-73‬‬
‫‪ -37‬راجع املرجع نفسه‪.‬‬

‫‪-43-‬‬
-44-
‫الفصل الثالث‬
‫عالقة بوركينا فاسو الثقافية مع العالم العربي‬

‫‪-45-‬‬
-46-
‫السياسة ال ّلغو ّية يف منطقة بوركينا فاسو طوال فرتة االستعامر سياسة‬ ‫لقد ظ ّلت ّ‬
‫تقوم‪ ،‬من ناحية‪ ،‬عىل حماربة ال ّلغة العرب ّية وال ّلغات الوطن ّية‪ ،‬وقمع القائمني عليها‪،‬‬
‫واحلدّ من إشعاعها‪ ،‬وصوال إىل طمس آثارها‪ ،‬ومن ناحية أخرى‪ ،‬عىل تو ّغل االستعامر‬
‫للتفرد باألذهان والبالد‬
‫الشخص ّية احلضار ّية لدى سكّان البالد ّ‬ ‫مقومات ّ‬‫يف استالب ّ‬
‫السياسية والعسكر ّية‪.‬‬ ‫ونرش خصوص ّيته وجتذير هيمنته ّ‬
‫الوطني يف حترير البالد عام ‪1960‬م من هذه اهليمنة‬ ‫ّ‬ ‫وإذ نجحت حركات النّضال‬
‫املتعدّ دة األبعاد‪ ،‬جاز طرح ما ييل من اإلشكال ّيات لتكون ّ‬
‫حمط العناية يف ما يتبعها‬
‫الصعيدين‬‫السياسة االستعامر ّية عىل ّ‬
‫من مباحث‪ :‬أأ ّدى استقالل البالد إىل قطيعة مع ّ‬
‫ال ّلغوي وال ّثقايف أم إىل استمرار أو استفحال؟ وما الذي خيفى وراء ذلك من العوامل؟‬
‫وكيف كان تأثري ذلك يف وضع ال ّلغة العرب ّية واملستعربني يف البالد؟‬

‫‪ .١.٣‬مرحلة انغالق احلكومة عن العامل العريب‬


‫مل تكن وطيدة عالقة بوركينا فاسو السياس ّية مع الدول العربية قبل استقالهلا يف ‪5‬‬
‫أغسطس عام ‪1960‬م‪ ،‬فقد ظ ّلت إىل هذا التّاريخ عالقة غري مبارشة أساسها التّواصل‬
‫السودان الغريب‬
‫بني األفراد واملجموعات املحدودة يف إطار املبادالت التّجار ّية بني بالد ّ‬
‫وبالد املغرب واملرشق العرب ّيني‪ ،‬فربز يف جمال احلركة التّجارية فئة اجتامع ّية مسلمة‬
‫ُعرفت بأسامء تعدّ دت بحسب اختالف ال ّلغات وال ّثقافات يف غرب أفريقيا؛ فهي اجلوال‬
‫عند املاندينغ بأعىل النيجر‪ ،‬وماركا عند البامبارا بسيغو وجني‪ ،‬ودافينغ (‪ )Dafing‬يف‬
‫الشامل والوسط‪ ،‬وهي معروفة‬ ‫غرب بوركينا‪ ،‬وياريس لدى شعب املويس (‪ )Mossi‬يف ّ‬
‫يف منطقة بوبو جوالسو بالزارا (‪( )Zarra‬أي املسافرون أو املتجولون) (‪ ،)1‬وبالونغرا يف‬
‫الكتابات العرب ّية ولدى الفوالة واهلوسا (‪.)2‬‬
‫وقد محل هؤالء التّجار لواء الدعوة اإلسالم ّية بعد أن تأ ّثروا برشكائهم املسلمني‬
‫وحصلوا من العلوم العربية واإلسالمية‪ ،‬فنهضوا بدور بارز يف نرش‬‫ّ‬ ‫من العرب والرببر‬
‫السودان الغريب عا ّمة‪ ،‬ومنها منطقة بوركينا فاسو ‪.‬‬‫ال ّثقافة العرب ّية اإلسالم ّية يف بالد ّ‬
‫(‪)3‬‬

‫الشامل‪ ،‬فتو ّغلوا من إقليم ياتنغا نحو حمافظتي‬


‫وقد دخل هؤالء التجار البالد من جهة ّ‬
‫ياكو وكايا حتّى وصلوا إىل واغادوغو‪ ،‬عاصمة البالد‪ ،‬ومنها انترشوا نحو الرشق‬

‫‪-47-‬‬
‫واجلنوب‪ .‬ولذا يعترب الياريس رواد الدّ عوة اإلسالم ّية يف املنطقة(‪ ،)4‬وقد ظ ّلوا عىل‬
‫اتصال بإخواهنم التّجار يف دولة مايل‪.‬‬
‫الرغم ممّا شهدته مخسين ّيات القرن العرشين من درجة عالية من التنسيق‬ ‫وعىل ّ‬
‫والتضامن بني العامل العريب وبلدان أفريقيا يف معاجلة العديد من القضايا املصري ّية‪،‬‬
‫فإن موريس ياميوغو (‪1966-1960‬م)‪ّ ،‬أول رئيس‬ ‫مهها مكافحة االستعامر‪ّ ،‬‬‫ومن أ ّ‬
‫لبوركينا فاسو املستق ّلة‪ ،‬اختار أن يربط عالقات ديبلوماس ّية مع دولة إرسائيل‪ ،‬فكان‬
‫ّأول رئيس من أفريقيا السوداء الفرانكفونية يؤ ّدي زيارة رسم ّية إىل إرسائيل‪ ،‬فأ ّدى ذلك‬
‫إىل انحصار عالقاته مع العامل العريب يف لبنان(‪ )5‬وتونس واملغرب‪ ،‬مقابل انفتاحها عىل‬
‫بالد الغرب‪ ،‬وكان ذلك بمثابة تقوية لنفوذ الكنيسة الكاثوليك ّية وطائفتها يف البالد‪.‬‬
‫الرئيس موريس كان وليد الكنسية الكاثوليك ّية وال ّثقافة الغرب ّية املناهضة‬ ‫أن ّ‬‫ذلك ّ‬
‫والسياس ّية التي تستهني بال ّلغة‬
‫للنّظام االشرتاكي‪ ،‬وقد تش ّبع بمواقفهام اإليديولوج ّية ّ‬
‫ظل موريس‬ ‫العرب ّية وال تراها إال لغة شعوذة وانقالب أو ثورة عىل التّقدّ م احلضاري‪ ،‬ولذا ّ‬
‫أن بالده بنت الكنسية الدّ لولة(‪.)6‬‬ ‫وف ّيا مواليا هلام‪ ،‬فخورا بكنيسته مر ّددا من حني آلخر ّ‬
‫الرئيس أن اصطبغت عالقته‬ ‫يايس عند هذا ّ‬
‫والس ّ‬ ‫ّوجه ال ّثقايف ّ‬
‫وكان من آثار هذا الت ّ‬
‫مع اجلمع ّية اإلسالم ّية بالغموض؛ ففي عهده حصلت هذه اجلمع ّية عىل ترخيصها‪،‬‬
‫اخلاصة بالنّهوض بالتّعليم‬
‫ّ‬ ‫وأمكن هلا نرش أنشطتها يف اإلذاعة الوطن ّية‪ ،‬لك ّن مطالبها‬
‫التبو ّية العا ّمة ظلت حربا‬
‫املؤسسات ّ‬‫العريب اإلسالمي وإدراج تعليم ال ّلغة العرب ّية يف ّ‬
‫عىل ورق مهملة يف أدراج املكاتب‪ ،‬بل إنّه حافظ عىل ما ورث من االستعامر من فرض‬
‫رقابة عىل الكتاتيب والقائمني عليها‪.‬‬
‫الرئيس موريس‬ ‫السلبية ل ّلغة العربية مل تنحرص فقط يف سياسة ّ‬ ‫الرؤية ّ‬ ‫ويبدو ّ‬
‫أن هذه ّ‬
‫ال ّلغوية‪ ،‬فقد تناول الدّ ارس سيال معانـاة املستعربني يف بلـده‪ ،‬فقال‪« :‬بلغ من مضايقة‬
‫الفرنيس هو‬
‫ّ‬ ‫العرب ّية واالستخفاف هبا أن طبع عىل عقول الناس االعتقاد ّ‬
‫بأن التّعليم‬
‫والتوسع يف املعرفة والعلم‬
‫ّ‬ ‫ال ّطريق الوحيد إىل (‪ )...‬ال ّثقافة احلديثة والتفنّن يف العيش‪،‬‬
‫االقتصادي الرفيع‪ .‬ونجم عن هذه األفكار اخلاطئة أن‬ ‫ّ‬ ‫وأرسار احلياة‪ ،‬واملستوى‬
‫أصبح الناس يف السنغال منقسمني إىل فئتني‪ :‬أذكياء وأغبياء‪ ،‬يتع ّلم األذكياء الفرنسية‪،‬‬
‫وينهجون نمط حياة األورويب(‪ ،)7‬وال يتعلم العرب ّية إال األغبياء» (‪.)8‬‬

‫‪-48-‬‬
‫للسياسة‬‫بأن عهد موريس ياميوغو كان امتدادا ّ‬ ‫وعىل هذا احلدّ ‪ ،‬يمكن القول ّ‬
‫االستعامر ّية الفرنس ّية من حيث النّزعة التّأحيدية ال ّلغوية واحتقار ّ‬
‫كل ما سوى الفرنس ّية‬
‫والفرانكفون ّيني‪.‬‬

‫‪ .٢.٣‬انفتاح احلكومة عىل العامل العريب يف عهد الميزانا‬


‫الرئيس موريس عىل إثر انتفاضة نقاب ّية شعب ّية‪ ،‬اندلعت يف ال ّثالث‬
‫كانت هناية حكم ّ‬
‫من شهر يناير عام ‪1966‬م‪ ،‬بمثابة منعرج يف عالقات دولة بوركينا فاسو مع العامل‬
‫العريب اإلسالمي‪ ،‬فقد تق ّلد احلكم من بعده اجلنرال احلاج أبو بكر سانغويل الميزانا‬
‫فغي سياسة البالد جتاه الدول العرب ّية‪،‬‬‫(‪1980-1966( )Sangoulé Laminzana‬م)‪ّ ،‬‬
‫وقرر االنتصار للقض ّية الفلسطينية يف خطاب ألقاه‪ ،‬مالك زورومي‪ ،‬وزيره املك ّلف‬ ‫ّ‬
‫مقر من ّظمة األمم املتحدّ ة عام ‪1967‬م‪ .‬وإذ‬ ‫ّ‬
‫بالشؤون اخلارج ّية خالل اجتامع انعقد يف ّ‬
‫كان هذا الوزير مسلام وعضوا يف اجلمع ّية اإلسالم ّية‪ ،‬قام بدور بارز يف فتح فرص عديدة‬
‫من التّعاون مع العامل العريب‪ ،‬فأبرمت اتّفاقيات مع بعض البلدان العربية‪ ،‬وخاصة منها‬
‫اجلزائر وليبيا ومرص‪ ،‬وكان فتح العالقات الدبلوماس ّية مع اجلزائر يف ‪ 10‬من فيفري‬
‫كل من ليبيا ومرص يف عام ‪1971‬م‪.‬‬ ‫ثم كان فتحها مع ّ‬‫عام ‪1966‬م‪ّ ،‬‬
‫وقام الرئيس الميزانا سنة ‪1977‬م بزيارة رسم ّية إىل اجلامهريية العرب ّية الليبية‪ّ .‬‬
‫ولعل‬
‫ذلك ما ه ّيأ ال ّظروف لزيارة اثنني من أعضاء اجلمع ّية اإلسالم ّية هلذا البلد عام ‪1979‬م‪،‬‬
‫الراحل احلاج عمر كنازوي (‪2011-1927‬م)‪ ،‬الذي كان من أكرب رجال‬ ‫ومها رئيسها ّ‬
‫األعامل يف البالد‪ ،‬وموسى سانوغو(‪ .)9‬وبادرت احلكومة عام ‪1980‬م بتطوير عالقتها‬
‫الرياض سفارة للبالد‪ ،‬ويف جدّ ة‬‫السعود ّية‪ ،‬ففتحت يف ّ‬ ‫الديبلوماس ّية مع اململكة العرب ّية ّ‬
‫قنصل ّية عا ّمة‪.‬‬
‫وكانت بوركينا فاسو‪ ،‬عىل املستوى األفريقي‪ ،‬من حكومات الدول املستقلة وأعضاء‬
‫منظمة الوحدة اإلفريقية التي أعربت عن تضامنها مع الشعب العريب يف احلرب العرب ّية‬
‫السادس من أكتوبر عام ‪1973‬م‪ ،‬وترجم ذلك وفق قرار‬ ‫اإلرسائيل ّية‪ ،‬التي اندلعت يف ّ‬
‫مجاعي لقطع العالقات مع إرسائيل‪ ،‬وبلغ عدد الدول امللتزمة وقتئذ ‪ ٢٩‬دولة‪.‬‬

‫‪-49-‬‬
‫وشهدت العالقات العربية اإلفريقية بعد هذا احلدث تطورا إجيابيا‪ ،‬كان من أبرز‬
‫والشاكة بني األمانة العامة لكل من جامعة الدول العربية ومنظمة‬ ‫سامته التّعاون ّ‬
‫الوحدة اإلفريقية‪ .‬وبادر ال ّطرف األفريقي بإصدار املجلس الوزاري ملنظمة الوحدة‬
‫اإلفريقية قرارا خاصا بالتعاون العريب األفريقي يويص بتعزيز التعاون االقتصادي‪،‬‬
‫وشكلت جلنة خاصة هبذا املرشوع‪ ،‬عقدت أول اجتامع هلا يف أديس أبابا عام ‪1973‬م‪.‬‬
‫الصعيد الدّ ويل‪ ،‬فرتة تقارب‬ ‫هكذا كان عهد اجلنرال احلاج أيب بكر الميزانا‪ ،‬عىل ّ‬
‫بني بلدان أفريقيا والعامل العريب‪ ،‬وانعتاق بوركينا فاسو من االنحياز املطلق للقوى‬
‫وتوخي الواقع ّية واالعتدال يف التّعاون مع خمتلف الكيانات ال ّثقاف ّية‬
‫ّ‬ ‫االمربيال ّية الغرب ّية‪،‬‬
‫والسياس ّية واالقتصاد ّية يف العامل(‪.)10‬‬ ‫ّ‬

‫‪ .٣.٣‬تأثري االنفتاح يف تعليم اللغة العربية‬


‫كان النفتاح بوركينا فاسو عىل العامل العريب تأثري إجيايب يف حياة اجلمع ّيات اإلسالم ّية‬
‫ويف وضع اللغة العربية واملستعربني يف البالد‪ ،‬فقد أسهمت كثري من الدّ ول العرب ّية يف‬
‫فمولت مجهورية اجلزائر بدءا من عام ‪1968‬م بمبلغ مخسة ماليني‬ ‫بناء املدارس العرب ّية‪ّ ،‬‬
‫فرنك سيفا بناء املدرسة العرب ّية الفرنسية يف مدينة بوبو جوالسو‪ ،‬وأكثر من مائة مليون‬
‫فرنك سيفا لبناء املدرسة املركزية يف مدينة واغادوغو‪ ،‬وهي التّابعة للجمع ّية اإلسالم ّية‬
‫(‪.)11‬‬
‫مولت عام ‪1980‬م لتوسيع املدرسة الفرنسية العرب ّية ملدينة بوبو‬ ‫أ ّما ليبيا فقد ّ‬
‫جوالسو بمبلغ قدره مخسة ماليني فرنك سيفا‪ ،‬وساعدت اجلمع ّية اإلسالم ّية سنة‬
‫‪1975‬م لبناء مدرستي زوغونا وغونغني يف مدينة واغادوغو بمبلغ قدره ثالثون مليونًا‪.‬‬
‫وحتتوي كل من املدرستني عىل مخسة عرش فصال‪ ،‬كام سامهت ليبيا بني سنتي ‪1977‬م‬
‫و‪1978‬م بمبلغ قدره أربعة عرش مليون فرنك سيفا لبناء مدرسة عرب ّية إسالم ّية يف‬
‫مدينة توغان‪ ،‬وباثني عرش مليون فرنك سيفا لبناء مدرسة عرب ّية أخرى يف دوري‪،‬‬
‫ومولت عام ‪1980‬م بناء مدرسة أخرى للجمع ّية اإلسالمية يف مدينة بوبو جوالسو‬ ‫ّ‬
‫بمبلغ قدره واحد وعرشون مليون فرنك سيفا ‪.‬‬
‫(‪)12‬‬

‫‪-50-‬‬
‫وكذا أسهمت اململكة العرب ّية السعود ّية يف بناء كثري من مدارس التّعليم العريب‬
‫اإلسالمي يف البالد‪ ،‬منها مدرسة عرب ّية إسالم ّية يف زوغونا بعاصمة البالد‪ ،‬حتتوي‬
‫عىل ثالثة فصول‪ ،‬وبلغ متويلها أربعة ماليني فرنك سيفا‪ ،‬وساعدت اململكة يف إصالح‬
‫كل من آدم ويدراوغو‬‫مدرسة نونا بمبلغ قدره ثالثة عرش مليون فرنك سيفا‪ .‬واستفاد ّ‬
‫وعبد اهلل تراوري من مساعدة من السعودية لبناء مدرستيهام يف مدينة بوبو جوالسو(‪.)13‬‬
‫أسايس يف ازدهار احلياة اجلمع ّيات ّية لدى طائفة‬
‫ّ‬ ‫وكان هلذه املساعدات املا ّدية دور‬
‫املسلمني يف البالد‪ .‬بيد ّأنا أ ّدت كذلك إىل نشوب خالفات بني أعضاء اجلمع ّية‬
‫انشق ّ‬
‫االتاه‬ ‫ّ‬ ‫ثم‬
‫السن ّية عام ‪1972‬م‪ّ ،‬‬ ‫اإلسالم ّية‪ ،‬فنشأت عىل إثرها مجع ّية احلركة ّ‬
‫التّجاين يف بلدة رمحة اللّ عام ‪1979‬م لتكوين اجلمع ّية اإلسالم ّية التّجان ّية‪ .‬وكانت هذه‬
‫إن بعض املحسنني يف بعض‬ ‫اجلمع ّيات متنافسة يف استدرار املساعدات العرب ّية حتّى ّ‬
‫هذه البلدان استغربوا أمرها(‪.)14‬‬
‫إذن‪ ،‬فانفتاح البالد يف عهد اجلنرال الميزانا عىل العامل العريب اإلسالمي كان‬
‫توجها سياس ّيا أفاد منها كثري من املستعربني واجلمع ّيات اإلسالم ّية‪ ،‬فأقاموا مدارس‬ ‫ّ‬
‫لتعليم ال ّلغة العربية وترسيخ تعاليم الدّ ين اإلسالمي ونرش قيمه‪ ،‬فكان ذلك إفراجا‬
‫الرقابة واحلظر والعزلة وغياب الدّ عم املا ّدي وال ّث ّ‬
‫قايف‬ ‫التبوي من ّ‬
‫وحتررا هلذا العرض ّ‬
‫ّ‬
‫والتبوي ونحوها‪.‬‬ ‫ّ‬

‫‪ .٤.٣‬تعزيز العالقات الدبلوماسية مع العامل العريب‬


‫عرفت ثامنين ّيات القرن العرشين تعزيز بوركينا فاسو عالقاهتا الدبلوماسية مع العامل‬
‫الرئيسني ساي زربو‬ ‫كل من ّ‬‫الرئيس طوماس سنكارا‪ ،‬عىل خالف ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫العريب؛ ذلك ّ‬
‫(‪1982-1980‬م) وجان باتيست ويدراوغو (‪1983-1982‬م)‪ ،‬قد اتّبع سياسة‬
‫القوى اإلمربيالية الغرب ّية‪،‬‬
‫ثور ّية‪ ،‬فراجع كثريا من الثوابت يف عالقات البالد مع ّ‬
‫فوسع‪ ،‬يف إطار التّعاون بني بلدان‬
‫وجتاوز احلواجز اإليديولوج ّية يف السياسة اخلارج ّية‪ّ ،‬‬
‫وخاصة منه ليبيا واجلزائر‪ ،‬واملغرب‪ ،‬واململكة‬
‫ّ‬ ‫اجلنوب‪ ،‬عالقاته مع العامل العريب‪،‬‬
‫العرب ّية السعود ّية والكويت‪ .‬وهو ما أتاح تعزيز العالقات السياس ّية واالقتصاد ّية‬
‫مع ليبيا‪ .‬ولئن فتحت اجلزائر سفارهتا يف بوركينا فاسو منذ عام ‪1978‬م‪ ،‬فقد قويت‬

‫‪-51-‬‬
‫عالقتها مع البالد بقيام ال ّثورة البوركيناب ّية عام ‪1983‬م عىل يد ّ‬
‫الرئيس طوماس سنكارا‬
‫(ت ‪1987‬م)‪.‬‬
‫بالرئيس سنكارا عىل إثر انقالب عسكري دام وانرصافه‪،‬‬ ‫الرغم من إطاحته ّ‬ ‫وعىل ّ‬
‫الصعيد‬‫السيايس‪ ،‬عن النّظام ال ّثوري إىل املسلك الدّ يمقراطي‪ ،‬وعىل ّ‬ ‫الصعيد ّ‬
‫عىل ّ‬
‫الرئيس بالز كومباوري‬ ‫االشرتاكي إىل ليربال ّية عمل ّية‪ ،‬حافظ ّ‬
‫ّ‬ ‫التوجه‬
‫ّ‬ ‫االقتصادي‪ ،‬عن‬
‫فعزز االنفتاح‬ ‫(‪2014-1987‬م) عىل مبدأ الواقع ّية يف عالقات البالد الدّ يبلوماس ّية‪ّ ،‬‬
‫عىل العامل العريب حتّى صارت عاصمة البالد حتتضن العديد من التثيل ّيات الدّ يبلوماس ّية‬
‫السعود ّية‪ ،‬وسفارة اململكة املغرب ّية‪ ،‬وسفارة‬ ‫العرب ّية‪ ،‬ومنها سفارة اململكة العرب ّية ّ‬
‫والسودان والعديد من القنصليات‪.‬‬ ‫تونس‪ ،‬فضال عن سفارة ليبيا واجلزائر ومرص ّ‬
‫الرئيس احلايل روك مارك كريستيان كبوري منذ تق ّلده‬ ‫وعىل هذا الدّ رب يميض ّ‬
‫السعود ّية عام‬ ‫الرئاسة عام ‪2015‬م‪ ،‬فقد قام بزيارة رسم ّية إىل ّ‬
‫كل من اململكة العرب ّية ّ‬
‫‪2016‬م‪ ،‬ودولة قطر عام ‪2017‬م‪ ،‬فإذا أمكن للكنيسة الكاثوليك ّية بعيد االستقالل‬
‫الرؤساء املسيح ّيون‬ ‫احليلولة دون انفتاح البالد عىل العامل العريب اإلسالمي ‪ ،‬فلم يعد ّ‬
‫(‪)15‬‬

‫يفس‬
‫الرئيس طوماس سنكارا دون املسلمني إقباال عىل هذا التّعاون‪ ،‬فام الذي ّ‬ ‫منذ عهد ّ‬
‫السيايس‬‫نمو الوعي ّ‬ ‫السيايس؟ أم هو نتيجة ّ‬ ‫هذا التّغيري؟ أهو تراجع يف نفوذ الكنيسة ّ‬
‫لدى احلكّام وزعامء الكنيسة عىل حدّ سواء؟‬

‫‪ .٥.٣‬تعزيز العالقات الثقافية مع العامل العريب‬


‫لقد زالت كثري من حواجز التّقارب بني دولة بوركينا فاسو والعامل العريب اإلسالمي‪،‬‬
‫فقويت عالقات التّعاون ال ّثقايف بفضل إنشاء العالقات الدّ يبلوماس ّية بني البالد والعديد‬
‫من األقطار العرب ّية‪ .‬ومن مظاهر هذه العالقات فتح املن ّظمة الكويت ّية غري احلكوم ّية‪،‬‬
‫الرئيس كومباوري فرعا هلا يف عاصمة البالد عام‬ ‫جلنة مسلمي أفريقيا‪ ،‬يف عهد ّ‬
‫تسمى اليوم بجمع ّية العون املبارش‪ ،‬ومنها استقبال احلكومة عام‬ ‫‪1988‬م‪ ،‬وهي التي ّ‬
‫‪1997‬م فرع مجع ّية الدّ عوة اإلسالم ّية العامل ّية ال ّليب ّية يف واغادوغو‪ ،‬وهي من ّظمة أولت‬
‫مؤسسات التّعليم العريب الفرنيس وتطوير‬ ‫املدرسني يف ّ‬ ‫خاصة بتدريب املستعربني ّ‬ ‫عناية ّ‬
‫مدرس‬ ‫املناهج املعتمدة‪ ،‬بل تك ّفلت إىل حدّ عام ‪2006‬م برواتب ما يزيد عىل أربعامئة ّ‬

‫‪-52-‬‬
‫مستعرب ‪ .‬وكذا أنشأت من ّظمة الدّ عوة اإلسالم ّية ّ‬
‫السودان ّية فرعا هلا يف واغادوغو‬ ‫(‪)16‬‬

‫عام ‪1998‬م‪ ،‬وهي من ّظمة خري ّية تعنى بإقامة املنشآت اإلسالم ّية والرتبوية وحفر اآلبار‬
‫وتقديم اخلدمات اإلنسان ّية(‪.)17‬‬
‫ومن مظاهر توطيد العالقات ال ّثقاف ّية واالجتامع ّية بني بوركينا والعامل العريب إنشاء‬
‫كل من من ّظمة قطر اخلري ّية واهليئة اخلري ّية الكويت ّية مكتبا هلا يف واغادوغو‪ .‬ومها من ّظمتان‬ ‫ّ‬
‫التبوي وال ّثقايف واإلنساين‪ ،‬كام فتحت من ّظمة التّعاون اإلسالمي‬ ‫تعم أنشطتها املجال ّ‬ ‫ّ‬
‫الرسم ّية‪ ،‬أنشطة تربو ّية‬
‫مكتبا هلا يف عاصمة البالد ينظم دور ّيا‪ ،‬بالتّنسيق مع اجلهات ّ‬
‫لعل أبرزها تعيني واغادوغو عام ‪2014‬م عاصمة لل ّثقافة اإلسالم ّية‪.‬‬ ‫وثقاف ّية ّ‬
‫وقد تضاعف عدد املنح الدّ راس ّية التي تتل ّقاها احلكومة واجلمع ّيات اإلسالم ّية من‬
‫بلدان املرشق واملغرب العرب ّيني‪ ،‬وهي تشمل خمتلف مستويات التّكوين‪ ،‬مثل حتفيظ‬
‫القرآن والتّكوين اجلامعي من اإلجازة إىل الدّ كتوراه‪ ،‬وقد قام يف هذا اإلطار شخصيات‬
‫وخاصة منها الدّ كتور‬
‫ّ‬ ‫إسالم ّية بدور بارز يف توجيه الطلبة إىل اجلامعات اإلسالم ّية‬
‫والشيخ سليامن كونفي‪ .‬وإىل هذا األخري يرجع الفضل يف توافد الطلبة‬ ‫أبوبكر دكوري ّ‬
‫البوركينابيني عىل جامعة الزيتونة بتونس بدءا من عام ‪1994‬م‪ ،‬والتحاق عدد كبري من‬
‫اخلاصة‪ ،‬وقد ن ّيف عددهم يف سوريا قبل‬‫ّ‬ ‫الطالب بجامعات عرب ّية أخرى عىل نفقتهم‬
‫السياسية عىل مخسامئة طالب(‪.)18‬‬ ‫قيام أزمتها ّ‬
‫مؤسسات التّعليم التونسية مقارنة بسائر‬ ‫ولئن ّ‬
‫تأخر توافد الطلبة البوركينابيني عىل ّ‬
‫فإن أكرب نسبة من الطلبة املستعربني الذين أتيحت هلم فرصة االلتحاق‬ ‫الدول العرب ّية‪ّ ،‬‬
‫بالدراسات العليا هم الذين التحقوا باجلامعات التونسية‪ .‬عىل أنّنا نالحظ يف العقود‬
‫متخصصة يف تعليم ال ّلغة العرب ّية والعلوم اإلسالم ّية‪،‬‬
‫ّ‬ ‫األخرية نشأة جامعات حم ّلية‬
‫مؤسسات أغنت كثريا من املستعربني عن احلرص عىل املغامرة للحصول عىل‬ ‫وهي ّ‬
‫املنح العرب ّية ملواصلة تكوينهم‪.‬‬
‫اضطرت احلكومة إىل جتاوز مبدأ العلامن ّية ملراعاة‬
‫ّ‬ ‫الصعيد الدّ يني اخلاص‪،‬‬ ‫وعىل ّ‬
‫أن عدد احلّجاج يتزايد بنسق رسيع؛‬ ‫احلج‪ .‬ذلك ّ‬ ‫املصلحة الوطن ّية بالت ّ‬
‫ّدخل يف تنظيم ّ‬
‫ثم ارتفع‬‫فبعد أن كان عام ‪1961‬م يف حدود ‪ ،645‬تراجع عام ‪1962‬م إىل ‪ّ ،103‬‬
‫احلج‬
‫حصة البالد من تأشريات ّ‬ ‫‪1117‬حاج ًا(‪ .)19‬وبعد أن كانت ّ‬
‫ّ‬ ‫عام ‪1972‬م‪ ،‬فبلغ‬

‫‪-53-‬‬
‫عام ‪2005‬م يف حدود ‪ 1.500‬تأشرية‪ ،‬ارتفع هذا العدد بني عامي ‪2014‬م و‪2016‬م‬
‫احلصة يف العامني املاضيني بنسبة ‪ ،%49‬فبلغت‬
‫ثم ازدادت هذه ّ‬
‫إىل ‪ 5.500‬تأشرية‪ّ ،‬‬
‫حاج(‪.)20‬‬
‫حصة الكوت ديفوار بنحو ألفي ّ‬‫‪ ،8.143‬وهو ما يزيد عىل ّ‬
‫املكرمة حدثا جيوز البعد ال ّطائفي‬
‫احلج وأداء مناسكه يف مكّة ّ‬
‫هكذا صار تنظيم ّ‬
‫ليتّسع إىل البعد الوطني واالقتصادي‪ ،‬إذ يتفاعل فيه املسلمون مع املسؤولني الوزار ّيني‪،‬‬
‫الصحافة الوطن ّية دون تق ّيد باخلصوص ّيات‬
‫مسلمني كانوا أم مسيح ّيني‪ ،‬ويستقطب عناية ّ‬
‫شك ّ‬
‫أن هلذا احلدث اإلسالمي إسهاما يف احلركة االقتصادية والتنمو ّية يف‬ ‫الدّ ين ّية‪ .‬وال ّ‬
‫أن رشكة الطريان الوطنية كانت عام ‪٢٠١٨‬م إىل جانب رشكة اخلطوط‬ ‫البالد‪ ،‬ال س ّيام ّ‬
‫السعود ّية يف نقل احلجيج‪.‬‬
‫اجلو ّية ّ‬

‫‪ .٦.٣‬تأثري العالقات الثقافية مع العامل العريب يف تنمية البالد‬


‫قد أسهم التّقارب ال ّثقايف بني بوركينا فاسو والعامل العريب إسهاما كبريا يف تنمية‬
‫البالد؛ فقد تل ّقت الدّ ولة مساعدات مال ّية يصعب حتديد قيمتها لعدم التزام ّ‬
‫املؤسسات‬
‫املساعدة واملستفيدة قبل عام ‪1986‬م بذكرها(‪ .)21‬لكن تثبت الدّ راسات يف هذا املجال‬
‫الرئيس اجلنرال الميزانا دعام‬ ‫أن الدّ ولة ظ ّلت تتل ّقى من عام ‪1973‬م إىل هناية حكم ّ‬ ‫ّ‬
‫كل من اجلزائر وليبيا واإلمارات العرب ّية املتّحدة والكويت واململكة‬ ‫مال ّيا كبريا من ّ‬
‫السعود ّية(‪ ،)22‬كام استفادت من البنك العريب للتنمية االقتصاد ّية يف أفريقيا ومن‬ ‫العرب ّية ّ‬
‫ختص‬
‫منظمة البلدان املصدرة للبرتول والبنك العريب للتنمية قروضا لتمويل مشاريع ّ‬
‫حفر اآلبار يف خمتلف املحافظات‪ ،‬ومحاية املنتجات الزراع ّية‪ ،‬واسترياد موا ّد البناء لفائدة‬
‫رشكة فاسو يار (‪ ،)Faso-Yaar‬وإصالح الطرقات وتعديل ميزان املدفوعات‪ ،‬وهي‬
‫قروض تقدّ ر بماليني من الدّ والرات األمريكية(‪.)23‬‬
‫حي واغا‬ ‫معمر ّ‬
‫القذايف يف ّ‬ ‫وال خيفى عىل شاهد العيان مقام فندق ليبيا وشارع ّ‬
‫السعود ّية يف املركز الط ّبي اجلامعي‬
‫مولته احلكومة ّ‬
‫‪ ،2000‬ومركز أمراض الكىل الذي ّ‬
‫الصحف املح ّلية عن استعداد دولة خليجية لتمويل إقامة‬‫بقلب العاصمة‪ ،‬كام أعلنت ّ‬
‫السيع‬ ‫السطان‪ ،‬وتنفيذ مرشوع ال ّطريق ّ‬‫خمتص يف البحث يف مرض ّ‬‫مركز يف واغادوغو ّ‬
‫السياس ّية‬
‫الرابط بني واغادوغو وبوبو جوالسو وياموسوكرو‪ ،‬عاصمة الكوت ديفوار ّ‬

‫‪-54-‬‬
‫السابع للتّعاون اإلسالمي حول املرأة يف عام ‪2018‬م(‪.)24‬‬
‫وتنظيم املؤمتر الوزاري ّ‬
‫تطور عالقاهتا االقتصاد ّية مع بوركينا فاسو‪ ،‬وذلك يف‬ ‫وما فتئت اململكة املغرب ّية ّ‬
‫جماالت عديدة منها االتصاالت والبنوك والتأمينات والنقل والبناء والصحة والتكوين‬
‫مهية يف حركة‬ ‫واملياه والفالحة والطاقة واإلعالم‪ ،‬وهي استثامرات ضخمة بالغة األ ّ‬
‫التّنمية االقتصاد ّية يف البالد‪ ،‬ال س ّيام أن اململكة املغربية تركّز عىل هويتها األفريق ّية من‬
‫أجل توطيد عالقاهتا السياسية مع سائر البلدان األفريق ّية‪ ،‬وإرساء رشاكات متنوعة‬
‫ومتميزة‪ .‬وقد أعطت الزيارة التي قام هبا جاللة امللك حممد السادس سنة ‪2005‬م إىل‬
‫واغادوغو دينامية جديدة للتعاون بني البلدين؛ إذ افتتح هبذه املناسبة خط جوي مبارش‬
‫بني الدار البيضاء وواغادوغو‪ ،‬كام أتيح لرجال األعامل يف كال البلدين حرية التنقل‬
‫لتعزيز املبادالت التجارية(‪.)25‬‬
‫يضاف إىل هذه املكاسب عىل املستوى احلكومي ما استفادته اجلمع ّيات اإلسالم ّية‬
‫ومدارس التّعليم العريب من رشكائها بالعامل العريب اإلسالمي من مساعدات مال ّية‬
‫السطحية واالرتوازية‪ ،‬وبناء املراكز الصحية ورعاية األيتام وبناء‬‫لتمويل حفر اآلبار ّ‬
‫مهها املركز اجلامعي للتخصصات املتعددة يف بوركينا وك ّل ّية اهلدى يف‬
‫اجلامعات‪ ،‬ومن أ ّ‬
‫السالم يف مدينة بوبو جوالسو‪.‬‬
‫واغادوغو‪ ،‬وجامعة الفرقان وجامعة ّ‬
‫كام تلقى مسلمو بوركينا فاسو من الدول العرب ّية مساعدات لبناء املساجد واجلوامع‪،‬‬
‫وكانت ّأول مساعدة يف هذا املجال تلك التي حصلت عليها اجلمع ّية اإلسالم ّية من ليبيا‬
‫سنة ‪1972‬م لبناء اجلامع الكبري ملدينة واغادوغو‪ ،‬وكان عبارة عن مبلغ مايل قدره ‪48‬‬
‫مليون فرنك سيفا (‪ )26‬و‪ 600‬طن من اإلسمنت‪ .‬كام تلقت ‪ 100‬طن من اإلسمنت من‬
‫مجهورية مرص العرب ّية (‪ .)27‬ويف سنة ‪1978‬م نال املسلمون مساعدة مال ّية من من ّظمة‬
‫املركزي بمدينة واهيغويا قدرها ‪ 23‬مليون فرنك‬ ‫ّ‬ ‫اإلسالمي لبناء املسجد‬
‫ّ‬ ‫التّعاون‬
‫نفسها للجمع ّية اإلسالم ّية سنة ‪1978‬م مبلغ ‪ 30‬مليون‬ ‫سيفا ‪ ،‬ومنحت املن ّظمة ُ‬
‫(‪)28‬‬

‫مقرها(‪ ،)29‬كام حصلت هذه اجلمع ّية واجلمع ّية التجان ّية واحلركة السن ّية‬
‫فرنك سيفا لبناء ّ‬
‫اإلسالمي عىل مبلغ قدره ‪ 34‬ألف دوالر أمريكي اقتسمتها فيام بينها لتطوير‬ ‫ّ‬ ‫من املؤمتر‬
‫مشاريعها‪.‬‬

‫‪-55-‬‬
‫املراجع واهلوامش‬
‫‪ -1‬كان هؤالء الزارا وثنيني‪ ،‬وبفضل احتكاكهم بالديوال أصبحوا مسلمني‪.‬‬
‫ ‪2‬‬ ‫‪- Cf., Jean Auduin et Raymond Deniel, L’Islam en Haute Volta à‬‬
‫‪l’époque coloniale, Paris, Abidjan, s.d., p. 13‬‬

‫‪ -٣‬انظر رزق اهلل (أمحد مهدي)‪ ،‬حركة التجارة واإلسالم والتعليم اإلسالمي يف غريب‬
‫إفريقية قبل االستعامر وآثارها احلضارية ط‪ ،1998 1‬ص ‪.95 - 57‬‬
‫‪ -٤‬أسلم موغو نابا دولوغو عىل يد هؤالء الدعاة التّجار‪ ،‬فهو ّ‬
‫أول مورو نابا دخل يف‬
‫هذا الدين اجلديد‪.‬‬
‫‪5- Cf., SIDIBE (Daouda), Burkina Faso : Vingt-huit bougies pour‬‬
‫‪notre ambassade en terre sainte, Repéré à https://fr.allafrica.com/‬‬
‫‪stories/200804011014.html‬‬
‫‪6- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Les arabisants au Burkina Faso :‬‬
‫‪formation et intégration socioprofessionnelle (1958-2012), Thèse de‬‬
‫‪doctorat unique en histoire, Université de Ouagadougou 2015, p. 92‬‬

‫‪ - ٧‬وقد وصل األمر ببعضهم إىل القول بأنّه من أسباب خت ّلف املسلمني يف إفريقيا‬
‫اجتاههم إىل تعلم العرب ّية والثقافة اإلسالم ّية‪ ،‬انظر مثال ميغا (هارون املهدي)‪،‬‬
‫املدارس اإلسالم ّية العرب ّية يف غرب إفريقيا‪ ،‬مشكالت وحلول‪ ،‬جم ّلة الفيصل‬
‫عدد ‪ 257‬مارس ‪ ،1998‬ص ‪246‬‬
‫حممد)‪ ،‬املسلمون يف السنغال‪ ،‬معامل احلارض وآفاق‬
‫‪ - ٨‬انظر سيال (عبد القادر ّ‬
‫املستقبل‪ ،‬رئاسة املحاكم الرشعية والشؤون الدينية يف دولة قطر‪ ،‬قطر ‪1406‬هـ‪،‬‬
‫ص ‪148‬ـ‪149‬‬

‫‪9- Cf., SAMA (Hamadou), L’aide arabe et son impact sur l’Islam au‬‬
‫‪Burkina Faso 1962-1990, mémoire de maîtrise, sous la direction‬‬
‫‪de Diallo Hamidou , Université de Ouagadougou, département‬‬
‫‪d’Histoire et Archélogie 1991 – 1992, p.16 – 20 .‬‬

‫‪-56-‬‬
10- Cf., SIDIBE (Daouda), Op. Cit.
11- Cf., Ilboudo (D.), les relations entre la republique algérienne
démocratique et Populaire et le Burkina Faso, 1962 – 1986,
Mémoire de maîtrise en Histoire, Université de Ouagadougou
1986, p. 32.
12- Cf., Cissé (Issa), Introduction à l’étude des médersas au Burkina –
Faso des années 19660 à nos jours, Op. cit., p. 42.

:‫للتوسع املقال التايل‬


ّ ‫ انظر‬-١٣
CISSE (Issa), L’éducation Islamique au Burkina Faso, In : Edu-
cation and educational institutions in the islamic countries in the
21st century, Repéré à http://tasamislam.tasam.org/pdf/02_Sec-
ondSession.pdf, pp. 180-181
14- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 265
15- Cf., CISSE (Issa), Islam et Etat au Burkina Faso : de 1960 à 1990,
Thèse de doctorat unique, sous la direction de Jean Louis TR-
IAUD, Université d’aix-en-Provence, 1994, p. 125
16- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 216
17- Ibid., p. 317
18- Cf., SAMA (Hamadou), Op. Cit., p. 74
19- Ibid., p. 81-82
20- Cf., Hadj 2018 et 2019 : voici la liste des agences de voyages
autorisées à recruter des pèlerins, Repéré à http://news.aouaga.
com/h/116294.html)
21- Cf., CISSE (Issa), Op. Cit., p. 188
22- Ibid., pp. 189-190

-57-
23- Ibid., 191-193
24- Cf., Séjour du Président du Faso au Qatar : Roch Marc Christian
KABORE s’entretient avec l’Emir Tamin Ben Hamad Al THANI,
Repéré à http://lefaso.net/spip.php?article77248
25- Cf., https//burkina24.com : Maroc-Burkina : deux accords pour
acroitre la cooperation commerciale.

ّ ‫ وهي ُع ْملة‬.‫ دوالرا أمريك ّيا‬0,0016 ‫ تساوي فرنكا سيفا‬- ٢٦


‫جلل بلدان إفريقيا‬
.‫ بام فيها بوركينا فاسو‬،‫الغربية الفرنسية‬
SAMA‫ انظر‬.‫ فرنكا سيفا‬50000000 ‫ بمبلغ قدرة‬،‫ ساهم احلاج عمر كنازوي‬- ٢٧
(Hamadou), Op. Cit., p. 54-56
28- Cf., Ilboudo (D), les relations entre la République Algérienne
Démocratique et Populaire et le Burkina Faso. 1962 – 1986,
Mémoire de maîtrise en Histoire, 1986, p. 75.
29- Cf., Archives de la Communauté Musulmane, procès –verbal de
réunion no 9 du 10 Juin 1978 du comité exécutif.

-58-
‫الفصل الرابع‬
‫واقع ال ّلغة العرب ّية يف بوركينا فاسو بعد االستقالل‬

‫‪-59-‬‬
-60-
‫لكل لغة قيمة جوهر ّية مستق ّلة عن رؤيتها لدى غري أهلها من‬‫أن ّ‬‫من نافلة القول ّ‬
‫الشعوب واألمم‪ .‬لكن‪ ،‬هل تعدو الكفاية بام للذات دون االكرتاث لرؤية اآلخر أن‬ ‫ّ‬
‫والرقي احلضاريني؟‬
‫يكون موقف اعتزال سلبي عن احلركة الطبيع ّية املعهودة يف البناء ّ‬
‫وعىل هذا يلزم أن يكون اجلمع بني ما للذات واالهتامم بام يرتسم عند اآلخر‬
‫تصور حلقيقته أو موقف منه أضمن لرشط التفاعل الذي به تكون إجياب ّية الفعل‬ ‫من ّ‬
‫احلضاري وتتو ّلد شعلته ودينام ّيته‪.‬‬
‫واستنادا إىل هذه اخللف ّية الفكر ّية الثانية‪ ،‬يتناول هذا الفصل عددا من املباحث سعيا‬
‫ومؤسساهتا‪،‬‬
‫ّ‬ ‫إىل مقاربة رؤية اللغة العربية لدى سكان بوركينا فاسو ونامذج من أنظمتها‬
‫وما يرتتّب عىل ذلك من أحكام يف ماه ّية هذه ال ّلغة ووظائفها وما يتّصل هبام يف هذا البلد‬
‫من نصيب من حرك ّية التّواصل االجتامعي واإلسهام يف اإلنتاج الفكري واحلضاري‪.‬‬

‫‪ .١.٤‬اللغة العربية يف املجتمع‬


‫يركّز هذا املبحث عىل ثالث نقاط أساس ّية؛ هي نظرة املجتمع البوركينايب التليدة‬
‫إىل اللغة العربية ونضال املجتمعات املدنية اإلسالمية من أجل إحالل هذه اللغة حم ّلها‬
‫املناسب يف البالد وما أسفر عن ذلك من نتائج آن ّية يف خميال املجتمع وممارساته اليوم ّية‪.‬‬
‫أن املجتمع البوركينايب يطفح بمظاهر خمتلفة من‬ ‫ومن اجلدير باإلشارة يف البدء ّ‬
‫يضم أجناسا يزيد‬
‫ّ‬ ‫الصعيدين ال ّلغوي والدّ يني‪ .‬ذلك أنّه‬
‫مهها تعدّ ده عىل ّ‬
‫التعدّ د؛ من أ ّ‬
‫شك ّ‬
‫أن عدد‬ ‫عددها عىل الستّني‪ .‬وبناء عىل ما يغلب من تالزم بني اجلنس وال ّلغة‪ ،‬ال ّ‬
‫الستني‪.‬‬
‫يقل عن ّ‬ ‫ال ّلغات الوطن ّية يف بوركينا فاسو ال ّ‬
‫الصعيد الدّ يني إىل‬
‫األول من التّعدّ د‪ ،‬ينقسم املجتمع عىل ّ‬ ‫وفضال عن هذا املظهر ّ‬
‫ثالث طوائف أساس ّية؛ هي طائفة أتباع الدّ يانات التقليد ّية واملسلمون واملسيح ّيون‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فعىل أساس هذين املظهرين من التعدّ د‪ ،‬إىل جانب لغة االستعامر الفرنيس‪،‬‬
‫حمل ال ّلغة العرب ّية يف املجتمع البوركينايب‪.‬‬
‫يتحدّ د ّ‬
‫الصحراء الكربى‪ ،‬فقد كان‬ ‫السفانا جنوب ّ‬ ‫أن بوركينا فاسو بلد يقع يف منطقة ّ‬ ‫وبام ّ‬
‫الشاميل والغريب جمالني تارخي ّيني لتأثري ال ّثقافة العرب ّية (‪ .)1‬وبناء عىل ما كان لطائفة‬
‫جزآه ّ‬

‫‪-61-‬‬
‫مهية عدد ّية وعىل وجود مدارس عرب ّية إسالمية يف مدينة بوبو‬
‫املسلمني يف البالد من أ ّ‬
‫املدرسني املستعربني (‪ )arabophones‬يف‬ ‫جوالسو‪ ،‬مع تزايد عدد التالميذ وتو ّفر ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫منطقة إفريقيا الغرب ّية عا ّمة‪ ،‬اقرتح عىل املجلس اإلقليمي قبيل استقالل البالد أربعة‬
‫كل من مدينة واغادوغو‬ ‫من املستشارين اإلقليميني إنشاء مدارس فرنسية عرب ّية يف ّ‬
‫وبوبو جوالسو(‪.)3‬‬
‫تعمقت جذور اللغة العرب ّية يف املجتمع‪ ،‬فظ ّلت متتاز لدى فئة املسلمني بتقدير‬
‫وقد ّ‬
‫اإلسالمي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫بلغ حدّ التقديس لكوهنا يف عقل ّيتهم لغة متامهية مع مضموهنا الدّ يني‬
‫خاصة(‪.)4‬‬
‫وخاصة منه القرآن الكريم‪ .‬وبناء عىل ذلك كانت ملستعمليها حظوة ومنزلة ّ‬ ‫ّ‬
‫وإلدراك أعيان املسلمني يف إفريقيا الغرب ّية ما تب ّيته السياسة االستعامر ّية الفرنس ّية‬
‫من نوايا رامية إىل احلدّ من نفوذ ال ّلغة العربية واستدراجها إىل االنحباس يف مضموهنا‬
‫االتاد الثقايف اإلسالمي(‪ )5‬بتنظيم محلة واسعة حلمل املستعمر‬ ‫الدّ يني‪ ،‬بادروا يف إطار ّ‬
‫املؤسسات التعليم ّية يف إفريقيا الغرب ّية(‪.)6‬‬
‫عىل إدراجها يف مجيع ّ‬
‫وعىل أعقاب هذه املن ّظمة‪ ،‬طالبت اجلمع ّية اإلسالم ّية‪ ،‬التي نشأت عىل إثر استقالل‬
‫البالد عام ‪1960‬م‪ ،‬بإدراج ال ّلغة العرب ّية ما ّدة دراس ّية يف مستوى التّعليم ال ّثانوي من‬
‫املدارس العا ّمة وحتسني وضعيتها يف البالد(‪ .)7‬واقتفى أثر هذه اجلمع ّية ّأول مؤمتر‬
‫عقدته عام ‪1972‬م ال ّلجنة الثقافية للشباب املسلم‪ ،‬فناشد احلكومة أن جتعل العربية‬
‫لغة ثقافة يف البالد(‪ )8‬وتعرتف باملدارس العربية وتكثر منها وتطورها بإضفاء صبغة‬
‫مهن ّية عليها(‪.)9‬‬
‫ومهام يكن‪ ،‬فقد ظ ّلت طائفة املسلمني يف البالد تويل عناية فائقة باللغة العرب ّية‪،‬‬
‫ومؤسسات‬ ‫ّ‬ ‫اخلاص‬
‫ّ‬ ‫تكون بفضل التّعاون بني نظام التّعليم العريب الفرنيس‬ ‫حتّى ّ‬
‫التّعليم يف العامل العريب اإلسالمي نخبة من املث ّقفني أطلق عليهم الفرانكفونيون صفة‬
‫أن املستعربني يسعون‪ ،‬يف حركة مضا ّدة للسياسة‬ ‫(‪ .)10()arabisants‬ولع ّلهم يقصدون ّ‬
‫الفرانكفونية‪ ،‬إىل تعريب سكّان البالد‪.‬‬
‫وأ ّيا كان قصدهم‪ ،‬فقد صار املستعربون نخبة إسالم ّية جديدة متواجدة يف البالد مع‬
‫املتصوفة وفئة املسلمني من الفرانكفون ّيني(‪ .)11‬ولئن مل ي ّطرد عند هذه النّخبة‬
‫ّ‬ ‫فئة ّ‬
‫الشيوخ‬

‫‪-62-‬‬
‫املستعربة استعامل ال ّلغة العرب ّية خارج دور العبادة واألنشطة الدّ ين ّية وال ّثقاف ّية وفصول‬
‫الدّ راسة‪ ،‬فقد أسهموا يف نرش كثري من مفرداهتا حتّى صار االقرتاض منها ظاهرة شائعة‬
‫يف حياة املجتمع اليوم ّية‪ ،‬بام فيه املسيحيون والوثن ّيون‪ ،‬وغدا كثري من ال ّلغات الوطن ّية‬
‫صورا ح ّية عن تداخل بينها وبني ال ّلغة العرب ّية(‪ .)12‬ومن أمثلتها يف ثالث من ال ّلغات‬
‫الوطن ّية يف بوركينا فاسو ما يف اجلداول الثالثة املرفقة(‪.)13‬‬

‫اخلاص‬
‫ّ‬ ‫‪ .٢.٤‬ال ّلغة العرب ّية يف التّعليم‬
‫اجتامعي متعدّ د ال ّلغات ‪ ،‬فلم ّ‬
‫تتفرد فيه‬ ‫لقد نشط نظام الكتّاب يف البالد يف حميط‬
‫(‪)14‬‬
‫ّ‬
‫ال ّلغة العرب ّية آلة تدريس‪ ،‬بل ظ ّلت رشيكة ال ّلغات الوطن ّية‪ .‬ذلك ّ‬
‫أن أهداف هذا النظام‬
‫مل تكن سوى إقدار التّلميذ عىل قراءة القرآن الكريم وكتابته وحفظ بعض آياته وسوره‬
‫الضور ّية يف ممارسة العبادات(‪.)15‬‬
‫ّ‬
‫ّ‬
‫ولعل هذا ما حدا ببعضهم إىل انتقاد هذا النّظام يف التّعليم بأنّه ال يزيد عىل متكني‬
‫تضم آيات من القرآن الكريم لبيعها‪ ،‬وأنّه إذا أتاح‬‫السالم ومحل متائم ّ‬ ‫املتع ّلم من إلقاء ّ‬
‫فإن كثريا منهم قد حافظوا عىل التقاليد‬ ‫ملئات املسلمني معرفة قراءة العربية وكتابتها ّ‬
‫املوروثة‪ .‬ومن هنا خيلص املنتقد إىل أنّه ليس ملع ّلمي الكتّاب وال لتعليمهم قيمة فكرية‬
‫وال تأثري سيايس(‪.)16‬‬
‫عب عن حقيقة تارخي ّية تب ّينت‬
‫والتعسف‪ ،‬فقد ّ‬
‫ّ‬ ‫ولئن مل خيل هذا املوقف من املبالغة‬
‫بموجب دخول االستعامر الفرنيس يف املنطقة وما ارتبط به من إنشاء املدارس املسيح ّية‬
‫واالستعامر ّية‪ ،‬إذ انكشف يف ضوء هذه املستجدّ ات خت ّلف نظام الكتاتيب عن االستجابة‬
‫السلبي‪ ،‬سارع أبناء شيوخ الكتاتيب إىل تز ّعم‬ ‫ملطالب العرص ‪ .‬ووعيا هبذا الواقع ّ‬
‫(‪)17‬‬

‫والرقي به إىل نظام‬ ‫احلركة التي بعثها ّ‬


‫االتاد ال ّثقايف اإلسالمي لتطوير نظام الكتّاب ّ‬
‫السالم يف مدينة‬ ‫مؤسس مدرسة ّ‬‫رصح حممود سانوغو‪ّ ،‬‬ ‫التّعليم النّظامي ‪ .‬ويف ذلك ّ‬
‫(‪)18‬‬

‫ّ‬
‫والده«ألن التعليم الذي تلقيته‬ ‫بوبو جوالسو‪ ،‬بأنّه انرصف عن تعليم التالميذ يف كتّاب‬
‫من والدي‪ ،‬يف نظري‪ ،‬ال جيعلني رجال مثقفا‪ ،‬وال يمكنني من التحدث بالعربية» ‪.‬‬
‫(‪)19‬‬

‫ولقد محلت اجلمع ّية اإلسالم ّية يف فولتا العليا إثر نشأهتا عام ‪1962‬م لواء ّ‬
‫االتاد‬
‫ال ّثقايف اإلسالمي يف الدّ عوة إىل تأسيس املدارس ّ‬
‫الشقية(‪ )20‬ونرشها يف خمتلف أرجاء‬

‫‪-63-‬‬
‫وأسست هذه‬
‫البالد لتكون بديلة عن الكتّاب وعن التّعليم االستعامري يف آن واحد‪ّ .‬‬
‫ثم أقامت مدرسة‬
‫اجلمع ّية ّأول مدرسة هلا يف واغادوغو‪ ،‬عاصمة البالد‪ ،‬عام ‪1962‬م‪ّ ،‬‬
‫أخرى يف مدينة واهيغويا عام ‪1965‬م(‪.)21‬‬
‫اإلسالمي ّ‬
‫أن املدرسة التي‬ ‫ّ‬ ‫يدل عىل تع ّلق املسلمني بمرشوع التّعليم العريب‬ ‫وممّا ّ‬
‫االتاد ال ّثقايف اإلسالمي يف مدينة نونا كانت عبارة عن غرفة يف دار أحد‬ ‫أسسها ّ‬ ‫ّ‬
‫ربع غريه من املسلمني بإحدى أراضيه إلقامة املدرسة ‪ .‬ومن‬
‫(‪)22‬‬
‫املحسنني قبل أن يت ّ‬
‫أن املدرسة األوىل التي أنشأهتا كانت حتت‬ ‫مظاهر هذا االحتفاء لدى اجلمع ّية اإلسالم ّية ّ‬
‫ثم نقلت إىل قاعة كبرية بجوار‬ ‫بحي تييبالغو (‪ّ ،)Tiépalgo‬‬ ‫سقيفة يف دار أحد أعضائها ّ‬
‫تضم مستويات تعليم ّية خمتلفة(‪.)23‬‬
‫اجلامع الكبري يف واغادوغو‪ .‬وكانت القاعة ّ‬
‫ومل يمض إال عامان ونيف حتى بلغت املدارس التي أسستها اجلمع ّية اإلسالم ّية‬
‫يف البالد إحدى عرشة مدرسة(‪ .)24‬وأفادت البيانات اإلحصائية عن العام الدرايس‬
‫ثم ارتفع هذا العدد بحلول عام‬ ‫‪1969-1968‬م ّ‬
‫أن عدد املدارس يف البالد بلغ ‪ّ .26‬‬
‫‪1991‬م إىل ‪ 300‬مدرسة دون اعتبار املدارس الصغرى التي مل تتق ّيد برشوط التأسيس‪.‬‬
‫ثم زاد العدد عام ‪1998‬م عىل ‪ 500‬مدرسة ابتدائية و‪ 24‬مدرسة إعدادية وثانو ّية‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وبلغ عدد تالميذها ما يربو عىل ‪.)25(37.000‬‬
‫ومضت املبادرات الفرد ّية واجلامع ّية تقيم املدارس العرب ّية يف خمتلف أرجاء البالد‬
‫اخلاصة‬
‫ّ‬ ‫حتّى بلغت اليوم حوايل ‪ 2.500‬مدرسة‪ .‬وهي ما يزيد عىل ثلثي املدارس‬
‫وعىل ‪ %25‬من جمموع املدارس االبتدائية يف البالد‪.‬‬
‫أن حوايل ‪ %55‬من هذه املدارس العرب ّية ال حتظى‬ ‫أن اإلحصائ ّيات تفيد أيضا ّ‬ ‫بيد ّ‬
‫باعرتاف الوزارة املرشفة عىل الرتبية وحمو األم ّية يف البالد‪ ،‬فهل ختلو هذه النّسبة من‬
‫داللة عىل تفاعل إجيايب بني طلب طائفة املسلمني يف البالد وعرض هذا النّوع من الرتبية‬
‫أن ما شاع لدى كثري من املسؤولني الرتبو ّيني من اعتبار هذه املدارس‬ ‫والتّعليم؟ يبدو ّ‬
‫«رس ّية» موقف ال خيلو من حتامل وتشدّ د حيرص دور احلكومة يف ترهيب‬ ‫مؤسسات ّ‬ ‫ّ‬
‫الشاكة يف االستجابة ملطالب اجلمهور‪.‬‬ ‫اخلاصة دون تواصل ينشد ّ‬ ‫ّ‬ ‫املبادرات‬

‫‪-64-‬‬
‫يب يف البالد تزايدت نسبة اإلقبال عليها‪،‬‬ ‫وعىل قدر ما تكاثرت مدارس التعليم العر ّ‬
‫فقدّ ر عدد تالميذها عام ‪2015‬م بحوايل ‪ .)26(142.016‬وعىل حدّ ما نرشته إحدى‬
‫اخلاصة يف‬
‫ّ‬ ‫يتخرج سنو ّيا من املعاهد ال ّثانو ّية‬
‫الصحف الر ّقمية يف البالد عام ‪2013‬م‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫اخلرجيني بالبكالوريوس‬ ‫بوركينا فاسو آالف من التالميذ‪ .‬وقد ن ّيف عىل مخسة آالف عد ُد ّ‬
‫واإلجازة العالية من جامعات الدّ ول العرب ّية واإلسالم ّية‪ .‬أ ّما محلة املاجستري والدّ كتوراه‬
‫فبلغوا وقتئذ نحو ثالثني(‪ .)27‬ومن املحتمل أن تكون هذه األعداد اليوم أضعاف ما‬
‫اخلاصة يف البالد‪ ،‬وقد بلغت‬ ‫ّ‬ ‫كانت‪ ،‬وذلك بفضل تزايد اجلامعات العرب ّية اإلسالم ّية‬
‫للتخصصات املتعدّ دة يف بوركينا وكلية‬ ‫ّ‬ ‫اليوم أربعا؛ هي يف عاصمة البالد املركز اجلامعي‬
‫اهلدى‪ ،‬ويف بوبو جوالسو‪ ،‬عاصمة البالد االقتصادية‪ ،‬جامعة الفرقان وجامعة السالم‪.‬‬
‫املؤسسات عىل اكتساب‬ ‫ّ‬ ‫الرغم من تركيز الربامج الدراس ّية يف هذه‬ ‫لكن‪ ،‬عىل ّ‬
‫مدرسوها وتالميذها‬ ‫تعاليم اإلسالم ومهارات ال ّلغة العرب ّية‪ ،‬ق ّلام يستعمل هذه ال ّلغة ّ‬
‫املدرسني ال يفردون العرب ّية آلة‬
‫إن كثريا من ّ‬ ‫استعامال نظام ّيا خارج قاعات الدّ راسة‪ ،‬بل ّ‬
‫يف التدريس‪ ،‬إنّام يكثرون من االستعانة يف التّفسري بلغات املتع ّلمني األ ّمهات وبال ّلغة‬
‫أن هذه ال ّطريقة عاجزة عن إكساب مهارة الكالم بالعربية منفردة‪،‬‬ ‫شك ّ‬‫الفرنس ّية‪ .‬وال ّ‬
‫املؤسسات التي يفرتض أن تكون سندا‬ ‫مهمة يف ّ‬ ‫فتجعل هذه ال ّلغة مفتقرة إىل دينامية ّ‬
‫لنرشها والنّهوض هبا يف البالد(‪ .)28‬وهذا عىل خالف الفرنس ّية التي تفوق نسبة تداوهلا‬
‫ما للعرب ّية‪ .‬وقد يكون مر ّد ذلك إىل كون الفرنسية يف بوركينا فاسو لغة النّخبة احلاكمة‬
‫والوسيلة الوحيدة لنيل احلظوة االجتامعية واالمتياز(‪.)29‬‬

‫‪ .٣.٤‬اللغة العربية يف نظام الدولة‬


‫الرغم من إحلاح أعيان املسلمني عىل احلكومة‪ ،‬إثر استقالل البالد‪ ،‬أن تدرج ال ّلغة‬ ‫عىل ّ‬
‫خاصة‪ّ ،‬‬
‫فإن‬ ‫العرب ّية يف ّ‬
‫املحل املناسب هلا من نظام الدّ ولة عا ّمة ويف قطاع الرتبية والتّعليم ّ‬
‫أن الدّ ولة قد هتالكت عىل إرث االستعامر‪ ،‬فتق ّيدت‬ ‫مطالبهم ظ ّلت بال أذن صاغية‪ .‬ذلك ّ‬
‫التبوي وقيمه ونظمه السياس ّية واإلدار ّية والقضائية وال ّثقاف ّية(‪ ،)30‬فتبنّت‬
‫بلغته ونظامه ّ‬
‫وتوجت الفرنس ّية ودسرتهتا لغة البالد الرسم ّية الفريدة(‪ )31‬وآلة‬ ‫مبدأ علامن ّية الدّ ولة‪ّ ،‬‬
‫ينص يف بنده العارش عىل‬ ‫التّعليم األساس ّية‪ ،‬فإذا قانون توجيه الرتبية والتّعليم ال يزال ّ‬

‫‪-65-‬‬
‫وأنا لغات‬ ‫أن لغات التّعليم املعتمدة يف بوركينا فاسو هي الفرنسية وال ّلغات الوطن ّية‪ّ ،‬‬‫ّ‬
‫الرتبوي عىل حدّ سواء‪ ،‬وأنّه جيوز أن تتّخذ لغات‬
‫ّ‬ ‫تستعمل يف مستوى األداء والتّقويم‬
‫مؤسسات التّعليم وفق ما جتيزه النّصوص القانون ّية‬ ‫أخرى قنوات أو موا ّد تعليم ّية يف ّ‬
‫السارية املفعول(‪.)32‬‬
‫ّ‬
‫ويتّضح يف هذا البند تقديم ال ّلغة الفرنس ّية عىل ال ّلغات الوطن ّية يف نظام ّ‬
‫التبية‬
‫يب رصيح رغم تع ّلق املسلمني هبا‬ ‫والتّعليم(‪ )33‬وترك اللغة العرب ّية بال موضع إعرا ّ‬
‫اخلاصة هبا يف البالد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املؤسسات التّعليم ّية‬
‫مهيتهم العدد ّية وكثرة ّ‬
‫وأ ّ‬
‫األول‪،‬‬
‫ومل يكتف حكم موريس ياميوغو (‪1966-1960‬م)‪ ،‬رئيس البالد ّ‬
‫عىل هذا احلدّ من إمهال ال ّلغة العرب ّية‪ ،‬بل نحا منحى احلكم االستعامري يف اضطهاد‬
‫املتمسكني هبذه اللغة وما يتصل هبا من املضامني ورضب رقابة عىل‬ ‫ّ‬ ‫أعيان املسلمني‬
‫إن أحد املو ّظفني يف عهده كتب تقريرا عن نشاط أحد املستعربني يف مدينة‬ ‫تعليمها حتّى ّ‬
‫كودوغو‪ ،‬فذكر أنّه يسعى فيها إىل جلب أبناء غري املسلمني إىل متابعة دروس يف ال ّلغة‬
‫التخيص املسند له‪ ،‬أال وهو تعليم القرآن(‪.)34‬‬‫وبي أنّه ألزمه التّق ّيد بحدود ّ‬
‫العرب ّية‪ّ ،‬‬
‫تسوي بني التّعليم العريب‬‫الرئيس ّ‬ ‫وظ ّلت التقارير اإلدار ّية طيلة حكم هذا ّ‬
‫اإلسالمي والكتّاب تسوية حيتمل يف آن سوء إدراك الواقع ومبالغة يف إمهال ال ّلغة‬
‫الرغم من ذلك‪ ،‬فقد نشأت أ ّيام حكمه اجلمع ّية‬ ‫ومؤسساهتا التّعليم ّية ‪ .‬وعىل ّ‬ ‫العرب ّية‬
‫(‪)35‬‬
‫ّ‬
‫الرئيس‬ ‫أن ّ‬‫اإلسالم ّية يف فولتا العليا‪ ،‬وأسمعت صوهتا يف إذاعة الدّ ولة(‪ .)٣٦‬ذلك ّ‬
‫البار"‬
‫موريس‪ ،‬فضال عن وراثته احلكم عن االستعامر الفرنيس‪ ،‬كان "ابن الكنيسة ّ‬
‫بأن فولتا العليا بنت الكنيسة املحبوبة(‪ ،)٣٨‬فكان من‬‫(‪ ،)٣٧‬وكان ال يرت ّدد عن التّرصيح ّ‬
‫يظل وف ّيا منحازا لرؤيتها وسياستها‪ .‬وكان فضال عن ذلك ّأول رئيس من‬ ‫الطبيعي أن ّ‬
‫ّ‬
‫السوداء الفرانكفون ّية يزور إرسائيل زيارة رسم ّية‪ ،‬وحيافظ عىل عالقة والء‬ ‫أفريقيا ّ‬
‫متم ّيزة معها‪ ،‬وحيرص التّعاون مع العامل العريب اإلسالمي يف أدنى ما يكون(‪ .)٣٩‬وإذن‪،‬‬
‫عم اشتهر به من نزعة براغامت ّية وحرص عىل‬ ‫فال خيرج ترخيصه للجمع ّية اإلسالم ّية ّ‬
‫مصاحله‪.‬‬
‫والرقابة حتّى تق ّلد رئاسة‬
‫ظل وضع ال ّلغة العربية عىل هذه احلال من االرتياب ّ‬
‫وقد ّ‬
‫البالد اجلنرال احلاج أبو بكر سانغويل الميزانا (‪1980-1966‬م)‪ ،‬فوضع حدّ ا لسياسة‬

‫‪-66-‬‬
‫يب‪ ،‬فألقى يف املجلس العام ملن ّظمة األمم‬ ‫العداء هلذه ال ّلغة واالحرتاز من العامل العر ّ‬
‫بالشؤون اخلارج ّية‪ ،‬مالك زورومي‪،‬‬ ‫املتحدة بتاريخ سبتمرب ‪1967‬م وزيره املك ّلف ّ‬
‫توخي التّفاوض ّ‬
‫حلل‬ ‫خطابا تارخي ّيا ندّ د فيه باحتالل إرسائيل األرايض العرب ّية‪ ،‬ودعا إىل ّ‬
‫القض ّية‪ ،‬فكان ذلك منعرجا حاسام يف سياسة البالد اخلارج ّية وال ّلغو ّية عا ّمة وعالقتها‬
‫خاصة(‪)٤٠‬؛ فقد ّقررت احلكومة عىل إثر هذا احلدث تدريس‬ ‫مع العامل العريب اإلسالمي ّ‬
‫التبية الوطن ّية وال ّثقافة‪ ،‬بأنّه‬
‫رصح شارل متيني‪ ،‬وزير ّ‬ ‫ال ّلغة العرب ّية يف معاهدها‪ .‬حينئذ ّ‬
‫ألنا موجودة فيها قبل دخول االستعامر‪ ،‬وهي‬ ‫ال يريد إدخال ال ّلغة العرب ّية يف البالد ّ‬
‫ال ّلغة املعتمدة يف املدارس العرب ّية اإلسالم ّية‪ ،‬وإنّام يدرجها يف مستوى التّعليم ال ّثانوي‬
‫أن ال ّلغة العربية قد تنوب عن‬ ‫لغة ح ّية عىل غرار ال ّلغة اإلسبان ّية‪ .‬وأضاف مسترشفا ّ‬
‫اإلنجليز ّية‪ ،‬فتصري يوما ما ال ّلغة احل ّية األوىل يف البالد‪ .‬لذا دعا إىل اجتناب اخللط بينها‬
‫وبني اإلسالم(‪.)٤١‬‬

‫مهية بالغة يف تاريخ ال ّلغة العرب ّية يف البالد‪ .‬ذلك أنّه ينتهي عن ّ‬
‫تعمد‬ ‫وهلذا اخلطاب أ ّ‬
‫ويعب عن وعي بقدرهتا‪ ،‬يف ّ‬
‫ظل سياسة لغو ّية حمايدة‪ ،‬عىل‬ ‫التلبيس بينها وبني اإلسالم‪ّ ،‬‬
‫منافسة سائر ال ّلغات احل ّية املعتربة يف نظام البالد الرتبوي‪ .‬لكن يبقى إشكال مطروح‪:‬‬
‫هل تعدّ ى موقف احلكومة قرار تدريس ال ّلغة العرب ّية يف معاهدها إىل العناية هبا وسيلة‬
‫من وسائل حتصيل املعرفة وحتقيق أسباب التنمية؟‬
‫ظل قيد لغة اخلطاب السيايس‪ ،‬فلم يسفر عنه اهتامم بمدارس‬ ‫أن األمر قد ّ‬ ‫يبدو ّ‬
‫اخلاصة لدعمها وحسن توجيهها واستغالل املهارات‬ ‫ّ‬ ‫التعليم العريب اإلسالمي‬
‫املكتسبة فيها تيسريا لتنفيذ املرشوع وتعجيال لتحقيق أهدافه وتوسيعا ملجال اإلفادة منه‬
‫يف دفع عجلة التنمية يف البالد‪ .‬وقد يعزى هذا االزدواج بني اخلطاب السيايس واإلرادة‬
‫أن دولة فولتا العليا املستقلة كانت من حيث‬ ‫السياس ّية اجلا ّدة إىل ما ذكره ويدراوغو من ّ‬
‫الدّ ستور دولة علامن ّية‪ ،‬لك ّن قيادهتا كانت يف ّأول األمر بيد طبقة حاكمة ذات أغلب ّية‬
‫فالرئيس اجلنرال ومن وااله من أعيان الدّ ولة مل يكونوا إال ق ّلة ال‬
‫مسيح ّية ‪ .‬وإذن‪ّ ،‬‬
‫(‪)٤٢‬‬

‫تقوى إرادهتم عىل تغيري موقف األغلبية احلاكمة من اللغة العربية تغيريا حقيق ّيا‪.‬‬
‫الرئيس الثوري‪ ،‬طوماس سنكارا (‪-1984‬‬ ‫كان يلزم أن يأيت النّظام ال ّثوري عىل يد ّ‬
‫السيايس عن الوالء لإلمربيال ّية الغرب ّية‬
‫ّ‬ ‫توجه الدّ ولة‬
‫‪1987‬م) املغتال‪ ،‬لتحدث قطيعة يف ّ‬

‫‪-67-‬‬
‫ّذرع‬‫الشعب والبالد عىل ما سواها‪ .‬فقد جتاوز سنكارا عن دأب الت ّ‬ ‫إىل تقديم مصلحة ّ‬
‫مؤسساته يف‬ ‫وقرر إدماج ّ‬ ‫اإلسالمي‪ّ ،‬‬
‫ّ‬ ‫الرقابة عىل التّعليم العريب‬
‫بمبدأ العلامن ّية وفرض ّ‬
‫نظام الدّ ولة‪ ،‬فأمر فجر وصوله إىل احلكم عام ‪1984‬م بنقلها من إرشاف وزارة الدّ اخل ّية‬
‫إىل وزارة الرتبية والتعليم لتكون حتت لواء مفتش ّية املدارس االبتدائ ّية العا ّمة‪ ،‬وتُعامل‬
‫السارية(‪.)٤٤‬‬ ‫اخلاصة يف البالد ليلزمها ما يلزم غريها من القوانني ّ‬
‫(‪)٤٣‬‬
‫ّ‬ ‫معاملة سائر املدارس‬
‫السابقة بإقدامها عىل انتداب عدد‬ ‫بل امتازت حكومة ال ّثورة عىل سائر احلكومات ّ‬
‫الشعب ّية‪ ،‬ومنهم حممود با وعمر‬ ‫من املستعربني بعد أدائهم واجب اخلدمة الوطن ّية ّ‬
‫دكوري وإبراهيم كابري(‪ .)٤٥‬وعىل هذا الدرب سار بالز كومباوري (‪-1987‬‬
‫ّدخل لتنظيم شؤون املدارس العرب ّية‬ ‫‪2014‬م)‪ ،‬فمىض بدءا من عام ‪1991‬م يف الت ّ‬
‫وكون جلنة وطن ّية تابعة لوزارة الرتبية‬‫الرسمي‪ّ ،‬‬ ‫الفرنس ّية وإدماجها يف النّظام الرتبوي ّ‬
‫والتعليم تعنى بس ّن قوانينها ووضع براجمها(‪ .)٤٦‬لكن يف عهده أيضا ألغيت ال ّلغة العرب ّية‬
‫تدرس فيها‪ ،‬ومل تكن سوى معاهد معدودة‪ .‬وقد ّاتذ‬ ‫من املعاهد احلكوم ّية التي كانت ّ‬
‫رسمي‪ ،‬ومل ين ّفذ إال يف ّأول العام الدّ رايس‬
‫ّ‬ ‫قرار اإللغاء منذ عام ‪2006‬م دون إعالن‬
‫مدرس(‪.)٤٧‬‬ ‫ألي ّ‬ ‫‪2008-2007‬م برضب من الدّ هاء مل يزد عىل عدم إسناد املا ّدة ّ‬
‫املدرسني القدامى عىل التقاعد أو نقلهم من جمال‬ ‫أن ذلك حصل بعد إحالة ّ‬ ‫وحيتمل ّ‬
‫التّدريس إىل مها ّم أخرى‪.‬‬
‫أن ال ّلغة العرب ّية شهدت يف عهد بالز كومباوري أيضا بعث مرشوع لفتح‬ ‫ناهيك ّ‬
‫قسم ال ّلغة العرب ّية يف جامعة احلكومة بواغادوغو‪ ،‬عاصمة البالد‪ .‬لكن رسعان ما‬
‫السعود ّية‬
‫كل من ليبيا واململكة العرب ّية ّ‬ ‫أجهض املرشوع رغم ما بلغنا من استعداد ّ‬
‫قوى‬ ‫لتمويله‪ ،‬فهل يكون وراء هذا اإلجهاض غياب إرادة سياس ّية جا ّدة أو موقف من ّ‬
‫متعصبة للفرنس ّية مسيطرة تناهض دخول ال ّلغة العرب ّية والقائمني عليها يف جامعة عا ّمة‬
‫ّ‬
‫خاصا؟‬
‫صارت بحكم األسبق ّية التارخي ّية معقال لفئة خمصوصة وملكا ّ‬
‫أن قطاع الرتبية والتّعليم هو األوفر ح ّظا من العناية بال ّلغة العرب ّية؛ فعىل‬
‫والشك ّ‬
‫ّ‬
‫الرغم من ارتفاع معدالت التّعليم العريب يف البالد وتزايد عدد املستعربني‪ ،‬ال نجد يف‬ ‫ّ‬
‫نظام البالد اإلداري مصلحة تعالج وثيقة عرب ّية دون املطالبة برتمجتها إىل الفرنس ّية؛ وعىل‬
‫مهية ما حيظى به املستعربون من كفاءات كفيلة بتوطيد عالقات التّعاون مع‬ ‫الرغم من أ ّ‬
‫ّ‬

‫‪-68-‬‬
‫العامل العريب‪ ،‬ق ّلام عنيت احلكومة بتوظيفهم‪ ،‬بل ظ ّلت تتجاهلهم يف كثري من متثيلياهتا‬
‫مفضلة توظيف غريهم(‪.)٤٨‬‬
‫يب ّ‬
‫الدّ يبلوماس ّية بالعامل العر ّ‬
‫السياس ّية جتاه‬ ‫والسؤال املطروح هنا‪ :‬أين دور املسلمني احلقيقي يف ّ‬
‫ظل هذه املواقف ّ‬ ‫ّ‬
‫ال ّلغة العرب ّية؟‬
‫هل يزيد اجلواب عىل اإلقرار بوجود نضال من صفوفهم حلمل احلكومة عىل‬
‫يايس‬ ‫االعرتاف بال ّلغة العرب ّية لغة تنمية وحضارة شاملة‪ .‬لك ّن ق ّلة الوعي التّارخيي ّ‬
‫والس ّ‬
‫الغالبة عىل املستعربني محلت كثريا منهم عىل الرىض بالتّامهي بني العرب ّية واإلسالم‬
‫واالنسياق إىل نزعة االنقسام إىل طوائف عقدية ومذهبية متنابذة تنابذا بلغت حدّ‬
‫التّكفري‪ .‬وهذا ممّا أوهن كثرهتم‪ ،‬فظ ّلوا عىل مدى العقود الثالثة األخرية مرتدّ ين عن‬
‫إجياب ّية الفاعل إىل سلب ّية املفعول‪.‬‬

‫‪ .٤.٤‬اللغة العربية يف اإلعالم‬


‫املراد هنا حتديد ما تشغله ال ّلغة العرب ّية من ح ّيز يف الفضاء اإلعالمي ببوركينا‬
‫فاسو‪ .‬وهو ما يقتيض استقراء خمتلف جت ّلياهتا يف هذا الفضاء‪ .‬ويمكن الت ّ‬
‫ّدرج يف ذلك‬
‫الرقمية‬
‫الصحافة ّ‬
‫الصحافة املكتوبة وصوال إىل ّ‬ ‫من مستوى اإلذاعة والتّلفزيون إىل ّ‬
‫ّ‬
‫والشبكات االجتامع ّية‪.‬‬
‫أن ّأول ما جت ّلت فيه ال ّلغة العرب ّية ما تقدّ م من اإلشارة إىل ّ‬
‫أن اجلمع ّية‬ ‫شك ّ‬
‫وال ّ‬
‫األول متكّنت من إسامع صوهتا يف اإلذاع ّية‬
‫اإلسالم ّية عند تأسيسها يف عهد رئيس البالد ّ‬
‫الصوت؟‬ ‫الوطن ّية‪ .‬لكن اإلشكال‪ :‬بأ ّية لغة كان إسامع ّ‬
‫الرئيس‬‫الرقابة التي كانت مرضوبة عىل النّشاط اإلسالمي أ ّيام حكم هذا ّ‬ ‫نظرا إىل ّ‬
‫أن لغة اإلبالغ كانت أساسا ال ّلغة الفرنس ّية‪ ،‬فيكون ذلك‬ ‫الراجح ّ‬
‫يكون االحتامل ّ‬
‫الربنامج عىل صورة برنامج «اإليامن واالعتقاد» الذي ينرشه التلفزيون الوطني منذ‬
‫سنني‪ ،‬ويتناوب فيه املسلمون واملسيح ّيون‪ .‬ولغة التّواصل املعتمدة فيه عند املسلمني‬
‫الشواهد اإلسالم ّية واألدعية بال ّلغة العرب ّية‪ .‬وإذا جرت العادة‬ ‫هي الفرنس ّية مع ذكر ّ‬
‫الشاهد اإلسالمي بالتّعبري عن معناه بال ّلغة الفرنس ّية فكثريا ما يستغني الدّ عاة‬
‫عىل إتباع ّ‬
‫والصالة والسالم عىل رسول‬ ‫كالتعوذ والبسملة ّ‬ ‫ّ‬ ‫املنشطون عن ترمجة األدعية القصرية‬‫ّ‬

‫‪-69-‬‬
‫(صل اللّ عليه وس ّلم)‪ ،‬فتدخل عىل التّدريج ضمن رصيد العبارات الدّ خيلة‬
‫حممد ّ‬ ‫اللّ ّ‬
‫يف الفرنس ّية‪.‬‬
‫ظل يف برامج اإلذاعة والتّلفزيون الوطن ّيني‬ ‫حظ العرب ّية ّ‬
‫أن ّ‬ ‫ومن هنا يتّضح ّ‬
‫الرأي العام اإلسالمي يشعر بتهميش اإلسالم يف‬ ‫ولعل هذا ما جعل ّ‬ ‫ّ‬ ‫ضئيال جدّ ا‪.‬‬
‫والسمع ّية‬
‫السمعية ّ‬‫الصحافة ّ‬ ‫هذا الفضاء العا ّم(‪ ،)٤٩‬فلم يتّسع ل ّلغة العرب ّية جمال يف ّ‬
‫البرص ّية عىل حدّ سواء إال مع نشوء احلركة الدّ يمقراط ّية يف تسعين ّيات القرن العرشين‬
‫اخلاصة‪ .‬ولئن‬
‫ّ‬ ‫بالصحافة‬
‫الصحايف والنّهوض ّ‬ ‫حرية النّشاط ّ‬
‫وما استلزمه من ضامن ّ‬
‫كل من الربوتستانت ّيني والكاثوليك ّيني‪ ،‬فانتهز الفرصة املتاحة بإنشاء إذاعته منذ‬ ‫بادر ّ‬
‫عام ‪1993‬م‪ ،‬فلم تنشأ ّأول إذاعة إسالم ّية يف البالد إال بعد ما يناهز عقدا من إنشاء‬
‫اإلذاعتني املسيح ّيتني‪ .‬وهي إذاعة اجلمع ّية اإلسالم ّية األمحد ّية التي بعثت يف مدينة‬
‫ثم حلقت إذاعة‬‫ثم تالها إنشاء إذاعة اهلدى عام ‪2004‬م‪ّ ،‬‬ ‫بوبو جوالسو عام ‪2002‬م‪ّ .‬‬
‫الرضوان للتنمية عام ‪2010‬م‪ ،‬وإذاعة املفاز يف بوبو جوالسو وإذاعة التّضامن يف مدينة‬ ‫ّ‬
‫خترجوا من‬ ‫واهيغويا‪ .‬وهي إذاعات أنشأهتا مجع ّيات إسالم ّية يدير ج ّلها مستعربون ّ‬
‫يب‪.‬‬
‫جامعات العامل العر ّ‬
‫اخلاصة جمال استعامل اللغة العربية‬ ‫ّ‬ ‫وسعت نشأة هذه اإلذاعات اإلسالم ّية‬ ‫ولئن ّ‬
‫لكوهنا لغة الدّ عوة األساس ّية‪ ،‬فقد جاء عند ويدراوغو أنّه مل يكن من بني املو ّظفني‬
‫ويتجل من خالل لوائح االلتزامات‬ ‫ّ‬ ‫يف إذاعة اهلدى عام ‪2010‬م إال مستعربان(‪.)٥٠‬‬
‫خاص بال ّلغة العرب ّية يف إذاعة‬
‫ّ‬ ‫املعتمدة لدى املجلس األعىل للتّواصل غياب برنامج‬
‫اخلاصة يف ّ‬
‫حمل التابع‬ ‫ّ‬ ‫تظل ال ّلغة العرب ّية يف هذه املبادرات اإلسالم ّية‬
‫الرضوان(‪ .)٥١‬وإذن ّ‬
‫ّ‬
‫ل ّلغة الفرنس ّية‪ ،‬وال ي ّطرد فيها من حقوهلا املعجم ّية إال احلقل اإلسالمي‪.‬‬
‫يتفرد به‬
‫أقل؛ ذلك ّأنا فضاء يكاد ّ‬ ‫فحظ العرب ّية فيها ّ‬‫ّ‬ ‫الصحافة املكتوبة‬ ‫أ ّما ّ‬
‫استقر يف عقل ّية ج ّلهم أن ال لغة غري الفرنس ّية ترقى باملرء‬
‫ّ‬ ‫الفرانكفونيون‪ ،‬وهم من‬
‫يظل عندهم يف مقام‬ ‫إىل منزلة املث ّقف‪ ،‬فمهام بلغ املستعرب من درجات العلم‪ّ ،‬‬
‫املؤسسات التعليم ّية املسيح ّية أو‬
‫خترجوا من ّ‬ ‫جل هؤالء ّ‬ ‫أن ّ‬ ‫األ ّمي اجلاهل(‪ .)٥٢‬ناهيك ّ‬
‫احلكوم ّية‪ ،‬التي ال تزال ال ّثقافة املسيح ّية سائدة فيها‪.‬‬

‫‪-70-‬‬
‫السياق ال ّثقايف أن تفرد صحيفة فرانكفون ّية إحدى زواياها‬ ‫يتيس يف مثل هذا ّ‬
‫وال ّ‬
‫للعناية بال ّلغة العرب ّية وتناول قضاياها يف البالد إال إذا رضيت باالنتحار عىل املستوى‬
‫الثقايف والتّجاري عىل حدّ سواء؛ فام دامت ال ّلغة العرب ّية مستوية واإلسالم يف ذهنية‬
‫الفرانكفون ّيني فهي ّ‬
‫تظل يف حكم الدّ ين‪ ،‬وما الدّ ين عندهم إال عقبة كأداء أمام التّقدّ م(‪.)٥٣‬‬
‫أن إحدى‬‫ومما يؤكّد هذه النظرة السلبية إىل ال ّلغة العرب ّية وما يتّصل هبا من مضامني ّ‬
‫اجلرائد املحل ّية خلصت عام ‪1982‬م بأسلوب جمازي ال خيلو من سخرية إىل ّ‬
‫أن منافذ‬
‫خلرجيي التّعليم العريب اإلسالمي نادرة ندرة الواحات يف‬ ‫الشغل املتاحة يف فولتا العليا ّ‬‫ّ‬
‫السعود ّية(‪.)٥٤‬‬
‫اململكة العرب ّية ّ‬
‫الصحف‬ ‫الصحافة املكتوبة‪ .‬لك ّن ّ‬
‫تأخر املسلمون كثريا يف الدّ خول إىل ساحة ّ‬ ‫قد ّ‬
‫التي أنشأوها بعدئذ مل تكن إال بال ّلغة الفرنس ّية؛ ومنها صحيفة الدّ عوة (‪)L’Appel‬‬
‫التي ظهرت عام ‪1994‬م والنّرص (‪ )An-Nasr‬التي نشأت عام ‪1997‬م‪ .‬ثم تالمها‬
‫كل من امليدان (‪ )Al Maïdane‬واملو ّدة (‪ .)٥٥()Al Mawadda‬ومل تظهر جريدة حتتوي‬ ‫ّ‬
‫عىل نصوص عرب ّية إال عام ‪2010‬م‪ ،‬وهي جريدة "البرشى" التي أنشأها أمحد صورو‪،‬‬
‫والتمجة‪ .‬وكانت جريدة ثنائية ال ّلغة‪ ،‬عرب ّية‬ ‫الصحافة ّ‬
‫بتخصص يف ّ‬
‫ّ‬ ‫املتخرج من سوريا‬
‫ّ‬
‫الرواج وعدم وجود‬ ‫الصدور لع ّلة أساس ّية هي ق ّلة ّ‬
‫فرنس ّية(‪ ،)٥٦‬رسعان ما تو ّقفت عن ّ‬
‫الدّ عم املا ّدي‪.‬‬
‫عىل ّ‬
‫أن القارئ ال يعدم يف صفحات اجلرائد الفرانكفون ّية يف البالد توظيف مفردات‬
‫مستعارة من العرب َية مثل ‪ Ramdan‬و ‪ Mouloud‬و‪ Djihadisme‬و‪ Islamisme‬و‬
‫‪ Salafisme‬وغريها‪ .‬وهي عموما نزعة ال ختلو من تع ّلق باإلعجاب وإمعان يف وضع‬
‫واالتام‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الريبة‬
‫العرب ّية موضع ّ‬
‫خمتص يف‬
‫خاص بمكتب ّ‬ ‫ّ‬ ‫الرقم ّية فقد شهدت عام ‪2008‬م نشأة موقع‬ ‫الصحافة ّ‬
‫أ ّما ّ‬
‫التمجة والبحوث والدّ راسات عىل يد العبد هلل‪ ،‬عنونه‪ .www.kindaway.info :‬وكان‬ ‫ّ‬
‫موقعا مزدوج ال ّلغة (عربية فرنس ّية) استغ ّله صاحبه لعرض خدمات مكتبه وتغطية‬
‫الفرنيس يف البالد وإخراج‬
‫ّ‬ ‫أنشطة ثقاف ّية ين ّظمها من أجل النّهوض بالتّعليم العريب‬
‫أركانه من واقع العزلة والتهميش إىل املشاركة الف ّعالة يف إدارة البالد وتنميتها ونرش‬

‫‪-71-‬‬
‫جراء ق ّلة اإلمكان ّيات‬
‫يعمر طويال ّ‬
‫السلم يف أوساطهم‪ .‬لكن هذا املوقع بدوره مل ّ‬ ‫ثقافة ّ‬
‫وعدم وجود الدّ عم املا ّدي‪.‬‬

‫الزمان من ّظمة بوركيناب ّية ترك ّية تدعى ّ‬


‫مؤسسة‬ ‫وقد أولت منذ ما يناهز عقدا من ّ‬
‫خاصة بتصميم موقع هلا يغ ّطي‬
‫للشعب اإلفريقي (‪ )FOSAPA‬عناية ّ‬ ‫التّضامن والعون ّ‬
‫السنوات‬ ‫والتبو ّية‪ .‬لكن ما الذي غ ّيبه من ّ‬
‫الشبكة العنكبوت ّية يف ّ‬ ‫أنشطتها اخلري ّية ّ‬
‫تنظيمي؟ اللّ أعلم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األخرية؟ أهو عامل فنّي؟ أم‬
‫حممد بن إسحاق كيندو‪ ،‬هو‬ ‫ونجد اليوم يف شبكة اإلنرتنت موقعا للدّ اعية‪ ،‬الدكتور ّ‬
‫‪ http://kindo.islam.bf‬وهو موقع تنرش فيه أعامل الدّ كتور الدّ عو ّية‪ .‬لكن ال يزيد ّ‬
‫حمل‬
‫ال ّلغة العرب ّية فيه عىل التّمهيد لتناول املوضوعات بلغة موري‪.‬‬
‫وقد توجد مواقع أخرى جلمع ّيات إسالم ّية حم ّل ّية أو ملبادرات فرد ّية يكون للعرب ّية‬
‫فيها نصيب ما‪ ،‬لكن إذا مل يعن أصحاهبا بإعالهنا عىل نطاق واسع يعرس اإلملام هبا‪.‬‬
‫فحظ ال ّلغة العرب ّية فيها أوفر؛‬
‫ّ‬ ‫الشبكات االجتامع ّية كالفيسبوك والواتساب‬ ‫وأ ّما ّ‬
‫فقد عني هبا املستعربون عناية غريهم هبا‪ ،‬فراحوا ينرشون فيها ما ينشئون أو يتل ّقون‬
‫متنوعة بلغات عديدة أمهها العرب ّية والفرنس ّية‪ ،‬ومن تلك املعلومات ما‬
‫من معلومات ّ‬
‫يتصل بتع ّلم ال ّلغة العربية وطرق اكتساهبا‪.‬‬

‫‪ .٥.٤‬اللغة العربية يف حركة التأليف والنرش‬


‫تدرج من عرض حركة التّأليف والنّرش العا ّمة يف بوركينا فاسو إىل‬ ‫قوام هذا املبحث ّ‬
‫حتديد ما تشغله ال ّلغة العرب ّية منها انتهاء إىل مقاربة العوامل املحدّ دة هلذا القدر العائد‬
‫هلذه ال ّلغة‪.‬‬
‫السابق‪ ،‬يكون من حتصيل احلاصل كون ال ّلغة‬ ‫واستنادا إىل ما تقدّ م يف املبحث ّ‬
‫تتفرد بحركة التّأليف والنّرش يف البالد؛ ذلك ّأنا العمدة يف خمتلف هياكل‬
‫الفرنس ّية تكاد ّ‬
‫ومؤسساهتا‪ .‬وما هذا إال نتيجة سياسة استعامر ّية جديدة أحكمت فرنسا وضعها‬ ‫ّ‬ ‫الدّ ولة‬
‫إلبقاء هيمنتها عىل مستعمراهتا القديمة؛ فعىل غرار سائر البلدان االستعامر ّية‪ ،‬حرصت‬
‫النمو االقتصادي ملجال طباعة الكتب ونرشها يف مستعمراهتا‬ ‫ّ‬ ‫فرنسا عىل احلدّ من‬

‫‪-72-‬‬
‫القديمة لتخيل املجال الحتكار دور ال ّطباعة والنّرش يف مركزها(‪ .)٥٧‬وهي سياسة كانت‬
‫هتدف أيضا إىل التّفادي من النّهوض بال ّلغات واآلداب األفريق ّية وإفراغ املجال للغتها‪،‬‬
‫واستغالل الدّ ول املستق ّلة استغالال اقتصاد ّيا نتيجة تنامي حاجتها إىل الكتب املدرس ّية‬
‫وغريها من الوسائل التّعليم ّية‪ ،‬وإغراقها يف املديون ّية والتّبع ّية االقتصاد ّية(‪ .)٥٨‬وهكذا‬
‫ظ ّلت الفرنس ّية حتتكر ال ّطباعة الفرانكفون ّية يف أفريقيا؛ إذ تفيد املعطيات اإلحصائ ّية عام‬
‫أن فرنسا‬ ‫‪2009‬م أن ما أنتجته ‪ 54‬مطبعة أفريق ّية ال يزيد عىل ‪ 1318‬عنوان‪ ،‬يف حني ّ‬
‫أنتجت يف العام نفسه ‪ 619.800‬كتاب(‪.)٥٩‬‬
‫القوى االقتصاد ّية يف دول أفريقيا الغرب ّية الفرانكفون ّية‪ ،‬يكون‬
‫واستنادا إىل موازين ّ‬
‫لكل من‬‫أن نصيب بوركينا فاسو من العناوين نزر بالنّسبة إىل ما يعود ّ‬ ‫الراجح ّ‬‫االحتامل ّ‬
‫أن فرنسا مل تدرك‬ ‫بالذات دليل عىل ّ‬ ‫السنغال والكوت ديفوار‪ .‬ويف وجود هذا القدر ّ‬ ‫ّ‬
‫غايتها يف املنع من ازدهار الوراقة وال ّطباعة والنرش يف مستعمراهتا القديمة‪ .‬وقد يعزى‬
‫الفرنيس‪ ،‬فنشأت يف‬
‫ّ‬ ‫ذلك إىل نضال من حكومات هذه الدّ ول للحدّ من االحتكار‬
‫واغادوغو رشكات عا ّمة مثل رشكة بوركينا لل ّطباعة والوراقة ومطابع اجلريدة الوطن ّية‬
‫اخلاص يف العاصمة مطابع مثل مصنع فنون ال ّطباعة‬ ‫ّ‬ ‫ِسدْ وايا(‪ ،)٦٠‬كام أنشأ القطاع‬
‫(‪ )MAG‬ومطابع جريدة اخلميس وجريدة الوطن‪.‬‬
‫خمتصة يف الفرنس ّية وما يتّصل هبا من ال ّلغات الالتين ّية والغرب ّية‪،‬‬
‫وهذه املطابع ك ّلها ّ‬
‫ويديرها فرانكفون ّيون يميلون بحكم تكوينهم واختيارهم ال ّلغوي إىل تشغيل يد عاملة‬
‫القراء‬
‫من جنسهم‪ ،‬فتستجيب ُدورهم ملطالب الدّ ولة والفرانكفون ّيني املبدعني ومجهور ّ‬
‫ثم صارت بفضل ال ّثورة املعلومات ّية قادرة عىل طباعة مؤ ّلفات يف ال ّلغات‬ ‫املستهلكني‪ّ .‬‬
‫الوطن ّية وال ّلغة العرب ّية عىل حدّ سواء‪ .‬ولذا صارت متنافسة عىل صفقات الوزارة املرشفة‬
‫خاصة‪،‬‬‫عىل الرتبية الوطن ّية وحمو األم ّية‪ ،‬عا ّمة‪ ،‬ومرشوع دعم التّعليم الفرنيس العريب‪ّ ،‬‬
‫اخلاصة بصنف املدارس التي ترشف عليها‪ ،‬ويلجأ‬ ‫ّ‬ ‫يف طباعة الكتب املدرس ّية الوطن ّية‬
‫إليها بعض املستعربني يف نرش أعامهلم؛ ومن ذلك نرش مصنع فنون ال ّطباعة تعريب العبد‬
‫الصادر عن جملس النّواب عام ‪2005‬م‪،‬‬ ‫بصحة الوالدة ّ‬‫ّ‬ ‫للّ للقانون رقم ‪ 049‬املتع ّلق‬
‫التبو ّية يف مطبعة بوركينا التّجار ّية(‪.)٦١‬‬
‫جل أعامله ّ‬ ‫ونرش الدّ كتور موسى نابالوم ّ‬

‫‪-73-‬‬
‫أن هذا أنسب االختيارات‬ ‫شك ّ‬‫وهذه ك ّلها أعامل طبعت عىل حساب أصحاهبا‪ .‬وال ّ‬
‫يف طباعة الكتب العرب ّية؛ إذ يستبعد أن جتازف مطبعة جتار ّية فرانكفونية بطبع كتاب‬
‫يب ونرشه عىل نفقتها وهي جتهل عن عمالئها املحتملني أو تستغرب طباعهم أو تعلم‬ ‫عر ّ‬
‫يقينا إحجامهم عن رشاء الكتب وق ّلة شغفهم بالقراءة‪ .‬وقد ّ‬
‫تبي ذلك للعبد هلل جل ّيا من‬
‫يب من تراث‬ ‫كفايته باالنسياق لوازع الغرية عىل ال ّلغة العرب ّية والسعي إىل وضع عمل أد ّ‬
‫القراء املستهدفني؛ إذ ال تزال‬
‫البالد يف متناول القارئ املستعرب دون اكرتاث لطبيعة ّ‬
‫السودان(‪ ،)٦٢‬الذي أقدم عىل نرشه عىل حساب مكتبه‪،‬‬ ‫نسخ الكتاب‪ ،‬حكايات من بالد ّ‬
‫ربة من كسادها‪.‬‬‫ملء كراتني مغ ّ‬
‫فإن ضعف‬ ‫اخلاص من أسباب‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫ومهام يكن ما وراء اختيار ال ّطباعة عىل احلساب‬
‫اإلمكان ّيات املا ّدية لدى هؤالء املستعربني‪ ،‬قىض أن خترج ّ‬
‫جل هذه املطبوعات يف نوع ّية‬
‫فإنا أفضل من صنف آخر من املطبوعات‪ ،‬هي كتيبات‬ ‫الرغم من ذلك ّ‬ ‫متواضعة‪ .‬وعىل ّ‬
‫اخلاصة بمعاجلة النّصوص وتصوير‬‫ّ‬ ‫الصغرية‬
‫ثقاف ّية ودين ّية مطبوعة يف املكاتب التّجار ّية ّ‬
‫الوثائق؛ ومنها كتابان لصالح ويدراوغو مها املستعرب بني الواقع واخليال يف بوركينا‬
‫الشخص ّية‪ ،‬وكتاب سليامن حسن سانفو‪ ،‬الوجيز‬ ‫فاسو‪ ،‬وااللتزام الديني وأثره يف تنمية ّ‬
‫الشيخ آدم أوريام ويدراوغو ذكر األسامء للرجال‬ ‫الصالة‪ ،‬وكتاب ّ‬ ‫يف املأثور من أذكار ّ‬
‫التبو ّية املدرس ّية أ ّلفها سعيد كومباوري‪ ،‬أحد رجال‬
‫والنّساء‪ ،‬وجمموعة من الكتب ّ‬
‫التّعليم العريب يف البالد‪.‬‬
‫فإنا تبدو أوفر‬ ‫الصنف من املطبوعات ّ‬
‫أقل تكلفة وأرخص سعرا ّ‬ ‫ونظرا لكون هذا ّ‬
‫القراء املحلية‪.‬‬ ‫ح ّظا من ّ‬
‫الرواج يف سوق ّ‬
‫تظل املكتبات التّجار ّية إىل اليوم شبه خالية من املطبوعات العرب ّية املح ّلية‪،‬‬‫وهكذا ّ‬
‫الساحة الوطن ّية‪ ،‬فهي‪ ،‬باستثناء ما بلغنا من إنشاء احلركة األمحد ّية مكتبة هلا مته ّيئة‬
‫وكذا ّ‬
‫خمتصة يف طباعة األعامل املؤ ّلفة بال ّلغة العرب ّية رغم‬
‫لنرش الكتب العرب ّية‪ ،‬خالية من مطابع ّ‬
‫املختصني يف هذه ال ّلغة وعلومها وآداهبا وخمتلف العلوم اإلسالم ّية‪ ،‬وكأنّام‬ ‫ّ‬ ‫تزايد عدد‬
‫حكم عىل املستعربني أن يرضوا بسلبية االستهالك دون إجياب ّية اإلنتاج وإجياد دينام ّية‬
‫ترسخ ال ّلغة العرب ّية يف البالد وتنهض هبا عىل أسس عمل ّية واقع ّية مستديمة‪.‬‬‫وطن ّية ّ‬

‫‪-74-‬‬
‫‪ .٦.٤‬مناطق انتشار اللغة العربية‬
‫أن أكثر مناطق بوركينا فاسو انفتاحا عىل اإلسالم وإقباال عىل‬ ‫يتّفق الدّ ارسون عىل ّ‬
‫ألنام كانتا جمالني تارخي ّيني‬ ‫ال ّلسان األصيل يف حتصيل علومه املنطقتان الغرب ّية ّ‬
‫والشامل ّية ّ‬
‫لتأثري العامل العريب ال ّثقايف(‪ .)٦٣‬وكان ذلك بموجب عوامل ثالثة متضافرة هي انتشار‬
‫اإلسالم وكتابه املقدّ س إليها وكون احلضارة العرب ّية اإلسالم ّية يف تلك احلقبة التارخيية‬
‫قوة عسكر ّية مسيطرة يف العامل(‪.)٦٤‬‬
‫ّ‬
‫وقد جاء يف دراسة ملرشوع أعدّ ته عام ‪2014‬م وزارة الرتبية الوطن ّية وحمو األ ّم ّية‬
‫حتديد املنطقتني املذكورتني بام يتاخم حدود بوركينا فاسو مع دولة مايل؛ وهو املجال‬
‫املمتدّ من بوبو جوالسو وديدوغو ونونا وتوغان وواهيغويا(‪ .)٦٥‬وهذه مدن مت ّثل يف‬
‫السائد ثالثة من أقاليمها الثالثة عرش‪ ،‬وهي هوباسني‪ ،‬وبوكل‬ ‫تقسيم البالد اإلداري ّ‬
‫الشامل‪ .‬ويشمل هذا اجلزء األخري من حيث االعتبار اجلغرايف‬ ‫دي موهون‪ ،‬وإقليم ّ‬
‫يضم كال من مدينة جيبو ودوري‪ ،‬ومل يكن هذا اإلقليم‬ ‫الساحل‪ ،‬الذي ّ‬ ‫اخلالص إقليم ّ‬
‫اإلسالمي‪ ،‬وال يزال كذلك إىل اليوم‪.‬‬
‫ّ‬ ‫دون األقاليم املذكورة تأ ّثرا بالنّفوذ العريب‬
‫وإذا قدّ ر عدد املسلمني يف ّأول استعامر البالد بـ ‪ ٪20‬من السكّان فقد ارتفعت هذه‬
‫السكّان‪ .‬ونتيجة‬‫النّسبة حسب اإلحصائيات املنجزة يف عام ‪2006‬م إىل ما يعادل ثلثي ّ‬
‫السلطة يف البالد‪ ،‬منذ استقالهلا إىل اليوم‪،‬‬ ‫النرصاف خمتلف احلكومات املتعاقبة عىل ّ‬
‫السلط املعلنة إىل سياسة مركز ّية عمل ّية‪ ،‬وما ترتّب عىل ذلك‬ ‫عن سياسة عدم تركيز ّ‬
‫اضطروا إىل االنتقال إىل‬
‫ّ‬ ‫الشباب ورجال األعامل‬ ‫فإن كثريا من ّ‬ ‫من حركة نزوح عارمة‪ّ ،‬‬
‫تضمها‬
‫عاصمة البالد‪ ،‬فأسهموا يف مضاعفة نسبة املسلمني هبا‪ ،‬فصارت املحافظة التي ّ‬
‫اإلسالمي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫من أكثر حمافظات البالد أسلمة(‪)٦٦‬؛ فقد تكاثرت فيها مدارس التّعليم العريب‬
‫املدرسني واملتع ّلمني‪ ،‬وتفاعل هؤالء مجيعا مع اخلرباء العرب املوفدين‬ ‫وتضاعف عدد ّ‬
‫التبوي وإدارة املن ّظامت اخلري ّية العرب ّية اإلسالم ّية‪ ،‬كام تفاعلوا‬ ‫إىل البالد لدعم جماهلم ّ‬
‫شك أنّه أذكى محاسهم هلذه ال ّلغة‪ ،‬وفتح‬ ‫مع مم ّثيل البالد العرب ّية الدّ يبلوماس ّيني تفاعال ال ّ‬
‫هلم أفقا خ ّفف عليهم إمهال ال ّطبقة احلاكمة إ ّياهم‪.‬‬
‫وال يزال املسلمون يتو ّغلون من األقاليم التارخي ّية النتشار اإلسالم إىل خمتلف أرجاء‬
‫البالد‪ ،‬ويامرسون فيها أنشطة اقتصاد ّية ملعاشهم‪ ،‬وينرشون اإلسالم‪ ،‬وينشئون الكتاتيب‬

‫‪-75-‬‬
‫املدرسون‬‫واملدارس النّظام ّية العرب ّية اإلسالم ّية‪ ،‬مستأسدين حالة اإلمالق التي يعيشها ّ‬
‫واملؤسسون ومستهينني ما يواجه املستعربني عا ّمة من سوء تقدير وإمهال وندرة منافذ‬ ‫ّ‬
‫التشغيل ‪ .‬وقد يكون وراء هذا االندفاع والتّع ّلق بالعرب ّية كوهنا يف وعيهم الدّ يني لغة‬
‫(‪)٦٧‬‬

‫املستقبل واآلخرة(‪ .)٦٨‬عىل هذا األساس‪ ،‬صارت املناطق‪ ،‬التي كانت للمسيح ّية مهودا‪،‬‬
‫الشقي ومدينة كودوغو يف إقليم الوسط الغريب‪ ،‬مناطق ترتفع‬ ‫مثل مدينة فادا يف اإلقليم ّ‬
‫فيها نسبة املسلمني‪ ،‬فتحتضن معامل إسالم ّية وحركات لنرش هذا الدّ ين وال ّلغة العرب ّية‪.‬‬
‫بأن حركة انتشار ال ّلغة العرب ّية يف بوركينا فاسو حركة ال‬
‫ومن هنا يمكن القول ّ‬
‫الشق‪ ،‬ومن ّ‬
‫الشامل‬ ‫تزال مرتبطة بانتشار اإلسالم وتتّجه من األقاليم الغرب ّية نحو ّ‬
‫نحو اجلنوب‪ ،‬ومن إقليم اهلضبة الوسطى إىل خمتلف ّ‬
‫االتاهات‪ ،‬وهو ما يمكن بيانه‬
‫باخلريطة التالية‪:‬‬
‫اخلريطة رقم‪:1‬‬

‫وقد تنتهي هذه احلركة الدّ ؤوبة إىل إيقاف انحباس ال ّلغة العرب ّية التّدرجيي يف‬
‫الساحة العا ّمة ملنافسة جا ّدة للفرنس ّية املمعنة هي األخرى‬
‫مساجدها ‪ ،‬لتخرج إىل ّ‬
‫(‪)٦٩‬‬

‫يف اهليمنة واالنتشار‪.‬‬

‫‪-76-‬‬
‫املراجع واهلوامش‬

1- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Les relations entre l’arabe


et le français dans le système éducatif du Burkina Faso, Revue
Sudlangues n° 5 Décembre 2005, p. 136

.‫ وبوكاري كواندا‬،‫ وجاك ويتا‬،‫ ودونا درابو‬،‫ وهم راوول غربيال تراوري‬-٢
3- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Les arabisants au Burkina Faso :
formation et intégration socioprofessionnelle (1958-2012), Thèse
de doctorat unique en histoire, Université de Ouagadougou 2015,
p. 83
4- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Up. Cit., p. 140, 142

‫ وكانت تناضل يف نرش‬،‫م‬1953 ‫السنيغال عام‬ّ ‫ عاصمة‬،‫ مجع ّية نشأت يف داكار‬-٥
.‫اإلسالم واللغة العرب ّية يف إفريقيا الغرب ّية‬
6- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), L’islam en
Haute-Volta à l’époque coloniale, Ed. (L’Harmattan, Paris et IN-
ADES, Abidjan), p. 69
7- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 33-109
8- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), Op. Cit., p. 72
9- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p.110
10- Cf. Ibid., p. 33
11- Cf. Ibid., p. 5

،‫ جملة العريب‬،‫ دور اللغة العربية يف النهوض باللغات األفريقية‬،)‫ كندو (وليالي‬- ١٢
95-92 ‫ ص‬،‫م‬2017 ‫ يونيو‬703 ‫عدد‬

-77-
‫‪ - ١٣‬أ‪.‬‬
‫أصلها العريب‬ ‫العبارة يف اجلوال‬
‫األحد‬ ‫َهتِّي‬
‫االثنني‬ ‫تِنِي‬
‫الثالثاء‬ ‫ت ََل َت‬
‫األربعاء‬ ‫َأ َر َب‬
‫اخلميس‬ ‫َُل َس‬
‫اجلمعة‬ ‫ُج َم‬
‫السبت‬ ‫ِس ِ ِب‬
‫نفع‬ ‫َف‬
‫ن َ‬
‫مسجد‬ ‫سي‬‫ِم ِ ِ‬

‫زنى‬ ‫ِجنِ َيا‬


‫حسد‬ ‫َه ِس ِد َيا‬
‫منافق‬ ‫ن َِف ِقي‬
‫صرب‬ ‫َس َ ِب‬
‫نور‬ ‫ُور‬
‫ن َ‬
‫نعمة‬ ‫يم‬ ‫ِ‬
‫ن َ‬
‫بسم اهلل‬ ‫َأ ْو بِ ِس ِم ا َْ‬
‫ل‬
‫سكر‬ ‫ُسك َُر‬
‫رصاط‬ ‫س‬
‫َْ‬
‫قراءة‬ ‫ك ََل ْن‬
‫حرام‬ ‫َه َرا ُمو‬
‫حالل‬ ‫َه َل ِل‬

‫‪-78-‬‬
‫أصلها العريب‬ ‫العبارة يف اجلوال‬
‫كتاب‬ ‫ِكتَا ُبو‬
‫كافر‬ ‫كَافِ ِر‬
‫مجاعة‬ ‫َج َم‬
‫الدنيا‬ ‫ُد ْن َيا‬
‫اآلخرة‬ ‫َل َ ِري‬
‫ساعة‬ ‫َس َس‬
‫وقت‬ ‫و ِ‬
‫ات‬ ‫َ‬
‫قرب‬ ‫ِغ ِريي‬
‫دعاء‬ ‫ُد َو ُاو‬
‫حق‬
‫ّ‬ ‫َه ِكي‬
‫خرب‬ ‫ب َيا‬ ‫ِ‬
‫كَْ‬

‫ب‪.‬‬
‫أصلها العريب‬ ‫العبارة يف املوري‬
‫األحد‬ ‫َهتِّي‬
‫االثنني‬ ‫تِينِي‬
‫الثالثاء‬ ‫ت ََل َت‬
‫األربعاء‬ ‫َأ ْر َب‬
‫اخلميس‬ ‫َُل َس‪َ /‬أ ْلك َُم َس‬
‫اجلمعة‬ ‫َأ ْر ُز َم‬
‫السبت‬ ‫ِس ْ ِب‬
‫نفع‬
‫ٌ‬ ‫َف‬
‫ن َ‬
‫مسجدٌ‬ ‫ِم ْ ِ‬
‫س‬

‫‪-79-‬‬
‫أصلها العريب‬ ‫العبارة يف املوري‬
‫ٌ‬
‫وعظ‬ ‫َو ُاز‬
‫برك ٌة‬ ‫َب ْر َك‬
‫سحور‬
‫ٌ‬ ‫ُس ُغ ِر‬
‫رب‬
‫ص ٌ‬ ‫ُس ْغ ِر‬
‫نعمة‬ ‫يم‬ ‫ِ‬
‫ن َ‬
‫نور‬
‫ٌ‬ ‫ُور‬
‫ن َ‬
‫بسم اهلل‬ ‫بسمن‬
‫ٌ‬
‫صدق‬ ‫ِسدَ‬
‫ور‬
‫ُز ٌ‬ ‫ِزري‬
‫عافية‬ ‫َل ِ‬
‫ف‬
‫طبيب‬ ‫تِ َّب ْه‬
‫يعفو‬ ‫َي ِاف‬
‫يرىض‬ ‫َي ْر َد‬
‫ت ٌَّو‬ ‫توتو‪ /‬توتو‬
‫رب‬
‫خ ٌ‬ ‫ِك َ ِب‬
‫ٌ‬
‫زمان‬ ‫َز َم َ‬
‫ان‬
‫قرب‬ ‫َبي‬ ‫كِْ‬

‫السالم عليكم‬ ‫َس َل َم لِيك ُْم‬


‫قهو ٌة‬ ‫ك َِفي‬
‫سكر‬
‫ٌ‬ ‫ِسك َِري‬
‫ٌ‬
‫رصاط‬ ‫سي‬ ‫ُ ِ‬

‫فتن ٌة‬ ‫فِ ْت َن‬

‫‪-80-‬‬
‫أصلها العريب‬ ‫العبارة يف املوري‬
‫قراء ٌة‬ ‫ك َْرن ُْغ‬
‫حرا ٌم‬ ‫َه َرا ْم‬
‫حاجة‬ ‫اج‬
‫َه َ‬
‫حالل‬ ‫َه ِ‬
‫الل‬
‫جالب‬ ‫َجاليب‬
‫مراد‬ ‫مر ِ‬
‫ادي‬ ‫َُ‬
‫كتاب‬ ‫ِ‬
‫كت َِاب‬
‫مريد‬ ‫ُم ِري‬
‫لوح‬ ‫َو ْل َغ‬
‫سرتة‬ ‫ت‬
‫ُس ْ َ‬
‫شاور‬ ‫ساوري‬
‫كافر‬ ‫ِك ْف َر‬
‫مجاعة‬ ‫َز َم‬
‫الدنيا‬ ‫ُد ْن َي ْه‬
‫اآلخرة‬ ‫َل ْه ِري‬
‫وقت‬ ‫َو ْنكَتِي‬
‫اِرجع‬ ‫س ِغي‬‫ِ‬
‫تَرغي‪ْ /‬‬
‫ِ‬

‫ساعة‬ ‫َس َه‬


‫دعاء‬ ‫ُدو َغا‬
‫حق‬
‫ّ‬ ‫َه ِكي‬
‫ليمون‬ ‫ْلِ ُب ِ‬
‫ور‬
‫ّ‬
‫وإل‬ ‫َو َّل‬

‫‪-81-‬‬
‫ج‪.‬‬
‫أصلها العريب‬ ‫العبارة يف الفولفودي‬

‫اللّ‬ ‫َأ َّل‬

‫اإلسالم‬ ‫لِ ْس َل َم‬

‫يب‬
‫صحا ّ‬ ‫اب‬
‫َس َه ُ‬
‫و ّيل‬ ‫َو ُل ُ‬
‫وي‬

‫مؤ ّدب‬ ‫م ِ‬
‫ود ُب‬ ‫ُ‬
‫َش ّك‬ ‫ِس ُك‬

‫الدّ نيا‬ ‫ُد ْن ّي ُار‬

‫اآلخرة‬ ‫َل ِه َر‬

‫فريضة‬ ‫َف ِر َّل‬

‫رش‬
‫ّ‬ ‫س‬
‫َ ُّ‬
‫رشيعة‬ ‫سي َء‬ ‫َ ِ‬

‫الفقه‬ ‫فِ ُّك‬

‫حالل‬ ‫َه َل ُل‬

‫دفرت‬ ‫ِد ْف ِ ِت‬

‫باب‬ ‫َبا ُب ُو ْل‬

‫فصل‬ ‫َف ْص ُل ُو ْل‬

‫مجلة‬ ‫ُز ْم َل‬

‫‪-82-‬‬
‫أصلها العريب‬ ‫العبارة يف الفولفودي‬

‫حلن‬ ‫َل َ ْن‬

‫درس‬ ‫ور َس‬


‫ُد ْ‬
‫وقف‬ ‫َو ْق ْ‬
‫ف‬

‫أ ّلف‬ ‫َو ِّل َ‬


‫ف‬

‫صفة‬ ‫ِس َ‬
‫ف‬

‫فصاحة‬ ‫َف َسا َه‬

‫دليل‬ ‫َدلِ َيل‬

‫تاريخ‬ ‫ت ِ‬
‫َاري َه‬

‫حساب‬ ‫ِهساب‪/‬لِس ِ‬
‫اف‬ ‫َ ُ َّ‬
‫اجلرب‬ ‫ب‬ ‫َأ ْ َ‬
‫لُْ‬
‫عدد‬ ‫َأ َد ُد‬

‫عرشين‬ ‫َأ ِ ِ‬
‫سي ْن‬

‫ثالثني‬ ‫ت ََلتِ ْ‬
‫ني‬

‫ثلث‬ ‫ُس ُل ُ‬
‫وس‬

‫ُسدس‬ ‫وس‬
‫ُسدُ ُ‬
‫جتارة‬ ‫ِ َت َار‬

‫دكَان‬ ‫ُدكَّانِ ُري‬

‫دينار‬ ‫ِدينَر‬

‫درهم‬ ‫ِدر َ ِ‬
‫ه ِري‬ ‫ْ‬
‫شاي‬ ‫َس ِ‬
‫اي‬

‫‪-83-‬‬
‫أصلها العريب‬ ‫العبارة يف الفولفودي‬

‫القمح‬ ‫َأ ْلك ََم ِر‬

‫شيخ‬ ‫َس ْي ُه‬

‫وزير‬ ‫َو ِز ِير‬

‫وكيل‬ ‫َو ِك ِ‬
‫يل‬

‫عسكر‬ ‫َأ ْسك َْر‬

‫مدّ ة‬ ‫ُمدُّ‬

‫ساعة‬ ‫َسا َء‬

‫وقت‬ ‫وك ِ‬
‫ْت‬ ‫َ‬
‫االثنني‬ ‫َأ ْلتِ ْن‬

‫الثالثاء‬ ‫َس َل َس‬

‫األربعاء‬ ‫أ َل ْر َب‬
‫ِ‬
‫اخلميس‬ ‫َا ْلَم َ‬
‫يس‬

‫اجلمعة‬ ‫ج ِ‬
‫آر‬ ‫ُْ‬

‫السبت‬
‫ّ‬ ‫َأ َس ِو‬

‫األحد‬ ‫َأ َل َت‬

‫شامل‬ ‫ِس َم ِل‬

‫وادي‬ ‫و ِ‬
‫اد ُو ْل‬ ‫َ‬
‫بحر‬ ‫َ ْب ْر‬

‫عقل‬ ‫َأك ُْل‬

‫فهم‬ ‫َفا َما‬

‫‪-84-‬‬
‫أصلها العريب‬ ‫العبارة يف الفولفودي‬

‫القول‬ ‫ا ْلك َْو ْل‬

‫حيلة‬ ‫ِه َيل‬

‫رزق‬ ‫ِر ْس ُك‬

‫عافية‬ ‫َل ِ َف‬

‫درجة‬ ‫َد َر َج‬

‫احلرمة‬ ‫اهل ُ ْر َم‬

‫أمانة‬ ‫َأ َم َ‬
‫ان‬

‫‪14- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Up. Cit., p. 151‬‬

‫‪ - ١٥‬سديب (هارون)‪ ،‬التعليم العريب اإلسالمي النّظامي يف بوركينا فاسو‪ ،‬بحث لنيل‬
‫دبلوم الدراسات العليا املتخصصة يف علوم الرتبية‪ ،‬إرشاف املصطفى بن عبد‬
‫اللع بوشوك‪ ،‬جامعة حممد اخلامس السوييس‪ ،‬كلية علوم الرتبية‪ ،‬الرباط ‪-1999‬‬
‫‪ ،2000‬ص ‪2‬‬
‫‪16- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), Ibid., p. 35‬‬

‫‪ -١٧‬سديب (هارون)‪ ،‬نفس املرجع املذكور‪ ،‬ص ‪2‬‬


‫‪ - ١٨‬نفسه‪ ،‬ص ‪14‬‬
‫‪ - ١٩‬نفسه‬
‫توجها‬
‫“الشق ّية” لكوهنا ّ‬
‫خيصصون املدرسة التي يدعون إليها بصفة ّ‬
‫‪ - ٢٠‬كان الرواد ّ‬
‫ّوجه االستعامري الغريب‪.‬‬
‫مقابال للت ّ‬
‫‪ -٢١‬سديب (هارون)‪ ،‬نفس املرجع املذكور‪ ،‬ص ‪15‬‬
‫‪ - ٢٢‬نفسه‬

‫‪-85-‬‬
‫ نفسه‬-٢٣
24- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), Ibid., p. 72

26 ‫ ص‬،‫ نفس املرجع املذكور‬،)‫ سديب (هارون‬- ٢٥


26- Cf., COMPAORE (Félix), Rapport d’étude sur les écoles fran-
co-arabes et medersas au Burkina Faso, Ministère de l’Education
Nationale et de l’Alohabétisation 2015, p. 35
27- Cf., KONDITAMDE (Patindé Amandine), Ecoles Franco-Arabes
au Burkina : Etat des lieux et difficultés d’insertion des diplômés,
Repéré à http://lefaso.net/spip.php?article54407
28- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Up. Cit., p. 145-153
29- Ibid., p. 151, 153.
30- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 4
31- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Up. Cit., p. 136
32- Cf., Loi n°013-2007/AN du 30 Juillet portant loi d’orientation de
l’éducation, article 10.

،1‫ عدد‬،‫ جم ّلة اجلامعة املغاربية‬،‫ ال ّلغات الوطنية وال ّثقافة‬،)‫ انظر غيسو (باسيل‬-٣٣
201 ،‫ طرابلس‬،‫م‬2007‫عام‬
34- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 85
35- Ibid., p. 14-15
36- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), Ibid., p. 100
37- Ibid.
38- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 92
39- Ibid.
40- Ibid, p. 108-109

43 ‫ ص‬،‫ نفس املرجع املذكور‬،)‫ انظر سديب (هارون‬-٤١

-86-
42- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 4

68 ‫ ص‬،‫ انظر سديب (هارون) نفس املرجع املذكور‬-٤٣


44- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 225
45- Ibid., p. 258-260

81 ‫ ص‬،‫ نفس املرجع املذكور‬،)‫ انظر سديب (هارون‬-٤٦


47- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 378
48- Cf., Les arabophones du Burkina Faso : un capital humain in-
exploité, Repéré à http://qiraatafrican.com/fr/new/les-arabo-
phones-du-burkina-faso-un-capital-humain-inexploit#sthash.
te0AnNy1.dpbs
49- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 331
50- Ibid., p 330
51- Ibid.
52- Cf., Les arabophones du Burkina Faso : un capital humain in-
exploité, Repéré à http://qiraatafrican.com/fr/new/les-arabo-
phones-du-burkina-faso-un-capital-humain-inexploit#sthash.
te0AnNy1.dpbs
53- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 32
54- Ibid., p. 7
55- Ibid., p. 27
56- Ibid., p. 28
57- Cf., ESTIVALS (Robert), Le livre en Afrique noire francophone,
In : Communication n° 46, 2ème trimestre 1980, p. 62
58- Ibid., p. 64-65
59- Cf., L’édition de livres en Afrique, Repéré à http://www.centraid-

-87-
er.org/dyn/groupes_de_travail/afrique/2010/presentation-afri-
livres-editiondelivresenafrique1dec2010.pdf

.‫احلق‬
ّ ‫ عنوان من لغة موري معناه جاء‬-٦٠
61- Imprimerie commerciale du Burkina.

‫ وهو تعريب ألثر األديبة‬،‫م‬2014 ‫ تونس عام‬،‫ نرش هذا الكتاب يف جممع إفريق ّية‬-٦٢
.Contes du terroir ‫الصادر بعنوان‬
ّ ‫مريم دي كريغ تينغا‬
63- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Up. Cit., p. 136 et CISSE
(Issa), L’éducation Islamique au Burkina Faso In : Education and
educational institutions in the islamic countries in the 21st centu-
ry, Repéré à http://tasamislam.tasam.org/pdf/02_SecondSession.
pdf, p. 177

64- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Up. Cit., p. 140

.‫ مرشوع حتديث التعليم العريب الفرنيس يف املرحلة االبتدائية واإلعدادية‬-٦٥


66- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 137
67- Ibid., p. 136-137
68- Ibid., p. 154
69- Ibid., p. 146, 153, 154

-88-
‫الفصل اخلامس‬
‫حتديات اللغة العربية يف بوركينا فاسو‬

‫‪-89-‬‬
-90-
‫يرتسم بام سبق من مقاربة مسار ال ّلغة العرب ّية عرب تاريخ بوركينا فاسو‪ ،‬بام ّ‬
‫تضمنه من‬
‫رؤى ومواقف اجتامع ّية وتربو ّية وسياس ّية‪ ،‬صورة مشتبكة العنارص مع ّقدة تبعث عىل‬
‫لكأن القائمني هبذه ال ّلغة يف هذه البالد ارتضوا أن‬
‫التشاؤل‪ ،‬عىل حدّ عبارة إميل حبيبي‪ّ ،‬‬
‫وقواهم عن التّفاعل العقالين مع‬ ‫ينرصفوا عن إجياب ّية التّقويم البناء وأن يقبعوا بطاقاهتم ّ‬
‫الواقع حتّى تدول هلم األيام ويبتسم هلم القدر وتطاوعهم أسباب النّهضة واالزدهار‪.‬‬
‫السائدة وال ّثورة املعلومات ّية التي ه ّيأت للجميع‬
‫لكن‪ ،‬هل يستقيم يف سياق العوملة ّ‬
‫الشعوب يف جمال الثقافة واملعرفة والتجارب لتحقيق‬ ‫أسباب النّهل من ذخائر خمتلف ّ‬
‫تظل فئة اجتامع ّية عىل هذه احلال من الوعي والتّفكري؟!‬ ‫الذات وحتديد املصري أن ّ‬
‫ّ‬
‫تغي ما هبا وحت ّقق للعرب ّية يف بالدها مستقبال‬
‫إذا أرادت هذه الفئة االجتامع ّية أن ّ‬
‫وتبي حقيقة البيئة التي‬
‫مرشقا مفيدا‪ ،‬لزمها أن تسعى إىل استكشاف الدّ اء الدّ فني ُّ‬
‫حتيط هبا‪ ،‬وإدراك العوامل املناهضة لتوقها‪ ،‬وكيف ّية التّصدّ ي هلا‪ ،‬قبل العناية بالعوامل‬
‫املساعدة‪ ،‬عسى أن تنبعث بذلك فيها إرادة القيام والفعل املتعقل الغائبني‪ .‬وتلك هي‬
‫املسائل التي نسعى إىل ح ّلها يف ما ييل من املباحث‪.‬‬

‫‪ .١.٥‬السياسة املسيحية‬
‫الرأي العام الفرانكفوين تكافؤا دالل ّيا بني ال ّلغة‬ ‫السابقة ّ‬
‫أن يف ّ‬ ‫تبي يف الفصول ّ‬‫قد ّ‬
‫العرب ّية واإلسالم‪ .‬وقد يقتيض ذلك يف ّ‬
‫ظل هذه العقل ّية ترادفا بني املسيح ّية والفرنس ّية‪.‬‬
‫الرؤية؟ وكيف يمكن تغيريها؟‬ ‫وإن يصدق هذا االفرتاض‪ ،‬فام الذي خيفى وراء هذه ّ‬
‫الرؤية حيسن استحضار يشء ممّا كان بني املسلمني واملسيح ّيني زمن‬‫متهيدا لوضوح ّ‬
‫االستعامر من عالقة؛ فعىل خالف املسلمني الذين كانوا يستنكرون إرسال أبنائهم إىل‬
‫املدرسة الغرب ّية االستعامر ّية واملسيح ّية‪ ،‬كانت هذه املدارس متعن يف تكوين طائفة‬
‫من سكّان البالد تعدّ ها لتعويض املو ّظفني املستعمرين يف سياسة البالد وإدارهتا(‪)١‬؛‬
‫وبينام كان املسلمون يقفون من النّظام االستعامري موقف رفض ومقاطعة وتصدّ ‪،‬‬
‫كان موقف املسيح ّيني أشبه ما يكون بالوالء‪ .‬ولذا عانى املسلمون وقتئذ صنوفا من‬
‫االضطهاد معاناة اعرتف هبا املسيح ّيون غداة االستقالل(‪ ،)٢‬ومنها املطاردة واإلهانة‬
‫والسخرية والتّعذيب واالعتقال واإلعدام‪ .‬ولذلك آخذ زعامء اجلمع ّية اإلسالم ّية‬ ‫ّ‬

‫‪-91-‬‬
‫الكنيسة الكاثوليك ّية عىل وقوفها موقفا سلب ّيا أمام املضايقات التي كان يامرسها‬
‫االستعامر ضدّ شيوخهم‪ ،‬فأحجمت عن توظيف ما كانت حتظى به من امتيازات ونفوذ‬
‫تعرض أحد أتباعها‬ ‫ّ‬ ‫الشيوخ املضطهدين واحلدّ من االنتهاكات‪ .‬أ ّما إذا‬ ‫معنوي لنرصة ّ‬
‫يدل عىل‬‫دل ذلك عىل يشء فإنّام ّ‬ ‫ّدخل لنرصته(‪ .)٣‬وإن ّ‬ ‫ملثل هذا االضطهاد عاجلت بالت ّ‬
‫الرابطة الدّ ين ّية مقامها‪.‬‬
‫ضعف مشاعر الوطن ّية واضمحالل العصب ّية االجتامع ّية وقيام ّ‬
‫يتوجسون خيفة من تكاثر‬ ‫أن قسام من رجال الكنسية كانوا يف عهد موريس ّ‬ ‫يؤكّد ذلك ّ‬
‫املدارس العرب ّية وضغط اجلمع ّية اإلسالم ّية عىل احلكومة حلملها عىل إدراج ال ّلغة‬
‫العرب ّية يف مستوى التّعليم ال ّثانوي العا ّم(‪ ،)٤‬كام ر ّد بعض املستعربني حذف تدريس هذه‬
‫ال ّلغة من برنامج املستوى املذكور إىل عوامل منها ضغط طائفة املسيح ّيني(‪ .)٥‬وهكذا‬
‫التعصب الدّ يني قطيعة عىل صعيد االختيار‬ ‫ّ‬ ‫جراء‬
‫الروابط االجتامع ّية ّ‬
‫يزيد عىل انفصام ّ‬
‫ال ّلغوي‪.‬‬
‫متسك املسلمني بال ّلغة العرب ّية عىل اعتبارين أساسيني‪ ،‬مها كوهنا لغة دينهم‬
‫ولئن قام ّ‬
‫ولغة حضارة منافسة مناسبة لتتّخذ سالحا ملواجهة السيطرة االستعامر ّية‪ ،‬فهل يكون‬
‫وراء تبنّي الكنيسة ال ّلغة الفرنس ّية موقف نضا ّيل؟ وما هو أشدّ املوقفني خطرا عىل الكيان‬
‫االستعامري؟‬
‫أن موقف املسلمني كان أوضح من حيث األهداف واملقاصد‪ ،‬وهي مواجهة‬ ‫شك ّ‬‫ال ّ‬
‫بأن موقف‬ ‫للسيطرة االستعامرية من أجل حترير الوطن‪ .‬لكن يمكن التسليم ّ‬ ‫معلنة ّ‬
‫أن زعامء‬ ‫أدل عىل ذلك من ّ‬ ‫الكنيسة بدوره ال خيلو من حكمة وأهداف وطن ّية‪ .‬وليس ّ‬
‫املؤسسات التّعليم ّية‬
‫خرجيي ّ‬ ‫احلركة الوطن ّية‪ ،‬التي أفضت إىل االستقالل‪ ،‬كانوا من ّ‬
‫الغرب ّية؛ أي ّأنم استغ ّلوا معرفتهم ال ّلغة الفرنس ّية وثقافتها لرضب آخر من الكفاح‪ ،‬هو‬
‫ّحرر من ربقته‪.‬‬
‫النَضال بالنّفيس واملطالبة والتّفاوض مع االستعامر من أجل الت ّ‬
‫لكن‪ ،‬هل يعرتف ّ‬
‫كل من ال ّطائفتني الدّ ين ّيتني بام هنض به اآلخر يف حترير البالد؟ أو‬
‫أن تواجد ال ّلغتني العرب ّية والفرنس ّية يف البالد أ ّيام‬
‫بعبارة أخرى‪ ،‬هل يعرتف كلتامها ّ‬
‫االستعامر و ّفر للمجتمع سالحني إضاف ّيني للمقاومة؟ ويف تاريخ عالقات التّعاون‬
‫تنوع‬
‫أن ّ‬ ‫الدّ ويل التي قامت بني البالد وسائر األقطاب احلضار ّية يف العامل ما يؤكّد ّ‬
‫املكاسب واملهارات ال ّلغوية أمر أتاح للبالد وللمجتمع فرصة لتنويع جسور التّعاون‬

‫‪-92-‬‬
‫إن كفاية املتع ّلم بمعرفة‬ ‫مع سائر األمم واحلضارات يف حتقيق املصالح املشرتكة؛ أال يقال ّ‬
‫الراهن عالمة جهل؟ إذن‪ ،‬فليس املستعرب اليوم‬ ‫لغة واحدة أو لغتني قد صار يف العرص ّ‬
‫املسيحي إىل ال ّلغة العرب ّية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بأحوج إىل االنفتاح عىل ال ّلغة الفرنس ّية من‬
‫أن ما تواجهه البالد اليوم من تضاعف صيغ االستعامر اجلديد وحتكّم‬ ‫شك ّ‬‫وال ّ‬
‫يف مصريها طا ّمة أشدّ وأكرب من األوىل‪ ،‬وهو ما يستدعي أن يتجاوز املسلمون‬
‫السيطرة واحلكم ويتصاحلوا مع املسيح ّيني لتجميع‬ ‫واقع التّنافس غري املنصف عىل ّ‬
‫االمتيازات املكتسبة من االتّصال بكلتا ال ّلغتني وفا ًء لقض ّية الوطن املشرتكة بتدارك‬
‫الضورية ملواجهة املعضالت‬ ‫الروابط االجتامع ّية املنح ّلة لتحقيق التّامسك والوحدة ّ‬
‫احلق والتّنمية املنشودة‪.‬‬
‫القائمة وحتقيق االستقالل ّ‬

‫السياسة الفرانكفونية‬
‫‪ّ .٢.٥‬‬
‫أن الفرانكفون ّية‪ ،‬وإن نشأت بمبادرة من زعامء‬ ‫قد صار من باب البدهي ّيات ّ‬
‫فإنا كانت حركة أوعزت إليها هاتان‬ ‫املستعمرات الفرنس ّية والبلجيك ّية املستق ّلة‪ّ ،‬‬
‫القوتان االستعامر ّيتان لتضمنا هبا تبع ّية مستعمراهتام القديمة هلام وتتناهيا يف إهيام‬ ‫ّ‬
‫الشعوب املستعمرة بانتساهبم إىل الغال ّيني (‪ )Les gaulois‬وبكون الفرنس ّية هي ال ّلغة‬
‫(‪)٦‬‬
‫ّ‬
‫التي ينبغي أن يرتقوا إليها وينقطعوا عن لغاهتم الوطن ّية التي وصفتاها بالكثرة واالفتقار‬
‫إىل البنية أو النحو ورسعة التبدّ ل‪ ،‬كام اعتربتا ال ّلغة الفرنسية أداة تعلو باملسلمني الذين‬
‫التهات واألباطيل(‪.)٧‬‬ ‫يتمسكون هبا عن اعتقاد ّ‬
‫ّ‬
‫وتفرد باألذهان والفضاءات‪ ،‬فال‬ ‫لغوي ّ‬‫ّ‬ ‫أن قوام هذه السياسة نزعة تأحيد‬ ‫ذلك ّ‬
‫ألنا لغة حضارة‬ ‫الضعاف وال تذر‪ ،‬بل ال تقدّ رها‪ ،‬وال ترحم العرب ّية ّ‬ ‫تغيث لغات ّ‬
‫منافسة مخدت شعلتها إىل حني ‪ .‬وفعال‪ ،‬قد صار أبناء البلد الفرانفكون ّيون أكثر التزاما‬
‫(‪)٨‬‬

‫ومتسكا واعتدادا بالفرنس ّية واحتقارا ل ّلغة العرب ّية التي كانت قبل الغزو االستعامري لغة‬
‫ّ‬
‫إن أحد ّنواب البالد الربملان ّيني أقدم عىل‬‫املحاكم اإلسالم ّية والوثائق اإلدار ّية ‪ ،‬حتّى ّ‬
‫(‪)٩‬‬

‫أن تعليام يعتمد عىل ال ّلغة العرب ّية دون غريها‪ ،‬مهام كانت جودته‪ ،‬ال يمكن أن يكون‬ ‫ّ‬
‫يتم تكوين النّاشئة‬ ‫وسيلة كافية لتكوين شباب البالد ‪ .‬ويستلزم هذا ّ‬
‫الرأي أنّه ال ّ‬
‫(‪)١٠‬‬

‫السؤال املطروح‪ :‬هل كانت املدارس العا ّمة‬ ‫دون استخدام أكثر من لغة واحدة‪ ،‬لك ّن ّ‬

‫‪-93-‬‬
‫واملسيح ّية تعتمد يف التّكوين عىل ما يزيد عىل ال ّلغة الفرنس ّية آلة؟ ومل مل يقف النائب من‬
‫تعليمها موقفه من تعليم املدارس العرب ّية؟‬
‫أن املستعربني يف عقل ّية ّ‬
‫جل الفرانكفون ّيني يف بلدان أفريقيا‪ ،‬وعىل‬ ‫ويؤكّد بعضهم ّ‬
‫رأسها بوركينا فاسو‪ ،‬ليسوا إال أ ّميني وجهلة؛ إذ يعرس عىل أولئك الفرانكفون ّيني‪،‬‬
‫عىل اختالف دراجاهتم يف ال ّثقافة والعلم‪ ،‬أن يفهموا طبيعة التّكوين والكفاءات التي‬
‫أحرزها املستعربون يف اجلامعات العرب ّية‪ ،‬ويبدو أنّه يستعيص عليهم االعتقاد بوجود‬
‫لغة غري الفرنس ّية قادرة عىل تزويد اإلنسان كفاءات يفيد هبا وطنه‪ ،‬بل خي ّيل إىل بعضهم‬
‫أن املستعرب ال يعدو أن يكون ناسكا مشعوذا(‪.)١١‬‬ ‫ّ‬
‫مدريس ال ّلغة العرب ّية وال ّثقافة‬
‫"املعربني" عىل ّ‬‫ّ‬ ‫أن إطالق تسمية‬ ‫وأغلب ال ّظ ّن ّ‬
‫اإلسالم ّية أمر ال خيلو من تأثري نظرة الفرانكفون ّية االستعامر ّية إىل هذه ال ّلغة والقائمني‬
‫املدرسني ما مل يقولوا‪ ،‬وتأويل نشاطهم‬ ‫عليها‪ ،‬وهي‪ ،‬فضال عن روح االحتقار‪ ،‬تقويل ّ‬
‫والسعي إىل محل املجتمع والدّ ولة‬ ‫بالسعي إىل تعريب البالد‪ .‬وشتّان بني تعليم ال ّلغة ّ‬ ‫ّ‬
‫عليها‪.‬‬
‫أن املستعربني ق ّلام يقدمون عىل التّأليف؟! وإذا أقدموا‬
‫وهل يزول هذا الوهم واحلال ّ‬
‫فكثريا ما يكتبون بال ّلغة العرب ّية‪ ،‬التي اجتمع فيها كوهنا مستغلقة عىل الفرانكفون ّيني‬
‫الرواج‬‫ومستهانة‪ ،‬وق ّلام ينجحون يف نرش أعامهلم‪ ،‬وإذا نجحوا يف النّرش فق ّلام جيدون ّ‬
‫الضوري للمواصلة يف اإلبداع والعطاء‪.‬‬ ‫ّ‬
‫يتعي عىل العرب ّية واملستعربني يف بوركينا فاسو أن يعاجلوا باالنفتاح عىل‬ ‫ومن هنا ّ‬
‫ال ّلغة الفرنس ّية وغريها من ال ّلغات املفيدة يف اكتساب املهارات واخلربات‪ ،‬لينتهوا ّ‬
‫عم‬
‫الراهن‪ ،‬وخيرجوا من عزلتهم‬ ‫يوجب عليهم صفة اجلاهل أو األ ّمي يف السياق احلضاري ّ‬
‫املهن ّية واالجتامع ّية وال ّثقاف ّية إىل ساحة التّفاعل مع اآلخرين يف معاجلة القضايا القائمة‬
‫واملقبلة واالستفادة من املكاسب الوطن ّية املشرتكة‪.‬‬

‫‪-94-‬‬
‫‪ .٣.٥‬اندماج اخلرجيني املستعربني يف نظام الدّ ولة‬
‫مل طرحت قض ّية اندماج املستعربني أو إدماجهم املهني يف هياكل الدّ ولة؟ ومتى‬
‫أي مستوى يكمن ّ‬
‫احلل؟ وما دور املستعربني أنفسهم يف طرح القض ّية‬ ‫كان ذلك؟ ويف ّ‬
‫وح ّلها؟ هذه بعض املسائل الفرع ّية التي نحاول الوقوف عليها يف هذا املبحث عسى أن‬
‫نجد ما يكون منه إسهام يف ّ‬
‫حل القض ّية املطروحة‪.‬‬
‫يب يف بوركينا فاسو ّ‬
‫أن هذا القطاع الفرعي قد‬ ‫تبي باستقراء نشأة التّعليم العر ّ‬
‫لقد ّ‬
‫وتطور عىل هامش النّظام االستعامري‪ّ ،‬‬
‫وظل عىل هذه‬ ‫ّ‬ ‫نشأ منذ عهد االستعامر الفرنيس‪،‬‬
‫احلال بعد استقالل البالد(‪ .)١٢‬أ ّما كونه عىل هامش النّظام االستعامري فقد مىض عرض‬
‫فرسه مسألة‪.‬‬
‫أسبابه ودواعيه‪ .‬وأ ّما لزومه هذه احلال إىل ما بعد االستقالل ّ‬
‫أن فولتا العليا كانت من حيث الدّ ستور دولة علامن ّية‪،‬‬ ‫وقد تقدّ م يف الفصل املايض ّ‬
‫جل حكّامها األوائل مسيح ّيني‪ .‬وقد نحوا منحى السياسة االستعامر ّية يف‬ ‫لكن كان ّ‬
‫أن معظم املسلمني ظ ّلوا‬ ‫استدراج ال ّلغة العرب ّية واملستعربني إىل املساجد ّ‬
‫والزوايا‪ .‬غري ّ‬
‫وخيصوهنم بوظائف دين ّية تضمن هلم مكانة‬ ‫ّ‬ ‫يقدّ رون ال ّلغة العرب ّية‪ّ ،‬‬
‫ويبجلون املستعربني‪،‬‬
‫أن غاية هذا النّوع من التّعليم مل تكن تزيد عىل اإلعداد‬ ‫اجتامع ّية رفيعة وشهرة(‪)١٣‬؛ أي ّ‬
‫السائد‪ ،‬سوى‬ ‫استقر يف الوعي الدّ يني ّ‬
‫ّ‬ ‫الزعامة الدّ ين ّية‪ ،‬وهي التي ال حتمل‪ ،‬يف ما‬
‫ملامرسة ّ‬
‫ّفرغ ملصالح الدّ ار اآلخرة(‪.)١٤‬‬
‫الزهد يف مصالح الدّ نيا والت ّ‬‫معنى ّ‬
‫أن انفتاح الدّ ولة أ ّيام حكم اجلنرال الميزانا عىل العامل العريب اإلسالمي أمر‬‫بيد ّ‬
‫أ ّدى إىل نشأة نخبة من املستعربني وطرح قض ّية إدماجهم أو اندماجهم االجتامعي‬
‫أن املستعربني مل يكونوا قبل عام ‪1980‬م يفكّرون‬ ‫املهني(‪ .)15‬وبيان ذلك عند سديب ّ‬
‫مههم أن يتمكّنوا من ّ‬
‫الذهاب إىل الدّ ول العرب ّية إلكامل‬ ‫يف ما بعد الدّ راسة‪ ،‬بل كان ّ‬
‫األول من املستعربني‪،‬‬
‫دراستهم‪ ،‬وكان ذلك يف حدّ ذاته حظوة كبرية‪ .‬وملا رجع الفوج ّ‬
‫الساحة بالواقع‪ ،‬وجدوا أبواب‬ ‫خترجوا من جامعات الدّ ول العرب ّية‪ ،‬واحتكّوا يف ّ‬
‫الذين ّ‬
‫اخلاص غري العرب ّية اإلسالم ّية شبه مغلقة‬
‫ّ‬ ‫مؤسسات القطاع‬ ‫الوظائف يف احلكومة ويف ّ‬
‫دوهنم‪ ،‬فلم يتس ّن هلم إال الكفاية بالعمل يف جمال التّعليم العريب اإلسالمي والدّ عوة‬
‫اإلسالم ّية(‪.)١٦‬‬

‫‪-95-‬‬
‫رواده‬
‫تعمق ّ‬ ‫اإلسالمي مل يكن مرشوعا ّ‬
‫ّ‬ ‫يتعي ّ‬
‫أن مرشوع التّعليم العريب‬ ‫ومن هنا ّ‬
‫الراجح أنّه كان مرشوعا مرجتال‬ ‫وتكهن آفاقه املهنية‪ ،‬بل ّ‬
‫ّ‬ ‫وتصور خمرجاته‬
‫ّ‬ ‫يف دراسته‬
‫ركّز أساسا عىل حتصيل املعرفة اإلسالم ّية بآلة ال ّلغة العرب ّية واستغالل هذه اآللة‬
‫أن حكّام البالد املسيح ّيني ّاتذوا ذلك التقصري‬ ‫سالحا نضال ّيا ضدّ االستعامر‪ .‬ويبدو ّ‬
‫يف إعداد املرشوع ذريعة ليصدّ وا املستعربني دون االندماج يف الوظائف العا ّمة‪ ،‬ولذا‬
‫ظ ّلوا يشرتطون لتوظيفهم أن يمتلكوا ناصية ال ّلغة الفرنس ّية أو غريها من ال ّلغات‬
‫األوروب ّية(‪ .)١٧‬ويف ذلك يضيف سديب أن مشكلة توظيف املستعربني وراءها سببان؛‬
‫تعمد احلكومة هتميشهم بدعوى ّأنم ال جييدون ال ّلغة الفرنس ّية‪ .‬ولئن مل ختل هذه‬ ‫ّأوهلام ّ‬
‫الدعوى‪ ،‬يف رأي سديب‪ ،‬من يشء من الوجاهة‪ ،‬فإنّه ال يس ّلم هبا عىل إطالقها؛ ذلك‬
‫أن هناك كثريا من املستعربني يتقنون ال ّلغة الفرنس ّية‪ ،‬لك ّن احلكومة مل تو ّظفهم‪ّ ،‬‬
‫وأن‬ ‫ّ‬
‫من املستعربني من و ّظفته احلكومة‪ ،‬لكنّه دون من مل يو ّظف يف إجادة الفرنس ّية‪ .‬وثاين‬
‫أن تكوين املستعربني األكاديمي مقصور عىل املجاالت األدب ّية دون املجاالت‬ ‫السببني ّ‬
‫ّ‬
‫العلم ّية واملهن ّية‪ ،‬وهذا عنده أمر مؤسف ‪.‬‬
‫(‪)١٨‬‬

‫الشط ال ّلغوي امللزم قرارا أو خ ّطة مرسومة هي االستئثار‬ ‫ويتّضح هنا كذلك ّ‬
‫أن وراء ّ‬
‫بوظائف الدّ ولة وما يرتبط هبا من مصالح دون املستعربني‪ .‬ولكون ذلك القرار ممّا ال‬
‫يذاع لزم تلفيق مزاعم من جنس ما ينسب ألحد الوزراء الذين تو ّلوا اإلرشاف عىل‬
‫أن ما يتع ّلمه النّاشئة يف املدارس العرب ّية‬
‫رصح ّ‬
‫أمن البالد وشؤوهنا الدّ اخل ّية من أنّه ّ‬
‫اخلرجيني العائدين من البلدان‬ ‫وأن ّ‬ ‫اإلسالم ّية ال جيدي نفعا؛ ال لأل ّمة وال للدّ ولة‪ّ ،‬‬
‫العرب ّية ال يسهمون إال يف إطالة قائمة الب ّطالني واملشعوذين(‪ .)١٩‬ويدعم هذه الدّ عوى‬
‫خيص املستعربني‬ ‫الصحف وتتناقله من عبارات وأوصاف مسكوكة؛ بعضها ّ‬ ‫ما تو ّلده ّ‬
‫بمؤسساهتم التّعليم ّية مثل‬
‫ّ‬ ‫واملهمشني والقنبلة املوقوتة؛ وبعضها متع ّلق‬
‫ّ‬ ‫كاملنبوذين‬
‫للترشد والبطالة واألسى والرساب وهتديد األمن‬ ‫ّ‬ ‫الدّ وران يف حلقة مفرغة واإلعداد‬
‫االجتامعي(‪.)٢٠‬‬
‫السنيغال قد‬
‫أن املستعربني يف ّ‬‫يايس‪ّ ،‬بي ويدراوغو ّ‬
‫الس ّ‬‫وعىل خالف هذا املوقف ّ‬
‫يايس واالجتامعي وال ّثقايف بفضل إدماج‬
‫الس ّ‬‫الصعيد ّ‬ ‫أسهموا يف تنمية بالدهم عىل ّ‬
‫احلكومة إ ّياهم منذ فجر االستقالل يف نظامها‪ ،‬فنشأت بذلك نخبة حمكمة التّنظيم حتظى‬

‫‪-96-‬‬
‫بأصوات مسموعة وهلا مرشوع اجتامعي وموارد وحوافز وفرص للتعبري عن آرائها(‪.)٢١‬‬
‫أ ّما يف بوركينا فاسو‪ ،‬فباستثناء حكومة ال ّثورة‪ ،‬التي جتاوزت املوانع املفتعلة من‬
‫توظيف املستعربني‪ ،‬فأقدمت عىل انتداب عدد منهم‪ ،‬ظ ّلت قض ّية إدماجهم يف س ّلة‬
‫السيايس إال يف عام ‪2012‬م‪ ،‬يف سياق عا ّم هو‬ ‫املهمالت‪ ،‬فلم تعل إىل مستوى ال ّطرح ّ‬
‫الرئيس كومباوري‬ ‫مرشوع املجلس االستشاري لإلصالحات الس ّياس ّية‪ ،‬الذي سعى به ّ‬
‫الشعي‪،‬‬ ‫الت ّشح بعد انقضاء مدّ ة تفويضه ّ‬
‫إىل تغيري البند ‪ 37‬من دستور البالد ليتسنّى له ّ‬
‫وضمن أعامل املنتدى الذي ن ّظم حول العلامن ّية عىل وجه التّخصيص‪ ،‬حيث طرحت‬
‫مرة جهارا وناقش حوهلا مجيع األطراف الفاعلة يف البالد(‪.)٢٢‬‬ ‫ألول ّ‬
‫القض ّية ّ‬
‫السيايس العلني إبرام احلكومة مع ّاتاد اجلمع ّيات‬ ‫وقد يكون من آثار هذا ال ّطرح ّ‬
‫اإلسالم ّية يف بوركينا عام ‪2014‬م اتّفاق ّية بموجبها تتك ّفل برواتب ‪ 555‬من ّ‬
‫املدرسني‬
‫الفرنيس‪ ،‬كام أنشأت يف العام نفسه مرشوع دعم التّعليم‬ ‫ّ‬ ‫مؤسسات التّعليم العريب‬ ‫يف ّ‬
‫االبتدائي الفرنيس العريب بموجب رشاكة بينها وبني البنك اإلسالمي للتنمية‪ .‬وهيدف‬ ‫ّ‬
‫هذا املرشوع إىل حتسني نوع ّية التّعليم يف املدارس العرب ّية الفرنس ّية‪ ،‬واالستجابة ملطالب‬
‫‪ 21‬من حمافظات سبعة من أقاليم البالد‪ ،‬والتّقدم بقض ّية إدماج املستعربني املهني خطوات‬
‫سنوي‬
‫ّ‬ ‫جا ّدة نحو التنفيذ(‪ .)٢٣‬وهو املرشوع املرشف منذ عام ‪2015‬م إىل اآلن عىل انتداب‬
‫اخلرجيني املستعربني الذين أحرزوا‪ ،‬عىل األقل‪ ،‬شهادة اإلعداد ّية‬ ‫ملا يزيد عىل أربعني من ّ‬
‫ولعل هذا القيد ال ّلغوي الذي يفسح املجال ل ّلغة الفرنس ّية لكي تنافس ال ّلغة‬ ‫الفرنس ّية‪ّ .‬‬
‫مؤسساهتا هو ممّا ح ّفز ّ‬
‫االتاد األورويب عىل املبادرة بتمويل املرشوع يف هناية‬ ‫العرب ّية يف ّ‬
‫مؤسسات التعليم العريب اإلسالمي قد بدأت تويل عناية‬ ‫أن ّ‬ ‫مرحلته األوىل(‪)٢٤‬؛ ذلك ّ‬
‫فتخص لتدريسها ساعات مع ّينة‪ .‬وهي عىل ق ّلتها بالغة اإلسهام‬‫ّ‬ ‫باكتساب ال ّلغة الفرنس ّية‪،‬‬
‫يف تكوين متع ّلمني فرانكفون ّيني مته ّيئني ملنافسة غريهم يف سوق الشغل(‪.)٢٥‬‬
‫أن احلكومة مل تقدم طوعا عىل مراجعة موقفها من املستعربني‪ ،‬إنّام‬ ‫ومن هنا نرى ّ‬
‫ظل تلك ال ّظروف‬ ‫أن املسلمني يف ّ‬
‫أجلأهتا إىل ذلك األزمة الس ّياس ّية التي عصفت هبا‪ ،‬كام ّ‬
‫قد برهنوا عىل قدرهتم عىل جتاوز خالفاهتم الدّ اخل ّية لتوحيد كلمتهم واملطالبة بام ينبغي‬
‫ّ‬
‫ويتوخى املصالح‬ ‫ظل حكم رشيد يقوم عىل مصاحلة وطن ّية‬ ‫أن يعود هلم من احلقوق يف ّ‬
‫املشرتكة‪.‬‬

‫‪-97-‬‬
‫‪ .٤.٥‬إصالح التعليم العريب الفرنيس‬
‫أن اإلصالح‪ ،‬من حيث هو مفهوم وعمل ّية‪ ،‬ال يكون إال وهو يقتيض‬ ‫من البدهيي ّ‬
‫تتبي فائدة‬
‫مفهوم الفساد أو االختالل أو ما يرادفهام من العنارص املعجم ّية‪ .‬وإذن‪ ،‬فال ّ‬
‫أي إصالح طارئة عىل أصل‬ ‫اإلصالح دون معرفة دواعيه‪ .‬ومن املفروض ّ‬
‫أن دواعي ّ‬
‫الصعوبات ال ّطارئة ووصوال إىل‬
‫مل تكن فيه‪ .‬هذا ما ينبغي البدء بعرضه متهيدا لتناول ّ‬
‫اقرتاح احللول‪.‬‬
‫لقد قام التّعليم العريب الفرنيس بدور ف ّعال يف إتاحة فرص التّعليم ألبناء املسلمني‪،‬‬
‫مهمة يف ال ّلغة العرب ّية وكثري من العلوم اإلنسان ّية وقليل من‬ ‫وإكساهبم مهارات ّ‬
‫الروحية‬ ‫التخصصات املهن ّية‪ ،‬كام أسهم هذا التّعليم يف نرش تعاليم اإلسالم وقيمه ّ‬ ‫ّ‬
‫واإلنسان ّية‪ .‬وبفضل عنايته بتوفري فرص التّمدرس للناشئة املسلمة أسهم يف حمو األ ّمية‬
‫اخلرجيون من ناصية ال ّلغة‬
‫وتثقيف نسبة كبرية من سكّان البالد؛ وبفضل ما اكتسبه ّ‬
‫العرب ّية أسهموا يف إثراء أرصدة كثري من ال ّلغات الوطن ّية بعبارات عرب ّية‪ ،‬وأسهموا‬
‫يف تعزيز عالقات التّعاون بني بالدهم والعامل العريب اإلسالمي‪ ،‬وهو ما جلب للبالد‬
‫منافع كثرية يف خمتلف جماالت التنمية؛ وبفضل إسهام هذا القطاع الفرعي يف حتصيل‬
‫الكفاءات املهن ّية هنض بدور أسايس يف مكافحة البطالة واإلجرام‪ ،‬وتوطيد أوارص‬
‫والسالم والتّضحية واإلخالص‬ ‫ّ‬ ‫وبث قيم التّسامح واألمن‬ ‫األخوة بني املسلمني‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫للوطن يف املجتمع البوركينايب بأرسه ‪ .‬وتقديرا هلذا الدّ ور اإلجيايب الذي هنض به‬
‫(‪)٢٦‬‬

‫التّعليم العريب الفرنيس يف جمال احلياة االجتامع ّية وال ّثقاف ّية واالقتصاد ّية ّ‬
‫والسياس ّية‪،‬‬
‫وتدخلت بعد إعراض لنرصته يف تنظيم أموره(‪ )٢٧‬وحتسني أدائه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اعرتفت به احلكومة‬
‫مجة تنقض كثريا من حماسن‬ ‫أن هذه املكاسب اإلجياب ّية ال ختفي نقائص وعلال ّ‬ ‫غري ّ‬
‫اخلاص وتنهض بلسان احلال بدعوة مضا ّدة تن ّفر كثريا من‬ ‫ّ‬ ‫هذا القطاع التّعليمي‬
‫عاضني عليها بالنواجذ‪ .‬وهي نقائص ّ‬
‫تنخر‬ ‫املسلمني عن ال ّلغة العرب ّية(‪ )٢٨‬بعد أن كانوا ّ‬
‫خيص‬
‫التبوي يف خمتلف مستوياته‪ .‬لكنّا نركّز عىل أشدّ ها خطرا‪ ،‬وهي ما ّ‬ ‫هذا الكيان ّ‬
‫املنهاج الدّ رايس‪.‬‬
‫الصلة بواقع‬
‫ظل إىل عهد قريب منقطع ّ‬ ‫أن مرشوع التّعليم العريب الفرنيس ّ‬ ‫قد تقدّ م ّ‬
‫التبو ّية املرسومة‪ .‬وإذا كان هلذه القطيعة يف عرص االستعامر‬
‫البالد وأهدافها وغاياهتا ّ‬

‫‪-98-‬‬
‫ربرها‪ ،‬أال وهو رفض التعامل مع املستعمر واالنقياد ملبادئه وحتقيق أهدافه وغاياته‪،‬‬
‫ما ي ّ‬
‫فيا ترى‪ ،‬ما الذي ّبرر استمرارها بعد االستقالل؟‬
‫الرواد‬
‫جل ّ‬ ‫السنغال‪ ،‬فكان ّ‬ ‫كان مركز ّ‬
‫االتاد ال ّثقايف اإلسالمي أ ّيام االستعامر يف ّ‬
‫السودان الغريب‪ ،‬فام‬‫الشقية من أبناء هذه املنطقة من ّ‬ ‫الذين تز ّعموا مرشوع املدرسة ّ‬
‫قايف بني شعوب‬ ‫االجتامعي وال ّث ّ‬
‫ّ‬ ‫إن استق ّلت بلداهنا حتّى اضمح ّلت روابط التّعاون‬
‫املنطقة عىل وجه العموم‪ ،‬وبني املسلمني عىل وجه اخلصوص‪ .‬ومن هنا نفرض أنّه‬
‫مل يبق من املرشوع عند املسلمني يف بوركينا فاسو سوى قدر يسري من تطبيقه‪ .‬وعىل‬
‫ظل يضمن التّقارب بني املدارس من حيث الربامج طيلة ستّين ّيات‬ ‫الرغم من ذلك‪ ،‬فإنّه ّ‬ ‫ّ‬
‫القرن املايض‪ ،‬أ ّيام كانت اجلمع ّية اإلسالم ّية املرشفة عىل املدارس يف البالد‪ ،‬فكانت‬
‫هذه املدارس من حيث النّظام الرتبوي والتّقويمي تتبع املدرسة املركزية يف واغادوغو‬
‫أو املدرسة العرب ّية الفرنس ّية يف بوبو جوالسو‪ .‬لك ّن اجلمع ّية اإلسالم ّية مل تكن هلا من‬
‫السلطة ومن اإلمكان ّيات املا ّدية واملهارات ما يكفي لوضع منهاج متكامل وتعميمه عىل‬ ‫ّ‬
‫مجيع مدارس التّعليم العريب اإلسالمي يف البالد ‪.‬‬
‫(‪)٢٩‬‬

‫وهكذا انساقت معظم املدارس إىل استرياد براجمها من خمتلف البلدان العرب ّية دون‬
‫أن تعري اهتامما بعدم مناسبتها حلاجات الطفل البوركينايب وال لواقع البالد االجتامعي‬
‫واالقتصادي وال ّثقايف والسيايس‪ .‬وكانت النتيجة تعدّ د الربامج وتباينها وتشتّت‬
‫مقومات حميطها االجتامعي ومطالب سوق الشغل املح ّلية‪.‬‬ ‫املدارس(‪ )٣٠‬وانبتاهتا عن ّ‬
‫املؤهل إلدارهتا وغري الكفء‬
‫وهكذا فتحت للفوىض أبواهبا‪ ،‬فهان عليها توظيف غري ّ‬
‫لتدريس أبناء املسلمني‪ .‬وهذا ممّا أ ّدى إىل اهنيار يف مستوى األداء واالكتساب عىل حدّ‬
‫الرسوم‬ ‫سواء‪ ،‬وأ ّثر سلبا يف مواظبة املتع ّلمني والتزام األولياء بدفع ما يلزمهم من ّ‬
‫الرمز ّية(‪.)٣١‬‬
‫الدّ راس ّية ّ‬
‫الفرنيس لفائدة العرضني‬
‫ّ‬ ‫بل كان هذا الوضع يف حدّ ذاته دعاية عىل التّعليم العريب‬
‫التّعليم ّيني اآلخرين‪ ،‬أال ومها التعليم العلامين احلكومي واملسيحي‪ ،‬فال غرو أن تزداد‬
‫يفضلون توجيه أبنائهم إىل هذين اخليارين‬ ‫اليوم نسبة املسلمني واملستعربني الذي ّ‬
‫التبية والتعليم‪.‬‬
‫البديلني من ّ‬

‫‪-99-‬‬
‫واستنادا إىل هذه النقائص وما يتّصل هبا من ق ّلة استعامل ال ّلغة العرب ّية يف املدارس العرب ّية‬
‫يب ال‬‫أن انفجار النّظام املدريس العر ّ‬ ‫الفرنس ّية ويف أوساط املستعربني‪ ،‬خلص سانوغو إىل ّ‬
‫قوي يف الدّ ينام ّية االجتامع ّية والسياس ّية التي تعود للعرب ّية يف بوركينا فاسو ّ‬
‫وأن‬ ‫يواكبه تأثري ّ‬
‫اخلاص وال يف مستوى األرسة(‪.)٣٢‬‬ ‫ّ‬ ‫التبوي ال يدعم العرب ّية ال يف فضائه‬
‫هذا النّظام ّ‬
‫أن أعيان املسلمني وزعامء اجلمع ّيات اإلسالم ّية يف البالد مل يستسلموا هلذا‬ ‫عىل ّ‬
‫السعي إلجياد حلول مناسبة ملا تنخر كيان التّعليم‬‫الوضع‪ ،‬بل محلتهم احلم ّية الدّ ين ّية عىل ّ‬
‫الصلة بني املنهاج الرتبوي وواقع‬ ‫العريب الفرنيس يف البالد(‪ .)٣٣‬وحرصا عىل توثيق ّ‬
‫الشعب وما يف حوزته وما يصبو إليه‪ّ ،‬قررت احلكومة يف عهد ال ّثورة إدماج املدارس‬ ‫ّ‬
‫العرب ّية الفرنس ّية يف نظام الدّ ولة ودعتها إىل االلتزام بالقوانني السائدة يف جمال التّعليم‬
‫خاصة بالرتبية اإلسالم ّية(‪.)٣٤‬‬
‫اخلاص مع إضافة موا ّد ّ‬ ‫ّ‬
‫ّدخل‪ّ ،‬قرر بدءا من‬ ‫الرئيس بالز كومباوري بني احلياد والت ّ‬ ‫وبعد أن تر ّدد حكم ّ‬
‫عام ‪1990‬م العناية بقضية التّعليم العريب الفرنيس‪ ،‬فصدر يف عام ‪1991‬م قرار من‬
‫الوزارتني املرشفتني عىل الرتبية والتعليم يف البالد يلزم املدارس العرب ّية الفرنس ّية احرتام‬
‫اخلاص يف البالد(‪ )٣٥‬وتوحيد براجمها وتكييفها مع‬ ‫ّ‬ ‫والضوابط املن ّظمة للتّعليم‬
‫القوانني ّ‬
‫برامج احلكومة وإنشاء مدارس نموذج ّية فرنس ّية عرب ّية تط ّبق فيها الربامج احلكوم ّية مع‬
‫اعتبار اجلانب الدّ يني لكي يتاح للمتع ّلمني أن يواصلوا دراستهم بالعرب ّية أو الفرنس ّية‬
‫الشغل(‪.)٣٦‬‬‫يؤهلهم للمنافسة يف سوق ّ‬ ‫ويتخرجوا بام ّ‬
‫ّ‬
‫الرئيس موريس وف ّيا لسياسة االستعامر‬ ‫ظل حكم ّ‬ ‫وهكذا يتّضح أنّه عىل قدر ما ّ‬
‫خاصة وإىل‬
‫ظل املسلمون واملستعربون ينظرون إىل عهده ّ‬ ‫جتاه ال ّلغة العرب ّية واملسلمني ّ‬
‫النّظام الرتبوي العا ّم عىل أنّه من خم ّلفات االستعامر‪ ،‬فظ ّلت ال ّلغة الفرنس ّية يف ّ‬
‫تصورهم‬
‫أن مبدأ الواقع ّية يقيض أن يعلم‬ ‫والتنص يف آن‪ .‬بيد ّ‬
‫ّ‬ ‫إىل عهد قريب صنو االستعامر‬
‫تغيت‪ ،‬فرتاجعت لغة النّخبة القدامى لتغدو‬ ‫القوى يف العامل قد ّ‬
‫أن موازين ّ‬ ‫املستعربون ّ‬
‫الشغل(‪ .)٣٧‬وعىل عكس‬ ‫وخاصة يف سوق ّ‬ ‫ّ‬ ‫مهية كبرية يف البالد‪،‬‬‫لغة أق ّل ّية ال حتظى بأ ّ‬
‫ذلك تقدّ مت لغة األقل ّية القديمة‪ ،‬لتصبح لغة نخبة مسيطرة‪ ،‬فلم يعد تع ّلمها خيانة‬
‫بمقومات الواقع‬
‫لقض ّية الوطن‪ ،‬وإنّام هو باعتبارها من قنوات اكتساب املعرفة والوعي ّ‬
‫والسياق اإلقليمي والعاملي‪.‬‬ ‫الوطني ّ‬

‫‪-100-‬‬
‫الصعيد الوطني‪ ،‬غرباء‬ ‫وإن مل يراع املستعربون هذا التّغيري عىل مرارته ظ ّلوا‪ ،‬عىل ّ‬
‫الصعيد الدّ ويل أيضا؛ فقد‬
‫بني املسلمني ولدى املسيح ّيني والفرانكفون ّيني‪ ،‬وغرباء عىل ّ‬
‫معمقة حتدّ د‬
‫أن املنهاج الرتبوي يقوم عىل دراسة واسعة ّ‬ ‫التبية ّ‬
‫بات من بدهي ّيات علوم ّ‬
‫أهداف التّعليم وغاياته‪ ،‬وتنطلق من مطالب الواقع لوضع الربامج‪ ،‬وخت ّطط لتحقيق‬
‫أهدافها وغايتها‪ ،‬وتراجع عدّ هتا حرصا عىل دوام اجلودة يف العطاء ومواكبة مطالب‬
‫وكل ذلك خدمة للنّاشئة وإعدادا هلم ملا هو أفضل وأبقى‪.‬‬ ‫والسياق احلضاري‪ّ .‬‬‫املجتمع ّ‬
‫وإذن‪ ،‬ينبغي أال يغفل القائمون عىل التّعليم العريب اإلسالمي يف البالد ّ‬
‫أن الدولة‬
‫علامن ّية من حيث القرار الدّ ستوري‪ ،‬لكنّها متعدّ دة األديان وال ّطوائف الدّ ين ّية‪ ،‬فاختيارهم‬
‫ومبادرهتم يف جمال التّعليم إ ّما أن تكون مفخرة للمسلمني أو وصمة عار عليهم أمجعني‪.‬‬
‫أقل تأثريا يف صورة‬ ‫وليس للعاجز إال أن ينرصف عن هذا املجال إىل جمال آخر يكون ّ‬
‫املسلمني ومصريهم‪.‬‬
‫املؤسسات املسيح ّية املنفتحة عىل أبناء املسلمني‪ ،‬املتفانية يف استقطاهبم‬‫وعىل غرار ّ‬
‫مؤسسات التّعليم العريب الفرنيس عىل املسيح ّيني والعلامن ّيني‬‫لدينهم‪ ،‬ينبغي أن تنفتح ّ‬
‫أن استقطاهبم أعظم شأنا‬ ‫شك ّ‬
‫فإن يف ذلك دعوة لنخبة الغد‪ ،‬وهل من ّ‬ ‫وغريهم‪ّ ،‬‬
‫التكيز عىل دعوة‬ ‫وأقوى تأثريا يف مستقبل ال ّلغة العرب ّية واإلسالم يف بوركينا فاسو من ّ‬
‫املستضعفني‪.‬‬

‫‪ .٥.٥‬تأثري حركة اإلرهاب يف وضع العربية‬


‫الفرنيس أدرك ال ّلغة العرب ّية يف فولتا العليا لغة نخبة‬
‫ّ‬ ‫تبي يف ما مىض ّ‬
‫أن االستعامر‬ ‫قد ّ‬
‫مث ّقفة كانت العمدة يف جمال التّوثيق اإلداري والقضاء واملراسالت‪ّ ،‬‬
‫وأن هذا االستعامر‬
‫تدرج إلهناء ما كانت للعربية من حظوة لدى طائفة املسلمني من سكّان‬ ‫اتّبع سياسة ّ‬
‫البالد‪ ،‬وصوال إىل تغليب الفرنس ّية عليها‪ .‬وهكذا بدأ االستعامر باإلشاعة ّ‬
‫أن العرب ّية‬
‫ثم اعتربها قناة لنرش األفكار االنقالب ّية(‪ ،)٣٨‬ونجح يف إقناع زعامء‬ ‫لغة ّترهات وأباطيل‪ّ ،‬‬
‫رشع له رضب رقابة شديدة عىل‬ ‫بأنا لغة انقالب خطرة ‪ ،‬وهو ما ّ‬
‫(‪)٣٩‬‬
‫املدراس العلامن ّية ّ‬
‫القائمني عليها وحظر استرياد كتبها ‪.‬‬
‫(‪)٤٠‬‬

‫‪-101-‬‬
‫السلطة منذ استقالل البالد إىل عام‬ ‫جل األنظمة التي تعاقبت عىل ّ‬ ‫ولئن اختارت ّ‬
‫واتاذ قرارات وطن ّية حازمة إلدماجهم يف‬ ‫‪2012‬م عدم مواجهة قض ّية املستعربني ّ‬
‫الرسمي‪ ،‬فقد جدّ الدّ ارسون الغرب ّيون يف تع ّقب ّ‬
‫كل ما جيدّ يف جمال التّعليم العريب‬ ‫النّظام ّ‬
‫ظل يرى‬‫اإلسالمي يف البالد‪ ،‬ومن أبرزهم ريني أوتاييك (‪ ،)René Otayek‬وهو من ّ‬
‫التطرف اإلسالمي(‪.)٤١‬‬
‫ّ‬ ‫يف هذا التّعليم ورجاله شبح حركات‬
‫ظل هذا الواقع ال ّثقايف الذي اجتمع فيه عىل املستعربني وال ّلغة العرب ّية‬ ‫إذن‪ ،‬ففي ّ‬
‫الرسمي‪ ،‬استهدف البال َد عدوان اإلرهاب‬ ‫الريبة وعىل هامش النّظام ّ‬ ‫الكينونة يف ّ‬
‫حمل ّ‬
‫الصحف املحلية ومجهور‬ ‫وال يزال؛ فكيف جت ّلت فيه ال ّلغة العرب ّية؟ وكيف نظرت إليها ّ‬
‫الفرانكفون ّيني؟ وكيف كان تأثري ذلك يف سياسة احلكومة جتاه هذه ال ّلغة والقائمني‬
‫عليها يف البالد؟‬
‫ّ‬
‫لعل أخطر العمل ّيات اإلرهاب ّية التي زعزعت كيان الدّ ولة ونفوس العباد ثالث‬
‫استهدفت يف قلب العاصمة الفندق "سبالنديد" واملقهى "كابوتشينو" يف ‪ 15‬يناير‬
‫ومقر قيادة‬
‫ّ‬ ‫‪2016‬م ومقهى عزيز إسطنبول يف ‪ 13‬من شهر أغسطس عام ‪2017‬م‬
‫اجليش‪ ‬وسفارة فرنسا يف ال ّثاين من شهر مارس عام ‪2018‬م‪.‬‬
‫الصحف املح ّلية عبارات‬
‫ويف حركة االندفاع إىل تغطية هذه االعتداءات‪ ،‬ا ّطردت يف ّ‬
‫حممد رسول اهلل" و"القاعدة" و"أنصار‬‫منقولة عن اإلرهاب ّيني نحو "اهلل أكرب" و"ال إله اهلل ّ‬
‫مهها‬
‫الصحف ّيني‪ .‬ومن أ ّ‬
‫اإلسالم واملسلمني" وعبارات أخرى وصف ّية من بنات أفكار ّ‬
‫و"السلف ّية" و"اإلسالم ّية" وما اتّصل هبا من املشت ّقات‪.‬‬
‫ّ‬ ‫"اجلهاد ّية"‬
‫ويكفي اسرتجاع صورة القنبلة املؤ ّقتة مما كانت مت ّثل به ّ‬
‫الصحافة الفرانكفون ّية‬
‫الشغل إىل جانب صورة ّ‬
‫الشبح املالزمة ألعامل أوتاييك‬ ‫املستعربني يف عالقتهم بسوق ّ‬
‫الصحافة املحل ّية يف وصف اإلرهاب ّيني بعبارات من صميم ال ّلغة العربية‬ ‫ليتأكّد ّ‬
‫أن ميل ّ‬
‫وقيم اإلسالم اختيار ال خيلو من آثار موقف االرتياب املوروث‪.‬‬
‫وقد شارك الباحث عام ‪2017‬م يف دورة تدريب ّية ن ّظمه املجلس الوطني لإلعالم‬
‫الصحف ّيني يف كيف ّية التّعامل مع العمل ّيات‬
‫حكومي عاجل لتكوين ّ‬
‫ّ‬ ‫ضمن برنامج‬
‫مقر املجلس‬
‫الساحل‪ ،‬ويف ّ‬ ‫اإلرهاب ّية‪ ،‬وذلك بمداخلة يف مدينة دوري‪ ،‬عاصمة إقليم ّ‬

‫‪-102-‬‬
‫القراء باستعامل‬
‫الصحف ّيني عىل إعجاب ّ‬ ‫أن حرص بعض ّ‬ ‫املن ّظم بواغادوغو‪ ،‬فن ّبه إىل ّ‬
‫مصطلحات مثل اإلسالم ّية واجلهاد ّية دون فهم مدلوالهتا األصيلة أمر ال خيلو من نوايا‬
‫الصناعي من اإلسالم ال‬ ‫ألن املصدر ّ‬‫س ّيئة‪ ،‬وقد يثري حفيظة طائفة املسلمني يف البالد‪ّ ،‬‬
‫وأن مقابلها األصيل من الفرنسية عبارة «‪ ،»islamique‬فال رائحة‬ ‫يكون إال «إسالم ّية»‪ّ ،‬‬
‫يتوهم بعضهم‪ ،‬كام ّ‬
‫أن لعبارة اجلهاد يف هذا الدّ ين داللة‬ ‫للتطرف يف استعامهلا‪ ،‬مثل ما ّ‬‫ّ‬
‫إجياب ّية ختالف معنى اإلرهاب الذي تو ّظف له‪.‬‬
‫جمرد‬‫وسواء أكان توظيف هذه املصطلحات عن وعي بحقيقة مفاهيمها أو عن ّ‬
‫للصحافة الغرب ّية يف لغتها وأسلوهبا أو عن تأ ّثر بمنطق ّ‬
‫الصحافة الغرب ّية‬ ‫تقليد أعمى ّ‬
‫فإن منتهاه ال يكون سوى تشويه ال ّلغة العرب ّية واملستعربني‬ ‫يف مواجهة العدوان‪ّ ،‬‬
‫االتام‪ .‬هذا ما يؤكّده ما ذهب إليه ويدراوغو‬‫والز ّج باجلميع يف قفص ّ‬ ‫واملسلمني عا ّمة ّ‬
‫تطور اإلرهاب املنسوب إىل اإلسالم يف العامل أمر يؤ ّدي إىل تكوين صورة ختتزل‬ ‫أن ّ‬‫من ّ‬
‫املسلمني يف أولئك املحاربني االنتحار ّيني باسم اهلل؛ فمنذ هجامت احلادي عرش من‬
‫ظل املسلمون‬ ‫شهر سبتمرب عام ‪2001‬م‪ ،‬التي استهدفت مدينة نيويورك وواشنطون‪ّ ،‬‬
‫خاص حتّى وصل أنصار احلملة العاملية ضد اإلرهاب‪ ،‬بزعامة‬ ‫ّ‬ ‫يف العامل موضع اهتامم‬
‫مزي إىل أخيار‬‫الر ّ‬
‫الصعيد ّ‬
‫الواليات املتحدة األمريكية‪ ،‬إىل حدّ تصنيف املسلمني عىل ّ‬
‫وأرشار(‪.)٤٢‬‬
‫أن حكومة البالد ازدادت هبذه االنتهاكات وعيا برضورة العناية بال ّلغة العربية‬ ‫عىل ّ‬
‫واملستعربني‪ ،‬وقد يكون ذلك عن وعي ذايت برضورة االنتهاء عن التنكّر للواقع‬
‫واالنفتاح عىل هذه ال ّلغة وعىل املستعربني ال عن اعرتاف بقيمة هذه ال ّلغة الذاتية‪ ،‬فذاك‬
‫لكل ما به يتأتّى معرفة املعتدين وكشف النّقاب‬ ‫مطلب يبدو بعيد املنال‪ ،‬بل استغالال ّ‬
‫االتاد األورويب األخري‬ ‫أن متويل ّ‬‫عن خططهم ليتسنّى التّصدّ ي هلم‪ .‬وأغلب ال ّظ ّن ّ‬
‫ملرشوع دعم التّعليم العريب الفرنيس يف البالد ال يندرج فقط يف إطار سياسة الفرانكفون ّية‬
‫حيال ال ّلغة العرب ّية‪ ،‬كام تقدّ م ذكره‪ ،‬بل يندرج يف إطار قرارات دول ّية وإقليم ّية رامية‬
‫ّطرف واإلرهاب الدّ اخل ّية لتقوى شوكة التّصدّ ي ألعداء ال‬ ‫إىل القضاء عىل دوافع الت ّ‬
‫يتق ّيدون باألشكال النمط ّية املعهودة‪ ،‬فهل كتب عىل طوائف املجتمع البوركينايب أال‬
‫يتقاربوا وال يتّفقوا وال يتصاحلوا إال بفعل األزمات والويالت؟‬

‫‪-103-‬‬
‫‪ .٦.٥‬من الرؤية التقليدية إىل الواقعية‬
‫من املفيد هنا االنطالق من استحضار صورة ال ّلغة العرب ّية يف صلتها باإلسالم لدى‬
‫خمتلف ال ّطوائف املتواجدة يف البالد ملحاولة نقدها وتقويمها وصوال إىل استنباط رؤى‬
‫والرقي احلضاري‪.‬‬‫وتوصيات تكون أقرب إىل روح العرص ومنطق التنمية املستدامة ّ‬
‫اإلسالمي يف‬
‫ّ‬ ‫تشوه صورة التعليم العريب‬‫الرغم من النقائص العديدة التي ّ‬ ‫عىل ّ‬
‫أن ال ّلغة‬
‫وتؤكد للفرانكفون ّيني‪ ،‬بام فيهم املسيح ّيون والعلامن ّيون وبعض املسلمني‪ّ ،‬‬ ‫البالد ّ‬
‫الصعيد االجتامعي والفكري‪ ،‬ولغة شعوذة أو‬ ‫العربية ما هي إال لغة فوىض وخت ّلف عىل ّ‬
‫فإن تاريخ العالقة بني املستعربني واحلكومة يشهد‬ ‫الصعيد الدّ يني‪ّ ،‬‬ ‫تطرف وإرهاب عىل ّ‬ ‫ّ‬
‫واملتمسكني هبا يف خمتلف جماالت التّنمية؛ فبعد أن كانت الوزارتان‬ ‫ّ‬ ‫مهية هذه ال ّلغة‬
‫بأ ّ‬
‫املرشفتان عىل قطاع الرتبية والتّعليم مهملتني إسهام التّعليم العريب اإلسالمي يف توفري‬
‫الزمن إىل االعرتاف به يف أوائل تسعين ّيات‬
‫اضطرتا بحكم ّ‬‫ّ‬ ‫فرص التمدرس وحمو األ ّمية‬
‫جتل للعيان دور التّعليم العريب اإلسالمي يف توطيد عالقات التّعاون‬ ‫القرن املايض‪ .‬وقد ّ‬
‫بني البالد والعامل العريب يف املجال الدّ يبلومايس وال ّثقايف واالقتصادي ّ‬
‫والسيايس‪ ،‬وال‬
‫مهيتها يف تنمية البالد‪.‬‬
‫يب مغانمها وأ ّ‬ ‫ختفى عىل بوركينا ّ‬
‫إذن‪ ،‬فقد آن األوان أن ينتهي الفرانكفون ّيون عن حماربة ال ّلغة العرب ّية وهتميش‬
‫ّ‬
‫املحل‪ :‬إذا تنازع اثنان عىل عرشة‬ ‫املستعربني استئثارا باملصالح العا ّمة‪ ،‬إذ يقول املثل‬
‫فألن أحدمها يريد االستئثار بأكثر من النّصف‪ .‬وال يعني هذا دعوة إىل الت ّ‬
‫ّخل عن مبدأ‬
‫التنافس‪ ،‬لكن ينبغي أن يقوم التّنافس عىل مراعاة مبدأ العدل االجتامعي ضامنا للتّامسك‬
‫السلمي بني خمتلف فئات املجتمع‪.‬‬ ‫والتّعايش ّ‬
‫تعمد املخالطة بني ال ّلغة العرب ّية واإلسالم‬
‫وعىل الفرانكفون ّيني أيضا أن يك ّفوا عن ّ‬
‫والتّامدي يف ارتياب املستعربني؛ فقد مىض عرص االستعامر‪ ،‬فينبغي أن تزول بزواله‬
‫واملتمسكني هبا قائام‬
‫ّ‬ ‫سياسته جتاه ال ّلغة العرب ّية واملستعربني‪ ،‬ليكون النّظر إىل هذه ال ّلغة‬
‫حل قضايا الوطن وتنفيذ مشاريعه التنمو ّية‪ .‬وقد بات من نافلة‬ ‫عىل أساس دورمها يف ّ‬
‫أن هذه األهداف والغايات ليست حكر لغة دون أخرى‪.‬‬ ‫القول ّ‬

‫‪-104-‬‬
‫أن زمن النّضال ضدّ االستعامر املبارش قد ّ‬
‫ول‬ ‫وعىل املستعربني أن ينتبهوا إىل ّ‬
‫وأن الفرنس ّية صارت جزءا من واقع البالد‪ ،‬فاالنرصاف عنها بناء عىل كوهنا‬ ‫وانقىض‪ّ ،‬‬
‫املقررة يف‬
‫لغة املستعمر ولغة التّنصري موقف يفتقر إىل العقالن ّية والواقع ّية؛ إذ هي ّ‬
‫الرسمية ووسيلة التّعليم األوىل فيها؛ وال يشء يمنع املسيح ّيني من‬
‫الدّ ستور لغة البالد ّ‬
‫االنفتاح عىل ال ّلغة العرب ّية الستخدامها وسيلة من وسائل حركتهم التّنصري ّية‪ّ .‬‬
‫ولعل‬
‫هذا ما كان يصبوا إليه األساقفة حني أعربوا لزعامء اجلمع ّية اإلسالم ّية عن رغبتهم يف‬
‫تع ّلم ال ّلغة العرب ّية(‪.)٤٣‬‬
‫وعىل املستعربني أيضا أال ينساقوا إىل اعتناق النّظرة اإليديولوج ّية إىل ال ّلغة العرب ّية‪،‬‬
‫أن ال ّلغة العرب ّية مثل غريها من ال ّلغات ال ّطبيع ّية‬
‫تسوي هذه ال ّلغة باإلسالم؛ ذلك ّ‬ ‫التي ّ‬
‫ديني؛ فهي املعتمدة لدى أقباط مرص وخمتلف‬ ‫أي مضمون ّ‬ ‫وعاء خالق كفيل بحمل ّ‬
‫ال ّطوائف املسيح ّية واجلالية اليهود ّية يف لبنان ويف غريها من بلدان املرشق واملغرب‬
‫الرؤية واقتصار يف التّحصيل‬ ‫العرب ّيني‪ ،‬فقرصها عىل اإلسالم ما هو إال نتيجة قصور يف ّ‬
‫من مضامني غزيرة وكنوز كثرية أخصبت فيها العرب ّية إخصابا ق ّلام يضارعها فيه غريها‬
‫من ال ّلغات يف العامل(‪.)٤٤‬‬
‫وعىل احلكومة أن تنرصف عن إقامة سياستها ال ّلغوية عىل أساس رؤية انطباع ّية‬
‫انحياز ّية ال طائل منها إىل بنائها عىل أساس احلكمة ومراعاة املصالح الوطن ّية املشرتكة‪.‬‬
‫ومن االنحياز واالنطباع ّية وجمانبة احلكمة والعدل أن ّ‬
‫تظل اجلامعات احلكوم ّية إىل اليوم‪،‬‬
‫مؤسسات ال‬ ‫مه ّية‪ّ ،‬‬
‫رغم ازدياد عالقات التّعاون مع العامل العريب اإلسالمي اتّساعا وأ ّ‬
‫خاص بال ّلغة العرب ّية وآداهبا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫حمل فيها لقسم‬
‫وعىل جامعات العامل العريب أن تتعامل مع أبناء بوركينا فاسو يف ضوء معرفة واضحة‬
‫بمطالب بيئتهم االجتامع ّية وال ّثقاف ّية واالقتصاد ّية والسياس ّية؛ فمن عواقب االقتصار يف‬
‫تكوينهم عىل اجلانب الدّ يني وال ّلغوي ما يالحظ اليوم من تزامحهم عىل فرص نادرة يف‬
‫الشغل‪ ،‬واضطرارهم إىل ممارسة التّدريس دون حتصيل مهاراته وامتهان الدّ عوة‬ ‫سوق ّ‬
‫السامية‪.‬‬
‫دون حذق قيمه وأساليبه وأهدافه وغاياته ّ‬
‫ويقيننا ّ‬
‫أن وضع العرب ّية واملستعربني يف بوركينا فاسو ال يقترص تأثريه عىل املستعربني‬
‫فقط‪ ،‬بل يتعدّ اهم إىل ترسيخ املثالب املوروثة عن هذه ال ّلغة وتشويه صورة العامل العريب‬

‫‪-105-‬‬
‫الربط بني العرب ّية واإلسالم يف التّعامل‬
‫اإلسالمي بأكمله‪ ،‬فمن العبث التّامدي يف إحكام ّ‬
‫السياسة ال ّلغو ّية‬
‫مع املستعربني واحلكومة عىل حدّ سواء‪ ،‬إذ تدعو احلكمة إىل متييز ّ‬
‫واملؤسسات‬ ‫ّ‬ ‫ديني‪ ،‬فتعنى املن ّظامت‬
‫العرب ّية‪ ،‬من حيث املنهج‪ ،‬بني ما هو لغوي وما هو ّ‬
‫املؤسسات واملن ّظامت‬‫اخلاصة بال ّلغة العرب ّية بالنّهوض هبا يف خمتلف بلدان العامل‪ ،‬وتعنى ّ‬
‫ّ‬
‫أي بلد‪ ،‬ويقوى‬ ‫يقل احتامل اجتامعهام عىل الفشل يف ّ‬ ‫الدّ ين ّية بالدّ عوة اإلسالم ّية‪ .‬هكذا ّ‬
‫احتامل نجاحهام معا أو نجاح إحدامها يف أسوأ احلاالت(‪.)٤٥‬‬
‫أن تزيد سياسة النّهوض بال ّلغة العرب ّية عىل العناية بمجال التّعليم بتمويل‬
‫وينبغي ّ‬
‫أنشطة وصناعات ثقاف ّية وفكر ّية يف البالد كاملسابقات وإنتاج املرسح ّيات واألفالم‬
‫وعرضها وتشجيع املستعربني عىل جتاوز جمايل التّدريس والدّ عوة إىل مغامرة جماالت‬
‫خمتصة يف نرش أعامهلم(‪.)٤٦‬‬
‫اإلبداع األديب والفكري‪ ،‬وإنشاء مطابع ّ‬
‫الساحة اإلسالم ّية‪ ،‬هي سليلة النّظام‬ ‫وإال‪ ،‬فقد أفرز واقع البالد نخبة جديدة عىل ّ‬
‫الفرانكفوين‪ .‬وبفضل معرفتهم بواقع البالد وحتصيلهم مهارات القيادة‬ ‫ّ‬ ‫التّعليمي‬
‫الزعامة الدّ ين ّية‬
‫الرسمي صاروا ينافسون املستعربني عىل ّ‬ ‫والتّنظيم داخل النّظام ّ‬
‫التبية والتّعليم‪.‬‬ ‫اإلسالم ّية‪ ،‬وإذا آلت إليهم صار مسلكهم قدوة لسائر املسلمني يف جمال ّ‬
‫أن يف ذلك ل ّلغة العربية انحطاطا ونكسة وللمستعربني إحباطا وخيبة‪.‬‬
‫شك ّ‬ ‫وال ّ‬

‫‪-106-‬‬
‫املراجع واهلوامش‬
1- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), L’islam en
Haute-Volta à l’époque coloniale, Ed. (L’Harmattan, Paris et IN-
ADES, Abidjan), p. 98
2- Ibid., p. 102
3- Ibid., p. 99-100
4- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Les arabisants au Burkina Faso :
formation et intégration socioprofessionnelle (1958-2012), Thèse
de doctorat unique en histoire, Université de Ouagadougou 2015,
p. 33
5- Cf., Ibid., p. 379

‫ جم ّلة الدّ وحة‬،‫السوداء‬


ّ ‫ الفرانكفون ّية وال ّثقافات يف أفريقيا‬،)‫ انظر كندو (وليالي‬-٦
69-67 ‫ ص‬،‫م‬2017 ‫ ماي‬115 ‫عدد‬
7- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Les relations entre l’arabe
et le français dans le système éducatif du Burkina Faso, Revue
Sudlangues n° 5 Décembre 2005, p. 141

‫ جملة‬،‫ احلرب عىل العربية واللغات الوطنية يف بوركينا فاسو‬،)‫ انظر كندو (وليالي‬-8
.75-73 ‫ ص‬،‫م‬2016 ‫ ديسمرب‬10 ‫الدّ وحة عدد‬
9- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), Ibid., p. 33
10- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 98
11- Cf., Les arabophones du Burkina Faso : un capital humain in-
exploité, [en ligne], [http://qiraatafrican.com/fr/new/les-arabo-
phones-du-burkina-faso-un-capital-humain-inexploit#sthash.
te0AnNy1.dpbs]
12- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 48
13- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Op. Cit., p. 137

-107-
14- Cf., Ibid., p. 154

15- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 37

‫ بحث‬،‫ التّعليم العريب اإلسالمي النّظامي يف بوركينا فاسو‬،)‫ انظر سديب (هارون‬-١٦
‫ املصطفى بن‬.‫ إرشاف د‬،‫املتخصصة يف علوم الرتبية‬
ّ ‫لنيل دبلوم الدّ راسات العليا‬
60 ‫ ص‬،‫م‬2000-1999 ‫ الرباط‬،‫ كلية علوم الرتبية‬،‫عبد اللّ بوشوك‬
17- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 32

.61 ‫ ص‬،‫ نفس املرجع املذكور‬،)‫ انظر سديب (هارون‬-١٨


19- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 225
20- Cf., Ibid., p. 7, 35, 219
21- Cf., Ibid., p. 40
22- Ibid., p. 10-11
23- Cf., PREFA, [en ligne], Repéré à http://www.mena.gov.bf/index.
php?option=com_content&view=article&id=396&Itemid=1073
24- Cf., L’Union européenne accompagne le MENA dans son effort
de modernisation de l’enseignement bilingue franco-arabe, [en
ligne], Repéré à https:/-eeas.europa.eu/delegations/burkina-fa-
so/48397/lunion-europeenne-accompagne-le%20mena
25- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Op. Cit., p. 154

80 ،44-41 ،23 ‫ ص‬،‫ نفس املرجع املذكور‬،)‫ انظر سديب (هارون‬-٢٦


3 ‫ ص‬،‫ انظر نفس املرجع‬-٢٧
‫ وليالي‬.‫ ترمجة د‬،‫ حكايات من بالد السودان‬،)‫ انظر دي كريغ تينغا (ثيودورا‬-٢٨
3 ‫ ص‬،‫م‬2014 ‫ تونس‬،‫ جممع إفريقية للدراسات والتّوثيق والنّرش‬،‫كندو‬
59-57 ‫ ص‬،‫ انظر سديب (هارون) نفس املرجع املذكور‬-٢٩
‫ انظر نفس املرجع‬-٣٠

-108-
60-55 ‫ ص‬،‫ انظر نفس املرجع‬-٣١
32- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Op. Cit., p. 137, 153

3 ‫ ص‬،‫ انظر نفس املرجع‬-٣٣


34- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 225

71-70 ‫ ص‬،‫ انظر سديب (هارون) نفس املرجع املذكور‬-٣٥


73-71 ‫ ص‬،‫ انظر نفس املرجع‬-٣٦
37- Cf., SANOGO (Mamadou Lamine), Op. Cit., p. 151, 154
38- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), Op. Cit., p. 33
39- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 69
40- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), Op. Cit., p. 31-33,
68
41- Cf., OUEDRAOGO (Yacouba), Op. Cit., p. 38
42- Cf., Ibid., p. 9

43- Cf., AUDOUIN (Jean) et DENIEL (Raymond), Op. Cit., p. 89

3 ‫ ص‬،‫ نفس املرجع املذكور‬،)‫ انظر دي كريغ تينغا (ثيودورا‬-٤٤


‫ جم ّلة التّخطيط والسياسة‬،‫ السياسية ال ّلغوية لدى األمم احل ّية‬،)‫ انظر وليالي (كندو‬-٣٥
119 ‫ ص‬،‫م‬2015 ‫ أكتوبر‬1‫ عدد‬،‫اللغوية‬
‫ انظر نفس املرجع‬-٤٦

-109-
-110-
‫الفصل السادس‬
‫أدلة املعلومات‬

‫‪-111-‬‬
-112-
‫أهم املؤسسات املعنية باللغة العربية يف بوركينا فاسو‬
‫‪ّ .١.٦‬‬
‫املؤسسات واملشاريع احلكومية املرشفة عىل التعليم العريب‬
‫‪ّ .١.١.٦‬‬
‫‪1‬‬
‫إدارة التعليم العام اخلاص‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم ّ‬
‫حكوم ّية‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫واغادوغو‬ ‫املؤسسة‬
‫مقر ّ‬ ‫ّ‬
‫تابعة لـ‪:‬‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫‪ -‬وزارة الرتبية الوطنية وحمو األمية‬ ‫ ‬
‫‪ -‬وزارة التعليم العايل والبحث العلمي واالبتكار‬ ‫ ‬
‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫اخلاصة يف البالد ومتابعتها‬
‫ّ‬ ‫اإلرشاف عىل املدارس املعاهد‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫ومراقبتها من حيث تنفيذ املعايري‬
‫‪2015‬م‬ ‫عام اإلنشاء‬
‫اهلاتف‪)+226( 25 41 17 53 :‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫‪2‬‬
‫مرشوع دعم التّعليم االبتدائي الفرنيس العريب‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم ّ‬
‫حكوم ّية‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫واغادوغو‬ ‫املؤسسة‬
‫مقر ّ‬ ‫ّ‬
‫تابعة لـوزارة الرتبية الوطنية وحمو األمية‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫ ‪ -‬البنك اإلسالمي للتنمية‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫ ‪ّ -‬‬
‫االتاد األورويب‬
‫اخلاصة يف البالد ومتابعتها‬
‫ّ‬ ‫اإلرشاف عىل املدارس املعاهد‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫ومراقبتها من حيث تنفيذ املعايري‬
‫‪2014‬م‬ ‫عام اإلنشاء‬
‫‪ 01‬ص‪.‬ب ‪ 1798‬واغادوغو ‪01‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫اهلاتف‪)+226( 25 35 61 17 :‬‬
‫حي سومغاندين‬
‫ّ‬

‫‪-113-‬‬
‫اخلاصة ذات الرتخيص احلكومي‬
‫ّ‬ ‫‪ .٢.١.٦‬املؤسسات التعليمية‬
‫أ‪ .‬االبتدائية والثانوية‬
‫‪1‬‬
‫مدرسة ألفاموي جينيبو‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫ألفاموي جينيبو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫بوبو جوالسو‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫أربعة (‪ )4‬فروع يف مدينة بوبو جوالسو‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫‪ -‬مع وزارة الرتبية وحمو األمية‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫‪ّ -‬اتاد املدارس اإلسالمية العربية الفرنسية‬
‫‪-‬‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫مع وزارة الرتبية وحمو األمية‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1947‬م‬ ‫تاريخ التّأسيس‬
‫االبتدائية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬
‫‪2018‬م‬ ‫التخيص‬
‫تاريخ ّ‬
‫اجلوال‪)+226( 78 82 38 79 :‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫‪2‬‬
‫مدرسة السالم‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫حممود سانوغو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عرب ّية فرنسية إسالم ّية‬
‫ّ‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫بوبو جوالسو‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫ثالثة (‪ )2‬فروع يف مدينة بوبو جوالسو‪ ،‬فرع (‪ )1‬يف موهون‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫خاصة يف خمتلف مناطق البالد‬
‫مع‪ :‬مدارس ّ‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫‪-‬‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫تربوية ودعوية‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1957‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫الثانوية‬ ‫اإلعدادية‬ ‫االبتدائية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬

‫‪-114-‬‬
‫‪1992‬م‬ ‫‪1992‬م‬ ‫‪1957‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫‪ 01‬ص‪.‬ب ‪ 192‬بوبو جوالسو ‪01‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫اهلاتف‪)+226( 20971611 :‬‬
‫‪3‬‬
‫املدرسة العربية الفرنسية سيكاسو سريا‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫ّ‬
‫االتاد الثقايف اإلسالمي‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫والسو‬
‫مدينة ُبو ُبو ُج ُ‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫‪-‬‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫اجلمعية اإلسالمية يف بوركينا فاسو‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫السعود ّية‬
‫قطر‪ ،‬الكويت‪ ،‬اململكة العرب ّية ّ‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫تعليم اللغة العربية وتعاليم اإلسالم‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1958‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫االبتدائ ّية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬
‫‪1970‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪)+226( 75 28 99 99 :‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫‪4‬‬
‫مدرسة اجلمعية اإلسالمية يف نونا‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫اجلمع ّية اإلسالمية يف بوركينا فاسو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫مدينة نونا‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫‪-‬‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫مع وزارة الرتبية الوطنية وحمو األمية‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫‪-‬‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫تربوية ودعوية‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1961-1960‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫الثانوية‬ ‫اإلعدادية‬ ‫االبتدائية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬

‫‪-115-‬‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1991‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪)+226( 70 12 42 87 :‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫‪5‬‬
‫املدرسة املركز ّية‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫اجلمعية اإلسالمية يف بوركينا فاسو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫واغادوغو‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫ني‪ ،‬تَان ِْغ ْ‬
‫ني)‬ ‫(زو ُغونا‪ُ ،‬غون ِْغ ْ‬
‫ثالثة فروع يف مدينة واغادوغو ُ‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫وفروع يف ّ‬
‫كل حمافظات بوركينا فاسو‬
‫‪ -‬تابعة للجمع ّية اإلسالم ّية يف بوركينا فاسو‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫‪ -‬وزارة الرتبية وحمو األمية‬
‫الشيف بمرص‪،‬‬
‫مجع ّية الدّ عوة اإلسالم ّية العامل ّية بليبيا‪ ،‬األزهر ّ‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫السودان‪ ،‬واجلزائر قدي ًام‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫تربوية ودعو ّية‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1962‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫ال ّثانو ّية‬ ‫اإلعداد ّية‬ ‫االبتدائ ّية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬
‫‪2005‬م‬ ‫‪2005‬م‬ ‫‪1962‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪)+226( 70113337 :‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫‪medersacentral@gmail.com‬‬

‫‪6‬‬
‫معهد مفتاح العلوم‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫الشيخ أبو بكر مايغا الثاين‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالم ّية‬
‫ّ‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫مدينة رمحة اهلل‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫هلا ‪ 643‬فرع منترشة يف خمتلف أرجاء بوركينا فاسو‪.‬‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬

‫‪-116-‬‬
‫تابعة للجمعية اإلسالمية التجانية‪ ،‬وهلا عالقات تعاون مع‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫العديد من مثيالهتا عىل الصعيد الوطني‪ ،‬وتعاقد مع مرشوع‬
‫دعم التعليم العريب الفرنيس وعالقات تبادل ثقايف مع مؤسسة‬
‫فوسابا‬
‫تعاقد مع مجعية الدعوة اإلسالمية العاملية بليبيا وتعاون ثقايف مع‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫العديد من البلدان العربية‬
‫تربوية وثقافية إسالمية‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1966‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬

‫االبتدائ ّية‬ ‫االبتدائ ّية‬ ‫االبتدائ ّية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬

‫‪1988‬م‬ ‫‪1988‬م‬ ‫‪1988‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬

‫ص‪.‬ب ‪ 251‬واهيغويا‬ ‫ص‪.‬ب ‪ 251‬واهيغويا‬ ‫املؤسسة‬


‫عنوان َّ‬
‫‪alamine03@yahoo.fr‬‬

‫‪7‬‬
‫املدرسة اإلسالمية للرتبية والتعليم‪-‬إيباال‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫احلاجة أم كلثوم مايغا‪ /‬ويدراوغو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫مدينة واهيغويا‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫حضانة ومركب مدريس يف مدينة واهيغويا‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫وزارة الرتبية وحمو األمية‬ ‫‪ -‬‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫مرشوع دعم التعليم الفرنيس العريب‬ ‫ ‪-‬‬
‫احتاد مجعيات املؤسسات العربية الفرنسية‬ ‫ ‪-‬‬
‫مؤسسة العون والتّعاون لفائدة ّ‬
‫الشعب األفريقي‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬‬
‫مكتب اهليئة اخلريية يف واغادوغو‬ ‫ ‪-‬‬
‫جلنة مسلمي أفريقيا‬ ‫ ‪-‬‬
‫مكتب منظمة قطر اخلريية‬ ‫ ‪-‬‬
‫مدارس عديدة يف املنطقة تابعة‬ ‫ ‪-‬‬

‫‪-117-‬‬
‫مؤسسة حممود هداي برتكيا‬ ‫ ‪ -‬‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫دار اإلفتاء باململكة العربية السعودية‬ ‫ ‪ -‬‬
‫ندوة الشباب اإلسالمي بمكة باململكة العربية السعودية‬ ‫ ‪ -‬‬
‫رابطة العامل اإلسالمي باململكة العربية السعودية‬ ‫ ‪ -‬‬
‫مجعية اقرأ باململكة العربية السعودية‬ ‫ ‪ -‬‬
‫تربوية ودعوية‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1971‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫الثانوية‬ ‫اإلعدادية‬ ‫االبتدائية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬
‫‪2003‬م‬ ‫‪2003‬م‬ ‫‪1971‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫ص‪.‬ب ‪ 4‬واهيغويا‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫اجلوال‪)+226( 70225720 :‬‬
‫‪maigaousmane1@yahoo.com/oumoumaiga136@gmail.com‬‬

‫‪8‬‬
‫معهد النور‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫ّ‬
‫الشيخ سليامن كونفي‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫واغادوغو‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫هلا أربعة (‪ )04‬فروع يف حمافظة ُصوم وياتنغا‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫اجلمعية اإلسالمية‪ ،‬اجلمعية التيجانية‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫اململكة العربية السعودية ومجهورية مرص وتونس وليبيا‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫تربوية وثقافية‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1973‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫ال ّثانو ّية‬ ‫اإلعداد ّية‬ ‫االبتدائ ّية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬
‫‪-‬‬ ‫‪2000‬م‬ ‫‪2000‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫‪ 01‬ص‪.‬ب ‪ 2806‬واغادوغو‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫اجلوال‪)+226( 76 66 67 41:‬‬
‫‪konfe.souleymane@yahoo.fr‬‬

‫‪-118-‬‬
‫‪9‬‬
‫مدرسة صالح الدين األيويب‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫احلاج آدم ويدراوغو (‪1996-1946‬م)‬ ‫املؤسس‬
‫ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫بوبو جوالسو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫فرعان (‪ )2‬يف مدينة بوبو جوالسو‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫عالقة متينة مع احلكومة‪ ،‬من املفتشية مرورا باملديرية اجلهوية‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫إىل الوزارة‬
‫مجعية الدعوة اإلسالمية العامل ّية‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬
‫تربوية مزدوجة اللغة (عربية فرنسية)‪ ،‬إذ يبدأ الطفل تعليم‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫اللغة العربية والفرنسية منذ السنة األوىل من تسجيله يف‬
‫املدرسة‪ ،‬فيحصل يف السنة السادسة عىل الشهادة االبتدائية‬
‫العربية ثم الشهادة االبتدائية الفرنسية احلكومية‪ .‬وللتلميذ‬
‫التوجه إىل االعدادية العربية‬
‫ّ‬ ‫بعد املرحلة االبتدائية اخليار بني‬
‫أو االلتحاق باإلعدادية الفرنسية إلحراز شهادة اإلعدادية‬
‫احلكومية‪ .‬ويمكن له مواصلة التعليم بالفرنسية إىل اجلامعة‪.‬‬
‫وله أيضا أن يواصل دراسته باملرحلة الثانوية العربية الدينية‬
‫للحصول عىل شهادة الثانوية وااللتحاق باجلامعات العربية‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪1974‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫الثانوية‬ ‫اإلعدادية‬ ‫االبتدائية‬ ‫احلضانة‬ ‫املراحل الدراسية‬
‫‪1981‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫‪ 01‬ص ب ‪ 1298‬بوبو جوالسو‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫اجلوال‪)+226( 76639784 :‬‬
‫‪salahoudine@yahoo.fr‬‬

‫‪-119-‬‬
‫‪10‬‬
‫مدرسة سبيل اهلُدى‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫إدريس جالو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنس ّية إسالم ّية‬
‫ّ‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫ِ‬
‫حمافظة ت ْيو (‪)Thiou‬‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫‪-‬‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫السنّة واجلامعة‬
‫مجع ّية أهل ّ‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫‪-‬‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫تعليم اللغة العربية وتعاليم اإلسالم‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1979‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫الثانوية‬ ‫االبتدائ ّية اإلعدادية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1991‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪)+226( 76297099 :‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫‪Sabil.houda-tia@yahoo.fr‬‬

‫‪11‬‬
‫مدرسة سبيل الفالح‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫الشيخ احلسني بن عثامن كندو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬
‫ّ‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫قرية لوغوري بمحافظة ووال بإقليم ياتنغا‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫‪-‬‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫ ‪ -‬وزارة الرتبية الوطنية وحمو األمية‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫ ‪ -‬املدرسة اإلسالمية احلديثة يف واهيغويا‬
‫ ‪ّ -‬اتاد مجعيات ّ‬
‫املؤسسات العرب ّية الفرنسية يف بوركينا فاسو‬
‫‪-‬‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫تربوية ودعوية‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1983‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫االبتدائية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬
‫‪1992‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬

‫‪-120-‬‬
‫اجلوال‪)+226( 76 68 70 86 :‬‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫‪oualilai.kindo@gmail.com‬‬

‫‪12‬‬
‫معهد ابن تيمية‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫مجعية أهل السنة‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالم ّية‬
‫ّ‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫واغادوغو‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫هلا فروع حوايل ‪ 60‬فرعا يف االبتدائية‪ ،‬و‪ 20‬يف اإلعدادية‪ ،‬و‪7‬‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫يف الثانوية‬
‫الوزارة ‪-‬تابعة جلمعية أهل السنة‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫اململكة العربية السعودية جامعة أفريقيا العاملية بالسودان‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫تربوية ثقافية وعلمية‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1983‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫ال ّثانو ّية‬ ‫اإلعداد ّية‬ ‫االبتدائ ّية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1983‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪)+226( 72 04 67 61 :‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫‪ins_taimya@yahoo.fr‬‬

‫‪13‬‬
‫معهد َأ ْو ِريام‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫الشيخ آدم أوريام ويدراوغو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫واغادوغو‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫ورو ُغو بيال‪َ ،‬غ ِيييل‪ ،‬ن َِس َريا‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫واهيغويا‪ ،‬ل ُيوو‪َ ،‬را ُبودي‪ُ ،‬س ُ‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫العلمي‪ ،‬ومجع ّية واهيغويا‪ ،‬رمحة اهلل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املدرسة املركز ّية‪ ،‬واملعهد‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫جامعة األحقاف باليمن‪ ،‬مجهورية مرص‪.‬‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫الصباحي‪ ،‬التدريب عىل احلاسب‬
‫ّ‬ ‫حمارضات أدب ّية‪ ،‬الطابور‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫اآل ّيل‪ ،‬والطبخ واخلياطة‪.‬‬
‫‪1985‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬

‫‪-121-‬‬
‫االبتدائ ّية‬ ‫االبتدائ ّية‬ ‫االبتدائ ّية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬
‫‪1994‬م‬ ‫‪1994‬م‬ ‫‪1994‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫‪BP 6631 Ouaga 01 01‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫‪aorema@hotmail.fr‬‬

‫‪14‬‬
‫العلمي‬
‫ّ‬ ‫املعهد‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫الشيخ الدكتور أبو بكر دكوري‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫واغادوغو‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫هلا فروع يف خمتلف أرجاء البالد‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫الوزارتان املرشفتان عىل الرتبية والتعليم‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫اململكة العربية السعودية‪ ،‬والكويت‪ ،‬واجلزائر وليبيا ومرص‪،‬‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫واإليسيسكو‬
‫تعليم الناشئة‪ ،‬دورات تدريبية للمعلمني وللنساء‪ ،‬دروس‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫لتعليم الكبار‪ ،‬حمارضات ثقافية‬
‫‪1988‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫ال ّثانو ّية‬ ‫اإلعداد ّية‬ ‫االبتدائ ّية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬
‫‪1988‬م‬ ‫‪1988‬م‬ ‫‪1988‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫‪ 01‬ص‪.‬ب ‪ 413‬واغادوغو ‪01‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫‪)+226( 70 25 69 96‬‬
‫‪aiafa@yahoo.com‬‬

‫‪15‬‬
‫املدرسة اإلسالم ّية احلديثة‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫احلاج يعقوب عيل بيلم‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالم ّية‬
‫ّ‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫واهيغويا‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫عديدة تبلغ عرشين يف إقليم ياتنغا‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬

‫‪-122-‬‬
‫‪-‬‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫مجعية عبد اهلل النوري اخلريية ووزارة األوقاف والشؤون‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫اإلسالمية بالكويت‬
‫تربوية‪ ،‬دعوية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬وأعامل خريية‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1993‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫الثانوية‬ ‫اإلعدادية‬ ‫االبتدائ ّية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1993‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪)+226( 20 08 38 70 :‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫‪belemyoussouf63@gmail.com‬‬

‫‪16‬‬
‫مدرسة أهل الرب والتقوى‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫ّ‬
‫الشيخ يوسف ويدراوغو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬
‫ّ‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫مدينة واهيغويا‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫فرعان إحدامها يف سومياغا واألخرى يف سانغا‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫ ‪ -‬وزارة الرتبية الوطنية وحمو األمية‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫ ‪ -‬اجلمعية اإلسالمية يف بوركينا فاسو‬
‫مجعية الدعوة اإلسالمية العامل ّية‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫تربوية ودعوية‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1993‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫الثانوية‬ ‫االبتدائية اإلعدادية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪1997‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫ص‪.‬ب ‪ 96‬واهيغويا اجلوال‪)+226( 76635156 :‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫‪barryoumarou98@gmail.com‬‬

‫‪-123-‬‬
‫‪17‬‬
‫معهد الشيخ آدم كونفي‬ ‫املؤسسة‬
‫اسم َّ‬
‫احلاج عبد العزيز بن آدم كونفي (ت ‪2018‬م)‬ ‫املؤسس‬
‫ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالم ّية‬
‫ّ‬ ‫املؤسسة‬
‫َمرجع ّية َّ‬
‫واغادوغو‬ ‫املؤسسة‬
‫قر َّ‬ ‫َم ّ‬
‫‪-‬‬ ‫املؤسسة‬
‫فروع َّ‬
‫وزارة الرتبية الوطنية وحمو األمية‪ ،‬واجلمعية التيجانية‪ّ ،‬‬
‫واتاد‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات الدّ اخل ّية‬
‫اجلمعيات اإلسالمية يف بوركينا فاسو‪ ،‬ومكتب منظمة قطر‬
‫اخلريية‬
‫مع العديد من الرشكاء يف العامل العريب اإلسالمي‬ ‫للمؤسسة‬
‫َّ‬ ‫العالقات اخلارج ّية‬
‫تربوية ثقافية إسالمية‬ ‫املؤسسة‬
‫أنشطة َّ‬
‫‪1998‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫ال ّثانو ّية‬ ‫اإلعداد ّية‬ ‫االبتدائ ّية‬ ‫املراحل الدّ راس ّية‬
‫‪2011‬م‬ ‫‪2011‬م‬ ‫‪2005‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫‪moussanebie95@yahoo.fr‬‬ ‫‪)+226( 70 28 85 28‬‬ ‫املؤسسة‬
‫عنوان َّ‬
‫‪18‬‬
‫مدرسة سبيل اهلدى لعلوم القرآن والدراسات العامة‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫جواهر غانسوري‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫كونغويس‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫‪ 35‬فرع يف القرى املجاورة‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫مع وزارة الرتبية الوطنية وحمو األمية‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬
‫تربوية وثقافية‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫‪2007‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫الثانوية‬ ‫اإلعدادية‬ ‫االبتدائية‬ ‫املراحل الدراسية‬
‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2006‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬

‫‪-124-‬‬
‫‪wwwhamdoulayemoc@yahoo.fr‬‬ ‫اجلوال‪13 07 :‬‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫‪)+226( 75 62‬‬
‫‪19‬‬
‫مدرسة املبرش‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫احلاج خالد ويدراوغو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫واغادوغو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫ثالثة فروع يف تيام وياكو وبويدغو‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫مع وزارة الرتبية الوطنية وحمو األمية‪ ،‬وفيدرالية مجعيات‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫املؤسسات العربية الفرنسية‬
‫‪-‬‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬
‫تربوية إسالمية‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫‪2012‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫االبتدائية‬ ‫املراحل الدراسية‬
‫‪2017‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪)+226( 76 62 01 46 :‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪5717‬‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫واغادوغو‬
‫‪amina_voyage@yahoo.com‬‬

‫‪20‬‬
‫مدرسة الزيتونة‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫حامادو آدم ويدراوغو‬ ‫املؤسس‬
‫خاصة عربية فرنسية إسالمية‬
‫ّ‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫بوبو جوالسو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫عالقة متينة مع احلكومة‪ .‬من املفتشية مرورا باملديرية‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫اجلهوية وإىل الوزارة‬
‫‪-‬‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬

‫‪-125-‬‬
‫تربوية‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫‪2014‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫االبتدائية‬ ‫احلضانة‬ ‫املراحل الدراسية‬
‫‪2015‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪76639784 :‬‬ ‫‪ 01‬ص ب ‪ 1298‬بوبو‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫(‪)00226‬‬ ‫جوالسو‬
‫‪salahoudine@yahoo.fr‬‬

‫ب‪ .‬اجلامعات والكليات واملعاهد العليا‬


‫‪1‬‬
‫املركز اجلامعي للتخصصات املتعددة يف بوركينا‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫الدكتور أبو بكر دكوري‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة متعددة التخصصات‬
‫جامعة ّ‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫واغادوغو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫مع وزارة التعليم العايل والبحث العلمي واالبتكار واملعاهد‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫الثانوية العربية والفرنسية‬
‫مع اإليسيسكو‪ ،‬ومجعية الدعوة اإلسالمية العاملية‪ ،‬والكويت‪،‬‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬
‫واململكة العربية السعودية‪ ،‬واإلمارات‪ ،‬والبنك اإلسالمي‬
‫للتنمية‬
‫تكوين الطالب يف خمتلف العلوم والتخصصات العامة واملهنية‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫‪2004‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫‪2004‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اهلاتف‪)+226( 72 42 37 25 :‬‬ ‫‪ 04‬ص‪.‬ب ‪8323‬‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫واغادوغو‬
‫‪ce.poly@yahoo.fr‬‬

‫‪-126-‬‬
‫‪2‬‬
‫كلية اهلدى للدراسات اإلسالمية واملهنية‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫احلاج يوسف كنازوي‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة تربوية ومهنية‬
‫ّ‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫واغادوغو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫تابعة ملؤسسة عبد اهلل بن مسعود‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫تابعة ملؤسسة عبد اهلل بن مسعود‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬
‫التعليم اجلامعي والتكوين املهني‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫‪2006‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫‪2006‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪)+226( 72 70 00 03 :‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪3749‬‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫واغادوغو‬
‫‪com.@univehouda‬‬

‫‪3‬‬
‫كلية الفرقان للدراسات اإلسالمية والرتبوية‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫د‪ .‬مامادو كارامبريي‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة إسالمية‬
‫ّ‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫بوبو جوالسو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫مجعية أهل السنة واجلامعة‪ ،‬وكلية اهلدى‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬
‫تربوية علمية‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫‪2009‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫‪2011‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬

‫‪-127-‬‬
‫اهلاتف‪)+226( 20 98 38 97 :‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪ 3140‬بوبو‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫جوالسو‬
‫‪furqan635@yahoo.fr‬‬

‫‪4‬‬
‫معهد املصطفى الدويل‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫ممثلية جامعة املصطفى العاملية‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة تربوية‬
‫ّ‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫واغادوغو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫وزارة التعليم العايل والبحث العلمي واالبتكار ‪ +‬مدرسة‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫خاتم األنبياء بواغادوغو ‪ +‬معهد اإلمام عيل‬
‫تابعة جلامعة املصطفى العلمية يف إيران‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬
‫ندوات علمية وحمارضات ثقافية‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫‪2012-2011‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫يف متابعة‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اهلاتف‪)+226( 25 37 03 75 :‬‬ ‫‪ 01‬ص‪.‬ب ‪1342‬‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫واغادوغو‬
‫‪sidimohamadoued@gmail.com‬‬

‫‪٥‬‬
‫جامعة السالم (كلية اللغة واآلداب والدراسات اإلنسانية‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫واإلسالمية)‬
‫األستاذ أمحد سانوغو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة تربوية‬
‫ّ‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫بوبو جوالسو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫التعاون مع األساتذة اخلرباء يف اجلامعات احلكومية‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬

‫‪-128-‬‬
‫البحوث‪ ،‬وتنظيم الندوات‪ ،‬واملحارضات‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫‪2018‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫‪2019‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اهلاتف‪)+226( 70 22 20 77 :‬‬ ‫ص‪.‬ب ‪ 192‬بوبو‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫الواتس أب‪72 21 06 03 :‬‬ ‫جوالسو‬
‫(‪)+226‬‬
‫‪ostazsanogo@yahoo.fr‬‬

‫ج‪ .‬اجلمعيات واملنظامت اخلريية‬


‫‪1‬‬
‫مؤسسة آية للتنمية والتّقدم اإلسالمي‬
‫ّ‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫إدريس سانا‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫مؤسسة خري ّية‬
‫ّ‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫واغادوغو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫متعاقدة مع الوزارات والبنوك املحلية‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫مع مجعيات ومؤسسات تعليمية باألردن واإلمارات والسودان‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬
‫والسعودية والكويت‬
‫األعامل اخلريية والرتمجة الكتابية‪ ،‬والفورية‪ ،‬واملقاوالت‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫‪1996‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫‪1997‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪)+226( 78 81 62 92 :‬‬ ‫‪ 10‬ص‪.‬ب‪812 ‬‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫واغادوغو ‪10‬‬
‫‪fadepi.burkina@gmail.com‬‬

‫‪2‬‬
‫احتاد املدارس اإلسالمية العربية الفرنسية‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫جمموعة من املدارس العربية الفرنسية‬ ‫اسم املؤسس‬

‫‪-129-‬‬
‫مجعية إسالمية‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫بوبو جوالسو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫بوبو جوالسو ‪-‬أورودارا‪ -‬هوندي ‪ -‬غاوا‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫وزارة التعليم الفيدرالية‪ .‬مجعيات أخرى‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬
‫مجعية أسست جلمع شمل املدارس والتفاوض مع احلكومة ّ‬
‫حلل‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫املشاكل التي تواجهها هي واخلرجيني املستعربني‬
‫الثانوية‬ ‫اإلعدادية‬ ‫االبتدائية‬ ‫احلضانة‬ ‫املراحل الدراسية‬
‫‪1992‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫‪1992‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪70702665 :‬‬ ‫‪ 01‬ص‪.‬ب ‪ 1298‬بوبو‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫جوالسو‬
‫‪wassimbaba45@gmail.com‬‬

‫‪3‬‬
‫ّاتاد اجلمعيات اإلسالمية يف بوركينا فاسو‬ ‫اسم املنظمة‬
‫اجلمع ّيات اإلسالمية يف بوركينا فاسو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫منظمة خريية إسالمية غري حكومية‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫واغادوغو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫هيئات تنسيقية يف خمتلف أقاليم البالد‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫مم ّثلة الرسمية للجمعيات واملنظامت اإلسالمية الوطنية‬ ‫ ‪-‬‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫مع احلكومة يف تنظيم عالقاهتا مع املسلمني يف البالد‬ ‫ ‪ -‬‬
‫مع تركيا وليبيا‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬
‫خريية‪ ،‬ثقافية‪ ،‬دعوية‪ ،‬تربوية‪ ،‬اجتامعية‪ ،‬وتنموية‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫‪2005‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫‪2006‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬

‫‪-130-‬‬
‫اجلوال‪)+226( 79 71 48 48 :‬‬ ‫‪ 11‬ص‪.‬ب ‪883‬‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫‪ CMS‬واغادوغو ‪11‬‬
‫الفاكس‪)+226( 50 36 27 89 :‬‬
‫‪faib_bf@yahoo.fr‬‬

‫د‪ .‬املؤسسات التجارية‬


‫‪1‬‬
‫مكتب البرشى للرتمجة واخلدمات املتنوعة‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫أمحد آدم صورو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة‬
‫جتارية ّ‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫واغادوغو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫مع احلرفاء‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬
‫الرتمجة الكتابية‪ ،‬والفورية‪ ،‬واإلعالم‪ ،‬واالستشارات‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫‪2004‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫‪2008‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪70 20 90 45 :‬‬ ‫‪ 04‬ص‪.‬ب‪557 ‬‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫(‪)+226‬‬ ‫واغادوغو ‪04‬‬
‫‪www.albouhravoyage.com‬‬ ‫‪amadésoro@gmail.com‬‬

‫‪2‬‬
‫مكتب كندويه للرتمجة والبحوث والدراسات‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫د‪ .‬وليالي كندو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫جتار ّية ثقافية وعلمية‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫واغادوغو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫مؤسسات التعليم العريب الفرنيس واجلمعيات اإلسالمية‬ ‫مع ّ‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫والوزارات املرشفة عىل الثقافة والرتبية والتعليم‬

‫‪-131-‬‬
‫‪-‬‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬
‫الرتمجة املكتوبة والفورية‪ ،‬البحوث والدراسات‪ ،‬وإعداد‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫املشاريع‪ ،‬وتربية وتكوين‪ ،‬واستشارات‪ ،‬وتنظيم مسابقات‬
‫توعو ّية ثقافية إسالمية‬
‫‪2008‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫‪2008‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪)+226( 76 68 70 86 :‬‬ ‫‪ 09‬ص‪.‬ب ‪1157‬‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫واغادوغو ‪09‬‬
‫‪oualilai.kindo@gmail.com‬‬

‫‪3‬‬
‫رشكة ويف تكنولوجي (‪ )Wave Technology‬املحدودة‬ ‫اسم املؤسسة‬
‫عبدوالي ويدراوغو‬ ‫املؤسس‬
‫اسم ّ‬
‫خاصة‪ ،‬مهنية‪ ،‬خدمية‪ ،‬جتارية‬ ‫مرجعية املؤسسة‬
‫واغادوغو‬ ‫مقر املؤسسة‬
‫فرع واحد هو اخلدمات املتعددة ‪2000‬‬ ‫فروع املؤسسة‬
‫األفراد واملؤسسات العامة واخلاصة‬ ‫العالقات الداخلية للمؤسسة‬
‫‪-‬‬ ‫العالقات اخلارجية للمؤسسة‬
‫يف جمال اللغة‪ :‬الرتمجة من لغة إىل أخرى‪ ،‬وطباعة الكتب‬ ‫أنشطة املؤسسة‬
‫ونرشها‪ ،‬والتكوين‪ ،‬والتمثيل‪ ،‬وأي عمل آخر متصل باللغة‪.‬‬

‫يف جمال املعلوماتية‪ :‬بيع أدوات املعلوماتية وصيانتها‪ ،‬وبيع‬


‫الربجميات والتدريب عليها والعون الفني واستخدامها‪ ،‬وإعداد‬
‫الشبكات‪ ،‬والتمثيل‪ ،‬ومورد شبكة املعلوماتية إنرتنت‪ ،‬وكل‬
‫عمل له صلة بتكنولوجيا املعلومات‪.‬‬

‫يف جمال االتصاالت‪ :‬مورد اخلدمات ذات القيمة املضافة‪،‬‬


‫بيع أدوات االتصاالت وصيانتها‪ ،‬وبيع بطاقات األرصدة‪،‬‬
‫والتكوين والتمثيل‪ ،‬وسائر األعامل ذات العالقة بتكنولوجيا‬
‫االتصاالت‬

‫‪-132-‬‬
‫‪2003‬م‬ ‫تاريخ التأسيس‬
‫‪2009‬م‬ ‫تاريخ الرتخيص‬
‫اجلوال‪29 13 26 70 :‬‬ ‫واغادوغو ‪ 01‬ص‪ .‬ب‬ ‫عنوان املؤسسة‬
‫(‪)+226‬‬ ‫‪ 2572‬واغادوغو ‪01‬‬
‫‪wangraoua2000@yahoo.fr‬‬

‫‪ .٢.٦‬أهم العلامء واملتخصصني واألدباء الذين كتبوا إنتاجهم بالعربية‬


‫‪ .١.٢.٦‬أعالم الشيوخ والكتاب القدامى‬
‫‪1‬‬
‫(‪)1‬‬
‫باموي بن ألفاموي جينبو‬ ‫اسم العامل ولقبه‬
‫ولد عام ‪1918‬م يف مدينة جنّي باميل‪ ،‬وتويف ليلة اجلمعة ‪ 21‬ربيع االثاين‬ ‫مولده ووفاته‬
‫عام ‪1390‬هـ‪ ،‬املوافق ‪1970/06/25‬م يف مدينة بوبو جوالسو‬
‫تلقى تعليم القرآن الكريم وحفظه عىل يد أبيه الشيخ ألفاموي جينبو‪،‬‬ ‫رتبته العلمية‬
‫وتعلم مبادئ القراءة والكتابة‪ ،‬واللغة والتفسري واحلديث والفقه‬
‫والسرية والفرائض والتصوف وغريها‪.‬‬
‫إمام وداعية‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫‪---‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫له كتابات خمطوطة‪ ،‬منها‪ :‬حتفة املصيل ونفح الطيب‪.‬‬ ‫مؤلفاته‬
‫أبرز جهوده يف خدمة كان شديد العناية واالهتامم بالقرآن الكريم حفظا ودراسة وتفسريا‬
‫ودراسة اللغة العربية‪.‬‬ ‫اللغة العربية‬
‫كان جملسه عامرا طوال النهار بطالب العلم‪ ،‬وقد تتلمذ عليه عدد كبري‬
‫من أوالد املنطقة‪ ،‬ويف مقدمتهم الشيخ سليامن كونفي‪.‬‬
‫أسس أول مدرسة إسالمية عربية نظامية يف فولتا العليا (بوركينا فاسو‬
‫حاليا)‪.‬‬
‫كان متصدّ يا للتيارات املناهضة لإلسالم واللغة العربية‬

‫‪-133-‬‬
‫‪2‬‬
‫احلاج حممد مرحبا‬
‫(‪)2‬‬
‫اسم العامل ولقبه‬

‫ولد عام ‪1894‬م يف بوبو جوالسو‪ ،‬وتويف عام ‪1974‬م‪.‬‬ ‫مولده ووفاته‬
‫كان عاملا نابغا يف العلوم اللغوية والرشعية‬ ‫رتبته العلمية‬
‫مدرس وداعية‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫‪---‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪ -‬أساس التواريخ املنقولة من كتب أهل العلم‬ ‫مؤلفاته‬
‫‪ -‬تاريخ ملوك مويس وأحواهلم‬
‫‪ -‬الثمرة اجلنية يف أساس التاريخ‪ :‬أسامء أعيان السودان الغربية‬
‫* هذه اآلثار العلمية مودعة لدى عائلته يف بوبو جوالسو‪ ،‬كام ّأنا‬
‫موجودة يف قسم املخطوطات العربية واألعجمية بجامعة عبدو موموين‬
‫بالنيجر‪.‬‬
‫أبرز جهوده يف خدمة أبرز جهوده تتمثل فيام أثر عنه من بعض اآلثار واالنتاجات العلمية يف‬
‫شتى فروع املعرفة من الفقه والتاريخ واللغة واألدب‬ ‫اللغة العربية‬
‫وله جهود جبارة يف الوعظ واإلرشاد‬

‫‪-134-‬‬
‫‪3‬‬
‫السيد حممد مايغا‬
‫(‪)3‬‬
‫الشيخ ّ‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫ولد عام ‪1923‬م‪ ،‬يف قرية رمحة اهلل بمحافظة ياتينغا‪ ،‬وتويف هبا يوم‬ ‫مولده ووفاته‬
‫‪1987/02/20‬م‬
‫تعلم عىل عدد من الشيوخ يف الكتاتيب داخل فولتا العليا وخارجها‪،‬‬ ‫رتبته العلمية‬
‫وقد تبحر يف العلوم الرشعية واللغوية وعاد بعد ذلك لينهض بمهمة‬
‫التبليغ‬
‫داعية القى كغريه من الدعاة معارضات شديدة منذ أن توىل املشيخة بعد‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫وفاة أبيه الشيخ أيب بكر مايغا األول‪ ،‬الذي دعا وجاهد يف اهلل حتى أتاه‬
‫اليقني‪ ،‬لكن عىل الرغم من االضطهادات واملضايقات مل يتأثر هبا ومل يلق‬
‫هلا باال بل زادته قوة وشجاعة‪ ،‬فاندفع نحو احلق‪ ،‬رمحه اهلل رمحة واسعة‪.‬‬
‫أرسته يف رمحة اهلل التي تقع يف إقليم ياتنغا‪ ،‬شامل بوركينا فاسو‪ ،‬عىل بعد‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫(‪ )25‬كلم من واهيغويا‪ ،‬عاصمة اإلقليم التي تبعد مسافة (‪ )60‬كم عن‬
‫حدود مجهورية مايل املجاورة‪،‬‬
‫وذلك من خالل حفيده املؤرخ األستاذ مصطفى مايغا ‪-89-96-88 :‬‬
‫‪76‬‬
‫له مؤلفات عديدة منها‪:‬‬ ‫مؤلفاته‬
‫‪ -‬الوعظ واإلرشاد‪.‬‬
‫‪ -‬الر ّد عىل الوهابية‪.‬‬
‫‪ -‬االستدالل عىل حرمة تعاطي التبغ‬
‫باإلضافة إىل طائفة من القصائد الدينية واملدائح النبوية التي قاهلا‪.‬‬

‫‪-135-‬‬
‫أبرز جهوده يف خدمة له جهود يف خدمة اللغة العربية والدين اإلسالمي‪ ،‬حيث قىض حياته‬
‫العملية جماهدا وداعيا إىل اهلل‪ ،‬وتتمثل جهوده يف مؤ ّلفاته املذكورة‪ ،‬ومن‬ ‫اللغة العربية‬
‫أبرز جهوده أيضا ما ييل‪:‬‬
‫‪ -‬أسس معهد مفتاح العلوم للتعليم العريب اإلسالمي‬
‫‪ -‬شارك يف تأسيس اجلمعية اإلسالمية ببوركينا فاسو‬
‫‪ -‬كون ابنه الشيخ أبا بكر مايغا الثاين‪ ،‬الذي خلفه يف املشيخة‪ ،‬تكوينا‬
‫علميا‪ ،‬حيث خترج من قسم الفقه واألصول يف كلية الرشيعة بجامعة‬
‫أم القرى‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫الشيخ يعقوب إبراهيم سفادوغو‬
‫(‪)4‬‬
‫اسم العامل ولقبه‬

‫تويف يف ‪2003 /01/ 03‬م‬


‫(‪)5‬‬
‫مولده ووفاته‬
‫قىض حياته العلم ّية يف الكُتاب‪ ،‬فحفظ القرآن الكريم‪ ،‬ودرس بعد ذلك‬ ‫رتبته العلمية‬
‫كتبا دينية ولغوية عىل نظام الكتاتيب حتى تف ّقه يف الدّ ين‪.‬‬
‫داعية عىل الطريقة التجانية‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫يمكن االتصال بعمر يعقوب سفادوغو‪ ،‬ابنه الذي خلفه يف الدعوة‪:‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪)+226( 70 23 28 31‬‬
‫كانت له مؤ ّلفات(‪ )6‬يف العقيدة ويف مدح املصطفى‪ ،‬صىل اهلل عليه وسلم‪،‬‬ ‫مؤلفاته‬
‫لكنها ُو ّزعت عىل ورثته إثر وفاته‪.‬‬
‫أبرز جهوده يف خدمة كانت له جهود ج ّبارة يف خدمة ال ّلغة العربية والدّ ين احلنيف من خالل‬
‫وعظه وإرشاده‪ ،‬وتعليم القرآن الكريم‪ ،‬وتفسريه‪ ،‬وتعليم الناس مبادئ‬ ‫اللغة العربية‬
‫الدّ ين‪ .‬وكانت له برامج إذاعية يف عاصمة البالد‪ ،‬وهي ما تزال حمفوظة‬
‫يف األرشطة والذاكرات‪ ،‬ومتداولة بني املستفيدين‪.‬‬

‫‪-136-‬‬
‫‪ .٢.٢.٦‬الدّ كاترة‬
‫‪1‬‬
‫الشيخ الدكتور أبو بكر دكوري‬
‫(‪)7‬‬
‫اسم العامل ولقبه‬

‫ولد عام ‪1952‬م يف واغادوغو‬ ‫مولده‬


‫الدّ كتوراه يف علم األصول‬ ‫رتبته العلمية‬
‫داعية‪ .‬تقلد عضويات دينية كثرية داخل البالد وخارجها‪ ،‬منها عىل‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫سبيل املثال‪ :‬عضو يف منظمة التعاون اإلسالمي‪ ،‬واملجلس التنفيذي‬
‫لإليسيسكو‪ ،‬واجلمعية العمومية لليونسكو‪ ،‬ورابطة العامل اإلسالمي‪،‬‬
‫واملكتب التنفيذي ملجمع الفقه الدويل‪ ،‬واملجلس الوطني األعىل‬
‫للتعليم يف بوركينا فاسو‪ ،‬وجلنة التحكيم يف اإلدارة العامة لالمتحانات‬
‫واملسابقات لرتقية األساتذة واملدرسني يف وزارة التعليم‪ ،‬ومستشار‬
‫كل من وزارة اخلارجية‬ ‫الدولة يف الشؤون اإلسالمية والعربية لدى ّ‬
‫ووزارة التعليم العايل واملحكمة العليا وغري ذلك من العضويات‬
‫اجلوال‪)+226( 70 20 34 39 :‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪dr-bouba@hotmail.com‬‬
‫‪ -‬التعارض والرتجيح يف النصوص الرشعية وأثرمها يف اختالف‬ ‫مؤلفاته‬
‫الفقهاء‪ ،‬رسالته يف املاجستري؛‬
‫‪ -‬حتقيق ودراسة كتاب‪ :‬حترير املنقول وهتذيب علم األصول‪ ،‬لعالء‬
‫الدين املرداوي املقديس‪ ،‬أطروحته يف الدكتوراه؛‬
‫وله كتابات أخرى كثرية باللغة العربية‪.‬‬

‫‪-137-‬‬
‫أبرز جهوده يف خدمة ‪ -‬مؤسس املعهد العلمي بحي محد اهلل يف واغادوغو‪ ،‬وهو أول معهد‬
‫ثانوي يف البالد؛‬ ‫اللغة العربية‬
‫‪ -‬أسس مدرسة ثانوية رضوان يف واغادوغو؛‬
‫‪ -‬أسس املركز اجلامعي للتخصصات املتعددة‪ ،‬وهو أول جامعة إسالمية‬
‫لغوية يف البالد‬
‫‪ -‬أسس مجعية االحتاد اإلسالمي؛‬
‫‪ -‬أسس إذاعة الرضوان (صوت اإلسالم للتنمية)‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫الدكتور أمحد سوادوغو‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫‪1960/09/12‬م يف بوبو جوالسو‬ ‫مولده‬


‫الدكتوراه يف البالغة العربية‬ ‫رتبته العلمية‬
‫أستاذ حمارض وداعية‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫اجلوال ‪ +‬الواتس أب‪)+226( 75 53 94 31 :‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪-‬‬ ‫مؤلفاته‬

‫‪-138-‬‬
‫أبرز جهوده يف خدمة ‪ -‬تدريس البالغة والتفسري البياين يف خمتلف املستويات يف جامعة امللك‬
‫فيصل يف نجامينا بدولة التشاد؛‬ ‫اللغة العربية‬
‫‪ -‬اإلرشاف عىل كثري من الطالب يف إعداد رسائل عملية يف مراحل‬
‫خمتلفة؛‬
‫‪ -‬املشاركة يف مناقشة كثري من البحوث األكاديمية؛‬
‫‪ -‬تدريس البالغة والتفسري البياين يف كلية اهلدى؛‬
‫‪ -‬توىل منصب الوكيل يف كلية اهلدى؛‬
‫‪ -‬تنشيط برنامج إذاعي بعنوان البالغة للجميع يف التشاد ويف إذاعة‬
‫اهلدى؛‬
‫‪ -‬تدريس البالغة يف العديد من املعاهد يف واغادوغو؛‬
‫‪ -‬إدارة حلقة يف مادة البالغة يف أحد مساجد واغادوغو‪.‬‬
‫‪ -‬إدارة حلقة يف التفسري البالغي للقرآن الكريم‬
‫‪3‬‬
‫الدكتور وليالي كندو‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫مولود يف ‪ 11‬أغسطس ‪1968‬م بإحدى القرى يف إقليم الشامل من دولة‬ ‫مولده‬


‫بوركينا فاسو‪.‬‬
‫الدكتوراه يف اللغة واآلداب العربية‬ ‫رتبته العلمية‬
‫أستاذ جامعي وناشط يف جمال العمل اجلمعيايت وله مكتب للرتمجة‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫والدراسات واالستشارات‬
‫‪)+226( 76 68 70 86‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪oualilai.kindo@gmail.com‬‬

‫‪-139-‬‬
‫‪ -‬األصول النحوية املتحكمة يف العالقة بني اجلملة الفعلية واجلملة‬ ‫مؤلفاته‬
‫االسمية من خالل كتاب املقتضب للمربد‪ ،‬رسالة الدراسات املعمقة؛‬
‫‪ -‬العالقة بني األبنية النحوية من خالل املقتضب ورشح الكافية‪ ،‬رسالة‬
‫الدكتوراه؛‬
‫‪ -‬حكايات من بالد السودان‪ ،‬مرتجم عن الفرنسية‪ ،‬مطبعة جممع‬
‫إفريقية‪ ،‬تونس‪2014 ،‬م؛‬
‫‪ -‬السياسة اللغوية لدى األمم احلية‪ ،‬التخطيط والسياسة اللغوية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،1‬أكتوبر‪2015 ،‬م‬
‫‪ -‬احلرب عىل العربية واللغات الوطنية يف بوركينا فاسو‪ ،‬جملة الدوحة‪،‬‬
‫عدد ‪ ،110‬ديسمرب‪2016 ،‬م‪ ،‬ص‪.75-73‬‬
‫‪ -‬دور العربية يف النهوض باللغات اإلفريقية‪ ،‬جملة العريب‪ ،‬عدد ‪703‬‬
‫جوان ‪2017‬م‬
‫‪ -‬عزوف املستعربني يف بوركينا فاسو عن الكتابة‪ ،‬جملة الدوحة‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،123‬يناير‪2018 ،‬م‪.‬‬
‫يدرس علوم ال ّلغة العربية يف كلية علوم الرتبية باملركز اجلامعي‬ ‫‪ّ -‬‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫للتخصصات املتعددة يف بوركينا فاسو منذ ‪2004‬م؛‬ ‫اللغة العربية‬
‫‪ -‬عميد كلية علوم الرتبية منذ عام ‪2009‬م إىل اليوم؛‬
‫‪ -‬اإلرشاف عىل العديد من الطالب يف خمتلف مراحل التكوين اجلامعي؛‬
‫‪ -‬املشاركة يف مناقشة العديد من الرسائل اجلامعية؛‬
‫‪ -‬أستاذ زائر يف مجاعة التضامن الفرنسية العربية يف نيامي؛‬
‫‪ -‬من أنشطة مكتبه (مكتب كندويه للرتمجة املكتوبة والفورية‪،‬‬
‫والدراسات وإعداد املشاريع واالستشارات) تنظيم مسابقات ثقافية يف‬
‫اللغة العربية والثقافة اإلسالمية لفائدة املدرسني والتالميذ يف املدارس‬
‫العربية الفرنسية؛‬
‫‪ -‬عضو يف اللجنة الوزارية الدائمة لتأليف الكتب الدراسية الرسمية‬
‫للمدارس العربية الفرنسية‪.‬‬
‫‪ -‬إىل جانب ما يامرسه من أنشطة يف جمال العمل اجلمعيايت‪.‬‬

‫‪-140-‬‬
‫‪4‬‬
‫(‪)8‬‬
‫حممد إسحاق كيندو‬
‫الدكتور ّ‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫ولد يف ‪ 8‬يوليو عام ‪1961‬م بأبيدجان‪ ،‬عاصمة الكوت ديفوار‪.‬‬ ‫مولده‬


‫الدكتوراه يف العقيدة اإلسالمية‬ ‫رتبته العلمية‬
‫من أبرز الدعاة يف بوركينا فاسو‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫‪)+226( 76 51 16 73‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪drkindo@yahoo.fr‬‬
‫والرد عىل املفاهيم اخلاطئة فيه‪ ،‬رسالة‬
‫‪ -‬التّسبيح يف الكتاب والسنة ّ‬ ‫مؤلفاته‬
‫الدكتوراه؛‬
‫‪ -‬منهج احلافظ ابن حجر العسقالين يف العقيدة من خالل كتابه (فتح‬
‫الباري)‪ ،‬رسالة املاجستري؛‬
‫‪ -‬منهج املحدثني يف كتابة احلديث النبوي وضبطه؛‬
‫‪ -‬العالقة بني الدّ عاة واحلكام‪ ،‬بحث علمي مقدّ م يف امللتقى ‪ 14‬للجنة‬
‫الدعوة يف إفريقيا‪ ،‬الرياض عام ‪1426‬هـ؛‬
‫‪ -‬اآلل واألصحاب‪ :‬مودة وإخاء‪ ،‬بحث علمي مقدّ م يف امللتقى ‪14‬‬
‫للجنة الدعوة يف إفريقيا‪ ،‬الرياض عام ‪1431‬هـ؛‬
‫‪ -‬الدفاع عن النبي‪-‬صىل اهلل عليه وسلم‪ -‬بالرباهني الرشعية والعقلية‬
‫والتدليل بذلك عىل صدق نبوته ورسالته‪ ،‬بحث علمي مقدّ م يف مؤمتر‬
‫نبي الرمحة ‪-‬صىل اهلل عليه وسلم‪ ،-‬الرياض ‪1431‬هـ‪.‬‬

‫‪-141-‬‬
‫أبرز جهوده يف خدمة ‪ -‬يزاول التدريس يف كلية علوم الرتبية باملركز اجلامعي للتخصصات‬
‫املتعددة يف بوركينا؛‬ ‫اللغة العربية‬
‫‪ -‬عضو هيئة التدريس يف كلية اهلدى؛‬
‫‪ -‬عضو هيئة التدريس يف معهد ابن تيمية؛‬
‫‪ -‬رئيس جملس العلامء جلمعية أهل السنة يف بوركينا فاسو‪ ،‬وعضو اهليئة‬
‫العاملية لعلامء املسلمني التابعة لرابطة العامل اإلسالمي بمكة املكرمة‪،‬‬
‫وعضو جملس األمناء الحتاد علامء إفريقيا بباماكو؛‬
‫‪ -‬مرشف عا ّم عىل مراكز حتفيظ القرآن الكريم بواغادوغو‪ ،‬وعىل دورة‬
‫توعوية تقام سنويا يف واهيغويا‪ ،‬عاصمة إقليم الشامل؛‬

‫‪5‬‬
‫سعيد زونعو‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫‪1972‬م‬ ‫مولده‬
‫الدكتوراه يف احلضارة اإلسالمية‬ ‫رتبته العلمية‬
‫أستاذ جامعي‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫‪)+226( 78.00.74.34‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪zongosaisou87@gmail.com‬‬

‫‪-142-‬‬
‫‪ -‬تطور التعليم اإلسالمي يف غرب إفريقيا‪ ،‬رسالة الدراسات العليا يف‬ ‫مؤلفاته‬
‫احلضارة اإلسالمية؛‬
‫‪ -‬واقع اإلسالم يف بوركينا فاسو‪ ،‬بحث لنيل شهادة الدكتوراه‪،‬‬
‫اختصاص احلضارة اإلسالمية؛‬
‫‪ -‬مسامهات يف كتابة بعض األعالم األفارقة يف موسوعة العلامء العرب‬
‫واملسلمني التابعة ملنظمة األلكسو؛‬
‫‪ -‬ورقة بحثية عنواهنا‪" :‬عوامل انتشار املذهب املالكي يف غرب إفريقيا"‬
‫يف امللتقى الدويل الثالث عرش املنعقد ف أيام‪ 30 – 29 – 28 :‬نوفمرب‬
‫‪2010‬م يف أدرار باجلزائر‪.‬‬
‫‪ -‬ورقة بحثية عنواهنا بـ‪ " :‬التهديدات التقليدية والغري تقليدية لألمن يف‬
‫منطقة الساحل والصحراء اإلفريقية " مؤمتر بالقاهرة – مرص يف الفرتة‬
‫من‪ 22 :‬إىل ‪ 23‬يونيو ‪2014‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مسامهة يف كتابة كتاب مدريس قسم " تاريخ اإلسالم يف إفريقيا" من‬
‫منشورات مطبعة دار األرقم بإسطنبول‪-‬تركيا ‪1435‬هـ‪2014/‬م‪.‬‬
‫أبرز جهوده يف خدمة البحث العلمي األكاديمي والدعوة والعمل اجلمعيايت‬
‫اللغة العربية‬
‫‪6‬‬
‫موسى شيتو عاله‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫‪1976/8/30‬م‬ ‫مولده‬
‫الدكتوراه يف البالغة العربية‬ ‫رتبته العلمية‬
‫مـــدرس جــــامعي‪ ،‬عضو هيئة التدريس يف كلية الفرقان‪ ،‬ومقرر‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫االجتامعات فيها‪.‬‬
‫‪)+226( 74 52 43 50‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪abushis2016@gmail.com‬‬

‫‪-143-‬‬
‫حوايل أربعة كتب غري منشورة‬ ‫مؤلفاته‬
‫حوال مخسة عرش عاما يف تدريس اللغة العربية يف املدارس العربية‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫الفرنسية يف بوركينا فاسو‪:‬‬ ‫اللغة العربية‬
‫ـ املرحلة اإلعدادية يف املدرسة الرشادية يف بانفورا‪.‬‬
‫ـ املرحلة اإلعدادية والثانوية يف معهد النور يف واغادوغو‪.‬‬
‫ـ املرحلة الثانوية يف معهد أهل السنة بوبو جوالسو‪.‬‬
‫ـ املرحلة اجلامعية يف كلية الفرقان يف بوبو جوالسو‪.‬‬

‫‪ .٣.٢.٦‬محلة املاجستري‬
‫‪1‬‬
‫الشيخ سليامن كونفي‬
‫(‪)9‬‬
‫اسم العامل ولقبه‬

‫ولد عام ‪1945‬م يف بوجي بجيبو‬ ‫مولده‬


‫املاجستري يف الدعوة اإلسالمية من املعهد العايل للدعوة اإلسالمية‬ ‫رتبته العلمية‬
‫بجامعة اإلمام حممد بن سعود بالرياض‬
‫مؤسس معهد النور وفروعه وداعية وناشط يف جمال العمل اجلمعيايت‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫اجلوال‪)+226( 76 66 67 41 :‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪konfe.souleymane@yahoo.fr‬‬
‫له عدد من األبحاث والكتابات ال تزال مرقونة‬ ‫مؤلفاته‬

‫‪-144-‬‬
‫بذل جهودا يف سبيل نرش اللغة العربية والدعوة اإلسالمية من خالل‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫النقاط التالية‪:‬‬ ‫اللغة العربية‬
‫‪ -‬أسس معهد النور للتعليم والرتبية اإلسالمية يف جيبو عام ‪1973‬م‬
‫وله فروع يف العاصمة واغادوغو ويف شامل البالد؛‬
‫‪ -‬أسس اهليئة العامة للمدارس العربية والفرنسية عام ‪1992‬م‬
‫‪ -‬أنشأ مجعية النور لإلغاثة واألعامل اخلريية عام ‪1993‬م يف واغادوغو‬
‫‪ -‬شارك يف العديد من املؤمترات والندوات واللقاءات املحلية والدولية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫هارون سيديب‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫‪1963‬م‬ ‫مولده‬
‫دبلوم الدراسات العليا املتخصصة يف علوم الرتبية‬ ‫رتبته العلمية‬
‫مدرس وأمني عام للمركز اجلامعي للتخصصات املتعددة يف بوركينا فاسو‪.‬‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫اهلاتف ‪ +‬الوتس أب‪)+226( 78 02 66 68 :‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪h.sounga@yahoo.fr‬‬
‫التعليم العريب اإلسالمي النظامي يف بوركينا فاسو‪ ،‬رسالة دبلوم‬ ‫مؤلفاته‬
‫الدراسات العليا املتخصصة يف علو الرتبية‪.‬‬
‫‪ -‬تدريس اللغة العربية يف اجلامعة احلرة العاملية يف بوركينا فاسو‪ ،‬ويف‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫املعهد الدويل للهندسة واملياه والبيئة بواغادوغو‪ ،‬ويف املعهد العلمي‬ ‫اللغة العربية‬
‫للتعليم العريب‪-‬الفرنيس بواغادوغو‬
‫‪ -‬تدريس املواد الرتبوية يف كلية علوم الرتبية باملركز اجلامعي‬
‫للتخصصات املتعددة يف بوركينا فاسو‪ ،‬ويف املعهد العايل إلعداد‬
‫املعلمني بواغادوغو؛‬
‫‪ -‬نائب مدير املعهد العايل‪.‬‬

‫‪-145-‬‬
‫‪3‬‬
‫آدم احلسن سديب‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫‪1964/01/01‬م‬ ‫مولده‬
‫الدبلوم العايل يف الرتبية وطرائق تدريس اللغة العربية للناطقني بغريها‪.‬‬ ‫رتبته العلمية‬
‫مدرس علوم الرتبية‪ ،‬وموجه تربوي ملدارس الفرنسية العربية األهلية‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫واحلكومية‪.‬‬
‫اجلوال‪)+226( 71877889 /76621075 :‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪sidibeada2004@yahoo.fr‬‬
‫التقابل اللغوي بني العربية ومادنغو وأثرها عىل اكتساب العربية لدى‬ ‫مؤلفاته‬
‫دارس مادنغو‬
‫‪ -‬تدريس اللغة العربية والرتبية اإلسالمية يف املرحلة االبتدائية‪.‬‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫‪ -‬املشاركة يف تكوين نقابة خاصة ملدريس اللغة العربية والرتبية‬ ‫اللغة العربية‬
‫اإلسالمية‪.‬‬
‫‪ -‬أول أمني عام لنقابة مدريس اللغة العربية‪.‬‬
‫‪ -‬مدرس علوم الرتبية يف املركز اجلامعي لتخصصات متعددة من‬
‫‪2005‬م إىل ‪ 2012‬م‪.‬‬
‫‪ -‬مدرس علوم الرتبية يف كلية الفرقان‪ ،‬من عام ‪2011‬م إىل اليوم‪.‬‬
‫‪ -‬عضو يف اللجنة الوزارية الدائمة إلعداد املنهج التعليمي ملدارس‬
‫العربية الفرنسية للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬عضو يف اللجنة الوزارية الدائمة لتأليف الكتب الدراسية الرسمية‬
‫للمدارس العربية الفرنسية‪.‬‬
‫‪ -‬موجه ومكون تربوي يف مرشوع تعليم ثالثية اللغة يف املدارس العربية‬
‫الفرنسية يف بوركينا فاسو‪.‬‬

‫‪-146-‬‬
‫‪4‬‬
‫سالفو ويدراوغو‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫‪1980‬م‬ ‫مولده‬
‫املاجستري‬ ‫رتبته العلمية‬
‫يامرس التدريس‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫‪)00226( 76.26.90.98‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪ouedraogosalfo74@yahoo.fr‬‬
‫مؤلفان مها‪:‬‬ ‫مؤلفاته‬
‫‪ -‬املستعرب بني الواقع واخليال يف بوركينا فاسو؛‬
‫‪ -‬االلتزام الديني وأثره يف تنمية الشخصية‪.‬‬
‫املشاركة يف تنظيم ندوة التعليم العريب اإلسالمي يف بوركينا فاسو ودورة‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫ملجلة قراءات إفريقية ومقدم برنامج صوت املستعربني يف إذاعة الفجر‬ ‫اللغة العربية‬

‫‪5‬‬
‫عبد العزيز بن سليامن بن عبد الرمحن‬ ‫اسم العامل ولقبه‬
‫سوادغو‬

‫‪1989‬م بمدينة كايا‬ ‫مولده‬


‫املاجستري يف الرشيعة‬ ‫رتبته العلمية‬
‫مدرس وداعية‬ ‫مرجعه الوظيفي‬

‫‪-147-‬‬
‫‪)+226( 67-39-88-68‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪ -‬السياق القرآين يف الكشف عن مقاصد الرشيعة يف تفسري املنار للشيخ‬ ‫مؤلفاته‬
‫حممد رضا‪ ،‬رسالة املاجستري؛‬
‫‪ -‬املساواة‪ ،‬مقالة غري منشورة؛‬
‫‪ -‬معنى الصالة عىل النبي‪ ،‬صىل اهلل عليه وسلم‪ ،‬بحث غري منشور‪.‬‬
‫‪ -‬يدرس يف مدرسة احلرمني الرشيفني بكايا‪.‬‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫‪ -‬داعية يف مدينة كايا‪.‬‬ ‫اللغة العربية‬
‫‪ -‬له مشاركات علمية‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫جويرية آدم تنتو(‪)10‬‬ ‫اسم العاملة ولقبها‬

‫ولدت يف مدينة ديدوغو عام ‪1986‬م‬ ‫مولدها‬


‫املاجستري يف البالغة‬ ‫رتبتها العلمية‬
‫مدرسة وداعية‬
‫ّ‬ ‫مرجعها الوظيفي‬
‫‪)+226( 65-70-66-13‬‬ ‫وسائل االتصال هبا‬
‫‪)+226( 52 -36-39-00‬‬
‫‪ -‬رسالتها املاجستري بعنوان‪« :‬اإلنشاء الطلبي يف النصف األخري من‬ ‫مؤلفاهتا‬
‫القرآن الكريم‪ ،‬دراسة بالغية يف تفسري ابن عطية»‪.‬‬
‫حترض اآلن دكتوراه يف األدب العريب بعنوان‪« :‬شعر احلكمة واملوعظة‬
‫الوراق»‬
‫عند أيب العتاهية وحممود ّ‬
‫أبرز جهودها يف خدمة ‪ -‬تدريس املوا ّد اإلسالمية واللغوية‬
‫‪ -‬حتفيظ القرآن الكريم‬ ‫اللغة العربية‬

‫‪-148-‬‬
‫‪7‬‬
‫مامادو بسري ويدراوغو(‪)11‬‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫‪1979/05/11‬م يف واهيغويا‬ ‫مولده‬


‫املاجستري يف الدعوة اإلسالمية‬ ‫رتبته العلمية‬
‫مدرس وداعية وإمام مسجد جامع يف واهيغويا‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫‪)+226( 75-10-58-81‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪ -‬رسالته املاجستري بعنوان‪« :‬املسيحية واإلسالم‪ ،‬نقاط االلتقاء‬ ‫مؤلفاته‬
‫واالختالف‪ ،‬دراسة مقارنة نقدية يف مسائل األلوهية والنبوة»‪.‬‬
‫‪ -‬عمل مدرسا باملدرسة اإلسالمية احلديثة يف واهيغويا؛‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫‪ -‬توىل إدارة املدرسة اإلسالمية احلديثة؛‬ ‫اللغة العربية‬
‫‪ -‬أنشأ مدرسة يف حي أوفوري اسمه جممع الدراين للتعليم العريب‬
‫الفرنيس والرتبية اإلسالمية؛‬
‫‪ -‬له مشاركات عديدة يف الندوات واملؤمترات‪ ،‬داخل بوركينا وخارجها‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫محيد سوادغو(‪)12‬‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫‪1978/04/28‬م يف واهيغويا‬ ‫مولده‬


‫املاجستري يف الرشيعة‬ ‫رتبته العلمية‬

‫‪-149-‬‬
‫مدرس وداعية‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫‪)+226( 70-39-99-85‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪ -‬رسالته بعنوان‪« :‬األبعاد العملية للقيم الرتبوية يف التحرير والتنوير»‪.‬‬ ‫مؤلفاته‬
‫‪ -‬يامرس التّدريس يف معاهد كثرية يف شامل البالد إىل جانب نشاطه‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫الدعوي يف املساجد؛‬ ‫اللغة العربية‬

‫‪ -‬وله مشاركات عديدة يف الندوات واملؤمترات يف بوركينا وليبيا وتركيا‬


‫‪9‬‬
‫نوفو سعيد بورغو‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫‪1988/12/1‬م بواهيغويا‬ ‫مولده‬


‫املاجستري يف اللغة‬ ‫رتبته العلمية‬
‫مدرس علوم اللغة العربية يف جممع الدارين للتعليم العريب الفرنيس‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫والرتبية اإلسالمية‬
‫‪)+226(70-16-81-76‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪)+226(64-16-50-18‬‬
‫‪nouhounsaidou@yahoo.fr‬‬
‫‪ -‬رسالته املاجستري‪ ،‬بعنوان‪ :‬أثر القرائن اللغوية يف توليد الداللة عند‬ ‫مؤلفاته‬
‫األلويس من خالل تفسريه روح املعاين‪.‬‬
‫‪ -‬التدريس يف فرع مدرسة مفتاح العلوم بدينغري‪ ،‬ويف املدرسة‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫اإلسالمية احلديثة يف واهيغويا؛‬ ‫اللغة العربية‬
‫‪ -‬يدرس علوم اللغوية يف جممع الدارين للتعليم العريب الفرنيس والرتبية‬
‫اإلسالمية‬
‫‪ -‬شارك يف ندوات ودورات علمية داخل بوركينا وخارجها‪.‬‬

‫‪-150-‬‬
‫‪10‬‬
‫آمنة نوح صودري‬
‫(‪)13‬‬
‫اسم العاملة ولقبها‬

‫ولدت عام ‪1981‬م يف تانغاي بمحافظة واهيغويا‬ ‫مولدها‬


‫املاجستري يف األدب العريب‬ ‫رتبتها العلمية‬
‫مدرسة يف كلية الرتبية باملركز اجلامعي للتخصصات املتعددة يف بوركينا‪.‬‬ ‫مرجعها الوظيفي‬
‫‪)+226( 55-14-49-72‬‬ ‫وسائل االتصال هبا‬
‫‪)+226( 60-60-45-37‬‬
‫العرب احلديث‪ ،‬دراسة تطبيقية عىل‬
‫ّ‬ ‫ِّسوي يف األدب‬
‫خطاب الشعر الن ِّ‬ ‫مؤلفاهتا‬
‫شعر نبيلة اخلطيب»‪ ،‬رسالة املاجستري؛‬
‫أبرز جهودها يف خدمة ‪ -‬كانت مدرسة يف املدرسة اإلسالمية بمدينة واهيغويا؛‬
‫‪ -‬شاركت يف كثري من الدورات التدريبية واملهنية؛‬ ‫اللغة العربية‬
‫‪ -‬تع ّلم النساء تعاليم الدين اإلسالمي‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫(‪)14‬‬
‫نوفو ويدراوغو‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫‪1986‬م‪ ،‬يف كاغاري‪ ،‬حمافظة كونغويس‬ ‫مولده‬


‫املاجستري يف األدب العريب‬ ‫رتبته العلمية‬
‫مدرس جامعي وداعية‬ ‫مرجعه الوظيفي‬

‫‪-151-‬‬
‫‪)+226( 75-18-37-66‬‬ ‫وسائل االتصال به‬

‫‪)+226( 70-45-11-63‬‬
‫‪ -‬شعر األطباء يف بغداد خالل القرن السادس اهلجري‪ ،‬دراسة حتليلية‬ ‫مؤلفاته‬
‫نقدية‪ ،‬رسالة املاجستري‪،‬‬

‫‪ -‬الشيخ أبو بكر مايغا األول ‪-‬بوركينا فاسو‪ ،‬بحث غري منشور‬
‫مدرس العلوم اللغوية يف املركز اجلامعي للتخصصات املتعددة‪.‬‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫اللغة العربية‬
‫‪12‬‬
‫محيدو كيندا‬
‫(‪)15‬‬
‫اسم العامل ولقبه‬

‫ولد يف كوندوال يف ‪1981 /10/ 12‬م‬ ‫مولده‬


‫املاجستري‬ ‫رتبته العلمية‬
‫مدرس وداعية‬
‫ّ‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫‪)+226( 64-90-45-28‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫املناسبات بني السور واآليات يف كتاب التّحرير والتّنوير للطاهر بن‬ ‫مؤلفاته‬
‫عاشور‪ ،‬سورة األنعام واملائدة أنموذجا‪ ،‬رسالة املاجستري‬
‫يدرس العلوم اإلسالمية واللغوية يف العاصمة واغادوغو‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫اللغة العربية‬

‫‪-152-‬‬
‫د‪ .‬سائر الكتاب‬
‫‪1‬‬
‫أمحد نارص تاوو‬
‫(‪)16‬‬
‫اسم العامل ولقبه‬

‫ولد يف لو‪ ،‬عام ‪1940‬م‪.‬‬ ‫مولده‬


‫االبتدائية العربية‬ ‫رتبته العلمية‬
‫مدرس متقاعد‬
‫ّ‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫‪)+226( 70-70-32-99‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫هذه سرييت ومسرييت‪ .‬وهي عبارة عن مذكرة مطبوعة عرضها يف حفل‬ ‫مؤلفاته‬
‫تكريمه بتاريخ ‪2012 30‬م‬
‫‪ -‬كان من األساتذة األوائل يف املدرسة األوىل التي افتتحت يف مدينة‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫واهيغويا‪ .‬لكنها أغلقت؛‬ ‫اللغة العربية‬
‫‪ -‬أنشأ بعد ذلك مدرسة خاصة سامها "املدرسة الثقافية اإلسالمية"‪،‬‬
‫بالقطاع الرابع يف مدينة واهيغويا‪ ،‬وذلك عام ‪1972-1971‬م‪،‬‬
‫وواصل فيها ممارسة التدريس‪ ،‬وقد خترج عىل يديه مجع كبري من‬
‫الطلبة أصبحوا أعالما‪ ،‬منهم‪ :‬احلاج عمر باري(‪ ،)17‬واحلاجة أم كلثوم‬
‫(‪)19‬‬
‫ويدراوغو(‪ّ ،)18‬‬
‫والشيخ حممد بشري ويدراوغو‬
‫‪2‬‬

‫‪-153-‬‬
‫(‪)20‬‬
‫احلاج آدم حاوريام‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫ولد يوم اجلمعة ‪1954/01/02‬م يف بلدة حاوريام‬ ‫مولده‬


‫ما يزيد عىل الثانوية‪.‬‬ ‫رتبته العلمية‬
‫مؤسس مدرسة عربية إسالمية وداعية وناشط يف جمال العمل اجلمعيايت‬
‫ّ‬ ‫مرجعه الوظيفي‬
‫‪aorema@hotmail.fr‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫ذكر األسامء للرجال والنّساء‬ ‫مؤلفاته‬
‫حي نويس بمدينة واغادوغو‪ ،‬إحدامها عرب ّية‬ ‫أسس مدرستني يف ّ‬ ‫‪ّ -‬‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫خالصة‪ ،‬وال ّثانية ثنائ ّية ال ّلغة‪ ،‬عرب ّية فرنسية؛‬ ‫اللغة العربية‬
‫الر ّواد الذين اعتمدوا عىل املعلوماتية يف تعليم اللغة العربية يف‬ ‫‪ -‬هو من ّ‬
‫خاص له؛‬ ‫ّ‬ ‫مركز‬
‫‪ -‬أ ّلف كتيبا يف الفقه نرشه بعنوان ‪-‬ذكر األسامء للرجال والنساء‪.-‬‬
‫‪3‬‬
‫سعيد كومباوري‬ ‫اسم العامل ولقبه‬

‫‪ 7‬ديسمرب ‪1966‬م بواغادوغو‬ ‫مولده‬


‫الليسانس يف علم احلاسوب‬ ‫رتبته العلمية‬
‫ومدرس ومدير يف مدرسة عربية فرنسية‬
‫ّ‬ ‫مؤسس‬
‫ّ‬ ‫مرجعه الوظيفي‬

‫‪-154-‬‬
‫‪)+226( 70 29 95 69‬‬ ‫وسائل االتصال به‬
‫‪elhcomp@gmail.com‬‬
‫‪ -‬كتاب قواعد اللغة العربية (النحو والرصف وقواعد اإلمالء) لتالميذ‬ ‫مؤلفاته‬
‫املدارس االبتدائية‪ ،‬الصف الثالث االبتدائي؛‬
‫‪ -‬املبادئ يف الرتبية اإلسالمية لتالميذ املدارس االبتدائية‪ ،‬الصف‬
‫األول االبتدائي؛‬
‫‪ -‬املبادئ يف الرتبية اإلسالمية لتالميذ املدارس االبتدائية‪ ،‬الصف الثاين‬
‫االبتدائي‬
‫‪ -‬املبادئ يف الرتبية اإلسالمية لتالميذ املدارس االبتدائية‪ ،‬الصف‬
‫الثالث االبتدائي؛‬
‫‪ -‬املبادئ يف الرتبية اإلسالمية لتالميذ املدارس االبتدائية‪ ،‬الصف‬
‫الرابع االبتدائي‬
‫‪ -‬تأسيس مدرسة عربية فرنسية يف تابتينغا؛‬ ‫أبرز جهوده يف خدمة‬
‫‪ -‬تويل إدارة مدرسته‪ ،‬والتدريس فيها؛‬ ‫اللغة العربية‬
‫‪ -‬املبادرة بتأليف كتب مدرسية يف اللغة العربية والرتبية اإلسالمية‪.‬‬

‫أهم الكتب املنشورة‬


‫‪ّ .3.6‬‬
‫صورة‬ ‫تاريخ‬ ‫اسم‬ ‫مكان‬ ‫اسم‬ ‫عنوان‬
‫التسلسل‬

‫الغالف‬ ‫النرش‬ ‫النارش‬ ‫النّرش‬ ‫املؤ ّلف‬ ‫الكتاب‬


‫الكتب ال ّلغوية واألدبية والرتبوية‬
‫د‪.‬ت‬ ‫‪-‬‬ ‫واغادوغو‬ ‫سعيد‬ ‫كتاب قواعد‬ ‫‪1‬‬
‫إدريس‬ ‫اللغة العربية‬
‫كومباوري‬ ‫(النحو والرصف‬
‫وقواعد اإلمالء)‬
‫لتالميذ املدارس‬
‫االبتدائية‪ ،‬صف‬
‫الثالث االبتدائي‬

‫‪-155-‬‬
‫صورة‬ ‫تاريخ‬ ‫اسم‬ ‫مكان‬ ‫اسم‬ ‫عنوان‬

‫التسلسل‬
‫الغالف‬ ‫النرش‬ ‫النارش‬ ‫النّرش‬ ‫املؤ ّلف‬ ‫الكتاب‬
‫‪2014‬م‬ ‫جممع‬ ‫تونس‬ ‫مريم دي‬ ‫حكايات من‬ ‫‪2‬‬
‫إفريقية‬ ‫كريغ‬ ‫السودان‬
‫بالد ّ‬
‫تينغا‪،‬‬
‫ترمجة د‪.‬‬
‫وليالي‬
‫كندو‬
‫ّ‬
‫حمل‬ ‫غانا‬ ‫صالح‬ ‫املستعرب بني‬ ‫‪3‬‬
‫تصوير‬ ‫ويدراوغو‬ ‫الواقع واخليال‬
‫يف بوركينا فاسو‬

‫‪2016‬م‬ ‫مايووا‬ ‫نيجرييا‬ ‫الدكتور‬ ‫بوركينا فاسو‬ ‫‪4‬‬


‫للطباعة‬ ‫عبد‬ ‫وحتديات‬
‫الرمحن‬ ‫التعليم العريب‬
‫بن شيث‬ ‫اإلسالمي‪،‬‬
‫عالوي‬ ‫حلول مقرتحة‬
‫د‪.‬ت‬ ‫‪-‬‬ ‫‪-‬‬ ‫حممد عبد‬ ‫القراءة امليرسة‪،‬‬ ‫‪5‬‬
‫اهلل ج ّلو‬ ‫اجلزء األول‪،‬‬
‫للصف األول‬
‫االبتدائي‬

‫د‪.‬ت‬ ‫‪-‬‬ ‫وزارة‬ ‫جمموعة‬ ‫أقرأ العرب ّية‪،‬‬ ‫‪6‬‬


‫الرتبية‬ ‫من‬ ‫للصف األول‬
‫الوطنية‬ ‫املؤلفني‬ ‫االبتدائي‬
‫وحمو‬
‫األمية‬

‫‪-156-‬‬
‫صورة‬ ‫تاريخ‬ ‫اسم‬ ‫مكان‬ ‫اسم‬ ‫عنوان‬

‫التسلسل‬
‫الغالف‬ ‫النرش‬ ‫النارش‬ ‫النّرش‬ ‫املؤ ّلف‬ ‫الكتاب‬
‫د‪.‬ت‬ ‫‪-‬‬ ‫وزارة‬ ‫جمموعة‬ ‫أقرأ العرب ّية‪،‬‬ ‫‪7‬‬
‫الرتبية‬ ‫من‬ ‫للصف الثاين‬
‫الوطنية‬ ‫املؤلفني‬ ‫االبتدائي‬
‫وحمو‬
‫األمية‬
‫‪2019‬م‬ ‫الدكتور‬ ‫تاريخ إفريقيا‬ ‫‪8‬‬
‫عبد‬ ‫السوداء‪،‬‬
‫الرمحن‬ ‫عرض أحداث‬
‫بن شيث‬ ‫واكتشاف‬
‫عالوي‬ ‫حقائق‬
‫‪2014‬م‬ ‫‪-‬‬ ‫وزارة‬ ‫جمموعة‬ ‫دليل الرتبية‬ ‫‪9‬‬
‫الرتبية‬ ‫من‬ ‫املدنية واخللقية‬
‫الوطنية‬ ‫املرتمجني‬ ‫للمستوى‬
‫وحمو‬ ‫التحضريي‬
‫األمية‬
‫د‪.‬ت‬ ‫‪-‬‬ ‫واغادوغو‬ ‫سعيد‬ ‫املبادئ يف الرتبية‬ ‫‪10‬‬
‫إدريس‬ ‫اإلسالمية‬
‫كومباوري‬ ‫لتالميذ املدارس‬
‫االبتدائية‪،‬‬
‫صف األول‬
‫االبتدائي‬
‫د‪.‬ت‬ ‫‪-‬‬ ‫واغادوغو‬ ‫سعيد‬ ‫املبادئ يف الرتبية‬ ‫‪11‬‬
‫إدريس‬ ‫اإلسالمية‬
‫كومباوري‬ ‫لتالميذ املدارس‬
‫االبتدائية‪،‬‬
‫صف الثاين‬
‫االبتدائي‬

‫‪-157-‬‬
‫صورة‬ ‫تاريخ‬ ‫اسم‬ ‫مكان‬ ‫اسم‬ ‫عنوان‬

‫التسلسل‬
‫الغالف‬ ‫النرش‬ ‫النارش‬ ‫النّرش‬ ‫املؤ ّلف‬ ‫الكتاب‬
‫د‪.‬ت‬ ‫‪-‬‬ ‫واغادوغو‬ ‫سعيد‬ ‫املبادئ يف الرتبية‬ ‫‪12‬‬
‫إدريس‬ ‫اإلسالمية‬
‫كومباوري‬ ‫لتالميذ املدارس‬
‫االبتدائية‪،‬‬
‫صف الثالث‬
‫االبتدائي‬
‫د‪.‬ت‬ ‫‪-‬‬ ‫واغادوغو‬ ‫سعيد‬ ‫املبادئ يف الرتبية‬ ‫‪13‬‬
‫إدريس‬ ‫اإلسالمية‬
‫كومباوري‬ ‫لتالميذ املدارس‬
‫االبتدائية‪،‬‬
‫صف الرابع‬
‫االبتدائي‬
‫‪2013‬م‬ ‫املطبعة‬ ‫واغادوغو‬ ‫الدّ كتور‬ ‫تاريخ الرتبية‬ ‫‪14‬‬
‫التّجارية‬ ‫موسى‬ ‫والتعليم يف‬
‫نابالو‬ ‫بوركينافاسو؛‬
‫التعليم‬
‫اإلسالمي‬
‫ماضيا وحارضا‬
‫‪2014‬م‬ ‫واغادوغو املطبعة‬ ‫الدّ كتور‬ ‫تربية األوالد‬ ‫‪15‬‬
‫التّجارية‬ ‫موسى‬ ‫خطوة بخطوة‬
‫نابالو‬ ‫وفق املنهج‬
‫اإلسالمي‪.‬‬

‫‪-158-‬‬
‫صورة‬ ‫تاريخ‬ ‫اسم‬ ‫مكان‬ ‫اسم‬ ‫عنوان‬

‫التسلسل‬
‫الغالف‬ ‫النرش‬ ‫النارش‬ ‫النّرش‬ ‫املؤ ّلف‬ ‫الكتاب‬
‫‪2015‬م‬ ‫واغادوغو املطبعة‬ ‫الدّ كتور‬ ‫أساليب تربية‬ ‫‪16‬‬
‫التّجارية‬ ‫موسى‬ ‫األوالد وفق‬
‫نابالو‬ ‫املنهج القرآين‬
‫والنبوي‬

‫الكتب الدينية‬
‫د‪.‬ت‬ ‫مطبعة‬ ‫تونس‬ ‫حممد‬ ‫فتاوى اإلمام‬ ‫‪17‬‬
‫املنار‬ ‫مرحبا‬ ‫مرحبا‬

‫‪1426‬هـ‬ ‫مكتبة‬ ‫الرياض‬ ‫د‪ .‬حممد‬ ‫التسبيح يف‬ ‫‪18‬‬


‫املنهاج‬ ‫إسحاق‬ ‫الكتاب والسنة‬
‫للنرش‬ ‫كندو‬ ‫والر ّد عىل‬
‫والتوزيع‬ ‫املفاهيم اخلاطئة‬
‫فيه‬
‫‪2016‬م‬ ‫مايووا‬ ‫نيجرييا‬ ‫الدكتور‬ ‫ملحات من‬ ‫‪19‬‬
‫للطباعة‬ ‫عبد‬ ‫نظام االقتصاد‬
‫الرمحن‬ ‫اإلسالمي‬
‫بن شيت‬
‫عالوي‬
‫‪2018‬م‬ ‫مايووا‬ ‫نيجرييا‬ ‫الدكتور‬ ‫يف إشكالية‬ ‫‪20‬‬
‫للطباعة‬ ‫عبد‬ ‫مرشوع العمل‬
‫الرمحن‬ ‫الدعوي يف‬
‫بن شيثو‬ ‫بوركينا فاسو‬
‫عالوي‬ ‫وحلول مقرتحة‬
‫هلا‬

‫‪-159-‬‬
‫صورة‬ ‫تاريخ‬ ‫اسم‬ ‫مكان‬ ‫اسم‬ ‫عنوان‬

‫التسلسل‬
‫الغالف‬ ‫النرش‬ ‫النارش‬ ‫النّرش‬ ‫املؤ ّلف‬ ‫الكتاب‬
‫‪2014‬م‬ ‫مايووا‬ ‫نيجرييا‬ ‫الدكتور‬ ‫ظاهرة وضع‬ ‫‪21‬‬
‫للطباعة‬ ‫عبد‬ ‫األحاديث‬
‫الرمحن‬ ‫وجهود علامئنا‬
‫بن شيث‬ ‫يف التصدي هلا‬
‫عالوي‬
‫سليامن‬ ‫الوجيز يف‬ ‫‪22‬‬
‫حسن‬ ‫املأثور من أذكار‬
‫سانفو‬ ‫الصالة‬
‫ّ‬

‫‪2014‬م‬ ‫واغادوغو املطبعة‬ ‫الدّ كتور‬ ‫املسئولية‬ ‫‪23‬‬


‫التّجارية‬ ‫موسى‬ ‫االجتامعية لدى‬
‫نابالو‬ ‫الشباب املسلم‬

‫‪2017‬م‬ ‫واغادوغو بسملة‬ ‫الدّ كتور‬ ‫من أسباب‬ ‫‪24‬‬


‫موسى‬ ‫الربكة والزيادة‬
‫نابالو‬ ‫يف الرزق‬

‫واغادوغو‪،‬‬ ‫ّ‬
‫الشيخ‬ ‫ذكر األسامء‬ ‫‪25‬‬
‫بوركينا‬ ‫آدم أوريام‬ ‫للرجال والنّساء‬
‫فاسو‬ ‫ويدراوغو‬

‫‪-160-‬‬
‫يعمل مركز امللك عبداهلل بن عبدالعزيز الدويل خلدمة اللغة العربية عىل تعزيز خدماته‬
‫موحدة يف أعامله‬
‫يف املجاالت املتنوعة خلدمة اللغة العربية وعلومها‪ ،‬إذ ينطلق من رؤية ّ‬
‫عامة ‪-‬ومنها برنامج النرش‪ -‬وذلك بأن يطلق براجمه ودراساته يف املجاالت التي تفتقر إىل‬
‫جهود نوعية‪ ،‬أو التي حتتاج إىل تكثيف العمل فيها‪.‬‬
‫ومما جيتهد فيه املركز كشف حال اللغة العربية يف دول العامل الناطقة بغريها‪ ،‬وتكوين‬
‫قواعد معلومات خمتلفة عن مؤسسات العربية يف تلك الدول‪ ،‬وأبرز علامئها‪ ،‬وجهود‬
‫املختصني فيها‪ ،‬ومدى حضورها‪ ،‬وذلك بمجموعة إصدارات متنوعة‪ ،‬يف سلسلتي‬
‫(األدلة واملعلومات) و(العربية يف العامل)؛ وهيدف املركز من وراء ذلك إىل جتسري التواصل‬
‫بني املؤسسات واألفراد املعنيني باللغة العربية يف الدول العربية وبني أشقائهم يف الدول‬
‫ويمهد ملرشوعات علم ّية وعمل ّية يقوم هبا‪ ،‬أو تقوم هبا اجلهات ذات اهلدف‬
‫ّ‬ ‫غري العربية‪،‬‬
‫املشرتك‪.‬‬
‫يعمل املركز عمال متواصال يف تكوين الفرق البحثية اخلاصة هبذه املرشوعات‪،‬‬
‫ومتابعة أعامهلا‪ ،‬حتى إنجاز املرشوعات املخ ّطط هلا‪ .‬وتدعو األمانة العامة الباحثني من‬
‫أنحاء العامل كا ّفة إىل التواصل معه للمسامهة يف هاتني السلسلتني‪ ،‬أو يف سالسل املركز‬
‫األخرى‪ ،‬وذلك طمع ًا يف تراكم املعرفة‪ ،‬وثرائها‪ ،‬ولتكوين مرجع ّية موثوقة ترصد حال‬
‫اللغة العربية يف كل أنحاء العامل‪ ،‬وتو ّفر املعلومة للمستفيدين‪ ،‬وتكون إرث ًا باقي ًا‪ ،‬وتقدير ًا‬
‫للجهود التي بذهلا املخلصون يف خدمة هذه اللغة الرشيفة‪.‬‬

‫ص‪.‬ب ‪ 12500‬الرياض ‪11473‬‬


‫هاتف‪00966112581082 - 00966112587268:‬‬
‫الربيد اإلليكرتوين‪nashr@kaica.org.sa :‬‬

You might also like