You are on page 1of 13

‫بحث { أخالقيات المهنة مفهومها وأهميتها }‬

‫‪:‬مقدمة‬
‫كنت في حوار مع أحد الزمالء عن مهنة التدريس والصفات الحميدة التي ينبغي أن يتحلى بها المعلم الذي‬
‫هو‬
‫صاحب رسالة يستشعر عظمتها ويؤمن بأهميتها‪ ,‬ويؤدي حقها بمهنية وأخالق عالية؛ ذلك أن أخالق وآداب‬
‫المهنة موضوع= له مذاق خاص فهو ال يتعلق بالجوانب الفنية‪ ،‬وإنما باألساس األخالقي لهذا العمل‪ ،‬والتزام‬
‫األخالق السامية ال يكون في الحياة االجتماعية فقط‪ ،‬بل هو صفة الشخص المحترم= في مواقع حياته كلها‪،‬‬
‫‪.‬وعمله يعد جزءا أساسيا ً من حياته‪ ،‬فاتصافه باألخالق الحميدة في العمل هو جزء من نجاحه في حياته كلها‬
‫وتطرقنا في حديثنا إلى بعض السلوكيات والمواقف التي ينبغي أال تصدر من شخص ينتسب إلى مهنة‬
‫األنبياء والمرسلين‪ ،‬والتي انفردت بكونها= مهنة‪ ‬مقدسة ألن هللا سبحانه وتعالى نسبه إلى ذاته العليا‪ ،‬قال‬
‫تعالى ‪ (( :‬الرحمن * علم‪ ‬القران * خلق اإلنسان * علمه البيان )) ([‪ .)]1‬كما اهتم الرسول= الكريم‬
‫ً‬
‫محمد)ص) بالتعليم اهتماما كبيرا فقد وردت األحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد ذلك (إنما بعثت معلما)‪.‬‬
‫وفي نهاية حوارنا= خلصنا إلى أنه ينبغي أن تكون هناك أخالقيات لمهنة التدريس وقسم= والء والتزام لمن‬
‫يريد أن يتشرف= بهذه المهنة المقدسة والتي ال تقل أهمية عن مهنة الطب والمحاماة وغيرها من المهن‬
‫‪.‬األخرى‬
‫وألن المعلم من أهم مدخالت العملية التعليمية وأخطرها= أثراً في تربية النشء‪ ،‬فهو بالتالي يحدد نوعية‬
‫مستقبل األجيال وحياة األمة ‪ ...‬ألن أي إصالح مستهدف لألمة‪ ،‬أو تعديل مسارها بغية تقدمها إنما ينطلق‬
‫من البصمات التي يتركها المعلم على سلوكيات طالبه وأخالقهم وعقولهم وشخصياتهم‪،‬فمهما تطورت مناهج‬
‫التعليم وشيدت المدارس وجهزت بأحدث األدوات والتجهيزات التكنولوجية‪ ،‬فإن ذلك لن يجدي نفعا ً في بناء‬
‫‪.‬المجتمع‪ ،‬ما لم يكن هناك معلم قدير يعد قدوة للتالميذ والمجتمع‬
‫وبعد خروج زميلي راودني الحال بأن امسك قلمي وأتناول موضوع= الصفات األخالقية لمهنة التدريس من‬
‫‪:‬خالل اإلجابة عن التساؤالت اآلتية‬
‫ما مفهوم المهنة وما الفرق بينها وبين الحرفة ؟ وهل التعليم حرفة أم مهنة ؟‪1- ‬‬
‫ما المقصود باألخالق ؟ وما معنى أخالقيات المهنة ؟‪2- ‬‬
‫كيف ينظر= اإلسالم إلى أخالقيات المهنة ؟‪3- ‬‬
‫ما واجبات المعلم المهنية ؟‪4- ‬‬
‫كيف نجعل المدرسة مؤسسة أخالقية ؟‪5- ‬‬
‫لماذا نهتم بغرس أخالقيات المهنة ؟‪6- ‬‬
‫كيف نتطلع نحو ميثاق أخالق مهني ؟‪7- ‬‬
‫ما أهمية الرقابة المهنية وانعكاساتها= على أخالقيات مهنة التعليم ؟‪8- ‬‬
‫ما األبعاد المقترحة إلعداد دستور= لمهنة التعليم في السلطنة؟‪9- ‬‬

‫‪:‬أخالقيات المهنة‬
‫من المعلوم= أن للعملية التعليمية محاور= أساسية ترتكز عليها وتكتمل بها ويبقى المحور= األهم بينها المعلم‬
‫الذي تدور= حوله األسس ويتوقف نجاحها عليه‪ ،‬وألن للمعلم هذا الدور العظيم والمؤثر= فإن االهتمام بتطويره‬
‫والحرص على نجاح الدور الذي يقوم به من األولويات التي تحرص وزارة التربية والتعليم= على إعطائها‬
‫االهتمام األكبر ذلك أن متطلبات إستراتيجية إعداد المعلم تتحدد من خالل مفهوم حديث ينظر إلى التعليم‬
‫كمهنة نامية‪ ،‬تمسك في يدها بزمام تقدمها‪ ،‬وتدخل في منافسة متكافئة مع المهن األخرى المعترف بها في‬
‫المجتمع([‪ ..)]2‬وال يخفى على أحد بأن التربية تعد ضرورة اجتماعية وفردية فال يستطيع الفرد أن يستغني=‬
‫عنها وال المجتمع‪ ،‬وكلما ارتقى اإلنسان في سلم الحضارة كلما زادت حاجته إلى التربية باعتبارها حقا من‬
‫حقوقه؛ ولذلك يعد المعلم المنطلق والقدوة باعتباره موضع= تقدير المجتمع‪ ،‬واحترامه وثقته‪ .‬وبهذا حري‬
‫عليه أن يكون في مستوى هذه الثقة‪ ,‬وذلك التقدير‪ ‬واالحترام‪ ,‬ويحرص على إال يؤثر عنه إال ما يؤكد ثقة‬
‫المجتمع به واحترامه له‪ .‬والمعلم قدوة لطالبه خاصة وللمجتمع= عامة‪ ,‬وحريص على أن يكون أثره في‬
‫الناس حميداً باقياً؛ لذلك فهو يتمسك بالقيم األخالقية‪ ,‬والمثل العليا ويدعو إليها وينشرها= بين طالبه والناس‬
‫كافة‪ ,‬ويعمل على شيوعها واحترامها ما استطاع= إلى ذلك سبيال‪.‬كما يجب على المعلم أن يدرك أن احترام‬
‫قواعد السلوك الوظيفي= وااللتزام باألنظمة والتعليمات وتنفيذها والمشاركة االيجابية في نشاطات المدرسة‬
‫‪.‬وفعالياتها المختلفة‪ ,‬أركان أساسية في تحقيق أهداف المؤسسة‪ ‬التعليمية‬
‫إن المجتمعات – بغض النظر عن تقدمها أو‪ ‬تأخرها ‪ -‬تحتضن كثيرا من المهن كالطب والمحاماة والقضاء‬
‫و الصحافة والتعليم‪ ،‬وغيرها في سلم المهن‪ .‬والمتتبع لموقف المجتمعات من هذه المهن يالحظ أن كل مهنة‬
‫تلتزم بأخالقيات يؤمن بها أصحابها الذين يعتزون بها ويسلكون بمقتضاها ويعملون على ترسيخها= وتعميقها‬
‫لدى المنتمين إليها منطلقين من إيمانهم بأهداف المهنة وأدوارها= التي تحقق طموحات= المجتمع في التحديث و‬
‫‪.‬الرقي([‪)]3‬‬
‫وقد اختلفت المجتمعات في موقعها= من المهن السائدة في المجتمع في ضوء فلسفتها= االجتماعية وأهدافها التي‬
‫تجسد مبادئ المهن‪ ،‬ومنها تحديد الموقف= من مهنة التعليم وأخالقياتها وقيمها‪ =.‬وبحدود أخالقيات مهنة التعليم‬
‫فقد تبنى كل مجتمع قواعد ومعايير تعبر عن هذه األخالقيات‪ ‬وتوصيفها‪ ،‬وفي= الوقت نفسه تعد معايير= سلوك‬
‫‪:-‬أفراد المهنة‪    .‬مفهوم المهنة‬
‫قبل أن نتعرف على موقف المجتمع من مهنة التعليم‪ ،‬البد من تعريف المهنة والوقوف= على مفهومها=‬
‫وخصائصها ومعاييرها‪ =،‬فالمهنة كلمة ذات مدلول وصفي تشير إلى مجموعة من السمات األساسية‬
‫التي‪ ‬تتصف= بها كثير من المهن مثل الطب والمحاماة وتتطلب درجة عالية من المهارة القائمة على المعرفة‬
‫بأنها عمل منظم يقتنع به اإلنسان ويحاول= أن ينهض من"‪" Blackington "([4]):‬المتخصصة‪ .‬ويعرفها=‬
‫خالله بمطالب وظيفية محددة" أوهي ‪":‬عمل مهني راقي يتطلب نوعا من القدرات الفنية التي يمكن تحقيقها‬
‫عن طريق إعداد مهني خاص يشمل علي إعداد أكاديمي= و تدريب عملي"‪ .‬وهي تختلف عن مفهوم الحرفة‬
‫التي هي‪":‬عمل يدوي يمارسه العامل إما في ورشة يمتلكها أو في ورشة يملكها شخص آخر أو في مؤسسة‬
‫‪".‬أو شركة وال يحتاج إلي إعداد مسبق بل من خالل تدريب قصير‬
‫‪ :‬ويرى= بعض المربين ضرورة توفر= في مهنة التعليم‪ ‬منظومة معايير هي‬
‫‪ .‬ثقافة عامة ومتخصصة ومهنية تشكل أساسا معرفيا= وقاعدة‪ ‬علمية تشتمل على معلومات نظرية وتطبيقية ‪-‬‬
‫‪ .‬تكوين مهني يؤمن التفاعل المستمر=‪ ‬قبل الخدمة وأثناءها مع المستحدثات و التقنيات الجديدة ذات العالقة ‪-‬‬
‫احتراف‪ ‬مهني منظم تصبح فيه المهنة حياة دائمة للعمل و النمو ‪-‬‬
‫أخالقية مهنية تتضح‪ ‬فيها الواجبات والحقوق= واألنماط السلوكية ألخالقيات المهنة التي يلتزم بها ‪-‬‬
‫‪ .‬جميع‪ ‬الممارسين للمهنة‬
‫‪ .‬التمتع لمن ينتمي للمهنة بقدر من االستقاللية‪- ‬‬
‫توجه نحو خدمة المجتمع والترفع= عن االستغالل و الكسب‪- ‬‬
‫‪:-‬مفهوم األخالق‬
‫‪ .‬الخلق لغة‪ :‬يعني السجية والطبع والعادة والدين‬
‫واألخالق‪ ‬اصطالحاً‪ =:‬تعني عادات يكتسبها الفرد نتيجة تعرضه لمؤثرات األسرة والمدرسة والمجتمع‪ ‬والبيئة‬
‫‪ ،‬وتنطبع= في نفسه ويتمثلها= في تصرفاته في المواقف= المختلفة‬
‫ويعرفها= آخرون بأنها "ما يجب عليك أن تفعله"‪ ،‬وبتحديد= أكثر "أن تعرف ما التصرف= الصحيح وما‬
‫التصرف الخطأ ثم تفعل ما هو صحيح"‪  ‬صحيح أن هذا التعريف بسيط وواضح‪ ،‬ولكن الحياة العملية للمعلم‬
‫قد ال تسهل االستفادة منه كثيراً ‪ .‬لماذا ؟ الن "التصرف= الصحيح" و "التصرف الخطأ" قد يتداخال‪ ،‬بل كثيرا‬
‫ما يتداخال بدرجة تترك المعلم في حيرة شديدة بين البديلين‪ ،‬حيث قد يطلب منه عمليا االختيار بين تصرفين‬
‫! يبدو أن كليهما صحيح‬
‫ومن المؤكد أن غالبية التصرفات= الخاطئة تكون واضحة مثل السرقة أوالغش أوالقتل‪ ،‬فال أحد يقر هذه‬
‫التصرفات بالطبع‪ ،‬ولكن المشكلة ليست في هذه الحاالت الواضحة‪ ،‬وإنما تكمن المشكلة في ما الذي يجب‬
‫علينا أن نفعله ؟ السؤال الصعب حقيقة هو " ما الذي يجب أن نفعله؟ ولنأخذ على ذلك بعض األمثلة العملية‬
‫‪:‬على المعضالت األخالقية التي تواجهنا طول الوقت‬
‫فمثالً‪ :‬من الصواب طبعا أن يحافظ= المعلم على األسرار التي يبوح بها التلميذ له‪ ،‬ومن الصواب أيضا أن‪ ‬‬
‫يتعاون المعلم مع المدير فيعطيه بعض المعلومات المهمة لحسن إدارة المدرسة‪ .‬فهل يجب على المعلم‬
‫التمسك بالمحافظة على السر؟ أم يجب أن يتعاون مع المدير ويعطيه المعلومات التي سبق له التعـــهد‬
‫بسريتها؟ وهل سيختلف الجواب إذا تعلق األمر بأمن المدرسة؟ أو باكتشاف مرتكب إحدى المخالفات‬
‫!الكبيرة؟ ما الذي يجب أن نفعله ؟‬
‫‪:-‬مفهوم أخالق مهنة التعليم‬
‫هي مجموعة من معايير السلوك الرسمية وغير الرسمية التي يستخدمها المعلمون كمرجع يرشد ‪               ‬‬
‫‪.‬سلوكهم= أثناء أدائهم لوظائفهم‪ ،‬وتستخدمها= اإلدارة والمجتمع للحكم على التزام المعلمين‬
‫ويقتضي ذلك وجود= دستور أو‪ ‬ميثاق أخالقي مهني يلتزم به أعضاؤه بتطبيقه في سلوكهم= اليومي ‪ ،‬‬
‫فاألخالق المهنية‪ ‬إذن هي معايير= تعد أساسا لسلوك أفراد المهنة المستحب ‪ ،‬والذي يتعهد أعضاء‬
‫‪ .‬المهنة‪ ‬التزامها‬
‫وإذا كانت األخالق المهنية ضرورة لكل‪ ‬فرد يعمل في مهنة ‪ ،‬فأنها= أكثر أهمية وضرورة لمن يعمل في مهنة‬
‫التعليم وذلك بسبب‪ ‬خطورة هذه المهنة التي تهدف إلى بناء شخصية اإلنسان بأبعادها كافة‪ ،‬فضال عن‬
‫‪.‬أهمية‪ ‬الدور الذي يلعبه المعلم في المؤسسة التربوية حيث تمتد آثار تربيته وتعليمه للطلبة إلى أجيال عديدة‬
‫ويمكن القول أن أخالقيات مهنة التعليم بشكل عام‪ ( ‬كمبادئ= وقواعد= ) يمكن أن تنطبق على جميع المعلمين‬
‫‪. ‬في العالم إال أن جوهر هذه‪ ‬األخالقيات ومضامينها تحكمها فلسفة المجتمع وارثه الحضاري= وظروفه‬
‫‪ :‬أخالق المهنة في اإلسالم‬
‫اهتم اإلسالم بالجانب األخالقي‪ ،‬وحدد= قيما ً وقواعد= أخالقية لكل جانب من جوانب الحياة‪ ،‬وقد اهتم المسلمون‬
‫بتلك التعاليم األخالقية اإلسالمية‪ ،‬وعملوا على تطبيقها في كافة جوانب حياتهم‪ ،‬فكانت من أهم عوامل‬
‫ازدهار حضارتهم‪ =،‬كما واكب ذلك االهتمام اهتمام مماثل من جانب المفكرين عامة والتربويين خاصة‪،‬‬
‫فصنفوا العديد من الرسائل والدراسات التي عنيت بأخالق المعلمين والمتعلمين وآدابهم على السواء‪ ،‬تلك‬
‫‪.‬األخالق التي تستمد= من اإلسالم ونظرته الشاملة لإلنسان والكون والحياة([‪)]5‬‬
‫والتعليم يعد ضرورة من ضرورات الحياة المعاصرة؛ إذ أن العلم طريق التقدم والنهضة والتفوق‪ .‬ولقد‬
‫استطاعت المجتمعات التي قامت على أساس من العلم أن تحصل على التفوق العلمي الذي مكنها من تلبية‬
‫‪.‬احتياجات شعوبها‪ ،‬ألنها اهتمت بالعلم ورفعت من شأنه وعملت على تطويره‬
‫وبما أننا نعيش في مجتمع إسالمي‪ ،‬فإن الفكر الذي يعكس حياتنا الثقافية في المجال التعليمي‪ ،‬هو الفكر‬
‫التربوي اإلسالمي بكل أصوله وركائزه ومحدداته ومقوماته وأساليبه‪ ‬؛‪ ‬ذلك أن الفكر اإلسالمي مبني على‬
‫هدي القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة‪ ،‬ولكي يحقق الفكر اإلسالمي أهدافه‪ ،‬يجب أن يصاحبه تطبيق‬
‫تربوي‪ ،‬وهذا التطبيق إنما يكون بالتربية التي تعتمد على منطلقات هذا الفكر ومسلماته ومبادئه وتترجمه إلى‬
‫واقع حي؛‪ ‬ولذلك فقد رفع اإلسالم من شأن المعلم‪ ،‬وجعل له منزلة كبيرة تقترب من منزلة األنبياء عليهم‬
‫صلوات هللا وسالمة‪ ،‬ورفع درجة العلماء إلى أعلى الدرجات‪ ،‬قال تعالى‪َ " :‬يرْ َف ِع هَّللا ُ الَّذ َ‬
‫ِين آ َم ُنوا ِم ْن ُك ْم‬
‫ت " ( المجادلة‪ ،‬آية‪ .) 11 :‬ويقابل تلك المنزلة التي يحظى بها المعلم في المجتمع‬ ‫ِين ُأو ُتوا ْالع ِْل َم د ََر َجا ٍ‬
‫َوالَّذ َ‬
‫اإلسالمي مسئوليات يفرضها عليه ذلك المجتمع‪ ،‬أهمها مسئوليته تجاه تالمذته‪ ،‬فالتالميذ= في أي فصل‬
‫‪.‬دراسي= إنما هم رعية والمسئول عنها هو المعلم‬
‫ومن هذا المنطلق فإن الفكر التربوي اإلسالمي قد أوجب على المعلم االلتزام بأخالق وآداب مثالية‪      ‬‬
‫عالية‪ ،‬تشمل جميع جوانب حياته وتحيط= بها‪ ،‬وتحكم مهنة التعليم وكل من امتهنها‪ ،‬كما تنبع منها مسئوليات‬
‫المعلم أوالً‪ ،‬ثم الصفات الخلقية التي البد أن تتوفر= في المعلم والمربي= المسلم حتى تكون نبراساً= لكل من لهم‬
‫شرف االنتساب لمهنة التعليم‪ ،‬ذلك أن الجانب الخلقي في شخصية المعلم شرط ضروري لنجاحه في تأثيره‬
‫على تالمذته‪ ،‬فمن أهم مسئولياته تجاههم غرس القيم الخلقية الحسنة في نفوسهم‪ =.‬فالتالميذ= ال يأخذون العلم‬
‫‪ .‬والمعلومات= عن المعلمين فحسب‪ ،‬بل إنهم يقتبسون من أخالقهم ويتأثرون بسلوكهم=‬
‫ولذلك فالمعلم في حاجة ماسة إلى الصفات الخلقية الطيبة حتى يؤثر= في تالمذته وينجح في مهنته‪ ،‬حيث أن‬
‫هناك مسئوليات= وواجبات= على المعلم أن يلتزم بها نحو ربه وخالقه أوالً ونحو= نفسه وتجاه مهنته وتالمذته‬
‫‪:‬والمستفيدين منه‪ ،‬وزمالئه في العمل‪ ،‬وكذلك تجاه المسئولين وأولياء األمور والمجتمع بشكل عام منها‬
‫‪ .‬أن يقصد باشتغاله بالعلم وجه هللا تعالى‪1. ‬‬
‫‪.‬أن يكون المعلم نظيفا ً في جسمه وملبسه‪ ،‬أنيقا ً في هيئته‪ ،‬طيبا ً في رائحته‪ ،‬جميالً في مظهره‪2. ‬‬
‫"أن يكون متواضعاً‪ .‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" =:‬وما تواضع أحداً هلل إال رفعه‪3. ‬‬
‫أن يكون قدوة حسنة لتالمذته في كل شيء‪ ،‬حيث يطالب الغزالي المعلم بأن يكون عامالً بعلمه فال يكذب‪4. ‬‬
‫‪ .‬قوله فعله‬
‫‪.‬أن يعامل التالميذ بالحسنى واللين والرفق‪ ،‬وأن يجريهم مجرى بنيه في الشفقة عليهم‪5. ‬‬
‫‪ .‬أن يسعى في مصالح الطلبة وجمع قلوبهم‪ ،‬ومساعدتهم بما تيسر له من جاه ومال عند قدرته على ذلك‪6. ‬‬
‫أن يكون لدى المعلم القدرة على تنمية قدراته باستمرار‪ ،‬الزدياد فعاليته سنوياً‪ ،‬وذلك بعدم االكتفاء‪7. ‬‬
‫‪ .‬بتكرار= الخبرات السابقة‬
‫واجبات المعلم المهنية([‪ )]6‬‬
‫‪:‬واجبات مهنية عامة‬
‫على المعلم أن‪ ‬يكون مطلعا ً على سياسة التعليم وأهدافه ساعيا ً إلى تحقيق هذه األهداف المرجوة وأن‪ ‬يؤدي‪-‬‬
‫‪.‬رسالته وفق األنظمة المعمول بها‬
‫االنتماء إلى مهنة التعليم وتقديرها= واإللمام بالطرق العلمية التي‪ ‬تعينه على أدائها وأال يعتبر التدريس مجرد‪- ‬‬
‫‪.‬مهنة يتكسَّب‪ ‬منها‬
‫االستزادة من المعرفة‪ ‬ومتابعة كل جديد ومفيد وتطوير إمكاناته المعرفية والتربوية‪- 0‬‬
‫‪.‬األمانة في العلم وعدم كتمانه ونقل ما تعلمه إلى‪ ‬المتعلمين‪- ‬‬
‫معرفة متطلبات‪ ‬التدريس‪ :‬على المعلم أن يحلل محتوى= المنهج من بداية العام الدراسي ليحدد على‪- ‬‬
‫‪.‬أساسه‪ ‬طرائق تدريسه حتى تتناسب مع أنماط تعلم طالبه‬
‫‪.‬المشاركة في الدورات التدريبية وإجراء الدراسات التربوية والبحوث‪ ‬اإلجرائية‪- ‬‬
‫‪:‬واجبات‪ ‬المعلم نحو‪ ‬مدرسته‬
‫‪.‬االلتزام بواجبه‪ ‬الوظيفي واحترام القوانين واألنظمة‪- ‬‬
‫‪.‬تنفيذ المناهج واالختبارات حسب األنظمة والتعليمات المعمول‪ ‬بها‪- ‬‬
‫‪.‬التعاون مع المجتمع‪ ‬المدرسي‪- ‬‬
‫‪.‬المساهمة في‪ ‬األنشطة المدرسية المختلفة‪- ‬‬
‫‪.‬المساهمة في حل المشكالت المدرسية‪- ‬‬
‫‪.‬توظيف= الخبرات الجديدة‪- ‬‬
‫‪:‬واجبات المعلم نحو الطالب‬
‫‪.‬غرس القيم واالتجاهات= السليمة من خالل‪ ‬التعليم‪-                ‬‬
‫‪.‬القدوة الحسنة‪ ‬لطالبه في تصرفاته وسلوكه وانتمائه وإخالصه‪-                ‬‬
‫‪.‬توجيه الطالب وإرشادهم= وتقديم النصح لهم‪ ‬باستمرار=‪-                ‬‬
‫‪.‬تشجيع الطالب‪ ‬ومكافأتهم=‪-                ‬‬
‫‪.‬مراعاة الفروق‪ ‬الفردية والوعي بطبيعة المتعلمين وخصائصهم النمائية‪ ‬المختلفة‪-                ‬‬
‫‪.‬المساواة في‪ ‬التعامل مع الطالب‪-                ‬‬
‫‪.‬تعريف=‪ ‬الطالب بأهمية وفائدة ما يدرس لهم وأهمية ذلك في حياتهم‪-                ‬‬
‫اإلخالص‪ ‬في القول والعمل؛ وهذا ما يجعل الطلبة‪ ‬يقدرون المعلم ويهتمون بالدروس التي يلقيها‪-                ‬‬
‫‪ ،‬ويثقون في ما يقوله ويكونون آذانا ً صاغية‪ ‬وقلوباً= متفتحة ‪ ،‬وينقادون له طائعين مختارين لشعورهم بأنه‬
‫أب مرب لهم فال يظهر‪ ‬منهم ما يخل بآداب السلوك‪0‬‬
‫إشاعة روح المحبة والمودة واأللفة والوئام بينه وبين الطلبة‪ ، ‬وهذا من شأنه إزالة التوتر‪-                ‬‬
‫والخوف العصبي واالنقباض العقلي ‪ ،‬ويشيع في الصف‪ ‬الشعور= الفياض بالسعادة الغامرة ؛ ألن حب المعلم‬
‫‪.‬يستدعي بالضرورة حب المادة التي‪ ‬يعلمها ‪ ،‬والمحبة أساس النجاح والتوفيق= في أي عمل‬
‫‪:‬واجبات المعلم نحو المجتمع‪ ‬المحلي‬
‫‪.‬القيام‪ ‬بدور‪ ‬القائد الواعي الذي يعرف= القيم والمثل واألفكار التي تحكم سلوك‪ ‬المجتمع ‪-‬‬
‫معرفة قضايا= المجتمع والمتغيرات‪ ‬والتحديات التي يمر بها ‪،‬والتفاعل مع المجتمع والتواصل ‪-‬‬
‫‪.‬اإليجابي‪ ‬معه‬
‫‪.‬أن‪ ‬تتكامل رسالة‪ ‬المعلم مع رسالة األسرة في التربية الحسنة ألبنائها ‪-‬‬
‫‪ .‬كما توجد لكل مهنة أخالقياتها الخاصة بها و التي تحكم سلوك أعضائها‪ ‬وتقاليدهم= ومعايير انتقائهم ‪-‬‬
‫‪:‬قانون الخدمة المدنية العماني ‪ ‬وحقوق الموظف وواجباته‬
‫خلصت المادتين(‪ )104()103‬من قانون الخدمة المدنية واجبات الموظفين ومحظوراتهم= والمتمثلة في‬
‫‪ :‬اآلتي‬
‫‪:-‬أوال‪ :‬الواجبات‬
‫الوظائف العامة تكليف للقائمين بها هدفها= خدمة المواطنين تحقيقا للمصلحة العامة ويجب على الموظف=‬
‫‪:‬مراعاة أحكام هذا القانون وغيره من القوانين واللوائح ويجب عليه بصفه خاصة‬
‫‪.‬أ ) أن يقوم بنفسه بالعمل المختص به وأن يؤديه بدقه وأمانة‬
‫‪.‬ب ) أن يحافظ على كرامة الوظيفة وأن يسلك في تصرفاته المسلك الالئق بها‬
‫ج ) أن يحافظ على االنتظام في العمل وااللتزام= بمواعيده الرسمية وأن يخصص وقت‪ ‬العمل الرسمي ألداء‬
‫‪.‬واجباته الوظيفية على أن يضع رئيس الوحدة القواعد التي تكفل ذلك‬
‫د ) أن ينفذ كل ما يصدر= إليه من أوامر بدقه وأمانه وذلك في حدود القوانين‪ ‬واللوائح والنظم= المعمول بها‪ ‬‬
‫ويتحمل كل رئيس مسؤولية األوامر التي تصدر منه كما‪ ‬يكون مسئوال عن سير العمل في حدود اختصاصه‬
‫‪0‬‬
‫‪.‬هـ ) أن يتقيد في إنفاق أموال الدولة بما تفرضه األمانة وما يوجبه الحرص عليها‬

‫‪:‬ثانيا ‪ :‬المحظورات‬
‫أ ) الجمع بين وظيفته وأية وظيفة أخرى بالجهاز االدارى للدولة إال إذا اقتضت المصلحة العامة تكليفه‬
‫‪.‬بأعباء وظيفة أخرى بصفة مؤقتة بمقابل وذلك وفقا للقواعد والشروط= التي تحددها‪ ‬الالئحة‬
‫ب ) إفشاء األمور التي يطلع عليها بحكم وظيفته إذا كانت سريه بطبيعتها‪ ‬أو بمقتضى تعليمات تصدر= بذلك‬
‫‪.‬ويستمر هذا الحظر قائما بعد انتهاء العالقة الوظيفية‬
‫‪.‬ج ) القيام أو االشتراك= في ترويج األقاويل الكاذبة واإلشاعات التي تمس أجهزة الدولة‬
‫د ) اإلفضاء= بأي تصريح أو معلومات أو بيانات تتصل بإعمال وظيفته عن طريق= الصحف أو غيرها من‬
‫‪.‬طرق= النشر إال إذا كان مصرحا= له بذلك من السلطة المختصة‬
‫هـ ) النشر أو اإلدالء بتصريح في الصحف أو غيرها بما يترتب عليه‪ ‬اإلضرار= بالمصلحة العامة للدولة‬
‫‪:‬وعلى األخص ما يأتي‬
‫‪.‬عرقلة تنفيذ أية خطه حكومية‪-      ‬‬
‫‪.‬إساءة العالقات بين الحكومة‪ ‬وحكومة أية دولة أخرى‪- ‬‬
‫‪.‬إساءة العالقات بين الموظفين ‪ -‬‬
‫‪.‬و ) اإلهمال أو التقصير الذي يترتب عليه ضياع حق من الحقوق‪ ‬المالية للدولة‬
‫‪.‬ز ) القيام بأي نشاط سياسي محظور=‬
‫‪.‬ح ) تنظيم أو االشتراك‪ ‬في تنظيم اجتماعات داخل مكان العمل دون إذن من السلطة المختصة‬
‫‪.‬ط ) استغالل‪ ‬وظيفته لتحقيق أغراض شخصيه‬
‫ى ) تقديم أية شكوى كيدية ضد أحد من زمالئه أو‪ ‬رؤسائه أو ضد أحد المسؤولين سواء في الوحدة التي‬
‫‪.‬يعمل بها أو في وحدة أخرى‬
‫‪.‬ك‪) ‬قبول هدية أو مكافأة أو عمولة من أي نوع يكون لها تأثير على قيامه بواجبات وظيفته‬
‫‪:‬المدرسة مؤسسة أخالقية‬
‫إن وظيفة المدرسة مزدوجة‪ :‬تربية وتعليم‪ ،‬وكما نالحظ فإن التربية تسبق التعليم‪ ،‬وال يختلف اثنان على أن‬
‫التربية الصحيحة هي المدخل السليم إلى التعليم الجيد؛ ألنك إذا أحسنت تنشئة الطالب خلقيا‪ ،‬فاألرجح انه‬
‫سيكون أكثر إقباال على التعلم وأكثر= قدرة عليه‪ .‬فالتربية الخلقية مطلوبة لذاتها‪ ،‬ومطلوبة كوسيلة لتحقيق‬
‫‪.‬التعلم األفضل‬
‫فالمدرسة مؤسسة تعنى ببناء الطالب خلقيا وتلك مسئوليتها= األساسية‪ ،‬وبالتالي= تكون المدرسة مؤسسة‬
‫أخالقية بالطبيعة‪ ،‬وعليها خلق بيئة أخالقية مناسبة لتحقيق النمو الخلقي للطالب‪ ،‬وإال عجزت بالضرورة‬
‫عن النهوض برسالتها= "ففاقد الشئ ال يعطيه" ومن هنا تظهر أهمية البيئة المدرسية من الناحية األخالقية‬
‫‪:-‬وذلك وفق= ([‪)]7‬ما يلى‬
‫‪ :‬غرس الوعي باألثر الخلقي ‪-‬‬
‫يجب أن يدرك جميع المعلمين اآلثار األخالقية لكل سياساتهم وتصرفاتهم= وأقوالهم‪  =.‬فالمدير إذا كان عادالً‬
‫بين المعلمين فإنه ينشر ثقافة العدل‪ ،‬والمعلم إذا يميز بين التالميذ يحارب ثقافة العدل‪ .‬ولو حدث أن طالبا ً‬
‫حرم من المكافأة يحارب ثقافة العدل‪ .‬ولو حدث أن طالبا حرم من المكافأة لصالح طالب آخر بغير حق فإن‬
‫األثر األخالقي= المترتب يتجاوز= الطالب المظلوم= إلى الطالب المميز‪ ،‬إلى المعلم المسئول‪ ،‬إلى باقي المعلمين‬
‫والطالب‪ ،‬إلى إدارة المدرسة‪ ،‬بل والى المجتمع كله في نهاية األمر‪ .‬ولو أن تصحيح كراسات اإلجابة لم‬
‫يكن دقيقا‪ ،‬أو أن المعلمين لم يعطوا= العناية الواجبة في التصحيح‪ ،‬فان األثر األخالقي يتجاوز المستفيدين أو‬
‫المتضررين إلى باقي= الطالب الذين ستهتز ثقتهم بالنظام‪ ،‬وسيفقد النظام مصداقيته‪ ،‬وتتراجع قيم االلتزام‬
‫واإلتقان وأداء الواجب والعدل لصالح قيم االستسهال والتسرع وعدم احترام الواجب وعدم االكتراث لتكافؤ‬
‫الفرص وعدم ربط الجهد بالعائد‪ .‬ونؤكد أن األثر ليس فقط على أطراف الموقف‪ ،‬وإنما األثر في النهاية‬
‫‪.‬على المجتمع كله‬
‫‪ :‬االلتزام الخلقي ‪-‬‬
‫والمقصود هنا أن الوعي بحجم ونوع= اآلثار الخلقية للتصرفات ال يكفى لخلق البيئة األخالقية بالمدرسة‪،‬‬
‫وإنما أن يتطور= الوعي إلى االلتزام‪ .‬أي أن يصاحب االلتزام الخلقي ما نحققه من وعى خلقي‪ .‬والمطلوب‬
‫هنا هو التزام خلقى على مستوى= الفرد وعلى مستوى= المجموع‪ ،‬فيقبل المعلم ويتحمل مسئوليته بشأن‬
‫‪.‬أخالقياته هو كفرد ‪ ،‬وبشأن أخالقيات المدرسة ككل‬
‫لماذا ينبغي أن نهتم بأخالق المهنة ؟‬
‫إن االلتزام بأخالق العمل يسهم في تحسين المجتمع بصفة عامة‪ ،‬حيث تقل الممارسات غير العادلة‪ ،‬ويتمتع‬
‫الناس بتكافؤ= الفرص‪ ،‬ويجنى كل امرئ ثمرة جهده‪ ،‬أو يلقى جزاء تقصيره‪ ،‬وتسند األعمال لألكثر كفاءة‬
‫وعلماً‪ ،‬وتوجه الموارد لما هو أنفع‪ ،‬ونضيق= الخناق على المحتالين واالنتهازيين‪ ،‬وتوسع الفرص أمام‬
‫‪: -‬المجتهدين‪ .‬كل هذا وغيره يتحقق إذا التزم الجميع باألخالق([‪ )]8‬كما إنها تؤدي إلى‬
‫دعم الرضا واالستقرار= االجتماعيين بين غالبية الناس‪ ،‬حيث يحصل كل ذي حق على حقه ويسود= العدل ‪-‬‬
‫في التعامالت والعقود واإلسناد= وتوزيع الثروة‪ ....‬الخ وكل ذلك يجعل غالبية الناس في حالة رضا‬
‫‪.‬واستقرار=‬
‫‪.‬توفر= بيئة مواتية لروح الفريق وزيادة اإلنتاجية‪ ،‬وهو ما يعود بالفائدة على الجميع ‪-‬‬
‫‪.‬زيادة ثقة الفرد بنفسه وثقته بالمنظمة والمجتمع‪ ،‬ويقلل القلق والتوتر= بين األفراد= ‪-‬‬
‫تقلل تعريض المؤسسات للخطر ألن المخالفات والجرائم= والمنازعات تقل؛ حيث يتمسك الجميع بالقانون ‪-‬‬
‫‪.‬الذي هو أوالً وأخيراً قيمة أخالقية‬
‫يشجع االلتزام بمواثيق= أخالقية صارمة على اللجوء في التعامل إلى الجهات الملتزمة أخالقياً‪ ،‬وبالتالي ‪-‬‬
‫‪.‬تنجح الممارسات= الجيدة في طرد الممارسات السيئة‬
‫إن وجود= مواثيق أخالقية معلنة يوفر= المرجع الذي يحتكم إليه الناس ليقرروا السلوك الواجب أو ليحكموا ‪-‬‬
‫‪.‬على السلوك الذي وقع فعال‬
‫‪:‬نحو ميثاق مهني للتعليم‬
‫الميثاق هو عهد بين طرفين أو أكثر يلتزم به اإلنسان فكراً وسلوكاً= أمام هللا ونحو نفسه واآلخرين وتترتب‬
‫عليه واجبات وحقوق لألطراف المعنية وبذلك فإن الميثاق= المهني للتعليم هو وثيقة عهد يلتزم بها المعلمون ‪،‬‬
‫يتضمن قواعد ومبادئ= مهنية وأخالقية ‪ ،‬للواجبات التي تصف السلوك المتوقع منهم عند إنجاز مهامهم‬
‫التربوية والتعليمية داخل المدرسة وخارجها= ويطبقونها= بأمانة وإخالص أمام هللا سبحانه وتعالى= ونحو‬
‫أنفسهم ومهنتهم وطلبتهم= وزمالئهم= وأولياء= أمور= طلبتهم= ومجتمعهم‪ ،‬بإزاء ذلك يعترف المجتمع بحقوقهم‬
‫ويمكنهم مهنيا واجتماعيا واقتصادي= اداء رسالتهم‪ =.‬وتشير األدبيات التربوية أن جهودا غير قليلة قد بذلت في‬
‫اعتماد مواثيق لمهنة التعليم‪  .‬فقد قامت هيئات وأنظمة تربوية في عدد من دول العالم‪ ‬بمحاوالت كثيرة‬
‫لتحديد أخالقيات مهنة التعليم ‪ .‬ومن أمثلة ذلك الدستور= الذي وضعته‪) ‬اللجنة الوطنية للتربية و المعايير‬
‫المهنية للمعلمين في أمريكا) منذ عام ‪1924‬وبعد خمسة سنوات أي في عام ‪ 1929‬تم تبني الدستور=‬
‫األخالقي لمهنة التعليم ‪ .‬كما تم‪ ‬وضع ميثاق أخالقي لمهنة التعليم في ألمانيا الذي تضمن ادوار المعلم وعمله‬
‫مع طلبته وزمالئه وأولياء أمور طلبته ‪ .‬وميثاق حقوق وواجبات المعلم في بولندا الذي أكد على أهمية ربط‬
‫‪.‬الميثاق بمتطلبات اإلصالح المستقبلي للنظام التربوي وبناء أنموذج شخصية المعلم ودوره في حياة المجتمع‬
‫أما في الوطن العربي فقد اعتمد مؤتمر وزراء التربية والتعليم= العرب الذي عقد عام ‪ 1968‬ميثاق المعلم‬
‫العربي الذي تكون من‪ 19 ‬مادة مع تحديد قسم المهنة‪ ،‬كما قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم‬
‫بتقديم ( دستور= أخالقي لمهنة التعليم ) قدم إلى الحلقة الدراسية التي عقدت‪ ‬في مسقط عام ‪ ،1979‬أما مكتب‬
‫التربية العربي لدول الخليج فقد اعتمد وثيقة بعنوان (إعالن مكتب التربية العربي لدول الخليج ألخالق مهنة‬
‫‪.‬التعليم ) عام ‪ ،1985‬كما قامت‪ ‬أقطار عربية منفردة بإعداد مواثيق= بشان الموضوع=‬
‫أما في مجال البحوث و الدراسات التي تناولت أخالقيات مهنة التعليم في عدد من الدول األجنبية فنشير=‬
‫إلى ‪ :‬دراسات على مهنة التعليم في مجاالت تعليم أخالق المهنة ‪ ،‬واألخالق= و التعليم ‪ ،‬واألخالق= المهنية في‬
‫‪.‬التربية العامة ‪ ،‬الميثاق األخالقي للمرشدين التربويين في مجال اإلرشاد= العيادي – اإلكلينيكي=‬
‫وفي وطننا العربي فقد أجريت مجموعة من الدراسات و البحوث نذكر منها دراسة عن مدى التزام المدير‬
‫‪.‬والمعلم بالقواعد األخالقية لمهنة التعليم ‪ ،‬وأخالقيات مهنة اإلدارة المدرسية وغيرها‬
‫‪:‬التقويم والرقابة المهنية وانعكاساتها على أخالقيات مهنة التعليم‬
‫التقويم جزء اليتجزأ من عملية اإلنتاج في مهنة ما‪ ،‬ومقوم أساسي من مقوماتها‪،‬ويواكبها= في جميع مراحلها‬
‫كما يستخدم= التقويم كمعزز= ألداء األفراد وفي إيجاد الدوافع عندهم للمزيد من العمل واإلنتاج من خالل‬
‫‪.‬التوظيف= الجيد للتغذية الراجعة‬
‫ولقد ظهرت فكرة تقويم العمل في الوظائف= والمهن منذ الوقت الذي نشأت فيه العالقات بين رب العمل‬
‫والعامل وتطورت مع قيم الثورة الصناعية في القرن التاسع عشر وظهور حركة اإلدارة العلمية الحديثة‪،‬‬
‫‪.‬ويعد فريدريك تيلر من أوائل الذين نادوا بوجوب تقويم الوظائف= عام ‪1880‬م‬

‫‪ :‬ومن األهداف واألغراض لتقويم الوظائف= ما يلي([‪)]9‬‬


‫‪.‬وضع سياسة عامة لدفع األجور وفق نظام عادل حسب نوع ومقدار المسؤوليات= والواجبات ‪-‬‬
‫‪.‬يساعد على األمن المهني بين اإلدارة واألفراد‪-  ‬‬
‫‪.‬يضع أسس النقل والترقية في المؤسسة‪-  ‬‬
‫‪.‬يساعد في توضيح نوع ومقدار كل وظيفة وسلطاتها ومسؤولياتها= وواجباتها= ‪-‬‬
‫‪:‬وتعتمد= كل مؤسسة على وضع برنامج خاص لتقويم الوظائف من خالل‬
‫تقويم أداء األفراد ( بمعنى ترتيبهم= تصاعديا وتنازليا ً حسب مقدرتهم= وخبرتهم= وعاداتهم الشخصية أي انه ‪-‬‬
‫‪.‬وسيلة لقياس مقدرة األفراد)‬
‫‪.‬وتقويم= الوظائف ( الذي هو وسيلة لدراسة درجة الصعوبة في ممارسة الوظائف= أو القيام بها) ‪- ‬‬
‫‪:‬ومن الكفايات التي ينبغي توافرها= في العامل ما يلي‬
‫‪.‬الصفات الشخصية العامة ‪-‬‬
‫‪.‬الصفات الشخصية ذات العالقة بطبيعة العمل ‪-‬‬
‫‪.‬الصفات المرتبطة بقدرة العامل في المهنة على تحقيق األهداف المبتغاة ‪-‬‬
‫‪.‬الصفات المرتبطة بقدرة العامل في المهنة على إدراكه لمحتوى= العمل ‪- ‬‬
‫‪.‬الصفات المرتبطة بالقدرة على القيام باألنشطة واألساليب= ‪-‬‬
‫‪.‬الصفات المرتبطة بالقدرة ‪ ‬بأساليب المتابعة والتقويم= ‪-‬‬
‫‪.‬الصفات المرتبطة بالعالقات مع المرؤوسين والرؤساء= والزمالء والمجتمع ‪-‬‬
‫‪ :‬تصور مقترح نحو إعداد دستور مهنة التعليم في سلطنة عمان‬
‫‪ :‬مبررات إعداد دستور لمهنة التعليم في السلطنة ‪-‬‬
‫عدم وجود دستور= أو ميثاق مهني رسمي ‪ ‬للتعليم في السلطنة ‪ ‬يحدد الواجبات والحقوق وطبيعة‪ ‬العالقات ‪1-‬‬
‫‪ .‬التي تربط بين العاملين في مهنة التعليم‬
‫‪.‬يعتبر التعليم رسالة ومهنة لها قواعد أخالقية تنبثق من فلسفة المجتمع العماني‪ ،‬وقيمه ‪2-‬‬
‫‪ .‬تطور= الفكر التربوي= وتطبيقاته التربوية والنفسية ‪3-‬‬
‫‪ .‬تغير أدوار المعلم وإضافة مهمات جديدة له ‪4-‬‬
‫‪ .‬اختالف أساليب إعداد المعلمين ( الجامعات – كليات المعلمين) وتأهيلهم= ‪5-‬‬
‫تعزيز مسؤولية الدولة اتجاه التربية‪ ‬والتعليم بوصفها القاعدة االجتماعية الواسعة مع ضرورة تنشئة ‪6-‬‬
‫‪ .‬الجيل الجديد على أسس أخالقية يتحلى بها المعلم ويتصرف= على ضوئها= وبما يعزز القيم الخلقية للطالب‬
‫توحيد عملية تقويم سلوك المعلمين وتوجيههم من قبل إدارة المدارس و المشرفين‪ ‬التربويين وفق معايير ‪7-‬‬
‫‪ .‬عملية موحدة بما يحقق العدالة‪ ‬واالطمئنان للجميع‬
‫‪:‬األهداف التي يسعى الدستور المهني لمهنة التعليم إلى تحقيقها ‪-‬‬
‫‪.‬تحديد واجبات المعلمين نحو أنفسهم ومهنتهم وطلبتهم= ومجتمعهم= داخل المدرسة خارجها= ‪1-‬‬
‫‪.‬توعية العاملين في مهنة التعليم بأهمية الدستور ودوره في‪ ‬تعزيز= مهنة التعليم واالرتقاء ‪ ‬بها ‪2-‬‬
‫‪ .‬اإلسهام في تعزيز مكانة المعلم االجتماعية و االقتصادية ‪3- ‬‬
‫‪ .‬التعريف= بحقوق المعلم على المجتمع نظير= تأديتهم واجباتهم= ومسؤولياتهم ‪4-‬‬
‫‪:‬مصادر مقترحة الشتقاق الميثاق ‪-‬‬
‫الشريعة اإلسالمية ( القرآن الكريم والسنة الشريفة) ‪-‬‬
‫‪.‬التشريعات= والقوانين والمراسيم= السلطانية ‪-‬‬
‫‪ .‬القيم والعادات والتقاليد ‪-‬‬
‫‪.‬فلسفة التربية في السلطنة ‪-‬‬
‫‪.‬األدب التربوي ‪-‬‬
‫‪:‬األبعاد المقترحة للميثاق ‪-‬‬
‫‪.‬بعد السمات الشخصية واألخالقية للمعلم ‪1-‬‬
‫‪.‬البعد التربوي للمعلم ‪2-‬‬
‫‪.‬البعد التعليمي ‪3-‬‬
‫‪.‬بعد العالقات اإلنسانية ‪4-‬‬
‫‪.‬بعد الوالء واالنتماء الوطني= والوظيفي ‪5-‬‬
‫‪:‬آلية تقويم مدى االلتزام بالميثاق ‪-‬‬
‫‪ .‬بطاقة تقييم األداء الوظيفي للمعلم ‪-‬‬

‫‪:‬الخالصة‬
‫إن اعتماد دستور مهني للتعليم أصبح ضرورة ومطلبا ً‪ ‬أساسيا ً من اجل االرتقاء بمهنة التعليم حيث‪ ‬إن‬
‫صياغة ميثاق لمهنة التعليم ونشره بين المعلمين‪ ،‬تعد وال شك خطوة حاسمة على طريق العمل التربوي=‬
‫الناجح‪ ،‬لكن تظل الخطوة األهم متابعة مدى اقتراب أداء المعلم وبعده عن االلتزام بمبادئ= الميثاق‪ ،‬وترجمة‬
‫مضامينه إجرائيا ً واعتماده كمقياس ألداء المعلم كجانب من جوانب نظام= المحاسبية في المؤسسات التعليمية‪.‬‬
‫فتقويم األداء الوظيفي للمعلم أحد أساليب المحاسبية الحديثة‪ ،‬لضمان استمرار= الدعم السخي للنظم التعليمية‪،‬‬
‫وبطاقة التقويم وسيلة من وسائل قياس أداء المعلم الذي هو بالضرورة مؤشر لكفاءة العملية التعليمية‪ ،‬كما أن‬
‫حافزا قويًا اللتزام المعلمين بمواده وبنوده وضمان تحقيق‬ ‫ً‬ ‫ارتباط مضمون الميثاق باألداء الوظيفي يعد‬
‫األهداف المبتغاة من وراء بنائه‪ .‬فضالً عن ما يحققه مضمون الميثاق= من تكامل واندماج بين الجانب‬
‫النظري والعملي في الميدان التربوي‪ ،‬إضافة إلى أن ارتباط= التقييم بما أقرته وزارة التربية والتعليم= من‬
‫ضوابط للمهنة يضفي عليه طابع الموضوعية‪ ،‬والركون لمصداقية عالية له‪ ،‬هذا عدا ما يمكن أن يسهم فيه‬
‫هذا الربط من ظهور اختبارات ومعايير= ومؤشرات تتعلق بالنمو المهني لشاغلي الوظائف= التعليمية‪،‬‬
‫واستمرارهم في اكتساب مهارات ومعارف= متجددة مع احتياجات المهنة ومتطلبات تطور= المنظمة‬
‫‪.‬التعليمية‪،‬العتماد نظام الترخيص لمهنة التعليم([‪)]10‬‬

‫المراجع‬
‫القرآن الكريم= ‪ -‬سورة الرحمن اآليات‪ 1-   04-1‬‬
‫سمان‪ ،‬رويدة عبدالحميد ‪:‬تقويم المعلم في ضوء ميثاق أخالق المهنة‪ ،‬مجلة المعرفة العدد – ‪ 2‬‬
‫‪167 www.almarefh.org  ‬‬
‫عفيفي‪ ،‬صديق محمد(‪ :)2003‬أخالق المهنة لدى أستاذ الجامعة ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬وكالة األهرام للتوزيع ‪ ،‬ص ‪3-‬‬
‫‪33 - 31‬‬
‫عفيفي‪ ،‬صديق محمد(‪ :)2005‬أخالق المهـنة لدى المعلم‪ ،‬جامعة الدول العربية المنظمة العربية للتنمية – ‪4‬‬
‫‪.‬اإلدارية‬
‫الفقيه‪ ،‬أفراح أحمد محمد (‪ :)2008‬مدى تمثل معلمي المرحلة األساسية ألخالق مهنة التعليم من – ‪5‬‬
‫‪.‬المنظور= التربوي اإلسالمي‪ ،‬رسالة ماجستير= غير منشورة‪ ،‬كلية التربية‪ ،‬جامعة صنعاء‪ ،‬الجمهورية اليمنية‬
‫المنتدى التربوي ‪ :‬قوانين مهنة المعلم حقوقه وواجباته ‪،‬مارس ‪ 2005‬موقع وزارة التربية والتعليم ‪ 6-‬‬
‫‪ www.moe.om‬سلطنة عمان‬
‫‪" www.dafatir.com‬موقع منتديات دفاتر= تربوية‪7 - ‬‬
‫مرعي‪ ،‬توفيق= و بلقيس‪ ،‬احمد(‪ :)1993‬أخالقيات مهنة التعليم‪ ،‬مسقط‪ ،‬شركة مطبعة عمان ومكتباتها‪8- ‬‬
‫‪.‬المحدودة‬
‫أخالقيات العمل مدخل لزيادة اإلنتاجية‪ ،‬العدد الخامس – السنة‪ Smart ideas:‬مجلة األفكار الذكية ‪9-‬‬
‫‪.  ‬األولى (‪)2007‬‬

‫‪  10 - Blackington III and Patterson, (1991). “ School Society and the Professional‬‬
‫‪Education”, N.Y.Holt Rinehart and Winston Inc.p.6 .‬‬

You might also like