You are on page 1of 22

‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫تمهيد‬

‫تعد دوافع المتعمم عوامل أساسية غاية في األىمية‪ ،‬إذ ال تقل أىمية عن قدراتو‬
‫العقمية‪ ،‬وميارات التفكير لديو؛ ألنو بدون الدافعية لن يبذل أي جيد في سبيل تعممو‪ ،‬حتى‬
‫وان امتمك القدرة عمى الدراسة والفيم والتحصيل (‪ )Child,1986‬فالدافعية إحدى مبادئ‬
‫التعمم الجيد‪ ،‬حيث تدفع الفرد نحو بذل مزيد من الجيد والطاقة لتعمم مواقف جديدة‪ ،‬أو‬
‫حل المشكالت التي تواجيو (سميمان‪.)2005 ،‬‬

‫و سنتناول في ىذا الفصل العناصر التالية ‪ :‬مفيوم الدافعية ‪ ،‬مفاىيم ذات صمة بالدافعية‬
‫‪ ،‬النظريات المفسرة لمدافعية ‪ ،‬أنواع الدوافع و تقسيماتيا ‪ ،‬تعريف دافعية التعمم ‪ ،‬عناصر‬
‫دافعية التعمم ‪ ،‬العوامل المؤثرة في دافعية التعمم ‪ ،‬و أخي ار دور المعمم في إثارة دافعية‬
‫التعمم‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -1‬مفهوم الدافعية ‪:‬‬

‫بدأ الحديث عن مصطمح الدافعية حين بدأ الحديث عنيا في كتابات تتشر و أنجل‬
‫من عمماء النفس ذوو النزعة الوظيفية الذين كانوا يؤكدون عمى أن فيمنا لعمم النفس‬
‫ينبغي أن ال يقتصر عمى فيمنا لما يدور في الشعور فحسب ‪ ،‬بل يتناول كذلك عالقة‬
‫األحداث الداخمية الباطتية و االحداث أو العالقات الخارجية ‪ .‬و أول من استخدم ىذا‬
‫المصطمح بشكل فعمي (( سالي )) حيث قال ‪ :‬إن الرغبة التي تسبق الفعل أو السموك و‬
‫تحدده تسمى القوة الدافعة أو المثير الدافع‪(.‬جودت بني جابر‪،2004،‬ص ‪)241‬‬

‫كما يحاول البعض من الباحثين مثل – أتكنسون ‪ -‬التمييز بين مفيوم "الدافع" "‬
‫‪ "Motive‬و مفيوم "الدافعية" " ‪ "Motivation‬عمى أساس أن الدافع ىو عبارة عن‬
‫استعداد الفرد لبذل الجيد أو السعي في تحقيق أو إشباع ىدف معين‪ ،‬أما في حالة دخول‬
‫ىذا االستعداد أو الميل إلى حيز التحقيق الفعمي‪ ،‬فإن ذلك يعني الدافعية باعتبارىا عممية‬
‫نشطة‪.‬‬

‫وعمى الرغم من محاولة البعض التمييز بين المفيوم‪ ،‬فإنو ال يوجد حتى اآلن ما‬
‫يبرر مسألة الفصل بينيما‪ .‬ويستخدم مفيوم الدافع كمرادف لمفيوم الدافعية حيث يعبر‬
‫كالىما عن المالمح األساسية لمسموك المدفوع ‪ ،‬و إن كانت الدافعية ىي المفيوم األكثر‬
‫عمومية‪( .‬عبد المطيف خميفة ‪ ،2000 ،‬ص‪)67‬‬

‫و في ضوء ذلك فإن " الدافعية " أو " الدافع " يشيران الى نفس المفيوم‪.‬‬

‫و يستخدم مفيوم الدافعية لالشارة إلى ما يحض الفرد عمى القيام بنشاط سموكي‬
‫معين ‪ ،‬و توجيو ىذا النشاط نحو وجي ة معينة ‪ .‬و يفترض معظم الناس أن السموك‬
‫وظيفي‪ ،‬أي أن الفرد يمارس سموكا معينا بسبب ما يتمو ىذا السموك من نتائج و عواقب‬
‫تشبع بعض حاجاتو أو رغباتو‪( .‬جودت بني جابر‪،2004،‬ص ‪)241‬‬

‫‪46‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -2‬تعريف الدافعية‪:‬‬

‫نعرض فيما يمي لبعض التعريفات التي قدميا الباحثون لمفيوم الدافع أو الدافعية‬
‫و ذلك عمى النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ -‬تعريف "محمد عودة الريماوي"‪ :‬ىي عممية أو سمسمة من العمميات تعمل عمى إثارة‬
‫السموك الموجو نحو ىدف‪ ،‬وصيانتو والمحافظة عميو وايقافو في نياية المطاف‪( .‬محمد‬
‫عودة الريماوي‪ ، 2004 ،‬ص ‪.)201‬‬

‫‪ -‬و تعرف الدافعية أيضا بأنيا ‪:‬مثير داخمي يحرك سموك األفراد و يوجيو لموصول إلى‬
‫ىدف معين (قطامي و قطامي ‪)2000،‬‬

‫‪ -‬و يشير مصطمح الدافعية إلى مجموع الظروف الداخمية والخارجية التي تحرك الفرد من‬
‫أجل إعادة التوازن الذي اختل فيي بيذا المفيوم يشير إلى نزعة لموصول إلى ىدف معين‬
‫وىذا اليدف قد يكون إلرضاء حاجات داخمية أو رغبات داخمية‪( .‬قطامي و عدس ‪،‬‬
‫‪)2002‬‬

‫‪ -‬وحسب العتوم ( ‪ ) 2005‬فالدافعية تشير إلى مجموعة الظروف الداخمية التي تحرك‬
‫الفرد لسد نقص أو حاجة معينة سواء كانت بيولوجية أو نفسية أو اجتماعية لذلك جاء‬
‫مفيوم الدافع مرتبطا بمفيوم الحاجة ‪ Need‬وتسعى إلى إزالة التوتر والقمق والتي تحدثيا‬
‫الحاجة وبذلك يحدث حالة من التوازن والتكيف وأن وظيفة الدوافع كحالة سيكولوجية‬
‫داخمية ىي إشباع حاجات الفرد والمحافظة عمى توازنو‪.‬‬

‫‪ -‬ويعرف جوتفريد (‪ )Gottfried,1990‬الدافعية بأنيا‪ :‬مثابرة الطمبة واستمتاعيم بالتعمم‬


‫واالىتمام بكل جديد‪ ،‬وحب االستطالع‪ ،‬والتواصل في التعمم‪ ،‬وانجاز الميام الصعبة‪،‬‬
‫وادراك الكفاءة والتفوق في األعمال التي يقومون بيا‪.‬‬

‫‪ -‬أما بارون ( ‪ ) Baron ,1998‬فيرى أنيا طاقة أو محرك ىدفيا تمكين الفرد من‬
‫اختيار أىداف معينة والعمل عمى تحقيقيا‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -‬تعريف "مروان أبو حويج"‪ :‬ىي الطاقة الكامنة في الكائن الحي التي تدفعو ليسمك‬
‫سموكا معينا في العالم الخارجي‪ ،‬وىذه الطاقة ىي التي ترسم لمكائن الحي أىدافو وغاياتو‬
‫لتحقيق أحسن تكيف ممكن مع بيئتو الخارجية‪( .‬مروان أبو حويج‪ ، 2004 ،‬ص ‪)14‬‬

‫‪-‬عرف يونج ‪ yong T. P :‬الدافعية من خالل المحددات الداخمية بأنيا عبارة عن‬
‫حالة استثارة و توتر داخمي تثير السموك و تدفعو إلى تحقيق ىدف معين‪.‬‬

‫‪ -‬و عرف ماسمو ‪ Maslow.H.A :‬الدافعية بأنيا خاصية ثابتة ‪ ،‬و مستمرة ‪ ،‬و‬
‫متغيرة ‪ ،‬و مركبة ‪ ،‬و عامة ‪ ،‬تمارس تأثي ار في كل أحوال الكائن الحي‪( .‬عبد المطيف‬
‫محمد خميفة ‪ ،2000 ،‬ص ‪)69‬‬

‫‪ -‬و يعرف هب (‪ )D.O.Hebb ,1949‬الدافعية بأنيا " عممية يتم بمقتضاىا إثارة‬
‫نشاط الكائن الحي ‪ ،‬و تنظيمو و توجييو إلى ىدف محدد"‪.‬‬

‫‪ -‬و يعرفيا الترتوري (‪ )2006‬إلى أنيا " مجموعة الظروف الداخمية و الخارجية التي‬
‫تحرك الفرد من أجل تحقيق حاجاتو ‪ ،‬و إعادة االتزان عندما يختل ‪ .‬و لمدوافع ثالث‬
‫وظائف أساسية في السموك ىي ‪ :‬تحريكو و تنشيطو ‪ ،‬و توجييو ‪ ،‬و المحافظة عمى‬
‫استدامتو إلى حين اشباع الحاجة ‪(.‬ثائر غباري‪،2008،‬ص‪)16‬‬

‫‪ -3‬مفاهيم ذات صمة بالدافعية‪:‬‬

‫ىناك مصطمحات عديدة مرتبطة بالدوافع البشرية نتطرق إلى أىميا فيما يمي ‪:‬‬

‫‪ -1-3‬الحاجات ‪:Needs‬‬

‫تعرف الحاجة بأنيا حالة لدى الكائن الحي تنشأ عن انحراف أو حيد الشروط‬
‫البيئة عن الشروط البيولوجية الالزمة لحفظ بقاء الكائن الحي‪ .‬و تنشأ عن ىذه الحاجة‬
‫حالة عدم اتزان بين الكائن الحي و بيئتو الخارجية و من ثم يسعى الكائن الحي لتحقيق‬
‫حالة اال تزان ىذه‪ .‬فالتغيرات الكيميائية لمدم نتيجة نقص بعض المواد العذائية تولد الحاجة‬

‫‪46‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫إلى الطعام التي تدفع الفرد إلى سموك األكل ‪ ،‬فالجوع يمثل توت ار ناجما عن تغيرات في‬
‫كيمياء الدم يولد حاجة إلى الطعام ‪ ،‬و اشباع دافع الجوع يؤدي إلى خفض ىذا التوتر‪ .‬و‬
‫نط ار لمصمة الوثيقة بين الحاجة و الدافع فقد فيم البعض أنيما إسمان لنفس الشيء الواحد‬
‫‪ ،‬و استخدميما بعض العمماء بنفس المعنى ‪ ،‬و لمتمييز بينيما يستخدم مفيوم الحاجة‬
‫لمداللة عمى الحالة الفزيولوجية لمخاليا الناجمة عن الحرمان ‪ ،‬بينما يستخدم مفيوم الدافع‬
‫لمداللة عمى الحالة السيكولوجية الناجمة عن الحاجة التي تدفع الفرد لمسموك باتجاه اشباع‬
‫الحاجة‪( .‬جودت بني جابر‪،2004،‬ص ‪)251-250‬‬

‫و ىي حالة من النقص و االفتقار لشيء معين يصاحبيا نوع من التوتر و الضيق‬


‫الذي سرعان ما يزول عندما تمبي ىذه الحاجة ‪ ،‬أو يتبع اشباعيا و ىناك حاجات مختمفة‬
‫يسعى االنسان إلى إشباعيا مثل األكل ‪ ،‬النوم ‪ ،‬الجنس ‪( ...‬محمود إبراىيم وجيو‪ ،‬د‪-‬ت‬
‫‪)124 ،‬‬

‫و يعرفيا "مورفي (‪ )Murphy ,1947‬بأنيا الشعور بنقص شيء معين وتختمف‬


‫الحاجات من فرد آلخر‪.‬‬

‫و تشير الحاجة إلى شعور الكائن الحي باالفتقاد إلى شيء معين‬
‫( ‪ )English&English,1958‬و يستخدم مفيوم الحاجة لداللة عمى مجرد الحالة التي‬
‫يصل إلييا الكائن نتيجة حرمانو من شيء معين ‪ ،‬اذا ما وجد تحقق االشباع‪.‬‬

‫وبناء عمى ذلك فإن الحاجة ىي نقطة البداية الثارة دافعية الكائن الحي‪ ،‬والتي‬
‫تحفز طاقتو وتدفعو في االتجاه الذي يحقق اشباعيا‪( .‬عبد المطيف محمد خميفة‪،2000 ،‬‬
‫ص ‪)78‬‬

‫و ينشأ الدافع نتيجة وجود حاجة معينة لدى الكائن الحي ‪ .‬فوجود حالة الدافعية‬
‫لدى الفرد يعني أنو يسعى نحو إشباع الحاجات المعينة التي نشأت عنيا ىذه الحاجة ‪،‬‬
‫مثل حاجاتو البيولوجية من طعام أو شراب أو نوم ‪ ..‬إلى غير ذلك ‪ ،‬أو كما يحدث في‬

‫‪46‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫مجال الحاجات االجتماعية المكتسبة مثل الحاجة إلى تحقيق الذات ‪ ،‬و تقدير اآلخرين ‪..‬‬
‫إلى غير ذلك ‪ .‬و لذلك فإن وجود حاجة معينة لدى الفرد تفسر لنا الميل المستمر نسبيا‬
‫لديو و الذي يدفعو إلى السموك بطريقة معينة ‪ .‬و نستدل عمى وجود ىذه الحاجة من‬
‫السموك الباحث عن اليدف في العالم الخارجي ‪ ،‬و اصة عند إعاقة بعض جوانب ىذا‬
‫السموك ‪ .‬أو عندما يتم إحباطو ‪ ،‬أو عندما نالحظ مقاومة الفرد ليذه العوامل ‪ ،‬و مثابرتو‬
‫في سبيل تحقيق اليدف و إشباع الحاجة‪( .‬مصطفى و أمينة‪ ،2007،‬ص ‪)10‬‬

‫تختمف الحاجات من فرد آلخر ‪ ،‬أفضل من صنف الحاجات ىو أبراىام ماسمو‬


‫الذي صاغ ىرم (سمم) الحاجات ‪ ،‬حيث تحدث عن خمسة حاجات و ىي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الحاجات الفسيولوجية (أدنى الحاجات)‪.‬‬

‫‪ -2‬حاجات األمن (أدنى الحاجات)‪.‬‬

‫‪ -3‬حاجات الحب و االنتماء (حاجات عميا)‪.‬‬

‫‪ -4‬حاجات تقدير الذات (حاجات عميا)‪.‬‬

‫‪ -5‬حاجات تحقيق الذات (حاجات عميا)‪( .‬ثائر غباري‪،2008،‬ص‪)46‬‬

‫و يمكن تصنيف الحاجات كذلك إلى مجموعتين ىما ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬حاجات أساسية ‪Primary Needs‬‬

‫يغمب عمييا الطبيعية الفسيولوجية مثل الحاجة إلى اليواء‪ ،‬الماء‪ ،‬المأكل‪ ،‬األمن و‬
‫الحماية‪ ،‬الجنس ‪ .......‬الخ ‪ .‬و ىذه الحاجات محدودة بطبيعتيا (‪ )Finite‬عمى اعتبار‬
‫أن االنسان يستيمك كمية محدودة من اليواء و الطعام ‪ ..........‬الخ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬حاجات ثانوية ‪Secondary Needs‬‬

‫ىي حاجات اجتماعية و نفسية بطبيعتيا ‪ ،‬و تشمل حاجات االنتماء و االنضمام‬
‫إلى الغير ‪ ،‬القوة ‪ ،‬الشيرة ‪ ،‬التميز ‪ ،‬التقدير و االحترام ‪ ،‬اقامة عالقات صداقة مع‬

‫‪46‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫األخرين ‪ ،‬االنجاز ‪ .......‬الخ‪ .‬و ىذه الحاجات غير محدودة بطبيعتيا (‪. )Infinite‬‬
‫بمعنى عدم وجود حد أعمى من االشباع إلى من يرغب الحصول عمييا كحاجتو من القوة‬
‫و اإلنجاز و التقدير ‪ ......‬الخ‪.‬‬

‫يختمف األفراد في الحاجات الثانوية أكثر من اختالفيم في الحاجات األساسية ‪ ،‬إذ‬


‫أن كل إنسان يحتاج إلى كمية من اليواء و الماء‪ ،‬أكثر أو أقل ‪ ،‬في كل األوقات ‪ .‬و‬
‫ىذا ال ينطبق عمى الحاجات الثانوية ‪ ،‬فقد نجد فردا ما لديو حاجة ماسة إلى القوة بينما‬
‫فرد آخر تطغى عميو حاجة االنتماء ليذا تتفرد الحاجات الثانوية بالخصائص التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬أىمية توفر المعرفة و الخبرة فييا لدى الفرد‪.‬‬

‫‪ -2‬تتغير من وقت إلى آخر لمفرد الواحد ‪.‬‬

‫‪ -3‬تختمف من حيث النوع و الكثافة بين األفراد ‪.‬‬

‫‪ -4‬تعمل كمجموعة و ليس بشكل فردي‪.‬‬

‫‪ -5‬تأخذ الشكل المعنوي و غالبا ما تأخذ الصبغة الالشعورية بمعنى أنيا غير ممموسة‬
‫بدال من كونيا حاجات مادية ممموسة‪(.‬محمود سممان العميان‪،2005،‬ص‪)280-279‬‬

‫الحاجة ‪ need‬ىي النقص و الحرمان الذي يسبب التوتر ‪ ،‬ثم السموك إلزالتو ‪ ،‬و‬
‫ىي إذا واحدة من عناصر و أجزاء عممية الدافعية؛ و لكنيا العنصر المحرك الذي يبدأ‬
‫العممية ؛ لذلك كثي ار ما نتكمم عن الحاجات و كأنيا مرادفة إلى الدافعية‪(.‬سعاد نايف‬
‫برنوطي‪،2004،‬ص‪)345‬‬

‫‪ -2-3‬الحوافز ‪Drives:‬‬

‫يقول الدكتور فاخر عاقل في معجمو حول تعريف الحافز عمى أنو ‪ ":‬اندفاع أو‬
‫الحاح لمحصول عمى أمر مستيدف (مثل الطعام في حالة الجوع) أو تحقيق غاية (كأن‬

‫‪67‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يصبح الفرد ميندسا) و يشبو الدافع الذي يختمف عنو بأنو ال مستثير محدد لو" (فاخر‬
‫عاقل ‪ ،‬ص ‪)71‬‬

‫يعرف الحافز بأنو بديل لمغريزة مصطمحا ومفيوما ‪،‬حيث ىو ما ينشط السموك‬
‫ويييئو لمعمل وال يمكن مالحظتو بطريقو مباشرة ‪ ،‬وحيث يرتبط الحافز بمجموعة من‬
‫المتغيرات المستقمة مثل ساعات الحرمان ‪ ،‬وكما يرتبط بمجموعة من المتغي ارت التابعة‬
‫والشروط الالحقة مثل سرعة االستجابة‪ ،‬ويرتبط الحافز أيضا باليدف ‪ ،‬واليدف ىو‬
‫الموضوع الخارجي الذى يختزل الحاجة أو يشبعيا ‪ ( ٠‬أحمد زكى‪ ،1999،‬ص ‪-54‬‬
‫‪)56‬‬

‫يقرر وودورث أن الحافز ىو ما ينشط السموك و يييؤه لمعمل ‪ ،‬و تعتبر الطاقة‬
‫الموروثة في األعصاب و العضالت ىي المسؤولة عن استمرار الحدث السموكي ‪ ،‬و‬
‫يشير الحافز إلى زيادة توتر الفرد نتيجة لوجود حاجة غير مشبعة أو نتيجة لمتغير في‬
‫ناحية عضوية عنده ‪ .‬و ىذا التوتر يجعل الفرد مستعدا لمقيام باستجابات خاصة نحو‬
‫موضوع معين بيدف اشباع حاجتو أو استعادة توازنو الفسيولوجي ‪ ،‬و من األمثمة عمى‬
‫الحوافز ‪ ،‬خافز الجوع و حافز العطش و حافز االحساس بالبرودة أو السخونة ‪ ....‬الخ‪.‬‬
‫(جودت بني جابر‪،2004،‬ص ‪)251‬‬

‫و تقسم الحوافز‪:‬‬

‫‪ -‬من حيث مادتها إلى مادية و معنوية‪:‬‬

‫‪ ‬حوافز مادية ‪:‬‬

‫تشمل الحوافز المادية أموال و مزايا مادية ؛ كالسكن و النقل و الطعام و أشياء مادية‬
‫أخرى ؛ و الحوافز المالية ىي األكثر شيوعا‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬حوافز معنوية ‪:‬‬

‫الحوافز المعنوية ىي أشياء غير مادية ‪ ....‬و أكثرىا شيوعا ىي فرص التقدم و فرص‬
‫التعمم و االبداع و فرص التكريم و التقييم و فرص االنتماء إلى غير ذلك من محفزات‬
‫غير مادية و لكنيا ميمة لمكثير من الناس‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث اتجاه تأثيرها ‪:‬‬

‫‪ ‬حوافز ايجابية جاذبة ‪:‬‬

‫الحوافز االيجابية ىي حوافز تجذب االفراد نحو سموك ايجابي معين ؛ و ىذا يتطمب‬
‫تحديد السموك اإليجابي ‪ ،‬ثم الحافز المادي أو المعنوي الذي يكافئو‪.‬‬

‫‪ ‬حوافز سمبية منفرة‪:‬‬

‫الحوافز السمبية تدفع لتجنب سموك معين ضار ؛ و ىذه كذلك يمكن أن تكون مادية‬
‫أو معنوية‪.‬‬

‫‪ -‬من حيث من يحصل عميها ‪:‬‬

‫‪ ‬حوافز الفردية ‪:‬‬

‫الحوافز الفردية و ىي حوافز موجية لكل فرد عمى حدة‪ ،‬و قد تدفع األفراد لمتنافس‬
‫لمحصول عمييا‪.‬‬

‫‪ ‬حوافز جماعية ‪:‬‬

‫الحوافز الجماعية و ىي حوافز تعرض لمجماعة ككل‪(. .‬محمد نايف‬


‫برنوطي‪،2004،‬ص‪)358-355‬‬

‫‪67‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -3-3‬البواعث ‪: Incentive‬‬

‫يعرف "فيناك" " ‪ "W.E. Vinacke‬الباعث‪ ،‬بأنو يشير إلى محفزات البيئة‬
‫الخارجية المساعدة عمى تنشيط دافعية األفراد سواء تأسست ىذه الدافعية عمى أبعاد‬
‫فسيولوجية أو اجتماعية‪ .‬وتقف الجوائز والمكافآت المالية والترقي كأمثمة ليذه البواعث‪،‬‬
‫فيعد النجاح والشيرة مثال من بواعث الدافع لالنجاز‪.‬‬

‫كما يرى إبراىيم محمد الشافعي (‪ )1969‬أن اصطالح الباعث يطمق عمى بعض‬
‫المواقف التي تنشط الدافع و ترضيو في آن واحد ‪ ،‬كرؤية الطعام أو وجود جائزة أو‬
‫مكافئة أو منافسة أو ارتفاع في األجرة ‪ ،‬أو غير ذلك مما يطمح الفرد إلى الظفر بو ‪ ،‬و‬
‫يطمق أيضا عمى المعايير و القوانين االجتماعية التي تحمل الفرد عمى تعديل سموكو و‬
‫تكييفو وفقا لمطالب المجتمع و بالتالي مصمحة الفرد ‪( .‬إبراىيم محمد الشافعي‪،1969 ،‬‬
‫ص‪)189-188‬‬

‫ىو عبارة عن مواقف أو موضوعات يحتمل حين الحصول عمييا أن تشبع الدافع ‪،‬‬
‫أي أنو يشير إلى الشيء الذي ييدف الفرد إلى تحقيقو و يوجو استجاباتو نحوه أو بعيدا‬
‫عنو ‪ ،‬و من شأن الباعث أن يعمل عمى ازالة حالة الضيق أو التوتر التي يشعر بيا الفرد‬
‫‪ .‬و من األمثمة عمى البواعث ‪ :‬الطعام الذي يقابل حافز الجوع و الماء يقابل حافز‬
‫العطش و نحو ذلك ‪ ،‬و ىكذا تعمل عمل الجوائز و المكافأت و االمتيازات التي يمكن أن‬
‫يحصل عمييا الفرد في استثارة سموكو و توجيو ىذا السموك ‪ ،‬بينما تعمل االحباطات و‬
‫المزعجات و المنغصات التي قد ترتبط مع موضوع معين إلى ابعاد الفرد عن القيام‬
‫بسموك تجاه ذلك الموضوع‪( .‬جودت بني جابر‪،2004،‬ص ‪)251‬‬

‫في ضوء ذلك فإن الحاجة تنشأ لدى الكائن الحي نتيجة حرمانو من شيء معين‪،‬‬
‫ويترتب عمى ذلك أن ينشأ الدافع الذي يعبئ طاقة الكائن الحي‪ ,‬ويوجو سموكو من اجل‬
‫الوصول إلى الباعث (اليدف)‪ .‬وذلك كما ىو موضح في الشكل التالي ‪:‬‬

‫‪67‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫شكل رقم (‪ )1‬يبين العالقة بين المفاىيم الثالثة ‪ :‬الحاجة و الدافع و الباعث‬

‫(عبد المطيف محمد خميفة ‪ ،2000 ،‬ص ‪)79‬‬

‫‪ -4-3‬القيم ‪:‬‬

‫تمثل القيم ما ىو ميم و ذا قيمة لدى الفرد ‪ ،‬و الفرد دائما يحرص عمى تحقيق‬
‫القيم التي يؤمن بيا مثل ‪ :‬الحقيقة (قيمة نظرية)‪ ،‬و الثراء (قيمة اقتصادية) ‪ ،‬و الخير و‬
‫الجمال (قيمة جمالية) ‪ ،‬و السمطة (قيمة سياسية) ‪ ،‬و مساعدة الناس (قيمة اجتماعية) ‪،‬‬
‫و االيمان و التعبد (قيمة روحية)‪( .‬جودت بني جابر‪،2004،‬ص ‪)253‬‬

‫‪ -4‬النظريات المفسرة لمدافعية‪:‬‬

‫تثير مسألة طبيعة الدافعية ونظرياتيا جدال كبي ار بين عمماء النفس ويواجيون في‬
‫ىذا الصدد صعوبات في تحديد المفاىيم السيكولوجية األخرى كالذكاء أو االبتكار أو‬
‫الشخصية‪ ،‬وقد قال ىؤالء العمماء بعدد من النظريات التي تختمف باختالف نظرتيم‬
‫لإلنسان ولمسموك االنساني‪ ،‬وباختالف مبادئ المدارس التي ينتمون إلييا‪ ،‬غير أن أياً من‬
‫ىذه النظريات غير قادرة عمى إعطاء صورة كاممة عن مفيوم الدافعية‪ .‬وأن ىذا ال يعنى‬
‫عدم فائدة نظريات الدافعية المتوافرة حاليا وبخاصة في المجال التربوي‪ ،‬فيي تساعد‬
‫المعمم عمى فيم أعمق لمسموك االنساني‪ ،‬ونظ ار لمدور اليام الذي بدأت الدافعية تمعبو‬
‫خالل العقود القميمة الماضية في نظريات التعمم ونظريات الشخصية فكانت نظريات‬

‫‪66‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫الدافعية عديدة ومسيبة في شرح السموك االنساني وتفسيره‪ ،‬فيناك (النظريات االرتباطية‬
‫والمعرفية) والتي يؤكدان عمى دور الدافعية في التعمم‪ ،‬بينما تؤكد (النظرية اإلنسانية‪،‬‬
‫والتحميل النفسي عمى دور الدافعية في الشخصية (عبد المجيد النشواتي‪،1991 ،‬‬
‫ص‪)207‬‬

‫و سنتطرق إلى بعض النظريات التي تناولت الدافعية ‪:‬‬

‫‪ -1-4‬النظرية السموكية ‪:‬‬

‫يطمق عمى ىذه النظرية عادة النظرية االرتباطية أو نظرية المثير ‪ /‬االستجابة و‬
‫لقد عرفت الدافعية بأنيا الحالة الداخمية أو الحاجة لدى المتعمم التي تحرك سموكو و أداءه‬
‫و تعمل عمى استم ارره و توجييو نحو تحقيق ىدف أو غاية معينة و من بين زعماء ىذه‬
‫المدرسة "ثورندايك‪ ،‬سكينر" ‪ ،‬و قد اعتمد " ثورندايك " عمى مبدأ مفاده أن اإلشباع الذي‬
‫يكون االستجابة يؤدي إلى تعمم ىذه االستجابة و تقويتيا في حين يؤدي عدم اإلشباع‬
‫إلى االنزعاج كما يرون أن نشاط العضوية (المتعمم) مرتبطة بكمية حرمانيا ‪ ،‬حيث يؤدي‬
‫التعزيز إلى تقوية اإلستجابة التي تخفض كمية الحرمان فالتعزيز الذي يمي استجابة ما‬
‫يزيد من احتمالية حدوثيا ثانية و إزالة المثير مؤلم يزيد من احتمالية حدوث االستجابة‬
‫التي أدت إلى إزالة ىذا المثير ‪ ،‬لذلك ليس ىناك أي مبرر الفتراض أي عوامل داخمية‬
‫محددة لمسموك‪(.‬تيسير مفمح كوافحة‪)144:2004،‬‬

‫‪ -2-4‬النظرية اإلنسانية‪:‬‬

‫إن الدافعية من وجية نظرىا تقوم عمى تأكيد مبدأ حرية االختيار واتخاذ القرار‬
‫الشخصي والسعي نحو النمو الشخصي (قطامي يوسف ‪، ) 1998 ،‬وترى ىذه النظرية‬
‫حسب قطامي نايفة ( ‪ ) 1999‬أن الدافعية تمثل حالة استثارة داخمية تحرك المتعمم من‬
‫أجل استغالل أقصى ما لديو من طاقة وامكانيات في أي موقف تعممي وىي تقوم بالتركيز‬
‫عمى مساعدة المتعمم عمى استغالل واستثمار إمكانياتو وقدراتو لتحقيق التعمم المطموب‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -3-4‬النظرية المعرفية‪:‬‬

‫تؤكد النظرية المعرفية عمى كيفية فيم و توقع اآلحداث من خالل اإلدراك أو‬
‫التفكير أو الحكم ‪ ،‬مثمما ىو الحال في تقدير اإلحتماالت أو في اختيار شيء عمى أساس‬
‫قيمة نسبية فأي كائن حي لديو ذاكرة يكون قاد ار عمى التعرف عمى بعض أشكال التشابو‬
‫بين الماضي و الحاضر ‪ .‬و من ثم يكون قاد ار عمى توقع المترتبات الناتجة عن سموكو‪.‬‬

‫طبقا ليذه النظرية ينتظم السموك المدفوع اليادف من خالل ىذه المعارف التي‬
‫تقوم عمى أساس الماضي في عالقتو بالظروف الحالية ‪ ،‬كما يشمل ذلك التوقعات‬
‫الخاصة بالمستقبل ‪ ،‬و ىناك أشكال عديدة من النظريات المعرفية التي اىتمت بالدافعية‬
‫منيا نظرية مستوى الطموح ‪ ،‬و نظرية توقع القيمة ‪،‬و نظرية التنافر المعرفي‪(.‬ثائر غباري‬
‫‪، 2008 ،‬ص ‪)70-69‬‬

‫‪ -4-4‬نظرية التحميل النفسي‪:‬‬

‫ترى ىذه النظرية أن الدافعية حالة استثارة داخمية الستغالل أقصى طاقات الفرد و‬
‫ذلك من أجل إشباع دوافعو إلى المعرفة و تحقيق ذاتو ‪ ،‬و تعود ىذه النظرية إلى الباحث‬
‫"فرويد" الذي نادى بمفاىيم جديدة تختمف عن مفاىيم المدرسة السموكية و المعرفية مثل‬
‫الكبت و الالشعور و العريزة عند تفسير السموك السوي و غير السوي ‪ ،‬فسموك الفرد‬
‫محكوم بغريزة الجنس و عريزة العدوان و تؤكد عمى أن الطفولة المبكرة ىي التي تتحكم‬
‫في سموك الفرد المستقبمي كما تشير إلى أن مفيوم الدافعية الالشعورية لتفسير ما يقوم بو‬
‫االنسان من سموك دون أن يكون قاد ار عمى تحديد أو معرفة الدوافع الكامنة وراء ىذا‬
‫السموك ‪(.‬تيسير مفمح كوافحو ‪ ،2004،‬ص ‪)145‬‬

‫‪ -5-4‬نظرية التعمم االجتماعي ‪:‬‬

‫يشير عمماء ىذه النظرية إلى أن التعمم السابق يعتبر أىم مصدر من مصادر‬
‫الدافعية فالنجاح أو اإلخفاق الستجابات معينة يؤدي إلى فيم األشياء إلى نتائج إيجابية‬

‫‪64‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫أوسمبية و من ثمة الرغبة في تكرار األنماط السموكية الناجحة و الخبرة الشخصية ال‬
‫ترتبط بحدوث التعمم االجتماعي فقد يكون التعمم بمالحظة بعض األشخاص اآلخرين‬
‫الناجحين أو الفاشمين كافيا الستثارة حاالت الدافعية و عالوة عمى ذلك فإن الثواب أو‬
‫العقاب قد يكون داخميا أو خارجيا‪(.‬ارتوف وينيج‪،1994،‬ص‪)127-126‬‬

‫‪ -5‬أنواع الدوافع وتصنيفاتها‪:‬‬

‫ىناك العديد من التصنيفات لمدوافع نذكر منيا‪:‬‬

‫‪ -1-5‬دوافع فطرية أولية ودوافع ثانوية مكتسبة‪:‬‬

‫إذا اتخذت نشأة الدوافع أساس لمتصنيف‪ ،‬فإنو يمكن حصر مختمف الدوافع لدى‬
‫اإلنسان في فئتين‪ :‬دوافع فطرية ودوافع ثانوية مكتسبة‪.‬‬

‫‪ ‬الدوافع األولية (البيولوجية) ‪:‬‬

‫ىي الدوافع المرتبطة ببقاء االنسان كالجوع و العطش و الجنس و ىذه الدوافع عالمية‬
‫أي موجودة عند االنسان في كل زمان و مكان ‪ ،‬إال أن المجتمعات قد تختمف في طريقة‬
‫اشباع الدوافع حيث ال تتأثر ىذه الدوافع بخبرات التعمم و ىذه الدوافع سيمة االشباع إلى‬
‫حد ما ‪ .‬فالطفل يبكي عندما يجوع أو يبرد أو يتألم ‪ ،‬و يتوقف عن البكاء حالة تتوفر لو‬
‫حاجاتو‪( .‬جودت بني جابر‪،2004،‬ص ‪)253‬‬

‫فالفرد يولد ولديو العديد من الدوافع األولية في نوعيا‪ ،‬والعامة في انتشارىا والبيولوجية‬
‫في جوىرىا وىدفيا‪ ،‬وىذه الدوافع ىي التي تعمل عمى قيام الفرد بأنواع األنشطة التي‬
‫تيدف إلى حفظ بقائو ككائن حي‪ ،‬وخالل حياة الفرد وما يتعرض لو من ظروف وخبرات‪.‬‬

‫ىناك أربع دوافع بيولوجية ىامة وىي‪ :‬دافع األمومة ودافع العطش ودافع الجوع‬
‫والدافع الجنسي‪ ،‬وقد رتبت قوة الدافع وأىميتو بالنسبة لمكائن الحي‪ ،‬وتتوقف قوة الدافع‬
‫البيولوجي عمى نوعو وعمى شدتو ويؤثر التركيب الفيزيولوجي لجسم اإلنسان أو الكائن‬
‫الحي في شدة الدافع‪( .‬مصطفى زيدان‪ ،1990،‬ص‪)55‬‬
‫‪66‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬الدوافع الثانوية المكتسبة ‪:‬‬

‫ىذه ليست ثابتة و عالمية عتد كل الناس ‪ ،‬بل ىي تختمف من مجتمع إلى آخر و‬
‫ىي متعممة أو مكتسبة من الثقافة التي نعيش فييا و من أمثمة ىذه الدوافع ‪ ،‬حب التممك‬
‫و االحترام و التفوق و السيطرة و ما إلى ذلك و تتأثر ىذه الدوافع بخبرات التعمم التي‬
‫يتمقيا الفرد في الثقافة التي يعيش فييا بحيث أننا نرى غياب بعض الدوافع عند بعض‬
‫المجموعات الحضرية مثل غياب دافع العدوان او دافع التممك عند بعض القبائل ‪.‬‬

‫و يمكننا ان نفرق بين الدوافع األولية و الثانوية بما يمي ‪:‬‬

‫‪ -1‬الدوافع األولية موروثة في حين أن الثانوية مكتسبة‪.‬‬

‫‪ -2‬الدوافع األولية متشابية عند الجميع و الثانوية غير متشابية‪.‬‬

‫‪ -3‬الدوافع األولية ممحة ال تقبل التأجيل الطويل بعكس الثانوية‪.‬‬

‫‪ -4‬يمعب التعمم في الدوافع الثانوية دو ار كبي ار بعكس األولية‪.‬‬

‫‪ -5‬يمكن تعديل الدوافع الثانوية أو تأجيميا لفترة طويمة و ىي متعددة و كثيرة بعكس‬
‫األولية‪( .‬جودت بني جابر‪،2004،‬ص ‪)254-253‬‬

‫‪ -2-5‬الدوافع الشعورية والالشعورية‪:‬‬

‫‪ ‬الدوافع الشعورية‪:‬‬

‫وىي تمك الدوافع التي يشعر الشخص بوجودىا ويعييا أو يمكن لو أن يستدعييا أو‬
‫يتذكرىا إذا سئل عنيا مثال بماذا تحس اآلن؟‬

‫فالشخص الجائع مثال يجيب بدافع الجوع‪ ،‬وبذلك تعتبر مثل ىذه الحاالت دوافع‬
‫شعورية حيث يعييا الشخص الذي توجد فيو ويحس بدفعيا لو إلى سموك معين أو تحقيق‬
‫رغبات محددة‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ ‬الدوافع الالشعورية‪:‬‬

‫ىي تمك الدوافع التي تدفع اإلنسان إلى القيام بسموك معين دون أن يعرف ما الذي‬
‫يدفعو لمقيام بيذا السموك‪ ،‬وكثي ار ما تكون الدوافع الالشعورية غطاء أو تكوين رد فعل‬
‫لدوافع الشعورية دفينة‪ ،‬عمى سبيل المثال الشخص الذي يتباىى بكرمو فيو يدافع بو ضد‬
‫بخمو كدافع الشعوري‪ ،‬ويمكن لممحتويات الالشعورية أن تخرج إلى سطح الشعور من‬
‫خالل األحالم فمتات المسان‪.‬‬

‫فضال عن ما سبق فإن ىذه الدوافع الالشعورية تظل تتصارع مع بعضيا لمخروج‬
‫إلى سطح الشعور‪ ،‬ولكن تقوم األنا بمقاومة ذلك وتكبتيا في الالشعور‪(.‬فايد حسين‪،‬‬
‫‪)2005‬‬

‫‪ -3-5‬الدوافع الداخمية و الخارجية ‪:‬‬

‫‪ ‬الدوافع الداخمية ‪:‬‬

‫تعرف الدوافع الداخمية بأنيا نابعة من داخل الشخص والطاقة الداخمية والتوجيو الذي‬
‫يكون السبب في القيام بالشيء منبعثا من رغبتو الذاتية في القيام بذلك العمل وأنو يقوم‬
‫الوظائف من أجل ذاتو وسعيا منو لتحقيقيا وليس مدفوعا لمقيام بأي عمل من أجل أن‬
‫يثاب أو أن يقدره اآلخرون فإذا كان الشخص مدفوعا داخميا لمقيام بالنشاط من ذاتو فيو‬
‫يقوم بأي نشاط من أجل الحصول عمى المذة واإلشباع وتنتج عن عممية بحث الفرد عن‬
‫الشعور بإدراك الكفاءة والعزم الذاتي وىذا ما يدفع باألفراد من أجل إنجاز مختمف الميام‪.‬‬

‫قد عرف روسل(‪ Roussel )2000‬الدافعية الداخمية بأنيا تمثل مجموع القوى‬
‫التي تدفعنا لمقيام بنشاطات بمحض إرادتنا وىذا لألىمية والمنفعة بالنسبة ليا كما تفرض‬
‫المذة واإلشباع المذان نشعر بيما بمعنى أن الطالب يعمل في بعض األحيان تحث تأثير‬
‫الدافع الداخمي ‪ ،‬يعمل عمى إخراج طاقتو وتوجيييا برغبتو الذاتية في المشاركة في أداء‬
‫النشاط ‪،‬فيو يعزز نفسو بنفسو ويكون قيام الفرد بالنشاط نابعا من ذاتو ولتحقيق ذاتو‬

‫‪66‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫وليس مدفوع لمحصول عمى أي تقدير أو ثواب خارجي ‪،‬فالمتعمم ذوي الدافع الداخمي‬
‫يتحدد نشاطو النفسي من خاللو ىو الذي يدفع المتعمم ألن يقبل عمى التعمم بمبادرة منو‬
‫(الداىري ‪ 1999 ،‬ص ‪.)105‬‬

‫‪ ‬الدوافع ذات المصدر الخارجي‪:‬‬

‫تتمثل الدوافع في ىذا النوع بأن مصدر الطاقة خارجي تقوم بتوجيو أداء الفرد وتحثو‬
‫عمى العمل ‪ ،‬والتي تؤدي بو لمقيام باألعمال ليس من أجمو بل من أجل اآلخرين فيو‬
‫يطمح ألن يقدره اآلخرين ويعترفوا بو أو من أجل الحصول عمى حوافز خارجية كالمكافأة‬
‫والثواب ولتجنب العقاب أو لمحصول عمى عالوة أو ترقية أو تقدير خارجي ‪،‬فالتمميذ الذي‬
‫يكون لو دافعية ذاتو مصدر خارجي يكون محكوم ومنضبط من الخارج ‪،‬فأداءه مرىون‬
‫بعوامل خارجية وبظروف خارجية وينتظر المكافئة من اآلخرين ويركز عمى التعمم‬
‫السطحي‪ ،‬فيو مسموب اإلرادة في العمل إذ نجده يعمل إذا طمب منو واذا قدم ليا‬
‫ثواب‪،‬فيو يسعى ألن يكون انطباع حسن عند اآلخرين‪،‬فيو يعمل من أجميم وليس من‬
‫أجمو ىو( ‪.)Nuthin .1980‬‬

‫‪ -6‬الدافعية لمتعمم‪:‬‬

‫تعتبر الدافعية لمتعمم أو الدافعية المدرسية عمى أنيا حالة مميزة من الدافعية العامة‬
‫وىي خاصة بالموقف التعممي‪.‬‬

‫‪ -1-6‬تعريف الدافعية لمتعمم‪:‬‬

‫‪ -‬تعريف "ثائر غباري"‪ :‬ىي البحث عن نشاطات تعميمية تعممية ذات معنى مع أقل‬
‫طاقة لالستفادة منيا‪( .‬أحمد ثائر غباري‪ ، 2008 ،‬ص ‪)4‬‬

‫‪ -‬يعرفيا "سيد عثمان " دافعية التعمم ىي ‪":‬دافعية داخمية ذاتية تحمل أسباب الدفع‬
‫المتمثمة في التأىب والنشاط في المادة والمشاركة االجتماعية ‪.‬ويحدد سيد عثمان دافعية‬
‫التعمم قائال‪":‬إن أسمى صورة من صور الدافعية في التعمم ىي ‪ :‬تمك التي يتحرك فييا‬

‫‪67‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المتعمم والمعمم بدافعية مشتركة في التعمم ‪ ,‬من حيث الحرية والتوجو واالنطالق وضبط‬
‫الذات األخر و احترام ذات المتعمم واالعتراف بمسؤولية م واجية التعمم ‪ ( .‬الفرماوى ‪,‬‬
‫عند حسينة بن سني ‪،2012،‬ص ‪)22‬‬

‫‪ -‬يعرفيا بروفي (‪ )Brophy,1987‬عمى أنيا‪ :‬ميل الطالب التخاذ نشاطات أكاديمية‬


‫ذات معنى تستحق الجيد‪ ،‬ويمكن لمس الفوائد األكاديمية الناتجة عنيا‪.‬‬

‫‪ -‬تعرف كذلك عمى أنيا " حالة داخمية تستثير المتعمم وتوجيو إلى أن يسمك سموكا ما‬
‫نحو تحقيق األىداف التعميمية "‪ ( .‬أحمد عبد الرحمن ‪ ،‬عزت عبد الحميد ‪)2003،199،‬‬

‫‪ -2-6‬عناصر دافعية التعمم‪:‬‬

‫ىناك عدة عناصر تشير إلى دافعية التعمم لدى المتعمم وىذه العناصر ىي‪:‬‬

‫‪ -1-2-6‬حب االستطالع‪:‬‬

‫األفراد فضوليون بطبعيم‪ ،‬فيم يبحثون عن خبرات جديدة ويستمتعون بتعمميا‪،‬‬


‫ويشعرون بالرضا عند حل األلغاز وتطوير مياراتيم وكفايتيم الذاتية‪ ،‬إن الميمة األساسية‬
‫لمتعمم ىي تربية حب االستطالع عند الطمبة واستخدام االستطالع كدافع لمتعمم‪.‬‬

‫إن الميمة األساسية لمتعميم ىي تربية حب االستطالع عند الطمبة و استخدام حب‬
‫االستطالع كدافع لمتعمم ‪ ،‬فتقديم مثيرات جديدة و غريبة لمطمبة يستثير حب االستطالع‬
‫لدييم ‪.‬‬

‫‪ -2-2-6‬الكفاية الذاتية‪:‬‬

‫يعني ىذا المفيوم اعتقاد الفرد أن بإمكانو تنفيذ ميمات محددة‪ ،‬أو الوصول إلى‬
‫أىداف معينة‪ ،‬ويمكن تطبيق ىذا المفيوم عمى الطمبة الذين لدييم شك في قدراتيم وليست‬
‫لدييم دافعية التعمم‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫‪ -3-2-6‬االتجاه‪:‬‬

‫يعتبر اتجاه الطمبة نحو التعمم خاصية داخمية وال يظير دائما من خالل السموك‪،‬‬
‫فالسموك االيجابي لدى الطمبة قد يظير فقط بوجود المدرس وال يظير في األوقات‬
‫األخرى‪.‬‬

‫‪ -4-2-6‬الحاجة ‪:‬‬

‫يعرفيا "مورفي "‪ - Murphy‬بأنيا الشعور بنقص شيء معين وتختمف الحاجات‬
‫من فرد آلخر‪ ،‬وقد تحدث "ماسمو "‪ Maslow‬عن حاجات ىي‪:‬‬

‫‪ -‬الحاجات الفسيولوجية‪.‬‬

‫‪ -‬حاجات األمن‪.‬‬

‫‪ -‬حاجات الحب واالنتماء‪.‬‬

‫‪ -‬حاجات تقدير الذات‪.‬‬

‫‪ -‬حاجات تحقيق الذات‪.‬‬

‫‪ -5-2-6‬الكفاية‪:‬‬

‫ىي دافع داخمي يرتبط بشكل كبير مع الكفاية الذاتية والفرد يشعر بالسعادة عند‬
‫إنجازه لمميمات بنجاح‪( .‬ثائر غباري‪)2008 ،‬‬

‫‪ -3-6‬العوامل المؤثرة في الدافعية لمتعمم‪:‬‬

‫ترى قطامي نايفة (‪ )2004‬بأن الدافعية لمتعمم تتأثر بمجموعة من العوامل من‬
‫أىميا الجو الصفي وممارسات المعممين وعالقة التالميذ بعضيم ببعض‪ ،‬وتنظيم المواد‬
‫والخبرات التعميمية التي سوف تقدم ليم‪ .‬وتضيف بأن معرفة المعمم بأىمية ودور الدافعية‬
‫ودوره في تنميتيا تؤثر بشكل مباشر عمى النواتج التعميمية والتربوية‪ ،‬لذا يتوجب عمى‬

‫‪67‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫يرعى حاجات المتعمم‬


‫المعمم أن يعمل عمى تنظيم األنشطة التعميمية الصفية بشكل ا‬
‫وقدراتو و استعداداتو‪ ،‬وان المعمم الكفء ‪ ،‬ىو الذي يمتمك القدرة عمى الوقوف عمى حالة‬
‫المتعمم الداخمية التي تدفعو إلى االنتباه إلى الموقف التعميمي والقيام بنشاط موجو‬
‫واالستمرار فيو حتى يتحقق اليدف‪.‬‬

‫‪ -4-6‬دور المعمم في إثارة الدافعية لمتعمم‪:‬‬

‫ينظر التربويون إلى الدافعية عمى أنيا ىدف تربوي يسعى إليو أي نظام تربوي‪ ،‬لذا‬
‫يسعى كثير من المعممين إلى إثارة دافعية طمبتيم نحو التعمم‪ ،‬باستخدام أساليب تدريس‬
‫متنوعة (البيطار‪ .) 2004 ،‬كما إن استثارة دافعية الطمبة‪ ،‬وتوجيييا‪ ،‬وتوليد اىتمامات‬
‫معينة لدييم تجعميم يقبمون عمى ممارسة نشاطات معرفية ووجدانية وحركية تتعدى نطاق‬
‫المدرسة‪ ،‬كما أنيا وسيمة تستخدم في إنجاز األىداف التعميمية (شبيب ‪.) 1998 ،‬‬

‫يرى أبو جاللو وعميمات (‪ )2001‬بأن الدافعية ىي شرط أساسي من الشروط التي‬
‫يتوقف عمييا تحقيق أىداف التدريس الصفي سواء في مجال تنويع أساليب التدريس أو‬
‫في مجال تكوين اتجاىات وميول مرغوب فييا لتعديل بعضيا في ضوء قيم وأخالقيات‬
‫المجتمع أو في مجال تحصيل المعرفة أو أي مجال من مجاالت السموك المكتسب في‬
‫الموقف التعميمي‪ ،‬واذا استطاع المعمم تشجيع التمميذ عمى التعمم واثارة اىتمامو نحو تعمم‬
‫موضوع محدد يصبح التعمم يسيرا‪ ،‬وفي ضوء ذلك يمكن لممعمم أن يحافظ عمى بقاء‬
‫اىتمامات المتعمم ودافعيتو نحو التعمم من خالل تزويده بالخبرات التعميمية المعروفة‪.‬‬

‫يرى ليتشفيمد ونيومان (‪ )Litchfield & Newman ,1999‬إن الدافعية ىي‬


‫المحرك الرئيس لبذل أقصى الجيد والطاقة لتحقيق األىداف التعميمية‪ ،‬وعمى المعمم أن‬
‫يمتمك ميارة إثارة دافعية الطالب؛ وذلك تسييال لميمتو داخل الصف‪ .‬فيما يرى نيغوفان‬
‫وبوجدان ( ‪ ) Negovan & Bogdan, 2013‬أن الدافعية لمتعمم من أىم العوامل‬
‫النفسية التي يجب عمى المعمم أن يعرف كيفية إثارتيا لدى الطالب؛ وذلك لمحد من تشتت‬
‫انتباىو‪ ،‬ودمجو في الميام التعميمية‪ ،‬والتزامو باألنظمة والتعميمات المدرسية ‪ .‬وأشار‬
‫‪67‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫آمس (‪ ) Ames,1992‬أن الدافعية لمتعمم تتمثل بانشغال الطالب ألطول وقت ممكن في‬
‫التعمم ‪ ،‬و االلتزام بالعممية التعميمية‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫دافعية التعلم‬ ‫الفصل الثالث‬

‫خالصة الفصل ‪:‬‬

‫نستخمص من ىذا الفصل أن موضوع الدافعية من المواضيع الميمة في عمم النفس ‪،‬‬
‫حيث تعتبر محرك السموك اإلنساني ‪ ،‬و رغم تعدد التعريفات و النظريات في ىذا‬
‫الموضوع إال أنيم يتفقون عمى أىميتيا ‪ ،‬كما أن دافعية التعمم من المواضيع التي أصبح‬
‫لو أثر كبير في العممية التعميمي ة التعممية لما ليا تفسيرات عديدة لسموكات التالميذ‬
‫المختمفة ‪ ،‬و أنيا محط دراسات عديدة من أجل إثارة رغبت التالميذ لمتعمم‪.‬‬

‫‪66‬‬

You might also like