Professional Documents
Culture Documents
نظرية العقد الإسلامي
نظرية العقد الإسلامي
عنوان البحث
0
خطة البـــحث
مقدمة
الخاتمة
قائمة المراجع
1
مقدمة:
التعاقد مع اآلخرين وليد الحاجة إلى التعامل ،والتعامل ضرورة اجتماعية قديمة مالزمة لنشوء
المجتمعات ،وتخطي مرحلة االنغالق واالنعزال التي كان يعيشها اإلنسان البدائي ،فأصبح ال غنى لكل
إنسان لكونه مدنياً بالطبع من العيش المشترك مع الجماعة ،لتأمين حاجياته ،وال يتم ذلك بدون التبادل
والتع اون م ع اآلخ رين .وللمب ادالت صور متع ددة ،تخض ع لم ا يع رف بنظري ة العق د ،ال تي تنظم حرك ة
النشاط االقتصادي ،وتضبط أصول التعامل ،وحرية التجارة ،وتبادل األعيان والمنافع ،وال تخلو الحياة
اليومية لكل فرد من إبرام عقد من العقود ،مما يجعل مسيرة الحياة مترعة بالعقود.فتكون نظرية العقد:
هي البناء الشرعي الذي يقوم عليه نظام التعاقد.
وقد وضع فقهاء اإلسالم نظام اً على حدة لكل عقد معروف في عصرهم ،ويمكننا أن نستخلص نظرية
عام ة للعق د من جمل ة ه ذه األنظم ة ،وبح وث الفقه اء ح ول تعريف ات العق د ،وأركان ه وش روطه .اث اره
وانتهاءه .وعليهيمكننا أن نطرح اإلشكالية التالية:
2
المبحث األول ـ مفهومـ العقد وأركانه
العقد في لغة العرب :معناه الربط (أو اإلحكام واإلبرام) بين أطراف الشيء ،سواء أكان ربط اً حسياً أم
معنوياً ،من جانب واحد ،أم من جانبين .جاء في المصباح المنير وغيره :عقد الحبل ،أو البيع ،أو العهد
فانعقد .ويقال :عقد النية والعزم على شيء ،وعقد اليمين ،أي ربط بين اإلرادة وتنفيذ ما التزم به .وعقد
البيع والزواج واإلجارة ،أي ارتبط مع شخص آخر.
وهذا المعنى اللغوي داخل في المعنى االصطالحي الفقهي لكلمة العقد .وللعقد عند الفقهاء معنيان :عام
وخاص
3
أما المعنى العام :األقرب إلى المعنى اللغوي والشائع عند فقهاء المالكية والشافعية والحنابلة 1فهو :كل
ما عزم المرء على فعله ،سواء صدر بإرادة منفردة.
كالوقف واإلبراء والطالق واليمين ،أم احتاج إلى إرادتين في إنشائه كالبيع واإليجار والتوكيل والرهن،
أي أن ه ذا المع نى يتن اول االل تزام مطلق اً ،س واء من ش خص واح د أو من شخص ين ،ويش مل حينئ ذ م ا
يسمى في المعنى الضيق أو الخاص عقداً ،كما يشمل ما يسمى تصرفاً أو التزام اً .فالعقد بالمعنى العام
ينتظم جميع االلتزامات الشرعية ،وهو بهذا المعنى يرادف كلمة االلتزام.
وأما المعنى الخاص الذي يراد هنا حين الكالم عن نظرية العقد فهو :ارتباط إيجاب بقبول على وجه
مشروع يثبت أثره في محله .أو بعبارة أخرى :تعلق كالم أحد العاقدين باآلخر شرعاً على وجه يظهر
أثره في المحل .وهذا التعريف هو الغالب الشائع في عبارات الفقهاء.
والعقد قانون اً يلتقي مع هذا التعريف الثاني عند الفقهاء :وهو «توافق إرادتين على إحداث أثر قانوني
من إنش اء ال تزام أو نقل ه ،أو تعديل ه أو إنهائ ه» 2فإنش اء االل تزام ك البيع واإلج ارة ،ونقل ه كالحوال ة،
وتعديله كتأجيل الدين ،وإ نهاؤه كاإلبراء من الدين ،وفسخ اإلجارة قبل أوانها ،فالتعريفان متقاربان.
وهذا التعريف وإ ن كان واضحاً سهالً ،إال أن تعريف الفقه اء في نظر الش رعيين أدق؛ ألن العق د ليس
هو اتفاق اإلرادتين ذاته ،وإ نما هو االرتباط الذي يقره الشرع ،فقد يحدث االتفاق بين اإلرادتين ،ويكون
العقد باطالً لعدم توافر الشروط المطلوبة شرعاً ،فالتعريف القانوني يشمل العقد الباطل.
ثم إن مجرد توافق اإلرادتين بدون واسطة للتعبير عنهما من كالم أو إشارة أو فعل ال يدل على وجود
العقد ،وتظل اإلرادة حينئذ أمراً خفياً غير معروف .وبذلك يشمل التعريف القانوني الوعد بالعقد مع أنه
3
ليس بعقد.
والعق د في الق انون الم دني أح د أن واع االتف اق ،فليس ك ل اتف اق عق داً ،وإ نم ا يتخص ص العق د بم ا يمث ل
التعارض بين مصلحتين ،وبما ينصب على محل وقتي يستنفد وينتهي بالتنفيذ مرة واحدة ،فاالتفاق على
إنش اء منظم ة ال يعت بر عق دا ،ألن ه ال يمث ل تعارض اً في المص الح ،وألن مح ل العق د ه و وض ع دائم
مستمر ،وليس وضعاً وقتياً يستنفد مرة واحدة.
1ابن تيمية ،العقود (نظرية العقد)،ط 1مكتبة السنة المحمدية ،1949 ،ص .138
2عبد الرزاق السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد – مصادر االلتزام ،ج ،1دار النشر للجامعات المصرية،
طبعة ثالثة جديدة ، 2011 :ص 138
3مصطفى الجوزي أحمد الزرقا ،المدخل الفقهي العام ،دار القاع ،ط ،2دمشق ،ص ،2004ص .134
4
أما العقد في الفقه اإلسالمي فال يعرف هذا التخصيص ،فالزواج عقد ،واإلسالم عقد ،والذمة عقد ،مع
4
أنها نظم دائمة ،وقد ال تقوم على تحكيم المصلحة.
والعق د في اإلس الم :ه و دائم اً انض مام لنظ ام موج ود من قب ل ،ه و النظ ام الن وعي للعق د الم برم ال ذي
وضعه الشرع ليسير عليه الناس .وما على األفراد إال التقيد التام بأحكام الشرع التي نظم العقود عليها.
والخالص ة :أن العق د في الق انون أداة إلدراك مص لحة ذاتي ة شخص ية لك ل من المتعاق دين ،وأم ا في
اإلسالم فهومعد إلدراك مقاصد شرعية عامة.
في عق د ال بيع :ينعق د ال بيع بم ا ي دل على الرض ا و إن بمعاط اة .22و ق د م يز الفقه اء في الص يغة بين
اإليجاب و هو ما يصدر من أحد العاقدين أوال ،و القبول و هو ما يصدر من العاقد الثاني .و األصل
أن يس بق اإليج اب القب ول ،لكن العق د ينعق د ك ذلك و ي رتب أث ره بتق دم القب ولعلى اإليج اب ك ان يق ول
المشتري مثال بعني فيقول له البائع بعتك .
و هما طرفا العقد اللذان يباشرانه و يبرمان ه ،و قد يكون كل طرف منهما شخصا منفردا أو متعددا،
كما لو تخارج فريق من الورثة مع أحدهم ،أي تعاقدوا معه على أن يدفعوا إليه مبلغا معينا و يأخذوا
حصته اإلرثية من التركة فيقتسموها بنسبة ما دفع كل منهم .24وقد يتصـرف العاقد أصالة عن نفسه
أو نيابة عن غيره كالوصي والوكيل .
4وهبة الزحيلي،كتاب الفقه اإلسالمي وأدلته للزحيلي – المعنى الخاص – المكتبة الشاملة الحديثة ،ص2919
al-maktaba.org
5
كذلك بالمعقود عليه ،وهو ما يثبت فيه أثر العقد و حكمه؛ و ذلك كالمال المبيع في عقد البيع والموهوب
في عقد الهبة والمرهون في عقد الرهن 25..وهي الشروط التي يجب أن تتوفر في العقد حتى يكون
معتبرا شرعا ويرتب آثاره المقصودة منه.
عرفها الجرجاني بقوله :عبارة عن صالحية لوجوب الحقوق المشروعة له و عليه ،و تتمثل األهلية في
مجموعة من الصفات التي تؤهل المتعاقدين لمباشرة العقد .فال يصح عقد من ليس بأهل له كالمجنون
والصغير غير المميز.
لحكم ه . :ال يق در على تس ليمه ك الحيوان الش ارد و المت اع المفق ود لتع ذر نق ل الملكي ة إلى المش تري .و
كذلك ال ينعقد رهن األموال التي يتسارع إليها الفساد كالخضروات الطازجة ألن حكم الرهن احتباس
فال ينعق د بي ع م ا ال يق در على تس ليمه ك الحيوان الش ارد و المت اع المفق ود لتع ذر نق ل الملكي ة إلى
المش تري .وك ذلك ال ينعق د رهن األم وال ال تي يتس ارع إليه ا الفسـاد كالخض روات الطازج ة ألن حكم
ال رهن احتب اس المره ون ألج ل اس تيفاء ال دين من ه عن د ع دم األداء في ميع اده ،و ه ذه األم وال ال تقب ل
الحفظ و االحتباس معبقاء منافعها.
فال يص ح بي ع النجس كال دم والخم ر والميت ة ،وال المتنجس ال ذي خالطت ه النجاس ة ،وال يمكن تطهيره ا
ك الزيت والعس ل واللبن والخ ل وغيره ا من األطعم ة المانع ة ،لح ديث أبي جحيف ة ق ال ":إن رس ول اهلل
صلى اهلل عليه و سلم نهى عن ثمن الدم ،ولحديث جابر بن عبد اهلل األنصاري رضي اهلل عنهما ،أنه
س مع رس ول اهلل ص لى اهلل علي ه و س لم يق ول ع ام الفتح- ،وه و بمك ة " : -إن اهلل ورس وله ح رم بي ع
الخمر والميتة ،و الخنزير ،واألصنام" .فقيل :يا رسول اهلل ،أرأيت شحوم الميتة ،فإنها تطلى بها السفن،
ويدهن بها الجلود ،و يستصبح بها الناس؟ فقال" :ال ،هو حرام" ،ثم قال رسـول اهلل صلى اهلل عليه و
س لم عن د ذل ك ":قات ل اهلل اليه ود ،إن اهلل لم ا ح رم عليهم ش حومها جمل وه ،ثم ب اعوه ف أكلوا ثمن ه .و ال
تنعق د ك ذلك الهب ة من م ال الص غير القاص ر ،و ال بيع ه بغين ف احش ،س واء أك ان ال واهب و الب ائع ه و
الصغير أو وليه أو وصيه أو القاضي نفسه بمقتضى سلطته العامة عند عدم الولي الخاص.
فك ل عق د يتم يز بمجموع ة من الش روط الخاص ة ب ه ق د ال تش ترط في غ يره .و ذل ك كالش هود في عق د
النكاح فإن اإلشهاد شريطة فيه دون غيره .
إن قيم ة العق د تكمن في المنفع ة ال تي يمكن تحص يلها من ه ،و المعق ود علي ه ق د يك ون مع دوم المنفع ة
كالحشرات و السموم ،فتكون المعاوضة عليه من باب أكل أموال الناس بالباطل و قد قال تعالى :و ال
ت اكلوا أم والكم بينكم بالباط ل .33إال أن ه هن ا يجب اعتب ار عام ل ال زمن و تغ ير األح وال و طبيع ة
األش ياء ،فم ا ك ان منع دم النف ع ق ديما ق د يك ون في زمنن ا الحاضـر ذا قيم ة و منفع ة و يصـح التع اوض
عليه ،كالحشرات التي تستعمل في صناعة األدوية و األحجار التي تتساقط على األرض من الفضاء و
التي تستعمل في الدراسات و األبحاث الجيولوجية ،و السموم التي تستعمل في مجال الزراعة.
فرجوع الموجب عن إيجابه قبل أن يقبل الطرف اآلخر مبطل لإليجاب ،فال يعتبر القبول بعده .و كذا
وفاة الموجب أو زوال أهليته قبل القبول .1
ويبطل العقد كذلك إذا اختلفا في تعيين محل العقد كان يقول أحدهما :بعني السيارة البيضاء بمائة ألف،
ويقول الثاني قبلت السيارة الحمراء بذات الثمن.
.7اتحاد المجلس:
و مجلس العق د ه و الح ال ال تي يك ون فيه ا المتعاق دان مقبلين على التف اوض في العق د ،36فال يجب أن
يفص ل بين اإليج اب و القب ول فاص ل أجن بي ك إعراض القاب ل عن اإليج اب أو انش غاله ب أمر خ ارج عن
محل العقد أو الحديث عن أمر آخر غيره .فهذا كله مما يفضي إلى تفرق العاقدين ،و قد ذهب فقهاء
المالكية إلى أن التفرق هاهنا إنما هو كتابة عن االفتراق بالقول ال التفرق باألبدان.
و ال يش ترط في اتح اد المجلس أن يك ون المتعاق دان في مك ان واح د ،و إنم ا المقص ود ب ه ال وقت ال ذي
يكون
فيه المتعاقدان منشغلين بالعقد ،فيصح بذلك البيع بواسطة الهاتف أو بالمراسلة.
يقص د بآث ار العق د التمكن من التص رف فيم ا ه و ل ه ك البيع إذا ص ح العق د ت رتب أث ره من مل ك وج واز
التصرف فيه من هبة ووقف وأكل وليس وانتفاع وغير ذلك.
وورد في منح الجليل أن آثار العقود تعني التمكن من البيع والهبة واألكل وغيرها من التصرفات.
وقبل الحديث عن آثار العقد ال بد من التنبيه على أن المقصود بهذه اآلثار ،آثار العقد الصحيح دون
غيره ذلك أن العقد إما ان يكون صحيحا أو غير صحيح ،فالعقد الصحيح هو الذي استكمل عناصـره
األساس ية(من ص يغة وعاقدين ومح ل وموضوع ) وشرائطه فيص بح بذلك سببا شرعيا ص الحا لترتيب
1
حكمهوآثاره عليه.
ويعرف ه الحنفي ة بق ولهم :م ا ك ان مش روعا بأص له ووص فه وحكم العق د الص حيح ثب وت أث ره في الح ال.
والعق د غ ير الص حيح ه و م ا اخت ل في ه أح د عناص ره األساس ية أو ش رط من ش روطه .وحكم ه أن ه ال
يترتب عليه أثر كبيع الميتة والدم وكبيع فاقد األهلية.
1ابن رشد ،البداية المجتهد و نهاية المقتصد ،دار مكتبة المعارف ،2012 ،ص .596
8
ويشمل غير الصحيح عند الجمهور غير الحنفية الباطل والفاسد وهما بمعنى واحد؛ أما الحنفية فيقسمون
غير الصحيح على باطل وفاسد فلكل واحد معنى يختلف عن اآلخر ،وتلك القسمة محصورة في العقود
الناقلة للملكية أو التي توجب التزامات متقابلة بين المتعاقدين كالبيع واإلجارة والهبة ونحوها .
أما العقود المالية أو المالية وليس فيها التزامات متقابلة كاإلعارة واإليداع والعبادات فهذه ال فرق فيها
بين الباطل والفاسد عند الجميع.
وأساس هذا الخالف راجع لقضية أصولية ،وهي فهم أثر النهي الصادر عن الشرع ،هل يقتضي فساد
المنهيعنه أي عدم االعتبار والوقوع في اإلثم معا أم أنه يقتصـر إيجاب اإلثم وحده مع اعتباره أحيانا؟
ثم ه ل يس توي النهي عن ركن من أرك ان العق د م ع النهي عن وصـف ع ارض للعق د الزم ل ه أو غ ير
الزم اخالف محل بسطه كتب أصول الفقه .
وعلى تقس يم الحنفية للعقد غير الصحيح ،فالباطل منه مالم يكن مشروعا بأصله ووصفه فهذا ال ينتج
أي أثر ألن ه في حكم الع دم أم ا العق د الفاس ت فم ا ك ان مش روعا بأص له دون وص فه الختالل ش رط من
شروطهالالزمة .وهو بذلك وسط بين الصحيح والباطل إلمكان تصحيحه بإزالة الوصف الفاسد فمتى
تحقق ذلك رتبآثار كما في العقد الصحيح.وكل عقد له آثار عامة وأخرى خاصة.
يقصـد بآث ار العق د الخاصـة؛ حكم العق د ،وحكم العق د ه و األث ر األصـلـي أو الن وعي أو الغاي ة
الجوهريةالمقصودة.
وفي المدخل الفقهي العام للفقيه مصطفى الزرقا ":وأما اآلثار الخاصة فهي األحكام والنتائج الحقوقية
ال تي ت ترتب على ك ل عق د بحس ب موض وعه ،ف البيع مثال ينق ل الملكي ة لق اء ع وض والهب ة تنقله ا بال
عوض" 1.ويقال للحكم األصلي موضوع العقد وبهذا يفترق الحكم األصلي للعقد عن االلتزام ،فااللتزام
ه و كون الش خص مكلف ا بفع ل أو بامتن اع عن فع ل؛ مث ال األول تس ليم الم بيع وأداء الثمن ومث ال الثاني
عدم التعدي على نفس أو مال الغير وعدم استعمال الوديعة ومصدر االلتزام قد يكون الشرع ،كاالنفاق
على األق ارب وق د يك ون مص دره العق د ك االلتزام ب دفع األج رة أو الثمن وق د يك ون مص دره غ ير العق د
وهو الفعل الضار كضمان المتلفات .وحكم العقد األصلي يتحقق أليا بتقدير الشرع بمجرد انعقاد العقد
ص حيحا فال يحت اج إلى تنفيذ ،فبمجرد انعق اد ال بيع ص حيحا تنتق ل الملكي ة للمشتري وهك ذا س ائر أحكام
العقود.
وه و م ا تش ترك في ه ك ل العق ود أو معظمه ا من أحك ام ونت ائج ،وللعق ود أث ران عام ان؛ النف اذ واإلل زام
(اللزوم).
أـ النفاذ :أي ثبوت حكم العقد األصلي وااللتزامات منذ انعقاده ،بمعنى أن آثار العقد الخاصة ونتائجه
المترتبة عليه تحدث فور انعقاده ،فنفاذ عقد البيع مثال معناه انتقال ملكية المبيع والثمن بمجرد انعقاده
وإ يجاب تنفيذ االلتزامات على الطرفين كتسليم المبيع وتسلم الثمن وضمان العيب إن ظهر فيه عيب.
ونفاذ عقد الزواج معناه إحالل المتعة الزوجية بمجرد انعقاده وإ يجاب الحقوق وااللتزامات التي ينشئها
العقد بينهما ،كالتزام الرجل بالنفقة ومسؤولية المرأة عن الطاعة المشروعة .والنفاذ يقابله التوقف فيقال
عقد نافذ وعكسه موقوف.
ب ـ ـ ـ اإللزام :ومعناه العام لغة :إيجاب تنفيذ التزامات التعاقد عمال بقوله تعالى " :يا أيها الذين ءامنوا
1
أوفوا بالعقود.
ومعناه الخاص فقها هو إنشاء التزامات متقابلة معينة على المتعاقدين كما في البيع أو إنشاء التزام معين
على أح د المتعاق دين كم ا في الوع د بالج ائزة ،وه ذا من آث ار العق د .وبه ذا يختل ف االل زام عن الل زوم؛
فاللزوم يعني عدم استطاعة فسخ العقد إال بالتراضي والتراضي على فسخ العقد يسمى إقالة.
ويكسب العقد صفة اللزوم عند المالكية والحنفية بمجرد تمام العقد ،وعند الشافعية والحنابلة ال يكسب
العقد صـفة اللزوم إال بعد انقضـاء مجلس العقد بتفرق العاقدين بأبدانهما عمال بخيار المجلس الثابت في
السـنة
اختلف العلماء وتباينت مذاهبهم حول تقسيم العقود وذلك راجع لالعتبارات التي اعتمدوها في تقسيمهم
1
لها ومن أهم تقسيماتهم للعقود:
تقسيم العقود باعتبار كونها مسماة أو غير مسماة :تنقسم العقود بهذا االعتبار الى:
– 1عقود مسماة:
هي العق ود ال تي وض ع له ا اس م معين ي بين حقيقته ا وله ا أحك ام ش رعية تقننه ا وق د بلغت عن د الفقه اء
القدامى الى حوالي واحد وعشرين عقدا منها االعارة – الشركة – الهبة – الرهن – المزارعة وغيرها
وق د وردة تع اريف ه ذه العق ود وغيره ا في الكتب الفقهي ة ،وه ذه العق ود هي ال تي يع ترف به ا الم ذهب
الظاهري دون سواها.
الغاي ة من وج ود العق ود عموم ا والعق ود المس ماة تحدي دا في الش ريعة االس المية :ويمكن بي ان أهم ه ذه
المقاصد في:
- ٢أنها وضعت لتنظيم التعامل بين الناس بما تعارفوا عليه بينهم اذا كان العرف غير متعارض مع
الشرع.
- ٤اذا دعت حاجة الناس الى عقد حديث لم يرد في الشريعة وال يتعارض مع كلياتها أو مقاصدها
2
أقره العلماء ووضعوا له اسما وهذا ما يؤكد مرونة الشريعة وصالحيتها لكل الناس ولكل األحوال.
1نظرية العقد عند فقهاء اإلسالم – المجلد ، 1جامع الكتب اإلسالمية ،صhttps://ketabonline.com.10
2وهبة الزحيلي،كتاب الفقه اإلسالمي وأدلته للزحيلي ،المرجع السابق ،ص .2956
11
3
وتتميز بكونها:
وقد اختلفت اقوال العلماء حول ايجاد عقود جديدة غير مسماة شرعا على مذاهب ثالثة هي:
– مذهب الجمهور :وهم يبيحون كل عقد لكن في نطاق األدلة الشرعية المعروفة كالقياس أو العرف
أوالمصالح المرسلة.
والفرق بين مذهب الجمهور ومذهب الحنابلة :هو أن مذهب الجمهور اليجيز من العقود اال ما تتحقق
به المصالح الجماعية وال يقر من العقود ما تتحقق به المصالح الفردية اما عند الحنابلة فال فرق عندهم
بين المصالح الجماعية والفردية في انشاء عقود جديدة.
التقسيم الثاني للعقود باعتبار كونها عينية أو غير عينية تنقسم العقود بهذا االعتبار الى:
– ١العقود العينية :هي العقود التي يشترط لتمامها شرعا تسليم الشئ المعقود عليه وقبضه وال تتم
بغ ير ذل ك وه ذه العق ود هي :الهب ة – ال رهن – اإلع ارة – اإلي داع – الق رض .بم اذا يتحق ق القبض:
اختلف الفقهاء في ذلك على مذهبين هما
أن القبض يتحقق بمجرد التخلية بين العاقد والمعقود عليه ومن يكون منه القبض.
– ٢أن القبض اليتحقق اال بالحيازة الفعلية للمعقود عليه وهي ال تتم اال بأحد أمرين:
– ٢التخلية بين العاقد والمعقود عليه ومن يكون منه القبض إن لم يكن منقوال.
– ٢العقود الغير العينية :هي العقود التي تأخذ حكمها بمجرد عقدها وال تحتاج الى القبض وهي سائر
العقود الغير العينية.
3نظرية العقد عند فقهاء اإلسالم – المجلد ، 1جامع الكتب اإلسالمية ،صhttps://ketabonline.com.10
12
1
التقسيم الثالث للعقود باعتبار تبادل الحقوق تنقسم العقود بهذا االعتبار الى:
هي التي تقوم على أساس إنشاء التزامات متقابلة بين العاقدين يأخد فيها كل من الطرفين شيئا ويعطي
مقابله شيئا أخر .أنواع المعاوضات التي تكون في العقود أربعة كما بينها الفقهاء هي:
- ٤معاوضة مال بما ليس بمال وال منفعة كما في الزواج -الغاية من هذا العقد المعاشرة والمساكنة
بالمعروف
هي العقود التي تقوم على أساس المنحة أو المعنوية من أحد الطرفين لألخر كما في الصدقة والوصية
ويشترط فيها األهلية الكاملة بالنسبة للمتبرع.
- ٣عق ود فيه ا مع نى الت برع ابت داء والمعاوض ة انته اء هي العق ود ال تي تجم ع بين خص ائص عق ود
الت برع ال تي تطب ق عليه ا ابت داء -األهلي ة بالنس بة للمت برع -وخص ائص عق ود المعاوض ة ال تي تطب ق
عليها انتهاء -دفع العوض عند االقتضاء -مثالها عقد القرض والكفالة فهذه العقود تشترط فيها بداية
األهلية الكاملة وااللتزام بالعوض يكون عند نهايتها.
التقسيم الرابع للعقود باعتبار الضمان وعدمه تنقسم العقود بهذا االعتبار الى:
– ١عقود الضمان:
وهي كل عقد كان القبض – الحيازة – فيه قويا مثال ذلك اإليداع و القرض يترتب على ذلك:
نظرية العقد عند فقهاء اإلسالم – المجلد ، 1جامع الكتب اإلسالمية ،ص https://ketabonline.com.11-10 1
13
– ٢أن ض مان الق ابض للمقب وض يك ون في جمي ع الح االت بم ا في ذل ك م ا يخ رج عن إرادة الق ابض
كاآلفات السماوية.
هي كل عقد يكون القبض فيه ضعيفا كاإلعارة والشركة .يترتب على ذلك:
– ١ان المال المقبوض نتيجة هذه العقود يكون أمانة في يد قابضه لحساب صاحبه.
– ٢أن القابض ال يكون مسؤوال عن المقبوض اال في حالة التقصير والتعدي على المقبوض أما في
غير تلك الحالة فال يكون مسؤوال.
– ٣عقود تجمع بين الضمان واألمانة هي كل عقد استند الى الضمان من وجه والى األمانة من وجه
اخر مثالها االيجار والرهن
التقسيم الخامس للعقود باعتبار كونها فورية أو زمنية تنقسم العقود بهذا االعتبار الى:
– ١عقود فورية:
هي كل عقد ال يتأثر الثمن فيه بموعد التنفيذ وال يعتبر الزمن فيه عنصرا جوهريا كالبيع مثال.
– ويترتب عليها:
– ١أن التنفيد في العقود الفورية يكون فورا أو يتأخر الى أجل يختاره المتعاقدان.
هي كل عقد يشكل الزمن فيه عنصرا جوهريا بحيث يستغرق تنفيده فترة من الزمن يجري حكم العقد
فيها باستمرار كاالجارة واالعارة مثال .ينتج عن التمييز بين العقود الفورية والزمنية أمور هامة منها:
– ١أن فسخ العقد يقع مستندا الى الماضي بأثر رجعي في العقود الفورية أما في العقود الزمنية فيقع
الفسخ مقتصرا على الوقت الذي يتم فيه الفسخ.
14
– ٢أن االلتزامات تكون بالعقود الزمنية متقابلة تقابال تاما في الوجود والتنفيد فأجرة االيجار
– ٣يعتبر العقد الزمني متجددا في المدة التي يستغرقها تنفيده بحيث يحق للمستأجر مثال فسخ عقد
االيجار بالعيب الطارئ أو القديم بخالف العقد الفوري اليحق فيه الفسخ بالعيب الطارئ بعد قبضه كما
قد يحصل في البيع مثال.
التقسيم السادس للعقود باعتبار كونها الزمة أوغير الزمة تنقسم العقود بهذا االعتبار الى:
– ١عقود الزمة:
هي كل عقد ال يستطيع أحد طرفيه أن يتحلل منه اال بموافقة الطرف األخر.
– ١عق د الزم بح ق الط رفين وال يقب ل الفس خ بطري ق اإلقال ة مثال ه ال زواج ال ذي ال يفس خ اال بطرق ه
المقررة شرعا كالطالق مثال.
– ٢عقد الزم بحق الطرفين ولكنه يقبل الفسخ بطريق االقالة مثاله عقد البيع.
– ٣عق د الزم بحق أحد الط رفين فقط ك الرهن والكفال ة مثال فانهما الزم ان في حق ال راهن والكفي ل
1
غير الزمين في حق المرهون له والمكفول له بحيث يمكنهما رد ذلك.
– ٢عقود األصل فيها عدم اللزوم ولكنها تلزم في بعض األحوال كالوكالة والوصية مثال فلو رهن
الم دين م اال ووك ل وكيال بن اء على طلب ال دائن ل بيع ال رهن اذا لم ي ؤد ال دين عن د حل ول أجل ه اليمكن
عندئد للموكل وال للوكيل فسخ الوكالة دون موافقة الدائن المرتهن لتعلق حقه بهذه الوكالة.
1نظرية العقد عند فقهاء اإلسالم – المجلد ، 1جامع الكتب اإلسالمية ،ص https://ketabonline.com.11
15
– ٣عق ود األص ل فيه ا الل زوم اال أن في طبيعته ا ش يئا من ع دم الل زوم في ظ روف مح ددة كااليج ار
والمزارعة مثال فاالجارة االصل فيها اللزوم بحق المتعاقدين اال أن الفقهاء أجازوا العدول عن االجارة
وفسخها باألعذار الطارئة
– ٣االنتهاء بعدم إجازة صاحب الحق قي العقد الموقوف فالعقد ينتهي اذا لم يجزه صاحب الشأن كما
في عقد الفضولي.
خاتمة:
1نظرية العقد عند فقهاء اإلسالم – المجلد ، 1جامع الكتب اإلسالمية ،ص https://ketabonline.com.15
16
سنذكر أهم النتائج التي توصلنا إليها :
تناول هذا البحث نظرية أسـاسـية تعطي الباحث ملكة فقهية تؤهل فكره وتعينه على مدارك الفقه ،وهي
كم ا تطرقن ا للح ديث عن المس ائل العام ة المتعلق ة بالنظري ة من خالل مفهومه ا ،وتتبعن ا في ذل ك منهج
الباحثين المعاصرين في النظريات وما تتضمنه من شروط وأركان ،ثم ختم البحث بآثار العقد الصحيح
دون غ يره ،ذل ك أن العق د إم ا أن يك ون ص حيحا أو غ ير ،وك ل عق د ل ه آث ار عام ة وأخ رى خاص ة.
ونظري ة العق د موض وع ذو ش جون فهن اك من أل ف كتاب ات مس تقلة في ه .ل ذلك تح ريت م ا ه و أهم في
وقيمة.
نظري ،وقمت بالتلخيص قدر ما استطعت نظرا لما يحمله الموضوع من معلومات كثيرة ّ
17
قائمة المراجع:
ابن تيمية ،العقود (نظرية العقد)،ط 1مكتبة السنة المحمدية.1949 ، -1
ابن رشد ،البداية المجتهد و نهاية المقتصد ،دار مكتبة المعارف.2012 ، -2
عبد الرزاق السنهوري ،الوسيط في شرح القانون المدني الجديد – مصادر االلتزام ،ج ،1دار -3
مصطفى الجوزي أحمد الزرقا ،المدخل الفقهي العام ،دار القاع ،ط ،2دمشق ،ص .2004 -4
نظري ة العق د عن د فقه اء اإلس الم – المجل د ، 1ج امع الكتب اإلس المية . -5
https://ketabonline.com
وهب ة ال زحيلي ،كت اب الفق ه اإلس المي وأدلت ه لل زحيلي – المع نى الخ اص – المكتب ة الش املة -6
الحديثةal-maktaba.org ،
18