Professional Documents
Culture Documents
تعريف اللقطة ث
تعريف اللقطة ث
مقدمة
مبحث االول تعريف اللقطة
المطلب االول :تعريف اللقطة
المطلب الثاني :اركان اللقطة
المطلب الثالث :حكم اللقط
المطلب الرابع :االشهاد على اللقطة
المطلب الخامس:التقاط الحيوان
المبحث الثاني :احكام اللقطة
المطلب األول:لقطة الحاج
المطلب الثاني :الملتقط
المطلب الثالث:ذكر مايشبه اللقطة في كونه لقطة او مملوك
المطلب الرابع:إذا توفرت الشروط فعليه
فرع األول:معرفة اللقطة
فرع ثاني :وجوب تعريف اللقطة
خاتمة :
1
المقدمة:
إن الحم00د هلل نحم00ده ونس00تعينه ونس00تغفره ،ونع00وذ باهلل من ش00رور أنفس00نا وس00يئات
أعمالن00ا ،من يه00ده اهلل فال مض00ل ل00ه ،ومن يض00لل ف00ال ه00ادي ل00ه وأش00هد أن ال ال00ه اال اهلل
وحده ال شريك له ،وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ص00لى اهلل علي00ه وعلى آل00ه وص00حبه
ومن تبع000ه بإحس000ان إلى ي00 0وم ال000دين أم000ا بعد :أهمي000ة الموض00 0وع :فق00 0د اعتنت الش00 0ريعة
المطه00رة بك00ل م00ا في00ه ص00الح العب00اد في ال00دارين ،وك00ان من ض00من أولوياته00ا في العناي00ة،
العناي00ة بحف00ظ األم00وال وتنميته00ا ورعايته00ا.حيث ض00بط الش00ارع ط00رق تحص00يله وط00رق
صرفه وإ نفاقه وكيفية الحفاظ عليه ،وقد تكاثرت النصوص الدالة على العناي00ة ب00األموال
وذكر األحك00ام المتعلق00ة به00ا في أب00واب مختلف00ة.ومن هن0ا ك00ان قض00ية الم00ال وحفظ00ه ج00زء
من اهتمام00 0اتهم ف00 0اعتنوا بأحكام00 0ه العدي00 0دة. ،ب00 0ل تج00 0اوزت عن00 0ايتهم بالم00 0ال وحفظ00 0ه أن
أفردوا له باباً الفقهاءرحمهم اهلل بالمال الملتقط وناقشوا ذلك في باب اللقطة خاصا .
2
تعريف اللقطة:
طهُ آ ُل ِف ْر َع ْو َن
لغ ًة :اللقط – بسكون القاف – أخذ الشيء ،ومنه قوله تعالى{:فَاْلتَقَ َ
ِ ِئ ِإ ِ ِ
ين ** القصص 8 ود ُه َما َك ُانوا َخاط َ
ان َو ُجُن َ ون لَهُ ْم َع ُد ّواً َو َح َزناً َّن ف ْر َع ْو َن َو َه َ
ام َ لَي ُك َ
ومعناه :أسم للمال الملقوط ،أي المأخوذ بأن تجده ملقى فتأخذه.
شرعاً :مال محترم ،غبر محرز ،ال يعرف الواجد مستحقه.
توضيح التعريف"\ :مال محترم\" :هو المال المعصوم ،وهو الذي ال يجوز ألحد
التصرف فيه بغير إذن صاحبه ،ويدخل فيه مال الذمي المعاهد( .سبل السالم
)3/120
ويخرج منه المال الحربي إذا دخل دار اإلسالم بغير أمان فماله الساقط يعتبر غنيمة
ال لقطة( .حاشية ابن العابدين )6/432
-ويخرج بقيد \"غير محرز\" :ما يجده الوارث من الودائع المجهولة عند مورثه
فهذه أموال ضائعة ال لقطة ،فأمرها إلى اإلمام ،وكذلك ما يجده عند الحاكم وغيره
من األماكن المغلقة ولم يعرف مالكه ( .المجموع )16/132
-ويخرج بقيد \"ال يعرف الواجد مستحقه\" ما ُعرف مستحقه وال يسمى لقطة ،وما
ليس له مستحق فهو المال المباح وهو آلخذه وال يكون لقطة.
أركان اللقطة:
وهي ثالثة )1( :اللقط ( )2الملتقط ( )3الملقوط (السلسبيل )2/597
الركن األول :اللقط :لغة :معناه ،أخذ الشيء ،ووضع اليد عليه.
انتهاء.
ً ابتداء ،ومعنى االكتساب والتملك
ً شرعاً :فيه معنى األمانة والوالية
حكم اللقط:
مذهب الحنفية والشافعية هو استحباب اللقط ،وعند المالكية (االستذكار )22/326
والحنابلة هو كراهة اللقط .وقد يكون اللقط دائراً على األحكام التكليفيه
الخمسة(االستذكار :)22/326
3
_ 1اللقط الواجب :إذا خيف على المال الضائع ،وتعين اللقط طريقاً لحفظها.
_ 2اللقط المندوب :عند عدم الخوف عليها ،ووثوقه بنفسه وقدرته على التعريف.
_ 3اللقط المحرم :عندما يأخذ الملتقط المال الضائع ال لحفظه ورده إلى صاحبه بل
لتملكه.
تسول له نفسه الخيانة فيقع في اإلثم ،أي
_ 4اللقط المكروه :إذا التقطها الفاسق لئال ّ
بمعنى يلتقطها من يشك في أمانة نفسه.
_ 5اللقط المباح :إذا استوى الترك واللقط.
قال الحافظ ابن حجر "\:ومن ثم كان األرجح من مذاهب العلماء أن ذلك يدخل
رجح
رجح أخذها فوجب أو استحب ،ومتى ّ
باختالف األشخاص واألموال فمتى ّ
جائز( .فتح الباري )5/111
تركها حرم أو كره وإ ال فهو ً
اإلشهاد على االلتقاط:
يجب اإلشهاد على االلتقاط ،بأن يشهد الملتقط عليه عدالً واحداً فأكثر لحديث عياض
بن حمار مرفوعا ً "\:من وجد لقطةً فليشهد ذا عدل _ في لفظ (ذوي عدل )_ ال يكتم
وال ُيغيب ،فإن وجد صاحبها فليردها عليه وإ ال فهو مال اهلل يؤتيه من يشاء\" .رواه
احمد في المسند( )4/266و أبي داود( )2/335رقم ( )1709كتاب اللقطة ،وابن
ماجة ( )2/837رقم ( ،)2505وابن حبان (ص )284رقم()1169الموارد وهو
صحيح.
والوجوب مذهب الظاهرية (المحلى ،)5/257وقول عند الشافعي ،واليه ذهب
الشوكاني (المحلى )5/257والصنعاني (السبل ،)3/119وذهب الحنابلة (المغني
)6/362والمالكية وقول عن الشافعي(روضة الطالبين )4/471إلى استحباب اإلشهاد
احتياطاً .
وسبب الوجوب :إنه يمتنع به من الخيانة ،وأنه قد يموت فجأة فتصير اللقطة من
تركته فتفوت على مالكها.
4
كيفية اإلشهاد :فيه طريقتان:
األولىُ :يشهد أنه وجد لقطة وال ُيعلم بالعفاص وال غيره لئال يتوصل بذلك الكاذب
إلى أخذها.
الثانيةُ :يشهد على صفاتها كلها حتى إذا مات لم يتصرف فيها الوارث.
وأشار بعض الشافعية إلى التوسط بين الوجهين فقالوا :ال يستوعب الصفات ولكن
يذكر بعضها .قال النووي "\:وهو األصح\"(.النيل)5/339
-ما تقدم في حكم االلتقاط واإلشهاد إنما في غير التقاط الحيوان من الجمادات وما
يشبهها
التقاط الحيوان :
ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى القول بعدم التقاط الحيوان
للنهي الوارد في حديث زيد بن خالد ،وحمل بعضهم النهي على من التقطها ليتملكها
ال ليحفظها فيجوز له وهو قول للشافعية(الفتح ،)5/96وأما الحنفية جعلوا الحيوان
كغيره في حكم االلتقاط.
-والصحيح أنه ال يجوز لقط اإلبل لما ورد مرفوعاً من حديث زيد بن الحارث"\:
مالك ،ولها معها حذائها وسقاؤها ترد الماء ،وتأكل الشجر حتى يجدها ربها\".
(البخاري برقم 2427و ،2428و مسلم 1722الفتح 5/96و شرح مسلم
،) 27-12/20وهو كما سبق قول الجمهور قاسوا على اإلبل كل حيوان يقوى على
االمتناع من صغار السباع(الفتح( ،)5/97النيل ،)5/345ويقوى على ورود الماء .
وذهبوا أيضاً إلى جواز التقاط اإلبل من ِقبل اإلمام أو نائبه عند الضرورة كحالة
الخوف عليها من الهالك أو النهب في أوقات اضطراب 0األمن ،وإ ن كان الملتقط من
العامة لزمه تسليمها لإلمام.
-ضالة الغنم فيجوز التقاطها لما ورد في حديث زيد بن خالد صريحاً "\:خذها،
فإنما هي لك أو ألخيك أو للذئب\" .متفق عليه ،وقاس عليها الجمهور ما يشبهها في
5
الضعف واحتمال الضياع لعدم امتناعها من صغار السباع ،وصغار السباع كالذئب،
الثعلب ،ابن آوى ،وولد األسد عندهم( .المغني)6/390
التقاط لقطة الحاج :
جاء في الشرع ما يدل على النهي عن لقطة الحاج ،أي من التقاط ما ضاع من الحاج
أو ما ضاع في مكة المكرمة لحديث أبي هريرة مرفوعاً … "\:وال يلتقط ساقطتها _
أي مكة_ إال منشد ( ."\.البخاري برقم 2434و مسلم برقم ،1724الفتح 5/104و
شرح مسلم ،) 9/126ولحديث عبد الرحمن بن عثمان التيمي أن رسول اهلل صلى
اهلل عليه وسلم "\:نهى عن لقطة الحاج\"رواه مسلم ( 28 /12برقم 1724نووي)،
وأبو داود(رقم )1719كتاب اللقطة باب التعريف باللقطة ،وحمل الفقهاء هذا النهي
عن التقاطها للتملك ال للتعريف كما هو نص الحديث وهذا مذهب الظاهرية(المحلى
)5/258
،ورواية عن الشافعي(المجموع )16/134ورواية عن احمد(المغني)6/360
وأختارها الشوكاني (النيل ،)5/344وذهب األحناف(حاشية بن العابدين،)6/437
والشافعي في أحد قوليه ،وأحمد في رواية عن(المغني )6/360أنه ال فرق بين لقطة
الحرم وغيره.
-والصحيح أن هذا الحكم من خصوصيات بلد اهلل الحرم ،وذكر الفقهاء لهذه
الخصوصية تعليالت أخرى منها:
( )1أنه إذا عرفها ملتقطها كل عام سهل التوصل إلى معرفة صاحبها لوجود
الوفدين.
( )2إنما خصت مكة بذلك للمبالغة في تعريف ما يلتقط فيها الن مالكها ال يوجد عادةً
لرجوع الحجاج لبالدهم فبين أنه ال يسقط عليه التعريف وإ نما عليه المبالغة في
التعريف والبحث عن صاحبها.
الركن الثاني :الملتقط:
6
حر ،مسلماً،
وهو من له أهلية اإلكتساب أو اإلحتفاض ،قال النووي "\:أن يكون ً
مكلفاً ،أميناً( .المجموع ،)16/134ومن أهل العلم من أجاز التقاط الذمي ألنه من
أهل اإلكتساب فهو كالمسلم ( .المغني ،)6/389وفي (المجموع )16/176ذكر
روايتان أصحها أنه يم ّكن منه.
-وكذلك الصغير والمجنون والسفيه ،فإذا التقط واحد منهم مال ضائعاً ثبتت يده
عليه ،ألنه اكتساب فيصح منه كاالصطياد واإلحتطاب ،ولكن يختلف ناقص األهلية
كالمجنون والصغير في أن وليه ينزع القطه منه ويتولى حفظها وتعريفها ،هذا عند
الشافعية (المجموع )16/173والحنابلة (المغني ،)6/386وأما الحنفية فيصح عندهم
التقاط الصبي وال يصح التقاط المجنون ( .حاشية بن عابدين)6/435
تعدد الملتقط :
.1لو التقط اثنان ماالً ضائعاً ثم ترك أحدهما حقه منه لألخر لم يسقط حقه .
(المغني)6/356
.2لو أراد التخلص من مسؤولية اللقطة رفع أمره الى الحاكم.
.3لو أقام كالهما البينه على أنه هو الملتقط وحده وال تاريخ في البينتين ،تبقى القطة
بيد الملتقط ألنه صاحب اليد عليها.
ٍ
شيء رآه فالتقطه فهو لآلمر إن قصده الملتقط وإ ن .4لو أمر إنسان آخر بالتقاط
قصد اآلمر ونفسه فلهما( .المصدر السابق)
.5إن رأياها معاً فبادر أحدهما فأخذها أو رائها أحدهما فأعلم بها صاحبه فأخذها
فهي ألخذها الن استحقاق القطة باألخذ ال بالرؤية كاالصطياد ( .المصدر السابق)
الركن الثالث "\:الملقوط\" :
وهو المال المحترم شرعاً الذي ال يعرف الملتقط مالكه ،وهو إما حيوان فيسمى\"
ضالة\" أو غير حيوان ويسمى \"لقطة\" ،و المال المباح فال يصير لقطة إلنه ليس له
مالك وقد مر.
7
ذكر ما يشتبه* في كونه لقطة أو مملوك ال يغرف مالكه:
( )1اللؤلؤ في البحر خارج صدفه يعتبر لقطة ،الن وجوده خارج صدفه يعني انه له
مالكاً ،ألنه ال يوجد في البحر إال داخل الصدف ،وقيده بعضهم بأن يجده مثقوباً .
(المغني)6/370
( )2من أصطاد سمكة فوجد فيها ُدرةً فهي للصائد ألنها مال مباح ،حتى لو باع
السمكة دون أن يعلم أن فيها ُدرة ،وال يتملكها المشتري الن البائع لم يقصد بيعها،
كمن باع داراً وله فيها مال مدفون ال يدخل في البيع تبعا ً ( .المصدر السابق )
( )3إذا عثر على دراهم أو دنانير في البحر فهي لقطة ألنها ال تخلق في البحر فالبد
لها من مالك ( .المصدر السابق )
إذا أخذ ثياب غيره أو متاعه أو حذائه قصداً أو سهواً وترك غيره ،فهل يعتبر
المتروك لقطة عند المأخوذة ثيابه أم ال؟ الجواب :إن لم يتعمد األخذ فالمتروك لقطة،
وإ ن تعمد األخذ جاز للمأخوذة ثيابه بيع المتروك ،واستيفاء حقه منه ،ومن أهم عالمة
التعمد األخذ أن يكون المأخوذ أفضل من المتروك ،ولو كان المتروك خيراً من
المأخوذ أو مثله دل ذلك على السهو والغفلة فهو بمنزلة الضائع تجري عليه أحكام
اللقطة ( .المغني ، 6/373و السلسبيل في معرفة الدليل ) 2/601
( )4ومن ترك دابةً بمهلكة فأخذها إنسان فأطعمها وسقاها وخلصها من الهالك فهي
له ،ألنها كالمال المباح ،لما أخرجه أبو داود بسند حسن ( صحيح الجامع برقم
)6584عن رجال من أصحاب النبي صلى اهلل عليه وسلم مرفوعاً "\:من وجد دابةً
قد عجز عنها أهلها أن يعلفوها ،فسيبوها فأخذها فأحياها فهي له\" .وهذا مذهب
الحنابلة (المغني ،) 6/400وقال مالك والشافعي وابن المنذر :هي لمالكها ،واآلخر
متبرع ( .المصدر السابق)
فإذا تحققت األركان الثالثة السابقة فعليه:
أوالً :معرفة اللقطة:
8
أمر النبي صلى اهلل عليه وسلم في حديث زيد بن خالد بمعرفة اللقطة فقال "\:اعرف
عفاصها وكائها\"…
والوكاء :هو الخيط الذي يربط به ،والعفاص :هو الوعاء الذي تكون فيه النفقة جلداً
كان هو غيره ( .الفتح 1/225و ،5/98شرح مسلم ،12/21و إحكام األحكام
)2/159
والغرض من تعيين الوكاء والعفاص معرفة اآلالت التي تحفظ النفقة ( الفتح 5/98
) .ويقاس عليهما كل ما يلزم لمعرفة اللقطة ويبين أوصافها مثل جنسها ونوعها
وقدرها وما تتميز به ،وكل هذا لمعرفة صدق أوصافها إذا ادعى ملكيتها ( الفتح
،) 5/98وقال الحافظ "\:اختلف في هذه المعرفة على قولين للعلماء أظهرهما
الوجوب لظاهر األمر \"( .المصدر السابق).
وعند التعريف على اللقطة يستحب بعض أهل العلم كتابة أوصافها خوف النسيان ،هذا
قول اإلمام أحمد ،والنووي ( .المغني ،)6/363و(روضة الطالبين .)4/453
وجوب تعريف اللقطة:
معنى التعريف :إشاعة الخبر في الناس حتى يمكن وصول علمها إلى صاحبها .
صورة تعريف اللقطة :بأن يذكر للناس عنها وال يبين أوصافها بل يذكرها بوصف
عام ،وأجاز الحنابلة (المغني )6/350ذكر جنسها من ذهب أو فضة ،وقال الشافعية:
يفصل ذكر بعض أوصافها ،ويحرم استيعابها ،واألولى األخذ باالحتياط ،و اإليغال في
اإلبهام .
ويؤخذ وجوب التعريف من قوله صلى اهلل عليه وسلم … "\:عرفها سنة ،"\..وقد قال
بهذا الجمهور ( .المجموع ،6/141وقد نقل اإلجماع عليه)( ،المغني ،)6/347
(اإلحكام ( ،)2/159السبل ( ،)3/117النيل ( ،)5/340شرح مسلم )12/22
وقد ورد في السنة ما يدل على تحريم أخذ اللقطة بنية التملك ،وعدم التعريف فمن
ذلكم ما رواه مسلم عن زيد بن خالد مرفوعا "\:من أوى ضالة فهو ضال مالم يعرفها
9
\" ( .ضال :بمعنى مائل عن الحق ،و الحديث رواه مسلم برقم 12/28 1725من
الشرح للنووي ،و رواه أحمد في المسند برقم ) 4/116 16607وعن الجارود
مرفوعا "\:ضالة المسلم حرق النار\" .رواه أحمد ،و الدارمي بسند حسن ( .رواه
أحمد في المسند برقم ،5/80 20230و الدارمي برقم 2/665 2602زمرلي و
علمي ،و رواه الترمذي في السنن برقم 1882في كتاب األشربة ،و انظر جامع
األصول 10/710
ويستثنى من هذا الوجوب ما يلي:
.1ما يعلم أن مالكه ال يطلبه ،كقشر الرمان أو النوى ،ونحو ذلك مما يرميه الناس،
ولكنه إذا وجده في يد الملتقط فله أن يأخذ ألن إلقاءه يفيد إباحة اإلنتفاع به من
ملتقطه ،وال يفيد التمليك ،وملك المبيح ال يزول باإلباحة ،وإ ن كان للمباح له اإلنتفاع
به (حاشية بن العابدين ،)6/436وعند الحنابلة يملكه الملتقط ألن صاحبه تخلى عنه .
.2اللقطة التافهة إذا كانت مما يؤكل ،ويتسارع إليها الفساد كالتمرة ،ونحوها لحديث
أنس أن النبي صلى اهلل عليه و سلم مر بتمرة في الطريق فقال "\:لوال أني أخاف أن
تكون من تمر الصدقة ألكلتها\" .رواه البخاري برقم 5/103 2431الفتح ،ومسلم
8/177النووي ) ،فظاهر الحديث يدل على عدم اشتراط التعريف ،وهذا مذهب
الحنابلة ،والشافعية ( .المغني ( ،)6/351المجموع ( ،)16/146السبل )3/116
.3اللقطة اليسيرة إذا لم تكن مما يؤكل ،فهذه ال يجب تعريفها عند المالكية ،والحنابلة،
وهو مما ال تتبعه همة أوساط الناس لما رواه أحمد بسند ضعيف ،ويحسنه بعضهم،
رواه أبو داود برقم 1717في السنن ،2/339أنظر الفتح ،5/103و جامع األصول
) 10/711عن جابر قال "\:رخص لنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في العصا،
والسوط ،والحبل ،وأشباهه يلتقطه الرجل ينتفع به \" ،ولكن يرد عليه ما رواه أحمد
أيضا من حديث يعلى بن مرة مرفوعا "\:من التقط لقطة يسيرة حبال أو درهما أو
شبه ذلك فليعرفها ثالثة أيام فإن كان فوق ذلك فليعرفه ستة أيام\" ،و زاد
10
الطبراني"\:فإن جاء صاحبها ،وإ ال فليتصدق بها \".
قال الشوكاني "\:وفي إسناده عمر بن عبد اهلل بن يعلى ،وقد صرح جماعة بضعفه،
فإذا صح هذا الحديث حمل هذا الحديث على الذي قبله فيكون تعريف اللقطة اليسيرة
ثالثة أيام حمال للمطلق على المقيد\"(.نيل األوطار )338-5/337بتصرف
قال النووي "\:أما الشيء الحقير فيجب تعريفه زمنا يظن أن فاقده ال يطلبه في العادة
أكثر من ذلك الزمان \"(.شرح مسلم ،)12/22حاشية بن عابدين()6/436
تنبيـه*:
قول بعض الفقهاء بعدم وجوب تعريف اللقطة اليسيرة ال يعني المنع من تعريفها،
وإ نما يعني نفي الوجوب فقط ،وعلى هذا إذا أراد الملتقط تعريفها ولو لمدة سنة جاز
له ذلك إذا كانت مما اليؤكل.
.4إذا خشي الملتقط من االستيالء على لقطته ظلما من قبل ذي سلطان جائر لم يجز
له التعريف ،وتكون أمانة عنده ،و هذا قول عند الشافعية.
مدة التعريف:
األصل في مدة التعريف سنة كاملة وهو ما دل عليه حديث خالد بن زيد في قوله
صلى اهلل عليه وسلم .."\:عرفها سنة "\..متفق عليه ،وهذا مذهب عمر ،وعلي ،وابن
عباس ،وابن المسيب ،والشعبي ،والحنفية (فتح القدير ،.)6/114والمالكية (الشرح
الكبير للدردير و الدسوقي 4/120زيدان) ،والشافعية (نهاية المحتاج للرملي 5/434
و ما بعدها زيدان) ،والحنابلة (المغني ،)6/348قال ابن قدامة"\:ال نعلم فيه خالفا \"،.
وكذلك هو مذهب الظاهرية ( .المحلى)5/264
قال ابن الهمام"\:و اعلم أن االمر بتعريفها سنة يقتضي تكرار التعريف عرفا ،وعادة،
وإ ن ظرفية السنة للتعريف يصدق بوقوعه مرة واحدة ،ولكن يجب حمله على المعتاد
من أنه يفعله وقتا بعد وقت ،ويكرر ذلك كلما وجد مظنة\"( .فتح القدير)6/115
-ويستثنى من هذا األصل ما يلي:
11
.1إذا كانت اللقطة يسيرة فيعرفها ثالثة أيام أو زمنا يظن أن فاقده ال يطلبه ،وقد مر
قبل قليل .
.2ما يخشى فساده إذا كان كثيرا أو يسيرا كالفاكة و الخضروات 0يعرفها مدة ال
يخشى فيها عليه الفساد ،و هذا قول الحنفية ،و الحنابلة.
زمن التعريف:
يكون التعريف في األوقات المناسبة –كالنهار مثال ،-ويتكرر بالقدر الذي يحصل به
مقصود التعريف حتى يمكن وصول خبرها الى صاحبها( .المغني )6/349
الفورية في التعريف:
الراجح في التعريف أنه واجب على الفور ،وال يجوز تأخيره عن زمن تطلب فيه
اللقطة عادة ،و هذا يختلف باختالف مقدارها ( .المغني ،6/349النيل )5/340
مكان التعريف:
يجري التعريف في األماكن التي يظن فيها بلوغ خبرها الى صاحبها ،و أولى هذه
األماكن مكان التقاطها (النيل ،)5/340و يعرف في :
1-مجامع الناس كاالسواق ،وأبواب المساجد ( الفتح ،5/98شرح مسلم ،12/22
المجموع ،6/145المغني ،6/349حاشية ابن عابدين ،)6/436وفي عصرنا
الحاضر في-2 ،الصحف-3 ،االعالنات الكبيرة المعلقة،
4 -االذاعة.
من يتولى التعريف:
يتولى أمر التعريف الملتقط ،أو نائبه (النيل ،)5/340ويشترط أن يكون عاقال ،فال
يصح تعريف السفيه عند الشافعية انما يجب على وليه (المجوع ،)16/173و ال يعتد
بعريف الفاسق ألنه يخون ،و كذلك ال يعتد بعريف الصبي غير المميز ،و المجنون،
ويتولى ذلك وليهما ،ويعتد بتريف الصبي المميز( .المجموع ،16/175المغني
)6/350
12
مؤنة التعريف:
يتحمل الملتقط مؤنة التعريف عند الحنفية ،والحنابلة(حاشية بن عابدين ،6/349
السلسبيل ،)2/599وعند المالكية يتحملها صاحب اللقطة (المدونة ،)4/457و عند
الشافعية ال يتحملها الملتقط ان كان قصده حفظها لصاحبها ،ويجعلها القاضي من بيت
المال قرضا أو يبيع قسما منها لنفقة تعريفها ،وان كان التقاطها لتعريفها ثم تملكها ان
لم يظهر صاحبها فمؤنة التعريف تكون على الملتقط ،و اذا كان الملتقط صبيا أو
مجنونا فيعرفها الولي ،ولكنه ال يدفع مؤنة التعريف من مال الصبي ،والمجنون انما
يرفع األمر الى القاضي ليبيع قسما من اللقطة أو ليقترض على حساب مالك اللقطة ،و
مال صاحب األنصاف الحنبلي الى قول الشافعية ( .السلسبيل )2/599
قلت :ملخص مذهب الشافعية أنها على الملتقط ان كان ذلك بعد تملكه للقطة ،وعلى
صاحبها ان استردها قبل التملك.
مسألة:
إذا قام الملتقط بالتعريف فيتصور أحد حالين :
_1أن يأتي صاحبها ويطالب بها أثناء مدة التعريف .أو
_2أن تنتهي مدة التعريف و ال يطالب بها أحد .
ففي الحالة األولى:
يجب دفع اللقطة الى من يذكر أوصافها وال يشترط اقامة البينة ،و ال اليمين لوجوب
الدفع في ظاهر الحديث ،و هذا ظاهر مذهب الحنابلة ،و الظاهرية ،و المالكية(المغني
،6/363المحلى ،) 5/257قال عليه الصالة ،والسالم…"\:فان جاءك أحد يخبرك
بعددها ،و وعائها ،و وكائها فادفعها اليه \" .رواه البخاري عن أبي بن كعب ،و مسلم
عن سلمة بن كهيل ،و اللفظ له ( شرح مسلم ،12/23النيل ،5/342السبل ،3/117
السلسبيل ،2/601المدونة .)4/456و ال يضمن الملتقط اذا ظهر مستحق للقطة ،و
لهذا المستحق الرجوع الى الواصف 0اآلخذ فقط ،و عند الحنفية ،و الشافعية البد من
13
البينة( .فتح القدير ،6/121المجموع )16/154
_ و الصحيح قول من قال بوجوب الدفع بالصفة ،و هذا قول المجد بن تيمية في
المنتقى( .النيل .) 5/339
18
الخاتمة:
مـن خـالل تنـاول موضـوع 0اللقطـة وحكمهـا الـشرعي تبـین لنـا أن اللقطـة أمانـة بیـد
الملـتقط ال یـضمنها إال بالتعـدي علیهـا ،أو بمنـع تـسلیمها صـاحبها عنـد الطلـب ،كمـــا
یجـــب علیـــه اإلشـــهاد علـــى 0أنـــه یأخـــذها،ليحفظه00ا ويرده00ا م00تى ع00رف ص00احبها؛ ألن
األخ 00ذ على ه 00ذا الوج 00ه مـأذون فیـه شـرعا ً لألدلـة التـي ذكرناهـا فـي ثنایـا البحـث،
وبـاقي المـذاهب وافقـت علـى أن اللقطـة أمانـة ،لكـنهم لـم یـشترطوا ،واذا لم یش00هد اآلخ00ذ
فال یض00من ٕ ّ اإلش00هاد علیه00ا ،وانم00ا یس00تحب وعن00د النظ00ر في اش00تراط الس 0ادة األحن00اف
اإلشهاد على أخـذها ودراسـة أدلـتهم فـي ّ ذلــك أرى وااهلل تعــالى أعلــم أن رأیهــم 0أقــرب
لتحقیــق فقــه الواقــع؛ لبعــد كثیــر مــن الناس عن تعالیم الدین واستحاللهم المال الحرام .
19