You are on page 1of 19

‫خطة البحث‬

‫مقدمة‬
‫مبحث االول تعريف اللقطة‬
‫المطلب االول ‪ :‬تعريف اللقطة‬
‫المطلب الثاني ‪:‬اركان اللقطة‬
‫المطلب الثالث ‪:‬حكم اللقط‬
‫المطلب الرابع ‪:‬االشهاد على اللقطة‬
‫المطلب الخامس‪:‬التقاط الحيوان‬
‫المبحث الثاني ‪:‬احكام اللقطة‬
‫المطلب األول‪:‬لقطة الحاج‬
‫المطلب الثاني ‪:‬الملتقط‬
‫المطلب الثالث‪:‬ذكر مايشبه اللقطة في كونه لقطة او مملوك‬
‫المطلب الرابع‪:‬إذا توفرت الشروط فعليه‬
‫فرع األول‪:‬معرفة اللقطة‬
‫فرع ثاني‪ :‬وجوب تعريف اللقطة‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫المقدمة‪:‬‬
‫إن الحم‪00‬د هلل نحم‪00‬ده ونس‪00‬تعينه ونس‪00‬تغفره‪ ،‬ونع‪00‬وذ باهلل من ش‪00‬رور أنفس‪00‬نا وس‪00‬يئات‬
‫أعمالن‪00‬ا‪ ،‬من يه‪00‬ده اهلل فال مض‪00‬ل ل‪00‬ه‪ ،‬ومن يض‪00‬لل ف‪00‬ال ه‪00‬ادي ل‪00‬ه وأش‪00‬هد أن ال ال‪00‬ه اال اهلل‬
‫وحده ال شريك له‪ ،‬وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ص‪00‬لى اهلل علي‪00‬ه وعلى آل‪00‬ه وص‪00‬حبه‬
‫ومن تبع‪000‬ه بإحس‪000‬ان إلى ي‪00 0‬وم ال‪000‬دين أم‪000‬ا بعد‪ :‬أهمي‪000‬ة الموض‪00 0‬وع ‪ :‬فق‪00 0‬د اعتنت الش‪00 0‬ريعة‬
‫المطه‪00‬رة بك‪00‬ل م‪00‬ا في‪00‬ه ص‪00‬الح العب‪00‬اد في ال‪00‬دارين‪ ،‬وك‪00‬ان من ض‪00‬من أولوياته‪00‬ا في العناي‪00‬ة‪،‬‬
‫العناي‪00‬ة بحف‪00‬ظ األم‪00‬وال وتنميته‪00‬ا ورعايته‪00‬ا‪.‬حيث ض‪00‬بط الش‪00‬ارع ط‪00‬رق تحص‪00‬يله وط‪00‬رق‬
‫صرفه وإ نفاقه وكيفية الحفاظ عليه‪ ،‬وقد تكاثرت النصوص الدالة على العناي‪00‬ة ب‪00‬األموال‬
‫وذكر األحك‪00‬ام المتعلق‪00‬ة به‪00‬ا في أب‪00‬واب مختلف‪00‬ة‪.‬ومن هن‪0‬ا ك‪00‬ان قض‪00‬ية الم‪00‬ال وحفظ‪00‬ه ج‪00‬زء‬
‫من اهتمام‪00 0‬اتهم ف‪00 0‬اعتنوا بأحكام‪00 0‬ه العدي‪00 0‬دة‪. ،‬ب‪00 0‬ل تج‪00 0‬اوزت عن‪00 0‬ايتهم بالم‪00 0‬ال وحفظ‪00 0‬ه أن‬
‫أفردوا له باباً الفقهاءرحمهم اهلل بالمال الملتقط وناقشوا ذلك في باب اللقطة خاصا ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫تعريف اللقطة‪:‬‬
‫طهُ آ ُل ِف ْر َع ْو َن‬
‫لغ ًة‪ :‬اللقط – بسكون القاف – أخذ الشيء‪ ،‬ومنه قوله تعالى‪{:‬فَاْلتَقَ َ‬
‫ِ ِئ‬ ‫ِإ ِ‬ ‫ِ‬
‫ين ** القصص ‪8‬‬ ‫ود ُه َما َك ُانوا َخاط َ‬
‫ان َو ُجُن َ‬ ‫ون لَهُ ْم َع ُد ّواً َو َح َزناً َّن ف ْر َع ْو َن َو َه َ‬
‫ام َ‬ ‫لَي ُك َ‬
‫ومعناه‪ :‬أسم للمال الملقوط‪ ،‬أي المأخوذ بأن تجده ملقى فتأخذه‪.‬‬
‫شرعاً‪ :‬مال محترم‪ ،‬غبر محرز‪ ،‬ال يعرف الواجد مستحقه‪.‬‬
‫توضيح التعريف‪"\ :‬مال محترم\"‪ :‬هو المال المعصوم‪ ،‬وهو الذي ال يجوز ألحد‬
‫التصرف فيه بغير إذن صاحبه‪ ،‬ويدخل فيه مال الذمي المعاهد‪( .‬سبل السالم‬
‫‪)3/120‬‬
‫ويخرج منه المال الحربي إذا دخل دار اإلسالم بغير أمان فماله الساقط يعتبر غنيمة‬
‫ال لقطة‪( .‬حاشية ابن العابدين ‪)6/432‬‬
‫‪ -‬ويخرج بقيد \"غير محرز\"‪ :‬ما يجده الوارث من الودائع المجهولة عند مورثه‬
‫فهذه أموال ضائعة ال لقطة‪ ،‬فأمرها إلى اإلمام‪ ،‬وكذلك ما يجده عند الحاكم وغيره‬
‫من األماكن المغلقة ولم يعرف مالكه‪ ( .‬المجموع ‪)16/132‬‬
‫‪ -‬ويخرج بقيد \"ال يعرف الواجد مستحقه\" ما ُعرف مستحقه وال يسمى لقطة‪ ،‬وما‬
‫ليس له مستحق فهو المال المباح وهو آلخذه وال يكون لقطة‪.‬‬
‫أركان اللقطة‪:‬‬
‫وهي ثالثة ‪ )1( :‬اللقط (‪ )2‬الملتقط (‪ )3‬الملقوط (السلسبيل ‪)2/597‬‬
‫الركن األول ‪ :‬اللقط‪ :‬لغة‪ :‬معناه‪ ،‬أخذ الشيء‪ ،‬ووضع اليد عليه‪.‬‬
‫انتهاء‪.‬‬
‫ً‬ ‫ابتداء‪ ،‬ومعنى االكتساب والتملك‬
‫ً‬ ‫شرعاً‪ :‬فيه معنى األمانة والوالية‬
‫حكم اللقط‪:‬‬
‫مذهب الحنفية والشافعية هو استحباب اللقط‪ ،‬وعند المالكية (االستذكار ‪)22/326‬‬
‫والحنابلة هو كراهة اللقط‪ .‬وقد يكون اللقط دائراً على األحكام التكليفيه‬
‫الخمسة(االستذكار ‪:)22/326‬‬
‫‪3‬‬
‫_ ‪1‬اللقط الواجب‪ :‬إذا خيف على المال الضائع‪ ،‬وتعين اللقط طريقاً لحفظها‪.‬‬
‫_ ‪2‬اللقط المندوب‪ :‬عند عدم الخوف عليها‪ ،‬ووثوقه بنفسه وقدرته على التعريف‪.‬‬
‫_ ‪3‬اللقط المحرم‪ :‬عندما يأخذ الملتقط المال الضائع ال لحفظه ورده إلى صاحبه بل‬
‫لتملكه‪.‬‬
‫تسول له نفسه الخيانة فيقع في اإلثم‪ ،‬أي‬
‫_ ‪4‬اللقط المكروه‪ :‬إذا التقطها الفاسق لئال ّ‬
‫بمعنى يلتقطها من يشك في أمانة نفسه‪.‬‬
‫_ ‪5‬اللقط المباح‪ :‬إذا استوى الترك واللقط‪.‬‬
‫قال الحافظ ابن حجر ‪ "\:‬ومن ثم كان األرجح من مذاهب العلماء أن ذلك يدخل‬
‫رجح‬
‫رجح أخذها فوجب أو استحب‪ ،‬ومتى ّ‬
‫باختالف األشخاص واألموال فمتى ّ‬
‫جائز‪( .‬فتح الباري ‪)5/111‬‬
‫تركها حرم أو كره وإ ال فهو ً‬
‫اإلشهاد على االلتقاط‪:‬‬
‫يجب اإلشهاد على االلتقاط‪ ،‬بأن يشهد الملتقط عليه عدالً واحداً فأكثر لحديث عياض‬
‫بن حمار مرفوعا ً‪ "\:‬من وجد لقطةً فليشهد ذا عدل _ في لفظ (ذوي عدل )_ ال يكتم‬
‫وال ُيغيب‪ ،‬فإن وجد صاحبها فليردها عليه وإ ال فهو مال اهلل يؤتيه من يشاء\"‪ .‬رواه‬
‫احمد في المسند(‪ )4/266‬و أبي داود(‪ )2/335‬رقم (‪ )1709‬كتاب اللقطة‪ ،‬وابن‬
‫ماجة (‪ )2/837‬رقم (‪ ،)2505‬وابن حبان (ص‪ )284‬رقم(‪)1169‬الموارد وهو‬
‫صحيح‪.‬‬
‫والوجوب مذهب الظاهرية (المحلى ‪ ،)5/257‬وقول عند الشافعي‪ ،‬واليه ذهب‬
‫الشوكاني (المحلى ‪ )5/257‬والصنعاني (السبل‪ ،)3/119‬وذهب الحنابلة (المغني‬
‫‪ )6/362‬والمالكية وقول عن الشافعي(روضة الطالبين‪ )4/471‬إلى استحباب اإلشهاد‬
‫احتياطاً ‪.‬‬
‫وسبب الوجوب‪ :‬إنه يمتنع به من الخيانة‪ ،‬وأنه قد يموت فجأة فتصير اللقطة من‬
‫تركته فتفوت على مالكها‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫كيفية اإلشهاد‪ :‬فيه طريقتان‪:‬‬
‫األولى‪ُ :‬يشهد أنه وجد لقطة وال ُيعلم بالعفاص وال غيره لئال يتوصل بذلك الكاذب‬
‫إلى أخذها‪.‬‬
‫الثانية‪ُ :‬يشهد على صفاتها كلها حتى إذا مات لم يتصرف فيها الوارث‪.‬‬
‫وأشار بعض الشافعية إلى التوسط بين الوجهين فقالوا ‪ :‬ال يستوعب الصفات ولكن‬
‫يذكر بعضها‪ .‬قال النووي ‪ "\:‬وهو األصح\"‪(.‬النيل‪)5/339‬‬
‫‪ -‬ما تقدم في حكم االلتقاط واإلشهاد إنما في غير التقاط الحيوان من الجمادات وما‬
‫يشبهها‬
‫التقاط الحيوان ‪:‬‬
‫ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة إلى القول بعدم التقاط الحيوان‬
‫للنهي الوارد في حديث زيد بن خالد‪ ،‬وحمل بعضهم النهي على من التقطها ليتملكها‬
‫ال ليحفظها فيجوز له وهو قول للشافعية(الفتح‪ ،)5/96‬وأما الحنفية جعلوا الحيوان‬
‫كغيره في حكم االلتقاط‪.‬‬
‫‪ -‬والصحيح أنه ال يجوز لقط اإلبل لما ورد مرفوعاً من حديث زيد بن الحارث‪"\:‬‬
‫مالك‪ ،‬ولها معها حذائها وسقاؤها ترد الماء‪ ،‬وتأكل الشجر حتى يجدها ربها\"‪.‬‬
‫(البخاري برقم ‪ 2427‬و ‪ ،2428‬و مسلم ‪ 1722‬الفتح ‪ 5/96‬و شرح مسلم‬
‫‪ ،) 27-12/20‬وهو كما سبق قول الجمهور قاسوا على اإلبل كل حيوان يقوى على‬
‫االمتناع من صغار السباع(الفتح‪( ،)5/97‬النيل ‪ ،)5/345‬ويقوى على ورود الماء ‪.‬‬
‫وذهبوا أيضاً إلى جواز التقاط اإلبل من ِقبل اإلمام أو نائبه عند الضرورة كحالة‬
‫الخوف عليها من الهالك أو النهب في أوقات اضطراب‪ 0‬األمن‪ ،‬وإ ن كان الملتقط من‬
‫العامة لزمه تسليمها لإلمام‪.‬‬
‫‪ -‬ضالة الغنم فيجوز التقاطها لما ورد في حديث زيد بن خالد صريحاً ‪ "\:‬خذها‪،‬‬
‫فإنما هي لك أو ألخيك أو للذئب\"‪ .‬متفق عليه‪ ،‬وقاس عليها الجمهور ما يشبهها في‬
‫‪5‬‬
‫الضعف واحتمال الضياع لعدم امتناعها من صغار السباع‪ ،‬وصغار السباع كالذئب‪،‬‬
‫الثعلب‪ ،‬ابن آوى‪ ،‬وولد األسد عندهم‪( .‬المغني‪)6/390‬‬
‫التقاط لقطة الحاج ‪:‬‬
‫جاء في الشرع ما يدل على النهي عن لقطة الحاج‪ ،‬أي من التقاط ما ضاع من الحاج‬
‫أو ما ضاع في مكة المكرمة لحديث أبي هريرة مرفوعاً ‪ … "\:‬وال يلتقط ساقطتها _‬
‫أي مكة_ إال منشد‪ ( ."\.‬البخاري برقم ‪ 2434‬و مسلم برقم ‪ ،1724‬الفتح ‪ 5/104‬و‬
‫شرح مسلم ‪ ،) 9/126‬ولحديث عبد الرحمن بن عثمان التيمي أن رسول اهلل صلى‬
‫اهلل عليه وسلم‪ "\:‬نهى عن لقطة الحاج\"رواه مسلم (‪ 28 /12‬برقم ‪ 1724‬نووي)‪،‬‬
‫وأبو داود(رقم ‪ )1719‬كتاب اللقطة باب التعريف باللقطة‪ ،‬وحمل الفقهاء هذا النهي‬
‫عن التقاطها للتملك ال للتعريف كما هو نص الحديث وهذا مذهب الظاهرية(المحلى‬
‫‪)5/258‬‬
‫‪ ،‬ورواية عن الشافعي(المجموع ‪ )16/134‬ورواية عن احمد(المغني‪)6/360‬‬
‫وأختارها الشوكاني (النيل‪ ،)5/344‬وذهب األحناف(حاشية بن العابدين‪،)6/437‬‬
‫والشافعي في أحد قوليه‪ ،‬وأحمد في رواية عن(المغني‪ )6/360‬أنه ال فرق بين لقطة‬
‫الحرم وغيره‪.‬‬
‫‪ -‬والصحيح أن هذا الحكم من خصوصيات بلد اهلل الحرم‪ ،‬وذكر الفقهاء لهذه‬
‫الخصوصية تعليالت أخرى منها‪:‬‬
‫(‪ )1‬أنه إذا عرفها ملتقطها كل عام سهل التوصل إلى معرفة صاحبها لوجود‬
‫الوفدين‪.‬‬

‫(‪ )2‬إنما خصت مكة بذلك للمبالغة في تعريف ما يلتقط فيها الن مالكها ال يوجد عادةً‬
‫لرجوع الحجاج لبالدهم فبين أنه ال يسقط عليه التعريف وإ نما عليه المبالغة في‬
‫التعريف والبحث عن صاحبها‪.‬‬
‫الركن الثاني‪ :‬الملتقط‪:‬‬
‫‪6‬‬
‫حر‪ ،‬مسلماً‪،‬‬
‫وهو من له أهلية اإلكتساب أو اإلحتفاض‪ ،‬قال النووي‪ "\:‬أن يكون ً‬
‫مكلفاً‪ ،‬أميناً‪( .‬المجموع‪ ،)16/134‬ومن أهل العلم من أجاز التقاط الذمي ألنه من‬
‫أهل اإلكتساب فهو كالمسلم ‪( .‬المغني ‪ ،)6/389‬وفي (المجموع‪ )16/176‬ذكر‬
‫روايتان أصحها أنه يم ّكن منه‪.‬‬
‫‪ -‬وكذلك الصغير والمجنون والسفيه‪ ،‬فإذا التقط واحد منهم مال ضائعاً ثبتت يده‬
‫عليه‪ ،‬ألنه اكتساب فيصح منه كاالصطياد واإلحتطاب‪ ،‬ولكن يختلف ناقص األهلية‬
‫كالمجنون والصغير في أن وليه ينزع القطه منه ويتولى حفظها وتعريفها‪ ،‬هذا عند‬
‫الشافعية (المجموع‪ )16/173‬والحنابلة (المغني‪ ،)6/386‬وأما الحنفية فيصح عندهم‬
‫التقاط الصبي وال يصح التقاط المجنون ‪( .‬حاشية بن عابدين‪)6/435‬‬
‫تعدد الملتقط ‪:‬‬
‫‪ .1‬لو التقط اثنان ماالً ضائعاً ثم ترك أحدهما حقه منه لألخر لم يسقط حقه ‪.‬‬
‫(المغني‪)6/356‬‬
‫‪ .2‬لو أراد التخلص من مسؤولية اللقطة رفع أمره الى الحاكم‪.‬‬
‫‪ .3‬لو أقام كالهما البينه على أنه هو الملتقط وحده وال تاريخ في البينتين‪ ،‬تبقى القطة‬
‫بيد الملتقط ألنه صاحب اليد عليها‪.‬‬
‫ٍ‬
‫شيء رآه فالتقطه فهو لآلمر إن قصده الملتقط وإ ن‬ ‫‪ .4‬لو أمر إنسان آخر بالتقاط‬
‫قصد اآلمر ونفسه فلهما‪( .‬المصدر السابق)‬
‫‪ .5‬إن رأياها معاً فبادر أحدهما فأخذها أو رائها أحدهما فأعلم بها صاحبه فأخذها‬
‫فهي ألخذها الن استحقاق القطة باألخذ ال بالرؤية كاالصطياد ‪( .‬المصدر السابق)‬
‫الركن الثالث‪ "\:‬الملقوط\" ‪:‬‬
‫وهو المال المحترم شرعاً الذي ال يعرف الملتقط مالكه‪ ،‬وهو إما حيوان فيسمى\"‬
‫ضالة\" أو غير حيوان ويسمى \"لقطة\"‪ ،‬و المال المباح فال يصير لقطة إلنه ليس له‬
‫مالك وقد مر‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫ذكر ما يشتبه* في كونه لقطة أو مملوك ال يغرف مالكه‪:‬‬
‫(‪ )1‬اللؤلؤ في البحر خارج صدفه يعتبر لقطة‪ ،‬الن وجوده خارج صدفه يعني انه له‬
‫مالكاً‪ ،‬ألنه ال يوجد في البحر إال داخل الصدف‪ ،‬وقيده بعضهم بأن يجده مثقوباً ‪.‬‬
‫(المغني‪)6/370‬‬
‫(‪ )2‬من أصطاد سمكة فوجد فيها ُدرةً فهي للصائد ألنها مال مباح‪ ،‬حتى لو باع‬
‫السمكة دون أن يعلم أن فيها ُدرة‪ ،‬وال يتملكها المشتري الن البائع لم يقصد بيعها‪،‬‬
‫كمن باع داراً وله فيها مال مدفون ال يدخل في البيع تبعا ً‪ ( .‬المصدر السابق )‬
‫(‪ )3‬إذا عثر على دراهم أو دنانير في البحر فهي لقطة ألنها ال تخلق في البحر فالبد‬
‫لها من مالك ‪ ( .‬المصدر السابق )‬
‫إذا أخذ ثياب غيره أو متاعه أو حذائه قصداً أو سهواً وترك غيره‪ ،‬فهل يعتبر‬
‫المتروك لقطة عند المأخوذة ثيابه أم ال؟ الجواب‪ :‬إن لم يتعمد األخذ فالمتروك لقطة‪،‬‬
‫وإ ن تعمد األخذ جاز للمأخوذة ثيابه بيع المتروك‪ ،‬واستيفاء حقه منه‪ ،‬ومن أهم عالمة‬
‫التعمد األخذ أن يكون المأخوذ أفضل من المتروك‪ ،‬ولو كان المتروك خيراً من‬
‫المأخوذ أو مثله دل ذلك على السهو والغفلة فهو بمنزلة الضائع تجري عليه أحكام‬
‫اللقطة ‪( .‬المغني ‪، 6/373‬و السلسبيل في معرفة الدليل ‪) 2/601‬‬
‫(‪ )4‬ومن ترك دابةً بمهلكة فأخذها إنسان فأطعمها وسقاها وخلصها من الهالك فهي‬
‫له‪ ،‬ألنها كالمال المباح‪ ،‬لما أخرجه أبو داود بسند حسن ( صحيح الجامع برقم‬

‫‪ )6584‬عن رجال من أصحاب النبي صلى اهلل عليه وسلم مرفوعاً‪ "\:‬من وجد دابةً‬
‫قد عجز عنها أهلها أن يعلفوها‪ ،‬فسيبوها فأخذها فأحياها فهي له\"‪ .‬وهذا مذهب‬
‫الحنابلة (المغني ‪ ،) 6/400‬وقال مالك والشافعي وابن المنذر‪ :‬هي لمالكها‪ ،‬واآلخر‬
‫متبرع ‪ ( .‬المصدر السابق)‬
‫فإذا تحققت األركان الثالثة السابقة فعليه‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬معرفة اللقطة‪:‬‬
‫‪8‬‬
‫أمر النبي صلى اهلل عليه وسلم في حديث زيد بن خالد بمعرفة اللقطة فقال ‪"\:‬اعرف‬
‫عفاصها وكائها\"…‬

‫والوكاء‪ :‬هو الخيط الذي يربط به‪ ،‬والعفاص‪ :‬هو الوعاء الذي تكون فيه النفقة جلداً‬
‫كان هو غيره ‪ ( .‬الفتح ‪ 1/225‬و ‪ ،5/98‬شرح مسلم ‪ ،12/21‬و إحكام األحكام‬
‫‪)2/159‬‬
‫والغرض من تعيين الوكاء والعفاص معرفة اآلالت التي تحفظ النفقة ( الفتح ‪5/98‬‬
‫) ‪.‬ويقاس عليهما كل ما يلزم لمعرفة اللقطة ويبين أوصافها مثل جنسها ونوعها‬
‫وقدرها وما تتميز به‪ ،‬وكل هذا لمعرفة صدق أوصافها إذا ادعى ملكيتها ( الفتح‬
‫‪ ،) 5/98‬وقال الحافظ ‪ "\:‬اختلف في هذه المعرفة على قولين للعلماء أظهرهما‬
‫الوجوب لظاهر األمر \"‪( .‬المصدر السابق)‪.‬‬
‫وعند التعريف على اللقطة يستحب بعض أهل العلم كتابة أوصافها خوف النسيان‪ ،‬هذا‬
‫قول اإلمام أحمد‪ ،‬والنووي ‪( .‬المغني ‪ ،)6/363‬و(روضة الطالبين ‪.)4/453‬‬
‫وجوب تعريف اللقطة‪:‬‬
‫معنى التعريف ‪ :‬إشاعة الخبر في الناس حتى يمكن وصول علمها إلى صاحبها ‪.‬‬
‫صورة تعريف اللقطة ‪ :‬بأن يذكر للناس عنها وال يبين أوصافها بل يذكرها بوصف‬
‫عام‪ ،‬وأجاز الحنابلة (المغني ‪ )6/350‬ذكر جنسها من ذهب أو فضة‪ ،‬وقال الشافعية‪:‬‬
‫يفصل ذكر بعض أوصافها‪ ،‬ويحرم استيعابها‪ ،‬واألولى األخذ باالحتياط‪ ،‬و اإليغال في‬
‫اإلبهام ‪.‬‬
‫ويؤخذ وجوب التعريف من قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪… "\:‬عرفها سنة‪ ،"\..‬وقد قال‬
‫بهذا الجمهور ‪( .‬المجموع ‪ ،6/141‬وقد نقل اإلجماع عليه)‪( ،‬المغني ‪،)6/347‬‬
‫(اإلحكام ‪( ،)2/159‬السبل ‪( ،)3/117‬النيل ‪( ،)5/340‬شرح مسلم ‪)12/22‬‬
‫وقد ورد في السنة ما يدل على تحريم أخذ اللقطة بنية التملك‪ ،‬وعدم التعريف فمن‬
‫ذلكم ما رواه مسلم عن زيد بن خالد مرفوعا ‪ "\:‬من أوى ضالة فهو ضال مالم يعرفها‬
‫‪9‬‬
‫\"‪ ( .‬ضال‪ :‬بمعنى مائل عن الحق‪ ،‬و الحديث رواه مسلم برقم ‪ 12/28 1725‬من‬
‫الشرح للنووي‪ ،‬و رواه أحمد في المسند برقم ‪) 4/116 16607‬وعن الجارود‬
‫مرفوعا‪ "\:‬ضالة المسلم حرق النار\"‪ .‬رواه أحمد‪ ،‬و الدارمي بسند حسن ‪ ( .‬رواه‬
‫أحمد في المسند برقم ‪ ،5/80 20230‬و الدارمي برقم ‪ 2/665 2602‬زمرلي و‬
‫علمي‪ ،‬و رواه الترمذي في السنن برقم ‪ 1882‬في كتاب األشربة‪ ،‬و انظر جامع‬
‫األصول ‪10/710‬‬
‫ويستثنى من هذا الوجوب ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬ما يعلم أن مالكه ال يطلبه‪ ،‬كقشر الرمان أو النوى‪ ،‬ونحو ذلك مما يرميه الناس‪،‬‬
‫ولكنه إذا وجده في يد الملتقط فله أن يأخذ ألن إلقاءه يفيد إباحة اإلنتفاع به من‬
‫ملتقطه‪ ،‬وال يفيد التمليك‪ ،‬وملك المبيح ال يزول باإلباحة‪ ،‬وإ ن كان للمباح له اإلنتفاع‬
‫به (حاشية بن العابدين‪ ،)6/436‬وعند الحنابلة يملكه الملتقط ألن صاحبه تخلى عنه ‪.‬‬
‫‪ .2‬اللقطة التافهة إذا كانت مما يؤكل‪ ،‬ويتسارع إليها الفساد كالتمرة‪ ،‬ونحوها لحديث‬
‫أنس أن النبي صلى اهلل عليه و سلم مر بتمرة في الطريق فقال ‪ "\:‬لوال أني أخاف أن‬
‫تكون من تمر الصدقة ألكلتها\"‪ .‬رواه البخاري برقم ‪ 5/103 2431‬الفتح‪ ،‬ومسلم‬
‫‪ 8/177‬النووي )‪ ،‬فظاهر الحديث يدل على عدم اشتراط التعريف‪ ،‬وهذا مذهب‬
‫الحنابلة‪ ،‬والشافعية ‪( .‬المغني ‪( ،)6/351‬المجموع ‪( ،)16/146‬السبل ‪)3/116‬‬
‫‪ .3‬اللقطة اليسيرة إذا لم تكن مما يؤكل‪ ،‬فهذه ال يجب تعريفها عند المالكية‪ ،‬والحنابلة‪،‬‬
‫وهو مما ال تتبعه همة أوساط الناس لما رواه أحمد بسند ضعيف‪ ،‬ويحسنه بعضهم‪،‬‬
‫رواه أبو داود برقم ‪ 1717‬في السنن ‪ ،2/339‬أنظر الفتح ‪ ،5/103‬و جامع األصول‬
‫‪ ) 10/711‬عن جابر قال‪ "\:‬رخص لنا رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم في العصا‪،‬‬
‫والسوط‪ ،‬والحبل‪ ،‬وأشباهه يلتقطه الرجل ينتفع به \"‪ ،‬ولكن يرد عليه ما رواه أحمد‬
‫أيضا من حديث يعلى بن مرة مرفوعا ‪ "\:‬من التقط لقطة يسيرة حبال أو درهما أو‬
‫شبه ذلك فليعرفها ثالثة أيام فإن كان فوق ذلك فليعرفه ستة أيام\"‪ ،‬و زاد‬
‫‪10‬‬
‫الطبراني‪"\:‬فإن جاء صاحبها‪ ،‬وإ ال فليتصدق بها \"‪.‬‬
‫قال الشوكاني ‪ "\:‬وفي إسناده عمر بن عبد اهلل بن يعلى‪ ،‬وقد صرح جماعة بضعفه‪،‬‬
‫فإذا صح هذا الحديث حمل هذا الحديث على الذي قبله فيكون تعريف اللقطة اليسيرة‬
‫ثالثة أيام حمال للمطلق على المقيد\"‪(.‬نيل األوطار ‪ )338-5/337‬بتصرف‬
‫قال النووي ‪"\:‬أما الشيء الحقير فيجب تعريفه زمنا يظن أن فاقده ال يطلبه في العادة‬
‫أكثر من ذلك الزمان \"‪(.‬شرح مسلم‪ ،)12/22‬حاشية بن عابدين(‪)6/436‬‬
‫تنبيـه*‪:‬‬
‫قول بعض الفقهاء بعدم وجوب تعريف اللقطة اليسيرة ال يعني المنع من تعريفها‪،‬‬
‫وإ نما يعني نفي الوجوب فقط‪ ،‬وعلى هذا إذا أراد الملتقط تعريفها ولو لمدة سنة جاز‬
‫له ذلك إذا كانت مما اليؤكل‪.‬‬
‫‪ .4‬إذا خشي الملتقط من االستيالء على لقطته ظلما من قبل ذي سلطان جائر لم يجز‬
‫له التعريف‪ ،‬وتكون أمانة عنده‪ ،‬و هذا قول عند الشافعية‪.‬‬
‫مدة التعريف‪:‬‬
‫األصل في مدة التعريف سنة كاملة وهو ما دل عليه حديث خالد بن زيد في قوله‬
‫صلى اهلل عليه وسلم ‪.."\:‬عرفها سنة‪ "\..‬متفق عليه‪ ،‬وهذا مذهب عمر‪ ،‬وعلي‪ ،‬وابن‬
‫عباس‪ ،‬وابن المسيب‪ ،‬والشعبي‪ ،‬والحنفية (فتح القدير‪ ،.)6/114‬والمالكية (الشرح‬
‫الكبير للدردير و الدسوقي ‪ 4/120‬زيدان)‪ ،‬والشافعية (نهاية المحتاج للرملي ‪5/434‬‬
‫و ما بعدها زيدان)‪ ،‬والحنابلة (المغني‪ ،)6/348‬قال ابن قدامة‪"\:‬ال نعلم فيه خالفا \"‪،.‬‬
‫وكذلك هو مذهب الظاهرية ‪( .‬المحلى‪)5/264‬‬
‫قال ابن الهمام‪"\:‬و اعلم أن االمر بتعريفها سنة يقتضي تكرار التعريف عرفا‪ ،‬وعادة‪،‬‬
‫وإ ن ظرفية السنة للتعريف يصدق بوقوعه مرة واحدة‪ ،‬ولكن يجب حمله على المعتاد‬
‫من أنه يفعله وقتا بعد وقت‪ ،‬ويكرر ذلك كلما وجد مظنة\"‪( .‬فتح القدير‪)6/115‬‬
‫‪ -‬ويستثنى من هذا األصل ما يلي‪:‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ .1‬إذا كانت اللقطة يسيرة فيعرفها ثالثة أيام أو زمنا يظن أن فاقده ال يطلبه‪ ،‬وقد مر‬
‫قبل قليل ‪.‬‬
‫‪ .2‬ما يخشى فساده إذا كان كثيرا أو يسيرا كالفاكة و الخضروات‪ 0‬يعرفها مدة ال‬
‫يخشى فيها عليه الفساد‪ ،‬و هذا قول الحنفية‪ ،‬و الحنابلة‪.‬‬
‫زمن التعريف‪:‬‬
‫يكون التعريف في األوقات المناسبة –كالنهار مثال‪ ،-‬ويتكرر بالقدر الذي يحصل به‬
‫مقصود التعريف حتى يمكن وصول خبرها الى صاحبها‪( .‬المغني ‪)6/349‬‬
‫الفورية في التعريف‪:‬‬
‫الراجح في التعريف أنه واجب على الفور‪ ،‬وال يجوز تأخيره عن زمن تطلب فيه‬
‫اللقطة عادة‪ ،‬و هذا يختلف باختالف مقدارها‪ ( .‬المغني ‪ ،6/349‬النيل ‪)5/340‬‬
‫مكان التعريف‪:‬‬
‫يجري التعريف في األماكن التي يظن فيها بلوغ خبرها الى صاحبها‪ ،‬و أولى هذه‬
‫األماكن مكان التقاطها (النيل ‪ ،)5/340‬و يعرف في ‪:‬‬
‫‪1-‬مجامع الناس كاالسواق‪ ،‬وأبواب المساجد ( الفتح ‪ ،5/98‬شرح مسلم ‪،12/22‬‬
‫المجموع ‪ ،6/145‬المغني ‪ ،6/349‬حاشية ابن عابدين ‪ ،)6/436‬وفي عصرنا‬
‫الحاضر في‪-2 ،‬الصحف‪-3 ،‬االعالنات الكبيرة المعلقة‪،‬‬
‫‪4 -‬االذاعة‪.‬‬
‫من يتولى التعريف‪:‬‬
‫يتولى أمر التعريف الملتقط‪ ،‬أو نائبه (النيل‪ ،)5/340‬ويشترط أن يكون عاقال‪ ،‬فال‬
‫يصح تعريف السفيه عند الشافعية انما يجب على وليه (المجوع ‪ ،)16/173‬و ال يعتد‬
‫بعريف الفاسق ألنه يخون‪ ،‬و كذلك ال يعتد بعريف الصبي غير المميز‪ ،‬و المجنون‪،‬‬
‫ويتولى ذلك وليهما‪ ،‬ويعتد بتريف الصبي المميز‪( .‬المجموع ‪ ،16/175‬المغني‬
‫‪)6/350‬‬
‫‪12‬‬
‫مؤنة التعريف‪:‬‬
‫يتحمل الملتقط مؤنة التعريف عند الحنفية‪ ،‬والحنابلة(حاشية بن عابدين ‪،6/349‬‬
‫السلسبيل ‪ ،)2/599‬وعند المالكية يتحملها صاحب اللقطة (المدونة ‪ ،)4/457‬و عند‬
‫الشافعية ال يتحملها الملتقط ان كان قصده حفظها لصاحبها‪ ،‬ويجعلها القاضي من بيت‬
‫المال قرضا أو يبيع قسما منها لنفقة تعريفها‪ ،‬وان كان التقاطها لتعريفها ثم تملكها ان‬
‫لم يظهر صاحبها فمؤنة التعريف تكون على الملتقط‪ ،‬و اذا كان الملتقط صبيا أو‬
‫مجنونا فيعرفها الولي‪ ،‬ولكنه ال يدفع مؤنة التعريف من مال الصبي‪ ،‬والمجنون انما‬
‫يرفع األمر الى القاضي ليبيع قسما من اللقطة أو ليقترض على حساب مالك اللقطة‪ ،‬و‬
‫مال صاحب األنصاف الحنبلي الى قول الشافعية‪ ( .‬السلسبيل ‪)2/599‬‬
‫قلت‪ :‬ملخص مذهب الشافعية أنها على الملتقط ان كان ذلك بعد تملكه للقطة‪ ،‬وعلى‬
‫صاحبها ان استردها قبل التملك‪.‬‬
‫مسألة‪:‬‬
‫إذا قام الملتقط بالتعريف فيتصور أحد حالين ‪:‬‬
‫_‪1‬أن يأتي صاحبها ويطالب بها أثناء مدة التعريف ‪ .‬أو‬
‫_‪2‬أن تنتهي مدة التعريف و ال يطالب بها أحد ‪.‬‬
‫ففي الحالة األولى‪:‬‬
‫يجب دفع اللقطة الى من يذكر أوصافها وال يشترط اقامة البينة‪ ،‬و ال اليمين لوجوب‬
‫الدفع في ظاهر الحديث‪ ،‬و هذا ظاهر مذهب الحنابلة‪ ،‬و الظاهرية‪ ،‬و المالكية(المغني‬
‫‪ ،6/363‬المحلى ‪ ،) 5/257‬قال عليه الصالة‪ ،‬والسالم‪…"\:‬فان جاءك أحد يخبرك‬
‫بعددها‪ ،‬و وعائها‪ ،‬و وكائها فادفعها اليه \"‪ .‬رواه البخاري عن أبي بن كعب‪ ،‬و مسلم‬
‫عن سلمة بن كهيل‪ ،‬و اللفظ له ( شرح مسلم ‪ ،12/23‬النيل ‪ ،5/342‬السبل ‪،3/117‬‬
‫السلسبيل ‪ ،2/601‬المدونة ‪ .)4/456‬و ال يضمن الملتقط اذا ظهر مستحق للقطة‪ ،‬و‬
‫لهذا المستحق الرجوع الى الواصف‪ 0‬اآلخذ فقط‪ ،‬و عند الحنفية‪ ،‬و الشافعية البد من‬
‫‪13‬‬
‫البينة‪( .‬فتح القدير ‪ ،6/121‬المجموع ‪)16/154‬‬
‫_ و الصحيح قول من قال بوجوب الدفع بالصفة‪ ،‬و هذا قول المجد بن تيمية في‬
‫المنتقى‪( .‬النيل ‪.) 5/339‬‬

‫و أما الحالة الثانية ‪:‬‬


‫تدخل اللقطة في ملك الملتقط عند تمام مدة التعريف غنيا كان أوفقيرا‪ ،‬و تورث عنه‬
‫فان جاء صاحب اللقطة ضمنها له ان كان حيا أو ضمنه له الورثة ان كان الملتقط‬
‫ميتا‪ ،‬هذا مذهب عمر‪ ،‬وابنه وعلي وابن عباس وابن مسعود وعائشة‪ ،‬وبه قال عطاء‬
‫والنخعي وطاوس وعكرمة‪ ،‬و هو مذهب الشافعية‪ ،‬و الحنابلة (المجموع ‪،16/150‬‬
‫المغني ‪ ،) 6/354‬و استدلوا بما رواه زيد بن خالد مرفوعا ‪"\:‬فان لم تعرف‬
‫فاستنفقها\"‪ ،‬و في لفظ‪"\:‬واالفهي كسبيل مالك\"‪ ،‬و في لفظ ‪"\:‬فشأنك بها\"‪ ،‬و في‬
‫لفظ ‪"\:‬فاستمتع بها\"‪ ،‬و في لفظ ‪"\:‬فاخلطها بمالك \"‪ ،‬و المعنى واحد‪ .‬قال‬
‫الحافظ‪"\:‬األمر لالباحة فتكفي النية للتملك وهو األرجح دليال\"‪( .‬الفتح ‪5/99‬و‪،101‬‬
‫شرح مسلم ‪ ،12/23‬السبل ‪) 3/118‬‬
‫و ذهبت المالكية الى أن الملتقط اذا كان فقيرا فان له أن يأكل‪ ،‬وان كان غنيا فانه‬
‫يتصدق بها‪ ،‬ويجوز أكلها بعد الحول (المدونة ‪ ،4/455‬بداية المجتهد ‪،) 2/229‬‬
‫وذهبت الحنفية الى أن الملتقط اذا كان فقيرا فانه يملكها‪ ،‬و ان كان غنيا فانه يتصدق‬
‫بها وال يأكلها ( حاشية بن عابدين ‪ ،6/438‬السبل ‪ ،3/118‬البداية ‪.)2/229‬‬
‫قلت ‪ :‬الصحيح قول الشافعية‪،‬و الحنابلة لقوة ما استدلوا به‪.‬‬
‫فائدة ‪:‬‬
‫استحب بعض أهل العلم أن يتعرف الملتقط على اللقطة مرة أخرى اذا أراد أن‬
‫يتملكها‪"\:‬فيعرف العالمات أول ما يلتقط حتى يعلم صدق واصفها كما تقدم ثم بعد‬
‫تعريفها سنة اذا أراد أن يتملكها فيعرفها مرة أخرى تعرفا وافيا محققا ليعلم قدرها‪ ،‬و‬
‫‪14‬‬
‫وصفها‪ ،‬و هذا بناء على بعض الروايات في حديث زيد بن خالد التي تبيين تقديم‬
‫التعريف على المعرفة كما عند البخاري ‪"\:‬فقال ‪ :‬عرفها سنة‪ ،‬ثم اعرف وكائها\"‪ ،‬و‬
‫عند مسلم ‪ "\:‬فقال ‪ :‬عرفها سنة‪ ،‬فان لم تعرف فاعرف عفاصها ‪ ( "\..‬الفتح ‪،10/533‬‬
‫شرح مسلم ‪) 12/26‬‬
‫هذا هو قول االمام النووي في شرح مسلم‪ ،‬و رده الحافظ في الفتح فقال ‪"\:‬الحتمال أن‬
‫تكون \"ثم\" بمعنى \"الواو\" فال تقتضي ترتيبا‪ ،‬و ال تقتضي تخالفا يحتاج الى الجمع‪ ،‬و‬
‫يقويه كون المخرج واحد والقصة واحدة \"‪ (.‬شرح مسلم ‪ ،12/23‬فتح الباري ‪،) 5/98‬‬
‫و أما لقطة الحرم المكي فحكمها التعريف ابدا‪ ،‬و ال يحل للملتقط تملكها‪ ،‬و هذا قول‬
‫جمهور الفقهاء ( الفتح ‪. ) 5/106‬‬
‫ضمان اللقطة‪:‬‬
‫تعتبر اللقطة أمانة‪ ،‬أو مضمونة بيد ملتقطها حسب نيته ‪.‬‬
‫_ ‪1‬فان كان قد التقطها بنية حفظها‪ ،‬و ردها لصاحبها فهي أمانة فال يضمنها اال‬
‫بالتعدي‪ ،‬و التقصير (المغني ‪ ،6/366‬شرح مسلم ‪ ،12/24‬النيل ‪) 5/343‬‬
‫_‪2‬و إن كان قد التقطها بنية أخذها لنفسه‪ ،‬و عدم ردها الى صاحبها فهي مضمونة عنده‬
‫ألنها بحكم المغصوب‪ ،‬و هذا قول الجماهير ( المغني ‪ ،6/361‬فتح القدير ‪،) 6/112‬‬
‫وتعرف نية الملتقط عند أبي حنيفة‪ ،‬و أبي يوسف بالتصديق‪ ،‬و اإلشهاد(فتح القدير‬
‫‪.) 6/112‬‬
‫_ ‪3‬فإذا هلكت اللقطة‪ ،‬و جاء صاحبها‪ ،‬و صدق الملتقط بأنه أخذها للحفظ‪ ،‬و الرد فال‬
‫ضمان عليه لثبوت أمانته بهذا التصديق‪ ،‬و ان كذبه المالك وكان الملتقط قد أشهد على‬
‫التقاطه فال ضمان عليه لظهور أمانته باالشهاد‪ ،‬و ان لم يكن قد أشهد فثبت أمانته‬
‫بيمينه‪ ،‬ألن القول قول األمين مع اليمين‪ ،‬و هذا قول ابي يوسف‪ ،‬و المالكية‪ ،‬و الشافعية‪،‬‬
‫و الحنابلة ( اإلنصاف ‪ ،6/421‬الرملي ‪ ،5/435‬حاشية الدسوقي ‪3‬و‪ ،8/121‬الكاساني‬
‫‪ 6/201‬زيدان )‬
‫‪15‬‬
‫‪ 4-‬وإ ذا التقطها بنية الحفظ‪ ،‬و الرد ثم رد اللقطة الى مكانها الذي أخذها منه ال ضمان‬
‫عليه عند الحنفية ( حاشية بن عابدين ‪ ،) 6/435‬و المالكية‪ ،‬و عند الشافعية‪ ،‬و الحنابلة‬
‫يضمن ألنها صارت أمانة في يده فلزمه حفظها ( المجموع ‪ ،16/158‬المغني‬
‫‪ ،) 6/368‬و رد عليهم بأنه قد يأخذها على ظن قدرته على حفظها فتبين له عجزه‬
‫فردها‪ ،‬أو يكون أخذها ليعرف صفاتها ثم يرشد صاحبها الى مكا نها ‪.‬‬
‫أحـكـام الضـالـة ‪:‬‬
‫اعلم أخي الكريم أن وصف الضالة ال يقع اال على الحيوان‪ ،‬و ما سواه يقال له‬
‫لقطة( الفتح ‪ ،5/99‬شرح مسلم ‪ ،12/21‬السبل ‪ ،) 3/117‬وضالة الحيوان على نوعي‪:‬‬
‫النوع األول‪ :‬ضالة االبل‪ ،‬وما شبهها‪،‬‬
‫النوع الثاني‪ :‬ضالة الغنم‪ ،‬و ما يشبهها ‪.‬‬
‫فأما النوع األول‪ :‬وهو ضالة االبل‪ ،‬وما يشبهها فوصفها كما يلي‪:‬‬
‫_‪1‬أن تصل بنفسها الى المرعى‪ ،‬و الماء‪.‬‬
‫_‪2‬أن تمتنع على صغار السباع‪ ،‬إما ‪:‬‬
‫أ_ بقوة جسمها كالبقر والخيل‪،‬‬
‫ب_ ببعد أثرها لسرعة عدوه كالضباء واألرنب‪،‬‬
‫ج_ بجناحها لسرعة طيرانه كالحمام و الدراج‪،‬‬
‫د_ بنابها كالكالب والفهود ‪.‬‬
‫فهذا النوع ال يجوز التقاطه ألنه يقوم بحفظ نفسه‪ ( .‬المغني ‪ 6/396‬و ‪ ،397‬المجموع‬
‫‪) 16/107‬‬
‫مسائل تتعلق بهذا النوع ‪:‬‬
‫‪_1‬سبق معنا أنه اليجوز لقط االبل ‪،‬وما في معناها‪ ،‬وهذا قول الجمهور‪ ،‬وحكمة النهي‬
‫عن التقاط االبل ‪"\:‬أن بقاءها حيث فقدت أقرب الى وجدان مالكها لها من تطلبه لها في‬
‫رحال الناس \"(الفتح ‪.) 5/97‬وقال بعضهم ‪:‬الستغنائها عن الحافظ والمتفقد ‪ ( .‬إحكام‬
‫‪16‬‬
‫األحكام ‪.) 2/160‬‬
‫‪ _2‬لولي األمر أو نائبه أخذ ضوال االبل ‪،‬و ما سبهها في االمتناع من صغار السباع‪،‬‬
‫على وجه الحفظ لصاحبها‪ ،‬وال يلزمه تعريفها ‪ ( .‬المجموع ‪ ،6/158‬المغني ‪،6/398‬‬
‫النيل ‪.) 5/345‬‬
‫‪_3‬على ولي األمر أن يجعل لها حمى ترعى فيه حتى يأتي صاحبها‪ ،‬واذا رأى أن‬
‫المصلحة في بيعها وحفظ ثمنها لصاحبها جاز له ذلك ‪ ( .‬المغني ‪) 6/399‬‬
‫‪_4‬ولو التقطها غير االمام لم يجز له ذلك‪ ،‬و يكون ضامنا لها وال يبراء اال بردها الى‬
‫صاحبها‪ ،‬اذا ردها الى مكانها ال يبراء وال يمتلكها بعد مضي سنة اذا لم يحضر مالكها‪.‬‬
‫(المغني ‪) 6/398‬‬
‫‪ _5‬و على مدعي ملكيتها اقامة البينة‪ ،‬و ال يكتفي منه بالوصف ألنها كانت ظاهرة بين‬
‫الناس‪.‬‬
‫وأما النوع الثاني ‪ :‬وهو ضالة الغنم‪ ،‬و ما شبهها فوصفها كما يلي ‪:‬‬
‫_‪1‬و يعجز عن الوصول الى الماء و المرعى‪.‬‬
‫_‪2‬ال يمتنع من صغار السباع فال يدفع عن نفسه افتراس األذى‪ ،‬كصغار االبل وهي‬
‫الفصالن‪ ،‬و صغار البقر وهي العجول‪ ،‬و صغار الخيل وهي األفالء‪ ،‬و الدجاج و‬
‫اإلوز‪( .‬المجموع ‪ ،16/159‬المغني ‪) 6/390‬‬
‫_ ‪1‬سبق معنا أنه يجوز التقاط ضالة الغنم‪ ،‬و ما في معناها‪ ،‬و حكمة أخذ ضالة الغنم ‪:‬‬
‫هي خوف الضياع عليها ان لم يلتقطها أحد‪ ،‬و في ذلك اتالف لماليتها على مالكها ‪.‬‬
‫(إحكام األحكام ‪) 2/160‬‬
‫_‪2‬يخير ملتقط الغنم بين ثالثة أمور ‪:‬‬
‫_أكلها‪ ،‬وعليه قيمتها اذا ظهر صاحبها‪ ،‬وهذا قول المذاهب األربعة( المجموع‬
‫‪ ،16/159‬المغني ‪ ،) 6/392‬إال أن اإلمام مالك أجاز األكل ‪،‬و منع القيمة على الملتقط‪،‬‬
‫و الصحيح األول ‪ ( .‬الفتح ‪) 5/99‬‬
‫‪17‬‬
‫ب_ بيعها‪ ،‬و حفظ ثمنها حتى يظهر صاحبها بعد معرفة اوصافها ‪( .‬المغني ‪-6/392‬‬
‫‪) 394‬‬
‫ج_حفظها لصاحبها‪ ،‬و اإلنفاق عليها دون ان يتملكها‪ ،‬و تكون النفقة من قبل الملتقط‬
‫على جهة التطوع عند الشافعية ‪،‬والحنابلة‪ ،‬و في رواية أخرى عن مالك ‪ ( .‬المجموع‬
‫‪ ،16/159‬المغني ‪) 6/394‬‬
‫_‪3‬و إذا تلفت ضالة الغنم فعلى الملتقط الضمان‪ ،‬و هذا قول الجمهور (الفتح ‪،) 5/102‬‬
‫و عند الشافعية ال ضمان على الملتقط ألن يده يد أمانة (المجموع ‪ ،) 16/159‬وعند‬
‫الحنابلة التفصيل فان فرط فعليه الضمان‪ ،‬و اال فال ‪ ( .‬المغني ‪) 6/395‬‬
‫‪_ 4‬يجب تعريف ضالة الغنم سنة كاملة عند الجمهور‪ ،‬و قال مالك‪ :‬ال تعريف في ضالة‬
‫الغنم ( المجموع ‪ ،16/159‬المغني ‪ ،6/390‬شرح مسلم ‪ ،12/23‬السلسبيل ‪،2/598‬‬
‫الفتح ‪ .) 5/99‬قال ابن قدامة ‪ "\:‬و لنا أنها لقطة لها خطر فوجب تعريفها كالمطعوم‬
‫الكثير‪ ،‬و انما ترك ذكر تعريفها ألنه ذكرها بعد بيانه التعريف فيما سواها فاستغنى بذلك‬
‫عن ذكره فيها‪ ،‬وال يلزم من جواز التصرف فيها في الحول سقوط التعريف كالمطعوم ‪.‬‬
‫(المغني ‪) 6/394‬‬
‫نـماء الضـالـة ‪:‬‬
‫ينقسم نماء الضالة الى قسمين ‪:‬‬
‫األول‪ :‬نماء متصل بالضالة كسمنها‪ ،‬و هذا يكون لمالكها اذا استردها‪،‬‬
‫الثاني ‪ :‬نماء منفصل عن الضالة كنسلها‪ ،‬و في هذه الحالة ينظر ان حدث قبل التملك‬
‫فهي للمالك‪ ،‬و اذا كان النماء بعد التملك فهو للملتقط ال للمالك ألنه نماء حصل في ملكه‬
‫فيكون له ‪( .‬المجموع ‪16/151‬ن الفتح ‪ ،5/120‬شرح مسلم ‪) 12/22‬‬

‫‪18‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫مـن خـالل تنـاول موضـوع‪ 0‬اللقطـة وحكمهـا الـشرعي تبـین لنـا أن اللقطـة أمانـة بیـد‬
‫الملـتقط ال یـضمنها إال بالتعـدي علیهـا‪ ،‬أو بمنـع تـسلیمها صـاحبها عنـد الطلـب‪ ،‬كمـــا‬
‫یجـــب علیـــه اإلشـــهاد علـــى‪ 0‬أنـــه یأخـــذها‪،‬ليحفظه‪00‬ا ويرده‪00‬ا م‪00‬تى ع‪00‬رف ص‪00‬احبها؛ ألن‬
‫األخ ‪00‬ذ على ه ‪00‬ذا الوج ‪00‬ه مـأذون فیـه شـرعا ً لألدلـة التـي ذكرناهـا فـي ثنایـا البحـث‪،‬‬
‫وبـاقي المـذاهب وافقـت علـى أن اللقطـة أمانـة‪ ،‬لكـنهم لـم یـشترطوا‪ ،‬واذا لم یش‪00‬هد اآلخ‪00‬ذ‬
‫فال یض‪00‬من ٕ ّ اإلش‪00‬هاد علیه‪00‬ا‪ ،‬وانم‪00‬ا یس‪00‬تحب وعن‪00‬د النظ‪00‬ر في اش‪00‬تراط الس ‪0‬ادة األحن‪00‬اف‬
‫اإلشهاد على أخـذها ودراسـة أدلـتهم فـي ّ ذلــك أرى وااهلل تعــالى أعلــم أن رأیهــم‪ 0‬أقــرب‬
‫لتحقیــق فقــه الواقــع؛ لبعــد كثیــر مــن الناس عن تعالیم الدین واستحاللهم المال الحرام ‪.‬‬

‫‪19‬‬

You might also like