Professional Documents
Culture Documents
شهادة الشهود
شهادة الشهود
شهادة الشهود
إنجاز الطلبة :
تحت إشراف:
عبد الحق احميداني
ياسين العسري
عبد الكريم ابن ابراهيم
نجيم حمداوي
محمد الجدياني
محمد جابري
النظرية بالقاعدة التي تقض ي بأن الشخص ال يستطيع اقتضاء حقه بنفسه وإنما من خالل اللجوء إلى
القضاء .1
وتعتبر مسألة اإلثبات من أهم املواضيع التي نظمها املشرع وذلك الترتباهها بتطبي النوو
القانونية واترتباهها بحاجة الناس لها لكسب حقوقهم املتنازع عليها أمام القضاء ،فالقاض ي حتى يتمكن
من تطبي النص املوضوعي على النزاع املطروح أمامه يجب أن يثبت لدية أوال صحة الوقائع املدعى بها،
فالح املطالب به أمام القضاء ال يحظى بالحماية ما لم يتمكن صاحبه من إثبات الواقعة التي أنشأته
وقد اهتمت الشريعة اإلسالمية اهتماما كبيرا بوسائل اإلثبات ،ملا يترتب عليها في إثبات الحقوق
ألصحابها ،ومما يؤكد هذا ما ترواه ابن عباس ترض ي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم " :لو يعطى
الناس بدعواهم الدعى أناس دماء ترجال وأموالهم ولكن البينة على املدعي واليمين على من أنكر".2
ومن املعلوم أن وسائل اإلثبات املعتمدة قانونا وترد النص على بعضها في قانون االلتزامات والعقود
وقرتر البعض اآلخر في ق.م.م .فقد نص الفول 404من ق ل ع على أن وسائل اإلثبات التي يقرترها
القانون هي -1 :إقراتر الخوم -2الحجة الكتابية -3شهادة الشهود -4القرينة -5اليمين والنكول عنها،
وأضاف إليها الفول 55من ق.م.م وسائل أخرى هي -6 :الخبرة - 7معاينة األماكن -8تحقي الخطوط
والزوتر الفرعي فضال عن القواعد الشكلية التي تضمنها قانون املسطرة بشأن شهادة الشهود الواتردة تحت
.16 _ 1د .عبد الرزاق السنهوتري .الوسيط في شرح القانون املدني الجديد ،ج ،2نظرية اإلثبات 3منشوترات الحلبي الحقوقية ،بيروت .
_ 2النووي ،شرح صحيح مسلم ،ج 12املطبعة املورية2: ،
_ 3د.عبد العزير الحضري ،املسطرة املدنية ،هبعة ،2018الوفحة66 :
1
وقد لعبت شهادة الشهود الدوتر األول في مجال اإلثبات في املجتمعات البدائية قبل أن تتطوتر عبر
العووتر ،فهي الدليل الوحيد املعروف في املجتمعات البدائية لعدم معرفة الكتابة ،كما عرفها القانون
الروماني خاصة في عهد اإلمبراهوتر " جستنيان " justinienحيث كانت تسود القاعدة التي تقض ي بتفوق
الشهادة على الكتابة ،إال انه مع بداية التعليم وازدياد التعامل وفساد األخالق وكثرة شهود الزوتر ،بدأت
الشهادة تفقد مكانتها فحلت محلها القاعدة القابلة بتفضيل الكتابة على الشهادة ،وذلك بودوتر قانون
موالن " "MOULINسنة 1566إذا نص صراحة على منع إثبات ما يجاوز الكتابة بواسطة الشهود.4
وتتمثل أهمية موضوعنا في كون أن شهادة الشهود وسيلة ترئيسية وحاسمة في اإلثبات في مجموعة
من القضايا التي تمس بموالح الناس وحاجاتهم ،بل وقد تكون الدليل الوحيد أمام القاض ي إذ يعتمد
عليها إلصداتر أحكامه القضائية في عدة قضايا ،و تبرز أهميتها كذلك في كون هذه الوسيلة أكثر الوسائل
شيوعا في مختلف التشريعات وكونها الوسيلة األقدم قبل ظهوتر الكتابة ،ونظرا أيضا للمكانة التي
وانطالقا مما سب تبرز إشكالية محوترية مفادها :إلى أي حد استطاع املشرع املغربي تنظيم شهادة
_ 4املوقع االلكتروني " ، "marocdroit.comمقال فالس خالد ،انواع و شروط شهادة الشهود دتراسة مقاترنة ،تاتريخ التوفح ،12/18/2022على الساعة
21:00
2
وتتفرع عن هذه اإلشكالية املحوترية مجموعة من التساؤالت من بينها:
3
المبحث األول :األحكام العامة لشهادة الشهود
مما ال شك فيه أن وجود الح واملطالبة به ال يكفي ليحول صاحب الح على مراده املنشود ،بل
ً
يجب أن يقدم الحجة والدليل املقنع الذي يؤكد على ذلك ،معتمدا بذلك على أحد وسائل اإلثبات
عليها في القانون املغربي ،ومن أهمها شهادة الشهود موضوع بحثنا ،ولبيان األحكام العامة املنوو
للشهادة ،فإن هذا األمر يقتض ي منا التطرق ملفهوم شهادة الشهود و أنواعها ( املطلب األول ) ثم بيان
وبيانها ،وبالتالي فالحديث عن ماهية الشهادة يتطلب منا التطرق ملفهومها في (فقرة أولى) ،ثم التطرق
عبد املنعم فرج الودة ،إخباتر اإلنسان في مجلس القضاء بواقعة صدترت من غيره يترتب عليها ح لغيره ،
ويجب أن يكون الشاهد قد أدترك شخويا بحواسه الواقعة التي يشهد بها ،بحيث يكون قد ترآها أو سمعها
بنفسه ،فإن كان إخباتر اإلنسان بح على نفسه لغيره كان إقراترا ،وإن كان اإلخباتر بح على غيره لنفسه
كان دعوى.6
ويطل في بعض التشريعات على الشهادة لفظ البينة ،ومن ذلك أصبح للفظ البينة معنيان:
.96 _ 5د.ادتريس العلوي العبدالوي ،وسائل اإلثبات في التشريع املدني املغربي ،القواعد العامة لوسائل اإلثبات ،مطبعة النجاح الجديدة ،ط ،1977
_ 6د.ادتريس العلوي العبدالوي ،مرجع ساب 96 ،
4
أولهما يفيد الدليل بوجه عام ،كما في القول بأن البينة على من ادعى ،والثاني هو الذي يدل على
الشهادة كوسيلة من وسائل اإلثبات .فالشهادة إذن ،تقرير للواقع ودحض لالفتراء ،وإثاترة لسبيل العدالة،
فهي بذلك ذات اثر بالغ في تحسين الحياة ،وتقرير الوالت القويمة بين األفراد.
وقد جاء في القرآن الكريم « :وال تكتموا الشهادة ومن يكتبها فانه آتم قبله » « ،كونوا قوامين هلل
وقال هللا تعالى أيضا في كتابه العزيز " :وأشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل
األصل في الشهادة أن تكون شهادة مباشرة ،فيقول الشاهد ما وقع تحت بوره أو سمعه ،فالذي
يميز الشاهد أنه يشهد على وقائع عرفها معرفة شخوية ،وتكون الشهادة عادة شفوية يدلي بها الشاهد في
مجلس القضاء مستمدا إياها من ذاكرته ،وال يجوز له مبدئيا االستعانة بمفكرات مكتوبة إال بإذن
املحكمة أو القاض ي املقرتر .7وقد نص الفول 81من قانون املسطرة املدنية على أنه" :يجب أن يؤدي
الشاهد شهادته شفاهيا وال يمكن له أن يستعين بمذكرات إال بوفة استثنائية وبعد إذن القاض ي له
بذلك".
ويدعى الشاهد عادة إلى مجلس القضاء ،ليقول ما ترآه أو سمعه من الوقائع املتعلقة بالدعوى ،ومع
ذلك قد يكتفى في ظروف استثنائية ،بتالوة شهادته املكتوبة أو بضم هذه الشهادة املكتوبة إلى ملف
5
القضية لالعتداد بها ،بل إنه يمكن ملن ال يستطيع الكالم أن يؤدي شهادته إذا أمكن بأن يبين مراده
بالكتابة أو باإلشاترة.8
أي الشهادة غير املباشرة وتسمى أيضا الشهادة من الدترجة الثانية Témoignage du second
degreوهي تختلف عن الشهادة األصلية أو الشهادة املباشرة ،في أن الشاهد هنا يشهد بما سمع ترواية عن
غيره .إذن فالشاهد ال يشهد بما ترأى بعينه أو سمع بأذنه ،وإنما يشهد أمام القضاء بأنه سمع الواقعة التي
يرويها له شاهد آخر يكون هو الذي ترآها بعينه أو سمعها بأذنه .وبذلك فالشهادة السماعية هي شهادة على
الشهادة وال تكون لها بالتالي نفس القوة والحجية إلقناع القاض ي مقاترنة بالشهادة املباشرة.9
بخالف الشهادة السماعية ،فإن الشهادة بالتسامع هي شهادة بما يتسامعه الناس بحيث ال تنوب
على الواقعة املراد إثباتها بالذات ،وإنما على الرأي الشائع في جماهير الناس عن هذه الواقعة .ولذلك فهي
غير قابلة للتحري وال يحمل صاحبها أية مسؤولية نص شخوية فيما شهد به .10ويمكن القول ،أن
الشهادة بالتسامع غير مقبولة إال فيما نص عليه القانون ،وهكذا التقنين املدني الفرنس ي على قبول
عن _ حالة الزوجة بعد انتهاء النظام املشترك لألموال بينها وبين زوجها وهي تريد تمييز مالها الخا
املال املشترك.
_ حالة وترثة أحد الزوجين بعد موته الذين يريدون تحديد املال املشترك في مواجهة الزوج اآلخر
107: _ 8د.سعيد كويكبي ،اإلثبات وسلطة القاض ي في امليدان املدني ،دتراسة بين الفقه االسالمي والقانون املغربي ،هبعة ،2005
_ 9د.عبد الرزاق السنهوتري ،مرجع ساب 313 ،
_10د.سعيد كويكبي ،مرجع ساب 107: ،
6
وقد جاء في قراتر صادتر عن محكمة النقض" :من املقرتر فقها وقضاء أن شهادة السماع ال يعمل بها
في إثبات امللك أو استحقاقه ،و املحكمة ملا استعرضت حجج الطاعنين وناقشتها واستبعدتها بعلة أن امللك
موضوع النزاع يوعب معه على الخبير اإلحاهة بحدوده ،واكتفى عند وصفه للملك بذكر بعض معامله
ومحتوياته مستعينا بشهود شهدو بالسماع الفاش ي بتملك و تورف أجداد املشهود له ،مع العلم أن
شهود املستأنف عليهم اختلفوا في سرد حدود امللك املدعى فيه وف ما شهد به شهود ترسم االستمراتر،
فاتسم بذلك موقف املدعين الشهود باالختالف املؤدي إلى التناقض املسقط لالدعاء عمال بقاعدة" :من
ناقضت أقواله و حججه وأدلته سقطت دعواه" ،يكون قراترها مرتكزا على أساس قانوني ومعلال تعليال
كافيا".11
الشهادة بالشهرة العامة ليست شهرة باملعنى الصحيح .بل هي وترقة مكتوبة ،تحرتر أمام جهة ترسمية،
تدون فيها وقائع معينة ،تشهد بها شهود يعرفون هذه الوقائع عن هري الشهرة العامة.
وفي مور يمكن اعتباتر إعالم الوتراثة ومحضر حور التركة وتقرير غيبة املفقود من قبيل هذه
األوتراق .فهي تحرتر أمام جهات ترسمية ،املحكمة الشرعية أو مندوب من املحكمة الحسبية أو غير ذلك،
وتدون فيها أسماء الوترثة أو أعيان التركة أو واقعة غياب املفقود ،وذلك بناء على شهادة هائفة من الناس
ً
يشهدون وفقا ملا عرفوه عن هري الشهرة العامة.12
وفي فرنسا ينص القانون على جواز استعمال مثل هذه األوتراق كأدلة ذلك أنه إذا تعذتر على أحد
ً
الزوجين عند عقد زواجه أن يحول على شهادة ميالده ،كان له أن يقدم عوضا عنها شهادة تحمل اسمه
ولقبه وصناعته ومحل إقامته و تاتريخ ميالده بقدتر اإلمكان و غير ذلك.
_ 11قراتر محكمة النقض ،عدد ،161الوادتر بتاتريخ 25ماترس ، 2014في امللف املدني عدد 2013 /1/1/465
_ 12د.عبد الرزاق السنهوتري ،مرجع ساب 314 ،
7
المطلب الثاني :شروط شهادة الشهود
لشهادة الشهود مجموعة من الشروط الواجب توفرها فيها حتى يحكم بصحتها (الفقرة األولى) كما
أن لها خوائص تميزها عن باقي وسائل اإلثبات األخرى (الفقرة الثانية)
لم يعرف املشرع املغربي الشاهد على غراتر باقي التشريعات املقاترنة ،وان كان من وصف الشهود أنهم
أعين العدالة وأذانها .فإن للشاهد دوتر هام في مساعدة القضاء لإلظهاتر الحقيقة في العديد من النزاعات.13
إال انه قد تتخلل شهادة الشهود بعض العيوب .لذالك تدخل املشرع لوضع شروها مسبقة يجب أن تتوفر
تعتبر األهلية من أهم الشروط الواجب توفرها في الشاهد ،إذ يجب أن يكون لهذا األخير القدترة على
تذكر الواقعة التي سيشهد فيها ،وأال يكون ذا عاهة أو فاقدا للتمييز واإلدتراك ،لالن فقدان اإلدتراك
واألهلية نوعان ،أهلية وجوب ،وأهلية أداء فأهلية وجوب هي صالحية الشخص لالكتساب الحقوق
وتحمل االلتزامات التي يحددها القانون وهي مالزمة له هوال حياته وال يمكن حرمانه منها .15أما أهلية
األداء فهي صالحية الشخص ملماترسة حقوقه الشخوية واملالية ونفاذ تورفاته ويحدد القانون شروط
62 _13عماد محمد تربيع حجية الشهادة في االثبات الجزائي دتراسة مقاترنة ط 1999 1داتر الثقافة للنشر والتوزيع عمان االتردن
_14انواع وشروط شهادة الشهود دتراسة مقاترنة مقال منشوتر باملوقع www.droitmaroc.com
_15املادة 207من مدونة االسرة
8
اكتسابها ،وأسباب نقوانها أو انعدامها .16وهذا مانوت عليه الفقرة الثانية من الفول 75من قانون
الذين نص القانون أو أمر قضائي بأنهم عديمو األهلية املسطرة املدنية "ال تقبل أيضا شهادة األشخا
لقبول شهادة الشاهد يشترط أال تكون بينه وبين املشهود له ترابطة قرابة أو مواهرة ،وذالك تطبيقا
ملقتضيات الفقرة األولى من املادة 75من قانون املسطرة املدنية "ال تقبل شهادة من كانت بينهم وبين
األهراف أو أزواجهم ترابطة مباشرة من قرابة أو مواهرة من األصول ،أو الفروع أو الحواش ي إلى الدترجة
الثالثة بإدخال الغاية عدا إذا قرتر القانون خالف ذلك ".وعليه تمنع شهادة احد الزوجين لألخر للعلة ذاتها
يرجع السبب في عدم الشهادة في مثل هذه الحاالت إلى الشك الكبير في صدقها بسبب وجود مولحة
آو عاهفة آو الكراهية التي يمكن أحيانا أن تسود بين األقاترب ،ومن ناحية أخرى يعتبر االمتناع عن أداء
الشهادة آو اإلدالء على وجه غير مفيد للقريب قد يكون سببا للنفوتر واالنشقاق بين أفراد العائلة وتشتت
تروابط القرابة.18
لم ينص املشرع املغربي صراحة على مثل هذه الحاالت غير أن املعمول به قضاء أنه ال تجوز شهادة
الخادم ملخدومه ما دام ف خدمته ،وذلك تراجع للسلطة املباشرة التي تكون للمخدوم على خادمه أما إذا
9
ترك الخادم تلك الخدمة فتقبل شهادته مع مخدومه الساب ،ما لم يكن ترك الخدمة بالتواهؤ معه
فترفض شهادته.
كما تقبل شهادة الوكيل ملوكله وذلك في حدود األموتر التي لها عالقة بالوكالة ،والش يء نفسه
19
بالنسبة للشريك فيما تعل بالشركة وذلك بسبب املولحة املالية التي تجمعهما في الشركة.
إن كانت الشهادة هي تلك التوريح املدلى به أمام القضاء من شخص علم بواقعة صدترت عن غيره
وترتب عليها حقا لهدا الغير .فإن هناك شروط ينبغي توفرها وحدود يتعين احترامها لالخد بالشهادة.
ال توبح الشهادة حجة ملزمة إال إذا أداها الشاهد في مواجهة الخووم في مجلس القضاء ،فلو
شهد بها أمام غير القاض ي أو شهد بها أمام القاض ي ولكن ليس في مجلس القضاء ال تعتبر الشهادة.20
وعليه يجب أن تودتر شهادة الشاهد أمام القاض ي ،أما الشهادة التي يمكن أن تؤدى خاترج مجلس القضاء
فال يعتد بها ولو كان املجلس مجلس تحكيم ،21بل ولو كان ذلك أمام موظف عمومي هاملا ليست له والية
القضاء.
وقد وترد استثناء على القاعدة املذكوترة والذي يتمثل في تعذتر الشاهد عن الحضوتر أمام املحكمة
ألسباب جدية كاملرض مثال ،فعندما يكون الشاهد مريضا وال يستطيع بسبب مرضه أن يتنقل إلى
املحكمة ،جاز للمحكمة في حالة إذا كانت شهادته مهمة جدا ويتوقف عليها الحسم في الواقعة ،أن تنتقل
10
وقد نص الفول 78من قانون املسطرة املدنية على انه ":إذا أتبث الشاهد انه يستحيل عليه
الحضوتر في اليوم املحدد ،جاز للمحكمة منحه أجال آو االنتقال بنفسها قود تلقي شهادته.
املحكمة ،آمكن االستماع إلى شهادته بواسطة إنابة إذا كان الشاهد يقيم خاترج دائرة اختوا
قضائية".
يفهم من نص الفول أعاله انه في حالة استحالة الحضوتر على الشاهد ،فانه يجوز للمحكمة أن
املحكمة ،أما إذا كان تحدد له أجال أخر آو تنتقل لسماع شهادته إذا كان مقيما في نفس دائرة اختوا
محكمة أخرى فهنا خول املشرع للمحكمة إمكانية إتباع إجراأت اإلنابة مقيما في دائرة اختوا
القضائية.
وهدا ما يفهم من نص الفول 82من نفس القانون الذي جاء فيه " :ال يجوزللطرف أن يقاهع
وتختلف الشهادة في ذلك اختالفا جوهريا عن الكتابة ،فبينما يعتبر الدليل الكتابي ،بسبب إعداده
سلفا حجة بذاته فيفرض سلطانه على القضاء ما لم يطعن فيه بالتزوير أو ينقض بإثبات العكس ،تترك
الشهادة على نقيض ذلك لتقدير القاض ي ،ويكون له كامل السلطة في تقدير قيمتها ،أيا كان عدد الشهود
وآيا كانت صفاتهم .22فللقاض ي الح املطل بتقدير أقوال الشهود واألخذ بها كلها أو بعضها.
187 _ 22خالد السعيد ،االثبات في املنازعات املدنية دتراسة علمية وعملية على ضوء القانون املغربي ،الطبعة االولى2014، ،
11
ثانيا :الشهادة حجة غيرقاطعة
وهي على خالف اإلقراتر ،ويترتب على ذلك أن الواقعة التي تثبتها يمكن دحضها بكافة وسائل
اإلثبات ،كالكتابة والقرائن واإلقراتر ،وأما إذا صدتر إستنادا عليها مقرتر قضائي حاز قوة الش يء املقض ي به،
أي أن ما يثبت بها يعتبر ثابتا بالنسبة إلى الكافة ألنها صادترة من شخص خالي املولحة في النزاع ال
يهمه أن يحابي أحدا من الخووم ،ولالن للقاض ي سلطة مطلقة في تقديرها وتكوين قناعته منها.24
وأن األمر الذي يثبت بالشهادة يكون له حجة في مواجهة كافة الناس وليس فقط هرفي الخوومة
وخلفها العام والخا ،كما في اإلقراتر ألن الشهادة تثبت واقعة خاترج إترادة هرفي الخوومة .إال أن هذه
25
الوسيلة ال تقبل إلثبات مختلف التورفات القانونية
98 _23ادتريس العالوي العبدالوي ،وسائل اإلثبات في التشريع املدني امغربي ،الطبعة األولى،1977 .
_24ادتريس العالوي العبدالوي،م .س98 ،
_25خالد سعيد ،م س189 ،
12
المبحث الثاني :القواعد اإلجرائية لألبحاث
البحث هو إجراء من إجراءات التحقي التي تمكن القاض ي من االستماع ألهراف النزاع
وللشهود،ويمكن كذلك أن يتم انجاز هذا اإلجراء إما تلقائيا أو بناء على هلب األهراف ،وعلى الرغم من أن
البحث يتميز بطابعه االختياتري كباقي إجراءات التحقي إال أن املالحظ هو أن محكمة النقض ساترت في
اتجاه تكريس الطابع اإلجباتري لهذا اإلجراء في بعض النزاعات،ويترتب عن هذا ضروترة استجابة املحكمة
ويتمثل األمر في القواعد اإلجرائية ألداء الشهادة (املطلب األول) ،وإجراءات تجريح الشهود (املطلب
الثاني).
عشرة أالف دترهم فانه يجوز قبولها في املواد التجاترية.وفي الوقائع التي يتعذتر بحكم هبيعتها أن تكون
لقد نظم املشرع مسطرة األبحاث ضمن مقتضيات الفوول من 71إلى 84من ق.م.م،بحيث تبتدأ
مراحلها بإصداتر أمر إلجراء البحث واستدعاء الشهود (الفقرة األول) ،ومسطرة أداء الشهادة (الفقرة
الثانية).
.104 _26جواد أمهمول ،الوجيز في املسطرة املدنية ،مطبعة األمنية-الرباط، 2015 ،
_27د .عبد العزيز الحضري،محاضرات في ق.م.م ،السداس ي السادس.69 ،
13
الفقرة األولى :األمر بإجراء البحث و استدعاء الشهود
أوال :األمربالبحث
جاء في الفول 71من ق.م.م "يجوز األمر بالبحث في شأن الوقائع التي يمكن معاينتها من هرف
يجوز لألهراف أو أحدهم أن يلتمسوا من القاض ي إجراء بحث يستمع من خالله إلى شهودهم،وقد
يتبين له تلقائيا استنادا إلى وثائ امللف أن شهودا يمكنهم إثبات الواقعة محل النزاع،ويكفي أن يتأكد من
كون االستماع إلى الشهود مقبول إلثبات الواقعة ومنتج في النزاع ،ليودتر أمرا تمهيديا بإجراء بحث يبين
فيه الوقائع التي سينوب عليها،واليوم والساعة واملكان الذي سيجرى فيه،كما يشعر األهراف إلى تقديم
شهودهم إلى يوم جلسة البحث أو اإلدالء بأسمائهم إلى كتابة الضبط،ليتم استدعائهم عن هري
28
املحكمة.
كما يبين الحكم الذي يأمر بالبحث الوقائع التي سيجري بشأنها وكذلك يوم وساعة الجلسة التي
سيتم فيها.29
يتضمن الحكم استدعاء األهراف للحضوتر وتقديم شهودهم في اليوم والساعة املحددين أو إشعاتر
كتابة الضبط خالل خمسة أيام بأسماء الشهود الذين يرغبون في االستماع إليهم ،ويعود اتخاذ بادترة
إجراء البحث بالدترجة األولى إلى األهراف مع العلم أنه يمكن إجراؤه مباشرة .فيكون على الطرف الذي
يعتزم اإلدالء بحجة أن يطلب اإلجراء بحث ومعرض هذه الحجة قد ال يكون دائما هو املدعي كما يح
للمدعى عليه أن يعاترض تبريرات املدعي الرامية إلى إجراء البحث بطلب مضاد للحجة لدحض ادعاءات
خومه.30
.171 _28د ابراهيم الحطاب .قانون املسطرة املدنية في شروح .مطبعة عالم االقتواد –أكادير 2022
_29الفقرة األولى من الفول 72من ق.م.م.
.81 _30أدولف تربيولط.قانون املسطرة املدنية في شروح .الرباط منشوترات جمعية تنمية البحوث و الدتراسات القضائية.1996
14
والقاض ي ال يكون ملزما باالستجابة إلى كل هلب إجراء البحث ،بل إن ذلك يدخل ضمن سلطته
التقديرية ،التي تحتكم إلى كون امللف خال من دليل يثبت الواقعة محل النزاع،وأنها تدخل ضمن الوقائع
التي تقبل اإلثبات بشهادة الشهود،وأن الواقعة املراد إثباتها منتجة فعال في قول كلمة الفول في النزاع أو
جزء منه،لذلك فانه ال مجال ملؤاخذة املحكمة على عدم استجابتها لطلب إجراء بحث وإذا عللت ترفضها
-ان تقدير شهادة الشهود واألخذ بشهادتهم أو ترفضها وتحديد قيمتها في االثبات يخضع لسلطة
املحكمة التي ال ترقابة عليها من هرف املجلس األعلى اال في حالة تحريف الشهادة.32
ولقد ذهب املجلس األعلى(،محكمة النقض حاليا) في مجموعة من القراترات لعدم االستجابة إلجراء
البحث
-املحكمة غير ملزمة بإجراء بحث إلثبات واقعة ادعى وجودها أحد األهراف ولم يثبتها .
-ترفض املحكمة هلب إجراء البحث املذكوتر بعلة عدم إثبات هالب البحث ما يدعيه يعتبر كافيا في
تبرير الرفض.33
_ 31د خالد سعيد االثبات في املنازعة املدنية مكتبة داتر السالم-الرباط .213 .2014
_32قراتر صادتر عن محكمة االستئناف التجاترية بفاس بتاتريخ 00/6/6تحت عدد 485في امللف عدد 00/100منشوتر بمجلة املعياتر عدد 191 27
ومايليها .أوترده د محمد لفقير .قانون املسطرة املدنية والعمل القضائي املغربي.مطبعة النجاح الداتر البيضاء .2009م س146 .
_33قراتر صادتر عن املجلس األعلى بتاتريخ 91/4/24تحت عدد 1017في امللف املدني عدد 90/532منشوتر بمجلة قضاء املجلس األعلى عدد 98 47
ومايليها.أوترده.محمد لفقير م س .145
15
-ال يوجد أي نص قانوني يلزم قضاة املوضوع بإجراء أي بحث هاملا أنهم وجدوا في عناصر امللف ما
وفي قراتر أخر ملحكمة النقض يقدتر فيه سلطة املحكمة في تقدير أدلة االثبات بين شهادة الشهود
وشهادة هبية بحيث اء فيه "ملا كان تقدير شهادة الشهود يخضع للسلطة التقديرية لقضاة املوضوع،فان
املحكمة مودترة القراتر املطعون فيه عندما أيدت الحكم االبتدائي في ما قض ى به من ادانة الطاعن
مستندة الى شهادة الشاهدات املستمع اليهن،واملعززة بشهادة الطبية املدلى بها،فاهمأنت اليها وأثرتها على
انكاترها،وتردت ما أثير بشأنها من تجريح على النحو الواترد بالوسيلة هاملا أن القانون ال يمنعها من االستماع
الى شاهد تربطه بأحد أهراف الدعوى عالقة قرابة أو عداوة،تكون قد استعملت سلطتها في تقدير أدلة
35
االثبات املعروض عليها،وجاء قراتراها معلال تعليال كافيا
ثانيا:استدعاء الشهود
-األولى :تحول بواسطة املحكمة عندما يدلي كل هرف إلى كتابة الضبط بالئحة الشهود املرغوب في
االستماع إليهم مع ضبط عناوينهم ،ويتم اإلدالء بهذه الالئحة داخل أجل 5أيام من التوصل بأمر من
-الثانية :يتم تقديم الشهود فيها مباشرة من األهراف في جلسة البحث،أو عن هري االستدعاء
_ 34قراتر صادتر عن املجلس األعلى بتاتريخ 92/2/17في امللف االجتماعي عدد 88/ 8075منشوتر بمجلة االشعاع عدد 7
75ومايليها .أوترده محمد لفقير،
م س.145 ،
_ 35القراتر عدد 2407الوادتر بتاتريخ 2019/12/26في امللف الجنحي عدد .2018/8/6/14199عن التقرير السنوي ملحكمة النقض ،مطبعة األمنية
الرباط .188 ،2020
_36د ابراهيم أحطاب ،م .س.172 ،
16
وقد حدد املشرع اآلجال التي يجب أن تفول بين تاتريخ التوصل باالستدعاء وتاتريخ الحضوتر خمسة
أيام على األقل إذا كان الشاهد يقيم بدائرة نفوذ املحكمة االبتدائية أو بمركز مجاوتر لها ويمدد هذا األجل
الى خمسة عشر يوما إذا كان يقيم خاترج مقرها في أي مكان أخر من تراب اململكة.37
وقد يتخلف الشاهد ترغم استدعائه،بطريقة قانونية ،لذلك وزجرا لكل من تسول له نفسه كتمان
الشهادة،الثم في قلبه منح املشرع للقاض ي صالحية الحكم على الشاهد املتخلف بغرامة ال تتعدى 50
دترهما ،وإذا تخلف بعد استدعاء ثان يحكم عليه بغرامة ال تتعدى 100دترهم،مع تمكينه من صالحية
إعفاء الشاهد من الغرامة إذا قدم عذترا مقبوال،إال أن مبلغ الغرامة ال يزال ضئيال ال يحق الردع املبتغى
من وترائها،ألن كتمان الشهادة عمدا قد يؤدي إلى ضياع حقوق الناس. 38
إال أنه اذا أثبت الشاهد أنه يستحيل عليه الحضوتر في اليوم املحدد جاز للقاض ي منحه أجال أو
املحكمة أمكن االستماع إلى شهادته بواسطة إنابة أو إذا كان الشاهد يقيم خاترج دائرة اختوا
قضائية.39
كيفية أداء الشهادة،فبعدما يتأكد القاض ي من حضوتر األهراف والشهود أو أما بخوو
استدعائهم بوفة قانونية،فانه يبدأ في االستماع الى الشهود،كل شاهد بشكل منفرد،ولهذا الغرض يعمل
القاض ي أوال على التأكد من هوية الشاهد من خالل اإلدالء ببطاقة التعريف الوهنية ،كما يسأله عن
عالقته بأهراف النزاع من حيث وجود قرابة أو مواهرة مثال،واستفساتره عن موانع الشهادة،فاذا لم
17
تقدم أسباب التجريح أو قدمت ولكن ترفضت،هلب القاض ي من الشاهد أداء اليمين القانونية،على أن
"يستمع إلى الشهود على انفراد سواء بمحضر األهراف أو في غيبتهم .
يورح كل شاهد قبل سماع شهادته باسمه العائلي والشخص ي وحرفته وسنه وموهنه وما إذا كان
قريبا أو صهرا لألهراف مع ذكر الدترجة أو خادما أو عامال عند أحدهم .
ال يؤدي األفراد الذين لم يبلغوا ست عشرة سنة كاملة اليمين وال يستمع إليهم إال على سبيل
االستئناس .
ويجب في اهاتر هذا الفول أداء الشهادة أمام املحكمة بحيث جاء في حكم ابتدائي "الشهادة
الكتابية ال ترقى لدترجة االعتباتر وأن الشهادة التي يؤخذ بها هي التي يتم اإلدالء بها أمام املحكمة وف
ويجب أن يؤدي الشاهد شهادته شفاهيا وال يمكن له أن يستعين بمذكرات بوفة استثنائية وبعد
18
واألصل في الشهادة أنها شفوية بالنظر الى أن مبدأ الشفوية يعتبر شرها لشهادة الشهود ،وهو ما
أكد عليه املشرع في الفول 81من ق.م.م.غير انه يمكن قبول الشهادة املكتوبة،باعتباترها نوعا من أنواع
الشهادات ،ويتم االعتداد بها كما في حالة عجز الشاهد عن الحضوتر الى املحكمة ،لإلدالء بشهادته ،ففي
مثل هذه الحالة يمكن للقاض ي املختص بالنظر في الدعوى أن ينيب عنه من يتلقى الشهادة ،ويكون املنيب
قاضيا أخر يعمل بالدائرة القضائية نفسها التي يوجد أو يقيم بها الشاهد املطلوب منه االدالء بشهادته
كتابة.43
وال يجوز للطرف أن يقاهع الشاهد أثناء إدالئه بها أو أن يوجه إليه أسئلة مباشرة،44ألن املحكمة
هي تسير الجلسة وال يمكن أن يكون أي تدخل لألهراف إال بإذن منها.
وأخيرا يتولى كاتب الضبط القيام بتحرير محضر بشهادة كل شاهد،يدون فيه من حضر ،وهوية
بها،والعواترض ا لتي حولت أثناء البحث،واألحكام التي قد صدترت في هلبات التجريح،وفي الختام تقرأ لكل
ويبت القاض ي حاال بعد البحث أو يؤخر القضية الى جلسة مقبلة.46
ومن املؤكد أنه اذا كانت املسطرة شفوية فانه يمكن للمحكمة التي أجرت البحث أمامها بالجلسة
وبحضوتر األهراف،أن يبت فوترا بناء على النتائج التي أسفر عنها البحث املذكوتر الذي يجب أن ينوب
19
وعلى العكس من ذلك ،عندما يتعل األمر باملسطرة الكتابية يجب على املحكمة أن تمهل األهراف
ليتمكنوا من دتراسة النتائج التي أسفر عنها البحث،وأن يتقدموا بمالحظاتهم يشأنها في شكل
ألي سبب خطير أخر ،واشترط أن يقدم التجريح قبل أداء الشهادة إال أذا لم يظهر سببه إال بعد ذلك كما
أوجب املشرع على املحكمة البت هلب تجريح في الحال أي وقت تقديمه بحكم تمهيدي،وترتب على قبول
لذلك سوف نبحث أوال أسباب تجريح (الفقرة األولى) ،ومسطرة التجريح (الفقرة الثانية).
أسباب التجريح ،فقد نص الفول 79من قانون املسطرة املدنية على أنه "يمكن تجريح الشاهد لعدم
أهليتهم ألداء الشهادة أو للقرابة القريبة أو ألي سبب خطير آخر"وهو ما يدل على أن املشرع لم يحور
أسباب التجريح ،وإنما أخدعها للسلطة التقديرية للقاض ي،فإذا تبين له أن الشاهد متهم في شهادته ،ودفع
بذلك املشهود عليه بطريقة نظامية،قض ى برد الشهادة ،ملتمسا هريقا أخر إلثبات الواقعة املتنازع
عليها.49
وكذلك عدم قبول الشهادة كلما كانت هناك قرابة أو مواهرة بين أحد هرفي النزاع أو زوجه
20
الذين نص القانون أو أمر قضائي بأنهم عديمو األهلية لتأدية وأيضا عدم قبول شهادة األشخا
بحيث جاء في هذا الودد قراتر للمجلس األعلى ،محكمة النقض حاليا "يتضمن الفول 75من
قانون املسطرة املدنية دترجة القرابة التي ال يقبل معها الشهادة فيجب على املحكمة وهي تفول في الدفع
الذي أثير حول قبول الشهادة شاهد معين بسبب قرابته للمشهود له أن تبين دترجة هذه القرابة حتى
وأن املحكمة ملا اقتورت لرفض االستماع الى بعض الشهود على القول أن الخوم قد جرحهم
لوجود القرابة بينهم وبين املشهود له دون أن تبين دترجة هذه القرابة تكون قد حرمت املجلس من مماترسة
األسباب األخرى،فيمكن القول أن أي سبب خطير يلح التهمة بشهادة الشاهد يعتبر أما بخوو
سببا من أسباب التجريح،ويخضع للسلطة التقديرية للقاض ي،كالعداوة الثابتة،وعالقة التبعية أو العمل
وعلى عكس تجريح الخبراء فان املشرع املغربي لم يحدد على سبيل الحور األسباب التي يتعين
االستناد عليها عند إثاترة التجريح،ويجمل االجتهاد القضائي هذه األسباب في الحاالت التي تكون فيها للشاهد
املعني باألمر مولحة في النزاع املعروض على املحكمة ويتعين على الطرف الذي يعتزم إثاترة هذه الوسيلة أن
يفعل ذلك قبل االستماع إلى الشاهد تحت هائلة عدم القبول،إال أن هذه العقوبة ال تهم الحالة التي ال
يكتشف فيها سبب التجريح إال بعد إدالء الشاهد بتوريحاته أمام املحكمة.53
21
ولكن سؤاال جوهريا يطرح في هذا املقام،هل أسباب التجريح القائمة على القرابة أو
املواهرة،يثيرها القاض ي من تلقاء نفسه أم البد أن يتمسك بها األهراف،وهو سؤال نابع من نص املشرع
في الفول 75املذكوتر على أنه "ال تقبل شهادة"...فدل ذلك على املنع،بينما نص في الفول 80من نفس
القانون على تقديم التجريح قبل سماع الشهادة ،إال إذا ظهر سببه بعد ذلك.54
هريقة تقديم الدفع بالتجريح ،وكيفية البت فيه.فمن حيث تقديم هلب التجريح ،فانه عباترة عن دفع
ضمن الدفوع التي يثيرها األهراف ،وذلك خالل جلسة البحث التي يستمع فيها إلى الشهود،بحيث يتعين
على الطرف أو نائبه أن يحدد سبب التجريح سواء كان مانعا أو قضائيا ،أو كان قرابة أو مواهرة أو أي
وهلب التجريح تبث فيه املحكمة في الحال،بمقتض ى حكم تمهيدي،قبل االستماع إلى الشاهد،
وتبت فيه بعد ذلك إذا قدم بعد االستماع الى الشاهد،إال أن هذا الحكم في كل األحوال ال يقبل الطعن إال
مع الحكم في الجوهر ،إذا كان هذا األخير قابال للطعن ،وهذا ما قض ى به الفول 79من قانون املسطرة
املدنية،والغاية من ذلك هو تمكين الطرف الذي استبعدت الشهادة التي اعتمدتها كوسيلة اثبات من
إعداد شاهد اخر،أو تقديم غيرها من األدلة،حتى ال يفاجأ باستبعاد وسيلة االثبات الوحيدة التي أدلى
بها.56
22
بحيث جاء في الفقرة األولى من الفول 79من ق.م.م"اذا وجه أي تجريح الى الشاهد ينظر فيه في
الحال على أن يكون الحكم في ذلك غير قابل لالستئ ناف أو للطعن بالنقض اال في وقت واحد مع الحكم
23
خاتمة
عموما أحاط املشرع شهادة الشهود بأهمية بالغة إذ نظم الجانب املوضوعي منها في إهاتر ظهير
االلتزامات والعقود ،كما أحاط الجانب اإلجرائي منها في إهاتر قانون املسطرة املدنية ،موضحا بذالك أنواع
كخالصة يالحظ أن املشرع قد منح بيد القاض ي املدني مجموعة من وسائل اإلثبات ليهتدي بها من
اجل تكوين قناعته ،وتدخل ضمن هذه الوسائل شهادة الشهود الذي لها دوتر مهم في اإلثبات وذالك تراجع
لطبيعة املعامالت اليومية بين األفراد التي تحتم السرعة وبالتالي ال يستطيع الفرد في كل معاملة أو عمل
آن يطلب مقابله دليال كتابيا لالن ذالك سيؤدي الى تقييد حرية الحركة والعمل والتبادل التجاتري
24
الئحة المراجع
عبد الرزاق السنهوتري ،الوسيط في شرح القانون املدني الجديد ،ج ،2نظرية اإلثبات 3منشوترات
ادتريس العلوي العبدالوي ،وسائل اإلثبات في التشريع املدني املغربي ،القواعد العامة لوسائل
سعيد كويكبي ،اإلثبات وسلطة القاض ي في امليدان املدني ،دتراسة بين الفقه االسالمي والقانون
عماد محمد تربيع ،حجية الشهادة في االثبات الجزائي دتراسة مقاترنة ،ط ،1999 1داتر الثقافة للنشر
ادواترد عيد ،قواعد االثبات في املواد املدنية و التجاترية ،ج 16االثبات واليمين والشهادة ،لبنان،
. 1991
احمد فتحي بهنس ي ،نظرية اإلثبات في الفقه الجنائي اإلسالمي ،الشركة العربية للطباعة
والنشر،القاهرة.1962 ،
محمد عطية تراغب "،النظرية العامة لالثبات في التشريع الجنائي العربي املقاترن" ،القاهرة مطبعة
املعرفة1960 ،
25
خالد السعيد ،االثبات في املنازعات املدنية دتراسة علمية وعملية على ضوء القانون املغربي ،مكتبة
ادتريس العالوي العبدالوي ،وسائل اإلثبات في التشريع املدني امغربي ،الطبعة األولى.1977 .
ابراهيم الحطاب ،قانون املسطرة املدنية في شروح ،مطبعة عالم االقتواد –أكادير . 2022
أدولف تربيولط ،قانون املسطرة املدنية في شروح ،الرباط منشوترات جمعية تنمية البحوث
محمد بفقير ،قانون املسطرة املدنية والعمل القضائي املغربي ،مطبعة النجاح الداتر البيضاء . 2009
مقال فالس خالد ،انواع و شروط شهادة الشهود دتراسة مقاترنة » « marocdroit.com
www.droitmaroc.com
26
الفهرس
مقدمة 1 .....................................................................................................
المبحث األول :األحكام العامة لشهادة الشهود 4 ......................................................
المطلب األول :ماهية شهادة الشهود 4 .................................................................
الفقرة األولى :مفهوم الشهادة 4 .........................................................................
الفقرة الثانية :أنواع الشهادة 5 ...........................................................................
المطلب الثاني :شروط شهادة الشهود8 ................................................................
الفقرة األولى :شروط الشهادة 8 .........................................................................
الفقرة الثانية :خصائص الشهادة 11 ....................................................................
المبحث الثاني :القواعد اإلجرائية لألبحاث 13 .......................................................
المطلب األول :القواعد اإلجرائية ألداء الشهادة 13 ..................................................
الفقرة األولى :األمر بإجراء البحث و استدعاء الشهود 14 .........................................
الفقرة الثانية :مسطرة أداء الشهادة 18 .................................................................
المطلب الثاني :إجراءات تجريح الشهود 20 ..........................................................
الفقرة األولى :أسباب تجريح الشهود 20 ..............................................................
الفقرة الثانية مسطرة تجريح الشهود 22 ...............................................................
خاتمة 24 ...................................................................................................
الئحة المراجع25 .........................................................................................
الفهرس 27 .................................................................................................
27