You are on page 1of 29

‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعيةوجدة‬

‫‪Faculté des Sciences Juridiques, Économiques‬‬


‫‪et Sociales Oujda‬‬

‫شهادة الشهود‬
‫إنجاز الطلبة ‪:‬‬
‫تحت إشراف‪:‬‬
‫عبد الحق احميداني‬ ‫‪‬‬
‫ياسين العسري‬ ‫‪‬‬
‫عبد الكريم ابن ابراهيم‬ ‫‪‬‬
‫نجيم حمداوي‬ ‫‪‬‬
‫محمد الجدياني‬ ‫‪‬‬
‫محمد جابري‬ ‫‪‬‬

‫السنة الجامعية ‪2023/2022‬‬


‫كلمة شكر‬
‫مقدمة‬
‫تعد نظرية اإلثبات من أهم النظريات القانونية وأكثرها تطبيقا في الحياة العملية وترتبط هذه‬

‫النظرية بالقاعدة التي تقض ي بأن الشخص ال يستطيع اقتضاء حقه بنفسه وإنما من خالل اللجوء إلى‬

‫القضاء ‪.1‬‬

‫وتعتبر مسألة اإلثبات من أهم املواضيع التي نظمها املشرع وذلك الترتباهها بتطبي النوو‬

‫القانونية واترتباهها بحاجة الناس لها لكسب حقوقهم املتنازع عليها أمام القضاء‪ ،‬فالقاض ي حتى يتمكن‬

‫من تطبي النص املوضوعي على النزاع املطروح أمامه يجب أن يثبت لدية أوال صحة الوقائع املدعى بها‪،‬‬

‫فالح املطالب به أمام القضاء ال يحظى بالحماية ما لم يتمكن صاحبه من إثبات الواقعة التي أنشأته‬

‫بالطرق التي حددها القانون ‪.‬‬

‫وقد اهتمت الشريعة اإلسالمية اهتماما كبيرا بوسائل اإلثبات‪ ،‬ملا يترتب عليها في إثبات الحقوق‬

‫ألصحابها‪ ،‬ومما يؤكد هذا ما ترواه ابن عباس ترض ي هللا عنه عن النبي صلى هللا عليه وسلم ‪" :‬لو يعطى‬

‫الناس بدعواهم الدعى أناس دماء ترجال وأموالهم ولكن البينة على املدعي واليمين على من أنكر"‪.2‬‬

‫ومن املعلوم أن وسائل اإلثبات املعتمدة قانونا وترد النص على بعضها في قانون االلتزامات والعقود‬

‫وقرتر البعض اآلخر في ق‪.‬م‪.‬م ‪ .‬فقد نص الفول ‪ 404‬من ق ل ع على أن وسائل اإلثبات التي يقرترها‬

‫القانون هي ‪ -1 :‬إقراتر الخوم ‪ -2‬الحجة الكتابية ‪ -3‬شهادة الشهود ‪ -4‬القرينة ‪ -5‬اليمين والنكول عنها‪،‬‬

‫وأضاف إليها الفول ‪ 55‬من ق‪.‬م‪.‬م وسائل أخرى هي ‪ -6 :‬الخبرة ‪ - 7‬معاينة األماكن ‪ -8‬تحقي الخطوط‬

‫والزوتر الفرعي فضال عن القواعد الشكلية التي تضمنها قانون املسطرة بشأن شهادة الشهود الواتردة تحت‬

‫عنوان " األبحاث " و " اليمين"‪.3‬‬

‫‪.16‬‬ ‫‪_ 1‬د‪ .‬عبد الرزاق السنهوتري‪ .‬الوسيط في شرح القانون املدني الجديد‪ ،‬ج‪ ،2‬نظرية اإلثبات ‪ 3‬منشوترات الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت ‪.‬‬
‫‪ _ 2‬النووي‪ ،‬شرح صحيح مسلم‪ ،‬ج‪ 12‬املطبعة املورية‪2: ،‬‬
‫‪_ 3‬د‪.‬عبد العزير الحضري‪ ،‬املسطرة املدنية‪ ،‬هبعة ‪ ،2018‬الوفحة‪66 :‬‬

‫‪1‬‬
‫وقد لعبت شهادة الشهود الدوتر األول في مجال اإلثبات في املجتمعات البدائية قبل أن تتطوتر عبر‬

‫العووتر‪ ،‬فهي الدليل الوحيد املعروف في املجتمعات البدائية لعدم معرفة الكتابة‪ ،‬كما عرفها القانون‬

‫الروماني خاصة في عهد اإلمبراهوتر " جستنيان " ‪ justinien‬حيث كانت تسود القاعدة التي تقض ي بتفوق‬

‫الشهادة على الكتابة‪ ،‬إال انه مع بداية التعليم وازدياد التعامل وفساد األخالق وكثرة شهود الزوتر‪ ،‬بدأت‬

‫الشهادة تفقد مكانتها فحلت محلها القاعدة القابلة بتفضيل الكتابة على الشهادة‪ ،‬وذلك بودوتر قانون‬

‫موالن "‪ "MOULIN‬سنة ‪ 1566‬إذا نص صراحة على منع إثبات ما يجاوز الكتابة بواسطة الشهود‪.4‬‬

‫وتتمثل أهمية موضوعنا في كون أن شهادة الشهود وسيلة ترئيسية وحاسمة في اإلثبات في مجموعة‬

‫من القضايا التي تمس بموالح الناس وحاجاتهم‪ ،‬بل وقد تكون الدليل الوحيد أمام القاض ي إذ يعتمد‬

‫عليها إلصداتر أحكامه القضائية في عدة قضايا‪ ،‬و تبرز أهميتها كذلك في كون هذه الوسيلة أكثر الوسائل‬

‫شيوعا في مختلف التشريعات وكونها الوسيلة األقدم قبل ظهوتر الكتابة‪ ،‬ونظرا أيضا للمكانة التي‬

‫خووتها لها الشريعة اإلسالمية في القرآن و السنة‪.‬‬

‫وانطالقا مما سب تبرز إشكالية محوترية مفادها‪ :‬إلى أي حد استطاع املشرع املغربي تنظيم شهادة‬

‫الشهود وجعلها وسيلة ناجحة إلثبات التورفات والوقائع ؟‬

‫‪ _ 4‬املوقع االلكتروني "‪ ، "marocdroit.com‬مقال فالس خالد‪ ،‬انواع و شروط شهادة الشهود دتراسة مقاترنة‪ ،‬تاتريخ التوفح ‪ ،12/18/2022‬على الساعة‬
‫‪21:00‬‬

‫‪2‬‬
‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية املحوترية مجموعة من التساؤالت من بينها‪:‬‬

‫ما املقوود بشهادة الشهود وما هي خوائوها‬

‫ماهي أنواع الشهادة و شروط إعمالها‬

‫وما هي القواعد اإلجرائية املتعلقة بها‬

‫ولإلجابة عن هذه األسئلة اترتأينا إلى تقسيم املوضوع إلى مبحثين‪:‬‬

‫املبحث األول‪ :‬األحكام العامة لشهادة الشهود‬ ‫‪‬‬

‫املبحث الثاني‪ :‬القواعد الجرائية للبحاث‬ ‫‪‬‬

‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة لشهادة الشهود‬
‫مما ال شك فيه أن وجود الح واملطالبة به ال يكفي ليحول صاحب الح على مراده املنشود‪ ،‬بل‬
‫ً‬
‫يجب أن يقدم الحجة والدليل املقنع الذي يؤكد على ذلك‪ ،‬معتمدا بذلك على أحد وسائل اإلثبات‬

‫عليها في القانون املغربي‪ ،‬ومن أهمها شهادة الشهود موضوع بحثنا‪ ،‬ولبيان األحكام العامة‬ ‫املنوو‬

‫للشهادة‪ ،‬فإن هذا األمر يقتض ي منا التطرق ملفهوم شهادة الشهود و أنواعها ( املطلب األول ) ثم بيان‬

‫شروهها وبعض خوائوها (املطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية شهادة الشهود‬


‫تعتبر الشهادة من أقدم وسائل اإلثبات استعماال وأكثرها انتشاترا ملا لها من قوة في إلثبات الحقوق‬

‫وبيانها‪ ،‬وبالتالي فالحديث عن ماهية الشهادة يتطلب منا التطرق ملفهومها في (فقرة أولى)‪ ،‬ثم التطرق‬

‫ألنواعها في (فقرة ثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الشهادة‬


‫الشهادة هي تقرير حقيقة أمر توصل الشاهد إلى معرفته بعينه أو بأذنه‪ ،5‬أو هي كما يعرفها الفقيه‬

‫عبد املنعم فرج الودة‪ ،‬إخباتر اإلنسان في مجلس القضاء بواقعة صدترت من غيره يترتب عليها ح لغيره ‪،‬‬

‫ويجب أن يكون الشاهد قد أدترك شخويا بحواسه الواقعة التي يشهد بها‪ ،‬بحيث يكون قد ترآها أو سمعها‬

‫بنفسه‪ ،‬فإن كان إخباتر اإلنسان بح على نفسه لغيره كان إقراترا‪ ،‬وإن كان اإلخباتر بح على غيره لنفسه‬

‫كان دعوى‪.6‬‬

‫ويطل في بعض التشريعات على الشهادة لفظ البينة‪ ،‬ومن ذلك أصبح للفظ البينة معنيان‪:‬‬

‫‪.96‬‬ ‫‪ _ 5‬د‪.‬ادتريس العلوي العبدالوي‪ ،‬وسائل اإلثبات في التشريع املدني املغربي‪ ،‬القواعد العامة لوسائل اإلثبات‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬ط ‪،1977‬‬
‫‪ _ 6‬د‪.‬ادتريس العلوي العبدالوي‪ ،‬مرجع ساب ‪96 ،‬‬

‫‪4‬‬
‫أولهما يفيد الدليل بوجه عام‪ ،‬كما في القول بأن البينة على من ادعى‪ ،‬والثاني هو الذي يدل على‬

‫الشهادة كوسيلة من وسائل اإلثبات‪ .‬فالشهادة إذن‪ ،‬تقرير للواقع ودحض لالفتراء‪ ،‬وإثاترة لسبيل العدالة‪،‬‬

‫فهي بذلك ذات اثر بالغ في تحسين الحياة‪ ،‬وتقرير الوالت القويمة بين األفراد‪.‬‬

‫وقد جاء في القرآن الكريم ‪« :‬وال تكتموا الشهادة ومن يكتبها فانه آتم قبله » ‪ « ،‬كونوا قوامين هلل‬

‫شهداء بالقسط » ‪" ،‬وال يأب الشهداء إذا ما دعوا"‬

‫وقال هللا تعالى أيضا في كتابه العزيز ‪" :‬وأشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل‬

‫وامراتان ممن ترضون من الشهداء أن تضل احداهما فتذكراحداهما االخرى"‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع الشهادة‬


‫الشهادة عدة أنواع و أهم التقسيمات أن الشهادة إما مباشرة (أوال) أو شهادة سماعية (ثانيا) أو‬

‫شهادة بالتسامع (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الشهادة املباشرة‬

‫األصل في الشهادة أن تكون شهادة مباشرة‪ ،‬فيقول الشاهد ما وقع تحت بوره أو سمعه‪ ،‬فالذي‬

‫يميز الشاهد أنه يشهد على وقائع عرفها معرفة شخوية‪ ،‬وتكون الشهادة عادة شفوية يدلي بها الشاهد في‬

‫مجلس القضاء مستمدا إياها من ذاكرته‪ ،‬وال يجوز له مبدئيا االستعانة بمفكرات مكتوبة إال بإذن‬

‫املحكمة أو القاض ي املقرتر‪ .7‬وقد نص الفول ‪ 81‬من قانون املسطرة املدنية على أنه‪" :‬يجب أن يؤدي‬

‫الشاهد شهادته شفاهيا وال يمكن له أن يستعين بمذكرات إال بوفة استثنائية وبعد إذن القاض ي له‬

‫بذلك"‪.‬‬

‫ويدعى الشاهد عادة إلى مجلس القضاء‪ ،‬ليقول ما ترآه أو سمعه من الوقائع املتعلقة بالدعوى‪ ،‬ومع‬

‫ذلك قد يكتفى في ظروف استثنائية‪ ،‬بتالوة شهادته املكتوبة أو بضم هذه الشهادة املكتوبة إلى ملف‬

‫‪313‬‬ ‫‪ _ 7‬د‪.‬عبد الرزاق السنهوتري‪ ،‬مرجع ساب ‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫القضية لالعتداد بها‪ ،‬بل إنه يمكن ملن ال يستطيع الكالم أن يؤدي شهادته إذا أمكن بأن يبين مراده‬

‫بالكتابة أو باإلشاترة‪.8‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشهادة السماعية‬

‫أي الشهادة غير املباشرة وتسمى أيضا الشهادة من الدترجة الثانية ‪Témoignage du second‬‬

‫‪ degre‬وهي تختلف عن الشهادة األصلية أو الشهادة املباشرة‪ ،‬في أن الشاهد هنا يشهد بما سمع ترواية عن‬

‫غيره‪ .‬إذن فالشاهد ال يشهد بما ترأى بعينه أو سمع بأذنه‪ ،‬وإنما يشهد أمام القضاء بأنه سمع الواقعة التي‬

‫يرويها له شاهد آخر يكون هو الذي ترآها بعينه أو سمعها بأذنه‪ .‬وبذلك فالشهادة السماعية هي شهادة على‬

‫الشهادة وال تكون لها بالتالي نفس القوة والحجية إلقناع القاض ي مقاترنة بالشهادة املباشرة‪.9‬‬

‫ثالثا‪ :‬الشهادة بالتسامع‬

‫بخالف الشهادة السماعية‪ ،‬فإن الشهادة بالتسامع هي شهادة بما يتسامعه الناس بحيث ال تنوب‬

‫على الواقعة املراد إثباتها بالذات‪ ،‬وإنما على الرأي الشائع في جماهير الناس عن هذه الواقعة‪ .‬ولذلك فهي‬

‫غير قابلة للتحري وال يحمل صاحبها أية مسؤولية نص شخوية فيما شهد به‪ .10‬ويمكن القول‪ ،‬أن‬

‫الشهادة بالتسامع غير مقبولة إال فيما نص عليه القانون‪ ،‬وهكذا التقنين املدني الفرنس ي على قبول‬

‫الشهادة بالتسامع في حالتين هما‪:‬‬

‫عن‬ ‫_ حالة الزوجة بعد انتهاء النظام املشترك لألموال بينها وبين زوجها وهي تريد تمييز مالها الخا‬

‫املال املشترك‪.‬‬

‫_ حالة وترثة أحد الزوجين بعد موته الذين يريدون تحديد املال املشترك في مواجهة الزوج اآلخر‬

‫الباقي على قيد الحياة‪.‬‬

‫‪107:‬‬ ‫‪_ 8‬د‪.‬سعيد كويكبي‪ ،‬اإلثبات وسلطة القاض ي في امليدان املدني‪ ،‬دتراسة بين الفقه االسالمي والقانون املغربي‪ ،‬هبعة ‪،2005‬‬
‫‪ _ 9‬د‪.‬عبد الرزاق السنهوتري‪ ،‬مرجع ساب ‪313 ،‬‬
‫‪ _10‬د‪.‬سعيد كويكبي‪ ،‬مرجع ساب ‪107: ،‬‬

‫‪6‬‬
‫وقد جاء في قراتر صادتر عن محكمة النقض‪" :‬من املقرتر فقها وقضاء أن شهادة السماع ال يعمل بها‬

‫في إثبات امللك أو استحقاقه‪ ،‬و املحكمة ملا استعرضت حجج الطاعنين وناقشتها واستبعدتها بعلة أن امللك‬

‫موضوع النزاع يوعب معه على الخبير اإلحاهة بحدوده‪ ،‬واكتفى عند وصفه للملك بذكر بعض معامله‬

‫ومحتوياته مستعينا بشهود شهدو بالسماع الفاش ي بتملك و تورف أجداد املشهود له‪ ،‬مع العلم أن‬

‫شهود املستأنف عليهم اختلفوا في سرد حدود امللك املدعى فيه وف ما شهد به شهود ترسم االستمراتر‪،‬‬

‫فاتسم بذلك موقف املدعين الشهود باالختالف املؤدي إلى التناقض املسقط لالدعاء عمال بقاعدة‪" :‬من‬

‫ناقضت أقواله و حججه وأدلته سقطت دعواه"‪ ،‬يكون قراترها مرتكزا على أساس قانوني ومعلال تعليال‬

‫كافيا"‪.11‬‬

‫رابعا‪ :‬الشهادة بالشهرة العامة‬

‫الشهادة بالشهرة العامة ليست شهرة باملعنى الصحيح‪ .‬بل هي وترقة مكتوبة‪ ،‬تحرتر أمام جهة ترسمية‪،‬‬

‫تدون فيها وقائع معينة‪ ،‬تشهد بها شهود يعرفون هذه الوقائع عن هري الشهرة العامة‪.‬‬

‫وفي مور يمكن اعتباتر إعالم الوتراثة ومحضر حور التركة وتقرير غيبة املفقود من قبيل هذه‬

‫األوتراق‪ .‬فهي تحرتر أمام جهات ترسمية ‪ ،‬املحكمة الشرعية أو مندوب من املحكمة الحسبية أو غير ذلك‪،‬‬

‫وتدون فيها أسماء الوترثة أو أعيان التركة أو واقعة غياب املفقود‪ ،‬وذلك بناء على شهادة هائفة من الناس‬
‫ً‬
‫يشهدون وفقا ملا عرفوه عن هري الشهرة العامة‪.12‬‬

‫وفي فرنسا ينص القانون على جواز استعمال مثل هذه األوتراق كأدلة ذلك أنه إذا تعذتر على أحد‬
‫ً‬
‫الزوجين عند عقد زواجه أن يحول على شهادة ميالده‪ ،‬كان له أن يقدم عوضا عنها شهادة تحمل اسمه‬

‫ولقبه وصناعته ومحل إقامته و تاتريخ ميالده بقدتر اإلمكان و غير ذلك‪.‬‬

‫‪ _ 11‬قراتر محكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،161‬الوادتر بتاتريخ ‪ 25‬ماترس ‪ ، 2014‬في امللف املدني عدد ‪2013 /1/1/465‬‬
‫‪ _ 12‬د‪.‬عبد الرزاق السنهوتري‪ ،‬مرجع ساب ‪314 ،‬‬

‫‪7‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط شهادة الشهود‬
‫لشهادة الشهود مجموعة من الشروط الواجب توفرها فيها حتى يحكم بصحتها (الفقرة األولى) كما‬

‫أن لها خوائص تميزها عن باقي وسائل اإلثبات األخرى (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شروط الشهادة‬


‫جعل املشرع لشهادة الشهود شروها يلزم توفرها في الشاهد لقبول سماعها منه (أوال) ثم شروط‬

‫يلزم توفرها في محل الشهادة (ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬الشروط الخاصة بالشاهد‬

‫لم يعرف املشرع املغربي الشاهد على غراتر باقي التشريعات املقاترنة‪ ،‬وان كان من وصف الشهود أنهم‬

‫أعين العدالة وأذانها‪ .‬فإن للشاهد دوتر هام في مساعدة القضاء لإلظهاتر الحقيقة في العديد من النزاعات‪.13‬‬

‫إال انه قد تتخلل شهادة الشهود بعض العيوب‪ .‬لذالك تدخل املشرع لوضع شروها مسبقة يجب أن تتوفر‬

‫في الشاهد لكي تصح شهادته ويتم االعتماد عليها‪.‬‬

‫أ‪ :‬شرط األهلية‬

‫تعتبر األهلية من أهم الشروط الواجب توفرها في الشاهد‪ ،‬إذ يجب أن يكون لهذا األخير القدترة على‬

‫تذكر الواقعة التي سيشهد فيها‪ ،‬وأال يكون ذا عاهة أو فاقدا للتمييز واإلدتراك‪ ،‬لالن فقدان اإلدتراك‬

‫والتمييز يجعالن الشخص غير أهال لألداء الشهادة‪.14‬‬

‫واألهلية نوعان‪ ،‬أهلية وجوب‪ ،‬وأهلية أداء فأهلية وجوب هي صالحية الشخص لالكتساب الحقوق‬

‫وتحمل االلتزامات التي يحددها القانون وهي مالزمة له هوال حياته وال يمكن حرمانه منها‪ .15‬أما أهلية‬

‫األداء فهي صالحية الشخص ملماترسة حقوقه الشخوية واملالية ونفاذ تورفاته ويحدد القانون شروط‬

‫‪62‬‬ ‫‪ _13‬عماد محمد تربيع حجية الشهادة في االثبات الجزائي دتراسة مقاترنة ط‪ 1999 1‬داتر الثقافة للنشر والتوزيع عمان االتردن‬
‫‪ _14‬انواع وشروط شهادة الشهود دتراسة مقاترنة مقال منشوتر باملوقع ‪www.droitmaroc.com‬‬
‫‪ _15‬املادة ‪ 207‬من مدونة االسرة‬

‫‪8‬‬
‫اكتسابها‪ ،‬وأسباب نقوانها أو انعدامها‪ .16‬وهذا مانوت عليه الفقرة الثانية من الفول ‪ 75‬من قانون‬

‫الذين نص القانون أو أمر قضائي بأنهم عديمو األهلية‬ ‫املسطرة املدنية "ال تقبل أيضا شهادة األشخا‬

‫لتأدية الشهادة في كل اإلجراءات وأمام القضاء‪".‬‬

‫ب‪ :‬شرط عدم القرابة واملصاهرة‬

‫لقبول شهادة الشاهد يشترط أال تكون بينه وبين املشهود له ترابطة قرابة أو مواهرة‪ ،‬وذالك تطبيقا‬

‫ملقتضيات الفقرة األولى من املادة ‪ 75‬من قانون املسطرة املدنية "ال تقبل شهادة من كانت بينهم وبين‬

‫األهراف أو أزواجهم ترابطة مباشرة من قرابة أو مواهرة من األصول‪ ،‬أو الفروع أو الحواش ي إلى الدترجة‬

‫الثالثة بإدخال الغاية عدا إذا قرتر القانون خالف ذلك‪ ".‬وعليه تمنع شهادة احد الزوجين لألخر للعلة ذاتها‬

‫التي تمنع بها شهادة األصل للفرع‪.17‬‬

‫ج‪ :‬شهادة األصول والفروع والحواش ي‬

‫يرجع السبب في عدم الشهادة في مثل هذه الحاالت إلى الشك الكبير في صدقها بسبب وجود مولحة‬

‫آو عاهفة آو الكراهية التي يمكن أحيانا أن تسود بين األقاترب‪ ،‬ومن ناحية أخرى يعتبر االمتناع عن أداء‬

‫الشهادة آو اإلدالء على وجه غير مفيد للقريب قد يكون سببا للنفوتر واالنشقاق بين أفراد العائلة وتشتت‬

‫تروابط القرابة‪.18‬‬

‫د‪ :‬شهادة الخدم والوكيل والشريك والكفيل‬

‫لم ينص املشرع املغربي صراحة على مثل هذه الحاالت غير أن املعمول به قضاء أنه ال تجوز شهادة‬

‫الخادم ملخدومه ما دام ف خدمته‪ ،‬وذلك تراجع للسلطة املباشرة التي تكون للمخدوم على خادمه أما إذا‬

‫‪ _16‬املادة ‪ 208‬من مدونة االسرة‬


‫‪191‬‬ ‫‪ _17‬ادواترد عيد قواعد االثبات في املواد املدنية و التجاترية ج ‪ 16‬االثبات واليمين والشهادة لبنان ‪1991‬‬
‫‪ _18‬انواع و شروط شهادة الشهود مرجع ساب‬

‫‪9‬‬
‫ترك الخادم تلك الخدمة فتقبل شهادته مع مخدومه الساب ‪،‬ما لم يكن ترك الخدمة بالتواهؤ معه‬

‫فترفض شهادته‪.‬‬

‫كما تقبل شهادة الوكيل ملوكله وذلك في حدود األموتر التي لها عالقة بالوكالة‪ ،‬والش يء نفسه‬
‫‪19‬‬
‫بالنسبة للشريك فيما تعل بالشركة وذلك بسبب املولحة املالية التي تجمعهما في الشركة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الشروط الخاصة بالشهادة‬

‫إن كانت الشهادة هي تلك التوريح املدلى به أمام القضاء من شخص علم بواقعة صدترت عن غيره‬

‫وترتب عليها حقا لهدا الغير‪ .‬فإن هناك شروط ينبغي توفرها وحدود يتعين احترامها لالخد بالشهادة‪.‬‬

‫أ‪ :‬وجوب أداء الشهادة أمام القضاء‬

‫ال توبح الشهادة حجة ملزمة إال إذا أداها الشاهد في مواجهة الخووم في مجلس القضاء‪ ،‬فلو‬

‫شهد بها أمام غير القاض ي أو شهد بها أمام القاض ي ولكن ليس في مجلس القضاء ال تعتبر الشهادة‪.20‬‬

‫وعليه يجب أن تودتر شهادة الشاهد أمام القاض ي‪ ،‬أما الشهادة التي يمكن أن تؤدى خاترج مجلس القضاء‬

‫فال يعتد بها ولو كان املجلس مجلس تحكيم‪ ،21‬بل ولو كان ذلك أمام موظف عمومي هاملا ليست له والية‬

‫القضاء‪.‬‬

‫وقد وترد استثناء على القاعدة املذكوترة والذي يتمثل في تعذتر الشاهد عن الحضوتر أمام املحكمة‬

‫ألسباب جدية كاملرض مثال‪ ،‬فعندما يكون الشاهد مريضا وال يستطيع بسبب مرضه أن يتنقل إلى‬

‫املحكمة‪ ،‬جاز للمحكمة في حالة إذا كانت شهادته مهمة جدا ويتوقف عليها الحسم في الواقعة‪ ،‬أن تنتقل‬

‫إليه بنفسها قود تلقي شهادته‪.‬‬

‫‪ _19‬ادواترد عيد‪ ،‬مرجع ساب ‪194 ،‬‬


‫‪ _20‬احمد فتحي‪ ،‬بهنس ي‪،‬نظرية اإلثبات في الفقه الجنائي اإلسالمي‪،‬الشركة العربية للطباعة والنشر‪،‬القاهرة‪92 ،1962 ،‬‬
‫‪ _21‬محمد عطية تراغب‪ "،‬النظرية العامة لالثبات في التشريع الجنائي العربي املقاترن"‪ ،‬القاهرة مطبعة املعرفة‪62 ،1960 ،‬‬

‫‪10‬‬
‫وقد نص الفول ‪ 78‬من قانون املسطرة املدنية على انه‪ ":‬إذا أتبث الشاهد انه يستحيل عليه‬

‫الحضوتر في اليوم املحدد‪ ،‬جاز للمحكمة منحه أجال آو االنتقال بنفسها قود تلقي شهادته‪.‬‬

‫املحكمة‪ ،‬آمكن االستماع إلى شهادته بواسطة إنابة‬ ‫إذا كان الشاهد يقيم خاترج دائرة اختوا‬

‫قضائية"‪.‬‬

‫يفهم من نص الفول أعاله انه في حالة استحالة الحضوتر على الشاهد‪ ،‬فانه يجوز للمحكمة أن‬

‫املحكمة‪ ،‬أما إذا كان‬ ‫تحدد له أجال أخر آو تنتقل لسماع شهادته إذا كان مقيما في نفس دائرة اختوا‬

‫محكمة أخرى فهنا خول املشرع للمحكمة إمكانية إتباع إجراأت اإلنابة‬ ‫مقيما في دائرة اختوا‬

‫القضائية‪.‬‬

‫ب‪ :‬اداء الشهادة بحضورالخصوم‬

‫وهدا ما يفهم من نص الفول ‪ 82‬من نفس القانون الذي جاء فيه " ‪:‬ال يجوزللطرف أن يقاهع‬

‫الشاهد أثناء إدالئه بها أو أن يوجه إليه أسئلة مباشرة"‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص الشهادة‬


‫تتميز الشهادة باعتباترها وسيلة من وسائل اإلثبات بخوائص تميزها عن باقي والوسائل األخرى منها‬

‫أوال‪ :‬الشهادة حجة مقنعة أي غيرملزمة‬

‫وتختلف الشهادة في ذلك اختالفا جوهريا عن الكتابة‪ ،‬فبينما يعتبر الدليل الكتابي‪ ،‬بسبب إعداده‬

‫سلفا حجة بذاته فيفرض سلطانه على القضاء ما لم يطعن فيه بالتزوير أو ينقض بإثبات العكس‪ ،‬تترك‬

‫الشهادة على نقيض ذلك لتقدير القاض ي‪ ،‬ويكون له كامل السلطة في تقدير قيمتها‪ ،‬أيا كان عدد الشهود‬

‫وآيا كانت صفاتهم‪ .22‬فللقاض ي الح املطل بتقدير أقوال الشهود واألخذ بها كلها أو بعضها‪.‬‬

‫‪187‬‬ ‫‪_ 22‬خالد السعيد‪ ،‬االثبات في املنازعات املدنية دتراسة علمية وعملية على ضوء القانون املغربي‪ ،‬الطبعة االولى‪2014، ،‬‬

‫‪11‬‬
‫ثانيا‪ :‬الشهادة حجة غيرقاطعة‬

‫وهي على خالف اإلقراتر‪ ،‬ويترتب على ذلك أن الواقعة التي تثبتها يمكن دحضها بكافة وسائل‬

‫اإلثبات‪ ،‬كالكتابة والقرائن واإلقراتر‪ ،‬وأما إذا صدتر إستنادا عليها مقرتر قضائي حاز قوة الش يء املقض ي به‪،‬‬

‫فقد أصبحت حينها في مأمن من دحضها‪.23‬‬

‫ثالثا‪ :‬الشهادة حجية متعدية‬

‫أي أن ما يثبت بها يعتبر ثابتا بالنسبة إلى الكافة ألنها صادترة من شخص خالي املولحة في النزاع ال‬

‫يهمه أن يحابي أحدا من الخووم‪ ،‬ولالن للقاض ي سلطة مطلقة في تقديرها وتكوين قناعته منها‪.24‬‬

‫وأن األمر الذي يثبت بالشهادة يكون له حجة في مواجهة كافة الناس وليس فقط هرفي الخوومة‬

‫وخلفها العام والخا ‪،‬كما في اإلقراتر ألن الشهادة تثبت واقعة خاترج إترادة هرفي الخوومة‪ .‬إال أن هذه‬
‫‪25‬‬
‫الوسيلة ال تقبل إلثبات مختلف التورفات القانونية‬

‫‪98‬‬ ‫‪ _23‬ادتريس العالوي العبدالوي‪ ،‬وسائل اإلثبات في التشريع املدني امغربي‪ ،‬الطبعة األولى‪،1977 .‬‬
‫‪ _24‬ادتريس العالوي العبدالوي‪،‬م‪ .‬س‪98 ،‬‬
‫‪ _25‬خالد سعيد ‪ ،‬م س‪189 ،‬‬

‫‪12‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القواعد اإلجرائية لألبحاث‬
‫البحث هو إجراء من إجراءات التحقي التي تمكن القاض ي من االستماع ألهراف النزاع‬

‫وللشهود‪،‬ويمكن كذلك أن يتم انجاز هذا اإلجراء إما تلقائيا أو بناء على هلب األهراف‪ ،‬وعلى الرغم من أن‬

‫البحث يتميز بطابعه االختياتري كباقي إجراءات التحقي إال أن املالحظ هو أن محكمة النقض ساترت في‬

‫اتجاه تكريس الطابع اإلجباتري لهذا اإلجراء في بعض النزاعات‪،‬ويترتب عن هذا ضروترة استجابة املحكمة‬

‫للطلب الذي من املمكن أن يتقدم به األهراف في هذا الشأن‪.26‬‬

‫ويتمثل األمر في القواعد اإلجرائية ألداء الشهادة (املطلب األول)‪ ،‬وإجراءات تجريح الشهود (املطلب‬

‫الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬القواعد اإلجرائية ألداء الشهادة‬


‫إذا كان قانون االلتزامات والعقود يمنع قبول شهادة الشهود إلثبات االلتزامات التي تفوق قيمتها‬

‫عشرة أالف دترهم فانه يجوز قبولها في املواد التجاترية‪.‬وفي الوقائع التي يتعذتر بحكم هبيعتها أن تكون‬

‫موضوع حجة سابقة لقيام النزاع‪.27‬‬

‫لقد نظم املشرع مسطرة األبحاث ضمن مقتضيات الفوول من ‪ 71‬إلى ‪ 84‬من ق‪.‬م‪.‬م‪،‬بحيث تبتدأ‬

‫مراحلها بإصداتر أمر إلجراء البحث واستدعاء الشهود (الفقرة األول) ‪ ،‬ومسطرة أداء الشهادة (الفقرة‬

‫الثانية)‪.‬‬

‫‪.104‬‬ ‫‪ _26‬جواد أمهمول‪ ،‬الوجيز في املسطرة املدنية‪ ،‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪، 2015 ،‬‬
‫‪ _27‬د ‪.‬عبد العزيز الحضري‪،‬محاضرات في ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬السداس ي السادس‪.69 ،‬‬

‫‪13‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األمر بإجراء البحث و استدعاء الشهود‬
‫أوال‪ :‬األمربالبحث‬

‫جاء في الفول ‪ 71‬من ق‪.‬م‪.‬م "يجوز األمر بالبحث في شأن الوقائع التي يمكن معاينتها من هرف‬

‫الشهود والتي يبدو التثبت منها مقبوال ومفيدا في تحقي الدعوى"‪.‬‬

‫يجوز لألهراف أو أحدهم أن يلتمسوا من القاض ي إجراء بحث يستمع من خالله إلى شهودهم‪،‬وقد‬

‫يتبين له تلقائيا استنادا إلى وثائ امللف أن شهودا يمكنهم إثبات الواقعة محل النزاع‪،‬ويكفي أن يتأكد من‬

‫كون االستماع إلى الشهود مقبول إلثبات الواقعة ومنتج في النزاع‪ ،‬ليودتر أمرا تمهيديا بإجراء بحث يبين‬

‫فيه الوقائع التي سينوب عليها‪،‬واليوم والساعة واملكان الذي سيجرى فيه‪،‬كما يشعر األهراف إلى تقديم‬

‫شهودهم إلى يوم جلسة البحث أو اإلدالء بأسمائهم إلى كتابة الضبط‪،‬ليتم استدعائهم عن هري‬
‫‪28‬‬
‫املحكمة‪.‬‬

‫كما يبين الحكم الذي يأمر بالبحث الوقائع التي سيجري بشأنها وكذلك يوم وساعة الجلسة التي‬

‫سيتم فيها‪.29‬‬

‫يتضمن الحكم استدعاء األهراف للحضوتر وتقديم شهودهم في اليوم والساعة املحددين أو إشعاتر‬

‫كتابة الضبط خالل خمسة أيام بأسماء الشهود الذين يرغبون في االستماع إليهم‪ ،‬ويعود اتخاذ بادترة‬

‫إجراء البحث بالدترجة األولى إلى األهراف مع العلم أنه يمكن إجراؤه مباشرة‪ .‬فيكون على الطرف الذي‬

‫يعتزم اإلدالء بحجة أن يطلب اإلجراء بحث ومعرض هذه الحجة قد ال يكون دائما هو املدعي كما يح‬

‫للمدعى عليه أن يعاترض تبريرات املدعي الرامية إلى إجراء البحث بطلب مضاد للحجة لدحض ادعاءات‬

‫خومه‪.30‬‬

‫‪.171‬‬ ‫‪ _28‬د ابراهيم الحطاب ‪.‬قانون املسطرة املدنية في شروح ‪.‬مطبعة عالم االقتواد –أكادير ‪2022‬‬
‫‪ _29‬الفقرة األولى من الفول ‪ 72‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪.81‬‬ ‫‪ _30‬أدولف تربيولط‪.‬قانون املسطرة املدنية في شروح ‪.‬الرباط منشوترات جمعية تنمية البحوث و الدتراسات القضائية‪.1996‬‬

‫‪14‬‬
‫والقاض ي ال يكون ملزما باالستجابة إلى كل هلب إجراء البحث‪ ،‬بل إن ذلك يدخل ضمن سلطته‬

‫التقديرية‪ ،‬التي تحتكم إلى كون امللف خال من دليل يثبت الواقعة محل النزاع‪،‬وأنها تدخل ضمن الوقائع‬

‫التي تقبل اإلثبات بشهادة الشهود‪،‬وأن الواقعة املراد إثباتها منتجة فعال في قول كلمة الفول في النزاع أو‬

‫جزء منه‪،‬لذلك فانه ال مجال ملؤاخذة املحكمة على عدم استجابتها لطلب إجراء بحث وإذا عللت ترفضها‬

‫بغياب أحد األموتر السابقة‪،‬بشكل واضح‪.31‬‬

‫بحيث ذهبت محكمة االستئناف في هذا الصدد‪:‬‬

‫‪-‬ان تقدير شهادة الشهود واألخذ بشهادتهم أو ترفضها وتحديد قيمتها في االثبات يخضع لسلطة‬

‫املحكمة التي ال ترقابة عليها من هرف املجلس األعلى اال في حالة تحريف الشهادة‪.32‬‬

‫ولقد ذهب املجلس األعلى‪(،‬محكمة النقض حاليا) في مجموعة من القراترات لعدم االستجابة إلجراء‬

‫البحث‬

‫بحيث جاء في قراتر‪:‬‬

‫‪-‬املحكمة غير ملزمة بإجراء بحث إلثبات واقعة ادعى وجودها أحد األهراف ولم يثبتها ‪.‬‬

‫‪-‬إجراء البحث موكول لسلطة املحكمة‪.‬‬

‫‪-‬ترفض املحكمة هلب إجراء البحث املذكوتر بعلة عدم إثبات هالب البحث ما يدعيه يعتبر كافيا في‬

‫تبرير الرفض‪.33‬‬

‫وفي قراتر أخر ‪:‬‬

‫‪_ 31‬د خالد سعيد االثبات في املنازعة املدنية مكتبة داتر السالم‪-‬الرباط ‪.213 .2014‬‬
‫‪ _32‬قراتر صادتر عن محكمة االستئناف التجاترية بفاس بتاتريخ ‪ 00/6/6‬تحت عدد ‪ 485‬في امللف عدد ‪ 00/100‬منشوتر بمجلة املعياتر عدد ‪191 27‬‬
‫ومايليها‪ .‬أوترده د محمد لفقير ‪.‬قانون املسطرة املدنية والعمل القضائي املغربي‪.‬مطبعة النجاح الداتر البيضاء ‪ .2009‬م س‪146 .‬‬
‫‪ _33‬قراتر صادتر عن املجلس األعلى بتاتريخ ‪ 91/4/24‬تحت عدد ‪ 1017‬في امللف املدني عدد ‪ 90/532‬منشوتر بمجلة قضاء املجلس األعلى عدد ‪98 47‬‬
‫ومايليها‪.‬أوترده‪.‬محمد لفقير م س ‪.145‬‬

‫‪15‬‬
‫‪-‬ال يوجد أي نص قانوني يلزم قضاة املوضوع بإجراء أي بحث هاملا أنهم وجدوا في عناصر امللف ما‬

‫يكفيهم الستخال النتائج للبث في النزاع‪.34‬‬

‫وفي قراتر أخر ملحكمة النقض يقدتر فيه سلطة املحكمة في تقدير أدلة االثبات بين شهادة الشهود‬

‫وشهادة هبية بحيث اء فيه "ملا كان تقدير شهادة الشهود يخضع للسلطة التقديرية لقضاة املوضوع‪،‬فان‬

‫املحكمة مودترة القراتر املطعون فيه عندما أيدت الحكم االبتدائي في ما قض ى به من ادانة الطاعن‬

‫مستندة الى شهادة الشاهدات املستمع اليهن‪،‬واملعززة بشهادة الطبية املدلى بها‪،‬فاهمأنت اليها وأثرتها على‬

‫انكاترها‪،‬وتردت ما أثير بشأنها من تجريح على النحو الواترد بالوسيلة هاملا أن القانون ال يمنعها من االستماع‬

‫الى شاهد تربطه بأحد أهراف الدعوى عالقة قرابة أو عداوة‪،‬تكون قد استعملت سلطتها في تقدير أدلة‬
‫‪35‬‬
‫االثبات املعروض عليها‪،‬وجاء قراتراها معلال تعليال كافيا‬

‫ثانيا‪:‬استدعاء الشهود‬

‫إن استدعاء الشهود يتم عبر هريقتين ‪:‬‬

‫‪-‬األولى ‪:‬تحول بواسطة املحكمة عندما يدلي كل هرف إلى كتابة الضبط بالئحة الشهود املرغوب في‬

‫االستماع إليهم مع ضبط عناوينهم‪ ،‬ويتم اإلدالء بهذه الالئحة داخل أجل ‪ 5‬أيام من التوصل بأمر من‬

‫القاض ي بإجراء البحث‬

‫‪-‬الثانية ‪:‬يتم تقديم الشهود فيها مباشرة من األهراف في جلسة البحث‪،‬أو عن هري االستدعاء‬

‫برسالة مضمونة مع اإلشعاتر بالتوصل ‪.36‬‬

‫‪_ 34‬قراتر صادتر عن املجلس األعلى بتاتريخ ‪ 92/2/17‬في امللف االجتماعي عدد ‪ 88/ 8075‬منشوتر بمجلة االشعاع عدد ‪7‬‬
‫‪ 75‬ومايليها‪ .‬أوترده محمد لفقير‪،‬‬
‫م س‪.145 ،‬‬
‫‪_ 35‬القراتر عدد ‪ 2407‬الوادتر بتاتريخ ‪ 2019/12/26‬في امللف الجنحي عدد ‪.2018/8/6/14199‬عن التقرير السنوي ملحكمة النقض‪ ،‬مطبعة األمنية‬
‫الرباط ‪.188 ،2020‬‬
‫‪ _36‬د ابراهيم أحطاب‪ ،‬م ‪.‬س‪.172 ،‬‬

‫‪16‬‬
‫وقد حدد املشرع اآلجال التي يجب أن تفول بين تاتريخ التوصل باالستدعاء وتاتريخ الحضوتر خمسة‬

‫أيام على األقل إذا كان الشاهد يقيم بدائرة نفوذ املحكمة االبتدائية أو بمركز مجاوتر لها ويمدد هذا األجل‬

‫الى خمسة عشر يوما إذا كان يقيم خاترج مقرها في أي مكان أخر من تراب اململكة‪.37‬‬

‫وقد يتخلف الشاهد ترغم استدعائه‪،‬بطريقة قانونية‪ ،‬لذلك وزجرا لكل من تسول له نفسه كتمان‬

‫الشهادة‪،‬الثم في قلبه منح املشرع للقاض ي صالحية الحكم على الشاهد املتخلف بغرامة ال تتعدى ‪50‬‬

‫دترهما‪ ،‬وإذا تخلف بعد استدعاء ثان يحكم عليه بغرامة ال تتعدى ‪ 100‬دترهم‪،‬مع تمكينه من صالحية‬

‫إعفاء الشاهد من الغرامة إذا قدم عذترا مقبوال‪،‬إال أن مبلغ الغرامة ال يزال ضئيال ال يحق الردع املبتغى‬

‫من وترائها‪،‬ألن كتمان الشهادة عمدا قد يؤدي إلى ضياع حقوق الناس‪. 38‬‬

‫إال أنه اذا أثبت الشاهد أنه يستحيل عليه الحضوتر في اليوم املحدد جاز للقاض ي منحه أجال أو‬

‫االنتقال بنفسه قود تلقي شهادته‪.‬‬

‫املحكمة أمكن االستماع إلى شهادته بواسطة إنابة‬ ‫أو إذا كان الشاهد يقيم خاترج دائرة اختوا‬

‫قضائية‪.39‬‬

‫كيفية أداء الشهادة‪،‬فبعدما يتأكد القاض ي من حضوتر األهراف والشهود أو‬ ‫أما بخوو‬

‫استدعائهم بوفة قانونية‪،‬فانه يبدأ في االستماع الى الشهود‪،‬كل شاهد بشكل منفرد‪،‬ولهذا الغرض يعمل‬

‫القاض ي أوال على التأكد من هوية الشاهد من خالل اإلدالء ببطاقة التعريف الوهنية‪ ،‬كما يسأله عن‬

‫عالقته بأهراف النزاع من حيث وجود قرابة أو مواهرة مثال‪،‬واستفساتره عن موانع الشهادة‪،‬فاذا لم‬

‫‪_ 37‬الفول ‪ 77‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪.‬‬


‫‪ _38‬د خالد سعيد‪ ،‬م ‪.‬س‪.213 ،‬‬
‫‪_ 39‬الفول ‪ 78‬من ق ‪.‬م‪.‬م‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫تقدم أسباب التجريح أو قدمت ولكن ترفضت‪،‬هلب القاض ي من الشاهد أداء اليمين القانونية‪،‬على أن‬

‫يشهد بدون حقد أو خوف أو تحيز تحت هائلة بطالن الشهادة‪.40‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬مسطرة أداء الشهادة‬


‫لقد تطرق املشرع املغربي إلجراءات أداء الشهادة في الفول ‪ 76‬من ق‪.‬م‪.‬م بحيث جاء فيه ‪:‬‬

‫"يستمع إلى الشهود على انفراد سواء بمحضر األهراف أو في غيبتهم ‪.‬‬

‫يورح كل شاهد قبل سماع شهادته باسمه العائلي والشخص ي وحرفته وسنه وموهنه وما إذا كان‬

‫قريبا أو صهرا لألهراف مع ذكر الدترجة أو خادما أو عامال عند أحدهم ‪.‬‬

‫يقسم الشاهد تحت هائلة البطالن على قول الحقيقة ‪.‬‬

‫ال يؤدي األفراد الذين لم يبلغوا ست عشرة سنة كاملة اليمين وال يستمع إليهم إال على سبيل‬

‫االستئناس ‪.‬‬

‫يمكن إعادة سماع الشهود ومواجهة بعضهم لبعض‪.‬‬

‫ويجب في اهاتر هذا الفول أداء الشهادة أمام املحكمة بحيث جاء في حكم ابتدائي "الشهادة‬

‫الكتابية ال ترقى لدترجة االعتباتر وأن الشهادة التي يؤخذ بها هي التي يتم اإلدالء بها أمام املحكمة وف‬

‫اإلجراءات املنوو عليها في القانون"‪.41‬‬

‫ويجب أن يؤدي الشاهد شهادته شفاهيا وال يمكن له أن يستعين بمذكرات بوفة استثنائية وبعد‬

‫اذن القاض ي له بذلك‪.42‬‬

‫‪ _40‬د ابراهيم الحطاب‪ ،‬م‪ .‬س‪.172 ،‬‬


‫‪_ 41‬أوترده د محمد لفقير‪ ،‬م‪ .‬س‪.76 ،‬‬
‫‪ _42‬الفقرة األولى من الفول ‪.81‬‬

‫‪18‬‬
‫واألصل في الشهادة أنها شفوية بالنظر الى أن مبدأ الشفوية يعتبر شرها لشهادة الشهود‪ ،‬وهو ما‬

‫أكد عليه املشرع في الفول ‪ 81‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬غير انه يمكن قبول الشهادة املكتوبة‪،‬باعتباترها نوعا من أنواع‬

‫الشهادات‪ ،‬ويتم االعتداد بها كما في حالة عجز الشاهد عن الحضوتر الى املحكمة‪ ،‬لإلدالء بشهادته‪ ،‬ففي‬

‫مثل هذه الحالة يمكن للقاض ي املختص بالنظر في الدعوى أن ينيب عنه من يتلقى الشهادة‪ ،‬ويكون املنيب‬

‫قاضيا أخر يعمل بالدائرة القضائية نفسها التي يوجد أو يقيم بها الشاهد املطلوب منه االدالء بشهادته‬

‫كتابة‪.43‬‬

‫وال يجوز للطرف أن يقاهع الشاهد أثناء إدالئه بها أو أن يوجه إليه أسئلة مباشرة‪،44‬ألن املحكمة‬

‫هي تسير الجلسة وال يمكن أن يكون أي تدخل لألهراف إال بإذن منها‪.‬‬

‫وأخيرا يتولى كاتب الضبط القيام بتحرير محضر بشهادة كل شاهد‪،‬يدون فيه من حضر‪ ،‬وهوية‬

‫الشاهد‪،‬وعالقته بأهراف النزاع‪،‬وأداء اليمين‪،‬واألسئلة التي هرحت عليه‪،‬واألجوبة التي تم الرد‬

‫بها‪،‬والعواترض ا لتي حولت أثناء البحث‪،‬واألحكام التي قد صدترت في هلبات التجريح‪،‬وفي الختام تقرأ لكل‬

‫شاهد شهادته‪،‬ويوقع عليها‪،‬مع اإلشاترة إلى االمتناع عن التوقيع أو انه ال يعرفه‪.45‬‬

‫ويبت القاض ي حاال بعد البحث أو يؤخر القضية الى جلسة مقبلة‪.46‬‬

‫ومن املؤكد أنه اذا كانت املسطرة شفوية فانه يمكن للمحكمة التي أجرت البحث أمامها بالجلسة‬

‫وبحضوتر األهراف‪،‬أن يبت فوترا بناء على النتائج التي أسفر عنها البحث املذكوتر الذي يجب أن ينوب‬

‫مبدئيا على عناصر بسيطة‪.‬‬

‫‪ _43‬د ابراهيم الحطاب‪ ،‬م‪ .‬س‪.169 ،‬‬


‫‪ _44‬الفقرة األولى من الفول ‪ 82‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬
‫‪_45‬د ابراهيم أحطاب‪ ،‬م‪.‬س‪.173 . ،‬‬
‫‪ _46‬الفول ‪ 84‬من ق‪.‬م‪.‬م ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫وعلى العكس من ذلك‪ ،‬عندما يتعل األمر باملسطرة الكتابية يجب على املحكمة أن تمهل األهراف‬

‫ليتمكنوا من دتراسة النتائج التي أسفر عنها البحث‪،‬وأن يتقدموا بمالحظاتهم يشأنها في شكل‬

‫مستنتجات‪،‬فيتعين اذن أن ترجأ القضية الى جلسة مقبلة‪.47‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات تجريح الشهود‬


‫سمح املشرع ألهراف الدعوى بتجريح الشهود اما لعدم أهليتهم ألداء الشهادة أو للقرابة القريبة أو‬

‫ألي سبب خطير أخر‪ ،‬واشترط أن يقدم التجريح قبل أداء الشهادة إال أذا لم يظهر سببه إال بعد ذلك كما‬

‫أوجب املشرع على املحكمة البت هلب تجريح في الحال أي وقت تقديمه بحكم تمهيدي‪،‬وترتب على قبول‬

‫التجريح إلغاء الشهادة‪.48‬‬

‫لذلك سوف نبحث أوال أسباب تجريح (الفقرة األولى)‪ ،‬ومسطرة التجريح (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أسباب تجريح الشهود‬


‫من شروط عدالة الشاهد أال يتهم في شهادته‪ ،‬فإذا اتهم فيها تردت‪ ،‬وذلك إذا تبين وجود سبب من‬

‫أسباب التجريح‪ ،‬فقد نص الفول ‪ 79‬من قانون املسطرة املدنية على أنه "يمكن تجريح الشاهد لعدم‬

‫أهليتهم ألداء الشهادة أو للقرابة القريبة أو ألي سبب خطير آخر"وهو ما يدل على أن املشرع لم يحور‬

‫أسباب التجريح‪ ،‬وإنما أخدعها للسلطة التقديرية للقاض ي‪،‬فإذا تبين له أن الشاهد متهم في شهادته‪ ،‬ودفع‬

‫بذلك املشهود عليه بطريقة نظامية‪،‬قض ى برد الشهادة‪ ،‬ملتمسا هريقا أخر إلثبات الواقعة املتنازع‬

‫عليها‪.49‬‬

‫وكذلك عدم قبول الشهادة كلما كانت هناك قرابة أو مواهرة بين أحد هرفي النزاع أو زوجه‬

‫والشاهد‪ ،‬محددا إياها في الدترجة الثالثة‪.‬‬

‫‪ _47‬أدولف تربيولط‪ ،‬م‪ .‬س‪.89-88 ،‬‬


‫‪ _48‬د عبد العزيز الحضري‪ ،‬م‪ .‬س‪.70 ،‬‬
‫‪_ 49‬د خالد سعيد‪ ،‬م‪ .‬س‪.203 . ،‬‬

‫‪20‬‬
‫الذين نص القانون أو أمر قضائي بأنهم عديمو األهلية لتأدية‬ ‫وأيضا عدم قبول شهادة األشخا‬

‫الشهادة في كل اإلجراءات وأمام القضاء‪.50‬‬

‫بحيث جاء في هذا الودد قراتر للمجلس األعلى‪ ،‬محكمة النقض حاليا "يتضمن الفول ‪ 75‬من‬

‫قانون املسطرة املدنية دترجة القرابة التي ال يقبل معها الشهادة فيجب على املحكمة وهي تفول في الدفع‬

‫الذي أثير حول قبول الشهادة شاهد معين بسبب قرابته للمشهود له أن تبين دترجة هذه القرابة حتى‬

‫تمكن املجلس من مماترسة مراقبته‪.‬‬

‫وأن املحكمة ملا اقتورت لرفض االستماع الى بعض الشهود على القول أن الخوم قد جرحهم‬

‫لوجود القرابة بينهم وبين املشهود له دون أن تبين دترجة هذه القرابة تكون قد حرمت املجلس من مماترسة‬

‫ترقابته على تطبي هذا الفول وعرضت قراتراها للنقض"‪.51‬‬

‫األسباب األخرى‪،‬فيمكن القول أن أي سبب خطير يلح التهمة بشهادة الشاهد يعتبر‬ ‫أما بخوو‬

‫سببا من أسباب التجريح‪،‬ويخضع للسلطة التقديرية للقاض ي‪،‬كالعداوة الثابتة‪،‬وعالقة التبعية أو العمل‬

‫التي يشك فيها أنها قد تؤثر في الشهادة‪.52‬‬

‫وعلى عكس تجريح الخبراء فان املشرع املغربي لم يحدد على سبيل الحور األسباب التي يتعين‬

‫االستناد عليها عند إثاترة التجريح‪،‬ويجمل االجتهاد القضائي هذه األسباب في الحاالت التي تكون فيها للشاهد‬

‫املعني باألمر مولحة في النزاع املعروض على املحكمة ويتعين على الطرف الذي يعتزم إثاترة هذه الوسيلة أن‬

‫يفعل ذلك قبل االستماع إلى الشاهد تحت هائلة عدم القبول‪،‬إال أن هذه العقوبة ال تهم الحالة التي ال‬

‫يكتشف فيها سبب التجريح إال بعد إدالء الشاهد بتوريحاته أمام املحكمة‪.53‬‬

‫‪ _ 50‬الفول ‪ 75‬من ق‪.‬م‪.‬م‪.‬‬


‫‪ _51‬أوترده د محمد لفقير‪ ،‬م ‪.‬س‪147 ،‬‬
‫‪ _52‬د ابراهيم الحطاب‪ ،‬م ‪.‬س‪.170 ،‬‬
‫‪ _53‬د جواد أمهول‪ ،‬م‪ .‬س‪.106 ،‬‬

‫‪21‬‬
‫ولكن سؤاال جوهريا يطرح في هذا املقام‪،‬هل أسباب التجريح القائمة على القرابة أو‬

‫املواهرة‪،‬يثيرها القاض ي من تلقاء نفسه أم البد أن يتمسك بها األهراف‪،‬وهو سؤال نابع من نص املشرع‬

‫في الفول ‪ 75‬املذكوتر على أنه "ال تقبل شهادة‪"...‬فدل ذلك على املنع‪،‬بينما نص في الفول ‪ 80‬من نفس‬

‫القانون على تقديم التجريح قبل سماع الشهادة‪ ،‬إال إذا ظهر سببه بعد ذلك‪.54‬‬

‫الفقرة الثانية مسطرة تجريح الشهود‬


‫نص املشرع على مسطرة تجريح الشهود بمقتض ى الفول ‪ 80‬من ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬فحدد الضوابط من حيث‬

‫هريقة تقديم الدفع بالتجريح‪ ،‬وكيفية البت فيه‪.‬فمن حيث تقديم هلب التجريح‪ ،‬فانه عباترة عن دفع‬

‫ضمن الدفوع التي يثيرها األهراف‪ ،‬وذلك خالل جلسة البحث التي يستمع فيها إلى الشهود‪،‬بحيث يتعين‬

‫على الطرف أو نائبه أن يحدد سبب التجريح سواء كان مانعا أو قضائيا‪ ،‬أو كان قرابة أو مواهرة أو أي‬

‫سبب أخر خطير‪.55‬‬

‫وهلب التجريح تبث فيه املحكمة في الحال‪،‬بمقتض ى حكم تمهيدي‪،‬قبل االستماع إلى الشاهد‪،‬‬

‫وتبت فيه بعد ذلك إذا قدم بعد االستماع الى الشاهد‪،‬إال أن هذا الحكم في كل األحوال ال يقبل الطعن إال‬

‫مع الحكم في الجوهر‪ ،‬إذا كان هذا األخير قابال للطعن‪ ،‬وهذا ما قض ى به الفول ‪ 79‬من قانون املسطرة‬

‫املدنية‪،‬والغاية من ذلك هو تمكين الطرف الذي استبعدت الشهادة التي اعتمدتها كوسيلة اثبات من‬

‫إعداد شاهد اخر‪،‬أو تقديم غيرها من األدلة‪،‬حتى ال يفاجأ باستبعاد وسيلة االثبات الوحيدة التي أدلى‬

‫بها‪.56‬‬

‫‪ _54‬د خالد سعيد‪ ،‬م‪ .‬س‪.206-205 ،‬‬


‫‪ _55‬د ابراهيم الحطاب‪ ،‬م‪ .‬س‪.170 ،‬‬
‫‪ _56‬د خالد سعيد‪ ،‬م‪.‬س‪.207-206 ،‬‬

‫‪22‬‬
‫بحيث جاء في الفقرة األولى من الفول ‪ 79‬من ق‪.‬م‪.‬م"اذا وجه أي تجريح الى الشاهد ينظر فيه في‬

‫الحال على أن يكون الحكم في ذلك غير قابل لالستئ ناف أو للطعن بالنقض اال في وقت واحد مع الحكم‬

‫املتعل بالجوهر ان كان هو نفسه قابال لنفس هرق الطعن"‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫خاتمة‬
‫عموما أحاط املشرع شهادة الشهود بأهمية بالغة إذ نظم الجانب املوضوعي منها في إهاتر ظهير‬

‫االلتزامات والعقود‪ ،‬كما أحاط الجانب اإلجرائي منها في إهاتر قانون املسطرة املدنية‪ ،‬موضحا بذالك أنواع‬

‫وشروط شهادة الشهود وخوائوها ثم نطاق سلطة املحكمة بشأنها‪.‬‬

‫كخالصة يالحظ أن املشرع قد منح بيد القاض ي املدني مجموعة من وسائل اإلثبات ليهتدي بها من‬

‫اجل تكوين قناعته‪ ،‬وتدخل ضمن هذه الوسائل شهادة الشهود الذي لها دوتر مهم في اإلثبات وذالك تراجع‬

‫لطبيعة املعامالت اليومية بين األفراد التي تحتم السرعة وبالتالي ال يستطيع الفرد في كل معاملة أو عمل‬

‫آن يطلب مقابله دليال كتابيا لالن ذالك سيؤدي الى تقييد حرية الحركة والعمل والتبادل التجاتري‬

‫‪24‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫‪ ‬عبد الرزاق السنهوتري‪ ،‬الوسيط في شرح القانون املدني الجديد‪ ،‬ج‪ ،2‬نظرية اإلثبات ‪ 3‬منشوترات‬

‫الحلبي الحقوقية‪ ،‬بيروت ‪.‬‬

‫‪ ‬النووي‪ ،‬شرح صحيح مسلم‪ ،‬ج‪ 12‬املطبعة املورية‪.‬‬

‫‪ ‬عبد العزير الحضري‪ ،‬املسطرة املدنية‪ ،‬مطبعة الجسوتر‪ ،‬هبعة ‪.2018‬‬

‫‪ ‬ادتريس العلوي العبدالوي‪ ،‬وسائل اإلثبات في التشريع املدني املغربي‪ ،‬القواعد العامة لوسائل‬

‫اإلثبات‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬ط ‪.1977‬‬

‫‪ ‬سعيد كويكبي‪ ،‬اإلثبات وسلطة القاض ي في امليدان املدني‪ ،‬دتراسة بين الفقه االسالمي والقانون‬

‫املغربي‪ ،‬هبعة ‪.2005‬‬

‫‪ ‬عماد محمد تربيع‪ ،‬حجية الشهادة في االثبات الجزائي دتراسة مقاترنة‪ ،‬ط‪ ،1999 1‬داتر الثقافة للنشر‬

‫والتوزيع عمان االتردن‪.‬‬

‫‪ ‬ادواترد عيد‪ ،‬قواعد االثبات في املواد املدنية و التجاترية‪ ،‬ج ‪ 16‬االثبات واليمين والشهادة‪ ،‬لبنان‪،‬‬

‫‪. 1991‬‬

‫‪ ‬احمد فتحي بهنس ي‪ ،‬نظرية اإلثبات في الفقه الجنائي اإلسالمي‪ ،‬الشركة العربية للطباعة‬

‫والنشر‪،‬القاهرة‪.1962 ،‬‬

‫‪ ‬محمد عطية تراغب‪ "،‬النظرية العامة لالثبات في التشريع الجنائي العربي املقاترن"‪ ،‬القاهرة مطبعة‬

‫املعرفة‪1960 ،‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ ‬خالد السعيد‪ ،‬االثبات في املنازعات املدنية دتراسة علمية وعملية على ضوء القانون املغربي‪ ،‬مكتبة‬

‫داتر السالم‪-‬الرباط‪ ،‬الطبعة االولى‪. 2014، ،‬‬

‫‪ ‬ادتريس العالوي العبدالوي‪ ،‬وسائل اإلثبات في التشريع املدني امغربي‪ ،‬الطبعة األولى‪.1977 .‬‬

‫‪ ‬جواد أمهمول‪ ،‬الوجيز في املسطرة املدنية‪ ،‬مطبعة األمنية‪-‬الرباط‪. 2015 ،‬‬

‫‪ ‬ابراهيم الحطاب‪ ،‬قانون املسطرة املدنية في شروح‪ ،‬مطبعة عالم االقتواد –أكادير ‪. 2022‬‬

‫‪ ‬أدولف تربيولط‪ ،‬قانون املسطرة املدنية في شروح‪ ،‬الرباط منشوترات جمعية تنمية البحوث‬

‫والدتراسات القضائية ‪.1996‬‬

‫‪ ‬محمد بفقير‪ ،‬قانون املسطرة املدنية والعمل القضائي املغربي‪ ،‬مطبعة النجاح الداتر البيضاء ‪. 2009‬‬

‫‪ ‬عبد العزيز الحضري‪ ،‬محاضرات في ق‪.‬م‪.‬م‪ ،‬السداس ي السادس‪.‬‬

‫‪ ‬التقرير السنوي ملحكمة النقض‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط ‪.2020‬‬

‫‪ ‬مقال فالس خالد‪ ،‬انواع و شروط شهادة الشهود دتراسة مقاترنة » ‪« marocdroit.com‬‬

‫‪ www.droitmaroc.com‬‬

‫‪26‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪1 .....................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة لشهادة الشهود ‪4 ......................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬ماهية شهادة الشهود ‪4 .................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مفهوم الشهادة ‪4 .........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬أنواع الشهادة ‪5 ...........................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط شهادة الشهود‪8 ................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شروط الشهادة ‪8 .........................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬خصائص الشهادة ‪11 ....................................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬القواعد اإلجرائية لألبحاث ‪13 .......................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬القواعد اإلجرائية ألداء الشهادة ‪13 ..................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬األمر بإجراء البحث و استدعاء الشهود ‪14 .........................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬مسطرة أداء الشهادة ‪18 .................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬إجراءات تجريح الشهود ‪20 ..........................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أسباب تجريح الشهود ‪20 ..............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية مسطرة تجريح الشهود ‪22 ...............................................................‬‬
‫خاتمة ‪24 ...................................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع‪25 .........................................................................................‬‬
‫الفهرس ‪27 .................................................................................................‬‬

‫‪27‬‬

You might also like