Professional Documents
Culture Documents
Arabic UNEP Guide For Mediation Practioners Web
Arabic UNEP Guide For Mediation Practioners Web
org/ecp/mediation
إدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة التقرير رقم ٦من السلسلة ISBN: 978-92-807-3433-1
Job No.: DEP/1874/GE
وبرنامج األمم املتحدة للبيئة
النزاعات عىل
املوارد الطبيعية
دليل إرشادي
لعمليات الوساطة
أعد هذا التقرير بمساهمة سخية من فنلندا وإيطاليا وبدعم االتحاد األوروبي
املحتويات
تصدير 5...........................................................................................................................................
موجز 6.............................................................................................................................................
الجزء ألف .-اإلرشادات األساسية
- 1مقدمة 10....................................................................................................................................
1-1الغرض والتنظيم والسياق 10..................................................................................................
2-1النزاعات عىل املوارد الطبيعية 11..............................................................................................
3-1إشكالية الوساطة 12.............................................................................................................
4-1الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية 13...............................................................................
- 2إرشادات الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية 16...........................................................................
1-2التقييم 16...........................................................................................................................
2-2االستعداد للتفاوض 19...........................................................................................................
3-2التفاوض 23........................................................................................................................
4-2التنفيذ 28............................................................................................................................
- 3إرشادات الوساطة يف النزاعات عىل فئات من املوارد الطبيعية 30...............................................................
1-3املوارد االستخراجية32...........................................................................................................
2-3األرايض38...........................................................................................................................
3-3املياه44...............................................................................................................................
- 4إرشادات حول الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم 51......................................................
1-4االعتبارات املعتمدة يف تناول املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم 52.................................................
2-4أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم 53.......................................................
-5الخاتمة59...................................................................................................................................
الجزء باء .-دراسات الحالة
-1آتشيه ،إندونيسيا :النفط والغاز الطبيعي 63........................................................................................
-2بوغانفيل ،بابوا غينيا الجديدة :منجم نحاس بنغونا 66...........................................................................
-3ألربتا ،كندا :تنظيم حرق الغاز 69......................................................................................................
-4كولومبيا الربيطانية ،كندا :غابة غريت بري املطرية 72.............................................................................
-5إكوادور وبريو :محمية الكوندور العابرة للحدود 75...............................................................................
-6الهند وباكستان :معاهدة مياه السند 78..............................................................................................
-7إيران وأفغانستان :حوض سيستان81................................................................................................
-8السودان :النفط يف خدمة السالم يف عملية السالم السودانية85..................................................................
-9مراجع عامة عن الوساطة واملوارد الطبيعية 88.....................................................................................
املرفقات
توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة – موجز 91................................................................... - 1
الخيارات واملوارد املتوفرة لدعم الوساطة يف إدارة الشؤون السياسية وبرنامج األمم املتحدة للبيئة 93................. -2
شكر 95..................................................................................................................................... -3
الحوايش واملراجع 99..................................................................................................................... -4
3
تصدير
تصدير
يان إلياسون
نائب األمني العام لألمم املتحدة
مقر منظمة األمم املتحدة ،نيويورك
شباط/فرباير 2015
5
موجز
موجز
كشف السبل الكفيلة بزيادة املنافع املتأتية من استغالل املوارد إن املوارد الطبيعية ،أي األرايض واملياه واألخشاب واملعادن
الطبيعية وتقاسمها ويف نهاية املطاف تليني املواقف املتشددة والفلزات والنفط ،مصادر اسرتزاق ودخل ونفوذ حيوية لكل
أو غري املجدية بما يتيح لألطراف فرصة إنشاء عالقات تعاونية دولة وجماعة يف العالم .فمتى كانت إدارتها سيئة أو وزعت
وبناءة قد تتوسع لتشمل مجاالت أخرى .ومن شأنها بالتايل أن منافعها بصورة مجحفة أو جرى استغاللها من دون إيالء
تمهد الطريق لتناول قضايا مستعصية أخرى. االعتبار الواجب للظروف العامة أو للجماعات ،تحولت إىل
عامل توتر يتصاعد إىل أن يصبح رصاعا ً يطبعه العنف أو
وبالرغم من الوعود التي يحملها نهج الوساطة ،ما زال دوره فتيالً لتأجيج رصاعات قديمة.
محدودا ً يف تسوية النزاعات عىل املوارد الطبيعية يف الهيئات
الدولية وذلك لثالثة أسباب رئيسية :أولها أن محور هذه ونتيجة للنمو السكاني وتدهور البيئة ،اشتد التزاحم عىل
النزاعات يتسم بطابع تقني دقيق مما يتطلب من الوسطاء إما موارد نادرة أصالً مثل األرايض واملياه؛ ومن املحتمل أن يحتدم
أن يتحلوا بتلك الخربة الفنية وإما أن تتاح لهم فرصة االستعانة التنافس يف ضوء تغري املناخ .فال عجب يف أن يرى الكثري من
بمن عندهم هذه الخربة؛ ويف الكثري من األحوال قد الخرباء والحكومات يف املوارد الطبيعية عامالً أساسيا ً يف تكاثر
ال يتوفر أهل الخربة أو قد ال يكونوا موضع ثقة بالنسبة إىل الرصاعات وما لها من آثار وخيمة محتملة عىل األمن والسالم
طرف أو أكثر من األطراف يف النزاع؛ وثانيها أن الهيئات عىل الصعيد الدويل واإلقليمي والقطري.
الدولية ما زالت تتأخر يف تحديد الفرص السانحة أو انتهازها ويف مواجهة هذه األخطار ،ال بد من تجديد االهتمام باآلليات
الستخدام الوساطة كأداة فعالة ملنع النزاعات وبناء السالم؛ الرامية إىل التخفيف من حدة النزاعات عىل املوارد الطبيعية
وثالثها أنه عند تفضيل الحل التقني يتم يف أكثر األحيان بغرض حلها وتعد الوساطة واحدة من أكثر األدوات فائدة.
تجاهل البعد السيايس للنزاعات عىل املوارد الطبيعية مع أنها ويمكن تعريف الوساطة بأنها عملية تعاونية غري خصامية
سياسية يف جوهرها ألنها تساهم يف انعدام توازن القوى بني تجري بواسطة طرف ثالث حيادي يساعد األطراف املتنازعة
األطراف .لذلك عىل أي محاولة لتسوية شاملة أن تراعي عىل التوصل إىل تسوية عن طريق التفاوض عىل املصالح .وقد
السياق السيايس واألبعاد التقنية عىل حد سواء. أثبتت التجربة أن عمليات الوساطة ،وهي مسعى طوعي
يرمي هذا الدليل إىل التغلب عىل هذه الصعاب وإظهار دور وتوفيقي ،تفيض عادة إىل تسويات ونتائج أطول أجالً وأكثر
استدامة من العمليات الخصامية والحلول املفروضة .والحلول ً
الوساطة كأداة فاعلة يف تسوية النزاعات عىل املوارد الطبيعية.
وألنه يستند إىل حصيلة عقود من التجارب امللموسة يف مجال املستدامة هي املحبذة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية ألن
املنافع املشرتكة املتوخاة من تلك املوارد غالبا ً ما تجتاز الحدود
الوساطة ،يتضمن نصائح عملية ألهل الوساطة وللمؤسسات
القبلية واملجتمعية واملحلية والوطنية املتقاطعة .من هنا
التي تدعم جهودهم واملعنية بتسوية نزاعات محلية أو دولية
رضورة التعاون عىل ملكيتها وإدارتها واستخدامها لتوطيد
عىل املوارد الطبيعية أو ملن انخرط يف عمليات سالم تؤدي فيها
السلم واالستقرار.
املوارد الطبيعية دورا ً حيوياً .يف املقام األول ،يتناول منهجية
التوسط يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية ويقسمها إىل مراحل وتجدر اإلشارة إىل أن النزاعات عىل املوارد الطبيعية قابلة ألن
أربع هي :التقييم واالستعداد للتفاوض والتفاوض والتنفيذ .يف تحل عن طريق الوساطة أكثر منه الرصاعات اإليديولوجية أو
هذا اإلطار ،يتناول الدليل املصاعب التي تواجهها الوساطة يف العرقية .والواقع هو أنه من األيرس التوصل إىل حل توفيقي
قطاعات محددة مثل املوارد االستخراجية أو األرايض أو املياه، وإنشاء تحالفات حول املوارد الطبيعية ألنها تشكل حوافز
ويوفر إرشادات للتعامل مع املوارد الطبيعية يف سياق اقتصادية تتخطى انقسامات أخرى .ويف النزاعات عىل املوارد
مفاوضات السالم الشاملة .ويختتم الدليل بمجموعة من سبع الطبيعية ،من شأن الوساطة أن تساعد األطراف فعالً عىل
6
موجز
-5يجب أن تهدف الوساطة إىل تحقيق التعاون حول رسائل أساسية لتحسني ممارسة الوساطة يف النزاعات عىل
املنافع املشرتكة مما قد يولد الثقة الالزمة ملعالجة املوارد الطبيعية:
مسائل أخرى .وعىل الوسيط الذي يعالج نزاعا ً عىل موارد
-1للسياق أهمية بالغة .إن كل قطاع من قطاعات
طبيعية أن يحاول مساعدة األطراف عىل تخطي املواقف املبنية
املوارد الطبيعية تم التطرق إليه يف هذا الدليل – املوارد
عىل معادلة ال غالب وال مغلوب أو تلك املبنية عىل املكسب
االستخراجية ،واألرايض ،واملياه – يولد أشكاال ً متعددة من
والخسارة والسعي إىل تحديد األساليب التي تتيح ألصحاب
النزاعات تتطلب نهج وساطة مختلفة .ال بد ،لدى تصميم
املصلحة فرصة اإلفادة القصوى من املنافع املشرتكة ومعالجة
عملية الوساطة ،أن تؤخذ يف االعتبار خصائص املوارد املعنية
املشاكل واملصاعب املشرتكة معاً .ويجب عند اإلمكان اعتبار
ووظيفتها باإلضافة إىل آليات التعامل مع الحاالت التي يكتنفها
املوارد الطبيعية منطلقا ً للتعاون يتخطى االختالفات الدينية أو
غموض .ويف كل األحوال ،ال بد من فهم السبب األسايس للنزاع
اإليديولوجية أو السياسية أو القبلية ألن التعاون عىل استغالل
وتفاعل املوارد الطبيعية مع أسباب النزاع األخرى واالقتصاد
املوارد الطبيعية قد يمهد للتعاون يف حل معضالت أخرى أكثر
السيايس بشكل عام ومداخل الحل عن طريق الوساطة.
صعوبة وتعقيداً.
-2تتطلب الوساطة الفعالة تحديدا ً واضحا ً ودقيقا ً
-6أساليب الوساطة متوفرة لتخطي املآزق الحرجة
لألطراف الفاعلة واملصالح .عىل الوسيط أال يدخل يف مراحل
واملواقف املتصلبة .عندما يدخل الوسيط يف املفاوضات
الوساطة التفاعلية إال بعد أن يصبح عىل بينة تامة من شبكة
يمكنه أن يستعني بعدد من األساليب للخروج من الطريق
العالقات املعقدة بني األطراف الفاعلة املعنية باملوارد الطبيعية
املسدود ،ومنها تركيز املباحثات عىل املسائل التقنية أو
ومصالحها .ويجب أن يتناول التحليل األطراف الفاعلة
تنظيم عمليات مشرتكة لجمع املعلومات أو تحديد املنافع
املبارشة وغري املبارشة وتداخلها يف مختلف مراحل النزاع وأن
املختلفة وتقاسمها أو استعمال نهج التصورات .ويمكن يف
يستوعب نطاق مصالحها املتعددة األوجه.
بعض األحيان التوصل إىل تعديل املواقف األولية الثابتة أو
املتصلبة من خالل إبعاد األطراف عن املسائل املتصلة بملكية -3حصول كل األطراف ،بدرجة واحدة ،عىل
املوارد الطبيعية وتوجيه املناقشات نحو مسائل أوسع معلومات علمية وفنية حيادية بشأن املوارد املتنازع
متصلة بتقاسم املنافع وتأمني الوصول املستقر إىل املوارد عليها أمر أسايس .يعترب تساوي جميع األطراف يف
وإدارتها – وكلها مجاالت تتيح تحقيق املنفعة املشرتكة. الحصول عىل املعلومات العلمية والفنية الحيادية حول
املوارد املتنازع عليها من الرشوط األساسية للوساطة الفعالة
-7غالبا ً ما تعالج مسائل املوارد الطبيعية يف بشأن املوارد الطبيعية .ويمكن أن تصدر هذه املعلومات عن
مفاوضات السالم بهدف إرساء األسس الالزمة األطراف مشرتكة أو عن طرف ثالث مستقل .كما أن تضافر
لإلصالحات املستقبلية وليس بالرضورة لحل املشاكل الجهود يف إعداد مثل هذه املعلومات يمكن بحد ذاته أن
عىل الفور .يجب أن يبقى حارضا ً يف ذهن الوسيط الذي يعالج يساعد عىل بناء الثقة.
نزاعات عىل املوارد الطبيعية يف إطار عملية سالم أن الهدف
ليس بالرضورة حل املسألة خالل املفاوضات بل غالبا ً ما -4ال بد من بذل عناية فائقة يف تحديد أصحاب
يكون وضع إطار مؤسيس وتوليد الزخم الذي يسمح بمعالجة املصلحة الواجب إرشاكهم يف الوساطة .عىل من يصمم
مسألة املوارد الطبيعية يف مرحلة الحقة .يمكن تحقيق ذلك يف عملية الوساطة أن يفكر بعناية لدى اختياره أصحاب املصلحة
الغالب من خالل اعتماد أحكام رصيحة أو ضمنية حول املوارد الواجب إرشاكهم يف الوساطة .فدعوة جميع أصحاب املصلحة
الطبيعية يف اتفاق السالم .ويمكن يف املقابل تضمني مسار إىل املشاركة قد تؤدي مثالً إىل عملية وساطة مرشذمة وخارجة
متابعة اتفاق السالم املسائل املتصلة باإلدارة الرشيدة للموارد عن السيطرة إىل حد ال يمكن فيه التوصل إىل توافق يف اآلراء .لذا
الطبيعية – من خالل تشكيل لجنة أو تقييم االحتياجات أو ال بد من اختيار دقيق لألطراف الفاعلة الواجب إرشاكها يف
اعتماد خطة بناء السالم عىل سبيل املثال. الوساطة وفهم اآلثار السياسية التي قد ترتتب عن إرشاك
البعض واستبعاد البعض اآلخر .يف املقابل ،من الرضوري
بمكان تأمني التشاور مع مجموعة واسعة من أصحاب املصلحة
لضمان رشعية العملية والحفاظ عليها ،ال سيما بالنسبة إىل
املجموعات املهمشة كالشعوب األصلية والنساء والشباب.
7
الجزء ألف
اإلرشادات األساسية
-1مقدمة
مقدمة 1
1-1الغرض والتنظيم والسياق
أما الجزء “باء” فهو كناية عن ثمان دراسات حالة تظهر كيفية بقي دور الوساطة محدودا ً مع أنها أداة مفيدة ومناسبة تماما ً
دمج مجوعة من األساليب واملمارسات الحميدة يف عمليات ملنع النزاعات عىل املوارد الطبيعية وإدارتها.
الوساطة .يف كل دراسة ،نبذة عن النزاع وذكر ألبرز عنارص
الوساطة وملخص لالتفاق النهائي ومصاعب التنفيذ الرئيسية. يقدم هذا الدليل للوسطاء املحرتفني واملؤسسات الداعمة
ويف هذا الجزء أيضا ً قائمة باملراجع املفيدة .ويجد الوسطاء إرشادات وممارسات حميد ًة يف مجال الوساطة لتسوية
وأصحاب املصلحة يف تلك الدراسات واملراجع أمثلة عن تجارب النزاعات عىل املوارد الطبيعية يف سياق الرصاعات والعنف ويف
ناجحة يسرتشدون بها يف عمليات وساطة جديدة أو جارية. إطار بناء السالم .وفيه أيضا ً فائدة ألصحاب املصلحة وشتى
الخرباء يف إدارة املوارد الطبيعية ،من سلطات عامة ورشكات
إن منطلق هذا الدليل هو إدراك األمم املتحدة وغريها من
وجماعات ومنظمات غري حكومية ،يف سعيهم إىل إيجاد تسوية
األطراف الفاعلة الدولية املتزايد للعالقة الوطيدة القائمة بني
املوارد الطبيعية والنزاعات وبناء السالم .إن برنامج األمم بالوساطة للنزاعات عىل املوارد.1
املتحدة للبيئة ،إذ استعرض عقدا ً من البحوث الجامعية ويرمي هذا الدليل تحديدا ً إىل املساعدة عىل معالجة
والتجربة األممية ،وجد أن نسبة 40إىل 60يف املائة من ( )1نزاعات عىل موارد طبيعية قائمة بذاتها أو نزاعات كهذه
الحروب األهلية التي شهدتها العقود الستة املنرصمة كانت تمثل جزءًا من رصاع سيايس أوسع و( )2نزاعات عىل موارد
متصلة باملوارد الطبيعية وأن استغاللها كان السبب أو مصدر طبيعية يف إطار مفاوضات سالم .وهو يجمع يف مجلد واحد
التمويل ملا ال يقل عن 18رصاعا ً متسما ً بالعنف عرفه العالم
حصيلة عقود من التجربة امللموسة للوساطة يف النزاعات
منذ عام .41990
عىل املوارد االستخراجية واألرايض واملياه ،عىل الصعيدين
يف تقرير عن بناء السالم يف املرحلة التي تعقب مبارشة انتهاء املحيل والدويل.2
النزاع صدر يف عام ،2010أشار األمني العام إىل الحاجة إىل
يأتي هذا الدليل يف جزأين :الجزء “ألف” يعرض اإلرشادات
بناء القدرات الوطنية عىل إدارة املوارد الطبيعية طالبا ً إىل
األساسية ويتناول يف املقدمة املصطلحات والتعاريف الخاصة
الدول األعضاء ومنظومة األمم املتحدة أن “تجعل مسائل
تخصيص املوارد الطبيعية وملكيتها وإمكانية الحصول عليها بالنزاعات عىل املوارد الطبيعية والوساطة وخصائص
جزءًا ال يتجزأ من اسرتاتيجيات بناء السالم” .5كما دعا األرسة الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية .أما يف الفصل
الدولية إىل بذل املزيد من الجهد “من أجل منع النزاعات عىل الثاني منه فيعرض منهجية الوساطة يف النزاعات عىل املوارد
املوارد الطبيعية وزيادة االستفادة منها لحفظ السالم وبنائه”، الطبيعية بنا ًء عىل مراحل أربع هي :التقييم واالستعداد
مرصا ً عىل أنه “ال يجوز للعنة املوارد أن تقوّض أمن الدول للتفاوض والتفاوض والتنفيذ .ويقدم الفصل الثالث تحليالً
الهشة أو املتأثرة بالنزاعات وأسس التنمية املستدامة”.6 للمصاعب املتصلة بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد
االستخراجية أو األرايض أو املياه .يتناول الفصل الرابع املوارد
يف مجال الوساطة ،ذكر األمني العام أكثر من جانب أسايس يف الطبيعية يف إطار مفاوضات السالم بشكل عام ويحتوي عىل
معالجة رصاعات العرص املتشعبة:
مشورة حول أساليب التطرق إليها .ويف الفصل األخري
“يتعني عىل الوسطاء التصدي لنطاق واسع من املسائل الخالصة وتوصيات لتعزيز دور الوساطة يف النزاعات عىل
الفنية .وعىل خالف نزاعات فرتة السبعينات والثمانينات املوارد الطبيعية .وتتخلل النص أمثلة عملية عن أساليب
التي كانت تستند إىل أسباب أيديولوجية ،فإن النزاعات الوساطة املختارة واملمارسات الحميدة.3
10
-1مقدمة
• قد تتسم املوارد املتنازع عليها بقيمة تاريخية ورمزية التي تسود الساحة حاليا ً تنشأ حول السيطرة عىل الحكم،
حساسة جدا ً متصلة بالهوية القومية أو هوية مجموعة وكذلك عىل املوارد الطبيعية واالقتصادية .وتتخلل هذه
أو مصدر عيش خاص. املنازعات عوامل االستقطاب اإلثني والتوترات
االجتماعية -االقتصادية والحكم غري الرشيد ،وهي تتفاقم
• قد يكون للنزاعات عىل املوارد الطبيعية درجات أو بسبب تغري املناخ”.7
مستويات مختلفة تتفاعل عىل أكثر من صعيد ،محيل
أو إقليمي أو وطني أو عابر للحدود أو دويل.
2-1النزاعات عىل املوارد الطبيعية
• غالبا ً ما تتصل النزاعات عىل املوارد بتوزيع جغرايف
غري متكافئ يتقاطع بشكل بارز مع الخرائط اإلثنية يراد بعبارة “املوارد الطبيعية” النفط واملعادن والغابات
أو الدينية أو اللغوية. واملياه واألرايض الخصبة املتوفرة يف الطبيعة والتي يمكن
استغاللها لتحقيق مكسب اقتصادي .وغالبا ً ما تمثل هذه
• إن االضطرابات بني مجموعات تتنافس عىل كسب املوارد مصدرا ً هاما ً للدخل والسلطة؛ فاألرايض ،مثالً ،مصدر
عيشها بفضل موارد طبيعية نادرة غالبا ً ما تحصل اسرتزاق حيوي للماليني .واملوارد الطبيعية ،إن أسيئت إدارتها
بصورة موسمية دورية وقد تشهد تصعيدا ً عنيفا ً عند أو تم توزيعها أو استغاللها بصورة غري عادلة أو منصفة ،من
إجهاد املوارد أو جراء صدمات مفاجئة تطالها. شأنها أن تتسبب يف رصاعات أو يف نسف االستقرار .وفيما ييل
خصائص النزاعات عىل املوارد الطبيعية املفيدة للوسطاء.
• يمكن أن تكون املوارد الطبيعية تار ًة سبب توتر
العالقات بني أصحاب املصلحة وطورا ً سبب تصعيد
1 -2-1تصنيف النزاعات عىل املوارد
هذا التوتر ،وقد تكون األصل يف اندالعه والسبب يف
تفاقمه وحتى يف إطالته. تصنف النزاعات عىل املوارد عامة حسب املوارد املعنية وعامل
النزاع األسايس .وتصنف املوارد عادة تحت عنوان املوارد
• قد تضطلع يف النزاعات عىل املوارد مجموعة واسعة االستخراجية أي الهيدروكربون واملعادن واألحجار الكريمة
من األطراف الفاعلة وأصحاب املصلحة ،بما فيها واألخشاب 8أو األرايض أو املياه .ويف طبيعة الحال ،يقوم الكثري
الدول القومية والحكومات املحلية واملجموعات من النزاعات عىل التفاعل بني أكثر من مورد واحد وهي يف
اإلثنية والجماعات ومنظمات املجتمع األهيل أغلب األحوال تتداخل فيما بينها )1( :النزاع عىل ملكية املوارد؛
والرشكات الخاصة. و( )2النزاع عىل الوصول إىل املوارد؛ و( )3النزاع عىل صنع
القرارات املتصلة بإدارة املوارد؛ و( )4النزاع عىل تقاسم
• كثريا ً ما تؤدي املوارد الطبيعية دورا ً يف نطاق
إيرادات املوارد فضالً عن املنافع واألعباء.9
االقتصاد السيايس من حيث تعزيز نفوذ األطراف
الفاعلة من النخبة.
2 -2-1خصائص النزاعات عىل املوارد الطبيعية
• ترتبط النزاعات عىل املوارد أحيانا ً بتفاوت فادح يف للنزاعات عىل املوارد الطبيعية خصائص تسهم يف تعقيدها
توازن القوى بني األطراف كما هو الحال يف فتؤثر تاليا ً عىل أسلوب تسويتها .فلندرة املوارد الطبيعية أو
املواجهات بني الرشكات الدولية والجماعات املحلية توفرها وقع أسايس عىل مجرى النزاع وفرص الوساطة ،كما أن
أو يف غياب تمثيل رسمي لفئة اقتصادية معينة يف بعض الظواهر التالية ترتك بصمتها عىل تطور النزاع:
عملية صنع القرار.
• تتأثر موارد كثرية بمجموعة من العوامل الطبيعية
• يف حاالت كثرية ،تخضع املوارد الطبيعية إلدارة مزيج واالجتماعية التي تزيد من درجة التعقد وعدم اليقني
هجني من املؤسسات العرفية والنظامية أو من األنظمة بالنسبة إىل توفرها وجودتها وقيمتها.
السياسية.
• إن املوارد الطبيعية التي هي جزء من سالسل اإلمداد
تتناول فصول هذا الدليل أساليب معالجة تلك الخصائص. العاملية رهينة تذبذب األسعار وما له من تأثري عىل
االستقرار أو عىل التغري املفاجئ يف اسرتاتيجيات
االستثمار وفرصه.
11
-1مقدمة
وإما أن يكون ملما ً يف قضايا املوارد الطبيعية وقد يدعمه تحديدا ً بتنظيم اجتماعات وتسيريها يف أماكن مأمونة ومحايدة؛
وسطاء آخرون عند الحاجة .إن اختيار الوسيط أو الوسطاء وتشجيع مشاركة أصحاب املصلحة ذوي الصلة؛ ومساعدة
والخرباء الفنيني يتوقف عىل تشعب النزاع وأهداف الوساطة األطراف يف الوساطة عىل العمل سوية عىل إيجاد الحلول؛
واحتياجات األطراف. وإتاحة التحاليل املوضوعية واملتجردة؛ وبناء القدرات للحد
من أوجه التفاوت عىل الصعيد التقني ويف القدرة عىل التفاوض؛
الجهة املرشدة والجهة الداعية والجهة الراعية :تستدعي
ّ
التوسط ورصد تنفيذ االتفاق؛ وضمان االتساق بني عمليات
النزاعات املتشعبة عىل املوارد مساهمة ثالث فئات من األطراف
املتصلة؛ واملساعدة عىل تسوية النزاعات عىل التنفيذ؛ وحشد
الفاعلة وهي :الجهة املرشدة والجهة الداعية والجهة الراعية.
الدعم السيايس واملايل املتواصل.
إن الجهة املرشدة هي الجانب الذي يمسك بزمام مبادرة
الوساطة .تقوم عادة بتعيني الجهة الداعية و/أو الوسيط .أما الوسيط ،فرد أو مؤسسة :يمكن أن يكون الوسيط فردا ً أو
الجهة الداعية فهي الشخص أو املؤسسة التي تدعو املشاركني ً
مؤسسة مثل األمم املتحدة أو غريها من املؤسسات ً
مجموعة أو
إىل املفاوضات .ويتوجب عليها أن توفر الغطاء الرشعي وأن املتخصصة يف الوساطة .14عندما يكون الوسيط فرداً ،من
تكون قادرة عىل تمكني األطراف من تويل مقاليد العملية .أما املستحسن أن يكون شخصا ً له هيبة ووقور .15كما يجوز أن
الجهة الراعية فهي من تموّل املبادرة وقد تكون أطرافا ً مانحة تقوم دولة بالوساطة.16
دولية أو حكومات أو وكاالت أممية.
الوسيط والوساطة :إن أسلوب انخراط الوسيط يف الوساطة
من شأنه أن يؤثر عىل العملية .ومن هذه األساليب :17أن يتصل
4-1الوساطة يف النزاعات عىل املوارد مبارشة بالوسيط طرف أو أكثر؛ أو أن يويص طرف ثانوي
بالوسيط إىل األطراف؛ أو أن يبدأ الوسيط نشاطه بمبادرته
الطبيعية الذاتية؛ أو أن تقوم سلطة ما بتعيني الوسيط .يف النزاعات
عىل الوسيط أن ينتبه إىل بعض مميزات الوساطة يف النزاعات املتشعبة ،تؤثر مجموعة من االعتبارات عىل انخراط الوسيط يف
عىل املوارد الطبيعية التي تستدعي عناية خاصة. الوساطة :هل هو فرد أو مؤسسة؟ من هو أنسب دور
للوسيط؟ هل أن الضغوطات املحلية أو الوطنية أو الدولية
انعدام توازن القوى :تتشاطر النزاعات عىل املوارد الطبيعية
هي التي تدفع إىل الوساطة؟ هل تتم الوساطة عىل يد وسيط
سمة مشرتكة تثري صعابا ً جمة وهي االنعدام البالغ أحيانا ً يف
منفرد أو فريق وسطاء؟
توازن القوى .أوالً ،تجدر اإلشارة إىل مبدأ جوهري للتفاوض
عىل املصالح وهو أنه ينبغي أن تحقق جميع األطراف فيه برصف النظرعن أسلوب انخراط الوسيط يف الوساطة ،عليه
مكاسب تفوق تلك التي تنالها إن لم تتفاوض .بعبارة أخرى، متى انخرط فيها أن ينجز عددا ً من املهام يف فرتة وجيزة
فهي لن تسلك طريق الوساطة إال إذا كان يف وسعها أن تنال نسبياً :عليه أن يثبت مصداقيته ،عىل الصعيدين الشخيص
من خاللها ما لن تناله عن طريق أفضل بديل عن اتفاق واملؤسيس وعىل صعيد عملية الوساطة؛ وأن ينشئ عالقات مع
متفاوض عليه .بالتايل يطرح الفصل الثاني أفكارا ً ويقرتح األطراف؛ وأن يطلع األطراف الفاعلة الرئيسية عىل عملية
وسائل ملواجهة انعدام توازن القوى يف أثناء بعض مراحل الوساطة؛ وأن ينال املوافقة أو يحصل عىل تكليف للرشوع
الوساطة .وثانياً ،تجدر اإلشارة أيضا ً إىل أن تفاوتا ً بالغا ً يف بالوساطة .إن توقيت بدء الوساطة هو أيضا ً يف غاية األهمية إذ
توازن القوى مغزاه أن الوساطة ليست بالرضورة أنجع سبيل يعتمد عىل تحديد “نضج” النزاع .18إنها مسألة شائكة تتوقف
لتسوية النزاع( .راجع الفقرة 1-4-1عن الوساطة يف النزاعات عىل خصائص النزاع .ويعترب بعض الوسطاء أنه للتدخل املبكر
عىل املوارد الطبيعية ،فوائدها وحدودها). فائدة يف تفادي استقطاب القضايا وتجنب عداء ال طائل منه
واألرضار النفسية املرتتبة عىل األطراف ومنع تصعيد نزاع
النهج املتكاملة واملسارات املتعددة يف الوساطة :إن
يستنزف الطاقات .ويرى البعض اآلخر فائدة يف التدخل
النزاعات عىل املوارد الطبيعية تشمل عادة أطرافا ً فاعلة عدة
املؤجل عىل اعتبار أن األطراف تكون قد أدركت واقع خياراتها
تتحرك عىل أكثر من مستوى .تستعني إدارة الشؤون السياسية
وتكون للتفاوض بعد أن اختربت قدراتها عىل اإلكراه وعربت
يف األمم املتحدة بإطار لالنخراط يف الوساطة عىل عدة مستويات عن استيائهاّ .
إن توقيت بدء الوساطة يتوقف عىل طبيعة النزاع
وهو يتضمن وصفا ً ملسارات الوساطة املختلفة عىل الشكل ً
وينبغي تقييمه وفقا للحالة.
التايل :19املسار 1هو مسار عمليات التفاعل الرسمية بني قادة
األطراف املتنازعة أو ممثليهم؛ واملسار 5-1هو مسار عمليات خربة الوسيط يف قضايا املوارد الطبيعية :ثمة خياران عند
التفاعل غري الرسمية بني هؤالء القادة عينهم واملسؤولني تعيني وسيط لتسوية نزاعات عىل املوارد :فإما أال يكون
الرسميني؛ واملسار 2هو مسار التفاعل بني األطراف الفاعلة الوسيط عىل حسن اطالع عىل الجوانب التقنية للموارد
غري الحكومية؛ واملسار 3هو مسار التفاعل بني األطراف الطبيعية فيعتمد عىل فريق دعم فني مكوّن من خرباء فنيني؛
13
-1مقدمة
2-4-1الوساطة وتدابري بناء السالم األخرى الحوافز االقتصادية واملنافع املتعددة املتأتية من استخدام
املوارد سمات هامة تجعل من النزاعات عىل املوارد نزاعات
عندما يتع ّلق األمر بنزاعات متشعبة عىل املوارد ،يتعني النظر
تصلح تسويتها بالوساطة .فضالً عن ذلك ،فإن الوساطة
إىل الوساطة عىل أنها أداة مواكبة ملجموعة أدوات بناء السالم عملية مرنة مناسبة ملعالجة العالقات املستعصية أو األوضاع
األخرى ومكملة لها .غالبا ً ما تستلزم الوساطة يف النزاع عىل السياسية املعقدة .وهي تنطوي عىل عدة أساليب ونهج تتيح
املوارد تفاعالً عىل أصعدة مختلفة أو مع مجموعات مختلفة فرصة تناول املعلومات التقنية والعلمية الدقيقة املشرتكة بني
من األطراف الفاعلة وال تقترص عىل األطراف الضالعة يف النزاع النزاعات عىل املوارد .ومن شأنها أن تكمل تدابري بناء السالم
بصورة مبارشة وهذا ما يستدعي اللجوء إىل تدابري أخرى لبناء األخرى ،مثل الحوار ،فهي ليست إال أداة بني عدة من األدوات
السالم .ويف املقابل ،عند التفاوض حول املوارد الطبيعية يف الرامية إىل حل النزاعات املتشعبة عىل املوارد.
سياق مفاوضات سالم شاملة ،ال بد من االستعانة بمجموعة
أدوات مختلفة( .راجع الفصل .)4 لكن بعض العوامل الهامة يحد من فائدة الوساطة يف تسوية
النزاعات عىل املوارد الطبيعية :أوالً ،ال يمكن دوما ً التوصل إىل
وألن قائمة تدابري بناء السالم ووسائل التدخل طويلة ،وتفاديا ً حل ال غالب فيه وال مغلوب ،مثالً عندما تكون املوارد نادرة
للجدل عىل التعاريف ،يكتفي هذا الدليل بالتشديد عىل رضورة جدا ً أو عندما تتزاحم األطراف عىل استخدام األرايض ألغراض
اعتبار الوساطة أداة واحدة من بني مجموعة من األساليب متعارضة .من النزاعات ما يكون مستعصيا ً للحل بحكم
واملناهج ليس إال .لهذا السبب يتعني اللجوء إىل الوساطة إىل طبيعتها ،ال سيما عندما ترفض أطراف الدخول يف مفاوضات
جانب تدابري أخرى مثل منع النزاعات والدبلوماسية الوقائية أو عندما يتعذر التوفيق بني القيم األساسية املتضاربة؛ وثانياً،
والحوار التيسريي وبناء التوافق وبناء السالم. تكون فائدة الوساطة محدودة عند اختالل بالغ يف توازن
القوى بني األطراف .وعىل هذا املنوال ،عندما تكون املوارد
إن “الحوار” مصطلح أو أداة رائجة يف األمم املتحدة وبني الطبيعية جزءًا من سالسل اإلمداد العاملية (أو عىل األقل،
األطراف الفاعلة الدولية األخرى .ويمكن اعتباره “عملية الخارجية) ،قد تعجز األطراف يف عملية الوساطة عن التحكم
تجمع أشخاصا ً من أجل التوصل إىل فهم مشرتك وبناء الثقة بعوامل أساسية مثل القيمة التجارية والطلب عىل تلك املوارد.
بالرغم من االختالفات ومن أجل تحقيق نتائج إيجابية عن ويف هذا الحالة ،يتعني أخذ اآلثار املحتملة لعدم اليقني وتذبذب
طريق النقاش” .20عىل هذا األساس ،من السهولة بمكان األسعار عىل عملية الوساطة يف عني االعتبار؛ وثالثاً ،الوساطة
اللجوء إىل الحوار كمكمل للوساطة يف النزاعات عىل املوارد أو محدودة الفائدة متى كان الرصاع يتسم بمشاكل هيكلية
االستعاضة به عنها عندما ال تكون الوساطة أنسب األساليب. قديمة العهد ومتأصلة ال يمكن حلها إال عن طريق اإلصالح
وبالتحديد ،يأتي الحوار مكمالً لجهود الوساطة عندما يتناول القانوني أو االقتصادي أو السيايس أو االجتماعي .بعبارة
جوانب النزاع التي ال تتالءم مع الوساطة؛ ويربط بني جوانب أخرى ،ال ترمي الوساطة إىل إحداث تغيري جذري يف عالقات
مختلفة من النزاع وعملية الوساطة؛ ويوسع نطاق الوساطة السلطة أو الهياكل االجتماعية املجحفة والظاملة مع أنها قد
ويزيد من آثارها عن طريق إرشاك عدد أكرب من أصحاب تمهد الطريق العتماد آليات أكثر مالءمة يف إطار عمليات شاملة
املصلحة لتحقيق تأييد أكرب .يجوز استخدام الحوار لبلوغ مثل اتفاقات السالم( .راجع الفقرة 2-4-1عن الوساطة
مجموعة من الغايات البناءة مع أنها ال تحل النزاع .ومن هذه وتدابري بناء السالم األخرى).
الغايات ،يذكر بناء الثقة أو الفهم املتبادلني أو تعزيزهما
عند مقابلة فوائد الوساطة مع حدودها ،يتبني أنها فعالً مفيدة
بالرغم من االختالفات و/أو توسيع نطاق املشاركة العامة
يف تسوية النزاعات عىل املوارد عندما يتع ّلق األمر باستخدام
لبحث قضايا ذات الصلة و/أو التحليل املشرتك ملشكلة أو
غري مستدام لتلك املوارد ويف حاالت التضارب يف استخدامها أو
سياق و/أو صياغة خطة عمل مشرتكة و/أو إعداد برنامج
يف تقاسم اإليرادات واملنافع املتأتية منها .كما يتبني أنها أقل
يراعي النزاعات ويحظى بدعم واسع.
فعالية يف معالجة جوانب النزاعات التي تسببت فيها األنظمة
غري املنصفة أو الهويات أو القيم الثقافية املختلفة إال أنه يف
هذه األحوال أثبتت الوساطة أنها منفذ ملعالجة مسببات
النزاعات عىل نطاق واسع كجزء من اتفاق سالم شامل.
15
-2إرشادات الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية
عىل أرض الواقع :تقييم املوارد الطبيعية وطبيعة النزاع من أجل اتفاق الســام
الشامل يف نيبال
© PETER SCHICKERT, KEYSTONE
من أسباب النزاع يف نيبال مشاكل متصلة بالتمييز يف حقوق ملكية األرايض ويف صنع القرار بشأن املوارد الطبيعية
إن اتفاق السالم الشامل الذي أبرم يف ترشين الثاني/نوفمرب 2006وضع حدا ً لعقد من العنف يف نيبال بني الدولة واملتمردين املاويني
(الحزب الشيوعي النيبايل املوحد) .يف مرحلة التقييم التي سبقت عملية الوساطة الرسمية لتحقيق السالم ،قام امليرسون الدوليون
بتحليل تشاركي غري رسمي شارك فيه أصحاب املصلحة الرئيسيون من أجل تحديد أسباب النزاع ومنها حقوق ملكية األرايض غري
املتساوية والتمييز يف صنع القرار بشأن املوارد الطبيعية .وجرى التحليل يف املرحلة األوىل من العملية وأثرت نتائجه يف ما بعد عىل
جوانب عدة من الوساطة ال سيما عىل أسلوب تناول القضايا املتصلة باألرايض واملوارد الطبيعية.
املصدر :اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية.
17
1-2التقييم
يتوجب توضيح مساهمة املؤسسات العامة املحتملة يف توفري ويتعني كذلك تقدير فعالية إدارة املوارد الطبيعية وما إذا كان
مدخل إىل الوساطة ودعمها أو عىل العكس يف عرقلتها. شكل الحوكمة يمثل مصدر خالف بني أصحاب املصلحة .ويف
هذا الصدد ،ينبغي مراعاة عدة أبعاد :األبعاد القانونية
درس الخيارات يف تصميم عملية الوساطة :ال ً
غنى عن والسياسية لإلدارة الراهنة للموارد الطبيعية؛ واآلليات
وضع الرشوط الرضورية املسبقة التي تكفل أن األطراف النظامية والعرفية إلدارة املوارد وتسوية املنازعات؛ واألحكام
املحلية ستتبنى عملية الوساطة وأن أصحاب املصلحة النظامية الخاصة بتقاسم املنافع والشفافية؛ وضمانات
الرئيسيني سيعتربونها رشعية .من الحيوي تحديد األطراف املحاسبة؛ واملشاركة الشعبية يف صنع القرار؛ واألحكام املعنية
الفاعلة التي ال مندوحة عن إرشاكها يف الوساطة وتقييم اآلثار إن اعتماد النهج التشاركي بحماية البيئية والجرب التعوييضّ .
السياسية ملشاركة البعض واستبعاد البعض اآلخر .إن طبيعة يف مرحلة التقييم من شأنه أن يؤدي إىل قراءة شاملة ودقيقة
النزاع عىل املوارد قد تحتم اعتماد نهج وساطة متعدد املستويات للعوامل املسببة للنزاع ،األمر الذي يثري عملية الوساطة.
أو املسارات بما يف ذلك عمليات االستشارة والحوار واسعة
تحليل هوية أصحاب املصلحة وال سيما قدراتهم
النطاق .ويف هذا السياق ،يتعني مراعاة أي عملية مجدية أخرى
ومواقفهم ومصالحهم وعالقاتهم :عىل التقييم أن يتضمن
تكون جارية بالتزامن أو متوقع إجراؤها ومن شأنها أن تؤثر
تحليالً ألصحاب املصلحة يوضح بشكل دقيق األطراف الفاعلة
عىل مصالح األطراف ومنها ،عىل سبيل املثال ،حوار محيل أو ومواقفها ومصالحها يف املوارد الطبيعية .عىل التحليل أن
إقليمي أو إصالحات قانونية أو أحكام قضائية أو إرساء يشمل كل األطراف الفاعلة واملؤسسات عىل كافة املستويات،
مناقصات أو تخطيط أو تنظيم عمراني وطني .وقد تظهر اعرتافا ً بتشعب النزاعات عىل املوارد الطبيعية وبأن هذه
الحاجة عند تصميم عملية الوساطة إىل إنشاء عالقات رسمية النزاعات وتاليا ً مواقف أصحاب املصلحة تتطور مع الزمن.
أو غري رسمية مع هذه املبادرات أو إىل البناء عىل نتائجها. ومن املفيد بمكان وضع رسم تشاركي ألصحاب املصلحة عن
طريق إرشاكهم يف أفرقة مركزة.
تحديد جدوى عملية الوساطة ورشوط املشاركة
الرسمية :ال يكفي فهم األبعاد الفنية للنزاع عىل املوارد كما يتعني تقييم قدرة أصحاب املصلحة عىل املشاركة يف عملية
وال اهتمامات أصحاب املصلحة فحسب ،بل من الحيوي أيضا ً الوساطة بغية تحديد الحاجة إىل بناء قدراتهم بما يعود باملنفعة
أن يفيض التقييم إىل تحديد الرشوط الدنيا الرضورية لالنتقال عىل العملية الحقاً .وبالتحديد ،من املستحسن املبادرة باستشارة
إىل املرحلة التالية من عملية الوساطة ،ويف جملتها تخمني مدى النساء ومنظمات النساء لكفالة توثيق مساهمتهن ومشاغلهن
تأييد األطراف للعملية ودرجة رشعيتها من وجهة نظرها. عىل اعتبار أن أصواتهن غالبا ً ما تهمّ ش .وعندما تكون الشعوب
وتعتمد دراسة الجدوى عىل تحليل داخيل للمخاطر والكلفة األصلية واملجتمعات التقليدية معنية ،من املستصوب األخذ علما ً
والفائدة السياسية ملشاركة كل طرف والنتائج التي قد بتاريخها وطبيعة عالقتها مع املوارد واألرايض ذات الصلة .كما
تحققها ،فضالً عن أساليب تجاوز حاالت انعدام توازن القوى، يتعني معرفة العالقات القائمة بني املجتمعات التقليدية وفيما
ال سيما بناء القدرات عىل التفاوض واستعمال املعلومات بينها ملا لها من وقع محتمل عىل النزاع.
التقنية وغريها من الوسائل املبتكرة للحد من هذا الخلل .ومن تحديد املداخل إىل الوساطة :يتعني تحديد الفرص واملداخل
هذه الوسائل ،قيام فريق مستضعف بتعزيز سلطته أو نفوذه إىل الوساطة وتصنيفها مع مراعاة أبعاد النزاع واحتمال
باالنضمام إىل ائتالف من األطراف الفاعلة رابطا ً مشاغله تجاوب األطراف مع الوساطة للتفاوض عىل القضايا املتنازع
بمشاغل أصحاب املصلحة اآلخرين أو معدال ً اهتماماتهم .إن عليها .وينبغي اختيار الوسيط ،دوره وأسلوبه وسماته بما
هذه التفاعالت تؤثر عىل قرار الرشوع بالوساطة أو إعادة يتناسب مع املداخل املحتملة إىل الوساطة .ومن األهمية بمكان
تصميمها أو اشرتاطها بمجموعة من القواعد العملية املتفق أيضا ً معرفة ما إذا كان من أفراد أو أفرقة أو مؤسسات تتحىل
عليها .واملطلوب أساسا ً من مرحلة التقييم هو الخروج بتكليف باملرشوعية الكافية يف رأي األطراف الفاعلة الرئيسية حتى
رسمي من األطراف املحددة إىل الوسيط أو املؤسسة الداعمة تكون هي املدخل إىل عملية الوساطة .كما ينبغي االطالع عىل
للوساطة لالنتقال إىل املرحلة التالية. تاريخ املحاوالت السابقة لتسوية النزاع ،إن وجدت ،من أجل
استخالص الدروس املفيدة وتجنب تكرار األخطاء .وأخرياً،
18
2-2االستعداد للتفاوض
وال بد أيضا ً من التأكد من توفر اآلليات التي تكفل ملمثيل تحديد أهداف املفاوضات وغاياتها :يف أثناء اإلعداد
األطراف سلطة اتخاذ القرارات باسم من يمثلون .كما يتوجب للمفاوضات ورسم مالمحها ،ال بد من توضيح الغايات
عىل الوسيط أن يعرف ما إذا سيقوم املندوبون باستشارة القصرية األجل واألهداف الطويلة األمد .ومع أنها قد تتطور مع
منارصيهم للحصول عىل موافقتهم ،وعليه أن يويل عناية الزمن إال أنه من املحبذ أن تتكون لدى األطراف صورة واضحة
خاصة للشعوب األصلية واملجتمعات التقليدية حيث تكون عن مرمى العملية .وقد تشمل الغايات توفري حيز أمان أو
قضايا التمثيل محفوفة باملصاعب .ومن املستحسن يف بعض إنشاء عالقات بني أصحاب املصلحة أو اقرتاح حلول لبعض
األحوال اعتماد إجراءات خاصة تتيح للممثلني التواصل املنتظم املشاكل .أما الهدف الطويل األمد فقد يتجسد يف اتخاذ قرار
مع منظمات املجتمع األهيل واملجتمعات املحلية .عند تصميم نهائي ملزم قانونا ً يف شأن ما .وقد يفرض بلوغ الغايات دعم
عملية الوساطة ،ال بد من مراعاة التأثري املحتمل لدور نوع املفاوضات بأدوات أخرى ملنع النزاعات مثل حوار واسع
الجنس واملركز االقتصادي االجتماعي واالنتماء العرقي عىل النطاق لتعميم املعلومات عىل شتى أطياف املجتمع وكفالة
اهتمام الرجال والنساء باملوارد الطبيعية للتأكد من أخذ كافة تبني نتائج املفاوضات خارج حدود طاولة املباحثات .عىل كل
املشاغل يف الحسبان.23 حال ،ما يهم هو تحديد أسلوب توصل الوساطة إىل قرار
وتدابري املتابعة املناسبة.
اختيار الوسيط وأشكال الدعم :يتوقف اختيار الوسيط أو
الوسطاء وأشكال الدعم الرضوري للوساطة عىل املداخل تحديد نطاق املفاوضات واملبادئ األساسية :تحدد يف هذه
املحتملة إىل الوساطة ومدى تشعب عملية الوساطة واألهداف املرحلة القضايا التي تتناولها الوساطة فضالً عن أي مبادئ
املتوخاة .عىل الوسيط ،سواء كان فردا ً أم فريقاً ،أن يتحىل قد تتفق عليها األطراف حتى تميض العملية قدماً( .راجع
باملهارات واملرشوعية الالزمة للتحكم بشتى أبعاد الوساطة. املرفق ،1موجز لتوجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة
ومن املفيد أحيانا ً اختيار فريق وساطة ألنه يتيح املوازنة بني الفعالة) .وتعالج يف هذا اإلطار عادة املسائل التالية :سلطة
19
2-2االستعداد للتفاوض
املصلحة ومهام مشرتكة لتقيص الحقائق وجلسات جوجلة مختلف وظائف الوسيط ويجمع مهارات فنية واسعة ويعزز
األفكار وخربة خارجية واجتماعات خاصة رسية ومجموعات الشعور باملرشوعية .وقد تستدعي الوساطة االعتماد عىل فريق
فرعية موضوعية ورحالت ميدانية وجلسات إخطار للجماعات، من الوسطاء املحليني واملستقلني ،ناهيك عن الحاجة إىل فريق
ذلك أن تنويع أشكال التفاعل بني األطراف يسهم يف استدامة وساطة متى شمل النزاع مستويات عدة تفرض توزيع
االهتمام يف العملية ويف بناء العالقات املختلفة. الوساطة عىل مسارات.
وضع خطة العمل وتنظيم األنشطة والدعم اللوجيستي لدى اختيار الوسيط وفريق الخرباء الداعم يتعني توقع
واختيار املكان :يمثل تحديد موعد بداية الوساطة وتنظيم احتمال ربط الوساطة بوسائل بناء السالم األخرى( .راجع
أنشطتها واختيار مكانها عنارص أساسية من مرحلة االستعداد الفقرة 2-4-1عن الحوار) .ويؤدي الخرباء الفنيون
للتفاوض .ويطرح ،عىل سبيل املثال ،سؤال ما إذا كان من والقانونيون دورا ً هاما ً يف دعم فريق الوساطة ،رهنا ً بطبيعة
الرضوري تحقيق مكاسب رسيعة يف بدء الوساطة لدفع عجلة املوارد املتنازع عليها .ويف هذه املرحلة ،من املستحسن أيضا ً
العملية إىل األمام وبناء ثقة متبادلة أولية ،أو ما إذا كان من تحديد األطراف الفاعلة الداعمة املحتملة لعملية الوساطة،
األفضل اإلفادة من املكاسب السهلة يف مرحلة الحقة .يتوجب ال سيما الجهات املرشدة والداعية والراعية.
التأمل يف مدة االجتماعات الفردية وتوقع تأخر العملية .إن
تحديد األساليب واإلجراءات :يستدعي اإلعداد للوساطة
رسم املحطات وتحديد أهداف يف عملية الوساطة مفيدان إال أن
استعراض كافة األساليب واإلجراءات الرضورية إلنجاح
فرض مهل زمنية قد يأتي أحيانا ً بنتيجة هي عكس ما كان
االجتماعات واألنشطة األخرى التي تشكل جزءًا من عملية
متوقعاً .وإن خصص للتدريب حيز يف العملية فمتى موعده يف
التفاوض .ويمكن أن تستخدم طوال عملية التفاوض كل
جدول املفاوضات؟ ويف ما يتعلق بمكان االجتماع ،فثمة
الوسائل املتوفرة ،من اجتماعات استشارية مع أصحاب
عمليات أو اجتماعات من املستحسن عقدها رسا ً وبعيدا ً عن
عىل أرض الواقع :تصميم العملية واملبادئ األساسية يف معاهدة مياه نهر السند
يتجول رشاج مأمون (يف وسط الصورة إىل اليسار يف السرتة الحمراء) ،وهو مسؤول باكستاني يف لجنة مياه السند ،مع
مسؤولني هنود عىل ضفاف نهر التاوي يف مدينة جامو يف الهند .أنشأت معاهدة مياه نهر السند املربمة عام 1960لجنة
السند الدائمة التي تنهض بالتعاون يف شأن قضايا املياه العابرة للحدود يف حوض النهر.
كانت معاهدة نهر السند ،وهي اتفاق عىل تصميم عملية التفاوض ومبادئها األساسية ،رشطا ً مسبقا ً هاما ً لتهيئة الظروف للتفاوض
عىل توزيع حصص مياه نهر السند وروافده بني الهند وباكستان .وقد ساعد البنك الدويل الطرفني عىل تصميم العملية واالتفاق عىل
مبادئ أساسية أولية بشأن طبيعة الحل الذي يتوخانه فضالً عن التمثيل املطلوب لزيادة فرص التوصل إىل اتفاق نهائي .وبالتحديد،
وافق الطرفان عىل التفاوض بشأن القضايا العملية وال السياسية مما أدى إىل قيامهما بتعيني مهندسني للخوض يف املفاوضات وذلك
بدعم مهندس من البنك الدويل .سمح هذا النهج التقني للطرفني تجاوز عوائق عدة وساهم يف اعتماد معاهدة نهر السند.
املصدر :اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية .راجع أيضا ً دراسة الحالة رقم 6يف الجزء “باء”.
20
2-2االستعداد للتفاوض
21
2-2االستعداد للتفاوض
بالنسبة إىل حوض النيل ،فقد مهّ دت دورات تدريبية دامت أسابيع وعقدت يف القاهرة وبوجمبورا ونريوبي للتفاوض بشأن اإلجراءات
االنتقالية لتقاسم وتبادل البيانات واملعلومات عن حوض النيل التي أق ّرت يف عام .2009وكانت األنشطة التدريبية قد أثبتت نجاعتها
يف معالجة قضايا االستشارة والقبول يف املفاوضات بشأن اتفاق حوض نهر امليكونغ الذي أبرم يف عام .1995ويف كندا ،سبقت التوصل
إىل اتفاق الغابة الشمالية يف عام 2010دورات تدريبية نظمت يف أثناء االستعداد للتفاوض بغية بناء الثقة والقدرات لدى بعض
أصحاب املصلحة.
22
3-2التفاوض
• املشاكل يف العالقات :يستطيع الوسيط الرتويج • تحديد عنارص االتفاق التي يحتمل أن تؤيدها كل
ألساليب مشرتكة بناءة لحل املشاكل؛ أو وضع قواعد األطراف؛
إلدارة النواحي املتصلة باملشاعر واالنفعاالت أثناء
• تحديد رشوط االتفاق التي تراعي اهتمامات بعض
التواصل؛ أو وضع إجراءات تشجع التعبري عن
األطراف املتفاوضة أو جميعها؛
املشاعر وتر ّد لها مرشوعيتها حسب مقتىض الحال؛ أو
تجريد األفكار والتعبري عنها بوضوح؛ أو تعزيز • إعداد اقرتاحات األطراف؛
التواصل؛ أو تصويب اإلجراءات للحد من تكرار أنماط
• دراسة املساومات الرضورية لتجاوز القضايا العالقة؛
الترصف السلبي.
• عرض اقرتاحات الوسيط للخروج من الطريق املسدود؛
• التضارب بني القيم/املعتقدات :يستطيع الوسيط
توجيه مجرى النقاش لتجنب الخطابات حول القيم • دراسة مقتضيات التنفيذ بما فيها األحكام الرامية إىل
واملعتقدات املتعارضة؛ أو النهوض باالتفاق عىل تجاوز العوائق غري املتوقعة التي قد تعرتض التنفيذ
اعتبار أن األطراف “اتفقت عىل أال تتفق” عىل مجموعة وأي مقتضيات أخرى متعلقة بالحوكمة؛
من األمور؛ أو الرتويج ملجموعة من القضايا التي تتميز
بقيم مشرتكة متى كان األمر ممكناً؛ أو تحديد األهداف • إنجاز اتفاق حول صفقة نهائية تشمل اختبار النتيجة
الشاملة املشرتكة بني األطراف؛ أو التسليم بأن مع املنارصين واملصادقة عليه.
النزاعات عىل القيم واملعتقدات ال تحل بالوساطة. فيما ييل ممارسات حميدة من شأن الوسيط أن يسرتشد بها يف
• التضارب يف املصالح :يستطيع الوسيط إيالء األولوية أثناء التفاوض عىل تسوية النزاعات عىل املوارد .يف مرحلة أوىل،
للنهج القائمة عىل املصالح لتجنب الحاالت التي يتم رسم إطار يساعد عىل تحديد مداخل ممكنة للوساطة مع
ال غالب فيها وال مغلوب؛ أو إيجاد الحلول املجزية مراعاة أبعاد النزاعات املتباينة .ويف مرحلة تالية ،وصف
للجميع؛ أو السعي إىل زيادة املنفعة املشرتكة؛ أو لألساليب املفيدة لتسوية النزاعات عىل املوارد.
اللجوء إىل معايري موضوعية؛ أو السعي إىل التسويات يرد يف الفقرات التالية وصف إلطار يسهل تحديد املداخل إىل
املتكاملة والتكميلية يف مراعاة مصالح مختلف الوساطة إذ يعالج النزاع من خمس زوايا 25 ،24أال وهي املشاكل
األطراف. املتصلة بالبيانات/املعلومات واملشاكل الهيكلية/املنهجية
وفضالً عما سبق ،ثمة اقرتاحات مناسبة تماما ً لعملية الوساطة واملشاكل يف العالقات والتضارب بني القيم/املعتقدات
يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية: والتضارب يف املصالح .ولكل واحد من هذه األبعاد الخمسة
أسلوب معالجة خاص عىل النحو املبني أدناه.
تنظيم عمليات جمع البيانات املشرتكة :يف حاالت كثرية،
تنجم النزاعات عىل املوارد الطبيعية عن معلومات غامضة أو • املشاكل املتصلة بالبيانات/املعلومات :يستطيع
متضاربة أو غري متسقة يف حوزة األطراف ،تغذي مشاعر الوسيط اقرتاح التوصل إىل اتفاق بشأن البيانات/
االرتياب املتبادلة .لذا فإن تنظيم عمليات جمع البيانات املعلومات الوجيهة أو النهج املعتمدة يف جمعها؛
املشرتكة واملصادقة عليها وتحليلها وسيلة مفيدة جدا ً للتوصل أو تحديد املعايري املشرتكة لجمع البيانات/املعلومات
23
3-2التفاوض
تقاس وتخمّ ن بموضوعية ،مثالً كمية املوارد وجودتها إىل فهم مشرتك وبناء الثقة بني األطراف .ويمكن اعتماد هذا
وتوزيعها املكاني وتغيريها املوسمي أو درجة تعرضها األسلوب لتناول مجموعة واسعة من املشاكل املتصلة
للصدمات أو اإلجهاد واالتجاهات يف استهالكها والطلب عليها باملعلومات مثل حجم املوارد أو كميتها أو معدل استغاللها أو
والتغريات البيئية عىل مدى السنني والقدرة عىل االنتعاش توزيع الكلفة واملنافع أو تداعيات عوامل أخرى مثل تغري
والطاقة عىل التحمل .ومع أن هذا األسلوب يتيح فرصة تجاوز املناخ .لكن يتعني تصميم األنشطة املشرتكة بعناية ال سيما
عوائق أساسية إال أن الصعوبة فيه هي أن موارد عديدة تتأثر عندما تتفاوت القدرات التقنية لألطراف عىل جمع املعلومات
بمجموعة من العوامل التي يصعب تخمني توفرها وجودتها وتحليلها .كما ينبغي أن يستند تصميم األنشطة املشرتكة إىل
وقيمتها بشكل دقيق .ويف بعض األحوال ،قد يتوجب تضمني قراءة واضحة ملا يعتربه كل طرف معلومة مفيدة ،وإىل
أي اتفاق نهائي أحكاما ً تراعي هذا الواقع .فضالً عن أن هذا “أساليب املعرفة املختلفة” للحصول عىل املعلومات ،وإىل
األسلوب يفرتض تعادل األطراف يف قدراتها التقنية وهو األمر مساهمة املعلومات التقنية يف فهم األطراف للمشاكل ولحلولها.
الذي يتعني تحقيقه قبل أن تلجأ الوساطة إليه.
ويقيض نهج آخر قريب منه بعض اليشء بإنشاء منصات
تحقيق املنفعة القصوى لجميع أصحاب املصلحة :عندما معلومات مشرتكة تستطيع األطراف املساهمة فيها بانتظام.
تتمحور املفاوضات حول كيفية توزيع موارد طبيعية محدودة ومن شأن تلك املنصات أن تحسن شفافية الوساطة وثقة
عىل أصحاب املصلحة ،يكمن الخطر يف أن يخرج منها غالب األطراف فيها وأن تعادل بني معلومات األطراف .قد يستدعي
ومغلوب .عليه ،يلجأ الوسيط عامة إىل تحديد مجموعة كبرية إنشاء املنصة االتفاق عىل طائفة من القضايا مثل نوع اآللية أو
من املنافع املتأتية من املوارد موسعا ً بذلك الحصة التي يمكن الربوتوكول العلمي لتوليد املعلومات أو جمعها ورشوط العملية
تقاسمها أو استخدامها بصورة مشرتكة .ومن األمثلة عن تلك بحد ذاتها واختيار الخرباء وتصميم عمليات تحليل املعلومات
املنافع فرص العمل واإلرادات والخدمات وإتاحة املوارد والبنية واملصادقة عليها .ويتوجب أحيانا ً وضع قواعد لضمان عدم
األساسية .فكلما أمكن زيادة عدد املنافع املتبادلة ملختلف تحجج األطراف بالحاجة إىل معلومات جيدة للهروب من
أصحاب املصلحة ونطاقها كلما زاد احتمال التوصل إىل نتيجة التفاوض حول القضايا املستعصية.
مجزية للجميع.26
االستعانة بالخربة الفنية املتجردة والدروس املستخلصة
فصل ملكية املوارد عن استخدامها وإدارتها :قد ترتبط من حاالت أخرى :قد تتأثر املفاوضات عىل املوارد الطبيعية
ملكية املوارد الطبيعية بقضايا حساسة مثل الهوية والتاريخ بأسلوب تفسري األطراف للبيانات املتوفرة أو الفجوات الهامة
والثقافة التي يصعب التفاوض عليها .ويجوز اختيار أسلوب يف الوقائع .من املحتمل أن تدخل املفاوضات يف طريق مسدود
فصل موضوع ملكية املوارد عن مسألة إدارتها أو توزيع إذا اعتمدت األطراف عىل بيانات متناقضة أو تفسريات متباينة
اإليرادات املتأتية منها بسحب قضية امللكية رصاحة من طاولة للبيانات عينها أو عندما يرى أحد األطراف أن طرفا ً آخر
املفاوضات .27يف هذه الحالة ،تتفق عادة األطراف عىل أال تتفق يحتفظ ببيانات أساسية أو يتالعب بها .ويكمن دور الخرباء
عىل موضوع امللكية إال أنها تبدي إرادة يف التفاوض عىل الفنيني املتجردين يف عرض بيانات وتحاليل علمية صحيحة
استخدامها وإدارتها بما يعود باملنفعة عىل الجميع رشط أال وموثوقة عىل كل األطراف بالتساوي .وقد يكون يف متناول
يخل األمر بمزاعمها عىل ملكية املوارد يف املستقبل. أطراف ثالثة محايدة تقنيات متطورة (املعاينة امليدانية
والتحاليل املخربية واالستشعار عن بعد وأنظمة املعلومات
استخدام التصورات والنمذجة ودراسات الحالة
الجغرافية والتصوير بواسطة الطائرات املسرية وغري ذلك) من
والوسائل األخرى ملساعدة األطراف عىل تصور استخدام
شأنها أن تعزز مصادر املعلومات والتحليل املتاحة أو أن
املوارد يف املستقبل وإدارتها واملنافع الناجمة عن ذلك:
تساعد عىل النظر إىل اإلشكاليات من زاوية مفيدة .كما أن
تتوفر وسائل عدة ملساعدة األطراف عىل مناقشة حلول محتملة
هؤالء الخرباء قد يعرضون دراسات حالة مستمدة من مناطق
للنزاعات عىل املوارد من دون املساس باملصالح القائمة ومن
أو دول أخرى نجحت يف تسوية نزاعات مماثلة عىل املوارد أو
دون أي حاجة إىل قرار سيايس أو تكليف .عىل سبيل املثال،
يف منع نشوبها( .راجع املرفق .)2
تعطي التصورات احتماالت واقعية عن املستقبل حيث تتمكن
األطراف من دراسة الخيارات والنتائج ومقابلتها .وتبني االنتقال يف النقاش من أبعاد النزاع السياسية
دراسات الحالة التسويات التي توصلت إليها األطراف يف واإليديولوجية إىل جوانبه الفنية :من أساليب الوساطة
نزاعات مماثلة وتشري إىل املنافع التي كسبها كل طرف .أما الشائعة توجيه النقاش حتى يتناول الجوانب الفنية يف
النمذجة فتقدم لألطراف تنبؤات وإسقاطات تقنية الطابع النزاعات عىل املوارد الطبيعية من خالل تفادي األبعاد
تشمل طائفة من املتغريات مثل توفر املوارد واتجاهات السياسية والثقافية واإليديولوجية الحساسة .إنه األسلوب
االستهالك وتغري املناخ والنمو السكاني والهجرة وإلخ .وكلها املعروف بإضفاء الطابع الفني عىل النقاش وهو مفيد جدا ً يف
معلومات تساعد األطراف يف تقييمها الذاتي للتسوية املحتملة النزاعات عىل املوارد الطبيعية ألن عنارص كثرية منها قابلة ألن
24
3-2التفاوض
عىل أرض الواقع :عملية جمع املعلومات املشرتكة يف سياق معاهدة نهر كولومبيا
© RICK BOWMER, KEYSTONE
سد بونفيل عىل نهر كولومبيا قرب أهوسة جزر كاسكيد يف والية أوريغون
يف عام ،1944أنشأت الواليات املتحدة األمريكية وكندا املجلس الدويل لهندسة نهر كولومبيا لدراسة هيدرولوجيا حوض النهر وسكانه
واقتصاده والسدود املشيدة عليه .وهذا مثل عن مساهمة عملية جمع املعلومات املشرتكة يف تجاوز سنوات من الحوار العقيم وكرس
جمود املفاوضات التي انتهت بوضع معاهدة نهر كولومبيا التي وقعتها الدولتان يف عام 1961وصادقت عليها يف عام .1964
25
3-2التفاوض
االستعانة باآلليات أو املؤسسات املشرتكة ملعالجة للمعايري الدولية يضفي عىل العملية مرشوعية ويساعد عىل
القضايا التقنية املتشعبة :بما أن النزاعات عىل املوارد حشد الدعم عند تنفيذ االتفاق .ويف جملة األطر الناظمة
تنطوي عىل قضايا تقنية متشعبة تستلزم معلومات مفصلة الخاصة باملوارد الطبيعية تذكر االتفاقات البيئية املتعددة
واهتماما ً متواصالً ،قد تقرر األطراف املتفاوضة أن تنشئ األطراف؛ ومن املمارسات الحميدة يذكر ميثاق املوارد
آليات أو مؤسسات مشرتكة ملعالجتها الحقا ً بعد نهاية الطبيعية ومبادرة الشفافية يف مجال الصناعات االستخراجية.
املفاوضات .وعليه يمكن أن تتناول املفاوضات واالتفاق تعديل نمط التفاوض :تصل عمليات الوساطة عىل املوارد
إجراءات إلنشاء اآلليات الجديدة وتشغليها من دون محاولة الطبيعية أحيانا ً إىل طريق مسدود عندما تتصلب املواقف
حل القضايا التقنية يف خالل املفاوضات .عندئذ من املحبذ أن فرتاوح املفاوضات مكانها .قد يتوجب عندئذ عىل الوسيط أن
تسعى األطراف إىل االتفاق عىل بعض البنود التالية :الصالحيات يعدل نمط التفاوض .ويف متناوله أساليب عدة يتوقف
والتكليف والتمثيل أو التوظيف واملؤرشات واملحطات وموقع استخدامها عىل االحتياجات والسياق .فقد يختار اللجوء إىل
املكاتب ومصدر التمويل وعملية تسوية املنازعات. محادثات غري رسمية أو دعوات لتناول العشاء أو رحالت
ميدانية أو جوالت دراسية أو زيارات مراقبة يف املواقع .كما
صياغة اتفاقات مرنة ومتكيفة ملواجهة األمور املستجدة
يمكن أن يساعد األطراف عىل النظر إىل املشكلة من زاوية
وتغي األوضاع :يمكن تقييم جوانب كثرية من املوارد الطبيعيةّ
مختلفة باالستعانة بالخرائط والصور املتحركة الرقمية أو
والبيئية بعبارات كمية إال أن املعارف غري كافية لتخمني تفاعل
باالستحصال عىل معلومات جديدة تصور الوضع من زاوية
األنظمة البيئية املتشعبة وتطورها واستجابتها ألشكال الضغط
جديدة .كما يمكن أن تقوم األطراف سوية بتفقد األماكن
والصدمات واإلجهاد .ويمكن تجاوز هذا الغموض يف االتفاقات املتنازع عليها أو مواقع كانت موضع نزاعات مماثلة تمت
بالوساطة عن طريق اعتماد ترتيبات إدارة مرنة ومتكيفة أو تسويتها .ويجوز أيضا ً دعوة خرباء أو أطراف يف نزاعات مماثلة
خطط طوارئ تقوم عىل اعتبارات محتملة مختلفة .عىل سبيل للتحدث عن تجربتها واستنتاجاتها .إن هذا املزيج من األساليب
املثال ،تتفق األطراف عىل بلوغ أهداف معينة بواسطة الخالقة قد يعدل نمط التفاوض دافعا ً إياه يف اتجاه بناء.
اسرتاتيجيات أو تقنيات محددة لتسوية نزاعها والتي يمكن
رصدها وتقييمها بانتظام يف خالل تنفيذ االتفاق .وإن لم يتم بناء قدرات األطراف املستضعفة عىل مواجهة انعدام
توازن القوى :عند وجود تفاوت فادح يف توازن القوى بني
بلوغ األهداف ،يجوز لألطراف أن تدخل التصحيحات الالزمة
األطراف ،يسهم بناء قدرات الطرف املستضعف كثريا ً يف
بفضل أحكام اإلدارة املتكيفة.
تحسني نوعية املفاوضات ويزيد من فرص استدامة أي اتفاق.
ولكي يكون االتفاق مستداماً ،ال بد أن تكون كل األطراف
قادرة عىل التفاوض عىل مصالحها .ويجدر خالل التفاوض
عىل املصالح إدراك أن التسوية املجزية لكل األطراف تدوم أكثر
عىل أرض الواقع :السياسات الوطنية واملمارسات
من الحاالت التي يعتمد فيها مبدأ الغالب واملغلوب .فعندما
الدولية لتخفيض حرق الغاز يف ألربتا ،يف كندا يفتقر طرف إىل املهارات الرضورية ،تتعثر املفاوضات أو
تراوح مكانها ،أحيانا ً لفرتات طويلة ،أو تفيض إىل اتفاق مربم
إن استعراض املعايري املعتمدة يف دول أخرى مثل الواليات يشكك فيه الطرف املستضعف أو يرفضه الحقاً .من املجدي
املتحدة والنرويج واملمارسات الدولية الجيدة ساعد رشح فلسفة التفاوض عىل املصالح حتى تفهم كل األطراف،
أصحاب املصلحة عىل تقييم خيارات تخفيض حرق الغاز القوية منها واملستضعفة ،أنه من مصلحتها املتبادلة أن
املذاب يف ألربتا ،يف كندا ،بصورة موضوعية .وتجسدت تتفاوض مع أطراف مؤهلة.
النتيجة يف توجيه يفرض أهدافا ً صارمة قصرية األمد عرض اقرتاحات عىل األطراف :من املجدي أحيانا ً أن يقدم
لتخفيض حرق الغاز املذاب ،ويعني الحدود القصوى الوسيط اقرتاحات يف شأن النزاعات عىل املوارد .وهو نهج
للكمية اإلجمالية من الغاز املذاب التي يجوز حرقها يف كل يستدعي الدقة يف التوقيت والقرار ولن يكون عمليا ً إال إذا
موقع إن لم يتم بلوغ األهداف الطوعية. اعتربته األطراف مقبوالً .وال يتقدم باقرتاح سوى الوسيط
الذي له من النفوذ واملصداقية ما يكفي يف رأي أصحاب
املصدر :اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املصلحة يف العملية .وألن األمر دقيق للغاية ،يرتدد غالبية
املوارد الطبيعية .راجع أيضا ً دراسة الحالة رقم 3يف الوسطاء يف تقديم أي اقرتاح يف غياب طلب رسمي من
الجزء “باء”. األطراف .ويف طبيعة الحال ،فإن اقرتاحات الوسيط قد تعقد
األمور أو تحلحل األوضاع.
26
3-2التفاوض
27
4-2التنفيذ
28
4-2التنفيذ
من الطبيعي أن تواجه االتفاقات واملعاهدات مصاعب يف مرحلة التنفيذ مما يبني الحاجة إىل تضمينها أحكاما ً متعلقة بالحوكمة
وإجراءات تسوية املنازعات عىل غرار ما ورد يف معاهدة مياه السند حيث إن مجموعة من إجراءات تسوية املنازعات ،منها استشارة
لجنة السند الدائمة واالستعانة بخبري مستقل واللجوء إىل محكمة التحكيم الدائمة ،ساعدت الطرفني عىل حل قضايا هامة.
املصدر :اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية .راجع أيضا ً دراسة الحالة رقم 6يف الجزء “باء”.
29
-3إرشادات الوساطة يف النزاعات عىل فئات من املوارد الطبيعية
1-1-3عوامل النزاع
1-3املوارد االستخراجية
تتصل املوارد االستخراجية بالنزاعات بأكثر من طريقة؛
ويحتمل نشوب نزاع يف كل مرحلة من مراحل سلسلة قيمة يشمل مصطلح “املوارد االستخراجية” املوارد غري املتجددة
املوارد االستخراجية .32ويتضاعف هذا االحتمال بشكل ملموس مثل النفط والغاز واملعادن باإلضافة إىل املوارد املتجددة مثل
يف الحاالت التي تفتقر فيها الدولة إىل املؤسسات القادرة عىل األخشاب التجارية .وكما ورد يف املقدمة ،تصنف هذه املوارد يف
إدارة املوارد بشكل فعال وشفاف ومسؤول .من منظور الفئة الواحدة ألنه غالبا ً ما تتم إدارتها بشكل مماثل وتقوم
االقتصاد الكيل ،كان االعتماد املفرط عىل حفنة من املوارد عاد ًة باستخراجها رشكات بموجب ترخيص أو عقد امتياز،
الطبيعية يف املايض السبب يف ظهور شتى املشاكل املتعلقة فضالً عن أن استغاللها يثري مصاعب متشابهة كاآلثار
بسوء التخطيط وارتفاع سعر العملة وزعزعة االستقرار االجتماعية والبيئية الخطرية واحتمال ظهور نزاعات مع
االقتصادي .ويف الدول الضعيفة واملنهارة ،غالبا ً ما يكون سوء املجتمعات املحلية عىل تقاسم املنافع.
السيطرة عىل استخراج املوارد الثمينة مرتبطا ً باستيالء تنطوي تنمية قطاع املوارد االستخراجية عىل مجموعة من
مجموعات مسلحة ومنظمات إرهابية عليها .وأخرياً ،قد تؤدي 30
املراحل املعروفة باسم “سلسلة قيمة املوارد االستخراجية”
األنشطة االستخراجية الواسعة النطاق مثل التعدين أو وهي :اعتماد قرار استغالل املوارد االستخراجية باالستناد إىل
الحراجة وما يعقبها من آثار اجتماعية وبيئية إىل إثارة قدر مناسب من الفطنة والقوانني وإجراءات صنع القرار
النزاعات والرصاعات العنيفة أو إىل تأجيجها .ويف ما ييل الشاملة؛ ومنح العقود والرتاخيص؛ ومراقبة العمليات؛ وتطبيق
استعراض لعوامل النزاع الرئيسية عىل املوارد االستخراجية. مقتضيات حماية البيئة والتخفيف من األرضار االجتماعية؛
غياب األطر املؤسسية والقانونية والسياسية الفعالة: وجباية الرضائب؛ والتوزيع السليم لإليرادات؛ وتنفيذ املشاريع
إنه جانب أسايس من جوانب النزاعات يف الدول الغنية باملوارد والسياسات اإلنمائية املستدامة .وبالرغم من أن هذه املراحل
االستخراجية التي تكون فيها األطر املؤسسية والقانونية تتبع تسلسالً زمنياً ،إال أنها بصفة عامة تؤخذ يف االعتبار عند
والسياسية ضعيفة أو غري فعالة أو متناقضة أو حتى غائبة منح االمتياز أو الرتخيص ،مع التذكري بأن معظم املوارد
أحياناً ،مما يقوّض استثمار املوارد وإدارتها بشكل فعال .قد االستخراجية يندرج ضمن سالسل إمداد عاملية تتسم بقدر
تكون هذه املشاكل السبب إما يف ظهور النزاع وإما يف تفاقمه. كبري من عدم االستقرار االقتصادي وتقلب األسعار التي ال يد
ألصحاب املصلحة املحليني فيها.
30
1-3املوارد االستخراجية
املصلحة املهمشون إىل انتهاج نهج املواجهة السياسية أو التنازع عىل الحدود :غالبا ً ما يتجاوز بعض املوارد كالنفط
العنيفة إلسماع أصواتهم. والغاز واملعادن الحدود الوطنية ممتد ًة إىل مناطق تتضارب
فيها املزاعم عىل األرايض بني الدول أو املجموعات اإلثنية
تخييب التطلعات والوعود :قد ينجم عن تخييب التطلعات املختلفة .ولطاملا ولدت عمليات تعيني الحدود ،التي تؤثر عىل
املتعلقة باملنافع املتأتية من استغالل املوارد الطبيعية ،مثل السيطرة عىل املوارد الطبيعية ،التوتر والجدل يف ضوء عواقبها
توفري فرص عمل ،وزيادة الحركة التجارية املحلية ،وتعزيز االقتصادية والسياسية الهامة .لذلك يكتيس تحديد املناطق
األمن ،وتوفري خدمات صحية ،وتحسني مستوى التعليم والبنية االقتصادية الخالصة وتعيني الحدود البحرية أهمية بالغة
األساسية ،تذمر يف املجتمع املحىل يفيض أحيانا ً إىل نزاع .وهي نظرا ً ملا له من تداعيات عىل ملكية مخزونات النفط والغاز
الحاالت التي تكون فيها التوقعات مبنية عىل تقديرات غري البحرية .كما تشكل رغبة مجموعات إثنية يف االحتفاظ بحقوق
واقعية ملا يمكن للمستثمرين والسلطات أن يقدموه أو ملا أراض محددة من الدولة واحدا ً من أهم
استغالل حرصية يف ٍ
يرغبون يف تقديمه ،أو الحاالت التي يساء فيها فهم تلك أسباب الخالف يف النزاعات الوطنية .وقد يحصل نزاع عىل
التقديرات ،أو الحاالت التي تكون فيها التوقعات مبنية عىل املوارد االستخراجية أيضا ً نتيجة التضارب بني وجهة استخدام
معلومات خاطئة قدمت يف املراحل األوىل من املرشوع .كما األرايض لألغراض امللحوظة يف الرتخيص أو االمتياز ووجهة
ينشب النزاع أيضا ً نتيجة عدم الوفاء بتطلعات واقعية كتلك استخدام مقررة أخرى مثل إنشاء حديقة عليها أو كونها
الحاالت التي ال يتم فيها تطبيق أحكام رصيحة من عقد أرايض تعود ملكيتها إىل مجتمع محيل.
االمتياز أو من االتفاقات مع السلطات املحلية أو أصحاب الترسع يف استغالل املوارد االستخراجية يف غياب
املصلحة ،أو الوفاء بوعود شفهية أو االختالف عليها أو التأخر ضمانات كافية :عند اكتشاف املوارد االستخراجية ،رسعان
يف الوفاء بها؛ وكلها حاالت تثري االستياء وتتسبب يف رضر ما يعترب صانعو القرار ،سواء من القطاع الخاص أو العام ،أنه
مادي بل يف إضعاف املنتفعني وتكبدهم تكاليف وأحيانا ً يف من الرضوري استغاللها حتى تدر دخالً ،وذلك قبل وضع
خالف بني أصحاب املصلحة. اإلطار التنظيمي املالئم وتوفري الضمانات البيئية واالجتماعية
الرضورية .بعبار ٍة أخرى ،إن املطالبة باستغالل املوارد
عىل أرض الواقع :املوافقة الحرة املسبقة املستنرية ال تراعي الحاجة إىل اكتساب القدرات املالئمة أو إنشاء األطر
القانونية واملؤسسية الالزمة أو إجراء املشاروات العامة
تقر االتفاقية رقم 169ملنظمة العمل الدولية بحق املناسبة .لكن امليض بالعمل من دون التطرق إىل هذه املسائل
الشعوب األصلية يف أن تتم استشارتها بشأن اإلجراءات يولد اعرتاضا ً قويا ً عىل املشاريع االستخراجية ،فال غنى بالتايل
واالستثمارات التي يمكن أن تؤثر عليها بصورة مبارشة. عن إطار تنظيمي متني قبل البدء بجني األرباح ال سيما أن
يمكن النظر إىل املوافقة الحرة املسبقة املستنرية عىل أنها املصالح املالية املكتسبة واعتماد امليزانية الوطنية عىل مصادر
عملية إرشاك وموافقة متواصلة تنطوي عىل مشاركة
الشعوب األصلية املستمرة يف كل مراحل سلسلة قيمة الدخل هذه قد تحد من فرص اإلصالح يف املستقبل.
املوارد االستخراجية .ويف حني تعرتف املبادئ التوجيهية
ضعف إرشاك املجتمعات املحلية وأصحاب املصلحة:
لربنامج األمم املتحدة للتعاون يف مجال خفض االنبعاثات
٣٣
الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها يف البلدان النامية ينشأ الكثري من النزاعات عىل املشاريع االستخراجية أو يتفاقم
بصورة رصيحة بإمكانية ممارسة حق النقض ،إال أن كاف أو مناسب للمجتمعات املحلية ٍ بسبب عدم إرشاك
منظمة العمل الدولية ومقرر األمم املتحدة الخاص املعني وأصحاب املصلحة .كما أن أساليب اإلرشاك املألوفة ال تراعي
بحقوق الشعوب األصلية يعتربان أنه من شأن حق النقض احتمال نشوب نزاع وال تعالج خصائص النزاعات عىل املوارد.
أن يستقطب األطراف يف مواقف متصلبة عىل نقيض
فهي ال تأخذ يف عني االعتبار ،عىل سبيل املثال ،كل األطراف
النتيجة املتوخاة أال وهي تحقيق التوافق يف اآلراء.
الفاعلة وأصحاب املصلحة األساسيني وال مستويات النزاع
تشمل عملية صنع القرار القائمة عىل املوافقة الحرة املختلفة وال تفاوت ميزان القوى بني األطراف وال احتياجات
املسبقة املستنرية ،يف جملة ما تشمل ،رسم خارطة املجتمعات املحلية وأهدافها وممارساتها الثقافية .كما أن
تشاركية تحدد الشعوب األصلية املترضرة ،ومراعاة الكثري من العمليات يعجز عن مراعاة مبدأ املوافقة الحرة
املعارف التقليدية ،إىل جانب األساليب الحديثة لجمع
املسبقة املستنرية األمر الذي غالبا ً ما يثري شكاوى املجتمعات
البيانات وتحليلها.
املحلية املترضرة .متى لم يرشك أصحاب املصلحة األساسيون
املصدر :منظمة العمل الدولية .االتفاقية رقم 169بشأن عىل النحو املناسب ومتى تم تهميشهم واستبعادهم من عملية
الشعوب األصلية والقبلية.1989 . صنع القرار وما يتصل بها من مشاركة ،زاد احتمال االعرتاض
والتصعيد الرسيع للتوتر .يف بعض الحاالت ،قد يعمد أصحاب
31
1-3املوارد االستخراجية
والبيئية وإدارتها ،نادرا ً ما تطبق هذه اإلجراءات؛ وإن طبقت، التقاسم غري املتساوي للمنافع :إن الكثري من النزاعات عىل
جاء تطبيقها ناقصاً. متساو
ٍ املوارد االستخراجية تنشأ ،أو تتفاقم ،نتيجة تقاسم غري
للمنافع ،بدءا ً بتقاسم اإليرادات وصوال ً إىل فرص العمل ومرورا ً
تضارب االمتيازات والرتاخيص مع الحقوق النظامية
باالستفادة من البنية األساسية والخدمات العامة .ويزيد
أو العرفية يف األرايض واملوارد :من شأن عقد امتياز أو
احتمال نشوب نزاع عنيف يف البلدان التي ال توزع فيها املنافع
ترخيص صدر بطريقة ال تعرتف بالحقوق القائمة يف األرايض بشكل متساوي بني املجموعات أو املناطق .وقد يواجه مرشوع
أو املوارد أو تتناقض معها أن يثري اضطرابا ً كبرياً .يف بعض معارضة عندما يتم توزيع املنافع بشكل يبدو غري ً فردي
الحاالت ،ال تغطي الحقوق النظامية يف األرايض املوارد منصف ،ال سيما بالنسبة إىل فئات املحرومني أو تلك التي
الجوفية أو يتم سحبها بموجب إجراء نزع امللكية تتخذه تتحمل عبء اآلثار السلبية من تلوث بيئي أو نزوح .يف هذا
السلطات يف ممارسة حقها يف االستمالك العام .أما الحقوق السياق ،تجدر اإلشارة إىل العوامل التالية:
العرفية يف األرايض فتنطوي عىل صعوبات ألنه نادرا ً ما تكون
موثقة أو معرتف بها قانوناً( .للمزيد من املعلومات ،راجع • توزيع اإليرادات محليا ً وإقليميا ً :قد يرتتب عن
القسم 2-3بشأن األرايض). وجود موارد استخراجية ثمينة يف إحدى املناطق
اضطرابات إن وزعت إيراداتها بشكل غري عادل عىل
غياب آليات تسوية املنازعات والتظلم املرشوعة :يف غياب كل مناطق البالد وعىل املجموعات املعنية وعىل
آليات مرشوعة وفعالة يلجأ إليها أصحاب املصلحة لتسوية املجموعات املجاورة.
املنازعات والتظلم ،من املحتمل أن يتصاعد االستياء ويتحول
إىل أعمال عنف. • اإلفادة من البنية األساسية والخدمات العامة :قد
يشكل موقع البنية األساسية والخدمات الرئيسية
سوء إدارة إيرادات املوارد :إن الفساد وتحويل إيرادات املتصلة باملوارد االستخراجية واستخدامها بؤرة توتر
األنشطة االستخراجية وسوء إدارتها عىل حساب املصالح مثالً عندما يقيّد استخدام الطرقات والسكك الحديدية
الوطنية ومصالح الجماعات قد تثري السخط الشعبي وتتسبب واملوانئ وشبكات الكهرباء والخدمات املائية الداعمة
يف نزاع .وغالبا ً ما يحصل هذا االختالس للمحافظة عىل السلطة لألنشطة االستخراجية .وتتفاقم املشكلة عند اعتماد
السياسية بواسطة شبكة املحسوبية .كما يمكن تحويل إيرادات “نهج املعازل” الذي ال يضمن إمداد الخدمات والبنية
املوارد االستخراجية بعيدا ً عن املصلحة العامة لتمويل الجيش األساسية إىل املجتمعات املجاورة.
أو املجموعات املسلحة.
• توفري فرص العمل وإنعاش الحركة التجارية :من
االستخراج غري القانوني واألفعال اإلجرامية :يرافق املتوقع حصول اضطراب أو نزاع عندما ال ينال
األفعال اإلجرامية عادة االستغالل غري القانوني للموارد السكان املحليون فرص عمل مالئمة وأجورا ً كريمة
االستخراجية واالتجار بها ،إىل أن تصبح عامالً يف إثارة وفرصا ً تجارية يف خدمة املرشوع االستخراجي .وما
النزاعات يف املناطق الغنية باملوارد والتي تعاني من حوكمة يزيد الطني بلة تفضيل أشخاص أو رشكات تجارية
ضعيفة أو عدم استقرار أو نزاع مسلح .فيكون لألفراد من خارج املجتمع املحيل أو البلد عىل السكان املحليني.
والجماعات والرشكات التي تعمل خارج نطاق القانون
مصلحة يف أن يبقى الوضع عىل حاله وتحاول بالتايل نسف اآلثار االقتصادية واالجتماعية والبيئية السلبية :لألنشطة
املبادرات الهادفة إىل تغيريه. االستخراجية منافع للمجتمعات املحلية بالرغم من آثارها
السلبية التي قد تتسبب يف نزاع محيل .ومن شأن الحوكمة
نهب املوارد الطبيعية :يتوقف دور املوارد االستخراجية يف الضعيفة أن تضاعف اآلثار االقتصادية السلبية لظاهرة لعنة
النزاعات عىل عوامل عدة مثل طبيعتها وموقعها وطريقة املوارد ،بما فيها زيادة أسعار الرصف والتضخم املحيل
استخراجها واألطراف الفاعلة املشاركة يف استخراجها واملضاربة عىل األرايض وانخفاض تنافسية الصادرات .كما أن
وتجارتها .يف النزاعات ،يجب التمييز بني املوارد القابلة للنهب لألنشطة االستخراجية تداعيات اجتماعية سلبية كثرية مثل
واملوارد غري القابلة للنهب .للموارد القابلة للنهب قيمة عالية الفساد والنزوح وانتهاكات حقوق اإلنسان وتدفق العمال
وال تواجه عوائق اقتصادية الخرتاق السوق .بعبارة أخرى ،إنها املهاجرين واضطراب أساليب االسرتزاق التقليدية وتزايد
موارد ثمينة يمكن استغاللها بسبل حرفية (مثل املاس املشاكل االجتماعية وارتفاع معدالت الجريمة .وقد تتفاقم هذه
الغريني أو الخشب) .تسهم املوارد القابلة للنهب يف النزاعات املشاكل جراء اآلثار البيئية ،مثل انعدام الوصول إىل أساليب
يف حال استعمال إيراداتها لتمويل املجموعات املسلحة؛ ويطلق االسرتزاق التقليدية واألرضار التي تلحق باملوارد وتدهورها
عليها مصطلح “املوارد املؤججة للرصاع” متى استخدم ريعها وتلوث األرض والهواء واملاء .وحتى عندما يكون للرشكات
يف تمويل جرائم حرب وانتهاكات حقوق اإلنسان .أما املوارد االستخراجية إجراءات متطورة لتقييم اآلثار االجتماعية
32
1-3املوارد االستخراجية
الذي يشكل نقطة انطالق جيدة للبحث يف القضايا الرئيسية غري القابلة للنهب فتتطلب استثمارات كبرية يف البنية األساسية
الواجب حلها. وخربة تقنية الستخراجها أو نقلها (مثل النفط والغاز واملعادن
املستخرجة من آبار عميقة مثل ماس الكمربليت) .إن املوارد
بناء قدرات املجتمعات املحلية وأصحاب املصلحة عىل غري القابلة للنهب تسهم يف النزاعات يف حال تعرضها للرسقة
التفاوض :تفتقر املجتمعات املحلية والفئات االجتماعية إىل أو لرضائب غري رسمية خالل عبورها سلسلة القيمة حتى
املعارف واملهارات الالزمة للتفاوض بصورة فعالة مع تكون مصدر دخل للمجموعات املسلحة.
الرشكات والسلطات العامة عىل القضايا املتعلقة بإدارة املوارد
االستخراجية وتقاسم املنافع املتأتية منها .بالتايل ،يشكل انتهاك حقوق اإلنسان :تشكل انتهاكات حقوق اإلنسان
التدريب عىل التفاوض عىل املصالح واملهارات الفنية ذات محركا ً هاما ً للنزاعات كما يمكن أن تتسبب يف احتجاجات أو
فعالة لتأمني التوازن يف القدرات التفاوضية، ً ً
وسيلة الصلة أعمال عنف .قد تكون الرشكات متورطة بانتهاكات حقوق
وهو األمر الذي يكتيس أهمية بالغة بالنسبة إىل الفئات املهمشة اإلنسان بشكل مبارش أو غري مبارش ،سواء تعلقت باآلثار
مثل الشعوب األصلية أو النساء أو الشباب. االقتصادية واالجتماعية والبيئية السلبية عىل املجتمعات
املذكورة أعاله أو بموظفيها أو بموردي الخدمات األمنية .لقد
دعم مشاركة الدولة أو تعزيزها وتطبيق القانون :تقوم أشار جون روجي ،334املمثل الخاص لألمني العام لألمم املتحدة
نزاعات كثرية عىل املوارد االستخراجية عىل خالف بني الرشكات املعني بمسألة حقوق اإلنسان والرشكات عرب الوطنية وغريها
واملجتمعات املحلية يف سياق انخراط ضعيف أو غري متكافئ من مؤسسات األعمال ،إىل الوسائل التي تلجأ إليها الرشكات
للدولة .يف هذه األحوال ،من املستحسن ،مثالً ،بناء قدرات النتهاك حقوق اإلنسان ،مثل استخدام األطفال وعمل السخرة
الدولة أو السلطات املحلية عىل التدخل يف النزاع و/أو تطبيق والتمييز وتقييد نشاط النقابات والرتحيل القرسي وأفعال
القوانني واألنظمة وإجراءات تسوية املنازعات السارية بطريقة قوى األمن العامة والخاصة .نظرا ً ألن األنشطة االستخراجية
منصفة ومتسقة. عمليات واسعة النطاق تستلزم استثمارات كبرية ونظرا ً
للرتتيبات األمنية بني الدولة والرشكات االستخراجية (ال سيما
اللجوء إىل اتفاقات تقاسم املنافع وتنمية املجتمعات:
يف سياق املشاريع املشرتكة) ،من الرضوري إيجاد حل يوفق
تشكل هذه االتفاقات أدا ًة فعالة تساعد املجتمعات والرشكات بني متطلبات الرشكات األمنية وحماية حقوق اإلنسان.
االستخراجية عىل إيجاد أسس االتفاق املتبادل .إن اتفاقات
تقاسم املنافع تعنى بتوضيح توزيع املنافع والتكاليف 2-1-3أساليب الوساطة واالتفاقات النموذجية
واملسؤوليات املرتتبة عىل استغالل املوارد االستخراجية .وهي
تطرق أيضا ً إىل عدة مسائل مثل الحيازة أو ملكية االمتيازات؛ يف متناول الوساطة يف النزاعات عىل املوارد االستخراجية عدد
واإلنصاف يف التنمية؛ وتقاسم اإليرادات والعوائد؛ وتنمية من أساليب الوساطة واالتفاقات النموذجية.
املجتمعات واالستثمار يف البنية األساسية (بما يف ذلك اإلسكان دعوة األطراف الثالثة إلجراء تقييم فني محايد :يف الكثري
واملرافق العامة)؛ والتدريب وفرص العمل؛ وتخفيف اآلثار من النزاعات عىل املوارد االستخراجية ،يختلف فهم البيانات
االجتماعية واالقتصادية والبيئية؛ والرصد املستقل .ويف وسع املتوفرة وتفسريها باختالف األطراف .عندما تختلف األطراف
الرشكات الدخول يف اتفاقات رشاكة مع املجتمعات املحلية عىل البيانات التقنية األساسية ،من املفيد بمكان لألطراف أو
واملنظمات غري الحكومية املحلية لدعم تنمية املجتمعات املقيمة الوسيط دعوة خرباء فنيني محايدين إلجراء تقييم علمي يرمي
يف مواقع أنشطتها مع الرتكيز عىل البنية األساسية أو بناء إىل اعتماد بيانات موضوعية يف الوساطة .ويجوز إجراء التقييم
القدرات أو الخدمات األساسية. بصورة مستقلة تماما ً أو باالشرتاك مع األطراف .يف هذه الحالة
األخرية ،ال بد من أن تتفق األطراف عىل املنهجية عىل أن يتم
استعمال آليات التظلم :يواجه أصحاب املشاريع
التحقق من البيانات بصورة مستقلة .وتجدر اإلشارة إىل أن
االستخراجية نزاعات وشكاوى تتأتى من آثار أنشطتهم غري
العمل املتضافر عىل الحد من أوجه الشك والخالف أسلوب
املتوقعة أو من حوادث معينة .وهذا يصح بغض النظر عن أي
يعود بمنفعة عىل صعيد تسوية النزاع أكثر منه التوصل إىل
اتفاق بشأن املنافع واآلثار أو اتفاق لتنمية املجتمعات .من هنا
فهم مشرتك للواقع ،ال سيما يف النزاعات عىل املوارد
أهمية تأمني آليات تظلم فعالة تمنع تضخم الشعور باإلحباط. االستخراجية التي تقوم عىل تصورات لألرضار البيئية
تجسد آليات التظلم الفعالة مبدأ “الوصول إىل سبل االنتصاف” واملخاطر الصحية وخسارة سبل املعيشة .يف طبيعة الحال،
واحدا ً من مبادئ جون روجي التوجيهية بشأن األعمال سوف يسهم التقييم الذي يجريه طرف ثالث لتحديد أوجه
التجارية وحقوق اإلنسان (راجع أعاله). االختالف يف التوقعات وتصنيفها يف إزالة سوء التفاهم والكشف
عن أوجه القصور وإضفاء طابع واقعي عىل التطلعات ،األمر
33
1-3املوارد االستخراجية
غياب التنسيق إىل نتائج غري مجدية وغري فعالة ومرضة وضع خطط مكانية ورسم الحدود :عندما تقع املوارد
بالبيئة وبالعالقات بني الدول .تساهم اتفاقات الوحدنة يف االستخراجية بالقرب من مناطق حساسة بيئيا ً أو من مناطق
جمع املزاعم املتنافسة عىل حقل النفط أو الغاز يف خطة إنتاج ذات أهمية خاصة لالسرتزاق املحيل (منابع مياه أو غابات أو
واحدة تراعي جيولوجيا املوقع وتحدد أفضل رشوط أرايض صالحة للزراعة أو مراعي) أو داخلها ،قد تنشأ نزاعات
االستخراج بغض النظر عن الحدود الوطنية .فيصبح بإمكان بشأن اآلثار البيئية املحتملة لألنشطة االستخراجية وتأثريها
الدول اعتماد االتفاق لتقوم باستغالل مشرتك لحقول النفط عىل حقوق السكان املحليني .عندها ،تمثل الخطط املكانية
والغاز يكفل الفعالية يف أعمال التنقيب والحفر واإلنتاج ورسم حدود املناطق الحساسة أو دروب االرتحال أو مواقع
وتقاسم اإليرادات بشكل متساوي.35 عمليات االستخراج وسيلة مفيدة للتخفيف من وطأة اآلثار
السلبية ومنع النزاعات.
درس إمكانية إنشاء مناطق تنمية مشرتكة عىل الحدود
ً
بحرية املتنازع عليها :عندما يعرب حقل نفطي حدودا ً اعتماد اتفاقات بشأن املعايري البيئية :تصعب أحيانا ً
متنازع عليها ،بإمكان الوسيط أن يشجع األطراف عىل إنشاء مراعاة مخاوف املجتمعات بشأن اآلثار البيئية املحتملة
منطقة تنمية مشرتكة عن طريق اتفاق تنمية مشرتك .إنها لألنشطة االستخراجية باالعتماد عىل الترشيعات السارية
وسيلة تتيح للدول التعاون يف مجال التنقيب عن املوارد ومعايري األداء املتوفرة .لذا يلجأ بعض الرشكات إىل اعتماد
واستغاللها يف حني تضع النزاع الحدودي جانبا ً من دون معايري بيئية وإجراءات تشغيل أكثر رصامة مما تنص عليه
اإلخالل بمزاعمها اإلقليمية. األنظمة السارية ،مثل معايري متشددة لضمان نوعية املياه
والهواء أو ممارسات تشغيلية تحمي التنوع البيولوجي
مراعاة املبادئ الطوعية بشأن األمن وحقوق اإلنسان
وتحفظ املوارد أو تقنيات إدارة النفايات الخطرة.
واألطر األخرى الخاصة بحقوق اإلنسان :تشكل املبادئ
ً
مجموعة من املبادئ الطوعية بشأن األمن وحقوق اإلنسان اعتماد اتفاقات “الوحدنة” بشأن الحدود املشرتكة :ال بد
غري امللزمة الرامية إىل مساعدة الرشكات االستخراجية عىل من إطار للتعاون بني البلدان املعنية عندما تعرب ترسبات
النفط أو الغاز الحدود الوطنية .من دون هذا اإلطار ،يؤدي
يف عام ،2006طلبت نيجرييا إىل برنامج األمم املتحدة للبيئة إجراء تقييم بيئي شامل للتلوث النفطي يف أوغونيلند ،وهي منطقة شهدت
نزاعا ً طويل األمد عىل املوارد .يف ذلك الحني ،كانت نيجرييا تحاول إجراء وساطة بني املجتمع املحيل والرشكة املنتجة للنفط .ويف حني
بات معروفا ً أن التدهور البيئي والتلوث الناتج عن استخراج النفط كان سببا ً رئيسيا ً لالضطرابات االجتماعية املتواصلة ،إال أنه لم يجر
أي تقييم ميداني شامل أو مستقل لدرجة التلوث .فأجرى برنامج األمم املتحدة للبيئة أول تقييم أسايس مستقل عن التلوث اعتمد فيه
منهجية علمية لقياس اآلثار البيئية واملخاطر املقابلة .لضمان موضوعية العملية ،أجرى التقييم خرباء دوليون؛ كما شاركت املؤسسات
املحلية لضمان الشفافية وقبول النتائج.
34
1-3املوارد االستخراجية
اجتماع مع السكان يف أوغونيلند .2006 ،نظم ممثلو برنامج األمم املتحدة للبيئة اجتماعات استشارية مع املجتمعات
املحلية املختلفة املترضرة من التلوث النفطي قبل املبارشة بالتقييم البيئي
يف عام ،2011قدمت نتائج التحاليل إىل نيجرييا .وجاء يف التقرير توصية باتخاذ تدابري طارئة للحد من ترضر الصحة العامة وهي
التوصية التي دخلت يف صميم اهتمامات املجتمعات املحلية .وجاءت توصيات أخرى لدفع رشكة النفط عىل املبارشة بمسح لسالمة
منشآتها ملنع زيادة التلوث .فتمكنت الرشكة من االستفادة من بنية أساسية نفطية حيوية إلجراء أعمال الصيانة الوقائية .كما خرج
التقييم بقاعدة معلومات تقنية أساسية متينة مشرتكة بني األطراف استندت إليها للتفاوض عىل برنامج لتنظيف التلوث .واليوم تقوم
مجتمعات محلية أخرى يف نيجرييا باالعتماد عىل تقرير برنامج األمم املتحدة للبيئة عن أوغونيلند كنموذج ملعالجة مشاكل التلوث
النفطي وما يتصل به من نزاعات.
.UNEP. 2011. Environmental Assessment of Ogoniland. United Nations Environment Program: Geneva املصدر:
35
1-3املوارد االستخراجية
حتى تتيح ملوظفيها فرص تقديم الشكاوى وسبل انتصاف إحالل توازن بني املشاغل األمنية وحقوق اإلنسان .36وقد
إن لحق بهم ظلم .أما اآلليات الخارجية فهي تلك التي تتيح أثبتت املبادئ الطوعية فائدتها يف بناء العالقات يف سياق
للمجتمعات املحلية وأصحاب املصلحة املترضرين سبيالً عمليات الوساطة و/أو الحوار بعد إنشاء املنتديات املتعددة
لالنتصاف .وكلها آليات يتعني تصميمها يف ضوء السياق األطراف للمساعدة عىل تطبيق االتفاقات أو اإلرشاف عىل
العام واحتياجات من ألجلهم أنشئت. تطبيقها .أما يف ما يتعلق بانتهاكات حقوق اإلنسان األخرى،
فال بد من آليات تظلم “داخلية” و“خارجية” .ويعنى
باآلليات الداخلية تلك التي تنشئها الرشكات االستخراجية
• تم تحديد عدد من املمارسات الحميدة يف اتفاقات الوحدنة التي من شأنها أن تساعد عىل الحد من النزاعات يف أثناء التنفيذ .وهي
أحكام رصيحة حول:
• مساحة الوحدة بما فيها االمتداد املساحي وعمقه وأسلوب معالجة االكتشافات الجديدة؛
• املوارد التي يشملها االتفاق – النفط أو الغاز أو كالهما؛
• استخدام موارد أخرى ،مثل املياه ،التي قد تكون رضورية لتيسري عملية االستخراج؛
• توزيع اإلنتاج والتكاليف بني البلدان املعنية ،والتزامات تسديد العوائد والعالوات ،وتقاسم اإلنتاج واسرتداد التكاليف ،والرسوم
املتوجبة عىل أصحاب الرتاخيص؛
• الفروقات الهامة يف تكاليف التشغيل قبل اتفاق الوحدنة أو التكاليف اإلضافية املتكبدة أثناء االنتقال من اتفاق التشغيل املنفرد
إىل اتفاق الوحدنة؛
• تحديد “فائدة املوقع” بما فيها كميات النفط أو الغاز النسبية املوجودة يف جوف كل مساحة من األرض التي يشملها اتفاق
الوحدنة والكميات النسبية من املخزون القابل لالستخراج لكل مساحة؛
• تحديد “فائدة الوحدة” باالعتماد عىل جمع فوائد املوقع وحجم كل موقع تمتلكه األطراف؛
• إجراءات تمكن األطراف التي تمتلك فوائد الوحدة من صنع القرار؛
• التفاعل بني مواقع التشغيل املوحد ومواقع التشغيل السابقة التفاق الوحدنة.
Okoye A., T. Walde, S. Mahmud, and E. Bastida. 2007. Cross-Border Unitization and Joint Development املصدر:
.Agreements: An International Law Perspective. Houston Journal of International Law 29: (2): 355-425
36
1-3املوارد االستخراجية
املصــادرOkoye A., T. Walde, S. Mahmud, and E. Bastida. 2007. Cross-Border Unitization and Joint Development :
Agreements: An International Law Perspective. Houston Journal of International Law 29: (2): 355-425; Olufemi A. A.,
.and O. George. 2010. Current Challenges in Unitization—The Nigerian Experience
37
2-3األرايض
من النزاعات العقارية يكمن يف وضع نظام متكامل لتسويتها التقرب من مصادر السلطة والنفوذ .ويحصل ذلك مثالً متى
باالعتماد عىل الوساطة .ويستدعي هذا النظام تصنيفا ً تعود مجموعة من النازحني إىل أراضيها بعد نهاية حرب أهلية
للنزاعات لكفالة إخضاع كل نزاع إلجراء التسوية املناسب لتجد أفرادا ً أو مجموعات أخرى قد احتلتها .إن هذه الظاهرة
وتوجيه النزاعات املناسبة إىل الوساطة .ومن املستحسن أن التي يطلق عليها اسم اإلشغال الثانوي مشكلة متكررة يف
يكون نظام الوساطة املعتمد قادرا ً عىل معالجة شتى نواحي حاالت إعادة توطني النازحني أو الالجئني أو املقاتلني املرسحني.
النزاع املتداخلة .فيتعني أن تربط الوساطة ،مثالً ،بني اآلليات أراض محتلة يقومون يف كما أنه ويف حال عاد النازحون إىل ٍ
العرفية والنظامية وبني اإلجراءات املحلية والوطنية .وينبغي األغلب باالستيطان املؤقت يف مناطق أخرى مما يتسبب يف
إدراج الوساطة بعناية يف نظام أشمل لتسوية النزاعات من سلسلة من النزاعات املتتالية مع مجموعات من األطراف
أجل تفادي التضارب بني األحكام واملفاضلة بني املحاكم الفاعلة األخرى التي تزعم أن األرايض أراضيها أو التي كانت
وترشذم املطالبات .ويف وسع التصميم االسرتاتيجي أن يضمن بدورها يف عداد املجموعات النازحة .ومما يزيد الطني بلة أن
التكامل بني مستويات النظام املختلفة وأن يتيح فرصة الطعن إتالف صكوك امللكية أو السجالت العقارية أمر شائع يف
يف القضايا املناسبة .وال بد من بناء قدرات من يعمل عىل النزاعات املسلحة .إن النزاعات التي تسببها تلك العوامل
تطبيق هذا النظام .ومن األهمية بمكان أن تنسق الهيئات دارجة يف البلدان التي شهدت نزاعات عنيفة.
العامة أنشطتها عىل مختلف األصعدة.
انعدام فعالية آليات تسوية املنازعات :غالبا ً ما تكثر
تسوية أعداد كبرية من النزاعات العقارية املتشابهة: النزاعات العقارية إىل حد أنها تطغى عىل قدرة آليات تسوية
يجوز اعتماد نهج واحد يف تسوية النزاعات املتشابهة .ويكمن املنازعات سواء كانت قضائية أم عرفية ،مما يعني أن التسويات
الحل املحتمل يف سن ترشيع أو اعتماد سياسة من شأنها أن تستغرق وقتا ً طويالً أو تعترب مستحيلة فتولد اإلحباط الذي
تقدم حالً واضحا ً وفعاال ً ألعداد كبرية من النزاعات املتشابهة. يتحول إىل عنف .فضالً عن ذلك ،قد يصعب اللجوء إىل آليات
وقد ال تستدعي تسوية بعض النزاعات أكثر من توضيح التسوية أو استخدامها بسبب املسافة أو الرسوم الباهظة أو
القانون أو تعزيزه يف حني أن البعض اآلخر يتطلب توضيح الوثائق املطلوب توفريها أو عدم اإلملام باإلجراءات أو األمية.
إجراءات تطبيق أحد القانونني الساريني .وقد يكمن الحل أيضا ً وقد تكون تلك اآلليات صعبة املنال بالتحديد بالنسبة إىل
يف إنشاء هيئة عقارية أو مؤسسة متخصصة مؤقتة .من املتوقع النساء أو املجموعات اإلثنية املهمشة.
أن تضع الهيئة العقارية نظاما ً شفافا ً متعدد القنوات الستقبال االنتقال من نظام حيازة إىل نظام آخر :إن االنتقال من
املطالبات وتسجيلها ونظاما ً يتيح تقييم األهلية وإجراء نظام حيازة إىل نظام آخر قد يتسبب يف نزاع يف غياب عملية
التحقيق وتقديم خدمات الطرف الثالث لتسوية املنازعات فعالة لكفالة سالسة عملية االنتقال وتسوية املنازعات العقارية
وتقفي آثار النزاعات ورصدها و/أو وضع آلية ملراقبة االمتثال الكثرية التي تنشأ أثناء ذلك .فيمكن مثالً توقع احتكاكات عند
واإلنفاذ .وإذا كانت املشكلة تقوم أساسا ً عىل عودة أعداد وافرة االنتقال من الحيازة العرفية إىل الحيازة النظامية أو من
من النازحني والالجئني الذين فقدوا القدرة عىل الوصول إىل الحيازة املشرتكة إىل الحيازة الخاصة .وقد تعود الشكاوى إىل
أراضيهم ،ال بد من إنشاء آلية تعويض تقدم لهم قطع أرض ماض بعيد أي إىل تاريخ نقل األرايض املستعمرة إىل الدولة يف
ٍ
بديلة أو تعويضا ً نقدياً. عهد االستقالل من دون التنبه إىل حقوق املالك العرفيني.
اإلفادة من آليات الوساطة املحلية والعرفية :إن األطراف اسرتجاع األرايض املشرتكة “غري املستخدمة” :قد تحاول
الفاعلة املحلية طرف يف نزاعات عقارية كثرية يستدعي حلها أراض مشرتكة يبدو السلطات الوطنية أو املحلية اسرتجاع ٍ
معرفة الواقع املحيل .ويف حاالت كثرية ،ثمة آليات عرفية قائمة وكأنها غري محروثة أو غري مسكونة من أجل استغاللها .ومن
تعمل عىل معالجة النزاعات عىل األرايض أو قادرة عىل حلها. شأن أي محاولة من هذا القبيل أن تولد نزاعا ً بني السلطات
وغالبا ً ما تعترب األطراف الفاعلة املحلية هذه اآلليات مرشوعة. والجماعات املترضرة ال سيما يف تلك الحاالت التي تتطلب
ويمكن ربط اآلليات املحلية والعرفية باإلجراءات النظامية طقوس املجتمعات التقليدية أن ترتك األرض بورا ً لسنني
ذات الصلة إلنشاء نظام هجني عىل أن يتم ذلك من دون طويلة أو تلك التي تكون فيها األرايض محمية ألسباب دينية.
تقويض اآلليات واإلجراءات املحلية بل بما يكفل االتساق مع
النظام الوطني .وال غنى تار ًة عن إدخال ضوابط إىل اآلليات 2-2-3أساليب الوساطة واالتفاقات النموذجية
املحلية لضمان العناية الواجبة أو تجنب بعض أشاكل التمييز؛
يف ما ييل وصف تفصييل ألساليب الوساطة واالتفاقات
وال مندوحة طورا ً عن اآلليات التي تضمن أن يصون النظام
النموذجية التي أثبتت جدواها يف الوساطة يف النزاعات
الوطني األوسع التسويات املحلية .عىل كل حال ،ينبغي النظر
عىل األرايض.
بجدية بالغة إىل دور اآلليات املحلية والعرفية عىل أنها وسيلة
فعالة جدا ً ومرشوعة لتسوية أعداد كبرية من النزاعات وضع نظام متكامل لتسوية النزاعات العقارية يعتمد
العقارية املحلية. عىل الوساطة :إن واحدا ً من أهم أساليب إدارة أعداد كبرية
39
2-3األرايض
عىل أرض الواقع :الوساطة يف النزاعات العقارية يف أفغانستان ،املرعى تلو اآلخر
© UNEP
يعود النزاع بني قبائل الكويش الرحل واملزارعني الهزارة للوصول إىل املراعي إىل عقود من الزمن
إن الوصول إىل مراعي مرتفعات وسط أفغانستان كان سبب خالف مزمن بني قبائل الكويش الرحل وقبائل الهزارة املستقرة .تطالب
قبائل الكويش بممارسة حقها القانوني يف الوصول إىل املراعي الصيفية القائم عىل نظام من الرخص الذي يعود إىل العقد األخري من
القرن التاسع عرش؛ يف املقابل ،تتمسك الهزارة بحقوقها الجماعية العرفية يف تلك األرايض .وقد تحول الخالف إىل نزاع عنيف أكثر من
مرة وأصبح سببا ً لزعزعة االستقرار .يف عام ،2009طلب إىل برنامج األمم املتحدة للبيئة أن يقرتح خطة إلنشاء نظام متكامل لتسوية
النزاعات العقارية مع اعتماد نهج تفاوضية ونهج تشاورية لتسوية الطلبات املتضاربة عىل مراعي املرتفعات .وكان املطلوب إرساء
الخطة عىل الدروس املستقاة من املحاوالت املاضية الجزئية أو الفاشلة .وقامت الخطة عىل نرش أفرقة وساطة محلية يدعمها خرباء
دوليون للعمل عىل تسوية النزاع بني القبائل املرعى تلو اآلخر .واستدعى األمر إجراء عمليات تقييم مشرتكة لحالة كل مرعى متنازع
عليه وسياقه ووضع أنظمة خاصة باملراعي وتدابري إعادة التأهيل وتحديد البدائل وتقديم التعويض املناسب متى لم يعد الوصول
ممكناً .واشتملت الخطة أيضا ً عىل نهج تفاوضية واسعة النطاق مثل نزع السالح يف األقضية املعنية وتوحيد خطة تسوية املنازعات
باعتماد قوانني وسياسات شاملة مثل السياسة العقارية الوطنية وخطة املراعي الوطنية ومرشوع قانون املراعي.
Wily, L. 2015 forthcoming. Resolving Natural Resource Conflicts to Help Prevent War: A Case From Afghanistan. املصدر:
.In Livelihoods, Natural Resources and Post-Conflict Peacebuilding, ed. H. Young and L. Goldman. Earthscan: London
40
2-3األرايض
عىل أرض الواقع :الوساطة املحلية لتسوية النزاعات العقارية يف جمهورية الكونغو
الديمقراطية
© UNEP
إن التنافس عىل األرايض الخصبة والرواسب املعدنية الهائلة يغذي النزاع يف رشق جمهورية الكونغو الديمقراطية
يف رشق جمهورية الكونغو الديمقراطية ،ما زال التنافس الحاد عىل األرايض الخصبة والرواسب املعدنية الهائلة يغذي النزاع .ومنذ عام
،2009ينفذ مركز األمم املتحدة للمستوطنات البرشية برنامجا ً لتسوية النزاعات العقارية يف كيفو الشمالية وكيفو الجنوبية وإيتوري
يف إطار اسرتاتيجية الدعم الدويل لألمن واالستقرار .ويرمي الربنامج إىل منع النزاعات والخالفات العقارية يف املناطق التي يعود إليها
النازحون والحد منها بواسطة فريق من الوسطاء املحلني الذين يتعاونون مع مراكز الوساطة العقارية يف مجتمعات مناطق النزاع
األساسية .ويتيح الربنامج ألعضاء املجتمعات املترضرة أن يطالبوا بحقوقهم العقارية وأن يحصلوا عىل املشورة واملعلومات بشأن
القضايا العقارية .إن االستعانة بأفرقة وساطة جوالة مكونة من وسطاء محليني أسلوب بديل مجدي لتسوية املنازعات يف ضوء نظام
الحيازة العريف السائد ويف غياب خطة استخدام األرايض ونظام املساحة .كما أن أنشطة الوساطة ساهمت يف تحسني التعاون بني
الهيئات العقارية العامة والسلطات التقليدية عىل صون حقوق املجتمعات يف استخدام األرايض وعىل وضع سياسة عقارية وطنية.
UN HABITAT. 2013. Guide to Land املصدر :اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية .راجع أيضاً:
Mediation Based on the Experience in the Eastern Democratic Republic of Congo. United Nations Human Settlements
.Programme: Nairobi
41
2-3األرايض
42
2-3األرايض
• ما هي اإلشكالية االقتصادية يف استخدام األرايض؟ كيف تتصل سبل االسرتزاق املعتمدة عىل األرايض باألسواق املحلية واإلقليمية؟
• ما هو وضع النظام العقاري يف املنطقة وما هو تاريخه؟ كيف يتم تبادل األرايض وتقييمها؟
• ما هي أسباب النزاعات العقارية؟ هل أنها مؤقتة (عودة الالجئني وما يواكبها من إشغال ثانوي لألرايض) أو طويلة األمد (قضايا
ملكية مزمنة أو تضارب بني األعراف واألنظمة)؟
• هل من فئات اجتماعية مهمشة عىل صعيد حقوق الحيازة واالستخدام؟ إىل أي حد تسهم النزاعات يف زيادة تهميش تلك الفئات؟
• ما هي اآلليات واملؤسسات املتوفرة ملعالجة النزاعات العقارية؟ هل هي فعالة؟ هل هي تحظى بثقة أصحاب املصلحة؟
• أي سلطات وأصحاب مصلحة ينبغي إرشاكهم يف وضع ترتيبات ومؤسسات جديدة معنية بالحقوق العقارية وتفعيلها؟
• أي سلطات وأصحاب مصلحة ينبغي إرشاكهم يف وضع حلول ملعالجة أعداد كبرية من النزاعات العقارية املتشابهة؟
• هل من طقوس رمزية أو ثقافية خاصة من شأنها أن تفرض االلتزام باتفاقات تسوية النزاعات العقارية؟ هل من طقوس أو
ممارسات من شأنها أن تزيد من فرص وفاء أعضاء املجتمعات باالتفاقات وااللتزامات؟
• كيف تؤثر األنظمة القائمة عىل تعريف كل طرف متنازع لالتفاق املقبول؟ ما هي الثقة التي يوليها كل طرف متنازع إىل املؤسسات
املعنية بتسوية املنازعات؟
43
3-3املياه
من فهم عمليات التغري األساسية الحتواء عوامل النزاع واقرتاح 3-3املياه
حلول دائمة لتسوية النزاعات.
متساو مما يثري
ٍ إن توزيع املياه يف املكان والزمان توزيع غري
إنشاء البنى األساسية الرئيسية :تكون مشاريع البنى مصاعب َ
جمة يف إدارتها وتخصيصها .ومع أن املياه من املوارد
األساسية الكربى سبب خالف إذا مست بكمية املياه املتوفرة أو القابلة للتجديد إال أنه ال يمكن التنبؤ بتوفرها الطبيعي يف
عدلت الوصول إىل األجسام املائية .عىل سبيل املثال ،يؤثر غنى عنها يف الكثري من األنشطة، ً مكان أو زمان ما .وال
تشييد السدود والري الزراعي عىل كمية املياه يف أسفل مجرى االقتصادية منها مثل الزراعة والصناعة والنقل والطاقة؛
النهر وعىل خطر الفيضانات وحركة النقل واألرصدة السمكية. واالجتماعية ،مثل الثقافة واستهالك األرس املعيشية واألنشطة
كما أن تراجع الدفق املائي قد يزيد من ملوحة املياه وتركيز الرتفيهية؛ والبيئية ،مثل كافة خدمات النظم البيئية .إن إدارة
امللوثات يف أسفل مجرى النهر .أخرياً ،إن السدود الكربى عىل املوارد املائية املعارصة تقتيض التوفيق بني شتى استخدامات
أعىل مجرى النهر تتيح التحكم بكمية املياه التي تصل إىل املياه وتسوية النزاعات املستمرة بني جميع أصحاب املصلحة.
أسفله وتشكل نقطة احتكاك محتمل. وقد يدفع االشرتاك يف استخدام املوارد املائية أصحاب املصلحة
التغيري يف توفر املياه :تتأثر كمية املياه املتاحة ألصحاب إىل البحث عن حلول تعاونية للنزاعات لكنه قد يحد كذلك من
املصلحة بالتغيري الطبيعي يف األمطار أو األحداث البالغة حدة نطاق الحلول البديلة املرضية.
مثل الجفاف أو الفيضانات .عندما تشحّ املياه ألي من هذه
األسباب ،يزداد التزاحم عليها فريتفع احتمال نشوب نزاع. 1-3-3عوامل النزاع
والخطر أكرب متى كانت اآلليات املؤسسية غائبة ،ال سيما تلك احتدمت النزاعات مع تزايد التنافس عىل املوارد املائية .وتقع
العابرة للحدود ،حتى تعالج التغيري يف مقدار املياه املتاحة هذه النزاعات بني الدول ومجموعات االسرتزاق وقطاعات
وتسهم يف تسوية املنازعات ذات الصلة. االقتصاد كلما طرأت تغريات مفاجئة عىل كمية املياه ونوعيتها.
تأثري التلوث :تتدهور نوعية املياه تحت تأثري شتى امللوثات، وتتأتى هذه التغريات من أنشطة اإلنسان (تشييد السدود
الصناعية والزراعية وتلك الناجمة عن النفايات البلدية .وعندما والري والتلويث واالستغالل املفرط) أو التغيري الطبيعي أو
يطال األمر سبل العيش املحلية من زراعة وصيد وصيد األحداث البالغة الحدة (الفيضانات والجفاف) أو تغري املناخ
أسماك ،تحدث اضطرابات .وبما أن التلوث ال يميز بني املياه فتتجىل النزاعات عىل األصعدة املحلية أو اإلقليمية أو الوطنية
العذبة يف البحريات واألنهر والخزانات الجوفية ومياه البحر، أو الدولية .وكلما شحت املوارد املائية املتوفرة ألطراف وتفاوت
من املحتمل تاليا ً أن تعرب آثاره الحدود الوطنية. توازن القوى بينها من دون أن تتمكن من إيجاد أي بديل أو
أسلوب تأقلم ،كلما زاد احتمال تصعيد النزاع .يف املقابل ،يمكن
تعديل الحدود الدولية :ينتج من حاالت االنفصال أو التقسيم استخدام املوارد املائية املشرتكة كمنطلق إلرساء أسس التعاون
تعديالً يف الحدود الدولية وتؤدي تاليا ً إىل تجزئة حوض مائي بني األطراف املتنازعة .وإن ما تولده املوارد املائية من نزاع أو
كان يشكل قبل ذلك وحدة متماسكة .واألمثال كثرية مثل فرصة تعاون بني املنتفعني املتنافسني أمر يتوقف عىل طبيعة
حوض بحر آرال بعد تفكك االتحاد السوفياتي أو حوض نهر مؤسسات الحوكمة .ويف ما ييل العوامل األساسية املؤثرة عىل
السند بعد تقسيم الهند وباكستان أو حوض النيل بعد إنشاء النزاعات عىل املياه.445
جمهورية جنوب السودان.
ارتفاع الضغط عىل املوارد املائية وتغري املناخ :ال يكف
تسعري املياه وخصخصتها :قد تحدث نزاعات متى حاولت
الضغط عىل موارد املياه العذبة املحدودة عن االرتفاع نتيجة
الدول أو السلطات املحلية خصخصة إدارة املياه وفرض رسوم
لالزدياد السكاني والنمو االقتصادي والتلوث الصناعي
عىل استهالك املياه أو خدمات الرصف الصحي .ويف الحاالت
وخسارة املستجمعات املائية يف الغابات .ومن املحتمل أن
التي لطاملا كانت املياه فيها موردا ً عاما ً مجانياً ،من املحتمل أن
يتسبب تغري املناخ املتوقع يف شح املوارد املائية يف بعض
تثري هذه املبادرات احتكاكا ً بني الجماعات املترضرة والسلطات
مناطق العالم فضالً عن تعديل عوامل التغيري الطبيعي
العامة والقطاع الخاص.
والتوزيع الجغرايف .إن زيادة الطلب عىل هذه املوارد واحتدام
الغموض يف حقوق استخدام املياه والوصول إليها :يظهر التنافس عليها جعال بعض البلدان يبلغ حدود إمكانياتها
تضارب يف مصالح مستخدمي املياه يف غياب تحديد واضح املائية .وتظهر حاالت اإلجهاد بني البلدان وداخلها .وعىل
لحقوق استخدام املياه والوصول إليها يف األنظمة العرفية الصعيد الداخيل ،يحصل االحتكاك بني املناطق الحرضية
والنظامية أو عندما يخضع الجسم املائي الختصاصات والريفية وقطاعات االقتصاد ومجموعات االسرتزاق .لذلك
مختلفة .كما أن االحتياجات املائية للمنشآت الزراعية أو تتحول املياه شيئا ً فشيا ً إىل موضوع سيايس محض .فال بد
التعدينية الضخمة كبرية وغري موثقة يف األغلب وقد تنال من
44
3-3املياه
و( )3املنافع البيئية (السياحة وتحسني مصائد األسماك حقوق استخدام الجماعات املجاورة .وال مف ّر من النزاع عندما
وحماية التنوع البيولوجي)؛ و( )4املنافع الجغرافية السياسية ال تكون املياه كافية ملمارسة شتى الحقوق القانونية ،ال سيما
(الرىض عن السياسات العامة وتحسني التعاون وتوطيد الثقة يف حاالت التغيري الطبيعي الكبري.
والتخفيف من احتمال نشوب نزاع مسلح).47
التعارض بني مصالح إدارة املياه واملعلومات :قد يحدث
أما تقييم املنافع فقد يشمل التقييم النوعي والتقدير املادي نزاع متى لجأت الجهات املختصة يف إدارة جسم مائي،
والتخمني النقدي (بواسطة األساليب التجارية وغري التجارية). ال سيما األجسام املائية العابرة للحدود ،إىل أساليب أو تدابري
ومن األهمية بمكان أال يقترص التقييم عىل تحديد املنافع متعارضة .فيجوز ،مثالً ،أن تعتمد إحدى الجهات نهج اإلدارة
فحسب بل أن يعني أيضا ً املنتفعني .ومتى تم توضيح املنافع جهة أخرى تفضل نهجا ً قطاعيا ً ضيقا ً ً املتكاملة يف حني أن
واملنتفعني ،يمكن صياغة سياسات تراعي كافة العنارص يركز عىل إدارة دفق املياه ونوعيتها .ومن هنا التباين يف أنظمة
وترجمتها إىل أرض الواقع بصورة متسلسلة. إدارة املياه العابرة للحدود ورصد نوعيتها وكميتها وتقاسم
البيانات ذات الصلة.
استخدام أدوات اإلدارة املتكاملة للموارد املائية :تأتي
األدوات والنهج الخاصة باإلدارة املتكاملة للموارد املائية لتكمل التباين يف تأويل االلتزامات القانونية الدولية واالتفاقات:
عملية تقييم املنافع .تنادي اإلدارة املتكاملة للموارد املائية قد تختلف الدول التي أصبحت أطرافا ً يف اتفاقات معنية
بتنسيق جهود تنمية املياه واألرايض واملوارد املتصلة بها باملياه ،ثنائية أو متعددة األطراف ،عىل تفسري أحكام بعينها أو
وإدارتها بما يعزز الرفاه االقتصادي واالجتماعي بصورة عىل مواجهة التغري يف دفق املياه كما هو الحال عادة بني الدول
عادلة ومن دون املساس باستدامة األنظمة البيئية الحيوية. املشاطئة التي تمارس سيادتها عىل نهر أو بحرية أو بحر عابر
وهي بديل ألسلوب اإلدارة القطاعية والتنازلية املجزأة .تشرتط لحدودها الوطنية .وما يزيد األمر صعوبة هو الرتكيز عىل
اإلدارة املتكاملة للموارد املائية تناول األحواض املائية عىل تخصيص حصص مائية محددة عىل أساس كميات مطلقة
أساس وحدة إدارية ال تتجزأ وتقييم الطلب واآلثار عىل كل عوضا ً عن نسب مئوية من دفق املياه املتوفر.
القطاعات ومشاركة جميع أصحاب املصلحة .أما الوساطة
التفاوت يف ميزان القوى :ما يزيد النزاع سوءا ً التفاوت
فتستعني باألدوات والنهج الخاصة باإلدارة املتكاملة للموارد
الفادح يف ميزان القوى بني الدول أو األقاليم يف أعىل املجرى
والدول واألقاليم يف أسفله ،ال سيما متى كانت دول أعىل املجرى
ً
ميالة إىل الحلول األحادية ومرتددة يف التعاون عىل إدارة املياه
عىل أرض الواقع :تقاسم منافع نهر كولومبيا بني
كندا والواليات املتحدة مع أطراف أسفل املجرى متى لم تتضح لها الفائدة التي
تجنيها من هذا التعاون.
إن معاهدة نهر كولومبيا التي أبرمتها كندا والواليات
املتحدة يف عام 1961لخري مثيل عىل أسلوب تقييم املنافع 2-3-3أساليب الوساطة واالتفاقات النموذجية
عىل نطاق حوض النهر بأرسه .ويف املعاهدة ،يسلم
الطرفان بأنه لن يستطيع أي منهما تحقيق املنفعة أثبتت أساليب الوساطة واالتفاقات النموذجية التالية،
القصوى يف توليد الطاقة الكهرمائية والسيطرة عىل منفردة أو مجموعة ،فائدتها يف الوساطة يف النزاعات عىل
الفيضانات إال عن طريق التعاون عىل إدارة املوارد املائية املوارد املائية.46
يف حوض نهر كولومبيا .لذلك اعتمدا نهج اإلدارة املتكاملة
لتحقيق أقىص املنافع ،مشرتكني وال منفردين ،عىل نطاق تقييم منافع التعاون عىل إدارة املياه وتحقيق أكرب قدر
الحوض بأرسه .ولضمان التوزيع العادل ملنافع التحكم منها :حتى يكتب النجاح للوساطة يف النزاعات عىل تخصيص
بالفيضانات وتوليد الطاقة ،تضمنت املعاهدة مجموعة من
األحكام املالية والتشغيلية .ففي مقابل خدمات مراقبة
املوارد املائية ،ال بد من إقناع األطراف من التحول من الرتكيز
الفيضانات التي تقدمها كندا ،دفعت الواليات املتحدة زهاء عىل تقاسم املياه بحد ذاتها إىل الرتكيز عىل تقاسم منافع املوارد
65مليون دوالر أمريكي حتى يتم تشييد البنى األساسية املائية .وقد يشمل هذا األسلوب إدارة املوارد املائية بما يحقق
لتخزين املياه يف كندا .واعرتافا ً باملنافع املتأتية عن تخزين الفائدة القصوى ومن ث ّم تخصيصها بصورة عادلة .وتتوزع
املياه يف كندا من أجل توليد الطاقة ،نصت املعاهدة عىل املنافع املبارشة عىل فئات أربع وهي )1( :اإلنتاج االقتصادي
منح كندا نصف الطاقة اإلضافية املنتجة يف الواليات
وحماية األصول (أي زيادة اإلنتاج الزراعي وتوليد الطاقة
املتحدة.
والنقل وتقليص خطر الفيضان عىل البنى األساسية الحرضية
املصدر :اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل وخفض كلفة توريد املياه)؛ و( )2املنافع االجتماعية (أي
املوارد الطبيعية. تجنب وقوع ضحايا بسبب كوارث متصلة باملاء وتلوث املاء
وتحسني ظروف العيش بفضل مد شبكات املاء والكهرباء)؛
45
3-3املياه
بصورة تؤثر عىل نوعية املياه التي تصل إىل املستخدمني يف املائية يف عملية تنطوي عىل أربع مراحل )1( :تقييم الوضع
أسفل املجرى وكميتها ،مثالً عن طريق تحويل الغابات إىل الراهن بواسطة عمليات التقييم املشرتكة وتقاسم املعلومات
أراض زراعية .من بني أساليب تسوية مثل هذه املنازعات، ٍ بالتزامن مع ورش التدريب التي تساهم يف بناء الثقة؛ و()2
نموذج الدفع مقابل خدمات النظم اإليكولوجية الذي يفرض إزالة الحدود اإلدارية من الخريطة والطلب إىل األطراف أن
عىل املستفيد من خدمة بيئية كتنقية املياه أن يسدد عوضا ً تسعى إىل تحقيق املنفعة القصوى عن طريق التخطيط
ألصحاب األرايض الذين يقدمون هذه الخدمة عن طريق والتنمية املتكاملني؛ و( )3الطلب إىل األطراف اقرتاح حلول
الحفاظ عىل الغطاء الحرجي يف أعىل حوض النهر .والتربير محتملة لتسوية النزاعات تقوم عىل املنفعة املتبادلة؛ و()4
بسيط وهو أنه يتعني أن تتلقى الجهات التي تقدم خدمات إعادة رسم الحدود اإلدارية عىل الخريطة والسعي إىل منح
النظم البيئية متخلية بذلك عن أي استخدام بديل لألرايض صبغة رسمية للحلول املقرتحة.48
عوضا ً من املنتفعني من تلك الخدمة .ويستدعي نموذج الدفع
اعتماد لغة ومنهجية مشرتكتني الحتساب املنافع
مقابل خدمات النظم اإليكولوجية تحديدا ً واضحا ً للجهات
املبارشة وغري املبارشة الستخدام املياه :ما يثري االحتدام يف
املستخدمة واملوردة فضالً عن توفر عدد من الرشوط الرضورية
الوساطة لجوء كل طرف إىل مصطلحات ومنهجيات مختلفة
كضمان حيازة األرايض وأنظمة الرصد واإلنفاذ واالمتثال
الحتساب استخدام املياه مع تنايس يف أغلب األحيان احتساب
ونظم قانونية مم ّكنة.50
الكثري من مصادر االستهالك املبارش وغري املبارش .ومن
استخدام االستشعار عن بعد لضمان تكافؤ األطراف يف املستحسن اعتماد لغة ومنهجية مشرتكتني تستندان إىل معايري
الحصول عىل املعلومات :قد يرتدد أصحاب املصلحة أو دولية معرتف بها منذ املراحل األوىل للوساطة .ويمثل تقييم
الدول املجاورة املشاطئة التي تستخدم أجسام املياه الواحدة البصمة املائية منهجية واحدة لالستحصال عىل بيانات ملقارنة
يف تقاسم املعلومات والبيانات ألكثر من سبب .وتتيح أدوات حالة كل صاحب مصلحة وتقييم درجة استدامة أساليب
االستشعار عن بعد طريقة فعالة لضمان تكافؤ األطراف يف االستخدام القائمة.49
الوصول إىل قاعدة من املعلومات املشرتكة من دون الحاجة إىل
تفضيل الحلول املراعية لجانبي العرض والطلب يف
اللجوء إىل تقاسم مبارش للمعلومات بينها .ومن شأن هذا
مواجهة شحة املوارد املائية :يف مواجهة شحة املوارد املائية
التدبري أن يحسن جودة املعلومات املتوفرة ويحدد أسس تقييم
حالن محتمالن يثريان املزيد من التزاحم بني مجموعات
موضوعية ويرصد اتجاهات االستخدام عىل الصعيد الوطني
املستخدمني والقطاعات االقتصادية وهما :الحلول املؤثرة عىل
والعابر للحدود .إن جمع البيانات عن بعد وتعميمها قد يدفع
العرض والتي تقوم عىل تقديم املزيد من املوارد لسد
األطراف إىل تقاسم املزيد من املعلومات التي تكون يف حوزتها
االحتياجات الجديدة؛ والحلول املؤثرة عىل الطلب والتي تسعى
كبادرة حسن نية .ويطرأ التغري يف السلوك بعد أن تفقد
إىل إدارة االستهالك بحيث يتم تأجيل الحاجة إىل املزيد من
األطراف ما كان لها من ميزة اسرتاتيجية مرتتبة عن حجب
املوارد أو تجنبها .يف املايض ،كان الحل املحبذ يقيض بتفضيل
املعلومات .ويسهم إنشاء قاعدة بيانات مشرتكة باالستناد إىل
الحلول املؤثرة عىل العرض والتي كانت ترتجم بمشاريع مائية
تقنية االستشعار عن بعد يف إزالة الطابع السيايس للنزاع
جديدة عىل شكل منشآت لجمع املياه وتخزينها .ومنذ فرتة
وتبديد أي سوء تفاهم لدى أصحاب املصلحة بشأن كمية املياه
قصرية ،بدأ الرتكيز عىل تنمية املوارد املائية عن طريق إصالح
املتوفرة وأوجه استخدامها.
النظام البيئي وتحسني إدارة املستجمعات املائية .إال أنه
االستعانة بالتصورات ملساعدة األطراف عىل دراسة ال يمكن تجاهل االتجاه املقابل الواضح إىل اختيار الحلول
الخيارات :يف املفاوضات عىل املوارد املائية ،يجوز استخدام املؤثرة عىل العرض والتي تركز عىل زيادة الفعالية يف استخدام
التصورات لطرح الصيغ البديلة املعقول اعتمادها بغية املياه واملحافظة عليها وإدارة الطلب عليها .وكلها تدابري
مساعدة األطراف عىل استكشاف الخيارات والنتائج ومقارنتها. حيوية لضمان استدامة املوارد املائية والبيئة فضالً عن
يمكن رسمها عىل أساس مجموعة من املتغريات مثل توفر الفعالية االقتصادية والتنمية االجتماعية.
املوارد واتجاهات االستهالك وتغري املناخ والنمو السكاني
تصميم الدفع مقابل خدمات النظم اإليكولوجية للحفاظ
والسياسات .وتسهم التصورات يف زيادة وعي األطراف
عىل استخدامات األرايض املؤاتية لتوريد املياه :تنشأ
للمنافسة القائمة بني شتى القطاعات بما فيها الري وتوريد
نزاعات كثرية عىل املوارد املائية جراء تغري يف استخدام األرايض
مياه الرشب وتوليد الطاقة الكهرمائية والتحكم بالفيضانات
يؤثر عىل خدمات النظم البيئية األساسية لتوفر مياه عذبة
وغريها من خدمات النظم البيئية فضالً عن تطور النزاعات
عالية الجودة والتي ال يسند لها أي قيمة اقتصادية معينة.
الجارية أو املحتملة وتداعياتها .وباإلضافة إىل تقنية
وبالتحديد ،حصلت نزاعات متى قامت الجماعات املقيمة عىل
التصورات ،تقنية أخرى قريبة إليها وهي التحليل العكيس
الذي يقوم بتحديد النتيجة املرجوة يف املستقبل ويتبع مسارا ً ضفاف أعىل مجرى النهر بتغيري أسلوب استخدام األرايض
46
3-3املياه
عىل أرض الواقع :استخدام االستشعار عن بعد لتوثيق التغري البيئي يف األرايض الرطبة
يف حوض سيستان
© UNEP
أفضت شحة املياه يف األرايض الرطبة يف حوض سيستان إىل احتكاكات بني إيران وأفغانستان بسبب التباين يف التصورات.
يقدم برنامج األمم املتحدة للبيئة الدعم يف الدبلوماسية البيئية إليران وأفغانستان منذ عام .2002
يف عام ،2003طلب إىل برنامج األمم املتحدة للبيئة أن يوفر الدعم يف الدبلوماسية البيئية ويف تقديم بيانات علمية ومحايدة عن حالة
نهر هلمند واألرايض الرطبة يف حوض سيستان واستخدام املوارد املائية العابرة للحدود .وكان الغرض اإلسهام يف التخفيف من حدة
التوتر الناتج من الريبة املحيطة بعوامل التغري البيئي وآثاره عىل توفر املياه.
قام برنامج األمم املتحدة للبيئة بتوثيق التغري البيئي يف الحوض بني 1976و 2005بواسطة عمليات مسح شاملة بالسواتل وبعثات
ميدانية لجمع العينات واستشارة الجماعات يف البلدين .وصدرت الدراسة يف عام 2005وساعدت عىل فهم مراحل التغري البيئي
الرئيسية يف األرايض الرطبة عىل مدى 30سنة وعوامله األساسية ،الطبيعية والبرشية املنشأ .واسرتشد بها الطرفان أصالً يف اجتماعات
فنية بحثا فيها فرص التعاون إذ كانت الحافز لحوار استمر ملدة عامني.
املصدر :اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية .راجع أيضاًUNEP. 2006. History of Environmental Change :
.in the Sistan Basin. Based on Satellite Image Analysis:1976– 2005. United Nations Environment Programme: Geneva
47
3-3املياه
نهر السنغال مورد طبيعي هام ألنشطة ترتاوح بني الصيد والرتفيه
يف عام ،1972أنشأت مايل وموريتانيا والسنغال منظمة استثمار نهر السنغال التي حلت محل مبادرات سابقة فشلت يف إحياء التعاون
الدويل يف شأن نهر السنغال الذي يكتيس أهمية اقتصادية وسياسية .وتمخضت عن املبادرة مجموعة من املشاريع واالتفاقات املشرتكة
وإنشاء البنية التحتية املادية واملؤسسية .وكان توقيع البلدان الثالثة عىل ميثاق نهر السنغال يف عام 2002محطة ملفتة حيث أنه وضع
املبادئ واإلجراءات الخاصة بتوزيع الحصص بني القطاعات (الزراعة وتربية األحياء املائية وتوليد الطاقة الكهرمائية وغريها)
واإلجراءات الخاصة باستعراض املشاريع املائية الجديدة واملوافقة عليها وأصول حماية البيئة .ويف عام ،2003قام مرفق البيئة العاملية
بتمويل مرشوع إلدارة البيئة واملوارد املائية ملدة أربع سنوات بغية رسم إطار التنمية املستدامة يف منطقة حوض النهر وإدارة املياه
العابرة للحدود.
Newton, J. 2007. Case Study of املصدر :اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية .راجع أيضاً:
Transboundary Dispute Resolution: Organization for the Development of the Senegal River (OMVS). Oregon State
.University
48
3-3املياه
49
3-3املياه
50
-4إرشادات حول الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم
* تختلف األحكام الخاصة باملوارد الطبيعية يف اتفاقات السالم اختالفا ً كبرياً .ففي حني يتناول بعض االتفاقات مسائل األرايض أو املياه أو
املوارد االستخراجية برصاحة ،تشري اتفاقات أخرى إىل التقاسم العادل للمنافع الناجمة عن استغالل املوارد الطبيعية أو إىل اآلليات
املستقبلية التي يمكن من خاللها تسوية املنازعات املتعلقة باملوارد الطبيعية أو بإدارتها .وأي إشارة إىل املوارد الطبيعية غري تلك املندرجة
يف فئات املوارد االستخراجية واألرايض واملياه (كما يرد وصفها يف الفصل )3يرد يف خانة “فئة عامة”.
51
1-4االعتبارات املعتمدة يف تناول املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم
شيوعا ً التي تحول دون التطرق إىل املوارد الطبيعية يف 1-4االعتبارات املعتمدة يف تناول
مفاوضات السالم أو دون معالجتها بالطريقة املالئمة.
املوارد الطبيعية يف مفاوضات
تضارب األولويات يف أعقاب األزمة :إن الكثري من املسائل
الطارئة وامللحة تستدعي إيالءها حيزا ً من االهتمام خالل السالم
مفاوضات السالم .وقد يقتيض األمر تحديد األولويات يف جدول يتوقف قرار تناول املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم عىل
األعمال بني وقف األعمال العدائية وعودة الالجئني والنازحني اعتبارات كثرية .يسلط هذا القسم الضوء عىل الحاالت التي
وترتيبات تقاسم السلطة ونزع سالح مجموعات املتمردين. ينبغي فيها إدراج املوارد الطبيعية يف اتفاقات السالم كما
وقد يعني ذلك عدم إدراج املوارد الطبيعية عىل جدول األعمال يستعرض األسباب الرئيسية الكامنة وراء سوء معالجة مسألة
كي ال تثقله وتؤدي بالتايل إىل تهديد العملية برمتها. املوارد الطبيعية أو استبعادها عن طاولة املفاوضات.
الحقوق املكتسبة :يكاد أن يكون الرهان عاليا ً عندما يكون
للموارد الطبيعية قيمة مالية مرتفعة أو قيمة رمزية مهمة. 1 -1-4الحاالت التي ينبغي فيها تناول املوارد
لذلك فإن الحقوق املكتسبة التي تفيد إفادة كبرية من الوضع الطبيعية يف املفاوضات
القائم قد تثني عن إجراء املفاوضات بشأن تلك املوارد إىل بصورة عامة ينبغي معالجة مسألة املوارد الطبيعية يف
تشجيع األطراف عىل معالجة مسألة املوارد الطبيعية التنبه إىل مفاوضات السالم يف أي من الحاالت الثالث التالية:
عدم الضغط عليهم كثريا ً تفاديا ً لخطر تعثر العملية.
تسبب ملكية املوارد الطبيعية أو الحصول عليها أو
النظر إىل املوارد الطبيعية كمسائل اقتصادية غري طارئة: تقاسم الثروة الناجمة عنها يف إثارة النزاع أو اندالعه :إن
ال يعترب بعض الوسطاء أن املوارد الطبيعية هي مسائل تسهم تجاهل هذه املسائل يعني التغايض عن دافع أسايس للنزاع قد
فورا ً يف إحالل السالم واألمن بل ينظرون إليها كمسائل يقوّض استدامة االتفاق .بيد أن التوصية بمعالجة تلك املسائل
اقتصادية طويلة األمد يمكن معالجتها خارج اتفاق السالم. ال تعني بالرضورة أن تكون هذه األخرية موضوعا ً رئيسيا ً
ال يعرتف هذا النهج بالدور الهام الذي يمكن أن يمثله بعض مطروحا ً عىل طاولة املفاوضات ،كما أنها ال تفرض مختلف
املوارد الطبيعية يف تحديد توازن القوى السياسية يف عملية الوسائل املبارشة وغري املبارشة املتاحة ملعالجتها.
السالم .كما أن استبعاد املوارد الطبيعية يؤدي إىل ضياع
فرصة أساسية لتثبيت اإلصالحات الرئيسية الرضورية إلقامة استعمال إيرادات املوارد الطبيعية لتمويل النزاع :عندما
أنظمة حوكمة أكثر عدالة من شأنها أن تؤثر عىل السياسة تكون إيرادات املوارد الطبيعية مصدر تمويل فعال للمجموعات
االقتصادية القائمة وأن تحد من خطر احتدام األزمة من جديد. املسلحة ،ينبغي دراسة اآلليات التي تسمح بوقف تدفقات
اإليرادات تلك خالل املفاوضات .أما إذا تم تجاهل األمر فقد
الخوف من االفتقار إىل الخربة الفنية والوقت والصالحية: تستمر املجموعات املسلحة يف الوصول إىل املوارد املتنازع
إن التخوف من افتقار الوسيط إىل الخربة أو املعلومات الكافية عليها ولن يتوفر لها الحافز الالزم لاللتزام بعملية السالم.
أو الوقت أو الصالحية الالزمة ملعالجة مسائل املوارد الطبيعية
بفعالية خالل مفاوضات السالم قد يحول دون معالجة تلك تعرض املوارد الطبيعية للرضر أو التدهور أو التلف خالل
املسائل بالطريقة املالئمة .إن الرتتيبات الدستورية أو القانونية النزاع :يمكن أن ترتاوح هذه الحاالت بني مشاغل فورية عىل
أو املؤسسية إلدارة املوارد معقدة وتتطلب غالبا ً دعما ً شعبيا ً املدى القصري متصلة بمخاطر صحية ترتاوح بني املناطق
ومعلومات مفصلة ومشاورات واسعة مع أصحاب املصلحة. الشديدة التلوّث ،وصوال ً إىل مشاغل بعيدة األمد متصلة بسبل
وبنا ًء عليه ،فإن معالجة مسائل حوكمة املوارد الصعبة يف إطار العيش واالنتعاش االقتصادي وإصالح النظام البيئي .ويف
عملية الوساطة قد تعترب سابقة ألوانها أو أنها تحصل خارج نهاية املطاف ،يحدد مدى الرضر أو التدهور الذي تعرضت له
إطارها املناسب. املوارد وشدته أهمية معالجة تلك املسائل خالل املفاوضات كما
يحدد النهج الواجب اعتماده لذلك.
52
2-4أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم
املصدر :اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل استعمال املنافع املحتملة الناجمة من املوارد الطبيعية
املوارد الطبيعية .راجع أيضاًWennmann, A. 2012. : كحافز إلبقاء األطراف حول طاولة املفاوضات :من
Sharing Natural Resource Wealth During War-to- الشائع خالل مفاوضات السالم أن تخرج املناقشات عن
Peace Transitions. In High-value Natural Resources مسارها بسبب مسائل سياسية أو أمنية محددة أو بكل بساطة
and Post-conflict Peacebuilding, ed. P. Lujala and بسبب فتور همة املتفاوضني .وقد استعملت ،يف بعض الحاالت،
.S.A. Rustad. London: Earthscan اآلفاق االقتصادية املرتبطة باملوارد الطبيعية كحافز الستمرار
املفاوضات والحفاظ عىل الزخم .وعىل الوسطاء مساعدة
عىل أرض الواقع :وضع أسس معالجة مسألة املوارد الطبيعية ضمن اتفاق السالم
الشامل يف ليربيا
عىل الرغم من أن الخشب واملاس كانا يستغالن لتمويل النزاع يف ليربيا ،فإن اتفاق السالم الشامل لم يتناول مبارش ًة مسألة إدارة املوارد
الطبيعية .فمعظم األحكام عالج الرتتيبات السياسية ،وال سيما تنظيم الحكومة االنتقالية لكن أيا ً من األطراف يف االتفاق وال الوسيط
َّ
يتسن اعترب أن مفاوضات السالم هي اآللية املالئمة ملعالجة مسألة اإلدارة الرشيدة للموارد الطبيعية أو تحصيل اإليرادات منها .ولم
لألطراف متسع من الوقت لوضع اتفاق حول تلك املسائل الشائكة التي اعتربت بحاجة إىل إصالح شامل مبني عىل إجماع وطني أوسع.
ولكن يف إطار اتفاق السالم الشامل يف ليربيا ،أرست األطراف األسس الالزمة ملعالجة مسألة إدارة املوارد من خالل وضع تلك املسألة
عىل جدول أعمال لجنتَي متابعة مستقلتني .فقد أنشئت أوال ً لجنة إصالح الحكم للرتويج ملبادئ الحوكمة يف ليربيا من خالل إصالح إدارة
القطاع العام ،وضمان الشفافية واملساءلة يف جميع مؤسسات الدولة ونشاطاتها ،وضمان بيئة اقتصادية تستقطب االستثمار الخاص.
وأنشئت تاليا ً لجنة العقود واالحتكار لإلرشاف عىل العقود التي تربمها الحكومة االنتقالية الوطنية لليربيا .وقد سعت اللجنة املذكورة
إىل ضمان أن تكون جميع االلتزامات ،العامة ،املالية منها وتلك املتع ّلقة بامليزانية ،شفافة وغري احتكارية ومعقودة بموجب القانون يف
ليربيا واملعايري الدولية .وكانت إدارة املوارد الطبيعية موضوعا ً أساسيا ً عىل جداول أعمال اللجنتني ،ال سيما يف ما يخص االمتيازات
والعقود وإدارة اإليرادات وحيازة األرايض.
املصدرSuhrke, A., T. Wimpelmann, and M. Dawes. 2007. Peace Processes and Statebuilding: Economic and Institutional :
.Provisions of Peace Agreements. Bergen: Chr. Michelsen Institute
53
2-4أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم
عىل أرض الواقع :تأخري حل مسألة ملكية املوارد يف اتفاق السالم الشامل يف السودان
النفط مقابل السالم يف السودان .منصات نفط جديدة يتم إنشاؤها بالقرب من كوتش ،جنوب السودان .كان تقاسم
ّ
املوقع إيرادات النفط جزءا ً هاما ً من وساطة السالم بني شمال السودان وجنوبه وشكلت جزءا ً من اتفاق السالم الشامل
عام .2005
احتلت ملكية األرايض واملوارد الطبيعية صلب النزاع حول حق جنوب السودان يف تقرير املصري وهددت بتعطيل املفاوضات حول اتفاق
وقع يف نهاية املطاف يف عام .2005فقد ادعت الحركة الشعبية/الجيش الشعبي لتحرير السودان، السالم الشامل يف السودان الذي ّ
وهي الحركة السياسية يف جنوب السودان ،أن األرايض يف الجنوب (سواء سطح األرض أو املوارد الطبيعية املوجودة تحته) هي ملك
الجماعات التي تعيش عليها .أما دولة السودان فاعتربت من جهتها أن امللكية الوطنية لسطح األرض وجوفها هي رشط أسايس إلعادة
توزيع عادلة ورشعية للموارد الطبيعية .وخوفا ً من عدم إمكانية التوفيق بني هذين املوقفني ،اقرتح الوسطاء خالل املباحثات أن تبقى
مسألة ملكية املوارد الطبيعية الجوفية من دون حل يف اتفاق السالم النهائي وأن يتفق الطرفان عىل آلية لتسوية األمر الحقاً .سمح هذا
الحل للطرفني باستكمال املفاوضات حول تقاسم إيرادات القطاع النفطي وإدارته من دون الحاجة إىل االتفاق عىل امللكية .وبهذا فإن
خالفا ً جوهريا ً لم يعق التقدم حول تقاسم الثروة األمر الذي كان أساسيا ً للمصالح االقتصادية لكل من الطرفني .ويف نهاية املطاف،
وقع بعد سنة.شكل اتفاق 2004املتعلق بتقاسم الثروة خطوة أساسية نحو اتفاق السالم الشامل الذي ّ
Wennmann, A. 2011. Breaking the Conflict Trap? Addressing the Resource Curse in Peace Processes. Global املصدر:
راجع أيضا ً دراسة الحالة رقم 8يف الجزء “باء”. .Governance 17:265-280
54
2-4أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم
الوسيط .وإن لزم األمر تقاسم الثروة عىل عدة مستويات ،فعىل األطراف عىل تقدير أهمية املوارد الطبيعية كعنرص أسايس يف
غنى عن الوضوح بشأن تقاسم األحكام أن تنص عىل ذلك .فال ً أي تصور اقتصادي مستقبيل واالعرتاف بالتايل بما تكلفه
اإليرادات بني البلدان كما وبني السلطة املركزية واملنطقة العودة إىل النزاع من فرص ضائعة.
املنتجة للموارد واملجتمعات املحلية .وتؤدي األحكام املتعلقة
إنشاء آليات أو مؤسسات ملعالجة املسائل املتعلقة
بتقاسم الثروة ثالث وظائف أساسية يف عملية السالم هي:5657
باملوارد يف املستقبل :غالبا ً ما تتطلب مسائل املوارد الطبيعية
( )1توفري منافع اقتصادية يمكن تحويلها إىل عائدات سالم
حلوال ً معقدة أو طويلة األمد إىل حد ال يمكن معه معالجتها
ملموسة مع املساعدة يف الوقت نفسه عىل تشكيل رؤية
خالل مفاوضات السالم .بالتايل ،يمكن أن يختار الوسطاء أن
اقتصادية جديدة للمستقبل؛ و( )2توفري حوافز مالية تجعل
يستعملوا اتفاق السالم وسيلة لوضع إطار مؤسيس يتوىل
من تجدد النزاع خيارا ً غري مج ٍد وتسمح بتجاوز االنقسامات
بدوره التعامل مع املسائل الخاصة باملوارد الطبيعية يف
القبلية والدينية واإليديولوجية والسياسية؛ و( )3التح ّكم
املستقبل .ويف هذا اإلطار يمكن معالجة تلك املسائل من خالل
بالوصول إىل األموال التي قد تستعمل إلشعال جولة جديدة من
أحكام مبارشة أو غري مبارشة يف اتفاق السالم أو من خالل آلية
النزاع .عند تصميم نظام تقاسم الثروة ،ينبغي طرح أسئلة
متابعة قد تتمثل يف تقييم االحتياجات ،وخطط بناء السالم
أساسية :من يصدر عقود استغالل املوارد ومن يجمع
واللجان والصناديق االستئمانية لألرايض وصناديق الثروة
اإليرادات؟ من يستلم اإليرادات عند توزيعها وبأي نسبة؟ كيف
السيادية .وقد تربز الحاجة إىل أطر دستورية أو قانونية أو
تتم املراقبة وتضمن الشفافية؟ ال يمكن التقليل من شأن مؤسسية أو اقتصادية جديدة إلدارة مسائل املوارد الطبيعية
األحكام املصاغة بعناية واملتعلقة بتقاسم الثروة ألن لها تأثري وحلها بطريقة بناءة خالل األشهر أو السنوات املقبلة ولتوفري
قوي جدا ً عىل الحياة السياسية يف مرحلة ما بعد النزاع وعىل الضمانة بأن إيرادات تلك املوارد سوف تدعم االستقرار وبناء
بناء السالم وبناء الدولة. السالم .من هنا فإن عملية بناء السالم هي فرصة لتثبيت
اعتماد مسار تقني بشأن املوارد الطبيعية ضمن إطار اإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية ضمن أطر أنظمة الحوكمة
مفاوضات سياسية واسعة النطاق :تكون فرص نجاح واألنظمة القانونية املستقبلية.
الوساطة التي تتضمن بعدا ً متعلقا ً باملوارد الطبيعية أكرب إذا النظر يف خيارات مختلفة ملعالجة املطالبات بامللكية :قد
ما ابتعدت األطراف عن املواقف السياسية أو اإليديولوجية يرى الوسيط يف معالجة املطالبات املطعون فيها بملكية املوارد
وركزت عىل الجوانب التقنية إلدارة املوارد .ويمكن تحقيق هذا الطبيعية مهمة عسرية .وقد اعتمدت اتفاقات السالم السابقة
الغرض بتشكيل مسارات موازية للمفاوضات السياسية أربع طرق ملعالجة تضارب املصالح حول ملكية املوارد هي:
األساسية لكن منفصلة عنها تتيح للخرباء فرصة البحث يف ( )1إنشاء مناطق متمتعة بالحكم الذاتي تملك املوارد الطبيعية
مسألة املوارد الطبيعية .ينبغي أال يفرتض الوسطاء أن املعنية أو تسيطر عليها؛ و( )2االعرتاف بحقوق محددة
األطراف ستعترب االتفاق الذي يتوصل إليه الخرباء الذين متصلة باملوارد أو اعتماد ترتيبات بشأن الوصول إليها؛ و()3
أوفدتهم للمشاركة يف مسار تقني ،اتفاقا ً ملزما ً سياسيا ً تحديد عملية سياسية مستقبلية مهمتها إصالح ملكية املوارد
بالرضورة .لذا عىل الوسيط أن يربط بني مسار املفاوضات الطبيعية والوصول إليها؛ و( )4تأجيل إشكالية امللكية إىل
التقنية حول املوارد واملفاوضات السياسية األساسية .ويف عملية سياسية أو قضائية الحقة مع االتفاق عىل مسائل
بعض الحاالت ،من املستحسن القيام بذلك بعد نجاح الوصول إىل املوارد وإدارتها واستغاللها وتقاسم إيراداتها.
املفاوضات التقنية.
معالجة إشكالية اإلدارة الرشيدة للموارد الطبيعية:
تحديد التوقيت األمثل إلجراء املفاوضات حول املوارد عندما تكون املوارد الطبيعية جزءا ً من النزاع ،غالبا ً ما تكون
الطبيعية ضمن إطار مفاوضات السالم الشامل :من مسألة إدارتها الرشيدة جزءا ً من املشكلة .بالتايل ،يتوجب غالبا ً
جهة ،قد يكون من املجدي معالجة مسألة املوارد الطبيعية عىل الوسطاء أن يتطرقوا يف مفاوضات السالم أو يف عمليات
واألحكام املتعلقة بتقاسم الثروة ذات الصلة منذ البداية إذ إن املتابعة إىل مسألة السلطة الترشيعية والتنظيمية عىل املوارد
ذلك قد يلبي مصالح األطراف االقتصادية املبارشة ويساعد الطبيعية .عىل الوسطاء أن يفكروا باملؤسسات التي تكون
عىل بناء الثقة لالنتقال إىل معالجة مسائل أكثر صعوبة. مسؤولة عن إدارة املوارد سواء مؤقتا ً خالل فرتة ما بعد االتفاق
ويصحّ ذلك حتى عندما تكون آراء األطراف متباعدة بشأن أو عىل املدى األبعد .كما عليهم أن يفكروا باملسائل املتعلقة
األمن وغريها من املسائل .ومن جهة أخرى ،عندما تكون املوارد بالضمانات لكفالة شفافية اإليرادات واملساءلة وتقاسم املنافع
الطبيعية مثار جدل كبري فإنها قد تضع التقدم بشأن مسائل ومشاركة الناس يف اتخاذ القرارات.
أخرى عىل املحك .ويف هذه الحالة ،يمكن تأجيل مناقشة مسائل
وضع أحكام مالئمة لتقاسم الثروة :تعترب األحكام املتصلة
املوارد الطبيعية إىل نهاية عملية السالم عىل أمل أن يؤدي
بتقاسم إيرادات املوارد الطبيعية أدوات هامة بالنسبة إىل
55
2-4أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم
عىل أرض الواقع :توقيت املفاوضات حول املوارد الطبيعية – مفاوضات السالم يف
آتشيه والسودان وغواتيماال
جنود إندونيسيون يقومون بدورية يف موقع اكسون موبيل للنفط يف لوكسوماوي يف إندونيسيا يف 18أيار/مايو 2003يف
وقت كانت تجري فيه الحكومة والثوار محادثات اللحظة األخرية إلنقاذ الهدنة املتعثرة يف آتشيه.
يف آتشيه ،كان االستياء مما اعترب انعدام توازن يف توزيع إيرادات النفط والغاز الطبيعي أحد محركات النزاع .بالتايل ،كان تقاسم الثروة
الناجمة عن النفط والغاز الطبيعي من أول البنود التي جرت مناقشتها يف مفاوضات السالم بني حركة تحرير آتشيه اإلسالمية
والسلطات اإلندونيسية .وباالستناد إىل اتفاق جرى التوصل إليه يف عام ،2001ركزت تلك املباحثات عىل كيفية عكس األحكام الخاصة
باالستقالل الذاتي والصيغة املعتمدة لتقاسم الثروات يف اتفاق السالم الذي تم توقيعه يف آب/أغسطس .2005
وتقاسم إيرادات النفط كان بدوره مسألة هامة يف السودان .ولكن عىل عكس ما حصل يف آتشيه ،تمّ ت معالجتها يف نهاية العملية خوفا ً
من أن تؤدي إىل عرقلة املباحثات بسبب آراء يتعذر التوفيق بينها حول ملكية املوارد .يف هذه الحالة ،قىض النهج املعتمد بتحقيق اتفاق
بني الطرفني حول مسائل أخرى كالحوكمة مثالً وذلك بغية تأمني الزخم والثقة الرضوريني ملعالجة مواضيع املوارد الخالفية .يف نهاية
املطاف ،كان االتفاق املتعلق بتقاسم الثروة الذي ت ّم التوصل إليه يف 2004خطوة هامة نحو اتفاق السالم الشامل لعام .2005
كذلك ،خالل مفاوضات السالم التي أدّت إىل اتفاقات السالم املوقعة يف عام 1996والتي وضعت حدا ً للحرب األهلية يف غواتيماال ،كانت
األرايض إحدى املسائل األخرية التي جرى حلها ألن األطراف لم تتوصل إىل اتفاق سابق حول تلك املسألة .تظهر هذه التجارب املختلفة
أن توقيت املفاوضات حول املوارد الطبيعية وترتيبها بالنسبة إىل مسائل أخرى هي من االعتبارات املهمة يف محادثات السالم.
56
2-4أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم
السالم كتدبري أويل لبناء الثقة .والستعمال املوارد بهذه االتفاق املعقود عىل مسائل أخرى إىل تهيئة الظروف للتوصل
الطريقة ينبغي أن يجد الوسيط مسألة محدودة ،ال تشكل إىل اتفاق حول األحكام الخاصة باملوارد الطبيعية.
تهديداً ،وتتمتع بدرجة من األهمية كافية إلثارة اهتمام األطراف
اعتماد مستوى مالئم من التفاصيل يف األحكام الخاصة
ولكن يمكن استعمالها أيضا ً كمنطلق لبناء الثقة .وإذا أمكن،
باملوارد الطبيعية :عىل الوسطاء أن يفكروا بدقة يف املشورة
مع مرور الوقت ،بناء التعاون والثقة حول مورد طبيعي ذي
التي يقدمونها إىل األطراف بشأن مستوى التفاصيل التي
أهمية مشرتكة يمكن عندها أن تكتسب األطراف ما يكفي من
ينبغي التطرق إليها عند صياغة األحكام الخاصة باملوارد
الثقة لالنتقال إىل مسائل تطبيق حساسة أكثر .ومتى تصل
الطبيعية يف اتفاق السالم .ويف جملة االعتبارات ،العالقة املرتقبة
مسائل أخرى خاصة بتطبيق اتفاق السالم إىل طريق مسدود،
بني األطراف ومستوى الثقة املتبادلة خالل مرحلة التطبيق.
فإن موضوع التعاون بشأن املوارد الطبيعية والبيئة يمثل
عندما يُتوقع أن تكون مستويات الثقة منخفضة قد يكون من
مخرجا ً محتمالً ويُبقي قنوات التواصل مفتوحة.
املفيد بمكان إدراج أحكام مفصلة يف اتفاقات السالم لتوفري
التفكري يف تنظيم حوار أو عمليات تشاور تكميلية :قد الضمانات الكافية وعدم ترك املسائل مفتوحة للتأويل .أما إذا
يكون من املناسب تناول بعض الجوانب املتعلقة باملوارد كانت درجة الثقة مرتفعة فقد يكون من املالئم اعتماد أحكام
الطبيعية ضمن إطار عملية السالم يف حوار أو عملية استشارة أكثر شموال ً عىل أن يصار إىل البحث يف التفاصيل يف مرحلة
واسعة النطاق تأتي مكملة للمفاوضات الرسية (راجع الفقرة الحقة .كذلك ،عندما تكون القدرة عىل تطبيق األحكام الخاصة
2-4-1عن الوساطة وتدابري بناء السالم األخرى) .ويمكن باملوارد الطبيعية ضعيفة ،قد تظهر الحاجة إىل اعتماد أحكام
اللجوء إىل عمليات تشارك فيها مجموعة أكرب من أصحاب مفصلة وإقرانها بآليات تضمن بناء ما يكفي من القدرات
املصلحة لالطالع عىل تطور املفاوضات ،وكذلك للحصول عىل للتطبيق .ويف حال كانت املوارد الطبيعية أحد الحوافز املؤدية
معلومات بشأن بعض املسائل أو للحصول عىل موافقة املعنيني إىل نشوب النزاع قد يكون من الرضوري الدخول يف التفاصيل
بشأن مشاريع االتفاقات .ويف حال لم تنظم أي استشارة لتحديد الضمانات الالزمة التي من شأنها أن تحول دون تجدد
واسعة النطاق الستيضاح آراء مختلف أصحاب املصلحة النزاع .وبمعزل عما تقدم فإن الطرف األضعف أو املستضعف
وعامة الناس حول بعض املسائل الخاصة باملوارد ،فإن سيطالب عادة بقدر أكرب من التفاصيل.
املفاوضات بمجملها قد تفتقر إىل الرشعية وتواجه معارضة ولكن من األهمية بمكان أن يعي الوسطاء أن إدراج أحكام يف
غري رضورية. غاية الدقة بشأن املؤسسات املعنية باملوارد الطبيعية أو بشأن
استعمال أحكام ضمنية حول املوارد الطبيعية عند اإلصالحات ال يؤدي بالرضورة إىل تنفيذ أفضل لتلك األحكام.
فمن شأن عوامل أخرى ،كالتغيريات التي تطال األطراف
تعذر استخدام األحكام الرصيحة :إذا لم تتفق األطراف
الفاعلة األساسية والظروف السياسية ،أن تؤثر سلبا ً عىل
عىل إدراج أحكام رصيحة حول املوارد الطبيعية يف اتفاق
التنفيذ وتقوّض االلتزام السيايس الذي ُقطع .ومن الدروس
السالم فإنه يمكن التطرق إىل تلك املسائل بطريقة غري
األساسية املستنتجة رضورة تفادي األحكام الغامضة حول
مبارشة .ومن املواضيع األخرى التي يرتتب عنها آثار كبرية
ملكية املوارد وإدارتها واستغاللها وحول تقاسم الثروة ألنها
عىل املوارد يُذكر تقاسم السلطة وبناء الثقة وإعادة إدماج
تؤخر التطبيق وتقود إىل تجدد التوتر بني األطراف.58
املقاتلني يف اقتصاد يعتمد عىل املوارد ووصول النازحني إىل
األرض والتعويض .وإذا لم يمكن التوصل إىل اتفاق حول استعمال املوارد الطبيعية والبيئة كتدابري لبناء الثقة
األحكام املبارشة أو غري املبارشة الخاصة باملوارد الطبيعية، خالل تطبيق اتفاق السالم :يمكن ،يف بعض الظروف،
يمكن تضمني تلك األحكام يف مسارات املتابعة التي ينص استعمال املوارد الطبيعية املشرتكة (املياه واألرايض واملوارد
عليها االتفاق مثل تقييم احتياجات ما بعد النزاع ولجان االستخراجية) أو األخطار البيئية املشرتكة (املناطق الشديدة
الحوكمة والحوار بني أصحاب املصلحة. التلوث وتغري املناخ والكوارث الطبيعية) خالل تطبيق اتفاق
57
2-4أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم
عىل أرض الواقع :استعمال املوارد الطبيعية املشرتكة لبناء الثقة والتعاون بني إرسائيل واألردن
تستعني األطراف يف اتفاق السالم عادة بتدابري لبناء الثقة الختبار التزام الطرف اآلخر وإرادته السياسية يف تحقيق السالم .وغالبا ً ما
تنطلق تدابري بناء الثقة من املواضيع األقل إثارة للجدل مثل تبادل املعلومات أو التحقق من عديد الجنود أو مشاريع التعاون االقتصادي،
قبل االنتقال إىل مسائل أصعب كإصالح قطاع األمن وتقاسم السلطة .ويف حني تركز تدابري بناء الثقة غالبا ً عىل املسائل العسكرية
والسياسية فإن معاهدة السالم املوقعة بني إرسائيل واألردن يف عام 1994استعملت املوارد الطبيعية كوسيلة للتعاون وبناء الثقة
الفعلية بني الطرفني خالل مرحلة التطبيق.
تض ّم معاهدة السالم ملحقني يركزان عىل إدارة املياه والتعاون البيئي .ويدعو امللحق 2إىل إنشاء لجنة مياه مشرتكة وإىل التعاون
لتفادي التلوث وحماية املوارد البحرية بما فيها الشعب املرجانية .ويف حني لم يحدّد االتفاق األسايس برصاحة رشوط التعاون هذا ،إال
أنه قدم جدوال ً زمنيا ً للمفاوضات املتعلقة بمسائل التلوث يف العقبة .وحدد امللحق ٤ميادين أخرى للتعاون البيئي بما يف ذلك تقييم األثر
البيئي والترشيع البيئي واملعايري البيئية واالستجابة للحاالت الطارئة .وأشار إىل إمكانية القيام بجهود مشرتكة حول حماية الطبيعة
ونوعية الهواء وإدارة النفايات ومكافحة التلوث ومكافحة اآلفات والتصحر.
وألن كل األطراف التي تحاول التوصل إىل اتفاق سالم تتقاسم بعض املوارد القيمة ،نادى عدد من العلماء واملنظمات برضورة استعمال
املوارد الطبيعية املشرتكة أو األخطار البيئية املشرتكة بصورة منتظمة كمنطلق للتعاون وبناء الثقة بعد انتهاء النزاع .فإذا استطاع
الجانبان اإلفادة بصورة متساوية من استغالل املوارد أو عمليات التنظيف أو الحد من خطر الكوارث ،فمن شأن التعاون حول املوارد
الطبيعية املساعدة عىل بناء الثقة واالطمئنان يف مرحلة مبكرة قبل االنتقال إىل تدابري أصعب.
املصادر :اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية .راجع أيضاً :حكومة دولة إرسائيل وحكومة اململكة األردنية
الهاشمية .)1994( .معاهدة السالم بني حكومة دولة إرسائيل وحكومة اململكة األردنية الهاشمية؛ Conca, K., and G. Dabelko, G. 2002.
.Environmental Peacemaking. Woodrow Wilson Center Press and Johns Hopkins University Press: Washington, D.C
58
-5الخاتمة
الخاتمة 5
أسايس .يعترب تساوي جميع األطراف يف الحصول عىل لطاملا كان استغالل موارد طبيعية قيّمة كالنفط ،والغاز
املعلومات العلمية والفنية الحيادية حول املوارد املتنازع عليها واملعادن والخشب عنرصا ً أساسيا ً يف اندالع نزاعات عنيفة يف
من الرشوط األساسية للوساطة الفعالة بشأن املوارد الطبيعية. العالم ويف تصعيدها واستدامتها .فالتنافس عىل املوارد
ويمكن أن تصدر هذه املعلومات عن األطراف مشرتكة أو عن املتجددة كاألرايض واملياه يتزايد فيما يتسبب تدهور البيئة
طرف ثالث مستقل .كما أن تضافر الجهود يف إعداد مثل هذه ونمو السكان وتغري املناخ بتفاقم التحديات .لذا تجد الحكومات
املعلومات يمكن بحد ذاته أن يساعد عىل بناء الثقة. أنفسها تحت ضغط متزايد إلدارة املوارد الطبيعية بصورة
مستدامة ولتسوية املنازعات عىل ملكيتها وإدارتها وتوزيعها
-4ال بد من بذل عناية فائقة يف تحديد أصحاب
والتحكم بها.
املصلحة الواجب إرشاكهم يف الوساطة .عىل من يصمم
عملية الوساطة أن يفكر بعناية لدى اختياره أصحاب يمكن أن تلعب الوساطة دورا ً أساسيا ً يف حل النزاعات املتعلقة
املصلحة الواجب إرشاكهم يف الوساطة .فدعوة جميع أصحاب باملوارد الطبيعية ومنع اندالع العنف وتعزيز التعاون بني
املصلحة إىل املشاركة قد تؤدي مثالً إىل عملية وساطة مرشذمة الخصوم .يقدم هذا الدليل أساليب عملية الستعمال فعال
وخارجة عن السيطرة إىل حد ال يمكن فيه التوصل إىل توافق للوساطة لتحقيق تلك األهداف.
يف اآلراء .لذا ال بد من اختيار دقيق لألطراف الفاعلة الواجب
ويمكن استخالص الكثري من العرب املستقاة من هذا امليدان
إرشاكها يف الوساطة وفهم اآلثار السياسية التي قد ترتتب عن
وتلخيصها يف سبع رسائل شاملة.
إرشاك البعض واستبعاد البعض اآلخر .يف املقابل ،من
الرضوري بمكان تأمني التشاور مع مجموعة واسعة من -1للسياق أهمية بالغة .إن كل قطاع من قطاعات
أصحاب املصلحة لضمان رشعية العملية والحفاظ عليها، املوارد الطبيعية تم التطرق إليه يف هذا الدليل – املوارد
ال سيما بالنسبة إىل املجموعات املهمشة كالشعوب األصلية االستخراجية واألرايض واملياه – يولد أشكاال ً متعددة من
والنساء والشباب. النزاعات تتطلب نهج وساطة مختلفة .ال بد ،لدى تصميم
عملية الوساطة ،أن تؤخذ يف االعتبار خصائص املوارد املعنية
-5يجب أن تهدف الوساطة إىل تحقيق التعاون حول
ووظيفتها باإلضافة إىل آليات التعامل مع الحاالت التي يكتنفها
املنافع املشرتكة مما قد يولد الثقة الالزمة ملعالجة
غموض .ويف كل األحوال ،ال بد من فهم السبب األسايس للنزاع
مسائل أخرى .وعىل الوسيط الذي يعالج نزاعا ً عىل موارد
وتفاعل املوارد الطبيعية مع أسباب النزاع األخرى واالقتصاد
طبيعية أن يحاول مساعدة األطراف عىل تخطي املواقف املبنية
السيايس بشكل عام ومداخل الحل عن طريق الوساطة.
عىل معادلة ال غالب وال مغلوب أو تلك املبنية عىل املكسب
والخسارة والسعي إىل تحديد األساليب التي تتيح ألصحاب -2تتطلب الوساطة الفعالة تحديدا ً واضحا ً ودقيقا ً
املصلحة فرصة اإلفادة القصوى من املنافع املشرتكة ومعالجة لألطراف الفاعلة واملصالح .عىل الوسيط أال يدخل يف مراحل
املشاكل واملصاعب املشرتكة معاً .ويجب عند اإلمكان اعتبار الوساطة التفاعلية إال بعد أن يصبح عىل بينة تامة من شبكة
املوارد الطبيعية منطلقا ً للتعاون يتخطى االختالفات الدينية أو العالقات املعقدة بني األطراف الفاعلة املعنية باملوارد الطبيعية
اإليديولوجية أو السياسية أو القبلية ألن التعاون عىل استغالل ومصالحها .ويجب أن يتناول التحليل األطراف الفاعلة
املوارد الطبيعية قد يمهّ د للتعاون يف حل معضالت أخرى أكثر املبارشة وغري املبارشة وتداخلها يف مختلف مراحل النزاع وأن
صعوبة وتعقيداً. يستوعب نطاق مصالحها املتعددة األوجه.
-6أساليب الوساطة متوفرة لتخطي املآزق الحرجة -3حصول كل األطراف ،بدرجة واحدة ،عىل معلومات
واملواقف املتصلبة .عندما يشرتك الوسيط يف املفاوضات علمية وفنية حيادية بشأن املوارد املتنازع عليها أمر
59
-5الخاتمة
لإلصالحات املستقبلية وليس بالرضورة لحل املشاكل يمكنه أن يستعني بعدد من األساليب للخروج من الطريق
عىل الفور .يجب أن يبقى حارضا ً يف ذهن الوسيط الذي يعالج املسدود ،ومنها تركيز املباحثات عىل املسائل التقنية أو تنظيم
نزاعات عىل املوارد الطبيعية يف إطار عملية سالم أن الهدف عمليات مشرتكة لجمع املعلومات أو تحديد املنافع املختلفة
ليس بالرضورة حل املسألة خالل املفاوضات بل غالبا ً وتقاسمها أو استعمال نهج التصورات .ويمكن يف بعض
ما يكون وضع إطار مؤسيس وتوليد الزخم الذي يسمح األحيان التوصل إىل تعديل املواقف األولية الثابتة أو املتصلبة
بمعالجة مسألة املوارد الطبيعية يف مرحلة الحقة .يمكن من خالل إبعاد األطراف عن املسائل املتصلة بملكية املوارد
تحقيق ذلك يف الغالب من خالل اعتماد أحكام رصيحة أو الطبيعية وتوجيه املناقشات نحو مسائل أوسع متصلة بتقاسم
ضمنية حول املوارد الطبيعية يف اتفاق السالم .ويمكن يف املنافع وتأمني الوصول املستقر إىل املوارد وإدارتها – وكلها
مجاالت تتيح تحقيق املنفعة املشرتكة.
املقابل تضمني مسار متابعة اتفاق السالم املسائل املتصلة
باإلدارة الرشيدة للموارد الطبيعية – من خالل تشكيل لجنة أو -7غالبا ً ما تعالج مسائل املوارد الطبيعية يف
تقييم االحتياجات أو اعتماد خطة بناء السالم عىل سبيل املثال. مفاوضات السالم بهدف إرساء األسس الالزمة
60
الجزء باء
دراسات الحالة
دراسة الحالة -1آتشيه ،إندونيسيا :النفط والغاز الطبيعي
1
60
آتشيه ،إندونيسيا
ANDAMAN SEA
!
Banda Aceh
ACEH
BESAR Lhokseumawe
آتشيه ،إندونيسيا:
النفط والغاز الطبيعي
!
PIDIE
BIREUEN ACEH UTARA 59
ST
ACEH
R
JAYA
AI
Langsa
T
ACEH !
O
ACEH
F
TENGAH
ACEH
M
TIMUR
AL
BARAT
مواضيع الوساطة الرئيسية واالسرتاتيجية:
AC
CA
ACEH
NAGAN TAMIANG
RAYA
GAYO LUES
ACEH BARAT
DAYA
• شكلت األحكام الخاصة بتقاسم الثروة حافزا ً
INDIAN ACEH
TENGGARA
اقتصاديا ً ملواصلة املفاوضات؛
OCEAN ACEH
SELATAN
ACEH
• تضمن اتفاق السالم النهائي أحكاما ً رصيحة بشأن
SINGKIL
حرية إدارة املوارد الطبيعية.
يعود التنقيب عن احتياطات النفط والغاز الطبيعي يف منطقة
¯
Aceh, Indonesia i
! Major city آتشيه يف إندونيسيا إىل ستينات القرن املايض .يف عام ،1971
^ Capital city
International boundary
District boundary اكتشفت رشكة موبيل أويل إندونيسيا مخزونات من النفط
Water body
^
0 25 50 75 Kilometers والغاز الطبيعي يف لوكسوماوي ،شمال آتشيه .أدى هذا
Jakarta
0 25 50 75 Miles
االكتشاف إىل إنشاء املنطقة الصناعية يف لوكسوماوي وهو
62
دراسة الحالة -1آتشيه ،إندونيسيا :النفط والغاز الطبيعي
املحادثات ،بخرباء قاموا بتيسري العملية وإسداء املشورة جيب مخصص الستخراج النفط والغاز الطبيعي املسال
وممارسة النفوذ عند الحاجة ،وهي الخطوة التي سمحت للتصدير .واستغلت املوارد النفطية والغازية يف آتشيه بصورة
بإحراز التقدم .65يف عام ،2002توصل الطرفان إىل اتفاق كفلت إيرادات هامة للدولة يف إندونيسيا .يف عام ،2000كان
وقف القتال؛ إنما بعد انتهاكه يف عام ،2003انسحب مركز اإلنتاج يف منطقة آتشيه يمثل 40يف املائة تقريبا ً من إجمايل
الحوار اإلنساني من عملية الوساطة.66 إنتاج الغاز الطبيعي يف إندونيسيا .إال أن عدم تقاسم املنافع
الناجمة عن املوارد أثار استياء السكان املحليني يف آتشيه وكان
إن كون مركز الحوار اإلنساني منظمة غري حكومية ال سياسية الدافع إىل اندالع حرب أهلية دامت من عام 1976إىل عام
وغري بارزة جعلها مقبولة يف عيون الدولة اإلندونيسية التي
.2005وكان موضوعا النفط والغاز من القضايا الهامة التي
شجعته عىل األخذ بزمام الوساطة .67كما أن صفته كمنظمة
شملتها عملية السالم حيث نالت مقاطعة آتشيه يف اتفاق
إنسانية دولية أضفت عليه مرشوعية يف رأي حركة تحرير
السالم النهائي املزيد من السلطة عىل إدارة املوارد وحصة أوفر
آتشيه وسمحت للدولة اإلندونيسية أن تحسن سمعتها
من الثروات املتأتية من استغاللها.
الدولية .68إال أن املركز كان يفتقر إىل الوزن السيايس والعالقات
الالزمة مع األمم املتحدة ومجلس األمن مما حد من قدرته عىل النزاع
استخدام نهج “الرتغيب والرتهيب” لدفع عجلة املفاوضات.69
تعود مقاومة منطقة آتشيه لحكم السلطة املركزية اإلندونيسية
أما الوساطة الثانية واملعروفة بعملية هلسنكي للسالم ماض بعيد .بدأت كحركة دينية ورسعان ما اتخذت صبغة إىل ٍ
( )2005–2004فقد نسقتها منظمة مبادرة إدارة األزمات جديدة بعد اكتشاف مخزونات النفط والغاز الطبيعي عام
الفنلندية .وكان كبار الوسطاء مارتـّي أهتيسآري ،رئيس .1971واندلع يف آتشيه عام 1976نزاع عنيف قادته حركة
فنلندا السابق .وبدأت العملية بعد شهر واحد من موجة تحرير آتشيه .ويرضب بهذا النزاع مثل الرصاع التقليدي
التسونامي سنة 2004وهو ما أقنع ،يف رأي الكثريين، الناجم عن عدم استفادة املجتمع املحىل من استغالل املوارد
الطرفني بتحقيق السالم.70 الطبيعية ،األمر الذي جاء ليغذي التوتر القائم واملطالبة
دارت جوالت املفاوضات الخمس يف هلسنكي .وعىل حد قول بممارسة الحق يف تقرير املصري والنزعة إىل االستقالل الذاتي.596061
أهتيسآري ،فإن املحادثات تكللت بالنجاح ألنها استندت إىل وبالتحديد كانت املقاطعة تتذمر من عدم تقاسم الثروة
مبدأ أسايس خالصته أن “ال اتفاق عىل يشء إىل حني االتفاق الناجمة عن استغالل النفط والغاز وتدهور البيئة وتفكك
عىل كل يشء” .71حال هذا النهج دون قيام أي طرف بالحديث النسيج األرسي للشعوب األصلية وتدفق اليد العاملة املهاجرة
علنا ً عن نتائج عملية السالم الجارية مما سمح لكل منها أن واضطراب سبل االسرتزاق التقليدية .واجتمعت هذه العوامل
يقدم تنازالت عىل مجموعة من القضايا من دون خسارة ماء حتى اندلع رصاع واسع النطاق مصحوبا ً بدعوات إىل االستقالل
فضال عن أن مكانة أهتيسآري كوسيط وصانع ً الوجه علنا ً.72 دام زهاء ثالثني عاماً .وبعد أن فشلت املحاولة األوىل لوضع حد
سالم دويل أعطته نفوذا ً سياسيا ً ال يستهان به إلقناع حركة للنزاع بني عامي 2000و 2003واملعروفة بعملية جنيف
تحرير آتشيه بالتخيل عن مطالبتها باالستقالل والقبول للسالم ،تجددت أعمال العنف يف عام 2003إىل أن بذلت
بالحكم الذاتي كنقطة بداية للمباحثات .73وكتب للمفاوضات محاولة ثانية أطلق عليها اسم عملية هلسنكي للسالم يف عامي
وقع الطرفان عىل مذكرة التفاهم يف عام .2005 النجاح عندما ّ 2004و 2005وأدت إىل فض النزاع يف عام 2005مع توقيع
حكومة إندونيسيا وحركة تحرير آتشيه عىل مذكرة تفاهم.62
أثرت عىل عمليتي جنيف وهلسنكي عوامل تاريخية واتفاقات
سابقة رسمت مالمح سياق الوساطتني الرئيسية: أبرز عنارص الوساطة
• يف عام ّ ،2001
سن الربملان اإلندونييس قانون الحكم يف عملية جنيف للسالم ( ،)2003–2000قام بالوساطة مركز
الذاتي الخاص الذي نص عىل أن آتشيه ستتمتع بقدر الحوار اإلنساني وهو منظمة إنسانية دولية .وقبل البدء
رفيع من الحكم الذاتي داخل دولة إندونيسيا وتتلقى باملفاوضات ،انتهج املركز نهجا ً شبيها ً بالدبلوماسية املكوكية
70يف املائة من اإليرادات املتأتية من استغالل مواردها فالتقى مع ممثلني عن الدولة املركزية اإلندونيسية ومع أعضاء
الطبيعية .واندرج هذا القانون يف اسرتاتيجية اعتمدتها من حركة تحرير آتشيه خارج إندونيسيا ومع أصحاب
الدولة يف ذلك الحني بغية لجم النزعات االنفصالية يف املصلحة يف آتشيه بغية إحياء عالقات تيرس التفاوض املبارش.63
سن قانونا ً يقدم
آتشيه وبابوا .واعترب الربملان أنه ّ كما استضاف املركز يف عام 2000يف مقره يف جنيف اجتماعا ً
تنازالت سخية آلتشيه لذا فإن الحكومة لم تكن راغبة بني ممثلني عن الدولة اإلندونيسية وحركة تحرير آتشيه
يف منح املزيد من التنازالت وال التفاوض عىل الحكم للتفاوض يف شأن “هدنة إنسانية” 64أدّت إىل بسط سالم نسبي
الذاتي وال تقاسم الثروة.74 قبل الرشوع باملفاوضات السياسية .استعان املركز ،منذ بدء
63
دراسة الحالة -1آتشيه ،إندونيسيا :النفط والغاز الطبيعي
64
دراسة الحالة -2بوغانفيل ،بابوا غينيا الجديدة :منجم نحاس بنغونا
2
83
بوغانفيل ،بابوا غينيا الجديدة
بوغانفيل ،بابوا غينيا
GREEN
ISLANDS الجديدة :منجم نحاس
Lemankoa
!
82
بنغونا
BUKA
ISLAND
!
Sohano
Tinputz
مواضيع الوساطة الرئيسية واالسرتاتيجية:
! PACIFIC
OCEAN
Puto
! • تسببت يف النزاع مجموعة من اآلثار السلبية ألنشطة
! Amun
!
Wakunai
التعدين عىل الصحة وسالمة البيئة وانعدام التساوي
Vito
!
يف تقاسم املنافع؛
Arawa
! Torokina ! ! Kieta
Panguna
#
!
Taki
• جاءت الوساطة بأسلوب تيسريي غري توجيهي؛
! Jaba !
Buin Nukiki • أدى اتفاق السالم إىل الحد من العنف املتفيش لكنّه
! ! !
Mamagota
ال يذكر منجم بنغونا باالسم.
¯
Bougainville Island
ii
يقع منجم بنغونا يف بوغانفيل يف بابوا غينيا الجديدة وكان يف
!
#
City
Panguna copper mine
SOLOMON
ISLANDS
يومه أكرب منجم مفتوح يف العالم .وتشري التقديرات الحالية إىل
Water body
0 20 40 60 Kilometers أن احتياطي النحاس فيه يبلغ 5,3مليون طن وإىل وجود
0 10 20 30 Miles
19,3مليون أوقية ذهب .استثمرت املنجم رشكة بوغانفيل
© C.E. WILSON, IMAGE COURTESY OF IPS INTER PRESS SERVICE
منجم النحاس والذهب يف بنغونا يف انتظار تسوية سياسية حتى تستأنف عمليات االستخراج
65
دراسة الحالة -2بوغانفيل ،بابوا غينيا الجديدة :منجم نحاس بنغونا
الجديدة) ودون ماكينون (وزير الخارجية والتجارة)، كوبر ليميتد يف الستينات والسبعينات من القرن املايض بعد
مساهمة حيوية يف دفع الفصائل املتناحرة إىل تحقيق درجة التوقيع عىل اتفاق بوغانفيل للتعدين.
من الوحدة ال مثيل لها حتى تتمكن من التفاوض مع دولة
إىل جانب املساعدة الخارجية ،كان املنجم أكرب مصدر دخل
بابوا غينيا الجديدة .إن عقد جولتي مباحثات برنهام األوىل
لبابوا غينيا الجديدة بني عام 1975وتاريخ إغالقه .82384فقد أقفل
والثانية يف جو مأمون ضمن معسكر يف دولة أجنبية محايدة
يف عام 1989يف ظل نزاع عنيف وما زال مقفالً إىل اليوم.
جعل األطراف تشعر باالرتياح للتعبري عن شكواها برصاحة.91
ويدور الحديث حاليا ً عن إعادة فتحه ذلك أنه يمثل مصدر
طوال العملية ،اكتفى الوسطاء بتيسري املباحثات من دون
دخل رئييس ملنطقة الحكم الذاتي يف بوغانفيل .وتواجه هذه
إدارتها مفضلني ترك األمر بني أيدي األطراف املتفاوضة.
الفكرة مقاومة مجموعات مختلفة ،ال سيما منها حركة ميكاميو
وكان هذا القرار يرمي إىل ضمان أن تشعر األطراف بأنها
وهي حركة سياسية تزعم أنها املمثل الرشعي ألصحاب األرايض
تمسك بمقاليد العملية وأنها تتحكم بنتائجها وأنها ستتوصل
املجاورة ملنجم بنغونا .ويف ضوء الرصاع الذي تسبب فيه املنجم
إىل حل مفصل وفق احتياجاتها مما يزيد احتمال النجاح.92
يف املايض ،فإن الحكومة تخطو خطوات متأنية مرصة عىل دور
وقد ساهم يف دفع عجلة السالم إىل األمام وتحويل هدنة عام
أصحاب األرايض يف أي مفاوضات حوله.85
1997إىل اتفاق سالم شامل يف عام 2001وجود فريق
مراقبة الهدنة وفريق مراقبة السالم وهما فريقا مراقبة النزاع
منزوعا السالح ومحايدين سهرا عىل استتباب السالم يف
بوغانفيل بينما كانت األطراف تتفاوض.93 بقي منجم بنغونا يف صلب أعمال العنف التي شهدتها
بوغانفيل حتى بعد إقفاله ولغاية عام .861997ويف خالل هذه
االتفاق السنني ،حملت املجتمعات املحلية املنجم مسؤولية طائفة من
املشاكل الصحية والبيئية .وكان املنجم أيضا ً مصدر توتر
عىل مدى عملية السالم ،ساد افرتاض بني قادة بابوا غينيا
اجتماعي اقتصادي حاد؛ فاتهمت رشكة بوغانفيل كوبر ليميتد
الجديدة ووفود بوغانفيل أنه من غري املرجح إعادة فتح منجم
بممارسة “الفصل العنرصي االقتصادي” ملا كان يحصل عليه
بنغونا يف املستقبل القريب .94فالتعدين موضوع يثري
العمال األجانب من تسهيالت متميزة ورواتب عالية وفرص
الحساسيات عند سكان بوغانفيل وكان من الصعب بمكان
جيدة للرتقية يف الرشكة مقارنة مع العمال املحليني .87وأخرياً،
الخوض يف نقاش رصيح عن تعدين النحاس يف ذلك الحني .أما
كان نصيب بوغانفيل من إيرادات املنجم متواضعا ً للغاية
التحكم باملوارد الطبيعية فكان أولوية بالنسبة إىل زعماء
مقارنة بما كانت تجنيه دولة بابوا غينيا الجديدة .88والنتيجة
بوغانفيل وجزء هام من اتفاق الحكم الذاتي املربم مع الحكومة
كانت أن سكان بوغانفيل رأوا يف املنجم رضبا ً من رضوب
الوطنية .95ومع ذلك ،لم يرد ذكر للمنجم يف اتفاق بوغانفيل
استغالل القوى األجنبية ملواردهم 89وشعروا أنهم يدفعون
للسالم ولم تتطرق الصكوك الدستورية املنبثقة عنه إىل
الثمن باهظا ً من دون تحقيق أي منفعة.
موضوع التعدين .والنتيجة هي أن مسألة التعدين ما زالت
محفوفة بالغموض ولم تحسم يف أكثر من جانب. ً يف عام ،1988قام جيش بوغانفيل الثوري بسلسلة من
العلميات التخريبية مع إرضام النار يف املنجم .وتصاعد العنف
إن اتفاق بوغانفيل للسالم لعام 2001تطرق إنما يجوز القول ّ
عندما أرسلت قوات الدفاع عن بابوا غينيا الجديدة لقمع
بصورة غري مبارشة إىل ملكية املوارد الطبيعية إذ إنه أتاح نقل
التمرد .ولم يكن منجم بنغونا السبب الوحيد للنزاع؛
صالحيات حكم واسعة من الحكومة الوطنية إىل حكومة
فاالنقسامات اإلثنية والجغرافية باتت ملموسة وتفاقمت جراء
بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي.96
الخالف حول املنجم .90بل إن الشكاوى ضد املنجم كانت
• تم رسد صالحيات حكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم الحافز للنزاع الذي لم ينته قبل عام 1997مع التوقيع عىل
الذاتي بشكل رصيح ولم تشمل أي صالحية عىل هدنة برنهام التي تالها اتفاق لنكولن يف عام .1998وكان
التعدين وال عىل املوارد الطبيعية؛ هذان االتفاقان البادرة النسحاب جنود بابوا غينيا الجديدة من
• تم االتفاق عىل رسد صالحيات حكومة بوغانفيل الجزيرة ونرش فريق مراقبة السالم املتعدد الجنسيات.
املتمتعة بالحكم الذاتي ووظائفها يف دستورها عىل أن وتواصلت املحادثات بني حكومة بابوا غينيا الجديدة وزعماء
يتضمن هذا الدستور كل ما لم يرد عىل قائمة الحكومة بوغانفيل إىل حني أن أبرم اتفاق بوغانفيل للسالم يف 30آب/
الوطنية ،بما يف ذلك الصالحية عىل املوارد الطبيعية أغسطس .2001
والحق يف تحصيل اإليرادات وسلطة اتخاذ القرار
بشأن االستثمارات األجنبية97؛ أبرز عنارص الوساطة
• أدخلت بابوا غينيا الجديدة تعديالت عىل دستورها توسطت نيوزيلندا يف عملية السالم ( )2001–1997يف حني
مفصلة صالحيات حكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم أن أسرتاليا أدت دورا ً داعما ً مهما ً يف مجال التسيري .وكان
الذاتي ووظائفها يف عام 2002؛ ملمثيل نيوزيلندا ،جون هايس (املفوض السامي لبابوا غينيا
66
دراسة الحالة -2بوغانفيل ،بابوا غينيا الجديدة :منجم نحاس بنغونا
أخرياً ،لم تحسم مسألة أصحاب األرايض التقليديني .عىل أثر نص االتفاق عىل أن الصالحيات والوظائف تحال إىل ّ •
إبرام اتفاق بوغانفيل للسالم ،اعرتف دستور بوغانفيل بأن حكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي متى بلغت
ملكية املوارد الطبيعية يف بوغانفيل تعود إىل أصحاب األرايض بابوا غينيا الجديدة بما ترغب يف أن يحال إليها .بدأت
حتى إن كان لحكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي هذه العملية بالفعل عندما صاغت حكومة بوغانفيل
مسؤولية إدارتها وتنظيمها متى أحالت إليها بابوا غينيا املتمتعة بالحكم الذاتي دستورها يف عام 2004وقامت
الجديدة صالحياتها .وبالنسبة إىل منجم بنغونا (وسائر بانتخاب أول رئيس لها عام .2005
املوارد يف بوغانفيل) فإن إدراج امللكية العرفية يف نص ويف املقابل ،فإن مسألة إيرادات التعدين الحساسة والتي كانت
الدستور يضع أصحاب املصلحة يف مركز القوة .ومن املرجح السبب يف مشاكل جسيمة يف بوغانفيل يف السبعينات والثمانينات
أن يثري هذا األمر مشاكل هامة ،بل نزاعات ،يف السنوات املقبلة من القرن املايض بقيت مبهمة يف اتفاق السالم لعام .2001
ألنه ما من أنظمة لحكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي
نص االتفاق عىل أنه متى بلغت بوغانفيل مرحلة ّ •
وال مؤسسات قادرة عىل:
االعتماد عىل الذات الرضيبي ،تتقاسم حكومة
• تقييم املزاعم املتضاربة ملن يدعي ملكية األرايض عرفاً؛ بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي وبابوا غينيا الجديدة
• تمكني مالكي األرايض عرفا ً من اتخاذ قرارات ملزمة إيرادات أنشطة التعدين .إنما لم تقرتح أي صيغة
طويلة األمد ،يرسي مفعولها طوال فرتة تطبيق أهم لتقاسم تلك اإليرادات.98
االستثمارات يف مجال التعدين؛ • يجوز االعتبار أن التفاصيل الخاصة بمنجم بنغونا
• توزيع الحقوق القانونية لتجاوز األعراف وتوفري وتقاسم اإليرادات تركت مبهمة عمدا ً أخذا ً بنهج
أسس متينة من الثقة للمستثمرين واملمولني من خالل الغموض البناء من أجل التوصل إىل اتفاق.99
قانون استثمار دائم؛
• أو إقناع كل األطراف ،بما فيها املعرتضون ،بأنه تم مصاعب التنفيذ
التخيل عن العنف لصالح األساليب القانونية لتسوية بصورة عامة يعترب أن هذه التسوية تكلل واحدة من أنجع
املنازعات .يفرض دستور بوغانفيل عىل حكومة عمليات السالم ألنه حتى تاريخه لم تتكرر حاالت العنف
بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي أن توضح مسألة املسترشي .غري أن واقع األمر هو أن مسائل التعدين بقيت
األرايض وهو األمر الذي لم يحصل بعد ،لذا سوف خارج نطاق الوساطة الرئيسية .ولم تفلح املفاوضات يف حل
يشكل وضع األنظمة القانونية واإلدارية تحديا ً كبريا ً ثالثة أمور حيوية:
يف املستقبل. أوالً ،ما زال أمر منجم بنغونا معلقاً .تتواصل املفاوضات يف
ومع ذلك ،تعترب إعادة فتح منجم بنغونا أولوية لحكومة شأن مصري املنجم ورشوط إعادة فتحه .ودعما ً لعملية شفافة
بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي التي ترص عىل أن املنجم وشاملة يف صنع القرار بشأن إعادة فتح املنجم ،تأسست يف
مصدر دخل هام لبوغانفيل يعود بمنافع عىل سكان عام 2012لجنة التنسيق املشرتكة للتفاوض بشأن منجم
الجزيرة .100يدور الحديث أيضا ً حول مشاريع تعدين أخرى بنغونا وتضم ممثلني عن حكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم
صغرية الحجم .وقد أعلنت حكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي والجمعية املتحدة ألصحاب األرايض املترضرين من
الذاتي أنها سترشك أصحاب األرايض املحليني يف العملية وأن منجم بنغونا ورشكة بوغانفيل كوبر ليميتد.
أصحاب األرايض املؤجرة للتعدين سيشاركون يف مراجعة
ثانياً ،نزع الصالحيات .إن افتقار حكومة بوغانفيل املتمتعة
اتفاق بوغانفيل للتعدين .101إنما تواجه فكرة استئناف عمليات
بالحكم الذاتي للموارد (يف غياب أي إيراد من أنشطة التعدين
التعدين مقاومة كبرية من مجموعات مثل ميكاميو عىل النحو
املحلية ويف ضوء اعتمادها عىل هبات سلطات بابوا غينيا
املشار إليه سالفا ً.102
الجديدة) يعني أنه من الصعوبة بمكان عليها أن تنزع
خالصة القول ،إن مسألة منجم بنغونا (ويف واقع األمر كل الصالحيات من بابوا غينيا الجديدة ،بما فيها تلك التي تتعلق
عمليات التعدين األخرى) أحيلت إىل عملية السالم حتى يستتب بالتعدين .إنها معضلة يحتمل أن تشكل بؤرة توتر يف تحقيق
السالم عىل كامل األرايض تحت سلطة حكومة منتخبة متمتعة االستقالل الذاتي يف املستقبل القريب .وقد فرضت بابوا غينيا
بالحكم الذاتي .من الواضح أن هذا الخيار نجح حتى اآلنّ ،
لكن الجديدة تجميدا ً تاما ً لعمليات التعدين يف بوغانفيل يف عام
مسألة إعادة فتح املنجم قد عادت لتحتل الصدارة .وإذا أريد .1971وتتطلب العودة عن هذا القرار بالتايل توضيح
لهذه العملية أن تتم بصورة سلمية ،ال بد من مراعاة مشاغل الصالحيات القانونية النسبية بني بابوا غينيا الجديدة وحكومة
كل أصحاب املصلحة علما ً أن املشاكل السياسية واألمنية بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي وبناء القدرات الكافية
تفاقمت بسبب النقص يف املوارد والقدرات التي تتيح لحكومة لحكومة بوغانفيل عىل إدارة أنشطة التعدين وحل أي مسألة
بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي أخذ زمام السلطة من حكومة عالقة بشأن منجم بنغونا.
بابوا غينيا الجديدة.
67
دراسة الحالة -3ألربتا ،كندا :تنظيم حرق الغاز
3
104
ألربتا ،كندا
#
• ساهمت أنشطة جمع املعلومات املشرتكة يف بناء الثقة؛
! Edmonton #
#
# • ساعد اإلملام بالتفاوض عىل املصالح عىل معالجة
مسألة مستعصية وتعديل مواقف بدت متصلبة؛
Oil Infrastructure,
¯ • حقق تنفيذ االتفاق نجاحا ً أكرب مما كان متوقعا ً وصدر
Alberta iii
! Major city !
# Refinery
International boundary
Calgary
توجيه رسمي يستند إىل النتائج.
Provincial boundary
Crude oil pipeline
Natural gas pipeline
0 50 100 150 Kilometers
تم تخفيض حرق الغاز يف ألربتا ،يف كندا ،بنسبة 60يف املائة بني عامي 1996و2012
68
دراسة الحالة -3ألربتا ،كندا :تنظيم حرق الغاز
• استدعى تقديم معلومات علمية جديدة عام 1996 يعتمد قطاع النفط والغاز يف مقاطعة ألربتا الكندية عىل ثالث
ردا ً موثوقا ً من أصحاب املصلحة املترضرين أكرب احتياطي نفط يف العالم .يف عام ،2013كان يشغل
املحتملني .لكن األطراف أجمعت عىل أن الوضع 121500شخص ومن املتوقع أن يولد االستثمار يف الرمال
الراهن لم يعد محتمالً؛ القطرانية 79,4مليار دوالر من اإليرادات للدولة الفدرالية
ودولة املقاطعة بني عامي 2012و .10341052035إنما لهذه
• حفزت الجهة الناظمة يف املقاطعة األطراف عىل إيجاد
األنشطة تداعيات هامة عىل البيئة تتأتى واحدة منها من حرق
حل بعد أن التزمت بالتنفيذ رشط أن تكون النتيجة
الغاز أي حرق الغاز الطبيعي املوجود يف النفط الخام والذي
متماشية مع التوجه السيايس العام يف املقاطعة؛
ال يمكن بيعه أو معالجته بفعالية والذي يعرف أيضا ً بالغاز
• تخوف البعض من أن تتفرد الجهة الناظمة بإصدار املذاب .إن حرق الغاز ال يولد ثاني أكسيد الكربون املنبعث يف
أمر تخفيض حرق الغاز وأن يؤدي ذلك إىل نتيجة ال الجو فحسب ،بل يطلق جزيئيات مثل امليثان وثنائي أكسيد
تتوفر فيها رشوط النجاح نفسها التي يوفرها االتفاق؛ الكربيت التي تتسبب يف أمراض تنفسية .بني عامي 1996
و ،2012تم تخفيض حرق الغاز يف ألربتا بنسبة 59,1يف
• طلب إىل األطراف تعيني ممثلني يتعاونون تعاونا ً
املائة .106تحقق هذا اإلنجاز بفضل أنظمة جديدة اعتمدت بعد
وثيقا ً مع طرف ثالث محايد الستكشاف الحلول عامني من الوساطة بني مجموعة من األطراف حيث شارك يف
التقنية واستعراض املمارسات الحميدة حول العالم، املفاوضات أصحاب املصلحة الرئيسيون بمن فيهم السلطات
عىل أال يتم التوصل إىل اتفاق ال يحظى بموافقة العامة وقطاع النفط واملنظمات غري الحكومية.
األطراف الرصيحة .هذا ما جعل األطراف تتبنى
العملية وتشعر أنها تمسك بزمامها؛ النزاع
• ساهم األسلوب املعتمد للتوصل إىل اتفاق حول قبل عام ،1996كان يحرق زهاء 8يف املائة من الغاز املذاب
اإلجراءات (مثالً مضافرة الجهود لوضع رشوط تكليف ب
يف مواقع إنتاج النفط املوزعة يف مقاطعة ألربتا .107وقد ع ّ
مفصلة) يف بناء الثقة وتعزيز العالقات بني األطراف؛ سكان األرياف وأصحاب املاشية بإرصار عن مشاغلهم
بالنسبة إىل آثار الحرق املحتملة عىل صحة األنسان والحيوان.
• شاركت األطراف يف جمع املعلومات .وتمت صياغة
يف عام ،1996نرش تقرير علمي مولته السلطات العامة
الحلول وتقييمها وفقا ً ملعايري شفافة ومقتضبة تراعي
وقطاع النفط بدا وكأنه يؤكد تلك املخاوف فأثار جدال ً عاما ً
االعتبارات االقتصادية والبيئية والتنظيمية؛
كبرياً .إن هذا التقرير املعروف بتقرير سرتورش 108خلص إىل
• أتاح إدراك األطراف املتزايد لفن التفاوض عىل املصالح أن الكفاءة يف عملية الحرق هي دون املستوى املتوقع يف
وال سيما لألساليب الخاصة والترصف املتوقع من أهل عمليات الحرق التي خضعت لالختبار مما يؤدي إىل انبعاث
الوساطة وأصحاب املصلحة ،فرصة معالجة مسألة معدالت عالية من غاز امليثان غري املحروق وكربيتيد
معقدة جدا ً وتعديل مواقف كانت تبدو متصلبة؛ الهيدروجني ومواد هيدروكربونية أخرى .109فتضاعفت
اهتمامات الجمهور ووجهت دعوات إىل الدولة حتى تحسن
• أدرجت أحكام التنفيذ يف نص االتفاق واشتملت عىل
اإلطار التنظيمي بغية حماية صحة الناس وسالمة البيئة.
أهداف تخفيض محددة وعىل تشاطر مسؤولية التنفيذ.
أبرز عنارص الوساطة
االتفاق
من أجل التوصل إىل تخفيض حرق الغاز وتحسني اللوائح
يف عام ،1998أصدر االئتالف تقريرا ً نهائيا ً ومجموعة من
التنظيمية يف املقاطعة ،اقرتحت الجمعية الكندية ملنتجي النفط
التوصيات التوفيقية العتماد نهج تنظيمي جديد يشمل قيم
إنشاء فريق مكوّن من شتى أصحاب املصلحة أي منتجو
السنة املرجعية للحرق والتنفيس وأهداف تخفيض للحرق
النفط واملنظمات البيئية وجمعيات املزارعني وجمعيات
ومقتضيات عملية يطبقها قطاع النفط والغاز عند التنقيب
املنتجني الحراجيني والبلديات ووزارات الصحة والبيئة
واإلنتاج .110ويف التقرير توصية العتماد نهج مختلط حيث يتم
والطاقة يف مقاطعة ألربتا ومجلس ألربتا للطاقة واملياه
تحديد أهداف تخفيض طوعية معرب عنها بالنسبة املئوية من
والكهرباء ووزارة البيئة الكندية .وبموجب أمر وزاري ،تأسس
الحجم املخفض لحرق الغاز مقارنة مع قيم السنة املرجعية.
االئتالف االسرتاتيجي للهواء النقي الذي جمع أصحاب
ال تشري األهداف إىل أسلوب تحقيق التخفيض وال يف أي موقع
املصلحة الرئيسيني بدعم من أمانة ووسيط حياديني.
يتم تحقيقها .بل احتسبت عىل أساس الكمية اإلجمالية من
الغاز املحرق يف املقاطعة .ويف حال عدم بلوغ أهداف التخفيض تمت الوساطة القائمة عىل نهج التوافق تحت رعاية االئتالف
الطوعية ،تتدخل الجهة الناظمة حتى تطبق نهجا ً إلزاميا ً وأفضت إىل اتفاق بفضل تضافر عدة عوامل:
69
دراسة الحالة -3ألربتا ،كندا :تنظيم حرق الغاز
املتوخاة وتخطي األهداف املحددة .يف عام ،2012ورد يف يفرض حدودا ً (أي “الحد األدنى النظامي”) .وهو األسلوب
تقرير الجهة الناظمة أن معدل حرق الغاز تراجع بنسبة الذي منح قطاع النفط والغاز هامشا ً للتحرك وكفل للناس
59,1يف املائة مقارنة مع قيم سنة 1996املرجعية .113كما والجهة الناظمة بلوغ األهداف املتفق عليها.
اعترب البنك الدويل أن إطار اإلدارة املعتمد لتخفيض الحرق
نموذج يحتذى به يف مواقع أخرى للحد من حرق الغاز.114 يف عام ،1999اعتمد مجلس ألربتا للحفاظ عىل موارد الطاقة
اإلرشاد رقم ( 60الحرق والرتميد والتنفيس يف مرحلتي تنقيب
إال أنه يبقى أن التوجيه 60لم يحدد أي أهداف بالنسبة إىل النفط وإنتاجه) 111الذي وضع إطارا ً تنظيميا ً إلدارة الغاز
تخفيض التنفيس .ويف حني تراجع حجم الغاز املحروق ،زادت املذاب يف ضوء التوصية الواردة يف تقرير االئتالف .وفرض
كمية الغاز املنفس من 459مليون مرت مكعب يف 1999إىل اإلرشاد تخفيض حرق الغاز املذاب بنسبة 25يف املائة من
704مليون مرت مكعب يف عام 2000أي بمعدل 34يف القيم املرجعية لعام 1996بحلول نهاية عام .2001كما
املائة .115وتعود هذه الزيادة إىل عوامل عدة إال أن االئتالف ثابتة قصرية األجل لتخفيض حرق الغاز املذابً فرض أهدافا ً
اضطر إىل التوصية بعدد من التدابري الجديدة لكفالة أال تقوم
وحدا ً أقىص للكمية اإلجمالية من الغاز املذاب الذي يجوز حرقه
الرشكات بتخفيض كمية الغاز املحروق مقابل زيادة كمية
يف املوقع الواحد يف حال عدم بلوغ األهداف الطوعية.112
الغاز املنفس .ويف عام ،2002أصدر االئتالف تقريرا ً جديدا ً
تناول فيه كالً من حرق الغاز وترميده وتنفيسه مما أدى إىل
مصاعب التنفيذ
تحيني التوجيه رقم .116 60
استفاد قطاع النفط والغاز من املرونة التي أجازتها األهداف
الطوعية حتى يلجأ إىل أكثر األساليب جدوى لتحقيق النتيجة
70
دراسة الحالة -4كولومبيا الربيطانية ،كندا :غابة غريت بري املطرية
4
118
كولومبيا الربيطانية ،كندا
كولومبيا الربيطانية،
كندا :غابة غريت بري
117
املطرية
71
دراسة الحالة -4كولومبيا الربيطانية ،كندا :غابة غريت بري املطرية
إن غابة غريت بري املطرية غابة مطرية معتدلة املناخ تمتد عىل
مساحة 6,4مليون هكتار عىل الساحل الغربي ملقاطعة
كولومبيا الربيطانية يف كندا .178119يف منتصف تسعينات القرن
املايض ،تحولت املشاغل حول قطع األشجار املعمرة يف غابة
غريت بري املطرية إىل جدل دخل فيه أصحاب مصلحة
متعددون من مجموعات أصلية (األمم األوىل) ومجموعات
بيئية ورشكات الحراجة وسلطات املقاطعة .120وأدت وساطة
شاملة بني األطراف سلكت مسارات متعددة عىل مدى سنني
طويلة إىل إعداد مجموعة من االتفاقات تكللت بإبرام اتفاق
غابة غريت بري املطرية يف عام .121 2006
النزاع
أطلقت املجموعات البيئية حملة عىل األسواق استهدفت فيها
مشرتين أمريكيني وأوروبيني أساسيني يبتاعون أخشاب
األشجار املقطوعة يف غابة غريت بري املطرية .وبعد أن واجهت
رشكات الحراجة ضغوطا ً من السوق نتيجة لتلك الحملة،
© GARTH LENZ
سمحت عمليتا التفاوض والتنفيذ بتخطي صعوبة أساسية هكتار إضايف تحت تدابري الحماية املؤقتة يف حني
تمثلت يف شعور األمم األوىل بأن إنشاء املناطق املحمية يحد من تتم صياغة نهج اإلدارة القائمة عىل النظم البيئية؛
الفرص االقتصادية املتوفرة لها ومن خيارات استعمالها و( )4إنشاء فريق من العلماء املستقلني لتزويد
ألغراض تقليدية فضالً عن التأثري عىل مطالبها بشأن ملكية املفاوضات الجارية باملعلومات الخاصة بتعريف
تلك املناطق .ومن أجل تجاوز هذه الصعوبة ،سعى اتفاق اإلدارة القائمة عىل النظم البيئية وتحديد مناطق
غابة غريت بري املطرية إىل اعتماد تصنيف للغابة يقيض محمية إضافية.131
بحفظها ويعرتف بحقوق األمم األوىل وملكيتها للغابة .138كما
• إبرام اتفاق بني أفرقة من األمم األوىل وسلطات
أنشأ آلية لصنع القرار املشرتك بني سلطات املقاطعة واألمم
املقاطعة إلحياء آلية إرشاف عىل التخطيط الجاري
األوىل وهو املنتدى املشرتك لألرايض واملوارد .وكان من الحيوي
واملفاوضات بشأن طلبات شغل األرايض.132
إثبات جودة نهج اإلدارة القائمة عىل النظم البيئية وبالتحديد
إظهار أن تدابري حفظ الغابات تعود بمنافع اقتصادية عىل • إبرام اتفاق بني عدة أصحاب مصلحة يف عام 2006
األمم األوىل وجماعاتها .139لهذا السبب ،أنشئ صندوق تضمن توصية بزيادة املناطق املحمية وأدى إىل رفع
االستئمان من أجل تمويل األنشطة التجارية املستدامة مع مساحة األرايض املحمية إىل 2,1مليون هكتار.133
ربطها بالتزامات حفظ الغابات الواضحة والطويلة األمد التي
تسهم أيضا ً يف بناء قدرات األمم األوىل عىل إدارة عملية الحفظ. • إنشاء صندوق استئمان بقيمة 120مليون دوالر
إال أن املنافع املتأتية من استثمارات صندوق االستئمان كانت دعما ً لتنويع االقتصاد املحيل بتربعات من الدولة
دون التوقعات وذلك يعزى إىل حد ما لتباطؤ الحركة الفيدرالية واملقاطعة واملجموعات البيئية ورشكات
االقتصادية يف السنوات األخرية.140 الحراجة.134
• إبرام اتفاق بشأن اعتماد اإلدارة القائمة عىل النظم
البيئية كنهج إلدارة الغابة يف عام .135 2009
مصاعب التنفيذ
كما يظهر من عدد االتفاقات املتعاقبة ،كانت املفاوضات حول
غابة غريت بري املطرية متشعبة وطويلة .136صحيحٌ أنه تم
التوصل إىل اعتماد مبدأ نهج اإلدارة القائمة عىل النظم البيئية
يف عام 2009بيد أن املباحثات ما زالت جارية حول تفاصيل
تقنية هامة مثل ترجمة عتبات الخطر إىل تدابري حماية الغابة
املعمرة يف إطار املنطقة الخاضعة لالستغالل الحراجي تماشيا ً
مع اإلدارة القائمة عىل النظم البيئية.137
73
دراسة الحالة -5إكوادور وبريو :محمية الكوندور العابرة للحدود
5
142
محمية الكوندور
ECUADOR
Coangos River
Cene
International boundary
• تم إنشاء محمية طبيعية؛
Ecuadorian park
PERU
Peruvian park
Water body • تم وضع نظام معلومات مشرتك.
0 1 2 3 Kilometers
سلسة الكوندور الجبلية املمتدة عىل طول 160كم كانت مرسح رصاع حدودي بني بريو وإكوادور عىل مدى 150عاما ً
74
دراسة الحالة -5إكوادور وبريو :محمية الكوندور العابرة للحدود
يف أثناء املباحثات ،قدمت الدول الكفيلة األربع الدعم عىل ثالثة تتألف سلسلة الكوندور الجبلية من سلسلة جبال ممتدة عىل
أشكال رئيسية :أوالً ،ساهمت يف وقف القتال ويف استقرار طول 160كم فوق نهر مارانيون األعىل حيث ينبع نهر
الوضع عىل الحدود .وثانياً ،ساعدت الطرفني عىل توضيح األمازون .وقد حافظت هذه املنطقة النائية والوعرة عىل تنوعها
القضايا األكثر خالفية بعقد محادثات عىل الصعيد الوزاري. الطبيعي األمازوني األصيل مع غابات السحاب الكثيفة وثروة
وثالثاً ،يرست املفاوضات الرامية إىل إيجاد تسوية للنزاع .وعىل فريدة من التنوع البيولوجي .وكانت سلسلة الكوندور الجبلية
مدى العملية ،تمحورت أنشطة الكفالء حول خمسة مبادئ هذه مرسح رصاع حدودي بني بريو وإكوادور عىل مدى 150
مركزية )1( :الحفاظ عىل وحدة الهدف؛ و( )2توفري الدعم عاماً .وبالرغم من إبرام بروتوكول ريو دي جانريو لتوضيح
العسكري للجهود الدبلوماسية؛ و( )3ترك مقاليد املباحثات الحدود يف عام ،1942حصلت مناوشات يف عامي 1995
بني أيدي إكوادور وبريو؛ و( )4استخدام القانون؛ و()5 و .1998وبدأت وساطة يف عام 1998بطلب من البلدين
التحيل بالطموح.147 وانتهت بالتوقيع يف العام نفسه عىل صك برازيليا الرئايس الذي
وضع حدا ً نهائيا ً للنزاع الحدودي.142143
ورسعان ما توصلت املفاوضات الثنائية إىل اتفاق بشأن
القضايا الثانوية وراوحت مكانها بالنسبة إىل القضايا
النزاع
الرئيسية مثل معاهدة التجارة وتعليم الحدود .يف شهر ترشين
األول/أكتوبر 1998ويف حني أوشك الرصاع العسكري أن يعود النزاع الحدودي إىل مزاعم تاريخية متضاربة لكل من
يندلع ،اعرتفت إكوادور وبريو رسميا ً أن املباحثات الثنائية إكوادور وبريو عىل حدودهما املشرتكة تستند إىل تأويل متباين
دخلت يف طريق مسدود .والتقى الطرفان تاليا ً مع الرئيس للمعاهدات عىل مدى قرنني من الزمن .ويمر خط الفصل يف
األمريكي بيل كلينتون وطلبا رسميا ً إىل الكفالء األربعة أن املنطقة املتنازع عليها بموازاة سلسلة الكوندور الجبلية حيث
يقرتحوا حالً دائما ً للنزاع.148 تحاول كل دولة تحقيق مكاسب عسكرية باحتالل القمم.
ومع مر السنني ،أصبح النزاع محركا ً للمشاعر القومية
فقامت الدول الكفيلة األربع ،متسلحة بمسؤولياتها الجديدة
الجياشة يف كال البلدين حتى أن أي تنازل إقليمي يقدمه زعيم
يف الوساطة ،بوضع اقرتاح لوضع حد للنزاع حظي يف نهاية
وطني من أحد البلدين يعترب عالمة ضعف .144يف عام 1942
املطاف بقبول الطرفني املتناحرين .وبإيجاز أعدت الدول وبعد حرب دامت عرشة أيامّ ،
وقع البلدان عىل بروتوكول ريو
الكفيلة خريطة للمنطقة الحدودية واقرتحت رسم الخط
دي جانريو (بروتوكول ريو) الذي كفلته األرجنتني والربازيل
الفاصل وممرا ً لحفظ الطبيعة عابرا ً للحدود وربطت تسوية
وشييل والواليات املتحدة .145ومع ذلك ،استمرت املناوشات يف
النزاع بربنامج تنمية اقتصادي للطرفني .ويف ما ييل ،معالم
املنطقة الحدودية.
هذه العملية:149
يف عام ،1995نشب رصاع مسلح قصري األمد قبل أن تؤدي
• قدمت الواليات املتحدة تكنولوجيا األقمار الصناعية
الهدنة إىل سحب البلدين قواتهما العسكرية .وتلت الرصاع
لكي تعد خريطة للمنطقة الحدودية وترسم الخط
جوالت جديدة من املحادثات الثنائية لتحقيق سالم شامل يف
الفاصل.
عام .1996عندما أوشك العنف عىل االندالع من جديد يف عام
• استضافت الربازيل آخر مراحل املفاوضات الرفيعة ،1998احتكم الطرفان املتناحران إىل الدول األربع التي كفلت
املستوى بني إكوادور وبريو والدول الكفيلة األربع بروتوكول ريو طالبة إليها أن تقرتح تسوية للنزاع.
والتي خرجت باتفاق برازيليا .وحرض املباحثات
رؤساء األرجنتني والربازيل وشييل يف حني أن رئيس أبرز عنارص الوساطة
كلينتون أوفد ممثالً خاصاً. عندما انطلقت محادثات السالم الثنائية بني بريو وإكوادور يف
• تم التعهد بتقديم مبلغ 3مليار دوالر أمريكي عىل عام ،1996اقترص دور الدول الكفيلة األربع أصالً عىل
شكل هبات وقروض واستثمارات يف مشاريع البنية تسيريها ،وعمدت بصفتها هذه إىل استضافة املباحثات الثنائية.
األساسية وتسيري التجارة والتنمية االقتصادية يف ويف خطوة حاسمة ،وافقت إكوادور وبريو يف عام 1997عىل
البلدين .وكان متوقعا ً أن تتربع الدول الكفيلة األربع التوقيع عىل إعالن برازيليا حيث أقرتا إنشاء لجان فرعية كلفت
واألطراف املانحة الدولية ورشكات القطاع الخاص. معالجة كل من نقاط الخالف األربع األساسية بصورة منفصلة
وهي لجنة املعاهدة بشأن التجارة واملالحة ولجنة االتفاق
أمّ ا اقرتاح الدول الكفيلة األربع فكان يتضمّ ن أحكاما ً عدة: الشامل عىل تكامل الحدود ولجنة تعليم الحدود الربية املشرتكة
• إنشاء حديقة السالم وممر حفظ الطبيعة العابرين واللجنة الثنائية بشأن تدابري الثقة واألمن املتبادلني.146
للحدود عىل أساس نهج يكفل مشاركة الجماعات
75
دراسة الحالة -5إكوادور وبريو :محمية الكوندور العابرة للحدود
املتقدم الذي تحتله إكوادور منذ عام )1945عىل املحلية بالتعاون مع االتحاد العاملي لحفظ الطبيعة
شكل ملك خاص غري سيادي .ويجوز إلكوادور أن واملنظمة الدولية لألخشاب االستوائية والبنك الدويل؛
تشيد تمثاال ً وأن ترفع علمها يف هذا املوقع داخل
• اإلرصار عىل الرتابط البيولوجي وعىل قيام الطرفني
أرايض بريو؛ إنما ال يجوز لها أن تنقل ملكيته.
بإدارة مناطق حفظ الطبيعة العابرة الحدود عىل
• وفرت الخطة الرئيسية الثنائية لتنمية املنطقة اعتبار أنها تمثل كيانا ً واحدا ً بما يوفر فرصة للتعاون
الحدودية املمتدة عىل عرش سنوات اإلطار السيايس بني إكوادور وبريو؛
لتصميم وتنفيذ مشاريع البنية األساسية والتنمية
االجتماعية وحماية املوارد الطبيعية واستخدامها • الدعوة إلنشاء لجنة توجيهية ثنائية للنهوض بالتنسيق
املستدام فضالً عن صون هوية الشعوب األصلية والتعاون الفعليني عرب الحدود؛
ومصادر عيشها. • اإلشارة إىل رضورة بناء القدرات املؤسسية والفنية
• تم إنشاء نظام معلومات عن سلسلة الجبال يشتمل وتعزيزها من أجل إدارة مستدامة للموارد؛
عىل املعارف البيولوجية التي اكتسبها البلدان ونظام • اإلرصار عىل إبرام كل من الوكالتني البيئيتني يف بريو
املعلومات الجغرافية املوحد لالستخدام املشرتك. وإكوادور اتفاقا ً من أجل تعزيز التعاون الثنائي يف
• اتفقت الدولتان عىل تنسيق تنفيذ تدابري الحفظ املتفق مجاالت إدارة البيئة وحفظ الطبيعة والتنمية
عليها ووضع سياسات ثنائية يف سلسلة الكوندور املستدامة.
الجبلية.
االتفاق
• منح أعضاء الجماعات األصلية من املناطق الحدودية
أدت الوساطة يف نهاية املطاف إىل إبرام صك برازيليا الرئايس
حق العبور من منطقة بيئية إىل أخرى.
يف عام 1998الذي يعتمد نجاحه عىل التنازالت التي كانت كل
مصاعب التنفيذ من الدولتني مستعدة لتقديمها .ويف ما ييل عنارص االتفاق
الرئيسية:150
منذ إبرام االتفاق يف عام ،1998توطدت العالقات بني البلدين.
وبالتحديد ،نمت التجارة بينهما سبعة أضعاف بني عامي • تميز االتفاق بميزة أساسية ومبتكرة وهي االلتزام
تنفذ مجموعة من مشاريع البنية األساسية 1998وّ .2008 بإنشاء حدائق بيئية محمية ومنزوعة السالح يف
واملشاريع البيئية واالقتصادية واالجتماعية يف منطقة الحدود املناطق الحدودية املتاخمة .ومع أن الحدائق تخضع
يف إطار خطة التنمية الثنائية .إال أن املنطقة ما زالت تواجه لسلطة كل دولة وسيادتها إال أن االتفاق تضمن التزاما ً
صعوبات 151وقد قوّضت أنشطة االستحطاب والتعدين بتنسيق مبادرات حفظ الطبيعة وإدارة البيئة .يف عام
واألنشطة النفطية عىل طريف الحدود حقوق الجماعات األصلية ،1999أنشأت إكوادور حديقة الكوندور يف حني أن
يف املنطقة وهددت التنوع البيولوجي وكيان الحدائق .كما أن بريو أنشأت منطقة حماية بيئية ومحمية منطقة
عقودا ً من الرصاع خلفت كميات من األلغام األرضية والذخرية سنتياغو كومينا.
غري املنفجرة التي ما فتئت تهدد حياة السكان املحليني وتؤخر
• أعطيت لبريو أوسع منطقة محيطة باملوقع الذي كان
املشاريع اإلنمائية.
أكثر تنازعا ً بني البلدين وحصلت إكوادور عىل كيلومرت
مربع واحد يف قلب هذه املنطقة (موقع تيوينتزا
76
دراسة الحالة -6الهند وباكستان :معاهدة مياه السند
6
Naryn
153
حوض نهر السند
TAJIKISTAN CHINA
الهند وباكستان:
152
معاهدة مياه السند
AFGHANISTAN
Kabul
^ JAMMU
and
^
Islamabad
KASHMIR
er
r
Riv
ive
r
ive
مواضيع الوساطة الرئيسية واالسرتاتيجية:
sR
m
R
lu
ab
u
Jhe
en
Ind
Ch
er
Riv
PAKISTAN Sut
lej
• وافق الطرفان عىل التفاوض عىل املسائل العملية
NEPAL
us
Ind r
New
^
Delhi Ga
والتقنية بدال ً من املسائل السياسية ،من دون العودة
ve ng
Ri es
إىل املزاعم التاريخية؛
Ri
ve
r
77
دراسة الحالة -6الهند وباكستان :معاهدة مياه السند
والتزما بنهج التعاون عىل إدارة املياه والتفاوض عىل • قدم البنك الدويل الدعم املايل والسيايس والفني واملادي
الجوانب العملية أكثر منها السياسية من دون العودة للوساطة.
إىل املزاعم التاريخية وتعيني مهندسني من كل بلد
ينشأ نهر السند يف الصني (التبت) ويف أفغانستان ويجتاز
يتولون املفاوضات بدعم مهندس من البنك الدويل.
حوايل 3100كم عابرا ً الهند وباكستان قبل أن يصب يف بحر
• واتفقا عىل وضع قاعدة معلومات مشرتكة بشأن العرب .ويشمل حوض نهر السند ثالثة أنهر غربية (السند
املوارد املائية وخيارات تنمية البنية األساسية والتزما وجيلوم وتشناب) وثالثة أنهر رشقية (ستلج وبياس ورايف).
بتقاسم البيانات. إن السند واحد من أكثر األنهر استغالال ً يف العالم من وجهة
نظر زراعية إذ يسهم يف خطط ري واسعة النطاق يف باكستان
• وبطلب من البنك الدويل ،عرضت كل من الهند والهند عىل حد سواء.
وباكستان مجموعة من االقرتاحات واالقرتاحات
املضادة لخطط استخدام املياه وتوزيعها .وبينما إن تأسيس دولتي الهند وباكستان يف عام 1947فرض تقسيم
اعتمدت خطط البلدين عىل فرضيات واحدة من حيث موارد حوض السند وما واكبه من نزاعات لتوزيع الحصص
توفر املياه إال أنها اختلفت بصورة ملموسة عىل عىل البلدين .وبعد وساطة دامت زهاء عقد ،تم إبرام معاهدة
توزيع الحصص .وتعذر عىل الطرفني االتفاق عىل مياه السند يف عام .1960وتضمنت خطوطا ً إرشادية واضحة
أسلوب استغالل مشرتك ملياه السند األمر الذي لم لتقاسم املياه وأنشأت آليات تسوية منازعات ما زالت قائمة.
يرتك سوى خيار عميل واحد وهو التقسيم الكمي
للمياه بني البلدين. النزاع
• وبعد التخيل عن أسلوب االستغالل املشرتك ،اقرتح إن نهر السند هو منذ أمد بعيد سبب خالف بني الهند
البنك الدويل تخصيص أغلبية مياه الروافد الرشقية وباكستان ،دولتان تتسم عالقاتهما التاريخية بالريبة
والعداوة .1523154يف أربعينات القرن املايض ،أجريت أشغال ري
للهند وأغلبية مياه الروافد الغربية لباكستان.156
واسعة النطاق يف بنجاب أي جزء من الحوض الذي تم تقسيمه
• قبلت الهند باقرتاح البنك الدويل كأساس لالتفاق فيما بعد بني البلدين .وقد جعل تقسيم عام 1947من الهند
بينما اعتربت باكستان أن دفق الروافد الغربية غري الدولة املشاطئة العليا ومن باكستان الدولة املشاطئة السفىل
كاف ليحل محل موارد الروافد الرشقية بسبب نقص عىل خمسة من األنهر الستة املكونة لحوض السند .ورسعان ما
يف مرافق التخزين .157ولهذا السبب جاء قبول ظهرت الخالفات عىل توزيع املياه .وتم التوصل يف شهر كانون
باكستان متحفظاً. األول/ديسمرب 1947إىل اتفاق قصري األمد متعلق بتجميد
الوضع الراهن لغاية آذار/مارس .1948وعندما انتهت مدة
• فأجاب البنك الدويل مقرتحا ً عىل الهند تشييد مرافق االتفاق يف ربيع ،1948قطعت الهند عدة موارد مياه عن
تخزين إضافية األمر الذي رفضته الهند ألسباب باكستان .وفشلت املحاوالت التي بذلت عىل الفور يف تسوية
مالية .158للخروج من الطريق املسدود ،دار نقاش النزاع بصورة دائمة.155
حول مساهمة الهند املحتملة لتشييد مرافق تخزين
إضافية وحول مصادر التمويل املحتملة. أبرز عنارص الوساطة
• عقد رئيس البنك مباحثات منفصلة مع كل من الهند يف خمسينات القرن املايض ،أوىص خبري خارجي هو دافيد أ.
وباكستان وحشد التمويل من األرسة الدولية .ووافقت ليلينثال ،باعتماد أسلوب مشرتك إلدارة املياه بغية زيادة املياه
الهند عىل تمويل املرشوع بقدر 174مليون دوالر املتوفرة عن طريق التوسع بالبنى األساسية واإلدارة املشرتكة
وبلغت مساهمة األرسة الدولية 900مليون دوالر لحوض السند عىل اعتبار أنه يشكل كيانا ً واحداً .واقرتح نهجا ً
إضايف .ووافقت باكستان والهند عىل الصفقة التي تقنيا ً وتعاونيا ً لحل املشاكل وإدارتها فضالً عن إنشاء رشكة
تجسدت رسميا ً يف نص معاهدة السند التي تمت السند الهندسية بدعم واستثمار من البنك الدويل .بعد أن اطلع
املصادقة عليها يف كانون الثاني/يناير .1961 رئيس البنك الدويل عىل التقرير ،اتصل برئييس وزراء باكستان
والهند ملعرفة درجة اهتمامهما باملشاركة يف عملية وساطة
االتفاق جديدة لتسوية النزاع “بمساعي البنك الحميدة” .وافق رئيسا
الوزراء وبدأت الوساطة .ويف ما ييل أبرز عنارصها.
يف ما ييل العنارص الرئيسية من معاهدة السند املربمة يف 19
أيلول/سبتمرب :1960 • اتفق البلدان عىل تصميم عملية الوساطة ،بما فيها
املبادئ األساسية وأسلوب التمثيل ،لتوجيه املفاوضات.
78
دراسة الحالة -6الهند وباكستان :معاهدة مياه السند
بعد خمسة أعوام من التفاوض ،لم تتوصل الهند وباكستان • تستغل باكستان من دون أي قيد مياه الروافد الغربية
إىل أي نتيجة .وحلت مسألة السد بعد تعيني طرف ثالث وفقا ً (السند وجيلوم وتشناب) بينما تستغل الهند من دون
إلجراءات تسوية النزاعات امللحوظة يف املعاهدة .165درس أي قيد مياه الروافد الرشقية (ستلج وبياس ورايف).159
ريمون الفيت وهو مهندس مدني سويرسي املسألة وقرر
خفض سعة الخزان بنسبة 13,5يف املائة وعلو بناء السد بمرت • تشيد يف باكستان ثالثة سدود وثماني قنوات وصل
ونصف مرت وبزيادة أنفاق سحب الطاقة بثالثة أمتار وكلها وثالثة سدود كربى و 2500برئ أنبوبي من أجل
تدابري من شأنها أن تحد من قدرة الهند عىل التحكم بدفق تسهيل فٍ صل مياه الروافد الغربية واستغاللها.160
مياه النهر .ويف حني أن باكستان احتفظت باعرتاضاتها وتنجز باكستان تشييد البنية األساسية الالزمة يف أثناء
التقنية عىل االقرتاح إال أنها لم تطعن بالحكم. فرتة انتقالية مدتها عرش سنوات.
بدوره أثار موضوع تشييد سد كيشنغانغا ،وهو مرشوع آخر • يبلغ الطرفان بعضهما البعض بأي أشغال هندسية
لتوليد الطاقة من التيار النهري أطلقته الهند يف عام ،2007 من شأنها أن تؤثر عىل دفق املياه ويقدمان البيانات
اضطرابات .فقد اعرتضت باكستان عليه معتربة أن تحويل ذات الصلة عند الطلب.161
مياه نهر نيلوم/كيشنغانغا يؤثر عىل دفق مياه نهر جيلوم، • تُنشأ لجنة السند الدائمة لضمان استمرار التواصل
وهو واحد من الروافد الثالثة التي خصصتها املعاهدة
وتقاسم املعلومات بني البلدين .ويجتمع أعضاء اللجنة
لباكستان ،مما يقوّض القدرة عىل توليد الطاقة الكهرمائية يف
سنويا ً وهم مسؤولون عن النهوض بالتعاون عىل
محطة نيلوم جيلوم الباكستانية.
إدارة املياه العابرة للحدود من حوض السند وكفالة
يف عام ،2010لجأت باكستان إىل محكمة التحكيم الدائمة يف تنفيذ املعاهدة ورفع التقارير السنوية.162
الهاي زاعمة أن محطة كيشنغانغا تنتهك معاهدة نهر السند
• يلتزم الطرفان بالرجوع إىل مشورة خبري محايد يف
ألنها ترفع من قدرة استيعاب مستجمع مياه جيلوم وتحرم
حال نشوب نزاع .وإن فشل هذا النهج ،يعني كل طرف
باكستان من حقوقها املائية .166يف 18شباط/فرباير ،2013
مفاوضني يجتمعون مع وسيط يختارانه بالتوافق.
أصدرت املحكمة حكما ً أوليا ً أجمع فيه أعضاؤها عىل أن
وإن فشلت الوساطة ،يلجأ الطرفان إىل هيئة تحكيم
محطة كيشنغانغا هي بالفعل محطة توليد الطاقة من التيار
لتسوية املسألة املتنازع عليها.163
النهري باملعنى الذي تنص عليه معاهدة مياه السند ،وأنه
يجوز للهند تاليا ً تحويل مياه نهر نيلوم/كيشنغانغا من أجل
توليد الطاقة .إال أن املحكمة رأت أيضا ً أنه من واجب الهند أن
مصاعب التنفيذ
تشيد السد وأن تديره بشكل يضمن حد دفق أدنى لنهر إن معاهدة السند واللجنة املنبثقة عنها صمدتا صمودا ً جديرا ً
نيلوم/كيشنغانغا بنسبة تحدد الحقاً .يف 21كانون األول/ بالثناء فحافظت اللجنة عىل دورها يف تنسيق مسائل إدارة
ديسمرب ،2013أصدرت املحكمة حكمها النهائي حيث حددت املياه التقنية بالرغم من رصاعات ثالثة هامة بني البلدين .إال
معدل الدفق األدنى .كما اعتربت أنه يجوز لكل من الهند أن تنفيذ املعاهدة واجه مصاعب جمة .164عىل سبيل املثال،
وباكستان اللجوء إىل لجنة السند الدائمة وإىل اآلليات امللحوظة فإن املعاهدة تسمح للهند أن تنشئ مشاريع توليد الطاقة من
يف معاهد نهر السند إلعادة النظر يف القرار بعد مرور سبعة التيار النهري بقدرة تخزين محدودة وبالتحكم بالدفق عىل
أعوام عىل عملية التحويل األوىل ملياه نهر نيلوم/كيشنغانغا. النحو الكايف لتوليد الطاقة .يف عام ،1992اقرتحت الهند
وتواصل النزاع عىل تصميم سد كيشنغانغا بالرغم من تشييد سد باغليهار لتوليد الطاقة من التيار النهري عىل نهر
املحاوالت التي بذلتها لجنة السند الدائمة لحلها يف ظل تهديد تشناب ،وهو واحد من الروافد التي خصصتها املعاهدة
باكستان بطلب تدخل محكمة العدل الدولية يف حال عدم لباكستان ،فرفضت باكستان معتربة أن تشييد السد خرق
التوصل إىل تسوية. لرشوط املعاهدة ألنه يتيح للهند التحكم بقدر ال يستهان به
من دفق النهر لتوليد الطاقة.
79
دراسة الحالة -7إيران وأفغانستان :حوض سيستان
7
168
األرايض الرطبة يف حوض سيستان
¯
Sistan
basin vii
wetlands
International boundary
Direction of water flow
إيران وأفغانستان:
167
حوض سيستان
Gowd-e-Zareh
Hamoon Himrand
Hamoon Saberi
Baringak
Chonge Sorkh
)Hamoon-e-Puzak (Iran
Hamoon-e-Puzak
AFGHANISTAN
• جمعت بيانات حالية وماضية عن املياه بواسطة
االستشعار عن بعد؛
• اعتمدت حدود مستجمعات املياه باعتبارها وحدة
التقييم الرئيسية بغية فهم نمط تغري املناخ عىل مر
السنني؛
• أثبتت املبادالت الفنية والزيارات امليدانية جدواها يف
PAKISTAN
بناء الثقة؛
• ساعد التدريب ودراسة حاالت أخرى عىل إطالق
املباحثات.
وجدت األمم املتحدة يف تحقيق أجرته عام 2011أن الجفاف هو السبب الرئييس لتجفف األرايض ذلك أن دفق نهر هلمند
ال يتجاوز 2يف املائة من معدله السنوي
80
دراسة الحالة -7إيران وأفغانستان :حوض سيستان
يف عام ،2001تصاعد التوتر بني البلدين عندما وجهت إيران تقع األرايض الرطبة العابرة للحدود واملكونة لحوض سيستان
ً
متهمة طالبان كتابا ً إىل كويف عنان ،األمني العام لألمم املتحدة، واملعروفة أيضا ً باسم هامون يف منطقة قحلة من بلوشستان
بسد نهر هلمند مما أدى إىل جفاف مساحة 140000هكتار عىل مقربة من الحدود اإليرانية األفغانية .وهي تكوّن دلتا
من األرايض اإليرانية املجاورة .إال أن األمم املتحدة وجدت بعد داخلية مغلقة ترويها مياه نهر هلمند الذي ينبع يف الجبال يف
التحقيق أن الجفاف هو السبب األسايس يف ذلك إذ لم يبلغ دفق شمايل غربي كابل ويجري عىل طول 1300كم مجتازا ً
نهر هلمند سوى 2يف املائة من معدله السنوي .171وقد جفت أفغانستان حتى يبلغ إيران عند األرايض الرطبة يف سيستان.
األرايض الرطبة بصورة شبه تامة عىل مدى الفرتة املمتدة من إنه عبارة عن ثالث مناطق جغرافية مميزة :املصطبات العليا
2001إىل بداية .2014وخرس الناس سبل عيشهم مع تراجع للدلتا الداخيل لنهر هلمند واغلبها مجفف ومهيأ للزراعة
الزراعة ومصائد األسماك فكانت ظاهرة النزوح الهائلة املروية؛ واألرايض الرطبة (هامون) التي تغطي منخفض الدلتا
ال سيما مع هجرة الالجئني األفغان إىل إيران. السفيل؛ وبحرية شديدة امللوحة يف الجزء األسفل من الحوض
تلتقط املياه الفائضة من األرايض الرطبة ويف حال فيضان
يف عام ،2002صنفت املنطقة عىل أنها “منطقة منكوبة” عنيف لنهر هلمند .ال مجال للمياه أن تخرج من البحرية املالحة
وتلقت املساعدة الغوثية .وكانت نتيجة انهيار البيئة الهجرة إال بالتبخر .تمر الحدود السياسية القائمة بني جمهورية إيران
والبطالة والتهريب وزعزعة استقرار منطقة حدودية حساسة اإلسالمية وأفغانستان داخل األرايض الرطبة مما يحد إمكانيات
وتفاقم التوتر يف العالقات بني أفغانستان وإيران .وبعد إدارة املنطقة .يقع تسعون يف املائة من املستجمعات املائية يف
حصول فيضان متوسط الحجم يف شهري آذار/مارس أفغانستان وتنبع عمليا ً كل املياه التي تروي األرايض الرطبة
ونيسان/أبريل ،2005امتأل جزء من األرايض الرطبة باملاء. فيها أيضا ً.1678169
ورسعان ما تالشت بادرة األمل عندما جفت األرايض الرطبة
مجددا ً وما زال الجفاف مستمراً. يدور بني إيران وأفغانستان خالف حول حوض سيستان
العابر للحدود يعود إىل نهاية القرن التاسع عرش .يف عام
أبرز عنارص الوساطة ،2011تصاعد التوتر نظرا ً لرتاجع كمية املياه يف الحوض
وما اعتربته األطراف السبب يف ذلك .منذ عام ،2002يقدم
يف عام ،2002أرسل برنامج األمم املتحدة للبيئة بعثة ميدانية برنامج األمم املتحدة للبيئة إىل البلدين الدعم عن طريق
لتقييم حوض نهر هلمند بما فيه األرايض الرطبة يف سيستان، الدبلوماسية البيئية التي أدت إىل تعزيز الحوار وتقاسم
يف إطار دراسة لتقييم البيئة يف أفغانستان بعد انتهاء الرصاع. املعلومات والتعاون الفني.
وكانت الحاجة إىل تحسني التعاون عابر الحدود بني أفغانستان
وإيران بشأن هذه املوارد املائية يف صدارة توصيات تقرير النزاع
الربنامج يف عام .2003
سعت إيران وأفغانستان منذ نهاية القرن التاسع عرش إىل
ً
ومتابعة لتقرير التقييم ،رحب البلدان باملزيد من الدراسات التوصل إىل توزيع مياه نهر هلمند بما يريض الطرفني .وكانت
الفنية لربنامج األمم املتحدة للبيئة ملا تولده من معلومات العالقة بينهما تتأثر أحيانا ً ال سيما يف خالل فرتات شحّ املياه
علمية إضافية عن حالة األرايض الرطبة وعن تاريخ التغيريات الناتج من الجفاف أو بعد اإلعالن عن مشاريع بنية أساسية
البيئية التي طالت النظام البيئي .وكان من املزمع االسرتشاد مائية كربى .يف عام ،1973توصلت إيران وأفغانستان إىل
بهذه املعلومات يف اجتماعات فنية يبحث فيها الطرفان اتفاق يتيح تدفق 22مرتا ً مكعبا ً يف الثانية من املاء إىل إيران
فرص التعاون. عرب فرع سيستان لنهر هلمند الواقع جنوب زرنج .فضالً عن
ذلك ،كانت إيران تنوي أن تبتاع من أفغانستان كمية إضافية
بدأ برنامج األمم املتحدة للبيئة عمله بطلب إجراء مسح من 4أمتار مكعبة يف الثانية حتى يبلغ نصيبها 26مرتا ً
بالسواتل لقياس التغري البيئي يف الحوض بني 1976 مكعبا ً .170ومع أن أفغانستان لم تصادق عىل االتفاق بسبب
و .1722005وسمحت الدراسة تحديد مراحل تغري البيئة انعدام االستقرار السيايس إال أن البلدين عينا مفوضني معنيني
األساسية يف األرايض الرطبة خالل العقود الثالثة فضالً عن بنهر هلمند اجتمعوا بانتظام منذ عام 2004الستعراض
عواملها الرئيسية ،الطبيعية منها وتلك التي افتعلها اإلنسان. توزيع املياه بموجب معاهدة عام .1973وعىل هذا األساس
وأوفد برنامج األمم املتحدة بالتعاون مع الهيئات املعنية يف قامت إيران يف عام 1981بتشييد خزانات الشاهنامه الثالث
البلدين بعثات تقييم رسيع إىل الطرف اإليراني من حوض ( 1و 2و )3بسعة 0,63مليار مرت مكعب لتوفري مياه الرشب.
سيستان يف أيار/مايو 2005وإىل الطرف األفغاني يف تموز/ وزادت إيران يف ما بعد سعة التخزين إىل 1,5مليار مرت مكعب
يوليه من العام نفسه بغية جمع املزيد من البيانات امليدانية بعد تشييد خزان الشاهنامه 4يف عام .2008
ولقاء الجماعات املترضرة.
81
دراسة الحالة -7إيران وأفغانستان :حوض سيستان
وبالرغم من التقدم الجيد املحرز من 2005إىل ،2006توقفت يف شهر كانون األول/ديسمرب ،2005طلب إىل برنامج األمم
املحادثات بني إيران وأفغانستان عقب لقاء طهران يف أيار/ املتحدة للبيئة تقديم الدعم للطرفني يف إطار الدبلوماسية
مايو 2007بسبب تطورات سياسية مستجدة .وبالتحديد، البيئية باستضافة اجتماع فني حول األرايض الرطبة يف
قررت أفغانستان تجميد كل املناقشات حول املياه العابرة حوض سيستان ،يف جنيف ،يف سويرسا .واقترصت املشاركة
للحدود إىل أن تكتسب القدرة التقنية الالزمة التي تتيح لها عىل الوفود الوزارية رفيعة املستوى من هيئات حكومية
التعامل عىل قدم املساواة مع الدول املجاورة املتحلية بالكفاءة أساسية مثل وزارة الخارجية والبيئة واملياه والزراعة
الفنية .ناهيك عن قرار إيران ترحيل عدد من الالجئني األفغان والسلطات املحلية.
من مقاطعتي سيستان وبلوشستان الذي زاد من حدة التوتر.
ساد االجتماع جو من اإليجابية ساهم يف بناء الثقة بني البلدين.
وما زاد الطني بلة قرار أفغانستان إنشاء املجلس األعىل للمياه، وعرضت نتائج املسح بالسواتل عىل الطرفني فضالً عن
وهو هيئة جديدة مشرتكة بني الوزارات املعنية بتنسيق كافة دراسات حالة حول إدارة ناجحة للمياه العابرة للحدود بني
املبادرات الخاصة باملياه العابرة للحدود .ومع إنشاء املجلس دول أخرى .وساهم االجتماع يف إطالق حوار بناء حول
لم يعد يف وسع الوزارات املختصة يف أفغانستان أن تتواصل اسرتاتيجيات االستصالح والتنمية املستدامة يف منطقة
مع دول أخرى أو منظمات دولية يف شأن املياه العابرة سيستان .واتفق البلدان عىل إنشاء لجان استشارية وطنية
للحدود من دون موافقة املجلس الرصيحة .وكانت النتيجة أن وصياغة االقرتاحات املشرتكة لحشد التمويل الدويل من أجل
كل املفاوضات بشأن املياه باتت تتوالها أعىل املستويات استصالح األرايض الرطبة.
السياسية يف البالد. ويف إشارة إىل تقارب هام بني الطرفني يف هذا الشأن ،دعت
إن أزمة املياه غري املسبوقة التي عصفت بإيران – ال يف منطقة إيران مسؤولني أفغان إىل االحتفال الوطني باليوم العاملي
هامون فحسب بل عىل نطاق البلد بأرسه – أثارت قلق القيادات لألرايض الرطبة يف عام 2006يف مدينة زابل عاصمة منطقة
الوطنية التي أدركت الحاجة امللحة إىل التواصل مع أفغانستان سيستان .وشملت الدعوة زيارة ميدانية ومعرضا ً وندوات عن
إلحياء التعاون عابر الحدود عىل إدارة املوارد املائية .كما أن األرايض الرطبة يف سيستان .واألهم أنها أتاحت للوفد األفغاني
الوضع السيايس الشائك يف أفغانستان يفرض الصرب والتأني فرصة فهم الظروف من الطرف اإليراني وتعزيز الروابط مع
يف معالجة هذه املسألة املتشعبة .أما منظومة األمم املتحدة املؤسسات العلمية والفنية اإليرانية.
فأعربت عن استعدادها لتوفري الدعم التقني للمساهمة يف وبطلب من الطرفني ،استضاف برنامج األمم املتحدة للبيئة
تبديد سوء التفاهم بني البلدين ويف توفري حيز الستئناف جولة ثانية من املحادثات الدبلوماسية البيئية عن األرايض
املباحثات الفنية وامليض قدما ً بالدبلوماسية البيئية. الرطبة يف سيستان يف مدينة جنيف يف أيار/مايو .2006
شاركت وفود وزارية برئاسة السلطات البيئية من البلدين يف
الدروس املستخلصة من توفري الدعم يف الدبلوماسية االجتماع واتفق البلدان عىل إنشاء اللجنة املشرتكة املعنية
البيئية باألرايض الرطبة يف حوض سيستان .173هدفت املبادرة إىل
-1إن الفهم التقني الكامل للمشكلة البيئية املطروحة التشجيع عىل تقاسم منتظم للمعلومات وتوسيع التعاون
وتطورها عىل مر السنني كان حيويا ً واستلزم مشاورات التقني ليشمل قضايا أخرى معينة .ويف أيار/مايو ،2007
مع خرباء مطلعني ومشاركة أصحاب املصلحة األساسيني التقت وفود فنية من البلدين يف طهران واتفقت عىل رفع
وجمع بيانات علمية متينة بواسطة االستشعار عن بعد مرشوع رشوط تكليف اللجنة املشرتكة إىل الجهات الوطنية
والعينات امليدانية. املختصة إلقرارها رسمياً.
-2ساعدت دورات التدريب الفني واالطالع عىل دراسات وفضالً عن االجتماعات الفنية ،ساعد برنامج األمم املتحدة
الحالة الخاصة بمناطق أخرى من العالم عىل إطالق اإلنمائي وبرنامج األمم املتحدة للبيئة الطرفني عىل صياغة
الحوار ووفرت الظروف املؤاتية إلحياء بيئة إيجابية اقرتاح مرشوع مشرتك عنوانه “استصالح حوض سيستان
وبناءة .إنه نهج لم يثر خشية أي من الطرفني وساعدهما وحمايته واستخدامه املستدام” رفع إىل مرفق البيئة العاملية يف
عىل خفض حدة التوتر وجنبهما التصادم لدى تناول نهاية عام .2006أما فكرة املرشوع األساسية فكانت أن
يخصص املرفق مبلغا ً أوليا ً قدره 678000دوالر أمريكي
املسائل الحساسة يف بداية العملية.
ملساعدة البلدين عىل وضع برنامج استثمار يف البيئة يموله
-3فضالً عن االطالع عىل دقائق األمور ،كان ال بد من معرفة املرفق بمبلغ أقصاه 4ماليني دوالر أمريكي .ومن شأن هذا
الخلفية السياسية والثقافية والدينية للمشاركني وإعداد التمويل تيسري األنشطة واالستثمارات املشرتكة يف املنطقة
برنامج العمل واعتماد اإلجراءات املناسبة .ويف هذا وكذلك ،تعزيز الثقة الناشئة بني الطرفني.174
82
دراسة الحالة -7إيران وأفغانستان :حوض سيستان
-6تستغرق مبادرات الدبلوماسية البيئية وقتا ً طويالً السياق ،من األهمية بمكان اإلشارة إىل أن أسلوب طرح
وتستدعي جهودا ً كثيفة وتستلزم تمويالً كبرياً .إنها املشكلة والتعابري املستخدمة يف وصفها تؤثر إىل حد بعيد
مالزمة للسياق الذي تندرج فيه وتختلف باختالف كل عىل اختيار األطراف التي ستشارك يف إيجاد التسوية ،إذ
حالة .ال مجال فيها الستنساخ الحلول .وال يكتب لها يتوقف نجاح العملية منذ مراحلها األوىل عىل اختيار
النجاح إال إذا توفر لها تمويل مرن ومطرد فضالً عن األسلوب املناسب لطرح اإلشكاليات بما يراعي السياق
االستثمار يف بناء قدرات األطراف عىل التفاوض وفهم التاريخي والثقايف.
الجوانب الفنية.
-4ال غنى عن الريادة لتحقيق التعاون يف اإلدارة ويف مجال
-7ومع أن الدعم املقدم يف إطار الدبلوماسية البيئية يعتمد الدبلوماسية البيئية العابرة للحدود .تكون مبادرات
أحيانا ً عىل النهج الفنية إلطالق العملية بيد أنه من
الوساطة البيئية ناجحة متى تيرس التعاون بني زعماء
األسايس أيضا ً صياغة العملية بأسلوب سيايس إلرشاك
يتحلون باملصداقية ويمثلون السلطات العامة ومشاغل
السلطات العامة عىل أعىل مستوياتها حتى تكون واعية
شتى أصحاب املصلحة أو الفصائل أو الجماعات أو
للعملية وتتبناها .عىل أي نقاش بني رؤساء الدوائر الفنية
القبائل .إن اللجوء إىل وساطة دبلومايس بيئي رفيع
أن يحظى بموافقة الزعماء السياسيني لكفالة دعم
االتفاقات وتنفيذها .وال بد من متابعة غري رسمية لتجنب املستوى حتى يؤدي دور الطرف الثالث املحايد أعطى
أي فجوة بني األصعدة الفنية والسياسية. ثقالً سياسيا ً للعملية وساهم يف تعزيز الثقة بها بفضل
سمعته والتزامه وأسلوبه الشخيص يف إدارة العملية.
-8ينبغي مواصلة األبحاث لفهم الرشوط واإلجراءات التي
تتيح فرصة توسيع التعاون الفني الناجح يف املجال -5ال بد من حسن توقيت أي عرض لدعم الوساطة بني
البيئي إىل مجاالت أخرى ال بل إىل املزيد من التعاون الطرفني .إن الدعم املبكر – قبل أن تكون األطراف جاهزة
السيايس وإىل نتائج سياسية واسعة النطاق. – قد يؤتى منه رش أكثر من خري .يتوقف اختيار الوقت
املناسب عىل خصائص كل حالة وعىل حسن التقدير
واالطالع عىل الظروف املحلية وعىل املهارة الدبلوماسية.
عىل كل من يسعى إىل دعم عملية وساطة أن يتحىل بقدر
من املرونة والفطنة حتى ينتهز الفرص السانحة متى
ظهرت مدركا ً أنه ال مفر من االنتكاسات يف مثل هذه
العمليات الطويلة األمد.
83
النفط يف خدمة السالم يف عملية السالم السودانية: السودان-8 دراسة الحالة
8
176
السودان وجنوب السودان
EGYPT
Wadi Halfa ! Administrative
النفط يف:السودان
LIBYA boundary RED
Nile R
¦ !Sudan
SEA
Port
خدمة السالم يف عملية
175
السالم السودانية
iver
CHAD ERITREA
SUDAN ¦ Khartoum Kassala Asmara
^ !
^
El Fasher !
! Gedaref
El Obeid
¦!
#
:مواضيع الوساطة الرئيسية واالسرتاتيجية
# #
# ##
• استعمل مبدأ تقاسم الثروة لدفع عملية السالم إىل
l é
#
ka
#
## #
ou
ABYEI
#
A
Addis Ababa
# ^ األمام بينما أرجئ البحث يف مسألة امللكية املستعصية
CENTRAL ETHIOPIA
Ko
u kou
rou AFRICAN
REPUBLIC
Wau
!
عىل الحل؛
SOUTH
SUDAN
¯
Oil in Sudan and
South Sudan
viii
Administrative
• تمت االستعانة بخرباء مستقلني؛
! Major city Juba^ boundary
ًعنارص من الرشطة متأهبون بينما يفتتح نائب الرئيس السوداني عيل عثمان محمد طه (غري ظاهر يف الصورة) حقال
نفطيا ً يف جنوب كردفان يف السودان
84
دراسة الحالة -8السودان :النفط يف خدمة السالم يف عملية السالم السودانية
حني واصل الطرفان التفاوض عىل تقاسم اإليرادات وإدارة يشكل تقاسم اإليرادات النفطية مكونا ً أساسيا ً من وساطة
قطاع النفط .وبهذا فإن خالفا ً جوهريا ً لم يعق التقدم حول السالم بني السودان وجنوب السودان ألن الخط الفاصل بينهما
تقاسم الثروة ،األمر الذي كان أساسيا ً للمصالح االقتصادية يجتاز حقوال ً نفطية مستثمرة ومحتمل استثمارها .لذلك فإن
لكل من الطرفني.182 األحكام الخاصة بتقاسم الثروة مثلت واحدا ً من االتفاقات
املنفصلة الستة التي تكوّن اتفاق السالم الشامل لعام .2005
االتفاق وشمل االتفاق املتعلق بتقاسم الثروة توزيع اإليرادات النفطية
وغري النفطية وإدارة قطاع النفط والسلطة النقدية وإعادة
كان اتفاق تقاسم الثروة لعام 2004خطوة هامة عىل طريق
إعمار الجنوب ومناطق أخرى ترضرت جراء الحرب.
تحقيق اتفاق السالم الشامل الذي أبرم بعد عام منه .إن اتفاق
تقاسم الثروة:
النزاع
• خصص 50يف املائة من صايف اإليرادات النفطية إىل
أخذ الرصاع بني شمال السودان وجنوبه شكل حربني :األوىل
جنوب السودان والنصف اآلخر إىل حكومة الوحدة
من عام 1956إىل عام 1972والثانية من عام 1983إىل عام
الوطنية بعد تخصيص 2يف املائة من اإليرادات
.2004وقد حال القتال العنيف يف املناطق املنتجة للنفط دون
النفطية إىل املقاطعات أو املنطقة املنتجة بما يتناسب
استفادة الدولة السودانية بشكل كامل من اإليرادات املحتملة
وحجم إنتاجها183؛
للثروة النفطية بسبب عدم االستقرار الذي تنفر منه
• قىض بإنشاء مؤسسات اقتصادية جديدة مثل اللجنة االستثمارات األجنبية .وحتى يتم ّكن الطرفان من االنتفاع من
الوطنية لألرايض واملفوضية القومية للبرتول وبنك إنتاج النفط ،كان ال بد من جذب االستثمارات الهامة ومن
جنوب السودان املركزي ،فضالً عن صناديق إعادة تحقيق قدر من التعاون بني شمال البالد وجنوبها .وبذلك
إعمار لشمال السودان وجنوبه.184 أصبح االستقرار مسألة تمس باملصالح االقتصادية لدى
الطرفني 1771756فعمدت عملية السالم التي امتدت من عام 2003
بني 2007و ،2009تلقى جنوب السودان بموجب اتفاق إىل عام 2005إىل جعل املوارد النفطية وتقاسم إيراداتها
تقاسم الثروة مبلغ 5,4مليار دوالر أمريكي .185كما أن االتفاق عنارص أساسية يف املفاوضات.178
عىل تقاسم اإليرادات أثبط عزيمة الطرفني عىل القتال حول
السيطرة عىل املوارد النفطية ألنهما حصال عىل ضمانات أبرز عنارص الوساطة
اقتصادية كافية جعلت من العنف أسلوبا ً غري مج ٍد ألنه أكثر
كلفة.186 يف خالل املباحثات غري الرسمية ،تم إقناع األطراف املتحاربة
“بأن النفط يمثل حافزا ً للسالم بحيث ال يمكن مواصلة
مصاعب التنفيذ األنشطة املتصلة بالنفط يف سياق الحرب” 179وحثها عىل “نقل
القتال من ساحة املعركة إىل طاولة املفاوضات”.180
تبني هذه الحالة أن موارد طبيعية مثل النفط يقتيض استغاللها
استثمارات باهظة تشكل حافزا ً لبسط السالم ألن استغالل وكان من جملة املسائل الشائكة ،ملكية األرايض واملوارد
املوارد يتطلب حالة من االستقرار وألنه يوفر مصدر تمويل الطبيعية التي تدخل يف صميم الخالف حول سيادة الدولة
لعملية االنتعاش بعد انتهاء الرصاع .كما يتضح أنه من املمكن وحق الجنوب يف تقرير املصري .وقد ادعت الحركة الشعبية/
التفاوض يف شأن إدارة املوارد وتقاسم الثروة دون االتفاق الجيش الشعبي لتحرير السودان ،وهي الحركة السياسية يف
بالرضورة عىل ملكية املوارد .187والفصل بني ملكية املوارد ،من جنوب السودان ،أن األرايض يف الجنوب (سواء سطح األرض
جهة ،وإدارتها وتقاسم إيراداتها ،من جهة أخرى ،يف عملية أو املوارد الطبيعية املوجودة يف جوفه) هي ملك الجماعات
التفاوض عىل تقاسم الثروة كان فرصة لتفادي فشل مبكر التي تعيش عليها .أما دولة السودان فاعتربت من جهتها أن
للمفاوضات يف السودان ومهّ د الطريق التفاق السالم الشامل امللكية الوطنية لسطح األرض وجوفها هي رشط أسايس
لعام .2005إال أن اتفاق تقاسم الثروة واجه عددا ً من املصاعب إلعادة توزيع عادل ورشعي للموارد الطبيعية.181
يف التنفيذ.
وخوفا ً من عدم إمكانية التوفيق بني هذين املوقفني ،اقرتح
أوالً ،أناط االتفاق إدارة قطاع النفط إىل املفوضية القومية الوسطاء خالل املباحثات أن تبقى مسألة ملكية املوارد
للبرتول التي أحدثها حتى يتمثل فيها الشمال والجنوب ومن الطبيعية الجوفية من دون حل يف اتفاق السالم النهائي.
أجل تيسري التقاسم التام للمعلومات وصنع القرار املشرتك. فوافق الطرفان عىل إرجاء البت يف أمر ملكية املوارد الطبيعية
ولكن عمليا ً لم تتوفق يف نشاطها وعندما نال جنوب السودان واألرايض إىل حني انتهاء استفتاء عام 2011عىل استقالل
استقالله يف عام 2011كانت معلوماته محدودة عن قطاع جنوب السودان .وبالفعل تمت “تنحية” مسألة امللكية يف
85
دراسة الحالة -8السودان :النفط يف خدمة السالم يف عملية السالم السودانية
والجنوب والنزاع يف دارفور نسفت الوقع اإليجابي املحتمل النفط وجيولوجيا أراضيه والرشكات املعنية وتفاصيل عقود
لالتفاق عىل إنعاش اقتصاد الطرفني .ويتبني يف هكذا الحالة االمتيازات.188
أن املال وحده ال يكفي لتحقيق االنتعاش األمثل بعد انتهاء
ثانياً ،لم يكن من املمكن القيام بعمليات الرصد والتحقق
الرصاع.190
الدولية للعقود النفطية املربمة بني السودان والرشكات الدولية
أخرياً ،ويف أعقاب استقالل جنوب السودان يف عام ،2011 وللصادرات من النفط واالتفاقات عىل األسعار .189أي أنه تم
ظهر خالف عىل تعليم الحدود ال سيما يف منطقة أبيي. االفتقار إىل الشفافية الالزمة لفضح اإلنتاج غري املرصح عنه
والجدير بالذكر أن أبيي أبرمت اتفاقا ً خاصا ً لتقاسم اإليرادات والرشوة والفساد .وكان هذا املوضع سبب شكاوى مستمرة
يف عام .2004وبقي البلدان يعتمدان عىل بعضهما البعض يف من جنوب السودان الذي اتهم أيضا ً حكومة الوحدة الوطنية
اإلنتاج والنقل والتصدير .وتجلت هذه املصاعب عىل املأل يف بعدم سحب ما يزيد عىل 15000جندي من حقول النفط
بداية عام 2012عندما توقف جنوب السودان عن إنتاج الجنوبية وبعدم تنفيذ بروتوكول أبيي لعام .2004وكلها
النفط بعد أن قام السودان بمصادرة نفط الجنوب بذريعة مسائل شكلت مصدر توتر مستمر بني الطرفني إىل أن انسحب
التعويض عن عدم سداد ما أطلق عليه رسوم العبور .وبعد جنوب السودان من حكومة الوحدة الوطنية من 11ترشين
التوصل إىل اتفاق جديد حول رسوم العبور يف نيسان/أبريل األول/أكتوبر إىل 13كانون األول/ديسمرب .2007
،2013نشب رصاع مسلح داخيل يف جنوب السودان يف كانون
ثالثاً ،يف هذه األثناء كان جنوب السودان يفتقر إىل القدرة عىل
األول/ديسمرب 2013زاد من أجواء البلبلة ومن تراجع
إدارة فاعلة لإليرادات النفطية وتخصيصها .كما أن مشاكل
اإلنتاج النفطي.
أخرى منها غياب الضمانات األمنية وانعدام الثقة املزمن بني
العدوين السابقني ومواجهات مسلحة متقطعة بني الشمال
86
للمطالعة واملراجعة
للمطالعة واملراجعة 9
مراجع عامة عن الوساطة واملوارد الطبيعية
Brown, O., and M. Keeting. 2015 forthcoming. Addressing Natural Resource Conflicts: Working Towards More
Effective Resolution of National-level Resource Disputes. Chatham House: London.
Conca, K., and G. Dabelko. 2002. Environmental Peacemaking. Woodrow Wilson Center Press: Washington,
D.C.
Food and Agricultural Organization. 2005. Negotiation and Mediation Techniques for Natural Resource
Management. United Nations Food and Agriculture Organization: Rome.
Macnaughton, A.L., and J.G. Martin. 2002. Environmental Dispute Resolution: An Anthology of Practical
Solutions. American Bar Association: Washington, D.C.
Sidaway, R. 2005. Resolving Environmental Disputes: From Conflict to Consensus, pp. 44-51. Earthscan:
London.
Susskind, L., P. Levy, and J. Thomas-Larmer. 1999. Negotiating Environmental Agreements: How To Avoid
Escalating Confrontation Needless Costs And Unnecessary Litigation. Island Press: Washington, DC.
UN Development Group. 2013. Guidance Note: Natural Resource Management in Transition Settings. United
Nations: New York.
UN Environment Programme. 2009. From Conflict to Peacebuilding: The Role of Natural Resources and the
Environment. UNEP: Geneva.
املوارد االستخراجية
International Alert. 2005. Conflict-sensitive Business Practice: Guidance for Extractive Industries. International
Alert: London.
EU-UN Partnership on Land, Natural Resources and Conflict Prevention. 2012. Guidance Note: Extractive
industries and Conflict. UN Framework Team (UNEP, UNDP, PBSO, HABITAT, DPA, and DESA): New York.
Sawyer, S., and E. Gomez. 2008. Transnational Governmentality and Resource Extraction: Indigenous Peoples,
Multinational Corporations, Multinational Institutions and the State. United Nations Research Institute for
Social Development: Geneva.
Stevens, P., J. Kooroshy, G. Lahn, and B. Lee. 2013. Conflict and Coexistence in the Extractive Industries.
Chatham House: London.
UN, EU, and World Bank. 2015 forthcoming. The Extractive Industry Value Chain and the Potential for Conflict
Prevention in Resource Rich Countries. United Nations, European Union and World Bank: New York, Brussels,
and Washington D.C.
United States Agency for International Development. 2004. Minerals and Conflict. A Toolkit for Intervention.
Office of Conflict Management and Mitigation, USAID: Washington, D.C.
األرايض
Bruce, J.W., and S. Holt. 2011. Land and Conflict Prevention. Initiative for Quiet Diplomacy: Colchester.
EU-UN Partnership on Land, Natural Resources and Conflict Prevention. 2012. Guidance Note: Land and
Conflict. UN Framework Team (UNEP, UNDP, PBSO, HABITAT, DPA, and DESA): New York.
Moore, C. W., and G. Brown. 2009. Designing Dispute Resolution Systems for Settling Land and Property
Disputes in Post-conflict and Post-crisis Societies. In Building Peace: Practical Reflections from the Field, ed.
C. Zelizer and R. Rubenstein. Kumarian Press: Boulder CO.
UN HABITAT. 2013. Guide to Land Mediation: Based on the Experience in Eastern Democratic Republic of the
Congo. United Nations Human Settlements Programme: Nairobi.
United States Agency for International Development. 2005. Land and Conflict: A Toolkit for Intervention.
Office of Conflict Management and Mitigation, USAID: Washington, D.C.
87
للمطالعة واملراجعة
املياه
EU-UN Partnership on Land, Natural Resources and Conflict Prevention. (2012). Guidance Note: Renewable
Resources and Conflict. UN Framework Team (UNEP, UNDP, PBSO, HABITAT, DPA and DESA): New York.
Mason, S., and D. Blank. 2013. Mediating Water Use Conflicts in Peace Processes. Center for Security Studies,
Swiss Federal Institute of Technology: Zurich.
Priscoli, J.D., and A.T. Wolf. (2010). Managing and Transforming Water Conflicts. Cambridge University Press:
Cambridge, UK.
Islam, S., and L. Susskind. 2012. Water Diplomacy: A Negotiated Approach to Managing Complex Water
Networks. Routledge: London.
United Nations Education, Scientific and Cultural Organization. 2003. Participation, Consensus Building and
Conflict Management Training Course. Water Division, Programme From Potential Conflict to Cooperation
Potential. UNESCO: Paris.
United States Agency for International Development. 2005. Livelihoods and Conflict: A Toolkit for Intervention.
Office of Conflict Management and Mitigation, USAID: Washington, D.C.
_____. 2014. Water and Conflict: A Toolkit for Programming. Office of Conflict Management and Mitigation,
USAID: Washington, D.C.
نوع الجنس
Eftimie, A., K. Heller, and J. Strongman. 2009. Gender Dimensions of the Extractive Industries: Mining for
Equity. Extractive Industries and Development Series #8. World Bank: Washington, D.C.
International Fund for Agricultural Development. 2007. Gender and water. IFAD: Rome.
UNEP, UN-WOMEN, PBSO and UNDP. 2013. Women and Natural Resources: Unlocking the Peacebuilding
Potential. United Nations Environment Programme, United Nations Entity for Gender Equality and the
Empowerment of Women, United Nations Peacebuilding Support Office and United Nations Development
Programme: Geneva and New York.
UN Women. 2010. Women’s Participation in Peace Negotiations: Connections between Presence and
Influence. United Nations Entity for Gender Equality and Women’s Empowerment: New York.
UN Women and OHCHR. 2012. Handbook on Effective Strategies to Realize Women’s Rights to Land and
Other Productive Resources. United Nations Entity for Gender Equality and Empowerment of Women and the
United Nations Office of the High Commissioner for Human Rights: New York and Geneva.
www.peacemaker.un.org :راجع
88
املرفقات
املرفق -1توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة – موجز
املرفق 1
توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة –
موجز
الوساطة واحدة من أنجع األساليب ملنع النزاعات وإدارتها وتسويتها .ولكي تكون الوساطة فعالة ،ال يكفي تعيني شخصية بارزة
تقوم بتأدية دور الطرف الثالث ،إذ غالبا ً ما يتوجب إقناع أصحاب املصلحة بجدوى الوساطة يف حني أن عمليات السالم تكون بحاجة
إىل الدعم السيايس والفني واملايل .ولن تسمح الوساطة الظرفية التي تفتقر إىل التنسيق املناسب يف تحقيق سالم دائم حتى لو تمت
بكل نية حسنة.
صدرت “توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة” عىل شكل مرفق لتقرير األمني العام عن تعزيز دور الوساطة يف تسوية
املنازعات بالوسائل السلمية ومنع نشوب النزاعات وحلها .ويف حني أن كل رصاع ونزاع فريد من نوعه ،تشري التوجيهات إىل وجود
ثماني قضايا أساسية ينبغي مراعاتها .ويف ما ييل موجز عنها.
االستعداد
تتطلب جهود الوساطة املسؤولة والصادقة إعدادا ً جيداً .ويشمل االستعداد املعرفة واملهارات الفردية للوسيط مع وجود فريق متجانس
من املتخصصني ،فضالً عن الدعم السيايس واملايل واإلداري الالزم من الكيان القائم بالوساطة .إنه ينطوي عىل وضع اسرتاتيجيات
للمراحل املختلفة استنادا ً إىل التحليل الشامل للنزاع وتحديد أصحاب املصلحة .ويجب توفري املوارد املناسبة واختيار وسيط يمتلك
املهارات والحساسية الثقافية ويكون شخصا ً غري متحيزا ً به .وعىل فريق الوساطة أن يض ّم مجموعة من املحرتفني املدربني ،من الرجال
والنساء؛ وعليهم جميعا ً أن يفهموا البعد الجنساني يف مجاالت اختصاصهم.
املوافقة
الوساطة عملية طوعية تتطلب موافقة أطراف النـزاع حتى تكون فعالة .وبدون تلك املوافقة فليس من املرجح أن يتفاوض األطراف
بحسن نية أو أن تكون ملتزمة بعملية الوساطة .واملوافقة إمّ ا أن تكون فورية أو تدرجية وعىل الوسطاء أن يواجهوا حاالت تسحب
فيها تلك املوافقة .عليهم التحيل بالشفافية إلحياء فهم مشرتك بني األطراف بشأن دور الوسيط وأصول عملية الوساطة والحصول عىل
املوافقة التامة بواسطة آليات بناء الثقة وبالتفاعل مع األطراف الفاعلة أو املنظمات املحلية أو الجماعات ،بما فيها مجموعات النساء،
فضالً عن األطراف الفاعلة الخارجية التي تكون عىل عالقة مع األطراف املتنازعة.
الحياد
إذا ما اعترب طرف أن عملية وساطة ما متحيزة ،فمن املمكن أن يؤدي ذلك إىل تقويض التقدم الحقيقي نحو حل النـزاع .وينبغي أن يكون
الوسيط قادرا ً عىل إدارة عملية متوازنة يتم فيها التعامل مع جميع الجهات الفاعلة بشكل منصف ،وينبغي أال تكون له مصلحة مادية يف
النتيجة .ويتطلب ذلك أيضا ً أن يكون الوسيط أو الوسيطة قادرة عىل التحدث مع جميع األطراف الفاعلة ذات الصلة بحل النـزاع .والحياد
ليس مرادفا ً لعدم االنحياز إىل موقف ما ،ذلك أن الوسيط ،وخاصة إذا كان مبعوثا ً لألمم املتحدة ،يكون مكلفا عادة باعتناق مبادئ وقيم
ً
رصاحة لألطراف .فعىل الوسيط ضمان اإلنصاف والتوازن يف العملية والتعامل مع األطراف عاملية الشمول ،وقد يحتاج إىل اإلعالن عنها
والتحيل بالشفافية مع أطراف النـزاع بشأن القوانني والقواعد الواجبة التطبيق وعدم قبول رشوط من جهات خارجية من شأنها أن تؤثر
عىل حياده واالستعداد لتسليم املسؤوليات لوسيط آخر ،إذا ما شعر الوسيط بعدم القدرة عىل ملء هذه الرشوط.
الشمول
العملية الشاملة للجميع تكون أميل إىل معالجة األسباب الجذرية للنـزاع وزيادة مرشوعية االتفاق والحد من احتمال تقويض
العملية عىل يد الجهات الفاعلة املستبعدة .وليس املقصود بالعملية الشاملة للجميع أن جميع أصحاب املصلحة يشاركون مبارشة يف
يتعي استحداث اآلليات إلرشاك جميع الرؤى يف العملية .وكثريا ً ما تكون القيادات النسائية والجماعات
املفاوضات الرسمية؛ إنمّ ا ّ
90
املرفق -1توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة – موجز
النسائية فعالة يف صنع السالم ،ولذا ينبغي ربطها بشكل أقوى بعملية الوساطة الرفيعة املستوى .وللعملية الشاملة تحدياتها :فقد
ال ترغب جميع أطراف النزاع يف االنخراط يف الوساطة أو ال تتمتع بمستويات كافية من التجانس الالزم للتفاوض .قد يواجه الوسطاء
قيودا ً من أطراف النزاع التي تسعى عموما ً إىل تحديد هوية الجهات الفاعلة املختلفة التي يجري إرشاكها يف العملية وكيفية وتوقيت
ذلك .فعليهم أن يجدوا التوازن بني شمولية العملية وفعاليتها.
امللكية الوطنية
يتعي عىل أطراف النزاع اتخاذ قرار وقف القتال وعىل املجتمع ككل العمل عىل إيجاد مستقبل سلمي .وبينما إنها بالغة األهمية إذ إنه ّ
يستحيل فرض الحلول ،فمن املمكن أن يكون الوسطاء مفيدين يف توليد األفكار لحل املسائل موضع النزاع .بيد أنه يصعب تحديد
هوية الجهات التي ينبغي كفالة ملكيتها وتوسيع نطاق ملكية العملية خارج دائرة األشخاص املوجودين يف مواقع السلطة .وتقتيض
امللكية الوطنية تكييف عمليات الوساطة بما يالئم الثقافات املحلية ،مع مراعاة القانون الدويل واألطر املعيارية .وامللكية الوطنية
تستدعي التشاور عن كثب وتحيني املعلومات بانتظام ملجموعة واسعة من أصحاب املصلحة فضالً عن األطراف املتفاوضة وإيالء
االهتمام لألبعاد الثقافية وعند الحاجة دعم بناء القدرات.
القانون الدويل واألطر املعيارية
إن وسطاء األمم املتحدة يعملون ضمن سياق ميثاق األمم املتحدة ،وقرارات مجلس األمن والجمعية العامة ذات الصلة ،وقواعد املنظمة
ُسي الوسطاء عملهم أيضا ً ضمن اإلطار الذي تنشئه قواعد القانون الدويل ،وأهمها االتفاقيات العاملية واإلقليمية ،والقانون
ونظمها .وي ِّ
الدويل اإلنساني والقانون الدويل لحقوق اإلنسان والقانون الدويل لالجئني والقانون الجنائي الدويل ،بما يف ذلك ،حسب االقتضاء ،نظام
روما األسايس للمحكمة الجنائية الدولية .وتؤثر التوقعات املعيارية عىل عملية الوساطة ،وذلك مثالً بشأن عملية العدالة وتوخي
الحقائق واملصالحة؛ وشمول املجتمع املدني؛ وتمكني النساء ومشاركتهن يف العملية .ويسهم االتساق مع القانون الدويل والقواعد
الدولية يف تعزيز مرشوعية العملية واستدامة أي اتفاق .بيد أن املوازنة بني مطالب أطراف النـزاع واألطر املعيارية والقانونية قد
تكون مسألة معقدة .وكثريا ً ما يضطر الوسطاء إىل التعامل مع الرضورة امللحة إلنهاء العنف يف سياقات توجد فيها أيضا ً حاجة
واضحة إىل التصدي النتهاكات حقوق اإلنسان.
اتساق جهد الوساطة وتكامليته
يشمل االتساق النهج املتفق عليها و/أو املنسقة ،بينما تشري التكاملية إىل الحاجة إىل تقسيم واضح للعمل عىل أساس املزايا النسبية
للجهات الفاعلة املنخرطة يف الوساطة.
يف ضوء العدد املتزايد للجهات الفاعلة املنخرطة يف الوساطة ،يصبح من الرضوري ومن الصعب يف نفس الوقت توفري هذه الرشوط.
إن تعدد الجهات الفاعلة يحمل يف طياته خطر عمل كل منها من أجل غايات متضاربة والتنافس فيما بينها .ومن شأن اختالف هيئات
صنع القرار ،والثقافات السياسية ،واألطر القانونية واملعيارية ،ومستويات املوارد ،والقواعد واإلجراءات املالية واإلدارية ،أن يجعل
تحقيق التجانس والتنسيق والتكاملية من الصعوبة بمكان .وبينما أسهمت مبادرات الوساطة املشرتكة أو ذات القيادة املشرتكة يف
ُفضل بوجه عام وجود وسيط رئييس من هيئة واحدة استنادا ً إىل رشاكة ً
متباينة .وي َّ تحقيق غايات سياسية هامة ،فإن النتائج كانت
اسرتاتيجية وتنسيق مع الهيئات الوسيطة األخرى .ويشكل الدعم املتسق لجهود الوساطة من الجهات الفاعلة الدولية وتوصيل رسائل
منسجمة ألطراف النزاع جانبيني مهمني آخرين من عملية إيجاد البيئة املواتية للوساطة.
اتفاقات السالم الجيدة
يجري التوصل إىل أنواع مختلفة من االتفاقات ،خالل مسار عملية الوساطة ،ترتاوح بني االتفاقات املحدودة النطاق نسبياً ،مثل
اتفاقات وقف إطالق النار أو االتفاقات اإلجرائية بشأن طبيعة املحادثات ،واتفاقات السالم األكثر شموالً .وإضافة إىل ذلك ،قد تقوم
الحاجة إىل الوساطة يف مرحلة التنفيذ .وينبغي التفاقات السالم أن توقف العنف وأن توفر منتدىً لتحقيق السالم والعدالة واألمن
واملصالحة بشكل مستدام .وينبغي بقدر اإلمكان يف كل حالة أن تعالج االتفاقات أخطاء املايض وأن تخلق يف الوقت نفسه رؤية
مشرتكة ملستقبل البلد .وينبغي أيضا ً أن تحرتم اتفاقات السالم القانون الدويل اإلنساني والقانون الدويل لحقوق اإلنسان والقانون
الدويل لالجئني .وتحدِّد خصائص العملية ومضامني االتفاق صالحية اتفاق السالم .وعادة ما تستند استدامته عىل درجة االلتزام
السيايس ألطراف النزاع ،ومقدار تأييد السكان لها ،ومدى معالجتها لألسباب الجذرية للنـزاع ،وما إذا كان بمقدورها تحمُّ ل التوترات
الناجمة عن تنفيذها ومدى وجود عمليات مالئمة للتعامل مع الخالفات املحتملة التي تنشأ أثناء التنفيذ ،مع العلم بأن تنفيذ اتفاقات
السالم كثريا ً ما يعتمد عىل الدعم الدويل اعتمادا ً كبرياً.
تعمم هذه التوجيهات وحدة دعم الوساطة يف إدارة الشؤون السياسية.
راجعwww.peacemaker.un.org :
91
املرفق -2الخيارات واملوارد املتوفرة لدعم الوساطة يف إدارة الشؤون السياسية وبرنامج األمم املتحدة للبيئة
املرفق 2
الخيارات واملوارد املتوفرة لدعم الوساطة يف إدارة
الشؤون السياسية وبرنامج األمم املتحدة للبيئة
وحدة دعم الوساطة وفريق خرباء الوساطة االحتياطي يف إدارة الشؤون السياسية
تعمل وحدة دعم الوساطة يف إدارة الشؤون السياسية بالتعاون الوثيق مع الشعب اإلقليمية يف اإلدارة للتخطيط لجهود الوساطة عىل
األرض ودعمها استجابة لطلب الدول األعضاء .ومن جملة وظائف وحدة دعم الوساطة ،يذكر:
• تقديم املشورة والدعم املايل واملادي لعمليات السالم؛
• السعي إىل تعزيز قدرات الوساطة يف املنظمات اإلقليمية ودون اإلقليمية؛
• حفظ املعارف يف مجال الوساطة والسياسات واإلرشادات واملمارسات الحميدة ذات الصلة.
كما أن إدارة الشؤون السياسية مسؤولة عن فريق خرباء الوساطة االحتياطي وهو مجموعة من الخرباء تحت الطلب تم تأسيسها يف
عام .2008ويمكن االستعانة بالخرباء فرادى أو عىل شكل مجموعة منهم ملساعدة الوسطاء يف امليدان .وبالفعل قدم أعضاء الفريق
الدعم يف الكثري من املفاوضات ،وهم يتمتعون بخربة يف مجاالت عديدة منها املوارد الطبيعية .كما أنهم يتحلون باملرونة الكافية للنرش
الرسيع بغية مساعدة وسطاء األمم املتحدة وغريهم يف كل أرجاء املعمورة أو لتقديم التحاليل أو إسداء املشورة عن بعد .وعندما
ال يعمل أعضاء الفريق يف امليدان ينكبون عىل صياغة املمارسات الحميدة واملواد التدريبية لألمم املتحدة.
فضالً عن فريق خرباء الوساطة االحتياطي ،تحتفظ إدارة الشؤون السياسية بقائمة من الوسطاء تشمل حاليا ً 300خبري يف مجال
الوساطة .ولهؤالء معارف ومهارات وخربة متنوعة بحيث يصبح ممكنا ً تلبية شتى االحتياجات .ويوزع أعضاء القائمة عىل فئات ثالث:
( )1كبار الوسطاء الذين يمكن نرشهم بصفة الوسيط الرئييس أو املبعوث الخاص؛ و( )2الوسطاء العمليون الذين يمكن نرشهم
بصفة “مدير مكتب” أو عضو يف فريق الوساطة كعون للوسيط الرئييس؛ و( )3الخرباء الفنيون الذين يمكن االستعانة بهم للحصول
عىل املشورة اإلجرائية أو املوضوعية بشأن مجموعة واسعة من املسائل املتصلة بالوساطة.
ويف حوزة إدارة الشؤون السياسية أخريا ً أداة دعم الوساطة عىل الخط .UN Peacemakerإنها قاعدة بيانات أعدت لخدمة محرتيف
الوساطة وتشتمل عىل ما يزيد عىل 750اتفاق سالم ومواد إرشادية ومعلومات عن خدمات دعم الوساطة التي تقدمها األمم املتحدة.
لالتصال:
UN Peacemaker: http://peacemaker.un.org
ويف حوزة برنامج البيئة مجموعة من األدوات والخربات التي يطلق عليها اسم الدعم يف مجال الدبلوماسية البيئة والتي تستخدم وفقا ً
لسياق النزاع وطبيعته .ومنها:
• استخدام البيئة كمدخل للحوار بني أصحاب املصلحة يف سياق نزاع واسع النطاق عىل املوارد الطبيعية؛
• تيسري الحلول الفنية لوضع قاعدة بيانات مشرتكة تثريها األطراف باملعلومات؛
• تنظيم عمليات التقييم املستقلة باالعتماد عىل أحدث التقنيات لتحقيق التكافؤ بني األطراف من حيث الوصول إىل املعلومات
ولتحديد خارطة طريق؛
• تيسري اجتماعات فنية وتوفري مجال محايد للحوار ودعم استشارة أصحاب املصلحة؛
• توفري أمثلة ملقارنة الحلول املعتمدة يف حاالت أخرى تجسد املمارسات الحميدة أو املساعدة عىل تحليل التصورات أو
الحلول البديلة؛
• بناء القدرات وحشد املوارد من أجل تنفيذ خطط أعمال األطراف ومشاريعها ورصدها واملصادقة عليها.
كما يشارك برنامج األمم املتحدة للبيئة يف إدارة املنصة العاملية للمعارف وجماعة املمارسني املعنية ببناء السالم عن طريق البيئة.
وتسلط املنصة الضوء عىل مساهمة املوارد الطبيعية يف بناء السالم واالنتعاش بعد انتهاء النزاع ويف الحد من املخاطر االقتصادية
واالجتماعية والبيئية يف آن واحد .تستخلص املنصة الدروس والنهج الفاعلة وتذكي وعي العاملني يف مجال الوساطة والباحثني
وصانعي القرارات بشأنها .وقد أعد مؤسسو املنصة – وهم برنامج األمم املتحدة للبيئة ومعهد القانون البيئي وجامعة ماك جيل
وجامعة طوكيو – 150دراسة حالة وجمعوا ما يزيد عىل ألف مؤلف عن املمارسات الحميدة والدروس املستخلصة .ويف املنصة تركيز
عىل موضوع الوساطة يف النزاعات عىل املوارد ومراعاة املوارد الطبيعية يف اتفاقات السالم.
لالتصال:
www.unep.org/ecp/mediation
www.environmentalpeacebuilding.org
93
املرفق -3شكر
املرفق 3
شكر
املؤلفون الرئيسيون
مايكل ج .براون
األمم املتحدة ،إدارة الشؤون السياسية ،فريق خرباء الوساطة االحتياطي ،كبري خرباء الوساطة
أليكس كريبوفسكي
األمم املتحدة ،إدارة الشؤون السياسية ،فريق خرباء الوساطة االحتياطي ،كبري خرباء الوساطة
دافيد جينسن
برنامج األمم املتحدة للبيئة ،الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث ،رئيس التعاون البيئي من أجل بناء السالم
جوزي ليانا كاي
مديرة ،TrustWorks Global ،وسابقا ً مساعدة مدير يف مركز تسوية النزاعات الدولية يف جامعة كولومبيا
94
املرفق -3شكر
نيكوال سيسنريوس
برنامج األمم املتحدة للبيئة ،الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث
دافيد فريمان
معهد بناء التوافق
سيلجا هال
برنامج األمم املتحدة للبيئة ،الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث
دينيس هامرو دروتس
برنامج األمم املتحدة للبيئة ،الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث
أرنو هوانو
األمم املتحدة ،إدارة الشؤون السياسية ،وحدة دعم الوساطة
ستيفن جاكسون
األمم املتحدة ،إدارة الشؤون السياسية ،وحدة دعم الوساطة
ماتي ليهتونني
برنامج األمم املتحدة للبيئة ،الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث
آالن المبورور
جامعة براندايس
ماتيس فان مآساكرس
جامعة هارفارد
داغ سيريستاد
برنامج األمم املتحدة للبيئة ،الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث
مباصريه سيديباه
جامعة براندايس
نيكي سياهبوش
األمم املتحدة ،إدارة الشؤون السياسية ،وحدة دعم الوساطة
كاسيدي ترافيس
برنامج األمم املتحدة للبيئة ،الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث
إريكا واينتال
جامعة ديوك
سيسل إيفون
مركز الحوار اإلنساني
كاملو إسكيفيا زاباتا
جامعة براندايس
95
املرفق -3شكر
التحرير
بيرت ويتن
الدعم املؤسيس
مركز تسوية النزاعات الدولية يف جامعة كولومبيا
أنطونيو برنالس
مدير تنفيذي واستشاري أولFuturo Sostenible ،
فلوريان برويا
منسق ،الرشاكة بني االتحاد األوروبي واألمم املتحدة املتعلقة باألرايض واملوارد الطبيعية ومنع النزاعات
ألفونسو كاسرتو
أستاذ مساعد يف علم اإلنسان ،كلية ماكسويل للمواطنة والشؤون العامة ،جامعة سرياكيوز
أليكس كريبوفسكي
األمم املتحدة ،إدارة الشؤون السياسية ،فريق خرباء الوساطة االحتياطي
دينيس هامرو دروتس
موظف برنامج مساعد ،برنامج األمم املتحدة للبيئة
بن هوفمان
رئيس ،املعهد الكندي الدويل للمفاوضات التطبيقية
أرنو هوانو
موظف برنامج ،األمم املتحدة ،إدارة الشؤون السياسية
عمر إنمدار
مدير برنامج ،البنك الدويل
دافيد جينسن
رئيس التعاون البيئي من أجل بناء السالم ،برنامج األمم املتحدة للبيئة
دانييل جونستون
محاميHope Johnston and Associates ،
هييل كانرفا
نائبة الرئيس ،وحدة سياسة األمن وإدارة األزمات ،وزارة الخارجية ،فنلندا
جوزي ليانا كاي
96
املرفق -٣شكر
مديرة ،TrustWorks Global ،وسابقا ً مساعدة مدير يف مركز تسوية النزاعات الدولية يف جامعة كولومبيا
ماتي ليهتونني
موظف برنامج ،برنامج األمم املتحدة للبيئة
ستيف لونرغان
أستاذ يف الجغرافيا ،جامعة فكتوريا
ثيودور ماكدونالد
زميل يف اللجنة الجامعية لدراسات حقوق اإلنسان ،محارض يف الدروس االجتماعية ،جامعة هارفارد
نورم ماكلود
مدير تنفيذي ،االئتالف االسرتاتيجي للهواء النقي
سيمون ماسون
باحث رئييس يف مرشوع دعم الوساطة ،مركز دراسات األمن ،املعهد الفدرايل السويرسي للتكنولوجيا يف زيورخ
ريتشارد أ .ماثيو
أستاذ يف التخطيط والسياسة والتصميم ويف العلوم السياسية ،جامعة كاليفورنيا ،إرفاين
كريس و .مور
رشيكCollaborative Decision Resources Associates ،
كلفني أونغ
كبري موظفي الشؤون السياسية ،األمم املتحدة ،إدارة الشؤون السياسية
ستيفن أوين
نائب رئيس ،العالقات الخارجية والقانونية واملجتمعية ،جامعة كولومبيا الربيطانية
ريتشارد بايسيل
مدير ،برنامج الدكتور أندرو ر .تومسون لقانون املوارد الطبيعية ،جامعة كولومبيا الربيطانية
جيمس شوفيلد
مستشار الشؤون الخارجية ،رشكة شيل
ميغ تايلور
نائبة رئيس ،مكتب مستشار االمتثال/أمني مظالم املؤسسة املالية الدولية والوكالة الدولية لضمان االستثمار
جينا توري
استشارية ،وحدة دعم الوساطة ،إدارة الشؤون السياسية ،األمم املتحدة
ساره تويل
زميلة الجمعية األمريكية للنهوض بالسياسة العلمية ،مكتب الدعم الفني ،مكتبا آسيا والرشق األوسط ،وكالة التنمية الدولية التابعة
للواليات املتحدة
جون أونرو
أستاذ مساعد ،قسم الجغرافيا البرشية والتنمية الدولية ،جامعة ماك جيل
باتريسيا فاسكيز
كبرية الزمالء ،معهد الواليات املتحدة للسالم
أشيم وينمان
مدير تنفيذي ،منتدى جنيف لبناء السالم
تريزا وتفيلد
كبرية الزمالء ،مركز التعاون الدويل
97
املرفق -4الحوايش واملراجع
املرفق 4
الحوايش واملراجع
عن املرشوع
للمزيد من املعلومات ،راجع .www.un.org/en/land-natural-resources-conflict أو ال ً
-1املقدمة
وضع هذا الدليل حتى يكون بني أيدي من يحرتف الوساطة أداة إضافية تعرض املمارسات الفضىل يف التوسط يف النزاعات عىل 1
املوارد .وفيه أيضا ً فائدة ألصحاب املصلحة والخرباء املتخصصني يف تحديد الخطوات األساسية ألي عملية وساطة عىل املوارد
الطبيعية مع أنه من املستحسن أن يحصلوا عىل مزيد من التدريب ويطلعوا عىل مراجع أخرى حول التفاوض عىل املصالح قبل
االنخراط يف عملية وساطة واستعمال أدواتها.
يتضمن هذا الدليل توصيات خاصة باملوارد االستخراجية واألرايض واملياه .إن دراسات الحالة واألمثلة املستمدة من أرض 2
الواقع تتمحور كلها حول هذه القطاعات الثالثة .فليدرك القارئ أن هذا الدليل ال يشمل بالتحديد قطاعات مثل مصائد األسماك
واألحراج فضالً عن البنى األساسية الرئيسية كالسدود .إال أن الدليل قد يساعد عىل تصميم عملية وساطة تتعلق بها .عىل القائم
بالوساطة أن يدرس مالءمة كل أسلوب مقرتح مع ظروف النزاع عىل النحو املألوف يف مجال الوساطة .ويف هذا الدليل ،أدرجت
الحراجة ألغراض التجارة تحت عنوان األنشطة االستخراجية عىل اعتبار أن منح االمتيازات والرتاخيص يواجه املصاعب عينها
يف مجايل الحوكمة والعالقات االجتماعية .لذلك فإن أساليب الوساطة يف قطاع األنشطة االستخراجية يف هذا الدليل تنسحب
أيضا ً عىل قطاع الحراجة ألغراض التجارة .كما يف الدليل اعرتاف بأنه يمكن تناول موضوع الغابات واملوارد الطبيعية األخرى
مثل املروج بصورة منفصلة ألنها موارد متجددة؛ لذلك أدرجت األساليب الخاصة بتلك املوارد املتجددة مثل استخدام الخطط
املكانية واإلدارة القائمة عىل النظم البيئية يف الجزء الخاص باألنشطة االستخراجية.
تمت صياغة محتويات الدليل بصورة تعاونية بمشاركة خرباء من إدارة الشؤون السياسية وبرنامج األمم املتحدة للبيئة ومركز 3
تسوية النزاعات الدولية يف جامعة كولومبيا ومركز الحوار اإلنساني فضالً عن مساهمة 30وسيطا ً محرتفا ً شاركوا يف اجتماع
الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية املنعقد يف نيويورك يف ترشين الثاني/نوفمرب .2011وقد توىل صياغة
املذكرة التي رفعت إىل اجتماع الخرباء أليكس كريبوفسكي وجوزي ليانا كاي .وعىل ضوء املعلومات املستقاة من اجتماع الخرباء
واستعراض أنداد خارجيني ،قام أليكس كريبوفسكي وجوزي ليانا كاي ودافيد جينسن وماتي ليهتونني وأرنو هوانو ودينيس
هامرو دروتس بالتوسع يف املوضوع .أما مايكل براون فقد أدخل عىل مسودة النص تعديالت هامة وأضاف إليه مقاطع
جوهرية .لذلك فإن الدليل يف صيغته النهائية لهو ثمرة مساهمات مجموعة من الخرباء ال يمكن نسبها إىل وسيط أو خبري
واحد.
United Nations Environment Programme (UNEP). 2009. From Conflict to Peacebuilding: The Role of Natural Resources 4
.and the Environment. Geneva
األمني العام لألمم املتحدة :A/64/866-S/2010/386 .2010 .تقرير مرحيل لألمني العام عن بناء السالم يف املرحلة التي تعقب 5
مبارشة انتهاء النزاع .األمم املتحدة :نيويورك( .راجع الفقرتني 31و 44بشكل خاص).
98
املرفق -4الحوايش واملراجع
األمني العام لألمم املتحدة .2012 .بيان يف مناسبة اليوم الدويل ملنع استغالل البيئة يف الحروب والنزاعات املسلحة .األمم 6
املتحدة :نيويورك.
األمني العام لألمم املتحدة :*A/66/811 .2012 .تقرير األمني العام ،تعزيـز دور الوساطـة يف تسوية املنازعات بالوسائل 7
السلمية ومنع نشوب النزاعات وحلها ،الفقرة .13األمم املتحدة :نيويورك.
إن األخشاب ومع أنها ال تعد من املوارد االستخراجية تدرج أحيانا ً يف هذه الفئة ألنه غالبا ً ما تعالج أو تدار بأسلوب يشبه أسلوب 8
معالجة املوارد االستخراجية “التقليدية” ويرخص استغاللها عادة بموجب عقد امتياز أو ترخيص شأنها شأن املوارد املعدنية
والنفط والغاز .كما أن استغالل األخشاب لألغراض التجارية يتسبب يف مصاعب شبيهة بتلك التي تتسبب فيها املوارد األخرى
كاآلثار االجتماعية والبيئية الخطرية واحتمال ظهور نزاعات مع املجموعات املحلية حول تقاسم املنافع.
Haysom, N., and S. Kane. 2009. Negotiating Natural Resources for Peace: Ownership, باالستناد إىل اإلطار الذي وضعه 9
Control and Wealth-sharing, 5-6. Centre for Humanitarian Dialogue: Geneva; and FAO. 2005. Negotiation and Mediation
.Techniques for Natural Resource Management, 34. United Nations Food and Agriculture Organization: Rome
10األمم املتحدة .2012 .توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة .األمم املتحدة :نيويورك.
11يشكل مؤلف
Moore, C.W. 2014. The Mediation Process: Practical Strategies for Resolving Conflict, 4th Edition. Jossey-
Fisher, R., and W. Ury. 1981. Bass: San Franciscoمدخالً جيدا ً للوساطة .ولالطالع عىل مدخل للتفاوض عىل املصالح راجع
.Getting to Yes: Negotiating Agreement Without Giving In. Penguin Books: New York
99
الحوايش واملراجع-4 املرفق
Division for Peace and Security through Development Cooperation. Swedish International Development Cooperation:
Stockholm; (4) USG. 2008. Interagency Conflict Assessment Framework. United States Government: Washington, DC; (5)
Unsworth, S. 2007. Framework for Strategic Governance and Corruption Analysis: Designing Strategic Responses Towards
.Good Governance. Conflict Research Unit. Clingendael Institute: The Hague
UNEP, UN-WOMEN, PBSO and UNDP. 2013. Women and Natural Resources: Unlocking the Peacebuilding Potential. United 23
Nations Environment Programme, United Nations Entity for Gender Equality and the Empowerment of Women, United
.Nations Peacebuilding Support Office, and United Nations Development Programme: Geneva and New York
Moore, C.W. 1996. The Mediation Process: Practical Strategies إن الزوايا الخمس وأساليب التدخل ذات الصلة مستمدة من24
تم اللجوء إىل هذا التصنيف ألنه بسيط للغاية.for Resolving Conflict, 2nd Edition. Josey-Bass: San Francisco, pages 60-61
.Moore, The Mediation Process, 4th Edition :مع أن مور قد أعد تصنيفا ً أكثر تفصيالً ودقة يف كتابه األخري املذكور أعاله
Sidaway, R. 2005. Resolving Environmental Disputes: From Conflict to Consensus, pages 44-51 Earthscan: ً راجع أيضا25
.London
Susskind, L. 2014. Good for You, )1( :راجع ، للمزيد من املعلومات عن املنافع املشرتكة والنتائج التي ال غالب فيها وال مغلوب26
Great for Me: Finding the Trading Zone and Winning at Win-Win Negotiation. Public Affairs Publishing: New York; (2)
Susskind, L., and P. Field. 1996. Dealing with an Angry Public: The Mutual Gains Approach to Resolving Disputes. The Free
Press: New York; (3) Sebenius, J.K. 1983. Negotiation Arithmetic: Adding and Subtracting Issues and Parties. International
Organization 37 (2): 281-316; (4) Lax, D., and J. K. Sebenius. 2006. 3-D Negotiation: Powerful Tools to Change the Game in
.Your Most Important Deals. Harvard Business School Press: Boston
.Haysom and Kane, Negotiating Natural Resources for Peace 27
. توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة، األمم املتحدة – إدارة الشؤون السياسية28
. إن تسوية املنازعات عىل التنفيذ تستدعي بدورها الوساطة إال أن التوجيهات بهذا الشأن تخرج عن نطاق هذا الدليل29
غالبا ً ما تلجم املصاعب الجسيمة املساهمة الهائلة التي يحتمل أن تقدمها املوارد الطبيعية الثمينة يف عملية السالم والتنمية31
فتميل البلدان الغنية باملوارد إىل التقصري يف أدائها االقتصادي واإلنمائي مقارنة مع البلدان الفقرية باملوارد وهي.االقتصادية
ومن العوامل املساهمة يف تضخيم لعنة املوارد تراجع طويل األمد يف معدالت.الظاهرة التي يطلق عليها عادة اسم لعنة املوارد
التجارة وتقلب اإليرادات والداء الهولندي واآلثار املزاحمة وزيادة دور الدولة وأخريا ً اآلثار االجتماعية والثقافية والسياسية بما
وتتجىل هذه املخاطر يف ارتفاع البطالة والفقر والفوارق األفقية والعمودية والقصور يف الخدمات.فيها السعي إىل كسب الريع
Sachs, ً راجع أيضا. وبهذا الشكل تكون قد عرضت لعنة املوارد الدولة للنزاعات املسلحة.االجتماعية التي تزعزع قوام الدولة
J.D., and A.M. Warner. 1995. Natural Resource Abundance and Economic Growth, NBER Working Paper 5398. National
Bureau of Economic Research: Cambridge, MA; and Corden, W.M., and J.P. Neary.1982. Booming Sector and De-
.Industrialisation in a Small Open Economy. The Economic Journal 92:825-848
EU-UN Partnership on Land, Natural Resources and Conflict Prevention. 2012. Extractive Industries and Conflict: Guidance for 32
.Practitioners. UN Framework Team for Preventive Action (UNEP, UNDP, UNHABITAT, DPA, PBSO, and DESA): New York
إن برنامج األمم املتحدة للتعاون يف مجال خفض االنبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها يف البلدان النامية مبادرة33
وهي تجعل من منظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة2008 تعاونية لألمم املتحدة تعود إىل عام
ويشجع الربنامج املشاركة املستنرية للشعوب.اإلنمائي وبرنامج األمم املتحدة للبيئة الجهات الداعية وأصاحب الخربة التقنية
.األصلية وغريها من املجتمعات الحرجية
ﺗﻘﺮﻳﺮ املمثل الخاص ﻟﻸمني العام املعني بمسألة حقوق:A/HRC/8/5 .2008 . راجع مجلس األمم املتحدة لحقوق اإلنسان34
: مجلس األمم املتحدة لحقوق اإلنسان. اﻟﺴﻴﺪ جون روجي،اإلنسان والرشكات عرب الوطنية وغريﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ
مبادرة ﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﺑﺸﺄن اﻷﻋﻤﺎل التجارية لحقوق اإلنسان:A/HRC/17/31 .2011 .جنيف؛ ومجلس األمم املتحدة لحقوق اإلنسان
. جنيف: مجلس األمم املتحدة لحقوق اإلنسان.”ﺗﻨﻔﻴﺬ إﻃﺎر اﻷﻣﻢ املتحدة املعنون “الحماية واالحرتام واالنتصاف
.Haysom and Kane, Negotiating Natural Resources for Peace 35
100
الحوايش واملراجع-٤ املرفق
Okoye, A., T. Walde, S. Mahmud, and E. Bastida. 2007. Cross-Border Unitization and Joint Development Agreements: An 36
.International Law Perspective. Houston Journal of International Law 29 (2): 355-425
Weaver, J.L., and D.F. Asmus. 2006. Unitizing Oil and Gas Fields Around the World: A Comparative Analysis of National 3 7
.Laws and Private Contracts. Houston Journal of International Law 28 (1): 4-99
تجدر اإلشارة إىل أن.Dale, P. F., and J. D. McLaughlin 1999. Land Administration, 163. Oxford University Press: New York 3 8
.بعض الدول يقيم تمييزا ً قانونيا ً بني األرايض واألموال الثابتة أو غري املنقولة املرتبطة بها
EU-UN Partnership on Land, Natural Resources and Conflict Prevention. 2012. Land and Conflict: Guidance or Practitioners. 39
.UN Framework Team for Preventive Action (UNEP, UNDP, UNHABITAT, DPA, PBSO, and DESA). United Nations: New York
.USAID. 2005. Land and Conflict: A Toolkit for Intervention. United States Agency for International Development: Washington 40
UNDG. 2012. Guidance Note on Addressing Natural Resources in Post-conflict Transitional Settings. United Nations 4 1
.Development Group: New York
.EU-UN Partnership on Land, Natural Resources and Conflict Prevention, Land and Conflict: Guidance for Practitioners 42
Unruh, J.D. 2007. Urbanization in the Developing World and the Acutely Tenure Insecure. City: Analysis of Urban Trends, 43
.Culture, Theory, Policy, Action 11 (1): 115-120
. دستور أثيوبيا.1995 . الجمعية التأسيسية األثيوبية44
EU-UN Partnership on Land and Natural Resources Conflicts. 2012. Renewable Resources and Conflict: Guidance for 45
Practitioners. UN Framework Team for Preventive Action (UNEP, UNDP, UNHABITAT, DPA, PBSO, and DESA). United
.Nations: New York
ً لم تجمع الدروس املستخلصة من الوساطة يف النزاعات عىل البني األساسية الكربى مثل السدود نظرا، عند وضع هذا التقرير46
راجع، للمزيد من املعلومات حول هذا املوضوع.للحساسيات السياسية وطبيعة النزاعات والنشاط الذي تم يف هذا املجال إىل تاريخه
.World Commission on Dams. 2000. Dams and Development: A New Framework for Decision Making. Earthscan: London
UNECE. 2014. Counting our Gains: Policy Guidance Note on Identifying, Assessing and Communicating the Benefits of 47
Transboundary Water Cooperation. United Nations Economic Commission for Europe: Geneva; UNESCO. 2003.
Participation, Consensus Building and Conflict Management Training Course. From Potential Conflict to Cooperation
.Potential. United Nations Education, Scientific and Cultural Organization: Paris
.Priscoli, J. D., and A. Wolf. 2009. Managing and Transforming Water Conflicts. Cambridge University Press: Cambridge, UK 48
UNEP. 2011. Water Footprint and Corporate Water Accounting for Resource Efficiency. United Nations Environment 49
.Programme: Paris
UNEP, FAO, UNECE. 2013. The Value of Forests: Payment for Ecosystem Services in a Green Economy. United Nations: 50
.Geneva
UNESCO. 2003. Conflict Resolution Support System: A Software for the Resolution of Conflicts in Water Resource 51
.Management. United Nations Education, Scientific and Cultural Organization: Paris
UNESCO. 2003. State of the Art Report on Systems Analysis Methods for Resolution of Conflicts in Water. Division of Water 52
Sciences, Programme From Potential Conflict to Cooperation Potential (PCCP), United Nations Education, Scientific and
.Cultural Organization: Paris
101
الحوايش واملراجع-4 املرفق
ّ
بني حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية واملؤتمر2009 (املوقع عام ) اتفاق سالم غوما6( السودان وجبهة رشق السودان)؛
ّ
بني حكومة إندونيسيا وحركة تحرير2005 ) اتفاق سالم آتشيه (مذكرة تفاهم) (املوقع عام6(الوطني للدفاع عن الشعب)؛ و
)8( بني حكومة السودان وحركة التحرير والعدالة)؛ و2011 (املوقع عامّ ) اتفاق سالم دارفور أو اتفاق الدوحة7(آتشيه)؛ و
) االتفاق9()؛ و2013 مارس عام23 حوار كمباال (صدر إعالن االلتزامات عن حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة
ّ
.) بني حكومة الفيليبني وجبهة مورو اإلسالمية للتحرير2014 (املوقع عام الشامل بشأن بانغسامورو
.UNEP, From Conflict to Peacebuilding 54
The strategies and االسرتاتيجيات واالعتبارات التي يتناولها هذا الفصل تستند إىل حد كبري إىل بحث أجري لصالح55
considerations discussed in this chapter are largely based on research conducted for Bruch, C., D. Jensen, N. Nakayama,
and J. Unruh. 2015 forthcoming. Post-conflict Peacebuilding and Natural Resources: The Promise and the Peril. Cambridge
.University Press: Cambridge
Batruch, C. 2004. Oil and Conflict: Lundin Petroleum’s Experience in Sudan. In Business and Security: Public-Private Sector 56
.Relationships in a New Security Environment, ed. A.J.K. Bailes and I. Frommelt. Oxford University Press: Oxford, 148-160
Wennmann, A. 2007. Money Matters: Economic Dimensions of Peace Mediation. Programme for Strategic and International 57
.Security Studies (PSIS) Occasional Paper No. 4/2007. Graduate Institute of International Studies: Geneva
Dawes, M. 2015 forthcoming. Considerations on When to Include Natural Resources in Peace Agreements. In Governance, 58
.Natural Resources, and Post-conflict Peacebuilding, ed. C. Bruch, C. Muffett, and S. Nichols. Earthscan: London
102
الحوايش واملراجع-4 املرفق
Miller, M. 2006. What’s Special about Special Autonomy in Aceh? In Verandah of Violence: The Background to the Aceh 75
.Problem, ed. A. Reid. Singapore University Press: Singapore
.Wennmann and Krause, Managing the Economic Dimensions of Peace Processes 76
.Wennmann and Krause, Managing the Economic Dimensions of Peace Processes 77
McGibbon, R. 2004. Secessionist Challenges in Aceh and Papua: Is Special Autonomy the Solution? East-West Centre 78
.Washington: Washington, D.C
.Wennmann and Krause, Managing the Economic Dimensions of Peace Processes 79
Department of Foreign Affairs Republic of Indonesia. 2001. Special Autonomy Law in Nanggroe Aceh Darussalam (NAD) 80
.Law No. 18 of 2001. Department of Foreign Affairs Republic of Indonesia
Government of Indonesia and the Free Aceh Movement. 2005, August 15. Memorandum of Understanding between the 81
Government of the Republic of Indonesia and the Free Aceh Movement. Government of Indonesia and the Free Aceh
.Movement
103
الحوايش واملراجع-4 املرفق
Wilson-Roberts, G. 2001. The Bougainville Conflict: A Historical Overview. In Peace on Bougainville: Truce Monitoring 99
.Group, Ed. R. Adams. Publishing Press: Auckland
.Momis, The Challenges of Implementing the Bougainville Peace Agreement 100
Momis, J. 2011, May 16. “Improving Rural Life in Bougainville Through Business Growth.” (Speech). Papua New Guinea 101
Australia Business Forum, Madang; Momis, Building Peace in Bougainville Using a New Weapon: Equitable Economic
.Development; Momis, The Challenges of Implementing the Bougainville Peace Agreement
.Regan, Diminishing Bougainville 102
104
الحوايش واملراجع-4 املرفق
.Smith, From Conflict to Collaboration:The Story of the Great Bear Rainforest 122
Armstrong, P. 2009. The Central and North Coast Order March 2009. Ministry of Agriculture and Lands: Victoria, British 123
.Columbia
. كان يف عداد الوسطاء دان جونسون وأليكس كريبوفسكي ونورم ماكلود124
Armstrong, The Central and North Coast Order; Smith, From Conflict to Collaboration: The Story of the Great Bear 125
.Rainforest
Grzybowski, A. 2011. EBM in the Great Bear Rainforest: Review. Pacific Resolutions. Alex Grzybowski and Associates: 126
.Victoria, British Columbia
Price, K. and Daust, D. 2007. Land-use Plan Summary for the North and Central Coast Regions of British Columbia. 127
.Ecosystem Based Mangement Working Group: Vancouver, British Columbia
.Grzybowski, EBM in the Great Bear Rainforest: Review 128
.Forest Ethics Canada, Green Peace Canada, Sierra Club BC. 2010. The Agreements. Rainforest Solutions Project 129
.Armstrong, The Central and North Coast Order 130
Hoberg, G. S. M. 2004. The Great Bear Rainforest: Peace in the Woods? Department of Forest Resource Management, 131
.University of British Columbia: Vancouver; Price, Ecosystem-based Management in the Great Bear Rainforest
.Armstrong, The Central and North Coast Order 132
.Smith, From Conflict to Collaboration:The Story of the Great Bear Rainforest 133
Smith, M. and Dobell, D. 2010. Place of Power: Lessons from the Great Bear Rainforest. Tides Canada Foundation: 134
.Vancouver; Armstrong, The Central and North Coast Order
.Smith, From Conflict to Collaboration: The Story of the Great Bear Rainforest 135
Armstrong, P. 2009. Conflict Resolution and British Columbia’s Great Bear Rainforest: Lessons Learned 1995-2009. Coast 136
.Forest Conservation Initiative: British Columbia
.Grzybowski, EBM in the Great Bear Rainforest: Review 137
.Price, Ecosystem-based Management in the Great Bear Rainforest 138
.Armstrong, The Central and North Coast Order 139
.Grzybowski, EBM in the Great Bear Rainforest: Review 140
محمية الكوندور العابرة للحدود: إكوادور وبريو-5
-5
.ً دراسة حالة وضعها توماس ريتزر أصال141
St. John, R.B, R. Bradley and C.H. Schofield. 1999. The Ecuador-Peru Boundary Dispute: The Road to Settlement. Boundary 142
and Territory Briefing, 3 (1). International Boundaries Research Unit: Durham University. Global Administrative Areas. 2012.
GADM Database of Global Administrative Areas, Version 2.0. [online]: www.gadm.org; Natural Earth Data. 2011. Physical
.Vectors, Version 3.0. [online]: www.naturalearthdata.com
Kakabadse, Y., J. Caillauz, and J. Dumas, J. 2015 (forthcoming). The Peru and Ecuador Peace Park: One Decade after the 143
Peace Settlement. In Governance, Natural Resources and Post-Conflict Peacebuilding, ed. C. Bruch, C. Muffett, and S.
.Nichols. Earthscan: London
.Council on Hemispheric Affairs. 1998, October. Peru-Ecuador Peace Agreement 144
Simmons, B. A. 1999. Territorial Disputes and Their Resolution: The Case of Ecuador and Peru. Peaceworks 27. United 145
.States Institute of Peace: Washington, D.C
St John, R.B. 1999. Ecuador - Peru Endgame. Boundary and Security Bulletin 6 (4). International Boundaries Research Unit: 146
.Durham University
.St. John, Bradley and Schofield, The Ecuador-Peru Boundary Dispute: The Road to Settlement 147
105
الحوايش واملراجع-4 املرفق
106
الحوايش واملراجع-4 املرفق
UNEP. 2006. History of Environmental Change in the Sistan Basin: Based on Satellite Image Analysis 1976-2005. United Nations 168
Environment Programme: Geneva. Natural Earth Data. 2011. Physical Vectors, Version 3.0. [online]: www.naturalearthdata.com;
.GeoNetwork Database. 2005. Surface Water Boundaries, RWDB2. [online]: www.fao.org/geonetwork
UNEP, History of Environmental Change in the Sistan Basin; Dehgan, A., L.J. Palmer-Moloney, and M. Mirzaee. 2014. Water 169
Security and Scarcity: Potential Destabilization in Western Afghanistan and Iranian Sistan and Baluchestan due to
Transboundary Water Conflicts. In Water and Post-Conflict Peacebuilding, ed. E. Weinthal, J.J. Troell, and M. Nakayama.
.Earthscan: London
UNEP. 2003. Afghanistan: Post-Conflict Environmental Assessment. United Nations Environment Programme: 170
.Geneva
.UNEP, Afghanistan: Post-Conflict Environmental Assessment 171
.UNEP, History of Environmental Change in the Sistan Basin 172
UNEP. 2006. Afghanistan – Iran Technical Meeting on the Shared Sistan Basin Wetlands. Press Release. United Nations 173
.Environment Programme: Geneva
GEF. 2006. Restoration, Protection and Sustainable Use of the Sistan Basin: Concept Paper for a Full Sized GEF Project. The 174
Governments of: Afghanistan Islamic Republic of Iran and the United Nations Development Programme. Global
.Environmental Facility: Washington, D.C
107
نبذة عن هذا املرشوع
الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية مرشوع بحثي تعاوني تضطلع به شعبة السياسات والوساطة التابعة إلدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة ومبادرة التعاون
البيئي من أجل بناء السالم التي يضطلع بها برنامج األمم املتحدة للبيئة .وتلقى املرشوع أيضا ً الدعم من مركز حل النزاعات الدولية التابع لجامعة كولومبيا ،ومركز الحوار يف
http://unep.org/ecp/mediation http://peacemaker.un.org املجال اإلنساني ،والرشاكة بني االتحاد األوروبي واألمم املتحدة بشأن األرايض واملوارد الطبيعية ومنع نشوب النزاعات.
ويجمع هذا الدليل ويوجز املمارسات الجيدة بشأن الوساطة الناجحة يف النزاعات حول املوارد .ويستند إىل الخربات امليدانية للوسطاء وخرباء الوساطة ،وال سيما الخرباء من
ذوي الدراية يف مجال املوارد الطبيعية .كما يعرض الدروس املستفادة من عمل برنامج األمم املتحدة للبيئة بشأن الدبلوماسية البيئية يف مختلف البلدان املتأثرة بالنزاعات ،مع
الرتكيز بشكل خاص عىل كيفية استخدام املعرفة التقنية املحايدة لتحقيق التساوي يف املعلومات بني أصحاب املصلحة يف عملية الوساطة.
واستُكملت هذه املعرفة األساسية بخربة ورؤى أكثر من ثالثني وسيطا ً شاركوا يف اجتماع للخرباء عقد يف نيويورك لتبادل املمارسات الجيدة والدروس املستفادة بشأن التوسط
يف النزاعات حول املوارد الطبيعية .وأتاحت حلقة العمل فرصة قيمة لتطوير وبلورة األفكار الواردة يف هذا الدليل ،ويعرب فريق اإلعداد عن امتنانه لالنخراط النشط والسخي
لجميع املشاركني .كما خضع الدليل الستعراض خارجي من األقران ،مما عزز إىل حد كبري جودة املحتوى ووضوحه.
ويستند هذا الدليل أيضا ً إىل البحوث املتعلقة بمنع نشوب النزاعات التي أجريت يف إطار الرشاكة بني االتحاد األوروبي واألمم املتحدة املذكورة أعاله ،وإىل دراسات الحاالت
اإلفرادية واملمارسات املبتكرة املحددة يف إطار قاعدة املعارف العاملية بشأن بناء السالم البيئي.
والجمهور الرئييس لهذا الدليل هو املهنيني يف مجال الوساطة واملؤسسات الداعمة التي تشارك يف منازعات محلية أو عابرة للحدود حول املوارد الطبيعية ،أو تلك التي تنخرط
يف عمليات السالم حيث تلعب املوارد الطبيعية دورا ً حاسماً .ومع ذلك ،قد يكون أيضا ذا أهمية ألصحاب املصلحة والخرباء يف إدارة املوارد الطبيعية املعنيني باملنازعات حول
املوارد الطبيعية التي قد ينظر فيها يف حل عن طريق الوساطة ،بدءا ً من الحكومات والرشكات وصوال ً إىل املجتمعات املحلية واملنظمات غري الحكومية .كما يحتوي الدليل عىل
معلومات مهمة للخرباء العاملني يف مجال مراعاة ظروف النزاعات ،ومنع نشوب النزاعات ،وبناء السالم املرتبط باملوارد االستخراجية واألرايض واملياه.
ويصدر هذا الدليل بشكلني :نسخة مدمجة تتضمن فقط اإلرشادات األساسية (الجزء ألف) واألمثلة العملية القصرية التي يمكن للوسطاء استخدامها كمرجع لهيكلة عمليات
الوساطة ،وتقاسم املنهجية مع أصحاب املصلحة الرئيسيني ،وتقديم التدريب .وباإلضافة إىل ذلك ،تتضمن نسخة أطول من الدليل اإلرشادات األساسية باإلضافة إىل تسع
دراسات إفرادية مفصلة (الجزء باء) تبني كيفية الجمع بني مختلف االسرتاتيجيات واملمارسات الجيدة يف عمليات الوساطة .وتحتوي هذه النسخة األطول أيضا ً عىل قائمة
باملوارد ملزيد من القراءة .وتوفر هذه الدراسات اإلفرادية واملواد املرجعية معا ً مجموعة من النُهج الناجحة التي يمكن للوسطاء وأصحاب املصلحة أن يستمدوا منها األفكار
واإللهام لالسرتشاد بها يف املداوالت الجارية.
وقد أمكن إعداد هذا الدليل بفضل املساهمات السخية التي قدمتها حكومتا إيطاليا وفنلندا ،فضال عن دعم االتحاد األوروبي.
First published in February 2015 by the United Nations Department of Political Affairs
and United Nations Environment Programme
© 2015, UN DPA and UNEP
ISBN: 978-92-807-3433-1
Job No.: DEP/1874/GE
يجوز استنساخ هذا املنشور كليا ً أو جزئيا ً يف أي شكل من األشكال ألغراض تعليمية أو غري ربحية دون إذن خاص من أصحاب حقوق الطبع والنرش رشيطة أن يتم االعرتاف باملصادر .وال يجوز
استخدام هذا املنشور إلعادة بيعه أو ألي غرض تجاري آخر أيا ً كان دون إذن خطي مسبق من إدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة للبيئة .ويمكن استخدام املساهمة
التقنية املحددة التي قدمها كل من أليكس غرزبوسكي وجوزي ليانا كاي من قبل رشكته أو رشكتها لألغراض التجارية والتدريب برشط أال تستخدم أي منتجات أو خدمات ذات صلة أي شعار لألمم
املتحدة أو تنطوي عىل ارتباط رسمي باألمم املتحدة أو تأييد من جانبها.
ال تعكس محتويات هذا املجلد بالرضورة وجهات نظر إدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة للبيئة ،أو املنظمات املساهمة.
وليس يف التسميات املستخدمة وال يف العروض ما يتضمن التعبري عن أي رأي كان إلدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة للبيئة ،أو املنظمات املساهمة ،بشأن املركز القانوني
ألي بلد أو إقليم أو مدينة أو منطقة أو لسلطات أي منها ،أو بشأن تعيني تخومها أو حدودها.
محررا السلسلة :ديفيد جنسن وسيلجا هايل
التصميم والتخطيط :ماتيا بوتوكنك
معلومات إضافية صورة الغالف © :ألربت غونزاليس فاران ،العملية املختلطة لالتحاد األفريقي واألمم املتحدة
يف دارفور2014 ،
يمكن الحصول عىل مزيد من املعلومات التقنية من املوقع الشبكي لربنامج الكوارث والنزاعات التابع لربنامج األمم املتحدة للبيئة: يشجع برنامج األمم املتحدة للبيئة
املمارسات السليمة بيئيا ً عىل الصعيد العاملي ويف
http://www.unep.org/disastersandconflictsأو عن طريق الربيد اإللكرتونيpostconflict@unep.org :
أنشطته الخاصة .ويطبع هذا املنشور عىل ورق معاد
تصنيعه باستخدام أنواع الحرب التي تعتمد عىل الزيوت
النباتية وغريها من املمارسات الصديقة للبيئة .وتهدف
سياسة التوزيع الخاصة بنا إىل الحد من بصمة الكربون التي
يحدثها برنامج األمم املتحدة للبيئة.
نبذة عن هذا املرشوع
الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية مرشوع بحثي تعاوني تضطلع به شعبة السياسات والوساطة التابعة إلدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة ومبادرة التعاون
البيئي من أجل بناء السالم التي يضطلع بها برنامج األمم املتحدة للبيئة .وتلقى املرشوع أيضا ً الدعم من مركز حل النزاعات الدولية التابع لجامعة كولومبيا ،ومركز الحوار يف
http://unep.org/ecp/mediation http://peacemaker.un.org املجال اإلنساني ،والرشاكة بني االتحاد األوروبي واألمم املتحدة بشأن األرايض واملوارد الطبيعية ومنع نشوب النزاعات.
ويجمع هذا الدليل ويوجز املمارسات الجيدة بشأن الوساطة الناجحة يف النزاعات حول املوارد .ويستند إىل الخربات امليدانية للوسطاء وخرباء الوساطة ،وال سيما الخرباء من
ذوي الدراية يف مجال املوارد الطبيعية .كما يعرض الدروس املستفادة من عمل برنامج األمم املتحدة للبيئة بشأن الدبلوماسية البيئية يف مختلف البلدان املتأثرة بالنزاعات ،مع
الرتكيز بشكل خاص عىل كيفية استخدام املعرفة التقنية املحايدة لتحقيق التساوي يف املعلومات بني أصحاب املصلحة يف عملية الوساطة.
واستُكملت هذه املعرفة األساسية بخربة ورؤى أكثر من ثالثني وسيطا ً شاركوا يف اجتماع للخرباء عقد يف نيويورك لتبادل املمارسات الجيدة والدروس املستفادة بشأن التوسط
يف النزاعات حول املوارد الطبيعية .وأتاحت حلقة العمل فرصة قيمة لتطوير وبلورة األفكار الواردة يف هذا الدليل ،ويعرب فريق اإلعداد عن امتنانه لالنخراط النشط والسخي
لجميع املشاركني .كما خضع الدليل الستعراض خارجي من األقران ،مما عزز إىل حد كبري جودة املحتوى ووضوحه.
ويستند هذا الدليل أيضا ً إىل البحوث املتعلقة بمنع نشوب النزاعات التي أجريت يف إطار الرشاكة بني االتحاد األوروبي واألمم املتحدة املذكورة أعاله ،وإىل دراسات الحاالت
اإلفرادية واملمارسات املبتكرة املحددة يف إطار قاعدة املعارف العاملية بشأن بناء السالم البيئي.
والجمهور الرئييس لهذا الدليل هو املهنيني يف مجال الوساطة واملؤسسات الداعمة التي تشارك يف منازعات محلية أو عابرة للحدود حول املوارد الطبيعية ،أو تلك التي تنخرط
يف عمليات السالم حيث تلعب املوارد الطبيعية دورا ً حاسماً .ومع ذلك ،قد يكون أيضا ذا أهمية ألصحاب املصلحة والخرباء يف إدارة املوارد الطبيعية املعنيني باملنازعات حول
املوارد الطبيعية التي قد ينظر فيها يف حل عن طريق الوساطة ،بدءا ً من الحكومات والرشكات وصوال ً إىل املجتمعات املحلية واملنظمات غري الحكومية .كما يحتوي الدليل عىل
معلومات مهمة للخرباء العاملني يف مجال مراعاة ظروف النزاعات ،ومنع نشوب النزاعات ،وبناء السالم املرتبط باملوارد االستخراجية واألرايض واملياه.
ويصدر هذا الدليل بشكلني :نسخة مدمجة تتضمن فقط اإلرشادات األساسية (الجزء ألف) واألمثلة العملية القصرية التي يمكن للوسطاء استخدامها كمرجع لهيكلة عمليات
الوساطة ،وتقاسم املنهجية مع أصحاب املصلحة الرئيسيني ،وتقديم التدريب .وباإلضافة إىل ذلك ،تتضمن نسخة أطول من الدليل اإلرشادات األساسية باإلضافة إىل تسع
دراسات إفرادية مفصلة (الجزء باء) تبني كيفية الجمع بني مختلف االسرتاتيجيات واملمارسات الجيدة يف عمليات الوساطة .وتحتوي هذه النسخة األطول أيضا ً عىل قائمة
باملوارد ملزيد من القراءة .وتوفر هذه الدراسات اإلفرادية واملواد املرجعية معا ً مجموعة من النُهج الناجحة التي يمكن للوسطاء وأصحاب املصلحة أن يستمدوا منها األفكار
واإللهام لالسرتشاد بها يف املداوالت الجارية.
وقد أمكن إعداد هذا الدليل بفضل املساهمات السخية التي قدمتها حكومتا إيطاليا وفنلندا ،فضال عن دعم االتحاد األوروبي.
First published in February 2015 by the United Nations Department of Political Affairs
and United Nations Environment Programme
© 2015, UN DPA and UNEP
ISBN: 978-92-807-3433-1
Job No.: DEP/1874/GE
يجوز استنساخ هذا املنشور كليا ً أو جزئيا ً يف أي شكل من األشكال ألغراض تعليمية أو غري ربحية دون إذن خاص من أصحاب حقوق الطبع والنرش رشيطة أن يتم االعرتاف باملصادر .وال يجوز
استخدام هذا املنشور إلعادة بيعه أو ألي غرض تجاري آخر أيا ً كان دون إذن خطي مسبق من إدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة للبيئة .ويمكن استخدام املساهمة
التقنية املحددة التي قدمها كل من أليكس غرزبوسكي وجوزي ليانا كاي من قبل رشكته أو رشكتها لألغراض التجارية والتدريب برشط أال تستخدم أي منتجات أو خدمات ذات صلة أي شعار لألمم
املتحدة أو تنطوي عىل ارتباط رسمي باألمم املتحدة أو تأييد من جانبها.
ال تعكس محتويات هذا املجلد بالرضورة وجهات نظر إدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة للبيئة ،أو املنظمات املساهمة.
وليس يف التسميات املستخدمة وال يف العروض ما يتضمن التعبري عن أي رأي كان إلدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة للبيئة ،أو املنظمات املساهمة ،بشأن املركز القانوني
ألي بلد أو إقليم أو مدينة أو منطقة أو لسلطات أي منها ،أو بشأن تعيني تخومها أو حدودها.
محررا السلسلة :ديفيد جنسن وسيلجا هايل
يمكن الحصول عىل مزيد من املعلومات التقنية من املوقع الشبكي لربنامج الكوارث والنزاعات التابع لربنامج األمم املتحدة للبيئة: العاملي ويف أنشطته الخاصة .ويطبع هذا املنشور
عىل ورق معاد تصنيعه باستخدام أنواع الحرب التي تعتمد
http://www.unep.org/disastersandconflictsأو عن طريق الربيد اإللكرتونيpostconflict@unep.org : عىل الزيوت النباتية وغريها من املمارسات الصديقة للبيئة.
وتهدف سياسة التوزيع الخاصة بنا إىل الحد من بصمة الكربون
التي يحدثها برنامج األمم املتحدة للبيئة.
http://peacemaker.un.org http://unep.org/ecp/mediation
إدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة التقرير رقم ٦من السلسلة ISBN: 978-92-807-3433-1
Job No.: DEP/1874/GE
وبرنامج األمم املتحدة للبيئة