You are on page 1of 111

‫‪http://peacemaker.un.org‬‬ ‫‪http://unep.

org/ecp/mediation‬‬

‫النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪ :‬دليل إرشادي لعمليات الوساطة‬


‫يجب أن نستخدم جميع األدوات املتاحة لنا‪ ،‬بما يف ذلك الحوار والوساطة وغري ذلك من أشكال‬
‫الدبلوماسية الوقائية‪ ،‬للمساعدة عىل منع املوارد الطبيعية من تأجيج النزاعات املسلحة وتمويلها‪،‬‬

‫النزاعات عىل‬ ‫فضال عن زعزعة استقرار األسس الهشة للسالم‪.‬‬

‫األمني العام لألمم املتحدة‪ ،‬بان كي‪-‬مون‪ 6 ،‬ترشين الثاني‪/‬نوفمرب ‪2014‬‬

‫املوارد الطبيعية‬ ‫‪www.unep.org‬‬ ‫‪www.peacemaker.un.org‬‬


‫برنامج األمم املتحدة للبيئة‬ ‫إدارة الشؤون السياسية‬

‫دليل إرشادي‬ ‫ص‪.‬ب‪ ،30552 .‬نريوبي ‪ ،‬كينيا‬

‫الهاتف‪+254 (0)20 762 1234 :‬‬


‫الفاكس‪+254 (0)20 762 3927 :‬‬
‫األمانة العامة لألمم املتحدة‬
‫‪New York, NY, 10017, USA‬‬

‫لعمليات الوساطة‬ ‫الربيد اإللكرتوني‪uneppub@unep.org :‬‬ ‫‪peacemaker@un.org‬‬ ‫الربيد اإللكرتوني‪:‬‬

‫إدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة‬ ‫التقرير رقم ‪ ٦‬من السلسلة‬ ‫‪ISBN: 978-92-807-3433-1‬‬
‫‪Job No.: DEP/1874/GE‬‬
‫وبرنامج األمم املتحدة للبيئة‬
‫النزاعات عىل‬
‫املوارد الطبيعية‬

‫دليل إرشادي‬
‫لعمليات الوساطة‬

‫أعد هذا التقرير بمساهمة سخية من فنلندا وإيطاليا وبدعم االتحاد األوروبي‬
‫املحتويات‬
‫تصدير ‪5...........................................................................................................................................‬‬
‫موجز ‪6.............................................................................................................................................‬‬
‫الجزء ألف‪ .-‬اإلرشادات األساسية‬
‫‪ - 1‬مقدمة ‪10....................................................................................................................................‬‬
‫‪ 1-1‬الغرض والتنظيم والسياق ‪10..................................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ 2-1‬النزاعات عىل املوارد الطبيعية ‪11..............................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ 3-1‬إشكالية الوساطة ‪12.............................................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ 4-1‬الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية ‪13...............................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ - 2‬إرشادات الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية ‪16...........................................................................‬‬
‫‪ 1-2‬التقييم ‪16...........................................................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ 2-2‬االستعداد للتفاوض ‪19...........................................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ 3-2‬التفاوض ‪23........................................................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ 4-2‬التنفيذ ‪28............................................................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ - 3‬إرشادات الوساطة يف النزاعات عىل فئات من املوارد الطبيعية ‪30...............................................................‬‬
‫‪ 1-3‬املوارد االستخراجية‪32...........................................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ 2-3‬األرايض‪38...........................................................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ 3-3‬املياه‪44...............................................................................................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ - 4‬إرشادات حول الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم ‪51......................................................‬‬
‫‪ 1-4‬االعتبارات املعتمدة يف تناول املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم ‪52.................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ 2-4‬أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم ‪53.......................................................‬‬ ‫ ‬
‫‪ -5‬الخاتمة‪59...................................................................................................................................‬‬
‫الجزء باء‪ .-‬دراسات الحالة‬
‫‪ -1‬آتشيه‪ ،‬إندونيسيا‪ :‬النفط والغاز الطبيعي ‪63........................................................................................‬‬
‫‪ -2‬بوغانفيل‪ ،‬بابوا غينيا الجديدة‪ :‬منجم نحاس بنغونا ‪66...........................................................................‬‬
‫‪ -3‬ألربتا‪ ،‬كندا‪ :‬تنظيم حرق الغاز ‪69......................................................................................................‬‬
‫‪ -4‬كولومبيا الربيطانية‪ ،‬كندا‪ :‬غابة غريت بري املطرية ‪72.............................................................................‬‬
‫‪ -5‬إكوادور وبريو‪ :‬محمية الكوندور العابرة للحدود ‪75...............................................................................‬‬
‫‪ -6‬الهند وباكستان‪ :‬معاهدة مياه السند ‪78..............................................................................................‬‬
‫‪ -7‬إيران وأفغانستان‪ :‬حوض سيستان‪81................................................................................................‬‬
‫‪ -8‬السودان‪ :‬النفط يف خدمة السالم يف عملية السالم السودانية‪85..................................................................‬‬
‫‪ -9‬مراجع عامة عن الوساطة واملوارد الطبيعية ‪88.....................................................................................‬‬
‫املرفقات‬
‫توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة – موجز ‪91...................................................................‬‬ ‫‪- 1‬‬
‫الخيارات واملوارد املتوفرة لدعم الوساطة يف إدارة الشؤون السياسية وبرنامج األمم املتحدة للبيئة ‪93.................‬‬ ‫‪ -2‬‬
‫شكر ‪95.....................................................................................................................................‬‬ ‫‪ -3‬‬
‫الحوايش واملراجع ‪99.....................................................................................................................‬‬ ‫‪ -4‬‬
‫‪3‬‬
‫تصدير‬

‫تصدير‬

‫يشكل هذا املؤلف “النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪:‬‬


‫دليل إرشادي لعمليات الوساطة” مرشوعا ً طموحا ً‬
‫وغري مسبوق جاء بعد طول انتظار‪ .‬وقد وضعته‬
‫إدارة الشؤون السياسية باالشرتاك مع مبادرة‬
‫التعاون البيئي من أجل بناء السالم الخاصة‬
‫بربنامج األمم املتحدة للبيئة‪.‬‬
‫شهدت السنوات األخرية مزيدا ً من الوعي تجاه الدور الذي تمثله النزاعات عىل األرايض واملوارد يف‬
‫تأجيج الرصاعات والعنف‪ .‬ويف الفرتة نفسها‪ ،‬زاد اهتمام مفاوضات السالم بها فباتت تتناولها‬
‫برصاحة وباتت كل اتفاقات السالم الرئيسية املعتمدة منذ عام ‪ 2005‬تتضمن أحكاما ً بشأن‬
‫األرايض واملوارد الطبيعية‪.‬‬
‫ومع ذلك لم تصدر إىل اليوم أي دراسة منهجية عن دور الوساطة يف التسوية السلمية للنزاعات عىل‬
‫املوارد الطبيعية‪ .‬ويكمن الخطر يف أن يميل الوسطاء غري امللمني بهذه األمور إىل اعتبارها مجرد‬
‫مسائل تقنية فيقللون من شأنها السيايس وأهميتها االسرتاتيجية‪ .‬من هنا ال بد من السهر عىل‬
‫تزويد الوسطاء بما يلزم ليكونوا عىل أتم االستعداد ملواجهة هذه القضايا املتشعبة‪.‬‬
‫يأتي هذا الدليل لريأب الصدع القائم بني الجوانب الفنية والجوانب السياسية إذ يرسم اإلطار‬
‫الرضوري لتسوية النزاعات املتمحورة حول املوارد الطبيعية‪ .‬يمكن تطبيقه عىل الرصاعات املحلية‬
‫وعىل النزاعات العابرة للحدود عىل حد سواء‪ ،‬كما ينطبق عىل الخالفات التي تدور حول املوارد‬
‫الطبيعية يف إطار مفاوضات السالم الشاملة‪ .‬وقد نجح يف استخالص عقود طويلة من الخربة يف‬
‫تسوية النزاعات عىل املوارد الطبيعية يف صيغة يسهل االطالع عليها‪ .‬وأرى فيه فائدة ال ملحرتيف‬
‫الوساطة فحسب‪ ،‬بل ولألطراف املتورطة يف نزاع عىل تلك املوارد‪ ،‬وذلك ملا يتضمنه من معلومات‬
‫تساعدها عىل تحديد مسارات قد تفيض إىل حل عن طريق الوساطة أو مشاركة طرف ثالث‪.‬‬
‫تضافر الجهود بني جناحيها السيايس والبيئي‪.‬‬
‫ِ‬ ‫عىل األمم املتحدة أن تعتز بكون هذا الدليل ثمرة‬
‫وأنا عىل يقني بأنه سيكون مرجعا ً أساسيا ً للعاملني يف مجال الوساطة ولكل من يسعى إىل فض‬
‫النزاعات وبسط السالم وتحقيق مستقبل مستدام لصالح مواطني العالم‪.‬‬

‫يان إلياسون‬
‫نائب األمني العام لألمم املتحدة‬
‫مقر منظمة األمم املتحدة‪ ،‬نيويورك‬
‫شباط‪/‬فرباير ‪2015‬‬

‫‪5‬‬
‫موجز‬

‫موجز‬

‫كشف السبل الكفيلة بزيادة املنافع املتأتية من استغالل املوارد‬ ‫إن املوارد الطبيعية‪ ،‬أي األرايض واملياه واألخشاب واملعادن‬
‫الطبيعية وتقاسمها ويف نهاية املطاف تليني املواقف املتشددة‬ ‫والفلزات والنفط‪ ،‬مصادر اسرتزاق ودخل ونفوذ حيوية لكل‬
‫أو غري املجدية بما يتيح لألطراف فرصة إنشاء عالقات تعاونية‬ ‫دولة وجماعة يف العالم‪ .‬فمتى كانت إدارتها سيئة أو وزعت‬
‫وبناءة قد تتوسع لتشمل مجاالت أخرى‪ .‬ومن شأنها بالتايل أن‬ ‫منافعها بصورة مجحفة أو جرى استغاللها من دون إيالء‬
‫تمهد الطريق لتناول قضايا مستعصية أخرى‪.‬‬ ‫االعتبار الواجب للظروف العامة أو للجماعات‪ ،‬تحولت إىل‬
‫عامل توتر يتصاعد إىل أن يصبح رصاعا ً يطبعه العنف أو‬
‫وبالرغم من الوعود التي يحملها نهج الوساطة‪ ،‬ما زال دوره‬ ‫فتيالً لتأجيج رصاعات قديمة‪.‬‬
‫محدودا ً يف تسوية النزاعات عىل املوارد الطبيعية يف الهيئات‬
‫الدولية وذلك لثالثة أسباب رئيسية‪ :‬أولها أن محور هذه‬ ‫ونتيجة للنمو السكاني وتدهور البيئة‪ ،‬اشتد التزاحم عىل‬
‫النزاعات يتسم بطابع تقني دقيق مما يتطلب من الوسطاء إما‬ ‫موارد نادرة أصالً مثل األرايض واملياه؛ ومن املحتمل أن يحتدم‬
‫أن يتحلوا بتلك الخربة الفنية وإما أن تتاح لهم فرصة االستعانة‬ ‫التنافس يف ضوء تغري املناخ‪ .‬فال عجب يف أن يرى الكثري من‬
‫بمن عندهم هذه الخربة؛ ويف الكثري من األحوال قد‬ ‫الخرباء والحكومات يف املوارد الطبيعية عامالً أساسيا ً يف تكاثر‬
‫ال يتوفر أهل الخربة أو قد ال يكونوا موضع ثقة بالنسبة إىل‬ ‫الرصاعات وما لها من آثار وخيمة محتملة عىل األمن والسالم‬
‫طرف أو أكثر من األطراف يف النزاع؛ وثانيها أن الهيئات‬ ‫عىل الصعيد الدويل واإلقليمي والقطري‪.‬‬
‫الدولية ما زالت تتأخر يف تحديد الفرص السانحة أو انتهازها‬ ‫ويف مواجهة هذه األخطار‪ ،‬ال بد من تجديد االهتمام باآلليات‬
‫الستخدام الوساطة كأداة فعالة ملنع النزاعات وبناء السالم؛‬ ‫الرامية إىل التخفيف من حدة النزاعات عىل املوارد الطبيعية‬
‫وثالثها أنه عند تفضيل الحل التقني يتم يف أكثر األحيان‬ ‫بغرض حلها وتعد الوساطة واحدة من أكثر األدوات فائدة‪.‬‬
‫تجاهل البعد السيايس للنزاعات عىل املوارد الطبيعية مع أنها‬ ‫ويمكن تعريف الوساطة بأنها عملية تعاونية غري خصامية‬
‫سياسية يف جوهرها ألنها تساهم يف انعدام توازن القوى بني‬ ‫تجري بواسطة طرف ثالث حيادي يساعد األطراف املتنازعة‬
‫األطراف‪ .‬لذلك عىل أي محاولة لتسوية شاملة أن تراعي‬ ‫عىل التوصل إىل تسوية عن طريق التفاوض عىل املصالح‪ .‬وقد‬
‫السياق السيايس واألبعاد التقنية عىل حد سواء‪.‬‬ ‫أثبتت التجربة أن عمليات الوساطة‪ ،‬وهي مسعى طوعي‬
‫يرمي هذا الدليل إىل التغلب عىل هذه الصعاب وإظهار دور‬ ‫وتوفيقي‪ ،‬تفيض عادة إىل تسويات ونتائج أطول أجالً وأكثر‬
‫استدامة من العمليات الخصامية والحلول املفروضة‪ .‬والحلول‬ ‫ً‬
‫الوساطة كأداة فاعلة يف تسوية النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪.‬‬
‫وألنه يستند إىل حصيلة عقود من التجارب امللموسة يف مجال‬ ‫املستدامة هي املحبذة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية ألن‬
‫املنافع املشرتكة املتوخاة من تلك املوارد غالبا ً ما تجتاز الحدود‬
‫الوساطة‪ ،‬يتضمن نصائح عملية ألهل الوساطة وللمؤسسات‬
‫القبلية واملجتمعية واملحلية والوطنية املتقاطعة‪ .‬من هنا‬
‫التي تدعم جهودهم واملعنية بتسوية نزاعات محلية أو دولية‬
‫رضورة التعاون عىل ملكيتها وإدارتها واستخدامها لتوطيد‬
‫عىل املوارد الطبيعية أو ملن انخرط يف عمليات سالم تؤدي فيها‬
‫السلم واالستقرار‪.‬‬
‫املوارد الطبيعية دورا ً حيوياً‪ .‬يف املقام األول‪ ،‬يتناول منهجية‬
‫التوسط يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية ويقسمها إىل مراحل‬ ‫وتجدر اإلشارة إىل أن النزاعات عىل املوارد الطبيعية قابلة ألن‬
‫أربع هي‪ :‬التقييم واالستعداد للتفاوض والتفاوض والتنفيذ‪ .‬يف‬ ‫تحل عن طريق الوساطة أكثر منه الرصاعات اإليديولوجية أو‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬يتناول الدليل املصاعب التي تواجهها الوساطة يف‬ ‫العرقية‪ .‬والواقع هو أنه من األيرس التوصل إىل حل توفيقي‬
‫قطاعات محددة مثل املوارد االستخراجية أو األرايض أو املياه‪،‬‬ ‫وإنشاء تحالفات حول املوارد الطبيعية ألنها تشكل حوافز‬
‫ويوفر إرشادات للتعامل مع املوارد الطبيعية يف سياق‬ ‫اقتصادية تتخطى انقسامات أخرى‪ .‬ويف النزاعات عىل املوارد‬
‫مفاوضات السالم الشاملة‪ .‬ويختتم الدليل بمجموعة من سبع‬ ‫الطبيعية‪ ،‬من شأن الوساطة أن تساعد األطراف فعالً عىل‬
‫‪6‬‬
‫موجز‬

‫‪ -5‬يجب أن تهدف الوساطة إىل تحقيق التعاون حول‬ ‫رسائل أساسية لتحسني ممارسة الوساطة يف النزاعات عىل‬
‫املنافع املشرتكة مما قد يولد الثقة الالزمة ملعالجة‬ ‫املوارد الطبيعية‪:‬‬
‫مسائل أخرى‪ .‬وعىل الوسيط الذي يعالج نزاعا ً عىل موارد‬
‫‪ -1‬للسياق أهمية بالغة‪ .‬إن كل قطاع من قطاعات‬
‫طبيعية أن يحاول مساعدة األطراف عىل تخطي املواقف املبنية‬
‫املوارد الطبيعية تم التطرق إليه يف هذا الدليل – املوارد‬
‫عىل معادلة ال غالب وال مغلوب أو تلك املبنية عىل املكسب‬
‫االستخراجية‪ ،‬واألرايض‪ ،‬واملياه – يولد أشكاال ً متعددة من‬
‫والخسارة والسعي إىل تحديد األساليب التي تتيح ألصحاب‬
‫النزاعات تتطلب نهج وساطة مختلفة‪ .‬ال بد‪ ،‬لدى تصميم‬
‫املصلحة فرصة اإلفادة القصوى من املنافع املشرتكة ومعالجة‬
‫عملية الوساطة‪ ،‬أن تؤخذ يف االعتبار خصائص املوارد املعنية‬
‫املشاكل واملصاعب املشرتكة معاً‪ .‬ويجب عند اإلمكان اعتبار‬
‫ووظيفتها باإلضافة إىل آليات التعامل مع الحاالت التي يكتنفها‬
‫املوارد الطبيعية منطلقا ً للتعاون يتخطى االختالفات الدينية أو‬
‫غموض‪ .‬ويف كل األحوال‪ ،‬ال بد من فهم السبب األسايس للنزاع‬
‫اإليديولوجية أو السياسية أو القبلية ألن التعاون عىل استغالل‬
‫وتفاعل املوارد الطبيعية مع أسباب النزاع األخرى واالقتصاد‬
‫املوارد الطبيعية قد يمهد للتعاون يف حل معضالت أخرى أكثر‬
‫السيايس بشكل عام ومداخل الحل عن طريق الوساطة‪.‬‬
‫صعوبة وتعقيداً‪.‬‬
‫‪ -2‬تتطلب الوساطة الفعالة تحديدا ً واضحا ً ودقيقا ً‬
‫‪ -6‬أساليب الوساطة متوفرة لتخطي املآزق الحرجة‬
‫لألطراف الفاعلة واملصالح‪ .‬عىل الوسيط أال يدخل يف مراحل‬
‫واملواقف املتصلبة‪ .‬عندما يدخل الوسيط يف املفاوضات‬
‫الوساطة التفاعلية إال بعد أن يصبح عىل بينة تامة من شبكة‬
‫يمكنه أن يستعني بعدد من األساليب للخروج من الطريق‬
‫العالقات املعقدة بني األطراف الفاعلة املعنية باملوارد الطبيعية‬
‫املسدود‪ ،‬ومنها تركيز املباحثات عىل املسائل التقنية أو‬
‫ومصالحها‪ .‬ويجب أن يتناول التحليل األطراف الفاعلة‬
‫تنظيم عمليات مشرتكة لجمع املعلومات أو تحديد املنافع‬
‫املبارشة وغري املبارشة وتداخلها يف مختلف مراحل النزاع وأن‬
‫املختلفة وتقاسمها أو استعمال نهج التصورات‪ .‬ويمكن يف‬
‫يستوعب نطاق مصالحها املتعددة األوجه‪.‬‬
‫بعض األحيان التوصل إىل تعديل املواقف األولية الثابتة أو‬
‫املتصلبة من خالل إبعاد األطراف عن املسائل املتصلة بملكية‬ ‫‪ -3‬حصول كل األطراف‪ ،‬بدرجة واحدة‪ ،‬عىل‬
‫املوارد الطبيعية وتوجيه املناقشات نحو مسائل أوسع‬ ‫معلومات علمية وفنية حيادية بشأن املوارد املتنازع‬
‫متصلة بتقاسم املنافع وتأمني الوصول املستقر إىل املوارد‬ ‫عليها أمر أسايس‪ .‬يعترب تساوي جميع األطراف يف‬
‫وإدارتها – وكلها مجاالت تتيح تحقيق املنفعة املشرتكة‪.‬‬ ‫الحصول عىل املعلومات العلمية والفنية الحيادية حول‬
‫املوارد املتنازع عليها من الرشوط األساسية للوساطة الفعالة‬
‫‪ -7‬غالبا ً ما تعالج مسائل املوارد الطبيعية يف‬ ‫بشأن املوارد الطبيعية‪ .‬ويمكن أن تصدر هذه املعلومات عن‬
‫مفاوضات السالم بهدف إرساء األسس الالزمة‬ ‫األطراف مشرتكة أو عن طرف ثالث مستقل‪ .‬كما أن تضافر‬
‫لإلصالحات املستقبلية وليس بالرضورة لحل املشاكل‬ ‫الجهود يف إعداد مثل هذه املعلومات يمكن بحد ذاته أن‬
‫عىل الفور‪ .‬يجب أن يبقى حارضا ً يف ذهن الوسيط الذي يعالج‬ ‫يساعد عىل بناء الثقة‪.‬‬
‫نزاعات عىل املوارد الطبيعية يف إطار عملية سالم أن الهدف‬
‫ليس بالرضورة حل املسألة خالل املفاوضات بل غالبا ً ما‬ ‫‪ -4‬ال بد من بذل عناية فائقة يف تحديد أصحاب‬
‫يكون وضع إطار مؤسيس وتوليد الزخم الذي يسمح بمعالجة‬ ‫املصلحة الواجب إرشاكهم يف الوساطة‪ .‬عىل من يصمم‬
‫مسألة املوارد الطبيعية يف مرحلة الحقة‪ .‬يمكن تحقيق ذلك يف‬ ‫عملية الوساطة أن يفكر بعناية لدى اختياره أصحاب املصلحة‬
‫الغالب من خالل اعتماد أحكام رصيحة أو ضمنية حول املوارد‬ ‫الواجب إرشاكهم يف الوساطة‪ .‬فدعوة جميع أصحاب املصلحة‬
‫الطبيعية يف اتفاق السالم‪ .‬ويمكن يف املقابل تضمني مسار‬ ‫إىل املشاركة قد تؤدي مثالً إىل عملية وساطة مرشذمة وخارجة‬
‫متابعة اتفاق السالم املسائل املتصلة باإلدارة الرشيدة للموارد‬ ‫عن السيطرة إىل حد ال يمكن فيه التوصل إىل توافق يف اآلراء‪ .‬لذا‬
‫الطبيعية – من خالل تشكيل لجنة أو تقييم االحتياجات أو‬ ‫ال بد من اختيار دقيق لألطراف الفاعلة الواجب إرشاكها يف‬
‫اعتماد خطة بناء السالم عىل سبيل املثال‪.‬‬ ‫الوساطة وفهم اآلثار السياسية التي قد ترتتب عن إرشاك‬
‫البعض واستبعاد البعض اآلخر‪ .‬يف املقابل‪ ،‬من الرضوري‬
‫بمكان تأمني التشاور مع مجموعة واسعة من أصحاب املصلحة‬
‫لضمان رشعية العملية والحفاظ عليها‪ ،‬ال سيما بالنسبة إىل‬
‫املجموعات املهمشة كالشعوب األصلية والنساء والشباب‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫الجزء ألف‬

‫اإلرشادات األساسية‬
‫‪ -1‬مقدمة‬

‫مقدمة‬ ‫‪1‬‬
‫‪ 1-1‬الغرض والتنظيم والسياق‬
‫أما الجزء “باء” فهو كناية عن ثمان دراسات حالة تظهر كيفية‬ ‫بقي دور الوساطة محدودا ً مع أنها أداة مفيدة ومناسبة تماما ً‬
‫دمج مجوعة من األساليب واملمارسات الحميدة يف عمليات‬ ‫ملنع النزاعات عىل املوارد الطبيعية وإدارتها‪.‬‬
‫الوساطة‪ .‬يف كل دراسة‪ ،‬نبذة عن النزاع وذكر ألبرز عنارص‬
‫الوساطة وملخص لالتفاق النهائي ومصاعب التنفيذ الرئيسية‪.‬‬ ‫يقدم هذا الدليل للوسطاء املحرتفني واملؤسسات الداعمة‬
‫ويف هذا الجزء أيضا ً قائمة باملراجع املفيدة‪ .‬ويجد الوسطاء‬ ‫إرشادات وممارسات حميد ًة يف مجال الوساطة لتسوية‬
‫وأصحاب املصلحة يف تلك الدراسات واملراجع أمثلة عن تجارب‬ ‫النزاعات عىل املوارد الطبيعية يف سياق الرصاعات والعنف ويف‬
‫ناجحة يسرتشدون بها يف عمليات وساطة جديدة أو جارية‪.‬‬ ‫إطار بناء السالم‪ .‬وفيه أيضا ً فائدة ألصحاب املصلحة وشتى‬
‫الخرباء يف إدارة املوارد الطبيعية‪ ،‬من سلطات عامة ورشكات‬
‫إن منطلق هذا الدليل هو إدراك األمم املتحدة وغريها من‬
‫وجماعات ومنظمات غري حكومية‪ ،‬يف سعيهم إىل إيجاد تسوية‬
‫األطراف الفاعلة الدولية املتزايد للعالقة الوطيدة القائمة بني‬
‫املوارد الطبيعية والنزاعات وبناء السالم‪ .‬إن برنامج األمم‬ ‫بالوساطة للنزاعات عىل املوارد‪.1‬‬
‫املتحدة للبيئة‪ ،‬إذ استعرض عقدا ً من البحوث الجامعية‬ ‫ويرمي هذا الدليل تحديدا ً إىل املساعدة عىل معالجة‬
‫والتجربة األممية‪ ،‬وجد أن نسبة ‪ 40‬إىل ‪ 60‬يف املائة من‬ ‫(‪ )1‬نزاعات عىل موارد طبيعية قائمة بذاتها أو نزاعات كهذه‬
‫الحروب األهلية التي شهدتها العقود الستة املنرصمة كانت‬ ‫تمثل جزءًا من رصاع سيايس أوسع و(‪ )2‬نزاعات عىل موارد‬
‫متصلة باملوارد الطبيعية وأن استغاللها كان السبب أو مصدر‬ ‫طبيعية يف إطار مفاوضات سالم‪ .‬وهو يجمع يف مجلد واحد‬
‫التمويل ملا ال يقل عن ‪ 18‬رصاعا ً متسما ً بالعنف عرفه العالم‬
‫حصيلة عقود من التجربة امللموسة للوساطة يف النزاعات‬
‫منذ عام ‪.41990‬‬
‫عىل املوارد االستخراجية واألرايض واملياه‪ ،‬عىل الصعيدين‬
‫يف تقرير عن بناء السالم يف املرحلة التي تعقب مبارشة انتهاء‬ ‫املحيل والدويل‪.2‬‬
‫النزاع صدر يف عام ‪ ،2010‬أشار األمني العام إىل الحاجة إىل‬
‫يأتي هذا الدليل يف جزأين‪ :‬الجزء “ألف” يعرض اإلرشادات‬
‫بناء القدرات الوطنية عىل إدارة املوارد الطبيعية طالبا ً إىل‬
‫األساسية ويتناول يف املقدمة املصطلحات والتعاريف الخاصة‬
‫الدول األعضاء ومنظومة األمم املتحدة أن “تجعل مسائل‬
‫تخصيص املوارد الطبيعية وملكيتها وإمكانية الحصول عليها‬ ‫بالنزاعات عىل املوارد الطبيعية والوساطة وخصائص‬
‫جزءًا ال يتجزأ من اسرتاتيجيات بناء السالم”‪ .5‬كما دعا األرسة‬ ‫الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪ .‬أما يف الفصل‬
‫الدولية إىل بذل املزيد من الجهد “من أجل منع النزاعات عىل‬ ‫الثاني منه فيعرض منهجية الوساطة يف النزاعات عىل املوارد‬
‫املوارد الطبيعية وزيادة االستفادة منها لحفظ السالم وبنائه”‪،‬‬ ‫الطبيعية بنا ًء عىل مراحل أربع هي‪ :‬التقييم واالستعداد‬
‫مرصا ً عىل أنه “ال يجوز للعنة املوارد أن تقوّض أمن الدول‬ ‫للتفاوض والتفاوض والتنفيذ‪ .‬ويقدم الفصل الثالث تحليالً‬
‫الهشة أو املتأثرة بالنزاعات وأسس التنمية املستدامة”‪.6‬‬ ‫للمصاعب املتصلة بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد‬
‫االستخراجية أو األرايض أو املياه‪ .‬يتناول الفصل الرابع املوارد‬
‫يف مجال الوساطة‪ ،‬ذكر األمني العام أكثر من جانب أسايس يف‬ ‫الطبيعية يف إطار مفاوضات السالم بشكل عام ويحتوي عىل‬
‫معالجة رصاعات العرص املتشعبة‪:‬‬
‫مشورة حول أساليب التطرق إليها‪ .‬ويف الفصل األخري‬
‫“يتعني عىل الوسطاء التصدي لنطاق واسع من املسائل‬ ‫الخالصة وتوصيات لتعزيز دور الوساطة يف النزاعات عىل‬
‫الفنية‪ .‬وعىل خالف نزاعات فرتة السبعينات والثمانينات‬ ‫املوارد الطبيعية‪ .‬وتتخلل النص أمثلة عملية عن أساليب‬
‫التي كانت تستند إىل أسباب أيديولوجية‪ ،‬فإن النزاعات‬ ‫الوساطة املختارة واملمارسات الحميدة‪.3‬‬
‫‪10‬‬
‫‪ -1‬مقدمة‬

‫• قد تتسم املوارد املتنازع عليها بقيمة تاريخية ورمزية‬ ‫التي تسود الساحة حاليا ً تنشأ حول السيطرة عىل الحكم‪،‬‬
‫حساسة جدا ً متصلة بالهوية القومية أو هوية مجموعة‬ ‫وكذلك عىل املوارد الطبيعية واالقتصادية‪ .‬وتتخلل هذه‬
‫أو مصدر عيش خاص‪.‬‬ ‫املنازعات عوامل االستقطاب اإلثني والتوترات‬
‫االجتماعية ‪ -‬االقتصادية والحكم غري الرشيد‪ ،‬وهي تتفاقم‬
‫• قد يكون للنزاعات عىل املوارد الطبيعية درجات أو‬ ‫بسبب تغري املناخ”‪.7‬‬
‫مستويات مختلفة تتفاعل عىل أكثر من صعيد‪ ،‬محيل‬
‫أو إقليمي أو وطني أو عابر للحدود أو دويل‪.‬‬
‫‪ 2-1‬النزاعات عىل املوارد الطبيعية‬
‫• غالبا ً ما تتصل النزاعات عىل املوارد بتوزيع جغرايف‬
‫غري متكافئ يتقاطع بشكل بارز مع الخرائط اإلثنية‬ ‫يراد بعبارة “املوارد الطبيعية” النفط واملعادن والغابات‬
‫أو الدينية أو اللغوية‪.‬‬ ‫واملياه واألرايض الخصبة املتوفرة يف الطبيعة والتي يمكن‬
‫استغاللها لتحقيق مكسب اقتصادي‪ .‬وغالبا ً ما تمثل هذه‬
‫• إن االضطرابات بني مجموعات تتنافس عىل كسب‬ ‫املوارد مصدرا ً هاما ً للدخل والسلطة؛ فاألرايض‪ ،‬مثالً‪ ،‬مصدر‬
‫عيشها بفضل موارد طبيعية نادرة غالبا ً ما تحصل‬ ‫اسرتزاق حيوي للماليني‪ .‬واملوارد الطبيعية‪ ،‬إن أسيئت إدارتها‬
‫بصورة موسمية دورية وقد تشهد تصعيدا ً عنيفا ً عند‬ ‫أو تم توزيعها أو استغاللها بصورة غري عادلة أو منصفة‪ ،‬من‬
‫إجهاد املوارد أو جراء صدمات مفاجئة تطالها‪.‬‬ ‫شأنها أن تتسبب يف رصاعات أو يف نسف االستقرار‪ .‬وفيما ييل‬
‫خصائص النزاعات عىل املوارد الطبيعية املفيدة للوسطاء‪.‬‬
‫• يمكن أن تكون املوارد الطبيعية تار ًة سبب توتر‬
‫العالقات بني أصحاب املصلحة وطورا ً سبب تصعيد‬
‫‪ 1 -2-1‬تصنيف النزاعات عىل املوارد‬
‫هذا التوتر‪ ،‬وقد تكون األصل يف اندالعه والسبب يف‬
‫تفاقمه وحتى يف إطالته‪.‬‬ ‫تصنف النزاعات عىل املوارد عامة حسب املوارد املعنية وعامل‬
‫النزاع األسايس‪ .‬وتصنف املوارد عادة تحت عنوان املوارد‬
‫• قد تضطلع يف النزاعات عىل املوارد مجموعة واسعة‬ ‫االستخراجية أي الهيدروكربون واملعادن واألحجار الكريمة‬
‫من األطراف الفاعلة وأصحاب املصلحة‪ ،‬بما فيها‬ ‫واألخشاب‪ 8‬أو األرايض أو املياه‪ .‬ويف طبيعة الحال‪ ،‬يقوم الكثري‬
‫الدول القومية والحكومات املحلية واملجموعات‬ ‫من النزاعات عىل التفاعل بني أكثر من مورد واحد وهي يف‬
‫اإلثنية والجماعات ومنظمات املجتمع األهيل‬ ‫أغلب األحوال تتداخل فيما بينها‪ )1( :‬النزاع عىل ملكية املوارد؛‬
‫والرشكات الخاصة‪.‬‬ ‫و(‪ )2‬النزاع عىل الوصول إىل املوارد؛ و(‪ )3‬النزاع عىل صنع‬
‫القرارات املتصلة بإدارة املوارد؛ و(‪ )4‬النزاع عىل تقاسم‬
‫• كثريا ً ما تؤدي املوارد الطبيعية دورا ً يف نطاق‬
‫إيرادات املوارد فضالً عن املنافع واألعباء‪.9‬‬
‫االقتصاد السيايس من حيث تعزيز نفوذ األطراف‬
‫الفاعلة من النخبة‪.‬‬
‫‪ 2 -2-1‬خصائص النزاعات عىل املوارد الطبيعية‬
‫• ترتبط النزاعات عىل املوارد أحيانا ً بتفاوت فادح يف‬ ‫للنزاعات عىل املوارد الطبيعية خصائص تسهم يف تعقيدها‬
‫توازن القوى بني األطراف كما هو الحال يف‬ ‫فتؤثر تاليا ً عىل أسلوب تسويتها‪ .‬فلندرة املوارد الطبيعية أو‬
‫املواجهات بني الرشكات الدولية والجماعات املحلية‬ ‫توفرها وقع أسايس عىل مجرى النزاع وفرص الوساطة‪ ،‬كما أن‬
‫أو يف غياب تمثيل رسمي لفئة اقتصادية معينة يف‬ ‫بعض الظواهر التالية ترتك بصمتها عىل تطور النزاع‪:‬‬
‫عملية صنع القرار‪.‬‬
‫• تتأثر موارد كثرية بمجموعة من العوامل الطبيعية‬
‫• يف حاالت كثرية‪ ،‬تخضع املوارد الطبيعية إلدارة مزيج‬ ‫واالجتماعية التي تزيد من درجة التعقد وعدم اليقني‬
‫هجني من املؤسسات العرفية والنظامية أو من األنظمة‬ ‫بالنسبة إىل توفرها وجودتها وقيمتها‪.‬‬
‫السياسية‪.‬‬
‫• إن املوارد الطبيعية التي هي جزء من سالسل اإلمداد‬
‫تتناول فصول هذا الدليل أساليب معالجة تلك الخصائص‪.‬‬ ‫العاملية رهينة تذبذب األسعار وما له من تأثري عىل‬
‫االستقرار أو عىل التغري املفاجئ يف اسرتاتيجيات‬
‫االستثمار وفرصه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ -1‬مقدمة‬

‫• الوسيط النافذ‪ :‬عالقته مع األطراف هي عالقة مبنية‬ ‫‪ 3-1‬إشكالية الوساطة‬


‫إىل حد ما عىل السلطة‪ .‬وقد يستعني بهذه السلطة لكي‬
‫يحدد الرشوط اإلجرائية للتسوية أو مضمونها أو‬ ‫يف تعريف اعتمدته األمم املتحدة‪ ،‬توصف الوساطة بأنها‬
‫جوانب إنفاذها أو يؤثر عليها‪ .‬إنها فئة واسعة تتف ّرع‬ ‫“عملية يقوم من خاللها طرف ثالث بمساعدة طرفني أو أكثر‪،‬‬
‫عنها فئات ثانوية منها‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬الوسيط الذي‬ ‫بموافقة تلك األطراف‪ ،‬ملنع نشوب نـزاع أو إدارته أو حله عن‬
‫يستمد سلطته من سمعته أو مركزه أو مكانته؛ أو‬ ‫طريق مساعدتها عىل وضع اتفاقات مقبولة للجميع”‪ .10‬يعالج‬
‫الوسيط الذي يستمدها من املنصب الرفيع الذي يحتله‬ ‫هذا القسم إشكالية الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪.‬‬
‫يف إدارة أو مؤسسة‪ .‬ويمكن أن يكون الوسيط النافذ‬ ‫يف وسع من يرغب يف التعمق باملوضوع أن يراجع مصادر‬
‫غري منحاز بالنسبة إىل نتيجة الوساطة أو أن تكون له‬ ‫أخرى تتناول املفاهيم واملبادئ األساسية للوساطة وما يعرف‬
‫مصلحة قائمة يف بعض جوانب التسوية‪.‬‬ ‫بـ“التفاوض عىل املصالح”‪ 11‬والذي يمكن تلخيصه عىل أنه‬
‫• الوسيط املستقل‪ :‬هو “الطرف الثالث” غري املنحاز‬ ‫النهج الذي يدعو إىل الرتكيز عىل املصالح (أي االحتياجات التي‬
‫الذي ال صلة له مع أي من األطراف الفاعلة يف النزاع‬ ‫يمكن تلبيتها) وال عىل املواقف (أي وجهات نظر تكون يف أكثر‬
‫قبل انخراطه يف عملية الوساطة‪ .‬تتفق األطراف عىل‬ ‫األحوال نتيجة مُحتَّمة)‪ .‬إن األطراف املتنازعة التي تركز‬
‫االستعانة بالوسيط الذي يتمثل دوره يف مساعدتها‬ ‫اهتماماتها عىل مصالحها قادرة عىل االنتقال بسهولة أكرب من‬
‫عىل االنخراط يف عملية طوعية ترمي إىل التوصل إىل‬ ‫حالة ال غالب فيها وال مغلوب إىل تحقيق املكاسب املتبادلة‪.‬‬
‫تسوية تريض الجميع‪.‬‬ ‫وفيما يتعلق بالوساطة عىل الصعيد الدويل‪ ،‬تشكل توجيهات‬
‫األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة مرجعا ً مخترصا ً ومفيدا ً‬
‫أسلوب الوساطة‪ :‬تستند الوساطة يف حل النزاعات إىل طيف‬ ‫يتطرق إىل مجموعة من املسائل األساسية‪( .12‬يف املرفق ‪1‬‬
‫من األساليب يرتاوح بني األسلوب التوجيهي واألسلوب‬ ‫موجز ملضمون التوجيهات)‪.‬‬
‫التيسريي‪ ،‬بغض النظر عن دور الوسيط‪ .‬فمن الوسطاء من‬
‫ويسي العملية نحو‬‫ّ‬ ‫يوجه املضمون والشكل فيفرض الحلول‬ ‫ال تقترص الوساطة عىل النزاعات بل تكون أيضا ً يف محلها يف‬
‫نتيجة معينة؛ يميل الوسيط املوجِّ ه إىل االنخراط يف النقاش‬ ‫الهيئات اإلجرائية أو داخل املجتمعات‪ .‬وال تأتي الوساطة عىل‬
‫املوضوعي ويمكن أن يعرب عن رأيه يف بعض املسائل أو‬ ‫شكل واحد أو نهج فريد‪ .‬فيختلف أسلوب الوساطة باختالف‬
‫يقرتح الحلول عىل األطراف‪ .‬ومن الوسطاء من هو أقرب إىل‬ ‫الحالة التي تستدعيها عىل النحو املبني أدناه‪.‬‬
‫امليرس الذي يعتمد أسلوبا ً غري توجيهي ويركز عىل مساعدة‬ ‫ّ‬
‫التوسط يف نزاع‪ ،‬يجب مراعاة اعتبارات أساسية منها‪:13‬‬ ‫عند‬
‫األطراف عىل وضع األهداف والحلول التي تراها مناسبة؛‬
‫يتجنب هذا الوسيط عادة التعليق عىل املضمون ويكتفي‬ ‫دور الوسيط‪ :‬يعتمد الدور الذي يضطلع به الوسيط إىل حد‬
‫بتقديم الدعم اإلجرائي األسايس الذي قد يرمي أيضا ً إىل إرساء‬ ‫كبري عىل طبيعة العالقة التي تربطه باألطراف املتنازعة‪.‬‬
‫أسس العالقات بني األطراف أو تعزيزها‪ .‬وبما أن النزاعات عىل‬ ‫وينتمي الوسطاء إىل واحدة من ثالث فئات عىل األقل‪ :‬الوسيط‬
‫املوارد الطبيعية كثرية التقلب‪ ،‬يختار الوسيط أسلوب إدارة‬ ‫املحيل والوسيط النافذ والوسيط املستقل‪ .‬ولكل من هذه الفئات‬
‫العملية من عىل نطاق الطيف وفقا ً للسياق والزخم‪.‬‬ ‫فائدة يف الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية؛ كما أن‬
‫الوساطة الواحدة قد تستلزم وسطاء من كل من هذه الفئات‬
‫محور الوساطة‪ :‬يحدد الوسيط الجوانب املوضوعية‬ ‫يضطلعون بأدوار مختلفة حسبما تقتيض ظروف الوساطة‪.‬‬
‫واإلجرائية والنفسية يف النزاع التي يريد التشديد عليها‪ .‬فإن‬
‫ركز عىل الجوانب املوضوعية‪ ،‬تناول مصالح األطراف فساعدها‬ ‫• الوسيط املحيل‪ :‬هو شخص محرتم عىل عالقة وثيقة‬
‫عىل تحليل وضعها وتقييم اقرتاحاتها وتحديد االعتبارات‬ ‫بالجماعة وتعرفه األطراف أو تعرف سمعته‪ .‬يستمد‬
‫الجديرة بالعناية أو ذهب إىل حد التوصية بمضمون االتفاق‪.‬‬ ‫مرشوعيته من مكانته وعدم انحيازه ألي طرف يف‬
‫وإن ركز عىل الجوانب اإلجرائية أي عىل عملية الوساطة بحد‬ ‫العملية وتجرده يف معالجة القضايا املطروحة وكونه‬
‫ذاتها‪ ،‬اعتنى بالتواصل والتوقيت وترتيب املباحثات والعنارص‬ ‫منصفا ً وجديرا ً بالثقة‪ .‬يجوز أن يكون قائد جماعة أو‬ ‫ِ‬
‫اإلدارية‪ .‬وإن ركز عىل الجوانب النفسية‪ ،‬أعطى األولوية‬ ‫زعيما ً روحيا ً أو عضوا ً مرموقا ً يف املجتمع‪ .‬يعتمد عىل‬
‫للعالقات بني األطراف ولبناء الثقة‪ .‬وقد تستلزم الوساطة‬ ‫معرفة حميمة باملوضوع وعىل فهم عميق للعالقات‬
‫لتسوية نزاع عىل املوارد الطبيعية االنتقال من محور إىل آخر‬ ‫املجتمعية والثقافية والشخصية للمساهمة يف التوصل‬
‫حسب ما تقتيض املفاوضات‪.‬‬ ‫إىل حل وإنفاذه‪ .‬وهو يميل إىل تفضيل االستقرار‬
‫ومتانة العالقات املجتمعية والشخصية عىل اعتبار‬
‫نشاط الوسيط‪ :‬يتأثر نشاط الوسيط بعوامل عدة بما يف ذلك‬ ‫أنها عنارص هامة يف أي اتفاق؛ كما أنه يضطلع يف‬
‫االعتبارات أعاله وبطبيعة النزاع وسياقه‪ .‬ويقوم الوسيط‬ ‫حاالت كثرية‪ ،‬بدور يف مرحلة التنفيذ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪ -1‬مقدمة‬

‫وإما أن يكون ملما ً يف قضايا املوارد الطبيعية وقد يدعمه‬ ‫تحديدا ً بتنظيم اجتماعات وتسيريها يف أماكن مأمونة ومحايدة؛‬
‫وسطاء آخرون عند الحاجة‪ .‬إن اختيار الوسيط أو الوسطاء‬ ‫وتشجيع مشاركة أصحاب املصلحة ذوي الصلة؛ ومساعدة‬
‫والخرباء الفنيني يتوقف عىل تشعب النزاع وأهداف الوساطة‬ ‫األطراف يف الوساطة عىل العمل سوية عىل إيجاد الحلول؛‬
‫واحتياجات األطراف‪.‬‬ ‫وإتاحة التحاليل املوضوعية واملتجردة؛ وبناء القدرات للحد‬
‫من أوجه التفاوت عىل الصعيد التقني ويف القدرة عىل التفاوض؛‬
‫الجهة املرشدة والجهة الداعية والجهة الراعية‪ :‬تستدعي‬
‫ّ‬
‫التوسط‬ ‫ورصد تنفيذ االتفاق؛ وضمان االتساق بني عمليات‬
‫النزاعات املتشعبة عىل املوارد مساهمة ثالث فئات من األطراف‬
‫املتصلة؛ واملساعدة عىل تسوية النزاعات عىل التنفيذ؛ وحشد‬
‫الفاعلة وهي‪ :‬الجهة املرشدة والجهة الداعية والجهة الراعية‪.‬‬
‫الدعم السيايس واملايل املتواصل‪.‬‬
‫إن الجهة املرشدة هي الجانب الذي يمسك بزمام مبادرة‬
‫الوساطة‪ .‬تقوم عادة بتعيني الجهة الداعية و‪/‬أو الوسيط‪ .‬أما‬ ‫الوسيط‪ ،‬فرد أو مؤسسة‪ :‬يمكن أن يكون الوسيط فردا ً أو‬
‫الجهة الداعية فهي الشخص أو املؤسسة التي تدعو املشاركني‬ ‫ً‬
‫مؤسسة مثل األمم املتحدة أو غريها من املؤسسات‬ ‫ً‬
‫مجموعة أو‬
‫إىل املفاوضات‪ .‬ويتوجب عليها أن توفر الغطاء الرشعي وأن‬ ‫املتخصصة يف الوساطة‪ .14‬عندما يكون الوسيط فرداً‪ ،‬من‬
‫تكون قادرة عىل تمكني األطراف من تويل مقاليد العملية‪ .‬أما‬ ‫املستحسن أن يكون شخصا ً له هيبة ووقور‪ .15‬كما يجوز أن‬
‫الجهة الراعية فهي من تموّل املبادرة وقد تكون أطرافا ً مانحة‬ ‫تقوم دولة بالوساطة‪.16‬‬
‫دولية أو حكومات أو وكاالت أممية‪.‬‬
‫الوسيط والوساطة‪ :‬إن أسلوب انخراط الوسيط يف الوساطة‬
‫من شأنه أن يؤثر عىل العملية‪ .‬ومن هذه األساليب‪ :17‬أن يتصل‬
‫‪ 4-1‬الوساطة يف النزاعات عىل املوارد‬ ‫مبارشة بالوسيط طرف أو أكثر؛ أو أن يويص طرف ثانوي‬
‫بالوسيط إىل األطراف؛ أو أن يبدأ الوسيط نشاطه بمبادرته‬
‫الطبيعية‬ ‫الذاتية؛ أو أن تقوم سلطة ما بتعيني الوسيط‪ .‬يف النزاعات‬
‫عىل الوسيط أن ينتبه إىل بعض مميزات الوساطة يف النزاعات‬ ‫املتشعبة‪ ،‬تؤثر مجموعة من االعتبارات عىل انخراط الوسيط يف‬
‫عىل املوارد الطبيعية التي تستدعي عناية خاصة‪.‬‬ ‫الوساطة‪ :‬هل هو فرد أو مؤسسة؟ من هو أنسب دور‬
‫للوسيط؟ هل أن الضغوطات املحلية أو الوطنية أو الدولية‬
‫انعدام توازن القوى‪ :‬تتشاطر النزاعات عىل املوارد الطبيعية‬
‫هي التي تدفع إىل الوساطة؟ هل تتم الوساطة عىل يد وسيط‬
‫سمة مشرتكة تثري صعابا ً جمة وهي االنعدام البالغ أحيانا ً يف‬
‫منفرد أو فريق وسطاء؟‬
‫توازن القوى‪ .‬أوالً‪ ،‬تجدر اإلشارة إىل مبدأ جوهري للتفاوض‬
‫عىل املصالح وهو أنه ينبغي أن تحقق جميع األطراف فيه‬ ‫برصف النظرعن أسلوب انخراط الوسيط يف الوساطة‪ ،‬عليه‬
‫مكاسب تفوق تلك التي تنالها إن لم تتفاوض‪ .‬بعبارة أخرى‪،‬‬ ‫متى انخرط فيها أن ينجز عددا ً من املهام يف فرتة وجيزة‬
‫فهي لن تسلك طريق الوساطة إال إذا كان يف وسعها أن تنال‬ ‫نسبياً‪ :‬عليه أن يثبت مصداقيته‪ ،‬عىل الصعيدين الشخيص‬
‫من خاللها ما لن تناله عن طريق أفضل بديل عن اتفاق‬ ‫واملؤسيس وعىل صعيد عملية الوساطة؛ وأن ينشئ عالقات مع‬
‫متفاوض عليه‪ .‬بالتايل يطرح الفصل الثاني أفكارا ً ويقرتح‬ ‫األطراف؛ وأن يطلع األطراف الفاعلة الرئيسية عىل عملية‬
‫وسائل ملواجهة انعدام توازن القوى يف أثناء بعض مراحل‬ ‫الوساطة؛ وأن ينال املوافقة أو يحصل عىل تكليف للرشوع‬
‫الوساطة‪ .‬وثانياً‪ ،‬تجدر اإلشارة أيضا ً إىل أن تفاوتا ً بالغا ً يف‬ ‫بالوساطة‪ .‬إن توقيت بدء الوساطة هو أيضا ً يف غاية األهمية إذ‬
‫توازن القوى مغزاه أن الوساطة ليست بالرضورة أنجع سبيل‬ ‫يعتمد عىل تحديد “نضج” النزاع‪ .18‬إنها مسألة شائكة تتوقف‬
‫لتسوية النزاع‪( .‬راجع الفقرة ‪ 1-4-1‬عن الوساطة يف النزاعات‬ ‫عىل خصائص النزاع‪ .‬ويعترب بعض الوسطاء أنه للتدخل املبكر‬
‫عىل املوارد الطبيعية‪ ،‬فوائدها وحدودها)‪.‬‬ ‫فائدة يف تفادي استقطاب القضايا وتجنب عداء ال طائل منه‬
‫واألرضار النفسية املرتتبة عىل األطراف ومنع تصعيد نزاع‬
‫النهج املتكاملة واملسارات املتعددة يف الوساطة‪ :‬إن‬
‫يستنزف الطاقات‪ .‬ويرى البعض اآلخر فائدة يف التدخل‬
‫النزاعات عىل املوارد الطبيعية تشمل عادة أطرافا ً فاعلة عدة‬
‫املؤجل عىل اعتبار أن األطراف تكون قد أدركت واقع خياراتها‬
‫تتحرك عىل أكثر من مستوى‪ .‬تستعني إدارة الشؤون السياسية‬
‫وتكون للتفاوض بعد أن اختربت قدراتها عىل اإلكراه وعربت‬
‫يف األمم املتحدة بإطار لالنخراط يف الوساطة عىل عدة مستويات‬ ‫عن استيائها‪ّ .‬‬
‫إن توقيت بدء الوساطة يتوقف عىل طبيعة النزاع‬
‫وهو يتضمن وصفا ً ملسارات الوساطة املختلفة عىل الشكل‬ ‫ً‬
‫وينبغي تقييمه وفقا للحالة‪.‬‬
‫التايل‪ :19‬املسار ‪ 1‬هو مسار عمليات التفاعل الرسمية بني قادة‬
‫األطراف املتنازعة أو ممثليهم؛ واملسار ‪ 5-1‬هو مسار عمليات‬ ‫خربة الوسيط يف قضايا املوارد الطبيعية‪ :‬ثمة خياران عند‬
‫التفاعل غري الرسمية بني هؤالء القادة عينهم واملسؤولني‬ ‫تعيني وسيط لتسوية نزاعات عىل املوارد‪ :‬فإما أال يكون‬
‫الرسميني؛ واملسار ‪ 2‬هو مسار التفاعل بني األطراف الفاعلة‬ ‫الوسيط عىل حسن اطالع عىل الجوانب التقنية للموارد‬
‫غري الحكومية؛ واملسار ‪ 3‬هو مسار التفاعل بني األطراف‬ ‫الطبيعية فيعتمد عىل فريق دعم فني مكوّن من خرباء فنيني؛‬
‫‪13‬‬
‫‪ -1‬مقدمة‬

‫الوساطة يف النزاعات عىل املوارد ألنها تعاني من مواطن ضعف‬ ‫ً‬


‫مناسبة‬ ‫الفاعلة الشعبية‪ .‬تكون الوساطة املتعددة املسارات‬
‫معينة متصلة باستغالل املوارد الطبيعية‪ .‬ومن هذه الفئات‬ ‫لتسوية النزاعات عىل املوارد الطبيعية ألنها تستهدف األطراف‬
‫أصحاب املصلحة الذين ال يشاركون عادة يف صنع القرار أو‬ ‫الفاعلة عىل أكثر من مستوى وتفرض تدخل الوسطاء‬
‫الذين يمثلون يف املباحثات مصالح كانت لتهمّ ش لو لم تتعمد‬ ‫وامليرسين عىل أصعدة مختلفة‪ .‬من املحبذ أن يكون النشاط‬
‫الوساطة أخذها يف الحسبان‪ .‬فعىل سبيل املثال إن نوع الجنس‬ ‫عىل كل مسار مكمالً للنشاط عىل املسارات األخرى بل أن تكون‬
‫أو االنتماء اإلثني أو املركز االقتصادي واالجتماعي من شأنه أن‬ ‫األنشطة متكاملة‪ .‬ومن األهمية بمكان إيالء العناية املناسبة‬
‫يؤثر عىل القدرة عىل امتالك املوارد أو الحصول عليها أو عىل‬ ‫لتحديد املسألة واألطراف املعنية بها وأسلوب معالجتها‪ .‬كما‬
‫فرصة املشاركة الفاعلة يف صنع القرار‪ .‬ويف بعض أرجاء‬ ‫أن توقيت األنشطة وجدولتها عىل املسارات املختلفة حيويان‬
‫العالم‪ ،‬فإن الشعوب األصلية وجماعات الرعويني الرحل تتأثر‬ ‫لوقعهما االسرتاتيجي البالغ‪ .‬ويمكن كذلك مساندة عملية‬
‫بصورة مبالغ فيها بالنزاعات عىل املوارد بسبب عالقاتها‬ ‫وساطة ترمي إىل التوصل إىل اتفاق بني عدد محدود من‬
‫التاريخية والثقافية مع األرض ومواردها وما يتصل بها من‬ ‫األطراف بتدابري أخرى لبناء السالم تشمل عددا ً أكرب من‬
‫حقوق عرفية ينادون بها أو يدافعون عنها‪ .‬وتتخلل فصول‬ ‫األطراف الناشطة عىل أصعدة أخرى‪ .‬مثالً من شأن عملية‬
‫هذا الدليل إشارات خاصة إىل تلك املجموعات املستضعفة‪.‬‬ ‫استشارية أو حوار واسع النطاق مع طائفة واسعة من‬
‫أصحاب املصلحة أن يكمل عملية التفاوض بالوساطة‪( .‬راجع‬
‫املوارد الطبيعية يف الدول الضعيفة‪ :‬تشكل املوارد الطبيعية‬
‫الفقرة ‪ 2-4-1‬عن الوساطة وتدابري بناء السالم األخرى)‪.‬‬
‫يف الدول الضعيفة أو املترضرة من النزاعات محركا ً قويا ً لتلك‬
‫النزاعات ألربعة أسباب رئيسية‪ :‬أوالً‪ ،‬ألن هذه الدول تتميز‬ ‫إرشاك أصحاب املصلحة يف عمليات الوساطة عىل املوارد‬
‫عادة بمؤسسات حوكمة ضعيفة وبقدرات محدودة عىل إدارة‬ ‫الطبيعية‪ :‬من أصعب املسائل التي يتعني عىل الوسيط أن‬
‫النزاعات وتسوية املنازعات؛ وثانياً‪ ،‬ألنها تتسم عادة بأنظمة‬ ‫يحلها تلك التي تتعلق بمشاركة أصحاب املصلحة يف عملية‬
‫غري منصفة وغري شفافة لتوزيع إيرادات املوارد ومنافعها؛‬ ‫الوساطة وبطبيعة هذه املشاركة‪ ،‬املبارشة أو غري املبارشة‪ .‬وقد‬
‫وثالثاً‪ ،‬ألن قدرة املجتمع األهيل فيها عىل املطالبة بالفعالية‬ ‫تنطوي كل وساطة عىل خليط فريد من أصحاب املصلحة‪ ،‬إال‬
‫واملحاسبة والشفافية يف حوكمة املوارد الطبيعية وإدارتها‬ ‫أن أسلوب إرشاكهم جدير أيضا ً باالنتباه‪ .‬ومن املس َّلم به أن‬
‫ّ‬
‫محدودة؛ ورابعاً‪ ،‬ألنها تتميز بوجود املجموعات املسلحة‬ ‫أصحاب املصلحة هم مستخدمو املوارد (أي مجموعة األطراف‬
‫والجهات الفاعلة من غري الدولة والشبكات اإلجرامية التي لها‬ ‫الفاعلة التي تستخدم موارد بعينها‪ ،‬سواء كانت الجماعات‬
‫مصلحة اسرتاتيجية يف استمرار حالة عدم االستقرار حتى‬ ‫املعنية مبارشة باستخراجها أو الرشكات أو غري ذلك)‪ .‬ويف‬
‫تستفيد من االستغالل غري القانوني للموارد الطبيعية وتواصل‬ ‫عداد أصحاب املصلحة تدرج الجهات الناظمة (أي األطراف‬
‫ً‬
‫مجتمعة قد تؤثر بشكل هام عىل‬ ‫االتجار بها‪ .‬إن هذه العوامل‬ ‫الفاعلة من السلطات الوطنية واملحلية) واملنتفعون (املشرتون‬
‫نجاح إطالق عملية الوساطة ونتيجتها‪.‬‬ ‫النهائيون واملستهلكون واملستخدمون غري القانونيني وغري‬
‫الرشعيني) واملجموعات املترضرة (أي تلك التي تتكبد خسارة‬
‫‪ 1 -4-1‬الوساطة يف النزاعات عىل املوارد‬ ‫صافية جراء األنشطة االستخراجية)‪.‬‬
‫الطبيعية‪ ،‬فوائدها وحدودها‬
‫وقد يبدو للوهلة األوىل أن دعوة كل أصحاب املصلحة هو‬
‫حتى تكون الوساطة ناجعة‪ ،‬ينبغي تطويعها حتى تتكيف مع‬ ‫األسلوب السليم لكفالة تبني العملية وتحقيق نتائج طويلة‬
‫خصائص النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪ ،‬من جهة‪ ،‬وفهم‬ ‫أن كثرة أصحاب املصلحة يف العملية الواحدة قد ال‬ ‫األمد‪ .‬إال ّ‬
‫حدودها‪ ،‬من جهة أخرى‪ .‬ويكتب الفشل للوساطة الرامية إىل‬ ‫تكون مجدية أو تؤدي إىل تجزئتها إىل حد استحالة التوافق يف‬
‫تسوية منازعات ال تستجيب للحلول املتفاوض عليها‪ ،‬األمر‬ ‫اآلراء‪ .‬لذا من الرضوري معرفة األطراف الفاعلة التي‬
‫الذي قد يؤدي إىل تفاقم الرصاع وإىل احتمال خسارة كل من‬ ‫ال مندوحة عن مشاركتها يف الوساطة واآلثار السياسية‬
‫شارك يف الوساطة مرشوعيته‪.‬‬ ‫املحتملة لدعوة البعض واستثناء البعض اآلخر‪ .‬ويف املقابل‪ ،‬من‬
‫الحيوي القيام باستشارة مجموعة كافية من أصحاب املصلحة‬
‫وتتوقف درجة مالءمة الوساطة ملعالجة نزاع متشعب عىل‬
‫إلرساء مرشوعية الوساطة وترسيخها وضمان نجاحها‪ .‬يمكن‬
‫املوارد عىل أسلوب التسوية املعتمد وعىل عالقته مع السياق‬
‫دعوة أصحاب املصلحة الذين لم يشاركوا يف الوساطة بحد‬
‫العام‪ .‬فالوساطة مفيدة جدا ً يف تغيري املواقف املتصلبة ويف‬
‫ذاتها إىل االنضمام إىل عملية الحوار األوسع نطاقاً‪( .‬راجع‬
‫الخروج من الحاالت التي ال غالب فيها وال مغلوب؛ كما هي‬
‫الفقرة ‪ 2-4-1‬عن الوساطة وتدابري بناء السالم األخرى)‪.‬‬
‫مفيدة يف أنها تزيد من املنافع املتبادلة وتعيد رسم إطار النزاع‬
‫إلتاحة الفرصة أمام املزيد من التعاون وإلرساء عالقات بناءة‬ ‫أصحاب املصلحة املستضعفون‪ :‬أثبتت التجربة أن ثمة‬
‫تس ّد الفجوات اإلثنية والوطنية واإلقليمية‪ .‬يف هذه الحالة‪ ،‬إن‬ ‫فئات من أصحاب املصلحة تستدعي اهتماما ً خاصا ً يف‬
‫‪14‬‬
‫‪ -1‬مقدمة‬

‫‪ 2-4-1‬الوساطة وتدابري بناء السالم األخرى‬ ‫الحوافز االقتصادية واملنافع املتعددة املتأتية من استخدام‬
‫املوارد سمات هامة تجعل من النزاعات عىل املوارد نزاعات‬
‫عندما يتع ّلق األمر بنزاعات متشعبة عىل املوارد‪ ،‬يتعني النظر‬
‫تصلح تسويتها بالوساطة‪ .‬فضالً عن ذلك‪ ،‬فإن الوساطة‬
‫إىل الوساطة عىل أنها أداة مواكبة ملجموعة أدوات بناء السالم‬ ‫عملية مرنة مناسبة ملعالجة العالقات املستعصية أو األوضاع‬
‫األخرى ومكملة لها‪ .‬غالبا ً ما تستلزم الوساطة يف النزاع عىل‬ ‫السياسية املعقدة‪ .‬وهي تنطوي عىل عدة أساليب ونهج تتيح‬
‫املوارد تفاعالً عىل أصعدة مختلفة أو مع مجموعات مختلفة‬ ‫فرصة تناول املعلومات التقنية والعلمية الدقيقة املشرتكة بني‬
‫من األطراف الفاعلة وال تقترص عىل األطراف الضالعة يف النزاع‬ ‫النزاعات عىل املوارد‪ .‬ومن شأنها أن تكمل تدابري بناء السالم‬
‫بصورة مبارشة وهذا ما يستدعي اللجوء إىل تدابري أخرى لبناء‬ ‫األخرى‪ ،‬مثل الحوار‪ ،‬فهي ليست إال أداة بني عدة من األدوات‬
‫السالم‪ .‬ويف املقابل‪ ،‬عند التفاوض حول املوارد الطبيعية يف‬ ‫الرامية إىل حل النزاعات املتشعبة عىل املوارد‪.‬‬
‫سياق مفاوضات سالم شاملة‪ ،‬ال بد من االستعانة بمجموعة‬
‫أدوات مختلفة‪( .‬راجع الفصل ‪.)4‬‬ ‫لكن بعض العوامل الهامة يحد من فائدة الوساطة يف تسوية‬
‫النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪ :‬أوالً‪ ،‬ال يمكن دوما ً التوصل إىل‬
‫وألن قائمة تدابري بناء السالم ووسائل التدخل طويلة‪ ،‬وتفاديا ً‬ ‫حل ال غالب فيه وال مغلوب‪ ،‬مثالً عندما تكون املوارد نادرة‬
‫للجدل عىل التعاريف‪ ،‬يكتفي هذا الدليل بالتشديد عىل رضورة‬ ‫جدا ً أو عندما تتزاحم األطراف عىل استخدام األرايض ألغراض‬
‫اعتبار الوساطة أداة واحدة من بني مجموعة من األساليب‬ ‫متعارضة‪ .‬من النزاعات ما يكون مستعصيا ً للحل بحكم‬
‫واملناهج ليس إال‪ .‬لهذا السبب يتعني اللجوء إىل الوساطة إىل‬ ‫طبيعتها‪ ،‬ال سيما عندما ترفض أطراف الدخول يف مفاوضات‬
‫جانب تدابري أخرى مثل منع النزاعات والدبلوماسية الوقائية‬ ‫أو عندما يتعذر التوفيق بني القيم األساسية املتضاربة؛ وثانياً‪،‬‬
‫والحوار التيسريي وبناء التوافق وبناء السالم‪.‬‬ ‫تكون فائدة الوساطة محدودة عند اختالل بالغ يف توازن‬
‫القوى بني األطراف‪ .‬وعىل هذا املنوال‪ ،‬عندما تكون املوارد‬
‫إن “الحوار” مصطلح أو أداة رائجة يف األمم املتحدة وبني‬ ‫الطبيعية جزءًا من سالسل اإلمداد العاملية (أو عىل األقل‪،‬‬
‫األطراف الفاعلة الدولية األخرى‪ .‬ويمكن اعتباره “عملية‬ ‫الخارجية)‪ ،‬قد تعجز األطراف يف عملية الوساطة عن التحكم‬
‫تجمع أشخاصا ً من أجل التوصل إىل فهم مشرتك وبناء الثقة‬ ‫بعوامل أساسية مثل القيمة التجارية والطلب عىل تلك املوارد‪.‬‬
‫بالرغم من االختالفات ومن أجل تحقيق نتائج إيجابية عن‬ ‫ويف هذا الحالة‪ ،‬يتعني أخذ اآلثار املحتملة لعدم اليقني وتذبذب‬
‫طريق النقاش”‪ .20‬عىل هذا األساس‪ ،‬من السهولة بمكان‬ ‫األسعار عىل عملية الوساطة يف عني االعتبار؛ وثالثاً‪ ،‬الوساطة‬
‫اللجوء إىل الحوار كمكمل للوساطة يف النزاعات عىل املوارد أو‬ ‫محدودة الفائدة متى كان الرصاع يتسم بمشاكل هيكلية‬
‫االستعاضة به عنها عندما ال تكون الوساطة أنسب األساليب‪.‬‬ ‫قديمة العهد ومتأصلة ال يمكن حلها إال عن طريق اإلصالح‬
‫وبالتحديد‪ ،‬يأتي الحوار مكمالً لجهود الوساطة عندما يتناول‬ ‫القانوني أو االقتصادي أو السيايس أو االجتماعي‪ .‬بعبارة‬
‫جوانب النزاع التي ال تتالءم مع الوساطة؛ ويربط بني جوانب‬ ‫أخرى‪ ،‬ال ترمي الوساطة إىل إحداث تغيري جذري يف عالقات‬
‫مختلفة من النزاع وعملية الوساطة؛ ويوسع نطاق الوساطة‬ ‫السلطة أو الهياكل االجتماعية املجحفة والظاملة مع أنها قد‬
‫ويزيد من آثارها عن طريق إرشاك عدد أكرب من أصحاب‬ ‫تمهد الطريق العتماد آليات أكثر مالءمة يف إطار عمليات شاملة‬
‫املصلحة لتحقيق تأييد أكرب‪ .‬يجوز استخدام الحوار لبلوغ‬ ‫مثل اتفاقات السالم‪( .‬راجع الفقرة ‪ 2-4-1‬عن الوساطة‬
‫مجموعة من الغايات البناءة مع أنها ال تحل النزاع‪ .‬ومن هذه‬ ‫وتدابري بناء السالم األخرى)‪.‬‬
‫الغايات‪ ،‬يذكر بناء الثقة أو الفهم املتبادلني أو تعزيزهما‬
‫عند مقابلة فوائد الوساطة مع حدودها‪ ،‬يتبني أنها فعالً مفيدة‬
‫بالرغم من االختالفات و‪/‬أو توسيع نطاق املشاركة العامة‬
‫يف تسوية النزاعات عىل املوارد عندما يتع ّلق األمر باستخدام‬
‫لبحث قضايا ذات الصلة و‪/‬أو التحليل املشرتك ملشكلة أو‬
‫غري مستدام لتلك املوارد ويف حاالت التضارب يف استخدامها أو‬
‫سياق و‪/‬أو صياغة خطة عمل مشرتكة و‪/‬أو إعداد برنامج‬
‫يف تقاسم اإليرادات واملنافع املتأتية منها‪ .‬كما يتبني أنها أقل‬
‫يراعي النزاعات ويحظى بدعم واسع‪.‬‬
‫فعالية يف معالجة جوانب النزاعات التي تسببت فيها األنظمة‬
‫غري املنصفة أو الهويات أو القيم الثقافية املختلفة إال أنه يف‬
‫هذه األحوال أثبتت الوساطة أنها منفذ ملعالجة مسببات‬
‫النزاعات عىل نطاق واسع كجزء من اتفاق سالم شامل‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ -2‬إرشادات الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‬

‫إرشادات الوساطة يف النزاعات عىل املوارد‬


‫الطبيعية‬ ‫‪2‬‬
‫• السياق السيايس واالقتصادي االجتماعي والبيئي؛‬ ‫يعتمد هذا الدليل إطار عمل يقوم عىل أربع مراحل يرتجم‬
‫ممارسة الوساطة يف األمم املتحدة والنهج الذي يستند إليه‬
‫• املداخل املحتملة إلطالق عملية الوساطة؛‬
‫برنامج األمم املتحدة للبيئة يف توفري الدعم يف الدبلوماسية‬
‫• العنارص املمكن اعتمادها لتصميم العملية من منظور‬ ‫البيئية‪( .‬راجع املرفق ‪ .21)2‬يف هذا الفصل‪ ،‬وصف لكل من‬
‫كل طرف‪.‬‬ ‫املراحل األربع وإرشادات بشأن كل واحدة منها‪ .‬وهذه املراحل‬
‫هي‪ :‬التقييم واالستعداد للتفاوض والتفاوض والتنفيذ‪ .‬يجد‬
‫يستند التقييم عموما ً إىل مزيج من البحوث النظرية والنشاط‬ ‫فيه الوسيط املحرتف واملؤسسات الداعمة التي تواجه نزاعا ً‬
‫امليداني القائم أساسا ً عىل التواصل املبارش مع أصحاب‬ ‫عىل املوارد الطبيعية إطارا ً لتسويته برصف النظر عن نوع تلك‬
‫املصلحة‪ .‬ويعترب هذا التواصل املبارش مع مجموعة من أصحاب‬ ‫املوارد؛ ويجد فيه أصحاب املصلحة الذين يسعون إىل تسوية‬
‫املصلحة رضوريا ً لقراءة واضحة ودقيقة للنزاع وحتى تتبنى‬ ‫نزاع عىل املوارد الطبيعية بالوساطة رشحا ً للمراحل األربع‬
‫األطراف عملية الوساطة املتوقعة وتعتمدها‪ .‬عىل من يضطلع‬ ‫األساسية ومقتضياتها‪.‬‬
‫بالتقييم أن يتواصل مع مجموعة من األطراف الفاعلة بمن‬
‫فيها املسؤولون الرفيعو املستوى ومدراء املؤسسات العامة‬
‫وممثلو املجتمع األهيل والجماعات والقطاع الخاص واألفراد‬ ‫‪ 1-2‬التقييم‬
‫املطلعون عىل النزاع وأصحاب الخربة الفنية ذات الصلة وتلك‬ ‫تكمن املرحلة األوىل من عملية الوساطة يف تقييم طبيعة النزاع‬
‫املجموعات التي ال يسمع صوتها مثل املجموعات املهمشة‬ ‫يف كل جوانبه بغية معرفة ما إذا كان نهج الوساطة يف محله‬
‫والشباب والجماعات املسلحة‪ .‬تختلف منهجية جمع البيانات‬ ‫وما إذا كان من املحتمل أن يؤدي إىل اتفاق‪ .‬ورهنا ً بالسياق‬
‫وتحليلها باختالف السياق‪ .‬كما تتوقف عىل ما إذا كانت‬ ‫العام‪ ،‬قد تتم الوساطة عىل يد مؤسسة داعمة لها بدال ً من أن‬
‫املؤسسة الداعمة قد كلفت رسميا ً باالنخراط يف العملية أو إذا‬ ‫تكون عن طريق وسيط منفرد‪ .‬تساعد أدوات التقييم املتعددة‬
‫كانت تعمل فقط عىل تحديد الجدوى قبل أن تعرض خدماتها‬ ‫الوسطاء عىل تقدير السياق‪ .22‬وأقل ما يتعني تحقيقه يف هذه‬
‫يف الوساطة‪ .‬وفيما ييل وصف للخطوات األساسية واملمارسات‬ ‫املرحلة هو تحديد جوهر النزاع واألطراف الفاعلة والسياق‬
‫الحميدة يف مرحلة التقييم‪.‬‬ ‫العام ومصادر السلطة والنفوذ‪ .‬عىل التقييم أن يفيض يف املقام‬
‫تقييم املوارد الطبيعية والحوكمة واالقتصاد السيايس‬ ‫األول إىل تحديد ما إذا كانت الظروف مؤاتية للوساطة‪ .‬ويف‬
‫وطبيعة النزاع‪ :‬يرمي التقييم إىل جمع املعلومات عن نوع‬ ‫خالل التقييم‪ ،‬عىل املؤسسة الداعمة للوساطة أن تتأمل يف‬
‫املوارد الطبيعية املتنازع عليها وكميتها وجودتها وموقعها من‬ ‫تصميم العملية عىل نحو يزيد من فرص نجاحها فضالً عن‬
‫أجل رسم خريطتها وتحديد املنافع املتأتية منها واألرس‬ ‫سمات الوسيط املحتمل‪.‬‬
‫املعيشية التي تعتمد عليها واآلثار السلبية الستغاللها‬ ‫يشمل التقييم عادة العنارص التالية‪:‬‬
‫واالقتصاد السيايس الذي يحتضنها‪ .‬ومن املهم أيضا ً تحديد ما‬
‫إذا كان النزاع يستند (ولو جزئياً) إىل معلومات غامضة أو‬ ‫• القضايا املتنازع عليها؛‬
‫متضاربة أو غري متسقة تكون يف حوزة مختلف األطراف أو إىل‬
‫• األطراف ومصالحها وعالقاتها بني بعضها البعض‬
‫توقعات ووعود خائبة يف منظور البعض‪ .‬كما أنه من املجدي‬
‫وقدرتها عىل املشاركة؛‬
‫االطالع عىل اتجاهات عرض املوارد والطلب عليها فضالً عن‬
‫أي صدمات أو حاالت إجهاد ناجمة عن تغري املناخ أو الكوارث‬ ‫• وضع أطر الحوكمة ذات الصلة‪ ،‬بما فيها أطر تسوية‬
‫الطبيعية أو التغيري الطبيعي‪.‬‬ ‫املنازعات ورشوطها؛‬
‫‪16‬‬
‫‪ 1-2‬التقييم‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬تقييم املوارد الطبيعية وطبيعة النزاع من أجل اتفاق الســام‬
‫الشامل يف نيبال‬
‫‪© PETER SCHICKERT, KEYSTONE‬‬

‫من أسباب النزاع يف نيبال مشاكل متصلة بالتمييز يف حقوق ملكية األرايض ويف صنع القرار بشأن املوارد الطبيعية‬
‫إن اتفاق السالم الشامل الذي أبرم يف ترشين الثاني‪/‬نوفمرب ‪ 2006‬وضع حدا ً لعقد من العنف يف نيبال بني الدولة واملتمردين املاويني‬
‫(الحزب الشيوعي النيبايل املوحد)‪ .‬يف مرحلة التقييم التي سبقت عملية الوساطة الرسمية لتحقيق السالم‪ ،‬قام امليرسون الدوليون‬
‫بتحليل تشاركي غري رسمي شارك فيه أصحاب املصلحة الرئيسيون من أجل تحديد أسباب النزاع ومنها حقوق ملكية األرايض غري‬
‫املتساوية والتمييز يف صنع القرار بشأن املوارد الطبيعية‪ .‬وجرى التحليل يف املرحلة األوىل من العملية وأثرت نتائجه يف ما بعد عىل‬
‫جوانب عدة من الوساطة ال سيما عىل أسلوب تناول القضايا املتصلة باألرايض واملوارد الطبيعية‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫‪ 1-2‬التقييم‬

‫يتوجب توضيح مساهمة املؤسسات العامة املحتملة يف توفري‬ ‫ويتعني كذلك تقدير فعالية إدارة املوارد الطبيعية وما إذا كان‬
‫مدخل إىل الوساطة ودعمها أو عىل العكس يف عرقلتها‪.‬‬ ‫شكل الحوكمة يمثل مصدر خالف بني أصحاب املصلحة‪ .‬ويف‬
‫هذا الصدد‪ ،‬ينبغي مراعاة عدة أبعاد‪ :‬األبعاد القانونية‬
‫درس الخيارات يف تصميم عملية الوساطة‪ :‬ال ً‬
‫غنى عن‬ ‫والسياسية لإلدارة الراهنة للموارد الطبيعية؛ واآلليات‬
‫وضع الرشوط الرضورية املسبقة التي تكفل أن األطراف‬ ‫النظامية والعرفية إلدارة املوارد وتسوية املنازعات؛ واألحكام‬
‫املحلية ستتبنى عملية الوساطة وأن أصحاب املصلحة‬ ‫النظامية الخاصة بتقاسم املنافع والشفافية؛ وضمانات‬
‫الرئيسيني سيعتربونها رشعية‪ .‬من الحيوي تحديد األطراف‬ ‫املحاسبة؛ واملشاركة الشعبية يف صنع القرار؛ واألحكام املعنية‬
‫الفاعلة التي ال مندوحة عن إرشاكها يف الوساطة وتقييم اآلثار‬ ‫إن اعتماد النهج التشاركي‬ ‫بحماية البيئية والجرب التعوييض‪ّ .‬‬
‫السياسية ملشاركة البعض واستبعاد البعض اآلخر‪ .‬إن طبيعة‬ ‫يف مرحلة التقييم من شأنه أن يؤدي إىل قراءة شاملة ودقيقة‬
‫النزاع عىل املوارد قد تحتم اعتماد نهج وساطة متعدد املستويات‬ ‫للعوامل املسببة للنزاع‪ ،‬األمر الذي يثري عملية الوساطة‪.‬‬
‫أو املسارات بما يف ذلك عمليات االستشارة والحوار واسعة‬
‫تحليل هوية أصحاب املصلحة وال سيما قدراتهم‬
‫النطاق‪ .‬ويف هذا السياق‪ ،‬يتعني مراعاة أي عملية مجدية أخرى‬
‫ومواقفهم ومصالحهم وعالقاتهم‪ :‬عىل التقييم أن يتضمن‬
‫تكون جارية بالتزامن أو متوقع إجراؤها ومن شأنها أن تؤثر‬
‫تحليالً ألصحاب املصلحة يوضح بشكل دقيق األطراف الفاعلة‬
‫عىل مصالح األطراف ومنها‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬حوار محيل أو‬ ‫ومواقفها ومصالحها يف املوارد الطبيعية‪ .‬عىل التحليل أن‬
‫إقليمي أو إصالحات قانونية أو أحكام قضائية أو إرساء‬ ‫يشمل كل األطراف الفاعلة واملؤسسات عىل كافة املستويات‪،‬‬
‫مناقصات أو تخطيط أو تنظيم عمراني وطني‪ .‬وقد تظهر‬ ‫اعرتافا ً بتشعب النزاعات عىل املوارد الطبيعية وبأن هذه‬
‫الحاجة عند تصميم عملية الوساطة إىل إنشاء عالقات رسمية‬ ‫النزاعات وتاليا ً مواقف أصحاب املصلحة تتطور مع الزمن‪.‬‬
‫أو غري رسمية مع هذه املبادرات أو إىل البناء عىل نتائجها‪.‬‬ ‫ومن املفيد بمكان وضع رسم تشاركي ألصحاب املصلحة عن‬
‫طريق إرشاكهم يف أفرقة مركزة‪.‬‬
‫تحديد جدوى عملية الوساطة ورشوط املشاركة‬
‫الرسمية‪ :‬ال يكفي فهم األبعاد الفنية للنزاع عىل املوارد‬ ‫كما يتعني تقييم قدرة أصحاب املصلحة عىل املشاركة يف عملية‬
‫وال اهتمامات أصحاب املصلحة فحسب‪ ،‬بل من الحيوي أيضا ً‬ ‫الوساطة بغية تحديد الحاجة إىل بناء قدراتهم بما يعود باملنفعة‬
‫أن يفيض التقييم إىل تحديد الرشوط الدنيا الرضورية لالنتقال‬ ‫عىل العملية الحقاً‪ .‬وبالتحديد‪ ،‬من املستحسن املبادرة باستشارة‬
‫إىل املرحلة التالية من عملية الوساطة‪ ،‬ويف جملتها تخمني مدى‬ ‫النساء ومنظمات النساء لكفالة توثيق مساهمتهن ومشاغلهن‬
‫تأييد األطراف للعملية ودرجة رشعيتها من وجهة نظرها‪.‬‬ ‫عىل اعتبار أن أصواتهن غالبا ً ما تهمّ ش‪ .‬وعندما تكون الشعوب‬
‫وتعتمد دراسة الجدوى عىل تحليل داخيل للمخاطر والكلفة‬ ‫األصلية واملجتمعات التقليدية معنية‪ ،‬من املستصوب األخذ علما ً‬
‫والفائدة السياسية ملشاركة كل طرف والنتائج التي قد‬ ‫بتاريخها وطبيعة عالقتها مع املوارد واألرايض ذات الصلة‪ .‬كما‬
‫تحققها‪ ،‬فضالً عن أساليب تجاوز حاالت انعدام توازن القوى‪،‬‬ ‫يتعني معرفة العالقات القائمة بني املجتمعات التقليدية وفيما‬
‫ال سيما بناء القدرات عىل التفاوض واستعمال املعلومات‬ ‫بينها ملا لها من وقع محتمل عىل النزاع‪.‬‬
‫التقنية وغريها من الوسائل املبتكرة للحد من هذا الخلل‪ .‬ومن‬ ‫تحديد املداخل إىل الوساطة‪ :‬يتعني تحديد الفرص واملداخل‬
‫هذه الوسائل‪ ،‬قيام فريق مستضعف بتعزيز سلطته أو نفوذه‬ ‫إىل الوساطة وتصنيفها مع مراعاة أبعاد النزاع واحتمال‬
‫باالنضمام إىل ائتالف من األطراف الفاعلة رابطا ً مشاغله‬ ‫تجاوب األطراف مع الوساطة للتفاوض عىل القضايا املتنازع‬
‫بمشاغل أصحاب املصلحة اآلخرين أو معدال ً اهتماماتهم‪ .‬إن‬ ‫عليها‪ .‬وينبغي اختيار الوسيط‪ ،‬دوره وأسلوبه وسماته بما‬
‫هذه التفاعالت تؤثر عىل قرار الرشوع بالوساطة أو إعادة‬ ‫يتناسب مع املداخل املحتملة إىل الوساطة‪ .‬ومن األهمية بمكان‬
‫تصميمها أو اشرتاطها بمجموعة من القواعد العملية املتفق‬ ‫أيضا ً معرفة ما إذا كان من أفراد أو أفرقة أو مؤسسات تتحىل‬
‫عليها‪ .‬واملطلوب أساسا ً من مرحلة التقييم هو الخروج بتكليف‬ ‫باملرشوعية الكافية يف رأي األطراف الفاعلة الرئيسية حتى‬
‫رسمي من األطراف املحددة إىل الوسيط أو املؤسسة الداعمة‬ ‫تكون هي املدخل إىل عملية الوساطة‪ .‬كما ينبغي االطالع عىل‬
‫للوساطة لالنتقال إىل املرحلة التالية‪.‬‬ ‫تاريخ املحاوالت السابقة لتسوية النزاع‪ ،‬إن وجدت‪ ،‬من أجل‬
‫استخالص الدروس املفيدة وتجنب تكرار األخطاء‪ .‬وأخرياً‪،‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ 2-2‬االستعداد للتفاوض‬

‫اإلدارة واملشاركة العامة يف صنع القرار‪ ،‬واملوافقة الحرة‬ ‫‪ 2-2‬االستعداد للتفاوض‬


‫املسبقة واملستنرية‪ ،‬والتقاسم العادل للمنافع‪ ،‬وامتالك األرايض‬
‫وحيازتها‪ ،‬والحق يف املوارد وإتاحتها‪ ،‬ونزوح السكان‪ ،‬وإعادة‬ ‫تريس مرحلة االستعداد للتفاوض أسس املفاوضات وتركز عىل‬
‫التوطني‪ ،‬واالحتكام إىل القضاء‪ ،‬وتسوية املنازعات‪ ،‬واستغالل‬ ‫تهيئة أفضل الظروف لنجاح الوساطة‪ .‬يف هذه املرحلة‪ ،‬تعالج‬
‫املوارد غري القانوني وغري املرشوع‪ ،‬والجرب التعوييض لألرضار‬ ‫عادة املسائل اإلجرائية املتعلقة بتحديد املشاركني يف املفاوضات‬
‫البيئية‪ ،‬وضياع فرص االسرتزاق‪.‬‬ ‫وتوقيت هذه األخرية ومكان انعقادها وتنظيمها وبنود جدول‬
‫األعمال‪ .‬كلما كان االتفاق عىل تصميم العملية رصيحا ً كلما زاد‬
‫تحديد األطراف ومن يمثلها يف املفاوضات‪ :‬يف ضوء‬ ‫التزام األطراف بالوساطة‪ .‬يف هذه املرحلة‪ ،‬يتم التطرق إىل‬
‫تحليل أصحاب املصلحة يف مرحلة التقييم‪ ،‬يتعني تحديد‬ ‫املسائل التالية‪:‬‬
‫األطراف التي تشارك يف املفاوضات وأسلوب تمثيلها‬
‫واألطراف الفاعلة األخرى الواجب إخطارها أو إرشاكها يف‬ ‫• أهداف املفاوضات وغاياتها؛‬
‫العملية‪ .‬يف هذه املرحلة‪ ،‬يتم تحديد من يشارك يف املفاوضات‬
‫• نطاق املفاوضات واملبادئ األساسية؛‬
‫ومن يستبعد منها‪.‬‬
‫• األطراف املفاوضة وقضايا التمثيل؛‬
‫إن املشاركة أو االستشارة املبارشة قد تشمل فئات عديدة‪:‬‬
‫مستخدمو املوارد (الجماعات والرشكات وغريها)؛ والجهات‬ ‫• الوسيط‪/‬الوسطاء وأشكال الدعم الفني الالزمة؛‬
‫الناظمة (السلطات العامة‪ ،‬املحلية أو الوطنية‪ ،‬وغريها من‬
‫• األساليب واإلجراءات؛‬
‫جهات ناظمة)؛ واملنتفعون من املوارد (أي من يحصل عىل‬
‫املوارد املستغلة أو يشرتيها سواء بشكل قانوني أو غري‬ ‫• خطة العمل وتنظيم األنشطة والدعم اللوجيستي‬
‫قانوني)؛ وسائر أصحاب املصلحة املترضرين من آثار‬ ‫واملكان؛‬
‫استغالل املوارد‪ .‬من األهمية بمكان التفكري يف من تكون‬
‫مشاركته يف املفاوضات حيوية مع مراعاة ردود فعل املخربني‬ ‫• بناء القدرات؛‬
‫املحتملني وأسلوب التعاون معهم‪ .‬إن اإلفراط يف توسيع نطاق‬ ‫• تصميم عملية الوساطة‪.‬‬
‫املشاركة عملية غري مجدية إذ يصعب أو ربما يستحيل معها‬
‫التوصل إىل أي نتيجة؛ أما استبعاد أفرقة أساسية فيفقد‬ ‫فيما ييل وصف للخطوات األساسية واملمارسات الحميدة التي‬
‫العملية مرشوعيتها أو يعرضها للنسف عىل يد تلك األفرقة‬ ‫يتعني عىل الوسيط أو عىل املؤسسة الداعمة للوساطة أن‬
‫التي تشعر أنها جديرة يف أن تجلس إىل طاولة املفاوضات‪.‬‬ ‫تعتمدها يف خالل مرحلة االستعداد للتفاوض‪.‬‬

‫وال بد أيضا ً من التأكد من توفر اآلليات التي تكفل ملمثيل‬ ‫تحديد أهداف املفاوضات وغاياتها‪ :‬يف أثناء اإلعداد‬
‫األطراف سلطة اتخاذ القرارات باسم من يمثلون‪ .‬كما يتوجب‬ ‫للمفاوضات ورسم مالمحها‪ ،‬ال بد من توضيح الغايات‬
‫عىل الوسيط أن يعرف ما إذا سيقوم املندوبون باستشارة‬ ‫القصرية األجل واألهداف الطويلة األمد‪ .‬ومع أنها قد تتطور مع‬
‫منارصيهم للحصول عىل موافقتهم‪ ،‬وعليه أن يويل عناية‬ ‫الزمن إال أنه من املحبذ أن تتكون لدى األطراف صورة واضحة‬
‫خاصة للشعوب األصلية واملجتمعات التقليدية حيث تكون‬ ‫عن مرمى العملية‪ .‬وقد تشمل الغايات توفري حيز أمان أو‬
‫قضايا التمثيل محفوفة باملصاعب‪ .‬ومن املستحسن يف بعض‬ ‫إنشاء عالقات بني أصحاب املصلحة أو اقرتاح حلول لبعض‬
‫األحوال اعتماد إجراءات خاصة تتيح للممثلني التواصل املنتظم‬ ‫املشاكل‪ .‬أما الهدف الطويل األمد فقد يتجسد يف اتخاذ قرار‬
‫مع منظمات املجتمع األهيل واملجتمعات املحلية‪ .‬عند تصميم‬ ‫نهائي ملزم قانونا ً يف شأن ما‪ .‬وقد يفرض بلوغ الغايات دعم‬
‫عملية الوساطة‪ ،‬ال بد من مراعاة التأثري املحتمل لدور نوع‬ ‫املفاوضات بأدوات أخرى ملنع النزاعات مثل حوار واسع‬
‫الجنس واملركز االقتصادي االجتماعي واالنتماء العرقي عىل‬ ‫النطاق لتعميم املعلومات عىل شتى أطياف املجتمع وكفالة‬
‫اهتمام الرجال والنساء باملوارد الطبيعية للتأكد من أخذ كافة‬ ‫تبني نتائج املفاوضات خارج حدود طاولة املباحثات‪ .‬عىل كل‬
‫املشاغل يف الحسبان‪.23‬‬ ‫حال‪ ،‬ما يهم هو تحديد أسلوب توصل الوساطة إىل قرار‬
‫وتدابري املتابعة املناسبة‪.‬‬
‫اختيار الوسيط وأشكال الدعم‪ :‬يتوقف اختيار الوسيط أو‬
‫الوسطاء وأشكال الدعم الرضوري للوساطة عىل املداخل‬ ‫تحديد نطاق املفاوضات واملبادئ األساسية‪ :‬تحدد يف هذه‬
‫املحتملة إىل الوساطة ومدى تشعب عملية الوساطة واألهداف‬ ‫املرحلة القضايا التي تتناولها الوساطة فضالً عن أي مبادئ‬
‫املتوخاة‪ .‬عىل الوسيط‪ ،‬سواء كان فردا ً أم فريقاً‪ ،‬أن يتحىل‬ ‫قد تتفق عليها األطراف حتى تميض العملية قدماً‪( .‬راجع‬
‫باملهارات واملرشوعية الالزمة للتحكم بشتى أبعاد الوساطة‪.‬‬ ‫املرفق ‪ ،1‬موجز لتوجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة‬
‫ومن املفيد أحيانا ً اختيار فريق وساطة ألنه يتيح املوازنة بني‬ ‫الفعالة)‪ .‬وتعالج يف هذا اإلطار عادة املسائل التالية‪ :‬سلطة‬
‫‪19‬‬
‫‪ 2-2‬االستعداد للتفاوض‬

‫املصلحة ومهام مشرتكة لتقيص الحقائق وجلسات جوجلة‬ ‫مختلف وظائف الوسيط ويجمع مهارات فنية واسعة ويعزز‬
‫األفكار وخربة خارجية واجتماعات خاصة رسية ومجموعات‬ ‫الشعور باملرشوعية‪ .‬وقد تستدعي الوساطة االعتماد عىل فريق‬
‫فرعية موضوعية ورحالت ميدانية وجلسات إخطار للجماعات‪،‬‬ ‫من الوسطاء املحليني واملستقلني‪ ،‬ناهيك عن الحاجة إىل فريق‬
‫ذلك أن تنويع أشكال التفاعل بني األطراف يسهم يف استدامة‬ ‫وساطة متى شمل النزاع مستويات عدة تفرض توزيع‬
‫االهتمام يف العملية ويف بناء العالقات املختلفة‪.‬‬ ‫الوساطة عىل مسارات‪.‬‬
‫وضع خطة العمل وتنظيم األنشطة والدعم اللوجيستي‬ ‫لدى اختيار الوسيط وفريق الخرباء الداعم يتعني توقع‬
‫واختيار املكان‪ :‬يمثل تحديد موعد بداية الوساطة وتنظيم‬ ‫احتمال ربط الوساطة بوسائل بناء السالم األخرى‪( .‬راجع‬
‫أنشطتها واختيار مكانها عنارص أساسية من مرحلة االستعداد‬ ‫الفقرة ‪ 2-4-1‬عن الحوار)‪ .‬ويؤدي الخرباء الفنيون‬
‫للتفاوض‪ .‬ويطرح‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬سؤال ما إذا كان من‬ ‫والقانونيون دورا ً هاما ً يف دعم فريق الوساطة‪ ،‬رهنا ً بطبيعة‬
‫الرضوري تحقيق مكاسب رسيعة يف بدء الوساطة لدفع عجلة‬ ‫املوارد املتنازع عليها‪ .‬ويف هذه املرحلة‪ ،‬من املستحسن أيضا ً‬
‫العملية إىل األمام وبناء ثقة متبادلة أولية‪ ،‬أو ما إذا كان من‬ ‫تحديد األطراف الفاعلة الداعمة املحتملة لعملية الوساطة‪،‬‬
‫األفضل اإلفادة من املكاسب السهلة يف مرحلة الحقة‪ .‬يتوجب‬ ‫ال سيما الجهات املرشدة والداعية والراعية‪.‬‬
‫التأمل يف مدة االجتماعات الفردية وتوقع تأخر العملية‪ .‬إن‬
‫تحديد األساليب واإلجراءات‪ :‬يستدعي اإلعداد للوساطة‬
‫رسم املحطات وتحديد أهداف يف عملية الوساطة مفيدان إال أن‬
‫استعراض كافة األساليب واإلجراءات الرضورية إلنجاح‬
‫فرض مهل زمنية قد يأتي أحيانا ً بنتيجة هي عكس ما كان‬
‫االجتماعات واألنشطة األخرى التي تشكل جزءًا من عملية‬
‫متوقعاً‪ .‬وإن خصص للتدريب حيز يف العملية فمتى موعده يف‬
‫التفاوض‪ .‬ويمكن أن تستخدم طوال عملية التفاوض كل‬
‫جدول املفاوضات؟ ويف ما يتعلق بمكان االجتماع‪ ،‬فثمة‬
‫الوسائل املتوفرة‪ ،‬من اجتماعات استشارية مع أصحاب‬
‫عمليات أو اجتماعات من املستحسن عقدها رسا ً وبعيدا ً عن‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬تصميم العملية واملبادئ األساسية يف معاهدة مياه نهر السند‬

‫‪© CHANNI ANAND, KEYSTONE‬‬

‫يتجول رشاج مأمون (يف وسط الصورة إىل اليسار يف السرتة الحمراء)‪ ،‬وهو مسؤول باكستاني يف لجنة مياه السند‪ ،‬مع‬
‫مسؤولني هنود عىل ضفاف نهر التاوي يف مدينة جامو يف الهند‪ .‬أنشأت معاهدة مياه نهر السند املربمة عام ‪ 1960‬لجنة‬
‫السند الدائمة التي تنهض بالتعاون يف شأن قضايا املياه العابرة للحدود يف حوض النهر‪.‬‬
‫كانت معاهدة نهر السند‪ ،‬وهي اتفاق عىل تصميم عملية التفاوض ومبادئها األساسية‪ ،‬رشطا ً مسبقا ً هاما ً لتهيئة الظروف للتفاوض‬
‫عىل توزيع حصص مياه نهر السند وروافده بني الهند وباكستان‪ .‬وقد ساعد البنك الدويل الطرفني عىل تصميم العملية واالتفاق عىل‬
‫مبادئ أساسية أولية بشأن طبيعة الحل الذي يتوخانه فضالً عن التمثيل املطلوب لزيادة فرص التوصل إىل اتفاق نهائي‪ .‬وبالتحديد‪،‬‬
‫وافق الطرفان عىل التفاوض بشأن القضايا العملية وال السياسية مما أدى إىل قيامهما بتعيني مهندسني للخوض يف املفاوضات وذلك‬
‫بدعم مهندس من البنك الدويل‪ .‬سمح هذا النهج التقني للطرفني تجاوز عوائق عدة وساهم يف اعتماد معاهدة نهر السند‪.‬‬
‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪ .‬راجع أيضا ً دراسة الحالة رقم ‪ 6‬يف الجزء “باء”‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫‪ 2-2‬االستعداد للتفاوض‬

‫األنظار يف حني أن بعض االجتماعات األخرى يستحسن عقدها‬


‫عىل أرض الواقع‪ :‬االستعداد للتفاوض يف بوغانفيل‪،‬‬ ‫يف العلن‪ .‬كما يتعني عىل الوسيط أن يسهر عىل أن تكون أماكن‬
‫يف بابوا غينيا الجديدة‬ ‫االجتماع مريحة لألطراف ومأمونة و“محايدة” ومؤاتية لبناء‬
‫الثقة والحفاظ عليها‪ .‬ويتعني تقدير الكلفة وضمان التمويل‬
‫قامت نيوزيلندا بالتوسط يف املباحثات األوىل بني األطراف‬
‫املناسب لدعم العملية إىل نهايتها‪ .‬وتؤدي الجهة الراعية عادة‬
‫املتنازعة يف أزمة بوغانفيل بني ‪ 1997‬و‪ .2001‬يف أثناء‬
‫مرحلة االستعداد للتفاوض‪ ،‬اتفقت األطراف عىل عقد‬ ‫دور املمول‪.‬‬
‫أراض أجنبية آمنة ومحايدة‪.‬‬‫املباحثات يف معسكر عىل ٍ‬ ‫تقديم التدريب عىل أساليب التفاوض واملواضيع التقنية‪:‬‬
‫وبفضل هذا القرار تم ّكنت األطراف من التعبري عن‬
‫إذا تبني يف أثناء التقييم أنه بني األطراف تفاوت فادح يف‬
‫شكواها بمنتهى الرصاحة وشعرت وكأنها تتفاوض عىل‬
‫قدم املساواة‪ .‬واكتفى الوسطاء بتيسري العملية ولم يديروا‬ ‫القدرات التقنية أو يف القدرة عىل التفاوض‪ ،‬فقد يتحتم اللجوء‬
‫املباحثات بل وسهروا عىل أن تديرها األطراف املتفاوضة‬ ‫إىل التدريب لتصحيح الوضع‪ .‬عىل التدريب عىل فن التفاوض‬
‫حتى تتبنى نتائجها‪.‬‬ ‫أن يركز عىل التفاوض عىل املصالح وأن يتناول تصميم العملية‬
‫الفعال واملبادئ األساسية للتفاوض التعاوني وتحقيق التوافق‬
‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد‬ ‫يف اآلراء‪ .‬ومن شأن التدريب أن يحسن مهارات األطراف‬
‫الطبيعية‪ .‬راجع أيضا ً دراسة الحالة رقم ‪ 2‬يف الجزء “باء”‬ ‫املستضعفة‪ ،‬مثل الجماعات والفئات االجتماعية املهمشة‬
‫تقليديا ً كالنساء والشباب‪ ،‬عىل التفاوض ومن ث ّم تعزيز فرص‬
‫نجاح املفاوضات‪ .‬أما التدريب الفني فالغرض منه تزويد‬
‫الجوهرية واإلجرائية والنفسية املؤثرة ومن ث ّم عىل تصميم‬ ‫املشاركني بمعلومات تقنية أساسية عن مواضيع محددة تتعلق‬
‫عملية الوساطة‪.‬‬ ‫باملوارد الطبيعية واطالعهم عىل دراسات حالة تظهر أساليب‬
‫تسوية نزاعات مماثلة عىل املوارد الطبيعية‪.‬‬
‫اعتماد تصميم لعملية الوساطة‪ :‬يتعني عىل األطراف أن‬
‫تتفق عىل كافة جوانب تصميم العملية املذكورة أعاله وأن‬ ‫إن جو التدريب يوفر لألطراف فرصة أوىل الستكشاف‬
‫تكيفها عند الحاجة‪ .‬إن عملية االتفاق بحد ذاتها تمثل‬ ‫القضايا يف مكان محايد و“مأمون”‪ .‬أما اآلراء واملواقف التي‬
‫فرصة سانحة لبناء الثقة والتوصل إىل توافق أويل يف اآلراء‬ ‫يتم التعبري عنها يف خالل التدريب فال تؤثر عىل املفاوضات‬
‫وتوضيح أصول الوساطة التي عىل أساسها تحاسب‬ ‫القادمة‪ ،‬األمر الذي يشجع األطراف عىل اإلعراب عنها بكل‬
‫األطراف‪ .‬وكلما كان االتفاق عىل تصميم العملية رصيحا ً‬ ‫حرية‪ .‬حتى أن جلسات التدريب املشرتكة بني األطراف تحفز‬
‫كلما زاد االلتزام بالوساطة‪.‬‬ ‫عىل إحياء الحوار وبناء الثقة ولو بصورة غري رسمية أو غري‬
‫مبارشة‪ .‬وهي تساعد أيضا ً الوسيط عىل تعميق فهمه للمصالح‬

‫‪21‬‬
‫‪ 2-2‬االستعداد للتفاوض‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬التدريب عىل التفاوض‬

‫‪© PRACTICAL ACTION‬‬


‫التدريب جانب هام من االستعداد للتفاوض ألنه يم ّكن أصحاب املصلحة ويزيد فرص نجاح الوساطة‬

‫بالنسبة إىل حوض النيل‪ ،‬فقد مهّ دت دورات تدريبية دامت أسابيع وعقدت يف القاهرة وبوجمبورا ونريوبي للتفاوض بشأن اإلجراءات‬
‫االنتقالية لتقاسم وتبادل البيانات واملعلومات عن حوض النيل التي أق ّرت يف عام ‪ .2009‬وكانت األنشطة التدريبية قد أثبتت نجاعتها‬
‫يف معالجة قضايا االستشارة والقبول يف املفاوضات بشأن اتفاق حوض نهر امليكونغ الذي أبرم يف عام ‪ .1995‬ويف كندا‪ ،‬سبقت التوصل‬
‫إىل اتفاق الغابة الشمالية يف عام ‪ 2010‬دورات تدريبية نظمت يف أثناء االستعداد للتفاوض بغية بناء الثقة والقدرات لدى بعض‬
‫أصحاب املصلحة‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫‪ 3-2‬التفاوض‬

‫وتحليلها؛ أو االستعانة بخربة خارجية للحصول عىل‬ ‫‪ 3-2‬التفاوض‬


‫املشورة أو حل اختالفات الرأي بشأن البيانات‪/‬‬
‫املعلومات‪.‬‬ ‫التفاوض هو املرحلة التي يعالج فيها مضمون االتفاق‬
‫ورشوطه‪ .‬يف أثناء التفاوض‪ ،‬يساعد الوسيط األطراف عىل‬
‫• املشاكل الهيكلية‪/‬املنهجية‪ :‬يستطيع الوسيط‬ ‫التوصل إىل اتفاق يرضيها جميعاً‪ .‬وإن كانت الظروف مؤاتية‪،‬‬
‫وضع عملية صنع قرار منصفة تقبلها جميع األطراف؛‬ ‫يستطيع الوسيط أيضا ً مساعدة األطراف املتنازعة عىل تعزيز‬
‫أو إعادة توجيه النقاش بالرتكيز عىل املصالح وال عىل‬ ‫عالقتها حتى تسلك طريق التعاون‪ .‬يف هذه املرحلة من‬
‫املواقف؛ أو إعادة تحديد كيفية توزيع ملكية املوارد‬ ‫الرضوري‪:‬‬
‫املتنازع عليها أو التحكم بها أو تيرسها أو إدارتها؛ أو‬
‫تعديل أسلوب األطراف يف ممارسة الضغط فيحوله‬ ‫• توضيح مالمح القضايا؛‬
‫من اإلكراه إىل اإلقناع؛ أو تعديل الجداول الزمنية‬ ‫• وضع قاعدة معلومات مشرتكة؛‬
‫إلتاحة املزيد من الوقت أو العكس؛ أو تصحيح العوامل‬
‫التي تفرض ضغوطا ً خارجية عىل األطراف‪.‬‬ ‫• درس النهج أو النماذج البديلة لحل املشاكل؛‬

‫• املشاكل يف العالقات‪ :‬يستطيع الوسيط الرتويج‬ ‫• تحديد عنارص االتفاق التي يحتمل أن تؤيدها كل‬
‫ألساليب مشرتكة بناءة لحل املشاكل؛ أو وضع قواعد‬ ‫األطراف؛‬
‫إلدارة النواحي املتصلة باملشاعر واالنفعاالت أثناء‬
‫• تحديد رشوط االتفاق التي تراعي اهتمامات بعض‬
‫التواصل؛ أو وضع إجراءات تشجع التعبري عن‬
‫األطراف املتفاوضة أو جميعها؛‬
‫املشاعر وتر ّد لها مرشوعيتها حسب مقتىض الحال؛ أو‬
‫تجريد األفكار والتعبري عنها بوضوح؛ أو تعزيز‬ ‫• إعداد اقرتاحات األطراف؛‬
‫التواصل؛ أو تصويب اإلجراءات للحد من تكرار أنماط‬
‫• دراسة املساومات الرضورية لتجاوز القضايا العالقة؛‬
‫الترصف السلبي‪.‬‬
‫• عرض اقرتاحات الوسيط للخروج من الطريق املسدود؛‬
‫• التضارب بني القيم‪/‬املعتقدات‪ :‬يستطيع الوسيط‬
‫توجيه مجرى النقاش لتجنب الخطابات حول القيم‬ ‫• دراسة مقتضيات التنفيذ بما فيها األحكام الرامية إىل‬
‫واملعتقدات املتعارضة؛ أو النهوض باالتفاق عىل‬ ‫تجاوز العوائق غري املتوقعة التي قد تعرتض التنفيذ‬
‫اعتبار أن األطراف “اتفقت عىل أال تتفق” عىل مجموعة‬ ‫وأي مقتضيات أخرى متعلقة بالحوكمة؛‬
‫من األمور؛ أو الرتويج ملجموعة من القضايا التي تتميز‬
‫بقيم مشرتكة متى كان األمر ممكناً؛ أو تحديد األهداف‬ ‫• إنجاز اتفاق حول صفقة نهائية تشمل اختبار النتيجة‬
‫الشاملة املشرتكة بني األطراف؛ أو التسليم بأن‬ ‫مع املنارصين واملصادقة عليه‪.‬‬
‫النزاعات عىل القيم واملعتقدات ال تحل بالوساطة‪.‬‬ ‫فيما ييل ممارسات حميدة من شأن الوسيط أن يسرتشد بها يف‬
‫• التضارب يف املصالح‪ :‬يستطيع الوسيط إيالء األولوية‬ ‫أثناء التفاوض عىل تسوية النزاعات عىل املوارد‪ .‬يف مرحلة أوىل‪،‬‬
‫للنهج القائمة عىل املصالح لتجنب الحاالت التي‬ ‫يتم رسم إطار يساعد عىل تحديد مداخل ممكنة للوساطة مع‬
‫ال غالب فيها وال مغلوب؛ أو إيجاد الحلول املجزية‬ ‫مراعاة أبعاد النزاعات املتباينة‪ .‬ويف مرحلة تالية‪ ،‬وصف‬
‫للجميع؛ أو السعي إىل زيادة املنفعة املشرتكة؛ أو‬ ‫لألساليب املفيدة لتسوية النزاعات عىل املوارد‪.‬‬
‫اللجوء إىل معايري موضوعية؛ أو السعي إىل التسويات‬ ‫يرد يف الفقرات التالية وصف إلطار يسهل تحديد املداخل إىل‬
‫املتكاملة والتكميلية يف مراعاة مصالح مختلف‬ ‫الوساطة إذ يعالج النزاع من خمس زوايا‪ 25 ،24‬أال وهي املشاكل‬
‫األطراف‪.‬‬ ‫املتصلة بالبيانات‪/‬املعلومات واملشاكل الهيكلية‪/‬املنهجية‬
‫وفضالً عما سبق‪ ،‬ثمة اقرتاحات مناسبة تماما ً لعملية الوساطة‬ ‫واملشاكل يف العالقات والتضارب بني القيم‪/‬املعتقدات‬
‫يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪:‬‬ ‫والتضارب يف املصالح‪ .‬ولكل واحد من هذه األبعاد الخمسة‬
‫أسلوب معالجة خاص عىل النحو املبني أدناه‪.‬‬
‫تنظيم عمليات جمع البيانات املشرتكة‪ :‬يف حاالت كثرية‪،‬‬
‫تنجم النزاعات عىل املوارد الطبيعية عن معلومات غامضة أو‬ ‫• املشاكل املتصلة بالبيانات‪/‬املعلومات‪ :‬يستطيع‬
‫متضاربة أو غري متسقة يف حوزة األطراف‪ ،‬تغذي مشاعر‬ ‫الوسيط اقرتاح التوصل إىل اتفاق بشأن البيانات‪/‬‬
‫االرتياب املتبادلة‪ .‬لذا فإن تنظيم عمليات جمع البيانات‬ ‫املعلومات الوجيهة أو النهج املعتمدة يف جمعها؛‬
‫املشرتكة واملصادقة عليها وتحليلها وسيلة مفيدة جدا ً للتوصل‬ ‫أو تحديد املعايري املشرتكة لجمع البيانات‪/‬املعلومات‬

‫‪23‬‬
‫‪ 3-2‬التفاوض‬

‫تقاس وتخمّ ن بموضوعية‪ ،‬مثالً كمية املوارد وجودتها‬ ‫إىل فهم مشرتك وبناء الثقة بني األطراف‪ .‬ويمكن اعتماد هذا‬
‫وتوزيعها املكاني وتغيريها املوسمي أو درجة تعرضها‬ ‫األسلوب لتناول مجموعة واسعة من املشاكل املتصلة‬
‫للصدمات أو اإلجهاد واالتجاهات يف استهالكها والطلب عليها‬ ‫باملعلومات مثل حجم املوارد أو كميتها أو معدل استغاللها أو‬
‫والتغريات البيئية عىل مدى السنني والقدرة عىل االنتعاش‬ ‫توزيع الكلفة واملنافع أو تداعيات عوامل أخرى مثل تغري‬
‫والطاقة عىل التحمل‪ .‬ومع أن هذا األسلوب يتيح فرصة تجاوز‬ ‫املناخ‪ .‬لكن يتعني تصميم األنشطة املشرتكة بعناية ال سيما‬
‫عوائق أساسية إال أن الصعوبة فيه هي أن موارد عديدة تتأثر‬ ‫عندما تتفاوت القدرات التقنية لألطراف عىل جمع املعلومات‬
‫بمجموعة من العوامل التي يصعب تخمني توفرها وجودتها‬ ‫وتحليلها‪ .‬كما ينبغي أن يستند تصميم األنشطة املشرتكة إىل‬
‫وقيمتها بشكل دقيق‪ .‬ويف بعض األحوال‪ ،‬قد يتوجب تضمني‬ ‫قراءة واضحة ملا يعتربه كل طرف معلومة مفيدة‪ ،‬وإىل‬
‫أي اتفاق نهائي أحكاما ً تراعي هذا الواقع‪ .‬فضالً عن أن هذا‬ ‫“أساليب املعرفة املختلفة” للحصول عىل املعلومات‪ ،‬وإىل‬
‫األسلوب يفرتض تعادل األطراف يف قدراتها التقنية وهو األمر‬ ‫مساهمة املعلومات التقنية يف فهم األطراف للمشاكل ولحلولها‪.‬‬
‫الذي يتعني تحقيقه قبل أن تلجأ الوساطة إليه‪.‬‬
‫ويقيض نهج آخر قريب منه بعض اليشء بإنشاء منصات‬
‫تحقيق املنفعة القصوى لجميع أصحاب املصلحة‪ :‬عندما‬ ‫معلومات مشرتكة تستطيع األطراف املساهمة فيها بانتظام‪.‬‬
‫تتمحور املفاوضات حول كيفية توزيع موارد طبيعية محدودة‬ ‫ومن شأن تلك املنصات أن تحسن شفافية الوساطة وثقة‬
‫عىل أصحاب املصلحة‪ ،‬يكمن الخطر يف أن يخرج منها غالب‬ ‫األطراف فيها وأن تعادل بني معلومات األطراف‪ .‬قد يستدعي‬
‫ومغلوب‪ .‬عليه‪ ،‬يلجأ الوسيط عامة إىل تحديد مجموعة كبرية‬ ‫إنشاء املنصة االتفاق عىل طائفة من القضايا مثل نوع اآللية أو‬
‫من املنافع املتأتية من املوارد موسعا ً بذلك الحصة التي يمكن‬ ‫الربوتوكول العلمي لتوليد املعلومات أو جمعها ورشوط العملية‬
‫تقاسمها أو استخدامها بصورة مشرتكة‪ .‬ومن األمثلة عن تلك‬ ‫بحد ذاتها واختيار الخرباء وتصميم عمليات تحليل املعلومات‬
‫املنافع فرص العمل واإلرادات والخدمات وإتاحة املوارد والبنية‬ ‫واملصادقة عليها‪ .‬ويتوجب أحيانا ً وضع قواعد لضمان عدم‬
‫األساسية‪ .‬فكلما أمكن زيادة عدد املنافع املتبادلة ملختلف‬ ‫تحجج األطراف بالحاجة إىل معلومات جيدة للهروب من‬
‫أصحاب املصلحة ونطاقها كلما زاد احتمال التوصل إىل نتيجة‬ ‫التفاوض حول القضايا املستعصية‪.‬‬
‫مجزية للجميع‪.26‬‬
‫االستعانة بالخربة الفنية املتجردة والدروس املستخلصة‬
‫فصل ملكية املوارد عن استخدامها وإدارتها‪ :‬قد ترتبط‬ ‫من حاالت أخرى‪ :‬قد تتأثر املفاوضات عىل املوارد الطبيعية‬
‫ملكية املوارد الطبيعية بقضايا حساسة مثل الهوية والتاريخ‬ ‫بأسلوب تفسري األطراف للبيانات املتوفرة أو الفجوات الهامة‬
‫والثقافة التي يصعب التفاوض عليها‪ .‬ويجوز اختيار أسلوب‬ ‫يف الوقائع‪ .‬من املحتمل أن تدخل املفاوضات يف طريق مسدود‬
‫فصل موضوع ملكية املوارد عن مسألة إدارتها أو توزيع‬ ‫إذا اعتمدت األطراف عىل بيانات متناقضة أو تفسريات متباينة‬
‫اإليرادات املتأتية منها بسحب قضية امللكية رصاحة من طاولة‬ ‫للبيانات عينها أو عندما يرى أحد األطراف أن طرفا ً آخر‬
‫املفاوضات‪ .27‬يف هذه الحالة‪ ،‬تتفق عادة األطراف عىل أال تتفق‬ ‫يحتفظ ببيانات أساسية أو يتالعب بها‪ .‬ويكمن دور الخرباء‬
‫عىل موضوع امللكية إال أنها تبدي إرادة يف التفاوض عىل‬ ‫الفنيني املتجردين يف عرض بيانات وتحاليل علمية صحيحة‬
‫استخدامها وإدارتها بما يعود باملنفعة عىل الجميع رشط أال‬ ‫وموثوقة عىل كل األطراف بالتساوي‪ .‬وقد يكون يف متناول‬
‫يخل األمر بمزاعمها عىل ملكية املوارد يف املستقبل‪.‬‬ ‫أطراف ثالثة محايدة تقنيات متطورة (املعاينة امليدانية‬
‫والتحاليل املخربية واالستشعار عن بعد وأنظمة املعلومات‬
‫استخدام التصورات والنمذجة ودراسات الحالة‬
‫الجغرافية والتصوير بواسطة الطائرات املسرية وغري ذلك) من‬
‫والوسائل األخرى ملساعدة األطراف عىل تصور استخدام‬
‫شأنها أن تعزز مصادر املعلومات والتحليل املتاحة أو أن‬
‫املوارد يف املستقبل وإدارتها واملنافع الناجمة عن ذلك‪:‬‬
‫تساعد عىل النظر إىل اإلشكاليات من زاوية مفيدة‪ .‬كما أن‬
‫تتوفر وسائل عدة ملساعدة األطراف عىل مناقشة حلول محتملة‬
‫هؤالء الخرباء قد يعرضون دراسات حالة مستمدة من مناطق‬
‫للنزاعات عىل املوارد من دون املساس باملصالح القائمة ومن‬
‫أو دول أخرى نجحت يف تسوية نزاعات مماثلة عىل املوارد أو‬
‫دون أي حاجة إىل قرار سيايس أو تكليف‪ .‬عىل سبيل املثال‪،‬‬
‫يف منع نشوبها‪( .‬راجع املرفق ‪.)2‬‬
‫تعطي التصورات احتماالت واقعية عن املستقبل حيث تتمكن‬
‫األطراف من دراسة الخيارات والنتائج ومقابلتها‪ .‬وتبني‬ ‫االنتقال يف النقاش من أبعاد النزاع السياسية‬
‫دراسات الحالة التسويات التي توصلت إليها األطراف يف‬ ‫واإليديولوجية إىل جوانبه الفنية‪ :‬من أساليب الوساطة‬
‫نزاعات مماثلة وتشري إىل املنافع التي كسبها كل طرف‪ .‬أما‬ ‫الشائعة توجيه النقاش حتى يتناول الجوانب الفنية يف‬
‫النمذجة فتقدم لألطراف تنبؤات وإسقاطات تقنية الطابع‬ ‫النزاعات عىل املوارد الطبيعية من خالل تفادي األبعاد‬
‫تشمل طائفة من املتغريات مثل توفر املوارد واتجاهات‬ ‫السياسية والثقافية واإليديولوجية الحساسة‪ .‬إنه األسلوب‬
‫االستهالك وتغري املناخ والنمو السكاني والهجرة وإلخ‪ .‬وكلها‬ ‫املعروف بإضفاء الطابع الفني عىل النقاش وهو مفيد جدا ً يف‬
‫معلومات تساعد األطراف يف تقييمها الذاتي للتسوية املحتملة‬ ‫النزاعات عىل املوارد الطبيعية ألن عنارص كثرية منها قابلة ألن‬
‫‪24‬‬
‫‪ 3-2‬التفاوض‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬عملية جمع املعلومات املشرتكة يف سياق معاهدة نهر كولومبيا‬
‫‪© RICK BOWMER, KEYSTONE‬‬

‫سد بونفيل عىل نهر كولومبيا قرب أهوسة جزر كاسكيد يف والية أوريغون‬

‫يف عام ‪ ،1944‬أنشأت الواليات املتحدة األمريكية وكندا املجلس الدويل لهندسة نهر كولومبيا لدراسة هيدرولوجيا حوض النهر وسكانه‬
‫واقتصاده والسدود املشيدة عليه‪ .‬وهذا مثل عن مساهمة عملية جمع املعلومات املشرتكة يف تجاوز سنوات من الحوار العقيم وكرس‬
‫جمود املفاوضات التي انتهت بوضع معاهدة نهر كولومبيا التي وقعتها الدولتان يف عام ‪ 1961‬وصادقت عليها يف عام ‪.1964‬‬

‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪.‬‬

‫وتولد زخما ً للتوافق أو للتفاوض عىل أساس تكليف سيايس‬


‫عىل أرض الواقع‪ :‬املعلومات الفنية والخربة بشأن‬ ‫أوسع من أجل التوصل إىل تسوية‪ .‬هذه األدوات تساعد‬
‫املوارد الطبيعية يف الصحراء الغربية‬
‫األطراف عىل ابتكار األفكار والحلول البناءة يف جو غري رسمي‬
‫قد يؤثر بصورة غري مبارشة عىل اسرتاتيجيات التفاوض وعىل‬
‫يف املحادثات غري الرسمية التي دارت يف تموز‪/‬يوليه‬ ‫جدوى االقرتاحات التي يصيغها الوسيط‪.‬‬
‫‪ 2011‬حول الصحراء الغربية‪ ،‬وافق الطرفان (جبهة‬
‫البوليساريو والحكومة املغربية) عىل عقد اجتماعات عىل‬ ‫استخدام املعايري املوضوعية واألطر الناظمة بشأن‬
‫مستوى الخرباء ملناقشة حالة البيئة واملوارد الطبيعية‪.‬‬ ‫املوارد الطبيعية‪ :‬تشكل املعايري املوضوعية لتحديد املقاييس‬
‫وتمت هذه املناقشات التقنية بدعم من برنامج األمم‬ ‫واملؤرشات واألهداف التي تعتربها جميع األطراف منصفة‬
‫املتحدة للبيئة يف شهر ترشين الثاني‪/‬نوفمرب ‪ 2011‬يف‬
‫جنيف حيث أكد الطرفان عىل نيتهما وضع قاعدة بيانات‬
‫أسلوب وساطة رائج يف تسوية النزاعات عىل املوارد‪ .‬فهي‬
‫مشرتكة للموارد الطبيعية املوجودة فضالً عن مستويات‬ ‫تجعل النقاش يتمحور حول الجوانب الفنية ويبدد أي انطباع‬
‫االستغالل الحالية حتى تكون أساس محادثات مقبلة‬ ‫بأن املعلومات منحازة لصالح طرف دون سواه‪ .‬يف النزاعات‬
‫بشأن مصائد األسماك واملياه والفوسفاط وغريها من‬ ‫عىل املوارد‪ ،‬تشكل األطر الناظمة القائمة عىل أصول املمارسات‬
‫املوارد الطبيعية‪.‬‬ ‫املهنية مصدرا ً لتلك املعايري‪ .‬كما يمكن أن تستمد أيضا ً من‬
‫القوانني والسياسات الوطنية أو الدولية‪ .‬وبالنسبة إىل‬
‫املصدر‪ :‬تقرير األمني العام لألمم املتحدة‪.2012 .‬‬
‫النزاعات الدولية‪ ،‬إن اتباع القواعد الدولية من شأنه أن يبعد‬
‫‪ :S/2012/197‬ﺗﻘﺮﻳﺮ األمني العام عن الحالة فيما يتعلق‬
‫النقاش عن املصالح الوطنية املتنافسة‪ .‬كما أن االمتثال‬
‫بالصحراء الغربية‪ ،‬الفقرات ‪ 20-19‬و‪ .23‬األمم املتحدة‪:‬‬
‫نيويورك‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ 3-2‬التفاوض‬

‫االستعانة باآلليات أو املؤسسات املشرتكة ملعالجة‬ ‫للمعايري الدولية يضفي عىل العملية مرشوعية ويساعد عىل‬
‫القضايا التقنية املتشعبة‪ :‬بما أن النزاعات عىل املوارد‬ ‫حشد الدعم عند تنفيذ االتفاق‪ .‬ويف جملة األطر الناظمة‬
‫تنطوي عىل قضايا تقنية متشعبة تستلزم معلومات مفصلة‬ ‫الخاصة باملوارد الطبيعية تذكر االتفاقات البيئية املتعددة‬
‫واهتماما ً متواصالً‪ ،‬قد تقرر األطراف املتفاوضة أن تنشئ‬ ‫األطراف؛ ومن املمارسات الحميدة يذكر ميثاق املوارد‬
‫آليات أو مؤسسات مشرتكة ملعالجتها الحقا ً بعد نهاية‬ ‫الطبيعية ومبادرة الشفافية يف مجال الصناعات االستخراجية‪.‬‬
‫املفاوضات‪ .‬وعليه يمكن أن تتناول املفاوضات واالتفاق‬ ‫تعديل نمط التفاوض‪ :‬تصل عمليات الوساطة عىل املوارد‬
‫إجراءات إلنشاء اآلليات الجديدة وتشغليها من دون محاولة‬ ‫الطبيعية أحيانا ً إىل طريق مسدود عندما تتصلب املواقف‬
‫حل القضايا التقنية يف خالل املفاوضات‪ .‬عندئذ من املحبذ أن‬ ‫فرتاوح املفاوضات مكانها‪ .‬قد يتوجب عندئذ عىل الوسيط أن‬
‫تسعى األطراف إىل االتفاق عىل بعض البنود التالية‪ :‬الصالحيات‬ ‫يعدل نمط التفاوض‪ .‬ويف متناوله أساليب عدة يتوقف‬
‫والتكليف والتمثيل أو التوظيف واملؤرشات واملحطات وموقع‬ ‫استخدامها عىل االحتياجات والسياق‪ .‬فقد يختار اللجوء إىل‬
‫املكاتب ومصدر التمويل وعملية تسوية املنازعات‪.‬‬ ‫محادثات غري رسمية أو دعوات لتناول العشاء أو رحالت‬
‫ميدانية أو جوالت دراسية أو زيارات مراقبة يف املواقع‪ .‬كما‬
‫صياغة اتفاقات مرنة ومتكيفة ملواجهة األمور املستجدة‬
‫يمكن أن يساعد األطراف عىل النظر إىل املشكلة من زاوية‬
‫وتغي األوضاع‪ :‬يمكن تقييم جوانب كثرية من املوارد الطبيعية‬‫ّ‬
‫مختلفة باالستعانة بالخرائط والصور املتحركة الرقمية أو‬
‫والبيئية بعبارات كمية إال أن املعارف غري كافية لتخمني تفاعل‬
‫باالستحصال عىل معلومات جديدة تصور الوضع من زاوية‬
‫األنظمة البيئية املتشعبة وتطورها واستجابتها ألشكال الضغط‬
‫جديدة‪ .‬كما يمكن أن تقوم األطراف سوية بتفقد األماكن‬
‫والصدمات واإلجهاد‪ .‬ويمكن تجاوز هذا الغموض يف االتفاقات‬ ‫املتنازع عليها أو مواقع كانت موضع نزاعات مماثلة تمت‬
‫بالوساطة عن طريق اعتماد ترتيبات إدارة مرنة ومتكيفة أو‬ ‫تسويتها‪ .‬ويجوز أيضا ً دعوة خرباء أو أطراف يف نزاعات مماثلة‬
‫خطط طوارئ تقوم عىل اعتبارات محتملة مختلفة‪ .‬عىل سبيل‬ ‫للتحدث عن تجربتها واستنتاجاتها‪ .‬إن هذا املزيج من األساليب‬
‫املثال‪ ،‬تتفق األطراف عىل بلوغ أهداف معينة بواسطة‬ ‫الخالقة قد يعدل نمط التفاوض دافعا ً إياه يف اتجاه بناء‪.‬‬
‫اسرتاتيجيات أو تقنيات محددة لتسوية نزاعها والتي يمكن‬
‫رصدها وتقييمها بانتظام يف خالل تنفيذ االتفاق‪ .‬وإن لم يتم‬ ‫بناء قدرات األطراف املستضعفة عىل مواجهة انعدام‬
‫توازن القوى‪ :‬عند وجود تفاوت فادح يف توازن القوى بني‬
‫بلوغ األهداف‪ ،‬يجوز لألطراف أن تدخل التصحيحات الالزمة‬
‫األطراف‪ ،‬يسهم بناء قدرات الطرف املستضعف كثريا ً يف‬
‫بفضل أحكام اإلدارة املتكيفة‪.‬‬
‫تحسني نوعية املفاوضات ويزيد من فرص استدامة أي اتفاق‪.‬‬
‫ولكي يكون االتفاق مستداماً‪ ،‬ال بد أن تكون كل األطراف‬
‫قادرة عىل التفاوض عىل مصالحها‪ .‬ويجدر خالل التفاوض‬
‫عىل املصالح إدراك أن التسوية املجزية لكل األطراف تدوم أكثر‬
‫عىل أرض الواقع‪ :‬السياسات الوطنية واملمارسات‬
‫من الحاالت التي يعتمد فيها مبدأ الغالب واملغلوب‪ .‬فعندما‬
‫الدولية لتخفيض حرق الغاز يف ألربتا‪ ،‬يف كندا‬ ‫يفتقر طرف إىل املهارات الرضورية‪ ،‬تتعثر املفاوضات أو‬
‫تراوح مكانها‪ ،‬أحيانا ً لفرتات طويلة‪ ،‬أو تفيض إىل اتفاق مربم‬
‫إن استعراض املعايري املعتمدة يف دول أخرى مثل الواليات‬ ‫يشكك فيه الطرف املستضعف أو يرفضه الحقاً‪ .‬من املجدي‬
‫املتحدة والنرويج واملمارسات الدولية الجيدة ساعد‬ ‫رشح فلسفة التفاوض عىل املصالح حتى تفهم كل األطراف‪،‬‬
‫أصحاب املصلحة عىل تقييم خيارات تخفيض حرق الغاز‬ ‫القوية منها واملستضعفة‪ ،‬أنه من مصلحتها املتبادلة أن‬
‫املذاب يف ألربتا‪ ،‬يف كندا‪ ،‬بصورة موضوعية‪ .‬وتجسدت‬ ‫تتفاوض مع أطراف مؤهلة‪.‬‬
‫النتيجة يف توجيه يفرض أهدافا ً صارمة قصرية األمد‬ ‫عرض اقرتاحات عىل األطراف‪ :‬من املجدي أحيانا ً أن يقدم‬
‫لتخفيض حرق الغاز املذاب‪ ،‬ويعني الحدود القصوى‬ ‫الوسيط اقرتاحات يف شأن النزاعات عىل املوارد‪ .‬وهو نهج‬
‫للكمية اإلجمالية من الغاز املذاب التي يجوز حرقها يف كل‬ ‫يستدعي الدقة يف التوقيت والقرار ولن يكون عمليا ً إال إذا‬
‫موقع إن لم يتم بلوغ األهداف الطوعية‪.‬‬ ‫اعتربته األطراف مقبوالً‪ .‬وال يتقدم باقرتاح سوى الوسيط‬
‫الذي له من النفوذ واملصداقية ما يكفي يف رأي أصحاب‬
‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل‬ ‫املصلحة يف العملية‪ .‬وألن األمر دقيق للغاية‪ ،‬يرتدد غالبية‬
‫املوارد الطبيعية‪ .‬راجع أيضا ً دراسة الحالة رقم ‪ 3‬يف‬ ‫الوسطاء يف تقديم أي اقرتاح يف غياب طلب رسمي من‬
‫الجزء “باء”‪.‬‬ ‫األطراف‪ .‬ويف طبيعة الحال‪ ،‬فإن اقرتاحات الوسيط قد تعقد‬
‫األمور أو تحلحل األوضاع‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪ 3-2‬التفاوض‬

‫تحديد أفضل طريقة لتوثيق االتفاق والتصديق عليه‬


‫عىل أرض الواقع‪ :‬اقرتاحات تقنية من الوسيط‬ ‫وتعميمه‪ :‬يف الوساطة عىل املوارد الطبيعية‪ ،‬يمكن توثيق‬
‫مجموعة واسعة من الصكوك والتصديق عليها وهي تأتي عىل‬
‫يف املفاوضات التي جرت يف خمسينات القرن املايض‬
‫وبداية الستينات بني الهند وباكستان بشأن نهر السند‪،‬‬ ‫أشكال متنوعة‪ .‬واملهم هو أن تصاغ بشكل يحد من إمكانية‬
‫عرض كل بلد خطته الستغالل املياه باالستناد إىل معلومات‬ ‫االدعاء بأنها لم ترق إىل مستوى التطلعات أو أنها نكثت‬
‫مشرتكة عن املياه املتوفرة إال أن كل واحد منهما اقرتح‬ ‫الوعود‪ .‬والطرق املتاحة عديدة‪ :‬مراسيم رئاسية وبيانات‬
‫توزيعا ً مختلفا ً تماما ً لحصص املاء‪ .‬وجاء البنك الدويل‬ ‫مشرتكة ومذكرات تفاهم ومعاهدات رسمية واتفاقات قانونية‬
‫الذي كان يرعى املحادثات باقرتاح بديل يقيض بتخصيص‬ ‫وحتى حفالت وأعراف تقليدية‪ .‬كما ينبغي إيالء االنتباه‬
‫الجزء األكرب من مياه الروافد الرشقية إىل الهند والجزء‬
‫الواجب ملصادقة منارصي كل طرف عىل االتفاق بما يتماىش‬
‫األكرب من مياه الروافد الغربية إىل باكستان‪ .‬لم يوافق‬
‫الطرفان عىل الفور عىل هذا االقرتاح‪ .‬فعرض البنك الدويل‬ ‫مع القوانني املحلية‪ .‬وقد يتعني أيضا ً اعتماد اسرتاتيجية‬
‫عىل الهند أن تبني املزيد من مرافق التخزين األمر الذي‬ ‫تواصل لتعميم نتائج املفاوضات عىل سائر أصحاب املصلحة‬
‫رفضته‪ .‬فركزت املفاوضات تاليا ً عىل قدر مساهمة الهند يف‬ ‫والرأي العام بغية الظفر بدعمهم‪.‬‬
‫تشييد مرافق التخزين اإلضايف‪ .‬وأجرى البنك الدويل‬
‫مفاوضات منفصلة مع باكستان والهند والجهات املانحة‬
‫الدولية للتوصل إىل اتفاق تم التصديق عليه يف عام ‪.1961‬‬
‫وكان هذا أيضا ً شأن النزاع الحدودي بني بريو وإكوادور‬
‫حيث إن اقرتاحات كفالء الوساطة األربعة ساعدت البلدين‬
‫عىل إبرام اتفاق برازيليا عام ‪ .1998‬ويف جملة العنارص‬
‫األساسية التي حملها اتفاق السالم يف طياته إنشاء املناطق‬
‫املتاخمة للحماية البيئية يف سلسلة الكوندور الجبلية عىل‬
‫طول الحدود املتنازع عليها والتي أصبحت محمية الكندور‬
‫وكوتوكو يف عام ‪.2004‬‬

‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل‬


‫املوارد الطبيعية‪ .‬راجع أيضا ً دراستي الحالة رقم ‪ 5‬و‪ 6‬يف‬
‫الجزء “باء”‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫‪ 4-2‬التنفيذ‬

‫التخفيف من انعدام توازن القوى أثناء التنفيذ‪ :‬يف غياب‬ ‫‪ 4-2‬التنفيذ‬


‫توازن القوى بني األطراف‪ ،‬يمكن االستعانة بآليات التنفيذ‬
‫وعمليات بناء الثقة املستمرة للنهوض بالنهج الجماعي يف‬ ‫ال تنتهي الوساطة بالرضورة عند التوصل إىل اتفاق‪ .‬قد تظهر‬
‫إدارة املوارد وصونه‪ .‬ومن أجل تصحيح انعدام توازن القوى‪،‬‬ ‫يف مرحلة تنفيذه مجموعة من الصعاب والضغوطات والنزاعات‬
‫يمكن تضمني االتفاق آليات أخرى مثل عمليات تحكيم وتسوية‬ ‫التي تطال استدامته‪ .‬إن استمرار االتفاق مرهون بمدى توقع‬
‫املنازعات املقبلة وتنفيذ أحكام بديلة يف مواجهة طوارئ‬ ‫تلك املشاكل وبأسلوب معالجتها طوال فرتة تنفيذه‪ .‬قد تشعر‬
‫ميدانية مختلفة واالستعانة بمراقبني مستقلني لرصد االمتثال‬ ‫األطراف باإلحباط أو االستياء أو الخداع إن لم يتم توقع‬
‫والنهوض بالشفافية وعمليات مشرتكة إلدارة املوقع والرصد‬ ‫املشاكل ومعالجتها عىل النحو املناسب يف خالل عملية التنفيذ‪.‬‬
‫واإلبالغ‪ .‬إن تضمني نص االتفاق نهجا ً مرنا ً ألسلوب مفيد يف‬ ‫وقد ينهار االتفاق إن لم تعالج مشاكل التنفيذ الجدية‪ .‬ويف‬
‫مواجهة حاالت التفاوت الفادح يف توازن القوى ألنه يتيح‬ ‫حاالت كثرية‪ ،‬تستمر الوساطة يف أثناء مرحلة تنفيذ اتفاق‬
‫فرصة تصويب النص حتى يتكيف مع املستجدات السياسية‬ ‫متفاوض عليه حتى تعالج تلك املسائل املتعلقة مثالً بإنشاء‬
‫واالجتماعية والبيئية التي تطرأ عىل مر السنني‪.‬‬ ‫آلية الحوكمة امللحوظة يف االتفاق أو بالرصد وإبالغ األطراف‬
‫بالتقدم املحرز يف التنفيذ أو بآلية التظلم و‪/‬أو عملية تسوية‬
‫االستعانة بإجراءات تسوية النزاعات و‪/‬أو آليات التظلم‬ ‫املنازعات وبتصويب أحكام االتفاق استجابة ملشاكل غري‬
‫يف أثناء التنفيذ‪ :‬ينبغي تضمني كل اتفاق إجراءات لتسوية‬ ‫متوقعة يف التنفيذ‪ .‬ويف ما ييل أهم االعتبارات املتعلقة بتنفيذ‬
‫املنازعات وآليات للتظلم ألن املصاعب واالختالفات جزء‬ ‫اتفاق عىل املوارد‪.‬‬
‫ال يتجزأ من التنفيذ‪ .‬تتسم هذه اآلليات بالوضوح والشفافية‬
‫وتتحىل باملرونة الكافية ملواجهة شتى أنواع الصعوبات‪ .‬يتعني‬ ‫وضع إرشادات تنفيذ واضحة‪ :‬يف االتفاق‪ ،‬يتعني استباق‬
‫عىل اآلليات أن تتمكن من تسوية املنازعات والبت يف الشكاوى‬ ‫املشاغل الرئيسية التي قد تظهر يف أثناء التنفيذ ومعالجتها؛‬
‫عىل مستويات مختلفة‪ ،‬محلية أو وطنية أو دولية‪.29‬‬ ‫مما يعني تحديد دور كل طرف وصاحب مصلحة ومسؤولياته‬
‫ووضع جدول زمني للتنفيذ مع مؤرشات واضحة وإنشاء‬
‫نظام رصد وإبالغ وآلية تعديل وأحكام لتسوية املنازعات‪.‬‬
‫عند الحاجة‪ ،‬تكون الوساطة الخارجية فاعلة يف تسوية‬
‫عىل أرض الواقع‪ :‬تفعيل إطار حرق الغاز يف ألربتا‪ ،‬يف‬ ‫الخالفات حول التنفيذ‪ .‬إال أن اإلفراط يف االعتماد عىل وساطة‬
‫كندا‬ ‫الغري يف مرحلة التنفيذ قد يقوض شعور األطراف بالتحكم‬
‫بمقاليد العملية‪.28‬‬
‫إن الخطة الناظمة الواضحة لتفعيل إطار حرق الغاز يف‬
‫ألربتا‪ ،‬يف كندا‪ ،‬والتي أعدت جراء عملية ضمّ ت شتى‬ ‫السهر عىل أن يتضمن االتفاق أحكاما ً تكفل التكيّف‬
‫أصحاب املصلحة‪ ،‬ساعدت عىل تخفيض حاالت حرق‬ ‫ورجع الصدى يف أثناء التنفيذ‪ :‬عىل االتفاق أن يروّ ج لنظام‬
‫الغاز‪ .‬يف عام ‪ ،1999‬أصدرت الجهات الناظمة التوجيه‬ ‫متكيف يتيح إدارة التنفيذ ويكون قادرا ً عىل التطور يف‬
‫رقم ‪ 60‬الذي تضمن إطارا ً إلدارة حرق الغاز املذاب أع ّد يف‬ ‫مواجهة األحداث أو القضايا املستجدة يف أثناء التنفيذ‪ ،‬متوقعة‬
‫ضوء نتائج املفاوضات‪ .‬وشمل رسما ً بيانيا ً للحلول‬
‫كانت أو طارئة أو ناجمة عن تغري يف الطبيعة‪ .‬إن آليات‬
‫وتوصيات إدارية محددة وفرض أهدافا ً صارمة عىل األمد‬
‫وعي الحدود القصوى‬ ‫القصري لتخفيض حرق الغاز املذاب ّ‬ ‫الرصد واإلبالغ التي توفر لألطراف وأصحاب املصلحة‬
‫للكمية اإلجمالية من الغاز املذاب التي يجوز حرقها يف كل‬ ‫معلومات اسرتجاعية بشأن التنفيذ حيوية لصون الثقة يف‬
‫موقع إن لم يتم بلوغ األهداف الطوعية‪.‬‬ ‫العملية‪ .‬وتكون هذه اآلليات عادة قد صممتها األطراف معا ً‬
‫وهي تشارك فيها أو ترشف عليها؛ وعليها أن تراعي املعلومات‬
‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل‬ ‫التقنية فضالً عن املعارف املحلية واالنطباعات‪ .‬كما تفرض‬
‫املوارد الطبيعية راجع أيضا ً دراسة الحالة رقم ‪ 3‬يف الجزء‬ ‫مجموعة من املسائل مثل الظروف البيئية أو التجارية‬
‫“باء”‪.‬‬ ‫املستجدة أو ترتيبات الحوكمة أو إجراءات تسوية املنازعات‬
‫غري املجدية تصويب االتفاق‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫‪ 4-2‬التنفيذ‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬املنازعات يف أثناء تنفيذ معاهدة مياه السند‬


‫‪© PERVEZ MASIH, KEYSTONE‬‬

‫صيادو سمك باكستانيون يحاولون صيد السمك يف نهر السند‬

‫من الطبيعي أن تواجه االتفاقات واملعاهدات مصاعب يف مرحلة التنفيذ مما يبني الحاجة إىل تضمينها أحكاما ً متعلقة بالحوكمة‬
‫وإجراءات تسوية املنازعات عىل غرار ما ورد يف معاهدة مياه السند حيث إن مجموعة من إجراءات تسوية املنازعات‪ ،‬منها استشارة‬
‫لجنة السند الدائمة واالستعانة بخبري مستقل واللجوء إىل محكمة التحكيم الدائمة‪ ،‬ساعدت الطرفني عىل حل قضايا هامة‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪ .‬راجع أيضا ً دراسة الحالة رقم ‪ 6‬يف الجزء “باء”‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫‪ -3‬إرشادات الوساطة يف النزاعات عىل فئات من املوارد الطبيعية‬

‫إرشادات الوساطة يف النزاعات عىل فئات‬


‫من املوارد الطبيعية‬ ‫‪3‬‬
‫ً‬
‫مصحوبة‬ ‫تأتي مشاريع استغالل املوارد االستخراجية عاد ًة‬ ‫يركز هذا الفصل عىل الوساطة يف النزاعات عىل فئات ثالث من‬
‫بوعود مثل إنشاء فرص العمل وزيادة اإليرادات العامة وحفز‬ ‫املوارد الطبيعية‪ :‬املوارد االستخراجية واألرايض واملياه‪ .‬إنه‬
‫النمو االقتصادي‪ .‬صحيح أنه يف ظل الظروف املؤاتية‪ ،‬من‬ ‫يعتمد عىل مراحل الوساطة األربع التي ورد وصفها يف الفصل‬
‫ً‬
‫هامة إىل االقتصاد‬ ‫ً‬
‫مساهمة‬ ‫شأن القطاع االستخراجي أن يقدم‬ ‫السابق والتي تنسحب عىل أي نزاع عىل املوارد الطبيعية‪ .‬بعد‬
‫الوطني‪ .‬إنما‪ ،‬يف واقع األمر‪ ،‬غالبا ً ما تكون املوارد االستخراجية‬ ‫عرض وجيز لكل فئة من املوارد‪ ،‬تسلط يف كل حالة األضواء‬
‫بنزاعات سواء عىل شكل نزاعات منفردة أو كعنرص من‬ ‫ٍ‬ ‫متصلة‬ ‫عىل عوامل النزاع الرئيسية وتعرض مجموعة من أساليب‬
‫رصاع سيايس واسع النطاق‪ .‬ومتى كانت املؤسسات العامة‬ ‫الوساطة الفعالة واالتفاقات النموذجية‪ .‬يتضمن هذا الفصل‬
‫ضعيفة أو قارصة‪ ،‬عانت البلدان الغنية باملوارد االستخراجية‬ ‫أيضا ً قوائم من األسئلة املفيد طرحها يف خالل مرحلة التقييم‬
‫من اآلثار املضخمة لظاهرة “لعنة املوارد”‪.31‬‬ ‫لعملية الوساطة‪.‬‬

‫‪ 1-1-3‬عوامل النزاع‬
‫‪ 1-3‬املوارد االستخراجية‬
‫تتصل املوارد االستخراجية بالنزاعات بأكثر من طريقة؛‬
‫ويحتمل نشوب نزاع يف كل مرحلة من مراحل سلسلة قيمة‬ ‫يشمل مصطلح “املوارد االستخراجية” املوارد غري املتجددة‬
‫املوارد االستخراجية‪ .32‬ويتضاعف هذا االحتمال بشكل ملموس‬ ‫مثل النفط والغاز واملعادن باإلضافة إىل املوارد املتجددة مثل‬
‫يف الحاالت التي تفتقر فيها الدولة إىل املؤسسات القادرة عىل‬ ‫األخشاب التجارية‪ .‬وكما ورد يف املقدمة‪ ،‬تصنف هذه املوارد يف‬
‫إدارة املوارد بشكل فعال وشفاف ومسؤول‪ .‬من منظور‬ ‫الفئة الواحدة ألنه غالبا ً ما تتم إدارتها بشكل مماثل وتقوم‬
‫االقتصاد الكيل‪ ،‬كان االعتماد املفرط عىل حفنة من املوارد‬ ‫عاد ًة باستخراجها رشكات بموجب ترخيص أو عقد امتياز‪،‬‬
‫الطبيعية يف املايض السبب يف ظهور شتى املشاكل املتعلقة‬ ‫فضالً عن أن استغاللها يثري مصاعب متشابهة كاآلثار‬
‫بسوء التخطيط وارتفاع سعر العملة وزعزعة االستقرار‬ ‫االجتماعية والبيئية الخطرية واحتمال ظهور نزاعات مع‬
‫االقتصادي‪ .‬ويف الدول الضعيفة واملنهارة‪ ،‬غالبا ً ما يكون سوء‬ ‫املجتمعات املحلية عىل تقاسم املنافع‪.‬‬
‫السيطرة عىل استخراج املوارد الثمينة مرتبطا ً باستيالء‬ ‫تنطوي تنمية قطاع املوارد االستخراجية عىل مجموعة من‬
‫مجموعات مسلحة ومنظمات إرهابية عليها‪ .‬وأخرياً‪ ،‬قد تؤدي‬ ‫‪30‬‬
‫املراحل املعروفة باسم “سلسلة قيمة املوارد االستخراجية”‬
‫األنشطة االستخراجية الواسعة النطاق مثل التعدين أو‬ ‫وهي‪ :‬اعتماد قرار استغالل املوارد االستخراجية باالستناد إىل‬
‫الحراجة وما يعقبها من آثار اجتماعية وبيئية إىل إثارة‬ ‫قدر مناسب من الفطنة والقوانني وإجراءات صنع القرار‬
‫النزاعات والرصاعات العنيفة أو إىل تأجيجها‪ .‬ويف ما ييل‬ ‫الشاملة؛ ومنح العقود والرتاخيص؛ ومراقبة العمليات؛ وتطبيق‬
‫استعراض لعوامل النزاع الرئيسية عىل املوارد االستخراجية‪.‬‬ ‫مقتضيات حماية البيئة والتخفيف من األرضار االجتماعية؛‬
‫غياب األطر املؤسسية والقانونية والسياسية الفعالة‪:‬‬ ‫وجباية الرضائب؛ والتوزيع السليم لإليرادات؛ وتنفيذ املشاريع‬
‫إنه جانب أسايس من جوانب النزاعات يف الدول الغنية باملوارد‬ ‫والسياسات اإلنمائية املستدامة‪ .‬وبالرغم من أن هذه املراحل‬
‫االستخراجية التي تكون فيها األطر املؤسسية والقانونية‬ ‫تتبع تسلسالً زمنياً‪ ،‬إال أنها بصفة عامة تؤخذ يف االعتبار عند‬
‫والسياسية ضعيفة أو غري فعالة أو متناقضة أو حتى غائبة‬ ‫منح االمتياز أو الرتخيص‪ ،‬مع التذكري بأن معظم املوارد‬
‫أحياناً‪ ،‬مما يقوّض استثمار املوارد وإدارتها بشكل فعال‪ .‬قد‬ ‫االستخراجية يندرج ضمن سالسل إمداد عاملية تتسم بقدر‬
‫تكون هذه املشاكل السبب إما يف ظهور النزاع وإما يف تفاقمه‪.‬‬ ‫كبري من عدم االستقرار االقتصادي وتقلب األسعار التي ال يد‬
‫ألصحاب املصلحة املحليني فيها‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ 1-3‬املوارد االستخراجية‬

‫املصلحة املهمشون إىل انتهاج نهج املواجهة السياسية أو‬ ‫التنازع عىل الحدود‪ :‬غالبا ً ما يتجاوز بعض املوارد كالنفط‬
‫العنيفة إلسماع أصواتهم‪.‬‬ ‫والغاز واملعادن الحدود الوطنية ممتد ًة إىل مناطق تتضارب‬
‫فيها املزاعم عىل األرايض بني الدول أو املجموعات اإلثنية‬
‫تخييب التطلعات والوعود‪ :‬قد ينجم عن تخييب التطلعات‬ ‫املختلفة‪ .‬ولطاملا ولدت عمليات تعيني الحدود‪ ،‬التي تؤثر عىل‬
‫املتعلقة باملنافع املتأتية من استغالل املوارد الطبيعية‪ ،‬مثل‬ ‫السيطرة عىل املوارد الطبيعية‪ ،‬التوتر والجدل يف ضوء عواقبها‬
‫توفري فرص عمل‪ ،‬وزيادة الحركة التجارية املحلية‪ ،‬وتعزيز‬ ‫االقتصادية والسياسية الهامة‪ .‬لذلك يكتيس تحديد املناطق‬
‫األمن‪ ،‬وتوفري خدمات صحية‪ ،‬وتحسني مستوى التعليم والبنية‬ ‫االقتصادية الخالصة وتعيني الحدود البحرية أهمية بالغة‬
‫األساسية‪ ،‬تذمر يف املجتمع املحىل يفيض أحيانا ً إىل نزاع‪ .‬وهي‬ ‫نظرا ً ملا له من تداعيات عىل ملكية مخزونات النفط والغاز‬
‫الحاالت التي تكون فيها التوقعات مبنية عىل تقديرات غري‬ ‫البحرية‪ .‬كما تشكل رغبة مجموعات إثنية يف االحتفاظ بحقوق‬
‫واقعية ملا يمكن للمستثمرين والسلطات أن يقدموه أو ملا‬ ‫أراض محددة من الدولة واحدا ً من أهم‬
‫استغالل حرصية يف ٍ‬
‫يرغبون يف تقديمه‪ ،‬أو الحاالت التي يساء فيها فهم تلك‬ ‫أسباب الخالف يف النزاعات الوطنية‪ .‬وقد يحصل نزاع عىل‬
‫التقديرات‪ ،‬أو الحاالت التي تكون فيها التوقعات مبنية عىل‬ ‫املوارد االستخراجية أيضا ً نتيجة التضارب بني وجهة استخدام‬
‫معلومات خاطئة قدمت يف املراحل األوىل من املرشوع‪ .‬كما‬ ‫األرايض لألغراض امللحوظة يف الرتخيص أو االمتياز ووجهة‬
‫ينشب النزاع أيضا ً نتيجة عدم الوفاء بتطلعات واقعية كتلك‬ ‫استخدام مقررة أخرى مثل إنشاء حديقة عليها أو كونها‬
‫الحاالت التي ال يتم فيها تطبيق أحكام رصيحة من عقد‬ ‫أرايض تعود ملكيتها إىل مجتمع محيل‪.‬‬
‫االمتياز أو من االتفاقات مع السلطات املحلية أو أصحاب‬ ‫الترسع يف استغالل املوارد االستخراجية يف غياب‬
‫املصلحة‪ ،‬أو الوفاء بوعود شفهية أو االختالف عليها أو التأخر‬ ‫ضمانات كافية‪ :‬عند اكتشاف املوارد االستخراجية‪ ،‬رسعان‬
‫يف الوفاء بها؛ وكلها حاالت تثري االستياء وتتسبب يف رضر‬ ‫ما يعترب صانعو القرار‪ ،‬سواء من القطاع الخاص أو العام‪ ،‬أنه‬
‫مادي بل يف إضعاف املنتفعني وتكبدهم تكاليف وأحيانا ً يف‬ ‫من الرضوري استغاللها حتى تدر دخالً‪ ،‬وذلك قبل وضع‬
‫خالف بني أصحاب املصلحة‪.‬‬ ‫اإلطار التنظيمي املالئم وتوفري الضمانات البيئية واالجتماعية‬
‫الرضورية‪ .‬بعبار ٍة أخرى‪ ،‬إن املطالبة باستغالل املوارد‬
‫عىل أرض الواقع‪ :‬املوافقة الحرة املسبقة املستنرية‬ ‫ال تراعي الحاجة إىل اكتساب القدرات املالئمة أو إنشاء األطر‬
‫القانونية واملؤسسية الالزمة أو إجراء املشاروات العامة‬
‫تقر االتفاقية رقم ‪ 169‬ملنظمة العمل الدولية بحق‬ ‫املناسبة‪ .‬لكن امليض بالعمل من دون التطرق إىل هذه املسائل‬
‫الشعوب األصلية يف أن تتم استشارتها بشأن اإلجراءات‬ ‫يولد اعرتاضا ً قويا ً عىل املشاريع االستخراجية‪ ،‬فال غنى بالتايل‬
‫واالستثمارات التي يمكن أن تؤثر عليها بصورة مبارشة‪.‬‬ ‫عن إطار تنظيمي متني قبل البدء بجني األرباح ال سيما أن‬
‫يمكن النظر إىل املوافقة الحرة املسبقة املستنرية عىل أنها‬ ‫املصالح املالية املكتسبة واعتماد امليزانية الوطنية عىل مصادر‬
‫عملية إرشاك وموافقة متواصلة تنطوي عىل مشاركة‬
‫الشعوب األصلية املستمرة يف كل مراحل سلسلة قيمة‬ ‫الدخل هذه قد تحد من فرص اإلصالح يف املستقبل‪.‬‬
‫املوارد االستخراجية‪ .‬ويف حني تعرتف املبادئ التوجيهية‬
‫ضعف إرشاك املجتمعات املحلية وأصحاب املصلحة‪:‬‬
‫لربنامج األمم املتحدة للتعاون يف مجال خفض االنبعاثات‬
‫‪٣٣‬‬
‫الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها يف البلدان النامية‬ ‫ينشأ الكثري من النزاعات عىل املشاريع االستخراجية أو يتفاقم‬
‫بصورة رصيحة بإمكانية ممارسة حق النقض‪ ،‬إال أن‬ ‫كاف أو مناسب للمجتمعات املحلية‬ ‫ٍ‬ ‫بسبب عدم إرشاك‬
‫منظمة العمل الدولية ومقرر األمم املتحدة الخاص املعني‬ ‫وأصحاب املصلحة‪ .‬كما أن أساليب اإلرشاك املألوفة ال تراعي‬
‫بحقوق الشعوب األصلية يعتربان أنه من شأن حق النقض‬ ‫احتمال نشوب نزاع وال تعالج خصائص النزاعات عىل املوارد‪.‬‬
‫أن يستقطب األطراف يف مواقف متصلبة عىل نقيض‬
‫فهي ال تأخذ يف عني االعتبار‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ ،‬كل األطراف‬
‫النتيجة املتوخاة أال وهي تحقيق التوافق يف اآلراء‪.‬‬
‫الفاعلة وأصحاب املصلحة األساسيني وال مستويات النزاع‬
‫تشمل عملية صنع القرار القائمة عىل املوافقة الحرة‬ ‫املختلفة وال تفاوت ميزان القوى بني األطراف وال احتياجات‬
‫املسبقة املستنرية‪ ،‬يف جملة ما تشمل‪ ،‬رسم خارطة‬ ‫املجتمعات املحلية وأهدافها وممارساتها الثقافية‪ .‬كما أن‬
‫تشاركية تحدد الشعوب األصلية املترضرة‪ ،‬ومراعاة‬ ‫الكثري من العمليات يعجز عن مراعاة مبدأ املوافقة الحرة‬
‫املعارف التقليدية‪ ،‬إىل جانب األساليب الحديثة لجمع‬
‫املسبقة املستنرية األمر الذي غالبا ً ما يثري شكاوى املجتمعات‬
‫البيانات وتحليلها‪.‬‬
‫املحلية املترضرة‪ .‬متى لم يرشك أصحاب املصلحة األساسيون‬
‫املصدر‪ :‬منظمة العمل الدولية‪ .‬االتفاقية رقم ‪ 169‬بشأن‬ ‫عىل النحو املناسب ومتى تم تهميشهم واستبعادهم من عملية‬
‫الشعوب األصلية والقبلية‪.1989 .‬‬ ‫صنع القرار وما يتصل بها من مشاركة‪ ،‬زاد احتمال االعرتاض‬
‫والتصعيد الرسيع للتوتر‪ .‬يف بعض الحاالت‪ ،‬قد يعمد أصحاب‬

‫‪31‬‬
‫‪ 1-3‬املوارد االستخراجية‬

‫والبيئية وإدارتها‪ ،‬نادرا ً ما تطبق هذه اإلجراءات؛ وإن طبقت‪،‬‬ ‫التقاسم غري املتساوي للمنافع‪ :‬إن الكثري من النزاعات عىل‬
‫جاء تطبيقها ناقصاً‪.‬‬ ‫متساو‬
‫ٍ‬ ‫املوارد االستخراجية تنشأ‪ ،‬أو تتفاقم‪ ،‬نتيجة تقاسم غري‬
‫للمنافع‪ ،‬بدءا ً بتقاسم اإليرادات وصوال ً إىل فرص العمل ومرورا ً‬
‫تضارب االمتيازات والرتاخيص مع الحقوق النظامية‬
‫باالستفادة من البنية األساسية والخدمات العامة‪ .‬ويزيد‬
‫أو العرفية يف األرايض واملوارد‪ :‬من شأن عقد امتياز أو‬
‫احتمال نشوب نزاع عنيف يف البلدان التي ال توزع فيها املنافع‬
‫ترخيص صدر بطريقة ال تعرتف بالحقوق القائمة يف األرايض‬ ‫بشكل متساوي بني املجموعات أو املناطق‪ .‬وقد يواجه مرشوع‬
‫أو املوارد أو تتناقض معها أن يثري اضطرابا ً كبرياً‪ .‬يف بعض‬ ‫معارضة عندما يتم توزيع املنافع بشكل يبدو غري‬ ‫ً‬ ‫فردي‬
‫الحاالت‪ ،‬ال تغطي الحقوق النظامية يف األرايض املوارد‬ ‫منصف‪ ،‬ال سيما بالنسبة إىل فئات املحرومني أو تلك التي‬
‫الجوفية أو يتم سحبها بموجب إجراء نزع امللكية تتخذه‬ ‫تتحمل عبء اآلثار السلبية من تلوث بيئي أو نزوح‪ .‬يف هذا‬
‫السلطات يف ممارسة حقها يف االستمالك العام‪ .‬أما الحقوق‬ ‫السياق‪ ،‬تجدر اإلشارة إىل العوامل التالية‪:‬‬
‫العرفية يف األرايض فتنطوي عىل صعوبات ألنه نادرا ً ما تكون‬
‫موثقة أو معرتف بها قانوناً‪( .‬للمزيد من املعلومات‪ ،‬راجع‬ ‫• توزيع اإليرادات محليا ً وإقليميا ً‪ :‬قد يرتتب عن‬
‫القسم ‪ 2-3‬بشأن األرايض)‪.‬‬ ‫وجود موارد استخراجية ثمينة يف إحدى املناطق‬
‫اضطرابات إن وزعت إيراداتها بشكل غري عادل عىل‬
‫غياب آليات تسوية املنازعات والتظلم املرشوعة‪ :‬يف غياب‬ ‫كل مناطق البالد وعىل املجموعات املعنية وعىل‬
‫آليات مرشوعة وفعالة يلجأ إليها أصحاب املصلحة لتسوية‬ ‫املجموعات املجاورة‪.‬‬
‫املنازعات والتظلم‪ ،‬من املحتمل أن يتصاعد االستياء ويتحول‬
‫إىل أعمال عنف‪.‬‬ ‫• اإلفادة من البنية األساسية والخدمات العامة‪ :‬قد‬
‫يشكل موقع البنية األساسية والخدمات الرئيسية‬
‫سوء إدارة إيرادات املوارد‪ :‬إن الفساد وتحويل إيرادات‬ ‫املتصلة باملوارد االستخراجية واستخدامها بؤرة توتر‬
‫األنشطة االستخراجية وسوء إدارتها عىل حساب املصالح‬ ‫مثالً عندما يقيّد استخدام الطرقات والسكك الحديدية‬
‫الوطنية ومصالح الجماعات قد تثري السخط الشعبي وتتسبب‬ ‫واملوانئ وشبكات الكهرباء والخدمات املائية الداعمة‬
‫يف نزاع‪ .‬وغالبا ً ما يحصل هذا االختالس للمحافظة عىل السلطة‬ ‫لألنشطة االستخراجية‪ .‬وتتفاقم املشكلة عند اعتماد‬
‫السياسية بواسطة شبكة املحسوبية‪ .‬كما يمكن تحويل إيرادات‬ ‫“نهج املعازل” الذي ال يضمن إمداد الخدمات والبنية‬
‫املوارد االستخراجية بعيدا ً عن املصلحة العامة لتمويل الجيش‬ ‫األساسية إىل املجتمعات املجاورة‪.‬‬
‫أو املجموعات املسلحة‪.‬‬
‫• توفري فرص العمل وإنعاش الحركة التجارية‪ :‬من‬
‫االستخراج غري القانوني واألفعال اإلجرامية‪ :‬يرافق‬ ‫املتوقع حصول اضطراب أو نزاع عندما ال ينال‬
‫األفعال اإلجرامية عادة االستغالل غري القانوني للموارد‬ ‫السكان املحليون فرص عمل مالئمة وأجورا ً كريمة‬
‫االستخراجية واالتجار بها‪ ،‬إىل أن تصبح عامالً يف إثارة‬ ‫وفرصا ً تجارية يف خدمة املرشوع االستخراجي‪ .‬وما‬
‫النزاعات يف املناطق الغنية باملوارد والتي تعاني من حوكمة‬ ‫يزيد الطني بلة تفضيل أشخاص أو رشكات تجارية‬
‫ضعيفة أو عدم استقرار أو نزاع مسلح‪ .‬فيكون لألفراد‬ ‫من خارج املجتمع املحيل أو البلد عىل السكان املحليني‪.‬‬
‫والجماعات والرشكات التي تعمل خارج نطاق القانون‬
‫مصلحة يف أن يبقى الوضع عىل حاله وتحاول بالتايل نسف‬ ‫اآلثار االقتصادية واالجتماعية والبيئية السلبية‪ :‬لألنشطة‬
‫املبادرات الهادفة إىل تغيريه‪.‬‬ ‫االستخراجية منافع للمجتمعات املحلية بالرغم من آثارها‬
‫السلبية التي قد تتسبب يف نزاع محيل‪ .‬ومن شأن الحوكمة‬
‫نهب املوارد الطبيعية‪ :‬يتوقف دور املوارد االستخراجية يف‬ ‫الضعيفة أن تضاعف اآلثار االقتصادية السلبية لظاهرة لعنة‬
‫النزاعات عىل عوامل عدة مثل طبيعتها وموقعها وطريقة‬ ‫املوارد‪ ،‬بما فيها زيادة أسعار الرصف والتضخم املحيل‬
‫استخراجها واألطراف الفاعلة املشاركة يف استخراجها‬ ‫واملضاربة عىل األرايض وانخفاض تنافسية الصادرات‪ .‬كما أن‬
‫وتجارتها‪ .‬يف النزاعات‪ ،‬يجب التمييز بني املوارد القابلة للنهب‬ ‫لألنشطة االستخراجية تداعيات اجتماعية سلبية كثرية مثل‬
‫واملوارد غري القابلة للنهب‪ .‬للموارد القابلة للنهب قيمة عالية‬ ‫الفساد والنزوح وانتهاكات حقوق اإلنسان وتدفق العمال‬
‫وال تواجه عوائق اقتصادية الخرتاق السوق‪ .‬بعبارة أخرى‪ ،‬إنها‬ ‫املهاجرين واضطراب أساليب االسرتزاق التقليدية وتزايد‬
‫موارد ثمينة يمكن استغاللها بسبل حرفية (مثل املاس‬ ‫املشاكل االجتماعية وارتفاع معدالت الجريمة‪ .‬وقد تتفاقم هذه‬
‫الغريني أو الخشب)‪ .‬تسهم املوارد القابلة للنهب يف النزاعات‬ ‫املشاكل جراء اآلثار البيئية‪ ،‬مثل انعدام الوصول إىل أساليب‬
‫يف حال استعمال إيراداتها لتمويل املجموعات املسلحة؛ ويطلق‬ ‫االسرتزاق التقليدية واألرضار التي تلحق باملوارد وتدهورها‬
‫عليها مصطلح “املوارد املؤججة للرصاع” متى استخدم ريعها‬ ‫وتلوث األرض والهواء واملاء‪ .‬وحتى عندما يكون للرشكات‬
‫يف تمويل جرائم حرب وانتهاكات حقوق اإلنسان‪ .‬أما املوارد‬ ‫االستخراجية إجراءات متطورة لتقييم اآلثار االجتماعية‬
‫‪32‬‬
‫‪ 1-3‬املوارد االستخراجية‬

‫الذي يشكل نقطة انطالق جيدة للبحث يف القضايا الرئيسية‬ ‫غري القابلة للنهب فتتطلب استثمارات كبرية يف البنية األساسية‬
‫الواجب حلها‪.‬‬ ‫وخربة تقنية الستخراجها أو نقلها (مثل النفط والغاز واملعادن‬
‫املستخرجة من آبار عميقة مثل ماس الكمربليت)‪ .‬إن املوارد‬
‫بناء قدرات املجتمعات املحلية وأصحاب املصلحة عىل‬ ‫غري القابلة للنهب تسهم يف النزاعات يف حال تعرضها للرسقة‬
‫التفاوض‪ :‬تفتقر املجتمعات املحلية والفئات االجتماعية إىل‬ ‫أو لرضائب غري رسمية خالل عبورها سلسلة القيمة حتى‬
‫املعارف واملهارات الالزمة للتفاوض بصورة فعالة مع‬ ‫تكون مصدر دخل للمجموعات املسلحة‪.‬‬
‫الرشكات والسلطات العامة عىل القضايا املتعلقة بإدارة املوارد‬
‫االستخراجية وتقاسم املنافع املتأتية منها‪ .‬بالتايل‪ ،‬يشكل‬ ‫انتهاك حقوق اإلنسان‪ :‬تشكل انتهاكات حقوق اإلنسان‬
‫التدريب عىل التفاوض عىل املصالح واملهارات الفنية ذات‬ ‫محركا ً هاما ً للنزاعات كما يمكن أن تتسبب يف احتجاجات أو‬
‫فعالة لتأمني التوازن يف القدرات التفاوضية‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وسيلة‬ ‫الصلة‬ ‫أعمال عنف‪ .‬قد تكون الرشكات متورطة بانتهاكات حقوق‬
‫وهو األمر الذي يكتيس أهمية بالغة بالنسبة إىل الفئات املهمشة‬ ‫اإلنسان بشكل مبارش أو غري مبارش‪ ،‬سواء تعلقت باآلثار‬
‫مثل الشعوب األصلية أو النساء أو الشباب‪.‬‬ ‫االقتصادية واالجتماعية والبيئية السلبية عىل املجتمعات‬
‫املذكورة أعاله أو بموظفيها أو بموردي الخدمات األمنية‪ .‬لقد‬
‫دعم مشاركة الدولة أو تعزيزها وتطبيق القانون‪ :‬تقوم‬ ‫أشار جون روجي‪ ،334‬املمثل الخاص لألمني العام لألمم املتحدة‬
‫نزاعات كثرية عىل املوارد االستخراجية عىل خالف بني الرشكات‬ ‫املعني بمسألة حقوق اإلنسان والرشكات عرب الوطنية وغريها‬
‫واملجتمعات املحلية يف سياق انخراط ضعيف أو غري متكافئ‬ ‫من مؤسسات األعمال‪ ،‬إىل الوسائل التي تلجأ إليها الرشكات‬
‫للدولة‪ .‬يف هذه األحوال‪ ،‬من املستحسن‪ ،‬مثالً‪ ،‬بناء قدرات‬ ‫النتهاك حقوق اإلنسان‪ ،‬مثل استخدام األطفال وعمل السخرة‬
‫الدولة أو السلطات املحلية عىل التدخل يف النزاع و‪/‬أو تطبيق‬ ‫والتمييز وتقييد نشاط النقابات والرتحيل القرسي وأفعال‬
‫القوانني واألنظمة وإجراءات تسوية املنازعات السارية بطريقة‬ ‫قوى األمن العامة والخاصة‪ .‬نظرا ً ألن األنشطة االستخراجية‬
‫منصفة ومتسقة‪.‬‬ ‫عمليات واسعة النطاق تستلزم استثمارات كبرية ونظرا ً‬
‫للرتتيبات األمنية بني الدولة والرشكات االستخراجية (ال سيما‬
‫اللجوء إىل اتفاقات تقاسم املنافع وتنمية املجتمعات‪:‬‬
‫يف سياق املشاريع املشرتكة)‪ ،‬من الرضوري إيجاد حل يوفق‬
‫تشكل هذه االتفاقات أدا ًة فعالة تساعد املجتمعات والرشكات‬ ‫بني متطلبات الرشكات األمنية وحماية حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫االستخراجية عىل إيجاد أسس االتفاق املتبادل‪ .‬إن اتفاقات‬
‫تقاسم املنافع تعنى بتوضيح توزيع املنافع والتكاليف‬ ‫‪ 2-1-3‬أساليب الوساطة واالتفاقات النموذجية‬
‫واملسؤوليات املرتتبة عىل استغالل املوارد االستخراجية‪ .‬وهي‬
‫تطرق أيضا ً إىل عدة مسائل مثل الحيازة أو ملكية االمتيازات؛‬ ‫يف متناول الوساطة يف النزاعات عىل املوارد االستخراجية عدد‬
‫واإلنصاف يف التنمية؛ وتقاسم اإليرادات والعوائد؛ وتنمية‬ ‫من أساليب الوساطة واالتفاقات النموذجية‪.‬‬
‫املجتمعات واالستثمار يف البنية األساسية (بما يف ذلك اإلسكان‬ ‫دعوة األطراف الثالثة إلجراء تقييم فني محايد‪ :‬يف الكثري‬
‫واملرافق العامة)؛ والتدريب وفرص العمل؛ وتخفيف اآلثار‬ ‫من النزاعات عىل املوارد االستخراجية‪ ،‬يختلف فهم البيانات‬
‫االجتماعية واالقتصادية والبيئية؛ والرصد املستقل‪ .‬ويف وسع‬ ‫املتوفرة وتفسريها باختالف األطراف‪ .‬عندما تختلف األطراف‬
‫الرشكات الدخول يف اتفاقات رشاكة مع املجتمعات املحلية‬ ‫عىل البيانات التقنية األساسية‪ ،‬من املفيد بمكان لألطراف أو‬
‫واملنظمات غري الحكومية املحلية لدعم تنمية املجتمعات املقيمة‬ ‫الوسيط دعوة خرباء فنيني محايدين إلجراء تقييم علمي يرمي‬
‫يف مواقع أنشطتها مع الرتكيز عىل البنية األساسية أو بناء‬ ‫إىل اعتماد بيانات موضوعية يف الوساطة‪ .‬ويجوز إجراء التقييم‬
‫القدرات أو الخدمات األساسية‪.‬‬ ‫بصورة مستقلة تماما ً أو باالشرتاك مع األطراف‪ .‬يف هذه الحالة‬
‫األخرية‪ ،‬ال بد من أن تتفق األطراف عىل املنهجية عىل أن يتم‬
‫استعمال آليات التظلم‪ :‬يواجه أصحاب املشاريع‬
‫التحقق من البيانات بصورة مستقلة‪ .‬وتجدر اإلشارة إىل أن‬
‫االستخراجية نزاعات وشكاوى تتأتى من آثار أنشطتهم غري‬
‫العمل املتضافر عىل الحد من أوجه الشك والخالف أسلوب‬
‫املتوقعة أو من حوادث معينة‪ .‬وهذا يصح بغض النظر عن أي‬
‫يعود بمنفعة عىل صعيد تسوية النزاع أكثر منه التوصل إىل‬
‫اتفاق بشأن املنافع واآلثار أو اتفاق لتنمية املجتمعات‪ .‬من هنا‬
‫فهم مشرتك للواقع‪ ،‬ال سيما يف النزاعات عىل املوارد‬
‫أهمية تأمني آليات تظلم فعالة تمنع تضخم الشعور باإلحباط‪.‬‬ ‫االستخراجية التي تقوم عىل تصورات لألرضار البيئية‬
‫تجسد آليات التظلم الفعالة مبدأ “الوصول إىل سبل االنتصاف”‬ ‫واملخاطر الصحية وخسارة سبل املعيشة‪ .‬يف طبيعة الحال‪،‬‬
‫واحدا ً من مبادئ جون روجي التوجيهية بشأن األعمال‬ ‫سوف يسهم التقييم الذي يجريه طرف ثالث لتحديد أوجه‬
‫التجارية وحقوق اإلنسان (راجع أعاله)‪.‬‬ ‫االختالف يف التوقعات وتصنيفها يف إزالة سوء التفاهم والكشف‬
‫عن أوجه القصور وإضفاء طابع واقعي عىل التطلعات‪ ،‬األمر‬

‫‪33‬‬
‫‪ 1-3‬املوارد االستخراجية‬

‫غياب التنسيق إىل نتائج غري مجدية وغري فعالة ومرضة‬ ‫وضع خطط مكانية ورسم الحدود‪ :‬عندما تقع املوارد‬
‫بالبيئة وبالعالقات بني الدول‪ .‬تساهم اتفاقات الوحدنة يف‬ ‫االستخراجية بالقرب من مناطق حساسة بيئيا ً أو من مناطق‬
‫جمع املزاعم املتنافسة عىل حقل النفط أو الغاز يف خطة إنتاج‬ ‫ذات أهمية خاصة لالسرتزاق املحيل (منابع مياه أو غابات أو‬
‫واحدة تراعي جيولوجيا املوقع وتحدد أفضل رشوط‬ ‫أرايض صالحة للزراعة أو مراعي) أو داخلها‪ ،‬قد تنشأ نزاعات‬
‫االستخراج بغض النظر عن الحدود الوطنية‪ .‬فيصبح بإمكان‬ ‫بشأن اآلثار البيئية املحتملة لألنشطة االستخراجية وتأثريها‬
‫الدول اعتماد االتفاق لتقوم باستغالل مشرتك لحقول النفط‬ ‫عىل حقوق السكان املحليني‪ .‬عندها‪ ،‬تمثل الخطط املكانية‬
‫والغاز يكفل الفعالية يف أعمال التنقيب والحفر واإلنتاج‬ ‫ورسم حدود املناطق الحساسة أو دروب االرتحال أو مواقع‬
‫وتقاسم اإليرادات بشكل متساوي‪.35‬‬ ‫عمليات االستخراج وسيلة مفيدة للتخفيف من وطأة اآلثار‬
‫السلبية ومنع النزاعات‪.‬‬
‫درس إمكانية إنشاء مناطق تنمية مشرتكة عىل الحدود‬
‫ً‬
‫بحرية‬ ‫املتنازع عليها‪ :‬عندما يعرب حقل نفطي حدودا ً‬ ‫اعتماد اتفاقات بشأن املعايري البيئية‪ :‬تصعب أحيانا ً‬
‫متنازع عليها‪ ،‬بإمكان الوسيط أن يشجع األطراف عىل إنشاء‬ ‫مراعاة مخاوف املجتمعات بشأن اآلثار البيئية املحتملة‬
‫منطقة تنمية مشرتكة عن طريق اتفاق تنمية مشرتك‪ .‬إنها‬ ‫لألنشطة االستخراجية باالعتماد عىل الترشيعات السارية‬
‫وسيلة تتيح للدول التعاون يف مجال التنقيب عن املوارد‬ ‫ومعايري األداء املتوفرة‪ .‬لذا يلجأ بعض الرشكات إىل اعتماد‬
‫واستغاللها يف حني تضع النزاع الحدودي جانبا ً من دون‬ ‫معايري بيئية وإجراءات تشغيل أكثر رصامة مما تنص عليه‬
‫اإلخالل بمزاعمها اإلقليمية‪.‬‬ ‫األنظمة السارية‪ ،‬مثل معايري متشددة لضمان نوعية املياه‬
‫والهواء أو ممارسات تشغيلية تحمي التنوع البيولوجي‬
‫مراعاة املبادئ الطوعية بشأن األمن وحقوق اإلنسان‬
‫وتحفظ املوارد أو تقنيات إدارة النفايات الخطرة‪.‬‬
‫واألطر األخرى الخاصة بحقوق اإلنسان‪ :‬تشكل املبادئ‬
‫ً‬
‫مجموعة من املبادئ‬ ‫الطوعية بشأن األمن وحقوق اإلنسان‬ ‫اعتماد اتفاقات “الوحدنة” بشأن الحدود املشرتكة‪ :‬ال بد‬
‫غري امللزمة الرامية إىل مساعدة الرشكات االستخراجية عىل‬ ‫من إطار للتعاون بني البلدان املعنية عندما تعرب ترسبات‬
‫النفط أو الغاز الحدود الوطنية‪ .‬من دون هذا اإلطار‪ ،‬يؤدي‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬تقييم فني محايد يف دلتا النيجر‬

‫‪© MAZEN SAGGAR, UNEP‬‬

‫تلوث نفطي واضح عىل املياه السطحية يف أوغونيلند‬

‫يف عام ‪ ،2006‬طلبت نيجرييا إىل برنامج األمم املتحدة للبيئة إجراء تقييم بيئي شامل للتلوث النفطي يف أوغونيلند‪ ،‬وهي منطقة شهدت‬
‫نزاعا ً طويل األمد عىل املوارد‪ .‬يف ذلك الحني‪ ،‬كانت نيجرييا تحاول إجراء وساطة بني املجتمع املحيل والرشكة املنتجة للنفط‪ .‬ويف حني‬
‫بات معروفا ً أن التدهور البيئي والتلوث الناتج عن استخراج النفط كان سببا ً رئيسيا ً لالضطرابات االجتماعية املتواصلة‪ ،‬إال أنه لم يجر‬
‫أي تقييم ميداني شامل أو مستقل لدرجة التلوث‪ .‬فأجرى برنامج األمم املتحدة للبيئة أول تقييم أسايس مستقل عن التلوث اعتمد فيه‬
‫منهجية علمية لقياس اآلثار البيئية واملخاطر املقابلة‪ .‬لضمان موضوعية العملية‪ ،‬أجرى التقييم خرباء دوليون؛ كما شاركت املؤسسات‬
‫املحلية لضمان الشفافية وقبول النتائج‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫‪ 1-3‬املوارد االستخراجية‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬تقييم فني محايد يف دلتا النيجر (تابع)‬


‫‪© UNEP‬‬

‫اجتماع مع السكان يف أوغونيلند‪ .2006 ،‬نظم ممثلو برنامج األمم املتحدة للبيئة اجتماعات استشارية مع املجتمعات‬
‫املحلية املختلفة املترضرة من التلوث النفطي قبل املبارشة بالتقييم البيئي‬
‫يف عام ‪ ،2011‬قدمت نتائج التحاليل إىل نيجرييا‪ .‬وجاء يف التقرير توصية باتخاذ تدابري طارئة للحد من ترضر الصحة العامة وهي‬
‫التوصية التي دخلت يف صميم اهتمامات املجتمعات املحلية‪ .‬وجاءت توصيات أخرى لدفع رشكة النفط عىل املبارشة بمسح لسالمة‬
‫منشآتها ملنع زيادة التلوث‪ .‬فتمكنت الرشكة من االستفادة من بنية أساسية نفطية حيوية إلجراء أعمال الصيانة الوقائية‪ .‬كما خرج‬
‫التقييم بقاعدة معلومات تقنية أساسية متينة مشرتكة بني األطراف استندت إليها للتفاوض عىل برنامج لتنظيف التلوث‪ .‬واليوم تقوم‬
‫مجتمعات محلية أخرى يف نيجرييا باالعتماد عىل تقرير برنامج األمم املتحدة للبيئة عن أوغونيلند كنموذج ملعالجة مشاكل التلوث‬
‫النفطي وما يتصل به من نزاعات‪.‬‬
‫‪.UNEP. 2011. Environmental Assessment of Ogoniland. United Nations Environment Program: Geneva‬‬ ‫املصدر‪:‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ 1-3‬املوارد االستخراجية‬

‫حتى تتيح ملوظفيها فرص تقديم الشكاوى وسبل انتصاف‬ ‫إحالل توازن بني املشاغل األمنية وحقوق اإلنسان‪ .36‬وقد‬
‫إن لحق بهم ظلم‪ .‬أما اآلليات الخارجية فهي تلك التي تتيح‬ ‫أثبتت املبادئ الطوعية فائدتها يف بناء العالقات يف سياق‬
‫للمجتمعات املحلية وأصحاب املصلحة املترضرين سبيالً‬ ‫عمليات الوساطة و‪/‬أو الحوار بعد إنشاء املنتديات املتعددة‬
‫لالنتصاف‪ .‬وكلها آليات يتعني تصميمها يف ضوء السياق‬ ‫األطراف للمساعدة عىل تطبيق االتفاقات أو اإلرشاف عىل‬
‫العام واحتياجات من ألجلهم أنشئت‪.‬‬ ‫تطبيقها‪ .‬أما يف ما يتعلق بانتهاكات حقوق اإلنسان األخرى‪،‬‬
‫فال بد من آليات تظلم “داخلية” و“خارجية”‪ .‬ويعنى‬
‫باآلليات الداخلية تلك التي تنشئها الرشكات االستخراجية‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬اتفاقات “الوحدنة”‬


‫الوحدنة هي “التشغيل املشرتك واملنسق ملخزون من النفط أو الغاز بني كافة أصحاب الحقوق عىل مختلف املساحات التي يكمن هذا‬
‫املخزون يف جوفها”‪ .37‬وتنشأ اتفاقات الوحدنة العابرة للحدود متى امتد خزان من النفط أو الغاز يف جوف أرايض دولتني أو أكثر‬
‫ً‬
‫مشرتكة‪ .‬ومن أمثالها اتفاق سنرايز الدويل بني أسرتاليا وجمهورية تيمور ‪ -‬ليشتي الديمقراطية (‪)2003‬؛ واالتفاق‬ ‫تتقاسم حدودا ً‬
‫حول حقل إيكانغا‪/‬زافريو املشرتك بني نيجرييا وغينيا االستوائية (‪)2003‬؛ واتفاق ستاتفيورد بني اململكة املتحدة والنرويج (‪)1979‬؛‬
‫واتفاق فريغ بني اململكة املتحدة والنرويج (‪.)1976‬‬

‫• تم تحديد عدد من املمارسات الحميدة يف اتفاقات الوحدنة التي من شأنها أن تساعد عىل الحد من النزاعات يف أثناء التنفيذ‪ .‬وهي‬
‫أحكام رصيحة حول‪:‬‬
‫• مساحة الوحدة بما فيها االمتداد املساحي وعمقه وأسلوب معالجة االكتشافات الجديدة؛‬
‫• املوارد التي يشملها االتفاق – النفط أو الغاز أو كالهما؛‬
‫• استخدام موارد أخرى‪ ،‬مثل املياه‪ ،‬التي قد تكون رضورية لتيسري عملية االستخراج؛‬
‫• توزيع اإلنتاج والتكاليف بني البلدان املعنية‪ ،‬والتزامات تسديد العوائد والعالوات‪ ،‬وتقاسم اإلنتاج واسرتداد التكاليف‪ ،‬والرسوم‬
‫املتوجبة عىل أصحاب الرتاخيص؛‬
‫• الفروقات الهامة يف تكاليف التشغيل قبل اتفاق الوحدنة أو التكاليف اإلضافية املتكبدة أثناء االنتقال من اتفاق التشغيل املنفرد‬
‫إىل اتفاق الوحدنة؛‬
‫• تحديد “فائدة املوقع” بما فيها كميات النفط أو الغاز النسبية املوجودة يف جوف كل مساحة من األرض التي يشملها اتفاق‬
‫الوحدنة والكميات النسبية من املخزون القابل لالستخراج لكل مساحة؛‬
‫• تحديد “فائدة الوحدة” باالعتماد عىل جمع فوائد املوقع وحجم كل موقع تمتلكه األطراف؛‬
‫• إجراءات تمكن األطراف التي تمتلك فوائد الوحدة من صنع القرار؛‬
‫• التفاعل بني مواقع التشغيل املوحد ومواقع التشغيل السابقة التفاق الوحدنة‪.‬‬

‫‪Okoye A., T. Walde, S. Mahmud, and E. Bastida. 2007. Cross-Border Unitization and Joint Development‬‬ ‫املصدر‪:‬‬
‫‪.Agreements: An International Law Perspective. Houston Journal of International Law 29: (2): 355-425‬‬

‫‪36‬‬
‫‪ 1-3‬املوارد االستخراجية‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬اتفاقات التنمية املشرتكة‬


‫بالرغم من تضارب مزاعم الدول بشأن السيادة عىل املوارد الطبيعية‪ ،‬يمكن تنميتها بواسطة اتفاق تنمية مشرتكة من دون‬
‫الحاجة إىل تسوية النزاع عىل السيادة‪ .‬إنه النهج املعتمد يف تنمية املناطق البحرية‪ .‬تنص الفقرة ‪ 3‬من املادة ‪ 74‬والفقرة ‪3‬‬
‫ً‬
‫رصاحة عىل إمكانية الدول “للدخول يف ترتيبات مؤقتة ذات طابع‬ ‫من املادة ‪ 83‬من اتفاقية األمم املتحدة لقانون البحار‬
‫عميل” متى تعذر عليها االتفاق عىل الحدود البحرية ملناطقها االقتصادية الخالصة‪ ،‬مما يتيح فرصة للتنمية املشرتكة للموارد‬
‫الطبيعية خالل “الفرتة االنتقالية” إىل حني التوصل إىل اتفاق نهائي‪ .‬مع العلم أن اتفاق التنمية املشرتكة ال ينطوي عىل أي‬
‫مساس بمزاعم األطراف وال بأمر تعيني الحدود النهائي‪.‬‬
‫عندما تعذر عىل نيجرييا وسان تومي وبرينسيبي االتفاق عىل حدود املناطق االقتصادية الخالصة‪ ،‬دخال يف اتفاق تنمية‬
‫مشرتكة عام ‪ .2001‬وتشرتك الدولتان اليوم يف التنقيب واستغالل موارد منطقة التنمية املشرتكة املتفق عليها فتتقاسمان‬
‫املنافع والواجبات الناجمة عن األنشطة اإلنمائية بنسبة ‪ 40/60‬يف املائة عىل التوايل‪ .‬كما أن اتفاق التنمية املشرتكة ينص‬
‫رصاحة عىل أن أيا ً من الطرفني لم يتخل عن حقوقه أو عن املطالبة باملنطقة كاملة أو بجزء منها‪.‬‬

‫املصــادر‪Okoye A., T. Walde, S. Mahmud, and E. Bastida. 2007. Cross-Border Unitization and Joint Development :‬‬
‫‪Agreements: An International Law Perspective. Houston Journal of International Law 29: (2): 355-425; Olufemi A. A.,‬‬
‫‪.and O. George. 2010. Current Challenges in Unitization—The Nigerian Experience‬‬

‫املوارد االستخراجية‪ :‬أسئلة مفيدة‬


‫يف وسع الوسيط أو املؤسسة الداعمة للوساطة أن تطرح أسئلة مفيدة حول املوارد االستخراجية يف مرحلة التقييم‪.‬‬
‫• يف أي مرحلة من مراحل سلسلة قيمة املوارد االستخراجية نشب النزاع أو تفاقم؟ هل هي املحاولة األوىل لتنمية املوارد؟ إذا كان‬
‫الجواب بالنفي‪ ،‬هل كانت املحاوالت السابقة سيئة اإلدارة وهل ولدت شعورا ً باالستياء لم تتم تهدئته أو شكاوى لم تحل؟‬
‫• هل أن املرشوع يضاعف املخاطر القائمة ومشاغل املجتمع املحيل؟‬
‫• ما هي العالقة بني املوارد االستخراجية وأي نزاع سيايس أوسع نطاقاً؟ هل أن أرباح األنشطة االستخراجية تمول أي نوع من‬
‫التمرد؟‬
‫• هل أن املوارد قابلة للنهب أو غري قابلة للنهب؟ ما هي طبيعة عملية االستخراج ومن يتوىل توزيع املنافع؟ وهل يتم تقاسم املنافع‬
‫بشكل شفاف وعادل بني أصحاب املصلحة؟‬
‫• هل أن املؤسسات والقوانني متناسقة مع املعايري الدولية املتعلقة باملوارد االستخراجية وهل أنها مطبقة بشكل منصف ومتسق؟‬
‫• هل تتوفر قدرات كافية للرصد وإنفاذ األنظمة واالمتثال ملنع االستغالل غري القانوي واالتجار باملوارد االستخراجية؟‬
‫• كيف تمت مشاركة املجتمعات وأصحاب املصلحة يف معالجة آثار األنشطة اإلنمائية وتوزيع منافعها؟ هل من آلية تظلم؟ وإذا كان‬
‫الجواب باإليجاب‪ ،‬هل أنها فعالة وموثوقة؟‬
‫• ما هو تأثري سلسلة إمداد املوارد االستخراجية عىل النزاعات؟ ما هي درجة إدماج املؤسسات التجارية املحلية يف سلسلة اإلمداد؟‬
‫هل أن الروابط االقتصادية الخلفية واألمامية كافية لتفادي ظاهرة معازل املوارد؟ ما هو مدى شفافية العالقات بني املوردين‬
‫املحليني والرشكة املستثمرة؟ ما هي نسبة العمالة املحلية التي تضمها العقود؟ هل أن األجور عادلة؟‬

‫‪37‬‬
‫‪ 2-3‬األرايض‬

‫سياسية أو إدارية مستحدثة كمنح االمتيازات الزراعية أو‬ ‫‪ 2-3‬األرايض‬


‫الحراجية أو التعدينية‪ .‬ويف حاالت كثرية‪ ،‬يستبعد بعض‬
‫املجموعات عن األرايض وعن عملية اتخاذ القرارات يف شأنها‬ ‫تشمل األرايض‪ ،‬بمفهومها الواسع‪“ ،‬سطح األرض واملواد يف‬
‫ألسباب تعود إىل التاريخ وإىل العالقات بني األطراف والتي‬ ‫جوفه والهواء فوقه وكل األمور املثبتة يف الرتبة”‪ .3738‬وبالتايل‬
‫يحتمل أن تعود إىل عرص االستعمار أو إىل توزيع األرايض‬ ‫يشمل التعريف البيوت واملباني وسائر املنشآت باإلضافة إىل‬
‫بصورة تمييزية أو إىل حروب أهلية‪.‬‬ ‫املوارد الطبيعية املوجودة فوق األرض أو يف باطنها‪ .‬وتمثل‬
‫األرايض مصدر اسرتزاق حيوي وتتصل اتصاال ً وثيقا ً بأشكال‬
‫األخطار املحدقة بضمان حيازة األرايض‪ :‬غالبا ً ما تتأتى‬
‫أخرى من املوارد الطبيعية ال سيما املياه‪ .‬وعليه فهي من ناحية‬
‫الشكاوى العقارية عن اعتماد الترشيعات أو السياسات أو‬
‫أصول اقتصادية حيوية كما أنها‪ ،‬من ناحية أخرى‪ُّ ،‬‬
‫تمت بصلة‬
‫الربامج الجديدة أو املشاريع االستثمارية الكربى التي تؤثر‬
‫إىل هوية املجتمع وتاريخه وثقافته وسبل العيش فيه‪.‬‬
‫مبارشة عىل ضمان حيازة األرايض‪ .‬ويف جملة املسببات‪ ،‬يذكر‬
‫اإلصالح الزراعي وخصخصة األرايض وتمليك األرايض‬ ‫إن حيازة األرايض مفهوم حيوي يف النزاعات العقارية‪ .‬وهي يف‬ ‫ّ‬
‫واالمتيازات التي تمنح لرشكات التعدين‪ .‬وكلها تدابري متصلة‬ ‫اإلجمال تشري إىل العالقات القائمة بني األفراد واملجموعات‬
‫بتعديل الوضع الراهن والذي يفرتض أنه يؤثر عىل عرض‬ ‫وذات الصلة باألرايض وغريها من املوارد‪ .‬وتحدد أشكال حيازة‬
‫األرايض والطلب عليها أو عىل أنماط استخدامها أو عىل‬ ‫األرايض الجهة التي يجوز لها أن تستغل املوارد وطبيعة املوارد‬
‫التنافس بني أشكال استخدام متعارضة‪.‬‬ ‫التي تستغلها ومدة االستغالل ورشوطه‪ .‬وتصنف حيازة‬
‫التضارب بني أنظمة الحيازة العرفية والنظامية‪ :‬يمكن أن‬ ‫األرايض عادة يف فئات أربع هي‪ :‬الخاصة واملشرتكة واملتاحة‬
‫تكون العالقات الغامضة بني أشكال ومؤسسات الحيازة‬ ‫للجميع والعامة‪ .‬ومهما كان شكل الحيازة‪ ،‬فإن انعدام‬
‫املختلفة مصدر احتكاك ال سيما بني جماعات املزارعني‬ ‫الوصول اآلمن إىل األرايض أو عدم الوضوح يف حقوق الحيازة‬
‫والرعويني‪ .‬وقد يسود التوتر أيضا ً أشكال الحيازة املختلفة من‬ ‫عامالن غالبا ً ما يسهمان يف اإلقصاء والفقر‪ .‬لذلك فإن فهم‬
‫نظامية وعرفية وغري رسمية ودينية‪ .‬وقد تزداد حدته عندما‬ ‫شكل الحيازة يف أي نزاع عىل املوارد الطبيعية رشط لفهم‬
‫تسعى الدولة إىل إدراج يف إطار القانون النظامي تلك األرايض‬ ‫دوافع النزاعات عىل األرايض وأساليب معالجتها‪.39‬‬
‫التي تطالب بها‪ ،‬بموجب النظام العريف‪ ،‬الجماعات القبلية أو‬
‫اإلثنية أو الدينية التي تعترب أنها جزء من هويتها القومية‪.‬‬ ‫‪ 1-2-3‬عوامل النزاع‬
‫فضالً عن ذلك‪ ،‬فإن نظام حيازة األرايض العرفية معقد إذ‬
‫بني األرايض والنزاعات صلة وثيقة مبارشة وغري مبارشة عىل‬
‫يدمج الحقوق العقارية يف شبكة متشعبة من العالقات‬
‫أكثر من صعيد‪ .40‬وهذه النزاعات شائعة نظرا ً للدور املركزي‬
‫واملستويات‪ ،‬فيحدد عىل سبيل املثال حقوق األفراد يف األرسة‬
‫لألرايض يف جوانب عديدة من حياة البرش‪ ،‬ال سيما يف املجتمعات‬
‫املعيشية الواحدة وحقوق األرسة املعيشية الواحدة يف شبكة‬
‫الزراعية والتقليدية‪ .‬وعندما يتمحور النزاع حول األرايض‬
‫األقرباء وحقوق شبكة األقرباء يف الجماعة‪.‬‬
‫مبارشة (أي نزاع عىل األرايض بحد ذاتها)‪ ،‬تدور املشكلة عادة‬
‫ندرة األرايض وتغيري وجهة استخدامها وظاهرة الهجرة‪:‬‬ ‫حول قضايا امللكية والحيازة والوصول‪ .‬وبما أن لألرايض قيمة‬
‫تسهم مجموعة من األسباب الطبيعية وأخرى من فعل اإلنسان‬ ‫اقتصادية ورمزية هامة‪ ،‬قد تنطوي النزاعات عليها عىل‬
‫يف تدهور األرايض وبالتايل يف تحول سبل االسرتزاق واستخدام‬ ‫العواطف الحادة والتسييس‪ .‬عندما يكون التمييز االجتماعي‬
‫األرايض وأنماط الهجرة‪ .‬وهي ترتاوح بني التصحر وتغري‬ ‫أو االستبعاد السيايس أو التهميش االقتصادي يف أساس النزاع‬
‫أنماط الطقس والظروف املناخية وأثار سوء تكيف أساليب‬ ‫عىل األرايض‪ ،‬يزيد احتمال تطور هذا النزاع إىل رصاع عنيف‪.‬‬
‫االسرتزاق وإدارة املوارد غري املستدامة‪ .‬وكلها يسهم يف زيادة‬ ‫وعندما يكون النزاع عىل األرايض غري مبارش‪ ،‬يكون مرتبطا ً‬
‫ندرة األرايض الخصبة والتنافس بني املجموعات عىل الوصول‬ ‫باستغالل املوارد االستخراجية أو بالحصول عىل املياه أو‬
‫إليها‪ .‬ومن األهمية بمكان فهم التحوالت من أجل تخفيف من‬ ‫توزيعها‪ .‬ومهما كان الحال‪ ،‬ال بد من معالجة الشكاوى‬
‫حدة مسببات النزاعات وإحسان اختيار الحلول لتسويتها‪.‬‬ ‫املتصلة باألرايض أو النزاعات ذات الصلة ألنها رشط أسايس‬
‫لتحقيق السالم الدائم‪ .41‬ويف ما ييل وصف لألسباب الرئيسية‬
‫التضارب بني املطالبة باألرايض واالستيالء عليها‬ ‫للنزاعات عىل األرايض‪.42‬‬
‫واإلشغال الثانوي‪ :‬بعبارة عامة‪ ،‬يمكن القول ّ‬
‫إن النزاع‬
‫ينطوي عىل تغري يف توازن القوى وتسوية الحسابات القديمة‬ ‫منع الوصول إىل األرايض أو استخدامها أو السيطرة‬
‫التي تحمل غالبا ً بعدا ً عقارياً‪ .‬ويف حاالت كثرية‪ ،‬يتزامن‬ ‫عليها‪ :‬يعني منع الوصول إىل األرايض إما إنشاء عوائق مادية‬
‫االستيالء عىل األرايض مع وصول مجموعات جديدة إىل السلطة‪.‬‬ ‫أو فرض قيود عىل استخدام األرايض مثل إنشاء بنى أساسية‬
‫وينتج من هذا األمر أنه من الشائع أن تتزاحم مجموعات عىل‬ ‫جديدة أو اعتماد السياسات التمييزية أو استعمال القوة أو‬
‫املطالبة باألرايض مستفيدة من الظروف التي سمحت لها‬ ‫التهديد باستعمالها‪ .‬قد يعزى منع الوصول أيضا ً إىل قرارات‬
‫‪38‬‬
‫‪ 2-3‬األرايض‬

‫من النزاعات العقارية يكمن يف وضع نظام متكامل لتسويتها‬ ‫التقرب من مصادر السلطة والنفوذ‪ .‬ويحصل ذلك مثالً متى‬
‫باالعتماد عىل الوساطة‪ .‬ويستدعي هذا النظام تصنيفا ً‬ ‫تعود مجموعة من النازحني إىل أراضيها بعد نهاية حرب أهلية‬
‫للنزاعات لكفالة إخضاع كل نزاع إلجراء التسوية املناسب‬ ‫لتجد أفرادا ً أو مجموعات أخرى قد احتلتها‪ .‬إن هذه الظاهرة‬
‫وتوجيه النزاعات املناسبة إىل الوساطة‪ .‬ومن املستحسن أن‬ ‫التي يطلق عليها اسم اإلشغال الثانوي مشكلة متكررة يف‬
‫يكون نظام الوساطة املعتمد قادرا ً عىل معالجة شتى نواحي‬ ‫حاالت إعادة توطني النازحني أو الالجئني أو املقاتلني املرسحني‪.‬‬
‫النزاع املتداخلة‪ .‬فيتعني أن تربط الوساطة‪ ،‬مثالً‪ ،‬بني اآلليات‬ ‫أراض محتلة يقومون يف‬ ‫كما أنه ويف حال عاد النازحون إىل ٍ‬
‫العرفية والنظامية وبني اإلجراءات املحلية والوطنية‪ .‬وينبغي‬ ‫األغلب باالستيطان املؤقت يف مناطق أخرى مما يتسبب يف‬
‫إدراج الوساطة بعناية يف نظام أشمل لتسوية النزاعات من‬ ‫سلسلة من النزاعات املتتالية مع مجموعات من األطراف‬
‫أجل تفادي التضارب بني األحكام واملفاضلة بني املحاكم‬ ‫الفاعلة األخرى التي تزعم أن األرايض أراضيها أو التي كانت‬
‫وترشذم املطالبات‪ .‬ويف وسع التصميم االسرتاتيجي أن يضمن‬ ‫بدورها يف عداد املجموعات النازحة‪ .‬ومما يزيد الطني بلة أن‬
‫التكامل بني مستويات النظام املختلفة وأن يتيح فرصة الطعن‬ ‫إتالف صكوك امللكية أو السجالت العقارية أمر شائع يف‬
‫يف القضايا املناسبة‪ .‬وال بد من بناء قدرات من يعمل عىل‬ ‫النزاعات املسلحة‪ .‬إن النزاعات التي تسببها تلك العوامل‬
‫تطبيق هذا النظام‪ .‬ومن األهمية بمكان أن تنسق الهيئات‬ ‫دارجة يف البلدان التي شهدت نزاعات عنيفة‪.‬‬
‫العامة أنشطتها عىل مختلف األصعدة‪.‬‬
‫انعدام فعالية آليات تسوية املنازعات‪ :‬غالبا ً ما تكثر‬
‫تسوية أعداد كبرية من النزاعات العقارية املتشابهة‪:‬‬ ‫النزاعات العقارية إىل حد أنها تطغى عىل قدرة آليات تسوية‬
‫يجوز اعتماد نهج واحد يف تسوية النزاعات املتشابهة‪ .‬ويكمن‬ ‫املنازعات سواء كانت قضائية أم عرفية‪ ،‬مما يعني أن التسويات‬
‫الحل املحتمل يف سن ترشيع أو اعتماد سياسة من شأنها أن‬ ‫تستغرق وقتا ً طويالً أو تعترب مستحيلة فتولد اإلحباط الذي‬
‫تقدم حالً واضحا ً وفعاال ً ألعداد كبرية من النزاعات املتشابهة‪.‬‬ ‫يتحول إىل عنف‪ .‬فضالً عن ذلك‪ ،‬قد يصعب اللجوء إىل آليات‬
‫وقد ال تستدعي تسوية بعض النزاعات أكثر من توضيح‬ ‫التسوية أو استخدامها بسبب املسافة أو الرسوم الباهظة أو‬
‫القانون أو تعزيزه يف حني أن البعض اآلخر يتطلب توضيح‬ ‫الوثائق املطلوب توفريها أو عدم اإلملام باإلجراءات أو األمية‪.‬‬
‫إجراءات تطبيق أحد القانونني الساريني‪ .‬وقد يكمن الحل أيضا ً‬ ‫وقد تكون تلك اآلليات صعبة املنال بالتحديد بالنسبة إىل‬
‫يف إنشاء هيئة عقارية أو مؤسسة متخصصة مؤقتة‪ .‬من املتوقع‬ ‫النساء أو املجموعات اإلثنية املهمشة‪.‬‬
‫أن تضع الهيئة العقارية نظاما ً شفافا ً متعدد القنوات الستقبال‬ ‫االنتقال من نظام حيازة إىل نظام آخر‪ :‬إن االنتقال من‬
‫املطالبات وتسجيلها ونظاما ً يتيح تقييم األهلية وإجراء‬ ‫نظام حيازة إىل نظام آخر قد يتسبب يف نزاع يف غياب عملية‬
‫التحقيق وتقديم خدمات الطرف الثالث لتسوية املنازعات‬ ‫فعالة لكفالة سالسة عملية االنتقال وتسوية املنازعات العقارية‬
‫وتقفي آثار النزاعات ورصدها و‪/‬أو وضع آلية ملراقبة االمتثال‬ ‫الكثرية التي تنشأ أثناء ذلك‪ .‬فيمكن مثالً توقع احتكاكات عند‬
‫واإلنفاذ‪ .‬وإذا كانت املشكلة تقوم أساسا ً عىل عودة أعداد وافرة‬ ‫االنتقال من الحيازة العرفية إىل الحيازة النظامية أو من‬
‫من النازحني والالجئني الذين فقدوا القدرة عىل الوصول إىل‬ ‫الحيازة املشرتكة إىل الحيازة الخاصة‪ .‬وقد تعود الشكاوى إىل‬
‫أراضيهم‪ ،‬ال بد من إنشاء آلية تعويض تقدم لهم قطع أرض‬ ‫ماض بعيد أي إىل تاريخ نقل األرايض املستعمرة إىل الدولة يف‬
‫ٍ‬
‫بديلة أو تعويضا ً نقدياً‪.‬‬ ‫عهد االستقالل من دون التنبه إىل حقوق املالك العرفيني‪.‬‬
‫اإلفادة من آليات الوساطة املحلية والعرفية‪ :‬إن األطراف‬ ‫اسرتجاع األرايض املشرتكة “غري املستخدمة”‪ :‬قد تحاول‬
‫الفاعلة املحلية طرف يف نزاعات عقارية كثرية يستدعي حلها‬ ‫أراض مشرتكة يبدو‬ ‫السلطات الوطنية أو املحلية اسرتجاع ٍ‬
‫معرفة الواقع املحيل‪ .‬ويف حاالت كثرية‪ ،‬ثمة آليات عرفية قائمة‬ ‫وكأنها غري محروثة أو غري مسكونة من أجل استغاللها‪ .‬ومن‬
‫تعمل عىل معالجة النزاعات عىل األرايض أو قادرة عىل حلها‪.‬‬ ‫شأن أي محاولة من هذا القبيل أن تولد نزاعا ً بني السلطات‬
‫وغالبا ً ما تعترب األطراف الفاعلة املحلية هذه اآلليات مرشوعة‪.‬‬ ‫والجماعات املترضرة ال سيما يف تلك الحاالت التي تتطلب‬
‫ويمكن ربط اآلليات املحلية والعرفية باإلجراءات النظامية‬ ‫طقوس املجتمعات التقليدية أن ترتك األرض بورا ً لسنني‬
‫ذات الصلة إلنشاء نظام هجني عىل أن يتم ذلك من دون‬ ‫طويلة أو تلك التي تكون فيها األرايض محمية ألسباب دينية‪.‬‬
‫تقويض اآلليات واإلجراءات املحلية بل بما يكفل االتساق مع‬
‫النظام الوطني‪ .‬وال غنى تار ًة عن إدخال ضوابط إىل اآلليات‬ ‫‪ 2-2-3‬أساليب الوساطة واالتفاقات النموذجية‬
‫املحلية لضمان العناية الواجبة أو تجنب بعض أشاكل التمييز؛‬
‫يف ما ييل وصف تفصييل ألساليب الوساطة واالتفاقات‬
‫وال مندوحة طورا ً عن اآلليات التي تضمن أن يصون النظام‬
‫النموذجية التي أثبتت جدواها يف الوساطة يف النزاعات‬
‫الوطني األوسع التسويات املحلية‪ .‬عىل كل حال‪ ،‬ينبغي النظر‬
‫عىل األرايض‪.‬‬
‫بجدية بالغة إىل دور اآلليات املحلية والعرفية عىل أنها وسيلة‬
‫فعالة جدا ً ومرشوعة لتسوية أعداد كبرية من النزاعات‬ ‫وضع نظام متكامل لتسوية النزاعات العقارية يعتمد‬
‫العقارية املحلية‪.‬‬ ‫عىل الوساطة‪ :‬إن واحدا ً من أهم أساليب إدارة أعداد كبرية‬
‫‪39‬‬
‫‪ 2-3‬األرايض‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬الوساطة يف النزاعات العقارية يف أفغانستان‪ ،‬املرعى تلو اآلخر‬

‫‪© UNEP‬‬

‫يعود النزاع بني قبائل الكويش الرحل واملزارعني الهزارة للوصول إىل املراعي إىل عقود من الزمن‬
‫إن الوصول إىل مراعي مرتفعات وسط أفغانستان كان سبب خالف مزمن بني قبائل الكويش الرحل وقبائل الهزارة املستقرة‪ .‬تطالب‬
‫قبائل الكويش بممارسة حقها القانوني يف الوصول إىل املراعي الصيفية القائم عىل نظام من الرخص الذي يعود إىل العقد األخري من‬
‫القرن التاسع عرش؛ يف املقابل‪ ،‬تتمسك الهزارة بحقوقها الجماعية العرفية يف تلك األرايض‪ .‬وقد تحول الخالف إىل نزاع عنيف أكثر من‬
‫مرة وأصبح سببا ً لزعزعة االستقرار‪ .‬يف عام ‪ ،2009‬طلب إىل برنامج األمم املتحدة للبيئة أن يقرتح خطة إلنشاء نظام متكامل لتسوية‬
‫النزاعات العقارية مع اعتماد نهج تفاوضية ونهج تشاورية لتسوية الطلبات املتضاربة عىل مراعي املرتفعات‪ .‬وكان املطلوب إرساء‬
‫الخطة عىل الدروس املستقاة من املحاوالت املاضية الجزئية أو الفاشلة‪ .‬وقامت الخطة عىل نرش أفرقة وساطة محلية يدعمها خرباء‬
‫دوليون للعمل عىل تسوية النزاع بني القبائل املرعى تلو اآلخر‪ .‬واستدعى األمر إجراء عمليات تقييم مشرتكة لحالة كل مرعى متنازع‬
‫عليه وسياقه ووضع أنظمة خاصة باملراعي وتدابري إعادة التأهيل وتحديد البدائل وتقديم التعويض املناسب متى لم يعد الوصول‬
‫ممكناً‪ .‬واشتملت الخطة أيضا ً عىل نهج تفاوضية واسعة النطاق مثل نزع السالح يف األقضية املعنية وتوحيد خطة تسوية املنازعات‬
‫باعتماد قوانني وسياسات شاملة مثل السياسة العقارية الوطنية وخطة املراعي الوطنية ومرشوع قانون املراعي‪.‬‬

‫‪Wily, L. 2015 forthcoming. Resolving Natural Resource Conflicts to Help Prevent War: A Case From Afghanistan.‬‬ ‫املصدر‪:‬‬
‫‪.In Livelihoods, Natural Resources and Post-Conflict Peacebuilding, ed. H. Young and L. Goldman. Earthscan: London‬‬

‫‪40‬‬
‫‪ 2-3‬األرايض‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬الوساطة املحلية لتسوية النزاعات العقارية يف جمهورية الكونغو‬
‫الديمقراطية‬
‫‪© UNEP‬‬

‫إن التنافس عىل األرايض الخصبة والرواسب املعدنية الهائلة يغذي النزاع يف رشق جمهورية الكونغو الديمقراطية‬
‫يف رشق جمهورية الكونغو الديمقراطية‪ ،‬ما زال التنافس الحاد عىل األرايض الخصبة والرواسب املعدنية الهائلة يغذي النزاع‪ .‬ومنذ عام‬
‫‪ ،2009‬ينفذ مركز األمم املتحدة للمستوطنات البرشية برنامجا ً لتسوية النزاعات العقارية يف كيفو الشمالية وكيفو الجنوبية وإيتوري‬
‫يف إطار اسرتاتيجية الدعم الدويل لألمن واالستقرار‪ .‬ويرمي الربنامج إىل منع النزاعات والخالفات العقارية يف املناطق التي يعود إليها‬
‫النازحون والحد منها بواسطة فريق من الوسطاء املحلني الذين يتعاونون مع مراكز الوساطة العقارية يف مجتمعات مناطق النزاع‬
‫األساسية‪ .‬ويتيح الربنامج ألعضاء املجتمعات املترضرة أن يطالبوا بحقوقهم العقارية وأن يحصلوا عىل املشورة واملعلومات بشأن‬
‫القضايا العقارية‪ .‬إن االستعانة بأفرقة وساطة جوالة مكونة من وسطاء محليني أسلوب بديل مجدي لتسوية املنازعات يف ضوء نظام‬
‫الحيازة العريف السائد ويف غياب خطة استخدام األرايض ونظام املساحة‪ .‬كما أن أنشطة الوساطة ساهمت يف تحسني التعاون بني‬
‫الهيئات العقارية العامة والسلطات التقليدية عىل صون حقوق املجتمعات يف استخدام األرايض وعىل وضع سياسة عقارية وطنية‪.‬‬

‫‪UN HABITAT. 2013. Guide to Land‬‬ ‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪ .‬راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪Mediation Based on the Experience in the Eastern Democratic Republic of Congo. United Nations Human Settlements‬‬
‫‪.Programme: Nairobi‬‬

‫‪41‬‬
‫‪ 2-3‬األرايض‬

‫اإلفادة من آليات تسوية املنازعات القائمة‪ :‬من املجدي‬


‫عىل أرض الواقع‪ :‬التفاعل بني اآلليات العرفية‬ ‫كمبدأ عام اإلفادة من آليات تسوية املنازعات القائمة عوضا ً‬
‫والنظامية يف أثيوبيا وموزامبيق‬ ‫عن إنشاء آليات جديدة‪ .‬وتنسحب هذه القاعدة عىل اآلليات‬
‫النظامية والعرفية الفعالة واملرشوعة‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬قد‬
‫يف دستور أثيوبيا لعام ‪ 1995‬مثل رائع عن التفاعل بني‬
‫األنظمة العرفية والنظامية إذ تعرتف املادتان ‪ 34‬و‪ 78‬منه‬ ‫تعتمد إحدى الجماعات نوعا ً من آليات الوساطة العرفية إال أن‬
‫بدور القوانني العرفية والدينية يف تسوية املنازعات إن‬ ‫هذه اآللية ال تتناول بالرضورة النزاعات العقارية‪ .‬فبعد إدخال‬
‫وافقت األطراف املعنية عىل ممارسة املحاكم العرفية‬ ‫التعديالت الرضورية‪ ،‬تصبح تلك اآللية مؤهلة للنظر يف‬
‫والدينية اختصاصها يف الشأن املتنازع عليه‪.44‬‬ ‫القضايا العقارية أيضاً‪ .‬وتحتاج اآلليات القائمة عادة إىل‬
‫يف موزامبيق‪ ،‬اعرتف اتفاق السالم لعام ‪ 1992‬والترشيعات‬ ‫أنشطة بناء قدرات ودعم مستهدفة حتى تتمكن من معالجة‬
‫العقارية الالحقة بتنوع أشكال حيازة األرايض وهي‬ ‫جدول قضايا جديدة‪ .‬ويف طبيعة الحال‪ ،‬فإن اإلفادة من‬
‫مبادرة هامة ملعالجة النزاعات العقارية بعد انتهاء‬ ‫اآلليات القائمة ال يعني تجاهل الحاجة املاسة إىل آليات جديدة‬
‫الرصاع‪ .‬وتم استحداث حق عقاري واحد أطلق عليه‬ ‫يف حاالت كثرية ال سيما متى ثبتت عدم فعالية األنظمة القائمة‬
‫تسمية حقوق استخدام األرايض وهو ينسحب عىل الحقوق‬
‫أو متى افتقرت إىل مرشوعية يف نظر األطراف الفاعلة املحلية‪.‬‬
‫املكتسبة بصورة غري نظامية (عرفية) وعىل تلك التي تنبع‬
‫عن عملية نظامية الكتساب حقوق استخدام األرايض‬ ‫استكشاف أشكال جديدة لحيازة األرايض‪ :‬إن ضمان‬
‫(نظامية)‪ .‬والجديد يف األمر هو أنه ال حاجة إىل أن تكون‬
‫الوصول إىل األرايض يف غاية األهمية بالنسبة إىل أساليب العيش‬
‫الحقوق املكتسبة بصورة عرفية مسجلة حتى تحظى‬
‫بحماية القانون‪ .‬إنه البتكار يف إدارة الحقوق العقارية‬ ‫والتنمية‪ .‬إنما ال تشكل امللكية الخاصة إال أسلوبا ً واحدا ً لضمان‬
‫العرفية التي كانت تستدعي إضفاء الطابع الرسمي عليها‬ ‫الحيازة إذ يمكن بلوغ الغاية نفسها بوسائل واتفاقات نموذجية‬
‫عن طريق إدراجها يف اإلطار النظامي‪.‬‬ ‫بديلة مثل الريع واإليجار وامللكية العقارية مطلقة املدة وامللكية‬
‫العقارية مطلقة املدة املرشوطة وحقوق العبور‪ ،‬بما فيها الحقوق‬
‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات‬ ‫املوسمية‪ ،‬عىل سبيل املثال‪ .‬أما يف ما يتعلق بالنزاعات التي تكون‬
‫عىل املوارد الطبيعية‪.‬‬ ‫املجتمعات التقليدية أو الشعوب األصلية طرفا ً فيها والتي تعتمد‬
‫األساليب التشاركية‪ ،‬فال بد من أن تؤخذ يف الحسبان كل أنواع‬
‫ترتيبات الحيازة الجماعية واملشاعة القائمة‪.43‬‬
‫القضايا العقارية وهو موضوع يسوده االلتباس والريبة‪ .‬وقد‬ ‫توضيح العالقة القانونية بني أنظمة حيازة األرايض‬
‫أراض متنازع عليها أو تشكل‬ ‫تأتي مكملة لعملية وساطة عىل ٍ‬ ‫العرفية والنظامية‪ :‬يف الحاالت التي يولد فيها التداخل بني‬
‫أداة أنسب من الوساطة‪ .‬إن العمليات االستشارية العامة قد‬ ‫األنظمة العرفية والنظامية نزاعات حول حيازة األرايض‪ ،‬من‬
‫تسهم أيضا ً يف االستحصال عىل اقرتاحات بشأن سياسة عقارية‬ ‫املستحسن توضيح العالقة القانونية بني بعضها البعض‬
‫جديدة أو إطالق عملية استعراض ملسألة سياسية جد شائكة‪.‬‬ ‫وأسلوب التداخل والوضع الرسمي للحقوق العرفية‪ .‬ويف‬
‫وقد تشتمل عىل إجراءات منح االمتيازات عىل األرايض أو عىل‬ ‫حاالت كثرية‪ ،‬يمكن اعتماد نهج هجني حيث تعالج النزاعات‬
‫أحكام تقاسم الثروة املستمدة من تلك االمتيازات أو من بيع‬ ‫العقارية يف مرحلة أوىل باألساليب العرفية عىل أن تعالج‬
‫األرايض العرفية أو وراثتها‪ .‬وإن تم اللجوء إىل آليات االستشارة‪،‬‬ ‫بموجب األسلوب النظامي يف مرحلة تالية إن تعذر التوصل إىل‬
‫ال بد من تصميمها بعناية لضمان تكاملها مع سائر آليات‬ ‫مرض يف املرحلة السابقة‪.‬‬
‫حل ٍ‬
‫تسوية املنازعات‪ .‬عىل العمليات االستشارية العامة أن تكفل‬
‫إسماع كل األصوات التي ينبغي أن تسمع وأن تصمم بشكل‬ ‫تنظيم عمليات استشارية عامة حول القضايا العقارية‪:‬‬
‫يزيل القيود عىل مشاركة األفرقة ذات الصلة‪.‬‬ ‫من شأن العمليات االستشارية العامة حول قضايا عامة أو‬
‫محددة أن تساعد عىل النهوض بالشفافية واإلنصاف يف‬

‫‪42‬‬
‫‪ 2-3‬األرايض‬

‫األرايض‪ :‬أسئلة مفيدة‬


‫يف وسع الوسيط أو املؤسسة الداعمة للوساطة أن تطرح أسئلة مفيدة حول األرايض يف مرحلة التقييم‪:‬‬

‫• ما هي اإلشكالية االقتصادية يف استخدام األرايض؟ كيف تتصل سبل االسرتزاق املعتمدة عىل األرايض باألسواق املحلية واإلقليمية؟‬

‫• ما هو وضع النظام العقاري يف املنطقة وما هو تاريخه؟ كيف يتم تبادل األرايض وتقييمها؟‬

‫• ما هي أسباب النزاعات العقارية؟ هل أنها مؤقتة (عودة الالجئني وما يواكبها من إشغال ثانوي لألرايض) أو طويلة األمد (قضايا‬
‫ملكية مزمنة أو تضارب بني األعراف واألنظمة)؟‬

‫• هل تم تصنيف أشكال النزاعات العقارية أو هل يمكن إجراء مثل هذا التصنيف؟‬

‫• هل من فئات اجتماعية مهمشة عىل صعيد حقوق الحيازة واالستخدام؟ إىل أي حد تسهم النزاعات يف زيادة تهميش تلك الفئات؟‬

‫• ما هي اآلليات واملؤسسات املتوفرة ملعالجة النزاعات العقارية؟ هل هي فعالة؟ هل هي تحظى بثقة أصحاب املصلحة؟‬

‫• ما مدى تفاعل آليات تسوية املنازعات العرفية والنظامية؟‬

‫• أي سلطات وأصحاب مصلحة ينبغي إرشاكهم يف وضع ترتيبات ومؤسسات جديدة معنية بالحقوق العقارية وتفعيلها؟‬

‫• أي سلطات وأصحاب مصلحة ينبغي إرشاكهم يف وضع حلول ملعالجة أعداد كبرية من النزاعات العقارية املتشابهة؟‬

‫• هل من طقوس رمزية أو ثقافية خاصة من شأنها أن تفرض االلتزام باتفاقات تسوية النزاعات العقارية؟ هل من طقوس أو‬
‫ممارسات من شأنها أن تزيد من فرص وفاء أعضاء املجتمعات باالتفاقات وااللتزامات؟‬

‫• كيف تؤثر األنظمة القائمة عىل تعريف كل طرف متنازع لالتفاق املقبول؟ ما هي الثقة التي يوليها كل طرف متنازع إىل املؤسسات‬
‫املعنية بتسوية املنازعات؟‬

‫‪43‬‬
‫‪ 3-3‬املياه‬

‫من فهم عمليات التغري األساسية الحتواء عوامل النزاع واقرتاح‬ ‫‪ 3-3‬املياه‬
‫حلول دائمة لتسوية النزاعات‪.‬‬
‫متساو مما يثري‬
‫ٍ‬ ‫إن توزيع املياه يف املكان والزمان توزيع غري‬
‫إنشاء البنى األساسية الرئيسية‪ :‬تكون مشاريع البنى‬ ‫مصاعب َ‬
‫جمة يف إدارتها وتخصيصها‪ .‬ومع أن املياه من املوارد‬
‫األساسية الكربى سبب خالف إذا مست بكمية املياه املتوفرة أو‬ ‫القابلة للتجديد إال أنه ال يمكن التنبؤ بتوفرها الطبيعي يف‬
‫عدلت الوصول إىل األجسام املائية‪ .‬عىل سبيل املثال‪ ،‬يؤثر‬ ‫غنى عنها يف الكثري من األنشطة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫مكان أو زمان ما‪ .‬وال‬
‫تشييد السدود والري الزراعي عىل كمية املياه يف أسفل مجرى‬ ‫االقتصادية منها مثل الزراعة والصناعة والنقل والطاقة؛‬
‫النهر وعىل خطر الفيضانات وحركة النقل واألرصدة السمكية‪.‬‬ ‫واالجتماعية‪ ،‬مثل الثقافة واستهالك األرس املعيشية واألنشطة‬
‫كما أن تراجع الدفق املائي قد يزيد من ملوحة املياه وتركيز‬ ‫الرتفيهية؛ والبيئية‪ ،‬مثل كافة خدمات النظم البيئية‪ .‬إن إدارة‬
‫امللوثات يف أسفل مجرى النهر‪ .‬أخرياً‪ ،‬إن السدود الكربى عىل‬ ‫املوارد املائية املعارصة تقتيض التوفيق بني شتى استخدامات‬
‫أعىل مجرى النهر تتيح التحكم بكمية املياه التي تصل إىل‬ ‫املياه وتسوية النزاعات املستمرة بني جميع أصحاب املصلحة‪.‬‬
‫أسفله وتشكل نقطة احتكاك محتمل‪.‬‬ ‫وقد يدفع االشرتاك يف استخدام املوارد املائية أصحاب املصلحة‬
‫التغيري يف توفر املياه‪ :‬تتأثر كمية املياه املتاحة ألصحاب‬ ‫إىل البحث عن حلول تعاونية للنزاعات لكنه قد يحد كذلك من‬
‫املصلحة بالتغيري الطبيعي يف األمطار أو األحداث البالغة حدة‬ ‫نطاق الحلول البديلة املرضية‪.‬‬
‫مثل الجفاف أو الفيضانات‪ .‬عندما تشحّ املياه ألي من هذه‬
‫األسباب‪ ،‬يزداد التزاحم عليها فريتفع احتمال نشوب نزاع‪.‬‬ ‫‪ 1-3-3‬عوامل النزاع‬
‫والخطر أكرب متى كانت اآلليات املؤسسية غائبة‪ ،‬ال سيما تلك‬ ‫احتدمت النزاعات مع تزايد التنافس عىل املوارد املائية‪ .‬وتقع‬
‫العابرة للحدود‪ ،‬حتى تعالج التغيري يف مقدار املياه املتاحة‬ ‫هذه النزاعات بني الدول ومجموعات االسرتزاق وقطاعات‬
‫وتسهم يف تسوية املنازعات ذات الصلة‪.‬‬ ‫االقتصاد كلما طرأت تغريات مفاجئة عىل كمية املياه ونوعيتها‪.‬‬
‫تأثري التلوث‪ :‬تتدهور نوعية املياه تحت تأثري شتى امللوثات‪،‬‬ ‫وتتأتى هذه التغريات من أنشطة اإلنسان (تشييد السدود‬
‫الصناعية والزراعية وتلك الناجمة عن النفايات البلدية‪ .‬وعندما‬ ‫والري والتلويث واالستغالل املفرط) أو التغيري الطبيعي أو‬
‫يطال األمر سبل العيش املحلية من زراعة وصيد وصيد‬ ‫األحداث البالغة الحدة (الفيضانات والجفاف) أو تغري املناخ‬
‫أسماك‪ ،‬تحدث اضطرابات‪ .‬وبما أن التلوث ال يميز بني املياه‬ ‫فتتجىل النزاعات عىل األصعدة املحلية أو اإلقليمية أو الوطنية‬
‫العذبة يف البحريات واألنهر والخزانات الجوفية ومياه البحر‪،‬‬ ‫أو الدولية‪ .‬وكلما شحت املوارد املائية املتوفرة ألطراف وتفاوت‬
‫من املحتمل تاليا ً أن تعرب آثاره الحدود الوطنية‪.‬‬ ‫توازن القوى بينها من دون أن تتمكن من إيجاد أي بديل أو‬
‫أسلوب تأقلم‪ ،‬كلما زاد احتمال تصعيد النزاع‪ .‬يف املقابل‪ ،‬يمكن‬
‫تعديل الحدود الدولية‪ :‬ينتج من حاالت االنفصال أو التقسيم‬ ‫استخدام املوارد املائية املشرتكة كمنطلق إلرساء أسس التعاون‬
‫تعديالً يف الحدود الدولية وتؤدي تاليا ً إىل تجزئة حوض مائي‬ ‫بني األطراف املتنازعة‪ .‬وإن ما تولده املوارد املائية من نزاع أو‬
‫كان يشكل قبل ذلك وحدة متماسكة‪ .‬واألمثال كثرية مثل‬ ‫فرصة تعاون بني املنتفعني املتنافسني أمر يتوقف عىل طبيعة‬
‫حوض بحر آرال بعد تفكك االتحاد السوفياتي أو حوض نهر‬ ‫مؤسسات الحوكمة‪ .‬ويف ما ييل العوامل األساسية املؤثرة عىل‬
‫السند بعد تقسيم الهند وباكستان أو حوض النيل بعد إنشاء‬ ‫النزاعات عىل املياه‪.445‬‬
‫جمهورية جنوب السودان‪.‬‬
‫ارتفاع الضغط عىل املوارد املائية وتغري املناخ‪ :‬ال يكف‬
‫تسعري املياه وخصخصتها‪ :‬قد تحدث نزاعات متى حاولت‬
‫الضغط عىل موارد املياه العذبة املحدودة عن االرتفاع نتيجة‬
‫الدول أو السلطات املحلية خصخصة إدارة املياه وفرض رسوم‬
‫لالزدياد السكاني والنمو االقتصادي والتلوث الصناعي‬
‫عىل استهالك املياه أو خدمات الرصف الصحي‪ .‬ويف الحاالت‬
‫وخسارة املستجمعات املائية يف الغابات‪ .‬ومن املحتمل أن‬
‫التي لطاملا كانت املياه فيها موردا ً عاما ً مجانياً‪ ،‬من املحتمل أن‬
‫يتسبب تغري املناخ املتوقع يف شح املوارد املائية يف بعض‬
‫تثري هذه املبادرات احتكاكا ً بني الجماعات املترضرة والسلطات‬
‫مناطق العالم فضالً عن تعديل عوامل التغيري الطبيعي‬
‫العامة والقطاع الخاص‪.‬‬
‫والتوزيع الجغرايف‪ .‬إن زيادة الطلب عىل هذه املوارد واحتدام‬
‫الغموض يف حقوق استخدام املياه والوصول إليها‪ :‬يظهر‬ ‫التنافس عليها جعال بعض البلدان يبلغ حدود إمكانياتها‬
‫تضارب يف مصالح مستخدمي املياه يف غياب تحديد واضح‬ ‫املائية‪ .‬وتظهر حاالت اإلجهاد بني البلدان وداخلها‪ .‬وعىل‬
‫لحقوق استخدام املياه والوصول إليها يف األنظمة العرفية‬ ‫الصعيد الداخيل‪ ،‬يحصل االحتكاك بني املناطق الحرضية‬
‫والنظامية أو عندما يخضع الجسم املائي الختصاصات‬ ‫والريفية وقطاعات االقتصاد ومجموعات االسرتزاق‪ .‬لذلك‬
‫مختلفة‪ .‬كما أن االحتياجات املائية للمنشآت الزراعية أو‬ ‫تتحول املياه شيئا ً فشيا ً إىل موضوع سيايس محض‪ .‬فال بد‬
‫التعدينية الضخمة كبرية وغري موثقة يف األغلب وقد تنال من‬
‫‪44‬‬
‫‪ 3-3‬املياه‬

‫و(‪ )3‬املنافع البيئية (السياحة وتحسني مصائد األسماك‬ ‫حقوق استخدام الجماعات املجاورة‪ .‬وال مف ّر من النزاع عندما‬
‫وحماية التنوع البيولوجي)؛ و(‪ )4‬املنافع الجغرافية السياسية‬ ‫ال تكون املياه كافية ملمارسة شتى الحقوق القانونية‪ ،‬ال سيما‬
‫(الرىض عن السياسات العامة وتحسني التعاون وتوطيد الثقة‬ ‫يف حاالت التغيري الطبيعي الكبري‪.‬‬
‫والتخفيف من احتمال نشوب نزاع مسلح)‪.47‬‬
‫التعارض بني مصالح إدارة املياه واملعلومات‪ :‬قد يحدث‬
‫أما تقييم املنافع فقد يشمل التقييم النوعي والتقدير املادي‬ ‫نزاع متى لجأت الجهات املختصة يف إدارة جسم مائي‪،‬‬
‫والتخمني النقدي (بواسطة األساليب التجارية وغري التجارية)‪.‬‬ ‫ال سيما األجسام املائية العابرة للحدود‪ ،‬إىل أساليب أو تدابري‬
‫ومن األهمية بمكان أال يقترص التقييم عىل تحديد املنافع‬ ‫متعارضة‪ .‬فيجوز‪ ،‬مثالً‪ ،‬أن تعتمد إحدى الجهات نهج اإلدارة‬
‫فحسب بل أن يعني أيضا ً املنتفعني‪ .‬ومتى تم توضيح املنافع‬ ‫جهة أخرى تفضل نهجا ً قطاعيا ً ضيقا ً‬ ‫ً‬ ‫املتكاملة يف حني أن‬
‫واملنتفعني‪ ،‬يمكن صياغة سياسات تراعي كافة العنارص‬ ‫يركز عىل إدارة دفق املياه ونوعيتها‪ .‬ومن هنا التباين يف أنظمة‬
‫وترجمتها إىل أرض الواقع بصورة متسلسلة‪.‬‬ ‫إدارة املياه العابرة للحدود ورصد نوعيتها وكميتها وتقاسم‬
‫البيانات ذات الصلة‪.‬‬
‫استخدام أدوات اإلدارة املتكاملة للموارد املائية‪ :‬تأتي‬
‫األدوات والنهج الخاصة باإلدارة املتكاملة للموارد املائية لتكمل‬ ‫التباين يف تأويل االلتزامات القانونية الدولية واالتفاقات‪:‬‬
‫عملية تقييم املنافع‪ .‬تنادي اإلدارة املتكاملة للموارد املائية‬ ‫قد تختلف الدول التي أصبحت أطرافا ً يف اتفاقات معنية‬
‫بتنسيق جهود تنمية املياه واألرايض واملوارد املتصلة بها‬ ‫باملياه‪ ،‬ثنائية أو متعددة األطراف‪ ،‬عىل تفسري أحكام بعينها أو‬
‫وإدارتها بما يعزز الرفاه االقتصادي واالجتماعي بصورة‬ ‫عىل مواجهة التغري يف دفق املياه كما هو الحال عادة بني الدول‬
‫عادلة ومن دون املساس باستدامة األنظمة البيئية الحيوية‪.‬‬ ‫املشاطئة التي تمارس سيادتها عىل نهر أو بحرية أو بحر عابر‬
‫وهي بديل ألسلوب اإلدارة القطاعية والتنازلية املجزأة‪ .‬تشرتط‬ ‫لحدودها الوطنية‪ .‬وما يزيد األمر صعوبة هو الرتكيز عىل‬
‫اإلدارة املتكاملة للموارد املائية تناول األحواض املائية عىل‬ ‫تخصيص حصص مائية محددة عىل أساس كميات مطلقة‬
‫أساس وحدة إدارية ال تتجزأ وتقييم الطلب واآلثار عىل كل‬ ‫عوضا ً عن نسب مئوية من دفق املياه املتوفر‪.‬‬
‫القطاعات ومشاركة جميع أصحاب املصلحة‪ .‬أما الوساطة‬
‫التفاوت يف ميزان القوى‪ :‬ما يزيد النزاع سوءا ً التفاوت‬
‫فتستعني باألدوات والنهج الخاصة باإلدارة املتكاملة للموارد‬
‫الفادح يف ميزان القوى بني الدول أو األقاليم يف أعىل املجرى‬
‫والدول واألقاليم يف أسفله‪ ،‬ال سيما متى كانت دول أعىل املجرى‬
‫ً‬
‫ميالة إىل الحلول األحادية ومرتددة يف التعاون عىل إدارة املياه‬
‫عىل أرض الواقع‪ :‬تقاسم منافع نهر كولومبيا بني‬
‫كندا والواليات املتحدة‬ ‫مع أطراف أسفل املجرى متى لم تتضح لها الفائدة التي‬
‫تجنيها من هذا التعاون‪.‬‬
‫إن معاهدة نهر كولومبيا التي أبرمتها كندا والواليات‬
‫املتحدة يف عام ‪ 1961‬لخري مثيل عىل أسلوب تقييم املنافع‬ ‫‪ 2-3-3‬أساليب الوساطة واالتفاقات النموذجية‬
‫عىل نطاق حوض النهر بأرسه‪ .‬ويف املعاهدة‪ ،‬يسلم‬
‫الطرفان بأنه لن يستطيع أي منهما تحقيق املنفعة‬ ‫أثبتت أساليب الوساطة واالتفاقات النموذجية التالية‪،‬‬
‫القصوى يف توليد الطاقة الكهرمائية والسيطرة عىل‬ ‫منفردة أو مجموعة‪ ،‬فائدتها يف الوساطة يف النزاعات عىل‬
‫الفيضانات إال عن طريق التعاون عىل إدارة املوارد املائية‬ ‫املوارد املائية‪.46‬‬
‫يف حوض نهر كولومبيا‪ .‬لذلك اعتمدا نهج اإلدارة املتكاملة‬
‫لتحقيق أقىص املنافع‪ ،‬مشرتكني وال منفردين‪ ،‬عىل نطاق‬ ‫تقييم منافع التعاون عىل إدارة املياه وتحقيق أكرب قدر‬
‫الحوض بأرسه‪ .‬ولضمان التوزيع العادل ملنافع التحكم‬ ‫منها‪ :‬حتى يكتب النجاح للوساطة يف النزاعات عىل تخصيص‬
‫بالفيضانات وتوليد الطاقة‪ ،‬تضمنت املعاهدة مجموعة من‬
‫األحكام املالية والتشغيلية‪ .‬ففي مقابل خدمات مراقبة‬
‫املوارد املائية‪ ،‬ال بد من إقناع األطراف من التحول من الرتكيز‬
‫الفيضانات التي تقدمها كندا‪ ،‬دفعت الواليات املتحدة زهاء‬ ‫عىل تقاسم املياه بحد ذاتها إىل الرتكيز عىل تقاسم منافع املوارد‬
‫‪ 65‬مليون دوالر أمريكي حتى يتم تشييد البنى األساسية‬ ‫املائية‪ .‬وقد يشمل هذا األسلوب إدارة املوارد املائية بما يحقق‬
‫لتخزين املياه يف كندا‪ .‬واعرتافا ً باملنافع املتأتية عن تخزين‬ ‫الفائدة القصوى ومن ث ّم تخصيصها بصورة عادلة‪ .‬وتتوزع‬
‫املياه يف كندا من أجل توليد الطاقة‪ ،‬نصت املعاهدة عىل‬ ‫املنافع املبارشة عىل فئات أربع وهي‪ )1( :‬اإلنتاج االقتصادي‬
‫منح كندا نصف الطاقة اإلضافية املنتجة يف الواليات‬
‫وحماية األصول (أي زيادة اإلنتاج الزراعي وتوليد الطاقة‬
‫املتحدة‪.‬‬
‫والنقل وتقليص خطر الفيضان عىل البنى األساسية الحرضية‬
‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل‬ ‫وخفض كلفة توريد املياه)؛ و(‪ )2‬املنافع االجتماعية (أي‬
‫املوارد الطبيعية‪.‬‬ ‫تجنب وقوع ضحايا بسبب كوارث متصلة باملاء وتلوث املاء‬
‫وتحسني ظروف العيش بفضل مد شبكات املاء والكهرباء)؛‬
‫‪45‬‬
‫‪ 3-3‬املياه‬

‫بصورة تؤثر عىل نوعية املياه التي تصل إىل املستخدمني يف‬ ‫املائية يف عملية تنطوي عىل أربع مراحل‪ )1( :‬تقييم الوضع‬
‫أسفل املجرى وكميتها‪ ،‬مثالً عن طريق تحويل الغابات إىل‬ ‫الراهن بواسطة عمليات التقييم املشرتكة وتقاسم املعلومات‬
‫أراض زراعية‪ .‬من بني أساليب تسوية مثل هذه املنازعات‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫بالتزامن مع ورش التدريب التي تساهم يف بناء الثقة؛ و(‪)2‬‬
‫نموذج الدفع مقابل خدمات النظم اإليكولوجية الذي يفرض‬ ‫إزالة الحدود اإلدارية من الخريطة والطلب إىل األطراف أن‬
‫عىل املستفيد من خدمة بيئية كتنقية املياه أن يسدد عوضا ً‬ ‫تسعى إىل تحقيق املنفعة القصوى عن طريق التخطيط‬
‫ألصحاب األرايض الذين يقدمون هذه الخدمة عن طريق‬ ‫والتنمية املتكاملني؛ و(‪ )3‬الطلب إىل األطراف اقرتاح حلول‬
‫الحفاظ عىل الغطاء الحرجي يف أعىل حوض النهر‪ .‬والتربير‬ ‫محتملة لتسوية النزاعات تقوم عىل املنفعة املتبادلة؛ و(‪)4‬‬
‫بسيط وهو أنه يتعني أن تتلقى الجهات التي تقدم خدمات‬ ‫إعادة رسم الحدود اإلدارية عىل الخريطة والسعي إىل منح‬
‫النظم البيئية متخلية بذلك عن أي استخدام بديل لألرايض‬ ‫صبغة رسمية للحلول املقرتحة‪.48‬‬
‫عوضا ً من املنتفعني من تلك الخدمة‪ .‬ويستدعي نموذج الدفع‬
‫اعتماد لغة ومنهجية مشرتكتني الحتساب املنافع‬
‫مقابل خدمات النظم اإليكولوجية تحديدا ً واضحا ً للجهات‬
‫املبارشة وغري املبارشة الستخدام املياه‪ :‬ما يثري االحتدام يف‬
‫املستخدمة واملوردة فضالً عن توفر عدد من الرشوط الرضورية‬
‫الوساطة لجوء كل طرف إىل مصطلحات ومنهجيات مختلفة‬
‫كضمان حيازة األرايض وأنظمة الرصد واإلنفاذ واالمتثال‬
‫الحتساب استخدام املياه مع تنايس يف أغلب األحيان احتساب‬
‫ونظم قانونية مم ّكنة‪.50‬‬
‫الكثري من مصادر االستهالك املبارش وغري املبارش‪ .‬ومن‬
‫استخدام االستشعار عن بعد لضمان تكافؤ األطراف يف‬ ‫املستحسن اعتماد لغة ومنهجية مشرتكتني تستندان إىل معايري‬
‫الحصول عىل املعلومات‪ :‬قد يرتدد أصحاب املصلحة أو‬ ‫دولية معرتف بها منذ املراحل األوىل للوساطة‪ .‬ويمثل تقييم‬
‫الدول املجاورة املشاطئة التي تستخدم أجسام املياه الواحدة‬ ‫البصمة املائية منهجية واحدة لالستحصال عىل بيانات ملقارنة‬
‫يف تقاسم املعلومات والبيانات ألكثر من سبب‪ .‬وتتيح أدوات‬ ‫حالة كل صاحب مصلحة وتقييم درجة استدامة أساليب‬
‫االستشعار عن بعد طريقة فعالة لضمان تكافؤ األطراف يف‬ ‫االستخدام القائمة‪.49‬‬
‫الوصول إىل قاعدة من املعلومات املشرتكة من دون الحاجة إىل‬
‫تفضيل الحلول املراعية لجانبي العرض والطلب يف‬
‫اللجوء إىل تقاسم مبارش للمعلومات بينها‪ .‬ومن شأن هذا‬
‫مواجهة شحة املوارد املائية‪ :‬يف مواجهة شحة املوارد املائية‬
‫التدبري أن يحسن جودة املعلومات املتوفرة ويحدد أسس تقييم‬
‫حالن محتمالن يثريان املزيد من التزاحم بني مجموعات‬
‫موضوعية ويرصد اتجاهات االستخدام عىل الصعيد الوطني‬
‫املستخدمني والقطاعات االقتصادية وهما‪ :‬الحلول املؤثرة عىل‬
‫والعابر للحدود‪ .‬إن جمع البيانات عن بعد وتعميمها قد يدفع‬
‫العرض والتي تقوم عىل تقديم املزيد من املوارد لسد‬
‫األطراف إىل تقاسم املزيد من املعلومات التي تكون يف حوزتها‬
‫االحتياجات الجديدة؛ والحلول املؤثرة عىل الطلب والتي تسعى‬
‫كبادرة حسن نية‪ .‬ويطرأ التغري يف السلوك بعد أن تفقد‬
‫إىل إدارة االستهالك بحيث يتم تأجيل الحاجة إىل املزيد من‬
‫األطراف ما كان لها من ميزة اسرتاتيجية مرتتبة عن حجب‬
‫املوارد أو تجنبها‪ .‬يف املايض‪ ،‬كان الحل املحبذ يقيض بتفضيل‬
‫املعلومات‪ .‬ويسهم إنشاء قاعدة بيانات مشرتكة باالستناد إىل‬
‫الحلول املؤثرة عىل العرض والتي كانت ترتجم بمشاريع مائية‬
‫تقنية االستشعار عن بعد يف إزالة الطابع السيايس للنزاع‬
‫جديدة عىل شكل منشآت لجمع املياه وتخزينها‪ .‬ومنذ فرتة‬
‫وتبديد أي سوء تفاهم لدى أصحاب املصلحة بشأن كمية املياه‬
‫قصرية‪ ،‬بدأ الرتكيز عىل تنمية املوارد املائية عن طريق إصالح‬
‫املتوفرة وأوجه استخدامها‪.‬‬
‫النظام البيئي وتحسني إدارة املستجمعات املائية‪ .‬إال أنه‬
‫االستعانة بالتصورات ملساعدة األطراف عىل دراسة‬ ‫ال يمكن تجاهل االتجاه املقابل الواضح إىل اختيار الحلول‬
‫الخيارات‪ :‬يف املفاوضات عىل املوارد املائية‪ ،‬يجوز استخدام‬ ‫املؤثرة عىل العرض والتي تركز عىل زيادة الفعالية يف استخدام‬
‫التصورات لطرح الصيغ البديلة املعقول اعتمادها بغية‬ ‫املياه واملحافظة عليها وإدارة الطلب عليها‪ .‬وكلها تدابري‬
‫مساعدة األطراف عىل استكشاف الخيارات والنتائج ومقارنتها‪.‬‬ ‫حيوية لضمان استدامة املوارد املائية والبيئة فضالً عن‬
‫يمكن رسمها عىل أساس مجموعة من املتغريات مثل توفر‬ ‫الفعالية االقتصادية والتنمية االجتماعية‪.‬‬
‫املوارد واتجاهات االستهالك وتغري املناخ والنمو السكاني‬
‫تصميم الدفع مقابل خدمات النظم اإليكولوجية للحفاظ‬
‫والسياسات‪ .‬وتسهم التصورات يف زيادة وعي األطراف‬
‫عىل استخدامات األرايض املؤاتية لتوريد املياه‪ :‬تنشأ‬
‫للمنافسة القائمة بني شتى القطاعات بما فيها الري وتوريد‬
‫نزاعات كثرية عىل املوارد املائية جراء تغري يف استخدام األرايض‬
‫مياه الرشب وتوليد الطاقة الكهرمائية والتحكم بالفيضانات‬
‫يؤثر عىل خدمات النظم البيئية األساسية لتوفر مياه عذبة‬
‫وغريها من خدمات النظم البيئية فضالً عن تطور النزاعات‬
‫عالية الجودة والتي ال يسند لها أي قيمة اقتصادية معينة‪.‬‬
‫الجارية أو املحتملة وتداعياتها‪ .‬وباإلضافة إىل تقنية‬
‫وبالتحديد‪ ،‬حصلت نزاعات متى قامت الجماعات املقيمة عىل‬
‫التصورات‪ ،‬تقنية أخرى قريبة إليها وهي التحليل العكيس‬
‫الذي يقوم بتحديد النتيجة املرجوة يف املستقبل ويتبع مسارا ً‬ ‫ضفاف أعىل مجرى النهر بتغيري أسلوب استخدام األرايض‬

‫‪46‬‬
‫‪ 3-3‬املياه‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬استخدام االستشعار عن بعد لتوثيق التغري البيئي يف األرايض الرطبة‬
‫يف حوض سيستان‬
‫‪© UNEP‬‬

‫أفضت شحة املياه يف األرايض الرطبة يف حوض سيستان إىل احتكاكات بني إيران وأفغانستان بسبب التباين يف التصورات‪.‬‬
‫يقدم برنامج األمم املتحدة للبيئة الدعم يف الدبلوماسية البيئية إليران وأفغانستان منذ عام ‪.2002‬‬
‫يف عام ‪ ،2003‬طلب إىل برنامج األمم املتحدة للبيئة أن يوفر الدعم يف الدبلوماسية البيئية ويف تقديم بيانات علمية ومحايدة عن حالة‬
‫نهر هلمند واألرايض الرطبة يف حوض سيستان واستخدام املوارد املائية العابرة للحدود‪ .‬وكان الغرض اإلسهام يف التخفيف من حدة‬
‫التوتر الناتج من الريبة املحيطة بعوامل التغري البيئي وآثاره عىل توفر املياه‪.‬‬
‫قام برنامج األمم املتحدة للبيئة بتوثيق التغري البيئي يف الحوض بني ‪ 1976‬و‪ 2005‬بواسطة عمليات مسح شاملة بالسواتل وبعثات‬
‫ميدانية لجمع العينات واستشارة الجماعات يف البلدين‪ .‬وصدرت الدراسة يف عام ‪ 2005‬وساعدت عىل فهم مراحل التغري البيئي‬
‫الرئيسية يف األرايض الرطبة عىل مدى ‪ 30‬سنة وعوامله األساسية‪ ،‬الطبيعية والبرشية املنشأ‪ .‬واسرتشد بها الطرفان أصالً يف اجتماعات‬
‫فنية بحثا فيها فرص التعاون إذ كانت الحافز لحوار استمر ملدة عامني‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪ .‬راجع أيضاً‪UNEP. 2006. History of Environmental Change :‬‬
‫‪.in the Sistan Basin. Based on Satellite Image Analysis:1976– 2005. United Nations Environment Programme: Geneva‬‬

‫‪47‬‬
‫‪ 3-3‬املياه‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬منظمة استثمار نهر السنغال‬

‫‪© REBECCA BLACKWELL, KEYSTONE‬‬

‫نهر السنغال مورد طبيعي هام ألنشطة ترتاوح بني الصيد والرتفيه‬
‫يف عام ‪ ،1972‬أنشأت مايل وموريتانيا والسنغال منظمة استثمار نهر السنغال التي حلت محل مبادرات سابقة فشلت يف إحياء التعاون‬
‫الدويل يف شأن نهر السنغال الذي يكتيس أهمية اقتصادية وسياسية‪ .‬وتمخضت عن املبادرة مجموعة من املشاريع واالتفاقات املشرتكة‬
‫وإنشاء البنية التحتية املادية واملؤسسية‪ .‬وكان توقيع البلدان الثالثة عىل ميثاق نهر السنغال يف عام ‪ 2002‬محطة ملفتة حيث أنه وضع‬
‫املبادئ واإلجراءات الخاصة بتوزيع الحصص بني القطاعات (الزراعة وتربية األحياء املائية وتوليد الطاقة الكهرمائية وغريها)‬
‫واإلجراءات الخاصة باستعراض املشاريع املائية الجديدة واملوافقة عليها وأصول حماية البيئة‪ .‬ويف عام ‪ ،2003‬قام مرفق البيئة العاملية‬
‫بتمويل مرشوع إلدارة البيئة واملوارد املائية ملدة أربع سنوات بغية رسم إطار التنمية املستدامة يف منطقة حوض النهر وإدارة املياه‬
‫العابرة للحدود‪.‬‬

‫‪Newton, J. 2007. Case Study of‬‬ ‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪ .‬راجع أيضاً‪:‬‬
‫‪Transboundary Dispute Resolution: Organization for the Development of the Senegal River (OMVS). Oregon State‬‬
‫‪.University‬‬

‫‪48‬‬
‫‪ 3-3‬املياه‬

‫عكسيا ً يسمح لألطراف أن تحدد الخطوات الرضورية لبلوغها‪.‬‬


‫عىل أرض الواقع‪ :‬األساليب التقنية املعتمدة يف مبادرة‬ ‫إن أي اتفاق بشأن النتيجة املرجوة قد يرتجم يف اتفاق عىل‬
‫حوض النيل‬
‫الخطوات الواجب اتخاذها لبلوغها‪.‬‬
‫تعود مبادرة حوض النيل إىل عام ‪ 1999‬وترمي إىل تنسيق‬ ‫استخدام نظم دعم القرار ملعالجة أوجه الشك وتصوير‬
‫إدارة الحوض بني الدول املشاطئة العرش‪ .‬واستخدمت‬ ‫الخيارات‪ :‬إدارة املوارد املائية وتسوية املنازعات عمليات‬
‫مجموعة من األساليب بما يف ذلك تقييم املنافع واإلدارة‬ ‫معقدة بسب أوجه الشك املتصلة بالتنمية االقتصادية‬
‫املتكاملة للموارد املائية ووضع التصورات ونظم دعم‬
‫والعمليات البيئية وأنماط الطقس وتغري املناخ ودرجة إدراك‬
‫القرار ملساعدة األطراف عىل مراعاة العوامل واملتغريات‬
‫أصحاب املصلحة‪ .‬إن نظم دعم القرار الحاسوبية ونظم‬
‫التي تؤثر عىل مصري النهر‪ .‬إن تجربة مبادرة حوض النيل‬
‫تجسد أهمية استخدام املعلومات التقنية واإلجراءات غري‬ ‫املعلومات الجغرافية تكون مفيدة جدا ً يف فهم املتغريات‬
‫الرسمية لبناء الثقة بني الدول والفائدة وراء إرشاك‬ ‫والجدوى التقنية والسالمة االقتصادية للقرارات اإلدارية‬
‫مجموعة من أصحاب املصلحة يف الحوار‪ .‬إنما وبالرغم من‬ ‫وتحليل جوانبها الكمية‪ .51‬وتعتمد هذه النظم عىل أسلوب‬
‫الجهود الهامة التي بذلت عىل مدى عرشة أعوام لم تفلح‬ ‫حاسوبي ممنهج لصون القرار حيث يتم إيضاح الفرضيات‬
‫املبادرة يف معالجة املسألة الرئيسية أي يف إحياء التوافق يف‬ ‫وتسهيل استكشاف الخيارات البديلة وتصورها بأسلوب يشبه‬
‫اآلراء بني الدول العرش بشأن تخصيص جديد لحصص‬ ‫بعض اليشء تقنية التصورات‪ .‬إال أن نظم دعم القرار تقطع‬
‫املياه يف ضوء االحتياجات واملتطلبات املتغرية‪.‬‬ ‫شوطا ً أكرب إذ إنها تقيّم بشكل منتظم البدائل املمكنة بما فيها‬
‫مرض يتبناه‬
‫اإلصالحات الهيكلية إىل أن يتم التوصل إىل حل ٍ‬
‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل‬
‫املوارد الطبيعية‪.‬‬
‫جميع أصحاب املصلحة‪ .‬إنها عملية تفاوض ومساومة‬
‫مستنرية لكنها تحمل يف طياتها إمكانية التوصل إىل نتيجة‬
‫تحظى بدعم واسع وتعالج بالفعل أسباب النزاع الهيكلية‪.52‬‬
‫والتنسيق بني هيئات التخطيط والتعاون الفني واتفاقات‬
‫استخدام االتفاقات اإلطارية واملشاريع املشرتكة‬
‫املالحة وإجراءات اإلخطار املسبق وتسوية املنازعات كما هي‬
‫للمحافظة عىل الزخم يف حني يستمر العمل عىل التفاصيل‬
‫الحال‪ ،‬مثالً‪ ،‬مع معاهدة نهر السند ولجنة السند الدائمة‪.‬‬
‫التقنية‪ :‬بما أن تسوية النزاعات عىل املياه معقدة‪ ،‬يستحسن‬
‫يف وسط الطيف‪ ،‬قد تقرر األطراف إنشاء الهياكل واملؤسسات‬ ‫أن تعتمد األطراف اتفاقا ً إطاريا ً أو مرشوعا ً مشرتكا ً يف املراحل‬
‫من أجل تحقيق قدر أكرب من التكامل يف إدارة املوارد املائية‬ ‫األوىل من العملية بغية املحافظة عىل الزخم والداللة عىل حسن‬
‫املشرتكة بما يف ذلك عملية صون القرار املشرتكة وآليات الرصد‬ ‫نواياها‪ .‬وقد تلزم هذه االتفاقات األطراف بمجموعة من املبادئ‬
‫والرقابة واإلنفاذ‪ .‬ويف هذه الحالة يشمل التعاون خطط إدارة‬ ‫للتعاون يف حني أنها تستمر يف الحوار أو تفرض وضع أنظمة‬
‫جمع بيانات مشرتكة أو تركز عىل تنفيذ مشاريع مشرتكة‬
‫املستجمعات املائية واالسرتاتيجيات اإلنمائية عىل نطاق‬
‫صغرية الحجم‪ .‬فهذه االتفاقات تعزز الثقة املتبادلة وتشكل‬
‫الحوض بأرسه والربامج املتكاملة للحد من مخاطر الكوارث‬
‫عالمات تقدم ملموس تستطيع األطراف أن تتغنى به يف حني‬
‫وترتيبات مشرتكة يف مجال األمن والرشطة‪ .‬إن اسرتاتيجية‬
‫تتواصل املفاوضات‪.‬‬
‫تنمية حوض امليكونغ القائمة عىل اإلدارة املتكاملة للموارد‬
‫املائية والتي وضعتها لجنة نهر امليكونغ ألفضل مثال عىل هذا‬ ‫إنشاء مؤسسات عابرة للحدوة واتفاقات ذات صلة‪:‬‬
‫الشكل من الرتتيبات املؤسسية‪.‬‬ ‫عندما تكون املوارد املائية مشرتكة‪ ،‬عىل الدول املشاطئة أن‬
‫تقرر درجة رغبتها يف التعاون عىل إدارتها‪ .‬إن طيف التعاون‬
‫عند طرف الطيف اآلخر‪ ،‬تختار الدول املشاطئة إحالة قدر‬ ‫واإلدارة املشرتكة واسع ولكل درجة منه ترتيبات مؤسسية‬
‫متزايد من الصالحيات التنفيذية إىل هيئات إقليمية تقوم‬ ‫مقابلة‪ .‬من جهة‪ ،‬تختار الدول أن تكتفي بالحد األدنى من‬
‫بإنشائها‪ .‬إنه خيار قد تحبذه الدول يف املستقبل عندما يهدد‬ ‫التعاون وبتنظيم أنشطة مشرتكة محدودة النطاق وبالحفاظ‬
‫االستخدام املبالغ للموارد املائية وتدهورها مصري نهر أو‬ ‫عىل إدارة منفصلة بهياكل رقابة وإنفاذ مستقلة‪ .‬ويف هذه‬
‫بحرية عابرة للحدود‪.‬‬ ‫الحالة يقترص التعاون عىل التواصل املنتظم وتقاسم املعلومات‬

‫‪49‬‬
‫‪ 3-3‬املياه‬

‫املياه‪ :‬أسئلة مفيدة‬


‫يف وسع الوسيط أو املؤسسة الداعمة للوساطة أن تطرح أسئلة مفيدة حول املياه يف مرحلة التقييم‪:‬‬
‫• ما هي أوجه التباين والتشابه بني وجهات نظر كل دولة أو صاحب مصلحة واألسلوب املعتمد يف إدارة املياه؟‬
‫• ما هي مصادر البيانات واملعلومات التي تستند إليها األطراف؟ هل أنها متطابقة وعلمية وإىل أي حد؟‬
‫• هل من ترتيبات أو منافع اقتصادية خاصة بمياه الحوض ال تتصل مبارشة بالنزاع؟‬
‫• هل من رموز ثقافية يف محيط املوارد املائية تحد القدرة عىل التفاوض أو تمثل حافزا ً لتسوية النزاع؟‬
‫• هل تدرك األطراف الفرص التي قد تنشأ من اعتماد نهج اإلدارة عىل نطاق الحوض؟‬
‫• ما هو التغيري الطبيعي يف حجم املياه وما هي احتياجات القطاعات املختلفة من املاء؟‬
‫• هل تتسم خطط استخدام املياه الحالية واالتفاق املخطط له بالواقعية يف ضوء كل من أنماط توفر املياه املعروفة ودرجة الريبة؟‬
‫هل أن االتفاق املقرتح بشأن املياه يراعي املناخ؟‬
‫• ما هي الرتتيبات القائمة بني األطراف إلدارة املياه العابرة للحدود؟‬
‫ما هي درجة إدراك األطراف لاللتزامات العرفية والنظامية والقانونية الدولية ومدى امتثالها لها؟‬ ‫• ‬
‫• هل من نزاعات تاريخية بني مستخدمي أعىل املجرى وأسفله؟‬
‫• هل للمجاري املائية‪ ،‬من أنهر أو بحريات أو قنوات أو بحار‪ ،‬دور يف حركة النقل والبنية األساسية؟‬
‫• ما هي درجة اإلطالع عىل ترتيبات التمويل الدولية إلحياء البنية األساسية املائية التي قد تشتمل عىل أحكام متصلة بتسوية‬
‫املنازعات والتعويض؟‬
‫• ما هي آثار تغري املناخ عىل توفر املياه وتقلبها؟ كيف تطال كل من األطراف يف النزاع؟‬

‫‪50‬‬
‫‪ -4‬إرشادات حول الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم‬

‫إرشادات حول الوساطة بشأن املوارد‬


‫الطبيعية يف مفاوضات السالم‬ ‫‪4‬‬
‫الوسطاء هذه املسائل بدرجة أعىل من االنتظام‪ .53‬وبما أن‬ ‫يتزايد منذ زمن إدراج املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم‬
‫خطر عودة نشوب النزاعات املرتبطة باملوارد الطبيعية يزداد‬ ‫واالتفاقات الناتجة منها‪ .‬ويف حني أن قرابة نصف اتفاقات‬
‫خالل السنوات الخمس األوىل من اتفاق السالم‪ ،‬فأنه من‬ ‫السالم التي أبرمت بني ‪ 1989‬و‪ 51( 2004‬اتفاقا ً من أصل‬
‫األهمية بمكان التشديد عىل رضورة تضمني االتفاق أحكاما ً‬ ‫‪ )94‬فقط تضمنت أحكاما ً رصيحة تتناول املوارد الطبيعية‪،‬‬
‫فعالة بشأن املوارد الطبيعية‪ .54‬يقدم هذا الفصل إرشادات‬ ‫فإن كل االتفاقات الرئيسية املربمة الحقا ً بني ‪ 2005‬و‪2014‬‬
‫حول كيفية معالجة مسائل املوارد الطبيعية يف إطار‬ ‫تضمنت أحكاما ً مماثلة (راجع الجدول ‪ .)1‬ومن الواضح أن‬
‫مفاوضات السالم‪.‬‬ ‫اإلدراك يتزايد بشأن الحاجة إىل معالجة مسائل املوارد‬
‫الطبيعية خالل مفاوضات السالم بشأن الحاجة إىل أن يعالج‬

‫الجدول ‪ -1‬األحكام الخاصة باملوارد الطبيعية* يف اتفاقات السالم (‪)2014–2005‬‬

‫فئة عامة‬ ‫مياه‬ ‫أرايض‬ ‫موارد استخراجية‬ ‫السنة‬ ‫اتفاق السالم‬


‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫اتفاق سالم آتشيه (مذكرة تفاهم)‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪2005‬‬ ‫اتفاق السالم الشامل يف السودان‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫اتفاق السالم الشامل يف نيبال‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪2006‬‬ ‫اتفاق سالم رشق السودان‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪2009‬‬ ‫اتفاق سالم غوما‬
‫اتفاق سالم دارفور (اتفاق‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪2011‬‬
‫الدوحة)‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫حوار كمباال‬
‫‪X‬‬ ‫‪X‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫االتفاق الشامل بشأن بانغسامورو‬

‫* تختلف األحكام الخاصة باملوارد الطبيعية يف اتفاقات السالم اختالفا ً كبرياً‪ .‬ففي حني يتناول بعض االتفاقات مسائل األرايض أو املياه أو‬
‫املوارد االستخراجية برصاحة‪ ،‬تشري اتفاقات أخرى إىل التقاسم العادل للمنافع الناجمة عن استغالل املوارد الطبيعية أو إىل اآلليات‬
‫املستقبلية التي يمكن من خاللها تسوية املنازعات املتعلقة باملوارد الطبيعية أو بإدارتها‪ .‬وأي إشارة إىل املوارد الطبيعية غري تلك املندرجة‬
‫يف فئات املوارد االستخراجية واألرايض واملياه (كما يرد وصفها يف الفصل ‪ )3‬يرد يف خانة “فئة عامة”‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫‪ 1-4‬االعتبارات املعتمدة يف تناول املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم‬

‫شيوعا ً التي تحول دون التطرق إىل املوارد الطبيعية يف‬ ‫‪ 1-4‬االعتبارات املعتمدة يف تناول‬
‫مفاوضات السالم أو دون معالجتها بالطريقة املالئمة‪.‬‬
‫املوارد الطبيعية يف مفاوضات‬
‫تضارب األولويات يف أعقاب األزمة‪ :‬إن الكثري من املسائل‬
‫الطارئة وامللحة تستدعي إيالءها حيزا ً من االهتمام خالل‬ ‫السالم‬
‫مفاوضات السالم‪ .‬وقد يقتيض األمر تحديد األولويات يف جدول‬ ‫يتوقف قرار تناول املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم عىل‬
‫األعمال بني وقف األعمال العدائية وعودة الالجئني والنازحني‬ ‫اعتبارات كثرية‪ .‬يسلط هذا القسم الضوء عىل الحاالت التي‬
‫وترتيبات تقاسم السلطة ونزع سالح مجموعات املتمردين‪.‬‬ ‫ينبغي فيها إدراج املوارد الطبيعية يف اتفاقات السالم كما‬
‫وقد يعني ذلك عدم إدراج املوارد الطبيعية عىل جدول األعمال‬ ‫يستعرض األسباب الرئيسية الكامنة وراء سوء معالجة مسألة‬
‫كي ال تثقله وتؤدي بالتايل إىل تهديد العملية برمتها‪.‬‬ ‫املوارد الطبيعية أو استبعادها عن طاولة املفاوضات‪.‬‬
‫الحقوق املكتسبة‪ :‬يكاد أن يكون الرهان عاليا ً عندما يكون‬
‫للموارد الطبيعية قيمة مالية مرتفعة أو قيمة رمزية مهمة‪.‬‬ ‫‪ 1 -1-4‬الحاالت التي ينبغي فيها تناول املوارد‬
‫لذلك فإن الحقوق املكتسبة التي تفيد إفادة كبرية من الوضع‬ ‫الطبيعية يف املفاوضات‬
‫القائم قد تثني عن إجراء املفاوضات بشأن تلك املوارد إىل‬ ‫بصورة عامة ينبغي معالجة مسألة املوارد الطبيعية يف‬
‫تشجيع األطراف عىل معالجة مسألة املوارد الطبيعية التنبه إىل‬ ‫مفاوضات السالم يف أي من الحاالت الثالث التالية‪:‬‬
‫عدم الضغط عليهم كثريا ً تفاديا ً لخطر تعثر العملية‪.‬‬
‫تسبب ملكية املوارد الطبيعية أو الحصول عليها أو‬
‫النظر إىل املوارد الطبيعية كمسائل اقتصادية غري طارئة‪:‬‬ ‫تقاسم الثروة الناجمة عنها يف إثارة النزاع أو اندالعه‪ :‬إن‬
‫ال يعترب بعض الوسطاء أن املوارد الطبيعية هي مسائل تسهم‬ ‫تجاهل هذه املسائل يعني التغايض عن دافع أسايس للنزاع قد‬
‫فورا ً يف إحالل السالم واألمن بل ينظرون إليها كمسائل‬ ‫يقوّض استدامة االتفاق‪ .‬بيد أن التوصية بمعالجة تلك املسائل‬
‫اقتصادية طويلة األمد يمكن معالجتها خارج اتفاق السالم‪.‬‬ ‫ال تعني بالرضورة أن تكون هذه األخرية موضوعا ً رئيسيا ً‬
‫ال يعرتف هذا النهج بالدور الهام الذي يمكن أن يمثله بعض‬ ‫مطروحا ً عىل طاولة املفاوضات‪ ،‬كما أنها ال تفرض مختلف‬
‫املوارد الطبيعية يف تحديد توازن القوى السياسية يف عملية‬ ‫الوسائل املبارشة وغري املبارشة املتاحة ملعالجتها‪.‬‬
‫السالم‪ .‬كما أن استبعاد املوارد الطبيعية يؤدي إىل ضياع‬
‫فرصة أساسية لتثبيت اإلصالحات الرئيسية الرضورية إلقامة‬ ‫استعمال إيرادات املوارد الطبيعية لتمويل النزاع‪ :‬عندما‬
‫أنظمة حوكمة أكثر عدالة من شأنها أن تؤثر عىل السياسة‬ ‫تكون إيرادات املوارد الطبيعية مصدر تمويل فعال للمجموعات‬
‫االقتصادية القائمة وأن تحد من خطر احتدام األزمة من جديد‪.‬‬ ‫املسلحة‪ ،‬ينبغي دراسة اآلليات التي تسمح بوقف تدفقات‬
‫اإليرادات تلك خالل املفاوضات‪ .‬أما إذا تم تجاهل األمر فقد‬
‫الخوف من االفتقار إىل الخربة الفنية والوقت والصالحية‪:‬‬ ‫تستمر املجموعات املسلحة يف الوصول إىل املوارد املتنازع‬
‫إن التخوف من افتقار الوسيط إىل الخربة أو املعلومات الكافية‬ ‫عليها ولن يتوفر لها الحافز الالزم لاللتزام بعملية السالم‪.‬‬
‫أو الوقت أو الصالحية الالزمة ملعالجة مسائل املوارد الطبيعية‬
‫بفعالية خالل مفاوضات السالم قد يحول دون معالجة تلك‬ ‫تعرض املوارد الطبيعية للرضر أو التدهور أو التلف خالل‬
‫املسائل بالطريقة املالئمة‪ .‬إن الرتتيبات الدستورية أو القانونية‬ ‫النزاع‪ :‬يمكن أن ترتاوح هذه الحاالت بني مشاغل فورية عىل‬
‫أو املؤسسية إلدارة املوارد معقدة وتتطلب غالبا ً دعما ً شعبيا ً‬ ‫املدى القصري متصلة بمخاطر صحية ترتاوح بني املناطق‬
‫ومعلومات مفصلة ومشاورات واسعة مع أصحاب املصلحة‪.‬‬ ‫الشديدة ‏التلوّث‪ ،‬وصوال ً إىل مشاغل بعيدة األمد متصلة بسبل‬
‫وبنا ًء عليه‪ ،‬فإن معالجة مسائل حوكمة املوارد الصعبة يف إطار‬ ‫العيش واالنتعاش االقتصادي وإصالح النظام البيئي‪ .‬ويف‬
‫عملية الوساطة قد تعترب سابقة ألوانها أو أنها تحصل خارج‬ ‫نهاية املطاف‪ ،‬يحدد مدى الرضر أو التدهور الذي تعرضت له‬
‫إطارها املناسب‪.‬‬ ‫املوارد وشدته أهمية معالجة تلك املسائل خالل املفاوضات كما‬
‫يحدد النهج الواجب اعتماده لذلك‪.‬‬

‫‪ 2 -1-4‬أسباب استثناء املوارد الطبيعية من‬


‫مفاوضات السالم‬
‫عىل الرغم من أن املوارد الطبيعية تحظى باهتمام متزايد يف‬
‫عمليات السالم‪ ،‬إال أن بعض العوامل قد يحول دون نيل تلك‬
‫املوارد االهتمام الذي تستحقه‪ .‬ويف ما ييل بعض األسباب األكثر‬

‫‪52‬‬
‫‪ 2-4‬أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬تكلفة الفرصة االقتصادية البديلة‬


‫‪ 2-4‬أساليب الوساطة بشأن املوارد‬
‫كحافز ملفاوضات السالم يف السودان‬ ‫الطبيعية يف مفاوضات السالم‬
‫خالل املفاوضات بشأن اتفاق السالم الشامل يف السودان‬ ‫عىل الرغم من املصاعب التي سبق تناولها يف القسم السابق‪،‬‬
‫وقع عام ‪ ،2005‬ساعدت املوارد النفطية عىل جمع‬ ‫الذي ّ‬ ‫يستطيع الوسطاء أن يستعملوا عددا ً من األساليب واألدوات‬
‫الطرفني حول طاولة املفاوضات ملحاولة وضع ح ّد لـنزاع‬ ‫ملعالجة مسألة املوارد الطبيعية بصورة مبارشة أو غري مبارشة‬
‫دام ‪ 35‬سنة‪ .‬وقد حالت حدّة النزاع املس ّلح يف املناطق‬ ‫ضمن عملية السالم‪ .‬ولقد أثبتت األساليب التالية نجاعتها‪.55‬‬
‫املنتجة للنفط دون استفادة الدولة إفادة كاملة من إيرادات‬
‫معالجة املسائل املتعلقة باملوارد الطبيعية بطريقة تالئم‬
‫الثروة النفطية ألنها قلصت االستثمارات األجنبية‪ .‬وبغية‬
‫اإلفادة القصوى من عمليات التنقيب عن النفط كان ال ب ّد‬
‫دورها يف الرصاع‪ :‬إذا لعبت املوارد دورا ً أساسيا ً يف الرصاع‪،‬‬
‫معي من‬ ‫من تأمني استثمارات كبرية باإلضافة إىل مستوى ّ‬ ‫ينبغي عىل الوسطاء التوصية باعتماد أحكام يف اتفاق السالم‬
‫التعاون بني شمال السودان وجنوبه‪ .‬بالتايل تحوّل النزاع‬ ‫تتناول ملكية تلك املوارد والوصول إليها وإدارتها‪ .‬أما إذا‬
‫إىل مشكلة أثّرت سلبا ً عىل املصالح االقتصادية لكل من‬ ‫ساعدت املوارد الطبيعية يف استمرار النزاع ويف تمويل‬
‫الطرفني‪ .‬ولكن يف خالل املباحثات غري الرسمية ت ّم إقناع‬ ‫املجموعات املسلحة فعىل اتفاق السالم أن يحد من إمكانيات‬
‫بأن “النفط يمثّل حافزا ً للسالم بحيث‬
‫األطراف املتحاربة ّ‬ ‫الوصول إىل إيرادات تلك املوارد أو أن يتضمن ضمانات حول‬
‫ال يمكن مواصلة األنشطة املتصلة بالنفط يف سياق الحرب”‬ ‫الشفافية‪ .‬وعندما تتعرض املوارد الطبيعية للرضر أو التدهور‬
‫وحثّها عىل “نقل القتال من أرض املعركة إىل طاولة‬ ‫أو التلف خالل الرصاع‪ ،‬ينبغي أن يتناول اتفاق السالم مسائل‬
‫املفاوضات”‪.56‬‬ ‫التقييم البيئي واإلصالح والتعويض وسبل العيش البديلة‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل‬ ‫استعمال املنافع املحتملة الناجمة من املوارد الطبيعية‬
‫املوارد الطبيعية‪ .‬راجع أيضاً‪Wennmann, A. 2012. :‬‬ ‫كحافز إلبقاء األطراف حول طاولة املفاوضات‪ :‬من‬
‫‪Sharing Natural Resource Wealth During War-to-‬‬ ‫الشائع خالل مفاوضات السالم أن تخرج املناقشات عن‬
‫‪Peace Transitions. In High-value Natural Resources‬‬ ‫مسارها بسبب مسائل سياسية أو أمنية محددة أو بكل بساطة‬
‫‪and Post-conflict Peacebuilding, ed. P. Lujala and‬‬ ‫بسبب فتور همة املتفاوضني‪ .‬وقد استعملت‪ ،‬يف بعض الحاالت‪،‬‬
‫‪.S.A. Rustad. London: Earthscan‬‬ ‫اآلفاق االقتصادية املرتبطة باملوارد الطبيعية كحافز الستمرار‬
‫املفاوضات والحفاظ عىل الزخم‪ .‬وعىل الوسطاء مساعدة‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬وضع أسس معالجة مسألة املوارد الطبيعية ضمن اتفاق السالم‬
‫الشامل يف ليربيا‬
‫عىل الرغم من أن الخشب واملاس كانا يستغالن لتمويل النزاع يف ليربيا‪ ،‬فإن اتفاق السالم الشامل لم يتناول مبارش ًة مسألة إدارة املوارد‬
‫الطبيعية‪ .‬فمعظم األحكام عالج الرتتيبات السياسية‪ ،‬وال سيما تنظيم الحكومة االنتقالية لكن أيا ً من األطراف يف االتفاق وال الوسيط‬
‫َّ‬
‫يتسن‬ ‫اعترب أن مفاوضات السالم هي اآللية املالئمة ملعالجة مسألة اإلدارة الرشيدة للموارد الطبيعية أو تحصيل اإليرادات منها‪ .‬ولم‬
‫لألطراف متسع من الوقت لوضع اتفاق حول تلك املسائل الشائكة التي اعتربت بحاجة إىل إصالح شامل مبني عىل إجماع وطني أوسع‪.‬‬
‫ولكن يف إطار اتفاق السالم الشامل يف ليربيا‪ ،‬أرست األطراف األسس الالزمة ملعالجة مسألة إدارة املوارد من خالل وضع تلك املسألة‬
‫عىل جدول أعمال لجنتَي متابعة مستقلتني‪ .‬فقد أنشئت أوال ً لجنة إصالح الحكم للرتويج ملبادئ الحوكمة يف ليربيا من خالل إصالح إدارة‬
‫القطاع العام‪ ،‬وضمان الشفافية واملساءلة يف جميع مؤسسات الدولة ونشاطاتها‪ ،‬وضمان بيئة اقتصادية تستقطب االستثمار الخاص‪.‬‬
‫وأنشئت تاليا ً لجنة العقود واالحتكار لإلرشاف عىل العقود التي تربمها الحكومة االنتقالية الوطنية لليربيا‪ .‬وقد سعت اللجنة املذكورة‬
‫إىل ضمان أن تكون جميع االلتزامات‪ ،‬العامة‪ ،‬املالية منها وتلك املتع ّلقة بامليزانية‪ ،‬شفافة وغري احتكارية ومعقودة بموجب القانون يف‬
‫ليربيا واملعايري الدولية‪ .‬وكانت إدارة املوارد الطبيعية موضوعا ً أساسيا ً عىل جداول أعمال اللجنتني‪ ،‬ال سيما يف ما يخص االمتيازات‬
‫والعقود وإدارة اإليرادات وحيازة األرايض‪.‬‬

‫املصدر‪Suhrke, A., T. Wimpelmann, and M. Dawes. 2007. Peace Processes and Statebuilding: Economic and Institutional :‬‬
‫‪.Provisions of Peace Agreements. Bergen: Chr. Michelsen Institute‬‬

‫‪53‬‬
‫‪ 2-4‬أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬تأخري حل مسألة ملكية املوارد يف اتفاق السالم الشامل يف السودان‬

‫‪© KAREL PRINSLOO, KEYSTONE‬‬

‫النفط مقابل السالم يف السودان‪ .‬منصات نفط جديدة يتم إنشاؤها بالقرب من كوتش‪ ،‬جنوب السودان‪ .‬كان تقاسم‬
‫ّ‬
‫املوقع‬ ‫إيرادات النفط جزءا ً هاما ً من وساطة السالم بني شمال السودان وجنوبه وشكلت جزءا ً من اتفاق السالم الشامل‬
‫عام ‪.2005‬‬
‫احتلت ملكية األرايض واملوارد الطبيعية صلب النزاع حول حق جنوب السودان يف تقرير املصري وهددت بتعطيل املفاوضات حول اتفاق‬
‫وقع يف نهاية املطاف يف عام ‪ .2005‬فقد ادعت الحركة الشعبية‪/‬الجيش الشعبي لتحرير السودان‪،‬‬ ‫السالم الشامل يف السودان الذي ّ‬
‫وهي الحركة السياسية يف جنوب السودان‪ ،‬أن األرايض يف الجنوب (سواء سطح األرض أو املوارد الطبيعية املوجودة تحته) هي ملك‬
‫الجماعات التي تعيش عليها‪ .‬أما دولة السودان فاعتربت من جهتها أن امللكية الوطنية لسطح األرض وجوفها هي رشط أسايس إلعادة‬
‫توزيع عادلة ورشعية للموارد الطبيعية‪ .‬وخوفا ً من عدم إمكانية التوفيق بني هذين املوقفني‪ ،‬اقرتح الوسطاء خالل املباحثات أن تبقى‬
‫مسألة ملكية املوارد الطبيعية الجوفية من دون حل يف اتفاق السالم النهائي وأن يتفق الطرفان عىل آلية لتسوية األمر الحقاً‪ .‬سمح هذا‬
‫الحل للطرفني باستكمال املفاوضات حول تقاسم إيرادات القطاع النفطي وإدارته من دون الحاجة إىل االتفاق عىل امللكية‪ .‬وبهذا فإن‬
‫خالفا ً جوهريا ً لم يعق التقدم حول تقاسم الثروة األمر الذي كان أساسيا ً للمصالح االقتصادية لكل من الطرفني‪ .‬ويف نهاية املطاف‪،‬‬
‫وقع بعد سنة‪.‬‬‫شكل اتفاق ‪ 2004‬املتعلق بتقاسم الثروة خطوة أساسية نحو اتفاق السالم الشامل الذي ّ‬

‫‪Wennmann, A. 2011. Breaking the Conflict Trap? Addressing the Resource Curse in Peace Processes. Global‬‬ ‫املصدر‪:‬‬
‫راجع أيضا ً دراسة الحالة رقم ‪ 8‬يف الجزء “باء”‪.‬‬ ‫‪.Governance 17:265-280‬‬

‫‪54‬‬
‫‪ 2-4‬أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم‬

‫الوسيط‪ .‬وإن لزم األمر تقاسم الثروة عىل عدة مستويات‪ ،‬فعىل‬ ‫األطراف عىل تقدير أهمية املوارد الطبيعية كعنرص أسايس يف‬
‫غنى عن الوضوح بشأن تقاسم‬ ‫األحكام أن تنص عىل ذلك‪ .‬فال ً‬ ‫أي تصور اقتصادي مستقبيل واالعرتاف بالتايل بما تكلفه‬
‫اإليرادات بني البلدان كما وبني السلطة املركزية واملنطقة‬ ‫العودة إىل النزاع من فرص ضائعة‪.‬‬
‫املنتجة للموارد واملجتمعات املحلية‪ .‬وتؤدي األحكام املتعلقة‬
‫إنشاء آليات أو مؤسسات ملعالجة املسائل املتعلقة‬
‫بتقاسم الثروة ثالث وظائف أساسية يف عملية السالم هي‪:5657‬‬
‫باملوارد يف املستقبل‪ :‬غالبا ً ما تتطلب مسائل املوارد الطبيعية‬
‫(‪ )1‬توفري منافع اقتصادية يمكن تحويلها إىل عائدات سالم‬
‫حلوال ً معقدة أو طويلة األمد إىل حد ال يمكن معه معالجتها‬
‫ملموسة مع املساعدة يف الوقت نفسه عىل تشكيل رؤية‬
‫خالل مفاوضات السالم‪ .‬بالتايل‪ ،‬يمكن أن يختار الوسطاء أن‬
‫اقتصادية جديدة للمستقبل؛ و(‪ )2‬توفري حوافز مالية تجعل‬
‫يستعملوا اتفاق السالم وسيلة لوضع إطار مؤسيس يتوىل‬
‫من تجدد النزاع خيارا ً غري مج ٍد وتسمح بتجاوز االنقسامات‬
‫بدوره التعامل مع املسائل الخاصة باملوارد الطبيعية يف‬
‫القبلية والدينية واإليديولوجية والسياسية؛ و(‪ )3‬التح ّكم‬
‫املستقبل‪ .‬ويف هذا اإلطار يمكن معالجة تلك املسائل من خالل‬
‫بالوصول إىل األموال التي قد تستعمل إلشعال جولة جديدة من‬
‫أحكام مبارشة أو غري مبارشة يف اتفاق السالم أو من خالل آلية‬
‫النزاع‪ .‬عند تصميم نظام تقاسم الثروة‪ ،‬ينبغي طرح أسئلة‬
‫متابعة قد تتمثل يف تقييم االحتياجات‪ ،‬وخطط بناء السالم‬
‫أساسية‪ :‬من يصدر عقود استغالل املوارد ومن يجمع‬
‫واللجان والصناديق االستئمانية لألرايض وصناديق الثروة‬
‫اإليرادات؟ من يستلم اإليرادات عند توزيعها وبأي نسبة؟ كيف‬
‫السيادية‪ .‬وقد تربز الحاجة إىل أطر دستورية أو قانونية أو‬
‫تتم املراقبة وتضمن الشفافية؟ ال يمكن التقليل من شأن‬ ‫مؤسسية أو اقتصادية جديدة إلدارة مسائل املوارد الطبيعية‬
‫األحكام املصاغة بعناية واملتعلقة بتقاسم الثروة ألن لها تأثري‬ ‫وحلها بطريقة بناءة خالل األشهر أو السنوات املقبلة ولتوفري‬
‫قوي جدا ً عىل الحياة السياسية يف مرحلة ما بعد النزاع وعىل‬ ‫الضمانة بأن إيرادات تلك املوارد سوف تدعم االستقرار وبناء‬
‫بناء السالم وبناء الدولة‪.‬‬ ‫السالم‪ .‬من هنا فإن عملية بناء السالم هي فرصة لتثبيت‬
‫اعتماد مسار تقني بشأن املوارد الطبيعية ضمن إطار‬ ‫اإلدارة املستدامة للموارد الطبيعية ضمن أطر أنظمة الحوكمة‬
‫مفاوضات سياسية واسعة النطاق‪ :‬تكون فرص نجاح‬ ‫واألنظمة القانونية املستقبلية‪.‬‬
‫الوساطة التي تتضمن بعدا ً متعلقا ً باملوارد الطبيعية أكرب إذا‬ ‫النظر يف خيارات مختلفة ملعالجة املطالبات بامللكية‪ :‬قد‬
‫ما ابتعدت األطراف عن املواقف السياسية أو اإليديولوجية‬ ‫يرى الوسيط يف معالجة املطالبات املطعون فيها بملكية املوارد‬
‫وركزت عىل الجوانب التقنية إلدارة املوارد‪ .‬ويمكن تحقيق هذا‬ ‫الطبيعية مهمة عسرية‪ .‬وقد اعتمدت اتفاقات السالم السابقة‬
‫الغرض بتشكيل مسارات موازية للمفاوضات السياسية‬ ‫أربع طرق ملعالجة تضارب املصالح حول ملكية املوارد هي‪:‬‬
‫األساسية لكن منفصلة عنها تتيح للخرباء فرصة البحث يف‬ ‫(‪ )1‬إنشاء مناطق متمتعة بالحكم الذاتي تملك املوارد الطبيعية‬
‫مسألة املوارد الطبيعية‪ .‬ينبغي أال يفرتض الوسطاء أن‬ ‫املعنية أو تسيطر عليها؛ و(‪ )2‬االعرتاف بحقوق محددة‬
‫األطراف ستعترب االتفاق الذي يتوصل إليه الخرباء الذين‬ ‫متصلة باملوارد أو اعتماد ترتيبات بشأن الوصول إليها؛ و(‪)3‬‬
‫أوفدتهم للمشاركة يف مسار تقني‪ ،‬اتفاقا ً ملزما ً سياسيا ً‬ ‫تحديد عملية سياسية مستقبلية مهمتها إصالح ملكية املوارد‬
‫بالرضورة‪ .‬لذا عىل الوسيط أن يربط بني مسار املفاوضات‬ ‫الطبيعية والوصول إليها؛ و(‪ )4‬تأجيل إشكالية امللكية إىل‬
‫التقنية حول املوارد واملفاوضات السياسية األساسية‪ .‬ويف‬ ‫عملية سياسية أو قضائية الحقة مع االتفاق عىل مسائل‬
‫بعض الحاالت‪ ،‬من املستحسن القيام بذلك بعد نجاح‬ ‫الوصول إىل املوارد وإدارتها واستغاللها وتقاسم إيراداتها‪.‬‬
‫املفاوضات التقنية‪.‬‬
‫معالجة إشكالية اإلدارة الرشيدة للموارد الطبيعية‪:‬‬
‫تحديد التوقيت األمثل إلجراء املفاوضات حول املوارد‬ ‫عندما تكون املوارد الطبيعية جزءا ً من النزاع‪ ،‬غالبا ً ما تكون‬
‫الطبيعية ضمن إطار مفاوضات السالم الشامل‪ :‬من‬ ‫مسألة إدارتها الرشيدة جزءا ً من املشكلة‪ .‬بالتايل‪ ،‬يتوجب غالبا ً‬
‫جهة‪ ،‬قد يكون من املجدي معالجة مسألة املوارد الطبيعية‬ ‫عىل الوسطاء أن يتطرقوا يف مفاوضات السالم أو يف عمليات‬
‫واألحكام املتعلقة بتقاسم الثروة ذات الصلة منذ البداية إذ إن‬ ‫املتابعة إىل مسألة السلطة الترشيعية والتنظيمية عىل املوارد‬
‫ذلك قد يلبي مصالح األطراف االقتصادية املبارشة ويساعد‬ ‫الطبيعية‪ .‬عىل الوسطاء أن يفكروا باملؤسسات التي تكون‬
‫عىل بناء الثقة لالنتقال إىل معالجة مسائل أكثر صعوبة‪.‬‬ ‫مسؤولة عن إدارة املوارد سواء مؤقتا ً خالل فرتة ما بعد االتفاق‬
‫ويصحّ ذلك حتى عندما تكون آراء األطراف متباعدة بشأن‬ ‫أو عىل املدى األبعد‪ .‬كما عليهم أن يفكروا باملسائل املتعلقة‬
‫األمن وغريها من املسائل‪ .‬ومن جهة أخرى‪ ،‬عندما تكون املوارد‬ ‫بالضمانات لكفالة شفافية اإليرادات واملساءلة وتقاسم املنافع‬
‫الطبيعية مثار جدل كبري فإنها قد تضع التقدم بشأن مسائل‬ ‫ومشاركة الناس يف اتخاذ القرارات‪.‬‬
‫أخرى عىل املحك‪ .‬ويف هذه الحالة‪ ،‬يمكن تأجيل مناقشة مسائل‬
‫وضع أحكام مالئمة لتقاسم الثروة‪ :‬تعترب األحكام املتصلة‬
‫املوارد الطبيعية إىل نهاية عملية السالم عىل أمل أن يؤدي‬
‫بتقاسم إيرادات املوارد الطبيعية أدوات هامة بالنسبة إىل‬
‫‪55‬‬
‫‪ 2-4‬أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬توقيت املفاوضات حول املوارد الطبيعية – مفاوضات السالم يف‬
‫آتشيه والسودان وغواتيماال‬

‫‪© ACHMAD IBRAHIM, KEYSTONE‬‬

‫جنود إندونيسيون يقومون بدورية يف موقع اكسون موبيل للنفط يف لوكسوماوي يف إندونيسيا يف ‪ 18‬أيار‪/‬مايو ‪ 2003‬يف‬
‫وقت كانت تجري فيه الحكومة والثوار محادثات اللحظة األخرية إلنقاذ الهدنة املتعثرة يف آتشيه‪.‬‬
‫يف آتشيه‪ ،‬كان االستياء مما اعترب انعدام توازن يف توزيع إيرادات النفط والغاز الطبيعي أحد محركات النزاع‪ .‬بالتايل‪ ،‬كان تقاسم الثروة‬
‫الناجمة عن النفط والغاز الطبيعي من أول البنود التي جرت مناقشتها يف مفاوضات السالم بني حركة تحرير آتشيه اإلسالمية‬
‫والسلطات اإلندونيسية‪ .‬وباالستناد إىل اتفاق جرى التوصل إليه يف عام ‪ ،2001‬ركزت تلك املباحثات عىل كيفية عكس األحكام الخاصة‬
‫باالستقالل الذاتي والصيغة املعتمدة لتقاسم الثروات يف اتفاق السالم الذي تم توقيعه يف آب‪/‬أغسطس ‪.2005‬‬
‫وتقاسم إيرادات النفط كان بدوره مسألة هامة يف السودان‪ .‬ولكن عىل عكس ما حصل يف آتشيه‪ ،‬تمّ ت معالجتها يف نهاية العملية خوفا ً‬
‫من أن تؤدي إىل عرقلة املباحثات بسبب آراء يتعذر التوفيق بينها حول ملكية املوارد‪ .‬يف هذه الحالة‪ ،‬قىض النهج املعتمد بتحقيق اتفاق‬
‫بني الطرفني حول مسائل أخرى كالحوكمة مثالً وذلك بغية تأمني الزخم والثقة الرضوريني ملعالجة مواضيع املوارد الخالفية‪ .‬يف نهاية‬
‫املطاف‪ ،‬كان االتفاق املتعلق بتقاسم الثروة الذي ت ّم التوصل إليه يف ‪ 2004‬خطوة هامة نحو اتفاق السالم الشامل لعام ‪.2005‬‬
‫كذلك‪ ،‬خالل مفاوضات السالم التي أدّت إىل اتفاقات السالم املوقعة يف عام ‪ 1996‬والتي وضعت حدا ً للحرب األهلية يف غواتيماال‪ ،‬كانت‬
‫األرايض إحدى املسائل األخرية التي جرى حلها ألن األطراف لم تتوصل إىل اتفاق سابق حول تلك املسألة‪ .‬تظهر هذه التجارب املختلفة‬
‫أن توقيت املفاوضات حول املوارد الطبيعية وترتيبها بالنسبة إىل مسائل أخرى هي من االعتبارات املهمة يف محادثات السالم‪.‬‬

‫املصدر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪.‬‬

‫‪56‬‬
‫‪ 2-4‬أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم‬

‫السالم كتدبري أويل لبناء الثقة‪ .‬والستعمال املوارد بهذه‬ ‫االتفاق املعقود عىل مسائل أخرى إىل تهيئة الظروف للتوصل‬
‫الطريقة ينبغي أن يجد الوسيط مسألة محدودة‪ ،‬ال تشكل‬ ‫إىل اتفاق حول األحكام الخاصة باملوارد الطبيعية‪.‬‬
‫تهديداً‪ ،‬وتتمتع بدرجة من األهمية كافية إلثارة اهتمام األطراف‬
‫اعتماد مستوى مالئم من التفاصيل يف األحكام الخاصة‬
‫ولكن يمكن استعمالها أيضا ً كمنطلق لبناء الثقة‪ .‬وإذا أمكن‪،‬‬
‫باملوارد الطبيعية‪ :‬عىل الوسطاء أن يفكروا بدقة يف املشورة‬
‫مع مرور الوقت‪ ،‬بناء التعاون والثقة حول مورد طبيعي ذي‬
‫التي يقدمونها إىل األطراف بشأن مستوى التفاصيل التي‬
‫أهمية مشرتكة يمكن عندها أن تكتسب األطراف ما يكفي من‬
‫ينبغي التطرق إليها عند صياغة األحكام الخاصة باملوارد‬
‫الثقة لالنتقال إىل مسائل تطبيق حساسة أكثر‪ .‬ومتى تصل‬
‫الطبيعية يف اتفاق السالم‪ .‬ويف جملة االعتبارات‪ ،‬العالقة املرتقبة‬
‫مسائل أخرى خاصة بتطبيق اتفاق السالم إىل طريق مسدود‪،‬‬
‫بني األطراف ومستوى الثقة املتبادلة خالل مرحلة التطبيق‪.‬‬
‫فإن موضوع التعاون بشأن املوارد الطبيعية والبيئة يمثل‬
‫عندما يُتوقع أن تكون مستويات الثقة منخفضة قد يكون من‬
‫مخرجا ً محتمالً ويُبقي قنوات التواصل مفتوحة‪.‬‬
‫املفيد بمكان إدراج أحكام مفصلة يف اتفاقات السالم لتوفري‬
‫التفكري يف تنظيم حوار أو عمليات تشاور تكميلية‪ :‬قد‬ ‫الضمانات الكافية وعدم ترك املسائل مفتوحة للتأويل‪ .‬أما إذا‬
‫يكون من املناسب تناول بعض الجوانب املتعلقة باملوارد‬ ‫كانت درجة الثقة مرتفعة فقد يكون من املالئم اعتماد أحكام‬
‫الطبيعية ضمن إطار عملية السالم يف حوار أو عملية استشارة‬ ‫أكثر شموال ً عىل أن يصار إىل البحث يف التفاصيل يف مرحلة‬
‫واسعة النطاق تأتي مكملة للمفاوضات الرسية (راجع الفقرة‬ ‫الحقة‪ .‬كذلك‪ ،‬عندما تكون القدرة عىل تطبيق األحكام الخاصة‬
‫‪ 2-4-1‬عن الوساطة وتدابري بناء السالم األخرى)‪ .‬ويمكن‬ ‫باملوارد الطبيعية ضعيفة‪ ،‬قد تظهر الحاجة إىل اعتماد أحكام‬
‫اللجوء إىل عمليات تشارك فيها مجموعة أكرب من أصحاب‬ ‫مفصلة وإقرانها بآليات تضمن بناء ما يكفي من القدرات‬
‫املصلحة لالطالع عىل تطور املفاوضات‪ ،‬وكذلك للحصول عىل‬ ‫للتطبيق‪ .‬ويف حال كانت املوارد الطبيعية أحد الحوافز املؤدية‬
‫معلومات بشأن بعض املسائل أو للحصول عىل موافقة املعنيني‬ ‫إىل نشوب النزاع قد يكون من الرضوري الدخول يف التفاصيل‬
‫بشأن مشاريع االتفاقات‪ .‬ويف حال لم تنظم أي استشارة‬ ‫لتحديد الضمانات الالزمة التي من شأنها أن تحول دون تجدد‬
‫واسعة النطاق الستيضاح آراء مختلف أصحاب املصلحة‬ ‫النزاع‪ .‬وبمعزل عما تقدم فإن الطرف األضعف أو املستضعف‬
‫وعامة الناس حول بعض املسائل الخاصة باملوارد‪ ،‬فإن‬ ‫سيطالب عادة بقدر أكرب من التفاصيل‪.‬‬
‫املفاوضات بمجملها قد تفتقر إىل الرشعية وتواجه معارضة‬ ‫ولكن من األهمية بمكان أن يعي الوسطاء أن إدراج أحكام يف‬
‫غري رضورية‪.‬‬ ‫غاية الدقة بشأن املؤسسات املعنية باملوارد الطبيعية أو بشأن‬
‫استعمال أحكام ضمنية حول املوارد الطبيعية عند‬ ‫اإلصالحات ال يؤدي بالرضورة إىل تنفيذ أفضل لتلك األحكام‪.‬‬
‫فمن شأن عوامل أخرى‪ ،‬كالتغيريات التي تطال األطراف‬
‫تعذر استخدام األحكام الرصيحة‪ :‬إذا لم تتفق األطراف‬
‫الفاعلة األساسية والظروف السياسية‪ ،‬أن تؤثر سلبا ً عىل‬
‫عىل إدراج أحكام رصيحة حول املوارد الطبيعية يف اتفاق‬
‫التنفيذ وتقوّض االلتزام السيايس الذي ُقطع‪ .‬ومن الدروس‬
‫السالم فإنه يمكن التطرق إىل تلك املسائل بطريقة غري‬
‫األساسية املستنتجة رضورة تفادي األحكام الغامضة حول‬
‫مبارشة‪ .‬ومن املواضيع األخرى التي يرتتب عنها آثار كبرية‬
‫ملكية املوارد وإدارتها واستغاللها وحول تقاسم الثروة ألنها‬
‫عىل املوارد يُذكر تقاسم السلطة وبناء الثقة وإعادة إدماج‬
‫تؤخر التطبيق وتقود إىل تجدد التوتر بني األطراف‪.58‬‬
‫املقاتلني يف اقتصاد يعتمد عىل املوارد ووصول النازحني إىل‬
‫األرض والتعويض‪ .‬وإذا لم يمكن التوصل إىل اتفاق حول‬ ‫استعمال املوارد الطبيعية والبيئة كتدابري لبناء الثقة‬
‫األحكام املبارشة أو غري املبارشة الخاصة باملوارد الطبيعية‪،‬‬ ‫خالل تطبيق اتفاق السالم‪ :‬يمكن‪ ،‬يف بعض الظروف‪،‬‬
‫يمكن تضمني تلك األحكام يف مسارات املتابعة التي ينص‬ ‫استعمال املوارد الطبيعية املشرتكة (املياه واألرايض واملوارد‬
‫عليها االتفاق مثل تقييم احتياجات ما بعد النزاع ولجان‬ ‫االستخراجية) أو األخطار البيئية املشرتكة (املناطق الشديدة‬
‫الحوكمة والحوار بني أصحاب املصلحة‪.‬‬ ‫التلوث وتغري املناخ والكوارث الطبيعية) خالل تطبيق اتفاق‬

‫‪57‬‬
‫‪ 2-4‬أساليب الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم‬

‫عىل أرض الواقع‪ :‬استعمال املوارد الطبيعية املشرتكة لبناء الثقة والتعاون بني إرسائيل واألردن‬

‫ّ‬ ‫‪© BERNAT ARMANGUE, KEYSTONE‬‬


‫تتدفق عرب جزء من نهر األردن‪ ،‬بالقرب من ألوموت دان يف شمال إرسائيل بالقرب من الحدود مع األردن‬ ‫املياه‬

‫تستعني األطراف يف اتفاق السالم عادة بتدابري لبناء الثقة الختبار التزام الطرف اآلخر وإرادته السياسية يف تحقيق السالم‪ .‬وغالبا ً ما‬
‫تنطلق تدابري بناء الثقة من املواضيع األقل إثارة للجدل مثل تبادل املعلومات أو التحقق من عديد الجنود أو مشاريع التعاون االقتصادي‪،‬‬
‫قبل االنتقال إىل مسائل أصعب كإصالح قطاع األمن وتقاسم السلطة‪ .‬ويف حني تركز تدابري بناء الثقة غالبا ً عىل املسائل العسكرية‬
‫والسياسية فإن معاهدة السالم املوقعة بني إرسائيل واألردن يف عام ‪ 1994‬استعملت املوارد الطبيعية كوسيلة للتعاون وبناء الثقة‬
‫الفعلية بني الطرفني خالل مرحلة التطبيق‪.‬‬
‫تض ّم معاهدة السالم ملحقني يركزان عىل إدارة املياه والتعاون البيئي‪ .‬ويدعو امللحق ‪ 2‬إىل إنشاء لجنة مياه مشرتكة وإىل التعاون‬
‫لتفادي التلوث وحماية املوارد البحرية بما فيها الشعب املرجانية‪ .‬ويف حني لم يحدّد االتفاق األسايس برصاحة رشوط التعاون هذا‪ ،‬إال‬
‫أنه قدم جدوال ً زمنيا ً للمفاوضات املتعلقة بمسائل التلوث يف العقبة‪ .‬وحدد امللحق ‪ ٤‬ميادين أخرى للتعاون البيئي بما يف ذلك تقييم األثر‬
‫البيئي والترشيع البيئي واملعايري البيئية واالستجابة للحاالت الطارئة‪ .‬وأشار إىل إمكانية القيام بجهود مشرتكة حول حماية الطبيعة‬
‫ونوعية الهواء وإدارة النفايات ومكافحة التلوث ومكافحة اآلفات والتصحر‪.‬‬
‫وألن كل األطراف التي تحاول التوصل إىل اتفاق سالم تتقاسم بعض املوارد القيمة‪ ،‬نادى عدد من العلماء واملنظمات برضورة استعمال‬
‫املوارد الطبيعية املشرتكة أو األخطار البيئية املشرتكة بصورة منتظمة كمنطلق للتعاون وبناء الثقة بعد انتهاء النزاع‪ .‬فإذا استطاع‬
‫الجانبان اإلفادة بصورة متساوية من استغالل املوارد أو عمليات التنظيف أو الحد من خطر الكوارث‪ ،‬فمن شأن التعاون حول املوارد‬
‫الطبيعية املساعدة عىل بناء الثقة واالطمئنان يف مرحلة مبكرة قبل االنتقال إىل تدابري أصعب‪.‬‬

‫املصادر‪ :‬اجتماع الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪ .‬راجع أيضاً‪ :‬حكومة دولة إرسائيل وحكومة اململكة األردنية‬
‫الهاشمية‪ .)1994( .‬معاهدة السالم بني حكومة دولة إرسائيل وحكومة اململكة األردنية الهاشمية؛ ‪Conca, K., and G. Dabelko, G. 2002.‬‬
‫‪.Environmental Peacemaking. Woodrow Wilson Center Press and Johns Hopkins University Press: Washington, D.C‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -5‬الخاتمة‬

‫الخاتمة‬ ‫‪5‬‬
‫أسايس‪ .‬يعترب تساوي جميع األطراف يف الحصول عىل‬ ‫لطاملا كان استغالل موارد طبيعية قيّمة كالنفط‪ ،‬والغاز‬
‫املعلومات العلمية والفنية الحيادية حول املوارد املتنازع عليها‬ ‫واملعادن والخشب عنرصا ً أساسيا ً يف اندالع نزاعات عنيفة يف‬
‫من الرشوط األساسية للوساطة الفعالة بشأن املوارد الطبيعية‪.‬‬ ‫العالم ويف تصعيدها واستدامتها‪ .‬فالتنافس عىل املوارد‬
‫ويمكن أن تصدر هذه املعلومات عن األطراف مشرتكة أو عن‬ ‫املتجددة كاألرايض واملياه يتزايد فيما يتسبب تدهور البيئة‬
‫طرف ثالث مستقل‪ .‬كما أن تضافر الجهود يف إعداد مثل هذه‬ ‫ونمو السكان وتغري املناخ بتفاقم التحديات‪ .‬لذا تجد الحكومات‬
‫املعلومات يمكن بحد ذاته أن يساعد عىل بناء الثقة‪.‬‬ ‫أنفسها تحت ضغط متزايد إلدارة املوارد الطبيعية بصورة‬
‫مستدامة ولتسوية املنازعات عىل ملكيتها وإدارتها وتوزيعها‬
‫‪ -4‬ال بد من بذل عناية فائقة يف تحديد أصحاب‬
‫والتحكم بها‪.‬‬
‫املصلحة الواجب إرشاكهم يف الوساطة‪ .‬عىل من يصمم‬
‫عملية الوساطة أن يفكر بعناية لدى اختياره أصحاب‬ ‫يمكن أن تلعب الوساطة دورا ً أساسيا ً يف حل النزاعات املتعلقة‬
‫املصلحة الواجب إرشاكهم يف الوساطة‪ .‬فدعوة جميع أصحاب‬ ‫باملوارد الطبيعية ومنع اندالع العنف وتعزيز التعاون بني‬
‫املصلحة إىل املشاركة قد تؤدي مثالً إىل عملية وساطة مرشذمة‬ ‫الخصوم‪ .‬يقدم هذا الدليل أساليب عملية الستعمال فعال‬
‫وخارجة عن السيطرة إىل حد ال يمكن فيه التوصل إىل توافق‬ ‫للوساطة لتحقيق تلك األهداف‪.‬‬
‫يف اآلراء‪ .‬لذا ال بد من اختيار دقيق لألطراف الفاعلة الواجب‬
‫ويمكن استخالص الكثري من العرب املستقاة من هذا امليدان‬
‫إرشاكها يف الوساطة وفهم اآلثار السياسية التي قد ترتتب عن‬
‫وتلخيصها يف سبع رسائل شاملة‪.‬‬
‫إرشاك البعض واستبعاد البعض اآلخر‪ .‬يف املقابل‪ ،‬من‬
‫الرضوري بمكان تأمني التشاور مع مجموعة واسعة من‬ ‫‪ -1‬للسياق أهمية بالغة‪ .‬إن كل قطاع من قطاعات‬
‫أصحاب املصلحة لضمان رشعية العملية والحفاظ عليها‪،‬‬ ‫املوارد الطبيعية تم التطرق إليه يف هذا الدليل – املوارد‬
‫ال سيما بالنسبة إىل املجموعات املهمشة كالشعوب األصلية‬ ‫االستخراجية واألرايض واملياه – يولد أشكاال ً متعددة من‬
‫والنساء والشباب‪.‬‬ ‫النزاعات تتطلب نهج وساطة مختلفة‪ .‬ال بد‪ ،‬لدى تصميم‬
‫عملية الوساطة‪ ،‬أن تؤخذ يف االعتبار خصائص املوارد املعنية‬
‫‪ -5‬يجب أن تهدف الوساطة إىل تحقيق التعاون حول‬
‫ووظيفتها باإلضافة إىل آليات التعامل مع الحاالت التي يكتنفها‬
‫املنافع املشرتكة مما قد يولد الثقة الالزمة ملعالجة‬
‫غموض‪ .‬ويف كل األحوال‪ ،‬ال بد من فهم السبب األسايس للنزاع‬
‫مسائل أخرى‪ .‬وعىل الوسيط الذي يعالج نزاعا ً عىل موارد‬
‫وتفاعل املوارد الطبيعية مع أسباب النزاع األخرى واالقتصاد‬
‫طبيعية أن يحاول مساعدة األطراف عىل تخطي املواقف املبنية‬
‫السيايس بشكل عام ومداخل الحل عن طريق الوساطة‪.‬‬
‫عىل معادلة ال غالب وال مغلوب أو تلك املبنية عىل املكسب‬
‫والخسارة والسعي إىل تحديد األساليب التي تتيح ألصحاب‬ ‫‪ -2‬تتطلب الوساطة الفعالة تحديدا ً واضحا ً ودقيقا ً‬
‫املصلحة فرصة اإلفادة القصوى من املنافع املشرتكة ومعالجة‬ ‫لألطراف الفاعلة واملصالح‪ .‬عىل الوسيط أال يدخل يف مراحل‬
‫املشاكل واملصاعب املشرتكة معاً‪ .‬ويجب عند اإلمكان اعتبار‬ ‫الوساطة التفاعلية إال بعد أن يصبح عىل بينة تامة من شبكة‬
‫املوارد الطبيعية منطلقا ً للتعاون يتخطى االختالفات الدينية أو‬ ‫العالقات املعقدة بني األطراف الفاعلة املعنية باملوارد الطبيعية‬
‫اإليديولوجية أو السياسية أو القبلية ألن التعاون عىل استغالل‬ ‫ومصالحها‪ .‬ويجب أن يتناول التحليل األطراف الفاعلة‬
‫املوارد الطبيعية قد يمهّ د للتعاون يف حل معضالت أخرى أكثر‬ ‫املبارشة وغري املبارشة وتداخلها يف مختلف مراحل النزاع وأن‬
‫صعوبة وتعقيداً‪.‬‬ ‫يستوعب نطاق مصالحها املتعددة األوجه‪.‬‬
‫‪ -6‬أساليب الوساطة متوفرة لتخطي املآزق الحرجة‬ ‫‪ -3‬حصول كل األطراف‪ ،‬بدرجة واحدة‪ ،‬عىل معلومات‬
‫واملواقف املتصلبة‪ .‬عندما يشرتك الوسيط يف املفاوضات‬ ‫علمية وفنية حيادية بشأن املوارد املتنازع عليها أمر‬
‫‪59‬‬
‫‪ -5‬الخاتمة‬

‫لإلصالحات املستقبلية وليس بالرضورة لحل املشاكل‬ ‫يمكنه أن يستعني بعدد من األساليب للخروج من الطريق‬
‫عىل الفور‪ .‬يجب أن يبقى حارضا ً يف ذهن الوسيط الذي يعالج‬ ‫املسدود‪ ،‬ومنها تركيز املباحثات عىل املسائل التقنية أو تنظيم‬
‫نزاعات عىل املوارد الطبيعية يف إطار عملية سالم أن الهدف‬ ‫عمليات مشرتكة لجمع املعلومات أو تحديد املنافع املختلفة‬
‫ليس بالرضورة حل املسألة خالل املفاوضات بل غالبا ً‬ ‫وتقاسمها أو استعمال نهج التصورات‪ .‬ويمكن يف بعض‬
‫ما يكون وضع إطار مؤسيس وتوليد الزخم الذي يسمح‬ ‫األحيان التوصل إىل تعديل املواقف األولية الثابتة أو املتصلبة‬
‫بمعالجة مسألة املوارد الطبيعية يف مرحلة الحقة‪ .‬يمكن‬ ‫من خالل إبعاد األطراف عن املسائل املتصلة بملكية املوارد‬
‫تحقيق ذلك يف الغالب من خالل اعتماد أحكام رصيحة أو‬ ‫الطبيعية وتوجيه املناقشات نحو مسائل أوسع متصلة بتقاسم‬
‫ضمنية حول املوارد الطبيعية يف اتفاق السالم‪ .‬ويمكن يف‬ ‫املنافع وتأمني الوصول املستقر إىل املوارد وإدارتها – وكلها‬
‫مجاالت تتيح تحقيق املنفعة املشرتكة‪.‬‬
‫املقابل تضمني مسار متابعة اتفاق السالم املسائل املتصلة‬
‫باإلدارة الرشيدة للموارد الطبيعية – من خالل تشكيل لجنة أو‬ ‫‪ -7‬غالبا ً ما تعالج مسائل املوارد الطبيعية يف‬
‫تقييم االحتياجات أو اعتماد خطة بناء السالم عىل سبيل املثال‪.‬‬ ‫مفاوضات السالم بهدف إرساء األسس الالزمة‬

‫معلومات وسبل دعم إضافية‬


‫إن الدروس واملمارسات الفضىل املتعلقة بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية متاحة للوسطاء من خالل إدارة الشؤون السياسية‪.‬‬
‫كما يستطيع الوسطاء وأصحاب املصلحة الحصول عىل الخربات العلمية والفنية الحيادية املتعلقة باملوارد الطبيعية باإلضافة إىل الدعم‬
‫عىل الدبلوماسية البيئية من خالل برنامج األمم املتحدة للبيئة‪ .‬ملزيد من املعلومات‪ ،‬راجع املرفق ‪.2‬‬

‫‪60‬‬
‫الجزء باء‬
‫دراسات الحالة‬
‫دراسة الحالة ‪ -1‬آتشيه‪ ،‬إندونيسيا‪ :‬النفط والغاز الطبيعي‬

‫‪1‬‬
‫‪60‬‬
‫آتشيه‪ ،‬إندونيسيا‬

‫‪ANDAMAN SEA‬‬

‫!‬
‫‪Banda Aceh‬‬
‫‪ACEH‬‬
‫‪BESAR‬‬ ‫‪Lhokseumawe‬‬
‫آتشيه‪ ،‬إندونيسيا‪:‬‬
‫النفط والغاز الطبيعي‬
‫!‬
‫‪PIDIE‬‬
‫‪BIREUEN‬‬ ‫‪ACEH UTARA‬‬ ‫‪59‬‬

‫‪ST‬‬
‫‪ACEH‬‬

‫‪R‬‬
‫‪JAYA‬‬

‫‪AI‬‬
‫‪Langsa‬‬

‫‪T‬‬
‫‪ACEH‬‬ ‫!‬

‫‪O‬‬
‫‪ACEH‬‬

‫‪F‬‬
‫‪TENGAH‬‬
‫‪ACEH‬‬

‫‪M‬‬
‫‪TIMUR‬‬

‫‪AL‬‬
‫‪BARAT‬‬
‫مواضيع الوساطة الرئيسية واالسرتاتيجية‪:‬‬

‫‪AC‬‬
‫‪CA‬‬
‫‪ACEH‬‬
‫‪NAGAN‬‬ ‫‪TAMIANG‬‬
‫‪RAYA‬‬
‫‪GAYO LUES‬‬
‫‪ACEH BARAT‬‬
‫‪DAYA‬‬
‫• شكلت األحكام الخاصة بتقاسم الثروة حافزا ً‬
‫‪INDIAN‬‬ ‫‪ACEH‬‬
‫‪TENGGARA‬‬
‫اقتصاديا ً ملواصلة املفاوضات؛‬
‫‪OCEAN‬‬ ‫‪ACEH‬‬
‫‪SELATAN‬‬

‫• استعان فريق الوساطة بخرباء مستقلني؛‬


‫‪SIMEULUE‬‬

‫‪ACEH‬‬
‫• تضمن اتفاق السالم النهائي أحكاما ً رصيحة بشأن‬
‫‪SINGKIL‬‬
‫حرية إدارة املوارد الطبيعية‪.‬‬
‫يعود التنقيب عن احتياطات النفط والغاز الطبيعي يف منطقة‬

‫¯‬
‫‪Aceh, Indonesia i‬‬
‫!‬ ‫‪Major city‬‬ ‫آتشيه يف إندونيسيا إىل ستينات القرن املايض‪ .‬يف عام ‪،1971‬‬
‫^‬ ‫‪Capital city‬‬
‫‪International boundary‬‬
‫‪District boundary‬‬ ‫اكتشفت رشكة موبيل أويل إندونيسيا مخزونات من النفط‬
‫‪Water body‬‬

‫^‬
‫‪0‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪75 Kilometers‬‬ ‫والغاز الطبيعي يف لوكسوماوي‪ ،‬شمال آتشيه‪ .‬أدى هذا‬
‫‪Jakarta‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪75 Miles‬‬
‫االكتشاف إىل إنشاء املنطقة الصناعية يف لوكسوماوي وهو‬

‫‪© ED WRAY, KEYSTONE‬‬

‫حقول الغاز الطبيعي يف آرون يف مقاطعة آتشيه اإلندونيسية‬

‫‪62‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -1‬آتشيه‪ ،‬إندونيسيا‪ :‬النفط والغاز الطبيعي‬

‫املحادثات‪ ،‬بخرباء قاموا بتيسري العملية وإسداء املشورة‬ ‫جيب مخصص الستخراج النفط والغاز الطبيعي املسال‬
‫وممارسة النفوذ عند الحاجة‪ ،‬وهي الخطوة التي سمحت‬ ‫للتصدير‪ .‬واستغلت املوارد النفطية والغازية يف آتشيه بصورة‬
‫بإحراز التقدم‪ .65‬يف عام ‪ ،2002‬توصل الطرفان إىل اتفاق‬ ‫كفلت إيرادات هامة للدولة يف إندونيسيا‪ .‬يف عام ‪ ،2000‬كان‬
‫وقف القتال؛ إنما بعد انتهاكه يف عام ‪ ،2003‬انسحب مركز‬ ‫اإلنتاج يف منطقة آتشيه يمثل ‪ 40‬يف املائة تقريبا ً من إجمايل‬
‫الحوار اإلنساني من عملية الوساطة‪.66‬‬ ‫إنتاج الغاز الطبيعي يف إندونيسيا‪ .‬إال أن عدم تقاسم املنافع‬
‫الناجمة عن املوارد أثار استياء السكان املحليني يف آتشيه وكان‬
‫إن كون مركز الحوار اإلنساني منظمة غري حكومية ال سياسية‬ ‫الدافع إىل اندالع حرب أهلية دامت من عام ‪ 1976‬إىل عام‬
‫وغري بارزة جعلها مقبولة يف عيون الدولة اإلندونيسية التي‬
‫‪ .2005‬وكان موضوعا النفط والغاز من القضايا الهامة التي‬
‫شجعته عىل األخذ بزمام الوساطة‪ .67‬كما أن صفته كمنظمة‬
‫شملتها عملية السالم حيث نالت مقاطعة آتشيه يف اتفاق‬
‫إنسانية دولية أضفت عليه مرشوعية يف رأي حركة تحرير‬
‫السالم النهائي املزيد من السلطة عىل إدارة املوارد وحصة أوفر‬
‫آتشيه وسمحت للدولة اإلندونيسية أن تحسن سمعتها‬
‫من الثروات املتأتية من استغاللها‪.‬‬
‫الدولية‪ .68‬إال أن املركز كان يفتقر إىل الوزن السيايس والعالقات‬
‫الالزمة مع األمم املتحدة ومجلس األمن مما حد من قدرته عىل‬ ‫النزاع‬
‫استخدام نهج “الرتغيب والرتهيب” لدفع عجلة املفاوضات‪.69‬‬
‫تعود مقاومة منطقة آتشيه لحكم السلطة املركزية اإلندونيسية‬
‫أما الوساطة الثانية واملعروفة بعملية هلسنكي للسالم‬ ‫ماض بعيد‪ .‬بدأت كحركة دينية ورسعان ما اتخذت صبغة‬ ‫إىل ٍ‬
‫(‪ )2005–2004‬فقد نسقتها منظمة مبادرة إدارة األزمات‬ ‫جديدة بعد اكتشاف مخزونات النفط والغاز الطبيعي عام‬
‫الفنلندية‪ .‬وكان كبار الوسطاء مارتـّي أهتيسآري‪ ،‬رئيس‬ ‫‪ .1971‬واندلع يف آتشيه عام ‪ 1976‬نزاع عنيف قادته حركة‬
‫فنلندا السابق‪ .‬وبدأت العملية بعد شهر واحد من موجة‬ ‫تحرير آتشيه‪ .‬ويرضب بهذا النزاع مثل الرصاع التقليدي‬
‫التسونامي سنة ‪ 2004‬وهو ما أقنع‪ ،‬يف رأي الكثريين‪،‬‬ ‫الناجم عن عدم استفادة املجتمع املحىل من استغالل املوارد‬
‫الطرفني بتحقيق السالم‪.70‬‬ ‫الطبيعية‪ ،‬األمر الذي جاء ليغذي التوتر القائم واملطالبة‬
‫دارت جوالت املفاوضات الخمس يف هلسنكي‪ .‬وعىل حد قول‬ ‫بممارسة الحق يف تقرير املصري والنزعة إىل االستقالل الذاتي‪.596061‬‬
‫أهتيسآري‪ ،‬فإن املحادثات تكللت بالنجاح ألنها استندت إىل‬ ‫وبالتحديد كانت املقاطعة تتذمر من عدم تقاسم الثروة‬
‫مبدأ أسايس خالصته أن “ال اتفاق عىل يشء إىل حني االتفاق‬ ‫الناجمة عن استغالل النفط والغاز وتدهور البيئة وتفكك‬
‫عىل كل يشء”‪ .71‬حال هذا النهج دون قيام أي طرف بالحديث‬ ‫النسيج األرسي للشعوب األصلية وتدفق اليد العاملة املهاجرة‬
‫علنا ً عن نتائج عملية السالم الجارية مما سمح لكل منها أن‬ ‫واضطراب سبل االسرتزاق التقليدية‪ .‬واجتمعت هذه العوامل‬
‫يقدم تنازالت عىل مجموعة من القضايا من دون خسارة ماء‬ ‫حتى اندلع رصاع واسع النطاق مصحوبا ً بدعوات إىل االستقالل‬
‫فضال عن أن مكانة أهتيسآري كوسيط وصانع‬ ‫ً‬ ‫الوجه علنا ً‪.72‬‬ ‫دام زهاء ثالثني عاماً‪ .‬وبعد أن فشلت املحاولة األوىل لوضع حد‬
‫سالم دويل أعطته نفوذا ً سياسيا ً ال يستهان به إلقناع حركة‬ ‫للنزاع بني عامي ‪ 2000‬و‪ 2003‬واملعروفة بعملية جنيف‬
‫تحرير آتشيه بالتخيل عن مطالبتها باالستقالل والقبول‬ ‫للسالم‪ ،‬تجددت أعمال العنف يف عام ‪ 2003‬إىل أن بذلت‬
‫بالحكم الذاتي كنقطة بداية للمباحثات‪ .73‬وكتب للمفاوضات‬ ‫محاولة ثانية أطلق عليها اسم عملية هلسنكي للسالم يف عامي‬
‫وقع الطرفان عىل مذكرة التفاهم يف عام ‪.2005‬‬ ‫النجاح عندما ّ‬ ‫‪ 2004‬و‪ 2005‬وأدت إىل فض النزاع يف عام ‪ 2005‬مع توقيع‬
‫حكومة إندونيسيا وحركة تحرير آتشيه عىل مذكرة تفاهم‪.62‬‬
‫أثرت عىل عمليتي جنيف وهلسنكي عوامل تاريخية واتفاقات‬
‫سابقة رسمت مالمح سياق الوساطتني الرئيسية‪:‬‬ ‫أبرز عنارص الوساطة‬
‫• يف عام ‪ّ ،2001‬‬
‫سن الربملان اإلندونييس قانون الحكم‬ ‫يف عملية جنيف للسالم (‪ ،)2003–2000‬قام بالوساطة مركز‬
‫الذاتي الخاص الذي نص عىل أن آتشيه ستتمتع بقدر‬ ‫الحوار اإلنساني وهو منظمة إنسانية دولية‪ .‬وقبل البدء‬
‫رفيع من الحكم الذاتي داخل دولة إندونيسيا وتتلقى‬ ‫باملفاوضات‪ ،‬انتهج املركز نهجا ً شبيها ً بالدبلوماسية املكوكية‬
‫‪ 70‬يف املائة من اإليرادات املتأتية من استغالل مواردها‬ ‫فالتقى مع ممثلني عن الدولة املركزية اإلندونيسية ومع أعضاء‬
‫الطبيعية‪ .‬واندرج هذا القانون يف اسرتاتيجية اعتمدتها‬ ‫من حركة تحرير آتشيه خارج إندونيسيا ومع أصحاب‬
‫الدولة يف ذلك الحني بغية لجم النزعات االنفصالية يف‬ ‫املصلحة يف آتشيه بغية إحياء عالقات تيرس التفاوض املبارش‪.63‬‬
‫سن قانونا ً يقدم‬
‫آتشيه وبابوا‪ .‬واعترب الربملان أنه ّ‬ ‫كما استضاف املركز يف عام ‪ 2000‬يف مقره يف جنيف اجتماعا ً‬
‫تنازالت سخية آلتشيه لذا فإن الحكومة لم تكن راغبة‬ ‫بني ممثلني عن الدولة اإلندونيسية وحركة تحرير آتشيه‬
‫يف منح املزيد من التنازالت وال التفاوض عىل الحكم‬ ‫للتفاوض يف شأن “هدنة إنسانية”‪ 64‬أدّت إىل بسط سالم نسبي‬
‫الذاتي وال تقاسم الثروة‪.74‬‬ ‫قبل الرشوع باملفاوضات السياسية‪ .‬استعان املركز‪ ،‬منذ بدء‬
‫‪63‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -1‬آتشيه‪ ،‬إندونيسيا‪ :‬النفط والغاز الطبيعي‬

‫االتفاقات‬ ‫• جاءت عملية جنيف متزامنة مع نهج إصالحي واسع‬


‫النطاق انتهجته الحكومة ترافق واسرتاتيجية إدارة‬
‫األحكام الرئيسية يف قانون الحكم الذاتي (رقم ‪:80)2001/18‬‬
‫النزاع القائمة عىل اعتماد الالمركزية وعىل قانون منح‬
‫• نقل عدد غري مسبوق من الصالحيات من السلطات‬ ‫الحكم الذاتي آلتشيه وبابوا‪ .‬وهو النهج الذي اعتمدته‬
‫املركزية إىل سلطات مقاطعة آتشيه؛‬ ‫الدولة منذ أواخر تسعينات القرن املايض‪ .75‬إنما‬
‫فشلت الوساطة واسرتاتيجية الدولة يف تحقيق أي‬
‫• منح آتشيه نصيبا ً أكرب من اإليرادات املتأتية من املوارد‬
‫تكامل يذكر بني بعضهما البعض‪.76‬‬
‫الطبيعية (حقول النفط والغاز‪ 70 :‬يف املائة عىل مدى‬
‫ثماني سنوات ثم ‪ 50‬يف املائة)‪.‬‬ ‫• يف مستهل عملية هلسنكي‪ ،‬وضحت الحكومة الوطنية‬
‫أنها لن تتجاوز عرض الحكم الذاتي وتقاسم اإليرادات‬
‫األحكام الرئيسية يف مذكرة التفاهم املربمة بني حكومة‬
‫جمهورية إندونيسيا وحركة تحرير آتشيه يف ‪ 15‬آب‪/‬أغسطس‬ ‫الوارد يف قانون الحكم الذاتي لعام ‪ .2001‬فاعتنق‬
‫‪:812005‬‬ ‫أهتيسآري هذا املوقف معتربا ً أنه يرسم إطار املباحثات‬
‫ثم أقنع حركة تحرير آتشيه باعتماده بدورها‪ .‬وعليه‬
‫• منح مقاطعة آتشيه الحق يف االحتفاظ بسبعني يف املائة‬ ‫أصبح موضوع تقاسم الثروة مسألة ثانوية يف‬
‫من إيرادات النفط والغاز؛‬ ‫مفاوضات السالم بعد إقرار إطارها عىل هذا النحو‪.77‬‬
‫• جمع املوارد وتوزيعها بشفافية أكرب؛‬ ‫• بلغ إنتاج النفط والغاز أوجه يف تسعينات القرن‬
‫بس ّن قانون‬
‫• إدارة املوارد بصورة مشرتكة والتعهد َ‬ ‫املايض ثم بدأ يرتاجع فلم يعد لتقاسم اإليرادات الوزن‬
‫جديد إلدارة آتشيه بحلول ‪ 31‬آذار‪/‬مارس ‪.2006‬‬ ‫الذي كان عليه قبل عقد أو عقدين من الزمن‪.‬‬
‫سن القانون يف ‪ 11‬تموز‪/‬يوليو ‪ 2006‬وأعاد‬ ‫وقد ّ‬
‫• كان لحركة تحرير آتشيه مشاغل كبرية بشأن قانون‬
‫التأكيد عىل حصول آتشيه عىل ‪ 70‬يف املائة من إيرادات‬
‫الحكم الذاتي لعام ‪ 2001‬الذي تم التفاوض عليه مع‬
‫النفط والغاز عىل مدى السنني الثماني املقبلة وعىل‬
‫النخب املحلية من دون أي مساهمة من السكان وال‬
‫إدارة مشرتكة للموارد‪.‬‬
‫من أعضاء الحركة‪ .‬كما أن القانون افتقر إىل أحكام‬
‫تراعي حقوق اإلنسان ولم يعالج النداء الشعبي‬
‫مصاعب التنفيذ‬
‫لتحقيق االستقالل وحرم عمليا ً عىل أعضاء الحركة‬
‫تنص عىل أنه يحق آلتشيه‬‫مع أن مذكرة تفاهم عام ‪ّ 2005‬‬ ‫املشاركة يف الحياة السياسية ألنه اشرتط باملرشحني‬
‫االحتفاظ بسبعني يف املائة من إيرادات احتياطي املوارد‬ ‫عدم اقرتاف أي فعل جرمي وعدم حمل أي جنسية‬
‫الهيدروكربونية الحايل واملستقبيل إال أنها تتضمن حكما ً‬ ‫أخرى ما يعني استبعاد أغلبية أعضاء الحركة‪ .78‬ويف‬
‫ينص عىل أن تدير السلطات اإلندونيسية وسلطات‬ ‫غامضا ً ّ‬ ‫املقابل‪ ،‬كانت أحكام القانون املتعلقة بتقاسم الثروة‬
‫آتشيه املوارد بصورة مشرتكة‪ .‬كما أن االتفاق ال يحدد الجهة‬ ‫مؤاتية آلتشيه ومثلت تحسنا ً ملحوظا ً مقارنة بما‬
‫الناظمة ملصادر الدخل من املوارد الهيدروكربونية وال السلطة‬ ‫كانت األمور عليه يف املايض‪.‬‬
‫التي تمنح رخص التنقيب الجديدة‪ .‬إن هذا الغموض صعّ ب‬
‫عملية تنفيذ هذا الحكم‪.‬‬ ‫• إن أحكام قانون الحكم الذاتي املتعلقة بتقاسم الثروة‬
‫مثلت حافزا ً اقتصاديا ً لدفع عجلة املفاوضات إىل األمام‬
‫بعد أن دخلت يف طريق مسدود عند إثارة مسألة‬
‫الرصد الدويل‪.79‬‬

‫‪64‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -2‬بوغانفيل‪ ،‬بابوا غينيا الجديدة‪ :‬منجم نحاس بنغونا‬

‫‪2‬‬
‫‪83‬‬
‫بوغانفيل‪ ،‬بابوا غينيا الجديدة‬
‫بوغانفيل‪ ،‬بابوا غينيا‬
‫‪GREEN‬‬
‫‪ISLANDS‬‬ ‫الجديدة‪ :‬منجم نحاس‬
‫‪Lemankoa‬‬
‫!‬
‫‪82‬‬
‫بنغونا‬
‫‪BUKA‬‬
‫‪ISLAND‬‬

‫!‬
‫‪Sohano‬‬
‫‪Tinputz‬‬
‫مواضيع الوساطة الرئيسية واالسرتاتيجية‪:‬‬
‫!‬ ‫‪PACIFIC‬‬
‫‪OCEAN‬‬
‫‪Puto‬‬
‫!‬ ‫• تسببت يف النزاع مجموعة من اآلثار السلبية ألنشطة‬
‫! ‪Amun‬‬
‫!‬
‫‪Wakunai‬‬
‫التعدين عىل الصحة وسالمة البيئة وانعدام التساوي‬
‫‪Vito‬‬
‫!‬
‫يف تقاسم املنافع؛‬
‫‪Arawa‬‬
‫! ‪Torokina‬‬ ‫‪! ! Kieta‬‬
‫‪Panguna‬‬
‫‪#‬‬
‫!‬
‫‪Taki‬‬
‫• جاءت الوساطة بأسلوب تيسريي غري توجيهي؛‬
‫! ‪Jaba‬‬ ‫!‬

‫‪Buin‬‬ ‫‪Nukiki‬‬ ‫• أدى اتفاق السالم إىل الحد من العنف املتفيش لكنّه‬
‫!‬ ‫!‬ ‫!‬
‫‪Mamagota‬‬
‫ال يذكر منجم بنغونا باالسم‪.‬‬

‫¯‬
‫‪Bougainville Island‬‬
‫‪ii‬‬
‫يقع منجم بنغونا يف بوغانفيل يف بابوا غينيا الجديدة وكان يف‬
‫!‬
‫‪#‬‬
‫‪City‬‬
‫‪Panguna copper mine‬‬
‫‪SOLOMON‬‬
‫‪ISLANDS‬‬
‫يومه أكرب منجم مفتوح يف العالم‪ .‬وتشري التقديرات الحالية إىل‬
‫‪Water body‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪60 Kilometers‬‬ ‫أن احتياطي النحاس فيه يبلغ ‪ 5,3‬مليون طن وإىل وجود‬
‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪30 Miles‬‬
‫‪ 19,3‬مليون أوقية ذهب‪ .‬استثمرت املنجم رشكة بوغانفيل‬
‫‪© C.E. WILSON, IMAGE COURTESY OF IPS INTER PRESS SERVICE‬‬

‫منجم النحاس والذهب يف بنغونا يف انتظار تسوية سياسية حتى تستأنف عمليات االستخراج‬

‫‪65‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -2‬بوغانفيل‪ ،‬بابوا غينيا الجديدة‪ :‬منجم نحاس بنغونا‬

‫الجديدة) ودون ماكينون (وزير الخارجية والتجارة)‪،‬‬ ‫كوبر ليميتد يف الستينات والسبعينات من القرن املايض بعد‬
‫مساهمة حيوية يف دفع الفصائل املتناحرة إىل تحقيق درجة‬ ‫التوقيع عىل اتفاق بوغانفيل للتعدين‪.‬‬
‫من الوحدة ال مثيل لها حتى تتمكن من التفاوض مع دولة‬
‫إىل جانب املساعدة الخارجية‪ ،‬كان املنجم أكرب مصدر دخل‬
‫بابوا غينيا الجديدة‪ .‬إن عقد جولتي مباحثات برنهام األوىل‬
‫لبابوا غينيا الجديدة بني عام ‪ 1975‬وتاريخ إغالقه‪ .82384‬فقد أقفل‬
‫والثانية يف جو مأمون ضمن معسكر يف دولة أجنبية محايدة‬
‫يف عام ‪ 1989‬يف ظل نزاع عنيف وما زال مقفالً إىل اليوم‪.‬‬
‫جعل األطراف تشعر باالرتياح للتعبري عن شكواها برصاحة‪.91‬‬
‫ويدور الحديث حاليا ً عن إعادة فتحه ذلك أنه يمثل مصدر‬
‫طوال العملية‪ ،‬اكتفى الوسطاء بتيسري املباحثات من دون‬
‫دخل رئييس ملنطقة الحكم الذاتي يف بوغانفيل‪ .‬وتواجه هذه‬
‫إدارتها مفضلني ترك األمر بني أيدي األطراف املتفاوضة‪.‬‬
‫الفكرة مقاومة مجموعات مختلفة‪ ،‬ال سيما منها حركة ميكاميو‬
‫وكان هذا القرار يرمي إىل ضمان أن تشعر األطراف بأنها‬
‫وهي حركة سياسية تزعم أنها املمثل الرشعي ألصحاب األرايض‬
‫تمسك بمقاليد العملية وأنها تتحكم بنتائجها وأنها ستتوصل‬
‫املجاورة ملنجم بنغونا‪ .‬ويف ضوء الرصاع الذي تسبب فيه املنجم‬
‫إىل حل مفصل وفق احتياجاتها مما يزيد احتمال النجاح‪.92‬‬
‫يف املايض‪ ،‬فإن الحكومة تخطو خطوات متأنية مرصة عىل دور‬
‫وقد ساهم يف دفع عجلة السالم إىل األمام وتحويل هدنة عام‬
‫أصحاب األرايض يف أي مفاوضات حوله‪.85‬‬
‫‪ 1997‬إىل اتفاق سالم شامل يف عام ‪ 2001‬وجود فريق‬
‫مراقبة الهدنة وفريق مراقبة السالم وهما فريقا مراقبة‬ ‫النزاع‬
‫منزوعا السالح ومحايدين سهرا عىل استتباب السالم يف‬
‫بوغانفيل بينما كانت األطراف تتفاوض‪.93‬‬ ‫بقي منجم بنغونا يف صلب أعمال العنف التي شهدتها‬
‫بوغانفيل حتى بعد إقفاله ولغاية عام ‪ .861997‬ويف خالل هذه‬
‫االتفاق‬ ‫السنني‪ ،‬حملت املجتمعات املحلية املنجم مسؤولية طائفة من‬
‫املشاكل الصحية والبيئية‪ .‬وكان املنجم أيضا ً مصدر توتر‬
‫عىل مدى عملية السالم‪ ،‬ساد افرتاض بني قادة بابوا غينيا‬
‫اجتماعي اقتصادي حاد؛ فاتهمت رشكة بوغانفيل كوبر ليميتد‬
‫الجديدة ووفود بوغانفيل أنه من غري املرجح إعادة فتح منجم‬
‫بممارسة “الفصل العنرصي االقتصادي” ملا كان يحصل عليه‬
‫بنغونا يف املستقبل القريب‪ .94‬فالتعدين موضوع يثري‬
‫العمال األجانب من تسهيالت متميزة ورواتب عالية وفرص‬
‫الحساسيات عند سكان بوغانفيل وكان من الصعب بمكان‬
‫جيدة للرتقية يف الرشكة مقارنة مع العمال املحليني‪ .87‬وأخرياً‪،‬‬
‫الخوض يف نقاش رصيح عن تعدين النحاس يف ذلك الحني‪ .‬أما‬
‫كان نصيب بوغانفيل من إيرادات املنجم متواضعا ً للغاية‬
‫التحكم باملوارد الطبيعية فكان أولوية بالنسبة إىل زعماء‬
‫مقارنة بما كانت تجنيه دولة بابوا غينيا الجديدة‪ .88‬والنتيجة‬
‫بوغانفيل وجزء هام من اتفاق الحكم الذاتي املربم مع الحكومة‬
‫كانت أن سكان بوغانفيل رأوا يف املنجم رضبا ً من رضوب‬
‫الوطنية‪ .95‬ومع ذلك‪ ،‬لم يرد ذكر للمنجم يف اتفاق بوغانفيل‬
‫استغالل القوى األجنبية ملواردهم‪ 89‬وشعروا أنهم يدفعون‬
‫للسالم ولم تتطرق الصكوك الدستورية املنبثقة عنه إىل‬
‫الثمن باهظا ً من دون تحقيق أي منفعة‪.‬‬
‫موضوع التعدين‪ .‬والنتيجة هي أن مسألة التعدين ما زالت‬
‫محفوفة بالغموض ولم تحسم يف أكثر من جانب‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يف عام ‪ ،1988‬قام جيش بوغانفيل الثوري بسلسلة من‬
‫العلميات التخريبية مع إرضام النار يف املنجم‪ .‬وتصاعد العنف‬
‫إن اتفاق بوغانفيل للسالم لعام ‪ 2001‬تطرق‬ ‫إنما يجوز القول ّ‬
‫عندما أرسلت قوات الدفاع عن بابوا غينيا الجديدة لقمع‬
‫بصورة غري مبارشة إىل ملكية املوارد الطبيعية إذ إنه أتاح نقل‬
‫التمرد‪ .‬ولم يكن منجم بنغونا السبب الوحيد للنزاع؛‬
‫صالحيات حكم واسعة من الحكومة الوطنية إىل حكومة‬
‫فاالنقسامات اإلثنية والجغرافية باتت ملموسة وتفاقمت جراء‬
‫بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي‪.96‬‬
‫الخالف حول املنجم‪ .90‬بل إن الشكاوى ضد املنجم كانت‬
‫• تم رسد صالحيات حكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم‬ ‫الحافز للنزاع الذي لم ينته قبل عام ‪ 1997‬مع التوقيع عىل‬
‫الذاتي بشكل رصيح ولم تشمل أي صالحية عىل‬ ‫هدنة برنهام التي تالها اتفاق لنكولن يف عام ‪ .1998‬وكان‬
‫التعدين وال عىل املوارد الطبيعية؛‬ ‫هذان االتفاقان البادرة النسحاب جنود بابوا غينيا الجديدة من‬
‫• تم االتفاق عىل رسد صالحيات حكومة بوغانفيل‬ ‫الجزيرة ونرش فريق مراقبة السالم املتعدد الجنسيات‪.‬‬
‫املتمتعة بالحكم الذاتي ووظائفها يف دستورها عىل أن‬ ‫وتواصلت املحادثات بني حكومة بابوا غينيا الجديدة وزعماء‬
‫يتضمن هذا الدستور كل ما لم يرد عىل قائمة الحكومة‬ ‫بوغانفيل إىل حني أن أبرم اتفاق بوغانفيل للسالم يف ‪ 30‬آب‪/‬‬
‫الوطنية‪ ،‬بما يف ذلك الصالحية عىل املوارد الطبيعية‬ ‫أغسطس ‪.2001‬‬
‫والحق يف تحصيل اإليرادات وسلطة اتخاذ القرار‬
‫بشأن االستثمارات األجنبية‪97‬؛‬ ‫أبرز عنارص الوساطة‬
‫• أدخلت بابوا غينيا الجديدة تعديالت عىل دستورها‬ ‫توسطت نيوزيلندا يف عملية السالم (‪ )2001–1997‬يف حني‬
‫مفصلة صالحيات حكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم‬ ‫أن أسرتاليا أدت دورا ً داعما ً مهما ً يف مجال التسيري‪ .‬وكان‬
‫الذاتي ووظائفها يف عام ‪2002‬؛‬ ‫ملمثيل نيوزيلندا‪ ،‬جون هايس (املفوض السامي لبابوا غينيا‬
‫‪66‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -2‬بوغانفيل‪ ،‬بابوا غينيا الجديدة‪ :‬منجم نحاس بنغونا‬

‫أخرياً‪ ،‬لم تحسم مسألة أصحاب األرايض التقليديني‪ .‬عىل أثر‬ ‫نص االتفاق عىل أن الصالحيات والوظائف تحال إىل‬ ‫ّ‬ ‫• ‬
‫إبرام اتفاق بوغانفيل للسالم‪ ،‬اعرتف دستور بوغانفيل بأن‬ ‫حكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي متى بلغت‬
‫ملكية املوارد الطبيعية يف بوغانفيل تعود إىل أصحاب األرايض‬ ‫بابوا غينيا الجديدة بما ترغب يف أن يحال إليها‪ .‬بدأت‬
‫حتى إن كان لحكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي‬ ‫هذه العملية بالفعل عندما صاغت حكومة بوغانفيل‬
‫مسؤولية إدارتها وتنظيمها متى أحالت إليها بابوا غينيا‬ ‫املتمتعة بالحكم الذاتي دستورها يف عام ‪ 2004‬وقامت‬
‫الجديدة صالحياتها‪ .‬وبالنسبة إىل منجم بنغونا (وسائر‬ ‫بانتخاب أول رئيس لها عام ‪.2005‬‬
‫املوارد يف بوغانفيل) فإن إدراج امللكية العرفية يف نص‬ ‫ويف املقابل‪ ،‬فإن مسألة إيرادات التعدين الحساسة والتي كانت‬
‫الدستور يضع أصحاب املصلحة يف مركز القوة‪ .‬ومن املرجح‬ ‫السبب يف مشاكل جسيمة يف بوغانفيل يف السبعينات والثمانينات‬
‫أن يثري هذا األمر مشاكل هامة‪ ،‬بل نزاعات‪ ،‬يف السنوات املقبلة‬ ‫من القرن املايض بقيت مبهمة يف اتفاق السالم لعام ‪.2001‬‬
‫ألنه ما من أنظمة لحكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي‬
‫نص االتفاق عىل أنه متى بلغت بوغانفيل مرحلة‬ ‫ّ‬ ‫• ‬
‫وال مؤسسات قادرة عىل‪:‬‬
‫االعتماد عىل الذات الرضيبي‪ ،‬تتقاسم حكومة‬
‫• تقييم املزاعم املتضاربة ملن يدعي ملكية األرايض عرفاً؛‬ ‫بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي وبابوا غينيا الجديدة‬
‫• تمكني مالكي األرايض عرفا ً من اتخاذ قرارات ملزمة‬ ‫إيرادات أنشطة التعدين‪ .‬إنما لم تقرتح أي صيغة‬
‫طويلة األمد‪ ،‬يرسي مفعولها طوال فرتة تطبيق أهم‬ ‫لتقاسم تلك اإليرادات‪.98‬‬
‫االستثمارات يف مجال التعدين؛‬ ‫• يجوز االعتبار أن التفاصيل الخاصة بمنجم بنغونا‬
‫• توزيع الحقوق القانونية لتجاوز األعراف وتوفري‬ ‫وتقاسم اإليرادات تركت مبهمة عمدا ً أخذا ً بنهج‬
‫أسس متينة من الثقة للمستثمرين واملمولني من خالل‬ ‫الغموض البناء من أجل التوصل إىل اتفاق‪.99‬‬
‫قانون استثمار دائم؛‬
‫• أو إقناع كل األطراف‪ ،‬بما فيها املعرتضون‪ ،‬بأنه تم‬ ‫مصاعب التنفيذ‬
‫التخيل عن العنف لصالح األساليب القانونية لتسوية‬ ‫بصورة عامة يعترب أن هذه التسوية تكلل واحدة من أنجع‬
‫املنازعات‪ .‬يفرض دستور بوغانفيل عىل حكومة‬ ‫عمليات السالم ألنه حتى تاريخه لم تتكرر حاالت العنف‬
‫بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي أن توضح مسألة‬ ‫املسترشي‪ .‬غري أن واقع األمر هو أن مسائل التعدين بقيت‬
‫األرايض وهو األمر الذي لم يحصل بعد‪ ،‬لذا سوف‬ ‫خارج نطاق الوساطة الرئيسية‪ .‬ولم تفلح املفاوضات يف حل‬
‫يشكل وضع األنظمة القانونية واإلدارية تحديا ً كبريا ً‬ ‫ثالثة أمور حيوية‪:‬‬
‫يف املستقبل‪.‬‬ ‫أوالً‪ ،‬ما زال أمر منجم بنغونا معلقاً‪ .‬تتواصل املفاوضات يف‬
‫ومع ذلك‪ ،‬تعترب إعادة فتح منجم بنغونا أولوية لحكومة‬ ‫شأن مصري املنجم ورشوط إعادة فتحه‪ .‬ودعما ً لعملية شفافة‬
‫بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي التي ترص عىل أن املنجم‬ ‫وشاملة يف صنع القرار بشأن إعادة فتح املنجم‪ ،‬تأسست يف‬
‫مصدر دخل هام لبوغانفيل يعود بمنافع عىل سكان‬ ‫عام ‪ 2012‬لجنة التنسيق املشرتكة للتفاوض بشأن منجم‬
‫الجزيرة‪ .100‬يدور الحديث أيضا ً حول مشاريع تعدين أخرى‬ ‫بنغونا وتضم ممثلني عن حكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم‬
‫صغرية الحجم‪ .‬وقد أعلنت حكومة بوغانفيل املتمتعة بالحكم‬ ‫الذاتي والجمعية املتحدة ألصحاب األرايض املترضرين من‬
‫الذاتي أنها سترشك أصحاب األرايض املحليني يف العملية وأن‬ ‫منجم بنغونا ورشكة بوغانفيل كوبر ليميتد‪.‬‬
‫أصحاب األرايض املؤجرة للتعدين سيشاركون يف مراجعة‬
‫ثانياً‪ ،‬نزع الصالحيات‪ .‬إن افتقار حكومة بوغانفيل املتمتعة‬
‫اتفاق بوغانفيل للتعدين‪ .101‬إنما تواجه فكرة استئناف عمليات‬
‫بالحكم الذاتي للموارد (يف غياب أي إيراد من أنشطة التعدين‬
‫التعدين مقاومة كبرية من مجموعات مثل ميكاميو عىل النحو‬
‫املحلية ويف ضوء اعتمادها عىل هبات سلطات بابوا غينيا‬
‫املشار إليه سالفا ً‪.102‬‬
‫الجديدة) يعني أنه من الصعوبة بمكان عليها أن تنزع‬
‫خالصة القول‪ ،‬إن مسألة منجم بنغونا (ويف واقع األمر كل‬ ‫الصالحيات من بابوا غينيا الجديدة‪ ،‬بما فيها تلك التي تتعلق‬
‫عمليات التعدين األخرى) أحيلت إىل عملية السالم حتى يستتب‬ ‫بالتعدين‪ .‬إنها معضلة يحتمل أن تشكل بؤرة توتر يف تحقيق‬
‫السالم عىل كامل األرايض تحت سلطة حكومة منتخبة متمتعة‬ ‫االستقالل الذاتي يف املستقبل القريب‪ .‬وقد فرضت بابوا غينيا‬
‫بالحكم الذاتي‪ .‬من الواضح أن هذا الخيار نجح حتى اآلن‪ّ ،‬‬
‫لكن‬ ‫الجديدة تجميدا ً تاما ً لعمليات التعدين يف بوغانفيل يف عام‬
‫مسألة إعادة فتح املنجم قد عادت لتحتل الصدارة‪ .‬وإذا أريد‬ ‫‪ .1971‬وتتطلب العودة عن هذا القرار بالتايل توضيح‬
‫لهذه العملية أن تتم بصورة سلمية‪ ،‬ال بد من مراعاة مشاغل‬ ‫الصالحيات القانونية النسبية بني بابوا غينيا الجديدة وحكومة‬
‫كل أصحاب املصلحة علما ً أن املشاكل السياسية واألمنية‬ ‫بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي وبناء القدرات الكافية‬
‫تفاقمت بسبب النقص يف املوارد والقدرات التي تتيح لحكومة‬ ‫لحكومة بوغانفيل عىل إدارة أنشطة التعدين وحل أي مسألة‬
‫بوغانفيل املتمتعة بالحكم الذاتي أخذ زمام السلطة من حكومة‬ ‫عالقة بشأن منجم بنغونا‪.‬‬
‫بابوا غينيا الجديدة‪.‬‬
‫‪67‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -3‬ألربتا‪ ،‬كندا‪ :‬تنظيم حرق الغاز‬

‫‪3‬‬
‫‪104‬‬
‫ألربتا‪ ،‬كندا‬

‫ألربتا‪ ،‬كندا‪ :‬تنظيم حرق‬


‫‪103‬‬
‫الغاز‬
‫‪Fort‬‬
‫‪McMurray‬‬
‫!‬
‫مواضيع الوساطة الرئيسية واالسرتاتيجية‪:‬‬
‫• كانت العملية واسعة النطاق شارك فيها أصحاب‬
‫مصلحة كثر؛‬

‫‪#‬‬
‫• ساهمت أنشطة جمع املعلومات املشرتكة يف بناء الثقة؛‬
‫! ‪Edmonton‬‬ ‫‪#‬‬
‫‪#‬‬
‫‪#‬‬ ‫• ساعد اإلملام بالتفاوض عىل املصالح عىل معالجة‬
‫مسألة مستعصية وتعديل مواقف بدت متصلبة؛‬
‫‪Oil Infrastructure,‬‬

‫¯‬ ‫• حقق تنفيذ االتفاق نجاحا ً أكرب مما كان متوقعا ً وصدر‬
‫‪Alberta iii‬‬
‫!‬ ‫‪Major city‬‬ ‫!‬
‫‪#‬‬ ‫‪Refinery‬‬
‫‪International boundary‬‬
‫‪Calgary‬‬
‫توجيه رسمي يستند إىل النتائج‪.‬‬
‫‪Provincial boundary‬‬
‫‪Crude oil pipeline‬‬
‫‪Natural gas pipeline‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪150 Kilometers‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪75 Miles‬‬

‫‪© DERMOT TATLOW, KEYSTONE‬‬

‫تم تخفيض حرق الغاز يف ألربتا‪ ،‬يف كندا‪ ،‬بنسبة ‪ 60‬يف املائة بني عامي ‪ 1996‬و‪2012‬‬

‫‪68‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -3‬ألربتا‪ ،‬كندا‪ :‬تنظيم حرق الغاز‬

‫• استدعى تقديم معلومات علمية جديدة عام ‪1996‬‬ ‫يعتمد قطاع النفط والغاز يف مقاطعة ألربتا الكندية عىل ثالث‬
‫ردا ً موثوقا ً من أصحاب املصلحة املترضرين‬ ‫أكرب احتياطي نفط يف العالم‪ .‬يف عام ‪ ،2013‬كان يشغل‬
‫املحتملني‪ .‬لكن األطراف أجمعت عىل أن الوضع‬ ‫‪ 121500‬شخص ومن املتوقع أن يولد االستثمار يف الرمال‬
‫الراهن لم يعد محتمالً؛‬ ‫القطرانية ‪ 79,4‬مليار دوالر من اإليرادات للدولة الفدرالية‬
‫ودولة املقاطعة بني عامي ‪ 2012‬و‪ .10341052035‬إنما لهذه‬
‫• حفزت الجهة الناظمة يف املقاطعة األطراف عىل إيجاد‬
‫األنشطة تداعيات هامة عىل البيئة تتأتى واحدة منها من حرق‬
‫حل بعد أن التزمت بالتنفيذ رشط أن تكون النتيجة‬
‫الغاز أي حرق الغاز الطبيعي املوجود يف النفط الخام والذي‬
‫متماشية مع التوجه السيايس العام يف املقاطعة؛‬
‫ال يمكن بيعه أو معالجته بفعالية والذي يعرف أيضا ً بالغاز‬
‫• تخوف البعض من أن تتفرد الجهة الناظمة بإصدار‬ ‫املذاب‪ .‬إن حرق الغاز ال يولد ثاني أكسيد الكربون املنبعث يف‬
‫أمر تخفيض حرق الغاز وأن يؤدي ذلك إىل نتيجة ال‬ ‫الجو فحسب‪ ،‬بل يطلق جزيئيات مثل امليثان وثنائي أكسيد‬
‫تتوفر فيها رشوط النجاح نفسها التي يوفرها االتفاق؛‬ ‫الكربيت التي تتسبب يف أمراض تنفسية‪ .‬بني عامي ‪1996‬‬
‫و‪ ،2012‬تم تخفيض حرق الغاز يف ألربتا بنسبة ‪ 59,1‬يف‬
‫• طلب إىل األطراف تعيني ممثلني يتعاونون تعاونا ً‬
‫املائة‪ .106‬تحقق هذا اإلنجاز بفضل أنظمة جديدة اعتمدت بعد‬
‫وثيقا ً مع طرف ثالث محايد الستكشاف الحلول‬ ‫عامني من الوساطة بني مجموعة من األطراف حيث شارك يف‬
‫التقنية واستعراض املمارسات الحميدة حول العالم‪،‬‬ ‫املفاوضات أصحاب املصلحة الرئيسيون بمن فيهم السلطات‬
‫عىل أال يتم التوصل إىل اتفاق ال يحظى بموافقة‬ ‫العامة وقطاع النفط واملنظمات غري الحكومية‪.‬‬
‫األطراف الرصيحة‪ .‬هذا ما جعل األطراف تتبنى‬
‫العملية وتشعر أنها تمسك بزمامها؛‬ ‫النزاع‬
‫• ساهم األسلوب املعتمد للتوصل إىل اتفاق حول‬ ‫قبل عام ‪ ،1996‬كان يحرق زهاء ‪ 8‬يف املائة من الغاز املذاب‬
‫اإلجراءات (مثالً مضافرة الجهود لوضع رشوط تكليف‬ ‫ب‬
‫يف مواقع إنتاج النفط املوزعة يف مقاطعة ألربتا‪ .107‬وقد ع ّ‬
‫مفصلة) يف بناء الثقة وتعزيز العالقات بني األطراف؛‬ ‫سكان األرياف وأصحاب املاشية بإرصار عن مشاغلهم‬
‫بالنسبة إىل آثار الحرق املحتملة عىل صحة األنسان والحيوان‪.‬‬
‫• شاركت األطراف يف جمع املعلومات‪ .‬وتمت صياغة‬
‫يف عام ‪ ،1996‬نرش تقرير علمي مولته السلطات العامة‬
‫الحلول وتقييمها وفقا ً ملعايري شفافة ومقتضبة تراعي‬
‫وقطاع النفط بدا وكأنه يؤكد تلك املخاوف فأثار جدال ً عاما ً‬
‫االعتبارات االقتصادية والبيئية والتنظيمية؛‬
‫كبرياً‪ .‬إن هذا التقرير املعروف بتقرير سرتورش‪ 108‬خلص إىل‬
‫• أتاح إدراك األطراف املتزايد لفن التفاوض عىل املصالح‬ ‫أن الكفاءة يف عملية الحرق هي دون املستوى املتوقع يف‬
‫وال سيما لألساليب الخاصة والترصف املتوقع من أهل‬ ‫عمليات الحرق التي خضعت لالختبار مما يؤدي إىل انبعاث‬
‫الوساطة وأصحاب املصلحة‪ ،‬فرصة معالجة مسألة‬ ‫معدالت عالية من غاز امليثان غري املحروق وكربيتيد‬
‫معقدة جدا ً وتعديل مواقف كانت تبدو متصلبة؛‬ ‫الهيدروجني ومواد هيدروكربونية أخرى‪ .109‬فتضاعفت‬
‫اهتمامات الجمهور ووجهت دعوات إىل الدولة حتى تحسن‬
‫• أدرجت أحكام التنفيذ يف نص االتفاق واشتملت عىل‬
‫اإلطار التنظيمي بغية حماية صحة الناس وسالمة البيئة‪.‬‬
‫أهداف تخفيض محددة وعىل تشاطر مسؤولية التنفيذ‪.‬‬
‫أبرز عنارص الوساطة‬
‫االتفاق‬
‫من أجل التوصل إىل تخفيض حرق الغاز وتحسني اللوائح‬
‫يف عام ‪ ،1998‬أصدر االئتالف تقريرا ً نهائيا ً ومجموعة من‬
‫التنظيمية يف املقاطعة‪ ،‬اقرتحت الجمعية الكندية ملنتجي النفط‬
‫التوصيات التوفيقية العتماد نهج تنظيمي جديد يشمل قيم‬
‫إنشاء فريق مكوّن من شتى أصحاب املصلحة أي منتجو‬
‫السنة املرجعية للحرق والتنفيس وأهداف تخفيض للحرق‬
‫النفط واملنظمات البيئية وجمعيات املزارعني وجمعيات‬
‫ومقتضيات عملية يطبقها قطاع النفط والغاز عند التنقيب‬
‫املنتجني الحراجيني والبلديات ووزارات الصحة والبيئة‬
‫واإلنتاج‪ .110‬ويف التقرير توصية العتماد نهج مختلط حيث يتم‬
‫والطاقة يف مقاطعة ألربتا ومجلس ألربتا للطاقة واملياه‬
‫تحديد أهداف تخفيض طوعية معرب عنها بالنسبة املئوية من‬
‫والكهرباء ووزارة البيئة الكندية‪ .‬وبموجب أمر وزاري‪ ،‬تأسس‬
‫الحجم املخفض لحرق الغاز مقارنة مع قيم السنة املرجعية‪.‬‬
‫االئتالف االسرتاتيجي للهواء النقي الذي جمع أصحاب‬
‫ال تشري األهداف إىل أسلوب تحقيق التخفيض وال يف أي موقع‬
‫املصلحة الرئيسيني بدعم من أمانة ووسيط حياديني‪.‬‬
‫يتم تحقيقها‪ .‬بل احتسبت عىل أساس الكمية اإلجمالية من‬
‫الغاز املحرق يف املقاطعة‪ .‬ويف حال عدم بلوغ أهداف التخفيض‬ ‫تمت الوساطة القائمة عىل نهج التوافق تحت رعاية االئتالف‬
‫الطوعية‪ ،‬تتدخل الجهة الناظمة حتى تطبق نهجا ً إلزاميا ً‬ ‫وأفضت إىل اتفاق بفضل تضافر عدة عوامل‪:‬‬
‫‪69‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -3‬ألربتا‪ ،‬كندا‪ :‬تنظيم حرق الغاز‬

‫املتوخاة وتخطي األهداف املحددة‪ .‬يف عام ‪ ،2012‬ورد يف‬ ‫يفرض حدودا ً (أي “الحد األدنى النظامي”)‪ .‬وهو األسلوب‬
‫تقرير الجهة الناظمة أن معدل حرق الغاز تراجع بنسبة‬ ‫الذي منح قطاع النفط والغاز هامشا ً للتحرك وكفل للناس‬
‫‪ 59,1‬يف املائة مقارنة مع قيم سنة ‪ 1996‬املرجعية‪ .113‬كما‬ ‫والجهة الناظمة بلوغ األهداف املتفق عليها‪.‬‬
‫اعترب البنك الدويل أن إطار اإلدارة املعتمد لتخفيض الحرق‬
‫نموذج يحتذى به يف مواقع أخرى للحد من حرق الغاز‪.114‬‬ ‫يف عام ‪ ،1999‬اعتمد مجلس ألربتا للحفاظ عىل موارد الطاقة‬
‫اإلرشاد رقم ‪( 60‬الحرق والرتميد والتنفيس يف مرحلتي تنقيب‬
‫إال أنه يبقى أن التوجيه ‪ 60‬لم يحدد أي أهداف بالنسبة إىل‬ ‫النفط وإنتاجه)‪ 111‬الذي وضع إطارا ً تنظيميا ً إلدارة الغاز‬
‫تخفيض التنفيس‪ .‬ويف حني تراجع حجم الغاز املحروق‪ ،‬زادت‬ ‫املذاب يف ضوء التوصية الواردة يف تقرير االئتالف‪ .‬وفرض‬
‫كمية الغاز املنفس من ‪ 459‬مليون مرت مكعب يف ‪ 1999‬إىل‬ ‫اإلرشاد تخفيض حرق الغاز املذاب بنسبة ‪ 25‬يف املائة من‬
‫‪ 704‬مليون مرت مكعب يف عام ‪ 2000‬أي بمعدل ‪ 34‬يف‬ ‫القيم املرجعية لعام ‪ 1996‬بحلول نهاية عام ‪ .2001‬كما‬
‫املائة‪ .115‬وتعود هذه الزيادة إىل عوامل عدة إال أن االئتالف‬ ‫ثابتة قصرية األجل لتخفيض حرق الغاز املذاب‬‫ً‬ ‫فرض أهدافا ً‬
‫اضطر إىل التوصية بعدد من التدابري الجديدة لكفالة أال تقوم‬
‫وحدا ً أقىص للكمية اإلجمالية من الغاز املذاب الذي يجوز حرقه‬
‫الرشكات بتخفيض كمية الغاز املحروق مقابل زيادة كمية‬
‫يف املوقع الواحد يف حال عدم بلوغ األهداف الطوعية‪.112‬‬
‫الغاز املنفس‪ .‬ويف عام ‪ ،2002‬أصدر االئتالف تقريرا ً جديدا ً‬
‫تناول فيه كالً من حرق الغاز وترميده وتنفيسه مما أدى إىل‬
‫مصاعب التنفيذ‬
‫تحيني التوجيه رقم ‪.116 60‬‬
‫استفاد قطاع النفط والغاز من املرونة التي أجازتها األهداف‬
‫الطوعية حتى يلجأ إىل أكثر األساليب جدوى لتحقيق النتيجة‬

‫‪70‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -4‬كولومبيا الربيطانية‪ ،‬كندا‪ :‬غابة غريت بري املطرية‬

‫‪4‬‬
‫‪118‬‬
‫كولومبيا الربيطانية‪ ،‬كندا‬

‫كولومبيا الربيطانية‪،‬‬
‫كندا‪ :‬غابة غريت بري‬
‫‪117‬‬
‫املطرية‬

‫مواضيع الوساطة الرئيسية واالسرتاتيجية‪:‬‬


‫‪PACIFIC‬‬
‫‪OCEAN‬‬
‫• شملت العملية عدة أصحاب مصلحة؛‬

‫• خرجت عمليات تفاوض متعددة ومتزامنة بمجموعة‬


‫من االتفاقات؛‬
‫• ّ‬
‫وفر الخرباء املستقلون معلومات متجردة عن العمليات‬
‫¯‬
‫‪Great Bear Rainforest,‬‬
‫‪British Columbia iv‬‬
‫‪International boundary‬‬ ‫املختلفة؛‬
‫& ‪Great Bear Rainforest‬‬
‫‪Pacific North Coast Integrated‬‬
‫‪Management Area‬‬
‫‪Area to be included‬‬
‫‪Canada & United States‬‬
‫• أتاحت آلية منفردة ولكن متصلة باملفاوضات فرصة‬
‫‪maritime boundary‬‬
‫‪Existing protected area‬‬
‫‪New protected area‬‬ ‫إخراط الناس واستشارتهم‪.‬‬
‫‪Water body‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪150 Kilometers‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪75 Miles‬‬


‫‪© GARTH LENZ‬‬

‫قطع األشجار الكيل يف غابة غريت بري املطرية‬

‫‪71‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -4‬كولومبيا الربيطانية‪ ،‬كندا‪ :‬غابة غريت بري املطرية‬

‫إن غابة غريت بري املطرية غابة مطرية معتدلة املناخ تمتد عىل‬
‫مساحة ‪ 6,4‬مليون هكتار عىل الساحل الغربي ملقاطعة‬
‫كولومبيا الربيطانية يف كندا‪ .178119‬يف منتصف تسعينات القرن‬
‫املايض‪ ،‬تحولت املشاغل حول قطع األشجار املعمرة يف غابة‬
‫غريت بري املطرية إىل جدل دخل فيه أصحاب مصلحة‬
‫متعددون من مجموعات أصلية (األمم األوىل) ومجموعات‬
‫بيئية ورشكات الحراجة وسلطات املقاطعة‪ .120‬وأدت وساطة‬
‫شاملة بني األطراف سلكت مسارات متعددة عىل مدى سنني‬
‫طويلة إىل إعداد مجموعة من االتفاقات تكللت بإبرام اتفاق‬
‫غابة غريت بري املطرية يف عام ‪.121 2006‬‬

‫النزاع‬
‫أطلقت املجموعات البيئية حملة عىل األسواق استهدفت فيها‬
‫مشرتين أمريكيني وأوروبيني أساسيني يبتاعون أخشاب‬
‫األشجار املقطوعة يف غابة غريت بري املطرية‪ .‬وبعد أن واجهت‬
‫رشكات الحراجة ضغوطا ً من السوق نتيجة لتلك الحملة‪،‬‬
‫‪© GARTH LENZ‬‬

‫سعت إىل انتهاج نهج جديد يف األنشطة الحرجية عىل الساحل‬


‫الغربي‪ .‬ويف الوقت نفسه‪ ،‬صارت األمم األوىل تطالب بإلحاح‬
‫بحماية فضىل لحقوقها يف أراضيها التقليدية التي تشمل كل‬
‫بحرية إلرسيل‪ ،‬غابة غريت بري املطرية‬
‫مساحة غابة غريت بري املطرية‪ .‬فتم وضع أسلوب تخطيط‬
‫تعاوني إلرشاك كل األطراف املترضرة بغية تسوية النزاع‪.122‬‬
‫مجموعة من املتفاوضني املمثلني للمجموعات البيئية‬ ‫أبرز عنارص الوساطة‬
‫ورشكات الحراجة واألمم األوىل والجماعات املحلية‬
‫وسلطات املقاطعة‪.128‬‬ ‫بني نهاية تسعينات القرن املايض وعام ‪ ،2009‬نظمت‬
‫مفاوضات عدة متزامنة شاركت فيها املجموعات البيئية‬
‫• عملية التخطيط إلدارة األرايض واملوارد التي كانت‬ ‫ورشكات الحراجة ومجموعات من األمم األوىل وسلطات‬
‫بمثابة منتدى يمثل فيه شتى أصحاب املصلحة إلرشاك‬ ‫املقاطعة‪ .‬وقام وسطاء مستقلون لجأت إليهم رشكات الحراجة‬
‫العامة من الناس وإحياء التوافق يف اآلراء‪.‬‬ ‫‪124 ،123‬‬
‫واملجموعات البيئية وسلطات املقاطعة بتسيري أغلبها‬
‫وقد شملت هذه املفاوضات املتزامنة‪:‬‬
‫االتفاق‬
‫• مفاوضات مبارشة بني املجموعات البيئية ورشكات‬
‫خرجت مسارات التفاوض املتزامنة بمجموعة من االتفاقات‬
‫الحراجة واملعروفة بمرشوع الحلول املشرتكة‪ .‬وقد‬
‫املختلفة‪:129‬‬
‫استمرت هذه املفاوضات بشكل مستقل عىل مدى‬
‫• إبرام اتفاق أويل لوقف قطع األشجار يف عام ‪1999‬‬ ‫أكثر من عقد‪ ،‬ونجد يف االتفاقات الواسعة النطاق‬
‫بني املجموعات البيئية ورشكات الحراجة أتاح فرصة‬ ‫التالية عنارص عدة تمت صياغتها أصالً عىل طاولة‬
‫منح حماية مؤقتة لعدد كبري من مستجمعات املياه‬ ‫املفاوضات هذه‪.125‬‬
‫عىل طول الساحل‪.130‬‬ ‫• فريق تخطيط تعاوني بقيادة األمم األوىل واملعروف‬
‫• إبرام اتفاق يف عام ‪ 2001‬بني رشكات الحراجة‬ ‫بفريق تنفيذ الربوتوكول والذي أقنع رشكات الحراجة‬
‫واملجموعات البيئية وسائر أصحاب املصلحة‬ ‫واملجموعات البيئية باعتماد نهج اإلدارة القائمة عىل‬
‫املنخرطني يف عمليات التخطيط التي رعتها السلطات‬ ‫النظم البيئية‪.126‬‬
‫العامة من أجل‪ )1( :‬حماية مساحة ‪ 830000‬هكتار‬ ‫• إنشاء عدد من هيئات املعلومات املستقلة إلفادة‬
‫من الغابات املعمرة؛ و(‪ )2‬اعتماد نهج قائم عىل النظم‬ ‫املتفاوضني باملعلومات‪ ،‬مثل فريق املعلومات الساحلية‬
‫البيئية يف إدارة الغابة؛ و(‪ )3‬ترك مساحة ‪ 1,5‬مليون‬ ‫أو الفريق العامل املعني باإلدارة القائمة عىل النظم‬
‫البيئية‪ ،127‬مع العلم أن هذا األخري هو بحد ذاته‬
‫‪72‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -4‬كولومبيا الربيطانية‪ ،‬كندا‪ :‬غابة غريت بري املطرية‬

‫سمحت عمليتا التفاوض والتنفيذ بتخطي صعوبة أساسية‬ ‫هكتار إضايف تحت تدابري الحماية املؤقتة يف حني‬
‫تمثلت يف شعور األمم األوىل بأن إنشاء املناطق املحمية يحد من‬ ‫تتم صياغة نهج اإلدارة القائمة عىل النظم البيئية؛‬
‫الفرص االقتصادية املتوفرة لها ومن خيارات استعمالها‬ ‫و(‪ )4‬إنشاء فريق من العلماء املستقلني لتزويد‬
‫ألغراض تقليدية فضالً عن التأثري عىل مطالبها بشأن ملكية‬ ‫املفاوضات الجارية باملعلومات الخاصة بتعريف‬
‫تلك املناطق‪ .‬ومن أجل تجاوز هذه الصعوبة‪ ،‬سعى اتفاق‬ ‫اإلدارة القائمة عىل النظم البيئية وتحديد مناطق‬
‫غابة غريت بري املطرية إىل اعتماد تصنيف للغابة يقيض‬ ‫محمية إضافية‪.131‬‬
‫بحفظها ويعرتف بحقوق األمم األوىل وملكيتها للغابة‪ .138‬كما‬
‫• إبرام اتفاق بني أفرقة من األمم األوىل وسلطات‬
‫أنشأ آلية لصنع القرار املشرتك بني سلطات املقاطعة واألمم‬
‫املقاطعة إلحياء آلية إرشاف عىل التخطيط الجاري‬
‫األوىل وهو املنتدى املشرتك لألرايض واملوارد‪ .‬وكان من الحيوي‬
‫واملفاوضات بشأن طلبات شغل األرايض‪.132‬‬
‫إثبات جودة نهج اإلدارة القائمة عىل النظم البيئية وبالتحديد‬
‫إظهار أن تدابري حفظ الغابات تعود بمنافع اقتصادية عىل‬ ‫• إبرام اتفاق بني عدة أصحاب مصلحة يف عام ‪2006‬‬
‫األمم األوىل وجماعاتها‪ .139‬لهذا السبب‪ ،‬أنشئ صندوق‬ ‫تضمن توصية بزيادة املناطق املحمية وأدى إىل رفع‬
‫االستئمان من أجل تمويل األنشطة التجارية املستدامة مع‬ ‫مساحة األرايض املحمية إىل ‪ 2,1‬مليون هكتار‪.133‬‬
‫ربطها بالتزامات حفظ الغابات الواضحة والطويلة األمد التي‬
‫تسهم أيضا ً يف بناء قدرات األمم األوىل عىل إدارة عملية الحفظ‪.‬‬ ‫• إنشاء صندوق استئمان بقيمة ‪ 120‬مليون دوالر‬
‫إال أن املنافع املتأتية من استثمارات صندوق االستئمان كانت‬ ‫دعما ً لتنويع االقتصاد املحيل بتربعات من الدولة‬
‫دون التوقعات وذلك يعزى إىل حد ما لتباطؤ الحركة‬ ‫الفيدرالية واملقاطعة واملجموعات البيئية ورشكات‬
‫االقتصادية يف السنوات األخرية‪.140‬‬ ‫الحراجة‪.134‬‬
‫• إبرام اتفاق بشأن اعتماد اإلدارة القائمة عىل النظم‬
‫البيئية كنهج إلدارة الغابة يف عام ‪.135 2009‬‬

‫مصاعب التنفيذ‬
‫كما يظهر من عدد االتفاقات املتعاقبة‪ ،‬كانت املفاوضات حول‬
‫غابة غريت بري املطرية متشعبة وطويلة‪ .136‬صحيحٌ أنه تم‬
‫التوصل إىل اعتماد مبدأ نهج اإلدارة القائمة عىل النظم البيئية‬
‫يف عام ‪ 2009‬بيد أن املباحثات ما زالت جارية حول تفاصيل‬
‫تقنية هامة مثل ترجمة عتبات الخطر إىل تدابري حماية الغابة‬
‫املعمرة يف إطار املنطقة الخاضعة لالستغالل الحراجي تماشيا ً‬
‫مع اإلدارة القائمة عىل النظم البيئية‪.137‬‬

‫‪73‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -5‬إكوادور وبريو‪ :‬محمية الكوندور العابرة للحدود‬

‫‪5‬‬
‫‪142‬‬
‫محمية الكوندور‬

‫‪ECUADOR‬‬

‫إكوادور وبريو‪ :‬محمية‬


‫‪141‬‬
‫الكوندور العابرة للحدود‬

‫مواضيع الوساطة الرئيسية واالسرتاتيجية‪:‬‬


‫‪r‬‬
‫‪Rive‬‬

‫• أدى النزاع الحدودي الذي يعود إىل ‪ 150‬عاما ً إىل‬


‫‪pa‬‬

‫‪Coangos River‬‬
‫‪Cene‬‬

‫تصلب املواقف يف كل بلد؛‬


‫‪Tiwinza‬‬
‫‪Region‬‬

‫• وزعت القضايا الرئيسية املتفاوض عليها عىل أربع‬


‫لجان فرعية؛‬
‫• استعان كفالء العملية باقرتاحات خارجية لتسوية‬
‫النزاع؛‬
‫¯‬
‫‪Transboundary‬‬
‫‪Condor‬‬
‫‪Conservation‬‬
‫‪Corridor‬‬
‫‪v‬‬

‫‪International boundary‬‬
‫• تم إنشاء محمية طبيعية؛‬
‫‪Ecuadorian park‬‬

‫‪PERU‬‬
‫‪Peruvian park‬‬
‫‪Water body‬‬ ‫• تم وضع نظام معلومات مشرتك‪.‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3 Kilometers‬‬

‫‪0‬‬ ‫‪0.5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1.5 Miles‬‬

‫‪© BRAD WILSON‬‬

‫سلسة الكوندور الجبلية املمتدة عىل طول ‪ 160‬كم كانت مرسح رصاع حدودي بني بريو وإكوادور عىل مدى ‪ 150‬عاما ً‬

‫‪74‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -5‬إكوادور وبريو‪ :‬محمية الكوندور العابرة للحدود‬

‫يف أثناء املباحثات‪ ،‬قدمت الدول الكفيلة األربع الدعم عىل ثالثة‬ ‫تتألف سلسلة الكوندور الجبلية من سلسلة جبال ممتدة عىل‬
‫أشكال رئيسية‪ :‬أوالً‪ ،‬ساهمت يف وقف القتال ويف استقرار‬ ‫طول ‪ 160‬كم فوق نهر مارانيون األعىل حيث ينبع نهر‬
‫الوضع عىل الحدود‪ .‬وثانياً‪ ،‬ساعدت الطرفني عىل توضيح‬ ‫األمازون‪ .‬وقد حافظت هذه املنطقة النائية والوعرة عىل تنوعها‬
‫القضايا األكثر خالفية بعقد محادثات عىل الصعيد الوزاري‪.‬‬ ‫الطبيعي األمازوني األصيل مع غابات السحاب الكثيفة وثروة‬
‫وثالثاً‪ ،‬يرست املفاوضات الرامية إىل إيجاد تسوية للنزاع‪ .‬وعىل‬ ‫فريدة من التنوع البيولوجي‪ .‬وكانت سلسلة الكوندور الجبلية‬
‫مدى العملية‪ ،‬تمحورت أنشطة الكفالء حول خمسة مبادئ‬ ‫هذه مرسح رصاع حدودي بني بريو وإكوادور عىل مدى ‪150‬‬
‫مركزية‪ )1( :‬الحفاظ عىل وحدة الهدف؛ و(‪ )2‬توفري الدعم‬ ‫عاماً‪ .‬وبالرغم من إبرام بروتوكول ريو دي جانريو لتوضيح‬
‫العسكري للجهود الدبلوماسية؛ و(‪ )3‬ترك مقاليد املباحثات‬ ‫الحدود يف عام ‪ ،1942‬حصلت مناوشات يف عامي ‪1995‬‬
‫بني أيدي إكوادور وبريو؛ و(‪ )4‬استخدام القانون؛ و(‪)5‬‬ ‫و‪ .1998‬وبدأت وساطة يف عام ‪ 1998‬بطلب من البلدين‬
‫التحيل بالطموح‪.147‬‬ ‫وانتهت بالتوقيع يف العام نفسه عىل صك برازيليا الرئايس الذي‬
‫وضع حدا ً نهائيا ً للنزاع الحدودي‪.142143‬‬
‫ورسعان ما توصلت املفاوضات الثنائية إىل اتفاق بشأن‬
‫القضايا الثانوية وراوحت مكانها بالنسبة إىل القضايا‬
‫النزاع‬
‫الرئيسية مثل معاهدة التجارة وتعليم الحدود‪ .‬يف شهر ترشين‬
‫األول‪/‬أكتوبر ‪ 1998‬ويف حني أوشك الرصاع العسكري أن‬ ‫يعود النزاع الحدودي إىل مزاعم تاريخية متضاربة لكل من‬
‫يندلع‪ ،‬اعرتفت إكوادور وبريو رسميا ً أن املباحثات الثنائية‬ ‫إكوادور وبريو عىل حدودهما املشرتكة تستند إىل تأويل متباين‬
‫دخلت يف طريق مسدود‪ .‬والتقى الطرفان تاليا ً مع الرئيس‬ ‫للمعاهدات عىل مدى قرنني من الزمن‪ .‬ويمر خط الفصل يف‬
‫األمريكي بيل كلينتون وطلبا رسميا ً إىل الكفالء األربعة أن‬ ‫املنطقة املتنازع عليها بموازاة سلسلة الكوندور الجبلية حيث‬
‫يقرتحوا حالً دائما ً للنزاع‪.148‬‬ ‫تحاول كل دولة تحقيق مكاسب عسكرية باحتالل القمم‪.‬‬
‫ومع مر السنني‪ ،‬أصبح النزاع محركا ً للمشاعر القومية‬
‫فقامت الدول الكفيلة األربع‪ ،‬متسلحة بمسؤولياتها الجديدة‬
‫الجياشة يف كال البلدين حتى أن أي تنازل إقليمي يقدمه زعيم‬
‫يف الوساطة‪ ،‬بوضع اقرتاح لوضع حد للنزاع حظي يف نهاية‬
‫وطني من أحد البلدين يعترب عالمة ضعف‪ .144‬يف عام ‪1942‬‬
‫املطاف بقبول الطرفني املتناحرين‪ .‬وبإيجاز أعدت الدول‬ ‫وبعد حرب دامت عرشة أيام‪ّ ،‬‬
‫وقع البلدان عىل بروتوكول ريو‬
‫الكفيلة خريطة للمنطقة الحدودية واقرتحت رسم الخط‬
‫دي جانريو (بروتوكول ريو) الذي كفلته األرجنتني والربازيل‬
‫الفاصل وممرا ً لحفظ الطبيعة عابرا ً للحدود وربطت تسوية‬
‫وشييل والواليات املتحدة‪ .145‬ومع ذلك‪ ،‬استمرت املناوشات يف‬
‫النزاع بربنامج تنمية اقتصادي للطرفني‪ .‬ويف ما ييل‪ ،‬معالم‬
‫املنطقة الحدودية‪.‬‬
‫هذه العملية‪:149‬‬
‫يف عام ‪ ،1995‬نشب رصاع مسلح قصري األمد قبل أن تؤدي‬
‫• قدمت الواليات املتحدة تكنولوجيا األقمار الصناعية‬
‫الهدنة إىل سحب البلدين قواتهما العسكرية‪ .‬وتلت الرصاع‬
‫لكي تعد خريطة للمنطقة الحدودية وترسم الخط‬
‫جوالت جديدة من املحادثات الثنائية لتحقيق سالم شامل يف‬
‫الفاصل‪.‬‬
‫عام ‪ .1996‬عندما أوشك العنف عىل االندالع من جديد يف عام‬
‫• استضافت الربازيل آخر مراحل املفاوضات الرفيعة‬ ‫‪ ،1998‬احتكم الطرفان املتناحران إىل الدول األربع التي كفلت‬
‫املستوى بني إكوادور وبريو والدول الكفيلة األربع‬ ‫بروتوكول ريو طالبة إليها أن تقرتح تسوية للنزاع‪.‬‬
‫والتي خرجت باتفاق برازيليا‪ .‬وحرض املباحثات‬
‫رؤساء األرجنتني والربازيل وشييل يف حني أن رئيس‬ ‫أبرز عنارص الوساطة‬
‫كلينتون أوفد ممثالً خاصاً‪.‬‬ ‫عندما انطلقت محادثات السالم الثنائية بني بريو وإكوادور يف‬
‫• تم التعهد بتقديم مبلغ ‪ 3‬مليار دوالر أمريكي عىل‬ ‫عام ‪ ،1996‬اقترص دور الدول الكفيلة األربع أصالً عىل‬
‫شكل هبات وقروض واستثمارات يف مشاريع البنية‬ ‫تسيريها‪ ،‬وعمدت بصفتها هذه إىل استضافة املباحثات الثنائية‪.‬‬
‫األساسية وتسيري التجارة والتنمية االقتصادية يف‬ ‫ويف خطوة حاسمة‪ ،‬وافقت إكوادور وبريو يف عام ‪ 1997‬عىل‬
‫البلدين‪ .‬وكان متوقعا ً أن تتربع الدول الكفيلة األربع‬ ‫التوقيع عىل إعالن برازيليا حيث أقرتا إنشاء لجان فرعية كلفت‬
‫واألطراف املانحة الدولية ورشكات القطاع الخاص‪.‬‬ ‫معالجة كل من نقاط الخالف األربع األساسية بصورة منفصلة‬
‫وهي لجنة املعاهدة بشأن التجارة واملالحة ولجنة االتفاق‬
‫أمّ ا اقرتاح الدول الكفيلة األربع فكان يتضمّ ن أحكاما ً عدة‪:‬‬ ‫الشامل عىل تكامل الحدود ولجنة تعليم الحدود الربية املشرتكة‬
‫• إنشاء حديقة السالم وممر حفظ الطبيعة العابرين‬ ‫واللجنة الثنائية بشأن تدابري الثقة واألمن املتبادلني‪.146‬‬
‫للحدود عىل أساس نهج يكفل مشاركة الجماعات‬
‫‪75‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -5‬إكوادور وبريو‪ :‬محمية الكوندور العابرة للحدود‬

‫املتقدم الذي تحتله إكوادور منذ عام ‪ )1945‬عىل‬ ‫املحلية بالتعاون مع االتحاد العاملي لحفظ الطبيعة‬
‫شكل ملك خاص غري سيادي‪ .‬ويجوز إلكوادور أن‬ ‫واملنظمة الدولية لألخشاب االستوائية والبنك الدويل؛‬
‫تشيد تمثاال ً وأن ترفع علمها يف هذا املوقع داخل‬
‫• اإلرصار عىل الرتابط البيولوجي وعىل قيام الطرفني‬
‫أرايض بريو؛ إنما ال يجوز لها أن تنقل ملكيته‪.‬‬
‫بإدارة مناطق حفظ الطبيعة العابرة الحدود عىل‬
‫• وفرت الخطة الرئيسية الثنائية لتنمية املنطقة‬ ‫اعتبار أنها تمثل كيانا ً واحدا ً بما يوفر فرصة للتعاون‬
‫الحدودية املمتدة عىل عرش سنوات اإلطار السيايس‬ ‫بني إكوادور وبريو؛‬
‫لتصميم وتنفيذ مشاريع البنية األساسية والتنمية‬
‫االجتماعية وحماية املوارد الطبيعية واستخدامها‬ ‫• الدعوة إلنشاء لجنة توجيهية ثنائية للنهوض بالتنسيق‬
‫املستدام فضالً عن صون هوية الشعوب األصلية‬ ‫والتعاون الفعليني عرب الحدود؛‬
‫ومصادر عيشها‪.‬‬ ‫• اإلشارة إىل رضورة بناء القدرات املؤسسية والفنية‬
‫• تم إنشاء نظام معلومات عن سلسلة الجبال يشتمل‬ ‫وتعزيزها من أجل إدارة مستدامة للموارد؛‬
‫عىل املعارف البيولوجية التي اكتسبها البلدان ونظام‬ ‫• اإلرصار عىل إبرام كل من الوكالتني البيئيتني يف بريو‬
‫املعلومات الجغرافية املوحد لالستخدام املشرتك‪.‬‬ ‫وإكوادور اتفاقا ً من أجل تعزيز التعاون الثنائي يف‬
‫• اتفقت الدولتان عىل تنسيق تنفيذ تدابري الحفظ املتفق‬ ‫مجاالت إدارة البيئة وحفظ الطبيعة والتنمية‬
‫عليها ووضع سياسات ثنائية يف سلسلة الكوندور‬ ‫املستدامة‪.‬‬
‫الجبلية‪.‬‬
‫االتفاق‬
‫• منح أعضاء الجماعات األصلية من املناطق الحدودية‬
‫أدت الوساطة يف نهاية املطاف إىل إبرام صك برازيليا الرئايس‬
‫حق العبور من منطقة بيئية إىل أخرى‪.‬‬
‫يف عام ‪ 1998‬الذي يعتمد نجاحه عىل التنازالت التي كانت كل‬
‫مصاعب التنفيذ‬ ‫من الدولتني مستعدة لتقديمها‪ .‬ويف ما ييل عنارص االتفاق‬
‫الرئيسية‪:150‬‬
‫منذ إبرام االتفاق يف عام ‪ ،1998‬توطدت العالقات بني البلدين‪.‬‬
‫وبالتحديد‪ ،‬نمت التجارة بينهما سبعة أضعاف بني عامي‬ ‫• تميز االتفاق بميزة أساسية ومبتكرة وهي االلتزام‬
‫تنفذ مجموعة من مشاريع البنية األساسية‬ ‫‪ 1998‬و‪ّ .2008‬‬ ‫بإنشاء حدائق بيئية محمية ومنزوعة السالح يف‬
‫واملشاريع البيئية واالقتصادية واالجتماعية يف منطقة الحدود‬ ‫املناطق الحدودية املتاخمة‪ .‬ومع أن الحدائق تخضع‬
‫يف إطار خطة التنمية الثنائية‪ .‬إال أن املنطقة ما زالت تواجه‬ ‫لسلطة كل دولة وسيادتها إال أن االتفاق تضمن التزاما ً‬
‫صعوبات‪ 151‬وقد قوّضت أنشطة االستحطاب والتعدين‬ ‫بتنسيق مبادرات حفظ الطبيعة وإدارة البيئة‪ .‬يف عام‬
‫واألنشطة النفطية عىل طريف الحدود حقوق الجماعات األصلية‬ ‫‪ ،1999‬أنشأت إكوادور حديقة الكوندور يف حني أن‬
‫يف املنطقة وهددت التنوع البيولوجي وكيان الحدائق‪ .‬كما أن‬ ‫بريو أنشأت منطقة حماية بيئية ومحمية منطقة‬
‫عقودا ً من الرصاع خلفت كميات من األلغام األرضية والذخرية‬ ‫سنتياغو كومينا‪.‬‬
‫غري املنفجرة التي ما فتئت تهدد حياة السكان املحليني وتؤخر‬
‫• أعطيت لبريو أوسع منطقة محيطة باملوقع الذي كان‬
‫املشاريع اإلنمائية‪.‬‬
‫أكثر تنازعا ً بني البلدين وحصلت إكوادور عىل كيلومرت‬
‫مربع واحد يف قلب هذه املنطقة (موقع تيوينتزا‬

‫‪76‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -6‬الهند وباكستان‪ :‬معاهدة مياه السند‬

‫‪6‬‬
‫‪ Naryn‬‬
‫‪153‬‬
‫حوض نهر السند‬

‫‪TAJIKISTAN‬‬ ‫‪CHINA‬‬
‫الهند وباكستان‪:‬‬
‫‪152‬‬
‫معاهدة مياه السند‬
‫‪AFGHANISTAN‬‬

‫‪Kabul‬‬
‫^‬ ‫‪JAMMU‬‬
‫‪and‬‬
‫^‬
‫‪Islamabad‬‬
‫‪KASHMIR‬‬

‫‪er‬‬
‫‪r‬‬

‫‪Riv‬‬
‫‪ive‬‬

‫‪r‬‬
‫‪ive‬‬
‫مواضيع الوساطة الرئيسية واالسرتاتيجية‪:‬‬
‫‪sR‬‬

‫‪m‬‬

‫‪R‬‬
‫‪lu‬‬

‫‪ab‬‬
‫‪u‬‬

‫‪Jhe‬‬

‫‪en‬‬
‫‪Ind‬‬

‫‪Ch‬‬

‫‪er‬‬
‫‪Riv‬‬
‫‪PAKISTAN‬‬ ‫‪Sut‬‬
‫‪lej‬‬
‫• وافق الطرفان عىل التفاوض عىل املسائل العملية‬
‫‪NEPAL‬‬
‫‪us‬‬
‫‪Ind r‬‬
‫‪New‬‬
‫^‬
‫‪Delhi‬‬ ‫‪Ga‬‬
‫والتقنية بدال ً من املسائل السياسية‪ ،‬من دون العودة‬
‫‪ve‬‬ ‫‪ng‬‬
‫‪Ri‬‬ ‫‪es‬‬
‫إىل املزاعم التاريخية؛‬
‫‪Ri‬‬
‫‪ve‬‬
‫‪r‬‬

‫!‬ ‫‪INDIA‬‬ ‫• استعان الطرفان بقاعدة معلومات مشرتكة بشأن‬


‫¯‬
‫‪Hyderabad‬‬ ‫‪Indus River‬‬
‫‪Basin vi‬‬
‫!‬ ‫‪Major city‬‬ ‫املوارد املائية وخيارات تنمية البنية األساسية والتزما‬
‫^‬ ‫‪Capital city‬‬
‫‪International boundary‬‬
‫‪Disputed boundary‬‬
‫بتبادل البيانات؛‬
‫‪Indus river basin‬‬

‫‪INDIAN‬‬ ‫‪Water body‬‬


‫‪OCEAN‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪200‬‬ ‫‪300 Kilometers‬‬ ‫• أنشئت لجنة دائمة لضمان استمرار التواصل وتقاسم‬
‫‪0‬‬ ‫‪50‬‬ ‫‪100‬‬ ‫‪150 Miles‬‬

‫املعلومات بني البلدين؛‬


‫‪© ANJUM NAVEED, KEYSTONE‬‬

‫سد تاربيال أكرب سدود باكستان عىل نهر السند‬

‫‪77‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -6‬الهند وباكستان‪ :‬معاهدة مياه السند‬

‫والتزما بنهج التعاون عىل إدارة املياه والتفاوض عىل‬ ‫• قدم البنك الدويل الدعم املايل والسيايس والفني واملادي‬
‫الجوانب العملية أكثر منها السياسية من دون العودة‬ ‫للوساطة‪.‬‬
‫إىل املزاعم التاريخية وتعيني مهندسني من كل بلد‬
‫ينشأ نهر السند يف الصني (التبت) ويف أفغانستان ويجتاز‬
‫يتولون املفاوضات بدعم مهندس من البنك الدويل‪.‬‬
‫حوايل ‪ 3100‬كم عابرا ً الهند وباكستان قبل أن يصب يف بحر‬
‫• واتفقا عىل وضع قاعدة معلومات مشرتكة بشأن‬ ‫العرب‪ .‬ويشمل حوض نهر السند ثالثة أنهر غربية (السند‬
‫املوارد املائية وخيارات تنمية البنية األساسية والتزما‬ ‫وجيلوم وتشناب) وثالثة أنهر رشقية (ستلج وبياس ورايف)‪.‬‬
‫بتقاسم البيانات‪.‬‬ ‫إن السند واحد من أكثر األنهر استغالال ً يف العالم من وجهة‬
‫نظر زراعية إذ يسهم يف خطط ري واسعة النطاق يف باكستان‬
‫• وبطلب من البنك الدويل‪ ،‬عرضت كل من الهند‬ ‫والهند عىل حد سواء‪.‬‬
‫وباكستان مجموعة من االقرتاحات واالقرتاحات‬
‫املضادة لخطط استخدام املياه وتوزيعها‪ .‬وبينما‬ ‫إن تأسيس دولتي الهند وباكستان يف عام ‪ 1947‬فرض تقسيم‬
‫اعتمدت خطط البلدين عىل فرضيات واحدة من حيث‬ ‫موارد حوض السند وما واكبه من نزاعات لتوزيع الحصص‬
‫توفر املياه إال أنها اختلفت بصورة ملموسة عىل‬ ‫عىل البلدين‪ .‬وبعد وساطة دامت زهاء عقد‪ ،‬تم إبرام معاهدة‬
‫توزيع الحصص‪ .‬وتعذر عىل الطرفني االتفاق عىل‬ ‫مياه السند يف عام ‪ .1960‬وتضمنت خطوطا ً إرشادية واضحة‬
‫أسلوب استغالل مشرتك ملياه السند األمر الذي لم‬ ‫لتقاسم املياه وأنشأت آليات تسوية منازعات ما زالت قائمة‪.‬‬
‫يرتك سوى خيار عميل واحد وهو التقسيم الكمي‬
‫للمياه بني البلدين‪.‬‬ ‫النزاع‬
‫• وبعد التخيل عن أسلوب االستغالل املشرتك‪ ،‬اقرتح‬ ‫إن نهر السند هو منذ أمد بعيد سبب خالف بني الهند‬
‫البنك الدويل تخصيص أغلبية مياه الروافد الرشقية‬ ‫وباكستان‪ ،‬دولتان تتسم عالقاتهما التاريخية بالريبة‬
‫والعداوة‪ .1523154‬يف أربعينات القرن املايض‪ ،‬أجريت أشغال ري‬
‫للهند وأغلبية مياه الروافد الغربية لباكستان‪.156‬‬
‫واسعة النطاق يف بنجاب أي جزء من الحوض الذي تم تقسيمه‬
‫• قبلت الهند باقرتاح البنك الدويل كأساس لالتفاق‬ ‫فيما بعد بني البلدين‪ .‬وقد جعل تقسيم عام ‪ 1947‬من الهند‬
‫بينما اعتربت باكستان أن دفق الروافد الغربية غري‬ ‫الدولة املشاطئة العليا ومن باكستان الدولة املشاطئة السفىل‬
‫كاف ليحل محل موارد الروافد الرشقية بسبب نقص‬ ‫عىل خمسة من األنهر الستة املكونة لحوض السند‪ .‬ورسعان ما‬
‫يف مرافق التخزين‪ .157‬ولهذا السبب جاء قبول‬ ‫ظهرت الخالفات عىل توزيع املياه‪ .‬وتم التوصل يف شهر كانون‬
‫باكستان متحفظاً‪.‬‬ ‫األول‪/‬ديسمرب ‪ 1947‬إىل اتفاق قصري األمد متعلق بتجميد‬
‫الوضع الراهن لغاية آذار‪/‬مارس ‪ .1948‬وعندما انتهت مدة‬
‫• فأجاب البنك الدويل مقرتحا ً عىل الهند تشييد مرافق‬ ‫االتفاق يف ربيع ‪ ،1948‬قطعت الهند عدة موارد مياه عن‬
‫تخزين إضافية األمر الذي رفضته الهند ألسباب‬ ‫باكستان‪ .‬وفشلت املحاوالت التي بذلت عىل الفور يف تسوية‬
‫مالية‪ .158‬للخروج من الطريق املسدود‪ ،‬دار نقاش‬ ‫النزاع بصورة دائمة‪.155‬‬
‫حول مساهمة الهند املحتملة لتشييد مرافق تخزين‬
‫إضافية وحول مصادر التمويل املحتملة‪.‬‬ ‫أبرز عنارص الوساطة‬
‫• عقد رئيس البنك مباحثات منفصلة مع كل من الهند‬ ‫يف خمسينات القرن املايض‪ ،‬أوىص خبري خارجي هو دافيد أ‪.‬‬
‫وباكستان وحشد التمويل من األرسة الدولية‪ .‬ووافقت‬ ‫ليلينثال‪ ،‬باعتماد أسلوب مشرتك إلدارة املياه بغية زيادة املياه‬
‫الهند عىل تمويل املرشوع بقدر ‪ 174‬مليون دوالر‬ ‫املتوفرة عن طريق التوسع بالبنى األساسية واإلدارة املشرتكة‬
‫وبلغت مساهمة األرسة الدولية ‪ 900‬مليون دوالر‬ ‫لحوض السند عىل اعتبار أنه يشكل كيانا ً واحداً‪ .‬واقرتح نهجا ً‬
‫إضايف‪ .‬ووافقت باكستان والهند عىل الصفقة التي‬ ‫تقنيا ً وتعاونيا ً لحل املشاكل وإدارتها فضالً عن إنشاء رشكة‬
‫تجسدت رسميا ً يف نص معاهدة السند التي تمت‬ ‫السند الهندسية بدعم واستثمار من البنك الدويل‪ .‬بعد أن اطلع‬
‫املصادقة عليها يف كانون الثاني‪/‬يناير ‪.1961‬‬ ‫رئيس البنك الدويل عىل التقرير‪ ،‬اتصل برئييس وزراء باكستان‬
‫والهند ملعرفة درجة اهتمامهما باملشاركة يف عملية وساطة‬
‫االتفاق‬ ‫جديدة لتسوية النزاع “بمساعي البنك الحميدة”‪ .‬وافق رئيسا‬
‫الوزراء وبدأت الوساطة‪ .‬ويف ما ييل أبرز عنارصها‪.‬‬
‫يف ما ييل العنارص الرئيسية من معاهدة السند املربمة يف ‪19‬‬
‫أيلول‪/‬سبتمرب ‪:1960‬‬ ‫• اتفق البلدان عىل تصميم عملية الوساطة‪ ،‬بما فيها‬
‫املبادئ األساسية وأسلوب التمثيل‪ ،‬لتوجيه املفاوضات‪.‬‬
‫‪78‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -6‬الهند وباكستان‪ :‬معاهدة مياه السند‬

‫بعد خمسة أعوام من التفاوض‪ ،‬لم تتوصل الهند وباكستان‬ ‫• تستغل باكستان من دون أي قيد مياه الروافد الغربية‬
‫إىل أي نتيجة‪ .‬وحلت مسألة السد بعد تعيني طرف ثالث وفقا ً‬ ‫(السند وجيلوم وتشناب) بينما تستغل الهند من دون‬
‫إلجراءات تسوية النزاعات امللحوظة يف املعاهدة‪ .165‬درس‬ ‫أي قيد مياه الروافد الرشقية (ستلج وبياس ورايف)‪.159‬‬
‫ريمون الفيت وهو مهندس مدني سويرسي املسألة وقرر‬
‫خفض سعة الخزان بنسبة ‪ 13,5‬يف املائة وعلو بناء السد بمرت‬ ‫• تشيد يف باكستان ثالثة سدود وثماني قنوات وصل‬
‫ونصف مرت وبزيادة أنفاق سحب الطاقة بثالثة أمتار وكلها‬ ‫وثالثة سدود كربى و‪ 2500‬برئ أنبوبي من أجل‬
‫تدابري من شأنها أن تحد من قدرة الهند عىل التحكم بدفق‬ ‫تسهيل فٍ صل مياه الروافد الغربية واستغاللها‪.160‬‬
‫مياه النهر‪ .‬ويف حني أن باكستان احتفظت باعرتاضاتها‬ ‫وتنجز باكستان تشييد البنية األساسية الالزمة يف أثناء‬
‫التقنية عىل االقرتاح إال أنها لم تطعن بالحكم‪.‬‬ ‫فرتة انتقالية مدتها عرش سنوات‪.‬‬

‫بدوره أثار موضوع تشييد سد كيشنغانغا‪ ،‬وهو مرشوع آخر‬ ‫• يبلغ الطرفان بعضهما البعض بأي أشغال هندسية‬
‫لتوليد الطاقة من التيار النهري أطلقته الهند يف عام ‪،2007‬‬ ‫من شأنها أن تؤثر عىل دفق املياه ويقدمان البيانات‬
‫اضطرابات‪ .‬فقد اعرتضت باكستان عليه معتربة أن تحويل‬ ‫ذات الصلة عند الطلب‪.161‬‬
‫مياه نهر نيلوم‪/‬كيشنغانغا يؤثر عىل دفق مياه نهر جيلوم‪،‬‬ ‫• تُنشأ لجنة السند الدائمة لضمان استمرار التواصل‬
‫وهو واحد من الروافد الثالثة التي خصصتها املعاهدة‬
‫وتقاسم املعلومات بني البلدين‪ .‬ويجتمع أعضاء اللجنة‬
‫لباكستان‪ ،‬مما يقوّض القدرة عىل توليد الطاقة الكهرمائية يف‬
‫سنويا ً وهم مسؤولون عن النهوض بالتعاون عىل‬
‫محطة نيلوم جيلوم الباكستانية‪.‬‬
‫إدارة املياه العابرة للحدود من حوض السند وكفالة‬
‫يف عام ‪ ،2010‬لجأت باكستان إىل محكمة التحكيم الدائمة يف‬ ‫تنفيذ املعاهدة ورفع التقارير السنوية‪.162‬‬
‫الهاي زاعمة أن محطة كيشنغانغا تنتهك معاهدة نهر السند‬
‫• يلتزم الطرفان بالرجوع إىل مشورة خبري محايد يف‬
‫ألنها ترفع من قدرة استيعاب مستجمع مياه جيلوم وتحرم‬
‫حال نشوب نزاع‪ .‬وإن فشل هذا النهج‪ ،‬يعني كل طرف‬
‫باكستان من حقوقها املائية‪ .166‬يف ‪ 18‬شباط‪/‬فرباير ‪،2013‬‬
‫مفاوضني يجتمعون مع وسيط يختارانه بالتوافق‪.‬‬
‫أصدرت املحكمة حكما ً أوليا ً أجمع فيه أعضاؤها عىل أن‬
‫وإن فشلت الوساطة‪ ،‬يلجأ الطرفان إىل هيئة تحكيم‬
‫محطة كيشنغانغا هي بالفعل محطة توليد الطاقة من التيار‬
‫لتسوية املسألة املتنازع عليها‪.163‬‬
‫النهري باملعنى الذي تنص عليه معاهدة مياه السند‪ ،‬وأنه‬
‫يجوز للهند تاليا ً تحويل مياه نهر نيلوم‪/‬كيشنغانغا من أجل‬
‫توليد الطاقة‪ .‬إال أن املحكمة رأت أيضا ً أنه من واجب الهند أن‬
‫مصاعب التنفيذ‬
‫تشيد السد وأن تديره بشكل يضمن حد دفق أدنى لنهر‬ ‫إن معاهدة السند واللجنة املنبثقة عنها صمدتا صمودا ً جديرا ً‬
‫نيلوم‪/‬كيشنغانغا بنسبة تحدد الحقاً‪ .‬يف ‪ 21‬كانون األول‪/‬‬ ‫بالثناء فحافظت اللجنة عىل دورها يف تنسيق مسائل إدارة‬
‫ديسمرب ‪ ،2013‬أصدرت املحكمة حكمها النهائي حيث حددت‬ ‫املياه التقنية بالرغم من رصاعات ثالثة هامة بني البلدين‪ .‬إال‬
‫معدل الدفق األدنى‪ .‬كما اعتربت أنه يجوز لكل من الهند‬ ‫أن تنفيذ املعاهدة واجه مصاعب جمة‪ .164‬عىل سبيل املثال‪،‬‬
‫وباكستان اللجوء إىل لجنة السند الدائمة وإىل اآلليات امللحوظة‬ ‫فإن املعاهدة تسمح للهند أن تنشئ مشاريع توليد الطاقة من‬
‫يف معاهد نهر السند إلعادة النظر يف القرار بعد مرور سبعة‬ ‫التيار النهري بقدرة تخزين محدودة وبالتحكم بالدفق عىل‬
‫أعوام عىل عملية التحويل األوىل ملياه نهر نيلوم‪/‬كيشنغانغا‪.‬‬ ‫النحو الكايف لتوليد الطاقة‪ .‬يف عام ‪ ،1992‬اقرتحت الهند‬
‫وتواصل النزاع عىل تصميم سد كيشنغانغا بالرغم من‬ ‫تشييد سد باغليهار لتوليد الطاقة من التيار النهري عىل نهر‬
‫املحاوالت التي بذلتها لجنة السند الدائمة لحلها يف ظل تهديد‬ ‫تشناب‪ ،‬وهو واحد من الروافد التي خصصتها املعاهدة‬
‫باكستان بطلب تدخل محكمة العدل الدولية يف حال عدم‬ ‫لباكستان‪ ،‬فرفضت باكستان معتربة أن تشييد السد خرق‬
‫التوصل إىل تسوية‪.‬‬ ‫لرشوط املعاهدة ألنه يتيح للهند التحكم بقدر ال يستهان به‬
‫من دفق النهر لتوليد الطاقة‪.‬‬

‫‪79‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -7‬إيران وأفغانستان‪ :‬حوض سيستان‬

‫‪7‬‬
‫‪168‬‬
‫األرايض الرطبة يف حوض سيستان‬

‫¯‬
‫‪Sistan‬‬
‫‪basin‬‬ ‫‪vii‬‬
‫‪wetlands‬‬
‫‪International boundary‬‬
‫‪Direction of water flow‬‬
‫إيران وأفغانستان‪:‬‬
‫‪167‬‬
‫حوض سيستان‬
‫‪Gowd-e-Zareh‬‬
‫‪Hamoon Himrand‬‬
‫‪Hamoon Saberi‬‬
‫‪Baringak‬‬
‫‪Chonge Sorkh‬‬
‫)‪Hamoon-e-Puzak (Iran‬‬
‫‪Hamoon-e-Puzak‬‬

‫مواضيع الوساطة الرئيسية واالسرتاتيجية‪:‬‬


‫)‪(Afghanistan‬‬
‫‪Water body‬‬
‫‪IRAN‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪30 Kilometers‬‬

‫• قدم خرباء فنيون مستقلون معلومات فنية للطرفني؛‬


‫‪0‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪30 Miles‬‬

‫‪AFGHANISTAN‬‬
‫• جمعت بيانات حالية وماضية عن املياه بواسطة‬
‫االستشعار عن بعد؛‬
‫• اعتمدت حدود مستجمعات املياه باعتبارها وحدة‬
‫التقييم الرئيسية بغية فهم نمط تغري املناخ عىل مر‬
‫السنني؛‬
‫• أثبتت املبادالت الفنية والزيارات امليدانية جدواها يف‬
‫‪PAKISTAN‬‬
‫بناء الثقة؛‬
‫• ساعد التدريب ودراسة حاالت أخرى عىل إطالق‬
‫املباحثات‪.‬‬

‫‪© HASSAN PARTOW, UNEP‬‬

‫وجدت األمم املتحدة يف تحقيق أجرته عام ‪ 2011‬أن الجفاف هو السبب الرئييس لتجفف األرايض ذلك أن دفق نهر هلمند‬
‫ال يتجاوز ‪ 2‬يف املائة من معدله السنوي‬

‫‪80‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -7‬إيران وأفغانستان‪ :‬حوض سيستان‬

‫يف عام ‪ ،2001‬تصاعد التوتر بني البلدين عندما وجهت إيران‬ ‫تقع األرايض الرطبة العابرة للحدود واملكونة لحوض سيستان‬
‫ً‬
‫متهمة طالبان‬ ‫كتابا ً إىل كويف عنان‪ ،‬األمني العام لألمم املتحدة‪،‬‬ ‫واملعروفة أيضا ً باسم هامون يف منطقة قحلة من بلوشستان‬
‫بسد نهر هلمند مما أدى إىل جفاف مساحة ‪ 140000‬هكتار‬ ‫عىل مقربة من الحدود اإليرانية األفغانية‪ .‬وهي تكوّن دلتا‬
‫من األرايض اإليرانية املجاورة‪ .‬إال أن األمم املتحدة وجدت بعد‬ ‫داخلية مغلقة ترويها مياه نهر هلمند الذي ينبع يف الجبال يف‬
‫التحقيق أن الجفاف هو السبب األسايس يف ذلك إذ لم يبلغ دفق‬ ‫شمايل غربي كابل ويجري عىل طول ‪ 1300‬كم مجتازا ً‬
‫نهر هلمند سوى ‪ 2‬يف املائة من معدله السنوي‪ .171‬وقد جفت‬ ‫أفغانستان حتى يبلغ إيران عند األرايض الرطبة يف سيستان‪.‬‬
‫األرايض الرطبة بصورة شبه تامة عىل مدى الفرتة املمتدة من‬ ‫إنه عبارة عن ثالث مناطق جغرافية مميزة‪ :‬املصطبات العليا‬
‫‪ 2001‬إىل بداية ‪ .2014‬وخرس الناس سبل عيشهم مع تراجع‬ ‫للدلتا الداخيل لنهر هلمند واغلبها مجفف ومهيأ للزراعة‬
‫الزراعة ومصائد األسماك فكانت ظاهرة النزوح الهائلة‬ ‫املروية؛ واألرايض الرطبة (هامون) التي تغطي منخفض الدلتا‬
‫ال سيما مع هجرة الالجئني األفغان إىل إيران‪.‬‬ ‫السفيل؛ وبحرية شديدة امللوحة يف الجزء األسفل من الحوض‬
‫تلتقط املياه الفائضة من األرايض الرطبة ويف حال فيضان‬
‫يف عام ‪ ،2002‬صنفت املنطقة عىل أنها “منطقة منكوبة”‬ ‫عنيف لنهر هلمند‪ .‬ال مجال للمياه أن تخرج من البحرية املالحة‬
‫وتلقت املساعدة الغوثية‪ .‬وكانت نتيجة انهيار البيئة الهجرة‬ ‫إال بالتبخر‪ .‬تمر الحدود السياسية القائمة بني جمهورية إيران‬
‫والبطالة والتهريب وزعزعة استقرار منطقة حدودية حساسة‬ ‫اإلسالمية وأفغانستان داخل األرايض الرطبة مما يحد إمكانيات‬
‫وتفاقم التوتر يف العالقات بني أفغانستان وإيران‪ .‬وبعد‬ ‫إدارة املنطقة‪ .‬يقع تسعون يف املائة من املستجمعات املائية يف‬
‫حصول فيضان متوسط الحجم يف شهري آذار‪/‬مارس‬ ‫أفغانستان وتنبع عمليا ً كل املياه التي تروي األرايض الرطبة‬
‫ونيسان‪/‬أبريل ‪ ،2005‬امتأل جزء من األرايض الرطبة باملاء‪.‬‬ ‫فيها أيضا ً‪.1678169‬‬
‫ورسعان ما تالشت بادرة األمل عندما جفت األرايض الرطبة‬
‫مجددا ً وما زال الجفاف مستمراً‪.‬‬ ‫يدور بني إيران وأفغانستان خالف حول حوض سيستان‬
‫العابر للحدود يعود إىل نهاية القرن التاسع عرش‪ .‬يف عام‬
‫أبرز عنارص الوساطة‬ ‫‪ ،2011‬تصاعد التوتر نظرا ً لرتاجع كمية املياه يف الحوض‬
‫وما اعتربته األطراف السبب يف ذلك‪ .‬منذ عام ‪ ،2002‬يقدم‬
‫يف عام ‪ ،2002‬أرسل برنامج األمم املتحدة للبيئة بعثة ميدانية‬ ‫برنامج األمم املتحدة للبيئة إىل البلدين الدعم عن طريق‬
‫لتقييم حوض نهر هلمند بما فيه األرايض الرطبة يف سيستان‪،‬‬ ‫الدبلوماسية البيئية التي أدت إىل تعزيز الحوار وتقاسم‬
‫يف إطار دراسة لتقييم البيئة يف أفغانستان بعد انتهاء الرصاع‪.‬‬ ‫املعلومات والتعاون الفني‪.‬‬
‫وكانت الحاجة إىل تحسني التعاون عابر الحدود بني أفغانستان‬
‫وإيران بشأن هذه املوارد املائية يف صدارة توصيات تقرير‬ ‫النزاع‬
‫الربنامج يف عام ‪.2003‬‬
‫سعت إيران وأفغانستان منذ نهاية القرن التاسع عرش إىل‬
‫ً‬
‫ومتابعة لتقرير التقييم‪ ،‬رحب البلدان باملزيد من الدراسات‬ ‫التوصل إىل توزيع مياه نهر هلمند بما يريض الطرفني‪ .‬وكانت‬
‫الفنية لربنامج األمم املتحدة للبيئة ملا تولده من معلومات‬ ‫العالقة بينهما تتأثر أحيانا ً ال سيما يف خالل فرتات شحّ املياه‬
‫علمية إضافية عن حالة األرايض الرطبة وعن تاريخ التغيريات‬ ‫الناتج من الجفاف أو بعد اإلعالن عن مشاريع بنية أساسية‬
‫البيئية التي طالت النظام البيئي‪ .‬وكان من املزمع االسرتشاد‬ ‫مائية كربى‪ .‬يف عام ‪ ،1973‬توصلت إيران وأفغانستان إىل‬
‫بهذه املعلومات يف اجتماعات فنية يبحث فيها الطرفان‬ ‫اتفاق يتيح تدفق ‪ 22‬مرتا ً مكعبا ً يف الثانية من املاء إىل إيران‬
‫فرص التعاون‪.‬‬ ‫عرب فرع سيستان لنهر هلمند الواقع جنوب زرنج‪ .‬فضالً عن‬
‫ذلك‪ ،‬كانت إيران تنوي أن تبتاع من أفغانستان كمية إضافية‬
‫بدأ برنامج األمم املتحدة للبيئة عمله بطلب إجراء مسح‬ ‫من ‪ 4‬أمتار مكعبة يف الثانية حتى يبلغ نصيبها ‪ 26‬مرتا ً‬
‫بالسواتل لقياس التغري البيئي يف الحوض بني ‪1976‬‬ ‫مكعبا ً‪ .170‬ومع أن أفغانستان لم تصادق عىل االتفاق بسبب‬
‫و‪ .1722005‬وسمحت الدراسة تحديد مراحل تغري البيئة‬ ‫انعدام االستقرار السيايس إال أن البلدين عينا مفوضني معنيني‬
‫األساسية يف األرايض الرطبة خالل العقود الثالثة فضالً عن‬ ‫بنهر هلمند اجتمعوا بانتظام منذ عام ‪ 2004‬الستعراض‬
‫عواملها الرئيسية‪ ،‬الطبيعية منها وتلك التي افتعلها اإلنسان‪.‬‬ ‫توزيع املياه بموجب معاهدة عام ‪ .1973‬وعىل هذا األساس‬
‫وأوفد برنامج األمم املتحدة بالتعاون مع الهيئات املعنية يف‬ ‫قامت إيران يف عام ‪ 1981‬بتشييد خزانات الشاهنامه الثالث‬
‫البلدين بعثات تقييم رسيع إىل الطرف اإليراني من حوض‬ ‫(‪ 1‬و‪ 2‬و‪ )3‬بسعة ‪ 0,63‬مليار مرت مكعب لتوفري مياه الرشب‪.‬‬
‫سيستان يف أيار‪/‬مايو ‪ 2005‬وإىل الطرف األفغاني يف تموز‪/‬‬ ‫وزادت إيران يف ما بعد سعة التخزين إىل ‪ 1,5‬مليار مرت مكعب‬
‫يوليه من العام نفسه بغية جمع املزيد من البيانات امليدانية‬ ‫بعد تشييد خزان الشاهنامه ‪ 4‬يف عام ‪.2008‬‬
‫ولقاء الجماعات املترضرة‪.‬‬
‫‪81‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -7‬إيران وأفغانستان‪ :‬حوض سيستان‬

‫وبالرغم من التقدم الجيد املحرز من ‪ 2005‬إىل ‪ ،2006‬توقفت‬ ‫يف شهر كانون األول‪/‬ديسمرب ‪ ،2005‬طلب إىل برنامج األمم‬
‫املحادثات بني إيران وأفغانستان عقب لقاء طهران يف أيار‪/‬‬ ‫املتحدة للبيئة تقديم الدعم للطرفني يف إطار الدبلوماسية‬
‫مايو ‪ 2007‬بسبب تطورات سياسية مستجدة‪ .‬وبالتحديد‪،‬‬ ‫البيئية باستضافة اجتماع فني حول األرايض الرطبة يف‬
‫قررت أفغانستان تجميد كل املناقشات حول املياه العابرة‬ ‫حوض سيستان‪ ،‬يف جنيف‪ ،‬يف سويرسا‪ .‬واقترصت املشاركة‬
‫للحدود إىل أن تكتسب القدرة التقنية الالزمة التي تتيح لها‬ ‫عىل الوفود الوزارية رفيعة املستوى من هيئات حكومية‬
‫التعامل عىل قدم املساواة مع الدول املجاورة املتحلية بالكفاءة‬ ‫أساسية مثل وزارة الخارجية والبيئة واملياه والزراعة‬
‫الفنية‪ .‬ناهيك عن قرار إيران ترحيل عدد من الالجئني األفغان‬ ‫والسلطات املحلية‪.‬‬
‫من مقاطعتي سيستان وبلوشستان الذي زاد من حدة التوتر‪.‬‬
‫ساد االجتماع جو من اإليجابية ساهم يف بناء الثقة بني البلدين‪.‬‬
‫وما زاد الطني بلة قرار أفغانستان إنشاء املجلس األعىل للمياه‪،‬‬ ‫وعرضت نتائج املسح بالسواتل عىل الطرفني فضالً عن‬
‫وهو هيئة جديدة مشرتكة بني الوزارات املعنية بتنسيق كافة‬ ‫دراسات حالة حول إدارة ناجحة للمياه العابرة للحدود بني‬
‫املبادرات الخاصة باملياه العابرة للحدود‪ .‬ومع إنشاء املجلس‬ ‫دول أخرى‪ .‬وساهم االجتماع يف إطالق حوار بناء حول‬
‫لم يعد يف وسع الوزارات املختصة يف أفغانستان أن تتواصل‬ ‫اسرتاتيجيات االستصالح والتنمية املستدامة يف منطقة‬
‫مع دول أخرى أو منظمات دولية يف شأن املياه العابرة‬ ‫سيستان‪ .‬واتفق البلدان عىل إنشاء لجان استشارية وطنية‬
‫للحدود من دون موافقة املجلس الرصيحة‪ .‬وكانت النتيجة أن‬ ‫وصياغة االقرتاحات املشرتكة لحشد التمويل الدويل من أجل‬
‫كل املفاوضات بشأن املياه باتت تتوالها أعىل املستويات‬ ‫استصالح األرايض الرطبة‪.‬‬
‫السياسية يف البالد‪.‬‬ ‫ويف إشارة إىل تقارب هام بني الطرفني يف هذا الشأن‪ ،‬دعت‬
‫إن أزمة املياه غري املسبوقة التي عصفت بإيران – ال يف منطقة‬ ‫إيران مسؤولني أفغان إىل االحتفال الوطني باليوم العاملي‬
‫هامون فحسب بل عىل نطاق البلد بأرسه – أثارت قلق القيادات‬ ‫لألرايض الرطبة يف عام ‪ 2006‬يف مدينة زابل عاصمة منطقة‬
‫الوطنية التي أدركت الحاجة امللحة إىل التواصل مع أفغانستان‬ ‫سيستان‪ .‬وشملت الدعوة زيارة ميدانية ومعرضا ً وندوات عن‬
‫إلحياء التعاون عابر الحدود عىل إدارة املوارد املائية‪ .‬كما أن‬ ‫األرايض الرطبة يف سيستان‪ .‬واألهم أنها أتاحت للوفد األفغاني‬
‫الوضع السيايس الشائك يف أفغانستان يفرض الصرب والتأني‬ ‫فرصة فهم الظروف من الطرف اإليراني وتعزيز الروابط مع‬
‫يف معالجة هذه املسألة املتشعبة‪ .‬أما منظومة األمم املتحدة‬ ‫املؤسسات العلمية والفنية اإليرانية‪.‬‬
‫فأعربت عن استعدادها لتوفري الدعم التقني للمساهمة يف‬ ‫وبطلب من الطرفني‪ ،‬استضاف برنامج األمم املتحدة للبيئة‬
‫تبديد سوء التفاهم بني البلدين ويف توفري حيز الستئناف‬ ‫جولة ثانية من املحادثات الدبلوماسية البيئية عن األرايض‬
‫املباحثات الفنية وامليض قدما ً بالدبلوماسية البيئية‪.‬‬ ‫الرطبة يف سيستان يف مدينة جنيف يف أيار‪/‬مايو ‪.2006‬‬
‫شاركت وفود وزارية برئاسة السلطات البيئية من البلدين يف‬
‫الدروس املستخلصة من توفري الدعم يف الدبلوماسية‬ ‫االجتماع واتفق البلدان عىل إنشاء اللجنة املشرتكة املعنية‬
‫البيئية‬ ‫باألرايض الرطبة يف حوض سيستان‪ .173‬هدفت املبادرة إىل‬
‫‪ -1‬إن الفهم التقني الكامل للمشكلة البيئية املطروحة‬ ‫التشجيع عىل تقاسم منتظم للمعلومات وتوسيع التعاون‬
‫وتطورها عىل مر السنني كان حيويا ً واستلزم مشاورات‬ ‫التقني ليشمل قضايا أخرى معينة‪ .‬ويف أيار‪/‬مايو ‪،2007‬‬
‫مع خرباء مطلعني ومشاركة أصحاب املصلحة األساسيني‬ ‫التقت وفود فنية من البلدين يف طهران واتفقت عىل رفع‬
‫وجمع بيانات علمية متينة بواسطة االستشعار عن بعد‬ ‫مرشوع رشوط تكليف اللجنة املشرتكة إىل الجهات الوطنية‬
‫والعينات امليدانية‪.‬‬ ‫املختصة إلقرارها رسمياً‪.‬‬

‫‪ -2‬ساعدت دورات التدريب الفني واالطالع عىل دراسات‬ ‫وفضالً عن االجتماعات الفنية‪ ،‬ساعد برنامج األمم املتحدة‬
‫الحالة الخاصة بمناطق أخرى من العالم عىل إطالق‬ ‫اإلنمائي وبرنامج األمم املتحدة للبيئة الطرفني عىل صياغة‬
‫الحوار ووفرت الظروف املؤاتية إلحياء بيئة إيجابية‬ ‫اقرتاح مرشوع مشرتك عنوانه “استصالح حوض سيستان‬
‫وبناءة‪ .‬إنه نهج لم يثر خشية أي من الطرفني وساعدهما‬ ‫وحمايته واستخدامه املستدام” رفع إىل مرفق البيئة العاملية يف‬
‫عىل خفض حدة التوتر وجنبهما التصادم لدى تناول‬ ‫نهاية عام ‪ .2006‬أما فكرة املرشوع األساسية فكانت أن‬
‫يخصص املرفق مبلغا ً أوليا ً قدره ‪ 678000‬دوالر أمريكي‬
‫املسائل الحساسة يف بداية العملية‪.‬‬
‫ملساعدة البلدين عىل وضع برنامج استثمار يف البيئة يموله‬
‫‪ -3‬فضالً عن االطالع عىل دقائق األمور‪ ،‬كان ال بد من معرفة‬ ‫املرفق بمبلغ أقصاه ‪ 4‬ماليني دوالر أمريكي‪ .‬ومن شأن هذا‬
‫الخلفية السياسية والثقافية والدينية للمشاركني وإعداد‬ ‫التمويل تيسري األنشطة واالستثمارات املشرتكة يف املنطقة‬
‫برنامج العمل واعتماد اإلجراءات املناسبة‪ .‬ويف هذا‬ ‫وكذلك‪ ،‬تعزيز الثقة الناشئة بني الطرفني‪.174‬‬
‫‪82‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -7‬إيران وأفغانستان‪ :‬حوض سيستان‬

‫‪ -6‬تستغرق مبادرات الدبلوماسية البيئية وقتا ً طويالً‬ ‫السياق‪ ،‬من األهمية بمكان اإلشارة إىل أن أسلوب طرح‬
‫وتستدعي جهودا ً كثيفة وتستلزم تمويالً كبرياً‪ .‬إنها‬ ‫املشكلة والتعابري املستخدمة يف وصفها تؤثر إىل حد بعيد‬
‫مالزمة للسياق الذي تندرج فيه وتختلف باختالف كل‬ ‫عىل اختيار األطراف التي ستشارك يف إيجاد التسوية‪ ،‬إذ‬
‫حالة‪ .‬ال مجال فيها الستنساخ الحلول‪ .‬وال يكتب لها‬ ‫يتوقف نجاح العملية منذ مراحلها األوىل عىل اختيار‬
‫النجاح إال إذا توفر لها تمويل مرن ومطرد فضالً عن‬ ‫األسلوب املناسب لطرح اإلشكاليات بما يراعي السياق‬
‫االستثمار يف بناء قدرات األطراف عىل التفاوض وفهم‬ ‫التاريخي والثقايف‪.‬‬
‫الجوانب الفنية‪.‬‬
‫‪ -4‬ال غنى عن الريادة لتحقيق التعاون يف اإلدارة ويف مجال‬
‫‪ -7‬ومع أن الدعم املقدم يف إطار الدبلوماسية البيئية يعتمد‬ ‫الدبلوماسية البيئية العابرة للحدود‪ .‬تكون مبادرات‬
‫أحيانا ً عىل النهج الفنية إلطالق العملية بيد أنه من‬
‫الوساطة البيئية ناجحة متى تيرس التعاون بني زعماء‬
‫األسايس أيضا ً صياغة العملية بأسلوب سيايس إلرشاك‬
‫يتحلون باملصداقية ويمثلون السلطات العامة ومشاغل‬
‫السلطات العامة عىل أعىل مستوياتها حتى تكون واعية‬
‫شتى أصحاب املصلحة أو الفصائل أو الجماعات أو‬
‫للعملية وتتبناها‪ .‬عىل أي نقاش بني رؤساء الدوائر الفنية‬
‫القبائل‪ .‬إن اللجوء إىل وساطة دبلومايس بيئي رفيع‬
‫أن يحظى بموافقة الزعماء السياسيني لكفالة دعم‬
‫االتفاقات وتنفيذها‪ .‬وال بد من متابعة غري رسمية لتجنب‬ ‫املستوى حتى يؤدي دور الطرف الثالث املحايد أعطى‬
‫أي فجوة بني األصعدة الفنية والسياسية‪.‬‬ ‫ثقالً سياسيا ً للعملية وساهم يف تعزيز الثقة بها بفضل‬
‫سمعته والتزامه وأسلوبه الشخيص يف إدارة العملية‪.‬‬
‫‪ -8‬ينبغي مواصلة األبحاث لفهم الرشوط واإلجراءات التي‬
‫تتيح فرصة توسيع التعاون الفني الناجح يف املجال‬ ‫‪ -5‬ال بد من حسن توقيت أي عرض لدعم الوساطة بني‬
‫البيئي إىل مجاالت أخرى ال بل إىل املزيد من التعاون‬ ‫الطرفني‪ .‬إن الدعم املبكر – قبل أن تكون األطراف جاهزة‬
‫السيايس وإىل نتائج سياسية واسعة النطاق‪.‬‬ ‫– قد يؤتى منه رش أكثر من خري‪ .‬يتوقف اختيار الوقت‬
‫املناسب عىل خصائص كل حالة وعىل حسن التقدير‬
‫واالطالع عىل الظروف املحلية وعىل املهارة الدبلوماسية‪.‬‬
‫عىل كل من يسعى إىل دعم عملية وساطة أن يتحىل بقدر‬
‫من املرونة والفطنة حتى ينتهز الفرص السانحة متى‬
‫ظهرت مدركا ً أنه ال مفر من االنتكاسات يف مثل هذه‬
‫العمليات الطويلة األمد‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ النفط يف خدمة السالم يف عملية السالم السودانية‬:‫ السودان‬-8 ‫دراسة الحالة‬

8
176
‫السودان وجنوب السودان‬
EGYPT
Wadi Halfa ! Administrative
‫ النفط يف‬:‫السودان‬
LIBYA boundary RED

Nile R

¦ !Sudan
SEA

Port
‫خدمة السالم يف عملية‬
175
‫السالم السودانية‬
iver

CHAD ERITREA
SUDAN ¦ Khartoum Kassala Asmara
^ !
^
El Fasher !
! Gedaref
El Obeid
¦!

#
:‫مواضيع الوساطة الرئيسية واالسرتاتيجية‬
# #
# ##
‫• استعمل مبدأ تقاسم الثروة لدفع عملية السالم إىل‬
l é

#
ka

#
## #
ou

ABYEI
#
A

Addis Ababa
# ^ ‫األمام بينما أرجئ البحث يف مسألة امللكية املستعصية‬
CENTRAL ETHIOPIA
Ko
u kou
rou AFRICAN
REPUBLIC
Wau
!
‫عىل الحل؛‬
SOUTH
SUDAN

¯
Oil in Sudan and
South Sudan
viii
Administrative
‫• تمت االستعانة بخرباء مستقلني؛‬
! Major city Juba^ boundary

^ Capital city KENYA


International boundary
Undetermined boundary DEMOCRATIC
.‫• واستندت العملية إىل بناء القدرات عىل إدارة النفط‬
¦ Oil refinery REPUBLIC UGANDA
# Oilfield OF THE CONGO
OilAru wim
pipeline
i
Water body
0 100 200 300 Kilometers Kampala
^
0 50 100 150 Miles

© ABD RAOUF, KEYSTONE

ً‫عنارص من الرشطة متأهبون بينما يفتتح نائب الرئيس السوداني عيل عثمان محمد طه (غري ظاهر يف الصورة) حقال‬
‫نفطيا ً يف جنوب كردفان يف السودان‬

84
‫دراسة الحالة ‪ -8‬السودان‪ :‬النفط يف خدمة السالم يف عملية السالم السودانية‬

‫حني واصل الطرفان التفاوض عىل تقاسم اإليرادات وإدارة‬ ‫يشكل تقاسم اإليرادات النفطية مكونا ً أساسيا ً من وساطة‬
‫قطاع النفط‪ .‬وبهذا فإن خالفا ً جوهريا ً لم يعق التقدم حول‬ ‫السالم بني السودان وجنوب السودان ألن الخط الفاصل بينهما‬
‫تقاسم الثروة‪ ،‬األمر الذي كان أساسيا ً للمصالح االقتصادية‬ ‫يجتاز حقوال ً نفطية مستثمرة ومحتمل استثمارها‪ .‬لذلك فإن‬
‫لكل من الطرفني‪.182‬‬ ‫األحكام الخاصة بتقاسم الثروة مثلت واحدا ً من االتفاقات‬
‫املنفصلة الستة التي تكوّن اتفاق السالم الشامل لعام ‪.2005‬‬
‫االتفاق‬ ‫وشمل االتفاق املتعلق بتقاسم الثروة توزيع اإليرادات النفطية‬
‫وغري النفطية وإدارة قطاع النفط والسلطة النقدية وإعادة‬
‫كان اتفاق تقاسم الثروة لعام ‪ 2004‬خطوة هامة عىل طريق‬
‫إعمار الجنوب ومناطق أخرى ترضرت جراء الحرب‪.‬‬
‫تحقيق اتفاق السالم الشامل الذي أبرم بعد عام منه‪ .‬إن اتفاق‬
‫تقاسم الثروة‪:‬‬
‫النزاع‬
‫• خصص ‪ 50‬يف املائة من صايف اإليرادات النفطية إىل‬
‫أخذ الرصاع بني شمال السودان وجنوبه شكل حربني‪ :‬األوىل‬
‫جنوب السودان والنصف اآلخر إىل حكومة الوحدة‬
‫من عام ‪ 1956‬إىل عام ‪ 1972‬والثانية من عام ‪ 1983‬إىل عام‬
‫الوطنية بعد تخصيص ‪ 2‬يف املائة من اإليرادات‬
‫‪ .2004‬وقد حال القتال العنيف يف املناطق املنتجة للنفط دون‬
‫النفطية إىل املقاطعات أو املنطقة املنتجة بما يتناسب‬
‫استفادة الدولة السودانية بشكل كامل من اإليرادات املحتملة‬
‫وحجم إنتاجها‪183‬؛‬
‫للثروة النفطية بسبب عدم االستقرار الذي تنفر منه‬
‫• قىض بإنشاء مؤسسات اقتصادية جديدة مثل اللجنة‬ ‫االستثمارات األجنبية‪ .‬وحتى يتم ّكن الطرفان من االنتفاع من‬
‫الوطنية لألرايض واملفوضية القومية للبرتول وبنك‬ ‫إنتاج النفط‪ ،‬كان ال بد من جذب االستثمارات الهامة ومن‬
‫جنوب السودان املركزي‪ ،‬فضالً عن صناديق إعادة‬ ‫تحقيق قدر من التعاون بني شمال البالد وجنوبها‪ .‬وبذلك‬
‫إعمار لشمال السودان وجنوبه‪.184‬‬ ‫أصبح االستقرار مسألة تمس باملصالح االقتصادية لدى‬
‫الطرفني‪ 1771756‬فعمدت عملية السالم التي امتدت من عام ‪2003‬‬
‫بني ‪ 2007‬و‪ ،2009‬تلقى جنوب السودان بموجب اتفاق‬ ‫إىل عام ‪ 2005‬إىل جعل املوارد النفطية وتقاسم إيراداتها‬
‫تقاسم الثروة مبلغ ‪ 5,4‬مليار دوالر أمريكي‪ .185‬كما أن االتفاق‬ ‫عنارص أساسية يف املفاوضات‪.178‬‬
‫عىل تقاسم اإليرادات أثبط عزيمة الطرفني عىل القتال حول‬
‫السيطرة عىل املوارد النفطية ألنهما حصال عىل ضمانات‬ ‫أبرز عنارص الوساطة‬
‫اقتصادية كافية جعلت من العنف أسلوبا ً غري مج ٍد ألنه أكثر‬
‫كلفة‪.186‬‬ ‫يف خالل املباحثات غري الرسمية‪ ،‬تم إقناع األطراف املتحاربة‬
‫“بأن النفط يمثل حافزا ً للسالم بحيث ال يمكن مواصلة‬
‫مصاعب التنفيذ‬ ‫األنشطة املتصلة بالنفط يف سياق الحرب”‪ 179‬وحثها عىل “نقل‬
‫القتال من ساحة املعركة إىل طاولة املفاوضات”‪.180‬‬
‫تبني هذه الحالة أن موارد طبيعية مثل النفط يقتيض استغاللها‬
‫استثمارات باهظة تشكل حافزا ً لبسط السالم ألن استغالل‬ ‫وكان من جملة املسائل الشائكة‪ ،‬ملكية األرايض واملوارد‬
‫املوارد يتطلب حالة من االستقرار وألنه يوفر مصدر تمويل‬ ‫الطبيعية التي تدخل يف صميم الخالف حول سيادة الدولة‬
‫لعملية االنتعاش بعد انتهاء الرصاع‪ .‬كما يتضح أنه من املمكن‬ ‫وحق الجنوب يف تقرير املصري‪ .‬وقد ادعت الحركة الشعبية‪/‬‬
‫التفاوض يف شأن إدارة املوارد وتقاسم الثروة دون االتفاق‬ ‫الجيش الشعبي لتحرير السودان‪ ،‬وهي الحركة السياسية يف‬
‫بالرضورة عىل ملكية املوارد‪ .187‬والفصل بني ملكية املوارد‪ ،‬من‬ ‫جنوب السودان‪ ،‬أن األرايض يف الجنوب (سواء سطح األرض‬
‫جهة‪ ،‬وإدارتها وتقاسم إيراداتها‪ ،‬من جهة أخرى‪ ،‬يف عملية‬ ‫أو املوارد الطبيعية املوجودة يف جوفه) هي ملك الجماعات‬
‫التفاوض عىل تقاسم الثروة كان فرصة لتفادي فشل مبكر‬ ‫التي تعيش عليها‪ .‬أما دولة السودان فاعتربت من جهتها أن‬
‫للمفاوضات يف السودان ومهّ د الطريق التفاق السالم الشامل‬ ‫امللكية الوطنية لسطح األرض وجوفها هي رشط أسايس‬
‫لعام ‪ .2005‬إال أن اتفاق تقاسم الثروة واجه عددا ً من املصاعب‬ ‫إلعادة توزيع عادل ورشعي للموارد الطبيعية‪.181‬‬
‫يف التنفيذ‪.‬‬
‫وخوفا ً من عدم إمكانية التوفيق بني هذين املوقفني‪ ،‬اقرتح‬
‫أوالً‪ ،‬أناط االتفاق إدارة قطاع النفط إىل املفوضية القومية‬ ‫الوسطاء خالل املباحثات أن تبقى مسألة ملكية املوارد‬
‫للبرتول التي أحدثها حتى يتمثل فيها الشمال والجنوب ومن‬ ‫الطبيعية الجوفية من دون حل يف اتفاق السالم النهائي‪.‬‬
‫أجل تيسري التقاسم التام للمعلومات وصنع القرار املشرتك‪.‬‬ ‫فوافق الطرفان عىل إرجاء البت يف أمر ملكية املوارد الطبيعية‬
‫ولكن عمليا ً لم تتوفق يف نشاطها وعندما نال جنوب السودان‬ ‫واألرايض إىل حني انتهاء استفتاء عام ‪ 2011‬عىل استقالل‬
‫استقالله يف عام ‪ 2011‬كانت معلوماته محدودة عن قطاع‬ ‫جنوب السودان‪ .‬وبالفعل تمت “تنحية” مسألة امللكية يف‬

‫‪85‬‬
‫دراسة الحالة ‪ -8‬السودان‪ :‬النفط يف خدمة السالم يف عملية السالم السودانية‬

‫والجنوب والنزاع يف دارفور نسفت الوقع اإليجابي املحتمل‬ ‫النفط وجيولوجيا أراضيه والرشكات املعنية وتفاصيل عقود‬
‫لالتفاق عىل إنعاش اقتصاد الطرفني‪ .‬ويتبني يف هكذا الحالة‬ ‫االمتيازات‪.188‬‬
‫أن املال وحده ال يكفي لتحقيق االنتعاش األمثل بعد انتهاء‬
‫ثانياً‪ ،‬لم يكن من املمكن القيام بعمليات الرصد والتحقق‬
‫الرصاع‪.190‬‬
‫الدولية للعقود النفطية املربمة بني السودان والرشكات الدولية‬
‫أخرياً‪ ،‬ويف أعقاب استقالل جنوب السودان يف عام ‪،2011‬‬ ‫وللصادرات من النفط واالتفاقات عىل األسعار‪ .189‬أي أنه تم‬
‫ظهر خالف عىل تعليم الحدود ال سيما يف منطقة أبيي‪.‬‬ ‫االفتقار إىل الشفافية الالزمة لفضح اإلنتاج غري املرصح عنه‬
‫والجدير بالذكر أن أبيي أبرمت اتفاقا ً خاصا ً لتقاسم اإليرادات‬ ‫والرشوة والفساد‪ .‬وكان هذا املوضع سبب شكاوى مستمرة‬
‫يف عام ‪ .2004‬وبقي البلدان يعتمدان عىل بعضهما البعض يف‬ ‫من جنوب السودان الذي اتهم أيضا ً حكومة الوحدة الوطنية‬
‫اإلنتاج والنقل والتصدير‪ .‬وتجلت هذه املصاعب عىل املأل يف‬ ‫بعدم سحب ما يزيد عىل ‪ 15000‬جندي من حقول النفط‬
‫بداية عام ‪ 2012‬عندما توقف جنوب السودان عن إنتاج‬ ‫الجنوبية وبعدم تنفيذ بروتوكول أبيي لعام ‪ .2004‬وكلها‬
‫النفط بعد أن قام السودان بمصادرة نفط الجنوب بذريعة‬ ‫مسائل شكلت مصدر توتر مستمر بني الطرفني إىل أن انسحب‬
‫التعويض عن عدم سداد ما أطلق عليه رسوم العبور‪ .‬وبعد‬ ‫جنوب السودان من حكومة الوحدة الوطنية من ‪ 11‬ترشين‬
‫التوصل إىل اتفاق جديد حول رسوم العبور يف نيسان‪/‬أبريل‬ ‫األول‪/‬أكتوبر إىل ‪ 13‬كانون األول‪/‬ديسمرب ‪.2007‬‬
‫‪ ،2013‬نشب رصاع مسلح داخيل يف جنوب السودان يف كانون‬
‫ثالثاً‪ ،‬يف هذه األثناء كان جنوب السودان يفتقر إىل القدرة عىل‬
‫األول‪/‬ديسمرب ‪ 2013‬زاد من أجواء البلبلة ومن تراجع‬
‫إدارة فاعلة لإليرادات النفطية وتخصيصها‪ .‬كما أن مشاكل‬
‫اإلنتاج النفطي‪.‬‬
‫أخرى منها غياب الضمانات األمنية وانعدام الثقة املزمن بني‬
‫العدوين السابقني ومواجهات مسلحة متقطعة بني الشمال‬

‫‪86‬‬
‫للمطالعة واملراجعة‬

‫للمطالعة واملراجعة‬ 9
‫مراجع عامة عن الوساطة واملوارد الطبيعية‬
Brown, O., and M. Keeting. 2015 forthcoming. Addressing Natural Resource Conflicts: Working Towards More
Effective Resolution of National-level Resource Disputes. Chatham House: London.
Conca, K., and G. Dabelko. 2002. Environmental Peacemaking. Woodrow Wilson Center Press: Washington,
D.C.
Food and Agricultural Organization. 2005. Negotiation and Mediation Techniques for Natural Resource
Management. United Nations Food and Agriculture Organization: Rome.
Macnaughton, A.L., and J.G. Martin. 2002. Environmental Dispute Resolution: An Anthology of Practical
Solutions. American Bar Association: Washington, D.C.
Sidaway, R. 2005. Resolving Environmental Disputes: From Conflict to Consensus, pp. 44-51. Earthscan:
London.
Susskind, L., P. Levy, and J. Thomas-Larmer. 1999. Negotiating Environmental Agreements: How To Avoid
Escalating Confrontation Needless Costs And Unnecessary Litigation. Island Press: Washington, DC.
UN Development Group. 2013. Guidance Note: Natural Resource Management in Transition Settings. United
Nations: New York.
UN Environment Programme. 2009. From Conflict to Peacebuilding: The Role of Natural Resources and the
Environment. UNEP: Geneva.

‫املوارد االستخراجية‬
International Alert. 2005. Conflict-sensitive Business Practice: Guidance for Extractive Industries. International
Alert: London.
EU-UN Partnership on Land, Natural Resources and Conflict Prevention. 2012. Guidance Note: Extractive
industries and Conflict. UN Framework Team (UNEP, UNDP, PBSO, HABITAT, DPA, and DESA): New York.
Sawyer, S., and E. Gomez. 2008. Transnational Governmentality and Resource Extraction: Indigenous Peoples,
Multinational Corporations, Multinational Institutions and the State. United Nations Research Institute for
Social Development: Geneva.
Stevens, P., J. Kooroshy, G. Lahn, and B. Lee. 2013. Conflict and Coexistence in the Extractive Industries.
Chatham House: London.
UN, EU, and World Bank. 2015 forthcoming. The Extractive Industry Value Chain and the Potential for Conflict
Prevention in Resource Rich Countries. United Nations, European Union and World Bank: New York, Brussels,
and Washington D.C.
United States Agency for International Development. 2004. Minerals and Conflict. A Toolkit for Intervention.
Office of Conflict Management and Mitigation, USAID: Washington, D.C.

‫األرايض‬
Bruce, J.W., and S. Holt. 2011. Land and Conflict Prevention. Initiative for Quiet Diplomacy: Colchester.
EU-UN Partnership on Land, Natural Resources and Conflict Prevention. 2012. Guidance Note: Land and
Conflict. UN Framework Team (UNEP, UNDP, PBSO, HABITAT, DPA, and DESA): New York.
Moore, C. W., and G. Brown. 2009. Designing Dispute Resolution Systems for Settling Land and Property
Disputes in Post-conflict and Post-crisis Societies. In Building Peace: Practical Reflections from the Field, ed.
C. Zelizer and R. Rubenstein. Kumarian Press: Boulder CO.
UN HABITAT. 2013. Guide to Land Mediation: Based on the Experience in Eastern Democratic Republic of the
Congo. United Nations Human Settlements Programme: Nairobi.
United States Agency for International Development. 2005. Land and Conflict: A Toolkit for Intervention.
Office of Conflict Management and Mitigation, USAID: Washington, D.C.

87
‫للمطالعة واملراجعة‬

‫املياه‬
EU-UN Partnership on Land, Natural Resources and Conflict Prevention. (2012). Guidance Note: Renewable
Resources and Conflict. UN Framework Team (UNEP, UNDP, PBSO, HABITAT, DPA and DESA): New York.
Mason, S., and D. Blank. 2013. Mediating Water Use Conflicts in Peace Processes. Center for Security Studies,
Swiss Federal Institute of Technology: Zurich.
Priscoli, J.D., and A.T. Wolf. (2010). Managing and Transforming Water Conflicts. Cambridge University Press:
Cambridge, UK.
Islam, S., and L. Susskind. 2012. Water Diplomacy: A Negotiated Approach to Managing Complex Water
Networks. Routledge: London.
United Nations Education, Scientific and Cultural Organization. 2003. Participation, Consensus Building and
Conflict Management Training Course. Water Division, Programme From Potential Conflict to Cooperation
Potential. UNESCO: Paris.
United States Agency for International Development. 2005. Livelihoods and Conflict: A Toolkit for Intervention.
Office of Conflict Management and Mitigation, USAID: Washington, D.C.
_____. 2014. Water and Conflict: A Toolkit for Programming. Office of Conflict Management and Mitigation,
USAID: Washington, D.C.

‫املوارد الطبيعية يف اتفاقات السالم‬


Bruch, C., D. Jensen, N. Nakayama, and J. Unruh. 2015 forthcoming. Post-conflict Peacebuilding and Natural
Resources: The Promise and the Peril. Cambridge University Press: Cambridge.
Dawes, M. 2015 forthcoming. Considerations on When to Include Natural Resources in Peace Agreements.
In Governance, Natural Resources, and Post-conflict Peacebuilding, ed. C. Bruch, C. Muffett, and S. Nichols.
Earthscan: London.
Haysom, N., and S. Kane. 2009. Negotiating Natural Resources for Peace: Ownership, Control and Wealth-
Sharing. Briefing paper. HD Centre for Humanitarian Dialogue: Geneva.
Mason, S. J. A., P.R. Gröbli, and D. A. Sguaitamatti. 2015 forthcoming. Stepping Stones to Peace? Natural
Resource Provisions in Peace Agreements. In Governance, Natural Resources, and Post-conflict
Peacebuilding, ed. C. Bruch, C. Muffett, and S. S. Nichols. Earthscan: London.
Rustad, S. A., P. Lujala, and P. Le Billon. 2011. Building or spoiling peace? Lessons from the management of
highvalue natural resources. In High-value Natural Resources and Post-conflict Peacebuilding, eds. P. Lujala
and S.A. Rustad. Earthscan: London.
Wennmann, A. 2007. Money Matters: Economic Dimensions of Peace Mediation. Programme for Strategic
and International Security Studies Occasional Paper No. 42007/. Graduate Institute of International Studies:
Geneva.
_____. 2012. Sharing Natural Resource Wealth During War-to-Peace Transitions. In High-value Natural
Resources and Post-conflict Peacebuilding, ed. P. Lujala and S.A. Rustad. London: Earthscan.

‫نوع الجنس‬
Eftimie, A., K. Heller, and J. Strongman. 2009. Gender Dimensions of the Extractive Industries: Mining for
Equity. Extractive Industries and Development Series #8. World Bank: Washington, D.C.
International Fund for Agricultural Development. 2007. Gender and water. IFAD: Rome.
UNEP, UN-WOMEN, PBSO and UNDP. 2013. Women and Natural Resources: Unlocking the Peacebuilding
Potential. United Nations Environment Programme, United Nations Entity for Gender Equality and the
Empowerment of Women, United Nations Peacebuilding Support Office and United Nations Development
Programme: Geneva and New York.
UN Women. 2010. Women’s Participation in Peace Negotiations: Connections between Presence and
Influence. United Nations Entity for Gender Equality and Women’s Empowerment: New York.
UN Women and OHCHR. 2012. Handbook on Effective Strategies to Realize Women’s Rights to Land and
Other Productive Resources. United Nations Entity for Gender Equality and Empowerment of Women and the
United Nations Office of the High Commissioner for Human Rights: New York and Geneva.

.‫تعمم هذه اإلرشادات وحدة دعم الوساطة يف إدارة الشؤون السياسية‬

www.peacemaker.un.org :‫راجع‬
88
‫املرفقات‬
‫املرفق ‪ -1‬توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة – موجز‬

‫املرفق ‪1‬‬
‫توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة –‬
‫موجز‬

‫الوساطة واحدة من أنجع األساليب ملنع النزاعات وإدارتها وتسويتها‪ .‬ولكي تكون الوساطة فعالة‪ ،‬ال يكفي تعيني شخصية بارزة‬
‫تقوم بتأدية دور الطرف الثالث‪ ،‬إذ غالبا ً ما يتوجب إقناع أصحاب املصلحة بجدوى الوساطة يف حني أن عمليات السالم تكون بحاجة‬
‫إىل الدعم السيايس والفني واملايل‪ .‬ولن تسمح الوساطة الظرفية التي تفتقر إىل التنسيق املناسب يف تحقيق سالم دائم حتى لو تمت‬
‫بكل نية حسنة‪.‬‬
‫صدرت “توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة” عىل شكل مرفق لتقرير األمني العام عن تعزيز دور الوساطة يف تسوية‬
‫املنازعات بالوسائل السلمية ومنع نشوب النزاعات وحلها‪ .‬ويف حني أن كل رصاع ونزاع فريد من نوعه‪ ،‬تشري التوجيهات إىل وجود‬
‫ثماني قضايا أساسية ينبغي مراعاتها‪ .‬ويف ما ييل موجز عنها‪.‬‬

‫االستعداد‬
‫تتطلب جهود الوساطة املسؤولة والصادقة إعدادا ً جيداً‪ .‬ويشمل االستعداد املعرفة واملهارات الفردية للوسيط مع وجود فريق متجانس‬
‫من املتخصصني‪ ،‬فضالً عن الدعم السيايس واملايل واإلداري الالزم من الكيان القائم بالوساطة‪ .‬إنه ينطوي عىل وضع اسرتاتيجيات‬
‫للمراحل املختلفة استنادا ً إىل التحليل الشامل للنزاع وتحديد أصحاب املصلحة‪ .‬ويجب توفري املوارد املناسبة واختيار وسيط يمتلك‬
‫املهارات والحساسية الثقافية ويكون شخصا ً غري متحيزا ً به‪ .‬وعىل فريق الوساطة أن يض ّم مجموعة من املحرتفني املدربني‪ ،‬من الرجال‬
‫والنساء؛ وعليهم جميعا ً أن يفهموا البعد الجنساني يف مجاالت اختصاصهم‪.‬‬

‫املوافقة‬
‫الوساطة عملية طوعية تتطلب موافقة أطراف النـزاع حتى تكون فعالة‪ .‬وبدون تلك املوافقة فليس من املرجح أن يتفاوض األطراف‬
‫بحسن نية أو أن تكون ملتزمة بعملية الوساطة‪ .‬واملوافقة إمّ ا أن تكون فورية أو تدرجية وعىل الوسطاء أن يواجهوا حاالت تسحب‬
‫فيها تلك املوافقة‪ .‬عليهم التحيل بالشفافية إلحياء فهم مشرتك بني األطراف بشأن دور الوسيط وأصول عملية الوساطة والحصول عىل‬
‫املوافقة التامة بواسطة آليات بناء الثقة وبالتفاعل مع األطراف الفاعلة أو املنظمات املحلية أو الجماعات‪ ،‬بما فيها مجموعات النساء‪،‬‬
‫فضالً عن األطراف الفاعلة الخارجية التي تكون عىل عالقة مع األطراف املتنازعة‪.‬‬

‫الحياد‬
‫إذا ما اعترب طرف أن عملية وساطة ما متحيزة‪ ،‬فمن املمكن أن يؤدي ذلك إىل تقويض التقدم الحقيقي نحو حل النـزاع‪ .‬وينبغي أن يكون‬
‫الوسيط قادرا ً عىل إدارة عملية متوازنة يتم فيها التعامل مع جميع الجهات الفاعلة بشكل منصف‪ ،‬وينبغي أال تكون له مصلحة مادية يف‬
‫النتيجة‪ .‬ويتطلب ذلك أيضا ً أن يكون الوسيط أو الوسيطة قادرة عىل التحدث مع جميع األطراف الفاعلة ذات الصلة بحل النـزاع‪ .‬والحياد‬
‫ليس مرادفا ً لعدم االنحياز إىل موقف ما‪ ،‬ذلك أن الوسيط‪ ،‬وخاصة إذا كان مبعوثا ً لألمم املتحدة‪ ،‬يكون مكلفا عادة باعتناق مبادئ وقيم‬
‫ً‬
‫رصاحة لألطراف‪ .‬فعىل الوسيط ضمان اإلنصاف والتوازن يف العملية والتعامل مع األطراف‬ ‫عاملية الشمول‪ ،‬وقد يحتاج إىل اإلعالن عنها‬
‫والتحيل بالشفافية مع أطراف النـزاع بشأن القوانني والقواعد الواجبة التطبيق وعدم قبول رشوط من جهات خارجية من شأنها أن تؤثر‬
‫عىل حياده واالستعداد لتسليم املسؤوليات لوسيط آخر‪ ،‬إذا ما شعر الوسيط بعدم القدرة عىل ملء هذه الرشوط‪.‬‬

‫الشمول‬
‫العملية الشاملة للجميع تكون أميل إىل معالجة األسباب الجذرية للنـزاع وزيادة مرشوعية االتفاق والحد من احتمال تقويض‬
‫العملية عىل يد الجهات الفاعلة املستبعدة‪ .‬وليس املقصود بالعملية الشاملة للجميع أن جميع أصحاب املصلحة يشاركون مبارشة يف‬
‫يتعي استحداث اآلليات إلرشاك جميع الرؤى يف العملية‪ .‬وكثريا ً ما تكون القيادات النسائية والجماعات‬
‫املفاوضات الرسمية؛ إنمّ ا ّ‬
‫‪90‬‬
‫املرفق ‪ -1‬توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة – موجز‬

‫النسائية فعالة يف صنع السالم‪ ،‬ولذا ينبغي ربطها بشكل أقوى بعملية الوساطة الرفيعة املستوى‪ .‬وللعملية الشاملة تحدياتها‪ :‬فقد‬
‫ال ترغب جميع أطراف النزاع يف االنخراط يف الوساطة أو ال تتمتع بمستويات كافية من التجانس الالزم للتفاوض‪ .‬قد يواجه الوسطاء‬
‫قيودا ً من أطراف النزاع التي تسعى عموما ً إىل تحديد هوية الجهات الفاعلة املختلفة التي يجري إرشاكها يف العملية وكيفية وتوقيت‬
‫ذلك‪ .‬فعليهم أن يجدوا التوازن بني شمولية العملية وفعاليتها‪.‬‬
‫امللكية الوطنية‬
‫يتعي عىل أطراف النزاع اتخاذ قرار وقف القتال وعىل املجتمع ككل العمل عىل إيجاد مستقبل سلمي‪ .‬وبينما‬ ‫إنها بالغة األهمية إذ إنه ّ‬
‫يستحيل فرض الحلول‪ ،‬فمن املمكن أن يكون الوسطاء مفيدين يف توليد األفكار لحل املسائل موضع النزاع‪ .‬بيد أنه يصعب تحديد‬
‫هوية الجهات التي ينبغي كفالة ملكيتها وتوسيع نطاق ملكية العملية خارج دائرة األشخاص املوجودين يف مواقع السلطة‪ .‬وتقتيض‬
‫امللكية الوطنية تكييف عمليات الوساطة بما يالئم الثقافات املحلية‪ ،‬مع مراعاة القانون الدويل واألطر املعيارية‪ .‬وامللكية الوطنية‬
‫تستدعي التشاور عن كثب وتحيني املعلومات بانتظام ملجموعة واسعة من أصحاب املصلحة فضالً عن األطراف املتفاوضة وإيالء‬
‫االهتمام لألبعاد الثقافية وعند الحاجة دعم بناء القدرات‪.‬‬
‫القانون الدويل واألطر املعيارية‬
‫إن وسطاء األمم املتحدة يعملون ضمن سياق ميثاق األمم املتحدة‪ ،‬وقرارات مجلس األمن والجمعية العامة ذات الصلة‪ ،‬وقواعد املنظمة‬
‫ُسي الوسطاء عملهم أيضا ً ضمن اإلطار الذي تنشئه قواعد القانون الدويل‪ ،‬وأهمها االتفاقيات العاملية واإلقليمية‪ ،‬والقانون‬
‫ونظمها‪ .‬وي ِّ‬
‫الدويل اإلنساني والقانون الدويل لحقوق اإلنسان والقانون الدويل لالجئني والقانون الجنائي الدويل‪ ،‬بما يف ذلك‪ ،‬حسب االقتضاء‪ ،‬نظام‬
‫روما األسايس للمحكمة الجنائية الدولية‪ .‬وتؤثر التوقعات املعيارية عىل عملية الوساطة‪ ،‬وذلك مثالً بشأن عملية العدالة وتوخي‬
‫الحقائق واملصالحة؛ وشمول املجتمع املدني؛ وتمكني النساء ومشاركتهن يف العملية‪ .‬ويسهم االتساق مع القانون الدويل والقواعد‬
‫الدولية يف تعزيز مرشوعية العملية واستدامة أي اتفاق‪ .‬بيد أن املوازنة بني مطالب أطراف النـزاع واألطر املعيارية والقانونية قد‬
‫تكون مسألة معقدة‪ .‬وكثريا ً ما يضطر الوسطاء إىل التعامل مع الرضورة امللحة إلنهاء العنف يف سياقات توجد فيها أيضا ً حاجة‬
‫واضحة إىل التصدي النتهاكات حقوق اإلنسان‪.‬‬
‫اتساق جهد الوساطة وتكامليته‬
‫يشمل االتساق النهج املتفق عليها و‪/‬أو املنسقة‪ ،‬بينما تشري التكاملية إىل الحاجة إىل تقسيم واضح للعمل عىل أساس املزايا النسبية‬
‫للجهات الفاعلة املنخرطة يف الوساطة‪.‬‬
‫يف ضوء العدد املتزايد للجهات الفاعلة املنخرطة يف الوساطة‪ ،‬يصبح من الرضوري ومن الصعب يف نفس الوقت توفري هذه الرشوط‪.‬‬
‫إن تعدد الجهات الفاعلة يحمل يف طياته خطر عمل كل منها من أجل غايات متضاربة والتنافس فيما بينها‪ .‬ومن شأن اختالف هيئات‬
‫صنع القرار‪ ،‬والثقافات السياسية‪ ،‬واألطر القانونية واملعيارية‪ ،‬ومستويات املوارد‪ ،‬والقواعد واإلجراءات املالية واإلدارية‪ ،‬أن يجعل‬
‫تحقيق التجانس والتنسيق والتكاملية من الصعوبة بمكان‪ .‬وبينما أسهمت مبادرات الوساطة املشرتكة أو ذات القيادة املشرتكة يف‬
‫ُفضل بوجه عام وجود وسيط رئييس من هيئة واحدة استنادا ً إىل رشاكة‬ ‫ً‬
‫متباينة‪ .‬وي َّ‬ ‫تحقيق غايات سياسية هامة‪ ،‬فإن النتائج كانت‬
‫اسرتاتيجية وتنسيق مع الهيئات الوسيطة األخرى‪ .‬ويشكل الدعم املتسق لجهود الوساطة من الجهات الفاعلة الدولية وتوصيل رسائل‬
‫منسجمة ألطراف النزاع جانبيني مهمني آخرين من عملية إيجاد البيئة املواتية للوساطة‪.‬‬
‫اتفاقات السالم الجيدة‬
‫يجري التوصل إىل أنواع مختلفة من االتفاقات‪ ،‬خالل مسار عملية الوساطة‪ ،‬ترتاوح بني االتفاقات املحدودة النطاق نسبياً‪ ،‬مثل‬
‫اتفاقات وقف إطالق النار أو االتفاقات اإلجرائية بشأن طبيعة املحادثات‪ ،‬واتفاقات السالم األكثر شموالً‪ .‬وإضافة إىل ذلك‪ ،‬قد تقوم‬
‫الحاجة إىل الوساطة يف مرحلة التنفيذ‪ .‬وينبغي التفاقات السالم أن توقف العنف وأن توفر منتدىً لتحقيق السالم والعدالة واألمن‬
‫واملصالحة بشكل مستدام‪ .‬وينبغي بقدر اإلمكان يف كل حالة أن تعالج االتفاقات أخطاء املايض وأن تخلق يف الوقت نفسه رؤية‬
‫مشرتكة ملستقبل البلد‪ .‬وينبغي أيضا ً أن تحرتم اتفاقات السالم القانون الدويل اإلنساني والقانون الدويل لحقوق اإلنسان والقانون‬
‫الدويل لالجئني‪ .‬وتحدِّد خصائص العملية ومضامني االتفاق صالحية اتفاق السالم‪ .‬وعادة ما تستند استدامته عىل درجة االلتزام‬
‫السيايس ألطراف النزاع‪ ،‬ومقدار تأييد السكان لها‪ ،‬ومدى معالجتها لألسباب الجذرية للنـزاع‪ ،‬وما إذا كان بمقدورها تحمُّ ل التوترات‬
‫الناجمة عن تنفيذها ومدى وجود عمليات مالئمة للتعامل مع الخالفات املحتملة التي تنشأ أثناء التنفيذ‪ ،‬مع العلم بأن تنفيذ اتفاقات‬
‫السالم كثريا ً ما يعتمد عىل الدعم الدويل اعتمادا ً كبرياً‪.‬‬
‫تعمم هذه التوجيهات وحدة دعم الوساطة يف إدارة الشؤون السياسية‪.‬‬

‫راجع‪www.peacemaker.un.org :‬‬

‫‪91‬‬
‫املرفق ‪ -2‬الخيارات واملوارد املتوفرة لدعم الوساطة يف إدارة الشؤون السياسية وبرنامج األمم املتحدة للبيئة‬

‫املرفق ‪2‬‬
‫الخيارات واملوارد املتوفرة لدعم الوساطة يف إدارة‬
‫الشؤون السياسية وبرنامج األمم املتحدة للبيئة‬

‫وحدة دعم الوساطة وفريق خرباء الوساطة االحتياطي يف إدارة الشؤون السياسية‬
‫تعمل وحدة دعم الوساطة يف إدارة الشؤون السياسية بالتعاون الوثيق مع الشعب اإلقليمية يف اإلدارة للتخطيط لجهود الوساطة عىل‬
‫األرض ودعمها استجابة لطلب الدول األعضاء‪ .‬ومن جملة وظائف وحدة دعم الوساطة‪ ،‬يذكر‪:‬‬
‫• تقديم املشورة والدعم املايل واملادي لعمليات السالم؛‬
‫• السعي إىل تعزيز قدرات الوساطة يف املنظمات اإلقليمية ودون اإلقليمية؛‬
‫• حفظ املعارف يف مجال الوساطة والسياسات واإلرشادات واملمارسات الحميدة ذات الصلة‪.‬‬
‫كما أن إدارة الشؤون السياسية مسؤولة عن فريق خرباء الوساطة االحتياطي وهو مجموعة من الخرباء تحت الطلب تم تأسيسها يف‬
‫عام ‪ .2008‬ويمكن االستعانة بالخرباء فرادى أو عىل شكل مجموعة منهم ملساعدة الوسطاء يف امليدان‪ .‬وبالفعل قدم أعضاء الفريق‬
‫الدعم يف الكثري من املفاوضات‪ ،‬وهم يتمتعون بخربة يف مجاالت عديدة منها املوارد الطبيعية‪ .‬كما أنهم يتحلون باملرونة الكافية للنرش‬
‫الرسيع بغية مساعدة وسطاء األمم املتحدة وغريهم يف كل أرجاء املعمورة أو لتقديم التحاليل أو إسداء املشورة عن بعد‪ .‬وعندما‬
‫ال يعمل أعضاء الفريق يف امليدان ينكبون عىل صياغة املمارسات الحميدة واملواد التدريبية لألمم املتحدة‪.‬‬
‫فضالً عن فريق خرباء الوساطة االحتياطي‪ ،‬تحتفظ إدارة الشؤون السياسية بقائمة من الوسطاء تشمل حاليا ً ‪ 300‬خبري يف مجال‬
‫الوساطة‪ .‬ولهؤالء معارف ومهارات وخربة متنوعة بحيث يصبح ممكنا ً تلبية شتى االحتياجات‪ .‬ويوزع أعضاء القائمة عىل فئات ثالث‪:‬‬
‫(‪ )1‬كبار الوسطاء الذين يمكن نرشهم بصفة الوسيط الرئييس أو املبعوث الخاص؛ و(‪ )2‬الوسطاء العمليون الذين يمكن نرشهم‬
‫بصفة “مدير مكتب” أو عضو يف فريق الوساطة كعون للوسيط الرئييس؛ و(‪ )3‬الخرباء الفنيون الذين يمكن االستعانة بهم للحصول‬
‫عىل املشورة اإلجرائية أو املوضوعية بشأن مجموعة واسعة من املسائل املتصلة بالوساطة‪.‬‬
‫ويف حوزة إدارة الشؤون السياسية أخريا ً أداة دعم الوساطة عىل الخط ‪ .UN Peacemaker‬إنها قاعدة بيانات أعدت لخدمة محرتيف‬
‫الوساطة وتشتمل عىل ما يزيد عىل ‪ 750‬اتفاق سالم ومواد إرشادية ومعلومات عن خدمات دعم الوساطة التي تقدمها األمم املتحدة‪.‬‬
‫لالتصال‪:‬‬
‫‪UN Peacemaker: http://peacemaker.un.org‬‬

‫برنامج األمم املتحدة للبيئة والدعم يف مجال الدبلوماسية البيئية‬


‫يعرض برنامج األمم املتحدة للبيئة عىل الدول األعضاء خربة فنية ملساعدتها عىل تحويل النزاعات عىل املوارد الطبيعية والبيئة إىل‬
‫فرص لبناء الثقة والتعاون وتقاسم املنافع‪ .‬عند الطلب‪ ،‬يؤدي برنامج البيئة دور الخبري املحايد والطرف الثالث املوثوق‪/‬الشاهد‬
‫الخبري يف الوساطة يف النزاعات عىل املوارد باالعتماد عىل حياده وتوجيهه الفني وخربته يف مجال التعاون البيئي‪ .‬فضالً عن ذلك‪ ،‬فإن‬
‫برنامج األمم املتحدة للبيئة يضع خربته بترصف عمليات الوساطة الدولية حيث تؤدي الدراية الفنية باملوارد الطبيعية دورا ً إيجابيا ً‬
‫وتكمل كفاءات فريق الوساطة‪ .‬إنها خدمات تشمل موارد طبيعية متنازع عليها أو استخدام املوارد الطبيعية املشرتكة كمنطلق‬
‫للتعاون وبناء الثقة بني األطراف‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫املرفق ‪ -2‬الخيارات واملوارد املتوفرة لدعم الوساطة يف إدارة الشؤون السياسية وبرنامج األمم املتحدة للبيئة‬

‫ويف حوزة برنامج البيئة مجموعة من األدوات والخربات التي يطلق عليها اسم الدعم يف مجال الدبلوماسية البيئة والتي تستخدم وفقا ً‬
‫لسياق النزاع وطبيعته‪ .‬ومنها‪:‬‬
‫• استخدام البيئة كمدخل للحوار بني أصحاب املصلحة يف سياق نزاع واسع النطاق عىل املوارد الطبيعية؛‬
‫• تيسري الحلول الفنية لوضع قاعدة بيانات مشرتكة تثريها األطراف باملعلومات؛‬
‫• تنظيم عمليات التقييم املستقلة باالعتماد عىل أحدث التقنيات لتحقيق التكافؤ بني األطراف من حيث الوصول إىل املعلومات‬
‫ولتحديد خارطة طريق؛‬
‫• تيسري اجتماعات فنية وتوفري مجال محايد للحوار ودعم استشارة أصحاب املصلحة؛‬
‫• توفري أمثلة ملقارنة الحلول املعتمدة يف حاالت أخرى تجسد املمارسات الحميدة أو املساعدة عىل تحليل التصورات أو‬
‫الحلول البديلة؛‬
‫• بناء القدرات وحشد املوارد من أجل تنفيذ خطط أعمال األطراف ومشاريعها ورصدها واملصادقة عليها‪.‬‬
‫كما يشارك برنامج األمم املتحدة للبيئة يف إدارة املنصة العاملية للمعارف وجماعة املمارسني املعنية ببناء السالم عن طريق البيئة‪.‬‬
‫وتسلط املنصة الضوء عىل مساهمة املوارد الطبيعية يف بناء السالم واالنتعاش بعد انتهاء النزاع ويف الحد من املخاطر االقتصادية‬
‫واالجتماعية والبيئية يف آن واحد‪ .‬تستخلص املنصة الدروس والنهج الفاعلة وتذكي وعي العاملني يف مجال الوساطة والباحثني‬
‫وصانعي القرارات بشأنها‪ .‬وقد أعد مؤسسو املنصة – وهم برنامج األمم املتحدة للبيئة ومعهد القانون البيئي وجامعة ماك جيل‬
‫وجامعة طوكيو – ‪ 150‬دراسة حالة وجمعوا ما يزيد عىل ألف مؤلف عن املمارسات الحميدة والدروس املستخلصة‪ .‬ويف املنصة تركيز‬
‫عىل موضوع الوساطة يف النزاعات عىل املوارد ومراعاة املوارد الطبيعية يف اتفاقات السالم‪.‬‬

‫لالتصال‪:‬‬
‫‪www.unep.org/ecp/mediation‬‬

‫‪www.environmentalpeacebuilding.org‬‬

‫‪93‬‬
‫املرفق ‪ -3‬شكر‬

‫املرفق ‪3‬‬
‫شكر‬

‫املؤلفون الرئيسيون‬
‫مايكل ج‪ .‬براون‬
‫األمم املتحدة‪ ،‬إدارة الشؤون السياسية‪ ،‬فريق خرباء الوساطة االحتياطي‪ ،‬كبري خرباء الوساطة‬
‫أليكس كريبوفسكي‬
‫األمم املتحدة‪ ،‬إدارة الشؤون السياسية‪ ،‬فريق خرباء الوساطة االحتياطي‪ ،‬كبري خرباء الوساطة‬
‫دافيد جينسن‬
‫برنامج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث‪ ،‬رئيس التعاون البيئي من أجل بناء السالم‬
‫جوزي ليانا كاي‬
‫مديرة‪ ،TrustWorks Global ،‬وسابقا ً مساعدة مدير يف مركز تسوية النزاعات الدولية يف جامعة كولومبيا‬

‫مساهمون إضافيون ومراجعون من األنداد‬


‫جورج أندرسن‬
‫األمم املتحدة‪ ،‬إدارة الشؤون السياسية‪ ،‬فريق خرباء الوساطة االحتياطي‪ ،‬كبري خرباء الوساطة‬
‫أويل براون‬
‫برنامج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث‬
‫صويف براون‬
‫برنامج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث‬
‫فلوريان برويا‬
‫الرشاكة بني االتحاد األوروبي واألمم املتحدة املتعلقة باألرايض واملوارد الطبيعية ومنع النزاعات‬
‫كني كونكا‬
‫الجامعة األمريكية‬
‫جوفري د‪ .‬دابلكو‬
‫جامعة أوهايو‬
‫روبريت دان‬
‫األمم املتحدة‪ ،‬إدارة الشؤون السياسية‪ ،‬وحدة دعم الوساطة‬

‫‪94‬‬
‫املرفق ‪ -3‬شكر‬

‫نيكوال سيسنريوس‬
‫برنامج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث‬
‫دافيد فريمان‬
‫معهد بناء التوافق‬
‫سيلجا هال‬
‫برنامج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث‬
‫دينيس هامرو دروتس‬
‫برنامج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث‬
‫أرنو هوانو‬
‫األمم املتحدة‪ ،‬إدارة الشؤون السياسية‪ ،‬وحدة دعم الوساطة‬
‫ستيفن جاكسون‬
‫األمم املتحدة‪ ،‬إدارة الشؤون السياسية‪ ،‬وحدة دعم الوساطة‬
‫ماتي ليهتونني‬
‫برنامج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث‬
‫آالن المبورور‬
‫جامعة براندايس‬
‫ماتيس فان مآساكرس‬
‫جامعة هارفارد‬
‫داغ سيريستاد‬
‫برنامج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث‬
‫مباصريه سيديباه‬
‫جامعة براندايس‬
‫نيكي سياهبوش‬
‫األمم املتحدة‪ ،‬إدارة الشؤون السياسية‪ ،‬وحدة دعم الوساطة‬
‫كاسيدي ترافيس‬
‫برنامج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬الدائرة املعنية بحاالت ما بعد النزاع وإدارة الكوارث‬
‫إريكا واينتال‬
‫جامعة ديوك‬
‫سيسل إيفون‬
‫مركز الحوار اإلنساني‬
‫كاملو إسكيفيا زاباتا‬
‫جامعة براندايس‬

‫‪95‬‬
‫املرفق ‪ -3‬شكر‬

‫التحرير‬
‫بيرت ويتن‬

‫الخرائط والرسوم البيانية‬


‫ماثيو بريترشد‬
‫قسم الجغرافيا‪ ،‬جامعة ماك جيل‬

‫الدعم املؤسيس‬
‫مركز تسوية النزاعات الدولية يف جامعة كولومبيا‬

‫املشاركون يف ورشة عمل “الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية”‬


‫مؤسسة غرينرتي‪ ،‬نيويورك‪ ،‬ترشين الثاني‪/‬نوفمرب ‪2011‬‬
‫فريجينيا أرنكي‬
‫موظفة برنامج‪ ،‬برنامج األمم املتحدة اإلنمائي‬
‫جوديت أسوني‬
‫مديرة تنفيذية‪Academic Associates PeaceWorks ،‬‬

‫أنطونيو برنالس‬
‫مدير تنفيذي واستشاري أول‪Futuro Sostenible ،‬‬

‫فلوريان برويا‬
‫منسق‪ ،‬الرشاكة بني االتحاد األوروبي واألمم املتحدة املتعلقة باألرايض واملوارد الطبيعية ومنع النزاعات‬
‫ألفونسو كاسرتو‬
‫أستاذ مساعد يف علم اإلنسان‪ ،‬كلية ماكسويل للمواطنة والشؤون العامة‪ ،‬جامعة سرياكيوز‬
‫أليكس كريبوفسكي‬
‫األمم املتحدة‪ ،‬إدارة الشؤون السياسية‪ ،‬فريق خرباء الوساطة االحتياطي‬
‫دينيس هامرو دروتس‬
‫موظف برنامج مساعد‪ ،‬برنامج األمم املتحدة للبيئة‬
‫بن هوفمان‬
‫رئيس‪ ،‬املعهد الكندي الدويل للمفاوضات التطبيقية‬
‫أرنو هوانو‬
‫موظف برنامج‪ ،‬األمم املتحدة‪ ،‬إدارة الشؤون السياسية‬
‫عمر إنمدار‬
‫مدير برنامج‪ ،‬البنك الدويل‬
‫دافيد جينسن‬
‫رئيس التعاون البيئي من أجل بناء السالم‪ ،‬برنامج األمم املتحدة للبيئة‬
‫دانييل جونستون‬
‫محامي‪Hope Johnston and Associates ،‬‬

‫هييل كانرفا‬
‫نائبة الرئيس‪ ،‬وحدة سياسة األمن وإدارة األزمات‪ ،‬وزارة الخارجية‪ ،‬فنلندا‬
‫جوزي ليانا كاي‬
‫‪96‬‬
‫املرفق ‪ -٣‬شكر‬

‫مديرة‪ ،TrustWorks Global ،‬وسابقا ً مساعدة مدير يف مركز تسوية النزاعات الدولية يف جامعة كولومبيا‬
‫ماتي ليهتونني‬
‫موظف برنامج‪ ،‬برنامج األمم املتحدة للبيئة‬
‫ستيف لونرغان‬
‫أستاذ يف الجغرافيا‪ ،‬جامعة فكتوريا‬
‫ثيودور ماكدونالد‬
‫زميل يف اللجنة الجامعية لدراسات حقوق اإلنسان‪ ،‬محارض يف الدروس االجتماعية‪ ،‬جامعة هارفارد‬
‫نورم ماكلود‬
‫مدير تنفيذي‪ ،‬االئتالف االسرتاتيجي للهواء النقي‬
‫سيمون ماسون‬
‫باحث رئييس يف مرشوع دعم الوساطة‪ ،‬مركز دراسات األمن‪ ،‬املعهد الفدرايل السويرسي للتكنولوجيا يف زيورخ‬
‫ريتشارد أ‪ .‬ماثيو‬
‫أستاذ يف التخطيط والسياسة والتصميم ويف العلوم السياسية‪ ،‬جامعة كاليفورنيا‪ ،‬إرفاين‬
‫كريس و‪ .‬مور‬
‫رشيك‪Collaborative Decision Resources Associates ،‬‬
‫كلفني أونغ‬
‫كبري موظفي الشؤون السياسية‪ ،‬األمم املتحدة‪ ،‬إدارة الشؤون السياسية‬
‫ستيفن أوين‬
‫نائب رئيس‪ ،‬العالقات الخارجية والقانونية واملجتمعية‪ ،‬جامعة كولومبيا الربيطانية‬
‫ريتشارد بايسيل‬
‫مدير‪ ،‬برنامج الدكتور أندرو ر‪ .‬تومسون لقانون املوارد الطبيعية‪ ،‬جامعة كولومبيا الربيطانية‬
‫جيمس شوفيلد‬
‫مستشار الشؤون الخارجية‪ ،‬رشكة شيل‬
‫ميغ تايلور‬
‫نائبة رئيس‪ ،‬مكتب مستشار االمتثال‪/‬أمني مظالم املؤسسة املالية الدولية والوكالة الدولية لضمان االستثمار‬
‫جينا توري‬
‫استشارية‪ ،‬وحدة دعم الوساطة‪ ،‬إدارة الشؤون السياسية‪ ،‬األمم املتحدة‬
‫ساره تويل‬
‫زميلة الجمعية األمريكية للنهوض بالسياسة العلمية‪ ،‬مكتب الدعم الفني‪ ،‬مكتبا آسيا والرشق األوسط‪ ،‬وكالة التنمية الدولية التابعة‬
‫للواليات املتحدة‬
‫جون أونرو‬
‫أستاذ مساعد‪ ،‬قسم الجغرافيا البرشية والتنمية الدولية‪ ،‬جامعة ماك جيل‬
‫باتريسيا فاسكيز‬
‫كبرية الزمالء‪ ،‬معهد الواليات املتحدة للسالم‬
‫أشيم وينمان‬
‫مدير تنفيذي‪ ،‬منتدى جنيف لبناء السالم‬
‫تريزا وتفيلد‬
‫كبرية الزمالء‪ ،‬مركز التعاون الدويل‬
‫‪97‬‬
‫املرفق ‪ -4‬الحوايش واملراجع‬

‫املرفق ‪4‬‬
‫الحوايش واملراجع‬

‫عن املرشوع‬
‫للمزيد من املعلومات‪ ،‬راجع ‪.www.un.org/en/land-natural-resources-conflict‬‬ ‫أو ال ً‬

‫للمزيد من املعلومات‪ ،‬راجع ‪.www.environmentalpeacebuidling.org‬‬ ‫ثاني ا ً‬

‫الجزء ألف‪ -‬اإلرشادات األساسية‬

‫‪ -1‬املقدمة‬
‫وضع هذا الدليل حتى يكون بني أيدي من يحرتف الوساطة أداة إضافية تعرض املمارسات الفضىل يف التوسط يف النزاعات عىل‬ ‫‪ 1‬‬
‫املوارد‪ .‬وفيه أيضا ً فائدة ألصحاب املصلحة والخرباء املتخصصني يف تحديد الخطوات األساسية ألي عملية وساطة عىل املوارد‬
‫الطبيعية مع أنه من املستحسن أن يحصلوا عىل مزيد من التدريب ويطلعوا عىل مراجع أخرى حول التفاوض عىل املصالح قبل‬
‫االنخراط يف عملية وساطة واستعمال أدواتها‪.‬‬
‫يتضمن هذا الدليل توصيات خاصة باملوارد االستخراجية واألرايض واملياه‪ .‬إن دراسات الحالة واألمثلة املستمدة من أرض‬ ‫‪ 2‬‬
‫الواقع تتمحور كلها حول هذه القطاعات الثالثة‪ .‬فليدرك القارئ أن هذا الدليل ال يشمل بالتحديد قطاعات مثل مصائد األسماك‬
‫واألحراج فضالً عن البنى األساسية الرئيسية كالسدود‪ .‬إال أن الدليل قد يساعد عىل تصميم عملية وساطة تتعلق بها‪ .‬عىل القائم‬
‫بالوساطة أن يدرس مالءمة كل أسلوب مقرتح مع ظروف النزاع عىل النحو املألوف يف مجال الوساطة‪ .‬ويف هذا الدليل‪ ،‬أدرجت‬
‫الحراجة ألغراض التجارة تحت عنوان األنشطة االستخراجية عىل اعتبار أن منح االمتيازات والرتاخيص يواجه املصاعب عينها‬
‫يف مجايل الحوكمة والعالقات االجتماعية‪ .‬لذلك فإن أساليب الوساطة يف قطاع األنشطة االستخراجية يف هذا الدليل تنسحب‬
‫أيضا ً عىل قطاع الحراجة ألغراض التجارة‪ .‬كما يف الدليل اعرتاف بأنه يمكن تناول موضوع الغابات واملوارد الطبيعية األخرى‬
‫مثل املروج بصورة منفصلة ألنها موارد متجددة؛ لذلك أدرجت األساليب الخاصة بتلك املوارد املتجددة مثل استخدام الخطط‬
‫املكانية واإلدارة القائمة عىل النظم البيئية يف الجزء الخاص باألنشطة االستخراجية‪.‬‬
‫ تمت صياغة محتويات الدليل بصورة تعاونية بمشاركة خرباء من إدارة الشؤون السياسية وبرنامج األمم املتحدة للبيئة ومركز‬ ‫‪3‬‬
‫تسوية النزاعات الدولية يف جامعة كولومبيا ومركز الحوار اإلنساني فضالً عن مساهمة ‪ 30‬وسيطا ً محرتفا ً شاركوا يف اجتماع‬
‫الخرباء املعني بالوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية املنعقد يف نيويورك يف ترشين الثاني‪/‬نوفمرب ‪ .2011‬وقد توىل صياغة‬
‫املذكرة التي رفعت إىل اجتماع الخرباء أليكس كريبوفسكي وجوزي ليانا كاي‪ .‬وعىل ضوء املعلومات املستقاة من اجتماع الخرباء‬
‫واستعراض أنداد خارجيني‪ ،‬قام أليكس كريبوفسكي وجوزي ليانا كاي ودافيد جينسن وماتي ليهتونني وأرنو هوانو ودينيس‬
‫هامرو دروتس بالتوسع يف املوضوع‪ .‬أما مايكل براون فقد أدخل عىل مسودة النص تعديالت هامة وأضاف إليه مقاطع‬
‫جوهرية‪ .‬لذلك فإن الدليل يف صيغته النهائية لهو ثمرة مساهمات مجموعة من الخرباء ال يمكن نسبها إىل وسيط أو خبري‬
‫واحد‪.‬‬
‫‪United Nations Environment Programme (UNEP). 2009. From Conflict to Peacebuilding: The Role of Natural Resources‬‬ ‫‪ 4‬‬
‫‪.and the Environment. Geneva‬‬
‫األمني العام لألمم املتحدة‪ :A/64/866-S/2010/386 .2010 .‬تقرير مرحيل لألمني العام عن بناء السالم يف املرحلة التي تعقب‬ ‫‪ 5‬‬
‫مبارشة انتهاء النزاع‪ .‬األمم املتحدة‪ :‬نيويورك‪( .‬راجع الفقرتني ‪ 31‬و‪ 44‬بشكل خاص)‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫املرفق ‪ -4‬الحوايش واملراجع‬

‫ األمني العام لألمم املتحدة‪ .2012 .‬بيان يف مناسبة اليوم الدويل ملنع استغالل البيئة يف الحروب والنزاعات املسلحة‪ .‬األمم‬ ‫‪6‬‬
‫املتحدة‪ :‬نيويورك‪.‬‬
‫ األمني العام لألمم املتحدة‪ :*A/66/811 .2012 .‬تقرير األمني العام‪ ،‬تعزيـز دور الوساطـة يف تسوية املنازعات بالوسائل‬ ‫‪7‬‬
‫السلمية ومنع نشوب النزاعات وحلها‪ ،‬الفقرة ‪ .13‬األمم املتحدة‪ :‬نيويورك‪.‬‬
‫إن األخشاب ومع أنها ال تعد من املوارد االستخراجية تدرج أحيانا ً يف هذه الفئة ألنه غالبا ً ما تعالج أو تدار بأسلوب يشبه أسلوب‬ ‫‪ 8‬‬
‫معالجة املوارد االستخراجية “التقليدية” ويرخص استغاللها عادة بموجب عقد امتياز أو ترخيص شأنها شأن املوارد املعدنية‬
‫والنفط والغاز‪ .‬كما أن استغالل األخشاب لألغراض التجارية يتسبب يف مصاعب شبيهة بتلك التي تتسبب فيها املوارد األخرى‬
‫كاآلثار االجتماعية والبيئية الخطرية واحتمال ظهور نزاعات مع املجموعات املحلية حول تقاسم املنافع‪.‬‬
‫‪Haysom, N., and S. Kane. 2009. Negotiating Natural Resources for Peace: Ownership,‬‬ ‫ باالستناد إىل اإلطار الذي وضعه‬ ‫‪9‬‬
‫‪Control and Wealth-sharing, 5-6. Centre for Humanitarian Dialogue: Geneva; and FAO. 2005. Negotiation and Mediation‬‬
‫‪.Techniques for Natural Resource Management, 34. United Nations Food and Agriculture Organization: Rome‬‬
‫‪ 10‬األمم املتحدة‪ .2012 .‬توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة‪ .‬األمم املتحدة‪ :‬نيويورك‪.‬‬
‫‪ 11‬يشكل مؤلف‬
‫‪Moore, C.W. 2014. The Mediation Process: Practical Strategies for Resolving Conflict, 4th Edition. Jossey-‬‬
‫‪Fisher, R., and W. Ury. 1981.‬‬ ‫‪ Bass: San Francisco‬مدخالً جيدا ً للوساطة‪ .‬ولالطالع عىل مدخل للتفاوض عىل املصالح راجع‬
‫‪.Getting to Yes: Negotiating Agreement Without Giving In. Penguin Books: New York‬‬

‫‪ 12‬األمم املتحدة‪ .‬توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة‪.‬‬


‫‪Moore, The Mediation Process,‬‬ ‫‪ 13‬إن بعض املسائل التي ترد يف هذا الجزء مستمدة بشكل خاص من الجزأين األول والثاني من‬
‫‪.4th Edition‬‬
‫‪ 14‬قاد مركز الحوار اإلنساني الجولة األوىل للوساطة يف آتشيه‪ ،‬يف إندونيسيا‪ ،‬واملعروفة بعملية جنيف‪( .‬راجع دراسة الحالة رقم‬
‫‪ .)1‬وقاد البنك الدويل الوساطة حول معاهدة مياه السند‪( .‬راجع دراسة الحالة رقم ‪ .)6‬ويمكن أن يكون الوسيط هيئة من‬
‫هيئات األمم املتحدة مثل وحدة دعم الوساطة يف إدارة الشؤون السياسية كما يف حال الحوار حول حوض سيستان بني إيران‬
‫وأفغانستان‪( .‬راجع دراسة الحالة رقم ‪.)7‬‬
‫‪ 15‬قاد رئيس فنلندا السابق‪ ،‬مارتـّي أهتيسآري‪ ،‬جولة الوساطة الثانية‪( .‬راجع دراسة الحالة رقم ‪ .)1‬وعرفت العملية باسم عملية‬
‫هلسنكي‪.‬‬
‫‪ 16‬عىل سبيل املثال‪ ،‬كان دور الواليات املتحدة واألرجنتني والربازيل وشييل أساسيا ً يف تسوية النزاع الحدودي بني إكوادور وبريو‪.‬‬
‫(راجع دراسة الحالة رقم ‪.)5‬‬
‫‪ 17‬لعرض مفصل لهذه املسألة‪ ،‬راجع‪.Moore, The Mediation Process, 4th Edition, pages 216-222 :‬‬
‫‪Zartman, I. W. 2000. Ripeness: The Hurting Stalemate and Beyond. In International Conflict Resolution after the Cold War,‬‬ ‫ ‪1‬‬
‫‪8‬‬
‫‪.ed, P. Stern and D. Druckman. National Academy Press: Washington, D.C‬‬
‫‪ 19‬ملسارات الوساطة املختلفة تعاريف مختلفة‪ .‬هذه املجموعة من التعاريف هي التي اعتمدتها إدارة الشؤون السياسية لألمم‬
‫املتحدة يف ممارستها املعتادة‪.‬‬
‫ ‪Pruitt, B., and P. Thomas. 2007. Democratic Dialogue: A Handbook for Practitioners. General Secretariat of the Organization‬‬ ‫‪ 20‬‬
‫‪of American States: Washington, DC; International Institute for Democracy and Electoral Assistance: Stockholm; United‬‬
‫‪.Nations Development Programme: New York‬‬

‫‪ -2‬إرشادات الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية‬


‫‪- 2‬‬
‫‪ 21‬يعرف برنامج األمم املتحدة للبيئة الدبلوماسية البيئية “بالعملية التي يتم فيها تأدية دور الطرف الثالث املحايد واملوثوق من‬
‫أجل مساعدة أصحاب املصلحة عىل تحويل النزاعات عىل املوارد الطبيعية إىل فرص للتعاون وتحقيق املنفعة املشرتكة بواسطة‬
‫مجموعة من األدوات واألساليب (مثالً‪ ،‬الحوار والوساطة والتدريب والتقييم وتحليل التصورات واملشاريع الريادية املشرتكة‬
‫وإلخ)”‪.‬‬
‫‪ 22‬الستعراض أساليب تقييم النزاعات راجع ‪ .Moore, The Mediation Process, 4th edition, pages 106-168‬ويستطيع الوسطاء‬
‫االستعانة بأدوات كثرية إلجراء تحليل مفصل للسياق والنزاع رهنا ً بحجم النزاع عىل املوارد الطبيعية وتشعبه‪ .‬ومنها‪UN. )1( :‬‬
‫‪2014 draft. Conflict and Development Analysis. United Nations: New York; (2) DFID. 2002. Conducting Conflict Assessments:‬‬
‫‪Guidance Notes. UK Department for International Development: London; (3). SIDA. 2006. Manual for Conflict Analysis.‬‬

‫‪99‬‬
‫ الحوايش واملراجع‬-4 ‫املرفق‬

Division for Peace and Security through Development Cooperation. Swedish International Development Cooperation:
Stockholm; (4) USG. 2008. Interagency Conflict Assessment Framework. United States Government: Washington, DC; (5)
Unsworth, S. 2007. Framework for Strategic Governance and Corruption Analysis: Designing Strategic Responses Towards
.Good Governance. Conflict Research Unit. Clingendael Institute: The Hague
UNEP, UN-WOMEN, PBSO and UNDP. 2013. Women and Natural Resources: Unlocking the Peacebuilding Potential. United 23
Nations Environment Programme, United Nations Entity for Gender Equality and the Empowerment of Women, United
.Nations Peacebuilding Support Office, and United Nations Development Programme: Geneva and New York

Moore, C.W. 1996. The Mediation Process: Practical Strategies ‫ إن الزوايا الخمس وأساليب التدخل ذات الصلة مستمدة من‬24
‫ تم اللجوء إىل هذا التصنيف ألنه بسيط للغاية‬.for Resolving Conflict, 2nd Edition. Josey-Bass: San Francisco, pages 60-61
.Moore, The Mediation Process, 4th Edition :‫مع أن مور قد أعد تصنيفا ً أكثر تفصيالً ودقة يف كتابه األخري املذكور أعاله‬
Sidaway, R. 2005. Resolving Environmental Disputes: From Conflict to Consensus, pages 44-51 Earthscan: ً ‫ راجع أيضا‬25
.London
Susskind, L. 2014. Good for You, )1( :‫راجع‬ ،‫ للمزيد من املعلومات عن املنافع املشرتكة والنتائج التي ال غالب فيها وال مغلوب‬26
Great for Me: Finding the Trading Zone and Winning at Win-Win Negotiation. Public Affairs Publishing: New York; (2)
Susskind, L., and P. Field. 1996. Dealing with an Angry Public: The Mutual Gains Approach to Resolving Disputes. The Free
Press: New York; (3) Sebenius, J.K. 1983. Negotiation Arithmetic: Adding and Subtracting Issues and Parties. International
Organization 37 (2): 281-316; (4) Lax, D., and J. K. Sebenius. 2006. 3-D Negotiation: Powerful Tools to Change the Game in
.Your Most Important Deals. Harvard Business School Press: Boston
.Haysom and Kane, Negotiating Natural Resources for Peace 27
.‫ توجيهات األمم املتحدة من أجل الوساطة الفعالة‬،‫ األمم املتحدة – إدارة الشؤون السياسية‬28
.‫ إن تسوية املنازعات عىل التنفيذ تستدعي بدورها الوساطة إال أن التوجيهات بهذا الشأن تخرج عن نطاق هذا الدليل‬29

‫ إرشادات حول الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم‬-3


-3
Mayorga, E.A. 2009. Extractive Industries Value Chain: A Comprehensive Integrated Approach to Developing Extractive Industries. 30
.Extractive industries and development series no. 3. Africa working paper series no. 125. World Bank: Washington, D.C

‫ غالبا ً ما تلجم املصاعب الجسيمة املساهمة الهائلة التي يحتمل أن تقدمها املوارد الطبيعية الثمينة يف عملية السالم والتنمية‬31
‫ فتميل البلدان الغنية باملوارد إىل التقصري يف أدائها االقتصادي واإلنمائي مقارنة مع البلدان الفقرية باملوارد وهي‬.‫االقتصادية‬
‫ ومن العوامل املساهمة يف تضخيم لعنة املوارد تراجع طويل األمد يف معدالت‬.‫الظاهرة التي يطلق عليها عادة اسم لعنة املوارد‬
‫التجارة وتقلب اإليرادات والداء الهولندي واآلثار املزاحمة وزيادة دور الدولة وأخريا ً اآلثار االجتماعية والثقافية والسياسية بما‬
‫ وتتجىل هذه املخاطر يف ارتفاع البطالة والفقر والفوارق األفقية والعمودية والقصور يف الخدمات‬.‫فيها السعي إىل كسب الريع‬
Sachs, ً ‫ راجع أيضا‬.‫ وبهذا الشكل تكون قد عرضت لعنة املوارد الدولة للنزاعات املسلحة‬.‫االجتماعية التي تزعزع قوام الدولة‬
J.D., and A.M. Warner. 1995. Natural Resource Abundance and Economic Growth, NBER Working Paper 5398. National
Bureau of Economic Research: Cambridge, MA; and Corden, W.M., and J.P. Neary.1982. Booming Sector and De-
.Industrialisation in a Small Open Economy. The Economic Journal 92:825-848
EU-UN Partnership on Land, Natural Resources and Conflict Prevention. 2012. Extractive Industries and Conflict: Guidance for 32
.Practitioners. UN Framework Team for Preventive Action (UNEP, UNDP, UNHABITAT, DPA, PBSO, and DESA): New York
‫ إن برنامج األمم املتحدة للتعاون يف مجال خفض االنبعاثات الناجمة عن إزالة الغابات وتدهورها يف البلدان النامية مبادرة‬33
‫ وهي تجعل من منظمة األغذية والزراعة لألمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة‬2008 ‫تعاونية لألمم املتحدة تعود إىل عام‬
‫ ويشجع الربنامج املشاركة املستنرية للشعوب‬.‫اإلنمائي وبرنامج األمم املتحدة للبيئة الجهات الداعية وأصاحب الخربة التقنية‬
.‫األصلية وغريها من املجتمعات الحرجية‬
‫ ﺗﻘﺮﻳﺮ املمثل الخاص ﻟﻸمني العام املعني بمسألة حقوق‬:A/HRC/8/5 .2008 .‫ راجع مجلس األمم املتحدة لحقوق اإلنسان‬34
:‫ مجلس األمم املتحدة لحقوق اإلنسان‬.‫ اﻟﺴﻴﺪ جون روجي‬،‫اإلنسان والرشكات عرب الوطنية وغريﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺆﺳﺴﺎت اﻷﻋﻤﺎل اﻟﺘﺠﺎرﻳﺔ‬
‫ مبادرة ﺗﻮﺟﻴﻬﻴﺔ ﺑﺸﺄن اﻷﻋﻤﺎل التجارية لحقوق اإلنسان‬:A/HRC/17/31 .2011 .‫جنيف؛ ومجلس األمم املتحدة لحقوق اإلنسان‬
.‫ جنيف‬:‫ مجلس األمم املتحدة لحقوق اإلنسان‬.”‫ﺗﻨﻔﻴﺬ إﻃﺎر اﻷﻣﻢ املتحدة املعنون “الحماية واالحرتام واالنتصاف‬
.Haysom and Kane, Negotiating Natural Resources for Peace 35

100
‫ الحوايش واملراجع‬-٤ ‫املرفق‬

Okoye, A., T. Walde, S. Mahmud, and E. Bastida. 2007. Cross-Border Unitization and Joint Development Agreements: An 36
.International Law Perspective. Houston Journal of International Law 29 (2): 355-425
Weaver, J.L., and D.F. Asmus. 2006. Unitizing Oil and Gas Fields Around the World: A Comparative Analysis of National 3 7
.Laws and Private Contracts. Houston Journal of International Law 28 (1): 4-99

‫ تجدر اإلشارة إىل أن‬.Dale, P. F., and J. D. McLaughlin 1999. Land Administration, 163. Oxford University Press: New York 3 8
.‫بعض الدول يقيم تمييزا ً قانونيا ً بني األرايض واألموال الثابتة أو غري املنقولة املرتبطة بها‬
EU-UN Partnership on Land, Natural Resources and Conflict Prevention. 2012. Land and Conflict: Guidance or Practitioners. 39
.UN Framework Team for Preventive Action (UNEP, UNDP, UNHABITAT, DPA, PBSO, and DESA). United Nations: New York

.USAID. 2005. Land and Conflict: A Toolkit for Intervention. United States Agency for International Development: Washington 40

UNDG. 2012. Guidance Note on Addressing Natural Resources in Post-conflict Transitional Settings. United Nations 4 1
.Development Group: New York

.EU-UN Partnership on Land, Natural Resources and Conflict Prevention, Land and Conflict: Guidance for Practitioners 42
Unruh, J.D. 2007. Urbanization in the Developing World and the Acutely Tenure Insecure. City: Analysis of Urban Trends, 43
.Culture, Theory, Policy, Action 11 (1): 115-120
.‫ دستور أثيوبيا‬.1995 .‫ الجمعية التأسيسية األثيوبية‬44
EU-UN Partnership on Land and Natural Resources Conflicts. 2012. Renewable Resources and Conflict: Guidance for 45
Practitioners. UN Framework Team for Preventive Action (UNEP, UNDP, UNHABITAT, DPA, PBSO, and DESA). United
.Nations: New York
ً ‫ لم تجمع الدروس املستخلصة من الوساطة يف النزاعات عىل البني األساسية الكربى مثل السدود نظرا‬،‫ عند وضع هذا التقرير‬46
‫ راجع‬،‫ للمزيد من املعلومات حول هذا املوضوع‬.‫للحساسيات السياسية وطبيعة النزاعات والنشاط الذي تم يف هذا املجال إىل تاريخه‬
.World Commission on Dams. 2000. Dams and Development: A New Framework for Decision Making. Earthscan: London
UNECE. 2014. Counting our Gains: Policy Guidance Note on Identifying, Assessing and Communicating the Benefits of 47
Transboundary Water Cooperation. United Nations Economic Commission for Europe: Geneva; UNESCO. 2003.
Participation, Consensus Building and Conflict Management Training Course. From Potential Conflict to Cooperation
.Potential. United Nations Education, Scientific and Cultural Organization: Paris
.Priscoli, J. D., and A. Wolf. 2009. Managing and Transforming Water Conflicts. Cambridge University Press: Cambridge, UK 48
UNEP. 2011. Water Footprint and Corporate Water Accounting for Resource Efficiency. United Nations Environment 49
.Programme: Paris
UNEP, FAO, UNECE. 2013. The Value of Forests: Payment for Ecosystem Services in a Green Economy. United Nations: 50
.Geneva
UNESCO. 2003. Conflict Resolution Support System: A Software for the Resolution of Conflicts in Water Resource 51
.Management. United Nations Education, Scientific and Cultural Organization: Paris
UNESCO. 2003. State of the Art Report on Systems Analysis Methods for Resolution of Conflicts in Water. Division of Water 52
Sciences, Programme From Potential Conflict to Cooperation Potential (PCCP), United Nations Education, Scientific and
.Cultural Organization: Paris

‫ إرشادات حول الوساطة بشأن املوارد الطبيعية يف مفاوضات السالم‬-4


- 4
Mason, S. J. A., P. R. Gröbli, ‫ مسـتقى مـن‬2004 ‫ إىل عام‬1989 ‫ التحليل املتعلق باملوارد الطبيعية يف اتفاق السالم من عام‬53
and D. A. Sguaitamatti. 2015 forthcoming. Stepping Stones to Peace? Natural Resource Provisions in Peace Agreements.
In Governance, Natural Resources, and Post-conflict Peacebuilding, ed. C. Bruch, C. Muffett, and S. Nichols. Earthscan:
‫ بني حكومة‬2006 ‫(املوقع عام‬ّ ‫) اتفاق سالم دارفور‬1( ‫ فهي‬2014‫ و‬2005 ‫أما االتفاقات الرئيسية املعقودة بني‬.London
ّ
‫ بني‬2005 ‫) اتفاق السالم الشامل يف السودان (املوقع عام‬2(‫الجيش الشعبي لتحرير السودان)؛ و‬/‫السودان والحركة الشعبية‬
ّ
‫(املوقع عام‬ ‫) واتفاق السالم الشامل يف نيبال‬3(‫الجيش الشعبي لتحرير السودان)؛ و‬/‫حكومة السودان والحركة الشعبية‬
ّ
‫ بني حكومة‬2006 ‫(املوقع عام‬ ‫) اتفاق سالم رشق السودان‬4(‫ بني حكومة نيبال والحزب الشيوعي النيبايل املاوي؛ و‬2006

101
‫ الحوايش واملراجع‬-4 ‫املرفق‬

ّ
‫ بني حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية واملؤتمر‬2009 ‫(املوقع عام‬ ‫) اتفاق سالم غوما‬6( ‫السودان وجبهة رشق السودان)؛‬
ّ
‫ بني حكومة إندونيسيا وحركة تحرير‬2005 ‫) اتفاق سالم آتشيه (مذكرة تفاهم) (املوقع عام‬6(‫الوطني للدفاع عن الشعب)؛ و‬
)8(‫ بني حكومة السودان وحركة التحرير والعدالة)؛ و‬2011 ‫(املوقع عام‬ّ ‫) اتفاق سالم دارفور أو اتفاق الدوحة‬7(‫آتشيه)؛ و‬
‫) االتفاق‬9(‫)؛ و‬2013 ‫ مارس عام‬23 ‫حوار كمباال (صدر إعالن االلتزامات عن حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية وحركة‬
ّ
.)‫ بني حكومة الفيليبني وجبهة مورو اإلسالمية للتحرير‬2014 ‫(املوقع عام‬ ‫الشامل بشأن بانغسامورو‬
.UNEP, From Conflict to Peacebuilding 54
The strategies and ‫ االسرتاتيجيات واالعتبارات التي يتناولها هذا الفصل تستند إىل حد كبري إىل بحث أجري لصالح‬55
considerations discussed in this chapter are largely based on research conducted for Bruch, C., D. Jensen, N. Nakayama,
and J. Unruh. 2015 forthcoming. Post-conflict Peacebuilding and Natural Resources: The Promise and the Peril. Cambridge
.University Press: Cambridge
Batruch, C. 2004. Oil and Conflict: Lundin Petroleum’s Experience in Sudan. In Business and Security: Public-Private Sector 56
.Relationships in a New Security Environment, ed. A.J.K. Bailes and I. Frommelt. Oxford University Press: Oxford, 148-160
Wennmann, A. 2007. Money Matters: Economic Dimensions of Peace Mediation. Programme for Strategic and International 57
.Security Studies (PSIS) Occasional Paper No. 4/2007. Graduate Institute of International Studies: Geneva
Dawes, M. 2015 forthcoming. Considerations on When to Include Natural Resources in Peace Agreements. In Governance, 58
.Natural Resources, and Post-conflict Peacebuilding, ed. C. Bruch, C. Muffett, and S. Nichols. Earthscan: London

‫ دراسات الحالة‬-‫الجزء باء‬

‫ النفط والغاز الطبيعي‬:‫ إندونيسيا‬،‫ آتشيه‬-1


.ً‫ دراسة حالة وضعتها ساره ميلر أصال‬59
Global Administrative Areas. 2012. GADM Database of Global Administrative Areas, version 2.0. [online]: www.gadm.org; 60
Natural Earth Data. 2011. Physical Vectors, version 3.0. [online]: www.naturalearthdata.com; GeoNetwork Database. 2005.
.Surface Water Boundaries, RWDB2. [online]: www.fao.org/geonetwork
ennmann, A., and Krause, J. 2009. Managing the Economic Dimensions of Peace Processes: Resource Wealth, Autonomy, and 61
Peace in Aceh. CCDP Working Paper, No. 3. The Graduate Institute of International and Development Studies, The Centre on
.Conflict, Development and Peacebuilding: Geneva. Haysom and Kane, Negotiating Natural Resources for Peace
.Haysom and Kane, Negotiating Natural Resources for Peace 62
.Centre for Humanitarian Dialogue. 2003. Aceh Initiative Internal Review. Geneva 63

Aguswandi and Large, J. (Eds). 2008. Accord: Reconfiguring Politics: the Indonesia – Aceh Peace Process. Conciliation 64
.Resources: London
.Centre for Humanitarian Dialogue, Aceh Initiative Internal Review 65
.Centre for Humanitarian Dialogue, Aceh Initiative Internal Review 66
Kemper, B. 2007. Mediation in Intrastate Conflicts: The Contribution of Track-Two Mediation Activities to Prevent Violence 67
.in the Aceh Conflict. Institute for Development and Peace: Duisburg
.Kemper, Mediation in Intrastate Conflicts 68
.Kemper, Mediation in Intrastate Conflicts 69
.Ahtisaari, M. 2007. Lessons of Aceh Peace Talks. Asia Europe Journal, 6 (1): 9-14 70
.Ahtisaari, Lessons of Aceh Peace Talks 71
.Ahtisaari, Lessons of Aceh Peace Talks 72
.Kemper, Mediation in Intrastate Conflicts 73
.Wennmann and Krause, Managing the Economic Dimensions of Peace Processes 74

102
‫ الحوايش واملراجع‬-4 ‫املرفق‬

Miller, M. 2006. What’s Special about Special Autonomy in Aceh? In Verandah of Violence: The Background to the Aceh 75
.Problem, ed. A. Reid. Singapore University Press: Singapore
.Wennmann and Krause, Managing the Economic Dimensions of Peace Processes 76
.Wennmann and Krause, Managing the Economic Dimensions of Peace Processes 77
McGibbon, R. 2004. Secessionist Challenges in Aceh and Papua: Is Special Autonomy the Solution? East-West Centre 78
.Washington: Washington, D.C
.Wennmann and Krause, Managing the Economic Dimensions of Peace Processes 79
Department of Foreign Affairs Republic of Indonesia. 2001. Special Autonomy Law in Nanggroe Aceh Darussalam (NAD) 80
.Law No. 18 of 2001. Department of Foreign Affairs Republic of Indonesia
Government of Indonesia and the Free Aceh Movement. 2005, August 15. Memorandum of Understanding between the 81
Government of the Republic of Indonesia and the Free Aceh Movement. Government of Indonesia and the Free Aceh
.Movement

‫ منجم نحاس بنغونا‬:‫ بابوا غينيا الجديدة‬،‫ بوغانفيل‬-2


- 2
.‫ دراسة حالة وضعتها ساره ميلر أصالً مع مساهمة كبرية من أندرو الديل‬82
Global Administrative Areas. 2012. GADM Database of Global Administrative Areas, Version 2.0. [online]: www.gadm.org; 83
.GeoNetwork Database. 2005. Surface Water Boundaries, RWDB2. [online]: www.fao.org/geonetwork
.Cornish, M. 2010. The Bougainville conflict: A classic outcome of the resource- curse effect? Peace and Conflict Monitor 84
Momis, J. 2011, March 1. “The Challenges of Implementing the Bougainville Peace Agreement.” (Speech). Australian 85
National University, Canberra; Momis, J. 2011, June 16. “Building Peace in Bougainville Using a New Weapon: Equitable
.Economic Development.” (Speech). Buka, Autonomous Region of Bougainville
Regan, A. 1999, June. Bougainville: The Peace Process and Beyond. Submission to the Foreign Affairs Sub-Committee of 86
.the Joint Standing Committee on Foreign Affairs, Defence and Trade Inquiry
O’Callaghan, M.L. 2002. The Origins of the Conflict. In Accord: Weaving Consensus: The Papua New Guinea–Bougainville 87
.Peace Process, ed. A. Carl and L. Garasu. Conciliation Resources: London
.Ewins, R. 2003, December 9. The Bougainville Conflict. Australian Defence Force Academy 88
.Ewins, The Bougainville Conflict 89
.Regan, A. 1998. Causes and Course of the Bougainville Conflict. The Journal of Pacific History, 33 (3): 269-285 90
Tapi, R. 2002. From Burnham to Buin: Sowing the Seeds of Peace in the Land of Snow-capped Mountains. In Accord: Weaving 91
.Consensus: The Papua New Guinea–Bougainville Peace Process, ed. A. Carl and L. Garasu. Conciliation Resources: London
Regan, A. 2005. Lessons from a Successful Peace Process in Bougainville, Papua New Guinea, 1997-2005. Report Summary. 92
.United States Institute of Peace: Washington, D.C
.Tapi, From Burnham to Buin 93
.Regan, A. 2011. Diminishing Bougainville. Unpublished manuscript 94
.Joint Bougainville Negotiating Position 1999, December 14 95
Government of the Independent State of Papua New Guinea and Leaders representing the people of Bougainville. 2001, 96
August 29. Bougainville Peace Agreement. Government of the Independent State of Papua New Guinea and Leaders
.representing the people of Bougainville
Autonomous Bougainville Government. 2004, November 12. The Constitution of the Autonomous Region of Bougainville. 97
.Autonomous Bougainville Government
.Regan, Diminishing Bougainville 98

103
‫ الحوايش واملراجع‬-4 ‫املرفق‬

Wilson-Roberts, G. 2001. The Bougainville Conflict: A Historical Overview. In Peace on Bougainville: Truce Monitoring 99
.Group, Ed. R. Adams. Publishing Press: Auckland
.Momis, The Challenges of Implementing the Bougainville Peace Agreement 100
Momis, J. 2011, May 16. “Improving Rural Life in Bougainville Through Business Growth.” (Speech). Papua New Guinea 101
Australia Business Forum, Madang; Momis, Building Peace in Bougainville Using a New Weapon: Equitable Economic
.Development; Momis, The Challenges of Implementing the Bougainville Peace Agreement
.Regan, Diminishing Bougainville 102

‫ تنظيم حرق الغاز‬:‫ كندا‬،‫ ألربتا‬-3


- 3
.ً‫ دراسة حالة وضعها نورم ماكلود وروبن يل جاكوبسن أصال‬103
Canadian Centre for Energy Information. 2013. Alberta Maps and Statistics. Canadian Centre for Energy Information: 104
.Calgary. Natural Earth Data. 2011. Physical Vectors, Version 3.0. [online]: www.naturalearthdata.com
.Alberta Energy. 2014. Oil Sands Facts and Statistics. Alberta Energy: Alberta 105
Alberta Energy Regulator. 2012. ST60B-2013: Upstream Petroleum Industry Flaring and Venting Report, Calgary, Alberta. 106
.Alberta Energy Regulator
Severson-Baker, C. 2008. How Important Was the Clean Air Strategic Alliance in Achieving the 1996 to 2004 Reduction in 107
.Solution Gas Flaring in Alberta? Master’s Thesis. University of Alberta
.Strosher, M. 1996. Investigations of Flare Gas Emissions in Alberta. Final Report 108
Severson-Baker, How Important Was the Clean Air Strategic Alliance in Achieving the 1996 to 2004 Reduction in Solution 109
‫؟‬Gas Flaring in Alberta
Clean Air Strategic Alliance. 1998. Management of Routine Solution Gas Flaring in Alberta, Report and Recommendations 110
.of the Flaring Project Team. Clean Air Strategic Alliance: Edmonton, Alberta
Alberta Energy and Utilities Board. 1999. Upstream Petroleum Industry Flaring Guide: Guide 60/now Directive 60. Alberta 111
.Energy and Utilities Board: Calgary, Alberta
.Alberta Energy and Utilities Board. Upstream Petroleum Industry Flaring Guide: Guide 60/now Directive 60 112
.Alberta Energy Regulator, ST60B-2013: Upstream Petroleum Industry Flaring and Venting Report 113
World Bank. 2011. Global Gas Flaring Reduction: A Public-Private Partnership. A Global Overview and Lessons from 114
.International Experience. World Bank: Washington, D.C
Alberta Energy Resources Conservation Board. 2007. ST60B-2007: Upstream Petroleum Industry Flaring and Venting 115
.Report, 2006. Alberta Energy Resources Conservation Board: Calgary, Alberta
Clean Air Strategic Alliance. 2002. Gas Flaring and Venting in Alberta: Report and Recommendations for the Upstream 116
.Petroleum Industry. Clean Air Strategic Alliance: Edmonton, Alberta

‫ غابة غريت بري املطرية‬:‫ كندا‬،‫ كولومبيا الربيطانية‬-4


-4
.ً‫ دراسة حالة وضعها غابريال كريبوفسكي أصال‬117
Rainforest Solutions Project. 2012. Map of Great Bear Rain Forest. Rainforest Solutions Project: Vancouver; IUCN and 118
UNEP-WCMC. 2014. The World Database on Protected Areas (WDPA). [online]: www. protectedplanet.net. Global
Administrative Areas. 2012. GADM Database of Global Administrative Areas, Version 2.0. [online]: www.gadm.org.
.GeoNetwork Database. 2005. Surface Water Boundaries, RWDB2. [online]: www.fao.org/geonetwork
.Price, K. A. R. 2009. Ecosystem-based Management in the Great Bear Rainforest. Forest Ecology and Managment, 495-503 1 19
.Smith, M. A. S. 2008. From Conflict to Collaboration:The Story of the Great Bear Rainforest. Forest Ethics: Vancouver 120
.Smith, From Conflict to Collaboration:The Story of the Great Bear Rainforest 121

104
‫ الحوايش واملراجع‬-4 ‫املرفق‬

.Smith, From Conflict to Collaboration:The Story of the Great Bear Rainforest 122
Armstrong, P. 2009. The Central and North Coast Order March 2009. Ministry of Agriculture and Lands: Victoria, British 123
.Columbia
.‫ كان يف عداد الوسطاء دان جونسون وأليكس كريبوفسكي ونورم ماكلود‬124
Armstrong, The Central and North Coast Order; Smith, From Conflict to Collaboration: The Story of the Great Bear 125
.Rainforest
Grzybowski, A. 2011. EBM in the Great Bear Rainforest: Review. Pacific Resolutions. Alex Grzybowski and Associates: 126
.Victoria, British Columbia
Price, K. and Daust, D. 2007. Land-use Plan Summary for the North and Central Coast Regions of British Columbia. 127
.Ecosystem Based Mangement Working Group: Vancouver, British Columbia
.Grzybowski, EBM in the Great Bear Rainforest: Review 128
.Forest Ethics Canada, Green Peace Canada, Sierra Club BC. 2010. The Agreements. Rainforest Solutions Project 129
.Armstrong, The Central and North Coast Order 130
Hoberg, G. S. M. 2004. The Great Bear Rainforest: Peace in the Woods? Department of Forest Resource Management, 131
.University of British Columbia: Vancouver; Price, Ecosystem-based Management in the Great Bear Rainforest
.Armstrong, The Central and North Coast Order 132
.Smith, From Conflict to Collaboration:The Story of the Great Bear Rainforest 133
Smith, M. and Dobell, D. 2010. Place of Power: Lessons from the Great Bear Rainforest. Tides Canada Foundation: 134
.Vancouver; Armstrong, The Central and North Coast Order
.Smith, From Conflict to Collaboration: The Story of the Great Bear Rainforest 135
Armstrong, P. 2009. Conflict Resolution and British Columbia’s Great Bear Rainforest: Lessons Learned 1995-2009. Coast 136
.Forest Conservation Initiative: British Columbia
.Grzybowski, EBM in the Great Bear Rainforest: Review 137
.Price, Ecosystem-based Management in the Great Bear Rainforest 138
.Armstrong, The Central and North Coast Order 139
.Grzybowski, EBM in the Great Bear Rainforest: Review 140
‫ محمية الكوندور العابرة للحدود‬:‫ إكوادور وبريو‬-5
-5
.ً‫ دراسة حالة وضعها توماس ريتزر أصال‬141
St. John, R.B, R. Bradley and C.H. Schofield. 1999. The Ecuador-Peru Boundary Dispute: The Road to Settlement. Boundary 142
and Territory Briefing, 3 (1). International Boundaries Research Unit: Durham University. Global Administrative Areas. 2012.
GADM Database of Global Administrative Areas, Version 2.0. [online]: www.gadm.org; Natural Earth Data. 2011. Physical
.Vectors, Version 3.0. [online]: www.naturalearthdata.com
Kakabadse, Y., J. Caillauz, and J. Dumas, J. 2015 (forthcoming). The Peru and Ecuador Peace Park: One Decade after the 143
Peace Settlement. In Governance, Natural Resources and Post-Conflict Peacebuilding, ed. C. Bruch, C. Muffett, and S.
.Nichols. Earthscan: London
.Council on Hemispheric Affairs. 1998, October. Peru-Ecuador Peace Agreement 144
Simmons, B. A. 1999. Territorial Disputes and Their Resolution: The Case of Ecuador and Peru. Peaceworks 27. United 145
.States Institute of Peace: Washington, D.C
St John, R.B. 1999. Ecuador - Peru Endgame. Boundary and Security Bulletin 6 (4). International Boundaries Research Unit: 146
.Durham University
.St. John, Bradley and Schofield, The Ecuador-Peru Boundary Dispute: The Road to Settlement 147
105
‫ الحوايش واملراجع‬-4 ‫املرفق‬

.St John, Ecuador - Peru Endgame 148


Ali, S.H. 2007. Introduction: A Natural Connection between Ecology and Peace? In Peace Parks. Conservation and Conflict 149
Resolution, Ed. S.H. Ali. MIT Press: Cambridge, MA; St John, Ecuador - Peru Endgame; St. John, Bradley and Schofield, The
Ecuador-Peru Boundary Dispute: The Road to Settlement; Palmer, D.S. 1997. Peru-Ecuador Border Conflict: Missed
Opportunities, Misplaced Nationalism, and Multilateral Peacekeeping. Journal of Interamerican Studies and World Affairs
39 (3); Council on Hemispheric Affairs, Peru-Ecuador Peace Agreement; IUCN. Undated. Cordillera del Condor
.Transboundary Protected Area Project: Peru & Ecuador
St John, R.B., Ecuador - Peru Endgame. St. John, Bradley and Schofield, The Ecuador-Peru Boundary Dispute: The Road to 150
Settlement; Palmer, Peru-Ecuador Border Conflict: Missed Opportunities, Misplaced Nationalism, and Multilateral Peacekeeping.
Council on Hemispheric Affairs, Peru-Ecuador Peace Agreement; IUCN, Cordillera del Condor Transboundary Protected Area
Project: Peru & Ecuador; Ponce, C.F. and F. Ghersi. 2003. Cordillera del Condor (Peru-Ecuador). Paper prepared for the workshop
.on Transboundary Protected Areas in the Governance Stream of the 5th World Parks Congress: Durban
Council on Hemispheric Affairs, Peru-Ecuador Peace Agreement; IUCN, Cordillera del Condor Transboundary Protected 151
Area Project: Peru & Ecuador; Ponce, C.F. and F. Ghersi. 2003. Cordillera del Condor (Peru-Ecuador). Paper prepared for the
.workshop on Transboundary Protected Areas in the Governance Stream of the 5th World Parks Congress: Durban

‫ معاهدة مياه السند‬:‫ الهند وباكستان‬-6


-6
.ً‫ دراسة حالة وضعها غابريال كريبوفسكي أصال‬152
Wolf, A.T., and J.T. Newton. 2007. Case Study of Transboundary Dispute Resolution: The Indus Water Treaty. Transboundary 153
Freshwater Dispute Database (TFDD): Oregon State University. Natural Earth Data. 2011. Physical Vectors, Version 3.0.
:][online]: www.naturalearthdata.com; GeoNetwork Database. 2005. Surface Water Boundaries, RWDB2. [online
.www.fao.org/geonetwork
Salman, S.M.A., and K. Uprety. 2002. Conflict and Cooperation on South Asia’s International Rivers: A Legal Perspective. 154
.World Bank: Washington, D.C
Wolf, A.T., and J.T. Newton. 2007. Case Study of Transboundary Dispute Resolution: The Indus Water Treaty. College of 155
.Science, Oregon State University: Portland
.Salman and Uprety, Conflict and Cooperation on South Asia’s International Rivers: A Legal Perspective 1 56
.Biswas, A. K. 1992. Indus Water Treaty: the Negotiating Process. Water International 17 (4). Routledge: London 157
.Biswas, Indus Water Treaty: the Negotiating Process 158
Wolf and Newton, Case Study of Transboundary Dispute Resolution: The Indus Water Treaty; Salman and Uprety, Conflict 159
.and Cooperation on South Asia’s International Rivers: A Legal Perspective
.Wolf and Newton, Case Study of Transboundary Dispute Resolution: The Indus Water Treaty 160
.The Government of India and the Government of Pakistan. 1960. Indus Waters Treaty 161
.Government of India and the Government of Pakistan, Indus Waters Treaty 162
.Government of India and the Government of Pakistan, Indus Waters Treaty 163
Wasi, N. 2009. Harnessing the Indus Waters. Perspectives from Pakistan. India-Pakistan Dialogue on Conflict Resolution 164
.and Peace Building: Karachi
.Wasi, Harnessing the Indus Waters. Perspectives from Pakistan 165
Permanent Court of Arbitration. 2013. Indus Waters Kishenganga Arbitration (India versus Pakistan). Press Release. 166
.Permanent Court of Arbitration: The Hague

‫ حوض سيستان‬:‫ إيران وأفغانستان‬-7


-7
.‫ برنامج األمم املتحدة للبيئة‬،ً‫ دراسة حالة وضعها دينيس هامرو دروتس وحسن بارتو أصال‬167

106
‫ الحوايش واملراجع‬-4 ‫املرفق‬

UNEP. 2006. History of Environmental Change in the Sistan Basin: Based on Satellite Image Analysis 1976-2005. United Nations 168
Environment Programme: Geneva. Natural Earth Data. 2011. Physical Vectors, Version 3.0. [online]: www.naturalearthdata.com;
.GeoNetwork Database. 2005. Surface Water Boundaries, RWDB2. [online]: www.fao.org/geonetwork
UNEP, History of Environmental Change in the Sistan Basin; Dehgan, A., L.J. Palmer-Moloney, and M. Mirzaee. 2014. Water 169
Security and Scarcity: Potential Destabilization in Western Afghanistan and Iranian Sistan and Baluchestan due to
Transboundary Water Conflicts. In Water and Post-Conflict Peacebuilding, ed. E. Weinthal, J.J. Troell, and M. Nakayama.
.Earthscan: London
UNEP. 2003. Afghanistan: Post-Conflict Environmental Assessment. United Nations Environment Programme: 170
.Geneva
.UNEP, Afghanistan: Post-Conflict Environmental Assessment 171
.UNEP, History of Environmental Change in the Sistan Basin 172
UNEP. 2006. Afghanistan – Iran Technical Meeting on the Shared Sistan Basin Wetlands. Press Release. United Nations 173
.Environment Programme: Geneva
GEF. 2006. Restoration, Protection and Sustainable Use of the Sistan Basin: Concept Paper for a Full Sized GEF Project. The 174
Governments of: Afghanistan Islamic Republic of Iran and the United Nations Development Programme. Global
.Environmental Facility: Washington, D.C

‫ النفط يف خدمة السالم يف عملية السالم السودانية‬:‫ السودان‬-8


- 8
.‫ برنامج األمم املتحدة للبيئة‬،ً‫ دراسة حالة وضعها دينيس هامرو دروتس أصال‬175
The Guardian. 2011. Explainer: Sudan’s Unresolved Issues. Guardian: London. Natural Earth Data. 2011. Physical Vectors, 176
Version 3.0. [online]: www.naturalearthdata.com; UN Department of Field Support, Cartographic Section. 2012. Map of Sudan.
.UN DFS: New York. GeoNetwork Database. 2005. Surface Water Boundaries, RWDB2. [online]: www.fao.org/geonetwork
Shafer, L.A. 2007. Negotiating the North/South Conflict: Sudan’s Comprehensive Peace Agreement. Working Paper 148, 177
.Institute for Security Studies: Pretoria
Wennmann, A. 2009. Wealth Sharing Beyond 2011: Economic Issues in Sudan’s North-South Peace Process, CCDP Working 178
.Paper, Graduate Institute of International and Development Studies: Geneva
Batruch, C. 2004. Oil and Conflict: Lundin Petroleum’s Experience in Sudan. In Business and Security: Public-Private Sector 179
.Relationships in a New Security Environment, ed. A.J.K. Bailes and I. Frommelt. Oxford University Press: Oxford
Wennmann, A. 2011. Breaking the Conflict Trap? Addressing the Resource Curse in Peace Processes. Global Governance 180
.17: 265-280
.Wennmann, Breaking the Conflict Trap? Addressing the Resource Curse in Peace Processes 181
.Haysom and Kane, Negotiating Natural Resources for Peace 182
.UNDP Sudan. 2012. Peace Processes and Agreements. UNDP: Khartoum 183
.Wennmann, Wealth Sharing Beyond 2011: Economic Issues in Sudan’s North-South Peace Process 184
.Global Witness. 2009. Fuelling Mistrust: the Need for Transparency in Sudan’s Oil Industry. Global Witness: London 185
Antwi-Boateng, O. and G.M. O’Mahony. 2008. A framework for the Analysis of Peace Agreements and Lessons Learned: The 186
.Case of the Sudanese Comprehensive Peace Agreement. Politics & Policy, 36:132-178
.Wennmann, Wealth Sharing Beyond 2011: Economic Issues in Sudan’s North-South Peace Process 187
.Shankleman, J. 2011. Oil and State Building in South Sudan. United States Institute of Peace: Washington, D.C
188
.Wennmann, Wealth Sharing Beyond 2011: Economic Issues in Sudan’s North-South Peace Process 189
.Wennmann, A. 2011. The Political Economy of Peacemaking. Routledge: London 190

107
‫نبذة عن هذا املرشوع‬
‫الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية مرشوع بحثي تعاوني تضطلع به شعبة السياسات والوساطة التابعة إلدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة ومبادرة التعاون‬
‫البيئي من أجل بناء السالم التي يضطلع بها برنامج األمم املتحدة للبيئة‪ .‬وتلقى املرشوع أيضا ً الدعم من مركز حل النزاعات الدولية التابع لجامعة كولومبيا‪ ،‬ومركز الحوار يف‬
‫‪http://unep.org/ecp/mediation‬‬ ‫‪http://peacemaker.un.org‬‬ ‫املجال اإلنساني‪ ،‬والرشاكة بني االتحاد األوروبي واألمم املتحدة بشأن األرايض واملوارد الطبيعية ومنع نشوب النزاعات‪.‬‬
‫ويجمع هذا الدليل ويوجز املمارسات الجيدة بشأن الوساطة الناجحة يف النزاعات حول املوارد‪ .‬ويستند إىل الخربات امليدانية للوسطاء وخرباء الوساطة‪ ،‬وال سيما الخرباء من‬
‫ذوي الدراية يف مجال املوارد الطبيعية‪ .‬كما يعرض الدروس املستفادة من عمل برنامج األمم املتحدة للبيئة بشأن الدبلوماسية البيئية يف مختلف البلدان املتأثرة بالنزاعات‪ ،‬مع‬
‫الرتكيز بشكل خاص عىل كيفية استخدام املعرفة التقنية املحايدة لتحقيق التساوي يف املعلومات بني أصحاب املصلحة يف عملية الوساطة‪.‬‬
‫واستُكملت هذه املعرفة األساسية بخربة ورؤى أكثر من ثالثني وسيطا ً شاركوا يف اجتماع للخرباء عقد يف نيويورك لتبادل املمارسات الجيدة والدروس املستفادة بشأن التوسط‬
‫يف النزاعات حول املوارد الطبيعية‪ .‬وأتاحت حلقة العمل فرصة قيمة لتطوير وبلورة األفكار الواردة يف هذا الدليل‪ ،‬ويعرب فريق اإلعداد عن امتنانه لالنخراط النشط والسخي‬
‫لجميع املشاركني‪ .‬كما خضع الدليل الستعراض خارجي من األقران‪ ،‬مما عزز إىل حد كبري جودة املحتوى ووضوحه‪.‬‬
‫ويستند هذا الدليل أيضا ً إىل البحوث املتعلقة بمنع نشوب النزاعات التي أجريت يف إطار الرشاكة بني االتحاد األوروبي واألمم املتحدة املذكورة أعاله‪ ،‬وإىل دراسات الحاالت‬
‫اإلفرادية واملمارسات املبتكرة املحددة يف إطار قاعدة املعارف العاملية بشأن بناء السالم البيئي‪.‬‬
‫والجمهور الرئييس لهذا الدليل هو املهنيني يف مجال الوساطة واملؤسسات الداعمة التي تشارك يف منازعات محلية أو عابرة للحدود حول املوارد الطبيعية‪ ،‬أو تلك التي تنخرط‬
‫يف عمليات السالم حيث تلعب املوارد الطبيعية دورا ً حاسماً‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد يكون أيضا ذا أهمية ألصحاب املصلحة والخرباء يف إدارة املوارد الطبيعية املعنيني باملنازعات حول‬
‫املوارد الطبيعية التي قد ينظر فيها يف حل عن طريق الوساطة‪ ،‬بدءا ً من الحكومات والرشكات وصوال ً إىل املجتمعات املحلية واملنظمات غري الحكومية‪ .‬كما يحتوي الدليل عىل‬
‫معلومات مهمة للخرباء العاملني يف مجال مراعاة ظروف النزاعات‪ ،‬ومنع نشوب النزاعات‪ ،‬وبناء السالم املرتبط باملوارد االستخراجية واألرايض واملياه‪.‬‬
‫ويصدر هذا الدليل بشكلني‪ :‬نسخة مدمجة تتضمن فقط اإلرشادات األساسية (الجزء ألف) واألمثلة العملية القصرية التي يمكن للوسطاء استخدامها كمرجع لهيكلة عمليات‬
‫الوساطة‪ ،‬وتقاسم املنهجية مع أصحاب املصلحة الرئيسيني‪ ،‬وتقديم التدريب‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تتضمن نسخة أطول من الدليل اإلرشادات األساسية باإلضافة إىل تسع‬
‫دراسات إفرادية مفصلة (الجزء باء) تبني كيفية الجمع بني مختلف االسرتاتيجيات واملمارسات الجيدة يف عمليات الوساطة‪ .‬وتحتوي هذه النسخة األطول أيضا ً عىل قائمة‬
‫باملوارد ملزيد من القراءة‪ .‬وتوفر هذه الدراسات اإلفرادية واملواد املرجعية معا ً مجموعة من النُهج الناجحة التي يمكن للوسطاء وأصحاب املصلحة أن يستمدوا منها األفكار‬
‫واإللهام لالسرتشاد بها يف املداوالت الجارية‪.‬‬
‫وقد أمكن إعداد هذا الدليل بفضل املساهمات السخية التي قدمتها حكومتا إيطاليا وفنلندا‪ ،‬فضال عن دعم االتحاد األوروبي‪.‬‬

‫تقارير أخرى يف هذه السلسلة‬


‫)‪From Conflict to Peacebuilding: The Role of Natural Resources and the Environment (2009‬‬
‫)‪Protecting the Environment During Armed Conflict: An Inventory and Analysis of International Law (2009‬‬
‫)‪Greening the Blue Helmets: Environment and Natural Resources in UN Peacekeeping Operations (2012‬‬
‫)‪Women and Natural Resources: Unlocking the Peacebuilding Potential (2013‬‬
‫)‪The Role of Natural Resources in Disarmament, Demobilization and Reintegration (2013‬‬

‫‪First published in February 2015 by the United Nations Department of Political Affairs‬‬
‫‪and United Nations Environment Programme‬‬
‫‪© 2015, UN DPA and UNEP‬‬

‫‪ISBN: 978-92-807-3433-1‬‬
‫‪Job No.: DEP/1874/GE‬‬

‫‪United Nations Environment Programme‬‬


‫‪P.O. Box 30552, Nairobi, KENYA‬‬
‫‪Tel.: +254 (0)20 762 1234‬‬
‫‪Fax: +254 (0)20 762 3927‬‬
‫‪Email: uneppub@unep.org‬‬
‫‪Web: http://www.unep.org‬‬

‫‪United Nations Department of Political Affairs‬‬


‫‪United Nations Secretariat‬‬
‫‪New York, NY, 10017, USA‬‬
‫‪Email: peacemaker@un.org‬‬
‫‪Web: http://peacemaker.un.org‬‬

‫يجوز استنساخ هذا املنشور كليا ً أو جزئيا ً يف أي شكل من األشكال ألغراض تعليمية أو غري ربحية دون إذن خاص من أصحاب حقوق الطبع والنرش رشيطة أن يتم االعرتاف باملصادر‪ .‬وال يجوز‬
‫استخدام هذا املنشور إلعادة بيعه أو ألي غرض تجاري آخر أيا ً كان دون إذن خطي مسبق من إدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة للبيئة‪ .‬ويمكن استخدام املساهمة‬
‫التقنية املحددة التي قدمها كل من أليكس غرزبوسكي وجوزي ليانا كاي من قبل رشكته أو رشكتها لألغراض التجارية والتدريب برشط أال تستخدم أي منتجات أو خدمات ذات صلة أي شعار لألمم‬
‫املتحدة أو تنطوي عىل ارتباط رسمي باألمم املتحدة أو تأييد من جانبها‪.‬‬
‫ال تعكس محتويات هذا املجلد بالرضورة وجهات نظر إدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬أو املنظمات املساهمة‪.‬‬
‫وليس يف التسميات املستخدمة وال يف العروض ما يتضمن التعبري عن أي رأي كان إلدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬أو املنظمات املساهمة‪ ،‬بشأن املركز القانوني‬
‫ألي بلد أو إقليم أو مدينة أو منطقة أو لسلطات أي منها‪ ،‬أو بشأن تعيني تخومها أو حدودها‪.‬‬
‫محررا السلسلة ‪ :‬ديفيد جنسن وسيلجا هايل‬
‫التصميم والتخطيط‪ :‬ماتيا بوتوكنك‬
‫معلومات إضافية‬ ‫صورة الغالف‪ © :‬ألربت غونزاليس فاران‪ ،‬العملية املختلطة لالتحاد األفريقي واألمم املتحدة‬
‫يف دارفور‪2014 ،‬‬

‫يمكن الحصول عىل مزيد من املعلومات التقنية من املوقع الشبكي لربنامج الكوارث والنزاعات التابع لربنامج األمم املتحدة للبيئة‪:‬‬ ‫يشجع برنامج األمم املتحدة للبيئة‬
‫املمارسات السليمة بيئيا ً عىل الصعيد العاملي ويف‬
‫‪ http://www.unep.org/disastersandconflicts‬أو عن طريق الربيد اإللكرتوني‪postconflict@unep.org :‬‬
‫أنشطته الخاصة‪ .‬ويطبع هذا املنشور عىل ورق معاد‬
‫تصنيعه باستخدام أنواع الحرب التي تعتمد عىل الزيوت‬
‫النباتية وغريها من املمارسات الصديقة للبيئة‪ .‬وتهدف‬
‫سياسة التوزيع الخاصة بنا إىل الحد من بصمة الكربون التي‬
‫يحدثها برنامج األمم املتحدة للبيئة‪.‬‬
‫نبذة عن هذا املرشوع‬
‫الوساطة يف النزاعات عىل املوارد الطبيعية مرشوع بحثي تعاوني تضطلع به شعبة السياسات والوساطة التابعة إلدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة ومبادرة التعاون‬
‫البيئي من أجل بناء السالم التي يضطلع بها برنامج األمم املتحدة للبيئة‪ .‬وتلقى املرشوع أيضا ً الدعم من مركز حل النزاعات الدولية التابع لجامعة كولومبيا‪ ،‬ومركز الحوار يف‬
‫‪http://unep.org/ecp/mediation‬‬ ‫‪http://peacemaker.un.org‬‬ ‫املجال اإلنساني‪ ،‬والرشاكة بني االتحاد األوروبي واألمم املتحدة بشأن األرايض واملوارد الطبيعية ومنع نشوب النزاعات‪.‬‬
‫ويجمع هذا الدليل ويوجز املمارسات الجيدة بشأن الوساطة الناجحة يف النزاعات حول املوارد‪ .‬ويستند إىل الخربات امليدانية للوسطاء وخرباء الوساطة‪ ،‬وال سيما الخرباء من‬
‫ذوي الدراية يف مجال املوارد الطبيعية‪ .‬كما يعرض الدروس املستفادة من عمل برنامج األمم املتحدة للبيئة بشأن الدبلوماسية البيئية يف مختلف البلدان املتأثرة بالنزاعات‪ ،‬مع‬
‫الرتكيز بشكل خاص عىل كيفية استخدام املعرفة التقنية املحايدة لتحقيق التساوي يف املعلومات بني أصحاب املصلحة يف عملية الوساطة‪.‬‬
‫واستُكملت هذه املعرفة األساسية بخربة ورؤى أكثر من ثالثني وسيطا ً شاركوا يف اجتماع للخرباء عقد يف نيويورك لتبادل املمارسات الجيدة والدروس املستفادة بشأن التوسط‬
‫يف النزاعات حول املوارد الطبيعية‪ .‬وأتاحت حلقة العمل فرصة قيمة لتطوير وبلورة األفكار الواردة يف هذا الدليل‪ ،‬ويعرب فريق اإلعداد عن امتنانه لالنخراط النشط والسخي‬
‫لجميع املشاركني‪ .‬كما خضع الدليل الستعراض خارجي من األقران‪ ،‬مما عزز إىل حد كبري جودة املحتوى ووضوحه‪.‬‬
‫ويستند هذا الدليل أيضا ً إىل البحوث املتعلقة بمنع نشوب النزاعات التي أجريت يف إطار الرشاكة بني االتحاد األوروبي واألمم املتحدة املذكورة أعاله‪ ،‬وإىل دراسات الحاالت‬
‫اإلفرادية واملمارسات املبتكرة املحددة يف إطار قاعدة املعارف العاملية بشأن بناء السالم البيئي‪.‬‬
‫والجمهور الرئييس لهذا الدليل هو املهنيني يف مجال الوساطة واملؤسسات الداعمة التي تشارك يف منازعات محلية أو عابرة للحدود حول املوارد الطبيعية‪ ،‬أو تلك التي تنخرط‬
‫يف عمليات السالم حيث تلعب املوارد الطبيعية دورا ً حاسماً‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬قد يكون أيضا ذا أهمية ألصحاب املصلحة والخرباء يف إدارة املوارد الطبيعية املعنيني باملنازعات حول‬
‫املوارد الطبيعية التي قد ينظر فيها يف حل عن طريق الوساطة‪ ،‬بدءا ً من الحكومات والرشكات وصوال ً إىل املجتمعات املحلية واملنظمات غري الحكومية‪ .‬كما يحتوي الدليل عىل‬
‫معلومات مهمة للخرباء العاملني يف مجال مراعاة ظروف النزاعات‪ ،‬ومنع نشوب النزاعات‪ ،‬وبناء السالم املرتبط باملوارد االستخراجية واألرايض واملياه‪.‬‬
‫ويصدر هذا الدليل بشكلني‪ :‬نسخة مدمجة تتضمن فقط اإلرشادات األساسية (الجزء ألف) واألمثلة العملية القصرية التي يمكن للوسطاء استخدامها كمرجع لهيكلة عمليات‬
‫الوساطة‪ ،‬وتقاسم املنهجية مع أصحاب املصلحة الرئيسيني‪ ،‬وتقديم التدريب‪ .‬وباإلضافة إىل ذلك‪ ،‬تتضمن نسخة أطول من الدليل اإلرشادات األساسية باإلضافة إىل تسع‬
‫دراسات إفرادية مفصلة (الجزء باء) تبني كيفية الجمع بني مختلف االسرتاتيجيات واملمارسات الجيدة يف عمليات الوساطة‪ .‬وتحتوي هذه النسخة األطول أيضا ً عىل قائمة‬
‫باملوارد ملزيد من القراءة‪ .‬وتوفر هذه الدراسات اإلفرادية واملواد املرجعية معا ً مجموعة من النُهج الناجحة التي يمكن للوسطاء وأصحاب املصلحة أن يستمدوا منها األفكار‬
‫واإللهام لالسرتشاد بها يف املداوالت الجارية‪.‬‬
‫وقد أمكن إعداد هذا الدليل بفضل املساهمات السخية التي قدمتها حكومتا إيطاليا وفنلندا‪ ،‬فضال عن دعم االتحاد األوروبي‪.‬‬

‫تقارير أخرى يف هذه السلسلة‬


‫)‪From Conflict to Peacebuilding: The Role of Natural Resources and the Environment (2009‬‬
‫)‪Protecting the Environment During Armed Conflict: An Inventory and Analysis of International Law (2009‬‬
‫)‪Greening the Blue Helmets: Environment and Natural Resources in UN Peacekeeping Operations (2012‬‬
‫)‪Women and Natural Resources: Unlocking the Peacebuilding Potential (2013‬‬
‫)‪The Role of Natural Resources in Disarmament, Demobilization and Reintegration (2013‬‬

‫‪First published in February 2015 by the United Nations Department of Political Affairs‬‬
‫‪and United Nations Environment Programme‬‬
‫‪© 2015, UN DPA and UNEP‬‬

‫‪ISBN: 978-92-807-3433-1‬‬
‫‪Job No.: DEP/1874/GE‬‬

‫‪United Nations Environment Programme‬‬


‫‪P.O. Box 30552, Nairobi, KENYA‬‬
‫‪Tel.: +254 (0)20 762 1234‬‬
‫‪Fax: +254 (0)20 762 3927‬‬
‫‪Email: uneppub@unep.org‬‬
‫‪Web: http://www.unep.org‬‬

‫‪United Nations Department of Political Affairs‬‬


‫‪United Nations Secretariat‬‬
‫‪New York, NY, 10017, USA‬‬
‫‪Email: peacemaker@un.org‬‬
‫‪Web: http://peacemaker.un.org‬‬

‫يجوز استنساخ هذا املنشور كليا ً أو جزئيا ً يف أي شكل من األشكال ألغراض تعليمية أو غري ربحية دون إذن خاص من أصحاب حقوق الطبع والنرش رشيطة أن يتم االعرتاف باملصادر‪ .‬وال يجوز‬
‫استخدام هذا املنشور إلعادة بيعه أو ألي غرض تجاري آخر أيا ً كان دون إذن خطي مسبق من إدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة للبيئة‪ .‬ويمكن استخدام املساهمة‬
‫التقنية املحددة التي قدمها كل من أليكس غرزبوسكي وجوزي ليانا كاي من قبل رشكته أو رشكتها لألغراض التجارية والتدريب برشط أال تستخدم أي منتجات أو خدمات ذات صلة أي شعار لألمم‬
‫املتحدة أو تنطوي عىل ارتباط رسمي باألمم املتحدة أو تأييد من جانبها‪.‬‬
‫ال تعكس محتويات هذا املجلد بالرضورة وجهات نظر إدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬أو املنظمات املساهمة‪.‬‬
‫وليس يف التسميات املستخدمة وال يف العروض ما يتضمن التعبري عن أي رأي كان إلدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة وبرنامج األمم املتحدة للبيئة‪ ،‬أو املنظمات املساهمة‪ ،‬بشأن املركز القانوني‬
‫ألي بلد أو إقليم أو مدينة أو منطقة أو لسلطات أي منها‪ ،‬أو بشأن تعيني تخومها أو حدودها‪.‬‬
‫محررا السلسلة ‪ :‬ديفيد جنسن وسيلجا هايل‬

‫يشجع‬ ‫التصميم والتخطيط‪ :‬ماتيا بوتوكنك‬


‫معلومات إضافية‬ ‫برنامج األمم املتحدة للبيئة‬ ‫صورة الغالف‪ © :‬ألربت غونزاليس فاران‪ ،‬العملية املختلطة لالتحاد األفريقي واألمم املتحدة‬
‫املمارسات السليمة بيئيا ً عىل الصعيد‬ ‫يف دارفور‪2014 ،‬‬

‫يمكن الحصول عىل مزيد من املعلومات التقنية من املوقع الشبكي لربنامج الكوارث والنزاعات التابع لربنامج األمم املتحدة للبيئة‪:‬‬ ‫العاملي ويف أنشطته الخاصة‪ .‬ويطبع هذا املنشور‬
‫عىل ورق معاد تصنيعه باستخدام أنواع الحرب التي تعتمد‬
‫‪ http://www.unep.org/disastersandconflicts‬أو عن طريق الربيد اإللكرتوني‪postconflict@unep.org :‬‬ ‫عىل الزيوت النباتية وغريها من املمارسات الصديقة للبيئة‪.‬‬
‫وتهدف سياسة التوزيع الخاصة بنا إىل الحد من بصمة الكربون‬
‫التي يحدثها برنامج األمم املتحدة للبيئة‪.‬‬
‫‪http://peacemaker.un.org‬‬ ‫‪http://unep.org/ecp/mediation‬‬

‫النزاعات عىل املوارد الطبيعية‪ :‬دليل إرشادي لعمليات الوساطة‬


‫يجب أن نستخدم جميع األدوات املتاحة لنا‪ ،‬بما يف ذلك الحوار والوساطة وغري ذلك من أشكال‬
‫الدبلوماسية الوقائية‪ ،‬للمساعدة عىل منع املوارد الطبيعية من تأجيج النزاعات املسلحة وتمويلها‪،‬‬

‫النزاعات عىل‬ ‫فضال عن زعزعة استقرار األسس الهشة للسالم‪.‬‬

‫األمني العام لألمم املتحدة‪ ،‬بان كي‪-‬مون‪ 6 ،‬ترشين الثاني‪/‬نوفمرب ‪2014‬‬

‫املوارد الطبيعية‬ ‫‪www.unep.org‬‬ ‫‪www.peacemaker.un.org‬‬


‫برنامج األمم املتحدة للبيئة‬ ‫إدارة الشؤون السياسية‬

‫دليل إرشادي‬ ‫ص‪.‬ب‪ ،30552 .‬نريوبي ‪ ،‬كينيا‬

‫الهاتف‪+254 (0)20 762 1234 :‬‬


‫الفاكس‪+254 (0)20 762 3927 :‬‬
‫األمانة العامة لألمم املتحدة‬
‫‪New York, NY, 10017, USA‬‬

‫لعمليات الوساطة‬ ‫الربيد اإللكرتوني‪uneppub@unep.org :‬‬ ‫‪peacemaker@un.org‬‬ ‫الربيد اإللكرتوني‪:‬‬

‫إدارة الشؤون السياسية يف األمم املتحدة‬ ‫التقرير رقم ‪ ٦‬من السلسلة‬ ‫‪ISBN: 978-92-807-3433-1‬‬
‫‪Job No.: DEP/1874/GE‬‬
‫وبرنامج األمم املتحدة للبيئة‬

You might also like