You are on page 1of 18

20-56 ‫ص ص‬ ّ

)0303 ‫ (اك توبر‬30 :‫ العدد‬/ 11 :‫المجلد‬ ّ ‫الممارسات ّالل‬


‫غوية‬

‫الداللة الزمنية للفعل المضارع‬


‫ بوتخيلي عائشة‬:‫طالبة دك توراه‬
‫عرابي احمد‬.‫ ا‬:‫المشرف‬
‫جامعة ابن خلدون تيارت‬
www.boutekhili@hotmail.com
0303/13/03 :‫تاريخ ّالنشر‬ 0303/32/16 ::‫تاريخ القبو‬ 0303 /31/11 ::‫تاريخ اإلرسا‬
‫ لمعرفة ارتباط‬،‫ البحث الدالالت الزمنية للفعل المضارع في اللغة العربية‬:‫ يتناو‬:‫الملخص‬
‫ابنية الفعل المضارع بازمنة معينة؛ ومعرفة مدى التزامه بزمنه الطبيعي المعروف وهو داللته‬
‫ فقد‬،‫ وعليه‬.‫ وغيره‬،‫ وإمكانية خروجه إلى ازمنة اخرى من الماضي‬،:‫ واالستقبا‬،:‫على الحا‬
‫ ومن‬.‫كان من الضروري اعتماد المنهج الوصفي والتحليلي في تتبع ازمنة الفعل في اللغة العربية‬
‫ اي‬،‫ ان السياق يؤدي دورا مهما في تعيين زمن الفعل المضارع‬،‫اهم النتائج المتوصل إليها‬
‫ كما ا ّن القرائن ايضا تساعدنا على فهم الجملة‬،‫ ال الصيغة‬،‫ان زمن الفعل يحدده السياق‬
.‫ خاصة الظاهرة الزمنية للفعل‬،‫النحوية‬
.‫ السياق‬،‫ القرينة‬،‫ الحركة‬،‫ المضارع‬،‫ الزمن‬،‫ الحدث‬،‫ الداللة‬:‫الكلمات المفتاحية‬
The temporal significance of the present tense verb
Abstract: The purpose of the research is to study the semantics of the
unfulfilled verb in the Arabic language and to know the relationship of the
structure of this type of verb with specific tenses, on the one hand and to know
its engagement with its natural tense, in other words, its semantics with
respect to mode and reception as well as the probability of correlation with
past tenses or others. For this, the methodology adopted in our investigation
of verb tenses is descriptive and analytical. Among the results obtained, we
note that the context plays a very important role in the designation of the verb
tense; in fact, it is the tense of the verb that specifies and limits the context and
not the form or appearance. In addition, indications and clues participate in
the interpretation and understanding of the grammatical sentence,
particularly in the temporality of the verb.
65
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫‪Keys words: signification, event, time, present, movement, context.‬‬

‫وإن االفعا‪:‬‬‫تقسم إلى ثالثة انواع‪ :‬حرف‪ ،‬واسم‪ ،‬وفعل؛ ّ‬ ‫ّ‬


‫مقدمة‪ :‬الكلمة في اللغة ّ‬
‫العربية ّ‬
‫تقسم إلى ثالثة انواع بحسب زمن الحدوث‪ ،‬وهي الفعل الماضي‪ ،‬والفعل المضارع‪ ،‬وفعل‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫سنتعرف على‬ ‫تميزه‪ ،‬وفي مقالنا هذا‬‫العربية قواعده اإلعر ّابية التي ّ‬
‫االمر‪ .‬لكل فعل في اللغة ّ‬
‫معنى الفعل المضارع‪ ،‬وانواعه‪ ،‬وكيفية اعرابه وداللته الزمنية‪.‬‬
‫ماهية الفعل‪:‬‬
‫اقدم تعريف للفعل وصل إلينا هو ما جاء في ك تاب سيبويه إذ يقو‪ :‬في هذا الصدد‪" :‬اما الفعل‬
‫فامثلة اخذت من لفظ احداث االسماء‪ ،‬وبنيت لما مضى‪ ،‬ولما يكون ولم يقع‪ ،‬وماهوا كائن‬
‫لم ينقطع‪ .‬فاما بناء ما مضى‪ :‬فذهب وسمع ومكث وحمد‪ .‬واما بناء ما لم يقع فإنه قولك ام ًرا‪:‬‬
‫اذهب واقتل واضرب‪ ،‬ومخب ًرا‪ :‬يقتل ويذهب ‪ ...‬وكذلك بناء ما لم ينقطع وهو كائن إذا اخبرت‬
‫"(‪.)1‬‬
‫اما الفعل فهو "ما د‪ :‬على معنى في نفسه والزمن جزء منه نحو قاتل وتقدم‪ ،‬يقاتل ويتقدم‬
‫واك تب" (‪.)2‬‬
‫وقد جاء في الفية ابن مالك ان الكالم في اللغة العربية ينقسم إلى ثالثة اقسام وهي‪ :‬اسم‬
‫وفعل‪ ،‬وحرف حيث يقو‪::‬‬
‫واسم وفعل ثم حرف الكلم‬ ‫كالمنا لفظ مفيد كاستقم‬

‫و ِكل َم ٌة بها ك ٌ‬
‫الم قد ي ُ َّؤ ُم‬ ‫واحده كل ٌ‬
‫مة‪ ،‬وللقو‪َ :‬عم‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫فاللفظ جنس يشمل الكالم والكلمة والكلم‪ .‬والكلم اسم جنس جمعي واحده (ك ِلمة) وهي‪:‬‬
‫اسم نحو‪ :‬زيد‪ ،‬وفعل نحو‪ :‬يك تب‪ ،‬او حرف نحو‪ :‬عن)‪.(3‬‬
‫والمتمعن في قو‪ :‬سيبويه يجد ان الفعل كلمة دالة بمادتها على الحدث‪ ،‬وبصيغتها الصرفية‬
‫على زمان وقوعه؛ ولذا كانت تعريفات النحويين بعد سيبويه تصب في هذه الداللة المتضمنة‬
‫للحدث والزمن‬
‫وهذا ما نجده في تعريف الزمخشري إذ يقو‪" ::‬الفعل ما د‪ :‬على اقتران حدث بزمان")‪. (4‬‬

‫‪66‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫وهو يماثل بذلك ما ذهب إليه سيبويه في جعل الفعل يقترن بالزمن‪ ،‬وقد عرفه ابن الحاجب‬
‫بانه" ما د‪ :‬بهيئته على احد االزمنة الثالثة")‪،(5‬وجاء في ك تاب الجمل للزجاجي‪" :‬والفعل ما‬
‫د‪ :‬على حدث وزمان ماض او مستقبل نحو قام يقوم وقعد يقعد وما اشبه ذلك " )‪.(6‬‬
‫من خال‪ :‬ما سبق تقديمه من تعاريف للفعل يتضح انها تلتقي ّكلها في معنى واحد هو ان الفعل‬
‫"كل ما ّد‪ :‬على حدث ما في زمن معين‪ .‬غير ان المتاخرين منهم كالجامي ّ‬
‫والصبان اضافوا‬ ‫هو ّ‬
‫مدلوال ً‬
‫ثالثا هو النسبة – اي اإلسناد – إلى الفاعل")‪ ،(7‬ونخلص من هذا إلى ان‬ ‫ً‬ ‫إلى التعريف‬
‫متاخري النحاة متفقون على تعريف الفعل بالعناصر الثالثة (الحدث والزمن واإلسناد ) ‪.‬‬
‫اما المعاصرون من اللغويين فقد انكر بعضهم داللة الفعل على الزمن‪ ،‬واتجهوا في تعريفهم‬
‫للفعل وجهة نسبة الحدث دون اقترانه بالزمن؛ فقالوا بانه " ما انبا عن حركة المسمى")‪. (8‬‬
‫(خ َر َج) منبئ عن حركة المسمى‪ ،‬والمقصود بهذه الحركة هو‬‫وبناء على هذا التعريف فإن الفعل َ‬
‫حركة الخروج من كونه غير مرتبط بالذات إلى كونه مر ً‬
‫تبطا بها ‪ ،‬كما ان ذلك التعريف يفيد بان‬
‫مدلو‪ :‬الفعل َ(ذ َه َب) هو حركة الفعل اللغوي (الذهاب) من عدم التعلق بالفاعل إلى التعلق‬
‫به ‪.‬‬
‫ويبدو من تعريفهم هذا ان الداللة المذكورة تستند إلى صيغة الفعل ال مادته‪ ،‬الن "اي فعل من‬
‫تكون مادته االصلية‪ ،‬وهذه المادة االصلية‬ ‫ً‬
‫االفعا‪ :‬يتشكل بصفته كالما من االصوات التي ِ‬
‫مثل (ك‪ ،‬ت‪ ،‬ب) تد‪ :‬مجتمعة ‪-‬قبل دخو‪ :‬الحركات‪-‬على مفهوم الحدث (الك تابة) وبعد‬
‫دخو‪ :‬الحركات عليه في َ(ك َت َب) تتشكل الصيغة الدالة على مصداقية الحدث (الك تابة)‬
‫وصدوره عن فاعل (الكاتب) وعلى هذا يكون المقصود من حركة المسمى هو انبعاث الحدث‬
‫المسمى هو‬ ‫ً‬
‫متحققا وال صاد ًرا عنه‪ .‬وذهب بعضهم إلى ان ّ‬ ‫وتحققه من الفاعل بعد ان لم يكن‬
‫‪9‬‬
‫الفاعل‪ ،‬والفعل ينبئ عن حركة الفاعل وال ينبئ عن تحرك الحدث") (‪.‬‬
‫الن بعض االفعا‪ :‬تد‪ – :‬بحسب ظاهرها – على ان الحدث اثر من اثار الفاعل ‪ ،‬وليس له‬
‫وجود خارجي ك قولنا ‪ :‬امتنع واستحا‪ ، :‬فإن االمتناع واالستحالة ال وجود لهما في الخارج ؛‬
‫ليتصور انها تحركت بواسطة صيغة الفعل من العدم إلى الوجود ‪ ،‬و المقصود من العدم‬
‫والوجود هو" العدم والوجود الرابط بين الحدث والذات (اي ثبوت النسبة وعدم ثبوتها ) وليس‬
‫المقصود بالوجود الوجود االصيل الذي هو من عوارض الماهية (الموجود) فافعا‪ :‬مثل (وجد‬
‫‪ ،‬حصل ‪ ،‬حدث ) ومثل (عدم ‪ ،‬فقد ‪ ،‬استحا‪ ) :‬ال تقبل الوجود االصيل الستحالة عروض‬
‫الشيء على نفسه او على نقيضه ‪ ،‬ولكنها تقبل الوجود الرابط بمعنى ثبوت النسبة وعدم ثبوتها‬
‫(‪)10‬‬ ‫للفاعل"‬

‫‪67‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫وفسر لغويون اخرون حركة المسمى بانها "حركة مادة الفعل وخروجها بواسطة الصيغة من‬ ‫ً‬
‫قابلية االستقال‪ :‬بالمفهومية إلى االستقال‪ :‬الفعلي بالمفهومية"(‪ )11‬وتوضيح هذا اننا إذا عدنا‬
‫إلى اقسام الكلمة نجد االسماء مستقلة بمعانيها كما هي مستقلة بالفاظها كالرجل والمراة والعلم‬
‫والفهم ‪ ..‬إلخ كما نجد الحروف مستقلة بالفاظها ال بمعانيها مثل‪ :‬من‪ ،‬عن‪ ،‬ثم‪ .‬إلخ اما االفعا‪:‬‬
‫فال استقال‪ :‬لها إال بواسطة إسنادها إلى الفاعل؛ فهي من هذه الجهة اردا من الحروف ؛ الن‬
‫لفظا غير مستقل معنى ‪ ،‬اما االفعا‪ :‬فغير مستقلة ال ً‬
‫لفظا وال معنى؛ الن الفعل‬ ‫الحرف مستقل ً‬
‫يتكون من مادة وصيغة ‪ ،‬فالمادة ليس لها معنى بالفعل ‪ ،‬وإن كانت قابلة الن يكون لها معنى‬
‫فعلي عند عروض الصيغة عليها ‪ ،‬فمعناها إذن معنى بالقوة اي غير مستقل بالمفهومية ‪ ،‬اما‬
‫الصيغة فليس لها معنى مستقل ا ً‬
‫يضا ؛ النها ال تد‪ :‬إال على نسبة المادة للفاعل ‪ ،‬والنسبة معنى‬
‫حرفي ‪ ،‬ومعاني الحروف غير مستقلة بالمفهومية‪ ،‬وعلى هذا فكال جزئي الفعل غير‬
‫مستقل بالمفهومية‪ ،‬ولكن مادة الفعل بواسطة عروض الصيغة عليها تخرج من كونها ذات‬
‫معنى غير مستقل (معنى بالقوة) إلى كونها معنى بالفعل‪ .‬والظاهر من هذا الراي ان الحركة هي‬
‫المقومة لحقيقة الفعل‪ ،‬الن مادته غير مستقلة بالمفهومية‪ ،‬وصيغته غير مستقلة ا ً‬
‫يضا‪،‬‬
‫وباجتماعهما تتكون حركة المادة من عدم االستقال‪ :‬إلى االستقال‪ ،:‬وعليه فإن حركة المادة‬
‫هي الفعل وليست مدلوله‪ ،‬ومقتضى هذا ان يكون تعريف الفعل هو‪ :‬حركة المسمى‪ ،‬ال اإلنباء‬
‫المسمى ‪.‬‬ ‫حركة‬ ‫عن‬
‫ويالحظ عليه ان الصيغة ال تستعمل بال مادة ‪ ،‬والعكس صحيح في المادة‪.‬‬
‫اما داللة الصيغة على النسبة فليست من قبيل المعاني الحرفية ؛ الن الحرف ال يد‪ :‬على النسبة‬
‫إال بوجوده في التركيب‪ ،‬اما الصيغة فال يمكن التفكيك بينها وبين النسبة ‪.‬‬
‫وإن كانت "النسبة ناقصة اي تحليلية والنسبة التحليلية تقع عند بعض اللغويين في المشتقات‬
‫كاسم الفاعل واسم المفعو‪ :‬وصيغ المبالغة وغيرها ‪ ،‬الن الكلمة تنخل إلى حدث وذات ‪ ،‬وهي‬
‫بخالف النسبة التركيبية التي ال تحتاج إلى تحليل في نحو ( َف ِهم محمد ) ‪ ،‬واختلفوا في النسبة‬
‫الواقعة في الفعل وحده كما في (ضرب) اهي تحليلية ام تركيبية" ‪ ،12‬فإن قولك َ‬
‫(ض َر َب) يتحلل‬
‫إلى حدث منسوب إلى فاعل ‪ ،‬وال يخفى ان "الفعل باعتباره وحدة لفظية ياخذ وظائ ف معينة‬
‫في االستعما‪ :‬اللغوي ‪ ،‬فياخذ وظيفة داللية تبرز في معناه المعجمي ‪ ،‬وياخذ وظيفة صرفية‬
‫تقوم بادائها بنيته اللفظية ‪ ،‬كما ياخذ وظيفة نحوية تتمثل باستخدامه ً‬
‫طرفا في اإلسناد"(‪، )13‬‬
‫يضاف إلى هذا انه قد ياخذ وظيفة بالغية حين يظهر به الغرض البالغي للمتكلم ‪.‬‬
‫ولو قارنا بين ما ذهب إليه سيبويه في تعريفه للفعل وما ذهب إليه غيره من النحاة لوجدنا‬
‫اإليجاز والشمولية في تعريف سيبويه اما بقية التعاريف فان تمتعت باإليجاز فهي ال ترقى إلى‬
‫‪68‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫الدقة والشمولية الن التعريف بالزمن وإن استقطب جميع انواع الفعل ليس مانعا من دخو‪:‬‬
‫بعض المشتقات كاسم الفاعل كما ان التعريف بالحدث او حركة المسمى ليس مانعا من دخو‪:‬‬
‫المصادر الدالة على حدث ما‪.‬‬
‫ومن ثم كان على اولئك اللغويين ان ياخذوا في تعريفاتهم للفعل تلك الوظائ ف في الحسبان‬
‫بصورة تجعل التعريف ً‬
‫جامعا لمواصفات الفعل‪.‬‬
‫واما عن تسمية الفعل بالفعل فيقو‪ :‬ابو بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز "اعلم ان االفعا‪:‬‬
‫اصو‪ :‬مباني اك ثر الكالم‪ ،‬وبذلك سمتها العلماء االبنية‪ ،‬وبعلمها يستد‪ :‬على اك ثر علم القران‬
‫والسنة‪ ،‬وهي حركات مقتضيات"(‪.)14‬‬
‫فالفعل في حقيقته "ما فعله فاعله فاحدثه وإنما لقب النحويون اشياء من الفاظهم ليرتاض بها‬
‫(‪)...‬فلقبوا بالفعل كل ما َّد‪ :‬لفظه على حدث مقترن بزمان ماضي او مستقبل او مبهم االستقبا‪:‬‬
‫والحا‪.)15(":‬‬
‫خصائص الفعل‪:‬‬
‫من خصائص الفعل انه تدخل عليه بعض الحروف مثل قد نحو‪ :‬قد حدث والسين نحو‪:‬‬
‫سيحدث وسوف نحو‪ :‬سوف يحدث والجوازم نحو‪ :‬لم يحدث وتاء التانيث الساكنة نحو‪ :‬حدثت‬
‫والضمائر المتصلة نحو‪ :‬ا ُ‬
‫حدثت ويحدثن (‪.)16‬‬
‫وللتفريق بين الفعل واالسم عوامل فالفعل ال يقبل التنوين وال "ا‪« :‬التعريف فمثال الفعل‬
‫"ك تب" ال يقبل التنوين وال "ا‪« :‬وال حروف الجر‪ ،‬بينما االسماء ال تقبل حروف النصب او‬
‫الجزم بينما نستطيع ان نعرفها ويمكن تنوينها وإدخا‪ :‬حروف الجر عليها فلو قلنا "ك تابة" فهي‬
‫تابة" ونستطيع إدخا‪ :‬حروف الجر فنقو‪" ::‬بحث‬ ‫اسم نستطيع تعريفها "الك تابة" وتنوينها "ك ٌ‬
‫في الك تابة المزخرفة" مثال؛ بينما ال تقبل حروف النصب او الجزم‪.‬‬
‫استهلت باسم فهي جملة‬ ‫وتصنف الجملة في العربية إلى صنفين باعتماد االسماء واالفعا‪ :‬فإذا ُ‬
‫اسمية وتتكون من مبتدا وخبر‪ ،‬وإذا ُبدات بفعل فهي جملة فعلية وتتكون من فعل وفاعل إذا‬
‫كان الفعل الزما‪ ،‬وفعل وفاعل ومفعو‪ :‬به إذا كان الفعل متعديا‪.‬‬
‫اقسام الفعل‪:‬‬
‫يعد الفعل في الجملة العربية ركنا اساسيا‪ ،‬وهو من المسائل التي نالت اهتمام النحاة القدامى‬
‫والمحدثين واو‪ :‬من جعل الفعل يقترن بالزمن وقسمه إلى ثالثة اقسام هو عالم النحو سيبويه‬

‫‪69‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫حين قا‪" :‬اما الفعل فامثلة اخذت من لفظ احداث االسماء‪ ،‬وبنيت لما مضى‪ ،‬ولما يكون ولم‬
‫يقع‪ ،‬وما هو كائن لم ينقطع"(‪.)17‬‬
‫"فالنحاة قسموا الفعل على اساس تقسيم الزمن الفلسفي‪ ،‬وهو الماضي والحاضر والمستقبل‪،‬‬
‫وخصوا كل زمن بصيغة معينة‪ ،‬هو معناها في حالة اإلفراد والتساوق على السواء" ) ‪. (18‬‬
‫وقد انتقد بعض الباحثين المعاصرين النحاة لتركيزهم على الزمن في صيغة الفعل‪ ،‬وإهما‪:‬‬
‫السياق الذي وردت فيه‪ ،‬فيرى فاضل الساقي ‪" :‬انه كان على النحاة ان يدركوا ان االفعا‪ :‬مجرد‬
‫صيغ والفاظ تد‪ :‬على زمن ما‪ ،‬هو جزء من معنى الصيغة ال على زمن معين‪ ،‬وان السياق او‬
‫الظروف القولية بقرائنها اللفظية والحالية هي وحدها التي تعين الداللة الزمنية وترشحها لزمن‬
‫بعينه " (‪.)19‬‬
‫وعليه فقد قسم هؤالء الباحثون الزمن على نوعين هما ‪:‬ا ً‬
‫وال‪ :‬الزمن الصرفي وهو الزمن الذي تد‪:‬‬
‫السياق‪.‬‬ ‫خارج‬ ‫المفردة‬ ‫الصيغة‬ ‫عليه‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫ثانيا‪ :‬الزمن النحوي‪ ،‬او يسمى "الزمن السياقي التركيبي" "وهو الذي تح ِدده القرينة اللفظية او‬
‫الحالية‪ ،‬اي‪ :‬هو معنى الفعل في السياق" ) ‪. (20‬‬
‫وللمقارنة بين الزمن النحوي والزمن الصرفي يمكن القو‪ : :‬إن "مجا‪ :‬النظر في الزمن النحوي‬
‫هو السياق‪ ،‬وليس الصيغة المفردة‪ ،‬وبناء الجملة العربية اخصب مجا‪ :‬لهذا النظر بينما ال‬
‫يكون مجا‪ :‬النظر في الزمن الصرفي إال الصيغة منفردة خارج السياق"(‪.)21‬‬
‫ويرى مالك المطلبي‪" :‬ان الصيغ في اللغة العربية تخلو من الداللة على زمن في المستوى‬
‫الصرفي"(‪ )22‬وان "وقوع الصيغ المتغايرة في مستوى تركيبي واحد يعني تفريغ صيغة ما‪ ،‬دون‬
‫غيرها من الزمن حيث تشير إلى وجه من وجوه داللتها الحدثية‪ ،‬ومن هنا يكون من الخطا‬
‫زمنيا"؛ الن الزمن يك تسب من قرائن السياق‬‫"شكال ً‬
‫ً‬ ‫إسناد الزمن إلى مثل هذه الصيغ بوصفها‬
‫اللفظية والمعنوية"(‪.)23‬‬
‫ومضار ٍع ودائم‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ماض‬
‫في حين يقسم علماء الكوفة الفعل من حيث الداللة الزمنية إلى ٍ‬
‫فالفعل إذن هو العامل في الجملة الفعلية وهو عبارة عن كلمة دالة على حدث في زمن‬
‫معين وللفعل انواع عديدة اما من حيث زمانه فينقسم إلى ثالثة انواع وهي الماضي‬
‫والمضارع واالمر‪.‬‬
‫"ماض وهو ما د‪ :‬على الزمن الماضي‪ ،‬ومضارع وهو ما د‪ :‬على زمن الحاضر او المستقبل‪،‬‬
‫ٍ‬
‫وجعلوا القسم الثالث وهو االمر يدخل ضمن الداللة على زمن المستقبل"( ‪.)24‬‬

‫‪70‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫ّ‬ ‫ماهية الفعل المضارع‪:‬‬


‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُّ‬
‫الفعل المضارع هو "ما د‪ :‬على حدوث شيء في زمن التكلم او بعده‪ ،‬نحو‪ :‬اقرا‪ ،‬تحب‪ ،‬نعلم‪،‬‬
‫ُ‬
‫يسافر"(‪)25‬‬
‫وهو" كل فعل يد‪ :‬على حدوث عمل في الزمن الحاضر اي االن مثل‪ :‬اجلس‪ ،‬او في الزمن‬
‫المستقبل مثل‪ :‬اسهرن"(‪.)26‬‬
‫من خال‪ :‬التعريفين يتضح ان الفعل المضارع هو كل حدث وقع في الزمن الحالي او انه يحدث‬
‫مستقبال وله خصائص تميزه عن الفعل الماضي وفعل االمر وهي بعض الحروف تدخل عليه‬
‫ُجمعت في كلمتي "انيت" او "نايت" كما ذكرها الزمخشري بالتفصيل حيث يقو‪ " :‬الفعل‬
‫المضارع هو ما تعتقب في صدره الهمزة‪ ،‬والنون والتاء والياء‪ ،‬وذلك قولك للمخاطب او الغائبة‬
‫َتف َع ُل‪ ،‬وللغائب َيف َع ُل‪ ،‬وللمتكلم ًاف َع ُل‪ ،‬وله إذا كان معه غيره ً‬
‫واحدا او جماعة َنف َع ُل "(‪.)27‬‬
‫وتسمى هذه الحروف بحروف المضارعة إضافة إلى حرفي االستقبا‪" :‬السين وسوف "والنواصب‬
‫والجوازم والم االبتداء وال وما النافيتين مثل‪ :‬سيفعل‪ ،‬سوف يفعل‪ ،‬ان يفعل‪ ،‬لم يفعل‪،‬‬
‫ليفعل‪ ،‬ال يفعل‪ ،‬وما يفعل‪.‬‬
‫نقال للصورة الماضية وجعلها بين يدي الحاضر بصورة‬ ‫ومن خصائص الفعل المضارع ا ّن فيه ً‬
‫ّ‬ ‫ِ‬ ‫ديناميكية ّ‬
‫مخيلة المتلقي والقار النه يتضمن زمنين الحاضر والمستقبل؛ لذا فإن‬ ‫ّ‬ ‫ئ‬ ‫متجددة في ّ‬
‫القران الكريم ياتي بالفعل المضارع في حين الفعل الماضي صاحب داللة قد حصلت وثبتت‬
‫تجدد‬ ‫بال‬
‫‪28‬‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َََۡ ٰ ُ َ ٰ َ َ ُ َ َ َ َۡ‬
‫مثل قوله تعالى﴿ فالقى موسى عصاه ف ِإذا ِهي تلقف ما يا ِفكون ‪.) (﴾ ٥٤‬‬
‫فالفعل االو‪( :‬القى) ماضي‪ ،‬والثاني (تلقف) مضارع وذلك الستحضار الصورة وكان اللقف‬
‫حالة تحدث امام القارئ وبين يديه‪ ،‬بخالف لو قا‪ ::‬لقفت بالماضي‪.‬‬
‫يط ِب َث َم ِر ِهۦ َف َا ۡص َب َح ُي َق ِّل ُب َك َّف ۡي ِه َع َل ٰى َما َا َنف َق ِف َيها‬ ‫ومن االمثلة على ذلك ايضا قوله تعالى﴿ َو ُاح َ‬
‫َ ِ‬
‫َو ِه َي َخ ِاو َي ٌة َع َل ٰى ُع ُر ِوش َها َو َي ُق ُو‪َٰ :‬ي َل ۡي َت ِني ل ۡم ُا ۡش ِرك ِبر ِبي احدا ﴾( )‪.‬‬
‫‪29‬‬ ‫ٗ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫ۡ‬
‫فللفعل المضارع (يقلب) اثر على السمع وكانك تشاهد رجال يقلب ك فيه‪ ،‬مجيء الفعل مشددا‬
‫داللة على شدة تقليب اليدين الدا‪ :‬على شدة الحسرة والندم‪.‬‬
‫ومثل ذلك ك ثير في القران الكريم‪.‬‬

‫‪71‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫صيغة الفعل المضارع‪:‬‬


‫توصل النحويون إلى ان صيغة الفعل المضارع هي صيغة بنيت للداللة على شيئين هما‪:‬‬
‫ردت ان تخبر بوقوعه في المستقبل‪ ،‬فهي إذن تشترك مع‬ ‫اال ّو‪ ::‬الداللة على حدث لم يقع‪ ،‬وا َ‬
‫صيغة االمر في الداللة على ما لم يقع من االحداث‪.‬‬
‫فإن صيغة االمر والمضارع تشتركان في الداللة على احداث المستقبل والفرق بينهما ا ّن صيغة‬ ‫ّ‬
‫االمر يطلب بها حدوث الفعل فقولك‪( :‬اقرا) تطلب به من مخاطبك إحداث فعل القراءة فإن‬
‫حدث منه ذلك فيكون بعد انتهائك من اللفظ نطقا اي في المستقبل‪.‬‬
‫ُ‬
‫(يسافر زيد غدا‪ ،‬او‬ ‫ا ّما صيغة المضارع فيخبر بها عن حدوث الفعل في المستقبل ففي قولك‪:‬‬
‫سيسافر زيد‪ ،‬او سوف يسافر زيد) إخبار عن حدوث السفر من زيد في المستقبل‪.‬‬
‫الثاني‪ :‬الداللة على ما هو واقع من االحداث ولم ينقطع ويمتاز هذا النوع من االحداث إذا تناوله‬
‫الكالم بكونه مخب ًرا به فقط وال يصح طلب حدوثه ال ّنه طلب تحصيل حاصل وهذا ما اراده‬
‫سيبويه بقوله‪( :‬وكذلك بناء ما لم ينقطع وهو كائن إذا اخبرت)‪.‬‬
‫الداللة الزمنية للفعل المضارع‪:‬‬
‫قبل الولوج إلى الداللة الزمنية للفعل ارتايت اوال ان اعرج على مفهوم الداللة لغة واصطالحا‬
‫ا) الداللة بمفهومها اللغوي‪:‬‬
‫تمث ُل الصورة االساسية لمحيطها الداللي"(‪)30‬‬
‫لفظ في اللغة العربية ِّ‬ ‫"الصورة المعجمية الي ٍ‬
‫َّ‬
‫فالداللة لغة‪ :‬من "دله عليه وإليه َداللة ِوداللة ُودلولة‪ ،‬والفتح اعلى‪ ،‬ويقا‪ ::‬دلني على الطريق‪:‬‬
‫اهتديت إليه‪ ،‬والمفعو‪ ::‬مدلو‪ :‬عليه وإليه‪ ،‬والدليل‪ :‬ما يستد‪ :‬به‪ ،...‬وداله بغرور‪ :‬اوقعه‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫ودلوت بفالن إليك‪ :‬استشفعت به إليك‪ ،‬وتدلى من‬ ‫فيما اراد من تغريره‪ ،‬وهو ِمن إدالء َّالدلو‪،‬‬
‫الشجرة؛ اي‪ :‬تدلل‪ ،‬والداللة هي اإلرشاد‪ ،‬وما يقتضيه اللفظ عند إطالقه‪ ،‬جمعها دالئل‬
‫الخير ك فاع ِله‪".‬‬ ‫ُّ‬ ‫َ‬
‫ودالالت‪ ،‬والداللة‪ :‬االمارة‪ ،‬ومن المجاز‪" :‬الدا‪ :‬على ِ‬
‫َّ‬ ‫َّ‬
‫ودله على الصراط المستقيم‪ ،‬وتناصرت ادلة العقل وادلة السمع‪ ،‬واستد‪ :‬به عليه"(‪.)31‬‬
‫ويحصر ابن منظور المعنى الحقيقي للجذر في داللة اإلرشاد او العلم بالطريق الذي يد‪ :‬الناس‬
‫ُّ‬ ‫َّ‬
‫والدليل َّالد ُّا‪ ،:‬وقد َدله على الطريق َي ُدله َداللة‬
‫ست َد ُّ‪ :‬به‪َّ ،‬‬ ‫ويهديهم‪ ،‬بقوله‪َّ :‬‬
‫"والدليل ما ُي َ‬
‫ُّ‬ ‫ّ‬
‫والدليل و ِّالد ِل َيلى الذي َي ُدلك"(‪.)32‬‬
‫(بفتح الدا‪ :‬او كسرها او ضمها)‪ ،‬والفتح اعلى‪َّ ... ،‬‬

‫‪72‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫والمعنى ذاته يشير إليه الفيروز ابادي للجذر (دلل)‪ ،‬فيقو‪ ..." ::‬والدالة‪ :‬ما تد‪ :‬به على‬
‫حميمك‪ ،‬ودله عليه داللة‪ ...‬سدده إليه‪ ....‬وقد َّدلت َتد ُّ‪َّ ،:‬‬
‫والد ُّ‪َ :‬‬
‫كالهد ِي"(‪ ،)33‬ويترتب على‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫مرشد‪ ،‬ومرشد‪،‬‬ ‫التصور المعجمي تواف ُر عناصر َالهدي واإلرشاد والتسديد؛ اي‪ :‬توافر ِ‬ ‫ِ‬ ‫هذا‬
‫َ‬
‫ووسيلة إرشاد‪ ،‬وامر مرشد إليه‪ ،‬وحين يتحقق اإلرشاد تحصل الداللة‪.‬‬
‫تختص باللغة فقط‪ ،‬بل هي "عامة في كل ما يوصل إلى المدلو‪ ،:‬ومتى‬ ‫والداللة بهذا المعنى ال ُّ‬
‫صامتا‪ ،‬واشار إليه وإن كان ً‬
‫ساكنا"(‪ ،)34‬وينبغي‬ ‫الشيء على معنى‪ ،‬فقد اخبر عنه وإن كان ً‬ ‫د‪ُ :‬‬
‫ُ‬
‫مجموع المعاني اللغوية التي يتضمنها اللفظ‪،‬‬ ‫هنا التفرقة بين الداللة وبين المعنى؛ فالداللة هي‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫وهي وسيلة الوصو‪ :‬إلى المعنى‪ ،‬فبها ُي َوما إلى مفهوم ِ‬
‫اللفظ؛ لذا تعد الداللة اوسع ِمن المعنى‬
‫واشمل‪.‬‬
‫ب) الداللة في االصطالح‪:‬‬
‫ُّ‬
‫وتستمد‬ ‫واالصطالحي؛ إذ ترتكز الثاني ُة على االولى‬
‫ِ‬ ‫ّ‬ ‫المدلولين اللغوي‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫العالقة بين‬ ‫ً‬
‫غالبا ما تتوافر‬
‫َ‬
‫قديما‪ُ ،‬يلقي بظال ِله ومعناه‬
‫اللغوي الذي تصالح عليه اهل اللغة ً‬ ‫َّ‬ ‫منها مقوماتها؛ الن َ‬
‫الوضع‬
‫وباالحتكاك‬ ‫نمو االهتمام في ابواب العلم‬ ‫فالمصطلح َّ‬
‫يتشكل مع ّ‬ ‫ُ‬ ‫الداللي على المعنى ِالعلمي؛‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫الثقافي‪.‬‬
‫وهي عند االصوليين‪:‬‬
‫العلم بشيءٍ ا َخر‪ ،‬والشيء االو‪ :‬هو ُّ‬
‫الدا‪ ،:‬والثاني هو‬ ‫بحالة يلزم من ِالع ِلم بها ُ‬
‫"كون الشيء ٍ‬
‫المدلولل" (‪.)35‬‬
‫خر ُج عن تعريف َالمناطقة‪ ،‬وهو فهم ا ٍمر من امر‪ ،‬او كون امر بحيث ُي َفهم‬
‫التعريف ال َي ُ‬
‫ُ‬ ‫وهذا‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫منه امر اخر‪ ،‬ف ِهم بالفعل او لم يفهم‪.‬‬
‫الطرق على‬ ‫تحقق عنصرين‪ :‬احدهما الدا‪ ،:‬والثاني المدلو‪:‬؛ نحو َّ‬ ‫فال بد للداللة عندهم من ُّ‬
‫الباب؛ فإنه دا‪ :‬على وجود شخص مدلو‪ ،:‬وهذه الصفة التي حصلت َّ‬
‫للطرق َّ‬
‫تسمى داللة‪.‬‬
‫تقوم على العالقة بين الدا‪ :‬والمدلو‪ :‬من جهة‪ ،‬وبينهما وبين المتلقي من جهة‬ ‫فالداللة ًإذا ُ‬
‫اخرى‪ ،‬فعلمه بالدا‪ :‬يستدعي َ‬
‫انتقا‪ :‬ذهنه إلدراك المدلو‪.:‬‬ ‫ِ‬
‫اما عن الداللة الزمنية للفعل المضارع فقد ذكر السيوطي في همع الهوامع ا ّن العلماء مختلفون‬
‫في زمن المضارع على خمسة اقوا‪ :‬واختار منها ان المضارع يد‪ :‬على الحا‪ :‬في الحقيقة واما‬
‫داللته على المستقبل فهو مجاز خالفا للجمهور من النحاة‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫لكن بعد ذلك قسم المضارع من حيث زمنه إلى اربعة اقسام‪ :‬قسم يتعين فيه الحا‪ :‬وذلك إذا‬
‫اقترن بكلمة "االن" وما في معناها‪ ،‬وقسم يترجح فيه للحا‪ :‬إذا تجرد من القرائن فالراجح انه‬
‫للحا‪ ،:‬وقسم يتعين فيه االستقبا‪ :‬وذلك إذا اقترن بظرف زمان للمستقبل‪ ،‬وقسم يتعين‬
‫للمضي وذلك إذا اقترن بلم او لما‪.‬‬
‫هذا ما يشير إلى ان الداللة الزمنية للفعل المضارع تتغير بدخو‪ :‬بعض الحروف عليه فمنها‬
‫ما يباشر الفعل فيخلصه للحاضر‪ ،‬ومنها ما يقلبه ماضيا‪ ،‬ومنها ما يجعله مستقبال‪.‬‬
‫داللة الفعل المضارع على المضي‪:‬‬
‫كما اسلفنا الذكر ان الفعل المضارع تتغير داللته الزمنية من الحا‪ :‬او المستقبل إلى الماضي‬
‫وذلك بقرائن لفظية او معنوية خاصة بالزمن الماضي مثل "لم"و"لما"هذان الحرفان إذا دخال‬
‫على الفعل المضارع ّد‪ :‬على الماضي‪.‬‬
‫"دخو‪" :‬لم" على الفعل المضارع تنفي حدوث الفعل في الزمن الماضي المطلق فقولك" لم‬
‫ّيك تب زيد " تنفي حدوث فعل الك تابة في الزمن الماضي وكانك تقو‪ ":‬ما ك تب زيد" في حين‬
‫ان ّلما تنفي وقوع الحدث في الزمن الماضي المستمر إلى الحا‪ :‬اي زمن التحدث"(‪ ،)36‬و"قد‬
‫تكون ّلما بمعنى لما"(‪ )37‬مثل قو‪ :‬البحتري‪:‬‬
‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َلم ُت ِضعني َل ّما َا َ‬
‫ضاع ِإال ُمضيعي (‪)38‬‬
‫يس ُالم ُ‬
‫َول َ‬ ‫ضاعني َالده ُر‬

‫فالبحتري من خال‪ :‬هذا البيت يريد ان يقو‪ ::‬لم يضيعوا الدهر‪ ،‬وقد تاتي في الكالم قرينة‬
‫لفظية تد‪ :‬على الزمان الماضي من ذلك قوله‪:‬‬
‫َ‬
‫َ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫لم تجت ِم ع في َس ِي ٍد ِمن قب ِل ِه ( )‬
‫‪39‬‬
‫كار َم ُك َّلها ِب َخال ِئ ٍق‬ ‫َ‬ ‫َََ‬
‫جمع الم ِ‬

‫فالقرينة اللفظية هنا هي قوله "من قبل" " دلت على ان االجتماع قد انقضى وانقطع اثره‪.‬‬
‫ومنه قوله ا ً‬
‫يضا‪:‬‬
‫َ‬
‫َ‬
‫جا‪َ :‬على ن ِ‬
‫صيب (‪)40‬‬ ‫َ ٌ‬
‫نصيب في ِالر ِ‬ ‫ِإذا ُق ِس َم َالت َق ُّد ُم لم ُي َر َّج ح‬

‫فالقرينة اللفظية هنا هي قوله " َن ٌ‬


‫صيب " دلت على ا َّن الترجيح قد انقضى وتحقق هدفه‬
‫بالنصيب‪.‬‬
‫ومنه قوله ايضا‪ً:‬‬

‫‪74‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫َ َ‬
‫جهر ِب َلم يولد َولم َي ِل ِد (‪)41‬‬
‫َف ِا َ‬ ‫َفإذا َع َز َ‬
‫مت َعلى َم َ‬
‫ساء ِت ِهم‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫لقد جاء الفعالن يولد َوي ِل ِد منفيين مجزومين بلم وتجردا من داللتهما على المضارع حيث قلبت‬
‫لم زمنهما إلى الماضي‪.‬‬
‫ويد‪ :‬الفعل المضارع على الماضي إذا "سبق بالفعل "كان"اي ان الحدث كان مستمرا في الزمن‬
‫الماضي‪ ،‬قا‪ :‬الفراء‪(:‬كان) إنما خلقت للماضي"(‪.)42‬‬
‫ۚ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬ ‫َّ‬
‫من ذلك قوله تعالى‪َ ﴿:‬و َي ۡو َم ُي ۡع َر ُض ال ِذ َين َك َف ُروا َع َلى ا َّلن ِار َال ۡي َس َٰه َذا ِبال َح ِ ِّّۖق َقالوا َب َل ٰى َو َر ِّب َنا َق َا‪:‬‬
‫ۡ‬
‫َف ُذ ُوقوا ال َع َذ َاب ِب َما ُك ُنت ۡم َت ۡك ُف ُرون‪.)43(﴾ ٤٥‬‬
‫قا‪ :‬االخفش االوسط وهو يفسر قوله تعالى (ولهم عذاب اليم بما كانوا يكذبون)"ادخل كان‬
‫ليخبر انه فيما مضى ويضيف يوسف المطلي ان "كان" في االستعما‪ :‬القراني‪" ،‬تفيد االستمرار‬
‫َّ‬
‫في الماضي‪ ،‬فيما يكون عادة او يكون حالة عامة"(‪ )44‬نحو قوله تعالى﴿ َٰي َا ُّي َها ال ِذ َين َء َام ُنوا‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫َع َل ۡي ُك ۡم َا ُنف َس ُك ِّۖ ۡم ال َي ُض ُّر ُكم َّمن َض َّل ِإ َذا ا ۡه َت َد ۡي ُت ۡۚم ِإلى ا َّ َِّلل َم ۡر ِج ُع ُك ۡم َج ِم ٗيعا َف ُي َن ِّب ُئ ُكم ِب َما ُك ُنت ۡم‬
‫ون ‪)45(﴾ ٥٠٤‬‬ ‫َت ۡع َم ُل َ‬
‫ٰ‬
‫وقوله تعالى﴿ َال َي ۡح ُزُن ُه ُم ا ۡل َف َز ُع ا ۡ َال ۡك َب ُر َو َت َت َل َّق ٰى ُه ُم ا ۡل َم َل ِئ َك ُة َٰه َذا َي ۡو ُم ُك ُم ا َّل ِذي ُك ُنت ۡم ُت َوع ُد َ‬
‫ون ‪٥٠٤‬‬
‫﴾(‪.)46‬‬
‫داللة الفعل المضارع على الزمن الحاضر‪:‬‬
‫واوضح صيغة له هي صيغة المضارع المقترن بما يعينه للحا‪ :‬في نحو (محمد يصلي االن)‬
‫وكذلك صيغة االمر المقترن بما يصرفها للحا‪ :‬نحو (صل االن يا محمد)‪ .‬و للزجاجي راي اخر‬
‫ماض وإما مستقبل ‪ ،‬والحا‪ :‬في حقيقته متكون في الوقت الماضي واو‪:‬‬ ‫من ان "الفعل إما ٍ‬
‫ً‬
‫الوقت المستقبل" (‪ ،)47‬وفحوى حديثه ان ما ذكره من وصف للحا‪ :‬جزءا منه يقع في الماضي‬
‫‪.‬‬ ‫المستقبل‬ ‫او‪:‬‬ ‫في‬ ‫يقع‬ ‫منه‬ ‫ً‬
‫وجزءا‬
‫وفي العقود اإلنشائية تكون قرائن الحا‪ :‬هي الدالة في نحو (بعتك) و(زوجتك) الن المالحظ‬
‫في العقد إيقاعه بين المتعاقدين في اللحظة التي وقع فيها االتفاق(‪ ،)48‬فيكون مجيء الفعل‬
‫ً‬
‫ماضيا في العقود من باب التاكيد على حتمية العقد ‪ ،‬وإن كانت حتمية العقد حتمية قانونية ال‬
‫تكوينية‪ ،‬وهذا يعني ان "صيغ الفاظ العقود الواردة بتلك الصيغة ليست مفرغة من الزمن ‪،‬‬
‫الباحثين"(‪.)49‬‬ ‫بعض‬ ‫إليه‬ ‫ذهب‬ ‫لما‬ ‫ً‬
‫خالفا‬
‫داللة الفعل المضارع على االستقبال ‪:‬‬
‫واظهر صيغة له هي المضارع المقترن بما يعينه للمستقبل في نحو ( سيذاكر محمد ) وكذلك‬
‫غدا) اما قو‪ :‬بعض‬ ‫االمر المقترن بما يصرفه إليقاعه في المستقبل في نحو (ذاكر يا محمد ً‬
‫الباحثين بانه ال صيغة للمستقبل في اللغة العربية ‪ ،‬على اساس ان "الفعل المضارع يد‪ :‬على‬
‫‪75‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫القرائن"(‪.)50‬‬ ‫من‬ ‫تجرد‬ ‫إذا‬ ‫الحاضر‬ ‫الزمن‬


‫فقد اجاب عنه سيبويه ومن تبعه من النحاة حين نقلوا استعما‪ :‬المضارع واالمر للحاضر‬
‫كاشفا عن تبادر‬ ‫كاشفا عن تبادر خاص بالنحويين‪ ،‬بل كان ً‬ ‫والمستقبل ‪ ،‬لم يكن هذا النقل ً‬
‫عام؛ الن احتما‪ :‬وجود صيغة اخرى للداللة على الزمن الحاضر والمستقبل احتما‪ :‬ضعيف‪،‬‬
‫نظ ًرا الن الحاجة في االستعما‪ :‬تفرض وجود تلك الصيغة‪ ،‬ومن ثم كان من االحتما‪ :‬الضعيف‬
‫ان يجدها النحاة وال يروونها او انهم يروون صيغة اخرى بخالفها‪ ،‬هذا إلى ان النحويين من ابناء‬
‫ً‬
‫اللغة انفسهم ‪ ،‬فيكون تبادر الداللة على الزمن الحاضر والمستقبل تباد ًرا ناشائ من اختالط‬
‫النحويين ومشافهتهم للناطقين بالعربية في تلك العصور السالفة ‪.‬‬
‫ومن القرائن التي تدخل على الفعل المضارع فتخلصه لالستقبا‪" :‬الم االبتداء" نحو ما ذهب‬
‫إليه ابن مالك في "جواز إخالص الم االبتداء الفعل المضارع لالستقبا‪.)51(":‬‬
‫زيدا ليضرب وليذهب) ولم يقع‬ ‫(إن َ‬ ‫وهذا مذهب سيبويه في قوله "وقد يستقيم في الكالم ّ‬
‫ضرب"(‪.)52‬‬
‫وقد استند ابن مالك فيما ذهب إليه بنصوص في القران الكريم ورد فيها الفعل المضارع داال‬
‫َّ‬
‫على المستقبل مقترنا بالم االبتداء نحو قوله تعالى﴿ ِإ َّن َما ُج ِع َل ا َّلس ۡب ُت َع َلى ال ِذ َين ا ۡخ َت َل ُفوا ِف ِ ۚيه‬
‫ون ‪ )53(﴾ ٥٢٥‬فقوله" ليحكم " مستقبل‬ ‫َو ِإ َّن َر َّب َك َل َي ۡح ُك ُم َب ۡي َن ُه ۡم َي ۡو َم ا ۡل ِق َٰي َم ِة ِف َيما َك ُانوا ِف ِيه َي ۡخ َت ِل ُف َ‬
‫والسياق هو الذي يد‪ :‬على ذلك‪ ،‬ذلك ان قوله "ليحكم" يحدث الفعل في يوم القيامة وهو ال‬
‫شك واقع في المستقبل فالحدث لم يحدث بعد‪ ،‬وإنما وقوعه سيكون في المستقبل‪.‬‬
‫في حين ذهب اغلب النحويين البصريين ونحاة الكوفة إلى ان دخو‪ :‬الم االبتداء على الفعل‬
‫المضارع يخلصه للحا‪ :‬وليس لالستقبا‪ ،:‬ذلك ان االصل في الفعل المضارع ان "يكون‬
‫تجرد من القرائن اللفظية والمعنوية حمل على الحا‪ :‬وقد‬ ‫مشتركا بين الحا‪ :‬والمستقبل فإن ّ‬
‫يتخلص للحا‪ :‬بقرائن منها الم االبتداء"(‪.)54‬‬
‫وسوف ايضا من القرائن التي تخلص الفعل المضارع إلى المستقبل إال ان حرف السين يجعله‬
‫داال على المستقبل القريب في حين سوف يجعله داال على المستقبل البعيد‪.‬‬
‫ويخلصه لالستقبا‪ ،:‬ويتنز‪ :‬منه منزلة الجزء‪ ،‬فلذا لم تعمل‬ ‫السين حرف يختص بالمضارع‪ّ ،‬‬
‫فيه‪ .‬وذهب البصريون إلى ان مدة االستقبا‪ :‬معه اضيق منها مع سوف‪.‬‬
‫تعرب‪ :‬حرف تنفيس او حرف استقبا‪ :‬مبني على الفتح‪ ،‬ال محل له في اإلعراب‪.‬‬
‫ومعنى حرف التنفيس‪ :‬حرف توسع‪ ،‬الن السين نقلت المضارع من الزمن الضيق وهو الحا‪،:‬‬
‫إلى الزمن الواسع وهو االستقبا‪.)55( :‬‬
‫ون َان َي ۡا َم ُن ُوك ۡم َو َي ۡا َم ُنوا‬‫ون َء َاخر َين ُير ُيد َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ذكر بعضهم انها قد تاتى لالستمرار ك قوله تعالى ﴿ َس َت ِج ُد َ‬
‫۞س َي ُق ُو‪ :‬ا ُّلس َف َها ُء ِم َن‬ ‫َق ۡو َم ُه ۡم ُك َّل َما ُر ُّدوا ِإ َلى ا ۡل ِف ۡت َن ِة ُا ۡر ِك ُسوا ِف َيه ۚا ‪ )56(﴾ ١٥‬وكذلك االية ﴿ َ‬
‫‪76‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫َ‬ ‫ۡ‬ ‫ۡ‬ ‫ۚ‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬


‫اس َما َول ٰى ُه ۡم َعن ِق ۡب َل ِت ِه ُم ال ِتي َك ُانوا َع َل ۡي َها ُقل ّ ِ َّ َِّلل ال َم ۡش ِر ُق َوال َم ۡغ ِر ُۚب َي ۡه ِدي َمن َي َشا ُء ِإل ٰى ِص َٰرط‬ ‫َّ‬
‫الن ِ‬
‫ُّم ۡس َت ِقيم ‪ ،)57(﴾٥٥٢‬الن ذلك إنما نز‪ :‬بعد القو‪" – :‬ما والهم" ‪ -‬فجاءت السين ً‬
‫إعالما‬
‫باالستمرار‪ ،‬ومن نافلة القو‪ :‬إن هذا االستمرار هو من معنى االستقبا‪.)58(:‬‬
‫مقتض لتوكيده‬‫فدخولها َعلى ما َّ يفيد الوعد او ۡالوعيد ٍ‬ ‫قد تفيد السين الوعد بحصو‪ :‬الفعل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ۡ‬ ‫َ‬
‫وتثبيت معناه‪ ،‬ورد في القران الكريم﴿ ف َس َيك ِفيك ُه ُم ا َّۚلل َوه َو ا َّلس ِم ُيع ال َع ِل ُيم ‪،) ٰ (﴾ ٥٤١‬‬
‫‪59‬‬
‫َ‬
‫فمعنى السين ان ذلك كائن ال محالة‪ ،‬وإن تاخر إلى حين‪ ،‬وصرح به في قوله تعالى﴿ ُاول ِئ َك‬
‫َس َي ۡر َح ُم ُه ُم ا َّ ُۗ َُّلل ِإ َّن ا َّ ََّلل َع ِز ٌيز َح ِك ‪ٞ‬يم ‪)60(﴾١٥‬السين مفيدة وجود الرحمة ال محالة (‪ ،)61‬فهي‬
‫يضا هو من االستقبا‪:‬‬ ‫تؤكد الوعد‪ ،‬وبالتالي فهذا ا ً‬

‫سوف‪:‬‬
‫زمانا منها عند البصريين‪ ،‬الن‬ ‫سوف كالسين‪ ،‬وتسمى حرف تسويف او استقبا‪ ،:‬وهي اوسع ً‬
‫ك ثرة الحروف تد‪ :‬على ك ثرة المعنى‪ ،‬ومرادفة لها عند غيرهم ‪.‬‬
‫نالحظ ان العرب اشتقوا منها (التسويف)‪ ،‬داللة على المسافة الزمنية فيها‪ ،‬تنفرد (سوف) عن‬
‫السين بدخو‪ :‬الالم عليها نحو قوله تعالى﴿ َو َل َس ۡو َف ُي ۡع ِط َ‬
‫يك َر ُّب َك َف َت ۡر َض ٰى‪)63( ")62(﴾٤‬‬
‫الملغى‪ ،‬ك قو‪ :‬زهير بن ابي ُسلمى‪:‬‬ ‫قد نفصل (سوف) بالفعل َ‬

‫اقوم ا‪ :‬حصن ام نساء؟‬ ‫وما ادري وسوف ‪-‬إخا‪ -:‬ادري‬

‫وهذا االمر جائز في الشعر لضرورة (‪ )64‬واالجدر عدم الفصل بين (سوف) والفعل‬
‫كما ال يجوز ان نفصل السين عن الفعل المضارع المرفوع‪ ،‬فالمضارع يبقى بعدها ً‬
‫مرفوعا فقط‪.‬‬
‫كما الحظت ان السين فيها تاكيد اك ثر‪ ،‬بينما (سوف) فيها عدم الجزم‪ ،‬وهي "مفتوحة" اك ثر‪.‬‬
‫فإذا اردت نفي االستقبا‪ :‬اتيت ب (ال) في مقابلة السين‪ ،‬فنقو‪ ::‬انا ال اتاخر (كانت في اإلثبات=‬
‫انا ساتاخر)‪.‬‬
‫وإذا اردت نفي االستقبا‪ :‬اتيت ب (لن) في مقابلة سوف‪ ،‬فنقو‪ ::‬لن اتوانى (كانت في اإلثبات‪:‬‬
‫سوف اتوانى)‪،‬‬
‫‪77‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫وال يجوز ان يؤتى ب (سوف ‪ +‬لن)‪ ،‬فذلك ما ال يرد في ك تب اللغة واصولها‪ ،‬فلنك تف بالقو‪: :‬‬
‫قصر عن ندى"‪ .‬والمعنى مفهوم‪ ،‬ف (لن) تفيد نفي المستقبل‪.‬‬‫لن اكذب‪ ،‬و"لن ا ّ‬

‫داللة الفعل المضارع على االستمرار في الماضي والحاضر والمستقبل‬


‫في نحو قولهم‪" :‬قبل الرماء ُتمال الكنائن"(‪ )65‬و " انت ال تجني من الشوك العنب" ( ) حيث‬
‫‪66‬‬

‫يكون التخصيص بزمن معين في هذين المثالين غير مقصود للمتكلم ‪ ،‬ومثلهما قولك (تشرق‬
‫الشمس)و (يضيء البدر) و (كل حي يموت) فإنها "تفيد الحدث الثابت"(‪ ،)67‬مما يعني استمرار‬
‫معين‪.‬‬ ‫بزمن‬ ‫تخصيصه‬ ‫وعدم‬ ‫الحدث‬
‫ومثل هذه االمثلة االيات التي تقرر حقائق إلهية او كونية ثابتة من قبيل قوله عز وجل﴿ َو َلوۡ‬
‫َ‬ ‫َٰ‬
‫اس ِب َما َك َس ُبوا َما َت َر َك َع َل ٰى َظ ۡه ِر َها ِمن َدا َّبة َول ِكن ُي َؤ ِ ّخ ُر ُه ۡم ِإل ٰى َا َجل ُّم َس ّٗم ِّۖى َف ِإ َذا َجا َء‬
‫ُي َؤ ِاخ ُذ ا َّ َُّلل ا َّلن َ‬
‫َ‬ ‫َا َج ُل ُه ۡم َفإ َّن ا َّ ََّلل َك َان بع َبادهۦ َبص َيرَۢا ‪ )68(﴾ ٥٤‬وقوله ّ‬
‫جل في عاله ﴿ َال ۡم َت َر َا َّن ا َّ ََّلل َا َنز َ‪ِ :‬م َن‬ ‫ِ‬
‫‪69‬‬ ‫‪ٞ‬‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫َّ َ َ ِ ٗ َ ُ ۡ ُ ۡ ِ َ ِۡ ُ ِ ِ ُ ۡ َ َّ ًۚ َّ َّ َ َ‬
‫السما ِء ماء فتص ِبح االرض مخضرة ِإن اَّلل ل ِطيف خ ِبير ‪.) (﴾ ٣٤‬‬
‫الجدو‪ :‬االتي يبين اثر اقتران الفعل بادوات محددة للزمن من شانها ان تتحكم في داللته‬
‫الزمنية‬
‫الفعل بعد داللته النحوية التركي ـ ـ ـ ــب‬ ‫الفعل قبل داللته‬
‫الصرفية االقتران‬ ‫االقتران‬

‫الفعل‬ ‫وقوع لم‪+‬‬ ‫لم يلق محاضرة نفي‬ ‫يلقي محاضرة مضارع‬
‫في المضارع‬ ‫الفعل‬
‫الماضي‬

‫الفعل‬ ‫وقوع لما‪+‬‬ ‫يلقي نفي‬ ‫لما‬ ‫يلقي محاضرة مضارع‬


‫في المضارع‬ ‫الفعل‬ ‫محاضرة‬
‫الماضي‬
‫المستمر إلى‬
‫الحا‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫الفعل‬ ‫يلقي حدوث الفعل كان‪+‬‬ ‫كان‬ ‫يلقي محاضرة مضارع‬


‫المضارع‬ ‫في الماضي‬ ‫محاضرة‬

‫يلقي محاضرة حدوث الفعل الفعل‪ +‬االن‬ ‫يلقي محاضرة مضارع‬


‫الزمن‬ ‫في‬ ‫االن‬
‫الحالي‬

‫السين ‪ +‬الفعل‬ ‫سيلقي محاضرة المستقبل‬


‫المضارع‬ ‫القريب‬

‫الفعل‬ ‫سوف‪+‬‬ ‫سوف يلقي المستقبل‬ ‫يلقي محاضرة مضارع‬


‫المضارع‬ ‫البعيد‬ ‫محاضرة‬

‫وبناء على ما تقدم يتبين ان للغة العربية وسائل شتى تقوم على توليد االزمنة من خال‪ :‬السياق‬
‫النحوي ودراسة الفعل من خال‪ :‬الزمن الصرفي نجدها تعبر عن الزمن تعبيرا محدودا الن دراسة‬
‫الزمن من خال‪ :‬الفعل وحده خارج السياق يعطينا تعبيرا محدودا للزمن‪.‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫خلصت في نهاية البحث إلى النتائج االتية‪:‬‬
‫غالبا ويكون ً‬
‫مسندا إلى فاعل‬ ‫الفعل هو ما يد‪ :‬على وقوع الحدث في الزمن ً‬ ‫‪)1‬‬
‫تكون صيغة الفعل دالة على وقوع الحدث في الزمن بهيئتها الصرفية‬ ‫‪)0‬‬
‫قسم النحويون زمن الفعل إلى ماضي ومضارع وامر‬ ‫‪)0‬‬
‫الفعل المضارع هو كل حدث وقع في الزمن الحالي او انه يحدث مستقبال‬ ‫‪)1‬‬
‫‪79‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫قد تتفوق القرائن على داللة الصيغة الصرفية فتحو‪ :‬زمنه إلى الزمن النحوي‬ ‫‪)6‬‬
‫الذي يتنوع في الداللة على الماضي او الحاضر او المستقبل او يكون ذا زمن‬
‫نحوي مبهم ً‬
‫تبعا لتلك القرائن المالبسة للتركيب النحوي ‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬

‫‪ 1‬الك تاب‪ ،‬سيبويه (ت ‪123‬ه )‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬ط‪ ،1‬ج‪ ،1‬ص ‪10‬‬
‫‪ 2‬المصدر نفسه‪ ،‬ص‪10‬‬
‫‪ 3‬الفية ابن مالك في النحو والصرف "شرح ميسر"‪ ،‬زين الكامل الخويسكي‪ ،‬ج‪ ،1‬ط‪ 0330: 1‬م‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 4‬المفصل في علم العربية‪ ،‬ابي القاسم محمود بن عمر الزمخشري‪ ،‬تح‪ :‬سعيد محمود عقيل‪ ،‬دار الجيل‪ ،‬بيروت‪-‬‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪0330 1‬م ‪ 1101،‬ه‪ ،‬ص ‪.016‬‬
‫‪5‬الكافية في النحو‪ ،‬ابن الحاجب‪ ،‬مك تبة البشرى كراتشي ط‪0311 ،0‬م‪ ،‬ص‪.000‬‬
‫‪ 6‬ينظر‪ :‬الفعل زمانه وابنيته‪ ،‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬ط‪( 0‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪1133 ،‬ه ‪1823-‬م)‪ ،‬ص ‪.15‬‬
‫‪ 7‬البحث النحوي عند االصوليين‪ ،‬جما‪ :‬الدين مصطفى دار الرشيد‪ ،‬بغداد‪1823 ،‬م‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫‪ 8‬نفسه‪ ،‬ص ‪. 151 ،116‬‬
‫‪ 9‬االيضاح في علل النحو‪ ،‬الزجاجي ابو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق‪ ،‬تح‪ :‬مازن المبارك‪ ،‬ط‪( 6‬دار النفائس‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪1135‬ه = ‪1825‬م)‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫‪ 10‬المشتقات‪ ،‬التبريزي محمد صادق‪ ،‬الطبعة الحجرية إيران‪ ،‬المك تبة الوقفية‪ ،‬ص‪ ،8‬وينظر‪ :‬االشتقاق‪ ،‬البهبهائي‬
‫علي‪ ،‬ص‪. 5‬‬
‫‪ 11‬اجود التقريرات في علم االصو‪ ،:‬الخوئي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص ‪ ،06-00‬البحث النحوي‪ ،‬جما‪ :‬الدين‪ ،‬ص ‪.112‬‬
‫‪ 12‬صيغة الفعل داللتها الصرفية والنحوية عند اللغويين المعاصرين‪ ،‬عاد‪ :‬بن معتوق العيثان‪ ،‬كلية االداب‪ ،‬جامعة‬
‫الملك سعود‪.‬‬
‫‪ 13‬دراسات في الفعل‪ ،‬عبد الهادي الفضلي‪ ،‬دار القلم‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬ط‪ ،1‬ص ‪. 12-11‬‬
‫‪ 14‬ك تاب االفعا‪ ،:‬البي بكر محمد بن عمر بن عبد العزيز بن ابراهيم االندلسي المعروف بابن القوطية (ت ‪051‬ه)‪ ،‬تح‪:‬‬
‫على فوده‪ ،‬مك تبة الخانجي القاهرة‪ ،‬ط‪1101، 0‬ه ‪0331‬م‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫‪ 15‬نفسه‪ ،‬ص‪.0‬‬
‫‪ 16‬ينظر المفصل في علم العربية‪ ،‬الزمخشري‪ ،‬ص ‪.016‬‬
‫‪ 17‬الك تاب‪ ،‬سيبويه‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 18‬اإلعجاز الصرفي في القران الكريم‪ ،‬دراسة نظرية تطبيقية للتوظيف البالغي لصيغة الكلمة‪ ،‬عبد الحميد احمد يوسف‬
‫هنداوي‪ ،‬المك تبة العصرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪1422 ،1‬ه ‪0331-‬م‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪ 19‬اقسام الكالم العربي‪ ،‬من حيث الشكل والوظيفة‪ ،‬فاضل مصطفى الساقي‪ ،‬مك تبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪1811 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪.001‬‬
‫‪ 20‬اإلعجاز الصرفي في القران الكريم‪ ،‬الهنداوي‪ ،‬ص‪.63‬‬
‫‪ 21‬ينظر‪ :‬اللغة العربية‪ ،‬معناها ومبناها‪ ،‬تمام حسان‪ ،‬دار الثقافة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬ص‪.016‬‬
‫‪ 22‬الزمن واللغة‪ ،‬مالك يوسف المطلبي‪ ،‬الهيئة المصرية للك تاب‪ ،‬مصر‪1825 ،‬م‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 23‬نفسه‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪80‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫‪ 24‬اإلعجاز الصرفي في القران الكريم‪ ،‬الهنداوي‪ ،‬ص‪.61‬‬


‫‪ 25‬المعجم المفصل في تصريف االفعا‪ :‬العربية‪ ،‬محمد باسل عيون السود‪ ،‬دار الك تب العلمية‪ ،‬بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬ط‪،1‬‬
‫‪1103‬ه‪0333/‬م‪ ،‬ص‪.10‬‬
‫‪ 26‬ك تاب االفعا‪ ،:‬ابن القوطية‪ ،‬ص‪.32‬‬
‫‪ 27‬المفصل في علم العربية‪ ،‬الزمخشري‪ ،‬ص‪.016‬‬
‫‪ 28‬الشعراء‪.16 ،‬‬
‫‪29‬الكهف‪.10 ،‬‬
‫‪ 30‬علم الداللة العربي النظرية والتطبيق دراسة تاريخية ‪-‬تاصيلية – نقدية‪ ،‬فايز الداية‪ ،‬دار الفكر المعاصر ‪-‬بيروت –‬
‫لبنان‪ ،‬ط‪1111، 0‬ه ‪1885/‬م‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 31‬اساس البالغة‪ ،‬الزمخشري(ت‪602:‬ه)‪ ،‬تح‪ :‬محمد باسل عيون السود‪ ،‬دار الك تب العلمية بيروت‪-‬لبنان‪ ،‬ط‪1‬‬
‫(‪1118‬ه‪1882-‬م)‪( :‬دلل)‪ ،‬ص‪.180‬‬
‫‪ 32‬لسان العرب‪ ،‬ابن منظور‪ ،‬مادة (دلل)‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ج‪ ،11‬ص‪.018 -012‬‬
‫‪ 33‬القاموس المحيط‪ ،‬الفيروز ابادي‪( ،‬دلل)‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪http://waqfeya.com.011 /0،‬‬
‫‪ 34‬البيان والتبيين؛ للجاحظ‪ ،‬تح‪ :‬عبد السالم محمد هارون‪ ،‬مك تبة الخانجي‪ ،‬ط‪1112( 1‬ه ‪1882-‬م) ج‪ ،1‬ص‪.21‬‬
‫‪ 35‬اإلبهاج في شرح المنهاج ((منهاج الوصو‪ :‬إلي علم االصو‪ :‬للقاضي البيضاوي المتوفي سنه ‪126‬ه ))‪ ،‬تقي الدين ابو‬
‫الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن حامد بن يحي ي السبكي وولده تاج الدين ابو نصر عبد الوهاب‪ ،‬دار‬
‫الك تب العلمية –بيروت‪1115 ،‬ه ‪ 1886-‬م‪ ،112/1،‬وحقائق الوصو‪.138/1، :‬‬

‫‪ 36‬الصاحبي في فقه اللغة‪ ،‬احمد بن فارس بن زكريا الرازي ابو الحسين‪ ،‬تح‪ :‬احمد حسن بسج‪ ،‬دار الك تب العلمية‬
‫بيروت – لبنان‪ ،‬ط‪1112( 1‬ه‪1881-‬م)‪ ،‬ص‪ ،066‬وينظر‪ :‬شرح المفصل للزمخشري‪ ،‬ابن يعيش‪( ،‬ت‪510 :‬ه)‪ ،‬دار‬
‫الك تب العلمية‪ ،‬بيروت لبنان‪ ،‬ط‪1100 ،1‬ه‪0331-‬م‪ ،‬ج‪ ،8‬ص‪.113‬‬

‫‪ 37‬نفسه‪ ،‬ص‪.066‬‬

‫‪ 38‬الديوان‪ ،‬البحتري‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪.100‬‬

‫‪ 39‬الديوان‪ ،‬البحتري‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪.1225‬‬


‫‪ 40‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪130‬‬

‫‪ 41‬نفسه‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.111‬‬

‫‪ 42‬معاني القران وإعرابه‪ ،‬ابو إسحاق الزجاج (ت ‪011‬ه)‪ ،‬عالم الك تب بيروت‪ ،‬ط‪1132( ،1‬ه – ‪1822‬م)‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪.123‬‬
‫‪ 43‬االحقاف ‪.01/15‬‬
‫‪ 44‬ينظر‪ :‬معاني القران‪ ،‬الزجاج‪ ،‬ص‪ ،01‬الزمن واللغة‪ ،‬المطلبي‪ ،‬ص‪.012‬‬
‫‪ 45‬المائدة‪.136/6‬‬
‫‪81‬‬ ‫‪ 46‬االنبياء ‪.130/01‬‬
‫ص ص ‪20-56‬‬ ‫ّ‬
‫المجلد‪ / 11 :‬العدد‪( 30 :‬اك توبر ‪)0303‬‬ ‫الممارسات ّالل ّ‬
‫غوية‬

‫‪ 47‬اإليضاح في علل النحو‪ ،‬ابي القاسم الزجاجي‪ ،‬تح‪ :‬مازن المبارك‪ ،‬دار النفائس‪ ،‬ص ‪. 21‬‬
‫‪ 48‬ينظر‪ :‬الفعل زمانه وابنيته‪ ،‬ابراهيم السامرائي‪ ،‬ص ‪. 08‬‬
‫‪49‬الزمن واللغة‪ ،‬مالك يوسف المطلبي‪ ،‬ص‪. 101‬‬
‫‪ 50‬السابق ‪. 20‬‬
‫‪ 51‬المفصل في علم العربية‪ ،‬الزمخشري‪ ،‬ص‪ ،023‬وهمع الهوامع في شرح جمع الجوامع‪ ،‬جال‪ :‬الدين عبد الرحمن بن‬
‫ابي بكر السيوطي‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد الحميد الهنداوي‪ ،‬المك تبة الوقفية (مصر – القاهرة)‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.182‬‬
‫‪ 52‬ينظر‪ :‬شرح تسهيل الفوائد‪ ،‬محمد بن عبد هللا‪ ،‬ابن مالك الطائي الجياني‪ ،‬ابو عبد هللا‪ ،‬جما‪ :‬الدين (ت‪510 :‬ه)‪،‬‬
‫تح‪ :‬عبد الرحمن السيد‪ ،‬محمد بدوي المختون‪ ،‬هجر للطباعة والنشر والتوزيع واإلعالن‪ ،‬ط‪1113( 1‬ه ‪1883-‬م‪ ،‬ج‪،1‬‬
‫ص‪ ،02‬والدر المصون في علوم الك تاب المكنون احمد بن يوسف السمين الحلبي‪ ،‬تح‪ :‬احمد محمد ّ‬
‫الخراط‪ ،‬دار القلم‬
‫(دمشق –سوريا)‪ ،‬ج‪ ،5‬ص‪.010‬‬
‫‪ 53‬النحل‪.101 ،‬‬
‫‪ 54‬همع الهوامع‪ ،‬السيوطي‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪.008‬‬
‫‪ 55‬مغني اللبيب عن ك تب االعاريب‪ ،‬جما‪ :‬الدين ابن هشام االنصاري (ت‪ ،)151 :‬تح‪ :‬مازن المبارك‪ ،‬محمد علي حمد‬
‫هللا‪ ،‬ص ‪.126-121‬‬
‫‪ 56‬النساء ‪.81‬‬
‫‪57‬البقرة ‪110‬‬
‫‪ 58‬ينظر‪ :‬مغني اللبيب‪ ،‬ابن هشام‪ ،‬ص‪.108‬‬
‫‪ 59‬البقرة ‪.101‬‬
‫‪ 60‬التوبة ‪.11‬‬
‫‪ 61‬مغني اللبيب‪ ،‬ابن هشام‪ ،‬ج‪ ،0‬ص‪.108‬‬
‫‪ 62‬الضحى ‪.6‬‬
‫‪ 63‬ينظر‪ :‬معجم االعراب واإلمالء‪ ،‬إيميل بديع يعقوب‪ ،‬دار العلم للماليين‪ ،‬بيروت –لبنان‪ ،‬ط‪1820 1‬م‪ ،‬ص ‪.011‬‬
‫‪ 64‬ينظر‪ :‬جامع الدروس العربية‪ ،‬مصطفى الغالييني‪ ،‬راجعه عبد المنعم خفاجة‪ ،‬المك تبة العصرية‪ ،‬صيدا –بيروت‪،‬‬
‫ج‪ ،0‬ص‪.05‬‬
‫‪ 65‬االمثا‪ ،:‬السدوسي‪ ،‬ابو فيد مؤ ِّرج بن عمر‪ ،‬حققه وقدم له‪ :‬احمد محمد الضبيب‪ ،‬ط‪ ،1‬مطابع الجزيرة‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫‪1083‬ه =‪1813‬م‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ 66‬يضرب ً‬
‫مثال للحذر من االنتقام إذا حصل الظلم؛ انظر الميداني‪ :‬مجمع االمثا‪ 003/0 :‬وهو وارد بالنهي ال بالنفي‪.‬‬
‫وعلى صيغة النهي ال شاهد فيه على المضي‪.‬‬
‫‪ 67‬الفعل زمانه وابنيته‪ ،‬إبراهيم السامرائي‪ ،‬ص ‪.00‬‬
‫‪ 68‬فاطر ‪.16‬‬
‫‪ 69‬الحج ‪.50‬‬

‫‪82‬‬

You might also like