You are on page 1of 5

‫يدخل الفعل التركيب ويتفاعل مع باقي مكونات الجملة فتنتج الجهة النحو ية‪ ،‬وقد اصطلح عليه‬

‫التوكاني (‪ )1989‬بجهة الصيغ لأنها تأتي في شكل صيغة‪ .‬و يصعب علينا فصل لاصقة البناء عن‬

‫‪.‬لاصقة الزمن داخل صيغة الفعل المتصرف لأنهما منصهران في بعضهما البعض‬

‫فمقولة الزمن والبناء والجهة تذوب بعضها في بعض داخل الفعل‪ ،‬لذلك تكون صرفية واحدة ولا‬

‫يمكن تفكيكها إلا على المستوى الدلالي والنحوي‪،‬وإذا كان جهة الوضع ترتبط بالدلالات المعجمية‬

‫‪.‬والصيغية‪ ،‬فجهة الصيغ ترتبط بالأفعال والأسماء المشتقة‬

‫ويمكن أن نميز بين نوعين من جهة الصيغ‪:  ‬الأول ترتبط على صيغ الأفعال والأسماء المشتقة‪ .‬والثاني‬

‫ترتبط على صيغ الأفعال‬

‫أولا‪ : ‬جهة البناء‬

‫حسب الفاسي الفهري هي الجهة التي تدل عليها الصيغ المبنية للفاعل وكذلك الصيغ التي تدل عليها‬

‫‪..‬البناء لغير الفاعل‬

‫ثانيا‪: ‬جهة الزمن‬

‫‪.‬وهي الجهة التي يدل عليها الفعل الماضي والفعل المضارع الدال على أحد زمنين الحاضر والمستقبل‬

‫‪ :‬جهة البناء‬

‫هي سمة تطبع كل بناء يرئسه فعل أو اسم مشتق‪ .‬وفي هذا الإطار وضع الفاسي الفهري سنة‪)1988‬‬

‫نظر ية البناء الجهوي‪ ,‬وهي نظر ية تقول أن البناء للمفعول يرتبط بجهة الانتهاء‪ ،‬في حين أن البناء للفاعل‬

‫‪.‬يرتبط بجهة اللا نتهاء‬

‫‪:‬جهة البناء لغير الفاعل‬


‫يرتبط البناء لغير الفاعل بمقولة الانتهاء في نظر ية البناء الجهوي وهي خاصية تضطلع بها الصرفة المجردة‬

‫التي يمثل لها بالضمة‪ ،‬سواء في الفعل المبني لغير الفاعل أفي اسم المفعول‪ .‬والانتهاء يختلف عن باقي‬

‫المقولات الجهو ية بكونه لا يحدد الوضع في حد ذاته مباشرة‪ ،‬وإنما يربط حالة موصوفة بوضع سابق لها‬

‫‪:‬مثال‬

‫فقد المفتاح‬

‫المفتاح مفقود‬

‫تصف هاتان الجملتان وضعا منتهيا‪ ،‬يعد فيه حدث فقدان المفتاح عملا تترتب عنه نتيجة مباشرة‪،‬وهي‬

‫‪.‬أن المفتاح لم يعد موجودا‬

‫‪ :‬جهة البناء للفاعل‬

‫و يقترن بمقولة اللا نهاء‪.‬و يقصد بمقولة اللا نتهاء وقوع حدث لاتترتب عنه نتيجة‪ ،‬فقد يرتبط بالوضع‬

‫‪.‬الحالي دون أن يدل على انتهاء الحدث الموصوف‬

‫‪:‬مثل‬

‫قد قامت الصلاة‬

‫الصلاة قائمة‬

‫تصف هاتان الجملتان حدثا له تأثير في الوضع الحالي‪ .‬فقول المؤذن قد قامت الصلاة أو الصلاة قائمة‬

‫يرتبط بانتظار الناس لوقت الصلاة فالفعل قام أو اسم فاعل قائمة لا يدلان على حدث منته‪ ،‬وإنما‬

‫يدلان على حدث‬

‫‪.‬يؤثر في الزمن الموالي له‬

‫الصيغ بين الزمن والجهة(جهة الزمن)‬


‫ونميز فيه بين الأفعال التي ترد على صيغ دالة على الزمن والجهة في آن واحد‪ ،‬وبين الأ سماء المشتقة‬

‫‪.‬التي ترد على صيغ تدل على الجهة فقط‬

‫ونميز داخل جهة الزمن بين التمام واللا تمام ‪.‬‬

‫‪ :‬التمام‬

‫يرى كمري(‪) 1976‬أن التمام هو عدم التجزيء‪ ،‬وهو يدل على وضع تام له بداية ووسط ونهاية‪،‬ووهو‬

‫أيضا لا يركز على نهاية ولكن يركز على أجزاء العمل ككل‪ ،‬كما يدل على رؤ ية الوضع ككل واحد غير‬

‫‪.‬قابل للتمييز بين مختلف مراحله‬

‫مثل‪ : ‬قرأ زيد الكتاب‬

‫‪ :‬اللاتمام‬

‫يدل على بنية الوضع الداخلية ووصفها‪ ،‬فهو يتضمن محتوى دلاليا موحدا و يوصف بكونه غيرتاما‪ ،‬أي‬

‫‪..‬مفتوح وقابل للتجزيئ‬

‫مثل‪:‬كان زيد يقرأ الدرس‬

‫فالأفعال الوارة على صيغ الماضي تدل على جهة التمام‪ ،‬سواء أورد ت مبنية للفاعل أو لغيره‪.‬والأفعال‬

‫الواردة على صيغة الحال أو الاستقبال تنتمي إلى مقولة اللاتمام‪ ،‬سواء أوردت مبنية للفاعل أو لغير‬

‫‪.‬الفاعل‬

‫ونلاحظ انطلاقا من هذين المثالين(قرأ زيد الكتاب‪/‬كان زيد يقرأ الكتاب) أن اللغة العربية ليس لها‬

‫صرفة خاصة تدل على التمام واللاتمام لذلك لاتفرق بين الأزمنة وجهة البناء إلا عن طر يق التركيب‪،‬‬

‫فالتمام يستفاد من الزمن الماضي واللاتمام يستفاد من الزمن الحاضر المركب‬


‫وتنقسم اللغات بصفة عامة إلى لغات تعبر عن اللاتمام بمقولة واحدة‪ ،‬ولغات تعبر عنه بمقولات‬

‫م ختلفة‪ ،‬ولغات لا تعبر إلا عن جزء من المعاني التي تضطلع بها مقولة اللاتمام‪ .‬وتتمثل هذه المعاني في‬

‫مقولتين أساسيتين هما العادة والاستمرار وتنقسم هذه الأخيرة إلى قسمين‪:‬الاستمرار المتدرج والاستمرار‬

‫غير المتدرج‬

‫العادة‬

‫مفهوم يدل على وضع يلازم فيه وقوع الحدث الفترة الزمنية المحال عليها‪ ،‬وهو مفهوم يتداخل مع‬

‫مفهوم التكرار ية‪ ،‬إلا أنهما مختلفان‪.‬فمقولة التكرار تفيد أن الوضع يتكرر خلال مرات محدودة‪ .‬وعلى‬

‫الرغم من دلالة مفهوم التكرار على إعادة لوضع من الأوضاع ينتج عنها تتالي عمليات متعددة للوضع‬

‫نفسه‪ ،‬فإنه لا يمكن أن يعتبر عادة ‪ ،‬وذلك لسببين‪ : ‬أولهما أن كل العمليات المكونة لمفهوم التكرار‬

‫‪ :.‬لا تتعدى الوضع الواحد التام‬

‫وثانيهما أن الوضع يمكن أن يعبر عن عادة دون أن يدل على تكرار‪ .‬ويتجلى الفرق من خلال المثالين‬

‫‪ :‬الآتيين‬

‫توقف زيد عن القراءة وسعل خمس مرات‬

‫تؤمن هند بالشعوذة‬

‫نلاحظ في الجملة الأولى تكرار حدث السعال‪ ،‬ولا يمكن أن اعتبار هذا التكرار تعبيرا عن العادة‪ ،‬لأن‬

‫‪.‬عدد مرات وقوع الحدث محصور‪ .‬ويشكل حدثا تاما‬

‫‪.‬وفي الجملة الثانية نلاحظ بأن العادة تتمثل في اعتقاد ملازم لهند‪ ،‬وليس في تكرار حدث ما‬

‫‪:‬الاستمرار‬
‫المقصود به دلالة الحدث على امتداد زمني داخلي يستمر فيه الحدث في الفرصة الواحدة‪ .‬و يكون إما‬

‫نشاطا متكررا‪ ،‬أو إنجازا يتم فيه انتقال عبر الحالات أو حالة ساكنة(التوكالي‪ .)1989‬بخلاف العادة‬

‫التي تكون فيها فرص وقوع الحدث متعددة‪ .‬و يكمن الاختلاف بين العادة والاستمرار في سمة واحدة‬

‫‪.‬فقط وهي تخصيص مرحلة زمنية ممتدة(منصوري‪/‬المعاني الجيهية)‬

‫يرتبط الاستمرار بكل أنواع الأوضاع سواء كانت أحداثا أم حالات‪ ،‬مما يجعلنا نميز بين نوعين من‬

‫‪.‬الاستمرار‪،‬الاستمرار المتدرج والاستمرار اللامتدرج‬

‫ل على إنجاز يتم فيه انتقال مركب عبر الحالات‬


‫الاستمرار المتدرج‪ :‬لا يكون الحدث متدرجا إلا إذا د ّ‬

‫‪ :‬أو على أنشطة‪.‬مثل‬

‫يصنع زيد كرسيا ‪1‬‬

‫زيد يلعب الكرة‪.‬‬

‫تصف الجملة الأولى حدثا يتم فيه إنجاز الكرسي وصنعه بشكل متدرج‪ ،‬فيتم انتقاله من حالة إلى حالة‬

‫‪.‬أخرى بعد مرور مجموعة من المراحل التي تشكل امتدادا يستمر فيه حدث الصنع‬

‫أما الجملة الثانية فتصف وضعا يتكرر فيه نشاط يمارسه زيد بشكل متدرج‬

‫الاستمرار أللامتدرج‪ : ‬ونمثل لها من خلال الجملة التالية‬

‫يغضب زيد لسقوط أخيه‬

‫هذه الجملة تصف حالة لحقت زيد ليست لها بداية أونهاية‪ .‬وإنما هي مستمرة في الزمن ولا يمكن أن‬

‫تتصف بالتدرج‬

You might also like