Professional Documents
Culture Documents
التّناوب الدّاللي بين صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفية أخرى في القرآ ن الكريم
ملخص:
أن التّناوب ال ّداللي بين الصّيغ
يحاول هذا البحث توضيح فكرة مفادها ّ
الصّرفيّة يراد به إحالل صيغة مح ّل صيغة أخرى ،أو نيابة صيغة عن
صيغة أخرى ،إذ ال تعبّر هذه الصّيغ عن داللتها كما تحد ّدها هيئتها
الخارجية ،بل تعبّر عن دالالت أخرى غير التي وضعت لها في األصل ،
كأن ترد صيغة اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول ،أو بمعنى الصّفة المشبّهة
رفيـــــــقة بن ميسيـــــــــة ،أو صيغة المبالغة ،أو المصدر ،وهو التّناوب نفسه مع بقية الصّيغ ،إذ
قد يأتي اسم المفعول مرادا به اسم الفاعل ،أو صفة مشبّهة ،أو صيغة
قسم اآلداب واللّغة العربية
مبالغة ،أو مصدرا ،فك ّل هذه الصّيغ تتناوب فيما بينها ويح ّل بعضها مح ّل
جامعة اإلخوة منتوري بعض ،وستقتصر هذه ال ّدراسة على تناول التّناوب ال ّداللي بين صيغة اسم
قسنطينة الفاعل وبقيّة الصّيغ األخرى ،لتكون ممحورة على هذا النّحو :
التّناوب ال ّداللي بين اسم الفاعل و المصدر . -1
التّناوب ال ّداللي بين اسم الفاعل وصيغة المبالغة . -2
التّناوب ال ّداللي بين اسم الفاعل و الصّفة المشبّهة . -3
التّناوب ال ّداللي بين اسم الفاعل و اسم المفعول. -4
ومن هنا فالتّناوب ال ّداللي بين الصّيغ الصّرفيّة يراد به إحالل صيغة مح ّل صيغة أخرى ،أو نيابة
صيغة عن صيغة أخرى ؛ إذ ال تعبّر هذه الصّيغ عن داللتها كما هي في ظاهرها ،أو كما تحد ّدها هيئتها
إن مبناها مخالف لمعناها ؛ كأن يرد اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول ،أو بمعنى الصّفة الخارجيّة ،بل ّ
ّ
المشبّهة ،أو صيغة المبالغة ،أو المصدر ،وهو التناوب نفسه مع بقيّة الصّيغ ؛ إذ قد يأتي اسم المفعول
مرادا به اسم الفاعل ،أو صفة مشبّهة ،أو صيغة مبالغة ،أو مصدرا ،فك ّل هذه الصّيغ تتناوب فيما
ألن ملحظ البنية الصّرفيّة كثيرا ما يكون عاجزا عن التّعبير عن بينها ،ويح ّل بعضها مح ّل بعض ؛ ّ
منحاها الحقيقي ،إذ يرد مبناها مخالفا لمعناها .
أ ّوال :التّناوب الدّاللي بين صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفيّة أخرى في التّراث العربي :
يراد بالتّناوب ال ّداللي بين صيغة اسم الفاعل و بقيّة الصّيغ الصّرفيّة األخرى إحالل صيغة أخرى
مح ّل صيغة اسم الفاعل ،أو نيابة صيغة اسم الفاعل عن صيغ أخرى ،إذ ال تعبّر صيغة اسم الفاعل عن
إن سياقها النّصّي يتجاوز حدود داللتها األصليّة ، منحاها الحقيقي كما هو باد من شكلها الخارجي ،بل ّ
ليثبت لها دالالت أخرى غير التي وضعت لها ؛ كأن ترد هذه الصّيغة بمعنى المصدر ،أو بمعنى صيغة
المبالغة ،أو الصّفة المشبّهة ،أو اسم المفعول ،و قد يكون األمر عكسيا ،بحيث ترد هذه الصّيغ بمعنى
اسم الفاعل فتكون بذلك مبانيها مخالفة لمعانيها.
أن هذه الظّاهرة لها شيوع في العربيّة ،فقد أفرد لها ابن خالويه ( ت 073ه ) وليس يخفى ّ
ّ
فصال في كتابه " ليس في كالم العرب " ذكر فيه « أنه ليس في كالم العرب " فا ِعل " بمعنى " مفعول
ضيَ ٍة ﴾ ،بمعنى م َرضيَّة ،و﴿ َّما ٍء ش ٍة َرا ِساف ،و إنّما هو َمسْف ّي ،ومثله ِ ﴿ :عي َ ٍ " إالّ قولهم :تراب
ق ﴾ ،بمعنى مدفوق دَافِ ٍ
و س ّر كاتم ،بمعنى مكتوم ،وليل نائم ،بمعنى ناموا فيه » ( ،)1كما ذكر ابن جنّي ( ت 093ه ) في
كتابه "الخصائص" هذه المسألة ،و ذلك تحت عنوان « :باب في اللّفظ يرد محتمال ألمرين ،أحدهما
أقوى من صاحبه ،أيجازان جميعا فيه ،أم يقتصر على األقوى منهما دون صاحبه » ( ،)3يقول « :
أن المذهب في هذا و نحوه أن يعتقد األقوى منهما مذهبا و ال يمتنع مع ذلك أن يكون اآلخر مرادا اعلم ّ
()0
وقوال ،من ذلك قوله :
* كفى الشّيب و اإلسالم للمرء ناهيًا *
ار من َس َري ُ
ْت ، يت ،و َس ٍ اع من َس َع ُ ْت " ،ك َس ٍ فالقول أن يكون " ناهيا " اس َم الفاعل من " نهَي ُ
العائر( ،)5والبا ِغ ِز ( ،)6ونحو ِ و ، ل
ِ الباط و ()4
كالفالج
ِ وقد يجوز مع هذا أن يكون " ناهيا " هنا مصدرا
ذلك م ّما جاء فيه المصدر على" فا ِعل " حتّى كأنّه قال :كفى ال ّشيب و اإلسالم للمرء نَ ْهيًا ور ْدعًا ،أي ذا
ألننهي ،فحذف المضاف وعلّقت الالّم بما يد ّل عليه الكالم ،و ال تكون على هذا معلّقة بنفس النّاهي ؛ ّ ٍ
المصدر ال يتق ّدم شيء من صلته عليه »(.)7
فصيغة اسم الفاعل " ناهيًا " صيغة ُمتّ َسعة ،إذ وبدال من أن تكون صيغة شكليّة دالّة على بنائها
ضعت له ،تحوّلت إلى صيغة توليديّة ،إذ جمعت بين المعنيين ؛ اسم الفاعل ،و المصدر ي كما ُو ِ الخارج ّ
في الوقت نفسه
و ك ّل معنى من هذين المعنيين مراد وصحيح ،و ال سبيل إلى ترجيح أحدهما .
ّ
صاحبي في فقه اللغة " بعنوان كما عقد ابن فارس ( ت 093ه ) أيضا لهذه المسألة بابا في كتابه " ال ّ
«:باب المفعول يأتي بلفظ الفاعل» ( ،)8ومن أمثلته ،قول العرب « :س ّر كات ٌم ،أي َمكتو ٌم ،وفي كتاب
ق﴾ [ الطّارق للاِ﴾ [هود ، ] 40:أي ال َمعصُوم ،و﴿ ِم ْن َّما ٍء دَافِ ٍ ص َم ا ْليَ ْو َم ِمنْ أَ ْم ِر ّ
هللا ج ّل ثناؤه ﴿ :الَ عَا ِ
]30:
ضيَ ٍة﴾ [ الحاقّة ، ] 32 :أي مرض ّي بها ،و﴿ َج َع ْلنَا َح َرما ً آ ِمنا ً ﴾ [ العنكبوت ] 07:؛ أي ش ٍة َّرا ِو﴿ ِعي َ
()9
ق فَا ْنقَ ْع فُؤَا َد َك ِمنْ َحدي ِ
ث ال َوا ِم ِ مأمونا فيه ،و يقول ال ّشاعر :إنّ البليّةَ لَ َمنْ تَ َم ُّل َكال َمهُ
َ َّ
أن الفاعل يأتي بلفظ المفعول به ،و يذكرون قوله جل ثناؤه ﴿ :إِنهُ كانَ
ّ أي :الموموق ،....و زعم ناس ّ
َو ْع ُدهُ َمأْتِيّا ً ﴾ [ مريم ، ] 02 :أي :آتيا . ....
()11
388
التّناوب الدّاللي بين صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفية أخرى في القرآ ن الكريم
و قد عالج الثّعالبي ( ت 403ه ) مسألة مخالفة مبنى الصّيغة الصّرفية لمعناها في فصلين ؛
أحدهما عنونه بـ « :في المفعول يأتي بلفظ الفاعل » ( ، )11و اآلخر عنونه بـ « :في الفاعل يأتي بلفظ
()12
المفعول »
ّ
و قد اكتفى بذكر األمثلة و الشواهد التي ذكرها ابن فارس في هذه المسألة .
()13
وقد أفرد ابن سيده ( ت 434ه ) هو اآلخر لمسألة تناوب الصّيغ فيما بينها ،وتع ّدد احتماالتها
صص " أورد فيه ما جاء من اسم الفاعل بمعنى اسم المفعول ،وما جاء ال ّدالليّة بابا في كتابه " :المخ ّ
من اسم المفعول بمعنى اسم الفاعل ،وذلك تحت عنوان « باب فا ِعل بمعنى مفعول »( ، )14يقول « :قد
ضيّة ،وقالوا :ساحل البحر ،فا ِعل في معنى مفعول أن عيشة راضية في قول بعضهم بمعنى مر َ ق ّدمت ّ
ّ ّ
وقالوا للجبل الذي ال نبت فيه حالق ،و إنما هو محلوق من النبات ، َ َ
ألن الما َء َس َحله ؛ أي قشَره ... ؛ ّ
ّ ّ
كالرّأس المحلوق من الشعر ، ...وقد قالوا مفعول في معنى فا ِعل ،قال هللا عز وج ّل ﴿ :إنهُ َكانَ َو ْعدُه
َمأتِيًّا﴾ ،أي آتيا » (. )15
سيوطي (ت 922ه) ،فقد تعرّض أيضا لهذه المسألة في كتابه " :المزهر في علوم اللّغة " أ ّمـا ال ّ
ي أمثلة ،أو شواهد جديدة (. )16 ،غير أنّه اكتفى بذكر ما رواه ابن خالويه ،دون أن يضيف هو اآلخر أ ّ
صرف " مسألة كما أورد الحمالوي ( ت 2032ه ) أيضا في كتابه " :شذا العرف في فنّ ال ّ
تناوب صيغة اسم الفاعل مع غيرها من الصّيغ الصّرفية ؛ كأن ترد هذه الصّيغة مفيدة لمعان وظيفيّة
أخرى ؛ كاسم المفعول ،والمصدر و الصّفة المشبّهة ،و صيغة المبالغة ،يقول « :وقد يأتي فا ِعل
ضيَ ٍة﴾ [ الحاقّة ، ] 32وقد يأتي ف ِعيل مرادا به ش ٍة َّرا ِمرادا به اسم المفعول قليال كقوله تعالى ﴿ :فِي ِعي َ
فا ِعل ،كقدير بمعنى قادر ،وكذا فَعُول بفتح الفاء ،ك َغفُور بمعنى غَافِر ،...و ف ِعيل يأتي مصدرا ،
وبمعنى فا ِعل ،وبمعنى مفعول ،و صفة مشبّهة ،و يأتي أيضا بمعنى ُمفَا ِعل كجليس و سمير ،بمعنى
ُم َجالِس و ُم َسا ِمر ،وبمعنى ُم ْف َعل بض ّم الميم ،وفتح العين ،ك َح ِكيم بمعنى ُمحْ َكم ،وبمعنى ُم ْف ِعل ،كبَ ِديع
بمعنى م ْب ِدع » (. )17
أن التّناوب ال ّداللي الحاصل بين هذه الصّيغة وبقيّة الصيّغ األخرى و يستنتج من ك ّل ما سبق ذكره ّ
ّ
بصورة عا ّمة هو مظهر من مظاهر التوسّع ال ّداللي للصّيغة الصّرفيّة ،و مر ّده إلى أسباب متع ّددة ،
أه ّمها :
- 2اختالط األبنية وتداخلها فيما بينها ،و هو أمر عبّر عنه إسماعيل أحمد عمايرة في قوله « :وال
أستبعد أن يكون هذا التّداخل والتّناوب ( )18في هذه الصّيغ وتع ّدد دالالتها على الفاعليّة ،أو الصّفة
المشبّهة ،أو المبالغة هو من آثار تداخل األبنية واختالطها »(.)11
- 3نقل الصّيغة من معناها األصلي إلى معناها الفرعي ،فيصبح للصّيغة معنيان ،و قد يطرأ تح ّول بين
المعنيين فيأخذ المعنى الفرعي مكان المعنى األصلي ،لذلك يحصل التّناوب ،وقد يع ّد هذا التّوظيف
الخاصّ لهذه الصّيغة تطوّرا في داللتها ووظيفتها ،إذ ال يمكن تجاهل أثر التطوّر اللّغوي في ظاهرة
التّناوب اللّغوي بين المشتقات ال ّدالة على الفاعليّة ،وهو تطوّر نجد فيه تداخل الصّيغ الصّرفيّة
واختالطها في مرحلة متق ّدمة من عمر اللّغة ،ونقل صيغة إلفادة معنى صيغة أخرى ،كما هو الحال
في صيغة " فَ ِعيل" التي نقلت من المصدريّة إلى الصّفات و نقلت أيضا من الصّفة المشبّهة إلفادة
معنى المبالغة ،وكذلك صيغة " فَ ِعل " التي نقلت هي األخرى من الصّفة المشبّهة إلفادة معنى المبالغة ،
كما استعيرت أيضا صيغة "فاعول" من اآللة إلى المبالغة(.)21
–0تع ّدد القراءات القرآنية للصّيغة الصّرفية الواحدة ،و هو عامل رئيس في توجيه داللة الصّيغة على
نحو ما فالتّباين في القراءات يفضي حتما إلى التّباين في ال ّدالالت ،فالبناء " فَا ِع ٌل " ،ال ّدال على اسم
الفاعل ،قد يقرأ " فَ ِعال " ،و هو بناء يد ّل على الصّفة المشبّهة ،وقد يقرأ " فَعَّاالً " ،و هو بناء يد ّل
على صيغة المبالغة ،و من هنا يحصل التّناوب و التّداخل في األبنية .
-4اشتراك بعض الصّيغ في الوزن نفسه ؛ إذ تدرج بعض األوزان ضمن صيغة اسم الفاعل قياسا ،
وضمن صّيغتي الصّفة المشبّهة ،وصيغة المبالغة قياسا أيضا ،وهو األمر الذي يحدث لبسا تصريفيا
يؤ ّدي إلى صعوبة التّفريق بينها ومن هذه األوزان " فَعْل" و " فعيِل" ،إذ هي أوزان مشتركة بين صيغ
389
رفيـــــــقة بن ميسيـــــــــة
اسم الفاعل ،والصّفة المشبّهة وصيغة المبالغة ،يقول ابن عقيل (ت 709ه) « :فاسم الفاعل القياسي
ض ْخ ٌم ،و َش ْه ٌم ،وقد يأتي على " أ ْف َعل ؛ قو َ يف ،و َعتِي ٌ َر ٌ من فَ ُع َل ،إ ّما فَعيِل ،أو فَعْل ؛ نحو َ :ك ِري ٌم ،وش ِ
()21 َ ُ
ب فهو أخطب ،أو على " فَ َعل " نحو :بَطل ،فهو بَطل » نحو َ :خطُ َ
ّ ّ
وعلى الرّغم من صعوبة الفصل بين الصّيغ المشتركة شكال إال أنه يبقى السّياق وحده كفيال
سان « :فالمعاني الوظيفيّة التي تعبّر عنها المباني الصّرفيّة صيغي ،يقول ت ّمام ح ّ بح ّل مسألة االشتراك ال ّ
هي بطبيعتها تتسّم بالتّع ّدد واالحتمال ،فالمبنى الص ّرفي الواحد صالح ألن يعبّر عن أكثر من معنى واحد
مادام غير متحقّق بعالمة ما في سياق ما »(.)22
إن توظيف صيغة اسم الفاعل إلفادة أكثر من معنى ،يعود سببه في كثير من األحيان إلى ّ
االشتراك الحاصل بين هذه الصّيغة ،و بعض الصّيغ الصّرفية األخرى التي تتفّق معها شكال ،لذا فإنّ
تحديد الفروق ال ّدالليّة بينها ،وبين بقيّة الصّيغ مرهون بالرجوع إلى سياقها النّصي ،وما يحيط به من
سان « :فالمبنى الواحد متع ّدد المعنى ،ومحتمل ك ّل معنى ،م ّما قرائن لفظية ومعنوية ،يقول ت ّمام ح ّ
فإن العالمة ال تفيد إالّ معن ًى ينسب إليه وهو خارج السّياق ،أ ّما إذا تحقّق المبنى بعالمة في سياق ّ ،
واحدا تح ّدده القرائن اللّفظيّة والمعنويّة و الحاليّة »(. )23
–3توسيع المعنى و إثراؤه :و يتحقّق هذا األمر حينما يصبح للصّيغة معنيان مزدوجان ،بدال
ألن التّناوب ال يراد به إلغاء معنى بمعنى آخر ،و إنّما إثبات معنيين في آن واحد . من معنى واحد ؛ ّ
- 0مراعاة المشاكلة اللفظية و التجانس بين الصّيغ ،فإيراد صيغة بدال من صيغة أخرى ،و ّ ّ
خاصّة في التّنزيل العزيز كثيرا ما يقترن بموافقة رؤوس اآليات ،م ّما يحقّق في النّهاية تطابقا شكليا و
انسجاما صوتيا ال مثيل لهما .
ألن تد ّل على ع ّدة صيغ – 7الطّاقة ال ّدالليّة التي تمتلكها هذه الصّيغ ،فالصّيغة الواحدة مؤهّلة ْ
،و ع ّدة دالالت في الوقت نفسه .
– 4الخالف الصّرفي بين اللّغويين و المفسّرين حول توجيه هذه الصّيغ ،إذ يع ّد هذا األمر
عامال أساسا في حدوث التّناوب بين الصّيغ ،إذ تختلف الضّوابط الصّرفيّة التي يُحتكم إليها في توجيه
هذه الصّيغ ،فينج ّر عن ذلك اختالف في القول بإحالل صيغة مح ّل صيغة أخرى ،أو إبقائها على بابها
األصلي .
أن مفهوم التّناوب ال ّداللي بين صيغة اسم الفاعل و الصّيغ و يستنتج من ك ّل ما سبق ذكره ّ
أن صيغة اسم الفاعل ال تؤ ّدي دور وظيفتها الصّرفيّة ،كما هو ظاهر من بنيتها األخرى ،يقصد به ّ
ال ّشكليّة ،و إنّما قد تفيد وظائف صرفيّة أخرى ،كاسم المفعول ،أو الصّفة المشبّهة ،أو صيغة المبالغة
،أو المصدر ،و قد يكون األمر عكسيا ،إذ ال تؤ ّدي ك ّل صيغة من هذه الصّيغ وظيفتها الصّرفيّة ،كما
هو باد من شكلها الخارجي ،و إنّما تفيد وظيفة اسم الفاعل .
ثانيا :التّناوب الدّاللي بين صيغة اسم الفاعل و صيغ صرفيّة أخرى في القرآن الكريم :
-2التّناوب الدّاللي بين اسم الفاعل والمصدر:
التّناوب بين اسم الفاعل و المصدر مسألة لها ذيوعها في العربيّة ،إذ قد يأتي اسم الفاعل داالّ
على المصدر و يأتي المصدر داالّ على اسم الفاعل ،يقول ال ّرضي اإلسترابايي ( ت 040ه) مؤ ّكدا هذا
األمر:
« وقد يوضع اسم الفاعل مقام المصدر ،كما يوضع المصدر مقام اسم الفاعل » (. )24
أ – داللة اسم الفاعل على المصدر :
يرد اسم الفاعل مفيدا داللة المصدر في الغالب على بناء " فا ِعلَة " ،وهو بناء مشترك
بينهما ،و قد أ ّدى هذا االشتراك في البناء إلى التّناوب بينهما ،وم ّما جاء من المصادر على صيغة اسم
ووقاَيَةًالفاعل المصوغ من الفعل الثّالثي في كالم العرب مصدر " واقية " ،إذ يقال « :وقاه هللا َو ْقيا ِ ،
الوقَايَةُ ،و ال َوقَايَةُ ،و ال ُوقَايَةُ ،و ال َواقَيَةُ :كلُّ َما َوقَيْتَ ،و َواقيَةً ،أي :صانَه و ِ
الوقَا ُء ،و ال َوقا ُء ،و ِ
،فـ "واقية " مصدر جاء على هيئة اسم ()25
به شيئا ،و قال اللِّحياني :ك ّل ذلك مصدر وق ْيته الش ْي َء »
َّ ُ َ
390
التّناوب الدّاللي بين صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفية أخرى في القرآ ن الكريم
صاخة " التي تأرجحت بين معنيين صرفيين ؛ إذ قد تكون دالّة على اسم الفاعل ،ومن مثل ذلك " :ال ّ
الفاعل ،وقد تكون دالة على المصدر( ، )26وكذلك " الطّاغية ،و العافية (. )27
وقد أ ّكد القرآن الكريم هذا التّناوب بين اسم الفاعل ،والمصدر في قوله تعالى ﴿ :قُ ْل ِهي لِلَّ ِذينَ
ت لِقَ ْو ٍم يَ ْعلَ ُمونَ ﴾ ( ، )28فموضع النّظر في ص ُل اآليَا ِ صةً يَ ْو َم ا ْلقِيَا َم ِة َك َذلِ َك نُفَ ِّ
آ َمنُو ْا فِي ا ْل َحيَا ِة ال ُّد ْنيَا َخالِ َ
أن داللتها وجّهت ّ ّ ّ
هذه اآلية الكريمة قوله " خالصة " ،والظاهر من بنيتها الشكليّة أنّها اسم فاعل ،إال ّ
على أساس أنّها مصدر " الخالص " ،فيكون معناها :خالصها وصفاؤها ،وكونه في يوم القيامة هو
أن يوم القيامة مظهر صفائها ؛ أي خلوصها من التّبعات المنجرّة منها ،وهي تبعات تحريمها ،وتبعات ّ
تناول بعضها مع الكفر بالمنعم بها (. )21
ق تبارك وتعالى ﴿:فَأ َ َّما ثَ ُمو ُد فَأ ُ ْهلِ ُكوا ونظير هذا التّناوب بين اسم الفاعل والمصدر ،قول الح ّ
أن داللتها وجّهت بِالطَّا ِغيَ ِة ﴾( ، )31إذ دلّت صيغة " الطّاغية " في قالبها الصّرفي على اسم الفاعل ،إال ّ
ّ
على أساس أنّها مصدر " الطّغيان" ،ويؤيّد هذا التّناوب ما ورد في قول أبي حيّان األندلسي ( ت 734ه
) « :وقال ابن عبّاس وابن زيد أيضا و أبو عبيدة ما معناه :الطّاغية مصدر كالعاقبة ،فكأنّه قال
بطغيانهم ،ويد ّل عليه ﴿ َك َّذبَتْ ثَ ُمو ُد بِطَ ْغ َواهَا ﴾ [ الشّمس . )31( » ] 22 :
وينفرد الزّمخشري ( ت 304ه ) برأي مخالف آلراء كثير من المفسّرين ،حيث أيّد مسألة
التّناوب بين اسم الفاعل و المصدر ،وذلك في قوله تعالى ﴿ :يَ ْعلَ ُم َخائِنَةَ ْاألَ ْعيُ ِن ﴾ ( ، )32على الرّغم من
إمكان تصنيف هذه الصّيغة ضمن تع ّدد االحتماالت ال ّدالليّة للصّيغة ،يقول « :الخائنة :صفة للنّظرة ،
أو مصدر بمعنى الخيانة كالعافية بمعنى المعافاة ،و المراد :استراق النّظر إلى ما ال يح ّل ،كما يفعل
أهل الرّيب » ( ، )33إذا ،فصيغة " خائنة " دلّت على اسم الفاعل ،و هي في ذلك من باب إضافة الصّفة
للموصوف ،و على هذا األساس يكون تقديرها " األعين الخائنة " ؛ أي إذا خانت في نظرها ،كما
يمكن أن تكون دالّة على المصدر ،و على هذا األساس يكون تقديرها " الخيانة " ؛ أي :خيانة األعين .
أن سبب تناوبها يرجع إلى ورودها على بناء " فَا ِعلَة " ،و هو و م ّما هو مالحظ على هذه الصّيغة ّ
بناء مشترك بين اسم الفاعل ،و المصدر ،إذ يرد ك ّل منهما على هيئته .
وعلى صعيد صرف ّي آخر تخالف صيغة اسم الفاعل داللة هيئتها الخارجيّة في قول الح ّ
ق
س َم ُع فِي َها َال ِغيَةً ﴾ ( ، )34حيث أ ّدت صيغة " الغية " داللة المصدر " اللّغو " (، )35 تبارك وتعالى َّ ﴿ :ال تَ ْ
وقد ت ّم تأكيد هذا المعنى انطالقا من مجموعة من األدلّة ،نذكرها على هذا النّحو :
-مجيء المصدر على هيئة اسم الفاعل المصوغ من الفعل الثّالثي في كالم العرب (. )36
-مجيء " اللّغو" مصدرا في المعنى نفسه ،وذلك في سياق قرآني آخر نفى سماع اللّغو في
ً ()37
شيّا ﴾س َالما ً َولَ ُه ْم ِر ْزق ُ ُه ْم فِي َها بُ ْك َرةً َو َع ِ
س َمعُونَ فِي َها لَ ْغواً إِ َّال َ الجنّة ،كما في اآليات َ ﴿ :ال يَ ْ
س َمعُونَ فِي َها لَ ْغواً َو َال ِك َّذابا ً ﴾(.)31 س َمعُونَ فِي َها لَ ْغواً َو َال تَأْثِيما ً ﴾ ( ﴿ ، )38ال يَ ْ َ ﴿ ،ال يَ ْ
-قراءة ابن محيصن :ال يسمع فيها الغية بالياء ،و الرّفع ،بتذكير الغية ؛ ألنّها بمعنى
اللّغو(.)41
والالّفت للنّظر في هذه الصّيغة أنّها على الرّغم من تصنيفها ضمن الصّيغ التي تناوبت مع
أن مبناها لم أن الف ّراء ( ت 337ه ) وجّه داللتها على أنّها اسم فاعل ؛ أي ّ صيغة اسم الفاعل ،إالّ ّ
يخالف معناها ،وقد استنتج هذا األمر من خالل قوله «:حالفة على كذب ،وقرأ عاصم و األعمش
و بعض القرّاء " ال تُ ْس َمع " بالتّاء ،وقرأ بعض أهل المدينة " ال يُ ْس َمع فيها الغيَة " :ولو قرئت " :
ألن رؤوس اآليات أكثرها بال ّرفع »(. )41 ال تُ ْس َمع فيها الغية " ،و كأنّه للقراءة موافق ؛ ّ
وم ّما جاء من المصادر على صيغة اسم الفاعل المصوغ من الفعل غير الثّالثي صيغة "
صينَ ﴾ ( ، )42إذ دلّت س ِج ٍد َوا ْدعُوهُ ُم ْخلِ ِ ص ْين " في قوله ع ّز وج ّل َ ﴿ :وأَقِي ُمو ْا ُو ُجو َه ُك ْم ِعن َد ُك ِّل َم ْ ُم ْخلِ ِ
صّيغة " مخلصين " على اسم الفاعل من حيث بناؤها الخارجي ،وعدلت عن هذه ال ّداللة في سياقها
النصّي ،إذ دلّت على المصدر ،يقول الطّاهر بن عاشور ( ت 2090ه) مؤ ّكدا هذه ال ّداللة « :
واإلخالصُ تَ ْم ِحيضُ ال ّشي ِء من ُمخَالَطَ ِة غيره ِ» (. )43 ْ
ب -داللة المصدر على اسم الفاعل :
391
رفيـــــــقة بن ميسيـــــــــة
توجد صورة أخرى للتّناوب بين المصدر و اسم الفاعل ،إذ قد يأتي المصدر مؤ ّديا داللة اسم الفاعل
نحو:
َّ ّ َ ٌ َ
صوْ ٌم » ،و « قولك يَوْ ٌم غ ٌّم ،و َر ُجل نوْ ٌم ،إنما تريد النائِ َم والغَا َّم » ،و«
()45 ()44
ٌ ْ ٌ
« قولك َ :ر ُجل َعدل و َ
ي ،وبَنَو فُالن لنا ِس ْل ٌم ،أي ُ :م َسالِمونَ ض ٌّضى ،أي َ :مرْ َ تقول العرب َ :ر ُج ٌل َع ْد ٌل ،أي عَا ِد ٌل ،و ِر َ
أن المصدر يخرج عن داللته الوضعيّة مفيدا داللة أحد المشتقّات ، اربونَ ( )46؛ أي ّ : و َحرْ بٌ أي ُ :م َح ِ
فيكون بذلك بناؤه مخالفا لمعناه ،و يحصل هذا األمر عادة في أسلوب خاصّ يس ّميه النّحّاة الوصف
بالمصدر ،و ذلك قصد إفادة المبالغة (. )47
صبَ َح َما ُؤ ُك ْم وقد جاء الّتنزيل العزيز مؤيّدا لهذا التّناوب في قوله ع ّز وج ّل ﴿:قُ ْل أَ َرأَ ْيتُ ْم إِنْ أَ ْ
َغ ْوراً فَ َمن يَأْتِي ُكم بِ َماء َّم ِعي ٍن ﴾ ( ، )48فقد وضعت صيغة " غورا " موضع اسم الفاعل " غائرا " ،و
ذلك من باب وصف الفاعل بالمصدر ،يقول أبو عبيدة ( ت 323ه ) « :أي غائرا ،و العرب قد تصف
الفاعل بمصدره ،و كذلك االثنين و الجميع على لفظ المصدر » ( ، )41و الغرض من هذا الوصف هو
كأن الماء صارت حقيقته الغور ؛ أي :ذاهب في األرض إلى مكان بعيد ،حيث ال تناله المبالغة ،و ّ
ال ّدالء ،يقول البِقَاعي ( ت 443ه ) « :و ل ّما كان المقصود المبالغة جعله نفس المصدر ،فقال :غورا
،أي :نازال في األرض ،بحيث ال يمكن لكم نيله بنوع حيلة بما د ّل على ذلك الوصف بالمصدر » (. )51
ومن مثل هذا التّناوب بين اسم الفاعل والمصدر ،قوله ج ّل شأنه َ ﴿ :يلِ َك لِيَ ْعلَ َم أَنِّي لَ ْم أَ ُخ ْنه ُ
للاَ الَ يَ ْه ِدي َك ْي َد ا ْل َخائِنِينَ ﴾ ( ، )51إذ حلّت صيغة " الغيب " مح ّل اسم الفاعل " غائب " ، ب َوأَنَّ ّ
بِا ْل َغيْ ِ
ّ ّ
مبالغة في الوصف وقد تنبّه على هذا التناوب الزّمخشري ،فوقف عندها مشيرا إلى أنها دلت ببنائها ّ
ال ّشكلي على المصدر ،ودلّت في سياقها النّصّي على اسم الفاعل ،إضافة إلى داللة أخرى ممثّلة في
كونها ظرفا ،يقول « :وأنا غائب عنه ،خف ٌّي عن عينه ،أو هو غائب عنّي خف ٌّي عن عيني ،ويجوز أن
يكون ظرفا ،أي بمكان الغيب ،وهو الخفاء و االستتار وراء األبواب المغلّقة »(. )52
ومن أمثلة ما ال تعبّر فيه الصّيغ عن معناها من خالل شكلها الخارجي صيغتا " بَ ْغيًا ،و َع ْدواً"
س َرائِي َل ا ْلبَ ْح َر فَأ َ ْتبَ َع ُه ْم فِ ْرع َْونُ َو ُجنُو ُده ُ بَ ْغيا ً َو َعدْواً ﴾ ( ، )53إذ
في قوله تبارك وتعالى َ ﴿ :و َجا َو ْزنَا بِبَنِي إِ ْ
قام القالبان الصّرفيان " بَ ْغيًا و َع ْد ًوا " مقام القالبين " بَا ِغ ْينَ ،وعَا ِد ْينَ " ،و الغرض من هذا التناوب هو
ّ
ق إذا استعمل في موضع الحال ( ، )54يقول ألن المصدر يوضع موضع المشت ّ إفادتهما معنى الحال و ذلك ّ
المب ّرد ( ت 343ه ) :
« و من المصادر ما يقع في موضع الحال فيس ّد مس ّده ،فيكون حاال ؛ ألنّه قد ناب عنه اسم الفاعل و
ألنأغنى غناءه ،و ذلك قولهم :قتلته صبرا ،إنّما تأويله صابرا ،أو مصبرا ،و كذلك جئته مشيا ؛ ّ
المعنى جئته ماشيا ،)55(» ...و قد ذهب إلى تأكيد هذا التّناوب األلوسي ( ت 2373ه ) في قوله « :
بَ ْغيا ً و َع ْدواً ،أي ظُ ْل ًما و اعتدا ًء ،وهما مصدران منصوبان على الحال بتأويل اسم الفاعل ،أي " :
باغيين و عادين ،أو على المفعولية ألجله ،أي للبغي و العدوان » (. )56
فالمصدران " بَ ْغيًا و َع ْد ًوا " حالّ مح ّل اسمي الفاعلين " بَا ِغ ْينَ ،وعَا ِد ْينَ " ،وقد أ ّدى هذا التّناوب
بينهما أيضا إلى اختالف وظائفهما النّحوية ،إذ يحتمالن المفعول ألجله و الحال في الوقت نفسه ،
فتكون األولى مصدرا للفعل "بغى يبغي" عبّر بها عن اسم الفاعل " باغين " ،و تكون الثّانية مصدرا
للفعل " عدا يعدو" عبّر بها عن اسم الفاعل " عادين " ،و هو من باب التّناوب بين الصّيغتين ،إذا ،
فالتّوسّع في الوظائف الصّرفية يفضي بدوره إلى التّوسّع في الوظائف النّحوية .
-3التّناوب الدّاللي بين اسم الفاعل وصيغة المبالغة :
إن الصّيغة الصّرفية في كثير من األحيان ال تعبّر عن منحاها الحقيقي من خالل شكلها ّ
الخارجي إذ بناؤها يعبّر عن داللة معيّنة مستنبطة من قياس اشتقاقها الصّرفي ،لكن حضورها في
السّياق النّصّي ينفي عنها داللتها األصليّة ،ليثبت لها داللة أخرى ،و من هنا تتبادل الصّيغ األدوار ،إذ
قد تأتي صيغة اسم الفاعل دالّة على صيغة المبالغة ،و قد ترد صيغة المبالغة مفيدة داللة اسم الفاعل ،و
مر ّد هذا التّناوب بين الصّيغتين إلى أسباب متع ّددة ،منها :
392
التّناوب الدّاللي بين صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفية أخرى في القرآ ن الكريم
-دور السّياق في تحديد ال ّداللة ،فهو المرجع األساس في تأكيد داللة الصّيغة المستنبطة من
هيئتها الخارجيّة أو إثبات داللة أخرى لها .
-قراءة الصّيغة على أوجه مختلفة ،و هو عامل مه ّم في توجيه داللة الصّيغة على أوجه مختلفة
،فالتّباين في القراءات يفضي حتما إلى تع ّدد ال ّدالالت .
-التّحويل الذي يحدث بين الصّيغ ،إذ تحوّل صيغة اسم الفاعل إلى صيغة المبالغة إذا أفادت
داللتها
و صيغة المبالغة هي صيغة محوّلة في األصل عن صيغة اسم الفاعل .
أ – داللة اسم الفاعل على صيغة المبالغة :
ورد اسم الفاعل في التّنزيل العزيز مفيدا داللة صيغة المبالغة ،فيكون بذلك مبناه مخالفا لمعناه ،و
يم ﴾ ( ، )57إذ أ ّدت صيغة " ساحر " في هذا المقام سا ِح ٍر َعلِ ٍ من ذلك قوله ع ّز وج ّل ﴿ :يأْت ُو َك بِ ُك ِّل َ
داللتين مختلفتين
انطالقا من قراءتها على وجهين مختلفين ،حيث قرئت بإثبات األلف والتّخفيف ،و هي قراءة ابن
كثير ،و نافع و أبي عمرو ،و عاصم ،و ابن عامر ،و قرئت بحذف األلف والتّشديد ،أي :سحّار ،و
هي قراءة حمزة
و الكسائي ،و خلف ،)58(،فإثبات التّناوب ال ّداللي بين اسم الفاعل و صيغة المبالغة مستنتج من قراءة
هذه الصّيغة على وجهين مختلفين ؛ فقراءتها بإثبات األلف والتّخفيف وجّهت داللتها على أنّها اسم فاعل ،
و قراءتها بحذف األلف والتّشديد وجّهت داللتها على أنّها صيغة مبالغة ،وهو أمر أ ّكده الطّاهر بن
عاشور( ت 2090ه ) في قوله « :وقرأ الجمهور بك ّل ساحر ،وقرأ حمزة و الكسائي ،وخلف ،بك ّل
سحّار على المبالغة في معرفة السّحر»(.)51
و من مثل هذا التّناوب ال ّداللي الذي كان مرجعه قراءة الصّيغة على وجهين مختلفين ،قوله تعالى ﴿:
سا ِحر َعلِي ٌم ﴾ ( ، 61إذ وجّهت داللة هذه الصّيغة على أنّها صيغة قَا َل ا ْل َمألُ ِمن قَ ْو ِم فِ ْرع َْونَ إِنَّ هَـ َذا لَ َ
مبالغة " سحّار " جاءت على هيئة اسم الفاعل " ساحر " ،وهو األمر الذي أشار إليه ك ّل من القرطبي (
ت 072ه ) ،وأبي حيّان األندلسي ( ت 734ه ) ،و األلوسي( ت 2373ه )( ، )61يقول األلوسي
مؤ ّكدا داللتها على المبالغة :
« أي مبالغ في علم السّحر ،ماهر فيه » (. )62
ومن نظائر التّناوب ال ّداللي بين اسم الفاعل وصيغة المبالغة ،قوله ج ّل شأنه ﴿:أُ ْولَئِ َك َحبِطَتْ
أَ ْع َمالُ ُه ْم َوفِي النَّا ِر ُه ْم َخالِدُونَ ﴾ ( ، )63فصيغة " :خالدون " دلّت من خالل قالبها الصّرفي على اسم
أن قالبها في الحقيقة لم يعبّر عن داللته كما هو عليه ،وإنّما د ّل في سياقه على صيغة الفاعل ،غير ّ
المبالغة ،وهذا ما أ ّكده األلوسي في قوله « :وفي النّار هم خالدون لعظم ما ارتكبون ،وإيراد الجملة
االسمية للمبالغة في الخلود » (. )64
ب – داللة صيغة المبالغة على اسم الفاعل :
أن صيغة المبالغة ال تفيد داللتها الوضعية المستنبطة من خالل قد يكون األمر عكسيا ،أي ّ
هيئتها الخارجيّة ،و إنّما تفيد داللة اسم الفاعل المستنبطة من السّياق ،و هو أمر وارد في التنزيل
ّ
ق تبارك وتعالى َ ﴿:و َه َذا ا ْلبَلَ ِد ْاألَ ِمي ِن ﴾ ( ، )65حيث أفادت صيغة " العزيز بكثرة ،و من ذلك ،قول الح ّ
األمين " داللة المبالغة ،وذلك انطالقا م ّما أوحى به شكلها الخارجي ،إذ وردت على بناء " فعيل " ،و
أن سياقها أثبت لها داللة أخرى ممثّلة في اسم الفاعل ،يقول هو بناء قياسي في أبنية المبالغة ،غير ّ
البغوي ( ت 320ه ) « :اآل ِمنُ ،يعني :م ّكة يأمن فيه النّاس في الجاهليّة و اإلسالم »(.)66
وم ّما هو مالحظ على صيغة " األ ِمين " أنّها نابت عن صيغة " اآل ِمن " ،و يرجع سبب
تناوبهما إلى عاملين رئيسين ؛ أ ّولهما :يتجلّى في عامل السّياق ،و هو عامل رئيس في التّفريق بين
معاني الصّيغ ؛ فاآلمن هو البلد الممثّل في م ّكة المكرّمة ،و هو الذي يأمن ك ّل من دخله ،أو من يدخله
أن اسم الفاعل يحوّل إلى صيغة المبالغة ،و ذلك إلفادة المبالغة و سيكون آمنا ،و ثانيهما :يتجلّى في ّ
الكثرة .
393
رفيـــــــقة بن ميسيـــــــــة
صور " ال ّدالة بنا ًء على صيغة المبالغة ،و سياقا على و على صعيد صرف ّي آخر تنوب صيغة " َح ُ
ش ُر َك للاَ يُبَ ِّب أَنَّ ّ ا ر
ِ ْ َ ِح م ْ
ل ا ي ِ ف ي ِّ ل ص ي م ئ ا ق و ه
ُ و ُ
اسم الفاعل ،وذلك في قوله ع ّز و ج ّل ﴿ :فَنَا َد ْتهُ ا َ ِ َ َ ِ ٌ ُ َ
َ ةكَ ئ آل م ْ
ل
صالِ ِحينَ ﴾( ، )67ف َحصُور في هذا المقام وردت صوراً َونَبِيّا ً ِّمنَ ال َّ سيِّداً َو َح ُ صدِّقا ً بِ َكلِ َم ٍة ِّمنَ ّ
للاِ َو َ بِيَ ْحيَـى ُم َ
ّ
أن " :فعُوْ ل " ورد بمعنى " فا ِعل " ،و هي داللة ذهب إليها أغلب اللغويين و َ َ صر أي ّ بمعنى َحا ِ
المفسّرين ( ، )68يقول الزّمخشري ( ت 304ه ) « :و الحصور الذي ال يقرب النّساء حصرا لنفسه ،
أي :منعا لها من ال ّشهوات ،و قيل هو الذي ال يدخل مع القوم في الميسر »(.)61
ألن تحمل ع ّدة إن بناءها أهّلها ْ و الالّفت للنّظر في صيغة " حصور" أنّها صيغة متّسعة ،حيث ّ
دالالت فباإلضافة إلى احتمال داللتها على اسم الفاعل " حاصر " ،فقد تكون دالّة على اسم المفعول "
محصور" ،كما
ذهب بعض المفسّرين( ،)71و قد تكون دالّة على صيغة المبالغة ،مبن ًى و معن ًى ،كما ذهب البعض
اآلخر(.)71
صفة المشبّهة : -0التّناوب الدّاللي بين اسم الفاعل و ال ّ
توجد صورة أخرى للتّناوب بين اسم الفاعل و الصّفة المشبهة ،إذ تأتي الصّفة المشبّهة في
حلّة اسم الفاعل ،و يأتي اسم الفاعل في حلّة الصّفة المشبّهة ،وهو أمر طبيعي تؤثره الصّيغ الصّرفيّة
بوجه عام ،إذ يح ّل بعضها مح ّل بعض ،لتتولّد في ك ّل مرّة داللة جديدة تضاف إلى ال ّداللة األصليّة
للصّيغة .
صفة المشبّهة : أ – داللة اسم الفاعل على ال ّ
أن إدراجه في سياقه النّصّي يرد اسم الفاعل في صورته ال ّشكليّة مفيدا داللته الوضعيّة ،غير ّ
،قد يثبت له داللة أخرى غير داللته التي وضع لها ،ومن مثل ذلك ،قوله ع ّز وج ّل ﴿:لَ ُه ْم فِي َها نَ ِعي ٌم
ق من الفعل " أقام " أ ّدت ُمقِي ٌم ﴾( ،)72فصيغة " مقيم " ال ّدالة في قالبها الصّرفي على اسم الفاعل المشت ّ
دور صيغة الصّفة المشبّهة انطالقا م ّما أ ّدته هذه الصّيغة ،وهي في سياقها النّصّي ،إذ المراد منها دوام
اإلقامة في الجنّة ( ، )73وانطالقا أيضا م ّما يؤ ّكده معناها الصّرفي ال ّدال على ثبات الصّفة و دوامها ،وهو
الفرق الحاصل بينها وبين المعنى الصّرفي السم الفاعل ال ّدال على التّج ّدد وعدم الثّبات .
فإثبات مخالفة مبنى الصّيغة " مقيم " لمعناها مستنتج من السّياق ،و ما يحيط به من قرائن لفظية ؛
ي صيغة إذ االعتداد بأهميتهما في تحديد المعنى الصّرفي للصّيغة أمر ال ب ّد منه ،فال يمكن فهم معنى أ ّ
على نحو تا ّم إالّ إذا أدرجت ضمن سياقها النّصّي و ما يحيط به من قرائن « فالمعاني الوظيفية التي تعبّر
عنها المباني الصّرفية هي بطبيعتها تتّسم بالتع ّدد واالحتمال ،فالمبنى الصّرفي الواحد صالح ألن يعبّر
عن أكثر من معنى واحد مادام غير متحقّق بعالمة ما في سياق ما » (. )74
و يرد اسم الفاعل مفيدا داللة الصّفة المشبّهة ،السيما إذا وقع في سياق الجملة االسميّة ،و ذلك
ستَ ْكبَ ُروا َع ْنهَا ق تبارك و تعالى َ ﴿ :والَّ ِذينَ َك َّذبُوا بِآيَاتِنَا َوا ْ زيادة في ثباته ،و من مثل ذلك ،قول الح ّ
اب النَّا ِر ُه ْم فِي َها َخالِدُونَ ﴾ ( ،)75حيث أفادت صيغة " خالدون " داللة الصّفة المشبّهة ،و ص َح ُ أُو َٰلَئِ َك أَ ْ
ذلك الرتباطها بالثّبات و ال ّدوام وبما تد ّل عليه الجملة االسمية من ال ّدوام والثّبات أيضا ،على عكس اسم
الفاعل الذي يرتبط بالتّج ّدد و الحدوث يقول الطّاهر بن عاشور « وأفادت تحقيق أنّهم صائرون إلى النّار
بطريق قصر مالزمة النّار عليهم في قوله :
ألن لفظ أصحاب مؤذن بالمالزمة وبما تد ّل عليه الجملة االسمية من ال ّدوام ار" ؛ ّ ك أَصْ َحابُ النَّ ِ " أُو َٰلَئِ َ
والثّبات في قوله فيها " :هُ ْم فِيهَا خَالِ ُدونَ " » .
()76
و يوحي اسم الفاعل بداللته على الصّفة المشبّهة إذا كان متّصال بالخالق ع ّز وجل ّ؛ ّ
ألن
الصّفات المتعلّقة به ال يتخلّلها تج ّدد و حدوث ،بل إنّها تتّسم بالثّبات و ال ّدوام ،و من مثل ذلك ،قوله
ج ّل شأنه :
ّ
،فصيغة " عالِم " صيغة متصلة ()77 ُ َ ُ ُ ُ َ َ
ش َها َد ِة فيُنبِّئُكم بِ َما كنت ْم ت ْع َملونَ ﴾ ب َوال َّ ﴿ ثُ َّم تُ َردُّونَ إِلى عَالِ ِم الغ ْي ِ
َ ْ َ
ألن الخالق منزه عن ذلك ،فهو « يعلم ما غاب و ما حضر ّ باهلل ع ّز و ج ّل ،و هي صفة ليست طارئة ؛ ّ
،و ما يخفى عليه الس ّر و العالنيّة » (. )78
394
التّناوب الدّاللي بين صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفية أخرى في القرآ ن الكريم
ضيَ ٍة ﴾ ،فيها ش ٍة َرا ِ ب – إفادة الصّيغة لمعنى المدح ،أو ال ّذم ّ ،يقول « :و قوله ﴿ :فَهُ َو فِي ِعي َ
ق ،فيجعلونه فاعال ،و هو مفعول في األصل الرّضاء العرب تقول :هذا ليل نائ ٌم وس ٌّر كات ٌم ،وما ٌء داف ٌ
،وذلك :أنّهم يريدون وجه المدح أو ال ّذ ّم ،فيقولون ذلك ال على بناء الفعل ،و لو كان فعال مصرحا لم
ّ
يُقَل ذلك فيه ؛ ألنّه ال يجوز أن تقول للضّارب :مضروب ،وال للمضروب ضارب ؛ ألنّه ال مدح فيه ،
وال ذ ّم »(.)11
أن فا ِعال عند أهل ت – توافق رؤوس اآليات و لهجات بعض القبائل ،ووقوع اسم الفاعل نعتا :أي ّ
الحجاز يستعمل عموما بمعنى المفعول ،و ذلك إذا ورد نعتا ،و م ّما ساعد في هذا األمر توافق
ق ﴾ ،أهل الحجاز أفعل لهذا من غيرهم ،أن رؤوس اآليات ،يقول « :و قوله ع ّز و ج ّل ﴿ ِمن َّماء دَافِ ٍ
ٌ ْ َ
ص ،و ليل نَائِ ٌم بٌ ٌّ
ت ،كقول العرب :هذا سر كاتِ ٌم ،و هَ ٌّم نَا ِ يجعلوا ال َم ْفعُو َل فا ِعالً إذا كان في مذهب نع ٍ
هن معهن » .
()11 ضيَة ٌ ،و أعان على ذلك أنّها توافق رؤوس اآليات التي ّ ،و ِع ْي َشةٌ َرا ِ
و يسهم السّياق إسهاما كبيرا في إحداث التناوب بين الصّيغ ،إذ ترد الصّيغة في شكلها الخارجي مفيدة ّ
أن سياقها النّصّي يضفي عليها داللة أخرى غير التي وضعت لها ،و من مثل هذا داللة ما ،غير ّ
ص َم ا ْليَ ْو َم ِمنْ أَ ْم ِر للا ﴾ ( ، )12إذ وجّهت داللة صيغة " ق تبارك و تعالى َ ﴿ :ال عَا ِ التّناوب قول الح ّ
عاصم " على أنّها اسم مفعول جاء في قالب اسم الفاعل ،والمعنى المتعيّن :ال معصو َم من أمره( ،)13و
عليه فالصّيغة على هذا األساس مخالفة لمبناها ،فهي محتملة داللة اسم المفعول ،إذ تد ّل على من وقع
عليه فعل العصمة ،فال أحد معصوم من عذاب هللا و هالكه ،إالّ من رحمه ،فإنّه يُ ْع َ
ص ُم .
أن هذه الصّيغة تصنّف ضمن الصّيغ التي تناوبت ،كما يمكن ع ّدها أيضا والالّفت للنّظر في هذا المقام ّ
ّ
من الصّيغ التي تع ّددت احتماالتها ال ّدالليّة ؛ ألنّها اشتملت على وظيفتين صرفيتين ؛ تمثلت األولى في
داللتها على اسم المفعول " معصوم" ،وبذلك يكون مبناها مخالفا لمعناها ،و تمثّلت الثّانية في داللتها
على اسم الفاعل
أن الصّيغة احتوت في مضمونها داللتين معا ؛ " عاصم " ،وبذلك يكون مبناها مطابقا لمعناها ؛ أي ّ
إن " العاصم و المعصوم متالزمان ،و ال يمكن الفصل بينهما ،و األولى بالبناء و الثّانية بالتّالزم ،إذ ّ
بذلك تكون الصّيغة دالّة على نفي ك ّل عاصم سوى هللا عز و ج ّل ،و على نفي ك ّل معصوم سوى من
ّ
رحمه ج ّل جالله ،و قد تنبّه إلى الجمع بين هاتين ال ّداللتين ك ّل من األنباري ،و األصفهاني ،و ابن قيِّم
الج ْو ِزيَة ( ،)14يقول ابن القيِّم « :فإنّه تعالى ل ّما ذكر العاصم استدعى معصوما مفهوما من السّياق ، َ
للاِ ﴾ بقي ص َم ا ْليَ ْو َم ِمنْ أَ ْم ِر َّ ِ َاع الَ ﴿ : قال امّ ل هّ نفإ ُ ه م ح
ِ َ ر
َ ن ْ م
َ ّ ال إ ه ر
ِ م
ْ أ من اليوم معصوم ال : قيل ه ّ نفكأ
ص ُم إالّ من َر ِح َمهُ هللاُ " ،و د ّل هذا ص ُم فأجيب " :ال يُ ْع َ ال ّذهن طالبا للمعصوم ،فكأنّه قيل :فمن الذي يُ ْع َ
اللّفظ باختصاره و جاللته و فصاحته على نفي ك ّل عاصم سواه ،و على نفي ك ّل معصوم سوى من
رحمه هللا فد ّل االستثناء على أمرين :على المعصوم َم ْن هو ،و على عاصمه ،و هو ذو الرّحمة ،و
هذا من أبلغ الكالم ،و أفصحه و أوجزه و ال يلتفت إلى ما قيل في اآلية بعد ذلك » (. )15
صم " حملت داللتين مزدوجتين في آن واحد ؛ اسم الفاعل على أساس إبقاء الصّيغة إذا ،فصيغة " عا ِ
على بابها ،و اسم المفعول على أساس التّناوب الحاصل بين الصّيغتين ،لذلك يمكن تصنيفها ضمن
الصّيغ التي تتناوب فيما بينها ،وفي الوقت نفسه ضمن الصّيغ التي تتعد ّد احتماالتها ال ّدالليّة ،وهو
سام ّرائي « :فإذا أردت أكثر من معنى في المفهوم األساس للتّوسّع ال ّداللي للصّيغ الصّرفيّة ،يقول ال ّ
تعبير واحد كان من باب االتّساع في المعنى » (. )16
و قد عرّج األلوسي على مثل هذا التّناوب بين اسم الفاعل والمفعول ،فيكون مبنى الصّيغة الصّرفية
ش َع ْيبا ً إِنَّ ُك ْم إِياًمخالفا لمعناها في قوله ع ّز وج ّل َ ﴿ :وقَا َل ا ْل َمألُ الَّ ِذينَ َكفَ ُرو ْا ِمن قَ ْو ِم ِه لَئِ ِن اتَّبَ ْعتُ ْم ُ
سرُونَ ﴾ ( )17فصيغة " خاسرون " ال ّدالة بنا ًء على اسم الفاعل ،دلّت في سياقها النّصي على اسم لَ َخا ِ
المفعول ،ويكون المعنى المركوز فيها :مغبونون الستبدالهم الضّاللة بالهدى ،و لفوات ما يحصل لهم
بالبخس و التّطفيف (. )18
ب -داللة اسم المفعول على اسم الفاعل :
396
التّناوب الدّاللي بين صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفية أخرى في القرآ ن الكريم
ورد اسم المفعول أيضا مفيدا داللة اسم الفاعل كثيرا في القرآن الكريم ،ومن أمثلة ذلك قوله ج ّل
ألن اسم ستُوراً ﴾( ، )11إذ نابت صيغة " مستور" عن صيغة " ساتر" ؛ ّ شأنه ﴿ :الَ يُؤْ ِمنُونَ بِاآل ِخ َر ِة ِح َجابا ً َّم ْ
ّ
الفاعل قد يجيء بلفظ المفعول ،يقول األخفش األوسط ( ت 323ه ) « :ألن الفاعل قد يكون في لفظ
ون " ،و إنّما هو " :شَائِ ٌم و يَا ِم ٌن "؛ ألنّه من " شَأ َ َمهُ ْم و المفعول ،كما تقول " :إنّك مشؤو ٌم علينا و َم ْي ُم ٌ
. ()111
يَ َمنَهُ ْم " ،و الحجاب هاهنا هو السّاتِ ُر و قال " :مستورا " »
أن هذه الصّيغة تصنّف ضمن الصّيغ التي تتناوب فيما بينها ،و في و الالّفت للنّظر في هذا المقام ّ
الوقت نفسه ضمن الصّيغ التي تتع ّدد احتماالتها ال ّدالليّة ،إذ رأى بعض المفسّرين أنّها صيغة اختزنت في
طيّاتها ثالث دالالت ؛ أ ّولها :داللة اسم المفعول بالنّظر إلى هيئتها الخارجيّة " مستور " .
و ثانيها :النّسب ؛ أي :ذو ستر .
ألن اسم الفاعل قد يجيء بلفظ المفعول ،و عليه يكون معنى الصّيغة مستورا عن و ثالثها :اسم فاعل ؛ ّ
أعين الكفّار ،فال يرونه ،أو مستورا به الرّسول عن رؤيتهم ،و نسب السّتر إليه ل ّما كان مستورا به(.)111
أن النّظم القرآن ّي آثر التّعبير عن ك ّل هذه المعاني بصيغة واحدة ممثّلة في اسم و يستنتج م ّما سبق ذكره ّ
المفعول " مستور " لما تنطوي عليه هذه الصّيغة من شحنة دالليّ ٍة كبير ٍة وسّعت نطاق المعنى توسيعا ال مثيل
له .
و من أمثلة هذا التّناوب الحاصل بين صيغتي اسم المفعول و اسم الفاعل ،قول الحق تبارك و تعالى :
س ُحوراً﴾ ( ، )112حيث أفادت صيغة " مسحور " الواردة على بناء " سى َم ْ ﴿ فَقَا َل لَه ُ فِ ْرعَونُ إِنِّي َألَظُنُّ َك يَا ُمو َ
ّ
مفعول " داللة اسم الفاعل " ساحر " ،وهو من باب تناوب الصّيغتين ،يقول الطبري ( ت 023ه ) :
« و قد يجوز أن يكون المراد ،إنّي ألظنّك يا موسى ساحرا ،فوضع مفعول موض َع فاع ٍل ،كما قيل ،إنّك
يامن و قد تأوّل بعضهم حجابا مستورا ،بمعنى حجابا ساترا ، ٌ وميمون وإنّما هو شائ ٌم ،و ٌ مشؤو ٌم علينا
والعرب قد تخرج فاعالً بلف ِظ مفعو ٍل كثيرا »(. )113
أن هناك من أبقاها على بأن هذه الصّيغة أفادت سياقا داللة اسم الفاعل ،إالّ ّ و على الرّغم من القول ّ
ّ ْ ّ
بابها ،و هو أمر مثبت في قول ابن قيّم الجوزية « أن المسحور على بابه ،وهو َمن ُس ِح َر حتى جُن فقالوا
فإن المسحو َر الذي ال يُتَّب ُع :هو الذي قد فسد عقلُه :مسحو ٌر ،مثل مجنون زائل العقل ،ال يَ ْعقِ ُل ما يقول ّ ،
بحيث ال يدري ما يقول ،فهو كالمجنون »(.)114
أن صيغة " مسحور" في هذا المقام احتملت وظيفتين صرفيتين ؛ اسم ويستنتج م ّما سبق ذكره ّ
المفعول على أساس معناها الوضعي ،واسم الفاعل على أساس التّناوب بين الصّيغتين ،إذ يوضع مفعول
موضع فا ِعل ،و بذلك تكون الصّيغة قد اختزنت في طيّاتها معنيين صرفيين ،وهما اسم الفاعل و المفعول
أن فرعون يرى موسى مسحورا بسبب كالمه الغريب معا ،كما اختزنت أيضا معنيين سياقيين ،و هما ّ :
عن نهج فرعون في قومه ،فكأنّه قال له " سُحرت فاخت ّل عقلك " ،و لذلك اخت ّل كالمك و ادّعيتَ ما
ونحوه(.)116
ِ ا ّدعيّتَ ( ، )115ويراه أيضا ساحرا بسبب ما رآه منه من قلب العصا
وفحوى القول في هذه الصّيغة أنّها باعتمادها على قالب صرف ّي واحد استطاعت أن تشمل معنيين
صرفيين في آن واح ٍد ،و قد يكون التّناوب ال ّداللي بين اسم الفاعل و اسم المفعول راجعا إلى قراءة الصّيغة
على وجهين مختلفين ؛ إذ يفضي هذا التّباين في القراءات إلى التّباين أيضا في ال ّدالالت ،و من ذلك ،قول
سو َءص ِرفَ َع ْنهُ ال ُّ ق تبارك و تعالى َ ﴿ :ولَقَد َه َّمتْ بِ ِه َو َه َّم بِ َها لَ ْوال أَن َّرأَى ب ُ ْرهَانَ َربِّ ِه َك َذلِ َك لِنَ ْ الح ّ
()117
صينَ ﴾ َوالْفَ ْحشَاء إِنهُ ِمنْ ِعبَا ِدنا ال ُمخل ِ
َ ْ ْ َ َّ
ّ
إذ وجّهت داللة صيغة " مخلصين " بقراءة فتح الالم ،و هي قراءة أبي جعفر ،و نافع ،و عاصم ،و
ص " ،وعلى هذا حمزة و الكسائي ،و خلف()118على أنّها اسم مفعول من الفعل الثّالثي المزيد بحرف " أ ُ ْخلِ َ
أن يوسف عليه السّالم وقع عليه فعل اإلخالص ؛ أي :أنّه كان م ّمن اجتباهم هللا و األساس يكون المعنى ّ :
اختارهم ،و أخلصهم من ك ّل سوء ، )111( ،ووجّهت بقراءة كسر الالّم ،و هي قراءة ابن عامر ،و ابن
ص"،و كثير ،و أبي عمرو ،و يعقوب ( ، )111على أنّها اسم فاعل من الفعل الثّالثي المزيد بحرف " أَ ْخلَ َ
أن يوسف عليه السّالم هو من قام بفعل اإلخالص ،و هو م ّمن أخلص طاعته على هذا األساس يكون المعنى ّ
هلل (. )111
397
رفيـــــــقة بن ميسيـــــــــة
صين " حملت داللتين مزدوجتين في آن واحد ؛ اسم المفعول على أساس قراءة إذا ،فصيغة " ُم ْخلِ ِ
الصّيغة بفتح المها ،و بذلك تكون باقية على بابها األصلي ،و اسم الفاعل على أساس قراءة الصّيغة بكسر
المها ،و بذلك تكون خرجت عن بابها األصلي ،و هما داللتان متالزمتان ،ال يمكن الفصل بينهما ،يقول
القرطبي .... « :و قد كان يوسف عليه السّالم بهاتين الصّفتين ؛ ألنّه كان ُمخلِصًا في طاعة هللا تعالى
صا لرسالة هللا تعالى » (. )112 ُم ْست َْخلَ ً
أن التّناوب ال ّداللي بين صيغتي اسم المفعول و اسم الفاعل يعود و عليه ،فإنّه يستنتج م ّما سبق ذكره ّ
إلى أسباب متع ّددة ،منها :
-مجيء اسم الفاعل بلفظ اسم المفعول في كالم العرب و لغة التّنزيل .
دور السّياق في تحديد ال ّداللة ،فهو المرجع األساس في تأكيد داللة الصّيغة المستنبطة من هيئتها -
الخارجيّة أو إثبات داللة أخرى لها .
-قراءة الصّيغة على أوجه مختلفة ،و هو عامل مه ّم في توجيه داللة الصّيغة على أوجه مختلفة ،
فالتّباين في القراءات يفضي حتما إلى تع ّدد ال ّدالالت .
أن للتّناوب ال ّداللي بين الصّيغ الصّرفيّة قيمة داللية كبيرة ،إذ إنّه ال وفحوى القول في هذه المباحثة ّ
ّ
يثبت المعنى الكامن في الكلمة الواردة في السّياق فحسب ،بل تتم في ذات الوقت عملية استحضار للكلمة
المنوب عنها و ما ينج ّر عنها من معان ،فتحدث عملية مزاوجة بين الكلمتين ،المنوبة عنها و النّائبة ،
ومن ث ّم تزاوج المعنيين م ّما يؤ ّدي في النّهاية إلى إثراء المعنى(. )113
نتائـــــــــــج البحـث :
صل البحث إلى مجموعة من النّتائج ،أه ّمها : تو ّ
-التّناوب بين الصّيغ الصّرفيّة يؤ ّدي إلى توسيع المعنى و إثرائه ،من حيث إن هذا التّناوب ال يلغي
إن وجود صيغة بديلة عن صيغة أخرى معنى بمعنى آخر ،بل يثبت معنيين في آن واحد ،و من حيث ّ
في السّياق يؤ ّدي إلى حضور معنيين ؛ معنى مفهوم من البنية السّطحية للصّيغة ،و معنى عميق مستنتج
م ّما تختزنه الصّيغة .
-التّناوب بين صيغة اسم الفاعل و بقية الصّيغ األخرى غالبا ما يكون عكسيا ،إذ ترد صيغة اسم
الفاعل مفيدة داللة الصّيغ األخرى ،و ترد هذه الصّيغ مفيدة داللة اسم الفاعل ،فك ّل صيغة لها قابليّة أن
صيغة ،بحيث تحوّل أن التّناوب بين الصّيغ يشير إلى مدى القدرة على تطويع ال ّ تح ّل مح ّل األخرى ،كما ّ
من صيغة سطحيّة تحمل معن ًى واحدا إلى صيغة توليدية تحمل الكثير من المعاني .
-التّناوب بين الصّيغ الصّرفيّة يشير إلى أنّها صيغ إنتاجية ،فهي ليست هامدة ،أو ساكنة ،بل هي
فإن دالالتها تتج ّدد ،و تتع ّدد بتج ّدد و تع ّدد صيغ حيّة تستم ّد حيويتها و نشاطها من السّياق ،لذلك ّ
سياقاتها ،و هذا مر ّده إلى أسباب متع ّددة و مختلفة ؛ منها ما يعود إلى طبيعة الصّيغة في ح ّد ذاتها ؛ إذ
ك ّل صيغة لها قابليّة ألن تنوب عن صيغة أخرى ،و منها ما يعود إلى ظروف أخرى ؛ كاإلسهام في
توسيع المعنى ،و تداخل األبنية و اختالطها ،و اختالف وجوه القراءت ...و غيرها .
-التّناوب ال ّداللي الحاصل بين صيغة اسم الفاعل وبقية الصّيغ األخرى مظهر من مظاهر التوسّع الداللي
ّ ّ
للصّيغ الصّرفية ،فصيغة اسم الفاعل لم تعبّر عن منحاها الحقيقي كما وضعت له ،و إنّما عبّرت عن
دالالت أخرى غير التي وضعت لها في األصل ؛ كدالالتها على المصدر ،أو صيغة المبالغة ،أو الصّفة
المشبهة ،أو اسم المفعول ،و قد كان األمر عكسيا بالنّسبة لهذه الصّيغ ،إذ دلّت ك ّل صيغة من هذه
الصّيغ على اسم الفاعل ،و هي مسألة لها ذيوعها في العربيّة ،إذ تح ّل الصّيغ مح ّل بعضها .
أن مبناها -وردت صيغة اسم الفاعل في القرآن الكريم في كثير من المواطن غير محتملة ؛ أي ّ
مطابق لمعناها وهي بهذه الحالة تخرج من دائرة التّناوب .
ّ
-يقوم تصنيف صيغة اسم الفاعل في القرآن الكريم على ركيزتين أساسيتين ؛ تتمثل الرّكيزة
األولى في إدراجها ضمن ظاهرة تناوب الصّيغ ؛ ألنها جاءت على هيئة اسم الفاعل معبّرة عن
إن معناها مخالف لمبناها ، صيغ أخرى ،فليست تفهم صيغتها ،كما هي في ظاهرها ،إذ ّ
وصنّفت في الرّكيزة الثّانية على أساس إدراجها ضمن تع ّدد االحتماالت ال ّداللية .
398
التّناوب الدّاللي بين صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفية أخرى في القرآ ن الكريم
-للسّياق دور كبير في تحديد المنحى الحقيقي لصيغة اسم الفاعل ،و بقيّة الصّيغ األخرى التي
نابت عنها ،فهو الذي يدرجها ضمن دائرة التّناوب ،وهو من يدرجها ضمن دائرة عدم التّناوب و
االحتمال .
الهوامـــــــــــش :
-2ابن خالويه ،الحُسين بن أحمد ،ليس في كالم العرب ،تحقيق أحمد عبد الغفور عطّار ، ،م ّكة
المكرّمة ط 2099 2ه 2979 -م ،ص . 234
-3ابن جنّي ،أبو الفتح عثمان ،الخصائص ،تحقيق مح ّمد علي النجّار ،دار الكتب المصريّة ،
ّ
المكتبة العلميّة بيروت ،لبنان ،ج ، 2ص . 444
إن ت َجه َّْزت غا ِديًا ،انظر ديوانه ،تحقيق -0البيت ل ُس َحيْم عب ِد بني ال َح ْس َحاس ،وصدره ُ ،ع َم ْي َرةَ َو ِّد ْع ْ
عبد العزيز الميمني ،مطبعة دار الكتب المصريّة ،القاهرة 2009 ،ه – ، 2933ص
، 20و قد ورد في هامش الخصائص ،ج ، 2ص 444على هذا النّحو أيضا .
ضخ ٌم ،الفالج في القمار ،القامر ،الفالج ،ريح ضخم ،والفالِجُ ،مكيا ٌل َ -4الفالِ ُج ،ال َج َم ُل ذو السَّنامين ال ّ
تأخذ اإلنسان ،يرتعش منها ،كما ورد في معجم العين ،ج / 3ص ، 000باب الفاء ،مادة( فَلَ َج ) .
ألن العين تُ ْغ َمضُ له ،وال يتم ّكن صاحبها من النّظر -3ال َعائِ ُر ،ك ّل ما أ َع َّل العين فعقَ َر ُ ،س ِّمي بذلك ؛ ّ
ألن العين كأنّها تَعُورُ ،كما ورد في لسان العرب ،م ، 4ج ، 03ص ، 0203باب العين ، ؛ ّ
ما ّدة ( َع َو َر ) .
صا ،كما ورد في معجم العين ،ج ، 1ص ، 230 -0البَا ِغ ُز ،من بَ َغ َز ،البَ ْغ ُز ،ضربٌ بال ّرج ِل و ال َع َ
باب الباء ما ّدة ( بَ َغ َز) .
-7ا بن جنّي ،المصدر السّابق ،ج ، 2ص . 449 - 444
-4ابن فارس ،أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريّا ،الصّاحبي في فقه اللّغة العربيّة ومسائلها و ُسنَن
العرب في كالمها ،علّق عليه ووضع حواشيه أحمد حسن بسج ،منشورات محمد علي بيضون ،
دار الكتب العلميّة – بيروت ،لبنان ،ط2424 ، 1م 2997-ه ،ص . 204
البيت لجرير ،انظر ديوانه ،دار بيروت للطّباعة و النّشر ،لبنان 2430 ،ه 2940 -م ،ص -9
شح فؤادَك من حديث فا ْن ْ ، 024و قد ورد على هذا ال ّشكل :إنّ البلّية َمنْ يُ َم ُّل حديثهُ
الوامق .
ِ
-23ابن فارس ،المصدر السّابق ،ص . 168
-22الثّعالبي ،أبو منصور ،عبد الملك بن مح ّمد بن إسماعيل ،فقه اللّغة و أسرار العربيّة ،تحقيق
ياسّين األيّوبي المكتبة العصريّة ،صيدا ،بيروت ،لبنان ،ط2433 ، 2ه 3333-م ،القسم الثّاني
،ص . 003
-23الثّعالبي ،المصدر نفسه ،ص . 003
-20الثّعالبي ،المصدر نفسه ،ص . 000 – 003
-24ابن سيده ،أبو الحسن علي بن إسماعيل ،المخصّص ،المطبعة الكبرى األميرية ببوالق مصر ،
ط2002 1ه ،ج ، 23ص . 73
-23ابن سيده :المصدر نفسه ،ص . 72-73
-20السّيوطي ،جالل ال ّدين ،المزهر في علوم اللّغة و أنواعها ،تحقيق محمد جاد المولى ،وعلي
البجاوي ومح ّمد أبو الفضل إبراهيم ،دار الفكر ،بيروت ،لبنان ،ج ، 2ص . 49
فن الصّرف ،مراجعة وشرح حجر عاصي ،دار الفكر العربي -27أحمد الحمالوي ،شذا العرف في ّ
،بيروت لبنان ،ط2999 ، 1م ،ص . 44 -40
-24التّناوب الدّاللي :هو إحالل صيغة مح ّل صيغة أخرى ،أو نيابة صيغة عن صيغة أخرى ؛ أي
قيام صيغة ما بأداء ال ّدور ال ّداللي المنوط بصّيغة أخرى ،إذ ال تعبّر الصّيغة عن داللتها كما تح ّددها
399
رفيـــــــقة بن ميسيـــــــــة
هيئتها الخارجية ،بل تفيد دالالت أخرى غير التي و ضعت لها في األصل ،كورود (فَا ِعل) بمعنى
( َم ْفعول) ،و ( َمفعول ) بمعنى ( فا ِعل ) ،وورود ( فَ ِعيل) بمعنى ( فَا ِعل) أو (مفعول) إلى غير
ذلك من الصّيغ التي تتناوب فيما بينها ،و هي مسألة أشار إليها العلماء القدماء ،أ ّما التّداخل الدّاللي
:فهو اختالط الصّيغ فيما بينها ،بحيث يصعب التّفريق بينها ،وذلك الشتراكها شكال ،كاشتراك
بعض صيغ اسم الفاعل و المبالغة ،و الصّفة الم ّشبهة ،و المصدر ،وكذلك اشتراك بعض صيغ
اسم المفعول ،و المصدر الميمي ،و اسمي ال ّزمان والمكان من الفعل غير الثالثي ،أو بين المبالغة
واسم اآللة ،فهذا االشتراك بين الصّيغ المتّفقة مبن ًى هو الذي يؤ ّدي إلى التّداخل فيما بينها ،فيحصل
بذلك التّناوب .
ّ ّ
-29إسماعيل أحمد عمايرة ،المشتقات نظرة مقارنة ،مجلة مجمع اللغة العربية األردني ،العدد ، 56
السنة الثّالثة و العشرون 2999 ،م ،ص . 33-34
-33انظر :فاضل صالح السّامرّائي ،معاني األبنية في العربيّة ،دار ع ّمان ،األردن ،ط2434 ، 2ه-
3337م ،ص . 230 - 233-232 ، 33
-32ابن عقيل ،بهاء ال ّدين عبد هللا ،شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ،ومعه كتاب منتخب ما قيل
في شرح ابن عقيل ،يوسف ال ّشيخ البقاعي ،دار الفكر ،بيروت ،لبنان 2992 ،م ،ج ، 0ص
. 233 -234
-33ت ّمام حسّان ،اللغة العربية معناها ومبناها ،دار الثقافة ،الدار البيضاء ،المغرب ، 2994 ،ص ّ
. 200
-30ت ّمام حسّان ،المرجع نفسه ،ص . 203
-34اإلستراباذي رضي ال ّدين مح ّمد بن الحسن ،شرح شافية ابن الحاجب ،تحقيق مح ّمد نور الحسين
،ومح ّمد الزف ّزاف ،ومح ّمد محي ال ّدين عبد الحميد ،دار الكتب العلميّة ،بيروت ،لبنان ،ج ، 1ص277
.
-33ابن منظور ،أبو الفضل جمال ال ّدين بن مكرم ،لسان العرب ،تحقيق عبد هللا علي الكبير ،مح ّمد
أحمد حسب هللا ،هاشم مح ّمد ال ّشاذلي ،دار المعارف ،القاهرة 2942 – 2432 ،م ،م ، 0ج34
،ص 4932باب الواو ،ما ّدة ( وقى ) .
-30ابن منظور ،المصدر نفسه ،م ، 4ج ، 34ص ، 3437باب الصّاد ،مادة ( َ
ص َخ َخ) .
-37ابن منظور ،المصدر نفسه ،م ، 4ج ، 31ص ، 3074باب الطّاء ،ما ّدة (طغى) ،م ، 4ج، 04
ص ، 0324باب العين ،ما ّدة ( عفا ) .
-34سورة األعراف :اآليــــــــــــــــة . 03
-39ابن عاشور مح ّمد الطّاهر ،التّحرير و التّنوير ،دار سحنون للنّشر و التّوزيع ،تونس ،م ، 4ج، 4
ص 97
سورة الحاقة :اآليــــــة . 33 ّ -03
-02األندلسي ،أبو حيّان أثير ال ّدين مح ّمد بن يوسف ،البحر المحيط ،دراسة و تحقيق و تعليق عادل
أحمد عبد الموجود ،علي محمد معوّض ،وآخرين ،دار الكتب العلميّة ،بيروت ،لبنان ،ط2420 ، 1
ه – 2990م ،ج ، 4ص ، 020 – 023و انظر أيضا السّمين الحلبي ،أحمد بن يوسف ،الدُرُّ
ب المكنو ِن ،تحقيق أحمد مح ّمد ال َخرّاط ،دار القلم ،دمشق ،دط ،دـت ،ج 23 ال َمصُونُ في علوم الكتا ِ
ير ال َجا ِم ِع بين فنّي ال ِّرواي ِة و الدِّراي ِة من
ِ دِ َ قال ح
ُ ْ
ت َ ف ، دمّ مح بن علي بن د م
ّ مح ي ِ ن ،ص ، 434و ال َّشوْ َكا
علم التّفسير ،اعتنى به وراجع أصوله يوسف ال ُغوش ،دار المعرفة ،بيروت ،لبنان ،ط 2434 ، 4ه
3337 ،م ،ج ، 39ص . 2330
-03سورة غافر :اآليــــــــة . 29
400
التّناوب الدّاللي بين صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفية أخرى في القرآ ن الكريم
-00ال ّزمخشري ،أبو القاسم جار هللا محمود بن عمر ،الك ّشاف عن حقائق التّنزيل وعيون التّأويل في
وجوه التّأويل و بهامشه االنتصاف لإلمام أحمد بن المنير ،علّق على مشكله و شرح أبياته و معضله
ال ّشربيني شريدة ،دار الحديث ،القاهرة 2400 ،ه 3323-م ،م ، 4ص . 33
-04سورة الغاشية :اآليــــة . 22
-03النّحّاس ،أبو جعفر أحمد بن مح ّمد بن إسماعيل ،إعراب القرآن ،تحقيق زهير غازي زاهد ،عالم
الكتب بيروت ،لبنان 2439 ،ه – 1188م ،ج ، 3ص ، 323ابن خالويه ،إعراب ثالثين سورة
من القرآن الكريم دار و مكتبة الهالل ،بيروت ،لبنان 2943 ،م ص ، 04ال ّزمخشري ،
المصدر السّابق ،م ، 4ص ، 575البيضاوي ناصر ال ّدين أبو سعيد عبد هللا بن عمر بن مح ّمد
ال ّشيرازي ،أنوار التّنزيل و أسرار التّأويل المس ّمى تفسير البيضاوي ،حققه و علّق عليه وخرّج
أحاديثه و ضبط نصّه مح ّمد صبحي بن حسن حالّق محمود أحمد األطرش ،دار الرّشيد ،دمشق
،بيروت ،مؤسّسة اإليمان ،بيروت ،لبنان ،ط 2432 1ه 3333م ،م ، 0ج ، 03ص 337
،الطّاهر بن عاشور ،المصدر السّابق ،م ، 23ج 03ص . 399
-00ابن مالك ،جمال ال ّدين أبو عبد هللا مح ّمد بن عبد هللا ،تسهيل الفوائد وتكميل المقاصد ،تحقيق مح ّمد
كامل بركات ،المكتبة العربيّة ،القاهرة ،مصر 2047 ،ه – 2907م ،ص . 337
-07سورة مريم :اآليـــــة . 03
-04سورة الواقعة :اآلية . 33
-09سورة النّبأ :اآلية . 03
-43أبو جعفر النّحّاس ،المصدر السّابق ،ج ، 3ص . 323
-42الفرّاء ،أبو زكريا يحي بن زياد بن عبد هللا ،معاني القرآن ،ق ّدم له وعلّق عليه ووضع حواشيه و
فهارسه ،إبراهيم شمس ال ّدين ،ط2430 1ه 3333-م ،منشورات ،مح ّمد علي بيضون ،دار
الكتب العلميّة ،بيروت لبنان ،م ، 0ص . 247
-43سورة األعراف :اآليـــــــــة .39
-40الطّاهر بن عاشور :المصدر السّابق ،م ، 4ج ، 4ص . 44
-44الرّض ّي اإلستراباذي ،المرجع السّابق ،ج ، 2ص . 270
-43سيبويه ،أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر ،الكتاب ،تحقيق وشرح عبد السّالم مح ّمد هارون ،
مكتبة الخانجي ،القاهرة ،دار ال ّرفاعي بالرّياض ،ط2433 ، 3ه 2943-م ،ج ، 4ص . 40
-40الثّعالبي ،المصدر السّابق ،القسم الثاني ،ص. 007
-47سيبويه ،المصدر السّابق ،ج ، 3ص ، 233ابن جنّي ،المصدر السّابق ،ج ، 0ص ، 249
. 303 - 339
-44سورة الملك :اآلية . 03 :
-49معمر بن ال ُمثنّى التّيمي ،أبو عبيدة ،مجا ُز القرآ ِن ،عارضه بأصوله و علّق عليه مح ّمد فؤاد
ِسزكين ،مكتبة الخانجي ،القاهرة ،مصر ،دط ،دت ،ج ، 2ص . 434 – 430
ّور ،دار
ت و الس ِب اآليا ِ -33البِقَاعي ،برهان ال ّدين أبو الحسن إبراهيم بن عمر ،ن ْ
َظ ُم ال ُّد َر ِر في تنا ُس ِ
الكتاب اإلسالمي ،القاهرة ،مصر ،دط ،دت ،ج ، 33ص . 373 – 372
-32سورة يوسف :اآلية . 33 :
-33ال ّزمخشري ،المصدر السّابق ،م ، 3ص . 409
-30سورة يونس :اآلية . 93
-34سيبويه ،المصدر السّابق ،ج ، 2ص ، 073المبرّد ،أبو العبّاس ،مح ّمد بن يزيد ،المقتضب ،
تحقيق مح ّمد عبد الخالق عضيمة ،المجلس األعلى لل ّشؤون اإلسالميّة ،لجنة إحياء التّراث اإلسالمي ،
القاهرة ،مصر 2423 ،ه 2994 ،م ،ج ، 0ص . 304
-33المبرّد ،المصدر السّابق ،ج ، 0ص . 304
401
رفيـــــــقة بن ميسيـــــــــة
-30األلوسي ،أبو الفضل شهاب ال ّدين ،السيّد محمود ،روح المعاني في تفسير القرآن العظيم و السّبع
المثاني ،تحقيق وتخريج ،السيّد مح ّمد السيّد ،سيّد إبراهيم عمران ،دار الحديث ،القاهرة ،
مصر 3333م ،م ، 0ج ، 22ص . 303
-37سورة األعراف :اآلية . 223
-34ابن خالويه ،ال ُح َّجةُ في القراءات ال َّسب ِْع ،تحقيق عبد العال سالم مكرم ،دار الشروق ،بيروت ،
ّ
لبنان ،ط 2099 ، 0ه 2979 ،م ،ص ، 203األصبهاني ،أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران ،
المبسوط في القراءات العشر ،تحقيق سبيع حمزة حاكمي ،مطبوعات مجمع اللّغة العربيّة ،دمشق
ت ،تحقيق ،دط ،دت ،ص ، 223أبو زرعة ،عبد ال ّرحمن بن مح ّمد بن زنجلة ُ ،ح َّجةُ القراءا ِ
سعيد األفغاني ،مؤسّسة الرّسالة ،بيروت ،لبنان ،ط 2424 ، 3ه 2997 ،م ،ص 393 - 392
،ابن الجوزي ،أبو الفرج جمال ال ّدين عبد ال ّرحمن بن علي بن مح ّمد ،زاد المسير في علم
التّفسير ،دار ابن حزم ،بيروت ،لبنان ،ط 2430 ، 3ه 3333 ،م ،ص ، 323الرّازي ،فخر
ال ّدين مح ّمد بن عمر ،تفسير الفخر الرّازي المشت ِهر بالتّفسير الكبير و مفاتيح الغيب ،دار الفكر
للطّباعة و النّشر و التّوزيع ،بيروت ،لبنان ،ط 2432 ، 2ه 2942 ،م ،ج ، 24ص ، 334
أبوحيّان األندلسي ،المصدر السّابق ،ج ، 4ص ، 003السّمين الحلبي ،المصدر السّابق ،ج 5
،ص . 434 – 437
-39الطّاهر بن عاشور ،المصدر السّابق ،م ، 4ج ، 9ص. 43
-03سورة األعراف :اآلية . 239
-02القرطبي ،أبو عبد هللا مح ّمد بن أحمد األنصاري ،الجامع ألحكام القرآن ،راجعه و ضبطه و علّق
عليه مح ّمد إبراهيم الحفناوي ،خرّج أحاديثه محمود حامد عثمان ،دار الحديث ،القاهرة ،مصر ،
2402ه – 3323م ،م ، 4ج ، 7ص ، 334أبو حيّان األندلسي ،المصدر السّابق ،ج ، 5ص
، 132األلوسي المصدر السّابق ،م ، 3ج ، 9ص . 02
-03األلوسي ،المصدر السّابق ،م ، 3ج ، 9ص . 02
-00سورة التّوبة :اآلية . 27
-04األلوسي ،المصدر السّابق ،م ، 3ج ، 9ص . 003
-03سورة التّين :اآلية . 30
ّ
-00البغوي ،أبو مح ّمد الحسين ،تفسير البغوي " معالم التنزيل " ،حققه و خرّج أحاديثه ،مح ّمد عبد هللا
النّمر عثمان جمعة خميريّة ،سليمان مسلم الحرش ،دار طيبة للنّشر و التّوزيع ،الرّياض 2423 ،
ه 2993 ،م ،م ، 4ج ، 03ص . 472
-07آل عمران :اآلية . 09
َّري ،معاني القرآن ِ س ال بن إبراهيم إسحاق أبو ، ّاجج ّ
ز ال ، 232 ص ، 2 م ، ّابق -04الفرّاء ،المصدر الس
و إعرابُه شرح و تحقيق عبد الجليل عبده شلبي ،عالم الكتب ،بيروت ،لبنان ،ط 2434 ، 2
ه 2944 ،م ،ج ، 1ص ، 437 - 430الرّاغب األصفهاني ،أبو القاسم الحسين بن مح ّمد ،
المفردات في غريب القرآن ،ت ّم التّحقيق و اإلعداد بمركز ال ّدراسات و البحوث بمكتبة نزار
مصطفى الباز ،النّاشر ،مكتبة نزار مصطفى الباز ،ج ، 2ص ، 234كتاب الحاء ،الحاء و ما
ص َر ) ،ال ّزمخشري ،المصدر السّابق ،م ، 1ص . 000 يتّصل بها ،ما ّدة ( َح َ
-09ال ّزمخشري ،المصدر نفسه ،المجلّد نفسه ،الصّفحة نفسها .
-73ابن قتيبة ،أبو مح ّمد عبد هللا بن مسلم ،تفسير غريب القرآن ،تحقيق أحمد صقر ،دار الكتب العلميّة
بيروت ،لبنان 2094 ،ه 2979 -م ،ص ، 233ابن الجوزي ،المصدر السّابق ،ص ، 293ال ّشوكاني
المصدر السّابق ،ج ، 0ص ، 320الطاهر بن عاشور ،المصدر السّابق ،م ، 3ج ، 0ص . 342
-72البيضاوي ،المصدر السّابق ،م ، 2ج ، 0ص ، 339األلوسي ،المصدر السّابق ،م ، 3ج ، 0
ص . 333
402
التّناوب الدّاللي بين صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفية أخرى في القرآ ن الكريم
األنباري ،مح ّمد بن القاسم ،األضداد ،تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ،المكتبة العصريّة ، -94
صيدا ،بيروت لبنان 2437 ،ه 2947-م ،ص ، 239 - 234األصفهاني ،المصدر السّابق ،
ص َم ) ،ابن قيِّم ال َجوْ ِزية ،أبو عبد هللا ج ، 3ص 404كتاب العين ،باب العين ،ما ّدة ( َع َ
مح ّمد بن أبي بكر بن أيّوب بدائع الفوائد ،تحقيق علي بن مح ّمد العمران ،إشراف بكر بن عبد
هللا أبوزيد ،دار عالم للفوائد للنّشر و التّوزيع ج ّدة ،السّعودية ،م ، 0ص . 943
-93ابن قيِّم ال َجوْ ِزية ،المصدر نفسه ،المجلّد نفسه ،الصّفحة نفسها .
فاضل صالح السّامرّائي ،الجملة العربيّة و المعنى ،دار ابن حزم ،بيروت ،لبنان ،ط ، 2 -90
2432ه 3333م ،ص . 273
-97سورة األعراف :اآلية . 93
-94األلوسي ،المصدر السّابق ،م ، 3ج ، 9ص . 22
-99سورة اإلسراء . 43 :
-233األخفش األوسط ،أبو الحسن سعيد بن مسعدَة ،معاني القرآن ،تحقيق هدى محمود قراعة ،مكتبة
الخانجي ،القاهرة ،مصر ،ط 2422 ، 2ه 2993 ،م ،ج ، 3ص ، 434و انظر أيضا أبو جعفر
النّحّاس ،المصدر السّابق ،ج ، 3ص . 430
-232أبو حيّان األندلسي ،المصدر السّابق ،ج ، 0ص ، 09األلوسي ،المصدر السّابق ،م ، 4ج ، 23
ص . 232
-233سورة اإلسراء . 232 :
-230الطّبري ،المصدر السّابق ،م ، 3ص . 73
-234ابن قيّم الجوزية ،المصدر السّابق ،م ، 3ص . 744
-233األلوسي ،المصدر السّابق ،م ، 4ج ، 23ص . 332
-230األلوسي ،المصدر نفسه ،المجلّد نفسه ،الجزء نفسه ،الصّفحة نفسها .
-237سورة يوسف . 34 :
-234األصبهاني ،المصدر السّابق ،ص ، 340أبو زرعة ،المصدر السّابق ،ص ، 039القيسي
ت ال َّسب ِْع و ِعللِهَا و ِح َج ِجهَا ،تحقيق أبو مح ّمد م ّكي بن أبي طالب ،ال َك ْشفُ عن وجو ِه ِ
القراءا ِ
محيي ال ّدين رمضان مؤسّسة الرّسالة ،بيروت ،لبنان ،ط 2434 ، 0ه 2944 ،م ،ج ، 3ص
، 9ابن الجوزي المصدر السّابق ،ص . 093
السّمين الحلبي ،المصدر السّابق ،ج ، 0ص . 473 -239
-223األصبهاني ،المصدر السّابق ،ص ، 340أبو زرعة ،المصدر السّابق ،ص ، 034القيسي ،
المصدر السابق ،ج ، 3ص ، 23 – 39ابن الجوزي ،المصدر السّابق ،ص . 093
-222ال ّشوكاني ،المصدر السّابق ،ج ، 23ص . 092
-223القرطبي ،المصدر السّابق ،م ، 3ج ، 23ص . 233
-220فتح هللا أحمد سليمان ،األسلوبية -مدخل نظري ودراسة تطبيقية -الناشر مكتبة اآلداب ( علي
حسن ) القاهرة ،مصر 2433 ،ه 3334 ،م ،ص . 92
قائمة المصادر و المراجع :
-القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم .
-األخفش األوسط ،أبو الحسن سعيد بن َم ْس ِعدَة ( ،ت 323ه ) ،معاني القرآن ،تحقيق هدى
محمود قراعة ،مكتبة الخانجي ،القاهرة ،مصر ،ط 2422 ، 2ه 2993 ،م ،ج . 3
ت ،تحقيق سعيد األفغاني ، -ابن زنجلة ،أبو زرعة عبد ال ّرحمن بن مح ّمد ُ ،ح َّجةُ القراءا ِ
مؤسّسة الرّسالة بيروت ،لبنان ،ط 2424 ، 3ه 2997 ،م .
404
التّناوب الدّاللي بين صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفية أخرى في القرآ ن الكريم
اإلستراباذي ،رضي ال ّدين مح ّمد بن الحسن ( ،ت 040ه ) ،شرح شافية ابن الحاجب ، -
تحقيق مح ّمد نور الحسين ،ومح ّمد الزف ّزاف ،ومح ّمد محي ال ّدين عبد الحميد ،دار الكتب
العلميّة ،بيروت ،لبنان ،ج. 1
األصبهاني ،أبو بكر أحمد بن الحسين بن مهران ( ت 042ه ) ،المبسوط في القراءات العشر -
،تحقيق سبيع حمزة حاكمي ،مطبوعات مجمع اللّغة العربيّة ،دمشق ،دط ،دت .
األصفهاني ،أبو القاسم الحسين المعروف بالرّاغب ( ت 333ه ) ،المفردات في غريب -
القرآن ،ت ّم التّحقيق و اإلعداد بمركز ال ّدراسات و البحوث بمكتبة نزار مصطفى الباز ،النّاشر
،مكتبة نزار مصطفى الباز ،ج . 1
األلوسي ،أبو الفضل شهاب ال ّدين ( ت 2373ه ) ،أبو الفضل شهاب ال ّدين ،السيّد محمود ، -
روح المعاني في تفسير القرآن العظيم و السّبع المثاني ،تحقيق وتخريج ،السيّد مح ّمد السيّد ،
سيّد إبراهيم عمران دار الحديث ،القاهرة ،مصر 3333 ،م ،م ، 3ج ، 0م ، 3ج ، 9م0
،ج ، 22م ، 8ج 23م ، 23ج . 39
األنباري ،مح ّمد بن القاسم ( ،ت 037ه ) األضداد ،تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم ، -
المكتبة العصريّة ،صيدا ،بيروت ،لبنان 2437 ،ه 2947-م .
-األندلسي ،أبو حيّان ،أثير ال ّدين مح ّمد بن يوسف ( ت 734ه ) ،البحر المحيط ،دراسة
و تحقيق و تعليق عادل أحمد عبد الموجود ،علي محمد معوّض ،وآخرين ،دار الكتب العلميّة
،بيروت ،لبنان ط 2420 ، 1ه – 2990م ،ج . 4، 0 ،3 ، 4
البغوي ،أبو مح ّمد الحسين ( ،ت 320ه ) تفسير البغوي " معالم التّنزيل " ،حققه و خرّج -
أحاديثه مح ّمد عبد هللا النّمر ،عثمان جمعة خميريّة ،سليمان مسلم الحرش ،دار طيبة للنّشر
و التّوزيع الرّياض 2423ه ،م ، 4ج . 03
البِقَاعي ،برهان ال ّدين أبو الحسن إبراهيم بن عمر ( ت 443ه ) ،ن ْ
َظ ُم ال ُّد َر ِر في تنا ُس ِ
ب -
ّور ،دار الكتاب اإلسالمي ،القاهرة ،مصر ،دط ،دت ،ج . 33 ت و الس ِ
اآليا ِ
البيضاوي ،ناصر ال ّدين أبو سعيد عبد هللا بن عمر بن مح ّمد ال ّشيرازي ( ت 792ه ) ، -
أنوار التّنزيل و أسرار التّأويل المس ّمى تفسير البيضاوي ،حققه و علّق عليه وخرّج أحاديثه و
صه مح ّمد صبحي بن حسن حالّق ،محمود أحمد األطرش ،دار الرّشيد ،دمشق ، ضبط ن ّ
بيروت ،مؤسّسة اإليمان ،بيروت ،لبنان ،ط 2432 ، 2ه 3333 ،م ،م ، 2ج ، 0م ، 0ج
. 03
ّ ّ
ت ّمام حسّان ،اللغة العربية معناها ومبناها ،دار الثقافة ،ال ّدار البيضاء ،المغرب . 2994 ، -
الثّعالبي ،أبو منصور عبد الملك بن مح ّمد بن إسماعيل ( ت 403ه ) ،فقه اللّغة و أسرار -
العربيّة ،تحقيق ياسّين األيّوبي ،المكتبة العصريّة ،صيدا ،بيروت ،لبنان ،ط2433 ، 2ه
3333-م ،القسم الثّاني .
الثّعالبي ،عبد ال ّرحمن بن مح ّمد بن مخلوف أبو زيد ( ت 473ه ) ،الجواه ُر الحسانُ في -
تفسير القرآن حقّق أصوله على أربع نسخ خطّية ،وعلّق عليه ،وخرّج أحاديثه علي مح ّمد
م َعوّض ،عادل أحمد عبد الموجود ،وشارك في تحقيقه عبد الفتّاح أبو سنّة ،ط 2424 ، 2ه ،
2997م ،دار إحياء التّراث العربي بيروت ،لبنان ،ط 2424 ، 2ه 2997 ،م ،ج . 3
جرير ،ديوانه ،دار بيروت للطّباعة و النّشر ،لبنان 2430 ،ه 2940 -م . -
ابن جنّي ،أبو الفتح عثمان ( ،ت 093ه ) ،الخصائص ،تحقيق مح ّمد علي النّجّار ،دار -
الكتب المصريّة ،المكتبة العلميّة ،بيروت ،لبنان ،ج. 0 ، 3
405
رفيـــــــقة بن ميسيـــــــــة
-ابن الجوزي ،أبو الفرج جمال ال ّدين عبد ال ّرحمن بن علي بن مح ّمد ( ،ت 397ه ) زاد
المسير في علم التّفسير ،دار ابن حزم ،بيروت ،لبنان ،ط 2430 ، 0ه 3333 ،م .
-حسّان ت ّمام ،اللّغة العربية معناها ومبناها ،دار الثّقافة ،ال ّدار البيضاء ،المغرب . 2994 ،
-الحسحاس ،سحيم عبد بني ،ديوانه ،تحقيق عبد العزيز الميمني ،ال ّدار القوميّة للطباعة و
النّشر ،القاهرة . 2993 ،
فن الصّرف ،مراجعة وشرح حجر عاصي ، -الحمالوي ،أحمد ( ،ت 2032ه ) ،شذا العرف في ّ
دار الفكر العربي ،بيروت لبنان ،ط2999 ، 2م .
-ابن خالويه ،ال ُح َسين بن أحمد ( ،ت 073ه ) ،ليس في كالم العرب ،تحقيق أحمد عبد
الغفور عطّار ،م ّكة المكرّمة ط 2099 2ه 2979 -م .
،ال ُح َّجةُ في القراءات ال َّسب ِْع ،تحقيق عبد العال سالم مكرم ،دار -
ال ّشروق ،بيروت ،لبنان ،ط 2099 ، 0ه 2979 ،م .
،إعراب ثالثين سورة من القرآن الكريم ،دار و مكتبة الهالل ، -
بيروت ،لبنان 2943 ،م .
-الرّازي ،فخر ال ّدين مح ّمد بن عمر ( ت 034ه ) ،تفسير الفخر الرّازي المشت ِهر بالتّفسير
الكبير و مفاتيح الغيب ،دار الفكر للطّباعة و النّشر و التّوزيع ،بيروت ،لبنان ،ط ، 2
2432ه 2942 ،م ،ج . 24
َّري ( ،ت 022ه ) ،معاني القرآن و إعرابُه ،شرح و -ال ّزجّاج ،أبو إسحاق إبراهيم بن الس ِ
تحقيق عبد الجليل عبده شلبي ،عالم الكتب ،بيروت ،لبنان ،ط 2434 ، 2ه 2944 ،م ،ج
.2
-ال ّزمخشري ،أبو القاسم ،جار هللا محمود بن عمر ( ت 304ه ) ،الك ّشاف عن حقائق
التّنزيل وعيون التّأويل في وجوه التّأويل ،و بهامشه االنتصاف لإلمام أحمد بن المنير ،علّق
على مشكله و شرح أبياته و معضله ال ّشربيني شريدة ،دار الحديث ،القاهرة 2400 ،ه-
3323م ،م . 4 ، 3 ، 2
-السّامرّائي ،فاضل صالح ،معاني األبنية في العربيّة ،دار ع ّمان ،األردن ،ط2434 ، 3ه-
3337م .
،الجملة العربيّة و المعنى ،دار ابن حزم ،بيروت ،لبنان ،ط 2432 ، 2ه 3333 ، -
م.
ب المكنو ِن ، -السّمين الحلبي ،أحمد بن يوسف ( ،ت 730ه ) الد ُّر ال َمصُونُ في علوم الكتا ِ
تحقيق أحمد مح ّمد ال َخرّاط ،دار القلم ،دمشق ،دط ،دـت ،ج . 23 ، 0 ، 3
-سيبويه ،أبو بشر عمرو بن عثمان بن قنبر( ت 243ه ) ،الكتاب ،تحقيق وشرح عبد السّالم
مح ّمد هارون ،مكتبة الخانجي ،القاهرة ،دار ال ّرفاعي بالرّياض ،ط2433 ، 3ه 2943-م ،
ج.4،3،2
-ابن سيده ،أبو الحسن علي بن إسماعيل ( ،ت 434ه ) ،المخصّص ،المطبعة الكبرى
األميرية ببوالق ،مصر ، ،ط2002 ، 2ه ،ج . 23
-السّيوطي ،جالل ال ّدين ( ت 922ه ) ،المزهر في علوم اللّغة و أنواعها ،تحقيق محمد جاد
المولى ،وعلي البجاوي ،ومح ّمد أبو الفضل إبراهيم ،دار الفكر ،بيروت ،لبنان ،ج. 3
-ال َّشوْ َكانِي ،مح ّمد بن علي بن مح ّمد ( ت 2333ه ) فَ ْت ُح القَ ِد ِ
ير ال َجا ِم ِع بين فنّي ال ِّرواي ِة و
الدِّراي ِة من علم التّفسير ،اعتنى به وراجع أصوله يوسف ال ُغوش ،دار المعرفة ،بيروت ،
لبنان ،ط 1428 ، 4ه 3337 ،م ،ج . 39 ، 23 ، 0
406
التّناوب الدّاللي بين صيغة اسم الفاعل وصيغ صرفية أخرى في القرآ ن الكريم
تفسير القرآ ِن ،دار ِ -الطّبرسي ،أبو علي الفضل بن ال َحسن ( ،ت 344ه) َمجْ َم ُع البَيَا ِن في
المرتضى ،بيروت ،لبنان ،ط 2437 ، 2ه 3330 ،م ،ج . 3
-الطّبري ،مح ّمد بن جرير ( ،ت 023ه ) ،جامع البيان عن تأويل آي القرآن ،هذبه و حققه
ّ ّ
و ضبط نصّه و علّق عليه ب ّشار عوّاد معروف ،عصام فارس الحرثاني ،ط 2423 ، 2ه ،
2994م ،مؤسّسة الرّسالة ،بيروت ،لبنان ،ط 2423 ، 2ه 2994 ،م ،م . 7 ، 3
-ابن عاشور ،مح ّمد الطّاهر( ت 2090ه ) ،التّحرير و التّنوير ،دار سحنون للنّشر و
التّوزيع ،تونس م ، 3ج ، 0م ، 4ج ، 4ج ، 9م ، 3ج ، 23م ، 0ج ، 23م ، 23ج 03
.
-أبو عبيدة ،معمر بن ال ُمثنّى التّيمي ( ،ت 323ه ) مجا ُز القرآ ِن ،عارضه بأصوله و علّق
عليه مح ّمد فؤاد ِسزكين ،مكتبة الخانجي ،القاهرة ،مصر ،دط ،دت ،ج . 2
-ابن عقيل ،بهاء ال ّدين عبد هللا ( ،ت 709ه ) شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك ،ومعه كتاب
منتخب ما قيل في شرح ابن عقيل ،يوسف ال ّشيخ البقاعي ،دار الفكر ،بيروت ،لبنان 2992 ،م ،
ج0
ب القرآ ِن ،تحقيق ِّ
ي ،أبو البقاء عبد هللا بن ال ُح َسيْن ( ت 020ه ) ،التبيانُ في إعرا ِ -ال ُعكب ُِر ِ
ْ
علي مح ّمد البجاوي ،دط ،دت ،القسم الثّاني .
-عمايرة ،إسماعيل أحمد ،المشتقات نظرة مقارنة ،مجلّة مجمع اللّغة العربية األردني ،العدد
، 30السنة الثّالثة و العشرون 2999 ،م .
-ابن فارس ( ،ت 093ه ) ،أبو الحسن أحمد بن فارس بن زكريّا ،الصّاحبي في فقه اللّغة
العربيّة ومسائلها و ُسنَن العرب في كالمها ،علّق عليه ووضع حواشيه أحمد حسن بسج ،
منشورات محمد علي بيضون ،دار الكتب العلميّة – بيروت ،لبنان ،ط2424 ، 2م 2997-ه .
-الفارسي ،أبو علي الحسن بن عبد الغفّار( ت 077ه ) ،ال ُح َّجة ُ في ِعلَ ِل القِ َراءا ِ
ت ال َّسب ِْع ،
تحقيق عادل أحمد عبد الموجود ،علي مح ّمد معوّض ،شارك في تحقيقه أحمد عيسى حسن
المعصراوي ،ط 2434 2ه 3337 ،م ،ج . 4
فتح هللا أحمد سليمان ،األسلوبية -مدخل نظري ودراسة تطبيقية ، -النّاشر مكتبة اآلداب ( -
علي حسن ) ،القاهرة ،مصر 2433 ،ه 3334 ،م .
-الفرّاء ،أبو زكريا يحي بن زياد بن عبد هللا ( ت 337ه ) ،معاني القرآن ،ق ّدم له وعلّق
عليه ووضع حواشيه و فهارسه ،إبراهيم شمس ال ّدين ،ط2430 2ه 3333 -م ،منشورات
،مح ّمد علي بيضون دار الكتب العلميّة ،بيروت ،لبنان ،م . 0 ، 2
-الفراهيدي ،الخليل بن أحمد ( ت 273ه ) ،العين ،ترتيب و تحقيق عبد الحميد هنداوي ،
منشورات محمد علي بيضون ،دار الكتب العلميّة ،بيروت ،لبنان ،ط 2434 ، 2ه 3330 ،
م،ج.0،2
-ابن قتيبة ،أبو مح ّمد عبد هللا بن مسلم ( ،ت 370ه ) ،تأويل مشكل القرآن ،تحقيق أحمد
صقر ،دار التّراث ،القاهرة ط2090 ، 3ه 2970 -م .
،تفسير غريب القرآن ،تحقيق أحمد صقر ،دار الكتب العلميّة ،بيروت ، -
لبنان 2094ه 2979 -م .
-القرطبي ،أبو عبد هللا مح ّمد بن أحمد األنصاري ( ت 072ه ) ،الجامع ألحكام القرآن ،
راجعه و ضبطه و علّق عليه مح ّمد إبراهيم الحفناوي ،خرّج أحاديثه محمود حامد عثمان ،
دار الحديث ،القاهرة مصر 2402 ،ه – 3323م ،م ، 4ج ، 7م ، 3ج . 23
407
رفيـــــــقة بن ميسيـــــــــة
ت ال َّسب ِْع و القيسي ،أبو مح ّمد م ّكي بن أبي طالب ( ،ت 407ه ) ،ال َك ْشفُ عن وجو ِه ِ
القراءا ِ -
ِعللِهَا و ِح َج ِجهَا ،تحقيق محيي ال ّدين رمضان ،مؤسّسة الرّسالة ،بيروت ،لبنان ،ط ، 0
2434ه 2944 ،م ج . 3
ابن قَيِّم ال َجوزية ،أبو عبد هللا مح ّمد بن أبي بكر بن أيّوب ( ت 732ه ) بدائع الفوائد ،تحقيق -
علي بن مح ّمد العمران ،إشراف بكر بن عبد هللا أبوزيد ،دار عالم للفوائد للنّشر و التّوزيع ،
ج ّدة ،السّعودية ،م ، 3م . 0
ابن مالك ،جمال ال ّدين أبو عبد هللا مح ّمد بن عبد هللا ( ت 073ه ) ،تسهيل الفوائد وتكميل -
المقاصد ،تحقيق مح ّمد كامل بركات ،المكتبة العربيّة ،القاهرة ،مصر 2047 ،ه – 2907م
.
المبرّد ،أبو العبّاس ،مح ّمد بن يزيد ( ت 343ه ) ،المقتضب ،تحقيق مح ّمد عبد الخالق -
عضيمة ،المجلس األعلى لل ّشؤون اإلسالميّة ،لجنة إحياء التّراث اإلسالمي ،القاهرة ،مصر
2423 ،ه ، 2994 ،ج . 0
ابن منظور ،أبو الفضل جمال ال ّدين بن مكرم ( ت 722ه ) ،تحقيق عبد هللا علي الكبير ، -
مح ّمد أحمد حسب هللا ،هاشم مح ّمد ال ّشاذلي ،دار المعارف ،القاهرة 2942 – 2432 ،م ،
م ، 4ج ، 34ج ، 03 ، 03م ، 0ج. 34
النّحّاس ،أبو جعفر ،أحمد بن مح ّمد بن إسماعيل ( ت 004ه ) ،إعراب القرآن ،تحقيق -
زهير غازي زاهد ،عالم الكتب ،بيروت ،لبنان 2439 ،ه – 2944م ،ج . 3 ، 3
408