You are on page 1of 33

‫‪0‬‬

‫جيود المرأة المعاصرة في تفسير القرآن الكريم‬

‫د‪ .‬عبداهلل أحمد الزيوت‬

‫أستاذ مشارك‪ /‬كمية الشريعة‪ /‬الجامعة األردنية‬


1

‫بسـ اهلل الرحمف الرحيـ‬


‫الممخص‬
‫جيود المرأة المعاصرة في تفسير القرآن الكريم‬

‫ وذلؾ بيدؼ الكشؼ عف المراحؿ‬،‫تتناوؿ ىذه الدراسة جيود المرأة المعاصرة في تفسير القرآف الكريـ‬
‫التعريؼ بالنساء المعاصرات‬،‫ واظيار جيود الم أرة في كؿ منيا‬،‫مر بيا عمـ التفسير‬
ّ ‫التاريخية التي‬
‫ واظيار أبرز معالـ منيج المرأة المعاصرة في التفسير وذلؾ مف‬،‫جيدا في التفسير‬
ً ‫ليف‬َّ ‫المواتي كاف‬
.ً‫خالؿ أطوؿ تفسير لمقرآف كامال‬
‫وقد توصمت إلى عدة نتائج كاف مف أبرزىا أف مشاركة المرأة لمرجؿ في تفسير القرآف ظيرت منذ أوؿ‬
‫ وتبعيا في‬،‫ وأف عائشة أـ المؤمنيف ػ رضي اهلل عنيا ػ أوؿ إمرأة ساىمت في التفسير‬، ‫العيد االسالمي‬
‫تميز بو العصر الحاضر مساىمة المرأة في ىذا العمـ‬
ّ ‫ وأف مما‬،‫ذلؾ عدد مف النساء عبر العصور‬
‫ أـ عمى مستوى تفسير بعض سور‬،ً‫تأليفًا وتصنيفًا سواء أكاف ذلؾ عمى مستوى تفسير القرآف كامال‬
.‫ أـ عمى مستوى الموضوع القرآني‬، ‫القرآف‬

.‫ جيود المرأة في التفسير‬،‫ تفسير المرأة‬،‫ التفسير المعاصر‬،‫ التفسير‬:‫الكممات المفتاحية‬

In the Name of Allah, the Most Beneficent, the Most Merciful

An Abstract

The Efforts of the Contemporary Women in Interpreting the Holy Quran

By

D. AbdulAllh Ahmad al-Zyout

This study deals with the efforts of the contemporary women in interpreting the Holy
Quran, with the aim of revealing the historical phases of the science of Quran exegesis;
showing the efforts of women in each of these phases; identifying the figures of the
contemporary women who have had an effort in interpreting the Quran; and revealing the
most prominent features of their approach in Quran exegesis, based on the longest and
comprehensive interpretation of the Quran in whole.

Several results have been reached, the most prominent of which are: the contribution of
women alongside men in the interpretation of the Quran has emerged since the first Islamic
century; Aisha, the mother of the believers,- may Allah be pleased with her- is the first
woman contributed in interpreting the Quran, followed by a number of women throughout
‫‪2‬‬

‫‪the centuries; The most prominent feature of the present century is the notable contribution‬‬
‫‪of women in this science in synthesis and classification, whether at the level of interpreting‬‬
‫‪the Quran in whole, or at the level of interpreting some of its chapters, or at the level of the‬‬
‫‪thematic interpretation.‬‬

‫‪Key words: Quran exegesis, contemporary exegesis, woman’s exegesis, the efforts of‬‬
‫‪women in interpreting the Holy Quran.‬‬

‫المقدمة‬

‫وجا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الحمد هلل رب العالميف ‪ ،‬قيوـ السموات واألرضيف‪ ،‬أنزؿ الكتاب عمى عبده ولـ يجعؿ لو ع ً‬
‫سيد االناـ‪ ،‬المبعوث رحمة لمعالميف‪ ،‬أكرمو اهلل بمعجزة القرآف‪ ،‬وكمفو بالتبميغ‬ ‫والصالة والسالـ‬
‫والبياف‪،‬الميـ ِّ‬
‫صؿ وسمـ وبارؾ عميو وعمى آلو وصحبو الطيبيف األطيار‪ ،‬وعمى مف سار عمى نيجو‬
‫واستف سنتو إلى يوـ الديف‪ ،‬وبعد؛‬
‫فقد أنزؿ اهلل تعالى القرآف عمى نبيو محمد ‪ ،‬وجعؿ لو منو معجزة باىرة‪ ،‬شاىدة عمى صدؽ دعوتو‬
‫الذ ْك َر لِتَُب ِّي َن لِ َّمن ِ‬
‫اس َما ُنِّز َل إِلَ ْي ِي ْم َولَ َعمَّ ُي ْم‬ ‫وتكفؿ بحفظو‪ ،‬وكمفو بالبياف‪ ،‬فقاؿ تعالى‪  :‬وأَ ْن َزْل َنا إِلَ ْي َك ِّ‬
‫َ‬
‫ون‪[ ‬النحؿ‪ ]ٗٗ :‬فامتثؿ األمر‪ ،‬وبيف ما احتاج إلى بياف‪ ،‬ثـ كاف لمصاحبة والتابعيف وقفات مع‬ ‫َيتَفَ َّك ُر َ‬
‫بعض آيات القرآف ‪ ،‬فبينوا معانييا‪ ،‬ثـ تبعيـ أئمة أعالـ‪ ،‬فحفظوا كتاب اهلل تعالى ‪ ،‬وتناولوا آياتو‬
‫بالتفسير والبياف‪ ،‬فما خال قرف مف ُمفسر لمقرآف‪.‬‬
‫وال شؾ أف عمـ التفسير مف أجؿ العموـ وأشرفيا‪ ،‬وأعظميا بركة‪ ،‬لتعمقو بكتاب اهلل تعالى‪ ،‬وىو منوط‬
‫الرجاؿ أـ مف النساء‪ ،‬وىذا مأخوذ مف عموـ خطاب التكميؼ‬ ‫بكؿ مف توفرت فيو أدواتو سواء أكاف مف ّ‬
‫اب أَ ْن َزْل َناهُ إِلَ ْي َك ُم َب َار ٌك لِ َيدَّب َُّروا‬ ‫ِ‬
‫صحيحا ػ كقولو تعالى‪ :‬كتَ ٌ‬
‫ً‬ ‫فيما‬
‫بتدبر آيات الكتاب العزيز‪ ،‬وفيـ معانييا ً‬
‫اب‪[ ‬ص‪.]ٕٜ :‬‬‫آي ِات ِو َولِ َيتَ َذ َّكر أُولُو ْاألَ ْل َب ِ‬
‫َ‬
‫َ‬
‫الرجاؿ‪،‬‬
‫ولما كاف أصحاب الكثرة الكاثرة مف التفاسير عمى اختالؼ العصور وتنوع األمصار مف ِّ‬
‫ومعظـ المصادر التاريخية ُمقمّة في بياف مساىمة المرأة في ىذا المجاؿ‪ ،‬وربما أوىـ ذلؾ أف عمـ‬
‫قيد حرية المرأة ومنعيا حقيا في العمـ والتعمـ‪،‬‬ ‫ِ‬
‫الرجاؿ دوف النساء‪ ،‬أو أف اإلسالـ ّ‬
‫كر عمى ِّ‬
‫التفسير ح ٌ‬
‫فمـ يكف ليا جيد فيو‪ ،‬وكاف المحور الثاني مف محاور ىذا المؤتمر ػ مستجدات العموـ الشرعية ػ يتعمؽ‬
‫‪3‬‬

‫بالقرآف الكريـ والسنة النبوية‪ ،‬ويتفرع عنو الجيود المعاصرة لعمماء التفسير وعموـ القرآف‪ ،‬جاءت ىذه‬
‫الدراسة لتتناوؿ جيود المرأة المعاصرة في التفسير‪ ،‬محاولة اإلجابة عن األسئمة التالية‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬ما المراحؿ التي مر بيا التفسير‪ ،‬وما جيود المرأة في ٍّ‬
‫كؿ منيا؟‬ ‫ّ‬
‫جيدا في تفسير القرآف الكريـ؟‬
‫ليف ً‬‫ٕ‪َ .‬مف ُى َّف النساء المعاصرات المواتي كاف َّ‬
‫ٖ‪ .‬ما أبرز معالـ منيج المرأة المعاصرة في تفسير القرآف الكريـ‪.‬‬
‫أىداف الدراسة‪ :‬تسعى ىذه الدراسة لمتحقيؽ األىداؼ اآلتية‪:‬‬
‫مر بيا عمـ التفسير‪ ،‬واظيار جيود المرأة في كؿ منيا‪.‬‬
‫ٔ‪ .‬الكشؼ عف المراحؿ التاريخية التي ّ‬
‫جيدا في التفسير سواء في تفسير القرآف كامالً أـ‬ ‫ٕ‪ .‬التعريؼ بالنساء المعاصرات المواتي كاف َّ‬
‫ليف ً‬
‫في عدة سور مف القرآف الكريـ‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬إظيار أبرز معالـ منيج المرأة المعاصرة في التفسير‪.‬‬
‫أىمية الدراسة‪ :‬يتوقع الباحث مف خالؿ استعراض جيود المرأة في تفسير القرآف الكريـ‪ ،‬والتعريؼ‬
‫جيدا في تفسير القرآف الكريـ والكشؼ عف معانية أف يفيد طمبة العمـ عامة‪،‬‬ ‫بالنساء المواتي كاف َّ‬
‫ليف ً‬
‫وطمبة التفسير خاصة‪ ،‬وأف يساىـ في تعزيز دور المرأة المسممة وتحفيزىا لتتمكف مف تقديـ إسيامات‬
‫أكثر إبداعية في حقؿ التفسير‪ .‬كما يتوقع الباحث أف يساىـ في تقديـ إضافة إلى المكتبة اإلسالمية ولو‬
‫يسيرة في ىذا المجاؿ‪.‬‬
‫تبيف لي مف خالؿ البحث وجود دراسات سابقة ليا صمة بجوانب مف ىذه‬ ‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫الدراسة‪ ،‬وىي‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬دور المرأة في تفسير القرآف بيف المتقدميف والمتاخريف‪ ،‬اطروحة دكتوراه غير منشورة لمباحثة‬
‫حياة صالح أبو اليمف ‪ ،‬جامعة أـ درماف‪ ،‬عاـ (ٕ٘ٔٓـ)‪ ،‬حيث جاءت في ثالثة فصوؿ؛ تناولت في‬
‫األوؿ منيا عناية اإلسالـ بالمرأة‪ ،‬وعنونت لمثاني منيا بالمفسرات مف الصحابيات والتابعيات‪ ،‬وذكرت‬
‫مف الصحابيات‪ :‬عائشة أـ المؤمنيف‪ ،‬وأـ سممة‪ ،‬وفضة النوبية خادمة الزىراء‪ ،‬وفاطمة بنت قيس ػ رضي‬
‫عنيف‪ ،‬فعرفت بكؿ واحدة منيمف‪ ،‬واقتصرت عمى ذكر نماذج مف تفسير عائشة أـ المؤمنيف ػ رضي‬
‫ّ‬ ‫اهلل‬
‫اهلل عنيا ػ وذكرت مف التابعيات‪ :‬حفصة بنت سيريف‪ ،‬وأـ الدرداء‪ ،‬وفاطمة بنت اإلماـ مالؾ‪ ،‬والسيدة‬
‫زبيدة‪ ،‬وغير َّ‬
‫ىف مف التابعيات‪ ،‬ثـ جاء الفصؿ الثالث بعنواف‪ :‬التفسير في عصر المتأخريف‪ ،‬فعرفت بالحد‬
‫الزمني لعصر المتقدميف والمتأخريف‪ ،‬ثـ تحدثت عف أىمية التفسير في عصر المتأخريف‪ ،‬وتناولت في‬
‫‪4‬‬

‫َّ‬
‫منيف؛ بنت الشاطئ‪ ،‬وزينب الغزالي‪،‬‬ ‫المبحث الثالث المفسرات مف المتأخريف‪ ،‬واقتصرت عمى ثالثة‬
‫وكريماف حمزة‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬مف جيود المرأة في تفسير القرآف في العصر الحديث‪ ،‬لمباحثة عفاؼ عبدالغفور حميد ‪ ،‬وىو بحث‬
‫منشور في مجمة كمية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬العدد (ٕ٘) عاـ( ‪ٕٓٓٚ‬ـ)‪ ،‬حيث ميدت لدراستيا‬
‫بال حديث عف جيود المرأة في التفسير خالؿ العصور األولى‪ ،‬ووضحت دور عائشة أـ المؤمنيف ػ رضي‬
‫اهلل عنيا ػ في ذلؾ‪ .‬ثـ اقصرت حديثيا عف ثالثة مف النساء في العصر الحديث‪َّ ،‬‬
‫وىف‪ :‬بنت الشاطئ‪،‬‬
‫وزينب الغزالي‪ ،‬وحناـ لحاـ‪.‬‬
‫والفرؽ بيف الدراستيف ودراستي أنني ذكرت المراحؿ التاريخية التي مر بيا التفسير ثـ ركزت عمى دور‬
‫جيدا في التفسير مما لـ ُيذكر في الدراستيف‬
‫المرأة في كؿ مرحمة‪ ،‬فذكرت مف النساء المواتي قدمف ً‬
‫مقتصر عمى امرأتيف ممف‬
‫ًا‬ ‫السابقتيف‪ ،‬وجاء الحديث عف جيود المرأة في الحصر الحديث في الدراستيف‬
‫تفسير لسور مف القرآف‪ ،‬بينما ذكرت ىذه الدراسة سبعة‬
‫ًا‬ ‫تفسير كامالً لمقرآف‪ ،‬وامرأتيف ممف تدمف‬
‫ًا‬ ‫قدمف‬
‫مف النساء المواتي فسَّرف القرآف كامالً‪ ،‬إضافة إبراز معالـ منيج مفسرة مني ّف‪.‬‬
‫منيجية الدراسة‪ :‬اقتضت طبيعة ىذه الدراسة اتباع المناىج اآلتية‪:‬‬
‫جيدا في التفسير‪،‬‬
‫ليف ً‬
‫ٔ‪ .‬المنيج االستقرائي‪ ،‬وذلؾ الستقراء كتب التراجـ وتحديد النساء المواتي كاف ّ‬
‫واستقراء تفسير "المبصر في تفسير القرآف" لتحديد أبرز معالـ منيج صاحبتو فيو‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬المنيج التاريخي‪ ،‬وذلؾ بتتبع حركة التفسير عمى مر العصور‪ ،‬وبياف دور الم أرة فييا‪.‬‬
‫تقسيما عمميِّا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ٖ‪.‬المنيج الوصفي‪ ،‬وذلؾ لسبر ىذا البحث وتقسيمو‬
‫خدطة الدراسة‪ :‬اقتضت طبيعة ىذه الدراسة أف تقسـ إلى مقدمة‪ ،‬وثالثة مطالب‪ ،‬إضافة إلى الخاتمة؛‬
‫أما المقدمة‪ :‬ف فييا مشكمة الدراسة‪ ،‬وأىميتيا‪ ،‬وأىدافيا‪ ،‬والدراسات السابقة‪ ،‬والمنيج المتبع فييا‪ ،‬والخطة‪.‬‬
‫مر بيا‪ .‬وأماالمطمب الثاني‪ :‬فقد‬
‫وأما المطمب األوؿ‪ :‬ففيو معنى التفسير‪ ،‬وجيود المرأة في مراحمة التي ّ‬
‫فسرات لمقرآف في العصر الحاضر‪ .‬وأما المطمب الثالث‪ :‬ففيو أبرز معالـ‬
‫الم ِّ‬
‫تضمف التعريؼ بالنساء ُ‬
‫أخير الخاتمة‪ ،‬وفييا أبرز النتائج التي تـ‬
‫أنموذجا)‪ ،‬و ًا‬
‫ً‬ ‫منيج المرأة في التفسير (المبصر لنور القرآف‬
‫التوصؿ إلييا‪.‬‬
‫‪5‬‬

‫مر بيا‬
‫المطمب األول‪ :‬معنى التفسير‪ ،‬وجيود المرأة في مراحمة التي ّ‬
‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫أوالً‪ :‬معنى التفسير لغة و‬
‫التفسير في المغة مأخوذ مف الفؿ الثالثي ( فَ َس َر) ‪ ،‬وىذه المادة تدؿ في األصؿ عمى الكشؼ والبياف‪،‬‬
‫الم َغطّى‪ ،‬والتَّفسير‪:‬‬ ‫ِ‬
‫ؼ ُ‬ ‫وي ْف ُس ُره وفَس ََّره؛ أي‪ :‬أ ََب َانو‪ ،‬والتفسير مثمو‪ ،‬والفَ ْس ُر‪ :‬كش ُ‬
‫يقاؿ‪ :‬فَ َس َر الشيء َي ْفس ُره َ‬
‫الم ْشكؿ‪.‬‬
‫المراد عف المفظ ُ‬
‫َكشؼ ُ‬
‫(‪)1‬‬

‫وأما في االصطالح ف ُذكرت لو عدة تعريفات‪ ،‬أكتفي بذكر أجمعيا وأوجزىا وأدليا عمى المقصود وىو‬
‫التعريؼ الذي ذكره الزرقانى فى مناىمو‪ ،‬حيث قاؿ‪" :‬ىو عمم يبحث فيو عن القرآن الكريم من حيث‬
‫داللتو عمى مراد اهلل تعالى بقدر الطاقة البشرية‪. )2(".‬‬
‫وبيف قيوده‪ ،‬فذكر أنو خرج بجممة‪( :‬يبحث فيو يبحث فيو عن القرآن‬
‫ثـ شرح الزرقانى ىذا التعريؼ ّ‬
‫الكريم) العموـ الباحثة عف أحواؿ غير القرآف الكريـ‪ ،‬وخرج بجممة‪ (:‬من حيث داللتو عمى مراد اهلل‬
‫تعالى) العموـ التي تبحث عف أحواؿ القرآف مف جية غير جية داللتو كعمـ القراءات فإنو يبحث عف‬
‫أحواؿ القرآف مف حيث ضبط ألفاظو وكيفية أدائيا ومثؿ عمـ الرسـ العثماني فإنو يبحث عف أحواؿ القرآف‬
‫الكريـ مف حيث كيفية كتابة ألفاظو‪.‬أما جممة‪ ( :‬بقدر الطاقة البشرية) فذكر انيا لبياف أنو ال يقدح في‬
‫(‪)3‬‬
‫العمـ بالتفسير عدـ العمـ بمعاني المتشابيات وال عدـ العمـ بمراد اهلل في الواقع ونفس األمر‪.‬‬
‫مر بيا التفسير وجيود المرأة في كل منيا‬
‫ثانيا‪ :‬المراحل التي ّ‬
‫ً‬
‫ومر منذ عيد النبوة إلى العصر الحاضر‬
‫تنزؿ القرآف عمى قمب النبي ‪ّ ، ‬‬
‫ظير التفسير مع بداية ّ‬
‫بمراحؿ متعددة؛ أستعرضيا بإيجاز مع التركيز عمى جيد المرأة في التفسير ضمف كؿ مرحمة مف ىذه‬
‫(‪)4‬‬
‫المراحؿ‪:‬‬
‫المرحمة األولى‪ :‬مرحمة التأسيس‪:‬‬

‫)ٔ( ابف فارس‪ ،‬أبو الحسيف أحمد‪ ،‬معجم مقاييس‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عبد السالـ محمد ىاروف‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار الفكر‪ٜٜٔٚ ،‬ـ‪/ٗ( ،‬‬
‫ٗٓ٘)‪ ،‬ابف منظور‪ ،‬محمد بف مكرـ بف عمي‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬طٖ‪ٔٗٔٗ ،‬ىػ‪.)٘٘ /٘( ،‬‬
‫)ٕ( الزرقاني ‪ ،‬محمد عبدالعظيـ ‪ ،‬مناىل العرفان‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬طٔ‪ٜٜٔ٘ ،‬ـ‪.)ٖ/ٕ ( ،‬‬
‫)ٖ( الزرقاني‪ ،‬مناىل العرفان‪.)ٙ/ٕ( ،‬‬
‫ٗ‬
‫مر بيا التفسير‪ :‬الخالدي‪ ،‬صالح عبد الفتاح‪ ،‬تعريف الدارسين بمناىج المفسرين‪ ٖ٘،‬دار القمـ ‪،‬‬
‫) ( ينظر في المراحؿ التي ّ‬
‫دمشؽ‪،‬طٖ‪ٕٓٓٛ ،‬ـ‪.)ٗٚ-ٖ٘( ،‬‬
‫‪6‬‬

‫وقد بدأت ىذه المرحمة بعيد النبي ‪ ‬وامتدت إلى أواخر القرف الثالث اليجري‪ ،‬حيث كاف ‪ُ ‬يبيف‬
‫لمصحابة ػ رضواف اهلل عمييـ ػ ما أُشكؿ عمييـ‪ ،‬وىذا التفسير والبياف النبوي لمقرآف الكريـ مما أمر بو ‪‬‬
‫الذ ْك َر لِتَُب ِّي َن لِ َّمن ِ‬
‫اس َما نُِّز َل إِلَ ْي ِي ْم‪[ ‬النحؿ‪ ،]ٗٗ :‬فامتثؿ ‪ ‬أمر رّبو ّ‬
‫وفسر‬ ‫في قولو تعالى‪ :‬وأَ ْن َزْل َنا إِلَ ْي َك ِّ‬
‫َ‬
‫المفسر األوؿ‪ ،‬والمصدر األساس لفيـ معاني كتاب اهلل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫بسنتو القولية والفعمية آيات القرآف‪ ،‬فيو‬
‫وبعد انتقاؿ النبي ‪ ‬إلى الرفيؽ األعمى استمرت الحاجة إلى تفسير القرآف وفيـ معانية‪ ،‬فقاـ الصحابة‬
‫بتفسير القرآف الكريـ‪ ،‬وكانوا متفاوتيف فيما بينيـ في تفسير القرآف وفيـ معانيو‪ ،‬وأشيرىـ مف الرجاؿ‪:‬‬
‫الخمفاء األربعة‪ ،‬وابف مسعود‪ ،‬وابف عباس‪ ،‬وأبي بف كعب‪ ،‬وزيد بف ثابت‪ ،‬وأبو موسى األشعري‪ ،‬وعبد‬
‫(‪)5‬‬
‫اهلل بف الزبير ػ رضي اهلل عنيـ ػ‬
‫فسر القرآف ‪ ،‬ولكف ليس‬
‫وأشيرىم من النساء عائشة أـ المؤمنيف ػ رضي اهلل عنيا ػ فيي ممف ّ‬
‫بدرجة ىؤالء العشرة‪ ،‬ولع ّؿ ىذا ىو سبب اقتصار األعـ األغمب مف الذيف كتبوا عف التفسير زمف‬
‫الرجاؿ دوف النساء‪.‬‬
‫الصحابة عمى ّ‬
‫وقد ذكرىا عادؿ نوييض في كتابو معجـ المفسريف‪ ،‬ومما قالو في ترجمتو ليا‪ ":‬عائشة بنت أبي بكر‬
‫الصديؽ عبد اهلل بف عثماف‪ ،‬مف قريش ‪ ،‬أـ المؤمنف‪ ،‬كبيرة محدثات عصرىا‪ ،‬وأعمـ نساء المسمميف‬
‫بالفقو والتفسير والشعر وأحاديث العرب وأخبارىـ وأياميـ وأنسابيـ‪ ،‬روى عنيا جماعة مف الصحابة‪،‬‬
‫(‪)6‬‬
‫وأكابر التابعيف‪".‬‬
‫وظير لي مف خالؿ البحث أف الدكتور سعود الفنيساف جمع مروياتيا التفسيرية‪ ،‬في كتاب مستقؿ‪،‬‬
‫ورتبيا عمى حسب ترتيب المصحؼ‪ ،‬وقد زادت عف سبعمائة رواية‪ )7(.‬وأف الباحث عبداهلل أبو السعود‬
‫قسـ دارستو إلى‬
‫بدر جمع تفسيرىا ودرسو دراسة عممية‪ ،‬ناؿ بيا درجة الدكتوراه عاـ (ٔ‪ٜٔٛ‬ـ)‪ ،‬حيث ّ‬
‫نص التفسير‪ ،‬وذكر أنيا اعتمدت في تفسيره‬
‫قسميف‪ :‬أحدىما خصصو لدراسة تفسيرىا‪ ،‬والثاني ذكر فيو ّ‬
‫(‪)8‬‬
‫عمى خمسة أصوؿ‪ ،‬ىي السنة النبوية‪ ،‬وأسباب النزوؿ‪ ،‬والحس المغوي واألدبي‪ ،‬واالجتياد‪.‬‬

‫)٘( السيوطي‪ ،‬جالؿ الديف عبد الرحمف ‪ ،‬االتقان في عموم القرآن‪ ،‬مجمع الممؾ فيد‪ ،‬السعودية‪ ،‬طٔ‪.)ٕٖٕ٘ /ٙ(،‬‬
‫)‪ (ٙ‬عادؿ نوييض‪ ،‬معجم المفسرين ‪ ،‬مؤسسة نوييض ‪ ،‬بيروت ‪ ،‬طٖ‪ٜٔٛٛ ،‬ـ‪.)ٕ٘ٔ /ٔ( ،‬‬
‫)‪ (ٚ‬ينظر‪ :‬الفنيساف‪ ،‬سعود بف عبداهلل‪ ،‬مرويات أـ المؤمنيف عاشة في التفسير‪ ،‬مكتبة التوبة‪ ،‬الرياض‪ ،‬طٔ‪ٜٜٕٔ ،‬ـ‪ ،‬مف أوؿ‬
‫الكتاب إلى نيايتو‪.‬‬
‫)‪ (ٛ‬ينظر‪ :‬بدر ‪ ،‬عبداهلل أبو السعود‪ ،‬تفسير أـ المؤمنيف عائشة ػ رضي اهلل عنيا ػ جمع وتحقيؽ ودراسة‪ ،‬دار عالـ الكتب‪،‬‬
‫الرياض‪ ،‬طٔ‪ٜٜٔٙ ،‬ـ ‪ ٛٔ ،‬وما بعدىا‪.‬‬
‫‪7‬‬

‫وبيذا يمكف القوؿ أف مشاركة المرأة لمرجؿ في تفسير القرآف ظيرت منذ أوؿ العيد االسالمي ‪ ،‬وأف‬
‫عائشة أـ المؤمنيف ػ رضي اهلل عنيا وعف أبييا ػ أوؿ إمرأة امتمكت أدوات التفسير‪ ،‬وكاف ليا جيد واضح‬
‫فسرة مف النساء لمقرآف الكريـ‪.‬‬
‫في تفسير القرآف الكريـ؛ فيي أوؿ ُم ّ‬
‫ثـ أخذ التابعوف عف الصحابة التفسيير‪ ،‬فاشتير غير واحد منيـ في التفسير كمجاىد بف جبر‪ ،‬وسعيد‬
‫بف جبير ‪ ،‬وعطاء بف أبي رباح ‪ ،‬وطاووس‪ ،‬والحسف البصري‪ ،‬وغيرىـ‪.‬‬
‫ثـ جاء أتباع التابعيف‪ ،‬وىـ تالميذ التابعيف‪ ،‬ومف المفسريف في ىذه الطبقة‪ :‬يزيد بف ىاروف‪ ،‬وسفياف‬
‫بف عيينة‪ ،‬ووكيع الجراح‪ ،‬ومقاتؿ بف سميماف‪ ،‬الكمبي‪ ،‬وابف جريج‪ ،‬ويحيى بف سالـ البصري وغيرىـ‪.‬‬
‫المفسرات في ىذه المرحمة نفيسة بنت الحسف بف زيد بف الحسف ابف عمي بف أبي طالب (ت‬
‫ِّ‬ ‫ومن‬
‫وعرؼ بيا قائالً‪ ":‬مف ربات العبادة والصالح والزىد والورع‪،‬‬
‫‪ٕٓٛ‬ىػ)‪ ،‬ذكرىا صاحب معجـ المفسريف‪ّ ،‬‬
‫عالمة بالتفسير والحديث‪ .‬ولدت بمكة‪ ،‬ونشأت في المدينة ‪ ...‬وحجت ثالثيف حجة‪ ،‬وكانت تحفظ القرآف‬
‫(‪)9‬‬
‫الكريـ وتفسيره‪".‬‬
‫وفي ىذه المرحمة التأسيسة برز االتجاه األثري‪ ،‬واالتجاه المغوي‪ ،‬واتصؼ التفسير ػ سواء أكاف لمرجؿ‬
‫أـ لممرأة ػ باإليجاز واالختصار‪ ،‬وعدـ شمولو لكؿ آية مف آيات القرآف‪.‬‬

‫المرحمة الثانية‪ :‬مرحمة التأصيل‪:‬‬


‫اعده‪،‬‬
‫أسسو وقو َ‬
‫أصؿ اإلماـ الطبري لعمـ التفسير وأرسى َ‬
‫بدأت ىذه المرحمة في القرف الثالث‪ ،‬وفييا ّ‬
‫تفسير لمقرآف كامالً؛ سورة سورة‪ ،‬وآية آية‪ ،‬حيث أفاد ممف سبقو‪ ،‬فاعتمد في تفسيره عمى المغة‪،‬‬
‫ًا‬ ‫وقدـ‬
‫ّ‬
‫واألثر‪ ،‬إضافة إلى االستنباط والترجيح‪ ،‬وباعتماد اإلماـ الطبري عمى ىذه األسس انتقؿ التفسير مف‬
‫مرحمة التأسيس إلى مرحمة التأصيؿ‪.‬‬
‫جيدا لممرأة في تفسير القرآف في ىذه المرحمة‪.‬‬
‫ولـ أجد ػ فيما بحثت ػ ً‬
‫المرحمة الثالثة‪ :‬مرحمة التفريع‪:‬‬
‫امتدت ىذه المرحمة مف القرف الرابع إلى القرف الرابع عشر لميجرة‪ ،‬وفييا توسع المفسروف في‬
‫فسر‬
‫تفاسيرىـ‪ ،‬وأوردوا مسائؿ وقضايا ال تتصؿ بالتفسير اتصاالً وثيقًا‪ ،‬وكاف كؿ واحد مف المفسريف ُي ّ‬
‫ير بو وغمب عميو؛ فالمتخصص في المغة غمب عمى تفسير مباحث المغة‬
‫القرآف وفؽ اعمـ الذي َم َ‬
‫والبياف‪ ،‬والمتخصص في الفقو واألحكاـ غمب عميو ىذا الموف‪ ،‬وىكذا‪ .‬وظيرت في ىذه المرحمة عدة‬

‫)‪(ٜ‬عادؿ نوييض‪ ،‬معجم المفسرين ‪.)ٖٚٓ /ٕ(،‬‬


‫‪8‬‬

‫المفرع عمى أساس المنيج الغالب‪ ،‬كاالتجاه األثري‪ ،‬واالتجاه المغوي‪ ،‬واالتجاه العقمي‪،‬‬
‫اتجاىات لمتفسير َّ‬
‫واالتجاه الفقيي‪ .‬إضافة إلى وجود تفاسير حاوؿ أصحابيا أف يقتربوا مف منيج االماـ الطبري وطريقتو‬
‫في التفسير‪.‬‬
‫ولين جيد في تفسير القرآن‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ومن النساء المواتي ُذ ِكرن في ىذه الفترة‪،‬‬
‫أوالً‪ :‬ياسمينة بنت سعد بن محمد السيراوندي‪( ،‬ت ٕٓ‪2‬ىـ)‪ ،‬قاؿ في معجـ المفسريف‪" :‬واعظة‪،‬‬
‫مفسرة‪ ،‬مف أىؿ سيراوند (مف قرى ىمذاف)‪ .‬ونقؿ عف صاحب معجـ البمداف قولو‪ :‬سمعت مف مشايخ‬
‫ىمذاف والغرباء‪ ،‬وكانت واعظة ترجع إلى فضؿ مف التفسير واألدب والخط‪".‬‬
‫(‪)10‬‬

‫ثانيا‪ :‬جانان بيكم (ت ٓ‪ٔٓ0‬ىـ)‪ ،‬بنت األمير الكبير عبد الرحيـ بف بيرـ خاف‪ ،‬ولدت ونشأت في ميد‬
‫ً‬
‫اإلمارة‪ ،‬وبمغت مف العمـ والكماؿ رتبةً لـ تصؿ إلييا الرجاؿ فضالً عف النساء‪ ،‬قاؿ‪ :‬وليا تفسير عمى‬
‫(‪)11‬‬
‫القرآف الكريـ‪ ،‬وكانت وفاتيا عاـ‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬زيب النساء بنت السمطان محي الدين أورنك زيب عالمكير أكبر مموؾ اليند (ت ٖٔٔٔىػ)‪،‬‬
‫قاؿ صاحب نزىة‬ ‫(‪)12‬‬
‫كانت شاعرة ‪ ،‬أديبة‪ ،‬حافظة لمقرآف‪ ،‬ومف آثارىا‪ :‬تفسير ( زيب التفاسير)‪،‬‬
‫الخواطر عف تفسيرىا‪" :‬وىو ترجمة التفسير الكبير لمرازي بالفارسي نقمو مف العربية إلى الفارسية الشيخ‬
‫صفي الديف األردبيمي ثـ الكشميري بأمرىا ولذلؾ سماه باسميا‪".‬‬
‫(‪)13‬‬

‫ويفيـ مف ىذا أف ( زيب التفاسير) ىو عبارة عف ترجمة مف المغة العربية إلى الفارسي‪ ،‬وأنيا أمرت‬
‫بالترجمة ولـ تُترجـ بنفسيا‪ ،‬واذا كاف األمر كذلؾ فال أرى أف تدخؿ زيب النساء في ِعداد النساء‬
‫المفسرات لمقرآف‪.‬‬
‫المرحمة الرابعة‪ :‬مرحمة التجديد‪:‬‬
‫وتبدأ ىذه المرحمة مف القرف الرايع عشر إلى وقتنا الحاضر‪ ،‬ومما ُيميِّز التفسير في ىذه المرحمة‬
‫التجديد المنضبط بالضوابط العمية‪ ،‬والممتزـ باألسس المنيجية‪ ،‬التي تنأ بصاحبيا عف تحريؼ معاني‬
‫اآليات القرآنية‪ ،‬وتمنعو مف القوؿ في القرآف بغير عمـ‪.‬‬

‫)ٓٔ( عادؿ النوييض‪ :‬معجم المفسرين‪ .)ٕٚ٘ /ٕ( ،‬وينظر‪ :‬ياقوت الحموي‪ ،‬شياب الديف أبو عبد اهلل ‪ ،‬معجم البمدان‪ ،‬دار‬
‫صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط٘‪ ٕ،ٜٜٔ‬ـ‪.)ٕٜ٘/ٖ( ،‬‬
‫)ٔٔ( ينظر‪ :‬الطالبي ‪ ،‬عبد الحي بف فخر الديف‪ ،‬نزىة الخواطر وبيجة المسامع والنواظر‪ ،‬دار ابف حزـ ‪ ،‬بيروت‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫‪ٜٜٜٔ‬ـ‪.)٘ٔٛ-٘ٔٚ /٘ ( ،‬‬
‫)ٕٔ( عادؿ النوييض‪ :‬معجم المفسرين‪ .)ٜٔٚ /ٔ( ،‬ومعنى كممة زيب ‪ :‬زينة؛ أي‪ :‬زينة التفاسير‪.‬‬
‫)ٖٔ( الطالبي ‪ ،‬نزىة الخواطر وبيجة المسامع والنواظر‪.)ٕٚٗ /ٙ( ،‬‬
‫‪9‬‬

‫ويعد الشيخ محمد عبده صاحب البداية ليذا التجديد‪ ،‬حيث وضع معالـ مدرسة خاصة في التفسير‪،‬‬
‫ُ‬
‫ولو أتباع وتالميذ يوافقونو‪ ،‬غير أف ىذه المعالـ المنيجية منيا المقبوؿ ومنيا المرفوض‪ .‬وشيدت ىذه‬
‫(‪)14‬‬
‫المرحمة ظيور اتجاىات تفسيرية جديدة‪ ،‬كاالتجاه االصالحي االجتماعي‪ ،‬واالتجاه األدبي‪ ،‬وغيرىا‪.‬‬
‫ميز ىذه المرحمة عن المراحل السابقة‪:‬‬
‫ومما ُي ّ‬
‫ٔ‪ .‬ظيور التفاسير الشفاىية‪ ،‬التي قُدمت عبر وسائؿ اإلعالـ المرئية والمسموعة‪ ،‬كتفسير الشيخ‬
‫الشعراوي‪ ،‬وتفسير فضؿ عباس ػ عمييما رحمة اهلل‪.‬‬
‫موضوعا‬
‫ً‬ ‫ٕ‪ .‬ظيور التفسير الموضوعي ػ الذي يتناوؿ موضوع السورة الواحدة ومحورىا الرئيس‪ ،‬أو‬
‫احدا تعالجو اآليات القرآنية ػ وبياف أصولو وتوضيح منيجيتو ‪.‬‬
‫و ً‬
‫ٖ‪ .‬دخوؿ المرأة في ميداف التفسير سواء أكاف ذلؾ عمى مستوى تفسير بعض السور أـ عمى مستوى‬
‫الموضوع القرآني خاصة في الرسائؿ العممية ػ التي ال يتسع المقاـ لذكرىا‪ ،‬أـ عمى مستوى تفسير القرآف‬
‫كامالً‪ ،‬وتوضيح ذلؾ في المطالب التالية‪.‬‬
‫المطلب الثاوي‪:‬‬
‫سرات للقرآن في العصر الحاضر‬‫التعريف بالىساء ال ُمف ِّ‬

‫المسألة األولى‪ :‬التعريف بالىساء المفسرات للقرآن كاملا‪:‬‬


‫موجز‬
‫ًا‬ ‫سأقتصر ىنا الحديث عف النساء الالوتي قُمف بتقديـ تفسير لمقرآف الكريـ كامالً‪ ،‬وسأقدـ تعريفًا‬
‫منيف‪ ،‬مع التركيز عمى ما يتصؿ بالتفسير‪ ،‬وذلؾ عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫لكؿ واحدة‬
‫أوالً‪ :‬زينب محمد الغزالي‪:‬‬
‫ولدت في الثاني مف شير كانوف الثاني عاـ ( ‪ٜٔٔٚ‬ـ) في محافظة الدقيمية مف جميورية مصر‪،‬‬
‫كاف والدىا مف عمماء األزىر‪ ،‬توفي والدىا وىي ما زالت في مرحمة الطفولة‪ ،‬فمـ يتجاوز عمرىا آنذاؾ‬
‫عاما‪ ،‬ثـ انتقمت مع والدتيا القاىرة لمعيش مع اخوتيا اليف كانوا يدرسوف ويعمموف ىناؾ‪.‬‬
‫أحد عشر ً‬
‫درست في المدارس الحكومية‪ ،‬ثـ أخذت تتمقى التفسير والفقو والحديث‪ ،‬وغيرىا مف عموـ الشريعة عمى‬
‫مف األزىر كعبد المجيد المباف وكيؿ األزىر‪ ،‬ومحمد سميماف النجار رئيس قسـ الوعظ‬ ‫يد مشايخ‬
‫واإلرشاد باألزىر‪ ،‬والشيخ عمي محفوظ مف ىيئة كبار العمماء باألزىر‪.‬‬

‫)ٗٔ( لموقوؼ عمى اتجاىات التفسير في ىذا القرف‪ ،‬ينظر‪ :‬الرومي ‪ ،‬فيد بف عبد الرحمف ‪ ،‬اتجاىات التفسير في القرن الرابع‬
‫عشر‪ ،‬رئاسة إدارات البحوث العممية واالفتاء والدعوة واالرشاد‪ ،‬السعودية ‪ ،‬طٔ‪ٜٔٛٙ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪10‬‬

‫وقد كانت وفاتيا يوـ الخميس الثامف مف شير آب‪ ،‬عاـ (ٕ٘ٓٓـ)‪ ،‬بعد حياة حافمة بالبذؿ والتضحية‬
‫والعطاء‪ .‬وليا عدة مؤلفات منيا‪ :‬أياـ مف حياتي‪ ،‬ونحو بعث جديد‪ ،‬أسماء اهلل الحسنى‪ ،‬وغريزة المرأة‪،‬‬
‫واألربعيف النووية‪ ،‬ومشكالت الشباب والفتيات في مرحمة المراىة‪ ،‬إضافة إلى تفسير القرآف الكريـ‬
‫(نظرات في كتاب اهلل)‪ ،‬وىو يقع في مجمديف؛ األوؿ مف سورة الفاتحة إلى نياية سورة إبراىيـ‪ ،‬والثاني‬
‫مف بداية سورة الحجر إلى نياية سورة الناس‪ ،‬وقد راجعو وقدـ لو أستاذ النفسير في جامعة األزىر‬
‫(‪)15‬‬
‫عبدالحي الفرماوي‪.‬‬
‫مصادرىا في التفسير‪ :‬اعتمدت في تفسيرىا مصادر ومراجع متعددة‪ ،‬ذكرت منيا‪ :‬تفسير القرطبي‪،‬‬
‫وابف كثير‪ ،‬وأبو السعود‪ ،‬واآللوسي‪ ،‬والقاسمي‪ ،‬وفي ظالؿ القرآف لسيد قطب‪ ،‬مع الرجوع إلى السنة‬
‫(‪)16‬‬
‫النبوية‪.‬‬
‫وقد سمكت في تفسيرىا أحسف طرؽ التفسير؛ ففسرت القرآف بالقرآف‪ ،‬والقرآف بالسنة‪ ،‬والقرآف بأقواؿ‬
‫الصحابة‪ ،‬إضافة إلى اعتمادىا عمى عموـ المغة العربية‪ ،‬واجتيادىا‪ ،‬مع اىتماميا بقضايا عموـ القرآف‪،‬‬
‫(‪)17‬‬
‫والعقيدة‪ ،‬وقد غمب عمى تفسيرىا االتجاه الحركي التربوي‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬فوقية إبراىيم الشربيني‪:‬‬
‫ً‬
‫لـ أجد ػ فيما بحثت ػ ترجمة وافية ليا‪ ،‬وكؿ ما وجدتو أنيا تخرجت مف قسـ المغة العربية‪ ،‬ومكثت‬
‫عاما‪ ،‬حضرت فييما مجالس‬
‫خارج مصر ػ خاصة في الكويت والسعودية ػ ما يزيد عمى خمسة وعشريف ً‬
‫العمـ‪ ،‬ودرست تفسير القرآف مف الطبري‪ ،‬والبيضاوي‪ ،‬والجالليف‪ ،‬وابف كثير‪ ،‬وتتممذت عمى يد الشعراي‪،‬‬
‫وأخذت عنو عمـ التفسير‪.‬‬
‫أما سبب كتابتيا لمتفسير فتذكر أنيا لما عادت إلى مصر بدأت تفسير القرآف في دروس كانت تمقييا‬
‫في عدد مف المساجد المصرية ‪ ،‬حيث لمست استجابة كبيرة‪ ،‬واقباالً مف السيدات المواتي واظبف عمى‬
‫حضور تمؾ الجمسات‪ ،‬مما دفعيا إلى مزيد مف االطالع ‪ ،‬ومحاولة تقديـ تفسير لآليات القرآنية بشكؿ‬

‫)٘ٔ( لممزيد ينظر‪ :‬أبو اليمف‪ ،‬حياة صالح‪ ،‬دور المرأة في تفسير القرآن بين المتقدمين والمتاخرين‪ ،‬اطروحة دكتوراه غير‬
‫منشورة اشراؼ‪ :‬د‪ .‬عمر يوسؼ حمزة‪ ،‬جامعة أـ درماف‪ٕٓٔ٘ ،‬ـ‪ ،ٕٕٓ-ٕٕٓ ،‬الجبوري‪ ،‬عثماف عطية‪ ،‬زينب الغزالي ومنيجيا‬
‫في تفسيرىا نظرات في كتاب اهلل‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬اشراؼ‪ :‬د‪ .‬ىاروف القضاة‪ ،‬جامعة العموـ اإلسالمية العالمية‪،‬‬
‫األردف‪ٕٖٓٔ ،‬ـ‪.ٖٗ-ٔٛ،‬‬
‫)‪ (ٔٙ‬الغزالي ‪ ،‬زينب‪ ،‬نظرات في كتاب اهلل ‪ ،‬دار الشروؽ‪ ،‬القاىرة ‪ٜٜٔٗ ،‬ـ‪.ٕٔ/ٔ ،‬‬
‫)‪ (ٔٚ‬ينظر‪ :‬الجبوري‪ ،‬عثماف عطية‪ ،‬زينب الغزالي ومنيجيا في تفسيرىا نظرات في كتاب اهلل‪.ٖٔ٘ -ٖٔٙ ،ٛٛ-ٖٚ ،‬‬
‫‪11‬‬

‫وميسر‪ ،‬ووأخذت تدوف ما وصمت إليو‪ ،‬وبعد ثالث سنوات استكممت تفسير القرآف كامال في أماكف‬
‫ّ‬ ‫سميـ‬
‫(‪)18‬‬
‫دافعا ليا عمى جمع التفسير الذي قدمتو‪.‬‬
‫متعددة‪ ،‬فكاف اقباؿ السيدات عمى االستماع ً‬
‫اما ػ قضت سبع‬
‫وقد جاء تفسيرىا بعنواف ‪ :‬تيسير التفسير‪ ،‬وىذه المرأة ػ التي تجاوت السبيعيف ع ً‬
‫سنوات إلتماـ ىذا التفسير‪ ،‬وتقدمت بنسخة منو لمجمع البحوث اإلسالمية في األزىر تطمب اإلذف‬
‫بتداولو‪ ،‬وبعد المراجعة والفحص الذي استمر أكثر مف ثالثة أعواـ أذف األزىر بنشرة ‪ ،‬فصدرت الطبعة‬
‫األولى منو عاـ ( ‪ٕٓٓٛ‬ـ)‪ ،‬في أربع مجمدات؛ األوؿ‪ :‬مف سورة الفاتحة وحتى سورة التوبة‪ ،‬والثاني‪ :‬مف‬
‫سورة يونس وحتى سورة الحج‪ ،‬والثالث‪ :‬مف سورة المؤمنوف وحتى سورة الزخرؼ‪ ،‬والمجمد الرابع‪ :‬مف‬
‫الناس‪.‬‬ ‫سورة الدخاف وحتى سورة‬
‫وقد أكدت صاحبة التفسير أنيا اعتمدت عمى الصحيح مف الروايات والمراجع مف أقواؿ العمماء حتى‬
‫ال تدخؿ القارئ العادي في خالفات لف يستفيد منيا كثي اًر‪.‬‬
‫وذكرت أف تفسيرىا يتصؼ بالتبسيط‪ ،‬مما ييسر عمى القراء استيعابو وفيمو‪ ،‬وقد نفت أف يكوف في‬
‫تفسيرىا مجاممة لممرأة‪ ،‬أو تفسير بعض اآليات لصالحيا‪ ،‬ىذا مف جانب ‪ ،‬ومف جانب آخر رفضت‬
‫رجاليا؛ ألف لعمـ التفسير‬
‫ً‬ ‫نسائيا وذاؾ تفسي اًر‬
‫ً‬ ‫تفسير‬
‫ًا‬ ‫تصنيؼ تفسيرىا حسب جنس المفسر‪ ،‬بجعؿ ىذا‬
‫المفسر سواء أكاف رجالً أـ إمرأة‪ ،‬وانما الذي يختمؼ ىو األسموب وطريقة العرض‬
‫ّ‬ ‫قواعد محددة يمتزـ بيا‬
‫استنادا إلى الصحيح مف الروايات والمراجع مف‬
‫ً‬ ‫والتبسيط لمقراء‪ ،‬والكؿ يجتيد في فيـ اآليات القرآنية‬
‫أقواؿ العمماء‪)ٜٔ( .‬ىذه أبرز المعمومات المتوفرة‪ ،‬عف فاطمة الشربيني‪ ،‬وعف تفسيرىا ‪ ،‬والتي تمكنت مف‬
‫الحصوؿ عمييا عبر البحث في المواقع اإللكترونية‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬فاطمة كريمان عبدالمطيف حمزة‬
‫قسـ الصحافة‬ ‫ولدت في القاىرة عاـ (ٕٗ‪ ،)ٜٔ‬وحصمت عمى شيادة البكالوريوس في اآلداب‬
‫واالعالـ مف كمية اآلداب بجامعة القاىرة‪ ،‬عممت في مجاؿ اإلعالـ منذ عاـ (ٓ‪ ٜٔٚ‬إلى ‪ٜٜٜٔ‬ـ)‪،‬‬
‫وكانت بداية عمميا بتقديـ برامج لؤلطفاؿ ‪ ،‬ثـ قدمت مجموعة مف البرامج الدينية المتخصصة‪ ،‬والتقت‬
‫خالؿ عمميا مع عدد مف العمماء كاإلماـ الغزالى والشيخ محمد متولى الشعراوى‪ ،‬والدكتور يوسؼ‬

‫)‪ (ٔٛ‬ينظر‪ :‬موقع الجريدة‪ ، http://www.aljarida.com/ext/articles/print/1461906470923783800/،‬موقع‬


‫مصرس‪ https://www.masress.com/october/140456 ،‬تاريخ دخوؿ الموقع ‪ٕٜٓٔ/٘/ٔٚ‬ـ‪.‬‬
‫)‪ (ٜٔ‬ينظر مثالً‪:‬موقع أىؿ التفسير‪https://vb.tafsir.nehttps://vb.tafsir.net/tafsir14158/#.XQUh-hbXI2w :‬‬
‫األىراـ‪:‬‬ ‫كتاب‬ ‫موقع‪:‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪http://iraq-amsi.net/ar/31061‬‬ ‫العراؽ‪:‬‬ ‫في‬ ‫المسمميف‬ ‫عمماء‬ ‫ىيئة‬ ‫وموقع‪:‬‬
‫‪ ،httphttp://pw.ahram.org.eg/News/1212528.aspx‬تمت مراجعة ىذه المواقع واالفادة منيا بتاريخ ٕٗ‪ٕٜٓٔ/٘/‬ـ‪.‬‬
‫‪12‬‬

‫القرضاوى‪ ،‬ثـ تولت منصب المدير العاـ لمبرامج الدينية في التمفاز المصري‪ .‬ليا عدة مؤلفات‪ ،‬منيا‪:‬‬
‫(ٕٓ)‬
‫نظر‬
‫و ًا‬ ‫مجرما‪.‬‬
‫ً‬ ‫رحمتي مف السفور إلى الحجاب‪ ،‬و رفقًا بالقوارير‪ ،‬و دعاء الطفؿ المسمـ‪ ،‬وتزوجت‬
‫لمطبوعاتيا اإلسالمية الخاصة بالشبابف‪ ،‬وبرامج األطفاؿ اختيرت لتكوف أىـ ألؼ شخصية نسائية في‬
‫العالـ اإلسالمي‪.‬‬
‫يقع تفسيرىا المسمى بػ ( المؤلؤ والمرجاف في تفسير القرآف) في ثالث مجمدات؛ تضمف كؿ‬
‫مجمد منيا عشرة أجزاء مف القرآف الكريـ‪ ،‬وصدرت الطبعة األولى منو عاـ ٕٓٔٓـ‪ ،‬وذلؾ بعد‬
‫موافقة مجمع البحوث اإلسالمية التابع لؤلزىر الشريؼ عمى طبعو وتوزيعو‪.‬‬
‫(ٕٔ)‬

‫عندما طمبت منيا إحدى المسئوالت بالييئة‬ ‫سبب كتابتيا لمتفسير‪ :‬بدأت فكرة تفسير القرآف‬
‫تفسير يضـ األجزاء الثالثة األخيرة مف القرآف لؤلطفاؿ ‪ ،‬ترددت في‬
‫ًا‬ ‫المصرية العامة لمكتاب أف تكتب‬
‫البداية‪ ،‬لكنيا بعد أف صمت االستخارة بدأت بالكتابة‪ ،‬وبعد انتيائيا مف تفسير ىذه األجزاء الثالث‬
‫توجيت إلى الييئة المصرية العامة لمكتاب ‪ ،‬لمبحث عف تمؾ المسئولة لكنيا لـ تجدىا‪ ،‬األمر الذي دفعيا‬
‫لمتفكير بطباعة تفسير ىذه األجزاء‪ ،‬فاتصمت بدار الشروؽ فوافؽ صاحب الدار عمى ذلؾ واشترط عمييا‬
‫فسر القرآف كامالً‪ ،‬وبعد استخارتِيا هلل تعالى بدأت بالكتابة‪ ،‬وفي ثالث سنوات انقطعت فييا عف‬
‫أف تُ ّ‬
‫العالـ الخارجي انيت تفسير القرآف كامالً‪.‬‬
‫وقد ذكرت أنيا وضعت في ىذا التفسير خبرة تسعة وثالثيف عاماً مف العمؿ اإلعالمي الدعوي‪ ،‬وأف‬
‫الثالث سنوات ىي زمف الكتابة‪.‬‬

‫مصادرىا في التفسير‪ :‬اعتمدت في تفسيرىا عمى تفاسير قديمة وحديثة؛ فمف التفاسير القديمة‪:‬‬
‫تفسير الزمخشري‪ ،‬وتفسير البيضاوي‪ ،‬وتفسير ابف كثير‪ ،‬ومف التفاسير الحديثة‪ :‬تفسير الظالؿ لسيد‬
‫قطب ‪،‬والمنتخب في التفسيرلممجمس األعمى لمشئوف اإلسالمية‪ ،‬التفسير الموضوعي لمشيخ محمد‬
‫الغزالي‪ ،‬تفسير الشيخ شمتوت ‪،‬وتفسير الشيخ حسنيف مخموؼ‪ ،‬وتفسير الدكتور األشقر ‪ ،‬ومختصر‬

‫)ٕٓ( ينظر‪ :‬رجائي‪ ،‬أحمد‪ ،‬ألؼ شخصية نسائية مصرية صٓ٘ٔ‬


‫)ٕٔ( مف الدراسات العممية عمى ىذا التفسير رسالة ماجستير عنوانيا‪ :‬المؤلؤ والمرجان في تفسير القرآن دراسة وتحميؿ‪ ،‬شيماء‬
‫محمود حامد‪ ،‬مف كمية اآلداب‪ ،‬قسـ المغة العربية والدراسات اإلسالمية جامعة عيف شمس‪ ،‬اشراؼ عمييا محمود محمد الحنطور‪ ،‬و‬
‫آماؿ إبراىيـ مصطفى‪ٕٓٔٔ.‬ـ‪ ،‬وىي غير منشورة‪ ،‬والموقع الذي نشر ىذا العنواف ال ُيتيح معرفة تفاصيؿ ىذه الرسالة‪.‬‬
‫‪13‬‬

‫تفسير القاسمي( ري الغميؿ مف محاسف التأويؿ ) لصالح الديف أرقداف ‪ ،‬ىذا باإلضافة إلى استعانتيا‬
‫بالسنة النبوية‪.‬‬
‫(ٕٕ)‬

‫س ْم ار كورون َج ْك َم ِغ ْ‬
‫يل‪:‬‬ ‫ابعا‪َ :‬‬
‫رُ‬
‫ولدت عاـ ( ‪ٜٜٔٗ‬ـ) في مدينة مالطا التركية‪ ،‬نشأت في عائمة تحب العمـ‪ ،‬فتعممت الكثير‬

‫مف العموـ واألفكار اإلسالمية في بيتيا‪ ،‬وكانت تشارؾ في الفعاليات الجتماعية‪ ،‬وتُدرس تفسير القرآف‬
‫عمى محطة إعالمية في مالطا‪،‬‬ ‫في األوقاؼ اإلسالمية‪ ،‬وتقوـ بإعداد دروس في التفسير وتقدميا‬
‫مف مؤلفاتيا‪ :‬ظالؿ الوحي‪ ،‬والسير السعيد في عالـ التفكر‪.‬‬
‫مجمدا ‪ ،‬وقد ألفتو وىي في عمر الستيف‪،‬‬
‫ً‬ ‫يقع تفسيرىا الموسوم بــ (تفسير القاريء) في ثالثة عشر‬
‫حيث بدأت بكتابتو عاـ (ٕٕٓٓـ)‪ ،‬وأصدرت المجمد األوؿ في عاـ ( ‪ٕٓٓٙ‬ـ)‪ ،‬وأنيت تفسير القرآف‬
‫(ٖٕ)‬
‫كامالً في لغتيا التركية عاـ (ٕ٘ٔٓـ)‪.‬‬
‫سبب كتابتيا لمتفسير‪ :‬ذكرت الكاتبة أف دروس التفسير التي كانت تقدميا عمى المحطة اإلعالمية‬
‫ٍ‬
‫تفسير لمقرآف الكريـ ىو‬ ‫في مالطا حفزتيا عمى كتابة التفسير‪ ،‬وأف السبب الرئيس في الشروع بكتابة‬
‫إقناع الكاتب ومحرر مجمة النداء السيد محمد الفاتح‪ ،‬حيث أخبرىا أنو رأى في المناـ أنيا تقوـ بيذا‬
‫العمؿ‪ ،‬وأنيا أطمقت عميو اسـ ( القاريء)‪ ،‬وىو مستميـ مف رؤيا محمد الفاتح ‪.‬‬
‫مصادر تفسيرىا‪ :‬تذكر الكاتبة أنيا اعتمدت عمى مجموعة مف المصادر والمراجع‪ ،‬منيا‪ :‬تفسير‬
‫محمد أسد‪ ،‬والمودودي‪ ،‬وسيد قطب‪ ،‬وجالؿ يمديريـ‪ ،‬باإلضافة موسوعات وكتب ومجالت رجعت إلييا‬
‫ىذه أىـ المعمومات التي تمكنت مف الحصوؿ عمييا عف ىذا التفسير‪ ،‬وعف صاحبتو‪،‬‬ ‫(ٕٗ)‬
‫وأفادت منيا‪.‬‬
‫وىو بالمغة التركية‪.‬‬
‫خامسا‪َ :‬ك ِ‬
‫اممَ ُة بنت محمد بن جاسم بن عمي ال َكو ِ‬
‫اري‬ ‫ً‬

‫)ٕٕ( ينظر‪ :‬أبو اليمف‪ ،‬دورالمرأة في تفسير القرآن بين المتقدمين والمتاخرين‪ ،ٕٖٗ- ٕٖٚ،‬وحوار مع كريماف حمزة عمى‬
‫موقع صحيفة الوطف ‪:‬‬
‫‪ ، http://www.alwatan.com/graphics/2009/02feb/19.2/dailyhtml/deen.html‬وموقع ويكبيديا اإلخواف‬
‫المسموف ‪ ، https://www.ikhwanwiki.com/index.php :‬تاريخ االفادة مف الموقعيف‪ٕٜٓٔ/٘/ٔٓ :‬ـ‪.‬‬
‫)ٖٕ( ينظر‪dayet aydar, hanım müfessirler, Ensar neşriyat, İstanbul ،ٕٓٔ٘ )ٕٜٔ-ٜٖٔ( :‬‬
‫)ٕٗ( ينظر‪ :‬المقابمة المترجمة عمى موقع‪:‬تركيا بوست‪ ،‬وىو موجود حتى تاريخ ‪ٕٜٓٔ /٘/ٕٛ‬ـ ‪https://turkey- :‬‬
‫‪PoTc-ٖ٘Qs-ٔXquCjnGCtkRfSqPfz-Sٔ/?fbclid=IwARٚٛٙٛ٘post.net/p-‬‬
‫‪QNQkabYٚNkfVjsٛP_ٙPpRALDrt‬‬
‫‪14‬‬

‫ولدت في مدينة الدوحة‪ ،‬وحفظت القرآف الكريـ منذ صغرىا‪ ،‬وكاف والدىا خير معيف ليا عمى‬
‫وتمقت تعميميا اإلبتدائي والثانوي في مدارس قطر‪ ،‬وحصمت عمى شيادة البكالوريوس مف‬ ‫(ٕ٘)‬
‫مراجعتو‪،‬‬
‫كمية الشريعة والقانوف‪ ،‬وبعد ذلؾ حصمت عمى درجة الماجستير مف المعيد العالي لمدراسات اإلسالمية‬
‫والعربية بمصر ‪ ،‬وكاف عنواف رسالتيا‪" :‬الطالؽ والخمع في الشريعة اإلسالمية مقارنة بالقانوف القطري"‪،‬‬
‫درجة الدكتوراة في الشريعة اإلسالمية مف كمية الحقوؽ‪ ،‬جامعة الزقازيؽ بمصر‪ ،‬وكاف عنواف‬ ‫ثـ‬
‫اطروحتيا ‪" :‬موقؼ المجتيديف المسمميف مف داللة قضايا األعياف في األحواؿ الشخصية والحدود‬
‫والشيادات في الفقو"‪ .‬تعمؿ باحثة شرعية في و ازرة األوقاؼ والشؤوف اإلسالمية القطرية‪.‬‬
‫تنوعت مصادرىا في التعمـ مف بيف شروح مقروءة وأخرى مشاىدة ومسموعة‪ ،‬إضافة إلى تواصميا‬
‫مع عمماء أجالء ليـ مكانتيـ في العمـ في جميع فروعو‪ ،‬ليا عدة مؤلفات‪ ،‬منيا‪ :‬شرح كتاب التحبير في‬
‫عموـ القرآف والتفسير‪ ،‬والتحفة المكية شرح حائية ابف أبي داود االعتقادية‪ ،‬الوسيط في النحو‪ ،‬و تحفة‬
‫(‪)26‬‬
‫األبرار في أذكار طرفي النيار‪ ،‬الخالصة فى أصوؿ الفقو‪.‬‬
‫يقع تفسيرىا المسمى بػ (تفسير غريب القرآن) في مجمد و ٍ‬
‫احد‪ ،‬وىو ُمرتب عمى حسب ترتيب‬ ‫ُ‬
‫المصحؼ الشريؼ ػ مف سورة الفاتحة حتى نياية سورة الناس ػ وقد صدرت طبعتو األولى عاـ‬
‫(‪ٕٓٓٛ‬ـ)‪ ،‬تقوؿ في مقدمتو‪ ":‬اخترت فيو أىـ الكممات التي تحتاج إلى بياف‪ ،‬ونقمت شرحيا مف كتب‬
‫(‪)27‬‬
‫التفسير وغريب القرآف مما كتبو األقدموف والمعاصروف‪ ،‬ممتزمة في العقائد بمنيج السمؼ الكراـ‪".‬‬
‫سادسا‪ :‬نائمة ىاشم حسن صبري‬
‫ً‬
‫ولدت في قمقيمية عاـ (ٗٗ‪ٜٔ‬ـ) ‪ ،‬ونشأت وترعرعت في بيت اشتير بالتديف وحب العمـ؛ فوالدىا‬
‫ومدرسا لمادة التربية اإلسالمية‪ .‬امتمكت منذ صغرىا‬
‫ً‬ ‫مفتيا‪ ،‬وواعظًا‪،‬‬
‫خريج األزىر الشريؼ‪ ،‬وقد عمؿ ً‬
‫موىبة أدبية‪ ،‬فبدأت كتابة الشعر وىي في سف العاشرة‪ ،‬ثـ تطور انتاجيا األدبي في المرحمة الثانوية‪.‬‬
‫سافرت إلى السعودية وعممت مدرسة في الرياض مف عاـ ( ٕ‪ ،)ٜٔٙ٘ – ٜٔٙ‬ثـ عادت إلى‬
‫القدس‪ ،‬وبعد زواجيا مف الشيخ عكرمة صبري ػ خطيب المسجد األقصى‪ ،‬ومفتي القدس السابؽ ػ تركت‬
‫التدريس‪ ،‬واجتيدت في طمب العمـ‪ ،‬وأتاحت ليا مكتبة زوجيا أف تطمع عمى مجاالت العمـ المختمفة‪،‬‬
‫وأف تتكوف لدييا ثقافة واسعة‪.‬‬

‫)ٕ٘( الكواري ‪،‬كاممة بنت محمد ‪ ،‬تفسير غريب القرآن‪ ،‬دار بف حزـ‪ ،‬طٔ‪ٕٓٓٛ ،‬ـ‪ ،‬ص٘‪.‬‬
‫)‪ (ٕٙ‬ىذه الترجمة منقولة مف موقعيا عمى اإلنترنت‪ ، http://alkuwarih.com:‬بتاريخ ٓٔ‪ٕٜٓٔ/ٙ/‬ـ‪.‬‬
‫)‪ (ٕٚ‬الكواري ‪ ،‬تفسير غريب القرآن‪ ،‬ص٘‪.‬‬
‫‪15‬‬

‫عقدت عدة دورات لمنساء في تفسير القرآف‪ ،‬وسافرت مع زوجيا لممشاركة في ٍ‬


‫عدد مف المؤتمرات‬
‫والمقاءات اإلسالمية في دوؿ العالـ‪ ،‬فزارت نحو اثنيف وثالثيف دولة كداعية ومحاضرة عف اإلسالـ‪ ،‬ليا‬
‫مؤلفات عديدة‪ ،‬منيا‪ :‬أسماء اهلل الحسنى‪ ،‬و كواكب النساء‪ ،‬وفمسطينية سأبقى‪ ،‬و ومضة في الظالـ ‪،‬‬
‫و وىذه امتي ‪ ،‬واالنتفاضة‪.‬‬
‫(‪)28‬‬

‫مجمدا‪ ،‬وقد صدرت الطبعة األولى منو‬


‫ً‬ ‫يقع تفسيرىا الموسوـ ب ػ المبصر لنور القرآن‪ ،‬في أحد عشر‬
‫عاـ ( ٖٕٓٓـ)‪ ،‬ثـ طُبع ثانية عاـ ( ‪ٕٓٓٛ‬ـ)‪.‬‬
‫سبب كتابتيا لمتفسير‪ :‬تذكر المؤلفة أف الذي دفعيا لكتابة ىذا التفسير ىو حبيا هلل تعالى ولرسولو‬
‫‪ ، ‬ورغبتيا في إعطاء تصور لمعاني القرآف وتطبيقاتيا عمى أرض الواقع مما يتوافؽ مع العصر‬
‫الحاضر‪ ،‬وابراز القيـ القرآنية عمى المجتمع ليعالج األمور اليومية‪ ،‬والمشاكؿ الحياتية وفؽ ما يريده‬
‫وسيأتي الحديث عف ىذا التفسير بشيء مف التفصيؿ‪.‬‬ ‫(‪)29‬‬
‫الشرع‪.‬‬

‫سابعا‪ :‬ىيام رمزي الدُّردنجي‬


‫ً‬
‫ولدت في مدينة يافا عاـ (ٕٗ‪ ،)ٜٔ‬ونشأت وترعرعت في مدينة طرابمس الميبية‪ ،‬وفييا تمقت تعميميا‬
‫اإلبتدائي والثانوي‪ ،‬وحصمت عمى دبموـ المعممات مف كمية مع كمية معممات طرابمس (٘‪ٜٔٙ‬ـ) ‪،‬‬
‫عاـ‬ ‫في عمـ االجتماع مف كمية اآلداب في جامعة بنغازي‬ ‫وحصمت عمى شيادة البكالوريوس‬
‫(‪ٜٔٚٙ‬ـ)‪ ،‬ثـ ماجستير عمـ االجتماع مف كمية اآلداب في جامعة القاىرة عاـ (‪ٜٔٚٛ‬ـ)‪ ،‬أقامت مدة‬
‫في مصر‪ ،‬ثـ انتمقت إلى األردف لتعمؿ خالؿ السنوات( ٓ‪ )ٜٜٔٓ-ٜٔٛ‬مدرسة في كمية األندلس‪،‬‬
‫وبعد ذلؾ تفرغت لمكتابة‪.‬‬
‫شاركت في العديد مف المؤتمرات‪ ،‬والندوات‪ ،‬والميرجانات األدبية في عدة عواصـ عربية‪ ،‬ليا عدة‬
‫دووايف شعرية‪ ،‬ورايات أدبية‪ ،‬ومؤلفات تتصؿ بالكتاب والسنة‪ ،‬منيا‪ :‬السنة في تربية األمة‪ ،‬والقرآف‬
‫وقصص األنبياء‪ ،‬وآيات مف القرآف (فكر وعقيدة ومنيج)‪ ،‬وآيات مف القرآف ( إف الديف عند اهلل‬
‫و‬ ‫اإلسالـ)‪ ،‬وآيات مف القرآف ( وسالـ عمى المرسميف )‪ ،‬آيات مف القرآف ( في أىؿ الكتاب)‪،‬‬
‫(‪)30‬‬

‫)‪ (ٕٛ‬ينظر‪ :‬موقع جريدة الرسالة‪ ، http://alresala.tripod.com/alresala/1999/17_6_99/alresala.htm:‬وأعالـ‬


‫وشخصيات قمقيمية‪ ، https://webcache.googleusercontent.com:‬تاريخ اإلفادة منيما ٘‪ٕٜٓٔ/٘/‬ـ‪.‬‬
‫)‪ (ٕٜ‬نائمة صبري‪ ،‬المبصر لنور القرآن‪.)ٔٓ/ٔ( ،‬‬
‫)ٖٓ( العود‪ ،‬صالح‪ ،‬نجوم المساء منتراجم النساء‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ص‪ ،ٔٚٛ‬الجبوري‪ ،‬كامؿ‪ ،‬معجم األدباء من العصر‬
‫الجاىمي حتى سنة ٕٓٓم‪ ،‬دار الكتب العممية ‪ ،‬بيروت ‪،)ٖٗٓ/ٙ ( ،‬‬
‫‪16‬‬

‫(اليسير لمقرآن الكريم بأجزائو الثالثين)‪ ،‬وىو تفسير لمقرآف كامالً‪ ،‬وجاء عمى ىامش المصحؼ‬
‫الشريؼ‪ ،‬في مجمد و ٍ‬
‫احد‪.‬‬
‫وقد صرحت في المقدمة أف تفسيرىا موجو إلى فئات ثالث‪ :‬األولى‪ :‬العرب المسمميف الذيف لـ يدرسوا‬
‫أصوؿ الفقو والتفسير القرآني‪ ،‬ولـ يتخرجوا مف كميات الشريعة‪ .‬والثانية‪:‬الشعوب واألمـ االسالمية غير‬
‫العربية والتي تتعمـ العربية لتق أر القرآف وتحاوؿ فيمو‪ .‬والثالثة‪ :‬الناس البسطاء أنصاؼ المتعمميف الذيف‬
‫فسر بمغة بسيطة تناسب‬
‫يشكوف أف كتب التفسير في معظميا تحتاج إلى تفسير ويتمنوف فيـ القرآف ُم ًا‬
‫(‪)31‬‬
‫تقافتيـ‪.‬‬
‫يسير بدوف أف تتعرض ألسباب النزوؿ وال لؤلحاديث‬
‫تفسير ًا‬
‫ًا‬ ‫وذكرت أنيا اجتيدت في تفسير القرآف‬
‫النبوية مع أىميتيا‪ ،‬وال لقصص اإلسرائيمية‪ .‬وأنيا استعممت في التفسير المفردات القرآنية؛ ألنيا ال زالت‬
‫متداولة مفيومة لمقارئ العربي المعاصر‪ .‬وأنيا وضعت بعض اآليات كما ىي ‪ ،‬في التفسير؛ آلنيا سيمة‬
‫(‪)32‬‬
‫واضحة ومفيومة‪.‬‬
‫أما مصادرىا في التفسير فالوصوؿ إلييا ليس باألمر اليسير‪ ،‬وذلؾ لسببيف‪ :‬أحدىما‪ :‬أنيا لـ تُشر في‬
‫مقدمتيا إلى مصادرىا التفسيرية‪ ،‬وانما اكتفت بالقوؿ‪ :‬استعممت في التفسير المفردات القرآنية‪ .‬والثاني‪:‬‬
‫منسوبا ألحد‪ ،‬ولو قارف بكتب التفسير القديمة‬
‫ً‬ ‫أثرا‪ ،‬وال قوالً‬
‫أف القارئ في التفسير ال يجد رواية‪ ،‬وال ً‬
‫والحديثة فمف يصؿ إلى مراده!‬
‫مبالغا إف قمت إف ىذا التفسير ال يقوـ عمى أصوؿ التفسير المعتبرة عند أىؿ العمـ‪ ،‬وال يمكف‬
‫ً‬ ‫ولست‬
‫اعتباره مف التفاسير اإلجمالية لمقرآف‪ ،‬خاصة وأف الكاتبة صرحت باستبعاد أسباب النزوؿ ‪ ،‬واألحاديث‬
‫النبوية مع اعترافيا بأىميتيا في فيـ القرآف‪ ،‬وال أدري كيؼ يمكف الجمع بيف الجيات المستيدفة مف ىذا‬
‫الكتاب وبيف وضع الكثير مف اآليات كما ىي في التفسير؟!‬
‫المسألة الثانية‪ :‬التعريف بالىساء المفسرات لسور مه القرآن الكريم‬
‫إف وجود كميات الشريعة في العصر الحاضر بشكؿ عاـ وفتح أقساـ لمدراسات العميا المتخصصة في‬
‫ٍ‬
‫أعداد كثيرة مف النساء المواتي كتبف في تفسير بعض‬ ‫التفسير وعموـ القرآف بشكؿ خاص أسيـ في وجود‬
‫السور ‪ ،‬أو الموضوعات القرآنية‪ ،‬أو غيرىا مف الموضوعات المتصمة بكتاب اهلل تعالى‪ ،‬سواء أكاف ذلؾ‬
‫في مرحمة الماجستير أـ في مرحمة الدكتوراه‪ ،‬بؿ أنتج ذلؾ نساء متخصصات في تدريس التفسير وعموـ‬

‫)ٖٔ( الدردنجي‪ ،‬ىياـ رمزي‪ ،‬اليسير لمقرآن الكريم بأجزائو الثالثين‪ ،‬دار الكرمؿ‪ ،‬عماف‪ ،‬طٔ‪ ،‬المقدمة‪.‬‬
‫)ٕٖ( الدردنجي‪ ،‬اليسير لمقرآن الكريم بأجزائو الثالثين‪ ،‬المقدمة‪.‬‬
‫‪17‬‬

‫جيودا‬
‫ً‬ ‫وليف أبحاث متخصصة في التفسير‪ ،‬مما يؤكد كثرة عدد النساء المعاصرات المواتي قدمف‬
‫القرآف‪ّ ،‬‬
‫ونظر لسعة ىذه الجيود وكثرة عدد أصحابيا مف النساء سأقصتر الحديث عف‬
‫ًا‬ ‫في تفسير القرآف الكريـ‪،‬‬
‫تفسير ألكثر مف سورة مف السور القرآنية‪ ،‬وذلؾ النحو اآلتي‪:‬‬
‫ًا‬ ‫اثنتيف ممف قدمف‬
‫أوالً‪ :‬عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ‬
‫مدرسا‬
‫ً‬ ‫ولدت عاـ ( ٖٔ‪ٜٔ‬ـ) في مدينة دمياط بشماؿ دلتا مصر‪ ،‬نشأت في بيت عمـ؛ فقد كاف والدىا‬
‫بالمعيد الديني بدمياط ‪ ،‬وكاف جدىا ألميا شيخصا باألزىر‪.‬‬
‫تمقت تعميميا األوؿ بالمنزؿ؛ ألف تقاليد األسرة تمنع خروج البنات مف البيت والذىاب إلى المدرسة‪،‬‬
‫فحفظت القرآف الكريـ‪ ،‬ثـ تقدمت مف المنزؿ المتحاف كفاءة المعممات عاـ (‪ٜٕٜٔ‬ـ) ثـ الشيادة العامة‬
‫االبتدائية عاـ (ٖٔ‪ٜٔ‬ـ) والكفاءة والثانوية سنة ٕٖ‪ٜٔ‬ـ‪ ،‬ثـ حصمت عمى درجة البكالويوس في المغة‬
‫العربية مف كمية اآلداب بجامعة القاىرة‪ ،‬عاـ (‪ٜٖٜٔ‬ـ)‪ ،‬ثـ الماجستير بمرتبة الشرؼ األولى عاـ (‬
‫ٔٗ‪ٜٔ‬ـ) ‪ ،‬ثـ الدكتوراه في االداب عاـ (ٓ٘‪ٜٔ‬ـ)‪.‬‬
‫وقد تدرجت في المناصب األكاديمية إلى أف أصبحت أستا ًذا لمتفسير والدراسات العميا بكمية الشريعة‬
‫عاما‪.‬‬
‫بجامعة القروييف بالمغرب‪ ،‬حيث قامت بالتدريس ىناؾ ما يقارب العشريف ً‬
‫وكانت وفاتيا في شير شعباف (‪ٜٔٗٔ‬ىػ)‪ ،‬كانوف أوؿ (‪ٜٜٔٛ‬ـ)‪ ،‬وقد تركت وراءىا نحو أربيعف‬
‫مؤلفًا في مجاالت عدة‪ ،‬ومف مؤلفاتيا في مجاؿ الدراسات اإلسالمية والقرآنية‪ :‬اإلعجاز البياني لمقرآف‬
‫ومسائؿ ابف األزرؽ‪ ،‬والقرآف وقضايا اإلنساف‪ ،‬والشخصية اإلسالمية "دراسة قرآنية"‪ ،‬والتفسير البياني‬
‫وىو يقع في جزأيف؛ اشتمؿ األوؿ منيما عمى سبع سور‪ ،‬ىي‪ :‬الضحى‪ ،‬والشرح‬ ‫لمقرآني الكريـ‪،‬‬
‫(‪)33‬‬

‫والزلزلة‪ ،‬والعاديات‪ ،‬والنازعات‪ ،‬والبمد‪ ،‬والتكاثر‪ ،‬واشتمؿ الثاني عمى سبع سور‪ ،‬ىي‪ :‬العمؽ‪ ،‬والقمـ‪،‬‬
‫والعصر‪ ،‬والميؿ‪ ،‬والفجر‪ ،‬واليُمزة‪ ،‬والماعوف‪.‬‬
‫وقد أشارت في مقدمة تفسيرىا إلى أف منيجيا في التفسير البياني يقوـ عمى التفسير الموضوعي‪،‬‬
‫وعمى االستقراء لؤللفاظ‪ ،‬ونص عبارتيا‪ ":‬واألصؿ في منيج ىذا التفسير‪ ...‬ىو التناوؿ الموضوعي الذي‬
‫يفرغ لدراسة الموضوع الواحد فيو‪ ،‬فيجمع كؿ ما في القرآف منو‪ ،‬وييتدى بمألوؼ استعمالو لؤللفاظ‬
‫واألساليب‪ ،‬بعد تحديد الداللة المغوية لكؿ ذاؾ‪ ...‬وىو منيج يختمؼ والطريقة المعروفة في تفسير القرآف‬
‫سورة سورة‪ ،‬يؤخذ المفظ أو اآلية فيو‪ ،‬مقتطعاً مف سياقو العاـ في القرآف كمو‪ ،‬مما ال سبيؿ معو إلى‬

‫)ٖٖ( ينظر في ترجمتيا‪ :‬الرومي‪ ،‬اتجاىات التفسير في القرف الرابع عشر‪ ،)ٜٕ٘ – ٜٕٗ /ٖ( ،‬حميد‪ ،‬عفاؼ عبدالغفور‪ ،‬مف‬
‫جيود المرأة في تفسير القرآف في العصر الحديث‪ ،‬مجمة كمية الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬العدد (ٕ٘) ‪ٕٓٓٚ‬ـ‪-ٔٛٓ ( ،‬‬
‫٘‪.)ٔٛ‬‬
‫‪18‬‬

‫اإلىتداء إلى الداللة القرآنية أللفاظو‪ ،‬أو لمح ظواىره األسموبية وخصائصة البيانية‪ )34(".‬والمقاـ ال يتسع‬
‫(‪)35‬‬
‫لمحديث عف منيجيا وبياف ما ليا وما عمييا‪ ،‬ولذلؾ اكتفي بما ذكرت‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حنان بنت محمد سعدي المنجد الشيير بالمحام‬
‫ً‬
‫لـ أجد ػ فيما بحثت ػ ترجمة وافية ليا‪ ،‬ورغـ مراسمتيا لمحصوؿ عمى ترجمة ليا إال أنني لـ أجد جو ًابا‪،‬‬
‫وومما وجدتو أثناء البحث‪ :‬أنيا ولدت في دمشؽ عاـ( ٖٗ‪ ٜٔ‬ـ )‪ ،‬تزوجت عاـ (ٔ‪ٜٔٙ‬ـ) ولـ تتابع‬
‫دراسستيا في كلية األدب العربي لكنها لم تترك القراءة‪ ،‬وبدأت بكتبابة القصة القصيرة‪ ،‬وظير ليا فييا‬
‫عدة مجموعات‪ .‬ثـ تابعت دراستيا الحرة‪ ،‬وفي عاـ (ٕ‪ٜٔٛ‬ـ) سافرت مع زوجيا إلى السعودية‪ ،‬ودرّست‬
‫في جامعة الملك عبد العزيز للبنات في جدة لمدة سنتين‪ ،‬وفي عام (‪1993‬م) عادت إلى دمشق‪.‬‬
‫كتابا في مجاالت متعددة‪ ،‬منيا‪ :‬أـ سميـ بنت ممحاف‪ ،‬أـ حكيـ بنت الحارث‪،‬‬
‫ليا ما يزيد عمى عشريف ً‬
‫منزلة المرأة في القرآف الكريـ‪ ،‬و ىدي السيرة في التغيير االجتماعي‪ ،‬و مقاصد القرآف‪ .‬أما في مجاؿ‬
‫التفسير ففسرت عدة سور‪ ،‬ك ّؿ سورة في كتاب مستقؿ؛ أوليا سورة يس‪ ،‬ثـ لقماف‪ ،‬ثـ النساء‪ ،‬ثـ البقرة‪،‬‬
‫ثـ آؿ عمراف‪ ،‬فالمائدة‪ ،‬وطو‪ ،‬والنور‪ ،‬واألحزاب‪ ،‬وىود‪ ،‬والتوبة‪ ،‬والطالؽ‪.‬‬
‫أما عف ىدفيا مف كتابة التفسير فتذكر أنيا أرادت فيـ اآليات عمى ضوء الواقع المعاش مع الحرص‬
‫عمى التمسؾ بمقاصد القرآف‪ ،‬التي تعتبرىا القمعة الثابتة التي يمكف التشبث بيا أماـ ىذا الزلزاؿ المعرفي‬
‫(‪)36‬‬
‫الذي يواجينا اآلف‪.‬‬
‫وطريقتيا في التفسير‪ :‬تبدأ بذكر اسـ السورة‪ ،‬ومكيتيا أو مدنيتيا‪ ،‬وعدد آياتيا ‪ ،‬وقد تذكر بإيجاز‬
‫حيانا تذكر مناسبة مطمع السورة لخاتمتيا‪ ،‬ثـ تقسـ السورة‬
‫موضع السورة ‪ ،‬ومناسبتيا لما قبميا‪ ،‬وأ ً‬
‫خاصا‪ .‬وىي تعرض تفسيرىا لآليات بأسموب‬
‫ً‬ ‫مجموعات ذات موضوع واحد‪ ،‬وتضع لكؿ منيا عنو ًانا‬
‫أدبي‪ ،‬ولع ّؿ ذلؾ ناتج عف تكوينيا األدبي‪ ،‬وكتابتيا لمجموعة مف القصص القصيرة‪.‬‬
‫وقد وجدت أنيا تعتمد في تفسيرىا عمى القرآف والسنة‪ ،‬إضافة إلى إعتمادىا عمى مجموعة مف‬
‫المصادر والمراجع ‪ ،‬منيا‪ :‬تفسير ابف كثير‪ ،‬وفي ظالؿ القرآف‪ ،‬وتفسير المنار‪ ،‬وسيرة ابف ىشاـ‪ ،‬وكتب‬
‫السنة‪ ،‬وبعض مؤلفات مالؾ بف نبي‪ ،‬وجودت سعيد‪ ،‬ومحمد الغزالي‪ ،‬وغيرىـ مف المتأخريف‪.‬‬

‫)ٖٗ( بنت الشاطئ‪ ،‬عائشة محمد عمي‪ ،‬التفسير البياني لمقرآن الكريم‪ ،‬دار المعارؼ‪،‬القاىرة‪ ،‬ط‪)ٔٛ-ٔٚ /ٔ( ،ٚ‬‬
‫)ٖ٘( لموقوؼ عمى منيجيا في التفسير ينظر‪ :‬عياد‪ ،‬ريـ صالح‪ ،‬عائشة عبدالرحمن ومنيجيا في التفسير‪ ،‬رسالة ماجستير‬
‫غير منشورة‪ ،‬اشراؼ اسماعيؿ نواىضة‪ ،‬جامعة القدس‪ٕٕٓٓ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪:‬‬ ‫بوؾ‬ ‫الفيس‬ ‫عمى‬ ‫صفحتيا‬ ‫مف‬ ‫واالختصار‬ ‫التصرؼ‬ ‫مع‬ ‫الترجمة‬ ‫ىذه‬ ‫اقتبست‬ ‫)‪(ٖٙ‬‬
‫‪ ، /https://www.facebook.com/Hnan.Lham/about‬وموقع السورية نت‪،https://www.alsouria.net/content :‬‬
‫وموقع‪ ،http://www.jouhina.com :‬تاريخ الدخوؿ إلى ىذه المواقع‪ٕٜٓٔ/٘/ٕٜ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪19‬‬

‫المطمب الثالث‪ :‬أبرز معالم منيج المرأة في التفسير‬


‫أنموذجا‬
‫ً‬ ‫المبصر لنور القرآن‬
‫بد مف اإلشارة ىنا إلى أف اختياري ليذا التفسير يرجع إلى‬
‫قبؿ الولوج في تفاصيؿ ىذاا المطمب ال ّ‬
‫سيولة الوصوؿ إليو والحصوؿ عميو مف جية‪ ،‬والى كونو أطوؿ تفسير مف تفاسير المرأة لمقرآف كامالً‬
‫مف جية أخرى‪ ،‬ومف جية ثالثة لـ اتوصؿ ػ فيما بحثت ػ إلى دراسة عممية تناولت منيج مؤلفتو فيو‪،‬‬
‫وعمى ىذا يمكف إبراز معالـ منيج نائمة صبري في تفسيرىا بشيء مف اإليجاز ومف خالؿ ما يمي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬طريقتيا العامة في التفسير‪ ،‬وأبرز مصادرىا‬
‫ظير مف خالؿ االستقراء أف طريقة المؤلفة في عرض تفسيرىا تتمخص فيما يمي‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬تبدأ بتعريؼ السورة‪ ،‬مف حيث مكيتيا أو مدنيتيا‪ ،‬وعدد آياتيا‪ ،‬وعدد كمماتيا وحروفيا‪ ،‬واسـ‬
‫أحيانا‬
‫السورة ػ أو أسماؤىا ػ ووجو التسمية‪ ،‬وفضائميا‪ ،‬ومميزاتيا‪ ،‬وقد تذكر باختصار موضوع السورة‪ ،‬و ً‬
‫تذكر بعض وجوه البالغى التي تضمنيا‪ ،‬وسبب النزوؿ إف وجد‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬تبدأ بتفسير السورة آية آية؛ فتكتب اآلية‪ ،‬ثـ تضع عنو ًانا جانبيِّا‪ ( :‬سبب النزول)ػ إف كاف لآلية‬
‫سبب نزوؿ ػ فتذكره‪ ،‬وقد تذكر أكثر مف رواية‪ ،‬ثـ تعنوف ب ػ (تفسير المفردات)‪ ،‬وتذكر معاني المفردات‬
‫التي تحتاج إلى توضيح وبياف‪.‬‬
‫فسر كؿ‬
‫قسـ اآلية إلى ُجمؿ‪ ،‬ثـ تُ ّ‬
‫ٖ‪ .‬تضع عنو ًانا جانبيِّا‪( :‬التفسير) ‪ ،‬ثـ تبدأ بتفسير اآلية‪ ،‬وقد تُ ّ‬
‫جممة عمى حدة ‪ُ ،‬متبعة في ذلؾ أسموب التفسير اإلجمالي‪ ،‬بعبارة سيمة ميسرة‪ ،‬وىذا ما ذكرتو في‬
‫صر تفيمو العامة‪".‬‬
‫(‪)37‬‬
‫سمسا معا ًا‬
‫طا سيالً ً‬
‫تفسير مبس ً‬
‫ًا‬ ‫مقدمة تفسيرىا‪ ،‬فقالت‪" :‬وشرعت ألقدـ ألبناء أمتي‬
‫والتفسير اإلجمالي ىو الغالب في كؿ الكتاب‪ ،‬لكنيا كانت تخرج في بعض المواضع عف اإلجماؿ إلى‬
‫ٍ‬
‫شيء مف التفصيؿ‪.‬‬
‫أحكاما فقيية تضع عنو ًانا جانبيِّا‪( :‬أحكام فقيية)‪ ،‬ثـ تذكرىا عمى شكؿ نقاط‬
‫ً‬ ‫ٗ‪ .‬إذا تضمنت اآلية‬
‫تفصؿ في ذلؾ‪.‬‬
‫موجزة‪ ،‬وقد ِّ‬
‫ىذا عف طريقتيا التي سارت عمييا في تفسيرىا‪ ،‬أما عف مصادرىا فقد تبيف مف خالؿ االستقراء أنيا‬
‫اعتمدت في تفسيرىا عمى مصادر ومراجع كثيرة ومتنوعة‪ ،‬شممت كتب التفسير وعموـ القرآف‪،‬‬
‫والحديث‪ ،‬والمغة‪ ،‬والفقو‪ ،‬وغيرىا‪ ،‬وقد ذكرت في المقدمة أنيا اعتمدت عمى" أميات الكتب في التفسير‬

‫)‪ (ٖٚ‬المبصر لنور القرآن‪.)ٔٔ /ٔ ( ،‬‬


‫‪20‬‬

‫وال يتسع المقاـ لذكر المصادر والمراجع التي اعتمدتيا‪ ،‬ولكف يمكف إبراز‬ ‫(‪)38‬‬
‫والحديث والفقو والتوحيد‪".‬‬
‫المالمح العامة لطريقتيا في التعامؿ معيا في النقاط اآلتية‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬أكثرت مف إيراد النقوؿ ػ سواء بالنص أـ بالمعنى ػ في تفسيرىا ‪ ،‬ونوعت في مراجعيا‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬غالب ما نقمتو كاف مف المصادر القديمة‪ ،‬واختمفت مصادره مف حيث كثرة أو قمة النقؿ‪ ،‬وذلؾ‬
‫بحسب الموضوع المنقوؿ‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬حرصت عمى عزو األعـ األغمب مف األقواؿ إلى أصحابيا‪ ،‬رغـ كثرتيا وتعدد مصادرىا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬موقفيا من أصح طرق التفسير‪:‬‬
‫ً‬
‫لقد أشارت في مقدمة تفسيرىا إلى أنيا التزمت في الوصوؿ إلى فيـ آيات القرآف بالقرآف ػ ؛ أي‪:‬‬
‫تفسير القرآف القرآف ػ وبأحاديث النبي ‪ ،‬وبأقواؿ الصحابة والتابعيف‪ ،‬وقد ذكر المحققوف مف العمماء أف‬
‫وقد‬ ‫(‪)39‬‬
‫المفسر أف يسمكيا ‪ ،‬وال يجوز لو مخالفتيا‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ىذه ىي أحسف طرؽ التفسير التي ينبغي عمى‬
‫ظير لي مف خالؿ االستقراء اعتمادىا ىذه الطرؽ في تفسيرىا آليات القرآف الكريـ‪ ،‬وتوضيح ذلؾ عمى‬
‫النحو اآلتي‪:‬‬
‫تفسر اآلية بعبارة مختصرة‪ ،‬ثـ تتبعيا بآية مف القرآف الكريـ‪ ،‬وقد‬
‫ٔ‪ .‬تفسير القرآن بالقرآن‪ :‬فيي ّ‬
‫تذكر عدة آيات في تفسير اآلية‪ ،‬واألمثمة عمى ذلؾ كثيرة‪ ،‬أذكر منيا مثالً‪:‬‬
‫َّص َن ِبأَ ْنفُ ِس ِي َّن ثَالَ ثَ َة قُُرو ٍء‪[ ‬البقرة‪ ]ٕٕٛ :‬حيث‬ ‫ما جاء عند تفسيرىا لقولو تعالى‪َ  :‬وا ْل ُمطَمَّقَ ُ‬
‫ات َيتََرب ْ‬
‫قالت بعد كالـ‪" :‬ىذه عدة المدخوؿ بيا‪ ،‬أما غير المخوؿ بيا فال عدة عمييا ‪ ...‬لقولو تعالى‪  :‬فَ َما لَ ُك ْم‬
‫َّة تَ ْعتَدُّوَن َيا‪[ ‬األحزاب‪ ،]ٜٗ :‬واف كانت حامالً فعدتيا بوضع الحمؿ‪ ،‬قاؿ تعالى‪ :‬‬ ‫عمَ ْي ِي َّن ِم ْن ِعد ٍ‬
‫َ‬
‫ض ْع َن َح ْممَ ُي َّن‪[ ‬الطالؽ‪ ،]ٗ :‬أما الصغيرة التي ال تحيض‪ ،‬والكبيرة التي‬ ‫َن َي َ‬ ‫َجمُ ُي َّن أ ْ‬ ‫ال أ َ‬ ‫َحم ِ‬
‫ت ْاأل ْ َ‬ ‫َوأُوَال ُ‬
‫س َن ِم َن ا ْل َم ِح ِ‬
‫يض‬ ‫يئست عف المحيض فعدتيا باألشير ال بالقروء ػ ثالثة أشير ػ قاؿ تعالى‪ :‬و َّ ِ ِ‬
‫الال ئي َيئ ْ‬ ‫َ‬
‫الال ِئي لَ ْم َي ِح ْ‬
‫ض َن ‪[‬الطالؽ‪".]ٗ :‬‬ ‫س ِائ ُك ْم إِ ِن ْارتَ ْبتُ ْم فَ ِعدَّتُ ُي َّن ثََال ثَ ُة أَ ْ‬
‫ش ُي ٍر َو َّ‬ ‫ِ ِ‬
‫م ْن ن َ‬
‫(‪)40‬‬

‫صص ىذا العاـ بآآليات‬


‫فيي تُشير إلى أف الحكـ في األية األولى عاـ في جميع المطمقات‪ ،‬ثـ ُخ ّ‬
‫التي تضمنت ذكر عدة المطمقة قبؿ الدخوؿ‪ ،‬والمطمقة أثناء الحامؿ‪ ،‬والصغيرة التي ال تحيض‪،‬‬
‫والكبيرة التي يئست مف المحيض ‪ ،‬وىذا يندرج تحت تخصيص العاـ‪.‬‬

‫)‪ (ٖٛ‬المبصر لنور القرآن‪.)ٔٔ /ٔ ( ،‬‬


‫)‪ (ٖٜ‬ينظر مثالً‪ :‬ابف تيمة‪ ،‬أحمد بف تقي الديف‪ ،‬مقدمة في أصول التفسير‪ ،‬دار عمار‪ ،‬عماف‪ ،‬طٔ‪ٜٜٔٚ ،‬ـ‪،٘ٔ-ٗٗ ،‬‬
‫الزركشي‪ ،‬بدر الديف محمد بف عبداهلل‪ ،‬البرىان في عموم القرآن‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬طٔ‪ٜٔ٘ٚ ،‬ـ‪.)ٔٚٙ-ٔٚ٘/ٔ( ،‬‬
‫)ٓٗ( المبصر لنور القرآن‪ ( ،‬ـٔ‪ ،‬جٕ‪.)ٕٗ٘/‬‬
‫‪21‬‬

‫يم ُة ْاألَ ْن َع ِام إَِّال َما ُي ْتمَى‬ ‫ِ ِ َّ‬ ‫ُّيا الَِّذ َ‬


‫آم ُنوا أ َْوفُوا ِبا ْل ُعقُود أُحم ْت لَ ُك ْم َب ِي َ‬
‫ين َ‬ ‫وعند تفسيرىا لقولو تعالى‪َ  :‬ياأَي َ‬
‫َعمَ ْي ُك ْم‪[ ‬المائدة‪ ]ٔ :‬قالت‪ " :‬واستثنى اهلل عز وجؿ ما حرـ عمييـ في اآلية الثالثة مف الميتتة والدـ ولحـ‬
‫فيي تشير‬ ‫(‪)41‬‬
‫الخنزير وما أىؿ لغير اهلل‪ ،‬والمنخنقة‪ ،‬والموقوذة‪ ،‬والمتردية‪ ،‬والنطيحة‪ ،‬وما أكؿ السبع‪".‬‬
‫ُمجمؿ في ىذا السياؽ‪ ،‬وجاء بيانو في اآلية الثالثة وىي قولو‬ ‫إلى أف قولو تعالى‪ :‬إَِّال َما ُي ْتمَى َعمَ ْي ُك ْم‪‬‬
‫ير‪[ ‬المائدة‪ ،]ٖ :‬فيو مف تفسير المجمؿ بالمبيف‪.‬‬‫ا ْل ِخ ْن ِز ِ‬ ‫َّم َولَ ْح ُم‬
‫تعالى‪ُ  :‬حِّرَم ْت َعمَ ْي ُك ُم ا ْل َم ْيتَ ُة َوالد ُ‬
‫ون‪[ ‬المؤمنوف‪ ]ٕٙ :‬قالت‪ " :‬ونظيره قولو‬ ‫ص ْرِني ِب َما َك َّذ ُب ِ‬
‫ب ا ْن ُ‬ ‫ال َر ِّ‬‫وعند تفسيرىا لقولو تعالى‪ :‬قَ َ‬
‫ض ِم َن ا ْل َك ِ‬
‫َّو أ َِّني َم ْغمُ ٌ‬
‫وب‬ ‫َّار‪[ ‬نوح‪ ]ٕٙ :‬وقولو تعالى‪  :‬فَ َد َعا َرب ُ‬ ‫اف ِر َ‬
‫ين َدي ًا‬ ‫ب َال تَ َذ ْر َعمَى ْاأل َْر ِ‬ ‫تعالى‪َ  :‬ر ِّ‬
‫(‪)43‬‬ ‫فَا ْنتَ ِ‬
‫ص ْر‪[ ‬القمر‪ ،)42( "]ٔٓ :‬واألمثمة عمى جمعيا بيف اآلية ونظيرتيا أو نظائرىا كثيرة‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬تفسير القرآن بالسنة‪ :‬فقد أكثرت مف إيراد األحاديث النبوية في تفسيرىا‪ ،‬فيي تذكر األحاديث‬
‫تخصيصا‪ ،‬لتوضح معنى اآلية التي تفسرىا‪ ،‬ومف‬
‫ً‬ ‫بيانا لسبب النزوؿ‪ ،‬أو‬
‫تفسيرا‪ ،‬أو ً‬
‫ً‬ ‫المتعمؽ باآلية إما‬
‫ذلؾ مثالً‪:‬‬
‫ط ْعتُ ْم ِم ْن قَُّوٍة ‪[ ‬األنفاؿ‪ ]ٙٓ :‬قالت‪":‬عف عقبة‬ ‫استَ َ‬ ‫ِ‬
‫ما جاء عند تفسيرىا لقولو تعالى‪َ  :‬وأَع ُّدوا لَ ُي ْم َما ْ‬
‫استَطَ ْعتُ ْم ِم ْن قَُّوٍة‪‬‬ ‫ِ‬
‫بف عامر قاؿ‪ :‬سمعت رسوؿ اهلل ‪ ‬وىو عمى المنبر يقوؿ‪َ  ":‬وأَع ُّدوا لَ ُي ْم َما ْ‬
‫الرْم ُي‪ )44( ".‬فقد اعتمدت في تفسيرىا‬ ‫الرْم ُي‪ ،‬أ ََال إِ َّف اْلقُ َّوةَ َّ‬
‫الرْم ُي‪ ،‬أ ََال إِ َّف اْلقُ َّوةَ َّ‬
‫[األنفاؿ‪ ،]ٙٓ :‬أ ََال إِ َّف اْلقُ َّوةَ َّ‬
‫لمفظ القوة عمى تفسير النبي ‪.‬‬

‫يما َن ُي ْم ِبظُ ْمٍم أُولَ ِئ َك لَ ُي ُم ْاأل َْم ُن َو ُى ْم ُم ْيتَ ُد َ‬


‫ون‪‬‬ ‫ين آم ُنوا َولَم َي ْم ِب ُ ِ‬
‫سوا إ َ‬ ‫ْ‬
‫َِّ‬
‫وعند تفسيرىا لقولو تعالى‪  :‬الذ َ َ‬
‫[األنعاـ‪ ]ٕٛ :‬قالت‪":‬ذكرت كتب التفسير أنو لما نزلت ىذه اآلية شؽ ذلؾ عمى الصحابة‪ ،‬وقالوا‪ :‬أينا لـ‬
‫اف ِال ْبنِ ِو‪َ { :‬يا ُب َن َّي الَ تُ ْش ِر ْؾ بِالمَّ ِو إِ َّف‬ ‫وف‪ ،‬إَِّن َما ُى َو َك َما قَ َ‬
‫اؿ لُ ْق َم ُ‬ ‫يظمـ نفسو؟ فقاؿ ‪ " :‬لَ ْي َس َك َما تَظُُّن َ‬
‫يـ"‪ )45(.‬وىذا مف تفسير النبي ‪ ‬لمقرآف بالقرآف‪ ،‬وىو مف تخصيص العاـ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬
‫الش ْر َؾ} [لقماف‪ ]ٖٔ :‬لَظُْم ٌـ َعظ ٌ‬
‫ير ‪[ ‬االنشقاؽ‪ ]ٛ :‬ذكر حديثيف روتيما‬ ‫س ًابا َي ِس ًا‬ ‫ف يحاس ِ‬
‫ب حَ‬‫س ْو َ ُ َ َ ُ‬
‫وعند تفسيرىا قولو تعالى‪  :‬فَ َ‬
‫اس ْبنِي ِح َس ًابا َي ِس ًيرا" فمما انصرؼ‪،‬‬
‫عائشة ػ رضي اهلل عنيا ػ األوؿ‪ :‬أنيا سمعت النبي ‪ ‬يقوؿ‪" :‬المَّي َّـ ح ِ‬
‫ُ َ‬

‫)ٔٗ( المبصر لنور القرآن‪ ( ،‬ـٖ‪ ،‬ج‪.)ٗٔ/ٙ‬‬


‫)ٕٗ( المبصر لنور القرآن‪ ( ،‬ـ‪ ،ٚ‬ج‪.)ٕٖ ،ٔٛ‬‬
‫)ٖٗ( ينظر مثال‪ :‬المبصر لنور القرآن‪ (،‬ـ‪ ،ٚ‬ج‪)ٕٔٔ ،ٖٚ،ٔٓٚ ،ٚ٘ ،ٜٔ‬‬
‫)ٗٗ( المبصر لنور القرآن‪ ( ،‬ـٗ‪ ،‬ج ٓٔ‪ ،)ٕ٘ /‬والحديث أخرجو مسمـ في صحيحو‪ ،‬كتاب اإلمارة‪ ،‬باب فضؿ الرمي‪.‬‬
‫)٘ٗ( المبصر لنور القرآن‪ ( ،‬ـٖ‪ ،‬ج‪ ،)ٔ٘ٗ/ٚ‬أخرجو البخاري‪ ،‬كتاب استتابة المرتديف‪ ،‬باب ما جاء في المتأوليف‪.‬‬
‫‪22‬‬

‫ش‬ ‫َف َي ْنظُ َر ِفي َسي َِّئاتِ ِو َوَيتَ َج َاوُز لَوُ َع ْنيَا‪ ،‬إِنَّوُ َم ْف ُنوِق َ‬
‫قمت‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪ ،‬ما الحساب اليسير؟ قاؿ‪" :‬أ ْ‬
‫اب َي ْو َمئٍِذ َىمَ َؾ"‪.‬‬ ‫ِ‬
‫اْلح َس َ‬
‫وسب يوـ اْل ِقي ِ‬ ‫ِ‬
‫اؿ اهللُ‬‫ت‪ :‬أَلَ ْي َس قَ ْد قَ َ‬ ‫ب"‪ .‬فَ ُقْم ُ‬ ‫امة‪ُ ،‬ع ِّذ َ‬ ‫والثاني‪ :‬أنيا قالت‪ :‬قاؿ رسوؿ اهلل ‪َ ":‬م ْف ُح َ َ ْ َ َ َ‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬ ‫ب ِح َس ًابا َي ِس ًا‬
‫ض‪َ ،‬م ْف‬ ‫اب‪ِ ،‬إَّن َما َذاؾ اْل َع ْر ُ‬ ‫اؿ‪ :‬لَ ْي َس َذاؾ اْلح َس ُ‬ ‫ير‪[ ‬االنشقاؽ‪]ٛ :‬؟ فَقَ َ‬ ‫اس ُ‬
‫ؼ ُي َح َ‬ ‫تعالى‪  :‬فَ َس ْو َ‬
‫ش اْل ِحساب يوـ اْل ِقي ِ‬
‫ب"‪ )46(.‬فقد اعتمدت عمى الحديث النبوي في إزالة المبس عف ىذه اآلية‪،‬‬ ‫امة ُع ِّذ َ‬
‫َ َ َْ َ َ َ‬ ‫ُنوِق َ‬
‫وفي بياف معنى الحساب اليسير‪.‬‬
‫ٖ‪ .‬تفسير القرآن بأقوال الصحابة و التابعين‪:‬‬
‫فقد اعتمدت أقواؿ الصحابة والتابعيف في تفسيرىا‪ ،‬ووأردت أقواليـ عند تفسيرىا لكثير مف آيات القرآف‬
‫ق لَم َّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الكريـ‪ ،‬ومف ذلؾ ما جاء عند تفسيرىا لقولو تعالى‪  :‬لَوَال ِكتَ ِ‬
‫اب‬
‫َخذْتُ ْم َع َذ ٌ‬ ‫يما أ َ‬ ‫س ُك ْم ف َ‬ ‫س َب َ َ‬ ‫اب م َن المَّو َ‬‫ٌ‬ ‫ْ‬
‫يم ‪[ ‬األنفاؿ‪ ]ٙٛ :‬قالت‪" :‬عف سعد بف أبي وقاص قاؿ سبقت ليـ مف اهلل سبحانو وتعالى الرحمة‬ ‫ِ‬
‫َعظ ٌ‬
‫وى ْم ُي َع ِّذ ْب ُي ُم المَّ ُو ِبأ َْي ِدي ُك ْم َوُي ْخ ِزِى ْم‬
‫قبؿ أف يعمموا المعصية" ‪ ،‬وعند تفسيرىا لقولو تعالى‪  :‬قَ ِاتمُ ُ‬
‫(‪)47‬‬

‫ص ْرُك ْم َعمَ ْي ِي ْم‪[ ‬التوبة‪ ]ٔٗ :‬ذكرت قوؿ ابف عباس ػ رضي اهلل عنيما ػ ‪ :‬ىـ بطوف مف اليمف وسبأ‬ ‫َوَي ْن ُ‬
‫شديدا‪ ،‬فبعثوا إلى رسوؿ اهلل ‪ ‬يشكوف إليو فقاؿ‪ " :‬أبشروا‬ ‫ً‬ ‫قدموا إلى مكة فأسمموا‪ ،‬فمقوا مف أىميا أذى‬
‫ب إَِّال المَّ ُو‪‬‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫ِ‬
‫ض ا ْل َغ ْي َ‬ ‫وعند تفسيرىا لقولو تعالى‪ُ  :‬ق ْل َال َي ْعمَ ُم َم ْن في َّ َ َ‬ ‫فإف الفرج قريب"‪.‬‬
‫(‪)48‬‬

‫[النمؿ‪ ]ٙ٘ :‬قالت بعد كالـ‪ ":‬عف مسروؽ عف عائشة ػ رضي اهلل عنيا ػ قالت‪ :‬مف زعـ ّأنو يعمـ ما في‬
‫ب إَِّال‬ ‫السماو ِ‬
‫ات َو ْاأل َْر ِ‬ ‫عز وجؿ يقوؿ‪ :‬قُ ْل ال َي ْعمَ ُم َم ْن ِفي َّ‬
‫ض ا ْل َغ ْي َ‬ ‫غد فقد أعظـ عمى اهلل الفرية‪ ،‬واهلل ّ‬
‫(‪)49‬‬
‫المَّ ُو‪".‬‬
‫اىيم ِألَِب ِ‬
‫يو‬ ‫ومف أمثمة اعتمادىا عمى أقواؿ التابعبيف ما جاء عند تفسيرىا لقولو تعالى‪  :‬وِا ْذ قَ َ ِ ِ‬
‫ال إ ْب َر ُ‬ ‫َ‬
‫اما آلِ َي ًة ‪[ ‬األنعاـ‪ ]ٚٗ :‬قالت‪ :‬عف محمد بف كعب وقتادة وجاىد والحسف‪ :‬أف إبراىيـ‬ ‫ِ‬
‫آزَر أَتَتَّخ ُذ أ ْ‬
‫َص َن ً‬ ‫َ‬
‫وعند تفسيرىا‬ ‫(‪)50‬‬
‫عدو هلل‪ ،‬فمـ يستغفر لو‪"..‬‬
‫لـ يزؿ يستغفر ألبيو حتى مات‪ ،‬فمما مات تبيف لو أنو ّ‬

‫)‪ (ٗٙ‬المبصر لنور القرآن‪ ( ،‬ـٔٔ‪ ،‬جٖٓ‪ ،)ٕٖٔ/‬والحديث األوؿ أخرجو اإلماـ أحمد في مسنده‪ ، )٘ٓ /ٙ( ،‬رقـ‪،)ٕٕٗٙٔ( :‬‬
‫وفاؿ شعيب األرنؤوط ‪ :‬حديث صحيح دوف قولو ‪ :‬سمعت النبي ‪ ‬يقوؿ في صالتو ‪ " ...‬فيذه الزيادة تفرد بيا محمد بف إسحاؽ‪،‬‬
‫وأما الثاني فأخرجو مسمـ في صحيحو‪ ،‬كتاب الجنة ونعيميا‪ ،‬باب إثبات الحساب‪ ،‬برقـ‪.)ٕٛٚٙ( :‬‬
‫)‪ (ٗٚ‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٗ‪ ،‬جٗٓٔ‪.)ٖٙ /‬‬
‫)‪(ٗٛ‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٗ‪ ،‬جٓٔ‪ .)ٙ٘ /‬مف أمثمة تفسير الصحابة‪( ،‬ـٗ‪ ،‬جٗٓٔ‪ ( ،)ٙٛ /‬ـ‪ ،ٚ‬ج‪)ٕٔ /ٜٔ‬‬
‫)‪ (ٜٗ‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـ‪ ،ٛ‬جٕٓ‪.)ٖٔ /‬‬
‫)ٓ٘( المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٖ‪،‬ج‪.)ٔٗٙ/ٚ‬‬
‫‪23‬‬

‫لقولو تعالى‪ :‬ويذ ِ‬


‫ْى ْب َغ ْيظَ ُقمُوِب ِي ْم‪[ ‬التوبة‪ ]ٔ٘ :‬نقمت عف السدي قولو‪" :‬ويذىب غيظ قموبيـ حيف‬ ‫َُ‬
‫(‪)51‬‬
‫حيف قتميـ بنو بكر وأعانتيـ قريش‪".‬‬
‫ثالثًا‪ :‬موقفيا من قضايا عموم القرآن‬
‫أظير االستق ارء اىتماـ نائمة صبري في تفسيرىا ببعض مسائؿ عموـ القرآف‪ ،‬فقد اىتمت ببياف المكي‬
‫والمدني مف السور واآليات‪ ،‬وأسماء السور مع وجو التسمية‪ ،‬وعدد آياتيا‪ ،‬وعدد كمماتيا‪ ،‬وعدد حروفيا‪،‬‬
‫ولـ تخؿ سورة إال وذكرت في تقديميا ليا ذلؾ‪ ،‬وىي في كؿ ذلؾ تقتصر عمى مجرد الذكر دوف تميؽ‬
‫بدأت تفسيرىا لسورة العنكبوت بقوليا‪ ":‬سورة غافر مكية عدا آيتيف( ‪)٘ٙ،٘ٚ‬‬ ‫وال تعقيب‪ ،‬فمثالً‬
‫فمدنيتاف‪ .‬عدد آياتيا خمس وثمانوف آية (٘‪ )ٛ‬آية‪ ...‬عدد كمماتياألؼ ومائة وتسع وتسعوف كممة(‬
‫‪ )ٜٜٔٔ‬كممة‪ .‬عدد حروفيا أربعة آالؼ وتسعمائة وستوف حرفًا (ٓ‪ )ٜٗٙ‬حرفًا‪ ...‬سميت سورة غافر ‪..‬‬
‫ومف أبرز قضايا عموـ‬ ‫(‪)52‬‬
‫وتسمى سورة المؤمف لذكر قصة مؤمف آؿ فرعوف‪ ،‬وتسمى سورة الطّوؿ‪".‬‬
‫القرآف التي ظيرت في تفسيرىا‪ ،‬ما يمي‪:‬‬
‫ٔ‪ .‬أسباب النزول‪:‬‬
‫أي‪ :‬أف حادثة تكوف قد‬ ‫(‪)53‬‬
‫سبب النزوؿ‪" :‬ىو ما نزؿ قرآف بشأنو وقت وقوعو كحادثة أو سؤاؿ"؛‬
‫وقعت في زمف تن ّزؿ القرآف عمى قمب النبي ‪ ‬أو سؤاؿ ِّ‬
‫وجو إليو ‪ ‬فتنزؿ اآلية أو اآليات بشأف تمؾ‬
‫الحادثة أو متضمنة الجواب عف السؤاؿ‪ ،‬وىي تًعيف عمى فيـ اآلية القرآنية‪.‬‬
‫ولـ تترؾ نائمة صبري تفسيرىا بمعزؿ عف أسباب النزوؿ‪ ،‬فقد اىتمت بذكرىا‪ ،‬ووضعت لذلؾ عنو ًانا‪،‬‬
‫صِّنفت في ىذا العمـ‪ ،‬مع تقيدىا‬
‫وىي في ىذا مجرد ناقمة‪ ،‬فقد نقمت عف كتب التفسير‪ ،‬أو الكتب التي ُ‬
‫بالتوثيؽ مف الكتب التي نقمت منيا‪ ،‬ولكف ػ مما يؤخذ عمييا ػ أنيا تكتفي بالتوثيؽ مف الكتب التي نقمت‬
‫عنيا‪ ،‬ولـ تذكر درجتيا مف الصحة أو الضعؼ‪ ،‬ولـ تفرؽ بيف الصيغة الصريحة وغير الصريحة ‪،‬‬
‫(‪)54‬‬
‫وعند ذكرىا ألكثر مف رواية في سبب النزوؿ ال تذكر الراجح منيا‪ ،‬وال تعقب عمييا ٍ‬
‫بشئ‪.‬‬
‫ِ‬ ‫ان لِ َب َ‬
‫َن ُي ْؤِت َي ُو المَّ ُو ا ْلكتَ َ‬
‫اب‬ ‫ش ٍر أ ْ‬ ‫ومف ذلؾ مثالً‪ :‬ما جاء عند ذكرىا لسبب نزوؿ قولو تعالى‪َ  :‬ما َك َ‬
‫ون المَّ ِو‪[ ‬آؿ عمراف‪ ]ٜٚ :‬حيث قالت‪ ":‬أخرج ابف‬ ‫ادا لِي ِم ْن ُد ِ‬
‫اس ُكوُنوا ِع َب ً‬
‫ول لِ َّمن ِ‬ ‫َوا ْل ُح ْكم َو ُّ‬
‫الن ُب َّوةَ ثُ َّم َيقُ َ‬ ‫َ‬

‫)ٔ٘( المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٗ‪ ،‬ج ٓٔ‪ ،)ٙٙ /‬والمذكور في الكتاب‪ :‬وأغاظتيـ قريش‪ ،‬والصواب ما ذكرت‪ ،‬ينظر الطبري‪،‬‬
‫جامع البيان‪ .)ٔٙٔ/ٔٗ( ،‬ومف األمثمة لتفسير التابعيف‪( ،‬ـٗ‪ ،‬جٗٓٔ‪( ،)ٖٛ/ٗ( ،)ٙٚ/‬ـٗ‪ ،‬جٓٔ‪)ٜٛ/‬‬
‫)ٕ٘( المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـ‪ ،ٜ‬ج ٕٗ‪ .)ٙٓ/‬وينظر مثال‪( :‬ـ‪ ،ٛ‬جٕٓ‪( ،)ٜٚ /‬ـٔٔ‪ ،‬ج ٖٓ‪)ٕ٘ٛ ،ٖٕٙ ،ٕٖٓ /‬‬
‫)ٖ٘(القطاف‪ ،‬مناع خميؿ‪ ،‬مباحث في عموم القرآن‪ ،‬مكتبة المعارؼ لمنشر والتوزيع ‪ ،‬طٖ‪ٕٓٓٓ ،‬ـ‪)ٚٛ (،‬‬
‫)ٗ٘( ينظر مثالً‪ :‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٔ‪،‬جٕ ‪.،ٜٔٙ،ٕٖٗ ،ٖٔٙ ،ٔٗٙ ،ٔٗ٘ /‬‬
‫‪24‬‬

‫إسحاؽ والبييقي عف ابف عباس ػ رضي اهلل عنيماػ قاؿ‪ :‬قاؿ أبو رافع القرظي حيف اجتمعت األحبار مف‬
‫الييود والنصارى مف أىؿ نجراف عند رسوؿ اهلل‪ ،‬ودعاىـ إلى اإلسالـ‪ :‬أتريد يا محمد أف نعبدؾ كما تعبد‬

‫سمِ ُم َ‬
‫ون‪‬‬ ‫كان لِ َب َ‬
‫ش ٍر‪ ‬إلى قولو‪َ  :‬ب ْع َد إِ ْذ أَ ْنتُ ْم ُم ْ‬ ‫النصارى عيسى؟ قاؿ‪ :‬معاذ اهلل‪ ،‬فأنزؿ اهلل في ذلؾ‪ :‬ما َ‬
‫‪ .‬وأخرج عبد الرزاؽ في تفسيره عف الحسف البصري قاؿ‪ :‬بمغني أف رجال قاؿ‪ :‬يا رسوؿ اهلل‪ ،‬نسمّـ‬
‫عميؾ‪ ،‬كما يسمـ بعضنا عمى بعض‪ ،‬أفال نسجد لؾ؟ قاؿ‪ :‬ال‪ ،‬ولكف أكرموا نبيكـ‪ ،‬واعرفوا الحؽ ألىمو‪،‬‬

‫كان لِ َب َ‬
‫ش ٍر‪ ‬إلى قولو‪َ  :‬ب ْع َد إِ ْذ أَ ْنتُ ْم‬ ‫فإنو ال ينبغي أف يسجد ألحد مف دوف اهلل‪ ،‬فأنزؿ اهلل‪  :‬ما َ‬
‫ون‪ )55( ".‬فقد أوردت في سبب نزوؿ اآلية روايتيف‪ ،‬ولـ تعقب عييما‪ ،‬ولـ ترجح بينيما‪.‬‬ ‫سمِ ُم َ‬ ‫ُم ْ‬
‫السو ِء ِم َن ا ْلقَ ْو ِل إَِّال َم ْن ظُِم َم‪[ ‬النساء‪:]ٔٗٛ :‬‬ ‫وعند تفسيرىا قولو تعالى‪َ :‬ال ُي ِح ُّ‬
‫ب المَّ ُو ا ْل َج ْي َر ِب ُّ‬
‫ب‬‫قالت تحت عنواف سبب النزوؿ‪ ":‬أخرج ىناد بف السرى في كتاب الزىد عف مجاىد قاؿ ‪ :‬أنزلت َال ُي ِح ُّ‬
‫السو ِء ِم َن ا ْلقَ ْو ِل إَِّال َم ْن ظُمِ َم‪ ‬في رجؿ أضاؼ رجال بالمدينة فأساء قراه فتحوؿ عنو فجعؿ‬ ‫المَّ ُو ا ْل َج ْي َر ِب ُّ‬
‫يثني عميو بما أواله‪ .‬وقاؿ مجاىد وغيره‪ :‬ىو في الضيؼ المحوؿ رحمو‪ ،‬فإنو يجير الذي لـ يكرمو بالسوء‬
‫فذكرت ىنا روايتيف في سبب النزوؿ‪،‬‬ ‫(‪)56‬‬
‫مف القوؿ‪ ،‬فقد رخص لو أف يقوؿ فيو‪ :‬وفي ىذا نزلت اآلية‪".‬‬
‫ٍ‬
‫بشيء‪.‬‬ ‫ومع أف صيغة سبب النزوؿ فييما محتممة إال أنيا لـ تُشر إلى ذلؾ‪ ،‬ولـ تُعقّب‬
‫ٕ‪ .‬الناسخ والمنسوخ‪:‬‬
‫بد لممفسر مف اإللماـ بيا قبؿ تفسيره لمقرآف‪،‬‬
‫عد عمـ الناسخ والمنسوخ مف العموـ األساسية التي ال ّ‬
‫ُي ّ‬
‫مبينا أىمية ىذا العمـ‪ ":‬معرفة ىذا الباب أكيدة وفائدتو عظيمة‪ ،‬ال يستغني عف معرفتو‬
‫قاؿ القرطبي ً‬
‫العمماء‪ ،‬وال ينكره إال الجيمة األغبياء‪ ،‬لما يترتب عميو مف النوازؿ في األحكاـ‪ ،‬ومعرفة الحالؿ مف‬
‫بيعدا عف نائمة صبري في تفسرىا‪ ،‬فقد اعتمدت عميو في‬ ‫ولـ يكف الناسخ والمنسوخ ً‬
‫(‪)57‬‬
‫الحراـ"‪.‬‬
‫مواضع متعددة مف تفسيرىا‪ ،‬وكانت البداية عند تفسيرىا لقولو تعالى‪ :‬ما َن ْنس ْخ ِم ْن آي ٍة أَو ُن ْن ِسيا َنأ ِ‬
‫ْت‬ ‫َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِب َخ ْي ٍر ِم ْن َيا أ َْو ِم ْثمِ َيا‪[ ‬البقرة‪ ]ٔٓٙ :‬ذكرت أف النسخ ياتي بمعنى اإلزالة‪ ،‬وياتي بمعنى التبديؿ‪ ،‬ثـ‬
‫أقرت بوقوعو في الشريع اإلسالمية‪ ،‬وأنو أوؿ ما وقع في نسخ القبمة‪ ،‬ثـ بينت أف الحكمة منو م ارعاة‬
‫فرقت بيف النسخ والبداء‬
‫مصالح الناس؛ ألف اليدؼ مف تشريع األحكاـ ىو تحقيؽ مصالح العباد‪ ،‬ثـ ّ‬
‫الذي يدعيو الييود‪ ،‬ثـ ذكرت أف وقت النسخ في حياة النبي ‪ ‬فقط‪ ،‬وتحت عنواف‪( :‬أنواع النسخ)‬
‫ذكرت نوعيف‪ :‬أحدىما‪:‬النسخ الصريح‪ ،‬وذلؾ بأف ينص الشارع صراحة عمى النسخ‪ .‬والثاني‪ :‬النسخ‬

‫)٘٘(المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٕ‪ ،‬جٖ ‪.)ٕٜٙ /‬‬


‫)‪ (٘ٙ‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٖ‪ ،‬ج‪.)ٖ /ٙ‬‬
‫)‪ (٘ٚ‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بف أحمد‪،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬دار الكتب المصرية ‪ ،‬القاىرة‪ ،‬طٕ‪ٜٔٙٗ ،‬ـ ‪.)ٕٙ /ٕ( ،‬‬
‫‪25‬‬

‫الضمني‪ ،‬وذلؾ بأف ال ينص الشارع صراحة عمى النسخ‪ ،‬ولكف يأتي بحكـ معارض لحكـ سابؽ دوف‬
‫ين ُيتََوفَّ ْو َن ِم ْن ُك ْم‬
‫التصريح بالنسخ مع عدـ إمكاف الجمع بينيما‪ ،‬ومثمت ليذا النوع بقولو تعالى‪َ  :‬والَِّذ َ‬
‫اح َعمَ ْي ُك ْم ِفي َما فَ َع ْم َن‬ ‫اعا إِلَى ا ْل َح ْو ِل َغ ْي َر إِ ْخ َر ٍ‬
‫اج فَِإ ْن َخ َر ْج َن فَ َال ُج َن َ‬ ‫اج ِي ْم َمتَ ً‬
‫ون أ َْزواجا و ِ‬
‫صيَّ ًة ِأل َْزَو ِ‬ ‫َوَي َذ ُر َ َ ً َ‬
‫وف والمَّ ُو ع ِز ٌ ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يم ‪[ ‬البقرة‪ ]ٕٗٓ :‬حيث ذكرت أف ىذه أفادت أف عدة المتوفى‬ ‫يز َحك ٌ‬ ‫َ‬ ‫في أَ ْنفُس ِي َّن م ْن َم ْع ُر َ‬
‫ين ُيتََوفَّ ْو َن ِم ْن ُك ْم‬
‫عنيا زوجيا سنة كاممة‪ ،‬وأف ىذا الحكـ كاف أوؿ اإلسالـ‪ ،‬ثـ ورد قولو تعالى‪َ  :‬والَِّذ َ‬
‫ش ًار‪[ ‬البقرة‪ ]ٕٖٗ :‬فبيف عدة المتوفى عنيا زوجيا‪،‬‬ ‫ش ُي ٍر َو َع ْ‬‫َّص َن ِبأَ ْنفُ ِس ِي َّن أ َْرَب َع َة أَ ْ‬
‫اجا َيتََرب ْ‬
‫ون أ َْزَو ً‬‫َوَي َذ ُر َ‬
‫واف كاف النسخ في اآلية‬ ‫(‪)58‬‬
‫ضمنا لحكـ اآلية السابقة؛ ألنيا نزلت بعدىا‪.‬‬
‫ً‬ ‫وكانت ىذه اآلية ناسخة‬
‫موضع خالؼ بيف العمماء ػ والمقاـ ال يتسع لتفصيؿ ذلؾ(‪ )59‬ػ إال أف مجرد التعارض ال ُيثبت النسخ‪ ،‬فقد‬
‫ٌن ِقؿ عف ابف الحصَّار‪ " :‬إنما ُيرجع في النسخ إلى نقؿ صريح عف رسوؿ اهلل ‪ ،‬أو عف صحابي يقوؿ‪:‬‬
‫آية كذا نسخت كذا‪ ،‬قاؿ‪ :‬وقد ُيحكـ بو عند وجود التعارض المقطوع بو مع عمـ التاريخ ُليعرؼ المتقدـ‬
‫(‪)60‬‬
‫والمتأخر‪".‬‬
‫وىي ترى أف النسخ قد يكوف كميِّا‪ ،‬كنسخ القبمة مف بيتت المقدس إلى المسجد الحراـ‪ ،‬وقد يكوف‬
‫جز ًئيا‪ ،‬وأوضحت ذلؾ بقوليا‪ ":‬أي‪ :‬برفع الحكـ السابؽ عف بعض أفراده الذيف ينطبؽ الحكـ عمييـ‪ ،‬قاؿ‬

‫وى ْم ثَ َم ِان َ‬
‫ين َج ْم َدةً َوَال تَ ْق َبمُوا لَ ُي ْم‬ ‫اجِم ُد ُ‬
‫اء فَ ْ‬
‫ش َي َد َ‬ ‫ات ثُ َّم لَ ْم َيأْتُوا ِبأ َْرَب َع ِة ُ‬
‫ون ا ْلم ْحص َن ِ‬
‫ين َي ْرُم َ ُ َ‬ ‫تعالى‪َ  :‬والَِّذ َ‬
‫فقد نسخ حكـ اآلية بالنسبة لؤلزواج إذا قذفوا زوجاتيـ‪،‬‬ ‫ون‪[ ‬النور‪]ٗ :‬‬ ‫اسقُ َ‬‫ادةً أَب ًدا وأُولَ ِئ َك ُىم ا ْلفَ ِ‬
‫ُ‬ ‫ش َي َ َ َ‬ ‫َ‬
‫ين‪[ ‬النور‪ ]ٙ :‬فأصبح حكـ‬ ‫الص ِاد ِق َ‬
‫ات ِبالمَّ ِو إِ َّن ُو لَ ِم َن َّ‬
‫اد ٍ‬
‫ش َي َ‬‫َح ِد ِى ْم أ َْرَبعُ َ‬
‫ادةُ أ َ‬
‫ش َي َ‬
‫وذلؾ بقولو تعالى‪  :‬فَ َ‬
‫ويالحظ ىنا أنيا أدخمت في النسخ ما ليس‬ ‫(‪)61‬‬
‫الزوج إذا قذؼ زوجو ولـ يكف عنده بينة أف ُيالعف ‪"..‬‬
‫منو؛ فاآلية محكمة وال تدخؿ تحت النسخ مطمقًا‪ ،‬قاؿ القاضي ابف العربي ‪ ":‬ليس ىذا بنسخ إنما ىو‬
‫إخراج بعض ما يتناولو العموـ لصالحية اشتمالو عميو أو بوجوب اشتمالو عميو عند آخريف‪ .‬والصحيح‬
‫(‪)62‬‬
‫خروجو بعد تناولو‪".‬‬
‫ثالثًا‪ :‬منيجيا في عرض المسائل الفقو‪:‬‬

‫)‪ (٘ٛ‬ينظر‪ :‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٔ‪ ،‬جٔ‪.)ٕٕٚ-ٕٕٗ /‬‬


‫)‪ (ٜ٘‬السيوطي ‪ ،‬اإلتقان في عموم القرآن‪.)ٔٗ٘ٗ /ٗ( ،‬‬
‫)ٓ‪ (ٙ‬ينظر مثالً‪ :‬ابف العربي ‪ ،‬محمد بف عبد اهلل ‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت ‪ ،‬طٖ‪ٕٖٓٓ ،‬ـ‪.)ٕٜٚ /ٔ( ،‬‬
‫)ٔ‪(ٙ‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٔ‪ ،‬جٔ‪.)ٕٕ٘ /‬‬
‫)ٕ‪ (ٙ‬ابف العربي ‪ ،‬محمد بف عبد اهلل ‪ ،‬الناسخ والمنسوخ في القرآن‪ ،‬مكتبة الثقافة الدينية‪ ،‬طٔ‪ٜٜٕٔ ،‬ـ‪.)ٖٕٔ /ٕ( ،‬‬
‫‪26‬‬

‫لـ تترؾ نائة صبري آية مف آيات األحكاـ إال وعرضت األحكاـ الشرعية التي تناولتيا‪ ،‬مع‬
‫االختصار‪ ،‬وعدـ التوسع في بياف األقواؿ‪ ،‬كما أنيا لـ تتوسع في ذكر األدلة‪ ،‬وانما اكتفت ببياف القوؿ‬
‫جممة مف غير تفصيؿ‪ ،‬بؿ كانت ػ في األعـ األغمب ػ تعنوف ثـ تذكر األحكاـ عمى شكؿ نقاط موجزة‪،‬‬
‫ومع أنيا التزمت االختصار وااليجاز في تفسيرىا آليات الحكاـ إال أنيا كانت تذكر أقواؿ المذاىب في‬
‫بعض األحكاـ باختصار‪ ،‬وأحياًنا تذكر الراجح منيا‪ ،‬ومف ذلؾ مثالً‪ :‬بعد تفسيرىا لقولو تعالى‪  :‬فَِإ ْن‬
‫طَمَّقَ َيا فَ َال تَ ِح ُّل لَ ُو ِم ْن َب ْع ُد َحتَّى تَ ْن ِك َح َز ْو ًجا َغ ْي َرهُ‪[ ‬البقرة‪ ]ٕٖٓ :‬ذكرت اختالؼ الفقياء في نكاح‬
‫المحمؿ‪ ،‬وأوردت أدلتيـ باختصار‪ ،‬ثـ قالت‪ :‬القوؿ األرجح ما ذىب إليو رأي الجميور؛ ألف النكاح يقصد‬
‫منو الدواـ واالستمرار ػ إلى وقت معيف ػ يبطمو‪ ،‬فإذا تزوجيا بقصد التحميؿ أو اشترط الزوج عميو أف‬
‫(‪)63‬‬
‫يطمقيا بعد الدخوؿ فقد فسد النكاح؛ ألنو يشبو نكاح المتعة حينئذ وىو باطؿ باتفاؽ العمماء‪".‬‬
‫ٍ‬ ‫َجمَ ُي َّن فَأ َْم ِس ُك ُ‬ ‫ولكف بعد تفسيرىا لقولو تعالى‪َ  :‬وِا َذا طَمَّ ْقتُم ِّ‬
‫وى َّن‬ ‫وى َّن ِب َم ْع ُروف أ َْو َ‬
‫سِّر ُح ُ‬ ‫اء فََبمَ ْغ َن أ َ‬
‫س َ‬‫الن َ‬ ‫ُ‬
‫وف‪[ ‬البقرة‪ ]ٕٖٔ :‬عنونت بػ ( أحكاـ فقيية)‪ ،‬ثـ ذكرت اختالؼ العمماء في كيفية المراجعة‪ ،‬ثـ‬ ‫ِبمعر ٍ‬
‫َ ُْ‬
‫أوردت األقواؿ باختصار‪ ،‬وبينت حجة ٍّ‬
‫كؿ مف اإلماـ الشافعي وأبي حنيفة‪ ،‬ولـ تذكر الراجح في ذلؾ‪.‬‬
‫و لع ّؿ االيجاز الذي سمكتو في تفسيرىا يحوؿ دوف بياف األدلة في كؿ موضع ‪ ،‬أو الراجح في كؿ‬ ‫(‪)64‬‬

‫مسألة فييا خالؼ‪.‬‬


‫ابعا‪ :‬موقفيا من القضايا المغوية‪:‬‬
‫رً‬
‫إف القارئ في ىذا التفسير يمحظ أف اىتماـ صاحبتو في القضايا المغوية يتركز في بياف معاني‬
‫المفردات القرآنية‪ ،‬أما النحو واإلعراب فمـ تكف تتعرض لو‪ ،‬ولعؿ السبب في ذلؾ يرجع إلى ىدفيا مف‬
‫التفسير‪ ،‬وحرصيا عمى تقديـ تفسير إجمالي بعبارات سيمة‪ ،‬وأما ما يتعمؽ بالبالغة فقد ظير اىتماميا‬
‫ببعض قضايا ىذا العمـ في مواضع مف تفسيرىا؛ ويمكف توضيح ذلؾ بإيجاز وعمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫ثـ تفُسر المعاني الغريبة‪،‬‬ ‫فكانت تعنوف ليا ػ عند تفسيرىا لكؿ آية ػ‬ ‫أما معاني المفردات‬
‫باختصار‪ ،‬وقد تذكر األصؿ االشتقاقي‪ ،‬والمعنى االصطالحي لبعض المفردات‪ ،‬واألمثمة كثيرة ومتفرقة‬

‫ض ِر َ‬
‫ب َمثًَال‬ ‫َن َي ْ‬ ‫في تفسيرىا‪ ،‬أذكر منيا عمى سبيؿ المثاؿ ما جاء عند قولو تعالى‪ :‬إِ َّن المَّ َو َال َي ْ‬
‫ستَ ْح ِيي أ ْ‬
‫ض ُّؿ لغة‪َ :‬‬
‫ضؿ‬ ‫وض ًة فَما فَوقَيا‪[ ‬البقرة‪ ]ٕٙ :‬حيث فسرت معاني المفردات في اآلية‪ ،‬فقالت‪ :‬ي ِ‬
‫ُ‬ ‫َما َب ُع َ َ ْ َ‬
‫ضالالً وضاللة‪ ،‬ضد اىتدى‪ ،‬فيو ضاؿ‪ ،‬جمع ضالؿ‪ .‬الفاسقيف لغة‪ :‬الفسؽ‪ :‬الخروج عف الشيء‪ ،‬فسؽ‬

‫)ٖ‪ (ٙ‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٔ‪ ،‬جٕ‪.)ٕٕٙ /‬‬


‫)ٗ‪ (ٙ‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٔ‪ ،‬جٕ‪.)ٕٙٚ /‬‬
‫‪27‬‬

‫اصطالحا‪:‬‬
‫ً‬ ‫فج َر فيو فاسؽ‪ ،‬جمع فاسقيف‪ .‬الفاسقيف‬ ‫فسقًا فسوقًا؛ خرج عف طريؽ الحؽ واإلصالح‪َ ،‬‬
‫ُّيا الَِّذ َ‬
‫ين‬ ‫وعند تفسيرىا لقولو تعالى‪َ  :‬ياأَي َ‬ ‫الخارجيف عف حدود اإليماف‪ ،‬وتخصيص اإلضالؿ بيـ‪".‬‬
‫(‪)65‬‬

‫آمنُوا أ َْوفُوا ِبا ْل ُعقُوِد‪[ ‬المائدة‪ ]ٔ :‬قالت‪ :‬العقود لغة‪ :‬جمع عقد‪ ،‬وأصؿ العقد عقد الشيء بغيره‪ ،‬وىو‬
‫َ‬
‫اصطالحا‪ :‬العيود المؤكدة‪ ،‬وما يشمؿ العقود التي‬
‫ً‬ ‫وصمو كما تعقد الحبؿ بالحبؿ إذا وصؿ بو ِّ‬
‫شدا‪ .‬و‬
‫(‪)66‬‬
‫عقدىا اهلل عمى عباده كالتكاليؼ‪".‬‬
‫وأما القضايا البالغية فقد تعرضت ليا في تفسيرىا‪ ،‬وعنونت لذلؾ عنو ًانا في بداية تفسيرىا لبعض‬
‫السور القرآنية‪ ،‬ثـ تذكرىا عمى شكؿ نقاط موجزة‪ ،‬ومف ذلؾ عمى سبيؿ المثاؿ مع فعمتو في بداية تفسيرىا‬
‫وصور بيانية بديعة‪ ،‬وىي‪.ٔ :‬‬
‫ًا‬ ‫وجوىا بالغية‬
‫ً‬ ‫لسورة العنكبوت‪ ،‬حيث قالت‪ " :‬تضمنت السورة الكريمة‬
‫الطباؽ‪ (:‬صدقوا والكاذبيف)‪( ،‬آمنوا ‪ ..‬والمنافقيف)‪( ،‬يعذب ويرحـ)‪( ،‬آمنوا وكفروا)‪( ،‬يبسط ويقدر)‪.‬‬
‫(وليحممف‬
‫ّ‬ ‫ٖ‪ .‬الجناس‪ ( :‬يسير و سيروا)‪.ٗ .‬اإلستعارة‪:‬‬ ‫ٕ‪ .‬صيغة المبالغة‪( :‬السميع العميـ)‪.‬‬
‫ب)؛ أي‪ :‬الميو‬‫الد ْن َيا إِ َّال لَ ْي ٌو َولَ ِع ٌ‬
‫٘‪ .‬التشبيو البميغ‪( :‬و َما َىِذ ِه اْل َح َياةُ ُّ‬
‫َ‬ ‫أثقاليـ) شبو الذنوب باألثقاؿ‪.‬‬
‫وجوىا بالغية‬
‫ً‬ ‫ومف ذلؾ ما جاء في بداية تفسيرىا سورة النازعات قالت‪ ":‬تضمنت السورة‬ ‫(‪)67‬‬
‫والمعب‪".‬‬
‫ٕ‪ .‬الجناس‪ ( :‬ترجؼ‬ ‫وصور بيانية بديعة‪ ،‬وىي‪ .ٔ :‬الطباؽ(االخرة واألولى)‪ ( ،‬عشية وضحاىا)‪.‬‬
‫ًا‬

‫ض َب ْع َد َذِل َ‬
‫ؾ‬ ‫اىا) وبيف ( َو ْاأل َْر َ‬
‫اىا َرفَ َع َس ْم َكيَا فَ َس َّو َ‬
‫اء َب َن َ‬
‫َّم ُ‬
‫الراجفة) ‪ .ٗ ...‬المقابمة بيف قولو‪( :‬الس َ‬
‫اىا)‪ )68(.‬وقد تبيف مف خالؿ المقارنة أنيا تعتمد في ذكرىا لوجوه البالغة عمى النقؿ الحرفي عف‬ ‫َد َح َ‬
‫أحيانا‬
‫غير أف الصابوني يذكر وجوه البالغة بعد تفسيره لمجموعة آيات‪ ،‬و ً‬
‫(‪)69‬‬
‫صفوة التفاسير لمصابوني‪،‬‬
‫في نياية السورة‪ ،‬وىي تقتصر عمى ذكر بعضيا في بداية تفسيرىا لبعض السور‪ ،‬وىي في ذلؾ مجرد‬
‫ناقمة‪.‬‬
‫ىذه أبرز معالـ منيج المرأة ػ نائمة صبري ػ في التفسير وقد اقتضت طبيعة ىذه الدراسة أف أعرضيا‬
‫ٍ‬
‫بشيء مف اإليجاز واالختصار‪ ،‬حتى ال أتجاوز عدد الصفحات المسموح بو‪ ،‬أسأؿ اهلل تعالى أف يجزييا‬
‫ٍ‬
‫نقص‪ ،‬وال‬ ‫عنا خير الجزاء‪ ،‬فقد حوى ىذا التفسير في طياتو فوائد جمة‪ ،‬لكف العمؿ البشري ال ُيعدـ مف‬
‫ُيعدـ ك ّؿ ٍ‬
‫كتاب مف ممحوظات‪.‬‬

‫)٘‪(ٙ‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬جٔ‪،‬ـٔ‪.)ٜ٘ /‬‬


‫)‪ (ٙٙ‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٖ‪ ،‬جٕ‪.)ٗٓ/‬‬
‫)‪ (ٙٚ‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـ‪ ،ٛ‬جٕٓ‪)ٜٚ /‬‬
‫)‪(ٙٛ‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٔٔ‪ ،‬جٖٓ‪ .)ٗٙ/،‬وينظر مثالً‪( :‬ـٔٔ‪ ،‬جٖٓ‪.)٘ٙٓ ،ٖ٘ٗ ،ٗٔٗ /،‬‬
‫)‪ (ٜٙ‬ينظر مثالً‪ :‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـ‪ ،ٛ‬جٕٓ‪ )ٜٚ /‬وقارف بػ الصابوني‪ ،‬صفوة التفاسير‪ ،‬دار القرآف‪ ،‬بيروت‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫ٔ‪ٜٔٛ‬ـ‪ ،)ٙٔ -ٙٓ /ٔٔ( ،‬المبصر لنور القرآن‪( ،‬ـٔٔ‪ ،‬جٖٓ‪ )ٗٙ/،‬وقارف بػ الصابوني‪ ،‬صفوة التفاسير‪.)ٔٙ/ٕٓ( ،‬‬
‫‪28‬‬

‫الخاتمة‬
‫الحمد هلل الذي بنعمتو تتـ الصالحات‪ ،‬وبإعانتو تكتمؿ األمور‪ ،‬فبعد أف أتممت ىذه الدراسة ال يسعني‬
‫إال أف أسجؿ النتائج التي توصمت إلييا في النقاط الموجزة اآلتية‪:‬‬
‫مر تفسير القرآف الكريـ بمراحؿ متعدد‪ ،‬وقد تميز التفسير في مرحمتو األولى ػ مرحمة التأسيس ػ‬
‫ٔ‪ّ .‬‬
‫ببروز االتجاه األثري‪ ،‬واالتجاه المغوي‪ ،‬واختصاره عمى اإليجاز واالختصار‪ ،‬وعدـ شمولو لكؿ آية مف‬
‫االيات القرآنية‪.‬‬
‫ٕ‪ .‬إف مشاركة المرأة لمرجؿ في تفسير القرآف ظيرت منذ أوؿ العيد االسالمي ‪ ،‬وأف عائشة أـ‬
‫المؤمنيف ػ رضي اهلل عنيا وعف أبييا ػ أوؿ إمرأة امتمكت أدوات التفسير‪ ،‬وساىمت في تفسير القرآف‬
‫الكريـ‪.‬‬
‫جيدا في تفسير القرآف الكريـ مف أتباع التابعيف نفيسة بنت الحسف‬
‫ليف ً‬
‫ٖ‪ .‬مف النساء المواتي كاف ّ‬
‫بف زيد بف الحسف ابف عمي بف أبي طالب‪ ،‬وقد ذكرىا صاحب معجـ المفسريف‪.‬‬
‫ٗ ‪ .‬خمت المرحمة التأصيمية التي بدأت في القرف الثالث‪ ،‬مف وجود جيد لممرأة في تفسير القرآف‬
‫الكريـ‪.‬‬
‫٘‪ .‬في مرحمة التفريع ػ الممتدة مف القرف الرابع إلى القرف الرابع عشر اليجري ػ كاف ألكثر مف إمرأة‬
‫جيد في التفسير‪ ،‬ومف ىؤالء ياسمينة بنت سعد بف محمد السيراوندي‪( ،‬ت ٕٓ٘ىػ)‪ ،‬وجاناف بيكـ (ت‬
‫ٓ‪ٔٓٚ‬ىػ)‪ ،‬بنت األمير الكبير عبد الرحيـ بف بيرـ خاف زيب النساء بنت السمطاف محي الديف أورنؾ‬
‫زيب عالمكير أكبر مموؾ اليند (ت ٖٔٔٔىػ)‪.‬‬
‫‪ .ٙ‬يرجع سبب خمو الكتب التي تحدثت عف التفسير والمفسروف مف الحديث عف تفسير المرأة إلى‬
‫عدـ ظيور تفسير لممرأة وانتشاره منذ القرف األوؿ حتى بداية القرف الرابع عشر‪.‬‬
‫‪ .ٚ‬مف أبرز ما ُيميز التفسير في مرحمة التجديد التي بدأت بالقرف الرابع عشر دخوؿ المرأة في ميداف‬
‫التفسير سواء أكاف ذلؾ عمى مستوى تفسير القرآف كامالً‪ ،‬أـ عمى مستوى تفسير بعض سور القرآف‪ ،‬أـ‬
‫عمى مستوى الموضوع القرآني‪.‬‬
‫تفسير لعدد مف سور‬
‫ًا‬ ‫تفسير لمقرآف كامالً ىي زينب الغزالي‪ ،‬وأوؿ إمرأة قدمت‬
‫ًا‬ ‫‪ .ٛ‬أوؿ امرأة قدمت‬
‫القرآف الكريـ ىي عائشة بنت الشاطيء‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫تفسير لمقرآف كامالً‪ ،‬زينب الغزالي‪ ،‬وفوقية الشربيني‪ ،‬وفاطمة‬


‫ًا‬ ‫‪ .ٜ‬النساء المعاصرات المواتي َّ‬
‫قدمف‬

‫ر كوروف ‪ ،‬تركية األصؿ‪ ،‬وتفسيرىا بالمغة‬‫الدردنجي‪ ،‬وسم ا‬ ‫كريماف‪َ ،‬ك ِ‬


‫اممَةُ ال َكو ِاري‪ ،‬نائمة صبري‪ ،‬ىياـ ُّ‬
‫َْ‬
‫مجمد و ٍ‬
‫احد‪.‬‬ ‫مجمدا‪ ،‬وأقصرىا في ٍ‬
‫ً‬ ‫التركية‪ ،‬وجاء أطوؿ تفسير لممرأة في أحد عشر‬
‫ٓٔ ‪ .‬تنوعت اتجاىات التفسير عند المرأة ‪ ،‬ومف االتجاىات التي برزت في تفسيرىا‪ ،‬االتجاه البياني‬
‫عند بنت الشاطيء ‪ ،‬واالتجاه األدبي عند حناف الحاـ‪ ،‬واالتجاه الحركي عند زينب الغزالي‪ ،‬واالتجاه‬
‫األثري عند نائمة صبري‪.‬‬
‫ٔٔ ‪ .‬اعتمد نائمة صبري في تفسيرىا أصح طرؽ التفسير‪ ،‬وتضمف بعض عموـ القرآف الكريـ‪ ،‬والفقو‪،‬‬
‫وبعض عموـ المغة‪ ،‬وتجنبت مسائؿ النحو واإلعراب‪ ،‬وغمب عمى تفسيرىا النقؿ واالختصار‪.‬‬
‫ٕٔ‪ .‬مما تميز بو تفسير نائمة صبري أسموبو السيؿ‪ ،‬وترتيبو المريح‪ ،‬حيث عنونت فيو بعناويف جانبية‬
‫تُسيؿ عمى القارئ الوصوؿ إلى بغيتو‪ ،‬واختارت فيو أسيؿ العبارات‪ ،‬ومما يؤخذ عمييا اعتمادىا عمى‬
‫النقؿ دوف تعقيب أو تعميؽ‪ ،‬وأدخمت في أسباب النزوؿ ما ليس منيا وكذلؾ فعمت في الناسخ والمنسوخ‪.‬‬

‫وآخر دعواىـ أف الحمد هلل رب العالميف‬

‫المصادر والمراجع‬

‫أحمد بف حنبؿ‪ ،‬المسند‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬أحمد محمد شاكر‪،‬دار الحديث‪ ،‬القاىرة‪ ،‬طٔ‪ٔ992،‬م ‪.‬‬ ‫ٔ‪.‬‬
‫البخاري‪ ،‬محمد بف إسماعيؿ‪ ،‬الصحيح‪ ،‬ترقيـ محمد فؤاد عبد الباقي‪ ،‬طٔ‪ٕٕٔٗ ،‬ىػ‪.‬‬ ‫ٕ‪.‬‬
‫بدر‪ ،‬عبداهلل أبو السعود‪ ،‬تفسير أـ المؤمنيف عائشة ػ رضي اهلل عنيا ػ جمع وتحقيؽ ودراسة‪،‬‬ ‫ٖ‪.‬‬
‫دار عالـ الكتب‪ ،‬الرياض‪ ،‬طٔ‪ٜٜٔٙ ،‬ـ ‪.‬‬
‫بنت الشاطئ‪ ،‬عائشة محمد عمي‪ ،‬التفسير البياني لمقرآن الكريم‪ ،‬دار المعارؼ‪،‬القاىرة‪ ،‬ط‪.ٚ‬‬ ‫ٗ‪.‬‬
‫ابف تيمة‪ ،‬أحمد بف تقي الديف‪ ،‬مقدمة في أصول التفسير‪ ،‬دار عمار‪ ،‬عماف‪ ،‬طٔ‪ٜٜٔٚ ،‬ـ‬ ‫٘‪.‬‬
‫الجبوري‪ ،‬عثماف عطية‪ ،‬زينب الغزالي ومنيجيا في تفسيرىا نظرات في كتاب اهلل‪ ،‬رسالة‬ ‫‪.ٙ‬‬
‫ماجستير غير منشورة‪ ،‬اشراؼ‪ :‬د‪ .‬ىاروف القضاة‪ ،‬جامعة العموـ اإلسالمية العالمية‪ ،‬األردف‪ٕٖٓٔ ،‬ـ‪.‬‬
‫الجبوري‪ ،‬كامؿ‪ ،‬معجم األدباء من العصر الجاىمي حتى سنة ٕٓٓٓم‪ ،‬دار الكتب العممية ‪،‬‬ ‫‪.ٚ‬‬
‫بيروت ‪.‬‬
‫‪30‬‬

‫حميد‪ ،‬عفاؼ عبدالغفور‪ ،‬مف جيود المرأة في تفسير القرآف في العصر الحديث‪ ،‬مجمة كمية‬ ‫‪.ٛ‬‬
‫الشريعة والدراسات اإلسالمية‪ ،‬العدد (ٕ٘) ‪ٕٓٓٚ‬ـ‪.‬‬
‫الخالدي‪ ،‬صالح عبد الفتاح‪ ،‬تعريف الدارسين بمناىج المفسرين‪ ،‬دار القمـ‪ ،‬دمشؽ‪،‬طٖ‪،‬‬ ‫‪.ٜ‬‬
‫‪ٕٓٓٛ‬ـ‪.‬‬
‫ٓٔ‪ .‬الدردنجي‪ ،‬ىياـ رمزي‪ ،‬اليسير لمقرآن الكريم بأجزائو الثالثين‪ ،‬دار الكرمؿ‪ ،‬عماف‪ ،‬طٔ‪.‬‬
‫ٔٔ‪ .‬الرومي ‪ ،‬فيد بف عبد الرحمف‪ ،‬اتجاىات التفسير في القرن الرابع عشر‪ ،‬رئاسة إدارات البحوث‬
‫العممية واالفتاء والدعوة واالرشاد‪ ،‬السعودية ‪ ،‬طٔ‪ٜٔٛٙ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٕٔ‪ .‬الزرقاني ‪ ،‬محمد عبدالعظيـ ‪ ،‬مناىل العرفان‪ ،‬دار الكتاب العربي‪ ،‬بيروت‪ ،‬طٔ‪ٜٜٔ٘ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٖٔ‪ .‬الزركشي‪ ،‬بدر الديف محمد ‪ ،‬البرىان في عموم القرآن‪ ،‬دار إحياء الكتب العربية‪ ،‬طٔ‪،‬‬
‫‪ٜٔ٘ٚ‬ـ‪.‬‬
‫ٗٔ‪ .‬السيوطي‪ ،‬جالؿ الديف ‪ ،‬االتقان في عموم القرآن‪ ،‬مجمع الممؾ فيد‪ ،‬السعودية‪ ،‬طٔ‪.‬‬
‫٘ٔ‪ .‬الصابوني‪ ،‬محمد عمي‪ ،‬صفوة التفاسير‪ ،‬دار القرآف‪ ،‬بيروت‪ ،‬طٔ‪ٜٔٛٔ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .ٔٙ‬صبري‪ ،‬نائممة ىشاـ ‪ ،‬المبصر لنور القرآن ‪ ،‬مطبعة الرسالة المقدسية‪ ،‬طٔ‪ٕٖٓٓ ،‬ـ‪ ،‬طٕ‪،‬‬
‫‪.ٕٓٓٛ‬‬
‫‪ .ٔٚ‬الطالبي‪ ،‬عبد الحي بف فخر الديف‪ ،‬نزىة الخواطر وبيجة المسامع والنواظر‪ ،‬دار ابف حزـ ‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬طٔ‪ٜٜٜٔ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .ٔٛ‬الطبري‪ ،‬محمد بف جرير ‪ ،‬جامع البيان في تأويل القرآن‪ ،‬تحقيق‪ :‬أحمد شاكر‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة‪ ،‬طٔ‪ٕٓٓٓ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .ٜٔ‬عادؿ نوييض‪ ،‬معجم المفسرين من صدر اإلسالم وحتى العصر الحاضر‪ ،‬مؤسسة نوييض‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬طٖ‪ٜٔٛٛ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٕٓ‪ .‬ابف العربي المالكي‪ ،‬محمد بف عبداهلل‪ ،‬أحكام القرآن‪ ،‬دار الكتب العممية‪ ،‬بيروت‪ ،‬طٖ‪،‬‬
‫ٖٕٓٓـ‪.‬‬
‫ٕٔ‪ .‬ابف العربي المالكي‪ ،‬محمد بف عبداهلل‪ ،‬الناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم‪ ،‬مكتبة الثقافة‬
‫الدينية‪ ،‬طٔ‪ٜٜٕٔ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٕٕ‪ .‬العود‪ ،‬صالح‪ ،‬نجوم المساء منتراجم النساء‪ ،‬دار الكتب‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫‪31‬‬

‫ٖٕ‪ .‬عياد‪ ،‬ريـ صالح‪ ،‬عائشة عبدالرحمن ومنيجيا في التفسير‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪،‬‬
‫اشراؼ اسماعيؿ نواىضة‪ ،‬جامعة القدس‪ٕٕٓٓ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٕٗ‪ .‬الغزالي ‪ ،‬زينب محمد‪ ،‬نظرات في كتاب اهلل ‪ ،‬دار الشروؽ‪ ،‬القاىرة ‪ٜٜٔٗ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٕ٘‪ .‬ابف فارس‪ ،‬أبو الحسيف أحمد‪ ،‬معجم مقاييس‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬عبد السالـ محمد ىاروف‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار‬
‫الفكر‪ٜٜٔٚ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .ٕٙ‬الفنيساف‪ ،‬سعود بف عبداهلل‪ ،‬مرويات أم المؤمنين عاشة في التفسير‪ ،‬مكتبة التوبة‪ ،‬الرياض‪،‬‬
‫طٔ‪ٜٜٕٔ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .ٕٚ‬القرطبي‪ ،‬أبو عبد اهلل محمد بف أحمد‪،‬الجامع ألحكام القرآن‪ ،‬دار الكتب المصرية ‪ ،‬القاىرة‪،‬‬
‫طٕ‪ٜٔٙٗ ،‬ـ ‪.)ٕٙ /ٕ( ،‬‬
‫‪ .ٕٛ‬القطاف‪ ،‬مناع خميؿ‪ ،‬مباحث في عموم القرآن‪ ،‬مكتبة المعارؼ لمنشر والتوزيع ‪ ،‬طٖ‪ٕٓٓٓ ،‬ـ‪.‬‬
‫‪ .ٕٜ‬الكواري ‪،‬كاممة بنت محمد ‪ ،‬تفسير غريب القرآف‪ ،‬دار بف حزـ‪ ،‬طٔ‪ٕٓٓٛ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٖٓ‪ .‬مسمـ‪ ،‬أبو الحسف القشيري‪ ،‬الصحيح المسند‪ ،‬تحقيؽ‪ :‬محمد عبد الباقي‪ ،‬دار إحياء التراث‬
‫العربي‪ ،‬بيروت‪.‬‬
‫ٖٔ‪ .‬ابف منظور‪ ،‬محمد بف مكرـ ‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار صادر‪ ،‬طٖ‪ٔٗٔٗ ،‬ىػ‪.‬‬
‫ٕٖ‪ .‬ياقوت الحموي‪ ،‬شياب الديف أبو عبد اهلل ‪ ،‬معجم البمدان‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪،‬ط٘‪ٜٜٜٔ ،‬ـ‪.‬‬
‫ٖٖ‪ .‬اليمف‪ ،‬حياة صالح‪ ،‬دور المرأة في تفسير القرآن بين المتقدمين والمتاخرين‪ ،‬اطروحة دكتوراه‬
‫غير منشورة اشراؼ‪ :‬د‪ .‬عمر يوسؼ حمزة‪ ،‬جامعة أـ درماف‪ٕٓٔ٘ ،‬ـ‪.‬‬

‫المواقع اإللكترونية‬

‫‪1. https://www.facebook.com/Hnan.Lham/about/‬‬
‫‪2. https://www.alsouria.net/content‬‬
‫‪3.‬‬ ‫‪http://www.jouhina.com‬‬
‫‪4. http://www.alwatan.com/graphics‬‬
‫‪5. https://www.ikhwanwiki.com/index.php‬‬
‫‪6. https://turkey-post.net/p-‬‬
32

7. http://alkuwarih.com
8. http://alresala.tripod.com/alresala
9. https://webcache.googleusercontent.com
10. http://www.aljarida.com
11. https://www.masress.com
12. https://vb.tafsir.nehttps://vb.tafsir.net
13. http://iraq-amsi.net..
14. httphttp://pw.ahram.org.eg.

You might also like