You are on page 1of 18

‫املقالة‬

‫تطور الحديث النبوي في عهد رسول اهلل صلى اهلل عليه و سلم وعهد‬
‫الصحابة و عصر التدوين‬
‫مادة علوم احلديث‬
‫الواجبة يف ّ‬
‫المدرس ‪:‬الدكتور عزمي' زركشي‬
‫ّ‬

‫الطالب‪:‬‬

‫(‪)٤٣٢٠٢٢١١١٠٧٢‬‬ ‫إهلم مليدي‬


‫(‪)٤٣٢٠٢٢١١١٠٧٠‬‬ ‫حاذق فردى إشرايف‬
‫(‪)٤٣٢٠٢٢١١١١٤٩‬‬ ‫حممد راشد نور رضا‬

‫قسم التربية اإلسالميه‬


‫كلية التربية‬
‫‪2‬‬

‫بجامعة دار السالم كونتور‬


‫‪٢٠٢٢/١٤٤٤‬‬
‫‪١‬‬

‫األول'‬
‫باب ّ‬
‫مق ّدمة‬

‫ا‪ .‬خلفية البحث‬

‫أرس‪22‬ل اهلل س‪22‬بحانه وتع‪22‬اىل الن‪22‬يب حمم‪22‬د ص‪22‬لى اهلل علي‪22‬ه وس‪22‬لم إىل تعليم اإلس‪22‬الم للبش‪22‬رية‪.‬‬

‫تع ‪22‬اليم اإلس ‪22‬الم‪ 2‬إىل الن ‪22‬يب ‪ ،‬ال ‪22‬ذي دونت يف وقت الح ‪22‬ق يف مس ‪22‬حف ويس ‪22‬مى الق ‪22‬رآن‪.‬‬

‫باإلض‪22‬افة إىل اآلي‪22‬ات القرآني‪22‬ة ‪ ،‬تع‪22‬اليم اإلس‪22‬الم‪ 2‬أيض‪22‬ا املص‪22‬در إىل أق‪22‬وال وتفس‪22‬ريات الن‪22‬يب‬

‫نفسه دعا احلديث‪.‬‬

‫يط ‪22‬رح الق ‪22‬رآن باعتب ‪22‬اره املص ‪22‬در األول للتع ‪22‬اليم اإلس ‪22‬المية‪ 2‬مش ‪22‬اكل عام ‪22‬ة وعاملي ‪2‬ة‪ ، 2‬ألن‬

‫تعاليم القرآن هتدف إىل التطبيق يف كل مكان وزمان‪ .‬نتج عن العرض املوجز والش‪2‬امل‬
‫‪1‬‬
‫احلاجة إىل شرح النيب لفهمه‪ .‬شرح النيب صلى اهلل عليه وسلم حبديثه‪.‬‬

‫وإدرا ً‪2‬ك‪2‬ا ألمهي‪22‬ة موق‪22‬ف احلديث ‪ ،‬ف‪22‬إن ه‪22‬ذه الورق‪22‬ة تري‪22‬د مناقش‪22‬ة حال‪22‬ة احلديث يف زمن‬

‫الن‪22 2 2‬يب وأص‪22 2 2‬حابه ‪ ،‬وهي أهم مرحل‪22 2 2‬ة يف ت‪22 2 2‬اريخ احلديث‪ .‬تتض‪22 2 2‬من ه‪22 2 2‬ذه املناقش ‪2 2‬ة‪ 2‬فهم‬

‫احلديث والس‪22‬نة ‪ ،‬وكيفي ‪2‬ة‪ 2‬تلقي األص‪22‬دقاء لألح‪22‬اديث النبوي‪22‬ة ‪ ،‬ومناقش‪22‬ة ح‪22‬ول الن‪22‬واهي‬

‫والتوصيات يف كتابة األحاديث ‪ ،‬وموقف األصدقاء من نقل األحاديث‪.‬‬

‫ب‪ .‬مشكلة' البحث‬

‫‪Iskandar Usman, “Hadis Pada Masa Rasulullah Dan Sahabat: Studi Kritis Terhadap Pemeliharaan 1‬‬
‫‪.Hadis,” El-USRAH: Jurnal Hukum Keluarga 4, no. 1 (2021): 47‬‬
‫ب‬

‫‪ .١‬كيف تطور احلديث يف عهد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ؟‬

‫‪ .٢‬كيف تطور احلديث يف عهد الصحابة؟‬

‫‪ .٣‬كيف تطور احلديث يف عصر التدوين ؟‬

‫ت‪ .‬اهداف البحث‬

‫‪ .١‬لفهم تطور احلديث يف عهد رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‬

‫‪ .٢‬لفهم تطور احلديث يف عهد الصحابة‬

‫‪ .٣‬لفهم تطور احلديث يف عصر التدوين‬


‫ت‬

‫باب الثاني‬
‫البحث‬
‫‪.١‬الحديث في عهد رسول اهلل‬

‫كما عرفنا‪ ,‬احلديث يعين ك‪22‬ل م‪2‬ا فع‪22‬ل و ق‪2‬ول و تقري‪2‬ر و ص‪22‬فة رس‪22‬ول هلل ص‪2‬لى هلل علي‪2‬ه‬

‫و سلم‪ .‬احلديث يف عهد رسول اهلل خمتلفة من ه‪2‬ذا الق‪2‬رن‪ .‬وهن‪2‬اك أس‪2‬ئلة كث‪2‬ري س‪2‬نبحث‬

‫يف ه‪22‬ذا املوض‪22‬ع مث‪22‬ل كي‪22‬ف يؤخ‪22‬ذ الص‪22‬حابة احلديث عن الن‪22‬يب ص‪22‬لى اهلل علي‪22‬ه و س‪22‬لم و‬

‫هن ‪22‬اك أيض ‪22‬ا س ‪22‬ؤاال مين ‪22‬ع رس ‪22‬ول اهلل للص ‪22‬حابة ان يكتب‪ 2‬احلديث و س ‪22‬ؤاال ه ‪22‬ل يوج ‪22‬د‬

‫الصحابة يكتب‪ 2‬احلديث يف عهد رس‪22‬ول اهلل‪ ,‬و احلكم‪22‬ة ملاذا رس‪22‬ول اهلل مين‪22‬ع ص‪2‬حابة ان‬

‫يكتب احلديث‪ .‬انشاء اهلل سنبحث يف هذا املوضع‪.‬‬

‫احلديث ك ‪22‬ل م ‪22‬ا يف حي ‪22‬اة و نفس رس ‪22‬ول هلل‪ ,‬هن ‪22‬اك كث ‪22‬ري من الطريق ‪22‬ة الص ‪22‬حابة للفهم‬

‫على ح‪22‬ديث الن‪22‬يب يف‪ .‬ه‪22‬ذه احلال‪22‬ة‪ ،‬هن‪22‬اك ثلث ط‪22‬رق يس‪22‬تخدمها الص‪22‬حابة يف احلص‪22‬ول‬

‫على احلديث من النيب ‪.‬‬

‫ا‪ .‬الصحابة يأتون إلى مجلس النبي دائما‬

‫ب‪ .‬واجه النبي مشكلة' ثم أراد النبي أن يشرحها' ألصحابه‬

‫ج‪ .‬يدعى رسول اهلل في امام المسلم‬


‫ث‬

‫نعلم طرق الصحابة ليؤخ‪22‬ذ احلديث عن رس‪22‬ول اهلل و نفهم من ذل‪22‬ك ليس هن‪22‬اك واح‪2‬دا‬

‫من الص‪22‬حابة يؤخ‪22‬ذ احلديث عن رس‪22‬ول اهلل بق‪22‬راءة كت‪22‬اب احلديث‪ .‬ق‪22‬د من‪22‬ع رس‪22‬ول اهلل‬

‫للصحابة ان يكتب‪ 2‬احلديث منه‪ .‬او كما قال رسول اهلل ‪:‬‬

‫عن أيب س ‪22‬عيد اخلدري أن رس ‪22‬ول اهلل ص ‪22‬لى اهلل علي ‪22‬ه وس ‪22‬لم ق ‪22‬ال ال تكتب ‪22‬وا‪ 2‬ع ‪22‬ين ومن‬
‫‪2‬‬
‫كتب عين غري القرآن فليمحه‬

‫واحلديث ال‪22‬راجح ال‪22‬ذي ي‪22‬بيح كتاب‪22‬ة األح‪22‬اديث ح‪22‬ديث رواه البخ‪22‬اري ومس‪22‬لم عن أيب‬

‫هريرة‪“ :‬أكتبوا‪ 2‬ألىب شاة”‬

‫هنى الن ‪22‬يب عن كتاب ‪22‬ة احلديث إال أن هن ‪22‬اك القلي ‪22‬ل من األص ‪22‬دقاء ال ‪22‬ذين جيي ‪22‬دون الكتاب ‪22‬ة‬

‫ض‪2‬ا ألن الن‪22‬يب ك‪22‬ان قل ًق‪22‬ا من اختالطهم‪ .‬خل‪22‬ط األح‪22‬اديث‬


‫والق‪22‬راءة يف ذل‪22‬ك ال‪22‬وقت ‪ ،‬وأي ً‬
‫م ‪22 2‬ع آي ‪22 2‬ات الق ‪22 2‬رآن‪ .‬احلرص على خل ‪22 2‬ط األح ‪22 2‬اديث م ‪22 2‬ع آي ‪22 2‬ات قرآني ‪22 2‬ة ه ‪22 2‬و أيض ‪2 2‬اً من‬

‫اعتبارات النيب يف حترمي كتابة األح‪2‬اديث ‪ ،‬ألن‪2‬ه إذا ك‪2‬انت كتاب‪2‬ة أح‪2‬دهم غ‪22‬ري مرتب‪2‬ة ومل‬

‫يفص‪22‬ل بني الق‪22‬رآن واألح‪22‬اديث يف الكتاب‪22‬ة ‪ ،‬مث ميكن أن حيدث ه‪22‬ذا اخلل‪22‬ط‪ .‬بع‪22‬د زي‪22‬ادة‬

‫ع‪22 2‬دد األش‪22 2‬خاص ال‪22 2‬ذين جيي‪22 2‬دون الكتاب ‪2 2‬ة‪ 2‬والق‪22 2‬راءة ‪ ،‬ي‪22 2‬ربز الس‪22 2‬ؤال ‪ ،‬ه‪22 2‬ل ميكن هلؤالء‬

‫‪2‬ريا القي ‪22 2‬ام بأنش ‪22 2‬طتهم يف كتاب ‪22 2‬ة احلديث ‪ ،‬فيم ‪22 2‬ا يتعل ‪22 2‬ق بتح ‪22 2‬رمي احلديث‬
‫املذكورين أخ ‪ً 2 2‬‬
‫أعاله؟ وهل يدخلون أيض‪2‬ا يف نط‪22‬اق احلديث؟ ولتبدي‪22‬د الش‪22‬كوك س‪22‬ألوا الن‪2‬يب عن ذل‪22‬ك‪.‬‬

‫‪ 2‬ابو الليث‪ ,‬علوم الحديث (‪.).Malaysia: Darul Syakir, n.d‬‬


‫ج‬

‫يب‪22‬دو أن مجي‪22‬ع اإلجاب‪22‬ات تش‪22‬ري إىل أهنم مل مينع‪22‬وا من كتاب‪22‬ة األح‪22‬اديث‪ .‬أو ب‪22‬األحرى مل‬

‫ي ‪22‬دخلوا يف نط ‪22‬اق احلديث احملرم‪ .‬ب ‪22‬دالً من ذل ‪22‬ك ‪ ،‬أم ‪22‬رهم الن ‪22‬يب برب ‪22‬ط املعرف ‪22‬ة بالكت ‪22‬اب‬

‫(ت‪22‬دوين املالحظ‪22‬ات)‪ .‬احلديث ج‪22‬زء من العلم‪ .‬عن عب‪22‬د اهلل بن عم‪22‬ر بن الع‪22‬اص ق‪22‬ال ‪:‬‬

‫الشي فأكتب قال‪ :‬نعم قلت‪ :‬ىف الغضب والرضا قال‬


‫قلت يا رسول اهلل إىن امسع منك ً‬
‫‪3‬‬
‫نعم فإىن ال أقول فيها إال حقا ‪ .‬رواه البخارى ‪.‬‬

‫‪ .٢‬الحديث في عهد الصحابة‬

‫لق ‪22‬د ك ‪22‬انت جه ‪22‬ود ه ‪22‬ذا اجلي ‪22‬ل املب ‪22‬ارك هي األس ‪22‬اس األول يف ت ‪22‬دوين ال ُّس‪2 2‬نَّة وحفظه ‪22‬ا‬

‫ونقله‪22‬ا إىل األم‪22‬ة‪ ،‬كم‪22‬ا ك‪22‬انت جه‪22‬ودهم ‪ -‬رض‪22‬وان اهلل عليهم ‪ -‬هي األس‪22‬اس يف نش‪22‬ر‬

‫ال ‪22‬دين وترس‪22 2‬يخ العقي‪22 2‬دة ومحاي ‪22‬ة ال ُّس‪2 2‬نَّة من ك‪22 2‬ل مايش‪22 2‬وهبا‪ .‬وفيم‪22 2‬ا يلي مناذج من تل ‪22‬ك‬

‫اجلهود‪:‬‬

‫احلث على حف ‪22‬ظ احلديث وثث ‪22‬بيت ذل ‪22‬ك احلف‪22 2‬ظ‪ ،‬ح ‪22‬ىت ك ‪22‬ان كث ‪22‬ري منهم ي ‪22‬أمر‬ ‫‪.1‬‬

‫تالميذه بالكتابة لتثبيت حفظهم مث حمو ما كتبوه‪ 2‬حىت ال يتكل على الكتاب‪.‬‬

‫بالسنَّة بعضهم إىل بعض‪ ،‬ومن أمثلة ذلك ما يلي ‪:‬‬


‫الكتابة ُّ‬ ‫‪.2‬‬

‫وكتب زي‪22‬د بن أرقم رض‪22‬ي اهلل عن‪22‬ه بعض األح‪22‬اديث النبوي‪2‬ة‪ 2‬وأرس‪22‬ل هبا‬ ‫‪)a‬‬

‫إىل أنس بن مالك رضي اهلل عنه‪.‬‬

‫‪ 3‬الزهراني‪ ,‬تدوين السنة النبوية (الرياضا‪.).n.d ,‬‬


‫ح‬

‫حث تالميذهم على كتابة احلديث وتقييده‪ 2،‬ومن أمثلة ذلك ‪.‬‬ ‫‪.3‬‬

‫حيث أوالده على كتاب ‪22‬ة‬


‫ك ‪22‬ان أنس بن مال ‪22‬ك األنص ‪22‬اري رض ‪22‬ي اهلل عن ‪22‬ه ُّ‬ ‫‪)a‬‬

‫العلم فيق ‪22‬ول‪" :‬ي ‪22‬ابين قي ‪22‬دوا العلم بالكت ‪22‬اب"‪ ،‬وك ‪22‬ان يق ‪22‬ول ‪ -‬رمحه اهلل‬

‫ورضي عنه ‪" :-‬كنا ال نعد علم من مل يكتب‪ 2‬علمه علماً"‪.‬‬

‫تدوين احلديث يف الصحف وتناقلها بني الشيوخ والتالميذ‪.‬‬ ‫‪.4‬‬

‫ولقد كانت هذه الصحف هى النواة‪ 2‬األوىل ملا صنف يف الق‪22‬رنني الث‪22‬اين والث‪22‬الث‬

‫من اجلوامع واملسانيد والسنن وغريها‪ ،‬ومن أمثلة هذه الصحف ما يلى ‪:‬‬

‫صحيفة أيب بكر الصديق رضي اهلل عنه فيها فرائض‪ 2‬الصدقة‪.‬‬ ‫‪)a‬‬

‫صحيفة علي بن أىب طالب رضي اهلل عنه‪.‬‬ ‫‪)b‬‬

‫أخ‪22‬رج اخلطيب وابن عب‪22‬د ال‪22‬رب من ع‪22‬دة ط‪22‬رق عن علي بن أىب ط‪22‬الب أن‪22‬ه خطب الن‪22‬اس‬

‫فق ‪22‬ال‪" :‬من زعم أن عن ‪22‬دنا ش ‪22‬يئاً نق ‪22‬رأه ليس يف كت ‪22‬اب اهلل تع ‪22‬اىل وه ‪22‬ذه الص ‪22‬حيفة فق ‪22‬د‬

‫ك‪22‬ذب"‪ .‬في‪22‬ه دي‪22‬ات وه‪22‬ذا يش‪22‬مل الق‪22‬انون‪ ، 2‬واملبل‪22‬غ ‪ ،‬وأن‪22‬واع‪ 2‬التحري‪22‬ر املس‪22‬لمون ال‪22‬ذين‬

‫أسرهم الكفار ‪ ،‬وحترمي ذلك القصاص عقوبة حبق املسلمني الذين يقتلون الكفار‪.‬‬

‫صحيفة عبد اهلل بن عمرو بن العاص‪ ،‬املعروفة بالصحيفة الصادقة‪.‬‬ ‫‪)c‬‬


‫خ‬

‫ق‪22‬ال ال‪22‬راوي عن‪22‬ه‪" :‬وك‪22‬انت الص‪22‬حيفة معلق‪22‬ة يف س‪22‬يفه‪ ،‬وفيه‪22‬ا أس‪22‬نان‪ 2‬اإلب‪22‬ل‪ ،‬وش‪22‬يء من‬

‫حرم م‪22‬ا بني ع‪ٍ 2‬ري إىل ث‪22‬و ٍر‪ ،‬فمن أح‪22‬دث‬
‫اجلراحات‪ ،‬وقوله صلى اهلل عليه وسلم‪" :‬املدينة‪ٌ 2‬‬
‫فيها حدثاً أو آوى حمدثاً فعليه لعنة اهلل واملالئكة‪ 2‬والناس أمجعني" احلديث بطوله‪.‬‬

‫تنص على عل ‪22‬ة ك ‪22‬راهتهم لكتاب ‪22‬ة م ‪22‬ا س ‪22‬وى الق ‪22‬رآن‪،‬‬
‫ذك ‪22‬ر الرواي ‪22‬ات عن الص ‪22‬حابة ال ‪22‬يت ُّ‬

‫ويلخص تلك العلة بقوله‪" :‬فق‪2‬د ثبت أن كراه‪22‬ة من ك‪22‬ره الكت‪22‬اب‪ 2‬من الص‪22‬در األول إمنا‬
‫ِّ‬

‫هي لئال يض ‪22‬اهى بكت ‪22‬اب اهلل تع ‪22‬اىل غ ‪22‬ريه أو يش ‪22‬تغل عن الق ‪22‬رآن بس ‪22‬واه‪ 2‬وهُن ي عن كتب‬
‫العلم يف ص ‪22‬در االس ‪22‬الم‪ِ 2‬‬
‫وجدَّتِ ‪22‬ه لقلِّة الفقه ‪22‬اء ‪ -‬يف ذل ‪22‬ك ال ‪22‬وقت ‪ -‬واملميِّز بني ال ‪22‬وحي‬

‫وغ‪22‬ريه؛ ألن أك‪22‬ثر األع‪22‬راب مل يكون‪22‬وا‪ 2‬فقه‪22‬وا يف ال‪22‬دين‪ ،‬وال جالس‪22‬وا العلم‪22‬اء الع‪22‬ارفني‪،‬‬
‫فال ي ‪22‬ؤمن أن ي ِ‬
‫لحق ‪22‬وا م ‪22‬ا جيدون من الص ‪22‬حف ب ‪22‬القرآن ويعتق ‪22‬دوا‪َّ 2‬‬
‫أن م ‪22‬ا اش ‪22‬تملت علي ‪22‬ه‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫كالم الرمحن‪.‬‬

‫أم ‪22‬ا عن س ‪22‬بب اتس ‪22‬اع الن ‪22‬اس يف َكْتب العلم يف عص ‪22‬ر م ‪22‬ا بع ‪22‬د الت ‪22‬ابعني واتِّك ‪22‬اهلم‪ 2‬على‬

‫وعول‪22‬وا‪ 2‬على تدوين‪22‬ه‬


‫الكتاب فيقول اخلطيب رمحه اهلل‪" :‬إمنا اتسع الناس يف َكْتب العلم‪َّ ،‬‬

‫يف الص‪22 2‬حف بع‪22 2‬د الكراه ‪2 2‬ة‪ 2‬ل‪22 2‬ذلك؛ ألن الرواي‪22 2‬ات انتش‪22 2‬رت واملس‪22 2‬انيد‪ 2‬ط‪22 2‬الت‪ ،‬وأمساء‬

‫الرجال وكن‪22‬اهم وأنس‪22‬اهبم ك‪22‬ثرت‪ ،‬والعب‪2‬ارات‪ 2‬باأللف‪2‬اظ اختلفت‪ ،‬فعج‪2‬زت القل‪2‬وب عن‬

‫حف‪22‬ظ م‪22‬ا ذكرن‪22‬ا وص‪22‬ار علم احلديث يف ه‪22‬ذا الزم‪22‬ان أثبت‪ 2‬من علم احلاف‪22‬ظ م‪22‬ع رخص‪22‬ة‬
‫د‬

‫رس ‪22‬ول اهلل ص ‪22‬لى اهلل علي ‪22‬ه وس ‪22‬لم ملن ض ‪22‬عف حفظ ‪22‬ه يف الكت ‪22‬اب‪ ،‬وعم ‪22‬ل الس ‪22‬لف من‬

‫الصحابة والتابعني ومن بعدهم من اخلالفني بذلك"‪.‬‬

‫اش ِد َ'‬
‫ين‬ ‫ص ُر ال ُخلَ َف ِاء َّ‬
‫الر ِ‬
‫َع ْ‬

‫ح‪22 2‬ىت إذا ك‪22 2‬ان عه‪22 2‬د اخللف‪22 2‬اء الراش‪22 2‬دين مل يتغرَّي احلال َكثِ‪2ً 2 2‬ريا‪ 2،‬فق‪22 2‬د ك‪22 2‬انت آراء ه ‪22‬ؤالء‬
‫اخللف ‪22‬اء يف التش ‪22‬د ِ‬
‫ُّد يف الرواي ‪22‬ة والت ‪22‬ورع‪ 2‬عن الكتاب ‪2‬ة‪ 2‬امت ‪22‬داداً آلراء إخ ‪22‬واهنم الص ‪22‬حابة يف‬

‫عصر الرسول‪ ،‬فهذا أبو بك‪22‬ر جيم‪22‬ع بعض األح‪22‬اديث مث حيرقه‪22‬ا‪ ،‬وه‪22‬ذا عم‪22‬ر بن اخلط‪22‬اب‬

‫ال يلبث أ ْن يعدل عن كتابة ال ُس‪2‬نن بع‪22‬د أ ْن ع‪22‬زم على ت‪22‬دوينها‪ .‬وعن عُروة بن الزب‪22‬ري َّ‬
‫أن‬

‫ص‪2‬لََّى‬
‫السنن‪ ،‬فاستشار يف ذلك أصحاب رس‪2‬ول اهلل ‪َ -‬‬
‫عمر بن اخلطاب أراد أ ْن يكتب ُ‬
‫اهللُ َعلَْي ‪2ِ 2‬ه َو َس ‪2‬لَّ َم ‪ -‬فأش ‪22‬ار علي ‪22‬ه ع ‪22‬امتهم ب ‪22‬ذلك فلبث عم ‪22‬ر ش ‪22‬هراً يس ‪22‬تخري اهلل يف ذل ‪22‬ك‬

‫ش ‪22‬اكاً في ‪22‬ه‪ ،‬مث أص ‪22‬بح يوم‪2 2‬اً وق ‪22‬د ع ‪22‬زم اهلل ل ‪22‬ه‪ ،‬فق ‪22‬ال‪« :‬إين كنت ق ‪22‬د ذك ‪22‬رت لكم من‬

‫كت‪22‬اب ال ُس‪2‬نن م‪22‬ا ق‪2‬د علمتم‪ .‬مث ت‪22‬ذكرت‪ ،‬ف‪22‬إذا أن‪22‬اس من أه‪22‬ل الكت‪22‬اب قبلكم‪ ،‬ق‪22‬د كتب‪22‬وا‬

‫م‪22‬ع كت ‪22‬اب اهلل ُكتُب ‪2‬اً‪ ،‬ف‪22‬أكبُّوا‪ 2‬عليه‪22‬ا‪ ،‬وترك‪22‬وا كت‪22‬اب اهلل‪ ،‬وإين واهلل ال ألْبس كت ‪22‬اب اهلل‬

‫السنن»‪".‬‬
‫بشيء أبداً‪ ،‬فرتك كتاب ُ‬

‫َّدوا يف أم‪22‬ر الكتاب ‪2‬ة‪ 2‬وح‪22‬دها‪ ،‬ب‪22‬ل بل‪22‬غ هبم ال‪22‬ورع أ ْن راح‪22‬وا‬
‫واخللف‪22‬اء الراش‪22‬دون مل يتش‪22‬د ُ‬
‫س املرياث إاَل ّ بع ‪22‬د أ ْن ش ‪22‬هد‬ ‫يتش‪ّ 2 2‬د ُدون ح ‪22‬ىت يف الرواي ‪22‬ة‪ ،‬فلم يع ‪22‬ط أب ‪22‬و بك ‪22‬ر َّ‬
‫اجلد َة ُس‪ُ 2 2‬د َ‬
‫املغ‪22‬رية بن ُش ‪2‬عبة وحمم‪22‬د بن مس‪22‬لمة َّ‬
‫أن الرس‪22‬ول أعطاه‪22‬ا ال ُس ‪ُ 2‬دس‪ ،‬ومل يتس‪22‬اهل عم‪22‬ر م‪22‬ع‬
‫ذ‬

‫أيب موسى‪ 2‬األشعري حني روى حديث االستئذان‪ 2،‬بل ه‪ّ 2‬د َدهُ بتغزي‪22‬ره إ ْن مل يش‪22‬هد أح‪22‬د‬

‫البينَةَ وإاَل ّ أوجعتك»‪.‬‬


‫من الصحابة على صحة مساعه‪ ،‬وقال له‪« :‬أقم عليه ِّ‬

‫ف‪22‬إذا رأين‪22‬ا كالً من أيب بك‪22‬ر وعم‪22‬ر ‪ -‬بع‪22‬د ه‪22‬ذا ‪ -‬يكتب‪22‬ان احلديث أو ينص‪22‬حان بكتابت‪22‬ه‪2،‬‬

‫وأن َكثِ ًريا من كب‪2‬ار الص‪22‬حابة يف عص‪2‬رمها ك‪22‬انوا ك‪2‬ذلك ينص‪22‬حون بالكتاب‪2‬ة‪ 2‬وي‪2‬أمرون هبا‬
‫َّ‬

‫أم ‪22‬راً ص ‪22‬رحياً‪ ،‬أدركن ‪22‬ا عل ‪22‬ة ذل ‪22‬ك التش ‪22‬د ِ‬


‫ُّد ال ‪22‬ذي وص ‪22‬فناه قب ‪22‬ل‪ ،‬وثبت لن ‪22‬ا ‪ -‬كم ‪22‬ا ق ‪22‬ال‬

‫إمساعيل بن إبراهيم بن عُلية البصري ( ‪ 200‬هـ)‪.‬‬

‫ُأع ِجبُوا هِبَ ‪22‬ا‬ ‫َألن َم ْن َ‪2‬ك ‪22‬ا َن َقْبلَ ُك ُم اخَّتَ ‪ُ 2 2‬ذوا ال ُكتُ َ‪2‬‬
‫ب فَ ‪ْ 2 2‬‬ ‫أن الص‪22 2‬حابة «ِإمَّنَ‪22 2‬ا َك ِرهُوا ِ‬
‫الكتَابَ ‪2 2‬ةَ‪َّ ،‬‬ ‫َ‬ ‫َّ‬

‫فَ َكانُوا يكْرهو َن َأ ْن ي ْشتَغِلُوا هِب ا ع ِن الْ ُقر ِ‬


‫آن»‪ 2‬وكم‪22‬ا ق‪2‬ال اخلطيب البغ‪2‬دادي‪ِ« :‬إ َّن َكَر َ‪2‬‬
‫اه ةَ‬ ‫َ َ ْ‬ ‫َ‬ ‫َ َ َُ‬
‫‪2‬اب ِ‬ ‫اَألو ِل‪ِ ،‬إمَّنَ ‪22‬ا ِهي لِ اَل ّ يض ‪ِ 2‬‬
‫اهي‪ 2‬بِ ِكتَ ‪ِ 2‬‬ ‫‪2‬اب ِم َن ال َّ‬
‫ص ‪ْ 2‬د ِر َّ‬ ‫ِ‬
‫اهلل َت َع‪22‬اىَل َغْي‪2َ 2‬رهُ‪َْ ،‬أو‬ ‫َ َئ ُ َ‬ ‫َم ْن َك‪ِ 2‬ر َه الكتَ ‪َ 2‬‬
‫آن بِ ِس َواهُ»‪2.‬‬
‫ي ْشَتغَل عن ال ُقر ِ‬
‫ُ َ َْ ْ‬

‫‪ .٣‬الحديث في عصر التابعين'‬

‫ت‪2‬دوين احلديث ه‪22‬و ت‪22‬دوين وتس‪2‬جيل م‪22‬ا ورد عن الن‪22‬يب حمم‪2‬د من ق‪2‬ول أو فع‪2‬ل أو تقري‪22‬ر‪،‬‬

‫اهتماما بالغًا كوهنا املصدر الثاين من مصادر التشريع اإلس‪2‬المي‪2.‬‬


‫ً‬ ‫واليت أوالها املسلمون‬

‫م‪22‬رت عملي‪22‬ة ت‪22‬دوين احلديث مبراح‪22‬ل ع‪22‬دة ب‪22‬دأت فعليً‪22‬ا م‪22‬ع الق‪22‬رن الث‪22‬اين للهج‪22‬رة حيث‬

‫‪2‬ورا على املش ‪22‬افهة‪.‬‬


‫ب ‪22‬دأت اخلط ‪22‬وات األوىل لت ‪22‬دوين احلديث بكتابت ‪22‬ه بع ‪22‬د أن ك ‪22‬ان مقص ‪ً 2‬‬
‫تط ‪2ّ 2‬ور األم ‪22‬ر م ‪22‬ع م ‪22‬رور ال ‪22‬وقت‪ ،‬وانتق ‪2‬ل‪ 2‬من مرحل ‪22‬ة اجلم ‪22‬ع البحت إىل مرحل ‪22‬ة التص ‪22‬نيف‬
‫ر‬

‫وال‪2‬رتتيب‪ 2‬ت‪2‬ارة حبس‪2‬ب املواض‪22‬يع الفقهي‪2‬ة وأخ‪2‬رى ب‪2‬رتتيب األح‪2‬اديث حبس‪2‬ب ال‪2‬راوي وإن‬

‫اختلفت موض‪22‬وعاهتا‪ .‬مث م‪22‬ع م‪22‬رور الزم‪22‬ان‪ ،‬تش‪2ّ 2‬عبت أن‪22‬واع‪ 2‬كتب احلديث بني موط‪22‬آت‬

‫ومصنفات ومسانيد وسنن وجوامع ومستدركات ومستخرجات‬

‫ت‪22‬وقفت عملي‪22‬ة الت‪22‬دوين الفعلي للح‪22‬ديث حبل‪22‬ول الق‪22‬رن اخلامس اهلج‪22‬ري‪ ،‬مث انتق‪22‬ل علم‪22‬اء‬

‫احلديث النب‪22 2‬وي‪ 2‬إىل مرحل‪22 2‬ة أخ‪22 2‬رى وهي مرحل‪22 2‬ة نق‪22 2‬د احلديث من حيث الس‪22 2‬ند واملنت‬

‫ليؤسسوا بذلك علم مصطلح احلديث‪.‬‬


‫ّ‬

‫أمهي‪22 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2‬ة الت‪22 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2 2‬دوين‪:‬‬

‫لل ُس‪2 2‬نّة النبوي‪2 2‬ة‪ 2‬عن ‪22‬د املس ‪22‬لمني أمهيته ‪22‬ا ل ‪22‬دورها التوض ‪22‬يحي أو التقيي ‪22‬دي أو التخصيص‪2 2‬ي‪2‬‬

‫لبعض النص‪22‬وص‪ 2‬القرآني‪22‬ة‪ .‬فكث‪22‬ري من آي‪22‬ات الق‪22‬رآن وردت جُم م‪22‬ل‪ ‬أو ُمطلق‪22‬ة أو عام‪22‬ة‬

‫خيصص‪2‬ها‪ ‬كم‪22‬ا ك‪22‬ان لتص‪22‬رفات الن‪22‬يب‬


‫فجاء قول النيب حممد أو عمل‪2‬ه ليبيّنه‪22‬ا أو يقيّ‪22‬دها أو ّ‬

‫حممد فيما مل ينزل فيه قرآنًا املرجع للمشرعني‪ ،‬لقوله تعاىل‪َ    ‬و َما َيْن ِط ُق َع ِن اهْلََوى‪   ‬‬

‫وحى‪     ‬وقوله‪َ    ‬ما َأفَاءَ اللَّهُ َعلَى َر ُسولِِه ِم ْن َْأه ِل الْ ُقَرى فَلِلَّ ِه‬ ‫ِإ‬
‫ْن ُه َو اَّل َو ْح ٌي يُ َ‬
‫ِإ‬

‫ني َوابْ ِن ال َّس‪2 2‬بِ ِيل َك ْي اَل يَكُو َن ُدولَ ‪2 2‬ةً َبنْي َ‬ ‫ول ولِ‪2ِ 2 2‬ذي الْقُرىَب والْيَتَ‪2َ 2 2‬امى‪ 2‬والْمس‪2 2‬اكِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫َ ََ‬ ‫ْ َ‬ ‫َول َّلر ُس‪َ 2 2‬‬
‫اَأْل ْغنِي‪ِ 2‬‬
‫‪2‬اء ِمْن ُك ْم َو َم‪22‬ا آتَ‪22‬ا ُك ُم َّ‬
‫ول فَخُ ُذوهُ َو َم‪22‬ا َن َ‪2‬ه‪2‬ا ُك ْم َعْن‪22‬هُ فَ‪22‬ا ْنَت ُهوا َو َّاتقُوا‪ 2‬اللَّهَ ِإ َّن اللَّهَ‬
‫الر ُس ‪ُ 2‬‬ ‫َ‬

‫َش ِد ُ‬
‫يد الْعِ َق ِ‬
‫اب‪    ‬لذا استوجب ذلك العناية‪ 2‬جبمع احلديث وتدوين‬
‫ز‬

‫يُدون احلديث على عه ‪22‬د الن ‪22‬يب حمم ‪22‬د ال ‪22‬ذي هنى عن تدوين ‪22‬ه‪ ،‬إال أن ع ‪22‬دم‬
‫يف البداي ‪22‬ة‪ ،‬مل ّ‬
‫ت‪2‬دوين‪ ‬احل‪2‬ديث النب‪2‬وي‪ 2‬يف عه‪2‬ده األول‪ ،‬واالكتف‪22‬اء باالعتم‪2‬اد على ال‪2‬ذاكرة‪ ،‬فتح الب‪2‬اب‬

‫ض‪2 2 2 2‬اعني ال ‪22 2 2‬ذين اس ‪22 2 2‬تباحوا وض ‪22 2 2‬ع أح ‪22 2 2‬اديث ونس ‪22 2 2‬بتها‪ 2‬ك ‪22 2 2‬ذبًا إىل الن ‪22 2‬يب‬
‫أم ‪22 2 2‬ام بعض الو ّ‬

‫وعجت هب‪22‬ا اآلف‪22‬اق ح‪22‬ىت أن‪ ‬البخ‪22‬اري‪ ‬يف‪ ‬ص‪22‬حيحه‪ ‬مل‬


‫عظيم‪22‬ا‪ّ ،‬‬
‫حمم‪22‬د‪ ،‬ح‪22‬ىت بلغت مبلغً‪22‬ا ً‬
‫يُدون س‪22 2‬وى س‪22 2‬بعة آالف ح‪22 2‬ديث منه‪22 2‬ا ثالث‪22 2‬ة آالف مك‪22 2‬ررة من مجل‪22 2‬ة س‪22 2‬تمائة أل ‪22‬ف‬
‫ّ‬
‫حديث كانت متداولة يف عصره‪ .‬وقد رأى‪ ‬أمحد أمني‪ ‬يف كتابه‪ ‬فجر اإلسالم‪ ‬برأي‪ ‬ابن‬

‫أيب احلدي ‪22‬د‪ ‬يف كتاب ‪22‬ه‪ ‬ش ‪22‬رح هنج البالغ ‪22‬ة‪ ‬أن اخلص ‪22‬ومات السياس ‪22‬ية بني‪ ‬ال ُس‪2 2‬نّة‪ ‬والش ‪22‬يعة‪،2‬‬

‫مث‪ ‬األم‪22‬ويني‪ ‬والعباس‪22‬يني‪ ،‬إض‪22‬افة إىل اخلالف‪22‬ات‪ ‬الكالمي‪22‬ة‪ ‬والفقهي ‪2‬ة‪ 2‬بني امل‪22‬ذاهب‪ 2‬الديني ‪2‬ة‪ 2‬يف‬

‫العص ‪22‬ور األوىل لإلس ‪22‬الم‪ ،‬ك ‪22‬انت س ‪22‬ببًا يف وض ‪22‬ع األح ‪22‬اديث ال ‪22‬يت ه ‪22‬دف واض ‪22‬عوها إىل‬

‫التوجه السائد حينئذ بتفضيل عدم تدوين احلديث‪.‬‬


‫تغليب فئة على أخرى‪ ،‬مستغلني ُّ‬

‫تاريخ التدوين ‪:‬‬

‫دون احلديث على عهد النيب حممد‪ ،‬بل وهنى النيب عن تدوين‪22‬ه‪ ،‬فق‪2‬د روى أب‪2‬و س‪2‬عيد‬
‫مل يُ ّ‬
‫اخلدري عن الن ‪22‬يب حمم ‪22‬د قول ‪22‬ه‪« :‬ال تكتب ‪22‬وا‪ 2‬ع ‪22‬ين ومن كتب ع ‪22‬ين غ ‪22‬ري الق ‪22‬رآن فليمح ‪22‬ه‪،‬‬

‫علي متعم ‪2ً 2‬دا‪ ،‬فليتب ‪22‬وأ مقع ‪22‬ده من الن ‪22‬ار»‪ .‬إال أن‬
‫وح ‪22‬دثوا ع ‪22‬ين وال ح ‪22‬رج‪ .‬ومن ك ‪22‬ذب ّ‬
‫هناك بعض احلاالت اليت أذن النيب حمم‪2‬د فيه‪2‬ا بت‪2‬دوين أح‪2‬اديث كح‪2‬ديث أيب هري‪2‬رة عن‬

‫خطب‪22 2‬ة الن‪22 2‬يب حمم‪22 2‬د ع‪22 2‬ام فتح مك‪22 2‬ة حني قتلت خزاع‪22 2‬ة رجالً من ب‪22 2‬ين ليث بقتي‪22 2‬ل منهم‬
‫س‬

‫قتلوه‪ ،‬حيث طلب رجل من أه‪2‬ل اليمن من الن‪2‬يب حمم‪2‬د أن يكتب ل‪2‬ه اخلطب‪2‬ة‪ ،‬ف‪2‬أمر الن‪2‬يب‬

‫حمم‪22 2‬د بكتابته‪22 2‬ا ل‪22 2‬ه‪ .‬وق‪22 2‬د رأى بعض العلم‪22 2‬اء أن النهي عن الكتاب ‪2 2‬ة‪ 2‬ك‪22 2‬ان وقت ن‪22 2‬زول‬

‫الق‪22‬رآن‪ ،‬خش‪22‬ية التب‪22‬اس الق‪22‬رآن باحلديث‪ .‬كم‪22‬ا أذن الن‪22‬يب حمم‪22‬د لبعض أص‪22‬حابه كعب‪22‬د اهلل‬

‫بن عم ‪22‬رو بن الع ‪22‬اص‪ 2‬وأنس بن مال ‪22‬ك ومسرة بن جن ‪22‬دب وأىب أن ي ‪22‬أذن لبعض ‪22‬هم ك ‪22‬أيب‬

‫سعيد اخلدري‪.‬‬

‫ي‪22 2‬دور على الص‪22 2‬حابة ليس‪22 2‬أهلم‪ ،‬ويكتب م‪22 2‬ا حيدثون‪22 2‬ه ب‪22 2‬ه من أح‪22 2‬اديث مسعوها من الن ‪22‬يب‬

‫حمم‪22 2‬د‪ .‬ب‪22 2‬ل وأراد عم‪22 2‬ر بن اخلط‪22 2‬اب أن يكتب‪ 2‬احلديث‪ ،‬فاستش‪22 2‬ار الص‪22 2‬حابة يف ذل‪22 2‬ك‪،‬‬

‫كب الناس عليه‪ ،‬ويرتكوا القرآن‪ .‬مل‬


‫فأشاروا عليه أن يكتبها‪ ،‬إال أنه تراجع خشية أن يُ ّ‬
‫ميض الكث‪22 2‬ري من ال‪22 2‬وقت ح‪22 2‬ىت اعت‪22 2‬ىن الت‪22 2‬ابعون‪ 2‬جبم‪22 2‬ع احلديث وكتابت‪22 2‬ه‪ ،‬وك‪22 2‬ذلك اهتم‬

‫اخللف‪22‬اء واألم‪22‬راء األموي‪22‬ون على املس‪22‬توى الرمسي جبمع‪22‬ه‪ ،‬ف‪22‬أمروا بعض علم‪22‬اء املس‪22‬لمني‬

‫مثل أبو بكر بن حممد بن عمرو بن حزم وابن شهاب الزهري جبمع احلديث‪.‬‬

‫ض ‪2‬اعني عن طري‪22‬ق العناي‪22‬ة‬


‫ع‪22‬ين الت‪22‬ابعون‪ 2‬وت‪22‬ابعيهم بتنقي‪22‬ة احلديث مما أص‪22‬ابه من وض‪22‬ع الو ّ‬

‫حبفظ ‪22 2‬ه وتتبُّع األس ‪22 2‬انيد والبحث يف أح ‪22 2‬وال الرج ‪22 2‬ال‪ ،‬مث أخ ‪22 2‬ذوا يش ‪2ِّ 2 2‬رحون الرج ‪22 2‬ال‪،‬‬

‫بعضافاس‪22 2 2 2‬تدعى ذل‪22 2 2 2‬ك منهم أن يلتمس‪22 2 2 2‬وا األح‪22 2 2‬اديث‬


‫ض ‪2 2 2 2‬ا‪ ،‬ويُع‪22 2 2 2‬دِّلون ً‬
‫جرح‪22 2 2 2‬ون بع ً‬
‫فيُ ِّ‬

‫وأسانيدها مهما كلّفهم ذلك من رحالت شاقة وطويلة‪.‬‬

‫التصنيف والرتتيب‪:‬‬
‫ش‬

‫ب‪22‬دأت حماوالت مجع وت‪22‬رتيب احلديث يف منتص‪22‬ف الق‪22‬رن الث‪22‬اين اهلج‪22‬ري على ي‪22‬د الربي‪22‬ع‬

‫بن صبيح مث سعيد بن أيب عروبة‪ ،‬تالها م‪22‬ا مجع‪22‬ه ابن ج‪22‬ريج يف مك‪22‬ة‪ ،‬ومال‪22‬ك يف موط‪22‬أه‬

‫يف املدينة‪ ،‬واألوزاعي يف الشام‪ ،‬وسفيان‪ 2‬الثوري يف الكوفة‪ ،‬ومحاد بن سلمة يف البص‪22‬رة‬

‫ومعم‪22 2 2 2‬ر بن راش‪22 2 2 2‬د الص‪22 2 2 2‬نعاين يف اليمن والليث بن س‪22 2 2 2‬عد يف مص‪22 2 2 2‬ر مبا تي ّس‪2 2 2 2 2‬ر هلم من‬

‫وبوب ‪22‬وه‪ 2‬حبس ‪22‬ب األب ‪22‬واب‪ 2‬واملواض ‪22‬يع‬


‫أح ‪22‬اديث‪ .‬وق ‪22‬د ص ‪22‬نّف ه ‪22‬ؤالء م ‪22‬ا مجع ‪22‬وه ورتّب ‪22‬وه‪ّ 2‬‬
‫وضموا إليها بعض أقوال الصحابة وفتاوى التابعني‪.‬‬
‫الفقهية‪ّ ،‬‬

‫وقد ّأرخ جالل الدين السيوطي‪ 2‬يف ألفيته لبدايات مجع احلديث بأبيات قال فيها‪:‬‬

‫ابن شهــاب آمـ ًـر لـه عُـمــر‬ ‫أول جامـع احلديث واألثر‬

‫مجاعة يف العصر ذو اقرتاب‬ ‫وأول اجلـامــع لألب ــواب‬

‫ومـع ّـمــر وولــد املب ــارك‬


‫ُ‬ ‫وهشيـم مالك‬
‫كابن ُجريـج ُ‬

‫على الصحيح فقط البخـاري‬ ‫وأول اجلـامــع باقتـصــار‬

‫على الصواب‪ 2‬يف الصحيح أفضل‬ ‫ومســلم مـن بع ــده‪ ،‬واألول‬


‫ُ‬

‫انتق ‪22‬ل ت ‪22‬دوين احلديث إىل ط ‪22‬ور آخ ‪22‬ر أك ‪22‬ثر تط ‪2ّ 2‬و ًرا‪ ،‬وازده ‪22‬ر الت ‪22‬دوين بازده ‪22‬ار ت ‪22‬أليف‬

‫الكتب يف عص‪22‬ر ه‪22‬ارون الرش‪22‬يد‪ ،‬وتش‪2ّ 2‬عب وتن‪2ّ 2‬وع‪ 2،‬فظه‪22‬رت من‪22‬ه املوط‪22‬آت واملص‪22‬نفات‪2‬‬

‫واملس‪22‬انيد والس‪22‬نن واألج‪22‬زاء واجلوام‪22‬ع واملس‪22‬تدركات واملس‪22‬تخرجات‪ .‬وبل‪22‬غ الت‪22‬دوين‬


‫ص‬

‫عص‪22‬ره ال‪22‬ذهيب حبل‪22‬ول الق‪22‬رن الث‪22‬الث اهلج‪22‬ري ال‪22‬ذي ظه‪22‬ر في‪22‬ه الكتب‪ 2‬الس‪22‬تة‪ ،‬وانتش‪22‬ر في‪22‬ه‬

‫أسس‪22‬وا‪ 2‬لعل‪22‬وم احلديث ك‪22‬ابن حنب‪22‬ل وإس‪22‬حاق‬


‫وح ّف‪22‬اظ احلديث ال‪22‬ذين ّ‬
‫الكث‪22‬ري من علم‪22‬اء ُ‬
‫بن راهويه وابن املديين وحيىي بن معني والبخ‪22‬اري ومس‪22‬لم وأيب زرع‪22‬ة ال‪22‬رازي وأيب ح‪22‬امت‬

‫الرازي وعبد اهلل بن عبد الرمحن الدارمي وعثمان بن سعيد الدارمي‬

‫التدقيق والتمحيص‪:‬‬

‫س‪22 2 2‬تمرت عملي‪22 2 2‬ة مجع وت‪22 2 2‬دوين احلديث وتص‪22 2 2‬نيفه‪ 2‬وترتيب‪22 2 2‬ه ح‪22 2 2‬ىت هناي‪22 2 2‬ة الق‪22 2 2‬رن اخلامس‬

‫‪2‬حيحا وتض‪22‬عي ًفا‪،‬‬


‫اهلج‪22‬ري‪ ،‬مث انتق‪22‬ل إىل مرحل‪22‬ة أخ‪22‬رى وهي مرحل‪22‬ة «نق‪22‬د احلديث» تص‪ً 2‬‬
‫شرحا وانتخابًا‪ ،‬ملا مجعه األولون‪ 2‬من مؤلفات‬
‫ونقد رجاله جترحيًا وتعديالً‪ ،‬وتناول املنت ً‬
‫يف الق‪22‬رون اخلمس‪22‬ة األوىل‪ ،‬فجمع‪22‬وا ش‪22‬تات األق‪22‬وال النقدي ‪2‬ة‪ 2‬ح‪22‬ول احلديث املروي عن‪22‬د‬

‫األولني من تعلي‪22‬ل للمنت وجتريح وتع‪22‬ديل لل‪22‬رواة ووص‪22‬ل وإرس‪22‬ال وانقط‪22‬اع للس‪22‬ند‪ .‬فنتج‬

‫عن ذل‪22 2 2‬ك أن أك‪22 2 2‬ثروا من كتب مص‪22 2 2‬طلح احلديث ال‪22 2 2‬يت رتّب‪22 2 2‬وا فيه‪22 2 2‬ا احلديث وه ‪ّ 2 2‬ذبوه‬

‫وتناولوه بالشروحات‬
‫ض‬

‫البحثباب الثالث‬
‫اإلستنباط'‬

‫ض‪2‬ا من‪2‬ذ ذل‪2‬ك احلني من معقل‪2‬ه من‬


‫كما هو احلال مع القرآن‪ ،‬فقد مت حف‪2‬ظ األح‪2‬اديث أي ً‬
‫رس‪22‬ول اهلل ص‪22‬لى اهلل علي‪22‬ه وس‪22‬لم اآلن‪ .‬يف زمن الن‪22‬يب‪ ،‬مل تكن كتاب‪22‬ة األح‪22‬اديث ش‪22‬ائعة‪،‬‬

‫ألن ‪22‬ه ك ‪22‬ان هن ‪22‬اك حترمي لكتاب ‪22‬ة األح ‪22‬اديث النبوي ‪2‬ة‪ 2‬عن الن ‪22‬يب نفس ‪22‬ه‪ .‬لكن النهي يف الواق ‪22‬ع‬

‫ليس مطلق ‪22‬ا‪ ،‬ألن هن ‪22‬اك‪ 2‬أح ‪22‬اديث تنص ‪22‬ح بكتاب ‪22‬ة األح ‪22‬اديث‪ .‬هنى رس ‪22‬ول اهلل ص ‪22‬لى اهلل‬

‫علي ‪22‬ه وس ‪22‬لم عن كتاب ‪22‬ة احلديث بس ‪22‬بب ع ‪22‬املني‪ .‬أوالً‪ ،‬ألن الن ‪22‬يب ك ‪22‬ان خيش ‪22‬ى اختالط‬

‫آي‪22‬ات الق‪22‬رآن واألح‪22‬اديث‪ .‬ك‪22‬ان العام‪22‬ل الث‪22‬اين ه‪22‬و أن‪22‬ه ك‪22‬ان هن‪22‬اك ع‪22‬دد قلي‪22‬ل ج‪2ً 2‬دا من‬

‫األص‪22‬دقاء ال‪22‬ذين ميكنهم الكتاب‪2‬ة‪ 2‬والق‪22‬راءة‪ 2‬يف ذل‪22‬ك ال‪22‬وقت‪ ،‬وك‪22‬ان من املتوق‪22‬ع أن يتمكن‬

‫جدا من الرتك‪22‬يز على كتاب‪22‬ة الق‪22‬رآن ولن ي‪22‬نزعج ترك‪22‬يزهم من‬


‫أولئك الذين كانوا قليلني ً‬

‫كتابة احلديث بسبب معدات الكتابة والق‪22‬راءة‪ .‬مل تكن مع‪22‬دات الكتاب‪2‬ة‪ 2‬يف ذل‪22‬ك ال‪22‬وقت‬

‫مت‪22‬وفرة بع‪22‬د‪ ،‬ولكن ك‪22‬ان جيب إع ‪22‬دادها بأنفس ‪22‬هم‪ .‬الكتاب ‪22‬ة يف ذل‪22‬ك ال ‪22‬وقت ك‪22‬انت تتم‬

‫على احلج‪22‬ارة وس‪22‬عف النخي‪22‬ل ال‪22‬يت ك‪22‬ان الب‪22‬د من حتض‪22‬ريها مس‪22‬ب ًقا‪ ،‬وك‪22‬ذلك على القلم‬

‫ض‪2 2 2‬ا وك ‪22 2‬ان الب ‪22 2‬د من إع ‪22 2‬دادها مس ‪22 2‬ب ًقا‪ .‬ت ‪22 2‬دل احلق‪22 2‬ائق‬
‫واحلرب‪ ،‬وال ‪22 2‬يت مل تكن مت ‪22 2‬وفرة أي ً‬

‫التارخيية على أنه يف زمن النيب كان هناك‪ 2‬من كتب األحاديث وأجازها النيب‪.‬‬
‫ط‬

‫لمراجع‬

Usman, Iskandar. “Hadis Pada Masa Rasulullah Dan


Sahabat: Studi Kritis Terhadap Pemeliharaan
Hadis.” El-USRAH: Jurnal Hukum Keluarga 4, no.
.1 (2021): 47

n.d ,‫ الرياضا‬.2‫ تدوين السنة النبوية‬.‫الزهراين‬


.

.Malaysia: Darul Syakir, n.d .‫ علوم احلديث‬.‫ ابو‬,‫الليث‬

You might also like