You are on page 1of 9

‫مفهوم الحرية‬

‫تقديم المفهوم‪:‬‬

‫عادة ما يقترن مفهوم الحرية بالتخلص من اإلكراه والمعيقات‪ ،‬سواء كانت طبيعية أو نفس ية أو اجتماعي ة‬
‫أو سياسية‪ .‬ونظرا لهذه الجوانب المتباينة التي يحيل عليها مفهوم الحرية‪ ،‬ف إن تحدي ده يط رح الكث ير من‬
‫الصعوبات‪ .‬فإذا كانت الحرية خصما عنيدا للحتمية‪ ،‬فإن ذلك س يلقي به ا في أحض ان العفوي ة والص دفة‪.‬‬
‫أما إذا كانت خاضعة لقانون ما‪ ،‬فهذا سيطرح مسألة اإلرادة موضع تساؤل‪ .‬واإلرادة تستدعي المسؤولية؛‬
‫إذ بدون حرية اإلرادة يمتنع الحديث عن المسؤولية‪.‬‬

‫إن مفهوم الحرية يشكل قيمة أخالقية عليا‪ ،‬بل يشكل أساس القيم‪ .‬ذل ك أن ه ال يمكن تص ور القيم األخ رى‬
‫بمع زل عن قيم ة الحري ة‪ .‬فمفه وم الحري ة يش ير إلى ح ق تجس ده الق وانين ويم ارس فعلي ا في المج ال‬
‫السياسي‪ .‬وبقدر ما يثير مفهوم الحرية من طموح فردي وجماعي‪ ،‬إال أنه يظل مفهوما ملتبسا وغامضا‪.‬‬

‫انطالقا من ذلك‪ ،‬يتح دد اإلش كال الفلس في له ذا المفه وم‪ ،‬وال ذي يمكن ص وغه في التس اؤالت التالي ة‪:‬م ا‬
‫الحرية؟ وهل تتعارض مع الحتمية أم أن الوعي بالحتمية هو أس اس الحري ة؟ بمع نى آخ ر‪ ،‬ه ل اإلنس ان‬
‫حر في أفعاله وتصرفاته واختياراته‪ ،‬أم أنه خاضع لضرورات وحتميات خارجة عن إرادته؟ ه ل أفعالن ا‬
‫نت اج إلرادتن ا أم أنن ا ملزم ون به ا؟ وعلى أي أس اس تق وم الحري ة‪ ،‬ه ل على اإلرادة الح رة أم على‬
‫الضرورة؟ ما العالقة القائمة بين الحرية والقانون؟ وهل القانون يضمن ممارسة الحرية أم أن ه يح د منه ا‬
‫ويضيق عليها؟ بمعنى آخر‪ ،‬هل الحرية تتعارض مع القانون؟‬

‫المحور األول‪ :‬الحرية والحتمية‬


‫طرح اإلشكال‪ :‬ما الحري ة؟ وه ل هي تتع ارض م ع الحتمي ة أم أن ال وعي بالحتمي ة ه و أس اس الحري ة؟‬
‫بمعنى آخ ر‪ ،‬ه ل اإلنس ان ح ر في أفعال ه وتص رفاته واختيارات ه‪ ،‬أم أن ه خاض ع لض رورات وحتمي ات‬
‫خارجة عن إرادته؟‬

‫الفعل اإلنساني بين الحرية والحتمية__أطروحة ابن رشد‪)1198-1126( .‬‬


‫رحا‬
‫ب الفلسفة‪ .‬ص‪.217:‬‬

‫إن الفع ل اإلنس اني ع رف ج دال واس عا بين الق ائلين بحري ة مطلق ة‪ ،‬والق ائلين بالجبري ة؛ فه ؤالء‪ ،‬أي‬
‫الجبريين‪ ،‬اعتقدوا أن اإلنسان مجبر على أفعاله كلها‪ ،‬ما دام أن هللا قد كتبها علي ه‪ .‬إن ه ال يمل ك الحري ة‬
‫والقدرة على رفضها‪ .‬خالفا لذلك‪ ،‬رأى المعتزلة أن اإلنسان ح ر في اختي ار أفعال ه؛ ألن هللا وهب ه ملك ة‬
‫العقل ليختار ما يريد‪ .‬وفي مقاب ل ذل ك ذهب ابن رش د‪ ،‬في نص ه ه ذا المقتط ف من كتاب ه "الكش ف عن‬
‫مناهج األدلة"‪ ،‬إلى أن االنسان ليس مجبرا بإطالق وال مخيرا بإطالق‪ ،‬وإنم ا ه و واق ع بين ح دي الج بر‬
‫والتخيير‪ ،‬ذلك أن الفعل االنساني هو نتاج تضافر االرادة االلهية واإلرادة االنسانية معا‪ ،‬إنه فع ل ي تركب‬
‫من حرية االختيار والقدرة واإلرادة‪ ،‬يستطيع بها فعل الخير والش ر وب اقي األض داد األخ رى‪ .‬ولكن ه في‬
‫نفس الوقت محكوم بضرورات مثل قوانين الطبيعة وقوى الجسد المخلوقان من طرف هللا‪ .‬ولتوضيح هذه‬
‫األطروحة‪ ،‬يبدأ ابن رشد نصه باإلش ارة إلى أن اإلنس ان وهب ه هللا س بحانه وتع الى ق درات يس تطيع من‬
‫خاللها أن يفعل الخير وأن يفعل الشر (األض داد)‪ .‬غ ير أن فع ل اإلنس ان وكس به ال يمكن أن يخ رج عن‬
‫القوانين الطبيعية التي خلقها هللا في هذا الكون‪ .‬وهكذا تكون أفع ال اإلنس ان من جه ة‪ ،‬ص ادرة عن إرادة‬
‫اإلنسان وحريته‪ ،‬غير انها تتم في إطار األسباب والقوانين الطبيعة التي تجري على نظام محدد وثابت‪.‬‬

‫أطروحة ميرلوبونتي (‪)1961-1908‬‬ ‫‪.‬الحرية والضرورة‬

‫‪.‬في رحب الفلسفة‪ .‬ص‪218:‬‬

‫يحاول ميرلو‪-‬بونتي في كتابه "فينومينولوجيا اإلدراك" (الجزء الثالث)‪ ،‬أن يعالج مفه وم الحري ة انطالق ا‬
‫من نقده لبعض التصورات الفلسفية المعاصرة‪ ،‬وخاصة تصور سارتر ال ذي أك د على أن الحري ة إم ا ان‬
‫تكون مطلقة أو ال تكون على اإلطالق‪ .‬وفي هذا النص يذهب ميرلوبونتي إلى الق ول ب أن حري ة االنس ان‬
‫حرية مقيدة ومحكومة بضرورات قد يعيها اإلنسان وقد ال يعيها‪ .‬وه‪4‬ذه الض‪4‬رورات ال تنفي حريت‪4‬ه‪ ،‬ب‪4‬ل‬
‫تعطي ميزة لإلنس‪44‬ان بوص‪44‬فه كائن‪44‬ا ل‪44‬ه ق‪44‬وانين تنظم حيات‪44‬ه ومجتمعه‪ .4‬إن الحري ة ليس ت مرادف ا لمع نى‬
‫الكمال واالطالقية‪ ،‬كما تصورها سارتر‪ ،‬وإنما هي واجب ومسؤولية‪ .‬إن القول بحرية مطلقة ه‪44‬و وهم‪.‬‬
‫كم‪44‬ا أن نفي الحري‪44‬ة عن االنس‪44‬ان ه‪44‬و اعتق‪44‬اد خ‪44‬اطئ‪ .‬إن حي اة االنس ان محكوم ة بش بكة من العالق ات‬
‫وبعوامل تاريخية ونفسية واجتماعية‪ ،‬لكنه‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬يستطيع بحرية تغي ير اتج اه حيات ه وإدخ ال تع ديل‬
‫عليها‪ .‬ولتوضيح هذه األطروحة يمكن أن نقف عند أهم األفكار الواردة في النص‪ .‬حيث بدأ ميرلو‪-‬بونتي‬
‫نصه بع رض تص ور س ارتر بش أن الحري ة؛ فهي إم ا ان تك ون حري ة مطلق ة‪ ،‬او ال توج د حري ة على‬
‫اإلطالق‪ .‬مؤكدا على أن ه ذا التع ارض بين الحتمي ة واالطالقي ة‪ ،‬ه و تع ارض نج ده متمثال في ك ل من‬
‫النزعة الموض وعية ال تي تنطل ق من مس توى الوج ود الموض وعي لإلنس ان؛ بحيث تك ون أفعال ه نابع ة‬
‫ومحكومة بالعالم الخ ارجي الموض وعي‪ .‬ونج ده أيض ا ل دى أنص ار التحلي ل الت أملي ال ذين يح اولن فهم‬
‫التجربة الداخلية لإلنسان‪ ،‬ومن ثم يؤكدون على أن أفعاله نابعة من داخله‪.‬‬

‫وانطالقا من ذلك‪ ،‬يبين ميرلو‪-‬بونتي أن اإلنسان مندمج م ع الع الم والغ ير ان دماجا يلغي (الق ول) الحري ة‬
‫المطلقة‪ .‬لذلك فإن أفعال اإلنسان تدون دوما ض من وض عية معين ة (طبيعي ة‪-‬اجتماعي ة‪-‬نفس ية) أو معطى‬
‫معين؛ بحيث ال تكون أفعاال عفوية (طبيعية)‪ ،‬بل تكون مرفوقة بالقصدية واإلرادة‪ ،‬وه ذا م ا يجع ل منه ا‬
‫أفعاال حرة‪ .‬غ ير أنه ا ليس ح رة ب المطلق‪ ،‬ب ل هي مقي دة وتخض ع دوم ا لعوام ل معين ة‪ ،‬مث ل ماض ي‪،‬‬
‫وطبعي النفسي‪ ،‬واالجتماعي والثقافي‪...‬فاإلنسان يظل في نهاية المطاف عبارة عن بنية نفس ية وتاريخي ة‬
‫وثقافية واجتماعية‪."..‬‬

‫خالص‪44‬ة تركيبية‪ :‬وقفنا إذن‪ ،‬عن د تص ورين فلس فيين مختلفين‪ ،‬لكنهم ا متك املين‪ :‬تص ور يق ارب مفه وم‬
‫الحرية من زاوية دينية (ويمثله ابن رشد)‪ ،‬حيث يرى_ خالفا لبعض التصورات األخرى سواء تلك ال تي‬
‫ترى أن الفعل اإلنساني فعال حرا (المعتزلة)‪ ،‬أو تلك التي ترى أنه فعال مجبرا من خلق إلهي(الجبري ة)_‬
‫أن الفعل اإلنساني له الحرية والق درة على فع ل الش يء وض ده (الخ ير والش ر)‪ .‬إال أنه ا حري ة مح دودة‬
‫ومشروطة بقوانين الطبيعة وبقدرات الجسد التي خلقها هللا‪ .‬اما التصور الثاني فيقارب مفه وم الحري ة من‬
‫منظور فلسفي‪ ،‬فينومينولوجي‪ ،‬تاريخي‪ ،‬سوسيولوجي‪ ..‬وهذا ما يجعله مختلفا عن التص ورات الوس يطية‬
‫التي كانت تقارب المفهوم انطالقا من زاوية دينية فقط‪ .‬وقد تجاوز ميرلو‪-‬بونتي (مث ل ابن رش د) كال من‬
‫الرأي القائل بحري ة مطلق ة لإلنس ان (س ارتر)‪ ،‬وك ذلك ال رأي ال ذي يرج ع الفع ل اإلنس اني إلى ش روط‬
‫إكراهية خارجية (طبيعية‪ ،‬نفسي‪ ،‬اجتماعية)‪ .‬وأكد في المقابل على أن اإلنسان هو وجود في الع الم وم ع‬
‫اآلخرين‪ ،‬تحكمه شبكة من العالقات‪ ،‬لكنه يس تطيع بحري ة وإرادة أن يع دل من ه ذه العوام ل (الطبيعي ة‪،‬‬
‫النفسية‪ ،‬االجتماعية‪ )...‬ومن ثم يمنح معنى لوجوده وحياته‪ .‬وهكذا‪ ،‬يمتلك اإلنسان‪ ،‬بوصفه كائن ا ع اقال‪،‬‬
‫حرية اإلرادة التي تمكنه من القيام بأفعال أخالقية يتجاوز فيها إكراهات الطبيعية وميوالته الذاتية‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬حرية اإلرادة‬


‫طرح اإلشكال‪ :‬هل أفعالنا نتاج إلرادتنا أم أننا ملزم‪44‬ون به‪44‬ا؟ ه ل يمكن ان نتح دث عن إرادة ح رة ل دى‬
‫اإلنسان‪ ،‬أم أن الق ول به ا ينفي الحي اة عن اإلنس ان؟ أال يمكن الق ول‪ ،‬إن اإلرادة الوحي دة الموج ودة‪ ،‬هي‬
‫إرادة الحياة التي من شأنها أن تحرر اإلنسان من المثل الزهدي ومن القيم األخالقية؟‬

‫اإلرادة الحرة _____أطروحة إيمانويل كانط (‪.)1804-1724‬‬

‫‪.‬في رحاب الفلسفة‪ .‬ص‪221 :‬‬

‫يرى كانط أن كل كائن عاقل هو كائن يتمتع بحرية اإلرادة والقدرة على القيام بالفعل األخالقي‪ .‬وال معنى‬
‫للفعل األخالقي في غياب الحرية واإلرادة‪ .‬إن مج ال األخالق ه و مج ال ممارس ة اإلرادة الح رة لفعله ا‪.‬‬
‫واإلنسان بوصفه كائنا عاقال يستطيع‪ ،‬اعتمادا على إرادته الحرة‪ ،‬وضع القواعد العقلي ة للفع ل اإلنس اني‪،‬‬
‫والقيام بالفعل األخالقي الذي يتجاوز فيه إكراهات الطبيع ة والمي والت الذاتي ة‪ .‬لكن‪ ،‬إذا ك ان ك ل إنس ان‬
‫(بوصفه كائنا عاقال) يتمتع بحرية اإلرادة‪ ،‬فال يعني ذل ك أن ك ل ش خص يتص رف بحري ة (باس تقاللية)‪.‬‬
‫فالتصرف بحرية يعني عند كانط‪ ،‬هو أن يتصرف المرء باس تقاللية تام ة‪ ،‬والتص رف االس تقاللي يع ني‬
‫التصرف طبقا لقانون وضعته لنفس ي‪ ،‬وليس طبق ا إلمالءات من الطبيع ة أو التقالي د االجتماعي ة‪ .‬وهك ذا‬
‫يقاب ل كان ط بين مفه ومي "االس تقاللية" و "التبعي ة"‪ .‬فان ا عن دما أتص رف بتبعي ة ف إنني أتص رف طبق ا‬
‫لقرارات أعطيت لي من خارج نفسي‪ .‬لكن أن يتصرف الم رء بحري ة ال يع ني أن يخت ار أفض ل وس يلة‬
‫لغاية معينة؛ بل أن يخت ار الغاي ة عينه ا‪ ،‬وألجله ا هي‪ .‬وه ذا خي ار يس تطيع اتخ اذه بن و البش ر فق ط وال‬
‫تستطيع باقي الكائنات األخرى فعله‪ .‬وهذا يعني ان اإلنسان هو الكائن الوحيد الذي يمتل ك حري ة اإلرادة‪.‬‬
‫لكن امتالكه لحرية اإلرادة ال يعني انه يتصرف دوما بحرية‪.‬‬

‫إرادة الحياة‪ :‬أطروحة نيتشه (‪)1900-1844‬‬

‫في رحاب الفلسفة‪ .‬ص‪220 :‬‬

‫حاول نيتشه في كتابه "جينيالوجيا األخالق"‪ ،‬أن يبرز مصدر كل األحك ام والقيم الخالقي ة‪ ،‬والكش ف عن‬
‫العوامل واألحداث الخفية ال تي أدت إلى ميالد األخالق (الخ ير والش ر‪ ،‬الفض ائل والرذائ ل‪ .)..‬وفي ه ذا‬
‫النص ينتقد نيتشه ما يسميه "المثل الزهدي" بوصفه تصورا ينتهي‪ ،‬عند ف رض إرادت ه في إعط اء مع نى‬
‫لحياة اإلنسان وبلوغ الكمال األخالقي‪ ،‬إلى نفي الحياة‪ .‬وهكذا فإن حرية اإلرادة التي يتحدث عنه ا كان ط‪،‬‬
‫تكاد تكون فكرة مثالية‪ ،‬ذلك أن الواقع يقول عكس ذلك؛ فاإلنسان ال يسمح له بفرض ه ذه اإلرادة ومن ثم‬
‫الحق في رفض األشياء واإلعراض عنها أو إتيانها وفق ما تمليه إرادته الحرة‪ ،‬ب ل الحاص ل أن اإلنس ان‬
‫مرغم على الخضوع وتنفيذ األوامر دون اعتراض منه‪ .‬على هذا األساس‪ ،‬رأى نيتشه أن األخالق ليست‬
‫إال إنتاجات وتأويالت بشرية؛ فاإلنسان هو من قام بص ناعة األخالق من أج ل أن يحاف ظ على مص الحه‬
‫الشخص ية‪ .‬إن ارتب اط اإلرادة ب األخالق‪ ،‬حس ب نيتش ه‪ ،‬وبالمث ل الزه دي‪ ،‬ال ذي عم ل من أج ل أخالق‬
‫كاملة‪ ،‬لم يؤد إال إلى نفي الحياة وإرادة الحياة‪ .‬هذا المثل الزهدي م ارس قوت ه بفع ل إرادة المع نى ال ذي‬
‫أعطاه لحياة اإلنسان‪ ،‬لكن تم إقصاء كل ما ه و غري زي وحس ي في اإلنس ان‪ ،‬إقص اء اإلرادة في الحي‪44‬اة‬
‫التي هي مهمة في نظر نيتشه‪ ،‬وليست إرادة المعنى األخالقي‪ .‬إن اإلرادة بهذا المعنى ليس محكوم عليه ا‬
‫أن تظل عبدا للعقل والقانون‪ ،‬بل ينبغي عليها أن تثير تلك األشياء التي أصبحت‪ ،‬بفعل األخالق‪ ،‬ممنوع ة‬
‫ومحرمة‪ ،‬كاألحاسيس والغرائز وكل ما يبعث على الحياة وينميها‪.‬‬

‫خالصة تركيبية‪:‬‬

‫نالحظ أن هناك تصورين مختلفين‪ :‬تصور يرى أن اإلنسان هو الكائن الوحيد الذي يملك حري ة اإلرادة‪،‬‬
‫وبفضلها يستطيع أن أن يؤسس القانون األخالقي؛ أي يستطيع‪ ،‬اعتمادا على إرادته الحرة‪ ،‬وضع القواع د‬
‫العقلية للفعل اإلنساني‪ ،‬والقيام بالفعل األخالقي الذي يتجاوز فيه إكراه ات الطبيعي ة وميوالت ه وغرائ زه‪.‬‬
‫وهذا ما يرفضه نيتشه (التصور الثاني)‪ ،‬الذي يرى أن ارتباط اإلرادة باألخالق وبالمثل الزه دي‪ ،‬لم ي ؤد‬
‫إال إلى نفي الحياة؛ ذلك أن إرادة المعنى التي مارسها المثل الزهدي أدي إلى إقصاء ك ل م ا ه و إنس اني‬
‫في اإلنسان (نفي الحياة)‪ :‬غرائزه‪ ،‬حواسه ميوالته‪ ،‬رغبته في السعادة والجم ال‪ .‬وله ذ‪ ،‬ف إن م ا ه و مهم‬
‫في نظر نيتشه‪ ،‬ليس هو إرادة المعنى األخالقي‪ ،‬بل المهم هو اإلرادة في الحياة‪.‬‬

‫المحور الثالث‪ :‬الحرية والقانون‪4‬‬


‫طرح اإلشكال‪ :‬ما العالقة القائمة بين الحرية والقانون؟ وهل القانون يض من ممارس ة الحري ة أم أن ه يح د‬
‫منها ويضيق عليها؟ بمعنى آخر‪ ،‬هل الحرية تتعارض مع القانون؟‬

‫لإلجابة على هذا اإلشكال يمكن الوقوف عند األطروحات التالية‪:‬‬

‫الحرية والقانون __أطروحة مونتيسكيو (‪)1755-1689‬‬

‫في رحاب الفلسفة‪ .‬ص‪.221 :‬‬

‫ارتبط تصور مونتيسكيو للحرية بالتصور العام لعصر األنوار الذي رب ط مفه وم الحري ة بمف اهيم أخ رى‬
‫كالمجتمع والقانون والسياسة‪ .‬ل ذلك رأى مونتيس كيو‪ ،‬في نص ه المقتط ف من كتاب ه "روح الق وانين"‪ ،‬أن‬
‫اإلنسان لم يشعر بالحرية الحقيقي ة إال داخ ل المجتم ع‪ ،‬المحك وم بق وانين وتعاق دات أخالقي ة وسسياس ية‪.‬‬
‫فالحرية ال ترتبط بإرادة األفراد في فعل ما يشاءون‪ ،‬بل هي ما تسمح به الق وانين داخ ل المجتم ع‪ .‬وه ذه‬
‫القوانين هي وحدها التي يمكن أن تضمن حرية اإلنس ان‪ .‬إنه ا إذن حري ة قانوني ة محمي ة من ك ل ش طط‬
‫وتعسف من طرف القوانين ذاتها‪.‬‬

‫ولتوضيح أطروحته‪ ،‬وظف النص مجموعة من األفك ار ش كلت الهيك ل االس تداللي ألطروحت ه‪ ،‬اس تهلها‬
‫بتوضيح معنى "الحرية السياسية"؛ فهي ال تعني ان نقوم بما نريده‪ ،‬كما قد يظن البعض‪ ،‬بل أن نقوم بما‬
‫تسمح به القوانين‪ .‬فالشعب في األنظمة الديمقراطية التي تسود فيها القوانين‪ ،‬يتمتع بحري ة سياس ية قائم ة‬
‫على القدرة على فعل ما تسمح به قوانين الدولة‪ ،‬وعدم اإلكراه في المقابل‪ ،‬على فعل ما ال تسمح ب ه تل ك‬
‫القوانين‪ .‬ولذلك يمكن القول‪ ،‬إن الحرية هي إطاعة القوانين التي تنظم حي اة الن اس داخ ل المجتم ع‪ .‬وك ل‬
‫شخص يقوم بعصيانها‪ ،‬سوف لن يكون قادرا على التمتع بالحرية السياسية؛ ما دام أن كل شخص س يقوم‬
‫بهذا األمر‪ .‬وهكذا فإنه ال يمكن الحديث عن حري ة سياس ية إال في ظ ل وج ود أنظم ة ديمقراطي ة معتدل ة‬
‫تسعى إلى ممارسة الخير العام؛ بحيث تكون السلطة السياسية منبثقة عن القوانين‪ ،‬أي تكون منظمة بشكل‬
‫يمنع التعسف في استعمالها‪ ،‬حيث تكون هناك سلطة أخرى تحدها‪.‬‬

‫الحرية والسياسة______أطروحة حنا أرندت (‪.)1975-1906‬‬

‫في رحاب الفلسفة‪ .‬ص‪222:‬‬

‫ترى حنا أرندت‪ ،‬في نصها المقتطف ممن كتابها "أزمة الثقافة"‪ ،‬أن الحديث عن حري ة داخلي ة (بوص فها‬
‫مفهوما ال سياسيا) موطنها القلب أو اإلرادة‪ ،‬هو حديث غ ير قاب ل للبرهن ة‪ .‬ل ذلك من غ ير الممكن رب ط‬
‫أهمية الحرية باإلرادة واالستبطان كما فعل الفالسفة‪ .‬بل إن المجال الحقيقي والوحيد للحري ة ه و المج ال‬
‫السياسي والحي اة العام ة‪ .‬ومن ثم ال يمكن تص ور حري ة خ ارج العالق ات اإلنس انية ال تي يحكمه ا تنظيم‬
‫سياسي‪ .‬بمعنى أن اإلنسان ال يدرك حريته إال عندما يمارس ها بش كل فعلي ملم وس؛ عن دما يقيم عالق ات‬
‫مع اآلخ رين‪ ،‬في مج االت عمومي ة‪ ،‬وعن دما يتنق ل بك ل حري ة وأم ان‪ ،‬وعن دما يتكلم ويع بر عن رأي ه‪.‬‬
‫فالحري ة والسياس ة إذن‪ ،‬مفهوم ان متالزم ان‪ .‬ولتوض يح ه ذه األطروح ة يمكن الوق وف عن د أهم أفك ار‬
‫ومضامين هذا النص‪ .‬حيث بدأ أرندت نصها بالتأكيد على أن الحرية‪ ،‬بوص فها ممارس ة فعلي ة ال إش كاال‬
‫نظريا‪ ،‬كانت دوما تمارس داخل مجال السياسة؛ إذ لم تعرف مج اال آخ ر غ يره‪ .‬مش يرة في ال وقت ذات ه‬
‫إلى أنه ال يمكن الحديث عن حرية داخلية (بوصفها مفهوما ال سياسيا) دون أن توجد حري ة ملموس ة في‬
‫العالم ومع اآلخرين‪ .‬فنحن نعي فعال أنن ا أح رار عن دما ن دخل في عالق ة م ع ال ذوات األخ رى‪ ،‬ويك ون‬
‫بمقدورنا ان نتنقل وان نتحدث بكل حرية‪ .‬وهكذا‪ ،‬فالحرية قبل أن تكون سمة من س مات اإلرادة أو ص فة‬
‫للفكر‪ ،‬أو شعورا داخليا فكريا أو وجدانيا؛ فإنها ممارسة فعلية في العالم وم ع اآلخ رين؛ حين ذاك يمكن ني‬
‫القول إنني حر أو غير حر‪.‬‬

‫غير أن الحرية ال توجد بالضرورة في كل ش كل من أش كال العالق ات اإلنس انية؛ ذل ك أن ه ثم ة عالق ات‬
‫ينعدم فيها التنظيم السياسي (مثل التجمعات القبلية‪ ،‬األسرة‪ ،)...‬ومن ثم فإن الحري ة ليس ت ع امال منظم ا‬
‫ألفعال وتصرفات األفراد‪ ،‬بقدر ما تكون هن اك عوام ل أخ رى منظم ة له ا‪ .‬وانطالق ا من ذل ك‪ ،‬ال يمكن‬
‫الحديث عن حرية حقيقية دون أن تكون لألفرادة القدرة على الكالم والتعبير عن آرائهم ومعتقداتهم داخ ل‬
‫فضاء عمومي يتيح لكل مواطن حقه في التعبير عن آرائ ه ومعتقدات ه بش كل ح ر وعل ني‪ .‬وهك ذا تخلص‬
‫أردنت‪ ،‬إلى أن الحديث عن الحرية الداخلية‪ ،‬بوصفها شعورا داخليا‪ ،‬أو رغبة او أمني ة‪ ،‬أو طموح ا‪ ،‬ه و‬
‫حديث غير قابل للبرهنة‪ .‬ل ذلك‪ ،‬تبقى الحري ة ال تي يمكن البرهن ة عليه ا‪ ،‬هي تل ك الحري ة ال تي تم ارس‬
‫بشكل فعلي داخل مجال السياسة؛ في العالم ومع اآلخرين‪.‬‬

‫خالصة عامة‪ :‬اختلف المفكرون والفالسفة بشأن الفعل اإلنساني‪ ،‬فهن اك من اعت بره فعال ح را ب دون قي د‬
‫(المعتزلة)‪ ،‬وهناك من نظر إليه بوصفه فعال مج برا من خل ق إلهي (الجبري ة)‪ .‬لكن هن اك من رأى (ابن‬
‫رشد) أن التصورين معا ق د أخط أ في فهم حقيق ة ه ذا الفع ل‪ .‬إن اإلنس ان ل ه الحري ة والق درة على فع ل‬
‫الشيء وضده‪ .‬إال أن حرية اإلنسان هي حرية مشروطة بقوانين الطبيعة وقدرات الجسد التي خلقها هللا‪.‬‬

‫إن هذا الطرح اإلشكالي لمفهوم الحرية سيعرف تحوالت مع الفكر الفلسفي المعاصر‪ ،‬بحيث س يتم النظ ر‬
‫إلى اإلنس ان‪ ،‬ال بوص فه ح را حري ة مطلق ة‪ ،‬وال بوص فه ك ذلك فعال مش روطا ومقي دا بإكراه ات‬
‫وضرورات‪ ،‬ب ل س ينظر إلى اإلنس ان بوص فه يوج د في ه ذا الع الم وم ع اآلخ رين‪ ،‬محك وم بش بكة من‬
‫العالق ات‪ ،‬لكن ه يس تطيع بحري ة وإرادة أن يع دل من ه ذه العوام ل ويغيره ا‪ .‬غ ير أن ارتب اط االرادة‬
‫باألخالق لم يؤد إال إلى نفي الحياة (نيتشه)‪ .‬بحيث تم اقص اء ك ل م ا ه و إنس اني في اإلنس ان؛ غرائ زه‪،‬‬
‫ماديته‪ ،‬حواسه‪...‬فالمهم ليس إرادة المعنى األخالقي‪ ،‬بل المهم هو إرادة الحياة‪ .‬فما هو المجال إذن‪ ،‬ال تي‬
‫يمكن أن يمارس فيه اإلنسان حريته؟ إن الحرية ال ترتبط بإرادة األف راد ورغبتهم في فع ل م ا يحل و لهم‪،‬‬
‫بل ترتبط أساسا بالقوانين‪ ،‬فهذه األخيرة وحدها التي تحدد ما يجب فعله وما ال يجب فعله‪ ،‬إنها إذن حرية‬
‫قانونية (مونتيسكيو)‪ .‬كما أن الحرية ليس ت إرادة ذاتي ة أو ص فة لل وعي وللحي اة الداخلي ة‪ .‬إن ه مفه وم ال‬
‫ي درك إال في إط اره الحقيقي‪ ،‬ال ذي ه و المج ال السياس ي والحي اة العام ة‪ .‬فالحري ة والسياس ة مفهوم ان‬
‫متالزمان (حنا ارندت)‪.‬‬

‫المعجم الفلسفي لمجزوءة الوضع البشري‬


‫الشخص‪ :‬يطلق على الفرد في بعده الم ادي من حيث ه و مظه ر وجس م‪ ،‬وفي بع ده المعن وي من حيث ه و ذات‬ ‫‪-‬‬
‫واعية‪.‬‬
‫األنا‪ :‬يدل اللفظ على حقيق ة اإلنس ان الثابت ة لك ل الح االت النفس ية والفكري ة‪ .‬كم ا ي دل على الج انب ال واعي في‬ ‫‪-‬‬
‫شخصية اإلنسان‪.‬‬
‫الذات‪ :‬هي العالم الداخلي لإلنسان من هو أفكار ومشاعر وأحاسيس‪ ...‬في مقابل الموضوع‬ ‫‪-‬‬
‫الهوية‪ :‬هي الخاصية التي يكون الشيء بموجبها هو هو مطابقا لذاته ومتميزا عن غيره‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القيمة‪ :‬هي خاصية تتميز بها فكرة أو شيء أو فعل‪ ،‬مما تجعلنا نسعى إليه ونطلبه‪ ،‬س واء لذات ه أو لغاي ة مترتب ة‬ ‫‪-‬‬
‫عنه‪.‬‬
‫الضرورة‪ :‬هي العالقة الحتمية بين المقدمات والنتائج‪ ،‬أو بين األسباب والنتائج لفهم الظواهر‪ ،‬س واء الطبيعي ة أو‬ ‫‪-‬‬
‫اإلنسانية‪.‬‬
‫الحرية‪ :‬هي استقالل الذات فكرا وتصرفا‪ ،‬وعدم خضوعها ألي إكراهات خارجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الغير هو أنا آخر يشبهني في كونه ذات واعية‪ ،‬وفي نفس الوقت يختلف عني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوجود‪ :‬يطلق على الكون بظواهره الطبيعية وعناصره المادية أو المعنوي ة‪ .‬ووج ود الش يء ه و انبثاق ه في ه ذا‬ ‫‪-‬‬
‫العالم‪.‬‬
‫المعرفة‪ :‬مجموع العمليات الذهنية التي بواسطتها يدرك العقل موضوعا ما بهدف فهمه وتفسيره‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوعي‪ :‬يدل الللفظ على مجموع العمليات الشعورية التي تمكن الذات من إدراك مباشر لذاتها ولما تقوم ب ه‪ ،‬ولم ا‬ ‫‪-‬‬
‫يحيط بها ‪...‬‬
‫االدراك الحسي‪ :‬المعرفة المباشرة لألشياء بواسطة الحواس‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المعجم الفلسفي لمجزوءة المعرفة‬

‫المعرفة‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحقيقة‪ :‬يدل اللفظ منطقيا‪ ،‬على على مطابقة الفكر لذاته‪ ،‬وواقعيا على مطابقة الحكم لموضوعه‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرأي‪ :‬المعرفة العامية الخاضعة للمعتقدات السائدة‪ ،‬والتي يغلب عليها الظن‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المعيار‪ :‬هو المقياس الذي نستعمله لتمييز القضايا الصادقة عن الخاطئة‪ ،‬واألشياء الجميلة عن القبيحة‪ ،‬والفضائل‬ ‫‪-‬‬
‫عن الرذائل‬
‫العلم‪ :‬مجموع القوانين والنظريات التي تحاول تفسير ظواهر مجال معين (طبيعي‪ ،‬اجتماعي‪ ،‬نفسي‪)..‬‬ ‫‪-‬‬
‫النظرية‪ :‬مجموع األطروحات والقوانين التي تؤسس نسقا متكامال لفهم وتفس ير ب ل والتنب ؤ ب الظواهر في مج ال‬ ‫‪-‬‬
‫معين‪.‬‬
‫التجرب ة‪ :‬ت دل في المج ال العلمي على اللحظ ة المنهجي ة ال تي يتم فيه ا اختب ار الفرض يات‪ ،‬وهي لحظ ة عملي ة‬ ‫‪-‬‬
‫مرتبطة بالواقع‪.‬‬
‫العقالنية‪ :‬هي صفة للمذهب الذي يعتبر العقل وحده مصدر المعرفة والحقيقة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اليقين‪ :‬هو حالة الفكر الذي يتبنى بشكل محكم وصارم كل ما توصل إليه من حقائق‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المنهج‪ :‬مجموع الخطوات واإلجراءات التي بواسطتها يمكن بلوغ هدف محدد في مجال معين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الفهم‪ :‬نشاط فكري يدرك اإلنسان بواسطته الظاهر‪ ،‬قصد إضفء معنى عليه ا وذل ك من خالل الرب ط بين الفع ل‬ ‫‪-‬‬
‫والنتائج‪.‬‬
‫الموضوع‪ :‬العالم الخارجي لإلنسان‪ ،‬ال ذي يتش كل من اآلخ رين والظ واهر الطبيعي ة واألدوات المص نوعة‪...‬في‬ ‫‪-‬‬
‫مقابل الذات‪.‬‬
‫الموضوعية‪ :‬هي خاصية ما هو موجود بشكل مستقل عن الذات‪ .‬كما تدل على ما هو متطابق مع واقعة ما‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫المعجم الفلسفي لمجزوءة السياسة‬

‫السياسة‪ :‬أسلوب أو نمط حكم الدولة‪ ،‬وكيفية توجي ه مواطنيه ا اعتم ادا على الس لطة والق انون‪ .‬أو هي فن تنظيم‬ ‫‪-‬‬
‫الشؤون العامة للمجتمع وذلك في سائر مجاالت الحياة‪ .‬كما يمكن تعريفها أيضا بكونها فن المك ر والخ داع ألج ل‬
‫امتالك السلطة وممارستها والحفاظ عليها‪.‬‬
‫الدولة‪ :‬هي جه از سياس ي يعم ل على أرض مح ددة‪ ،‬وذل ك به دف حماي ة الق انون وت أمين النظ ام من خالل‬ ‫‪-‬‬
‫مجموعة من السياسية والعسكرية والقانونية‪ .‬وتشير الدول ة أيض ا إلى ك ل كي ان بش ري ل ه خص ائص تاريخي ة‪،‬‬
‫جغرافية‪ ،‬لغوية‪ ،‬ثقافية ودينية مشتركة‪ ،‬وبالتالي فهي ترتبط بمعنى األمة‪.‬‬
‫السلطة ‪ :‬القدرة التي يتوفر عليها فرد أو جماعة للتأثر على اآلخرين وتوجيه تصرفاتهم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الغاية‪ :‬تشير في الفلسفة إلى الهدف أي إلى ما يتم ال نزوع إلي ه‪ ،‬تقابل ه الوس ائل ال تي توظ ف في تحقي ق غاي ات‬ ‫‪-‬‬
‫معينة‪.‬‬
‫العنف ‪ :‬استعمال القوة تجاه الغير من اجل إخضاعه إلرادة الذات‪ .‬أو هو كل سلوك يلح ق األذى ب اآلخرين س واء‬ ‫‪-‬‬
‫كان ماديا أو معنويا‪ .‬وترى حنا أرندت بأن القوة ال تتحول إلى عنف إال عندما تستخدم ك أداة للس يطرة والهيمن ة‪.‬‬
‫وقد تحدث االغريق عن العنف بوصفه إفراطا في استعمال القوة وخرق للقوانين وتدنيس للطبيعة‪.‬‬
‫العدوانية‪ :‬كل سلوك يقوم به فرد ما بشكل شعور أو غير شعوري‪ ،‬يكون الهدف من ه إلح اق الض رر ب اآلخرين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويعد في نظر لورنتز سلوكا فطريا في االنسان كما هو األمر بالنسبة إلى باقي الكائنات األخرى‪.‬‬
‫االنتقاء الطبيعي ‪ :‬عملية تحدث في الكون وبواسطتها تبقى الكائنات االكثر تكيفا مع بيئاتها على قيد الحياة (البق اء‬ ‫‪-‬‬
‫لألصلح)‪.‬‬
‫النوع‪ :‬مجموعة من األفراد أو الكائنات تك ون ق ادرة على التك اثر فيم ا بينه ا‪ ،‬بمع نى الق درى على عم ل س اللة‬ ‫‪-‬‬
‫قادرة على الحياة والتكاثر‪.‬‬
‫الجنس‪ :‬ما ي دل على أف راد كث يرين مختلفين ب األنواع‪ .‬فه و أعم من الن وع؛ ف الحيوان جنس واالنس ان ومختل ف‬ ‫‪-‬‬
‫الكائنات األخرى نوع‪.‬‬
‫الحرب ‪ :‬يعرفها كلوزفتش بكونها فعل من أفعال القوة (الخاص باالنسان) التي نحاول من خالل ه إخض اع الخص م‬ ‫‪-‬‬
‫إلرادتنا وذلك باستعمال كافة الوسائل التي توفرها لنا الصناعة‪.‬‬
‫القانون ‪ :‬قاعدة إلزامية موضوعة من طرف سلطة عليا‪ ،‬وظيفتها تنظيم األفراد داخل مجتمع معين‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المجتمع الم‪44‬دني‪ :‬يتش كل من مختل ف التنظيم ات التطوعي ة الح رة ال تي تمأل المج ال الع ام بين األس رة والدول ة‬ ‫‪-‬‬
‫وتعمل على تحقيق مصالح األفراد المادية والمعنوية‪ ،‬والدفاع عن هذه المص الح في إط ار االل تزام بقيم ومع ايير‬
‫االحترام والتس امح الفك ري والسياس ي والقب ول بالتعددي ة‪ .‬أم ا عن د هيج ل فيعت بر مج اال للتن افس بين المص الح‬
‫المتعارضة‪ .‬وال يتحقق له ذا المجتم ع اس تقرار إال في إط ار الدول ة ال تي تخل ع عليه ا طابع ا أخالقي ا‪ .‬وال يمكن‬
‫المطابقة بينه وبين الدولة كما فعل فالسفة العقد االجتماعي‪.‬‬
‫الحرية‪( :‬أنظر التعريف السابق)‬ ‫‪-‬‬
‫الحق ‪ :‬يدل على ما لإلنسان من حريات‪ .‬كما يدل على العدل‪ .‬ويدل في اللغة على الثبات وقد يعني مطابق ة الحكم‬ ‫‪-‬‬
‫للواقع‪ .‬ويعرفه الالند بأنه "كل ما هو مسموح به بموجب قاعدة قانونية أو معيار أخالقي"‪.‬‬
‫الحق الطبيعي ‪ :‬مجموع الحقوق التي ينبغي أن يتمتع بها االنسان بحكم طبيعته كإنسان (الحق في الحياة‪ ،‬الحري ة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫المساواة‪ .)...‬ويعرفه هوبز بأنه الحرية التي لكل إنسان في أن يفعل ما يشاء وفق ما يراه مناسبا له (أن يتص رف‬
‫كما يشاء في إمكاناته الخاصة للمحافظة على حياته)‪ .‬والحرية عنده تعني غياب كل العوائق التي تقف عائقا أم ام‬
‫رغبة المرء في أن يفعل ما يشاء وما يحلو له‪ .‬وفي المقابل يعرف هوبز القانون الطبيعي بأنه قاعدة أمالها العقل‬
‫البشري تهدف إلى منع المرء من القيام بأي شيء من شأنه أن يؤدي إلى هالك الذات‪ .‬وقد أملى هذا القانون على‬
‫االنسان فكرة مهمة جدا تتمثل في التنازل عن حقه الطبيعي من أجل التعايش المشترك‪.‬‬
‫الواجب‪ :‬يدل على ما لإلنسان من التزامات نحو الغير والدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حالة الطبيعة‪ :‬حالة سابقة على حالة الدولة وتتم يز بغي اب الق وانين والمؤس ات‪ ،‬وبحري ة الم رء في أن يفع ل م ا‬ ‫‪-‬‬
‫يشاء بما في ذلك استخدام القوة الفيزيائية‪.‬‬
‫العقد االجتماعي‪ :‬نظرية اجتماعية تقول بأن النظام االجتماعي يق وم على اتف اق إرادي بين األف راد المك ونين ل ه‬ ‫‪-‬‬
‫للخروج من حالة الطبيعة‪.‬‬
‫العدالة ‪ :‬هي المساواة وعدم التمييز بين الناس على أساس الدين أو العرق أو الجنس‪...‬والتزام الحياد أثناء الفص ل‬ ‫‪-‬‬
‫بين المتخاصمين وذلك باالحتكام إلى القانون‪.‬‬
‫االنصاف‪ :‬رفع الحيف عن المظلوم‪ ،‬وتعويض المتضرر عن ما لحقه من ضرر‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشرعية‪ :‬هي خاصية أخالقية إذا ما تم إضفاؤها على فكرة أو أو فعل يصبح مقبوال من طرف المجتمع‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المشروعية‪ :‬ممارسة الحكم وفق قوانين مقبولة من طرف المجتمع القائم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المعجم الفلسفي لمجزوءة األخالق‬

‫األخالق‪ :‬مجموع قواعد التصرف والقيم السائدة في مجتمع ما‪ .‬كما ت دل على الغاي ات ال تي على اإلنس ان العم ل‬ ‫‪-‬‬
‫من أجل بلوغها ‪.‬‬
‫الواجب‪ :‬كل ما ينبغي على اإلنسان القيام به (إلزاما أو التزاما)‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحتمية ‪ :‬تطلق على مذهب يعتبر اإلنسان خاضع إلكراهات جبرية‪ ،‬حيث يظهر فاقدا لكل حرية أو إرادة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الحرية‪( :‬التعريف السابق)‬ ‫‪-‬‬
‫اإلرادة‪ :‬القدرة على االختيار والتصرف وفق ما يمليه تفكير الفرد‪ ،‬وحسب قناعاته‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫القانون‪( :‬أنظر التعريف السابق)‬ ‫‪-‬‬
‫المجتمع‪ :‬جماعة بشرية منظمة‪ ،‬تحكمها قواعد وضوابط ومؤسسات وأعراف وتقاليد‪ ،‬وذلك به دف الحف اظ على‬ ‫‪-‬‬
‫استمرارية هذه الجماعة‪.‬‬
‫الفضيلة‪ :‬هي قيمة توجه أفعال اإلنسان نحو الخير‪ .‬وتضفي عليها مشروعية أخالقية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السعاد ة‪ :‬هي شعور دائم بالفرح والمتعة واللذة‪ ،‬ناتج عن وصول اإلنسان إلى الكمال العقلي أو الروحي‪..‬‬ ‫‪-‬‬

You might also like