You are on page 1of 5

‫القولة‪" :‬ال يوجد شخص حر وال يمكن أن يوجد أبدا"‪.

‬‬

‫انطالقا من اشتغالك على القولة بين ما إذا كانت حرية الشخص مستحيلة‬

‫تتح دد ال ذات اإلنس انية بمجموع ة من الش روط ال تي تم يز وض عها في ه ذا‬


‫الوجود عن بقية الموجودات من جه ة وتحص رها من جه ة أخ رى؛ باعتباره ا وإن‬
‫ك انت ذات ا عاقل ة مم يزة مري دة وح رة ‪ -‬مم ا يجعلن ا نس مي اإلنس ان شخص''ا‬
‫‪ - Personne‬إال أن هذه السمات مجتمعة ال تنفي مختلف الحتميات والض رورات‬
‫التي ت ؤطر الوج ود البش ري وال تي اص طلح عليه ا الفالس فة ‪-‬على ح د تعب ير حن ا‬
‫أرندت‪ " -‬الوضع البشري" ‪ .Statut Humain‬ولعلنا نجد إشكالية الحرية بم ا هي‬
‫إشكالية فلسفية بامتياز حاض رة في منط وق القول ة موض وع التحلي ل والمناقش ة‪ ،‬إذ‬
‫تضعنا أمام إشكال فلسفي أساس مؤداه أن التس اؤل عن الحري ة اإلنس انية‪ ،‬وإن ك ان‬
‫منطوقه ا يحيلن ا على تص ور فلس في يح اول نفي ه ذه الحري ة‪ ،‬يبقى مطلب ا فلس فيا‬
‫مش روعا‪ ،‬ومن ثم؛ نج د أنفس نا أم ام مجموع ة من التس اؤالت اإلش كالية الم ؤطرة‬
‫للموضوع والتي يمكننا أن نصوغها على النحو اآلتي‪:‬‬

‫ما داللة الحري ة فلس فيا؟ وه ل يمكن تص ور مفه وم الش خص خ ارج مفه وم‬
‫الحري ة باعتباره ا قيم ة وخاص ية إنس انية علي ا؟ وإذا م ا أقررن ا بض رورة تمت ع‬
‫الشخص بالحرية فهل هي حرية مطلقة أم أنه ا حري ة م ؤطرة ونس بية؟ كي ف يمكن‬
‫لإلنسان أن يعي حريته داخل مختلف الحتميات التي تؤطر وجوده؟‬

‫وبتعبير دقيق؛ هل حرية الش''خص مس''تحيلة أم أنه''ا ممكن''ة؟ وإذا م''ا س''لمنا‬
‫بإمكانيتها ماهي شروطها وحدودها؟‬

‫أخيرا‪ ،‬ما قيمة التصور الذي يتبناه منطوق القولة؟ وما حدوده؟‬

‫لعلنا ننطلق في محاولة تحليل التساؤالت اإلشكالية السابقة من األطروحة ال تي‬


‫تقدمها القولة والتي مؤداها أن حرية الش خص تبقى مس تحيلة على اعتب ار أنه ا تنفي‬
‫حرية الشخص مطلقا‪ .‬ومن ثم‪ُ ،‬يطرح التساؤل عن ماهية الحرية فلسفيا‪ ،‬فما الحرية‬
‫بالمعنى الفلسفي؟‬
‫عند محاولة تعريف مفهوم الحرية فلسفيا يسترعي انتباهن ا تط ور المفه وم من‬
‫جهة والحاجة إلى التمييز فيه بين المعنى العام والمعنى الخ اص ال ذي يحيلن ا ب دوره‬
‫على الحرية بالمعنى المدني والسياس ي من جه ة أخ رى‪ ،‬م ادام أن الحري ة ب المعنى‬
‫العام تعني حالة الكائن الذي ال يعاني من أي إكراه‪ ،‬وبهذا المع نى الع ام ق د يس توي‬
‫اإلنسان مع غيره من الكائنات األخ رى فنتح دث عن حري ة حي وان م ا أو نب ات م ا‬
‫وغيرها‪ .‬غير أن هذا المعنى سرعان ما يتقيد حينم ا يتم الترك يز في ه على اإلنس ان‬
‫ومحاولة تجاوز الحرية بهذا المعنى الط بيعي ال ذي يخ تزل اإلنس ان في كون ه كائن ا‬
‫طبيعيا وال يرقى به إلى مستوى الثقافة والعقالنية التي تم يزه عن بقي ة الموج ودات‪،‬‬
‫وهو المستوى الذي ظل حاضرا في االش تغال الفلس في ال ذي ينظ ر أيض ا للش خص‬
‫باعتباره كائنا اجتماعيا وسياسيا أيضا‪ ،‬ومن ثم‪ ،‬يتم تعريف الحرية في هذا المستوى‬
‫باعتبارها غيابا لكل إلزام وقسر اجتماعي وقانوني يفرض على الف رد‪ ،‬بحيث يعت بر‬
‫الفرد نفسه حرا في القيام بكل ما ال يمنعه القانون واالمتناع عن كل م ا ال يلزم ه ب ه‬
‫القانون‪ .‬ولعل منطوق القولة إذ ينفي حرية الشخص حرية مطلقة فكأنه ينفي الحري ة‬
‫بمعنييها الطبيعي ‪-‬العام‪ -‬واالجتماعي السياسي – الخاص‪ -‬وه و بنفي ه المطل ق ه ذا‬
‫لحرية الشخص‪ ،‬يراهن بشكل مض مر على الخط اب المض اد والمتمث ل في خط اب‬
‫الحتمي ة ال ذي يستحض ر مختل ف الحتمي ات ال تي يخض ع له ا الش خص س واء على‬
‫المستوى الجسدي البيولوجي أو النفسي السيكولوجي أو االجتم اعي السوس يولوجي‪.‬‬
‫وهو ما سنزيد في شرحه ومناقشته في مطلب مناقشة طبيعة الخط اب الج دلي ال ذي‬
‫حكم النظر الفلسفي لكال التصورين‪ :‬خطاب الحري ة من جه ة وخط اب الحتمي ة منم‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫إن البناء المفاهيمي السابق الذي تشكل من ه الط رح الفلس في لص احب القول ة‪،‬‬
‫يستمد مشروعيته من األسس الحجاجية والمنطقية التي أدت إلى االنتهاء إلى الموقف‬
‫المعبر عنه‪ ،‬والذي هو في جوهره نتيجة منطقية لمقدمات أولية ي ؤدي استحض ارها‬
‫ول و بش كل مف ترض – حج اج مف ترض‪ -‬إلى فهم المنطلق ات الحجاجي ة ألطروح ة‬
‫القولة والتي يمكن اختزالها في كون أنه ما دام الشخص خاضعا لجملة من الحتميات‬
‫ال تي ت ؤطر وج وده على مختل ف المس تويات‪ -‬إْن بيولوجي ا أو نفس يا أو اجتماعي ا‪-‬‬
‫وعلى اعتب ار أن الحتمي ة ‪ Determinisme‬وإن ك انت مب دءًا علمي ا مف اده أن‬
‫الظواهر الطبيعي ة مش روطة بأس باب ض رورية وثابت ة تمكن من التنب ؤ به ا‪ ،‬فإنه ا‬
‫حينما تطبق على اإلنسان تتعارض مع فكرة اإلرادة الح رة ‪ ،Libre Arbitre‬ومن‬
‫ثم‪ ،‬فإن أفع ال الش خص وس لوكاته ب ل وح تى أفك اره مج رد نتيج ة ألس باب س ابقة‬
‫ضرورية يحكمها الوعي أو الالوعي على حد سواء‪.‬‬
‫من خالل ما تقدم في مطلب التحليل نستنتج أن منطوق القولة يستمد قيمته من‬
‫رهانه الضمني على خطاب الحتمية الذي قاده إلى نفي حري ة الش خص نفي ا مطلق ا‪،‬‬
‫لكن كيف يمكن فهم نفي حرية الشخص داخ ل الحط اب الفلس في ال ذي تبقى الحري ة‬
‫والتربية عليها من أهم القيم التي دافع عليها الفالسفة خالل مختلف عصور الفلسفة؟‬
‫يمكنن ا أن نستحض ر في ه ذا الس ياق فيلس وفا من العص ر الح ديث ع رف في‬
‫المج ال السياس ي بأن ه من كب ار الم دافعين عن الحري ة لكن ه في المج ال الوج ودي‬
‫الشخص ي س يتبنى موقف ا مض ادا ق د تقودن ا الق راءة المتس رعة وغ ير الناف ذة إلى‬
‫مشروعه الفلسفي المهم إلى اعتباره قد وقع في تناقض مشين‪ ،‬لكونه يقر بأن حري ة‬
‫اإلنسان خارج الحتمية الطبيعية مجرد وهم يحتاج إلى الكثير من التوض يح والبي ان‪.‬‬
‫إنه الفيلسوف الهولندي نشأة والبرتغ الي أص ال "ب اروخ اس بينوزا" ‪ Spinoza‬ال ذي‬
‫أعلن في كتابه الشهير "اإليتيقا" "علم األخالق" عن مقولة س نعمد إلى إب راز موقف ه‬
‫من خاللها وهي "ليس اإلنسان إمبراطورية داخل إمبراطورية" ‪L'Homme n’est‬‬
‫‪ ،pas un Empire" dans un Empire‬ومعنى ذلك أن اإلنسان ليس مملكة أو‬
‫إمبراطورية مستقلة عن مملكة وإمبراطورية الطبيعة بل إنه وما دام ينتمي إليها فهو‬
‫محكوم بنفس العلل واألسباب والقوانين التي تحكم الطبيعة‪ ،‬ومن ثم يظل عاجزا عن‬
‫االنفالت التام منها‪ ،‬وكلما اعتقد أنه يمتلك حرية تتعالى عن الطبيعية وقوانينه ا فأن ه‬
‫يعيش حالة من الوهم فقط‪ ،‬ويعلل "اسبينوزا" سبب الوهم ب امتالك الحري ة في ك ون‬
‫الناس يعون فقط رغباتهم وأفعالهم ويجهلون العل ل واألس باب الخفي ة ال تي تح ركهم‬
‫ويضرب لن ا في ذل ك ع دة أمثل ة من قبي ل تص ور مف ترض لحج رة ل و أمكنه ا أن‬
‫تحظى بالوعي فإن وعيها سيكون محصورا في وعي الرغبة في التدحرج والدوران‬
‫وفعل الدوران هذا‪ ،‬والحال أن سبب تدحرجها هو بفعل قوة خارجي ة تجهله ا فتعتق د‬
‫أنها تدور انطالقا من رغبتها وفعله ا الح ر‪ .‬ويمث ل أيض ا بالرض يع ال ذي يغف ل أن‬
‫سبب بكائه هو الجوع ويعتقد أنه يبكي بحريته وكذلك الجبان والمنتقم‪ ،‬كلهم يعتقدون‬
‫أن ه يخت ارون الف رار أو االنتق ام طواعي ة وبحري ة والح ال أن انفع االتهم الطبيعي ة‬
‫ب الخوف أو بالغض ب هي من يح رك س لوكاتهم وأفع الهم ال تي تبقى مش روطة‬
‫وخاضعة لالنفعاالت التي تحركها‪ .‬وبهذا كله يتبين مع اسبينوزا أن الحري ة الحقيقي ة‬
‫متى وجدت ستكون في الوعي باألهواء واالنفعاالت الطبيعية المتحكم ة غريزي ا في‬
‫البشر والذين كل ما يمكنهم هو تعقل رغباتهم والسعي إلى مقابلتها بانفعاالت مضادة‬
‫نابعة من العقل وقدرته على التعقل‪.‬‬
‫وبه ذا‪ ،‬يتض ح م ع الخط اب الفلس في المستحض ر للحتمي ة الحاكم ة للوج ود‬
‫البشري سواء مع البعد الطبيعي الكوني الذي قدمه اسبينوزا أو مع نظري ات التحلي ل‬
‫النفسي كما جاء بها فرويد منذ تأسيسه لمفه وم الالش عور أو ح تى م ع االستحض ار‬
‫السوس يولوجي للحتمي ة االجتماعي ة كم ا ظه رت في ال درس السوس يولوجي م ع‬
‫دوركهايم وأبرز تالمذته‪ ،‬وهي تصورات ومدارس فلسفية ال يمكن نك ران راهنيته ا‬
‫في الكثير من المواقف والمناسبات وأن الطابع العملي اإلجرائي عادة ما يبرز أهمية‬
‫استحضار هذه المقومات والحدود مجتمعة في فهم الواقع البشري واالرتقاء ب ه نح و‬
‫الممكن إال أن اإلنصات األح ادي لخط اب الحتمي ة وأبعاده ا ض رب لقيم ة اإلنس ان‬
‫ووضعه المتم يز‪ ،‬أوليس اإلنس ان بم ا ه و ك ائن عاق ل مفك ر ق ادر على وعي ه ذه‬
‫الحتميات ومن ثم متمكنا من تجاوزها تارة أو السيطرة عليه ا ت ارة أخ رى من أج ل‬
‫بناء العالم الذي يختاره بنسبة أو بأخرى؟ بل كيف يمكن تصور اإلبداع البشري دون‬
‫هامش معين من الحرية؟ وإذا ما سلمنا برفض فك رة الحري ة المطلق ة لإلنس ان فه ل‬
‫معنى هذا أن نجرده من حقه في االختيار وتجاوز الوضع الذي يكون عليه والتحرك‬
‫في اتجاه وضع أفضل؟‬
‫من ه ذا المنطل ق تحض ر الفلس فة الوجودي ة لتتج اوز الط رح الم اهوي عام ة‬
‫والخطاب الفلسفي حبيس الحتمي ة‪ ،‬ال ذي جع ل الماهي ة س ابقة على الوج ود‪ ،‬ب ل إن‬
‫الوجودية قد قلبت المعادلة وجعلت الوجود سابقا عن الماهية‪ ،‬إذ يوجد اإلنسان أوال‬
‫في ه ذا الع الم وب دون ماهي ة مس بقة وه و من يخت ار ماهيت ه‪ .‬ولفهم ه ذه الفلس فة‬
‫الوجودية نستحضر أحد كبار رواده ا وه و الفيلس وف واألديب الفرنس ي المعاص ر‬
‫جون بول سارتر ‪ ،J.P. Sartre 1905-1980‬الذي دافع عن مشروع فلسفي يق وم‬
‫على أطروح ة مؤداه ا أن الش خص عب ارة عن مش روع ‪ Projet‬ح ر‪ ،‬بمع نى أن‬
‫لإلنسان قدرة على االختيار الحر الذي يمكنه من تجاوز الوضعية التي يك ون عليه ا‬
‫بمختلف إكراهاتها وحتمياتها‪ .‬لكن كيف يمكن أن يتحقق هذا التجاوز حسب س ارتر؟‬
‫يجيبنا سارتر بأن اآللية ال تي تمكن اإلنس ان من التع الي على الوض عية ال تي يك ون‬
‫عليه ا ومن ثم تجاوزه ا تتحق ق بفض ل الفع''ل والش''غل والحرك''ة‪ ،‬إن ه ذه الفاعلي ة‬
‫اإلنسانية وهذا النشاط الفكري والجسدي للشخص هي بمثابة اإلمكانات الفاعل ة ال تي‬
‫تمكن ه من االختي ار بين ع دد كث ير من اإلمكان ات‪ ،‬وال يتحق ق ه ذا االختي ار إال‬
‫بخاصية الحرية التي تبقى ملكة إنسانية ال يمكن تعطيلها‪ ،‬تدل على هذه المعاني قولة‬
‫سارتر‪" :‬يعرف اإلنسان بمشروعه‪ ،‬هذا الكائن المادي‪ ،‬يتجاوز دائما وضعيته التي‬
‫يتواج''د فيه''ا ويح''ددها بالتع''الي عليه''ا لكي يتموض''ع بواس''طة الش''غل والعق''ل‬
‫والحركة"‪.‬‬
‫ونجد لهذا الموقف بعدا راهنيا متجسدا في أمثلة وش واهد حياتي ة حينم ا نس مع‬
‫العديد من قصص النجاح ألش خاص عاش وا في وض عيات ص عبة تحكمه ا حتمي ات‬
‫بيولوجي ة وس يكولوجية واجتماعي ة‪ ،‬واس تطاعوا أن يتح دوا إعاق اتهم الجس دية أو‬
‫النفسية‪ ،‬ويتجاوزون الهشاش ة والفق ر والتهميش االجتم اعي ليص لوا إلى وض عيات‬
‫جديدة مضادة لوضعياتهم السابقة أوصلتهم لحد الثروة والنبوغ والنجومية‪.‬‬
‫وحاص ل الق ول من ك ل م ا تق دم‪ ،‬نخلص إلى أن إش كال وض ع الش خص بين‬
‫الضرورة والحرية هو إشكال يتجاذبه تص وران فلس فيان مهم ان‪ ،‬ففي ال وقت ال ذي‬
‫راهن منطوق القولة موضوع االش تغال على نفي الحري ة واالنتص ار للحتمي ة ال تي‬
‫بيناها أك ثر م ع اس بينوزا في طرح ه المتم يز للموض وع وبإش ارتنا ول و اختص ارا‬
‫للحتمية النفسية واالجتماعية إال أننا أنصتنا أيضا لحج اج خط اب الحتمي ة ورهانات ه‬
‫مستحضرين الفلسفة الوجودية متمثلة في أح د أب رز رواده ا س ارتر‪ ،‬وبه ذا نخ رج‬
‫بموقف شخص ي م ؤداه أن الش خص مفه وم فلس في ال تكتم ل معالم ه إال بخاص ية‬
‫الحرية‪ ،‬وأن كل مقاربة فلسفية للمفهوم تظل قاصرة إن لم تجعل من مفه وم الحري ة‬
‫خاصية مركزية وقيمة إنسانية عليا‪ ،‬في سبيل أن توظف ه ذه الخاص ية كق درة على‬
‫الفعل واإلبداع وتحقيق بصمة شخصية في هذا الوجود‪ ،‬دون أن يعني هذا نفيا مطلقا‬
‫للحتميات وإنما وعيا بها وبقدرة الذات على تجاوزها وتحقي ق مش روعها الشخص ي‬
‫بوجودها‪ .‬غير أن القناعة التي تكونت من خالل ه ذا الموض وع بأهمي ة استحض ار‬
‫مفه وم الحري ة في البع د ال ذاتي متمثال في مفه وم الش خص تحفزن ا على نق ل ه ذا‬
‫اإلشكال إلى البعد االجتماعي متمثال في مجال السياسة لنفتتح رحلة تفلسف جديد مع‬
‫اإلشكال اآلتي‪ :‬كي'ف يمكن لمج'ال الساس'ة أن يك'ون مج'اال لض'مان حري'ة األف'راد‬
‫المكونين للدولة؟‬

You might also like