Professional Documents
Culture Documents
الشخص بين الضرورة والحرية
الشخص بين الضرورة والحرية
التأطير االشكالي
يتميز اإلنسان عن كائنات أخرى بوضعه الفريد و وجوده المعقد ...فهو كائن مفكر ،مريد ،فاعل ...من جه ة ،و من جه ة ثاني ة ه و ك ائن
يشكل جزءا من الطبيع ة و نظامه ا ،و ه و من جه ة ثالث ة ك ائن يعيش في وس ط اجتم اعي ل ه ش روطه و قوانين ه ...ل ذلك فه ذا الوض ع
البش ري ه و وض ع إش كالي يعكس تع دد األبع اد اإلنس انية ...و من أب رز القض ايا ال تي أفرزه ا ه ذا الوض ع البش ري نج د
قضية الحرية اإلنسانية التي تثير مفارقات كثيرة ...فاإلنسان باعتباره مفكرا مريدا يبدو فاعال و حرا ،لكنه كظاهرة طبيعي ة يب دو خاض عا
لحتمياتها ،و باعتباره يعيش ضمن مجتمع يبدو خاضعا لشروطه و قوانينه ...و هذا ي دفع إلى ط رح تس اؤالت ح ول الحري ة اإلنس انية و
حدودها .فهل اإلنسان حر أم أنه خاضع لحتمية ما؟ و إذا كان خاضعا فما هي حدود هذا الخضوع؟ و هل هو خاضع بش كل مطل ق أم أن
خضوعه محدود و نسبي؟
خالصة تركيبية
نخلص في األخير إلى أن الشخص بما هو ذات إنس انية عاقل ة وواعي ة ،يخض ع إلى مجموع ة من اإلش راطات
والضرورات منها ما هو طبيعي بحكم انتماء اإلنسان إلى عالم الطبيعة ،ومنها م ا ه و اجتم اعي بحكم ك ون اإلنس ان
كائنا اجتماعيا ،ومنها ما سيكولوجي بحكم كون اإلنسان يشكل بنية سيكولوجية ،غير أن الشخص يمتلك ما يمكنه من
تجاوز كل تلك الض رورات واإلش راطات ول و بش كل نس بي ،فالش خص كم ا عرف ه ج ون ل وك ك ائن مفك ر وذكي،
وخاصية الفكر والوعي تمكن الشخص من التعالي ومن تجاوز وضعه .فالقول بالخضوع المطلق للشخص سيجعله في
نفس درج ة ب اقي الموج ودات ،أك ثر من ذل ك ف القول بالحري ة ه و ال ذي س يجعل الش خص يتحم ل مس ؤولية أفعال ه
واختياراته.