You are on page 1of 10

‫مفهوم‬

‫‪2023-2024‬‬

‫الحرية‬
‫المحور االول‬
‫الحرية والحتمية‬
‫إذا كانت الحرية تتحدد بقدرة الفرد عىل الفعل‬
‫واالختيار‪،‬فهل ستكون هذه الحرية مطلقة أم‬
‫نسبية؟وهل ثمة حتميات وضرورات تحد من‬
‫تحقيق اإلرادة الحرة لدى اإلنسان؟‬
‫المحور الثاني‬
‫الحرية واالرادة‬
‫الفكر الفلسفي الحديث السابق عليه‪ ،‬قد اهتم‬
‫أساسا بإشكال الحرية في عالقتها باإلرادة‪،‬‬
‫وبتحديد مجال هذه اإلرادة الحرة‪ ،‬ومن هنا‬
‫نتساءل‪ :‬ما عالقة اإلرادة بالحرية؟ بمعنى هل كل‬
‫أفعالنا هي نتاج إلرادتنا أم أننا ملزمون بها؟ أو‬
‫بصيغة أخرى‪ ،‬هل نكون أحرارا بفضل إرادتنا أم‬
‫حسب قواعد وقوانين خارجة عنا؟‬
‫المحور الثالث‬
‫الحرية القانون‬
‫إذا كان هناك من يتصور القانون ال كقيد عىل‬
‫الحرية‪ ،‬بل كإطار تنظيمي ضابط وضامن لها‪ ،‬فإن‬
‫هناك أيضا من يتصور القانون كتعبير عن ميزان‬
‫قوى وعن مصالح‪ ،‬ويدعو إىل التطوير المستمر‬
‫للقوانين حتى ال تنتفي الحريات‪ ،‬وبناء عىل ذلك‬
‫أصبحت القوانين إطارا يستوعب ويضمن وينظم‬
‫الحرية‪ .‬فهل الحرية أو الحريات فعال في حاجة إىل‬
‫من يضبطها خارجيا أو إىل قانون ينظمها أم هي‬
‫انبثاق تلقائي ال يخضع إال لذاته؟ ثم أال تتعارض‬
‫هذه الحرية مع الخضوع للقانون‪ ،‬أم أن في ذلك‬
‫الخضوع ضمانة لها ولقيامها؟‬
‫موقف عبد هللا عروي‪4‬‬

‫يقول العروي إن حرية اإلنسان كانت مطل ًب ا فردًيا‬


‫وجماع ًي ا عبر التاريخ‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬فإن االكتشافات العلمية‬
‫واستخداماتها الحالية قد شككت في حرية اإلنسان في‬
‫العقود األخيرة‪ .‬لم تعد مسألة الحرية مسألة اجتماعية‬
‫أو سياسية أو حتى فلسفية‪ ،‬بل أصبحت مسألة تتطلب‬
‫العلم‪ .‬وقدم العلم الحديث نفسه كوسيلة لتحرير‬
‫اإلنسان من حتمية الطبيعة وضروراتها‪ ،‬ومع ذلك‪،‬‬
‫يستخدم العلم اليوم للسيطرة عىل اإلنسان‪ .‬يخدم العلم‬
‫الحرية اإلنسانية في بعض األحيان‪ ،‬ولكن في الوقت‬
‫نفسه يحاصرها ويقضي عليها‪ .‬لذلك‪ ،‬يتخوف المجتمع‬
‫المعاصر من الدوافع الحقيقية التي تحرك العلماء‬
‫وكيفية استخدام اكتشافاتهم العلمية‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تعود‬
‫المشكلة القديمة في الفكر الديني بين الجبر واالختيار‬
‫بصيغة أخرى‪ :‬كيف يمكن التوفيق بين حرية الوجدان‬
‫وحتمية العلم الطبيعي؟‬




‫موقف كارل بوبر‬

‫ينتقد كارل بوبر االتجاه التاريخي الذي يرون فيه بعض‬


‫الناس أن العلم محدد بالضرورة ويشكل خط ًر ا عىل حرية‬
‫اإلنسان وقدرته عىل االختيار‪ .‬يعتقد بوبر أن اإلنسان‬
‫يخضع لقوانين الطبيعة‪ ،‬ولكنه ليس مقي ًد ا بها بشكل‬
‫حتمي‪ ،‬وأفعال اإلنسان تؤكد حريته‪ ،‬وإذا كان اإلنسان‬
‫كائ ًن ا طبيع ًي ا وح ًر ا في نفس الوقت‪ ،‬فذلك يعني أن‬
‫طبيعته اإلنسانية تتضمن شي ًئ ا من الحرية‪ .‬وبالرغم من‬
‫وجود محددات مثل إكراهات العالم الطبيعي ومحددات‬
‫اإلحساس والوجدان وقوانين الفكر والتمثيالت‪ ،‬يمكن‬
‫لإلنسان االختيار والتحرك بحرية‪ ،‬ولكن حريته مشروطة‬
‫بالظروف الذاتية والموضوعية التي يعيش فيها‪ ،‬وهي‬
‫حرية مشروطة بدرجة ما من الضرورة‪.‬‬


‫موقف كارل بوبر‬

‫"ديكارت يصف اإلرادة بأنها القدرة التي تتيح لنا القيام‬


‫بشيء أو عدم القيام به‪ ،‬والقدرة عىل إثبات أو نفي‬
‫األفكار التي تعرض عىل عقولنا‪ .‬وبشكل أكثر دقة‪ ،‬فإن‬
‫الحرية تزيد بفضل اإللهام اإللهي والمعرفة الطبيعية‪،‬‬
‫مما يساعد اإلنسان عىل اتخاذ القرارات‪ .‬يرى ديكارت أن‬
‫الحرية هي ملكة بديهية لإلرادة‪ ،‬حيث تعرف بدون دليل‪،‬‬
‫وتختلف بين الحرية اإليجابية والحرية السلبية‪ .‬ويصف‬
‫ديكارت الحرية اإليجابية بأنها حرية تتميز بتمييزها بين‬
‫الخير والشر بشكل بديهي‪ ،‬بحيث يمكن لصاحبها اتخاذ‬
‫القرار بحرية ووعي‪ .‬ويمكن أن يكون الحر في االختيار ح ًر ا‬
‫إذا كان قاد ًر ا عىل اتخاذ القرار بوعي‪ ،‬حيث تعني الحرية‬
‫االختيار الحر ألفعالنا وتوجهها‪ .‬ويرى ديكارت أن الحرية‬
‫تتطلب رؤية األمور بوضوح وصفاء قبل اتخاذ القرار‪،‬‬
‫ويعتبر أن الحرية الحقيقية هي الحرية القصدية‪ ،‬أي‬
‫الحرية التي يتم التخطيط لها بشكل عقالني وتحتوي عىل‬
‫أهداف ودوافع‪ .‬ويتوصل ديكارت إىل أن الحرية مرتبطة‬
‫بالعقل‪ ،‬وإذا تم نزع هذه الصفة عن الحرية‪ ،‬فسيصبح‬
‫كل كائن حر بما في ذلك األطفال والحيوانات واألحجار‪".‬‬






‫موقف كارل بوبر‬

‫يعتقد كانط أن جميع الكائنات العاقلة تتمتع بحرية‬


‫اإلرادة والقدرة عىل القيام باألعمال األخالقية‪ .‬فال يمكن‬
‫أن ينفذ الشخص الواجب دون أن يشعر بأنه حر‪ ،‬وأي‬
‫كائن ال يمكن أن يعمل إال في إطار الحرية‪ ،‬فيمكن‬
‫اعتباره ح ًر ا أي ًض ا عمل ًي ا‪ .‬وجميع القوانين المرتبطة‬
‫بحريتها ستصبح صالحة ألن ترتبط بإرادته‪ ،‬وهكذا يرتبط‬
‫الحرية باإلرادة الحرة‪ .‬وإذا كان أ ٌّي منهما غير موجود‪،‬‬
‫فإن الفعل األخالقي سيفتقر إىل المعنى‪ .‬وينبغي لنا أن‬
‫نعتبر فكرة الحرية واإلرادة الحرة ضرورية ألي كائن عاقل‬
‫يمتلك إرادة‪.‬‬








‫موقف ^;سارتر‬

‫يعتقد سارتر أن الحرية هي المرجع األساسي للقيم‬


‫والمعايير‪ ،‬حيث تنطلق من اختيار اإلنسان الحر دون‬
‫االعتماد عىل أي وازع عقلي‪ .‬ومن هذا المنطلق‪ ،‬فإن‬
‫اإلرادة ليست تجل ًي ا وحي ًد ا للحرية اإلنسانية‪ ،‬إذ إن‬
‫الحرية تمثل قاعدة الغايات التي يطمح إليها اإلنسان‪.‬‬
‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬فإن الحرية ال تسبق الفعل اإلرادي أو‬
‫الوجداني‪ ،‬بل تمثل فقط األساس األصلي لإلرادة‪.‬‬


‫وعىل هذا األساس‪ ،‬فإن الحرية تشبه بوجودنا‪ ،‬إذ إنها‬
‫تمثل األساس األساسي للغايات التي يحاول اإلنسان‬
‫بلوغها‪ ،‬سوا ًء باإلرادة أو بجهود وجدانية‪ .‬وبما أن الحرية‬
‫تعتبر األساس األساسي لإلرادة والوجدان‪ ،‬فإن أي غياب‬
‫لها سيجعل الفعل األخالقي بدون معنى‪ .‬لذلك‪ ،‬فإن‬
‫كانط يعتبر الحرية واإلرادة الحرة أسا ًس ا للفعل األخالقي‬
‫والحياة اإلنسانية‪.‬‬










‫موقف اردنت‬

‫أرندت يعتبر أن الحرية ال يمكن فهمها وتحقيقها إال من‬


‫خالل العالقات االجتماعية والسياسية‪ ،‬فالحرية ليست‬
‫تجربة فردية داخلية فحسب‪ ،‬بل تتطلب وجود مجتمع‬
‫يضمن وجود الحريات الفردية ويحد من التدخل فيها‪،‬‬
‫ويتضمن أي ًض ا العدالة والمساواة بين األفراد‪ .‬وبالتالي‪،‬‬
‫تعتبر الحرية والسياسة وجهين لعملة واحدة‪ ،‬حيث‬
‫ترتبط ببعضهما البعض بشكل ال يمكن فصله‪ ،‬وتشكالن‬
‫مًع ا جانبين لنفس الواقع االجتماعي‪ .‬ويمكن أن يفسر‬
‫ذلك بالقول إن الحرية ال تكون موجودة بشكل فردي‬
‫ومعزول‪ ،‬بل تتطلب بيئة سياسية تضمن وجودها‬
‫وتحميها‪.‬‬



You might also like