You are on page 1of 24

‫املادة العلمية‬

‫تمهيـد‪:‬‬

‫املغالطة هي نوع من الحجة التي تبدو في الظاهر أنها صحيحة ولكن عند إخضاعها لالختبار يثبت غير ذلك فال يكفي من أجل صـحة‬
‫الحجـة أن نحـدد شروط الصحة فحسب بل ال بد أيضا أن نبين أين يمكن أن يكمن الخلل أو العيب فتصبح الحجة مغالطة‪ ،‬وقد‬
‫تنشأ املغالطات عن عدم االرتباط أو الصلة بين مقدمات ونتيجة الحجة أو ضعف هذا االرتباط أو غموض اللغة أو عنـد الحـكـم‬
‫على أمر ما أو كرد فعل‪.‬‬

‫أحيانا ما يقوم بعض األشخاص بمحاولة إقناع اآلخرين عن طريـق مـا يسمى بمغالطات عدم الصلة أو الخدع البالغية القائمة على‬
‫التأثير العاطفي والحيل النفسية‪ .‬وهي ال تعتمد على تقديم أسباب لدعم نتيجة الحجة بـل تعتمـد علـى القدرة اإلقناعية للكلمات‬
‫والوسائل اللغوية والتأثير العاطفي والنفس ي من أجل التأثير على معتقدات أو رغبـات أو أفعال اآلخرين‪.‬‬

‫بينما هناك شكل آخر للمغالطة تكون باستخدام األسباب أي بتقديم الحجج ولكنهـا حـجـج تنطوي على عيب أو على انتهاك لشروط‬
‫الحجة الصحيحة والبد للشخص الذي يريد أن يصبح مفكرا ناقدا أن يتعرف ويدرس هـذه الخدع واملغالطات حتى يمكنه اكتشافها‬
‫فيرفض قبولها وكذلك يحتاط هو نفسه من الوقوع فيها‪.‬‬

‫وسوف نتناول تلك املغالطات منها على النحو التالي‪:‬‬

‫مغالطات عدم الصلة‬


‫"‪ 8‬مغالطات"‬

‫المغالطات الناشئة عن الحكم‬


‫"‪ 4‬مغالطات"‬

‫مغالطات رد الفعل‬
‫"‪ 5‬مغالطات"‬

‫المغالطات الناشئة عن غموض اللغة‬


‫"‪ 6‬مغالطات"‬
‫أ‪ -‬مغالطات عدم الصلة‬

‫تتمثل الخدع البالغية في كون مقدمات الحجة ليست على صلة أو ارتباط بالنتيجة وكذلك يسميها البعض الخدع البالغية ألنها‬
‫تنشأ في الجدليات التي ال يوجد فيها اتصال ما بين املقدمات والنتيجة‪ ،‬وعادة ما يتم صياغتها بصورة خادعة من خالل التأثير النفس ي‬
‫والعاطفي على املتلقي وااليحاء بوجود ارتباط ما بين املقدمات والنتيجة وذلك بهدف دفع املتلقي لقبول الحجة ومن تلك الخدع‬
‫البالغية ما يلي‪:‬‬

‫اللجوء‬
‫للحداثة‬
‫اللجوء‬ ‫اللجوء‬
‫للقوة‬ ‫للقدم‬

‫اللجوء‬ ‫اللجوء لما‬


‫للخوف‪.‬‬ ‫هو شائع‬

‫اللجوء‬
‫اللجوء‬
‫للجنس‬
‫للشفقة‬
‫(النوع)‬
‫اللجوء‬
‫للجاذبية‬

‫‪ -1‬اللجوء للحداثة‪:‬‬

‫غالبا ما تقـوم هذه املغالطة على أن أغلبية الناس دائما لديهم الرغبة فـي أال يفوتهم منتج جديد أو اتجاه حديث‪ .‬وبناء على هذه‬
‫الخدعة يقوم شخص ما بإقناعنا بتجربة أو شراء منتج ما ليس ألن به ميزة سوى أنه جديد ويستلزم أنه ذو شكل مختلف وأفضل‬
‫من غيره من املنتجات املنافسة‪ .‬وقد يقنعنا كـذلك بأنـه ألن املنتج جديد فمن املحتم أنه إصدار أفضل من املنتج الحالي وذلك كما‬
‫يحصل لنا فـي بعض اإلعالنات الدعائية واألسواق التجارية بمحاولة إقناعنا بشراء منتج معين فقط ألنه األحدث إصدارا أو حتى‬
‫رفع أسعارها عن اإلصدار السابق فقط لكونها أكثر حداثة وليس الحتوائها على تقنية حديثة او مواصفات أكثر تطور‪.‬‬

‫وقد يستخدم االحتكام إلى الحداثة أيضا إلقناعنا بأفكار أو معتقدات حديثة وملز عدم املقتنعين بها بأنهم متخلفين أو رجعيين‬
‫وبالتالي يقتنع الفرد بتلك األفكار والتوجهات الحديثة وكأن الحداثة هو دليل جودتها وصحتها‪.‬‬
‫‪-2‬اللجوء للقدم‪:‬‬
‫هناك العديد من العادات والتقاليد لكل مجتمع من املجتمعات البشرية ومنها ما يعتبر من املمارسات اإليجابية لهذا املجتمع والتي‬
‫يسعى املجتمع للحفاظ عليها‪ ،‬من جانب آخر هناك من العادات والتقاليد ما هو سلبي ويسهم في إعاقة تقدم املجتمع وتطوره‪ .‬مثل‬
‫ما يحصل في بعض املجتمعات من ممارسات وطقوس تمارس في املناسبات االجتماعية أو االعتقاد بخرافات مبنية على قصص‬
‫وأساطير قديمة تم توارثها ويؤمن بها‪ ،‬وفي هذه املخادعة عادة ما يلجأ املجادل إلى أن يبرر قبول نتيجة الحجة بالتقديم لها بأنها جزء‬
‫من العادات والتقاليد أو ألنها ش ي قديم مفترضا أن قدم الش يء أو الفكرة هو دليل داعم لقبول االدعاء‪.‬‬
‫‪ -3‬اللجوء ملا هو شائع‪:‬‬

‫تلجأ هذه املغالطة إلى رغبتنا في التمش ي مع األكثريـة وعـدم الظهـور بصورة مختلفة عن اآلخرين فهي تقنعنا بشراء أشياء أو تبني‬
‫معتقدات أو ممارسة سلوك ما ملجرد أن األغلبية تفعله‪ ،‬واللجوء ملـا هو شائع مثله مثل كثير من الخدع البالغية يمكن أن يؤول‬
‫كحجـة مـن أجـل اإلقناع‪.‬‬
‫كل الناس تفعل كذا إذن البد ان أفعل مثلهم أو كل الناس تشتري هذا املنتج إذن سأشتريه فكثيرا ما نسمح من الباعة في املحالت‬
‫التجارية بأن هذه القطعة هي آخر قطة ألن كل الزبائن تشتريه‪ .‬فالفكرة هو محاولة الفرد لالندماج مع الجماعة وأال يكون شاذ في‬
‫لبسه أو مظهره عنهم‪ ،‬واألمر ينطبق أيضا على مستوى األفكار من خالل االعتقاد بما يعتقده اآلخرون حتى ال يكون شاذا عنهم وألن‬
‫ذلك رأي األغلبية‪ ،‬وفي الحقيقة أن هناك أطروحة ما غائبة في تلك الحجة عن قصد أو غير قصد يجعلها تفتقد االرتباط املنطقي‬
‫بين املقدمة والنتيجة‪ .‬وهي أطروحة ملاذا يجب أن يعتقد الفرد فيما تعتقد فيه الجماعة؟ في الغالب أي طرح هنا سيكون من الصعب‬
‫تقديم دعم لصحة هذا الطرح‪ .‬الن ليس من الواضح منطقيا ملاذا يجب أن يصح معتقد ما ملجرد أن هناك جماعة تعتقد به‪.‬‬
‫‪ -4‬اللجوء للشفقة‬
‫تحاول هذه املغالطة إثارة املشاعر والعواطف لتحثنا على فعل شـيء ما أو ترك أمر ما‪ ،‬يخالف الحقيقة فإن ذلك يعتبر من الخدع‬
‫البالغية‪.‬‬
‫فمغالطة التوسل بالشفقة أو استدرار العطف تحدث عندما يقوم املجادل بمحاولة دعم نتيجة حجته من خالل اثارة عطف‬
‫وشفقة املستمع‪ ،‬ومثال ذلك محاولة أحدهم أن يقنعك لتساعده على الغش في أحد االمتحانات وذلك ألنه مريض بمرض مزمن‪.‬‬
‫فالعالقة ليست واضحة ملاذا الغش مقبول في تلك الحالة‪ .‬لكن االستراتيجية عادة ما تكون فعالة ألنها تشل عملية التفكير املنطقي‬
‫عند املتلقي وتؤثر على الجانب النفس ي لديه‪ .‬هذه الصورة من املغالطات شائعة جدا عند تطبيق األنظمة والقوانين العقابية على‬
‫املجرمين أو املخالفين بمحاولة استعطاف السلطة لتخفيف العقوبة‪.‬‬
‫‪ - 5‬اللجوء للجاذبية‬
‫وذلك عندما تستكمل الوسيلة البالغية كلماتها بصـور ألطفـال يتسـمون بالجاذبية أو صور متحركة لتوصيل الرسالة التي تريد‬
‫توصيلها فاملنتج املرغوب في بيعه لنا أو الفعل املرغوب ألدائه يظهـر بـصـورة جذابة عن طريق ربطه بالشخصية الجذابة أو الذكية‬
‫التي تلح علينا لشراء هـذا املنتج أو أداء هذا العمل‪.‬‬
‫ُ‬
‫في هذه املغالطة يلجأ املجادل إليجاد عالقة في حجته بين عواطف الحب‪ ،‬االعجاب‪ ،‬والتصديق من الجمهور على شخصية ما وما‬
‫يحبه أو يفعله هذا الشخص او الفرد‪ .‬هذا النوع من الجدال عادة ما يستخدم من قبل اآلباء والدعاية بشكل عام‪ .‬فمثال عندما‬
‫يذكر لك أحد باعة العطور بأن هذا العطر يستخدمه شخصية مشهورة ما أو أن هذه الساعة هي الساعة التي يلبسها دائما الالعب‬
‫الفالني‪ .‬العاطفة التي تناشدها الحجة في املستمع هي االعجاب والحب والقبول من الجماهير‪ ،‬وتداعب تلك املشاعر بإثارة تخيل‬
‫الفرد لشخصية عامة أخرى معروف عنها الحصول على مشاعر الحب والتصديق من الجمهور‪ ،‬وبالتالي يصبح الفرد أكثر قبوال‬
‫لنتيجة الحجة‪ .‬لكن هذه الحقيقة غير مدعومة منطقيا بأن استخدام الشخصية املشهورة لعطر ما او لبسه لساعة ما يدعوني‬
‫لشراء نفس املنتج أو ان املنتج يستحق االقتناء‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ اللجوء للجنس‬
‫مثله مثل اللجوء للجاذبية فيما عدا أنه يستخدم نمطا مختلفا مـن الصـور فاملنتج املعلن عنه يرتبط بأشخاص ذوي جاذبية خاصة‪.‬‬
‫وعلينا التنبه إلى أن مثل هذه اإلعالنات تدعو إلى التفكير بطريقة مغالطة‪ .‬فيشـعرك اإلعـالن أن هؤالء األشخاص يشترون هذا‬
‫املنتج وهذا ما جعلهم ذوي جاذبية لـذا إذا قمـت انت بشرائه ستكون مثلهم وهي مغالطة لتأكيد النتيجة‪.‬‬
‫وفيها يحاول املجادل اللجوء الى صنع عالقة خادعة بين نتيجة حجته ومجموعة صغيرة من الجماهير من املفترض انها متفوقة‬
‫بصورة ما او أخرى أكثر ثراء‪ ،‬قوة‪ ،‬سلطة‪ ،‬علما‪ ،‬الخ‪ .‬الحجة عادة ما تكون على صورة لو كان املستمع يريد ان يكون جزء من تلك‬
‫الجماعة‪ ،‬إذن البد وأن يقوم بالفعل اآلتي‪ ،‬أو يفكر بتلك الطريقة‪ ،‬أو يشتري هذا املنتج‪ ،‬الخ‪ .‬فمثال املطعم كذا فقط للصفوة‬
‫واملشاهير‪ ،‬كي تكون جزء من الصفوة البد وأن تأكل في هذا املكان‪ .‬أو املشاهير يحملون فقط التليفون من ماركة س‪ ،‬لهذا البد وأن‬
‫تشترى التليفون س‪ .‬فعال مجموعة من الجماهير املميزة بصورة او أخرى من املمكن يفضلون تصرف‪ ،‬او منتج ما‪ ،‬ولكن هذا ليس‬
‫سبب منطقي كافي كي تمتثل لهذا الفعل‪.‬‬
‫‪ -7‬اللجوء للخوف‪.‬‬

‫وفيها يستخدم الخوف كدعم لنتيجة الحجة‪ ،‬طبعا الخوف في كثير من األحيان قد يكون مبرر طاملا كان قائم على أدلة وأسباب‬
‫منطقية‪ ،‬مثال الخوف من التعرض للسرقة عند قيادتك سيارة على طريق خال في الصحراء معدالت السرقة فيه مرتفعة‪ ،‬هو خوف‬
‫مبرر‪ .‬كذلك عدم السفر إلى بلد عرفت عنه كثرة حاالت السرقة أو ارتفاع نسبة الجرائم فوق املعدل الطبيعي هنا تتوفر فيه األدلة‬
‫املوضوعية لنتيجة الحجة‪ .‬لكن في مغالطات اللجوء للخوف ال يدعم االدعاء بأي دليل قوي‪ ،‬وعادة تعتمد هذه املغالطة على الشك‬
‫غير املنطقي الناتج عن تكرار رسالة أو إشاعة مر ًارا وتكر ًارا‪ .‬فالتكرار التدريجي للرسالة يجعل الجمهور يشعر بعدم االرتياح‪ ،‬وقد‬
‫يكون هذا وحده كافيا للحصول على عدد كبير يقبل االدعاءات املطروحة وذلك كما يحدث في عمليات التضليل اإلعالمي بين الدول‬
‫املتصارعة في ممارسة بث الشائعات وتكرارها بقصد التخويف ويتم اختيار موضوعات تهم غالبية الناس كرفع أسعار السلع أو‬
‫تخفيض الرواتب‪ ،‬فاإلطار العام عادة في تلك الخطابات التأكيد على تكرارية رسالة بث الخوف والذعر من فئة أو جماعة ما دون‬
‫تقديم أدلة موضوعية واضحة ومحددة تربط أفعال معينة بأحداث معينة‪ .‬والهدف بالطبع دعم نتيجة ما لفئة ما‪.‬‬
‫‪ -8‬اللجوء للقوة‬
‫ُ‬
‫تحدث عندما يقدم املجادل حجة للمتلقي ويخبره بشكل مباشر أو غير مباشر أن ضرر ما قد يقع علية بشكل جسدي‪ ،‬نفس ي‪ ،‬أو‬
‫عاطفي إن لم يقبل نتيجة الحجة‪ .‬املغالطة دائما ما تحتوي على صورة من التهديد الجسدي أو النفس ي للمتلقي او في بعض األحيان‬
‫لجماعة من الناس‪ .‬وبالطبع هذا التهديد غير مرتبط منطقيا بنتيجة الحجة‪ ،‬وبالتالي تصبح الحجة مغالطة عدم ارتباط ألن ال يوجد‬
‫ما يربط التهديد بنتيجة الحجة منطقيا‪.‬‬
‫هذه الصورة من املغالطات املنطقية عادة ما يسهل التعرف عليها‪ ،‬وتبدو بدائية وغريزية جدا بين البشر‪ ،‬أي أن الطرح التهديدي في‬
‫الحجة ال يقدم دعم منطقي مباشر أو غير مباشر لنتيجة الحجة وبالتالي تنتقل الحجة إلى تصنيف مغالطات عدم االرتباط واللجوء‬
‫للقوة‪ .‬االستراتيجية العامة التي تلجأ إليها املغالطة عادة هي إعاقة عملية التفكير والتحليل املنطقي للحجة عند املتلقي من خالل‬
‫التأثير النفس ي علية بالتهديد‪ ،‬وبالتالي يضطر لقبول الهيكل الناقص للحجة‪ ،‬التي تفتقد ألطروحة ربط ما بين املقدمات والنتيجة‪،‬‬
‫الن ان وضعت االطروحة بشكل صريح وواضح امام املتلقي غالبا ما يرفض صحتها‪.‬‬

‫ب‪ -‬املغالطات الناشئة عن الحكم‪:‬‬


‫عادة ما تنشأ مغالطات الحكم عند تصنيف وتقييم الدليل املطلوب للحكم فإذا ما وقعنا في هذه املغالطات فإنها ستمنع من‬
‫الوصول إلى أفضـل نـتـائج مبنية على أسباب‪.‬‬

‫وسنورد فيما يلي أكثر املغالطات شيوعا عند الحكم‪:‬‬

‫مغالطة المعيار المزدوج‬

‫مغالطة المعيار غير المرتبط بالحكم‪.‬‬

‫التعميم الزائد‬

‫النتائج المتسرعة‬
‫‪ –1‬مغالطة املعياراملزدوج‬

‫نقع فيما يسمى بمغالطة املعيار املزدوج عندما نستعمل معيار ما للحكـم على حجج وأفكار نوافق عليها‪ ،‬ونستعمل في الوقت نفسه‬
‫معيـارا مختلفـا للحكم على حجج أو أفكار ال نوافق عليها ونختلف معها‪.‬‬

‫وعادة ما يتجاهل األشخاص املستخدمين للمعيار املزدوج عدم االتسـاق والتناقض الوارد في الحجج التي يوافقوا عليها‪ ،‬بينما‬
‫يكشفون عن ذلك إذا مـا ورد في حجج خصومهم أو من يختلفون معهم‪ ،‬لكن التفكير الناقد يتطلب معيارا واحدا للحكم مع من‬
‫نتفق معهم ومع من تختلف معهم على حد سواء‪.‬‬

‫‪ – 2‬مغالطة املعيارغيراملرتبط بالحكم‪.‬‬

‫نقع في هذه املغالطة عندما نتقد رأي ما أو حجة ألنها ال تحقق ما تريد تحقيقه‪ .‬أي أن الفكرة أو الحجة املقترحة تكون ناجحة‬
‫لتحقيق هدف ما ولكن هذا الهدف ليس هو ما نريده وبالتالي ننقدها بمعيار غير مرتبط بها‪.‬‬

‫مثال ذلك عندما يقوم األستاذ املحاضر ملادة التفكير الناقد باإلعالن عن جائزة ملن يحصل على تقدير ممتاز في هذه املادة‪ ،‬فيعترض‬
‫بعض الطالب بأن ذلك لن يجعلهم متحفزين للتفوق في املواد األخرى‪ ،‬ولكن هذا االعتراض يمثل معيارا غير مرتبط بفكرة أو رأي‬
‫أستاذ مادة التفكير الناقد‪ ،‬فالتفوق في املواد األخرى أمر مختلف وليس هو املعيار الذي نقيس به فكرة الجائزة للتفوق في مادة‬
‫التفكير الناقد‪ ،‬ففكرة الجائزة للتفوق في التفكير الناقد تحفز الطالب على التفوق فيها أي أنها فكرة تحقق الهدف منها‪.‬‬

‫ويمكن تجنب مغالطة استخدام املعيار غير املرتبط بأن تنحي جانبا كـل املواضيع واآلراء املنفصلة عن الـرأي املطـروح أيـا كـانـت‬
‫أهمـيـة هـذه املوضوعات األخرى‬

‫‪ -3‬التعميم الزائد‬

‫تمثل التعميمات أحكاما تخص فئة من الناس أو األشياء وعادة ما نصـل إلى هذه التعميمات بعد بعض املالحظات املتسرعة أو غيـر‬
‫الكافيـة‪ ،‬فهذه املغالطة تتعلق باألسباب التي بناء عليها نصل إلى أحكام في هيئة تعميمات‪.‬‬

‫وفي الحقيقة فإن هذه التعميمات تكون غير عادلة ألنها تتخطى ما تكون قد الحظناه أو خبرناه‪.‬‬

‫ومثال ذلك‪ :‬إنني إذا تقابلت مع طالب من كلية ما مثال والحظـت أن درجة ذكائه أقل من املتوسط فال يصح أن أعمم هذا الحكم على‬
‫كل طالب الكلية وأقول إنهم جميعا على درجة أقل من املتوسط في الذكاء‪ ،‬فهذا تعميم غير عادل‪.‬‬

‫ومثل هذه التعميمات في األحكام تعوق التفكير الناقد ألنها تحجـب عنـا الفروق الهامة بين األفراد أو األماكن أو األشياء‪.‬‬

‫‪ - 4‬النتائج املتسرعة‬

‫النتائج املتسرعة هي النتائج التي تصل إليها بدون أدلة كافية‪.‬‬

‫مثال ذلك‪ :‬قد يقطن طالبين معا في غرفة واحدة في املدينة الجامعية وقد يدخل الغرفة زمالء آخرين أو عمال نظافة‪ ،‬وقد يحدث‬
‫أن يفقد أحداهما تلفونه املحمول فيستنتج أن زميله في الغرفة هو الذي سرقه‪ ،‬وهذه نتيجـة متسرعة ألنه قد يكون من قام بالسرقة‬
‫أحد ممن يدخل الغرفة غيرهما أو مـن املمكن أن التلفون لم يسرق ويكون قد وقع من صاحبه في مكان ما‪.‬‬

‫علينا مالحظة أنه في حاالت ووقائع كثيرة قد يكون لها أكثر من نتيجة‪ ،‬والتفكير الناقد يحتم علينا اختيار النتيجة التي تدعمها‬
‫أسباب جيدة وان لـم نـجـد األسباب فإننا نعلق الحكم حتى نجد األسباب‪.‬‬
‫ج‪ -‬مغالطات رد الفعل‬

‫تحدث هذه املغالطات عندما نعبر عن رأي أو نأتي بحجة ويكون رد فعل اآلخرين رد فعل سلبي‪.‬‬

‫وسوف نتناول أهم أنواع هذه املغالطات على النحو اآلتي‪:‬‬

‫مغالطة‬
‫مغالطة رجل القش‬ ‫مهاجمة‬
‫الدافع‬

‫مغالطة الشخصنة‬
‫مغالطة تجاهل‬
‫‪ -1‬الشخصنة المسيئة‬ ‫المطلوب (الحيد‬
‫‪-2‬الشخصنة الظرفية‬ ‫عن المسألة)‬
‫‪-3‬الشخصنة باالتهام بالتناقض‬

‫الرنجة‬
‫الحمراء‬

‫‪ -1‬مغالطة مهاجمة الدافع‬

‫تقع مغالطة مهاجمة الدافع عندما نقوم بنقد دافع الشخص الذي أدى به إلى القول بحجة معينة وذلك بدال من فحص قيمة‬
‫الحجة نفسها‪ ،‬ولتوضيح ذلك نقدم املثال التالي‪:‬‬

‫قدم محامي حجة مؤداها أن أحكام التعويض للضرر مـن دعاوي التدخين يجب أال يكون محددا بمبلغ معين‪ .‬فيكون الرد عليه إن‬
‫هذا ما هو متوقع منـه ألنه سيخسر املاليين إذا ما كانت مثل هذه التعويضات محــددة‪ ،‬لذلك يجـب تجاهل حجته أو رأيه‪.‬‬

‫نالحظ أنه تم رفض الحجة بمهاجمة الدافع وليس ألن الحجة سيئة وهـذا النوع من املغالطات تكون صورته املنطقية كما يلي‪:‬‬

‫س متحيز أو لديه دافع ما ‪ ،‬لذلك ترفض الحجة التي قال بها س‪.‬‬

‫يمثل هذا النمط من التفكير مغالطة ألنه أحيانا رغم أن بعض األشخاص متحيزين أو لديهم دوافع إال أنهم قد يقدمون حججا‬
‫جيدة‪ ،‬ومع ذلك يجب االنتباه إلى أنه ليس من الضروري أن يكون كل هجوم على دوافع األشخاص مغالطـة ونوضح ذلك باملثال‬
‫التالي‪:‬‬

‫"يجادل أصحاب شركات التبغ بأنه ال يوجد دليل علمي موثوق بـه بـأن تدخين السجائر يسبب السرطان‪ ،‬ومن الواضح دافع اصحاب‬
‫الشركات التبـغ لذلك يجب رفض حجتهم"‪.‬‬

‫رغم أن رفض الحجة السابقة هو الدافع إال أن رفضها ال يمثـل مغالطـة وذلك ألن قبولها يؤدي إلى ضرر األفراد‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ مغالطة الشخصنة‬

‫مغالطة الشخصنة عادة ما تكون شائعة في الحوارات الساخنة بين فردين‪ ،‬أحدهم يحاول طرح حجة ما سواء بشكل مباشر أو غير‬
‫مباشر واآلخر يعترض يرد على الحجة بالتركيز على طارح الحجة بدال من الحجة نفسها‪ .‬في تلك الحال الفرد الثاني يوجه هجوم‬
‫شخص ي على طارح الحجة‬

‫وتتعدد صور مغالطة الشخصنة لتشمل الصور التالية‪:‬‬

‫أ‪ -‬الشخصنة املسيئة أو السب والتجريح في الشخص دون أي عالقة وجود أي عالقة بالحجة أو الطرح الذي يقدمه املجادل‪.‬‬

‫ب‪ -‬الشخصنة الظرفية ويتم فيها اإلشارة إلى ظروف الشخص املجادل مثل مستواه االقتصادي أو حالته االجتماعية أو الصحية‬
‫او درجته العلمية ونحو ذلك مع تجاهل جوهر الحجة‪.‬‬

‫ج‪ -‬الشخصنة باالتهام بالتناقض وهدف املهاجم في تلك الصورة من مغالطات الشخصنة عادة هو مهاجمة شخص املجادل من‬
‫خالل اثبات انه يجادل من منطلق النفاق أو الجدال بسوء النية‪ .‬ويتحقق ذلك عن طريق اإلشارة الى تصرفات او أفعال يقوم بها‬
‫ُ‬
‫املجادل تتناقض مع نتيجة حجته‪.‬‬

‫ومن األمثلة على هذه املغالطة ما يلي‪:‬‬

‫عندما ينصح طبيب يدخن السجائر مريضه بأن يكف عن التـدخين فيـرد املريض‪ :‬أنظر من يتكلم‪ ،‬سأتوقف عن التدخين عندما‬
‫تتوقف أنت‪.‬‬

‫عندما يأمر شخص ما أوالده بالصالة وهو ال يصلي فيرد األبناء‪ :‬عندما تصلي أنت سنصلي نحن‪.‬‬

‫والنمط املنطقي لهذه املغالطة كما يلي‪:‬‬

‫س ال ينفذ ما ينصح به‪ ،‬لذلك يجب رفض ادعائه أو حجته‪.‬‬

‫ولكن التفكير بهذه الطريقة يمثل مغالطة فالحجج ال تكون جيدة أو رديئـة بسبب من يقدمها ولكنها تكون جيدة أو رديئة طبقا لقوتها‬
‫أو ضعفها‪ .‬فال يمكـن رفض حجة أو رأي شخص ما ببساطة ألنه ال يمارس أو ينفذ ما يقدمه من حجة أو رأي‪.‬‬

‫وهذه املغالطة شائعة وغريزية جدا ومن املمكن رصدها في أبسط صور التفاعل البشرى بين األطفال‪ ،‬وأحد أكثر اعتراضات األبناء‬
‫ُ‬
‫الرئيسية على نصائح اآلباء‪ .‬واحد صور الخالفات الشائعة بين األزواج والزوجات‪ .‬ألن املهاجم عادة ما يشعر بأنه مبرر في طرح هذا‬
‫النقد‪ ،‬الذي قد يكون فعال حقيقيا‪ .‬أي أن صاحب الحجة قد ينصح بالقيام بفعل ما هو نفسه ال يقوم به أو العكس‪ .‬لكن هذه‬
‫الحقيقة غير مرتبطة بصحة أو حقيقة نتيجة حجته وبالتالي تصبح مغالطة عدم ارتباط‪.‬‬

‫‪ -3‬مغالطة رجل القش‬

‫تقترف هذه املغالطة عندما يحرف شخص ما حجة أو ادعاء شـخص آخر فال تكون هي الحجة الحقيقية حتى يسهل عليه مهاجمتها‬
‫أو نقدها‪ .‬وسميت بالرجل القش ألن الرجل القش ليس رجال حقيقيا إنما هو الهيكل الخشبي الـذي يوضع بالحقول حتى تظنه‬
‫الطيور رجال حقيقيا فال تقترب من املزروعات‪.‬‬

‫ويقوم املجادل في هذه املغالطة بشغل االنتباه عن حجة خصمه عن طريق استبدالها بحجة أخرى مشوهة أسهل في النقد‪ ،‬ثم يهدم‬
‫ُ‬
‫الحجة املشوهة ويستنتج أن حجة الخصم الحقيقية قد تم هدمها‪ .‬ومن هنا أسم الحجة‪ .‬أي أن املجادل صنع رجل قش وهاجمه‬
‫فقط ليستنتج أن حجة الخصم فشلت وأنه دحضها‪ .‬أي أن هدف املجادل نقل الهجوم الى حجة أخرى أكثر ضعفا بدال من حجة‬
‫الخصم الحقيقية‬

‫وكمثال على هذه املغالطة ما يلي‪:‬‬

‫قد يجادل شخص ما بأن فريق ريال مدريد أفضل من فريق برشلونة‪ .‬ولكـن برشلونة ليس بالفريق الس يء فلديهم "دفاع قوي"‪ .‬فيرد‬
‫عليه شخص آخر‪" :‬بأنك ال تعرف عما تتكلم ألنك تقـول إن فريـق برشلونة فريق س يء وهو فريق قوي"‪ .‬حيث نالحظ أن الشخص‬
‫األول لم يقل إن فريق برشلونة س يء بل أؤول كالمه‪.‬‬

‫‪ -4‬مغالطة تجاهل املطلوب (الحيد عن املسألة)‬


‫الفكرة العامة لهذه املغالطة هي أن املقدمات في الحجة عادة ما تدعم نتيجة أخرى مختلفة عن نتيجة الحجة‪ .‬عادة النتيجة‬
‫املختلفة التي تدعمها مقدمات الحجة ترتبط من بعيد أو بشكل غامض بنتيجة الحجة نفسها‪ .‬وبالتالي التعرف على املغالطة يبدأ‬
‫بتحديد النتيجة التي تدعمها املقدمات فعال وهل تتطابق أم تختلف عن النتيجة املطروحة داخل الحجة‪ ،‬وكيف ترتبط بنتيجة‬
‫الحجة إن لم تكن هي نفس النتيجة‪ .‬فكر في املثال التالي (معدالت مشاركة الطلبة في األنشطة الالصفية انخفضت خالل الفصل‬
‫األخير‪ ،‬والحل واضح وهو زيادة رواتب املعلمين)‪ ،‬في هذا املثال نجد أن زيادة رواتب املعلمين نتيجة تبدو غير منطقية على اإلطالق‪،‬‬
‫في حين أن نتيجة مثل تشجيع الطلبة على املشاركة في األنشطة الالصفية تبدو وثيقة االتصال باملقدمات‪ .‬في هذه الحالة نجد أن‬
‫املجادل يتجاهل التبعيات املنطقية ملقدماته‪ ،‬ويقدم نتيجة أخرى تماما بعيدة تماما عن املطلوب‪ ،‬أي تتجاهل املطلوب من الحجة‪.‬‬
‫عادة ما تكون تلك املغالطة شائعة في املناقشات االجتماعية‪ ،‬حيث يقترح برنامج معين لبلوغ غاية كبرى متفق عليها من جميع أطراف‬
‫املجتمع‪ ،‬ثم يدعم البرنامج بأطروحات تدعم هذه الغاية الكبرى لكن في الواقع ليست لها عالقة بالبرنامج محل السؤال‪ .‬وتقبل‬
‫الحجة عادة بناء على قبول الناس لهذه الغاية الكبرى‪ .‬هناك غايات كبرى ال يختلف حولها الجماهير مثل تعزيز األمن‪ ،‬الصحة‪،‬‬
‫مكافحة الفقر‪ ،‬الجريمة‪ ،‬إلخ‪ .‬من السهل على الجميع اأن يتفق مع هذه األهداف النبيلة‪ ،‬لكن السؤال الحقيقي ماهي البرامج‬
‫الفعالة واملجدية فعال لتحقيق تلك الغايات واألهداف النبيلة؟‬
‫‪ -5‬الرنجة الحمراء‬
‫هذه املغالطة تقترب كثيرا من مغالطة تجاهل املطلوب‪ ،‬ففيها يبتعد املجادل عن النقطة الرئيسية ويشتت املوضوع إلى أمور فرعية‬
‫قد تكون مرتبطة بالقضية االصلية لكن من بعيد‪ ،‬بالتحول الى التفاصيل الغير ُمهمة‪ ،‬أو التحول الى موضوع الفت أو مثير للعواطف‬
‫واالنفعاالت ويتشابه سطحيا مع املوضوع األصلي‪ ،‬وتستهلك طاقة الخصم في ترهات خارجة عن النتيجة املطلوبة‪ ،‬او اثارة مشاعرة‬
‫بجذبة خلف مسألة براقة بعيدة عن جوهر القضية‪ .‬كي ينجح الفرد في مغالطة الرنجة الحمراء البد وان يحول موضوع الحجة‬
‫األصلي دون ان يشعر املتلقي وإال أبطل املغالطة‪ .‬أحد الطرق الشائعة لتحويل موضوع الحجة هو اختيار موضوع آخر مرتبط‬
‫باملوضوع االصلي‪ ،‬فال يشعر املتلقي باالنتقال‪ ..‬تأمل املثال التالي “تحذر املنظمات املهتمة بالحفاظ على البيئة باستمرار من مخاطر‬
‫الطاقة النووية‪ .‬لكن لسوء الحظ‪ ،‬الكهرباء خطيرة بغض النظر عن مصدرها‪ .‬ففي كل عام يتوفى املئات نتيجة حوادث الكهرباء‬
‫الناتجة عن اإلهمال‪ ،‬فيمكن تجنبها إذا كان الناس أكثر حذرا"‪ .‬املثال السابق يرتكب مغالطة الرنجة الحمراء بشكل قياس ي‪ .‬القضية‬
‫ُ‬
‫االصلية هي إن كانت الطاقة النووية خطيرة أم ال‪ .‬لكن املجادل انتقل باملوضوع برشاقة الى قضية اخرى قريبة وهي مخاطر الكهرباء‬
‫وحوادث الصواعق الكهربائية‪ ،‬وبنى نتيجته النهائية بناء على الخطورة الكامنة في استخدام الكهرباء بشكل عام! بكل تأكيد تلك‬
‫النتيجة مختلفة تماما عن املخاطر الناتجة عن احتمالية انفجار املفاعالت النووية‪ ،‬لكن ملجرد أن االثنين مرتبطين بفكرة توليد‬
‫الكهرباء (الهدف الذي تستخدم منة أجله املفاعالت النووية في العادة)‪ .‬حاول املجادل أن يخدع املستمع ويقوده خلف موضوع‬
‫فرعي‪.‬‬
‫الطريقة الثانية الشهيرة الستخدام مغالطة الرنجة الحمراء بنجاح‪ ،‬هي تغيير املوضوع الى موضوع آخر براق وجذاب‪ ،‬وغالبا ما‬
‫ينجح في تشتيت انتباه املستمع‪ .‬املواضيع البراقة من هذا النوع عادة ما تكون حول موضوعات الجرائم ‪ ،‬الفضائح‪ ، ،‬الكوارث‪ ،‬أو‬
‫بشكل عام أي موضوع يصلح مادة خصبة للنميمة واالشاعات‪ .‬في الحقيقة هذا النوع من مغالطة الرنجة الحمراء من السهل جدا‬
‫التعرف عليه في الكثير من وسائل اإلعالم عادة ما تبدأ تلك الحجج بكلمات وقعها شديد األثر مثل فضيحة‪ ،‬كارثة‪ ،‬خيانة‪ ،‬عمالة‪،‬‬
‫إلخ‪.‬‬
‫عادة ما يتم الخلط بين مغالطة الرنجة الحمراء وبين مغالطة رجل القش ألن كالهما يشتت املتلقي عن النتيجة املطلوبة‪ .‬من املمكن‬
‫تجنب هذا الخلط بتذكر االستراتيجيات التي يستخدمها املجادل‪ .‬في رجل القش املجادل يحاول تشتيت االنتباه بهزيمة رجل قش‬
‫وهمي صنعة‪ .‬أما في الرنجة الحمراء املجادل يتجاهل حجة الخصم ويغير املوضوع بخلسة ملوضوع آخر مرتبط من بعيد أو ملوضوع‬
‫ُ‬
‫براق جذاب‪ .‬إذن في محاولة التفريق ابحث ان كان املجادل هزم حجة مشوهة صنعها أم أنه ببساطة غير املوضوع‪ .‬وفي الواقع كال‬
‫من مغالطة رجل القش والرنجة الحمراء يتم الخلط بينهم ومبين مغالطة تجاهل املطلوب أو الحيد عن املسألة‪ ،‬ألن الثالثة تحتوي‬
‫على نفس الصورة من التشتيت‪ .‬كال من رجل القش والرنجة الحمراء تكون مجموعة جديدة من املقدمات‪ ،‬في حين أن تجاهل‬
‫املطلوب ال تقدم مقدمات جديدة‪ .‬رجل القش تبني نتيجة الحجة على مقدمات أخرى صنعتها بناء على تشويه حجة سابقة‪ .‬في حين‬
‫ان الرنجة الحمراء تضع مقدمات جديدة تغير املوضوع وتبنى عليها نتيجة ان انتجت أي ش يء باملرة ألنها عادة ما تكون مجرد تغيير‬
‫للموضوع‪ .‬أما تجاهل املطلوب تستنتج النتيجة دون تغيير املقدمات االصلية‪ .‬لكن النتيجة غير مرتبطة باملقدمات‪ ،‬أما رجل القش‬
‫والرنجة الحمراء فالنتيجة إن كان هناك نتيجة مرتبطة باملقدمات‪ ،‬لكن املقدمات بعيدة عن الحجة املنافسة‪.‬‬

‫د‪ -‬املغالطات الناشئة عن غموض اللغة‪:‬‬


‫معاني الكلمات والجمل قد تتغير وتتلون داخل الجدليات سواء بدون قصد أو عن عمد‪ .‬مصطلح ما قد يظهر بصورة ما في مقدمات‬
‫الحجة لكنه يستخدم بصورة مختلفة أو ليعني ش يء آخر في نتيجة الحجة وفي تلك الحالة االستنتاج في الحجة يكون خاطئ الن‬
‫املقدمات قصدت ش يء مختلف عن النتيجة‪ .‬هذه الفئة من املغالطات تعرف بمغالطات الغموض أو قد يطلق عليها البعض‬
‫السفسطائيات‪ ،‬واالستخدام املتعمد لهذا النوع من املغالطات عادة يكون من السهل التعرف عليه‪ ،‬لكن عندما تحدث تلك‬
‫املغالطات بدون قصد يصبح من الصعب التعرف عليها‪ ،‬سواء نتيجة أخطاء لغوية‪ ،‬تركيبية‪ ،‬قواعدية‪ ،‬أو منطقية‪ ،‬وتعتبر‬
‫املغالطات الناشئة عن غموض اللغة من اهم املغالطات التي قد نتعرض لها في حياتنا اليومية وسوف نتناول بعضا منها كما يلي‪:‬‬

‫مغالطة االشتراك‬
‫مغالطة االلتباس‬ ‫مغالطة التركيب‬
‫اللفظي‬

‫مغالطة التقسيم‬

‫‪ -1‬مغالطة االشتراك اللفظي‪:‬‬

‫تحدث مغالطة االشتراك اللفظي عندما تكون نتيجة الحجة تعتمد على حقيقة أن كلمة أو عبارة ما استخدمت بصورتين مختلفتين‬
‫داخل الحجة سواء بشكل ظاهر او ضمني‪ .‬هذا األمر راجع الن كثير من األلفاظ اللغوية مشتركة أي أن لها أكثر من معنى واحد‪،‬‬
‫وبعضها له نطاق واسع من املعاني‪.‬‬
‫إن الكثير من األلفاظ والكلمات مطاطية متعددة االستخدامات وتتلون حسب استخداماتها فقد تتسع أو تضيق داللتها حسب‬
‫الظروف والحاجات هذه الدالالت التي قد تؤدى الى االلتباس يتم التغلب عليها عادة من خالل السياق الذي تطرح فيه وبالتالي‬
‫يساعد في توضيح الداللة املقصودة من اللفظ املشترك‪ ،‬لكن في بعض األحيان قد ال يساعدنا السياق عن التعرف على الداللة التي‬
‫يشير اليها اللفظ املشترك‪ ،‬وفي تلك الحالة ينشأ االلتباس‪ ،‬حين يعجز كال من السياق والتعريف عن حصر نطاق املعاني الخاصة‬
‫باللفظ في داللة واحدة‪ .‬وحين يقوم املجادل بقصد أو عمد باستخدام لفظ مشترك في سياق حجة ينتج عنة التباس في املعاني‬
‫والدالالت اللفظية للكلمة تصبح الحجة مغالطة اشتراك ويمكن إيراد املثال التالي‪:‬‬

‫كل قانون يجب أن ُيطاع‬

‫قانون الجاذبية هو قانون؛‬


‫ً‬
‫إذا‪ ،‬قانون الجاذبية يجب أن ُيطاع‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫هنا تستخدم كلمة قانون بداللتين مختلفتين‪ ،‬ففي الجملة األولى تعبر عن القوانين الوضعية التي يسنها البشر والتي ُيجب االلتزام‬
‫ُ‬
‫بها‪ ،‬وفي الجملة الثانية تستخدم للتعبير عن قوانين الفيزياء الطبيعية والتي ال يصح الحديث عنها بلغة الطاعة أو الرفض‬

‫وهناك نوع آخر من االشتراك جدير باملالحظة وهو االشتراك في الحدود النسبية التي يكون لها معاني مختلفة فمثال كلمة "صغير"‬
‫كلمة نسبية ألن الصغير يكون صغيرا بالنسبة لش يء آخر‪ ،‬فمثال عندما نقول صغار الفيلة أو كبار األرانب‪ ،‬فكلمة صغير أو كبير‬
‫كلمة نسـبية‪ ،‬ومن ثم فإن الفيل الصغير هو حيوان كبيـر جدا بالنسبة لبقية الحيوانات وهو صغير بالنسبة للفيلة‪ .‬ويالحظ أن‬
‫مغالطة االشتراك بالنسبة لألسماء النسبية ال تكـون واضـحة عادة‪.‬‬

‫نفس الفكرة قد تنطبق على كلمات أخرى قد تستخدم بشكل نسبي حسب السياق مثل “صغير”‪“ ،‬جيد”‪“ ،‬سيئ”‪“ ،‬خفيف”‪،‬‬
‫“ثقيل”‪“ ،‬سهل”‪“ ،‬صعب”‪ ،‬الخ‬
‫وعادة ما تستخدم مغالطة األلفاظ املشتركة في البرامج والحوارات السياسية على وسائل اإلعالم‪ ،‬حيث تستخدم عبارات وكلمات‬
‫مثل الحرية‪ ،‬الديموقراطية‪ ،‬االستقرار الفرص املتكافئة‪ ،‬العدالة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ - 2‬مغالطة االلتباس‬
‫كما سبق وأوضحنا فإن مغالطة االشتراك تنشا عن األلفاظ املبهمة‪ ،‬أمـا االلتباس فهو أيضا مغالطة اشتراك ولكنه اشتراك في‬
‫التركيـب سـببـه الـنظم والترتيب لأللفاظ ال األلفاظ نفسها‪ .‬فااللتباس يشير إلى اإلبهام في بناء الجملة أو القضية‪.‬‬

‫فالعبارة تكون ملتبسة إذا لم يتضح معناها بسبب الطريقة الفضفاضـة أو املركبة لتركيب الكلمات رغم وضوح كل منها على حدة‪،‬‬
‫كما أن العبـارة امللتبسة قد تكون صادقة طبقا لتفسير ما وكاذبة طبقا لتفسير آخر‪ ،‬وعندما نعتبر قضية ما كمقدمه طبقا لتفسيرها‬
‫الصادق ثم نستنتج منها نتيجة طبقا لتفسيرها الكاذب تكون قد اقترفنا مغالطة االلتباس‪.‬‬

‫عادة ما تحدث مغالطة االلتباس عندما يس ئ املجادل فهم جملة ُمشتبهة‪ ،‬أو غامضة ويبنى على فهمه الخاطئ نتيجة الحجة‪ .‬الجملة‬
‫املشتبهة عادة ما يؤكدها فرد آخر غير املجادل‪ ،‬واالشتباه عادة ما ينتج عن خطأ في استخدام قواعد اللغة‪ ،‬النطق‪ ،‬التشكيل‪،‬‬
‫التنقيط‪ ،‬والرموز الخ‪ .‬أي أن الجملة حمالة أوجه‪ ،‬بسبب تلك األخطاء قد تفهم الجملة بصورتين مختلفتين تماما‪ .‬واملجادل عادة‬
‫ما يتبنى التفسير الخاطئ عن قصد أو عمد ويبنى نتيجته بناء على هذا التفسير‪ .‬تاريخيا يعتبر املنجمين‪ ،‬والعارفين‪ ،‬والكهنة كانوا‬
‫أبرع من استخدم مغالطة االشتباه‪ ،‬ووضعوا تنبؤاتهم في صيغ ملتبسة ومتشابهة‪ ،‬يمكن تفسيرها على عدة أوجه‪ ،‬بحيث تحقق لهم‬
‫التملص من أي حقيقة يمكن أن تكذب تنبؤهم‪ .‬فالخدعة في صنع نبؤه غير قابلة للتكذيب من األساس هو أن تجعلها قابلة للتفسير‬
‫لكل مالحظة ممكنة‪ ،‬للدرجة يمكن تفسيرها عند أو وقع الحدث او امتناعه‪ .‬أي مهما آلت اليه االمور سيمكن تأويل النبوءة بصورة‬
‫أو أخرى‪.‬‬
‫واملثال الكالسيكي على هذا النوع من املغالطات هو ما رواه املؤرخ اليوناني القديم هيرودوت روي أن امللك كريسوس ملك ليديا وقع‬
‫نزاع بينه وبين سيرس ملك فارس‪ .‬ولم يشأ كريسوس أن يحارب الفرس إال إذا تأكد من الفوز‪ ،‬فاستشار كاهنة معبد دلفي والتي‬
‫أجابته بما يلـي إذا حارب كريسوس سيرس فسوف يقض ي على مملكة عظيمة‪ ،‬فرح كريسـوس بالنبوءة التي استنتج منها أنه سيحطم‬
‫مملكة الفرس‪ .‬وذهب كريسوس الحـرب وسرعان ما هزمه سيرس‪ ،‬فكتب كريسوس خطابا للكاهنة ملعاتبتها‪ ،‬فجاءه الرد بأن النبوءة‬
‫كانت صادقة ذلك بأن قيام كريسوس بالحرب قضـى علـى مملكـة عظيمة‪ .‬فاألقوال امللتبسة تمثل مقدمات خطيرة‪.‬‬

‫نفس الصورة من التنبؤ مازلت شائعة حتى اللحظة في العصر الحديث وما زلنا نشاهد بعض العرافين والكهنة‪ ،‬وغيرهم يلعبون‬
‫نفس الخدعة ويقدموا تنبؤات حمالة أوجه يمكن تفسيرها في كل الحاالت‪ .‬أكثر تلك التنبؤات شيوعا عادة ما يكون في نهاية العام‬
‫ومع بداية عام جديد‪ ،‬بطرح عدة تنبؤات تحمل معاني ملتبسة ان العام الجديد سيكون ملئ بالخير لكنة ايضا عام س يء‪ .‬وحين يقع‬
‫أحد االمرين يسرع املتنبئ باإلشارة الى أن نبوءته صحت ألن إحدى أوجه االلتباس تحققت‪.‬‬

‫لكن املغالطة ليست قاصرة فقط على العرافين‪ .‬تأمل مثال الجملة التالية “سعيد أخبر محمد‪ ،‬أنه أخطأ‪ .‬وبالتالي يجب معاقبة‬
‫محمد”‪ ..‬في الحقيقة هذه الجملة متشابه ألن الضمير أنه غير محدد‪ ،‬أي ال نعرف على وجه التحديد عائد على من‪ .‬هل سعيد أخطأ‬
‫أم محمد؟ لكن في الحقيقة مغالطة االلتباس قد تكون مشكلة إن حدثت في حالتين‪ ،‬العقود القانونية والوصية‪ .‬كاتبي تلك الوثائق‬
‫عادة ما يعبروا عن نواياهم بصيغة قد تكون ملتبسة وغير واضحة بدون قصد‪ ،‬األمر الذي يؤدى تفسيرها بعدة صور‪.‬‬
‫تأمل املثال التالي “خالد كتب العقد التالي‪ ..‬مقابل إنهاء بناء الدور األول من املنزل‪ ،‬يدفع للمقاول مبلغ ‪ 10000‬ريال ومكافأة ‪1000‬‬
‫ريال إن أنهى العمل في نهاية الشهر”‪ ..‬لكن املقاول لم ينهي العمل في نهاية الشهر‪ ،‬وبالتالي خالد لن يدفع له ال ‪ 10000‬ريال أو‬
‫املكافأة‪ .‬أرجو أن االلتباس يكون واضح لك‪ ،‬في تلك الحالة‪ ،‬هل املكافأة فقط مشروطة بإنهاء العمل في وقته أم األجر واملكافأة؟‬
‫‪ -3‬مغالطة التركيب‬

‫هذه املغالطة تحدث عندما تعتمد نتيجة الحجة على تحول خاطئ ألحد خصائص وسمات أجزاء الش يء لتعميمها على الكل‪ .‬أي‬
‫بصورة اخرى عندما يحاول املجادل اثبات بما أن أحد أجزاء الش يء لها خاصية معينة‪ ،‬يتبع هذا أن الش يء ككل له نفس الخاصية‬
‫أيضا‪ ،‬وفي تلك الحالة هذه الخاصية ال يمكن تعميمها من الجزء إلى الكل‪ .‬لكن طبعا ليس كل انتقال من الجزء الى الكل دائما خاطئ‪.‬‬
‫تأمل املثال التالي‪:‬‬
‫كل قطع السيارة صينية الصنع إذن السيارة صينية الصنع‪.‬‬
‫كل قطع السيارة خفيفة الوزن إذن السيارة خفيفة الوزن‪.‬‬
‫نجد في املثال األول أن خاصية بلد الصنع تنتقل من الجزء الى الكل‪ ،‬وبالتالي النقل مشروع لسمة من الجزء إلى الكل‪ .‬لكن في املثال‬
‫الثاني سمت الوزن خاصية ال تنتقل من الجزء للكل فقد يكون وزن السيارة ليس خفيفا‪.‬‬
‫إن اكتشاف املغالطة يعتمد على فهمها‪ ،‬والتدقيق في الجملة‪ ،‬الكتشاف أن املجادل يحاول االنتقال بخاصية من الجزء الى الكل‪،‬‬
‫لكن باإلضافة لهذا هناك معرفة عامة بطبيعة الخواص التي يريد املجادل نقلها البد وأن تتوفر لدينا كي نستطيع أن نحدد إن كان‬
‫هذا االنتقال مشروع أم ال‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ مغالطة التقسيم‬
‫تعتبر مغالطة التقسيم هي الصور املغايرة من مغالطة التركيب‪ ،‬التركيب يحدث عندما ينقل املجادل بصورة غير شرعية بخاصية‬
‫من الجزء الى الكل‪ ،‬أما مغالطة التقسيم تحدث عندما ينتقل املجادل أيضا بصورة غير شرعية خاصية من الكل أو الفئة إلى الجزء‬
‫أو األعضاء‪.‬‬
‫ويمكن ضرب األمثلة التالية للتوضيح‪:‬‬
‫السيارة تم صناعتها في اليابان‪ ،‬وبالتالي كل أجزائها مصنوعة في اليابان‪.‬‬
‫امللح غير سام‪ ،‬وبالتالي عناصره الكيميائية الصوديوم والكلورين مواد غير سامة‪.‬‬
‫الخواص التي حاولت االنتقال بها من الكل الى الجزء األمثلة السابقة‪ ،‬خواص ليس من املشروع االنتقال بها من الكل إلى الجزء‪.‬‬
‫خاصية السمية مثال ال تنتقل من الكل إلى الجزء او العكس‪ ،‬أو مكان الصنع‪ ،‬أو العمر‪ ،‬الخ‪ .‬لكن بنفس الصورة في حالة مغالطة‬
‫التركيب هذا االنتقال قد يكون مشروع في بعض الحاالت ويمكن ضرب األمثلة التالية‪:‬‬
‫القميص لونه أبيض إذن كل الخيوط املكونة له لونها أبيض‬
‫في هذا املثال نجد أن خاصية اللون خاصية يشرع االنتقال بها من الكل إلى الجزء‪.‬‬
‫مهارة حل املشكالت‬
‫مهارة حل املشكالت من املهارات التي نكتسبها في مراحل مبكرة من الطفولة‪ ،‬لكن عندما نهمل تطوير هذه املهارة‬
‫ً‬
‫قد نجد صعوبة في فهم وحل املشاكل األكثر تعقيدا من مشاكل األطفال‪ ،‬حيث تنفق الشركات ماليين الدوالرات‬
‫ً‬
‫سنويا لتعليم موظفيها مهارات حل املشكالت‪ ،‬كما ينفق األفراد مبالغ طائلة ليتعلموا مهارة تحليل وحل املشاكل‬
‫الشخصية اليومية واملشاكل التقليدية‪ ،‬عليه سوف نتعرف على مفهوم املشكلة وأنواعها واستراتيجيات‬
‫وخطوات حلها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم املشكلة‪:‬‬


‫يعتبر مفهوم املشكلة من املفاهيم التي تعددت حولها تعاريف الباحثين ونورد منها التعاريف التالية‪:‬‬
‫هي موقف یسعى فيه الفـرد للبحـث عـن وسـائل فعالـة للتغلـب علـى عائق أو عوائق تحول دون الوصول إلى الهدف‬
‫ذي قيمة‪.‬‬
‫هــي حالــة مــن عــدم التــوازن النفســي نتيجة وجــود عقبــات تحــول دون الوصول إلى األهداف املرغوب فيها‪.‬‬
‫يقصد به مجموعة العمليات التي يقوم بها الفرد مستخدم املعلومات واملعارف التي سبق له تعلمها‪ ،‬واملهارات‬
‫التي اكتسبها في التغلب على موقف بشكل جدي‪.‬‬
‫هو سلوك ينظم املفاهيم والقواعد التي سبق تعلمها بطريقة تساعد على تطبيقها في املوقف املشكلة الذي يواجه‬
‫الفرد‪.‬‬
‫وبعد تناول التعاريف السابقة يمكن القول بأن املشكلة هي عبارة عن موقف غامض يحتاج إلى حل‪ ،‬كما أن هذا‬
‫املوقف يقف دون تحقيق الفرد ألهدافه التي یسعى إليها ممـا يـؤدي بـه إلـى حالـة مـن عدم التوازن النفس ي‬
‫واملعرفي‪ ،‬كما يمكن القول بأن املشكلة هي الفرق بين الوضع الحالي والوضع املطلوب‪ ،‬وهي كل ما يعوق عن‬
‫الوصول إلى ٍ‬
‫هدف ما‪ ،‬فإذا كانت املشكلة على سبيل املثال هي انخفاض نسبة املبيعات فال بد من وجود نسبة‬
‫معيارية للمبيعات ترشدنا إلى حجم املشكلة من جهة‪ ،‬وترشدنا إلى الهدف املنشود من حل املشكلة‪ ،‬لذلك ال يجب‬
‫ً‬
‫أن نتعامل مع حل املشكالت على اعتباره خروجا من املأزق فقط‪ ،‬بل يجب أن نحدد املكان الذي نريد الوصول‬
‫إليه بعد الخروج من املأزق‪.‬‬

‫تنشأ الحاجة إلى حل املشكلة عندما يكون هناك عائق يعترض سبيل تحقيق الهدف‪ ،‬وعملية حل املشكلة تتطلب‬
‫ً‬
‫جهودا فكرية – معرفية منظمة‪ ،‬يلجأ الفرد من خاللها إلى استخدام مخزون املعلومات واملهارات واملعارف‬
‫والخبرات السابقة‪ ،‬وتنظيمها في صورة استجابة جديدة للوصول إلى حل للموقف الغامض‪.‬‬
‫أنواع املشكالت‪:‬‬

‫تتباين املشكالت من حيث نوعيتها وطبيعتها ودرجة صعوبتها؛ لذا فقد حاول بعض الباحثين تصنيف املشكالت‬
‫وفق معايير متباينة‪ ،‬ويمكن تصنيف املشكالت من حيث البناء كما فعل (فان جاندي) إلى نوعين من املشكالت‬
‫وهي‪:‬‬
‫‪ -1‬مشكالت محكمة البناء‪.‬‬
‫‪ -2‬مشكلة ضعيفة البناء‪.‬‬

‫وتتحدد الفروق بينهما في ضوء ثالثة عناصر أساسية‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫‪ -1‬مقدار املعلومات املتاحة عن املوقف (الحالة الراهنة للمشكلة)‪.‬‬


‫‪ -2‬درجة وضوح األهداف املرجو تحقيقها (الحالة املأمولة)‪.‬‬
‫‪ -3‬مقدار املعرفة بالوسائل التي تعين على إحداث التغيير املطلوب في املوقف الراهن لتحقيق األهداف املرغوبة‪.‬‬

‫فتتميز املشكلة محكمة البناء بتوافر املعلومات املتصلة بها‪ ،‬كما أن الهدف املرجو تحقيقه يكون واضحا‪ ،‬وكذلك‬
‫الوسائل املطلوبة لتحقيق األهداف املرجوة‪ ،‬حيث إنها غالبا ما تكون ضمن رصيد الخبرات التي يمتلكها الفرد‬
‫فعلى سبيل املثال‪ ،‬إذا واجهت الفرد مشكلة كيف يركب طاولة تلفزيون‪ ،‬هذه املشكلة تعد مشكلة محكمة البناء‪،‬‬
‫وذلك ألن الهدف املرغوب تحقيقه واضح وجلى (وهو تركيب طاولة تلفزيون)‪ ،‬كما أن كراسة التعليمات املصاحبة‬
‫للطاولة تبين بالكلمات والرسومات املعلومات والوسائل املتطلبة لتركيب الطاولة‪.‬‬

‫في املقابل تتميز املشكلة ضعيفة البناء بافتقادها لواحد أو أكثر من الجوانب الثالثة سابقة الذكر‪ ،‬فالهدف قد‬
‫ً‬
‫ال يكون واضحا‪ ،‬واملعلومات قد تكون فقيرة وشحيحة‪ ،‬والوسائل املطلوبة قد ال يكون معروفة أو محددة‪ ،‬فمثال‬
‫الوصول إلى تطوير جديد إلحدى اآلالت‪ ،‬أو حل لغز مفتوح النهاية‪ ،‬أو تأليف رواية أو قطعة موسيقية‪ ،‬كلها‬
‫مشكالت ضعيفة البناء ولنا أن نتخيل حالة الروائي وهو بصدد تأليف قصة معينة‪ ،‬والغموض الكامن وراء‬
‫الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه‪ ،‬ومدى افتقاره للمعلومات التي اتصل باألحداث والشخوص التي يكتب عنها‪،‬‬
‫وتزاحم املسالك التي يمكن أن يسلكها ليبلغ الهدف الذي يريد تطبيقه‪.‬‬
‫استراتيجيات حل املشكالت‪:‬‬
‫وبعد أن بينا مفهوم املشكلة وأنواعها يمكن لنا أن تعرف حل املشكلة بأنه اإلجابة عن األسئلة التي تنطوي عليها‬
‫املشكلة‪ ،‬وبما أن حل املشكالت تتنوع فيه الحلول من حلول نهائية للمشكلة وأخرى مؤقته والبعض منها قد ال‬
‫يكون له حل فيمكن تصنيف استراتيجيات حل املشكالت إلى ثالث استراتيجيات وهي‪:‬‬

‫‪-1‬استراتيجية التجفيف‪ :‬وفيها يتم حل املشكلة بشكل تام‪ ،‬مثل أن يحصل عطل في سيارتك وتحتاج إلى شراء‬
‫قطع غيار بديلة إلصالح املشكلة‪ ،‬مثال آخر هناك مشكلة وجود دين على شخص ما فيقوم بسداد هذا الدين‬
‫هنا قام بتجفيف املشكلة‪.‬‬

‫‪-2‬استراتيجية التخفيف‪ :‬وفيه ال يتم حل املشكلة بشكل تام ولكن نقلل من آثارها ومثال ذلك أال تقوم بشراء‬
‫قطع جديدة للسيارة املتعطلة ولكن تصلح بشكل مؤقت القطعة التالفة لحين شراء أخرى جديدة‪ ،‬كذلك من‬
‫األمثلة عندما يكون لديك مشروع تجاري ولديك مشكلة في التسويق ملنتجك فتحاول أن تقوم بعمل دعاية للمنتج‬
‫الذي تقدمه‪.‬‬

‫‪-3‬استراتيجية التكييف‪ :‬وفيها ال يمكن حل املشكلة وبالتالي نبحث عن كيفية التكيف معها ومثل ذلك ما يحصل‬
‫مع من يتعرض لبتر ألحد اطرافه بسبب حادث مثال فهنا ال يمكن حل املشكلة ولكن يتم التكييف معها من خالل‬
‫استخدام طرف صناعي والتدرب على التكييف مع الواقع الجديد‪.‬‬

‫وكما وضحنا سابقا أنه صنفت املشكالت بناء على بنية املشكلة إلى صنفين هما مشكالت محكمة البناء وأخرى‬
‫ضعيفة البناء‪ ،‬عليه فإن املشكالت محكمة البناء تتطلب تفكيرا ناقدا وتسمى الحلول التي نصل إليها من خالل‬
‫هذا النوع من املشكالت بالحلول التقليدية‪ ،‬حيث تعتمد في األساس على تحليل الحلول املتاحة (سابقة اإلعداد)‪،‬‬
‫النتقاء أفضلها‪ ،‬في حين أن املشكالت ضعيفة البناء تتطلب تفكيرا ابتكاريا وتسمى الحلول التي نصل إليها من‬
‫خالل هذا النوع بالحلول اإلبداعية للمشكالت‪ ،‬حيث تتطلب توليد حلول جديدة ونادرة للمشكلة وليس مجرد‬
‫تحديد ملا سبق اقتراحه من حلول تقليدية لها‪ ،‬لذلك فإن ما يميز هذا النوع من الحلول بأنها حلول مبتكرة وذات‬
‫قيمة بالنسبة للفرد او املجتمع الذي يعيش فيه‪ ،‬وتستخدم غالبا ملواجهة مشكالت غير معتادة‪.‬‬
‫خطوات حل املشكلة‪:‬‬

‫في الحقيقة أن تحديد خطوات محددة لحل املشكالت من األمور التي اختلفت فيها العديد من البحوث‬
‫والدراسات وقد يعود ذلك لطبيعة املوضوع الذي يمكن أن ينظر إليه من جوانب تخصصية متعددة أو قد يعود‬
‫إلى طبيعة املشكالت املراد حلها أو األهداف املرجوة من حلها ولكن في الغالب أنها ال تخرج عن ثالث مراحل رئيسية‬
‫تنبع منها جميع الخطوات وهي‪:‬‬

‫فهم املشكلة‪( .‬التفكير تحليلي لتفتيت املشكلة سعيا إلى فهمها)‬ ‫‪‬‬

‫توليد الحلول املقترحة لها‪( .‬التفكير اإلنتاجي املنطقي لتوليد حلول منطقية مقترحة لحل املشكلة)‬ ‫‪‬‬

‫تنفيذ الحلول املناسبة‪( .‬التفكير الناقد للمفاضلة بين الحلول املنطقية املطروحة واختيار أفضلها)‬ ‫‪‬‬

‫ويمكن توضيح خطوات هذه املراحل كالتالي‪:‬‬

‫‪ .1‬تحديد املشكلة التي تحاج إلى الحل‪ ،‬ففي هذه الخطوة يتم االعتراف بوجود مشكلة واإلحساس بها‬
‫واستشعارها دون امتالك طريقة لحل املشكلة أو الهدف املرغوب في تحقيقه‪ ،‬حيث يدرك الفرد ويعي بوجود‬
‫مشكلة ما‪ ،‬ومن األخطاء التي من املمكن أن تحصل عند عدم تحديد املشكلة أنه قد نقوم بحل مشكلة أخرى‬
‫غير املشكلة املطلوب حلها بسبب االستعجال‪.‬‬

‫‪ .2‬وصف املشكلة بدقة ووضوح‪ ،‬فبعد تحديد املشكلة يتم وصف املشكلة بدقة ووضوح من خالل إعادة‬
‫صياغة املشكلة‪ ،‬ومتى أعاد الفرد صياغة املشكلة فإنها تصبح عندئذ مشكلته كما فهمها هو بنفسه وليست‬
‫كما طرحت عليه‪ ،‬فمن األخطاء الشائعة هنا أننا قد نقبل صياغة املشكلة على النحو املطروحة الذي طرحت‬
‫علينا‪ ،‬ونبدأ في حل املشكلة دون معرفة طبيعة املوقف الذي تنبع منه املشكلة‪.‬‬

‫‪ .3‬جمع البيانات ذات العالقة باملشكلة حيث يتم جمع أكبر كم من املعلومات والوقائع واآلراء وكذلك املشاعر‬
‫ً‬
‫املتصلة باملشكلة‪ ،‬وغالبا ما يكون جمع البيانات من املعرفة املسبقة أو الذاكرة أو سؤال أهل الخبرة‬
‫والتخصص أو العودة ملصادر املعلومات كالكتب والدراسات ومواقع االنترنت املوثوقة‪.‬‬

‫إن الخطوات الثالثة السابقة مهمة جدا لفهم املشكلة وتحديدها ويمكن أن نستخدم فيها استراتيجية طرح‬
‫األسئلة والتي من خالل اإلجابة عليها يمكن فهم املشكلة بشكل واضح ودقيق ومحدد‪ ،‬ففهم املشكلة هو‬
‫نصف الحل فكلما تعمقت في فهم املشكلة من خالل طرح األسئلة املتنوعة واملتعددة كلما زاد فهمك‬
‫للمشكلة وكلما كنت أقرب لحل املشكلة‪ ،‬ومن األسئلة التي يمكن أن تطرح‪:‬‬
‫هل تشعر بوجود مشكلة؟‬ ‫‪‬‬

‫متى شعرت ألول مرة بوجود هذه املشكلة؟‬ ‫‪‬‬

‫هل أنت بحاجة لحل هذه املشكلة؟‬ ‫‪‬‬

‫كيف يمكن أن تعبر عن هذه املشكلة؟‬ ‫‪‬‬

‫هل حددت املشكلة بأسلوبك وفهمك الخاص؟‬ ‫‪‬‬

‫هل هناك تعريفات أخرى للمشكلة تستحق التفكير بها؟‬ ‫‪‬‬

‫ما لبيانات واملعلومات ذات العالقة باملشكلة؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ .4‬تحديد األسباب املمكنة للمشكلة واألسباب الجذرية والفرعية‪ ،‬ومن املهم هنا تحديد جميع العوامل املؤثرة‬
‫على املشكلة‪ ،‬وكذلك التفريق بين العوامل الرئيسة للمشكلة وهي ذات التأثير الكبير واملباشر واألسباب‬
‫الفرعية والغير املباشر أو ذات التأثير الضعيف ولكن برغم كونها أسباب فرعية إال إنه من املهم تحديدها‬
‫والتعرف عليها‪ ،‬ويمكن هنا استخدام استراتيجية هيكل السمكة للتعرف على األسباب الرئيسية والفرعية‬
‫للمشكلة‪.‬‬

‫‪ .5‬تحديد املدى الزمني لبداية املشكلة‪ ،‬فقد تكون هناك مشكالت حديثة وأخرى قديمة‪ ،‬وبالتالي تحديد املدى‬
‫الزمني للمشكلة مهم في التعرف على طبيعة املشكلة‪.‬‬

‫‪ .6‬تحديد األطراف املعنيين بحل املشكلة‪ ،‬وهنا قد تتعدد األطراف املعنية باملشكلة من أطراف مرتبطة بشكل‬
‫مباشر باملشكلة وأخرى أطراف ارتباطها ضعيف باملشكلة‪ ،‬أو لديهم عالقة تأثير أو تأثر باملشكلة ولكن‬
‫بطريقة غير مباشرة‪.‬‬

‫‪ .7‬وضع الهدف من حل املشكلة‪ :‬إذا كانت املشكلة هي الفرق بين الوضع الحالي والوضع املنشود‪ ،‬فال بد من‬
‫ً‬
‫وضع هدف من حل املشكلة قبل البحث عن الحلول‪ ،‬فإذا كانت املشكلة هي انخفاض مبيعات الشركة مثال؛‬
‫ّ‬
‫ال بد من تحديد التحسن املتوقع بعد حل املشكلة‪ ،‬وإذا كانت املشكلة هي صدور صوت من محرك سيارتك‪،‬‬
‫ال بد من تحديد الهدف هل هو إصالح العطل الذي يسبب الصوت أم إيجاد طريقة تجعلك ال تسمع‬
‫الصوت‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ .8‬تحديد الحلول املمكنة للمشكلة‪ :‬حيث يتم طرح أفكار مقترحة لحل املشكلة والتي تمثل حلوال مؤقته‬
‫للمشكلة‪ ،‬ألن الحل ال يصبح حال نهائيا اال بعد أن يتم اختباره اختبارا نهائيا من بين بدائل مختلفة للحل‪.‬‬
‫وفي هذه الخطوة يتم هنا اقتراح مجموعة من الخطط التي تصلح لتنفيذ الحل من خاللها وذلك من خالل‬
‫استخدام أسلوب العصف الذهني الفردي أو الجماعي‪ ،‬ومقارنة املشكلة باملشاكل السابقة‪ ،‬ثم وضع قائمة‬
‫فيها جميع الحلول املقترحة من أكثرها معقولية إلى أكثرها غرابة‪.‬‬

‫في الخطوات األربع السابقة يكون االهتمام منصبا على تحليل املشكلة وفيها يمكن استخدام استراتيجيات‬
‫متعددة مثل العصف الذهني القبعات الست واستراتيجية عظمة السمكة أو استراتيجية مخطط التقارب‪،‬‬
‫وكذلك استراتيجيات طرح األسئلة‪ ،‬وهي استراتيجيات تساعدنا على توليد أكبر عدد من األفكار التي تسهم‬
‫في تحليل املشكلة والتعمق في تفاصيلها بمساعدة اآلخرين ويمكن في الخطوات السابقة طرح عدد من‬
‫األسئلة املهمة مثل‪:‬‬

‫هل أنت واضح فيما تريد القيام به؟‬ ‫‪‬‬

‫إلى أين وصلت اآلن؟‬ ‫‪‬‬

‫إلى أين تريد أن تصل؟‬ ‫‪‬‬

‫هل قمت بتحديد العوامل املهمة والحقائق الواضحة؟‬ ‫‪‬‬

‫هل تحتاج إلى وقت أكبر للحصول على معلومات أكثر؟‬ ‫‪‬‬

‫هل تعرف السياسات واألنظمة ذات الصلة باملوضوع؟‬ ‫‪‬‬

‫هل قللت من حجم املشكلة إلى أبسط صورها دون املبالغة في التبسيط؟‬ ‫‪‬‬

‫هل تحققت من جميع افتراضاتك الرئيسية؟‬ ‫‪‬‬

‫من بين كل املسارات أو الحلول املمكنة هل حددت قائمة مختصرة بالحلول العملية؟‬ ‫‪‬‬

‫هل يمكن استبعاد بعض منها لكي تقلل حجم القائمة؟‬ ‫‪‬‬

‫إذا لم تحصل على حلول أو مسارات عمل صحيحة هل يمكنك ان تؤلف العناصر لتحصل على حلين‬ ‫‪‬‬

‫أو أكثر للوصول إلى طريقة فعالة للتعامل مع املشكلة؟‬


‫هل حددت بوضوح املقاييس التي كونت من خاللها رأيك فيما يتعلق بالخيارات املمكنة؟‬ ‫‪‬‬

‫إذا كنت التزال ال تزال عالقا فهل يمكنك أن تخيل نفسك في الحالة النهائية التي تريد أن تكون عليها؟‬ ‫‪‬‬

‫إذا كان األمر كذلك فهل يمكنك أن تعمل على تحسين نفسك من حيث توجد اآلن؟‬
‫هل واجه أي شخص مثل هذه املشكلة من قبل؟ كيف قام بحلها؟‬ ‫‪‬‬

‫‪ .9‬تقييم وفرز الحلول والحلول البديلة‪ :‬وفيها يتم وضع عدد من املحكات‪ ،‬ملقارنة مختلف حلول املشكلة في‬
‫ضوئها ثم يتم اختيار أفضل الحلول املقترحة‪ ،‬حيث أن عملية تقييم الحلول تقوم على اختبار كل حل من‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الحلول عمليا أو ذهنيا حسب نوع املشكلة‪ ،‬وصوال الستبعاد الحلول الضعيفة أو غير املجدية واإلبقاء على‬
‫خيارات أقل وأكثر فاعلية‪.‬‬

‫‪ .10‬اختيار الحل األفضل للمشكلة‪ً :‬‬


‫بناء على املراحل السابقة والفهم الجيد لطبيعة املشكلة يتم اختيار حل‬
‫واحد من الحلول التي ّ‬
‫توصلنا إليها بعد التقييم والتقليص‪ ،‬مع االحتفاظ بالحلول البديلة في حال لم يكن‬
‫هذا الحل هو األنسب‪.‬‬

‫‪ .11‬تنفيذ الحل‪ :‬في هذه املرحلة نقوم بتطبيق الحل من خالل خطة تنفيذية تتناسب مع حجم وشكل املشكلة‪،‬‬
‫ً‬
‫في املشاكل اإلدارية مثال نقوم بإبالغ األشخاص املعنيين بتفاصيل تطبيق الحل والخطة التنفيذية‪ ،‬وفي‬
‫املشاكل الشخصية نقوم بنقل الحل من حيز التفكير إلى حيز التنفيذ من خالل اتخاذ اإلجراءات‪.‬‬

‫‪ .12‬مراقبة الحل وتقييم النتيجة‪ :‬املرحلة األخيرة من حل املشكالت هي مراقبة فاعلية الحل‪ ،‬وذلك من خالل‬
‫الرجوع إلى الهدف من حل املشكلة والنظر في مدى فاعلية الحل‪ ،‬وقد يؤدي تقييم النتيجة إلى اعتماد الحل‬
‫بشكل نهائي أو إدخال بعض التعديالت‪ ،‬أو حتى العودة إلى قائمة الحلول البديلة‪.‬‬

‫بعد مراحل فهم املشكلة وتوليد الحلول نأتي ملرحلة التقييم واختيار الحل األمثل وهذا ما بينته الخطوات الثالث‬
‫السابقة وفيها يمكن طرح األسئلة التالية‪:‬‬

‫هل استخدمت كل املعلومات املتاحة؟‬ ‫‪‬‬

‫هل تحققت من قرارك من كل الجوانب؟‬ ‫‪‬‬

‫هل أنت مدرك للعواقب املحتملة لقرارك؟‬ ‫‪‬‬

‫هل لديك خطة تنفيذ مع التواريخ واألوقات لالنتهاء منها؟‬ ‫‪‬‬

‫هل الخطة واقعية؟‬ ‫‪‬‬

‫هل لديك خطة طوارئ إذا لم تسر األمور على الشكل املتوقع؟‬ ‫‪‬‬

‫متى خططت أن تراجع القرار أنت وفريقك في ضوء الخبرة؟‬ ‫‪‬‬

‫كذلك يمكن استخدام أسلوب مصفوفة التقييم حيث تساعد هذه املصفوفة في تقييم بدائل الحل في ضوء‬
‫املحكات التي يضعها الفرد وحسب الوزن النسبي لكل حل‪.‬‬

‫مثال توضيحي لو أن لديك مشكلة وهي شراء أرض فيمكن أن تتبع الخطوات التالية لتصميم املصفوفة‪:‬‬
‫أوال‪ :‬حدد بدائل الحلول التي تريد تقييمها ولتكن شراء أرض حي النخيل وأرض حي املصيف وأرض حي املروج‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬حدد املحكات التي سوف تستخدمها في التقييم ولتكن السعر املنخفض‪ ،‬املساحة الكبيرة‪ ،‬وموقع املناسب‪.‬‬
‫التربة الجيدة‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬حدد الوزن النسبي لكل محك وليكن من ‪1‬إلى ‪ 5‬درجات من حيث أهميته بالنسبة لك‪ ،‬السعر املنخفض ‪5‬‬
‫درجات‪ ،‬واملوقع ‪ 4‬درجات‪ ،‬واملساحة ‪ 3‬درجات‪ ،‬طبيعة األرض درجتين‪.‬‬
‫رابعا تحديد مدى انطباق املحك على الحل وفيه ضع تقديرا (ليكن ‪ )5-1‬ملدى انطباق كل محك على كل مقترح‬
‫من األراض ي الثالثة املقترحة‪.‬‬

‫املحك الرابع‬ ‫املحك الثالث‬ ‫املحك الثاني‬ ‫املحك األول‬


‫املجموع‬ ‫التربة الجيدة‬ ‫املوقع املناسب‬ ‫املساحة الكبيرة‬ ‫السعراملنخفض‬
‫درجتين‬ ‫‪ 3‬درجات‬ ‫‪ 4‬درجات‬ ‫‪ 5‬درجات‬
‫حاصل‬ ‫حاصل‬ ‫حاصل‬ ‫حاصل‬
‫االنطباق‬ ‫االنطباق‬ ‫االنطباق‬ ‫االنطباق‬
‫الضرب‬ ‫الضرب‬ ‫الضرب‬ ‫الضرب‬

‫‪40‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪4‬‬ ‫أرض النخيل‬

‫‪39‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪2‬‬ ‫أرض املصيف‬

‫‪42‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪1‬‬ ‫أرض املروج‬
‫مهارات حل املشكالت‪:‬‬

‫‪ -1‬املعرفة العلمية‪ :‬على الرغم أن مهارات حل املشكالت هي ذاتها في معظم الظروف والحاالت لكن املعرفة‬
‫العلمية تعتبر مهارة فريدة تؤهل شخص معين لحل مشكالت معينة دون غيره‪ ،‬فمدير التسويق الذي يمتلك‬
‫ً‬
‫مهارة كبيرة في حل املشكالت التسويقية لن يكون بنفس الكفاءة في حل مشاكل خط اإلنتاج مثال‪ ،‬وال بد‬
‫للشخص الذي يتصدى للمشكلة أن يمتلك معرفة علمية على قدر تعقيد املشكلة إلى جانب مهارات حل‬
‫املشاكل األخرى‪.‬‬

‫‪-2‬مهارات التحليل والتركيب‪ :‬مهارة التحليل ضرورية لحل املشكالت وهي القدرة على تحليل أسباب املشكلة‬
‫العوامل املؤثرة بها وفهم املؤشرات الفرعية والتفاصيل الدقيقة‪ ،‬وال بد أن تترافق مهارة التحليل مع مهارة التركيب‬
‫وهي إعادة بناء املشكلة والنظر إليها وإلى الحلول نظرة شاملة‪.‬‬

‫حل لها لكن يوجد حلول تتطلب التفكير بطريقة مختلفة‪ ،‬لذلك تعتبر‬ ‫‪-3‬املرونة في التفكير‪ :‬ال يوجد مشاكل ال ّ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫املرونة الفكرية عامال حاسما في التعامل مع املشاكل غير التقليدية وتوليد الحلول لها‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫‪-4‬املوضوعية والواقعية‪ :‬كثيرا ما تكون التوقعات غير املوضوعية سببا في فشل حل املشكالت‪ ،‬يجب أن يتمتع‬
‫الشخص الذي يحاول حل املشكلة بقدرة جيدة على تقدير املوقف بشكل موضوعي‪ ،‬وتقييم الحلول بمقاييس‬
‫واقعية‪.‬‬

‫ً‬ ‫ً‬
‫‪-5‬الخيال وروح املغامرة‪ :‬الحلول الفريدة للمشاكل والطرق الذكية في توليد الحلول تحتاج خياال واسعا‪ ،‬كما‬
‫ً‬
‫يتطلب حل املشكالت بطريقة إبداعية قدرا من اإلقدام واملجازفة‪.‬‬

‫ً‬
‫‪-6‬تقبل النقد‪ :‬سعة الصدر ومهارة االستماع لآلخرين جزء أساس ي من حل املشكالت حتى إن كان الحل فرديا‪،‬‬
‫بل أن االستماع الجيد لآلخرين هو أحد أهم مصادر الحلول اإلبداعية‪.‬‬

‫‪-7‬تراكم الخبرات‪ :‬قد ال تعتقد أن تراكم الخبرة مهارة! لكن هناك الكثير من األفراد الذين يعملون لسنوات طويلة‬
‫ً‬
‫دون أن يتمكنوا من اكتساب خبرات جديدة أو تطوير خبراتهم األساسية‪ ،‬وغالبا ال يمكن االعتماد عليهم بحل‬
‫املشكالت الذي يتطلب قدرة على استدعاء حلول سابقة وإعادة تطويرها واستخدامها‪.‬‬

You might also like