Professional Documents
Culture Documents
تمهيـد:
املغالطة هي نوع من الحجة التي تبدو في الظاهر أنها صحيحة ولكن عند إخضاعها لالختبار يثبت غير ذلك فال يكفي من أجل صـحة
الحجـة أن نحـدد شروط الصحة فحسب بل ال بد أيضا أن نبين أين يمكن أن يكمن الخلل أو العيب فتصبح الحجة مغالطة ،وقد
تنشأ املغالطات عن عدم االرتباط أو الصلة بين مقدمات ونتيجة الحجة أو ضعف هذا االرتباط أو غموض اللغة أو عنـد الحـكـم
على أمر ما أو كرد فعل.
أحيانا ما يقوم بعض األشخاص بمحاولة إقناع اآلخرين عن طريـق مـا يسمى بمغالطات عدم الصلة أو الخدع البالغية القائمة على
التأثير العاطفي والحيل النفسية .وهي ال تعتمد على تقديم أسباب لدعم نتيجة الحجة بـل تعتمـد علـى القدرة اإلقناعية للكلمات
والوسائل اللغوية والتأثير العاطفي والنفس ي من أجل التأثير على معتقدات أو رغبـات أو أفعال اآلخرين.
بينما هناك شكل آخر للمغالطة تكون باستخدام األسباب أي بتقديم الحجج ولكنهـا حـجـج تنطوي على عيب أو على انتهاك لشروط
الحجة الصحيحة والبد للشخص الذي يريد أن يصبح مفكرا ناقدا أن يتعرف ويدرس هـذه الخدع واملغالطات حتى يمكنه اكتشافها
فيرفض قبولها وكذلك يحتاط هو نفسه من الوقوع فيها.
مغالطات رد الفعل
" 5مغالطات"
تتمثل الخدع البالغية في كون مقدمات الحجة ليست على صلة أو ارتباط بالنتيجة وكذلك يسميها البعض الخدع البالغية ألنها
تنشأ في الجدليات التي ال يوجد فيها اتصال ما بين املقدمات والنتيجة ،وعادة ما يتم صياغتها بصورة خادعة من خالل التأثير النفس ي
والعاطفي على املتلقي وااليحاء بوجود ارتباط ما بين املقدمات والنتيجة وذلك بهدف دفع املتلقي لقبول الحجة ومن تلك الخدع
البالغية ما يلي:
اللجوء
للحداثة
اللجوء اللجوء
للقوة للقدم
اللجوء
اللجوء
للجنس
للشفقة
(النوع)
اللجوء
للجاذبية
-1اللجوء للحداثة:
غالبا ما تقـوم هذه املغالطة على أن أغلبية الناس دائما لديهم الرغبة فـي أال يفوتهم منتج جديد أو اتجاه حديث .وبناء على هذه
الخدعة يقوم شخص ما بإقناعنا بتجربة أو شراء منتج ما ليس ألن به ميزة سوى أنه جديد ويستلزم أنه ذو شكل مختلف وأفضل
من غيره من املنتجات املنافسة .وقد يقنعنا كـذلك بأنـه ألن املنتج جديد فمن املحتم أنه إصدار أفضل من املنتج الحالي وذلك كما
يحصل لنا فـي بعض اإلعالنات الدعائية واألسواق التجارية بمحاولة إقناعنا بشراء منتج معين فقط ألنه األحدث إصدارا أو حتى
رفع أسعارها عن اإلصدار السابق فقط لكونها أكثر حداثة وليس الحتوائها على تقنية حديثة او مواصفات أكثر تطور.
وقد يستخدم االحتكام إلى الحداثة أيضا إلقناعنا بأفكار أو معتقدات حديثة وملز عدم املقتنعين بها بأنهم متخلفين أو رجعيين
وبالتالي يقتنع الفرد بتلك األفكار والتوجهات الحديثة وكأن الحداثة هو دليل جودتها وصحتها.
-2اللجوء للقدم:
هناك العديد من العادات والتقاليد لكل مجتمع من املجتمعات البشرية ومنها ما يعتبر من املمارسات اإليجابية لهذا املجتمع والتي
يسعى املجتمع للحفاظ عليها ،من جانب آخر هناك من العادات والتقاليد ما هو سلبي ويسهم في إعاقة تقدم املجتمع وتطوره .مثل
ما يحصل في بعض املجتمعات من ممارسات وطقوس تمارس في املناسبات االجتماعية أو االعتقاد بخرافات مبنية على قصص
وأساطير قديمة تم توارثها ويؤمن بها ،وفي هذه املخادعة عادة ما يلجأ املجادل إلى أن يبرر قبول نتيجة الحجة بالتقديم لها بأنها جزء
من العادات والتقاليد أو ألنها ش ي قديم مفترضا أن قدم الش يء أو الفكرة هو دليل داعم لقبول االدعاء.
-3اللجوء ملا هو شائع:
تلجأ هذه املغالطة إلى رغبتنا في التمش ي مع األكثريـة وعـدم الظهـور بصورة مختلفة عن اآلخرين فهي تقنعنا بشراء أشياء أو تبني
معتقدات أو ممارسة سلوك ما ملجرد أن األغلبية تفعله ،واللجوء ملـا هو شائع مثله مثل كثير من الخدع البالغية يمكن أن يؤول
كحجـة مـن أجـل اإلقناع.
كل الناس تفعل كذا إذن البد ان أفعل مثلهم أو كل الناس تشتري هذا املنتج إذن سأشتريه فكثيرا ما نسمح من الباعة في املحالت
التجارية بأن هذه القطعة هي آخر قطة ألن كل الزبائن تشتريه .فالفكرة هو محاولة الفرد لالندماج مع الجماعة وأال يكون شاذ في
لبسه أو مظهره عنهم ،واألمر ينطبق أيضا على مستوى األفكار من خالل االعتقاد بما يعتقده اآلخرون حتى ال يكون شاذا عنهم وألن
ذلك رأي األغلبية ،وفي الحقيقة أن هناك أطروحة ما غائبة في تلك الحجة عن قصد أو غير قصد يجعلها تفتقد االرتباط املنطقي
بين املقدمة والنتيجة .وهي أطروحة ملاذا يجب أن يعتقد الفرد فيما تعتقد فيه الجماعة؟ في الغالب أي طرح هنا سيكون من الصعب
تقديم دعم لصحة هذا الطرح .الن ليس من الواضح منطقيا ملاذا يجب أن يصح معتقد ما ملجرد أن هناك جماعة تعتقد به.
-4اللجوء للشفقة
تحاول هذه املغالطة إثارة املشاعر والعواطف لتحثنا على فعل شـيء ما أو ترك أمر ما ،يخالف الحقيقة فإن ذلك يعتبر من الخدع
البالغية.
فمغالطة التوسل بالشفقة أو استدرار العطف تحدث عندما يقوم املجادل بمحاولة دعم نتيجة حجته من خالل اثارة عطف
وشفقة املستمع ،ومثال ذلك محاولة أحدهم أن يقنعك لتساعده على الغش في أحد االمتحانات وذلك ألنه مريض بمرض مزمن.
فالعالقة ليست واضحة ملاذا الغش مقبول في تلك الحالة .لكن االستراتيجية عادة ما تكون فعالة ألنها تشل عملية التفكير املنطقي
عند املتلقي وتؤثر على الجانب النفس ي لديه .هذه الصورة من املغالطات شائعة جدا عند تطبيق األنظمة والقوانين العقابية على
املجرمين أو املخالفين بمحاولة استعطاف السلطة لتخفيف العقوبة.
- 5اللجوء للجاذبية
وذلك عندما تستكمل الوسيلة البالغية كلماتها بصـور ألطفـال يتسـمون بالجاذبية أو صور متحركة لتوصيل الرسالة التي تريد
توصيلها فاملنتج املرغوب في بيعه لنا أو الفعل املرغوب ألدائه يظهـر بـصـورة جذابة عن طريق ربطه بالشخصية الجذابة أو الذكية
التي تلح علينا لشراء هـذا املنتج أو أداء هذا العمل.
ُ
في هذه املغالطة يلجأ املجادل إليجاد عالقة في حجته بين عواطف الحب ،االعجاب ،والتصديق من الجمهور على شخصية ما وما
يحبه أو يفعله هذا الشخص او الفرد .هذا النوع من الجدال عادة ما يستخدم من قبل اآلباء والدعاية بشكل عام .فمثال عندما
يذكر لك أحد باعة العطور بأن هذا العطر يستخدمه شخصية مشهورة ما أو أن هذه الساعة هي الساعة التي يلبسها دائما الالعب
الفالني .العاطفة التي تناشدها الحجة في املستمع هي االعجاب والحب والقبول من الجماهير ،وتداعب تلك املشاعر بإثارة تخيل
الفرد لشخصية عامة أخرى معروف عنها الحصول على مشاعر الحب والتصديق من الجمهور ،وبالتالي يصبح الفرد أكثر قبوال
لنتيجة الحجة .لكن هذه الحقيقة غير مدعومة منطقيا بأن استخدام الشخصية املشهورة لعطر ما او لبسه لساعة ما يدعوني
لشراء نفس املنتج أو ان املنتج يستحق االقتناء.
6ـ اللجوء للجنس
مثله مثل اللجوء للجاذبية فيما عدا أنه يستخدم نمطا مختلفا مـن الصـور فاملنتج املعلن عنه يرتبط بأشخاص ذوي جاذبية خاصة.
وعلينا التنبه إلى أن مثل هذه اإلعالنات تدعو إلى التفكير بطريقة مغالطة .فيشـعرك اإلعـالن أن هؤالء األشخاص يشترون هذا
املنتج وهذا ما جعلهم ذوي جاذبية لـذا إذا قمـت انت بشرائه ستكون مثلهم وهي مغالطة لتأكيد النتيجة.
وفيها يحاول املجادل اللجوء الى صنع عالقة خادعة بين نتيجة حجته ومجموعة صغيرة من الجماهير من املفترض انها متفوقة
بصورة ما او أخرى أكثر ثراء ،قوة ،سلطة ،علما ،الخ .الحجة عادة ما تكون على صورة لو كان املستمع يريد ان يكون جزء من تلك
الجماعة ،إذن البد وأن يقوم بالفعل اآلتي ،أو يفكر بتلك الطريقة ،أو يشتري هذا املنتج ،الخ .فمثال املطعم كذا فقط للصفوة
واملشاهير ،كي تكون جزء من الصفوة البد وأن تأكل في هذا املكان .أو املشاهير يحملون فقط التليفون من ماركة س ،لهذا البد وأن
تشترى التليفون س .فعال مجموعة من الجماهير املميزة بصورة او أخرى من املمكن يفضلون تصرف ،او منتج ما ،ولكن هذا ليس
سبب منطقي كافي كي تمتثل لهذا الفعل.
-7اللجوء للخوف.
وفيها يستخدم الخوف كدعم لنتيجة الحجة ،طبعا الخوف في كثير من األحيان قد يكون مبرر طاملا كان قائم على أدلة وأسباب
منطقية ،مثال الخوف من التعرض للسرقة عند قيادتك سيارة على طريق خال في الصحراء معدالت السرقة فيه مرتفعة ،هو خوف
مبرر .كذلك عدم السفر إلى بلد عرفت عنه كثرة حاالت السرقة أو ارتفاع نسبة الجرائم فوق املعدل الطبيعي هنا تتوفر فيه األدلة
املوضوعية لنتيجة الحجة .لكن في مغالطات اللجوء للخوف ال يدعم االدعاء بأي دليل قوي ،وعادة تعتمد هذه املغالطة على الشك
غير املنطقي الناتج عن تكرار رسالة أو إشاعة مر ًارا وتكر ًارا .فالتكرار التدريجي للرسالة يجعل الجمهور يشعر بعدم االرتياح ،وقد
يكون هذا وحده كافيا للحصول على عدد كبير يقبل االدعاءات املطروحة وذلك كما يحدث في عمليات التضليل اإلعالمي بين الدول
املتصارعة في ممارسة بث الشائعات وتكرارها بقصد التخويف ويتم اختيار موضوعات تهم غالبية الناس كرفع أسعار السلع أو
تخفيض الرواتب ،فاإلطار العام عادة في تلك الخطابات التأكيد على تكرارية رسالة بث الخوف والذعر من فئة أو جماعة ما دون
تقديم أدلة موضوعية واضحة ومحددة تربط أفعال معينة بأحداث معينة .والهدف بالطبع دعم نتيجة ما لفئة ما.
-8اللجوء للقوة
ُ
تحدث عندما يقدم املجادل حجة للمتلقي ويخبره بشكل مباشر أو غير مباشر أن ضرر ما قد يقع علية بشكل جسدي ،نفس ي ،أو
عاطفي إن لم يقبل نتيجة الحجة .املغالطة دائما ما تحتوي على صورة من التهديد الجسدي أو النفس ي للمتلقي او في بعض األحيان
لجماعة من الناس .وبالطبع هذا التهديد غير مرتبط منطقيا بنتيجة الحجة ،وبالتالي تصبح الحجة مغالطة عدم ارتباط ألن ال يوجد
ما يربط التهديد بنتيجة الحجة منطقيا.
هذه الصورة من املغالطات املنطقية عادة ما يسهل التعرف عليها ،وتبدو بدائية وغريزية جدا بين البشر ،أي أن الطرح التهديدي في
الحجة ال يقدم دعم منطقي مباشر أو غير مباشر لنتيجة الحجة وبالتالي تنتقل الحجة إلى تصنيف مغالطات عدم االرتباط واللجوء
للقوة .االستراتيجية العامة التي تلجأ إليها املغالطة عادة هي إعاقة عملية التفكير والتحليل املنطقي للحجة عند املتلقي من خالل
التأثير النفس ي علية بالتهديد ،وبالتالي يضطر لقبول الهيكل الناقص للحجة ،التي تفتقد ألطروحة ربط ما بين املقدمات والنتيجة،
الن ان وضعت االطروحة بشكل صريح وواضح امام املتلقي غالبا ما يرفض صحتها.
التعميم الزائد
النتائج المتسرعة
–1مغالطة املعياراملزدوج
نقع فيما يسمى بمغالطة املعيار املزدوج عندما نستعمل معيار ما للحكـم على حجج وأفكار نوافق عليها ،ونستعمل في الوقت نفسه
معيـارا مختلفـا للحكم على حجج أو أفكار ال نوافق عليها ونختلف معها.
وعادة ما يتجاهل األشخاص املستخدمين للمعيار املزدوج عدم االتسـاق والتناقض الوارد في الحجج التي يوافقوا عليها ،بينما
يكشفون عن ذلك إذا مـا ورد في حجج خصومهم أو من يختلفون معهم ،لكن التفكير الناقد يتطلب معيارا واحدا للحكم مع من
نتفق معهم ومع من تختلف معهم على حد سواء.
نقع في هذه املغالطة عندما نتقد رأي ما أو حجة ألنها ال تحقق ما تريد تحقيقه .أي أن الفكرة أو الحجة املقترحة تكون ناجحة
لتحقيق هدف ما ولكن هذا الهدف ليس هو ما نريده وبالتالي ننقدها بمعيار غير مرتبط بها.
مثال ذلك عندما يقوم األستاذ املحاضر ملادة التفكير الناقد باإلعالن عن جائزة ملن يحصل على تقدير ممتاز في هذه املادة ،فيعترض
بعض الطالب بأن ذلك لن يجعلهم متحفزين للتفوق في املواد األخرى ،ولكن هذا االعتراض يمثل معيارا غير مرتبط بفكرة أو رأي
أستاذ مادة التفكير الناقد ،فالتفوق في املواد األخرى أمر مختلف وليس هو املعيار الذي نقيس به فكرة الجائزة للتفوق في مادة
التفكير الناقد ،ففكرة الجائزة للتفوق في التفكير الناقد تحفز الطالب على التفوق فيها أي أنها فكرة تحقق الهدف منها.
ويمكن تجنب مغالطة استخدام املعيار غير املرتبط بأن تنحي جانبا كـل املواضيع واآلراء املنفصلة عن الـرأي املطـروح أيـا كـانـت
أهمـيـة هـذه املوضوعات األخرى
-3التعميم الزائد
تمثل التعميمات أحكاما تخص فئة من الناس أو األشياء وعادة ما نصـل إلى هذه التعميمات بعد بعض املالحظات املتسرعة أو غيـر
الكافيـة ،فهذه املغالطة تتعلق باألسباب التي بناء عليها نصل إلى أحكام في هيئة تعميمات.
وفي الحقيقة فإن هذه التعميمات تكون غير عادلة ألنها تتخطى ما تكون قد الحظناه أو خبرناه.
ومثال ذلك :إنني إذا تقابلت مع طالب من كلية ما مثال والحظـت أن درجة ذكائه أقل من املتوسط فال يصح أن أعمم هذا الحكم على
كل طالب الكلية وأقول إنهم جميعا على درجة أقل من املتوسط في الذكاء ،فهذا تعميم غير عادل.
ومثل هذه التعميمات في األحكام تعوق التفكير الناقد ألنها تحجـب عنـا الفروق الهامة بين األفراد أو األماكن أو األشياء.
- 4النتائج املتسرعة
مثال ذلك :قد يقطن طالبين معا في غرفة واحدة في املدينة الجامعية وقد يدخل الغرفة زمالء آخرين أو عمال نظافة ،وقد يحدث
أن يفقد أحداهما تلفونه املحمول فيستنتج أن زميله في الغرفة هو الذي سرقه ،وهذه نتيجـة متسرعة ألنه قد يكون من قام بالسرقة
أحد ممن يدخل الغرفة غيرهما أو مـن املمكن أن التلفون لم يسرق ويكون قد وقع من صاحبه في مكان ما.
علينا مالحظة أنه في حاالت ووقائع كثيرة قد يكون لها أكثر من نتيجة ،والتفكير الناقد يحتم علينا اختيار النتيجة التي تدعمها
أسباب جيدة وان لـم نـجـد األسباب فإننا نعلق الحكم حتى نجد األسباب.
ج -مغالطات رد الفعل
تحدث هذه املغالطات عندما نعبر عن رأي أو نأتي بحجة ويكون رد فعل اآلخرين رد فعل سلبي.
مغالطة
مغالطة رجل القش مهاجمة
الدافع
مغالطة الشخصنة
مغالطة تجاهل
-1الشخصنة المسيئة المطلوب (الحيد
-2الشخصنة الظرفية عن المسألة)
-3الشخصنة باالتهام بالتناقض
الرنجة
الحمراء
تقع مغالطة مهاجمة الدافع عندما نقوم بنقد دافع الشخص الذي أدى به إلى القول بحجة معينة وذلك بدال من فحص قيمة
الحجة نفسها ،ولتوضيح ذلك نقدم املثال التالي:
قدم محامي حجة مؤداها أن أحكام التعويض للضرر مـن دعاوي التدخين يجب أال يكون محددا بمبلغ معين .فيكون الرد عليه إن
هذا ما هو متوقع منـه ألنه سيخسر املاليين إذا ما كانت مثل هذه التعويضات محــددة ،لذلك يجـب تجاهل حجته أو رأيه.
نالحظ أنه تم رفض الحجة بمهاجمة الدافع وليس ألن الحجة سيئة وهـذا النوع من املغالطات تكون صورته املنطقية كما يلي:
س متحيز أو لديه دافع ما ،لذلك ترفض الحجة التي قال بها س.
يمثل هذا النمط من التفكير مغالطة ألنه أحيانا رغم أن بعض األشخاص متحيزين أو لديهم دوافع إال أنهم قد يقدمون حججا
جيدة ،ومع ذلك يجب االنتباه إلى أنه ليس من الضروري أن يكون كل هجوم على دوافع األشخاص مغالطـة ونوضح ذلك باملثال
التالي:
"يجادل أصحاب شركات التبغ بأنه ال يوجد دليل علمي موثوق بـه بـأن تدخين السجائر يسبب السرطان ،ومن الواضح دافع اصحاب
الشركات التبـغ لذلك يجب رفض حجتهم".
رغم أن رفض الحجة السابقة هو الدافع إال أن رفضها ال يمثـل مغالطـة وذلك ألن قبولها يؤدي إلى ضرر األفراد.
2ـ مغالطة الشخصنة
مغالطة الشخصنة عادة ما تكون شائعة في الحوارات الساخنة بين فردين ،أحدهم يحاول طرح حجة ما سواء بشكل مباشر أو غير
مباشر واآلخر يعترض يرد على الحجة بالتركيز على طارح الحجة بدال من الحجة نفسها .في تلك الحال الفرد الثاني يوجه هجوم
شخص ي على طارح الحجة
أ -الشخصنة املسيئة أو السب والتجريح في الشخص دون أي عالقة وجود أي عالقة بالحجة أو الطرح الذي يقدمه املجادل.
ب -الشخصنة الظرفية ويتم فيها اإلشارة إلى ظروف الشخص املجادل مثل مستواه االقتصادي أو حالته االجتماعية أو الصحية
او درجته العلمية ونحو ذلك مع تجاهل جوهر الحجة.
ج -الشخصنة باالتهام بالتناقض وهدف املهاجم في تلك الصورة من مغالطات الشخصنة عادة هو مهاجمة شخص املجادل من
خالل اثبات انه يجادل من منطلق النفاق أو الجدال بسوء النية .ويتحقق ذلك عن طريق اإلشارة الى تصرفات او أفعال يقوم بها
ُ
املجادل تتناقض مع نتيجة حجته.
عندما ينصح طبيب يدخن السجائر مريضه بأن يكف عن التـدخين فيـرد املريض :أنظر من يتكلم ،سأتوقف عن التدخين عندما
تتوقف أنت.
عندما يأمر شخص ما أوالده بالصالة وهو ال يصلي فيرد األبناء :عندما تصلي أنت سنصلي نحن.
ولكن التفكير بهذه الطريقة يمثل مغالطة فالحجج ال تكون جيدة أو رديئـة بسبب من يقدمها ولكنها تكون جيدة أو رديئة طبقا لقوتها
أو ضعفها .فال يمكـن رفض حجة أو رأي شخص ما ببساطة ألنه ال يمارس أو ينفذ ما يقدمه من حجة أو رأي.
وهذه املغالطة شائعة وغريزية جدا ومن املمكن رصدها في أبسط صور التفاعل البشرى بين األطفال ،وأحد أكثر اعتراضات األبناء
ُ
الرئيسية على نصائح اآلباء .واحد صور الخالفات الشائعة بين األزواج والزوجات .ألن املهاجم عادة ما يشعر بأنه مبرر في طرح هذا
النقد ،الذي قد يكون فعال حقيقيا .أي أن صاحب الحجة قد ينصح بالقيام بفعل ما هو نفسه ال يقوم به أو العكس .لكن هذه
الحقيقة غير مرتبطة بصحة أو حقيقة نتيجة حجته وبالتالي تصبح مغالطة عدم ارتباط.
تقترف هذه املغالطة عندما يحرف شخص ما حجة أو ادعاء شـخص آخر فال تكون هي الحجة الحقيقية حتى يسهل عليه مهاجمتها
أو نقدها .وسميت بالرجل القش ألن الرجل القش ليس رجال حقيقيا إنما هو الهيكل الخشبي الـذي يوضع بالحقول حتى تظنه
الطيور رجال حقيقيا فال تقترب من املزروعات.
ويقوم املجادل في هذه املغالطة بشغل االنتباه عن حجة خصمه عن طريق استبدالها بحجة أخرى مشوهة أسهل في النقد ،ثم يهدم
ُ
الحجة املشوهة ويستنتج أن حجة الخصم الحقيقية قد تم هدمها .ومن هنا أسم الحجة .أي أن املجادل صنع رجل قش وهاجمه
فقط ليستنتج أن حجة الخصم فشلت وأنه دحضها .أي أن هدف املجادل نقل الهجوم الى حجة أخرى أكثر ضعفا بدال من حجة
الخصم الحقيقية
قد يجادل شخص ما بأن فريق ريال مدريد أفضل من فريق برشلونة .ولكـن برشلونة ليس بالفريق الس يء فلديهم "دفاع قوي" .فيرد
عليه شخص آخر" :بأنك ال تعرف عما تتكلم ألنك تقـول إن فريـق برشلونة فريق س يء وهو فريق قوي" .حيث نالحظ أن الشخص
األول لم يقل إن فريق برشلونة س يء بل أؤول كالمه.
مغالطة االشتراك
مغالطة االلتباس مغالطة التركيب
اللفظي
مغالطة التقسيم
تحدث مغالطة االشتراك اللفظي عندما تكون نتيجة الحجة تعتمد على حقيقة أن كلمة أو عبارة ما استخدمت بصورتين مختلفتين
داخل الحجة سواء بشكل ظاهر او ضمني .هذا األمر راجع الن كثير من األلفاظ اللغوية مشتركة أي أن لها أكثر من معنى واحد،
وبعضها له نطاق واسع من املعاني.
إن الكثير من األلفاظ والكلمات مطاطية متعددة االستخدامات وتتلون حسب استخداماتها فقد تتسع أو تضيق داللتها حسب
الظروف والحاجات هذه الدالالت التي قد تؤدى الى االلتباس يتم التغلب عليها عادة من خالل السياق الذي تطرح فيه وبالتالي
يساعد في توضيح الداللة املقصودة من اللفظ املشترك ،لكن في بعض األحيان قد ال يساعدنا السياق عن التعرف على الداللة التي
يشير اليها اللفظ املشترك ،وفي تلك الحالة ينشأ االلتباس ،حين يعجز كال من السياق والتعريف عن حصر نطاق املعاني الخاصة
باللفظ في داللة واحدة .وحين يقوم املجادل بقصد أو عمد باستخدام لفظ مشترك في سياق حجة ينتج عنة التباس في املعاني
والدالالت اللفظية للكلمة تصبح الحجة مغالطة اشتراك ويمكن إيراد املثال التالي:
وهناك نوع آخر من االشتراك جدير باملالحظة وهو االشتراك في الحدود النسبية التي يكون لها معاني مختلفة فمثال كلمة "صغير"
كلمة نسبية ألن الصغير يكون صغيرا بالنسبة لش يء آخر ،فمثال عندما نقول صغار الفيلة أو كبار األرانب ،فكلمة صغير أو كبير
كلمة نسـبية ،ومن ثم فإن الفيل الصغير هو حيوان كبيـر جدا بالنسبة لبقية الحيوانات وهو صغير بالنسبة للفيلة .ويالحظ أن
مغالطة االشتراك بالنسبة لألسماء النسبية ال تكـون واضـحة عادة.
نفس الفكرة قد تنطبق على كلمات أخرى قد تستخدم بشكل نسبي حسب السياق مثل “صغير”“ ،جيد”“ ،سيئ”“ ،خفيف”،
“ثقيل”“ ،سهل”“ ،صعب” ،الخ
وعادة ما تستخدم مغالطة األلفاظ املشتركة في البرامج والحوارات السياسية على وسائل اإلعالم ،حيث تستخدم عبارات وكلمات
مثل الحرية ،الديموقراطية ،االستقرار الفرص املتكافئة ،العدالة االجتماعية.
- 2مغالطة االلتباس
كما سبق وأوضحنا فإن مغالطة االشتراك تنشا عن األلفاظ املبهمة ،أمـا االلتباس فهو أيضا مغالطة اشتراك ولكنه اشتراك في
التركيـب سـببـه الـنظم والترتيب لأللفاظ ال األلفاظ نفسها .فااللتباس يشير إلى اإلبهام في بناء الجملة أو القضية.
فالعبارة تكون ملتبسة إذا لم يتضح معناها بسبب الطريقة الفضفاضـة أو املركبة لتركيب الكلمات رغم وضوح كل منها على حدة،
كما أن العبـارة امللتبسة قد تكون صادقة طبقا لتفسير ما وكاذبة طبقا لتفسير آخر ،وعندما نعتبر قضية ما كمقدمه طبقا لتفسيرها
الصادق ثم نستنتج منها نتيجة طبقا لتفسيرها الكاذب تكون قد اقترفنا مغالطة االلتباس.
عادة ما تحدث مغالطة االلتباس عندما يس ئ املجادل فهم جملة ُمشتبهة ،أو غامضة ويبنى على فهمه الخاطئ نتيجة الحجة .الجملة
املشتبهة عادة ما يؤكدها فرد آخر غير املجادل ،واالشتباه عادة ما ينتج عن خطأ في استخدام قواعد اللغة ،النطق ،التشكيل،
التنقيط ،والرموز الخ .أي أن الجملة حمالة أوجه ،بسبب تلك األخطاء قد تفهم الجملة بصورتين مختلفتين تماما .واملجادل عادة
ما يتبنى التفسير الخاطئ عن قصد أو عمد ويبنى نتيجته بناء على هذا التفسير .تاريخيا يعتبر املنجمين ،والعارفين ،والكهنة كانوا
أبرع من استخدم مغالطة االشتباه ،ووضعوا تنبؤاتهم في صيغ ملتبسة ومتشابهة ،يمكن تفسيرها على عدة أوجه ،بحيث تحقق لهم
التملص من أي حقيقة يمكن أن تكذب تنبؤهم .فالخدعة في صنع نبؤه غير قابلة للتكذيب من األساس هو أن تجعلها قابلة للتفسير
لكل مالحظة ممكنة ،للدرجة يمكن تفسيرها عند أو وقع الحدث او امتناعه .أي مهما آلت اليه االمور سيمكن تأويل النبوءة بصورة
أو أخرى.
واملثال الكالسيكي على هذا النوع من املغالطات هو ما رواه املؤرخ اليوناني القديم هيرودوت روي أن امللك كريسوس ملك ليديا وقع
نزاع بينه وبين سيرس ملك فارس .ولم يشأ كريسوس أن يحارب الفرس إال إذا تأكد من الفوز ،فاستشار كاهنة معبد دلفي والتي
أجابته بما يلـي إذا حارب كريسوس سيرس فسوف يقض ي على مملكة عظيمة ،فرح كريسـوس بالنبوءة التي استنتج منها أنه سيحطم
مملكة الفرس .وذهب كريسوس الحـرب وسرعان ما هزمه سيرس ،فكتب كريسوس خطابا للكاهنة ملعاتبتها ،فجاءه الرد بأن النبوءة
كانت صادقة ذلك بأن قيام كريسوس بالحرب قضـى علـى مملكـة عظيمة .فاألقوال امللتبسة تمثل مقدمات خطيرة.
نفس الصورة من التنبؤ مازلت شائعة حتى اللحظة في العصر الحديث وما زلنا نشاهد بعض العرافين والكهنة ،وغيرهم يلعبون
نفس الخدعة ويقدموا تنبؤات حمالة أوجه يمكن تفسيرها في كل الحاالت .أكثر تلك التنبؤات شيوعا عادة ما يكون في نهاية العام
ومع بداية عام جديد ،بطرح عدة تنبؤات تحمل معاني ملتبسة ان العام الجديد سيكون ملئ بالخير لكنة ايضا عام س يء .وحين يقع
أحد االمرين يسرع املتنبئ باإلشارة الى أن نبوءته صحت ألن إحدى أوجه االلتباس تحققت.
لكن املغالطة ليست قاصرة فقط على العرافين .تأمل مثال الجملة التالية “سعيد أخبر محمد ،أنه أخطأ .وبالتالي يجب معاقبة
محمد” ..في الحقيقة هذه الجملة متشابه ألن الضمير أنه غير محدد ،أي ال نعرف على وجه التحديد عائد على من .هل سعيد أخطأ
أم محمد؟ لكن في الحقيقة مغالطة االلتباس قد تكون مشكلة إن حدثت في حالتين ،العقود القانونية والوصية .كاتبي تلك الوثائق
عادة ما يعبروا عن نواياهم بصيغة قد تكون ملتبسة وغير واضحة بدون قصد ،األمر الذي يؤدى تفسيرها بعدة صور.
تأمل املثال التالي “خالد كتب العقد التالي ..مقابل إنهاء بناء الدور األول من املنزل ،يدفع للمقاول مبلغ 10000ريال ومكافأة 1000
ريال إن أنهى العمل في نهاية الشهر” ..لكن املقاول لم ينهي العمل في نهاية الشهر ،وبالتالي خالد لن يدفع له ال 10000ريال أو
املكافأة .أرجو أن االلتباس يكون واضح لك ،في تلك الحالة ،هل املكافأة فقط مشروطة بإنهاء العمل في وقته أم األجر واملكافأة؟
-3مغالطة التركيب
هذه املغالطة تحدث عندما تعتمد نتيجة الحجة على تحول خاطئ ألحد خصائص وسمات أجزاء الش يء لتعميمها على الكل .أي
بصورة اخرى عندما يحاول املجادل اثبات بما أن أحد أجزاء الش يء لها خاصية معينة ،يتبع هذا أن الش يء ككل له نفس الخاصية
أيضا ،وفي تلك الحالة هذه الخاصية ال يمكن تعميمها من الجزء إلى الكل .لكن طبعا ليس كل انتقال من الجزء الى الكل دائما خاطئ.
تأمل املثال التالي:
كل قطع السيارة صينية الصنع إذن السيارة صينية الصنع.
كل قطع السيارة خفيفة الوزن إذن السيارة خفيفة الوزن.
نجد في املثال األول أن خاصية بلد الصنع تنتقل من الجزء الى الكل ،وبالتالي النقل مشروع لسمة من الجزء إلى الكل .لكن في املثال
الثاني سمت الوزن خاصية ال تنتقل من الجزء للكل فقد يكون وزن السيارة ليس خفيفا.
إن اكتشاف املغالطة يعتمد على فهمها ،والتدقيق في الجملة ،الكتشاف أن املجادل يحاول االنتقال بخاصية من الجزء الى الكل،
لكن باإلضافة لهذا هناك معرفة عامة بطبيعة الخواص التي يريد املجادل نقلها البد وأن تتوفر لدينا كي نستطيع أن نحدد إن كان
هذا االنتقال مشروع أم ال.
4ـ مغالطة التقسيم
تعتبر مغالطة التقسيم هي الصور املغايرة من مغالطة التركيب ،التركيب يحدث عندما ينقل املجادل بصورة غير شرعية بخاصية
من الجزء الى الكل ،أما مغالطة التقسيم تحدث عندما ينتقل املجادل أيضا بصورة غير شرعية خاصية من الكل أو الفئة إلى الجزء
أو األعضاء.
ويمكن ضرب األمثلة التالية للتوضيح:
السيارة تم صناعتها في اليابان ،وبالتالي كل أجزائها مصنوعة في اليابان.
امللح غير سام ،وبالتالي عناصره الكيميائية الصوديوم والكلورين مواد غير سامة.
الخواص التي حاولت االنتقال بها من الكل الى الجزء األمثلة السابقة ،خواص ليس من املشروع االنتقال بها من الكل إلى الجزء.
خاصية السمية مثال ال تنتقل من الكل إلى الجزء او العكس ،أو مكان الصنع ،أو العمر ،الخ .لكن بنفس الصورة في حالة مغالطة
التركيب هذا االنتقال قد يكون مشروع في بعض الحاالت ويمكن ضرب األمثلة التالية:
القميص لونه أبيض إذن كل الخيوط املكونة له لونها أبيض
في هذا املثال نجد أن خاصية اللون خاصية يشرع االنتقال بها من الكل إلى الجزء.
مهارة حل املشكالت
مهارة حل املشكالت من املهارات التي نكتسبها في مراحل مبكرة من الطفولة ،لكن عندما نهمل تطوير هذه املهارة
ً
قد نجد صعوبة في فهم وحل املشاكل األكثر تعقيدا من مشاكل األطفال ،حيث تنفق الشركات ماليين الدوالرات
ً
سنويا لتعليم موظفيها مهارات حل املشكالت ،كما ينفق األفراد مبالغ طائلة ليتعلموا مهارة تحليل وحل املشاكل
الشخصية اليومية واملشاكل التقليدية ،عليه سوف نتعرف على مفهوم املشكلة وأنواعها واستراتيجيات
وخطوات حلها.
تنشأ الحاجة إلى حل املشكلة عندما يكون هناك عائق يعترض سبيل تحقيق الهدف ،وعملية حل املشكلة تتطلب
ً
جهودا فكرية – معرفية منظمة ،يلجأ الفرد من خاللها إلى استخدام مخزون املعلومات واملهارات واملعارف
والخبرات السابقة ،وتنظيمها في صورة استجابة جديدة للوصول إلى حل للموقف الغامض.
أنواع املشكالت:
تتباين املشكالت من حيث نوعيتها وطبيعتها ودرجة صعوبتها؛ لذا فقد حاول بعض الباحثين تصنيف املشكالت
وفق معايير متباينة ،ويمكن تصنيف املشكالت من حيث البناء كما فعل (فان جاندي) إلى نوعين من املشكالت
وهي:
-1مشكالت محكمة البناء.
-2مشكلة ضعيفة البناء.
فتتميز املشكلة محكمة البناء بتوافر املعلومات املتصلة بها ،كما أن الهدف املرجو تحقيقه يكون واضحا ،وكذلك
الوسائل املطلوبة لتحقيق األهداف املرجوة ،حيث إنها غالبا ما تكون ضمن رصيد الخبرات التي يمتلكها الفرد
فعلى سبيل املثال ،إذا واجهت الفرد مشكلة كيف يركب طاولة تلفزيون ،هذه املشكلة تعد مشكلة محكمة البناء،
وذلك ألن الهدف املرغوب تحقيقه واضح وجلى (وهو تركيب طاولة تلفزيون) ،كما أن كراسة التعليمات املصاحبة
للطاولة تبين بالكلمات والرسومات املعلومات والوسائل املتطلبة لتركيب الطاولة.
في املقابل تتميز املشكلة ضعيفة البناء بافتقادها لواحد أو أكثر من الجوانب الثالثة سابقة الذكر ،فالهدف قد
ً
ال يكون واضحا ،واملعلومات قد تكون فقيرة وشحيحة ،والوسائل املطلوبة قد ال يكون معروفة أو محددة ،فمثال
الوصول إلى تطوير جديد إلحدى اآلالت ،أو حل لغز مفتوح النهاية ،أو تأليف رواية أو قطعة موسيقية ،كلها
مشكالت ضعيفة البناء ولنا أن نتخيل حالة الروائي وهو بصدد تأليف قصة معينة ،والغموض الكامن وراء
الهدف الذي يسعى إلى تحقيقه ،ومدى افتقاره للمعلومات التي اتصل باألحداث والشخوص التي يكتب عنها،
وتزاحم املسالك التي يمكن أن يسلكها ليبلغ الهدف الذي يريد تطبيقه.
استراتيجيات حل املشكالت:
وبعد أن بينا مفهوم املشكلة وأنواعها يمكن لنا أن تعرف حل املشكلة بأنه اإلجابة عن األسئلة التي تنطوي عليها
املشكلة ،وبما أن حل املشكالت تتنوع فيه الحلول من حلول نهائية للمشكلة وأخرى مؤقته والبعض منها قد ال
يكون له حل فيمكن تصنيف استراتيجيات حل املشكالت إلى ثالث استراتيجيات وهي:
-1استراتيجية التجفيف :وفيها يتم حل املشكلة بشكل تام ،مثل أن يحصل عطل في سيارتك وتحتاج إلى شراء
قطع غيار بديلة إلصالح املشكلة ،مثال آخر هناك مشكلة وجود دين على شخص ما فيقوم بسداد هذا الدين
هنا قام بتجفيف املشكلة.
-2استراتيجية التخفيف :وفيه ال يتم حل املشكلة بشكل تام ولكن نقلل من آثارها ومثال ذلك أال تقوم بشراء
قطع جديدة للسيارة املتعطلة ولكن تصلح بشكل مؤقت القطعة التالفة لحين شراء أخرى جديدة ،كذلك من
األمثلة عندما يكون لديك مشروع تجاري ولديك مشكلة في التسويق ملنتجك فتحاول أن تقوم بعمل دعاية للمنتج
الذي تقدمه.
-3استراتيجية التكييف :وفيها ال يمكن حل املشكلة وبالتالي نبحث عن كيفية التكيف معها ومثل ذلك ما يحصل
مع من يتعرض لبتر ألحد اطرافه بسبب حادث مثال فهنا ال يمكن حل املشكلة ولكن يتم التكييف معها من خالل
استخدام طرف صناعي والتدرب على التكييف مع الواقع الجديد.
وكما وضحنا سابقا أنه صنفت املشكالت بناء على بنية املشكلة إلى صنفين هما مشكالت محكمة البناء وأخرى
ضعيفة البناء ،عليه فإن املشكالت محكمة البناء تتطلب تفكيرا ناقدا وتسمى الحلول التي نصل إليها من خالل
هذا النوع من املشكالت بالحلول التقليدية ،حيث تعتمد في األساس على تحليل الحلول املتاحة (سابقة اإلعداد)،
النتقاء أفضلها ،في حين أن املشكالت ضعيفة البناء تتطلب تفكيرا ابتكاريا وتسمى الحلول التي نصل إليها من
خالل هذا النوع بالحلول اإلبداعية للمشكالت ،حيث تتطلب توليد حلول جديدة ونادرة للمشكلة وليس مجرد
تحديد ملا سبق اقتراحه من حلول تقليدية لها ،لذلك فإن ما يميز هذا النوع من الحلول بأنها حلول مبتكرة وذات
قيمة بالنسبة للفرد او املجتمع الذي يعيش فيه ،وتستخدم غالبا ملواجهة مشكالت غير معتادة.
خطوات حل املشكلة:
في الحقيقة أن تحديد خطوات محددة لحل املشكالت من األمور التي اختلفت فيها العديد من البحوث
والدراسات وقد يعود ذلك لطبيعة املوضوع الذي يمكن أن ينظر إليه من جوانب تخصصية متعددة أو قد يعود
إلى طبيعة املشكالت املراد حلها أو األهداف املرجوة من حلها ولكن في الغالب أنها ال تخرج عن ثالث مراحل رئيسية
تنبع منها جميع الخطوات وهي:
فهم املشكلة( .التفكير تحليلي لتفتيت املشكلة سعيا إلى فهمها)
توليد الحلول املقترحة لها( .التفكير اإلنتاجي املنطقي لتوليد حلول منطقية مقترحة لحل املشكلة)
تنفيذ الحلول املناسبة( .التفكير الناقد للمفاضلة بين الحلول املنطقية املطروحة واختيار أفضلها)
.1تحديد املشكلة التي تحاج إلى الحل ،ففي هذه الخطوة يتم االعتراف بوجود مشكلة واإلحساس بها
واستشعارها دون امتالك طريقة لحل املشكلة أو الهدف املرغوب في تحقيقه ،حيث يدرك الفرد ويعي بوجود
مشكلة ما ،ومن األخطاء التي من املمكن أن تحصل عند عدم تحديد املشكلة أنه قد نقوم بحل مشكلة أخرى
غير املشكلة املطلوب حلها بسبب االستعجال.
.2وصف املشكلة بدقة ووضوح ،فبعد تحديد املشكلة يتم وصف املشكلة بدقة ووضوح من خالل إعادة
صياغة املشكلة ،ومتى أعاد الفرد صياغة املشكلة فإنها تصبح عندئذ مشكلته كما فهمها هو بنفسه وليست
كما طرحت عليه ،فمن األخطاء الشائعة هنا أننا قد نقبل صياغة املشكلة على النحو املطروحة الذي طرحت
علينا ،ونبدأ في حل املشكلة دون معرفة طبيعة املوقف الذي تنبع منه املشكلة.
.3جمع البيانات ذات العالقة باملشكلة حيث يتم جمع أكبر كم من املعلومات والوقائع واآلراء وكذلك املشاعر
ً
املتصلة باملشكلة ،وغالبا ما يكون جمع البيانات من املعرفة املسبقة أو الذاكرة أو سؤال أهل الخبرة
والتخصص أو العودة ملصادر املعلومات كالكتب والدراسات ومواقع االنترنت املوثوقة.
إن الخطوات الثالثة السابقة مهمة جدا لفهم املشكلة وتحديدها ويمكن أن نستخدم فيها استراتيجية طرح
األسئلة والتي من خالل اإلجابة عليها يمكن فهم املشكلة بشكل واضح ودقيق ومحدد ،ففهم املشكلة هو
نصف الحل فكلما تعمقت في فهم املشكلة من خالل طرح األسئلة املتنوعة واملتعددة كلما زاد فهمك
للمشكلة وكلما كنت أقرب لحل املشكلة ،ومن األسئلة التي يمكن أن تطرح:
هل تشعر بوجود مشكلة؟
.4تحديد األسباب املمكنة للمشكلة واألسباب الجذرية والفرعية ،ومن املهم هنا تحديد جميع العوامل املؤثرة
على املشكلة ،وكذلك التفريق بين العوامل الرئيسة للمشكلة وهي ذات التأثير الكبير واملباشر واألسباب
الفرعية والغير املباشر أو ذات التأثير الضعيف ولكن برغم كونها أسباب فرعية إال إنه من املهم تحديدها
والتعرف عليها ،ويمكن هنا استخدام استراتيجية هيكل السمكة للتعرف على األسباب الرئيسية والفرعية
للمشكلة.
.5تحديد املدى الزمني لبداية املشكلة ،فقد تكون هناك مشكالت حديثة وأخرى قديمة ،وبالتالي تحديد املدى
الزمني للمشكلة مهم في التعرف على طبيعة املشكلة.
.6تحديد األطراف املعنيين بحل املشكلة ،وهنا قد تتعدد األطراف املعنية باملشكلة من أطراف مرتبطة بشكل
مباشر باملشكلة وأخرى أطراف ارتباطها ضعيف باملشكلة ،أو لديهم عالقة تأثير أو تأثر باملشكلة ولكن
بطريقة غير مباشرة.
.7وضع الهدف من حل املشكلة :إذا كانت املشكلة هي الفرق بين الوضع الحالي والوضع املنشود ،فال بد من
ً
وضع هدف من حل املشكلة قبل البحث عن الحلول ،فإذا كانت املشكلة هي انخفاض مبيعات الشركة مثال؛
ّ
ال بد من تحديد التحسن املتوقع بعد حل املشكلة ،وإذا كانت املشكلة هي صدور صوت من محرك سيارتك،
ال بد من تحديد الهدف هل هو إصالح العطل الذي يسبب الصوت أم إيجاد طريقة تجعلك ال تسمع
الصوت.
ً
.8تحديد الحلول املمكنة للمشكلة :حيث يتم طرح أفكار مقترحة لحل املشكلة والتي تمثل حلوال مؤقته
للمشكلة ،ألن الحل ال يصبح حال نهائيا اال بعد أن يتم اختباره اختبارا نهائيا من بين بدائل مختلفة للحل.
وفي هذه الخطوة يتم هنا اقتراح مجموعة من الخطط التي تصلح لتنفيذ الحل من خاللها وذلك من خالل
استخدام أسلوب العصف الذهني الفردي أو الجماعي ،ومقارنة املشكلة باملشاكل السابقة ،ثم وضع قائمة
فيها جميع الحلول املقترحة من أكثرها معقولية إلى أكثرها غرابة.
في الخطوات األربع السابقة يكون االهتمام منصبا على تحليل املشكلة وفيها يمكن استخدام استراتيجيات
متعددة مثل العصف الذهني القبعات الست واستراتيجية عظمة السمكة أو استراتيجية مخطط التقارب،
وكذلك استراتيجيات طرح األسئلة ،وهي استراتيجيات تساعدنا على توليد أكبر عدد من األفكار التي تسهم
في تحليل املشكلة والتعمق في تفاصيلها بمساعدة اآلخرين ويمكن في الخطوات السابقة طرح عدد من
األسئلة املهمة مثل:
هل تحتاج إلى وقت أكبر للحصول على معلومات أكثر؟
هل قللت من حجم املشكلة إلى أبسط صورها دون املبالغة في التبسيط؟
من بين كل املسارات أو الحلول املمكنة هل حددت قائمة مختصرة بالحلول العملية؟
هل يمكن استبعاد بعض منها لكي تقلل حجم القائمة؟
إذا لم تحصل على حلول أو مسارات عمل صحيحة هل يمكنك ان تؤلف العناصر لتحصل على حلين
إذا كنت التزال ال تزال عالقا فهل يمكنك أن تخيل نفسك في الحالة النهائية التي تريد أن تكون عليها؟
إذا كان األمر كذلك فهل يمكنك أن تعمل على تحسين نفسك من حيث توجد اآلن؟
هل واجه أي شخص مثل هذه املشكلة من قبل؟ كيف قام بحلها؟
.9تقييم وفرز الحلول والحلول البديلة :وفيها يتم وضع عدد من املحكات ،ملقارنة مختلف حلول املشكلة في
ضوئها ثم يتم اختيار أفضل الحلول املقترحة ،حيث أن عملية تقييم الحلول تقوم على اختبار كل حل من
ً ً ً
الحلول عمليا أو ذهنيا حسب نوع املشكلة ،وصوال الستبعاد الحلول الضعيفة أو غير املجدية واإلبقاء على
خيارات أقل وأكثر فاعلية.
.11تنفيذ الحل :في هذه املرحلة نقوم بتطبيق الحل من خالل خطة تنفيذية تتناسب مع حجم وشكل املشكلة،
ً
في املشاكل اإلدارية مثال نقوم بإبالغ األشخاص املعنيين بتفاصيل تطبيق الحل والخطة التنفيذية ،وفي
املشاكل الشخصية نقوم بنقل الحل من حيز التفكير إلى حيز التنفيذ من خالل اتخاذ اإلجراءات.
.12مراقبة الحل وتقييم النتيجة :املرحلة األخيرة من حل املشكالت هي مراقبة فاعلية الحل ،وذلك من خالل
الرجوع إلى الهدف من حل املشكلة والنظر في مدى فاعلية الحل ،وقد يؤدي تقييم النتيجة إلى اعتماد الحل
بشكل نهائي أو إدخال بعض التعديالت ،أو حتى العودة إلى قائمة الحلول البديلة.
بعد مراحل فهم املشكلة وتوليد الحلول نأتي ملرحلة التقييم واختيار الحل األمثل وهذا ما بينته الخطوات الثالث
السابقة وفيها يمكن طرح األسئلة التالية:
هل لديك خطة طوارئ إذا لم تسر األمور على الشكل املتوقع؟
كذلك يمكن استخدام أسلوب مصفوفة التقييم حيث تساعد هذه املصفوفة في تقييم بدائل الحل في ضوء
املحكات التي يضعها الفرد وحسب الوزن النسبي لكل حل.
مثال توضيحي لو أن لديك مشكلة وهي شراء أرض فيمكن أن تتبع الخطوات التالية لتصميم املصفوفة:
أوال :حدد بدائل الحلول التي تريد تقييمها ولتكن شراء أرض حي النخيل وأرض حي املصيف وأرض حي املروج.
ثانيا :حدد املحكات التي سوف تستخدمها في التقييم ولتكن السعر املنخفض ،املساحة الكبيرة ،وموقع املناسب.
التربة الجيدة.
ثالثا :حدد الوزن النسبي لكل محك وليكن من 1إلى 5درجات من حيث أهميته بالنسبة لك ،السعر املنخفض 5
درجات ،واملوقع 4درجات ،واملساحة 3درجات ،طبيعة األرض درجتين.
رابعا تحديد مدى انطباق املحك على الحل وفيه ضع تقديرا (ليكن )5-1ملدى انطباق كل محك على كل مقترح
من األراض ي الثالثة املقترحة.
40 4 2 12 4 4 1 20 4 أرض النخيل
39 4 2 9 3 16 4 10 2 أرض املصيف
42 10 5 15 5 12 3 5 1 أرض املروج
مهارات حل املشكالت:
-1املعرفة العلمية :على الرغم أن مهارات حل املشكالت هي ذاتها في معظم الظروف والحاالت لكن املعرفة
العلمية تعتبر مهارة فريدة تؤهل شخص معين لحل مشكالت معينة دون غيره ،فمدير التسويق الذي يمتلك
ً
مهارة كبيرة في حل املشكالت التسويقية لن يكون بنفس الكفاءة في حل مشاكل خط اإلنتاج مثال ،وال بد
للشخص الذي يتصدى للمشكلة أن يمتلك معرفة علمية على قدر تعقيد املشكلة إلى جانب مهارات حل
املشاكل األخرى.
-2مهارات التحليل والتركيب :مهارة التحليل ضرورية لحل املشكالت وهي القدرة على تحليل أسباب املشكلة
العوامل املؤثرة بها وفهم املؤشرات الفرعية والتفاصيل الدقيقة ،وال بد أن تترافق مهارة التحليل مع مهارة التركيب
وهي إعادة بناء املشكلة والنظر إليها وإلى الحلول نظرة شاملة.
حل لها لكن يوجد حلول تتطلب التفكير بطريقة مختلفة ،لذلك تعتبر -3املرونة في التفكير :ال يوجد مشاكل ال ّ
ً ً
املرونة الفكرية عامال حاسما في التعامل مع املشاكل غير التقليدية وتوليد الحلول لها.
ً ً
-4املوضوعية والواقعية :كثيرا ما تكون التوقعات غير املوضوعية سببا في فشل حل املشكالت ،يجب أن يتمتع
الشخص الذي يحاول حل املشكلة بقدرة جيدة على تقدير املوقف بشكل موضوعي ،وتقييم الحلول بمقاييس
واقعية.
ً ً
-5الخيال وروح املغامرة :الحلول الفريدة للمشاكل والطرق الذكية في توليد الحلول تحتاج خياال واسعا ،كما
ً
يتطلب حل املشكالت بطريقة إبداعية قدرا من اإلقدام واملجازفة.
ً
-6تقبل النقد :سعة الصدر ومهارة االستماع لآلخرين جزء أساس ي من حل املشكالت حتى إن كان الحل فرديا،
بل أن االستماع الجيد لآلخرين هو أحد أهم مصادر الحلول اإلبداعية.
-7تراكم الخبرات :قد ال تعتقد أن تراكم الخبرة مهارة! لكن هناك الكثير من األفراد الذين يعملون لسنوات طويلة
ً
دون أن يتمكنوا من اكتساب خبرات جديدة أو تطوير خبراتهم األساسية ،وغالبا ال يمكن االعتماد عليهم بحل
املشكالت الذي يتطلب قدرة على استدعاء حلول سابقة وإعادة تطويرها واستخدامها.