You are on page 1of 16

‫األلفة والتفضيل‬

‫ه ما تحفز فـي الـوقـت نـفـسـهحـالـة‬


‫هناك رأي شائع يف الدراسات السيكولوجية يقول إن الجـدة (أي كـون المؤثر جديدا) ي‬
‫خـاصـة مـن حـب االستطالع (أو الفضول) وكذلك حالة من الخـوف لـدى الـكـائـنـات الحـيـة ‪.‬ويقول هذا الرأي كذلك إن التعرض‬
‫المتكرر للمؤثرات الجديدة تتولـد عـنـه حالة من األلفة بها‪ ،‬ومن ثم يتم التغلب عىل حالة الخوف األوىل المرتبطة بها وينتج‬
‫للمثي الجديد ومن ثم‬
‫ر‬ ‫عن ذلك ما يسمـونـه ب ـ «تـعـلـم الـتـعـرض; ‪» Learning Exposure‬أي الرغبة يف التعرض أو الفحص‬
‫حالة من االرتـقـاء يف عملية االتصال بالموضوع الجديد والتفضيل له ‪.‬‬

‫وليس هناك رمير الستثناء ر‬


‫البش من قبل هذا التصور وال من االستبعاد لتعميمه عىل تفضيلنا لألعمال الجمالية كذلك ‪.‬‬
‫الجماىل عىل متصل ـ أو‬
‫ي‬ ‫وهكذا فإن واحدا من العوامل المؤثرة أو التفضيالت الجمالية هو وضع العمل المث ري لإلحساس‬
‫شء سبق لنا أن‬ ‫ر‬ ‫بـعـد ـ الجـدة ‪ /‬األلـفـة ‪.‬وكما ر‬
‫غي مشابه ألي ي‬‫الجماىل ر‬
‫ي‬ ‫يشي بر رلي إىل حاالت مم رية عدة; فعندما يكون الم رثي‬
‫غي مسبوقة‪ ،‬لكنها تتـكـون مـن‬‫واجهناه‪ ،‬تكون الجدة مطلقة‪ .‬لكنـنـا عـادة مـا نتعامل مع الجدة النسبية‪ ،‬أي مع تركيبات ر‬
‫وف كل الحاالت فإن الجدة يقـال إنـهـا تـعـمـل عـلـى إحـداث االسـتـثـارة بدرجة معينة‪ ،‬ورغم‬
‫اض ‪ .‬ي‬
‫عنارص سبق لنا إدراكها يف الم ي‬
‫تستثي استجابة نـفـور (أو عدم تفضيل) خاصة إذا كانت مثال غامضة تمـامـا‪ ،‬أو ال تـتـفـق مـع‬
‫ر‬ ‫أن بعض الم رثيات الجديدة‬
‫الـذوق العام للفرد‪ ،‬أو المجتمع; فإن بعضها اآلخر ـ والـتـي كـانـت فـي وقـت مـعـ ري جديدة نسبيا بالنسبة إىل الشخص لكنها‬
‫أصبحت مألوفة بعد ذلك ـ قـد يتم تفضيله أيضا‪ ،‬وذلك ألنها تكون قد فقدت خاصية الملل المرتبطة باأللفة الزائدة‪ .‬ومن‬
‫ر‬
‫بالت‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت ترى أو تسمـع فـي فيات متباعدة قد تكون مريحة جماليا بدرجة عالية مقارنة ي‬
‫أجل هذا السبب فإن األعمال الفنية ي‬
‫ترى أو تسمع عىل نحو متكرر‪.‬‬

‫الجماىل قد تكون مألوفة‪ ،‬فإن عنارص‬


‫ي‬ ‫للمثي‬
‫ر‬ ‫يمكن أن تختلف األلفة يف طبيعـتـهـا كـذلـك‪ ،‬فـرغـم أن بـعـض عـنـاصـر التشكيل‬
‫غي مألوفة‪ ،‬ويمكن أن يحدث هذا عند أي حـاسـة مـن الحـواس ‪.‬فالصورة الفوتوغرافية قد‬
‫أخرى قد تكون أقل ألفة‪ ،‬أو ر‬
‫غي مألوفة‪ ،‬واللحن المعروف جيدا قد يسمع بإيقاعات أو تآلفات جديدة‪ .‬وقد قيل‬
‫تشتمل عىل عنارص مألوفة‪ ،‬وعنارص ر‬
‫الجماىل‪ ،‬وكذلك إن هذا التباين يف‬
‫ي‬ ‫خية التذوق‬
‫اض إن هذا التباين‪ ،‬أو "الوحدة يف التنوع" يضب بجذوره فـي عـمـق ر‬
‫يف الم ي‬
‫موضوع أو فكرة أساسية ‪Theme‬مألوفة قد يكون هو ما نحتاج إليه فعال لمنع ذلك الشعور باأللـفـة‪ ،‬أي منع ذلك الشعور‬
‫ر‬
‫الذات بعد ذلك‪.‬‬ ‫الذي ينتج عن ضعف الجدة أو تالشيها‪،‬ثم يستمر يف ضعفه‬
‫ي‬

‫من الصعب‪ ،‬بالطبع أن نضع يف اعتبارنا التفـضـيـالت الجـمـالـيـة‪ ،‬فـي مواقف الحياة الواقعية من خالل اإلشـارة فقــط إىل‬
‫الت نحكم عليها أو‬‫ر‬ ‫ر‬
‫األل ـفـة‪ ،‬وأن نـه ـ ـمـل آثار عوامــل مثــل خصــائص اليكيــب‪ ،‬والقــدرة عـلـ ــى إثـ ــارة االهـتـمـ ــام الخــاص باألشياء ي‬
‫نتذوقهـا أو غـيـر ذلـك مـن الـعـوامـل الفردية والثقافية ‪.‬قدم الباحث زاجونك "فرض مجرد التعرض" ‪Mere exposure‬‬
‫‪ hypothesis‬ويقول هذا الفرض إن مجرد تعرض الفرد بشكل متـكـرر لمثـيـر مـع ري‪ ،‬هـو رشط كاف لتعزيز اتجاه هذا الفرد‬
‫نحو هذا الم رثي‪ .‬ويمكننا أن نجد جذور هذا الفرض لدى وليم جيمس وجوستاف ثيودور فخي‪ ،‬لكن زاجونـك كـان هو أول‬
‫من قام بفحصه تجريبيا بدرجة كافية خاصة عىل الكلمات وبالنسبة للغات عدة‪ ،‬ثم امتد به ومعه باحثون آخرون إىل فنون‬
‫أو وسائل فنية أخرى ‪.‬عىل كل حال‪ ،‬فإن بعض الباحث ري قد توصلوا إىل نتائج تختلف عن فـرض "مجرد التعرض" هذا‪ ،‬فقد‬
‫قرر برل ري مثال أن األعمال الفنية التمثيلية أو التجريبية البسيطة‪ ،‬قد تم تقديرها أو الحكم عليها بشكل متكرر عىل أنها أقل‬
‫تفضيال مع تزايد عمليات العرض لها‪ ،‬ووجد باحثون آخرون أن االطفال قد أعطوا تقديرات إيجابية دالة عىل التفضيل‬
‫لألنمـاط الـهـنـدسـيـة غـيـر المألوفة ر‬
‫أكي من األنماط المألوفة‪.‬‬

‫كذلك أشارت دراسات أخرى إىل حـدوث ارتـفـاع فـي الـتـفـضـيـل »فـي البداية» عندما تكون هناك «درجات»; درجة‬
‫متوسطة (أو معتدلة) من األلفة‪ ،‬ثم يعقبها هبوط يف التفضيل‪ ،‬مع تزايد األلفـة‪ .‬ووفـقـا لـنـظـريـة «تـنـافـس االستجابة» كما‬
‫غي المألوف عادة ما يشتمل عىل عنارص مذكرة ‪Reminiscent‬‬
‫طرحها هاريسون ‪ Harrison‬العام ‪ ١٩٦٨‬فإن الم رثي ر‬
‫الخيات التـي سـبـق أن تـعـرضـنـا لـهـا‪ .‬وإن هـذه الـعـنـاصـر تستصدر بشكل عام‬
‫بتشكيلة أو مجموعة متنوعة من المث ريات أو ر‬
‫ر‬
‫لالمياج‬ ‫مجموعة من الميول السلوكيـة والمعـرفـيـة المتـنـافـرة أو المتعارضة‪ .‬وهذا الوجود ـ معا ـ لميول استجابية ر‬
‫غي قابلة‬
‫تنفييـة ‪ Aversive‬تؤدي يف البداية إىل سلوكيات سلبية‪ ،‬ومن ثم‬
‫تكامىل يف البداية يقال إنه تنتج عنه حالة دافعية ر‬
‫ي‬ ‫بشكل‬
‫الجماىل‪ ،‬ومع‬
‫ي‬ ‫المثي‬ ‫إىل عدم تفضيل لهذا المث ري‪ .‬أمـا التعرض ي‬
‫التاىل فيؤدي إىل إعادة التشكيل للجوانب المعرفية الخاصة ب ر‬
‫تزايد التعرف عليه‪ ،‬وكذلك المعـرفـة حـولـه وحـول مـكـونـاتـه تتغلب عوامل التفضيل عىل عوامل النفور‪ ،‬ومن ثم يوضع هذا‬
‫الجماىل يف إطار تصوري جديد له معناه الخاص‪.‬‬
‫ي‬ ‫الم رثي‬

‫ويؤدي خفض تنافس أو تصارع االستجابات السلبية واإليجابية المتنافسة ـ والراجعة يف البداية إىل الغموض أو سوء‬
‫الفت من خالل تناقص عوامل النفور منه أو عدم التفضيل له ‪.‬‬
‫الفهم ـ إىل تـزايـد الـتـفـضـيـل لهذا العمل ي‬
‫توجد ر‬
‫افياضات نظرية أخرى تقول إن التعرض للـمـثـيـرات الجـمـالـيـة ينتج عنه اثنان من الميول المتعارضة ذات اآلثار‬
‫الفت ينتج عنه ما يسـمـى بـأثـر الـتـعـود ‪Habituation effect‬‬
‫اإليجابية والسلبية معا‪ ،‬فقد أشار بر رلي إىل أن التعرض للعمل ي‬
‫الحية المعرفية أو عدم التأكد ‪ Reduction of uncertainty‬األولية‪ ،‬مما يؤدي إىل تزايد التفضيل له‪.‬‬ ‫ر‬
‫أو اخيال حالة ر‬
‫لكن تزايد التفضيل يؤدي أيضا‪ ،‬إىل ما يسىم بأثر التشبع‪ ،‬أو الملل ‪ Satiation or boredom effect‬والذي يكون‬
‫غي مألوف‪ ،‬أو جديدا‪ ،‬تسود الرغبة يف التعود عليه‪ ،‬ومن‬
‫الجماىل ر‬
‫ي‬ ‫تأثيه يف التفضيل سلبيا بعد ذلك ‪.‬فعندما يكون الم رثي‬
‫ر‬
‫ثم يؤدي التعرض أو األلفة إىل تزايد التـفـضـيـل لـه‪ .‬أمـا عندما يصبح هذا الم رثي مألوفا‪ ،‬فإن التشـبـع بـه يـتـصـاعـد‪ ،‬ومـن ثـم‬
‫اإلضاف له إىل تناقص التفضيل الخاص به‪.‬‬
‫ي‬ ‫يـؤدي التعرض‬

‫الجماىل بسيطا‪ ،‬فإن رفية التعود هذه سـتـكـمـل دورتـهـا بعد عدد قليل نسبيا من مرات التعرض‪ ،‬ومن ثم‬
‫ي‬ ‫وإذا كان الم رثي‬
‫ه انخفاض التفـضـيـل‪ .‬أمـا إذا كـان هـذا المـثـيـر مـركـبـا فـإن ذروة منحت التفضيل قد ال يتم‬
‫ستكون اليعـة الـسـائـدة تجاهه ي‬
‫الفت‪ ،‬وهـكـذا حـتـى نصل‬
‫فف كل مرة نكشف جانبا مم ريا من العمل ي‬
‫عي عدد كبـيـر مـن عـمـلـيـات التعرض‪ ،‬ي‬
‫الوصول إليها إال ر‬
‫ه ما نطلق عليها‬
‫الوع بأن أعماال فنية‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫إىل حالة من التشبع به ثم يحدث تناقص يف عمليات التفضيل له ‪.‬هذا مع رصورة‬
‫اسم "الروائع" نظل يف حالة تفضيل لها مهما تـعـددت مـرات تـعـرضـنـا لـهـا بـالـقـراءة‪ ،‬أو االستماع‪ ،‬أو المشاهدة‪ .‬وإن كان‬
‫عي الزمن‪ ،‬أي ليـسـت مـتـواصـلـة‪ ،‬أو عىل رفيات‬
‫زاجوانـك يـنـصـح فـي هـذه الحـالـة بـجـعـل عملية التعرض لهذه األعمال موزعة ر‬
‫وتيايد عوامل الرغبة يف التعرض‬ ‫حت تتناقص عوامل األلفـة بها‪ ،‬ومن ثم الملل‪ ،‬ر‬ ‫متقاربة‪ ،‬بل عىل رفيات متباعدة‪ ،‬ر‬

‫الجماىل بها‪.‬‬
‫ي‬ ‫واالكتشـاف لـهـا مـن جديد‪ ،‬ومن ثم االستمتاع‬
‫األسلوب والتعب ري‪:‬‬

‫العرت تطلق كلمة (األسلوب) عىل الطريق إذا امتد عىل استقامة واحدة‪ ،‬فكل طريق ممتد هو أسلوب‬ ‫ف ر‬
‫الياث اللغوي‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الزمخشي يف « أسـاس الـبـالغـة» سـلـكـت أسـلـوب فالن أي «طريقته» ومن‬ ‫يشي «الزبيدي» يف «تاج العروس»‪ .‬ويقول‬
‫كما ر‬
‫هنا جاءت تسمية العرب «لـلـسـطـر مـن الـنـخـيـل» أسلوبا ‪.‬‬

‫الشهي جورج بـوفـون (‪ ١٧٠٧‬ـ ‪( ١٧٨٨‬والذي كان مهتما باألدب‪ ،‬فيقول يف مـقـالـة شـهـيـرة‬
‫ر‬ ‫الفرنس‬
‫ي‬ ‫أما المفكر وعالم النبات‬
‫لـه بـعـنـوان مـقـال فـي األسلوب‪" :‬ليس األسلوب إال النظام والحركة اللذين يضـع المـرء فـكـره فـي إطارهما‪ ،‬فإذا ما قيدهما‬
‫وضيقهما‪ ،‬فسوف يكون األسلوب مغلقا‪ ،‬متوترا‪ ،‬مقتضبا‪ ،‬وإذا ما تركهما تتواىل حركتهما يف هدوء‪ ،‬وال يلحق بهـمـا إال مـا كان‬
‫ومسيسال‪ ...‬إن األسلوب هو الرجل ذاته"‪.‬‬ ‫ر‬ ‫وثيق الصلة من الكلمات أيا كانت أناقتها‪ ،‬فسوف يكون األسلوب منبعثا وسهال‬

‫ويشي ناقد الفن التشكيـلـي سـبـيـد ‪ H. Spead‬إىل أن "األسلوب الجـيـد" يعتمد عىل الفكرة الواضحة لما يريد المـرء أن‬
‫ر‬
‫يـفـعـلـه‪ ،‬إنـهـا أقـصـر الـطـرق الموصلة إىل الهدف المرجو ‪ ...‬فاألسلوب هو الرجل «أو اإلنسان» كما قال بوفون‪ ،‬وروعة أسلوب‬
‫ر‬
‫والت يسىع من أجل توصيلها بوسائله الخاصة ‪.‬‬
‫الفنان وقيمته ستعتمدان عىل الرؤية العقلية الموجودة بداخله‪ ،‬ي‬

‫وكان بيكاسو يقول «تتطلب» الموضوعات المختلفة أساليب مختلفة وهذا ال يتطلب بالضورة تطورا أو تقدما ولكنه‬
‫التعبي عن هذه الفكرة ‪.‬ورغم أن أساليب عدة قد‬ ‫التعبي عنها ووسائل‬ ‫الت يريد المرء‬‫ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫يتطلب أساسا وجود اتفاق الفكرة ي‬
‫توجد معا خاصة يف الثقافات الحديثة فإن هناك رفيات ساد فيها أسلـوب واحـد وهـيـمـن عـلـى غـيـره مـن األسـالـيـب (أسلوب‬
‫األخيين جاءت أساليب عدة عقب‬ ‫ر‬ ‫وف القرن‬ ‫الباروك والروكوكو مثال)‪ .‬عىل كـل حـال ‪ ،‬فـإن كـل أسـلـوب أعـقـبـه أسلوب آخر‪ .‬ي‬
‫ر‬
‫ه‬ ‫كبية الفتة‪ .‬ومن تلك األساليب ي‬
‫الت يتضمنها تاري ــخ الفن كانت األساليب الفولكلورية أو الشعبية ي‬ ‫بعضها البعض بشعة ر‬
‫ر‬
‫وه ظاهرة قد ترجع إىل انفراد الثقافات الشعبية نسبيا‬ ‫التغيات االجتماعية‪ .‬ي‬
‫الت تستمر دوما وال تندثر بسهـولـة برغم كل ر‬
‫ي‬
‫للتغيي ‪..‬‬
‫ر‬ ‫ومقاومتها‬

‫السياش واالقتصادي وإىل ظهور اكتشافات علمية‬


‫ي‬ ‫يرجع العلماء االجتماعيون الـتـغـيـر األسـلـوبـي إلـى تحـوالت فـي المـنـاخ‬
‫جديدة وأساليب جديدة يف الحياة وهكذا فإن الفنانون يستجيبون للجديد من خـالل ردود أفـعـال خاصة إضافة إىل وجود‬
‫دوافع غالبة لإلبداع لديهم أيضا‪.‬‬

‫مفهوم األسلوب مفهوم ال يمكن االستغناء عنه يف دراسة الفن‪ .‬لكنه مع ذلك مفهوم ر‬
‫محي أيضا وذلك ألن الكلمة لها‬
‫ر‬
‫تشي أيضا إىل الفن‬
‫تشي كلمة أسلوب إىل الفن الخاص بفية تاريخية معينة لكنها ـ هذه الكلمـة ـ قد ر‬ ‫فف العادة ر‬ ‫معان عدة‪ .‬ي‬
‫اليابات مثال ‪ ...‬إلخ) أو منطقة معينة أو إىل جماعة من الفنان‬
‫ي‬ ‫الفرعوت أو‬
‫ي‬ ‫الخاص بأمة معينة (إيطاليا يف عض الـنـهـضـة الفن‬
‫جماعة «الفارس األزرق» وجماعة «الباوهاوس» مثال)‪.‬‬

‫سيان)‪ ،‬ويمكن أن يصف‬ ‫ر‬


‫إن األسلوب يمكن أن يحدد الطراز أو الطريقة الخاصة بالفنان الفـرد ( أسلوب تيتيان أو روبي أو ر‬
‫التقت الذي يفضله‬
‫ي‬ ‫الفت أو‬
‫السينمات مثال ‪H‬ويمكن لهذه الكلمة كذلك أن تشـيـر إلـى المنـحـى ي‬
‫ي‬ ‫طريقة هتشكوك يف اإلخراج‬
‫الفنان (مثل التنقيطية ‪ Pontillism‬لدى سوراه)‪ .‬أو الواقعية الضوئية (الفوتـوريـالـيـزم) ‪ ، Photorealism‬وكما توضحهـا‬
‫لـوحـة الفنانة أودري فالك المسماة «فتاة ذهبية» مثال انظر اللوحـة رقـم (‪ ) ١‬ملحق اللوحات يف نهاية الكتاب‪.‬‬

‫كذلك تستخدم كلمة «أسلوب» كمصطلح أو تعـبـيـر يـدل عـلـى الموافقة أو اإلعجاب أو الرفض فنقول عن كاتـب »إن‬
‫لـديـه أسـلـوبـا خاصا» ونقول «إن أسـلـوبـه مـتـمـيـز‪ /‬رائـع‪ /‬رديء‪ /‬مـتـرهـل ‪ ...‬إلـخ»‪ .‬وقـد تستخدم الكلمة لإلشارة إىل طراز جديد‬
‫من السيارات أو المالبس أو أدوات وأجهزة المطبخ‪ .‬وهنا مثل استخدام الكلمة االستخدام الخـاص لـكـلـمـات مـثـل أزيـاء‬
‫ر‬
‫الت تقدم اآلن يف بعض القنوات الفضائية‬
‫الداخىل ي‬
‫ي‬ ‫‪Fashion‬أو مـوضـة ‪ ، Mode‬كـمـا هـي الحـال فـي بـرامـج األزيـاء والتصميم‬
‫تحت اسم "أسلوب" ‪ . Stlye‬وكل االستخدامات السابقة لهذا المفهوم لـهـا هـدف واحـد هو‪ :‬اإلشارة إىل ذلك التنظيم‬
‫الخاص بمجموعة متنوعة من الموضوعات يف فئات ‪ ،‬مما ييش عملية التعرف عليها وفهمها والحديث عنها والتواصل أو‬
‫التخاطب حولها ‪.‬‬
‫عند أعىل مستويات العمومية‪ ،‬يعتي األسلوب إذن عملـيـة تجـمـيـع أو تصنيف لألعمال الفنية (ف ضوء ر‬
‫الفية الزمنـيـة‪ ،‬أو‬ ‫ي‬ ‫ر‬

‫الموضـع المكـانـي أو المظهر أو التكنيك ‪ ...‬إلخ)‪ .‬ي‬


‫وه عملية قد تجعل مـن الـتـذوق والـتـحـلـيـل والدراسات التالية (النقد)‬
‫العلىم‪ ،‬وحيث تفرز الظواهر وتصنف عىل هيئة فئات عـلـمـيـة‬
‫ي‬ ‫لهذه األعمال أمرا ممكنا‪ .‬وكما ي‬
‫ه حال عمليات التصنيف‬
‫التفكي يف أساليب‬
‫ر‬ ‫العلىم وحـيـث تقوم عىل أساس المالحظة لخصائص أو سمات مـشـتـركـة بـيـنـهـا فـكـذلـك يمكننا‬
‫ي‬ ‫التصنيف‬
‫الفن عىل أنهـابمـنـزلـة الـعـائـالت‪ ،‬ومـثـلـمـا قـد توجد ألعضاء إحدى العائالت أو األش مالمح أو خصائص ر‬
‫مشيكة‪ ،‬بحيث‬
‫غي ذلك من العـالقـات;‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫غيها وقـد يـشـتـركـون يف أكي من عائلة بالياوج أو ر‬
‫تجعلهم ينتسبون إىل هذه العائلة وال ينتسبون إىل ر‬
‫مشيكا بفنان ينتمون لألدب والتصوير والسينما ر‬
‫ولفيات تاريخية مختلفة ولفنان ري‬ ‫تـكـون الـسـريـالـيـة مثال خاصية أو أسلوبا ر‬

‫عديدين أيضا هكذا يجمع األسلوب بالتشابه واالختالف يف الوقت نفسه‪.‬‬


‫«رومانتيك» يبدو أنها تتك عىل إحساس المشاهد الخاص بالنسبة إىل‬‫ي‬ ‫«كالسيك» أو‬
‫ي‬ ‫إن مصطلحات أسلوبية مثل‬
‫الفت كما أنهـا تـعـتـمـد عىل التكنيك الخاص بالفنان‪ .‬ومن خالل فهمنا لألساليب يمكننا أن نقرأ ما يسىم باللغة الداخلية‬
‫العمل ي‬
‫عات الموجودة وراء الموضوع وكذلك الهدف الظاهري‬
‫أو الضمنـيـة فـي الـعـمـل فـاألسـلـوب يساعدنا عىل اكتشاف وتذوق الم ي‬
‫الفت ‪.‬‬
‫للعمل ي‬

‫للتغي يف األسلوب ويمكن تتبع هذه السالسل االرتقائية عىل أنها تعكس‬
‫هناك يف الثقافة اإلنسانية عموما سالسل ارتقائية ر‬
‫الهندش) ‪.‬فالرأي القاتل إن فن الثقافات‬
‫ي‬ ‫تذبـذبـا أو ارتـفـاعـا وهبوطا ربي اليعة الطبيعية واليعة التخطيطية (أو األسلوب‬
‫بدات أو يشبه فنون األطفال كان رأيا شائعا خالل رفية التوسع االستعماري الفيـكـتـوري يف ذلك‬
‫غي الغربية هو فن ي‬ ‫األخرى ر‬
‫الوقت الذي كانت فيه الثقافة الغربية تفضل نوعا من الطبيعة أو اليعة التمثيلية يف الفن‪ .‬أما الفنانون الذين مهدوا الطريق‬
‫نحو األساليب الهندسية أو التخطيطية من الفن (كالتـكـعـيـبـيـة مـثـال) فـقـد كـان لـهـم رأي مختلف عن الفن حيث مال العديد‬
‫منهم ـ كما أشـار شـابـيـرو ـ إلـى رفض تلك القسمة للفنون إلـى فـنـون بـدائـيـة أقـل تـطـورا ‪ ،‬وفـنـون حـداثـيـة وهندسية ر‬
‫أكي تطورا‬
‫مي كما قال بعضهم‪ .‬رمي المؤرخ فـولـفـلـن ‪ H. Wolfflin‬ربي األسلـوب الـشـخـصـي‬
‫الفت الم ر‬
‫ي‬ ‫فالسياق يفرض األسلوب‬
‫القوم ‪( National style‬والخاص بأمة معينة والذي‬
‫ي‬ ‫‪( Personal style‬الذي يعكس مزاج الفنان الخاص) واألسلوب‬
‫تحدده الخصائص الساللية المميـزة لجـمـاعـة بـعـيـنـهـا)‪ ،‬وأسلوب الفتـرة الـزمـنـيـة ‪( Period style‬والذي يحدد األشكال‬
‫المـفـضـلـة فـي حقبة تاريخية معينة)‪ .‬ووصف كل هذه األساليب عىل أنها ر‬
‫تعبيية‪ ،Expressive a‬بمعت أنها ترتبط باإلنسان‬
‫واألمة والعض الذي يـقـف وراء اإلبـداع لـهـا‪.‬‬

‫ر‬
‫الت تهتم‬
‫و رمي فولفلن كذلك بجوانب العمـل الـفـنـي الـذي يـقـوم عـلـى أسـاس المحاكاة كما يمثلها عض النهضة والجوانب ي‬
‫واالجتماع‬
‫ي‬ ‫(والسياش‬
‫ي‬ ‫الفت‬
‫ي‬ ‫أسلوبي لـتـمـثـيـل حـالـتـ ري مـن الـوالء‬
‫ر‬ ‫واعتيهما‬
‫ر‬ ‫بالزي والزخرفة كما تمثلها فنون الباروك‬
‫ر‬
‫ثاىل للجمال‬
‫وف الحالة الثانية للنموذج الم ي‬‫الت تتم محاكاتها ي‬ ‫واألخـالقـي‪ ...‬إلـخ) وحـيـث كـان الـوالء فـي الحالة األوىل لألشياء ي‬
‫يشيك كل من الفنان والجمهور يف تكوينه)‪.‬‬ ‫(الذي ر‬

‫والتعبي ‪Expression‬فقال إن التمثيل يكون‬


‫ر‬ ‫ومي الفيلسوف «نيلسون جودمان» أيضـا بـالـتـمـثـيـل ‪Representation‬‬
‫ر‬
‫غي الموضوعات‪ .‬وهو تم ريي‬
‫«التعبي» خاصا بالمشاعر أو الجوانب األخرى ر‬
‫ر‬ ‫للموضوعات أو األشياء واألحداث بينما يكون‬
‫تعبي‬ ‫«التعبي»‪ .‬وذلك ألن الموضوع الـذي يمثل من خالل عمل ي‬
‫فت ال بد وأنه يشتمـل عـلـى ر‬ ‫ر‬ ‫ال يحيط يف رأينا بكل جوانب‬
‫األوات أو أشياء الحياة‬ ‫والت قد تصور بعض‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫الت تسىم يف فـن الـتـصـويـر طـبـيـعـة صامتة ‪ Still life‬ي‬
‫خاص أيضا‪ ،‬فاللوحات ي‬
‫يشيك‬‫العادية‪ ،‬كما ه الحال ف بعض أعمال سيان مثال‪ ،‬تشتمل عىل تعبي خاص بها أراد الفنان أن ينقله إلينا ‪ ،‬وقد ر‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫كبية‪.‬‬
‫التعبي عن هذا الموضوع تختلف بدرجات ر‬ ‫ر‬ ‫فنانون يف تجسيدهم لموضوع واحد يف أعمالهم لكن أشكال أو أساليب‬
‫التعبي‬
‫ر‬ ‫يمكننا فهم التمثيل عـلـى أنـه نـوع مـن "المرجـعـيـة الحـرفـيـه" ‪ Literal reference‬النسبية لألشياء واألحداث‪ ،‬أما‬
‫ضمت) للمشاعر واالنفعاالت الخاصة بالفنان فيما يتعلق بهذا‬
‫ي‬ ‫فهو تجسيد أو تكثيـف أو إظهار خاص (ولو عىل نحو‬
‫معي‪ ،‬إىل طرائق ر‬
‫مباشة نسبيا‪ ،‬كأن يصور‬ ‫الموضوع‪ .‬وقد يلجأ الفنان إىل تجـسـيـد تـعـبـيـره الخـاص فيما يتعلق بموضوع ر‬
‫التعبي تمثيليا ‪ Representative‬أو تشبيهيا‪ ،‬وقد‬
‫ر‬ ‫الموضـوع يف حالة قريبة‪ ،‬نوعا ما‪ ،‬من حالته يف الواقع‪ ،‬وهنا يسىم‬
‫والتعبيية المختلفة‪ ،‬وهنا يـكـون متكئا‬
‫ر‬ ‫يتخذ مسافة أبعد من الواقع‪ ،‬فيـلـجـأ إلـى التجريد يف صوره أو أساليبه الهندسية‬
‫غي الم ر‬
‫باش‪ ،‬ويتم ذلك يف ضوء المسافة الفاصلة بينه وب ري‬ ‫التعبي البديل أو ر‬ ‫يعت اإليماء أو‬
‫ر‬ ‫أكي عىل الرمز‪ ،‬فالرمز ي‬
‫بدرجة ر‬
‫الموضوع الذي يجسده الفنان‪.‬‬

‫إن األسلوب هو طريقة الفنان الخاصة فـي الـتـعـبـيـر عـن ذاتـه بـكـل مـا يتعلق بهذه الذات من أفكار وذكريات وانفعاالت‬
‫لعقىل الموجودة لديه‬
‫وخـيـاالت ووجـهـات نـظـر حول الواقع واألمة والتاري ــخ والعالم وهو يقوم بتحويل عمليات "التـمـثـيـل" ا ي‬
‫تعبيها عن هذه األفكار والرؤى واالنفعاالت واألحالم فتكون‬ ‫شء إىل أعمال فنية تتفاوت يف طريقة أو أسلوب ر‬ ‫ر‬
‫حول أي ي‬
‫التذكي مرة‬
‫ر‬ ‫أحيانا أقرب إىل المشابهة أو التمثيل الواقع وتكون أحيانا أخرى أقرب إىل التجريـد أو التعـ رـبي الرمــزي عنــه‪ .‬مع‬
‫أكي األعمال مشابهة للواقع هناك أيضا درجات أو مستويات مختلفة من الرمز مثـلـمـا توجد ف ر‬
‫أكي األعمال‬ ‫حت ف ر‬ ‫أخرى أنه ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تجريديــة نوعــا مــن اإلحالة للواقع; س ــواء أ كـ ــان هــذا الواقــع هــو الواقــع المادي أم الواقع السيك ر ي‬
‫ولوج الخاص بالفنان ‪.‬‬
‫والخـالصـة أن األعـمـال الـفـنـيـة ال تـتـفـاوت فـقـط فـي درجـة تمثـيـلـهــا للموضوعات أو األشخاص أو األحداث فتكون أحيانا قريبة‬
‫ر‬
‫المباش‬ ‫(أكي التمثيلية أو مشابهة) وتكون أحيانا أخرى بعيدة عن التصوير أو الوصف أو التجسيد‬ ‫من التصوير الحرف لها ر‬
‫ي‬
‫تعبيها عن االنفعاالت المرتبطة بهذه الموضوعات أو األفكار‪...‬‬
‫لها أو لمبـدعـهـا (أ كـثـر تجـريـديـة) لـكـنـهـا تتفاوت أيضا يف درجة ر‬
‫إلخ‪ .‬وهذا صحيح بالنسبة إىل الفنون اللغوية (القصة والشعر مثال) والبضية (التصوير والسينما مثال) أما بالنسبة للموسي رف‬
‫الت صنعها‬‫ر‬
‫فيصعب الحديث هنا عن التمثيل وذلك ألن الطبيعة ال تنتج األصوات الموسيقية بل تنتجها اآلالت الموسيقية ي‬
‫اإلنسان‪ ،‬فصوت آلة الكالرينيت ليس سوى الصوت الم ر‬
‫وسيف الذي يصدر عنها بطريقة خاصة‪ ،‬وال يماثل شيئـا يف الطبيعة‬
‫ي‬
‫‪.‬‬

‫باشة يف‬ ‫والجدير ذكره كذلك أن بعض األعمال الفنية يهيمن عليها الموضوع ر‬
‫أكي من التعب ري (األعمال التسجيلية الم ر‬
‫معـظـم الـفـنـون)‪ ،‬وهـنـا تـكـون أقرب إىل الواقع‪ ،‬ومن ثم ربما أقل فنية‪ .‬بينما أعمال أخرى يكون حضور التعبي فيها ر‬
‫أكي بروزا‪،‬‬ ‫ر‬
‫عي الفنان بالخيال والرمز وصدق‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫بينما يياجع الموضوع إىل الخلفية‪ ،‬ومن ثم تكـون هذه األعمال أكي فنية (وهنا يست ر‬
‫شكسبي أو‬
‫ر‬ ‫التعبيات العميقة كما يف أعمال‬
‫ر‬ ‫الكىل‪ ،‬ومن الخاص إىل الـعـام كـي يـجـسـد هـذه‬
‫الجزت إىل ي‬
‫ي‬ ‫االنفعال والتحرك من‬
‫بيتهوفن مثال)‪.‬‬

‫إن طريقة الجمع أو ر‬


‫اليكيب ب ري الموضوع والتعبيـر‪ ،‬أو االعـتـمـاد عـلـى أحدهما عىل حساب اآلخر‪ ،‬هو ما يشكل األسلوب‬
‫الجماىل‪،‬‬
‫ي‬ ‫الجماىل‪ ،‬والتفضيل‬
‫ي‬ ‫فت‪ ،‬أو لعض مع ري‪ ،‬إن األسـلـوب فـي واقـع األمـر هـو نـوع مـن الـتـفـضـيـل‬
‫المم ري لفنان‪ ،‬أو لـعـمـل ي‬
‫الجماىل) أسلوب يرتبط بالتذوق‪ ،‬وهناك‬
‫ي‬ ‫والثات (التفضيل‬
‫ي‬ ‫نوع من األسلوب; األول (األسلوب) تفضـيـل يرتبط باإلبداع‪،‬‬
‫سنشي إليها يف مواقع مختلفـة مـن هـذا الكتاب ‪.‬‬ ‫عالقات تفاعلية ر‬
‫مشيكة بينهما‬
‫ر‬
‫فروع جديدة يف الدراسات الجمالية‬

‫وكأننا نعيش يف عض يحركه الجمال‪ ،‬ونحيا حيـاة تـتـحـرك مـدفـوعـة دوما نحو الجمال‪ .‬فالجمال يمكنه أن ينقذ العالم كما‬
‫السىع الالهث وراء الجمال يف ظهور فروع حديدة من‬
‫ي‬ ‫أشار دستويفسـكـي يف موقف ما من روايته "األبله"‪ ،‬وقد تجىل هذا‬
‫يىل لبعض هذه الفروع بنوع من اإليجاز‪:‬‬ ‫ر‬
‫علوم الجمال خاصة خالل العقديـن األخـيـريـن من القرن العشين‪ ،‬ونعرض فيما ي‬

‫التأثي الخاص‬
‫ر‬ ‫‪١‬ـ الجماليات البيئية ‪ : Environmental Aesthetics‬وهو فرع جديد من الجماليات يهتم‪ a‬حاولة فهم‬
‫التفكي واالنفعال والسلوك‪ ،‬ثم مـحـاولـة فـهـم هـذا الـتـأثـيـر مـن خـالل معرفة تفضيالت األفراد للبيئات المختلفة‪،‬‬
‫ر‬ ‫للبيـئة يف‬
‫خية سلبية)‪ ،‬وقد‬
‫(تستثي ر‬
‫ر‬ ‫غي مفضلة‬
‫خية جمالية إيجابية) أو ر‬
‫(تستثي ر‬
‫ر‬ ‫تلك البيـئـات الـتـي يـتـم الحـكـم عليها بأنها مفضلة‬
‫خصصنا الفصل الثات ر‬
‫عش من هذا الكتاب للحـديـث عن هذا الفرع الجديد‬ ‫ي‬

‫‪٢‬ـ جماليات التلفزيون ‪ : Television Aesthetics‬ويسىم أيضا "جماليات الميديا التطبيقية" وهو فرع جديد كذلك من‬
‫والتعبي عنها من خالل‬
‫ر‬ ‫فروع الجماليات أو علوم الجمال‪ ،‬وهذا الفرع يـدرس عـمـلـيـات الـتـشـكـيـل لألفكار والتجسيد لها‬
‫وه‪ :‬الضوء واللون والصوت والـزمـن والحـركـة والـعـمـق‪ .‬وهـو يدرس كل هذه العنارص‬
‫العنارص األساسية للصورة التلفزيونية ي‬
‫غي الم ر‬
‫باشة يف المشاهدين كمـا أنـه يهتم‬ ‫تأثياتها الم ر‬
‫باشة أو ر‬ ‫يف أثناء عملية اإلنتـاج أو اإلبـداع لـها ويـدرسـهـا أيضا من حيث ر‬
‫خية‬ ‫ر‬
‫الت تحدث خالل اإلبداع أو خالل ر‬
‫بعمليات اإلدراك والمعرفة (السيكولوجية) والتكوين (التكنولوجية والفنية) ي‬
‫المشاهدة للتلفزيون ويتم ذلك كله بهدف دراسة جماليات الصورة التلفزيونية وكيفية إبداعها وطرائق تلقيها أيضا‪ ،‬فلم يعد‬
‫ممكنا اآلن وال مقبوال ونحن نعيش يف «عض الصورة» بكل ما يعنيه هذا المصطلح من معان أن تقوم األعمال التلفزيونية‬
‫اللفظ أو اإلذاعـي وثـيـق الـصـلـة بـفـنـون الـراديـو خاصـة ولـألسـف فـإن هـذا هـو واقـع‬
‫ي‬ ‫عىل اآلليات نفسها للحوار والخطاب‬
‫الحـال اآلن فـي عـديـد مـن األعـمـال التلفزيونية ـ بل والسينمائية ـ العربية‪.‬‬

‫وغيهما‬
‫‪٣‬ـ جماليات التسويق ‪: Marketing Aesthetics‬وهو فرع يساهم فيه عىل نحو نشط علماء التسويق واإلدارة ر‬
‫من العلوم المرتبطة بعالـم المال واألعـمـال ويـقـوم هـذا الـفـرع الجـديـد مـن الجماليات عىل شعار "انظر واشعر" لكن الهدف‬
‫األساش مـن وراء هـذا الجمال ومفاهيمه الشعار ليس فقط المتعة الجمالية المرتبطة بالنظـر والـشـعـور بـل اسـتـثـارة رغبة‬
‫ي‬
‫ر‬
‫الشاء واالستهالك لدى الناس ‪.‬‬

‫لقد كانت هذه بعض االهتمامات الدائمة لدى المنتج ري لـلـسـلـع بـشـكـل عام‪ ،‬فقد اهتموا دائما بجعل منتجاتهم متسمـة‬
‫وف طريقة تغليفهـا وعـرضـهـا عىل نحو خاص ‪.‬‬ ‫ر ي‬
‫الخارج ي‬ ‫بـالجـاذبـيـة‪ ،‬عـلـى ذلـك أن يظهر عىل نحو خاص يف شكلها‬

‫(ف‬ ‫ر‬
‫وقد تقدمت خالل القرن العشين فنون اإلعالن الثابتة (فـي الـشـوارع وفوق المنازل ومالعب الكرة مثال) والمتحركة ي‬
‫السينما والتلفزيون مثال) وأصبحت لهذه الفنون جمالياتها الخاصة أيضا; جماليات العرض واستثارة شهية ر‬
‫الشاء ‪.‬‬

‫وغيها‪ ،‬أصبحت‬ ‫ر‬


‫وف ظل مظاهر التـقـدم الـهـائـلـة فـي األجـهـزة الـتـكـنـولـوجـيـة وأدوات االتصال وعلوم الكمبيوتر واإلنينت ر‬
‫ي‬
‫هناك حاجة غالبة إىل‪ ١ :‬ـ ضمان رضاء المستهلك وضــمان والئــه أو استـمـراره فـي الـش ـ ـراء ل ـهــذه الماركــة من ر‬
‫المشوبات أو‬
‫المأكوالت أو األجهزة ‪...‬الخ دون ر‬
‫غيهـا ‪ ٢.‬ـ ضمان استمرار انطباعات المستهلك اإليجابية عن المؤسسة التـي تـقـدم هذه‬
‫وت‬ ‫ر‬
‫الييــد اإللكي ي‬
‫المنتجات أو تبيعه‪ ،‬وعن التعامل فيها ‪،‬من خالل أشكـال أ كـثـر وديـة وأكثــر حميمــية مــن التعامــل (رسائــل ر‬
‫‪E. mail‬المتواصلة التــي تخبـرك بالمراحـل التـي وصلــت إليهـا عمليـة رشائك لكتـاب مثـال)‪ ٣ .‬ـ تخفيض األسعار يف ظل‬
‫واألكي أهمية من ذلك كله أن تقدم هذه المنتجات‬ ‫ر‬ ‫المنافسة وتقدم الحماية القانونـيـة لـلـمـنـتـجـات والضمانات لصالحيتها‪.‬‬
‫وشائط وأسطوانات الم ر‬
‫وسيف مثال!) ‪ ٤‬ـ تكوين‬ ‫والسلع ف شكل جذاب ممتع بضيا وسمعيا (انظر كيف يـغـلـفـون الـكـتـب ر‬
‫ي‬
‫أكي رفية من الوقت‪.‬‬
‫كبيا ر‬ ‫صورة ذهنية ممتعة تستمر مع المستهلك طفال كان أو ر‬

‫وعمىل فرضتـه شـروط الحـيـاة العضية الراهنـة بكـل ما تحملـه مــن وعود واحتماالت‬
‫ي‬ ‫"جماليات التسويق" إذن فرع رصوري‬
‫خاصة يف ظل مـا يسىم بـ «العولمة» بكل إيجابياتها وسلبياتها‪ .‬ويمكن للقارئ الذي يرغب يف زيادة معلوماته حول هذا الفرع‬
‫ر‬
‫اإلسياتيجية للماركات التجارية والهوية والصورة الذهنية" ‪Marketing‬‬ ‫أن يعـود إلـى كـتـاب "جـمـالـيـات الـتـسـويـق ‪:‬اإلدارة‬
‫‪ Aesthetics, the strategic Management of Brands, identity and Image‬والذي صدرت طبعته األوىل‬
‫الـعـام ‪.١٩٩٧‬‬

‫‪ -4‬جماليات العوام ‪ :Trash Aesthetics‬وهو فرع جديد وإن كانت له جذوره القديمة العديدة ويقوم هذا الفرع عىل‬
‫يعت‬
‫أساس نوع من التحريف لمقولـة وردت عـلـى لـسـان أحـد أبـطـال فـيـلـم "قصة حب ‪ "Love Story‬جاء فيها أن الحب ي‬
‫تعت أال تقول أبدا كلمة آسف" فمع سقوط‬ ‫ّ‬
‫"أال تقول أبدا كلمة آسف"‪ ،‬وقد حرف يف هذا القول ليكون "ما بعد الحداثة ي‬
‫عايي الجماعية يف األحكام الجمالية (الفن للفن أو الفن للمجتمع مثال) أصبحت‬ ‫األنظمة الشمولية يف السياسة وكذلك الم ر‬
‫جماهي ما بعد الحداثة ـ كما ر‬
‫يفيض بعض المفكرين ـ حرة يف أن تتمتع بالنصوص األدبية والفنية ‪ ...‬إلخ‪ .‬كما يحلو لها وليس‬ ‫ر‬
‫الت ال تتناقض يف جوهرها مع مفهوم العولمة ـ كما‬ ‫ر‬
‫عىل أحد ـ يف ظل هذه الحركة شيعة الدوران الخاصة بالنسبة الثقافية ي‬
‫أشار إىل ذلك فردريك جيمسون مثال ـ أن يعتذر عن أي متعةو يشعر بها أيا كانت ‪.‬‬

‫ر‬
‫الت تقف وراء اإلبداع والتذوق‬
‫غي مسبوق ـ للعوامل ي‬
‫الثقاف الحديث باالستكشاف العميق ـ وعىل نحو ر‬
‫ي‬ ‫لقد اهتم النقد‬
‫ثاىل أو يشاهده إىل ما‬
‫لفنون األدب والسـيـنـمـا ‪.‬وقد تحول االنتباه خالل ذلـك مـن االهـتـمـام مـا يـنـبـغـي أن يـقـرأه الـقـارئ الم ي‬
‫يستمتع به الـنـاس فـعـال فـي حـيـاتـهـم الـيـومـيـة العادية فعال تلك الحياة من المفاهيم والنظريات النقدية المعروفة ‪.‬‬

‫المعجبي بفنان‬ ‫وقد نتجت عن ذلك كله معرفة أعمق بالفروق بي المتلقي وتعرف ر‬
‫أكي عىل فئات جديدة منهم مثل‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫المتلقي‬
‫ر‬ ‫والكثي من البحوث الحالية مهتم بـهـذه األنـواع العامة من‬
‫ر‬ ‫معي‬‫مع ري أو أعـضـاء الجـمـعـيـات الفنية الخاصة بفن ر‬
‫التعبي المتأثرة بها‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت يشعرون بها وطرائق‬
‫ر‬ ‫وكذلك بأشكال المتع ي‬

‫بنىل ‪C.‬‬
‫يف ضوء ذلك كله فحص العديد من النقاد أمثال أي إنج ‪ I. Ing‬وهيي جنكي أز ‪H. Jenkins‬وكونستانس ي‬
‫المتلقي من العوام يف تحطيم الحدود ربي األنواع الفنية المختلفة من أشكال‬
‫ر‬ ‫الجماهي العامة أو‬
‫ر‬ ‫وغيهم دور‬‫‪ Penley‬ر‬
‫وف ضوء ما سبق كذلك أصـبـح االهتمام موجها نحو دراسة االستجابات المختلفة‬ ‫الميديا والثقافة الرفيعة والثقافة الدنيا‪ .‬ي‬
‫للنصوص الفنية (األفالم ـ الروايات ـ قصص األطفال المرسومة أو ما يسىم بـ "الكوميكس" ‪.. Comics‬إلخ) المختلفة مع‬
‫األكاديميي أو مـن كـل‬
‫ر‬ ‫قي لها سواء أكانوا من المعجب ري بفن مع ري أم فنان مع ري أو كانـوا مـن الـنـقـاد‬
‫االهتمام بكل فئات المتل ر‬
‫الجماهي بشكل عام ‪.‬‬
‫ر‬ ‫تـلـك‬

‫الجماهي العـامـة‬ ‫يميي بفهم أذواق‬ ‫ر‬


‫ر‬ ‫وجاء هذا االهتمام بالثقافة العامة أو الشعبية من ناحية نتيجة ليايد اهتمامات األكاد ر‬
‫بالتدت والسطحية والفجـاجـة ‪ ...‬إلـخ‪ .‬ولـهـذا االهـتـمـام أسـبـابـه النظرية (الفهم)‪ ،‬ولكن له أسبابه‬
‫ي‬ ‫بـدال مـن أن يـصـفـوا أذواقهم‬
‫العلمية كذلك (التسويق وتضيف السلع) ‪.‬كما تزايد هذا االهتمام‪ ،‬من ناحية أخرى‪ ،‬نتيجةلما قدمته اتجاهات ما بعد‬
‫والت أكدت علـى أن الـقـراء يـكـونـون المـعـنـى‪ ،‬أ كـثـر مـن كونهم ببساطة يستقبلونه (مما قد يعت أنه ر‬
‫حت‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫البنيوية يف النقد‪ ،‬ي‬
‫كبي صياغات متخيلة)‪ ،‬ومن ثم كانت اهتماماتهم هذه باألنواع المختلفة من‬
‫ه أيضا وإىل حد ر‬
‫التأويالت النقدية األكاديمية ي‬
‫المتلقي‪.‬‬
‫ر‬

‫تأثيه المهم يف‬


‫بيي بوردو ‪ P. Pourdieu‬ـ يف دراسته عن الثقافة البورجوازية يف فرنسا ـ ر‬
‫كذلك كان لما قاله عالم االجتماع ر‬
‫هذا السياق‪ ،‬فاألحكام الجمالية الخاصة بهذة الطبقة ـ فـي رأيـه ـ لـيـسـت أحـكـامـا طـبـيـعـيـة وال ميهة عن الهوى‪ ،‬لكنها أساليب‬
‫الطبف; فتفضيل فاجي عن مانـتـوفـانـي ‪ Mantovani‬يماثل من وجهة نـظـر معينة‬ ‫ر‬ ‫تعي بطريقة غـيـر مـبـاشـرة عـن الـتـمـايـز‬
‫ر‬
‫ي‬
‫(الصغيه) أو تفضيل الشـراء مـن مـحـل «رالـف لـوريـن»‬
‫ر‬ ‫تفضيل السيارة من ماركة فولفو عىل السيارة من ماركة فورد اسكورت‬
‫السىع المتعلق‬ ‫ط متـعـلـم‪ ،‬أي نوع من االنهماك أو‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫عـلـى الـشـراء مـن ماركس آند سبنش‪ ،‬والمسأله كلها ـ يف رأيه ـ منعكس ش ي‬
‫ينتىم إليها الفرد ‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت‬
‫ي‬ ‫بسيميوطيقا (أو علم عالمات) الرفاهية الخاصة بالطبقة ي‬

‫الجماهي‪ ،‬وإىل حد اإلحياء من جديد‬


‫ر‬ ‫ويذهب نقاد ما بعد الحداثة إىل ما هو أبعد من ذلك يف تأكيدهم عىل الفروق ب ري‬
‫الثقاف هو أمر وثيق الصلة ـ فـي واقـع األمر ـ ببحوث التسويق مقارنة‬
‫ي‬ ‫للـمـنـاهـج الـفـرديـة فـي الدراسة‪ .‬وهذا النوع من الوصف‬
‫الجماىل كما يقول هؤالء النقاد والدارسون هما دالتـنـا لـنـوع المرء‬
‫ي‬ ‫النص التقليدي‪ .‬فالتأويل والحكم‬ ‫ي‬ ‫بصلته بالتحليل‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫والت ترتبط بعالقات معينة‬ ‫(ذكر‪/‬أنت) وعرقه‪ ،‬أو ساللته‪ ،‬وللحـالـة الـنـفـسـيـة الخـاصـة بـه‪ ،‬بـل ولـكـل الجوانب الخاصة بالفرد ي‬
‫لجماهي‪ ،‬بل عىل العالقات التفاعلية ب ري‬
‫ر‬ ‫بالسلطة أو القوة أو النفوذ‪ .‬وهم يركزون خالل ذلك عىل المعت البسيط الشائع ل‬
‫والت تنعكس كذلك علـى المرء‪ ،‬وأيـضـا عـلـى احـتـمـاالت‬‫ر‬ ‫الجماهي المختلفة خالل نشاطات ر‬
‫التلف والمشاهدة ي‬‫ي‬ ‫ر‬ ‫المتلق ري أو‬
‫تنته للنصوص الفنية‪.‬‬ ‫ر ر‬
‫الت ال‬
‫ي‬ ‫التفسي ي‬

‫فالمعات والمتع‬
‫ي‬ ‫ال تنظر هذه الوجهة الجديدة من النظر إىل الجمهور‪ ،‬وال إىل النصوص اإلبداعية عىل أنها أحادية البعد‪،‬‬
‫بتفسيها لنفسه يك تتالءم مع‬ ‫ر‬
‫الت يقوم كل جمهور من خاللها‬
‫ر‬ ‫الخاصة بهـذه الـنـصـوص تتحدد‪ ،‬نوعا ما‪ ،‬يف ضوء الطريقة ي‬
‫غي قابل أحيانا للقيـاس أو التنبؤ ‪.‬‬
‫حاجاته الخاصة وبشكل ر‬

‫إن كل متلق أصبح ينظر إليه‪ ،‬اآلن‪ ،‬يف ضوء هـذا الـتـصـور‪ ،‬عـلـى أنـه عالمة من العالمات المناسبة لمجتمع التسويق‬
‫واالستهالك‪ ،‬ومن ثم ينبغـي دراسة احتياجاته وتفضـيـالتـه‪ ،‬كـذلـك تشبع العديد من المتع‪ ،‬أو المشات الخاصة بالمستهلك‬
‫يف المجتمعات الرأسمالية يف خدمة هذا الـفـرد عـلـى أكمل وجه ممكن‪ .‬لقد أصبحت الفنون يف خدمة احتياجات الناس ‪H‬‬
‫ومن ثم أصبحت هناك ـ يف مجتمع العولمة هذا ـ نصوص تـصـنـع مـن أجـل أفـراد ُبأعينهم أو جماعات بأعينها‪ ،‬أو نصوص‬
‫واألغات الحديثة مثال) يك يكيفها المرء ـ أيا كان ـ مع رغباته الخاصة ‪.‬‬
‫ي‬ ‫تصنع (األفالم‬

‫اليامج‬
‫ولماذا نذهب بعيدا؟ علينا أن نالحظ هذا الميل إىل التسطيح والتفاهـة والتظاهر بالظرف وخفة الدم يف عديد من ر‬
‫الكبي لما يسىم بـاألغـانـي الشبابية‪ ،‬وهذا الفيض‬
‫والمسلسالت العربيـة (وال أقول المضية فقط)‪ ،‬وأيضا هذا االنتشار ر‬
‫غت أطراف أصابعـه )إذا مـد ذراعـه)‬
‫األغات المصورة بطريقة "الفيديو كليب"‪ ،‬حيث قد ال يتجاوز صوت الم ي‬
‫ي‬ ‫المتدفق من‬
‫وحـيـث ُيصنع نجوم من ورق أو قش قليل القيمة‪ ،‬من الناحية الفنية‪ ،‬لكن من خالل المؤثرات الصوتية والبضية واإلبهار‬
‫الخاص بعمـلـيـات الـتـصـويـر‪ ،‬وحـشـد الراقصات الجميالت حولهم‪ ،‬ومن خالل أجهزة تسجيل الصوت وإنـتـاجـه المتقدمة‪،‬‬
‫يصبح هؤالء العجزة موسيقيا وغنائيا نجوما يشار إليهم بالبنان‪ ،‬وتتساقط األموال حولهم‪ ،‬وتحت أقدامهم ‪.‬‬

‫األخية‬
‫ر‬ ‫الكبي لألفالم الكوميدية يف السينما المضية خاصة‪ ،‬خالل هذه السنوات‬ ‫كذلك علينا أن نالحظ أيضا هذا التدفق ر‬
‫الكبية‬ ‫ر‬ ‫من القرن ر‬
‫كثيا اإلقبال عىل أفالم أخرى أكي جمالية وفنية‪ ،‬وهذه الحصيلة ر‬ ‫العشين‪ ،‬وذلك اإلقبال عليها بشكل يفوق ر‬
‫ر‬
‫الت تجنيها تلك األفالم ـ األقل فنية ـ نتيجة تزاحم المشاهدين عىل مشاهدتها‪ ،‬يف حـ ري أن أفـالمـا أ كـثـر فنية منها‬
‫من األرباح ي‬
‫السينمات ‪ .‬بماذا نفش هذه‬
‫ي‬ ‫شعان ما ينفض الجمهور عنها‪ ،‬رغم تم ريها الواضح سواء فيما يتعلق بالرؤية‪ ،‬أو التكنيك‬
‫الظاهرة؟‬

‫بتغي ظروفهم‬
‫تتغي أذواق الناس ر‬
‫التفسيات الممكنة هنا مع ما ذكرناه آنفا عن "جماليـات العوام"‪ ،‬وحيث ر‬
‫ر‬ ‫قد يتفق أحد‬
‫تتغي الظروف المادية إىل األحسن‪ ،‬والجمالية إىل األسوأ‪ ،‬والعكس بالعكس‪ ،‬وما نشاهده‬
‫إىل األسوأ ـ أو إىل األحسن ـ فقد ر‬
‫ه السائدة‪ .‬فاحتياجات الناس ورغباتهـم‬
‫اآلن فعال هو أن أخالقيات السوق واإلشباع والنـهـم الشي ــع العابر ـ لكنه المستمر ـ ي‬
‫ه المحددة لمسار التفضيـل‪ ،‬فـي وقت تسقط فيه العديد من األفكار الكلية أو‬ ‫ر‬
‫تنته ي‬
‫ي‬ ‫لت ال‬
‫العابرة والمؤقتة والشيعة وا ي‬
‫الكبـيـرة (الخـاصـة بـالـوحـدة العربية أو الكفاح ضد إشائيل مثال) عىل المستوى السـيـاسـي‪ ،‬وفـي وقـت تزايدت فيه مشاعر‬

‫واالجتماع)‪ .‬ي‬
‫وف ظل االنهيار المدوي‬ ‫ي‬ ‫الشخص‬
‫ي‬ ‫التهديد واالفتقار إىل األمن‪ ،‬أو اليق ري األرض الثابتة (عىل المستوى‬
‫وف ظل تزايد معدالت البطـالـة وانخفاض معدالت الدخل‪ ،‬وتبدد‬
‫الطاع لمجتمعات أخرى‪ ،‬ي‬
‫ي‬ ‫واليوز‬
‫لمجتمعات معينة‪ ،‬ر‬
‫االجتماع وما شـابـه ذلك من‬
‫ي‬ ‫العديد من األحالم الخاصة باالرتقاء‪ ،‬أو تحسن الستوى عن طريق التعليم واإلرادة والحراك‬
‫المقوالت لدى عديد من دول العالم المسىم تجاوزا بالثالث‪ ،‬وكذلك يف ظل الفردية الم ريايدة‪ ،‬واالنكـفـاء المـتـزايـد عـلـى‬
‫يشي إىل أن‬‫تفسي ر‬ ‫ر‬ ‫تفسي مؤقت‪ ،‬وهو‬ ‫ر‬ ‫الـذات وعـلـى المـصـالـح الشخصية‪ ،‬وعىل حساب اآلخرين‪ .‬عىل كل حال‪ ،‬هذا مجرد‬
‫الكبية ‪.‬‬
‫هذه األعمال الفنية السطحـيـة تـبـرز مـع طـغـيـان الفردية‪ ،‬ومع الشعور بالتهديد‪ ،‬وانعدام األمن‪ ،‬وسقوط األحالم ر‬

‫وهذه الظواهر الجديدة المرتبطة بتفري ــغ القيم الجمالية القديمة‪ ،‬وإحالل قيم جمالية جديدة مكانها ترتبط بالعابر‬
‫موسىم فارغ يعتمد عىل االبتذال والرقص الهابط‬
‫ي‬ ‫اكىم‪ .‬وكذلك ظهور مشح‬
‫والمؤقت والشيـع واالسـتـهـال كـي والتافه والالتر ي‬
‫لمهتمي بالجماليات إىل أن يدرسوهـا عـلـى‬‫الكثيين ا‬
‫الت تحتاج من ر‬ ‫ر‬
‫ر‬ ‫ه من األمور ي‬ ‫والتعبيات الجنسية الضمنية والضيحة‪ ،‬ي‬
‫ر‬
‫وسيف واألغنية والمشح‬ ‫نـحـو ر‬
‫أكي عمقا مما يحدث اآلن‪ ،‬ف محاولة ـ إن أمكن ـ إلنقاذ الذوق العـربـي العام (ف السينما والم ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الت لحقت به‪ .‬هذا مع وعينا كذلك بوجود "أذواق عربية"‬ ‫ر‬
‫والبيئة والحياة بشكل عام ‪...‬إلخ)‪ ،‬من كل هذه االنهيارات ي‬
‫العرت الواحد‪ ،‬لكن أين الحد األدت من الذوق‬
‫ري‬ ‫"وليس ذوقا" واحدا وفروق ثقافية كـذلـك فـي الـذوق حـتـى داخل البلد‬
‫سنشي إىل ذلك الحقا ‪.‬‬ ‫شيك؟ هذا ما ينبىع أن تقوم به عمليات ر‬
‫اليبية والتعليم كما‬ ‫الم ر‬
‫ر‬ ‫ي‬

‫يستثي المرض القوى الكامنة لمواجهته ‪.‬‬


‫ر‬ ‫سلت هو عالمة أزمة أو مرض‪ ،‬وقد‬
‫تغي ر ي‬
‫عىل كل حال فإن أي ر‬

‫تعتي جماليات العوام تنويعة‬


‫ليس معت ما سبق أننا نقول بوجود وتشابه ب ري حالة جماليات العـوام أو التسويق‪ ،‬حيث ر‬
‫كي عىل االنتاجات األدبية الفنية فقط) يف المجتمعات الغربية بعد الحداثية‪،‬‬ ‫ر‬
‫معينة من جماليات التسويق ( لكن مع الي ر‬
‫الت لم يدخل العديد منها ف طور الحداثة بعد بكل ما يرتبط بها من مجتمع مدت وديموقراطية ر‬
‫واحيام للحريات‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ومجتمعاتنا ي‬
‫االستهالك والعابر واحدة مـع اخـتـالف يف شكل الوفاء بحاجات الجمهور هناك‪،‬‬
‫ي‬ ‫الفردية ‪...‬إلخ‪ .‬لكن ما أردنا قوله إن قيم‬
‫وحيث يتم االهتمام بكل التفاصيل‪ ،‬وحيث ترتبط المتعة بالفكر‪ ،‬ر‬
‫واليفيه بالقيم الجمالية‪ ،‬عىل مستوى التصور‪ ،‬أو عىل‬
‫مستوى األداء ـ عىل األقل ـ حيث ينبىع أن تكون الـسـلـعـة الـفـنـيـة جذابة ومقنعة ر‬
‫حت يقبل الجمهور عليها‪ ،‬بينما ما يحدث‬ ‫ي‬
‫(ف‬
‫كثي من الحاالت هو مزي ــج من ضحالة الفـكـرة‪ ،‬وركـاكـة األداء أو الـتـنـفـيـذ وسـيـادة التهري ــج واالستظراف والسخف ي‬
‫هنا يف ر‬
‫ينبىع عىل هذا الجمهور أن يتقبل أي‬
‫المشح والسينما والغناء والـتـلـفـزيـون خاصة) ودون اهتمام بذوق الجمهور كما لو كان ي‬
‫شء يقدمه له هؤالء "العباقرة"‪.‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫إن كالمنا السابق هو محاولة لرصد بعض الظواهـر الجـمـالـيـة فـي حـيـاتـنـا المعارصة‪ ،‬وه محاولة لوصف هذه الظواهر ر‬
‫أكي‬ ‫ي‬
‫تغيي ما‪ ،‬إرادة مازالت يف‬
‫لتفسيها‪ ،‬ونحن لسنا متشائم ري تماما بصدد ما يحدث بل نلمح يف أعماقه إرادة ر‬
‫ر‬ ‫منها محاولة‬
‫ر‬
‫وأكي‬ ‫كي عمقا من حيث الرؤية‪،‬‬ ‫مرحلتها الجنينية‪ ،‬لكنها تحاول بقدر ما تستطيع الخروج إىل الحياة بجماليات جديدة أ ر‬

‫إقناعا من حيث األداء ‪.‬‬

‫الخارج‪:‬‬
‫ر ي‬ ‫جماليات المظهر‬

‫ر ي‬
‫الخارج» أو جماليات صناعة الجمال‬ ‫يرتبط بجماليات التسويق نوع خاص من الجماليات يسىم «جمالـيـات المظهر‬
‫وتجارته ‪.‬‬

‫ويحاول هذا النوع من الجماليات أن يحقق لإلنسان نوعا من الـشـعـور بحسن الحال‪ ،‬حيث تحاول المصانع الوفاء بحاجات‬
‫شء‪ :‬يف السكن والحيوانات األليفة والسيارات والعناية بالجسد‪ ،‬وبما يحقق لها األرباح ر‬
‫الكثية‬ ‫ر‬
‫اإلنسان من الجمال يف كل ي‬
‫دون شك‪ .‬حيث ينفـق سـكـان أمـريـكـا الـشـمـالـيـة وأوروبا جانبا ر‬
‫كبيا من دخولهم عىل الجسد والشعر واألزياء وتجميل النساء‬
‫وحفالت الزفاف ‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫الكبي نحو مراكز اللياقة الصحية عن هذا التوق الغالب نحو جمال الجسد‪ .‬ويوضح ذلك االهتمام‬ ‫ويكشف ذلك االندفاع ر‬
‫والحىل‪ ،‬وجراحات التجميل‪ ،‬وتعريض الجسم للشمس‬ ‫ي‬ ‫الم ريايد بصباغة الشعر‪ ،‬وأدوات التجميل‪ ،‬واألزياء‪ ،‬والوشم‪،‬‬
‫بشة معينة‪ ،‬وانتشار صـالـونـات الـتـجـمـيـل‪ ،‬وغيها‪ ،‬يوضح وجود وع ر‬
‫ميايـد بـصـورة الجـسـد وثـقـافـة الـصـورة‪،‬‬ ‫الكتساب لون ر‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫فـي عض تبدو فيه ثقافة القراءة والكتابة يف حالة تراجع إىل الوراء‪.‬‬
‫الطبيىع أو المعرض العام‬
‫ي‬ ‫مع تطور األزياء والوشم وأدوات التجميل والعطور وفنون اإلعالن‪ ،‬أصبح الجسد بميلة المنظر‬
‫ـ يف هذا المجتمع ـ الخاص ب ـ «مجتمع الفرجة» ـ كما أشار بعض النقاد ـ الذي يتم اإلعجاب به وتأكيده‪ .‬ولماذا هذا السعار‬
‫كبي إىل أن الثقافة المعارصة قد‬
‫الخارج أو الجسدي؟ إن ذلك يرجع إىل حد ر‬‫ر ي‬ ‫الشكىل أو‬
‫ي‬ ‫الخاص نحو الجمال الظاهري أو‬
‫الييي أو الزخرفة أو ر‬
‫طورت كما يشي «بورتيوس» اعتبارا أكي لعمليات ر‬
‫ر ي‬
‫الخارج‪ ،‬أي للظل وليـس الـضـوء‪ ،‬ولـلـعرض‬ ‫اليي ري‬ ‫ر‬ ‫ر‬ ‫ر‬

‫ر ي‬
‫الخارج فقط ‪.‬‬ ‫كثيا ما تميل إىل مكافأة المواطن ري عىل مظهرهم‬
‫وليس الجوهر‪ ،‬وهـي ثـقـافة ر‬

‫تشي بعض الدراسـات ـ هـي أن األفـراد ذوي الجاذبية يكون أداؤهم أفضل يف المدرسة سواء تم‬ ‫فالحقيقة المؤسفة ـ كما ر‬
‫وف العـمـل‪ ،‬تدفع رواتب‬ ‫ر‬
‫ذلك من خالل تلقـيـهـم لمساعدات أكي أو حصولهم عىل درجات أفضل‪ ،‬أو تلقيهم لـعـقـوبـات أقـل ي‬
‫أكي لهم‪ ،‬ووظـائـفـهـم تـكـون أعـلـى مكانة‪ ،‬كما أنهم يحصلون عىل ترقيات أشع‪ .‬ي‬
‫وف عالقاتهم مع الزمـالء‪ ،‬أو‬ ‫(مخصصات) ر‬
‫األزواج فإنهم يكونون أصحاب القرارات االمهمة‪ ،‬وهم غالبا ما ينظر إليهم ر‬
‫حت بواسطة الغرباء عنهم تماما عىل أنهم‬
‫فف القصص الخيالية غالبا ما يكون األبطال‬‫يتسمـون بـالجـاذبـيـة واألمـانـة‪ ،‬ويتحلون بالفضيلة والنجاح‪ .‬وعالوة عىل ذلك‪ ،‬ي‬
‫األشار هم غالبا أقل جماال ر‬
‫وأكي قبحا‪ .‬ويتعـلـم األطـفـال مـن‬ ‫متسم ري بالوسامة‪ ،‬وتكون البطالت متـسـمـات بـالجـمـال‪ ،‬بينما ر‬
‫ذلـك عىل نحو ضمت أن الناس األخيار الطيب ري يتسمون غالبا بالجمال‪ ،‬بينمـا يتسم ر‬
‫األشار بالقبح‪ .‬ويعيـد المجتمـع تـكـرار‬ ‫ي‬
‫هـذه الـرسـالـة بـوسـائـل عـدة حساسة‪ .‬تقوم اإلعالنات‪ ،‬بشكل خاص‪ ،‬بخلق صور جسد مثالية‪ ،‬ال يستطيع معظم الناس‬
‫ينبىع عليهم محاولـة ذلك ‪.‬‬
‫الوصول إليها‪ ،‬لكنهم يرون مع ذلك أنه ي‬

‫ولذلك يقع العديد من األفراد غالبا يف أحابيل الكتب المبسطة وبرامج الحمية وجراحات التجميل وأنظمة التنحيف أو‬
‫تخفيف الوزن‪ ،‬بينمـا يـقـع آخرون عديدون يف براثن االكتئـاب‪ ،‬إن ذلـك كـلـه خـلـق صـنـاعـات جـديـدة ومؤسسات جديدة تقدر‬
‫ثرواتها ر‬
‫بعشات المليارات من الدوالرات غالبا ما تقوم عىل أساس جماليات حديثة للجسد; جماليات رائعة ظاهريا‪ ،‬وغالبا‬
‫متطرفة وفتاكة جوهريا ‪.‬‬

‫الجماهيي يف تكوين هذه الصورة الخاصة للجمال وترويجها للناس‪ ،‬كما‬


‫ر‬ ‫كذلك ساهمت ثقافة التلفزيون ووسائل اإلعالم‬
‫يـتـمـثـل ذلـك فـي هـذا االهتمام الخاص بنجمات السينما وأخبارهن يف المجالت والصحف‪ .‬وقد أجريت عىل هذا النوع من‬
‫كثية أهم نتـائـجـهـا ـ كـمـا عرضها كل من دانيال ماكنيل يف كتابه المسىم "الوجه" ‪ The Face‬الذي‬
‫الجماليات دراسات ر‬
‫صدرت طبعته األوىل العام ‪ ، ١٩٩٨‬وأيضا ستيفن بنكر يف كتابة «كيف يعمل العقل؟ ‪ How the Mind Works‬الذي‬
‫التاىل ‪:‬‬
‫صدرت طبعـتـه األولـى الـعـام ‪ ١٩٩٧‬عىل النحو ي‬

‫فف إحدى الدراسات تب ري أن الرجال يمنحون تقييمات مرتفعة للمقاالت‬


‫‪ 1‬ـ إن الجمال يزخرف األحكام الذاتية من كل نوع; ي‬
‫ه امرأة جمـيـلـة‪ ،‬كـمـا أن كـال مـن الـرجـال والـنـسـاء يـصـدرون أحكاما جمالية إيجابية ومرتفعة‬
‫الضحلة‪ ،‬إذا عرفوا أن من كتبتها ي‬
‫الت يشاهدونها قد رسمتها فنانة جميلة ‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫أكي إذا عرفوا أن اللوحة ي‬

‫الست بأسوأ مما فيه‪ ،‬إذا كانت كاتبته امرأة جميلة‪ ،‬لكنهم ال‬
‫كذلك كشفت دراسة أخرى عن أن النساء قد يصفن المقال ر‬
‫السلت‬ ‫يعطون تقديرات مرتـفـعـة مبالغا فيها إذا كان كاتبه رجال وسيما‪ ،‬وهذا معناه أن النساء يكن ر‬
‫أكي ذاتية يف االتجاه‬
‫ري‬
‫وأكي موضوعـيـة فيما يتعلق بالرجال المتسمي بالوسامة‪ ،‬ف حي يكون الرجال ر‬
‫أكي‬ ‫(خفض التقييم) فيما يتعلق بالنساء‪ ،‬ر‬
‫ي ر‬ ‫ر‬
‫ذاتـيـة ر‬
‫وأكي إيجابية ومجاملة بشكل عام‪ ،‬فيما يتعلق بما تكتبه النساء الجميالت أو ترسمنه‪.‬‬

‫ر‬
‫األكي جاذبية عىل أنهم يعانون من ألم أقل‪ ،‬وأنهم‬ ‫‪ ٢‬ـ وكشفت دراسة أخرى عن أن األطباء أنفسهم يدركون المرض‬
‫ر‬
‫الت يعمل خاللها الجـمـال ضد أصحابه‪.‬‬
‫وتعتي هذه واحدة من المناسبات القليلة ي‬
‫ر‬ ‫يحتاجون إىل رعاية طبيعية أقل أيضا‪،‬‬
‫األكي جـاذبـيـة يـحـظـون باهتمام ر‬
‫أكي‪ ،‬ويعاقبون أقـل فـي الـبـيـت وفـي المدرسـة‪،‬‬ ‫‪ ٣‬ـ وتبي من دراسات أخرى أيضا أن األطفال ر‬
‫ر‬
‫وتشي دراسات‬ ‫أكي فاعلية وأنها تحظ بمكانة أعىل مقارنة بزميالتها‪.‬‬ ‫وأن الـفـتـاة األ كـثـر جماال تكون ذات مهارات اجتماعية ر‬
‫ر‬
‫أخرى كذلك إلـى أن المدرس ري يـعـطـون درجات أعىل للتالميذ المتسم ري بحسن المظهر وأنهم يعاقبونهم بدرجة أقل مقارنة‬
‫بزمالئهم األقل جاذبية‪.‬‬

‫‪ ٤‬ـ كذلك تبي أن المتسمي بحسن المظهر يكسبون أمواال ر‬


‫أكي‪ ،‬ويحظون بوظائف ذات مكانة أعىل مقارنة باألفراد‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫المعتدلي ف هذه الناحـيـة‪ ،‬وأن المعتدلي والمتوسطي ف جاذبيتهم يكسبون ر‬
‫أكي‪،‬أو يحظون بمكانة أفضل مقارنة باألقل‬ ‫ر ي‬ ‫ر‬ ‫ر ي‬
‫منهم جاذبية ‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ وأظهرت دراسات أخرى أيضا أن األفراد ر‬
‫األكي جاذبية يمكنـهـم أن يشقوا من المحالت التجارية (بينما يتظاهـرون بـالـشـراء)‬
‫بـسـهـولـة أ كـبـر‪ ،‬ودون أن يكتشفوا مقارنة باألقل جاذبية‪ ،‬بل إنهم عندما يقبض عليهم‪ ،‬ويتم إحضارهم أمام القضاة أو‬
‫أكي معهم)‪.‬‬ ‫ر‬
‫الت يحصلون عـلـيـهـا (حيث قد يكون هناك تسامح ر‬
‫المحلف ري تستمر المكاسب ي‬

‫وف دراسات أخرى مماثلة تب ري أن حسن المظهر قد ال يؤثر يف عملية اإلدانة أو التجريم لكنه قد يؤدي أحيانا إىل تخفيف‬
‫ي‬
‫ر‬
‫العقوبة‪ .‬فقد كشفـت نتائج إحدى الدراسات ي‬
‫الت أجـريـت عـلـى ‪ ٢٢٣٥‬مـتـهـمـا فـي بـعـض حـاالت الجنح‪ ،‬أن القضاة قد‬
‫أصدروا أحكاما تشتمل عىل غرامات أقل عىل األفراد ر‬
‫األكي جاذبية‪ ،‬كما طلب منهم دفـع كـفـاالت إطـالق سـراح ذات قـيـمـة‬
‫شي إىل وجود عـنـصـر ذاتـي‪ ،‬حـتـى فـي مـثـل هـذه اإلجـراءات المف ريض فيها أن تكون موضوعية‪.‬‬
‫أقـل أيضا‪ ،‬مما ي ر‬

‫‪ ٦‬ـ الجدير ذكره أن دراسات أخرى قد جاءت بنتائج أخرى ال تتفق مع االتجاه العام للدراسات السابقة‪ ،‬فقد أظهرت دراسة‬
‫شاملة قام أصحابها بتحليل نتائج ‪ ٣٠‬دراسة فرعية عىل هذا الموضوع أن المنـظـر والجـاذبـيـة ال يرتبطان إطالقا بالذكاء‪،‬‬
‫فنحن نمنـح األ كـثـر جـاذبـيـة درجـات وهـمـيـة مـن الذكاء قد ال تكون موجودة لديهم فعال ‪.‬‬

‫كبية‪ ،‬وأن المهم هو وجود‬


‫وأظهرت دراسات أخرى أيضا أن الجاذبية‪ ،‬واعتبار الذات‪ ،‬أو تقديرها‪ ،‬ال يرتبطان معا بدرجة ر‬
‫األكي جاذبية قد يكون أيضا ر‬
‫أكي فشال وتبطال‬ ‫ر‬ ‫عات يف حياة المرء‪ ،‬ووجود إنجازات يف عمله‪ ،‬وأن‬ ‫العالقات المفعمة بالم ي‬
‫مي يف حياة اإلنـسـان‬
‫وشقاء ألسباب عدة‪ ،‬ومما يؤكد ما سبق أن أشـار إلـيـه فرويد يف مناسبات عدة من أن القيم رتي المه ر‬
‫ر‬
‫هـمـا "الحب والعمل"‪ ٧ .‬ـ يف دراسة قام بها "بـاص ‪" Buss‬حول ‪ ١٨‬سمة تؤثر يف التفضيـالت ي‬
‫الت يقم بها الناس يف اختيارهم‬
‫عشة آالف فرد‪ ،‬يف ‪ ٣٧‬دولة‪ ،‬يف ست قارات‪ ،‬وخمس جـزر‪ ،‬ومـن مـجـتـمـعـات تـسـمـح بـالـزواج‬ ‫للزوج أو الزوجة سئل حواىل ر‬
‫ي‬
‫واالشياكية‪ .‬وقد أعظ كل من الرجال‬ ‫ر‬ ‫المـتـعـدد‪ ،‬أو ال تـسـمـح بـه‪ ،‬ومـن المجتمعات المـتـحـررة والمحـافـظـة والرأسمالية‬
‫والناس‪ ،‬يف كل هذه التنوعات الثقافية المختلفة‪ ،‬قيمة أعىل للذكاء والعطف والحـنـان والـفـهـم ‪.‬لكن يف كل قطر اختلف‬
‫ر‬
‫الت يعطونها قيمة أعىل يف اختيارهـم ألزواجـهـم‪ .‬فـقـد أعطت‬
‫الرجال عن النساء فيما يـتـعـلـق بـالخـصـائـص‪ ،‬أو الصفات األخرى ي‬
‫النساء قيمة أعىل لعملية كسب المال‪ ،‬ثم جاءت بعدها قيـم المكـانـة والطموح والكفاح‪ ،‬بينما أعظ الرجال قيمه أعىل لتوافر‬
‫الشباب والجاذبية يف المرأة ‪.‬‬

‫تنشها الصحف يف بعض البلدان‬ ‫الت ر‬


‫ر‬
‫وقد تأكدت النتائج السابقة من دراسات أخرى أجريت علـى مـضـمـون الرسائل ي‬
‫الت انتقلت اآلن أيضا إىل شبكة " ر‬
‫اإلنينت"‪ ،‬حيث وجـد أن الرجال يبحثون يف النساء‬ ‫ر‬
‫وه الخدمة ي‬
‫تحت عنوان "أريد زوجا" ي‬
‫عن الشباب والجاذبية‪ ،‬بينما تبحث النساء يف الرجال عن األمن االقتصادي والمكـانـة واإلخـالص‪ ،‬وال مـانـع بـالـطـبـع مـن‬
‫وجود الجاذبية‪ ،‬أيضا‪ ،‬بعد ذلك‪.‬‬

‫يشي «بنكر»; ر‬
‫فحت األطفال الرضع الذين كانت‬ ‫ر‬
‫الت يجتذبها الجمال‪ ،‬يبدو أنها تعمل بطريـقـة فـطـريـة‪ ،‬كـمـا ر‬
‫إن الع ري ي‬
‫أعمارهم تصل إىل ثالثة أشهر فقط‪ ،‬فضلوا أن ينظروا وقتا أطول إىل الوجه الجميل مقارنة بنظرهم إىل الوجوه العادية أو‬
‫األقل جماال ‪.‬‬
‫ر‬
‫االسيادة من المعرفـة‬ ‫غي الوجه يمكن للقارئ الذي يريد‬
‫كذلك أجريت دراسات أخرى عىل مناطق أخرى من الجسد ر‬
‫حـولـهـا أن يـعـود إلـى كـتـاب "ستيفن بنكر" سالف الذكر خاصة الفصل السابع منه وهو بعنوان »‪ Family Values‬أي قيم‬

‫ر ي‬
‫الخارج‪ ،‬أو جمال الجسد‪ ،‬ونختتم هذا الحديث‬ ‫نكتف بهذا القدر من الحديث عن الجمـال الظاهري‪ ،‬أو‬
‫ي‬ ‫العائلة‪ ،‬لكننا‬
‫بالقول إن مفهوم «الجمال» يف ضوء ما سبق ال يمكن تحديده يف إطار واحد‪ ،‬أو من خالل مفهوم تصور محـدد‪ ،‬والحـل‬
‫األفـضـل هـو أن نـنـظـر إلـيـه مـن خـالل مفهوم فتجنشت ري عن "صورة العائلة"‪.‬‬

‫فقد أشار هذا الفيلسوف إىل أنه ال يمكن تعريف كل المفاهيم ف ضوء خاصية واحدة ر‬
‫مشيكة فقط‪ ،‬ولكن‪ ،‬بدال من ذلك‪،‬‬ ‫ي‬
‫يمكن النظر إىل عديد من المفاهيم يف ضوء مفهوم صورة العائلـة‪ ،‬أي الحـالـة الـتـي تـبـدو عـلـيـهـا عائلة ما‪ ،‬عندما تلتقط لهم‬
‫يشيكون طبعا يف أصولهم البيولوجية‪ ،‬لـكـن مـن يـنـظـر إلـى الـصـورة سـيـرى بـعـض‬ ‫معا صورة فوتوغرافية جماعية‪ ،‬إنهم ر‬

‫كبيا‪،‬وبعضهم‬‫سيى بعضهم ر‬ ‫وسيى أيضا اخـتـالفـات أخـرى عـدة قـد تـفـوق جـوانـب التشابه بينهم‪ .‬إنه ر‬ ‫التشابهات بينهم‪ ،‬ر‬
‫صغيا‪ ،‬بعضهم جالسـا‪ ،‬وبعضهم واقفا‪ ،‬بعضهم مبتسمـا‪ ،‬واآلخـر عـابـسـا‪ ،‬أو شـاردا‪ ،‬بـعـضـهـم مـن الذكور‪ ،‬واآلخر من اإلناث‬
‫ر‬
‫‪ ...‬إلخ ‪.‬‬

‫وينطبق األمر نفسه عىل األلعاب الرياضية‪ ،‬فألعاب مثل الشطرنج وكرة القدم والجولف والتنس والكرة الطائرة‪...‬إلخ‬
‫أكي‪ ،‬ومع ذلك تخضع لمفهوم واحد هو «اللعب» وأنها جميعها "ألعاب‬
‫تـشـتـرك فـي جـوانـب قـلـيـلـة وتختلف يف جوانب ر‬
‫رياضية"‪.‬‬

‫وعلت الشاكلة نفسها يمكن النظر إىل الجمال‪ :‬فالجمال قد يكون متعلقا باإلنسان‪ .‬أو الحيوان‪ ،‬أو النبـات‪ ،‬أو الـصـخـور‪ ،‬أو‬
‫الحس‪ ،‬وقد يكون‬
‫ي‬ ‫اإلنسات خاصة يف الفنون المختلفة‪ ،‬وقد يكون مرتبـطـا بـالجـانـب المادي‪ ،‬أو‬
‫ي‬ ‫التعبي‬
‫ر‬ ‫الجـبـال‪ ،‬أو الـبـحـار‪ ،‬أو‬
‫التأمىل‪ ،‬قد يتمثل يف حاالت صامتة‪ ،‬أو حاالت متحركة أو يف مزي ــج من الـصـمـت‬
‫ي‬ ‫عرف‪ ،‬أو‬
‫العقىل أو الم ي‬
‫ي‬ ‫متعلقا بالجانب‬
‫والحركة‪ ،‬وقد يوجد يف وجه جميل أو جسد جميل‪ ،‬أو مشحية جميلة‪ ،‬أو فيلم جميل‪ ،‬أو لوحة فنية جميلة‪ ،‬أو مبت جميل‪،‬‬
‫أو مقـطـوعـة مـوسـيـقـيـة جميلة‪ ،‬أو حديقة طبيعية جميلة لم تمسها أيدي ر‬
‫البش‪ ،‬أو حديقـة أخـرى جميلة توالها اإلنسان‬
‫بالرعاية واالهتمام منذ المراحل األوىل لها ‪.‬‬

‫ورغم االختالفات الهائلة ب ري كل هذه التكـويـنـات والحـاالت الـسـابـقـة‪ ،‬وأيضا كل ما سبق أن رأشنا إليه يف هذا الفصل من‬
‫صور للجمال وتنويعات له‪ ،‬فإننا نصفها عموما بأنها جميـلـة‪ ،‬فـهـنـاك إذن «صـورة عـائـلـة» خـاصـة بالجميل والموضوعات‬
‫ر‬
‫السء الجميل» وكذلـك هـذا الـشـعـور الخـاص‬
‫الجميلة‪ ،‬وهذا الوصف محصلة للتفاعل ب ري الوجود المادي الخاص «لهذا ي‬
‫«الجماىل» له ‪.‬‬
‫ي‬ ‫الـذي يتولد بداخلنا نتيجة إدراكنا له واستمتاعنا به وتأملنا‬

‫لكثي من المشكالت المطروحة‬


‫وهذا التصور الخاص للجمال من خالل مفهوم «صورة العائلة» قد يكون فيه بعض الحل ر‬
‫ر‬
‫والت ستواجهنا خالل هذا الكتاب‪.‬‬
‫لجماىل‪ ،‬أيضا ي‬
‫ي‬ ‫حول «الجمال‪ ،‬والجميل‪ ،‬وا‬

‫يوجد الجمال يف جميع مظاهر الحياة‪ ،‬يف الطبيعة والمبـانـي والـبـشـر والفنون واللغة‪...‬إلخ‪ .‬كما يوجد يف الـعـلـم ذاتـه أيـضـا‪،‬‬
‫يات ريتشارد‬ ‫الفيياء ف القرن ر‬
‫العشين عىل أن الجمال هو المقيـاس األسـاسـي للحقيقة العملية‪.‬‬
‫فالفي ي‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫حـيـث يـجـمـع أبـرز علماء ر‬
‫فينمان يرى «أن المرء يمكن أن يستب ري الحقيقة بفضل جمالها وبساطتها» ويعلن هايز رنيج أن «الجمال يف العلوم الدقيقة‬
‫وف الفنون عىل الـسـواء هـو أهـم مـصـدر مـن مـصـادر االسـتـنـارة والوضوح"‪.‬‬
‫ي‬

‫وعيها‪ ،‬كذلك‪ ،‬نحاول أن نتحرك خالل هذا الكتاب ‪.‬‬


‫عات تتحرك أجنحة الجمال‪ ،‬ر‬
‫وعي كل هذه المظاهر والم ي‬
‫ر‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫تشتمل عمليات التفضيل‪ ،‬عامة‪ ،‬عىل المقارنة والتميـيـز واالخـتـيـار مـن ب ري عدد من البدائل المتاحة لنمط مع ري من‬
‫التفكي أو السلوك أو االنفعال ‪.‬‬
‫ر‬ ‫الم رثيات‪ ،‬وألسلـوب مـعـ ري مـن‬

‫التعبي‬
‫ر‬ ‫تمييات واختيارات‪ ،‬ربي البدائل الجمالية المتاحة‪ ،‬ويتم‬
‫الجماىل عملـيـة مـركـبـة تـشـتـمـل عـلـى مـقـارنـات و ر‬
‫ي‬ ‫والتفضيل‬
‫تعبيات لفظية‪ ،‬أو اختيارات سلوكية‬
‫الجماىل من خالل أحكام جمالية خاصة يصدرها الفرد عىل هيئة ر‬
‫ي‬ ‫عن هذا التـفـضـيـل‬
‫معينة‪ ،‬تظهر ف جوانب عدة من سلوكـه كـمـا ف اختياره لكتابات معينة ك يقرأها‪ ،‬وللوحات معينـة كـي يـشـاهـدهـا‪ ،‬أو ر‬
‫حت‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫غيها وأللوان معينة من‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت يفضل سماعها أكي من ر‬ ‫يقتت مستنسخات منها‪ ،‬وأيضا فـي األعـمـال المـوسـيـقـيـة ي‬
‫ي‬ ‫يقتنيها‪ ،‬أو‬
‫غي ذلك من التفضيالت الجمالية ‪.‬‬
‫وف ر‬
‫المالبـس أو األثـاث نفضلها‪ ،‬ي‬

‫الجماىل‪ ،‬خاصة‬
‫ي‬ ‫يعتيهما شيئا واحدا‪ ،‬لكننا نميل إىل اعتبار التفضيل‬‫الفت‪ ،‬والبعض ر‬
‫جماىل بالتذوق ي‬ ‫ي‬ ‫يرتبط التفضيل ال‬
‫النست ألنماط‬ ‫لـدى الـكـبـار ولـيـس لـدى األطفال‪ ،‬مرحلة متقدمة من عملية التذوق الفت‪ ،‬عملية ترتـبـط بـالـبـلـورة ر‬
‫واليسيخ‬
‫ري‬ ‫ي‬
‫الفت ألن التفضيل‬ ‫ر‬ ‫الجماىل‪ .‬كـمـا أن الـتـفـضـيـل‬
‫الجماىل هو أيضا سلوك أكي اتساعا وشموال من التذوق ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫معينة من السلوك‬
‫ر‬
‫والت يحاول هذا‬
‫تمية ي‬
‫يستثي بداخلنا تلك اإلحساسات الجمالية الم ر‬
‫ر‬ ‫وغي الفنون‪ ،‬وبكل ما‬
‫الجماىل يرتبط بتفضيل الفنون ر‬
‫ي‬
‫الكتاب أن يحيط بها ‪.‬‬
‫وتلعب عوامل عدة رأشنا إليـهـا فـي هـذا الـفـصـل‪ ،‬كـالمـتـعـة‪ ،‬والـتـخـيـل‪ ،‬والتقمص‪ ،‬والمسافة النفسية‪ ،‬واأللفة والشخصية‬
‫الجماىل هذه لدى‬
‫ي‬ ‫وغيها من العوامل‪ ،‬دورها المهم يف التشكيل الخاص لعمليات التـفـضـيـل‬
‫والخية والمعرفة‪ ،‬ر‬
‫ر‬ ‫والثقافة‪،‬‬
‫األفراد‪.‬‬

You might also like