‫المحاضرة الثالثة أ و ب‪ .................................................... :‬تاريخ‪..................................................

:‬‬
‫المجموعة ‪ .............................................................‬كلية ‪....................................................‬‬

‫ملخص للمحاضرة السابقة‪:‬‬

‫الحساسة المفهومية‪ :‬أي القدرة على استشعار الفروق بين مفاهيم قريبة الشبه‪ ،‬وكانت اآللية المستخدمة لذلك هي‪:‬‬
‫التعريف الجيد الذي قلنا أن له ثالثة شروط‪:‬‬

‫أ‪ -‬الوضوح‪ :‬أال تحتمل الكلمة أكثر من معنى‪ ،‬وقلنا أن الغموض مطلوب في بعض السياقات‪ :‬الدستور‪ ،‬القانون‪،‬‬
‫األدب‪ ،‬الكهانة‪.‬‬
‫ب‪ -‬الخلو من األدوار المنطقية بشكليه المباشر وغير المباشر‬
‫ت‪ -‬أن يكون جامع مانع‪ ،‬جامع أن يضم جميع ماصدقات الموضوع ومانع أال يشمل سواها‪ .‬ثم تطرقنا لشبه‬
‫الماصدقات‬

‫‪ -‬قلنا أيضا أن التعريف الجامع المانع يمتلك صبغة معيارية فيكون من حقه التعامل مع شبه الماصدقات بالطريقة التي‬
‫ميز بينها‪.‬‬

‫‪ -‬ثم بدأنا تطبيق عملية التعريفات ومناقشة الفرق بين عدة مفاهيم منها‪ :‬العملية والنتاج وأعطينا أمثلة للدستور والكرة‬
‫والعلم والدين‪.‬‬

‫في هذه المحاضرة أيضا نتحدث عن الحساسة المفهومية‬

‫السؤال‪ :‬أيهما أفضل‪ ،‬أن تفقد شيئا أو شخصا عزيزا عليك دون أن تفتقده؟ أو أال تفقد شيئا وتعاني ألم الفقد ألنك تعتقد أنك‬
‫فقدته؟‬

‫‪ -‬هذا يشبه مفهومي االنطولوجي واالبستمولوجي‪.‬‬

‫‪ -‬من فقد شيئا دون الشعور بفقده هو على المستوى االنطولوجي فقده وليس على المستوى المعرفي‪ .‬والعكس لمن‬
‫فقده على المستوى المعرفي وهو موجود انطولوجيا‪.‬‬
‫‪ -‬مثال اآلية‪:‬‬

‫ت ْال ِج ُّن أَن لَّ ْو كَانُوا َي ْعلَ ُمونَ‬ ‫ض تَأ ْ ُك ُل ِمن َ‬

‫سأَتَهُ ۖ فَلَ َّما خ ََّر تَ َب َّينَ ِ‬ ‫علَ ْي ِه ْال َم ْوتَ َما َدلَّ ُه ْم َ‬
‫علَ ٰى َم ْو ِت ِه ِإ َّال َدا َّبةُ ْاأل َ ْر ِ‬ ‫" فَلَ َّما قَ َ‬
‫ض ْينَا َ‬
‫ين (‪ ")14‬سورة سبأ‬ ‫ب ْال ُم ِه ِ‬
‫ْب َما لَ ِبثُوا فِي ْال َعذَا ِ‬‫ْالغَي َ‬
‫هنا الجن أحرار انطولوجيا ومستعبدين معرفيا‪ ،‬وفي هذا حل لمشكلة ارقت الفالسفة وهي مشكلة "الجبر‬ ‫‪-‬‬
‫واالختيار" "اإلنسان مخير أم مسير؟"‬
‫لو سألنا اإلنسان مخير أو مسير؟ الشائع هو مخير فيما يعلم ومسير فيما ال يعلم‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫هذه اإلجابة خاطئة من ناحية أنها ال تعبر فعال عن المشكلة‪ ،‬فالسؤال ال نقصد به الموت والوالدة‪ ،‬القصد هو‬ ‫‪-‬‬
‫السلوكيات المادية التي نظن أننا مخيرون فيها‪ .‬فهل نحن مخيرون حقيقة أم ال؟‬
‫األمر األخر‪ ،‬ما هي المشكلة من كوننا مخيرون أو مسيرون؟‬ ‫‪-‬‬
‫المأزق هو‪ :‬إذا قلت أن اإلنسان مخير فاهلل اذن ال يعلم بما ستقوم به " مشكلة علم هللا" وإذا قلت أنك مسير فاهلل‬ ‫‪-‬‬
‫يعلم بما ستقوم به فلماذا يحاسبنا هللا إذا كانت افعالنا مقدرة علينا؟ " مشكلة عدل هللا" فاألمران كالهما مر‪.‬‬

‫‪1‬‬
 ‫وهذا مثل حالتي الفقد االبستمولوجي واالنطولوجي‪.‬‬

‫مثال للتوضيح‪ :‬يقال لك أن اسمك موجود على قائمة الممنوعين من السفر وأنت تريد السفر‪ ،‬تخيل لو المعلومة‬
‫خاطئة‪ ،‬أنت ابستمولوجيا مقيد وفي الحقيقة حر‪.‬‬

‫والعكس اسمك موجود على قائمة الممنوعين وال تعلم وال تريد السفر‪ ،‬هنا أنت ال تشعر بالقيود يعني حر معرفيا ومقيد‬
‫في الحقيقة‪.‬‬

‫السؤال من جديد‪ :‬أيهما أفضل الحرية االنطولوجية أم المعرفية؟‬

‫اإلجابة‪ :‬الحرية ولو كانت موهومة أفضل من استعبادي االبستمولوجي فأنا مكبل بأوهامي‪.‬‬

‫وهذا‪ ،‬هو وضع اإلنسان هو حر معرفيا أي أنني حر نمشي للخمارة أو للجامع رغم أني مجبر انطولوجيا فاهلل عارف‬
‫أين ماشي‪ ،‬لكن على المستوى النفسي هو حر‪ ،‬وألنه على المستوى النفسي حر فهو مسؤول‪.‬‬

‫• تكلمنا عن المعرفة فما هي شروط المعرفة‪:‬‬

‫اعتقاد صادق بشواهد قاطعة‬ ‫‪-‬‬
‫السؤال‪ :‬هل يشكل العلم معرفة؟‬
‫هناك شواهد على أن العلم ال يشكل معرفة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .1‬الدليل التاريخي‪ :‬لو شفت تاريخ أي علم‪ ،‬تجد أن العلم قلب حول‪ .‬ولو كانت أدلة العلماء قاطعة على نظرياتهم‬
‫لما غيروها‪ .‬مالحظة التقنية ليست علم هي تطبيقات لنظريات علمية‪.‬‬
‫‪ .2‬الدليل المنطقي‪ :‬أي فرضية في العلم تحتاج إلى أدلة‪ ،‬ولكن محتوى النظرية ضخم فال تستنفذه الشواهد‪ .‬مثال‪:‬‬
‫المعادن تتمدد بالحرارة‪ ،‬سوف تأتي بعينة وليس بالكل وهي قفزة استقرائية‪ ،‬وألن العلم استقرائي فعبر التاريخ‬
‫دائما نكتشف أننا جمعنا أدلة ثم تأتي البجعة السوداء‪.‬‬
‫‪ .3‬الدليل الثالث‪ :‬ليس العلوم الفيزيقية فقط اليقين فيها مستبعد بل حتى العلوم الرياضية‪ ،‬مثال‪ :‬اثبت أن المثلث =‬
‫‪ 180‬درجة؟‬
‫ستجد نفسك وأنت تثبت وصلت إلى مصادرات أو مسلمات انطلقت منها بدون اثبات‪ .‬مثل الخط المستقيم‬
‫أقرب مسافة بين نقطتين‪ .‬وغيرها‬
‫السؤال‪ :‬إذا كانت الرياضيات والعلوم لم تعطينا معرفة فمن سيعطيها لنا؟‬ ‫‪-‬‬
‫الفكرة مثل عمارة من خمسين طابق وأريد بناء طابق فوقها‪ ،‬فأسألك عن أساسها تقول شوف اللي تحت ثابت‬ ‫‪-‬‬
‫وهكذا الى أن أصل إلى األساس وال استطيع إثباته‪.‬‬
‫الدليل في القرن ‪ 19‬جاء عالمان‪ :‬رايمان ولوبتشسكي‪ .‬قالوا أقليدس بدأ من مجموعة مسلمات ومصادرات وبنى‬ ‫‪-‬‬
‫عليها نسق متكامل‪ ،‬بدون اثبات هذه المصادرات‪ ،‬أال يعطينا ذلك الحق في البدء من مصادرات غيرها‪ .‬أكيد نعم‪..‬‬
‫مثال‪ :‬الخط المنحني أقصر بعد بين نقطتين‪ ،‬ولما ال إذا ال يثبت اقليدس األولى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫أيضا‪ ،‬ال تنسى أننا موجودون على الكرة األرضية وكل الخطوط فيها منحنية‪ ،‬وأصال ال توجد مثلثات بالمعنى‬ ‫‪-‬‬
‫األقليدي‪ ،‬فالمثلثات بهذا الشكل‪ .‬كم درجة هذا المثلث‪ ،‬أكثر من ‪ 180‬درجة‪.‬‬
‫رايمن أخذ العكس‪ ،‬الخط المقعر أقصر بعد بين نقطتين‪ ،‬ومثلث رايمان بهذا الشكل وهو أقل من ‪ 180‬درجة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫انظر إذن‪ ،‬إلى بدهية وقطعية المثلث االقليدي وماذا حل بها؟ لدرجة لو سئلت كم درجة المثلث ال تستطيع االجابة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫وهذا يقودنا إلى سؤال عميق‪ ،‬إذا كانت العلوم والرياضيات ال تعطينا معرفة فمن سيعطينا؟‬ ‫‪-‬‬

‫الفكرة‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -‬على الرغم من أن أدلة العلم على فرضياته ليست قاطعة‪ ،‬ليس هناك هناك نشاط بشري احرص على قطعية األدلة‬
‫من العلم‪.‬‬
‫‪ -‬رغم عدم وجود ضامن لكنه أوثق السبل إليها‪.‬‬
‫‪ -‬هذه الروح تنأى بنفسها عن الدوجماطيقة إذا كنا نحارب الدوجماطيقية فاألجدر ممارستها حتى في العلم‪.‬‬

‫• في سياق التمييز بين المفاهيم‪ ،‬أيهما أفضل‪ :‬التصرف بحكمة أو بعقالنية؟ متى يكون السلوك معقوال؟‬
‫‪ -‬السلوك يكون معقوال إذا كان يحقق هدف صاحبه‪ ،‬إذن ال بد من معرفة الغاية من السلوك لكي نعرف إن كان‬
‫عقالني أو ال؟‬

‫السؤال‪ :‬هل تحقيق الهدف شرط العقالنية؟‬

‫االجابة‪ :‬ال‪ ،‬قد تسلك سلوكا عقالنيا دون تحقيق الهدف‪ ،‬وقد تسلك سلوكا غير عقالني وتحقق الهدف‪ .‬مثال‪ :‬قطعت‬
‫تذكرة سفر‪ ،‬واحدة من الرحالت توصلك مباشر والثانية يجب الوقوف في محطة ما‪ ،‬التصرف العقالني أن تأخذ‬
‫الرحلة المباشرة ولكن فرضا حدث مشاكل في الطائرة ووقفت ووصلت الرحلة غير المباشرة قبلك؟ هنا التصرف‬
‫العقالني لم يوصلك لهدفك‪.‬‬

‫‪ -‬وهذا ما يحدث في العلم‪ .‬ما الهدف األسمى للعلم؟ تفسير الظواهر‬

‫العالم يقوم بما هو حسبه في العلم عندما يقوم بتفسير الظواهر ال دخل له بما يسخر له‪ .‬وهل العلم ينجح بالفعل في‬
‫تفسير الظواهر‪.‬‬
‫‪ -‬صحيح أن العلم هدفه التفسير وقد ال ينجح في ذلك‪ ،‬لكن مناهج العلم فرصها في تحقيق الهدف أكبر من فرص أي‬
‫مجال أخر‪.‬‬
‫مثال‪ :‬عندك ظاهرة‪ ،‬وتريد تفسيرها هناك عدة سبل لذلك‪:‬‬
‫‪ .1‬تفكر فيها‬
‫‪ .2‬تلجأ لعرافين‪.‬‬
‫‪ .3‬ما فرطنا في الكتاب من شيء‪ ،‬تلجأ لقرأن‪.‬‬
‫‪ .4‬تجمع المالحظات وتطبق التجارب‪.‬‬
‫كل واحدة من هذه السبل لديها فرصة لتحقيق الهدف ولكن فرصة العلم أكبر‪.‬‬

‫الحساسة اللغوية‬

‫‪ -‬الحساسة اللغوية‪ :‬هي القدرة على استشعار الفروق ليس بين المفاهيم ولكن بين الجمل القريبة الشبه‪.‬‬
‫‪ -‬مشكلة اللغة أنها مرنة‪ ،‬وهي تمكن نا من التعبير عن انفسنا‪ ،‬ولكن هذه المرونة ثمنها الغموض‪ ،‬ولو ترك األمر‬
‫للمنطقي الختار لغة شفافة كالزجاج‪ ،‬ولكن ما فائدة فأس من زجاج سرعان ما يتحطم عند اللحظة التي يستخدم‬
‫فيها‪.‬‬

‫الفكرة‪ :‬غموض اللغة مفيد في سياقات كثيرة‪ ،‬ولكنه في نفس الوقت يُحدث مشاكل‪.‬‬
‫طبعا أفاعيل اللغة في حياتنا كثيرة‪ ،‬يعني باللغة‪:‬‬
‫‪ -‬يتزوج من يتزوج‬
‫‪ -‬يتطلق من يتطلق‬
‫‪3‬‬
 ‫باللغة تشن الحروب‬ ‫‪-‬‬
‫باللغة تعلن الهدن‬ ‫‪-‬‬
‫وبدون لغة‪ ،‬ال أدب وال علم وال حتى دين‪ .‬يقول هيدجر‪ :‬اللغة سكن الوجود‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫ويقول اودونيس‪ :‬لست ما شئته ولست ما ال أشاء ‪ ..‬ليس لي وطن وليس لي سيرة غير هذا التشرد بين حروف‬ ‫‪-‬‬
‫الهجاء‪ ،‬بمعنى لغتي هويتي‪.‬‬

‫وكما قلنا‪ :‬اللغة تحدث المشاكل‪ ،‬فإذا كان عندي جملتين قريبتين من بعضهما‪ ،‬فكيف أعرف أن هناك فرق بينهما؟ سؤال‬
‫للجميع‬

‫في حالة المفاهيم الفكرة بسيطة‪ ،‬في حالة تطابق الماصدقات بين المفهومين المتقاربين فالمعنى واحد‪ .‬نشوف‬ ‫‪-‬‬
‫ماصدقات هذا وماصدقات هذا لو كان واحد معناها ال فرق بينهما‪.‬‬
‫أما في حالة االختالف‪ ،‬فالفكرة بسيطة‪ ،‬تخيل وضع تصدق فيه أحداهما وتكذب األخرى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أما في الجمل فالوضع مختلف‪ ،‬كيف نعرف الفرق بين جملتين‪ .‬الفكرة بسيطة‪ ،‬تخيل جملة تصدق أحدهما وتكذب‬ ‫‪-‬‬
‫األخرى‬
‫مثال‪:‬‬
‫لو قلت‪ ،‬بعض تصريحات الناطق الرسمي صحيحة‪ ،‬هل هي نفسها لو قلت‪ :‬بعض تصريحات الناطق الرسمي‬
‫غيرصحيحة‬
‫بعض ما يقوله المتحدث صحيح‪ .‬بعض ما يقوله المتحدث ليس صحيح‪ .‬هل يوجد فرق بين االثنين؟‬
‫تخيل‪ :‬كل ما قاله صحيح ما وضع بعض ما قاله صحيح‪ .‬كثيرا ما يحدث خلط بين االثنين فعندما يقال بعض ما‬
‫قاله صحيح يظن البعض أن البعض األخر ليس صحيح‬
‫إن بعض الظن إثم‪ ،‬ال تعني أن بعض الظن ليس إثم‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫الغموض واللبس‬

‫ما الفرق بين الغموض الفيكانست واللبس االمبيوكلتي في المنطق؟‬

‫‪ .1‬الغموض‪ :‬عبارة عن مفهوم معناه واضح‪ ،‬ولكن قد ينشأ خالف حول ماصدقاته‬
‫مثال‪ :‬فقير‬
‫‪ -‬من الفقير؟ هل هو من مرتبه ‪ 500‬دينار سنختلف‪.‬‬
‫‪ -‬الذكاء معروف ولكن من الذكي ؟ سنختلف‬
‫كيف سنحل مشكلة الغموض؟ بالتعريف الجيد‪ ،‬اختالف العلماء حول مفهوم الفقر والذكاء والمثقف‪ ،‬بددنا‬
‫الغموض عن طريق التعريف اإلجرائي‪.‬‬
‫من حق شخص ثاني يقول ال ‪ 500‬ما يديرن شيء حتى الف فقير وبالتالي الحل في تعريف الفقر‬
‫الغموض يبدد واللبس يدرأ‬
‫‪ .2‬اللبس‪ :‬معناها تعدد المعاني اللفظة تحتمل أكثر من معنى كلمة واحدة لكن المعنى ليس واحد‬

‫مثال‪:‬‬

‫العين التي تبصر‪ /‬عين الماء ‪ /‬العين مدينة ‪ /‬العين بمعنى جاسوس إلخ‪.‬‬

‫وبالتالي عند استخدامنا للكلمة سيكون للجملة أكثر من معنى‪.‬‬

‫‪4‬‬
 ‫هناك نوعين للبس‪:‬‬

‫‪ .1‬اللبس الداللي سيمانتك‬

‫‪ .2‬اللبس النحوي سنتاكتك‬

‫مثال‪ :‬ذهبت إلى العين‪ ،‬فيها لبس داللي‪ ،‬ألن فيها كلمة لها أكثر من معنى‬

‫ولكن أحيانا تأتي جملة فيها نفس الكلمة ولها نفس المعنى ولكنها تلتبس علينا‪ ،‬ألنها مركبة بطريقة غامضة‪.‬‬

‫مثال‪ :‬رأيت البابا واقفا‪ .‬رأيت واضحة والبابا واضحة وواقفا واضحة‪ ،‬ولكن من الذي كان واقفا أنت أم البابا؟‬

‫‪ -‬الحظ أن‪ :‬الغموض يبدد بالتعريف اإلجرائي‪ ،‬أما اللبس فيبدد بالسياق وبالنحو‪.‬‬

‫أمثلة متعددة‪:‬‬
‫قابلت خبيرة الحشرات المراوغة‪ .‬هنا السياق من سيوضح لك اللبس‬ ‫‪-‬‬
‫النجم والشجر يسجدان‪ .‬ما معنى النجم؟ النجم هنا هو نوع من األعشاب‪ ،‬ألن السياق يوضح المعنى‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إن هللا يغفر لمن يشاء‪ .‬مشيئة من؟ هللا أم الشخص‬ ‫‪-‬‬
‫وال يؤمنون حتى يدخل الجمل في سم الخياط‪ .‬ما معنى الجمل؟ نحكو على مخيط شنو دخل الجمل‪ .‬معنى الجمل‬ ‫‪-‬‬
‫هنا الحبل الغليظ‬

‫• اللغة العربية حافلة بمثل هذه الجمل‪ ،‬والحركات اإلعرابية هي التي تفرق بينها‬

‫أمثلة‪:‬‬

‫‪ -‬لقد جاءكم رسول من أنفسكم‪ .‬أنفسكم بمعنى نفيس وأيضا بمعنى منكم‪.‬‬
‫‪ -‬إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا‬

‫ما الفرق بين الجملتين‪:‬‬

‫وكل شيء خلقناهُ‪ ،‬بقدر‪ .‬قضاء وقدر أو بمقدار‬ ‫‪-‬‬

‫وكل شيء‪ ،‬خلقنا ْه بقدر‬ ‫‪-‬‬
‫حلو مسكر‬ ‫كل عصير‪ٌ ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫كل عصير حلو‪ ،‬مسكر‬ ‫‪-‬‬

‫النحو فرع المعنى ال تعرف النحو لن تفهم الجملة‪.‬‬

‫‪" -‬وهلل على الناس" ِح ُج البيت من استطاع إليه سبيال‪ .‬بمعنى حق هلل على جميع الناس أن من يستطيع الحج فليحج‬
‫وبالتالي من استطاع الحج ولم يحج يأثم‪ ،‬لماذا‪ ،‬يعني فرض على الناس كلهم‪ .‬يعني واحد يقدر يحج وما حجش فأنا‬
‫أثم أيضا‪.‬‬

‫‪" -‬وهلل على الناس حج البيت" من استطاع اليه سبيال بمعنى حق هلل على الناس أن يحجوا من استطاع منهم‪ .‬وهذه‬
‫هي القراءة الصحيحة‪ .‬وهي تسمى بدل جزء من كل‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -‬توضيح اكثر‪ :‬لما نقولك أن هللا فرض على الناس كلها أن أي واحد يقدر يحج يحج‪ ،‬وأي حد يقدر يحج وما حجش‬
‫حتى أنا نأثم ألن فرض على الناس كلها أن اللي يقدر يحج يحج وما حجش‪ .‬ولكن لما نقول أن هللا فرض على اللي‬
‫يقدر يحج يحج هنا اختلف المعنى‪.‬‬

‫‪ -‬عذابي أصيب به من أشاء‪ ،‬يقرأها المعتزلة هكذا‪ ،‬عذابي اصيب به من أساء‪ .‬ألن هللا عادل ليس مشيئته هي التي‬
‫تحدد من يعاقب‪.‬‬

‫شر‬
‫‪ -‬أيضا يؤمن المعتزلة بأن هللا ليس مصدر الشر بل المصدر االنسان‪ ،‬فتأتي آية وتقول‪ ،‬قل أعوذ برب الفلق من ِ‬
‫ما خلق‪ .‬يعني هللا من خلق الشر‪ .‬المعنى األخر قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق‪ .‬شوف الفرق في المعنى‪.‬‬

‫‪ -‬الدراية بالنحو شيء مهم وضروري‪.‬‬

‫‪ -‬إنما يخشى هللا من عباده العلماء‪.‬‬

‫• االقتضاء التخاطبي‪ ،‬امبكتشر‪:‬‬

‫فكرتها‪ :‬نعود إلى مثال بعض تصريحات الناطق الرسمي صحيحة هذه ال تستلزم أن بعض تصريحات الناطق‬
‫غير صحيحة‪ ،‬ولكنها تقتضيها‪.‬‬

‫ما معنى ذلك ما معنى تقتضي‪ ،‬بمعنى ما كان لشخص أن يقول أن بعض التصريحات صحيحة إال ويقصد أن‬
‫بعض التصريحات غير صحيحة‪ .‬منطقيا ال تستلزمها‪.‬‬

‫مثال‪ :‬عندما يقول الحديث الشريف‪ :‬الزكاة في الغنم السائبة‪ ،‬الغنم السائبة هي التي تسرح وعكسها المعلوفة‪.‬‬

‫بمعنى أنك تزكي في الغنم اللي ما تكلف فيك شيء وهذا يقتضي دون أن يستلزم أنه ال زكاة في الغنم المعلوفة‬

‫الحديث‪ :‬ال وصية لوارث‪ ،‬ال تستلزم أن غير الوارث يوصي ولكنها تقتضي‪.‬‬

‫‪ -‬مثال وأية شهيرة مهم ألنه يدلل به المتطرفون‪:‬‬

‫انظر إلى الجملتين‪:‬‬

‫‪" -‬ومن لم يحكم بما انزل هللا فأولئك هم القوم الكافرون" والظالمون والفاسقون‬
‫السند األساسي لمن يقول بشرع هللا‪ ،‬صريحة اآلية من يحكم بغير شرع هللا كافر فكيف تحكم بقوانين وضعية‪.‬‬
‫وهي الحجة التي يحتكم بها المتطرفون‪.‬‬
‫ال حظ الفرق بنها وبين الجملة الثانية القريبة من األولى والتي تستخدم لتمرير األولى وهم من يفهمونها بهذا‬
‫الشكل‪،‬‬
‫‪" -‬ومن يحكم بما لم ينزل هللا فأولئك هم القوم الكافرون"‬

‫الحظ‪ :‬الفرق الدقيق والحاسم في نفس الوقت‪.‬‬

‫األولى تقول‪ :‬ومن لم يحكم بما انزل هللا فأولئك هم القوم الكافرون‬
‫الثانية تقول‪ :‬ومن يحكم بما لم ينزل هللا فأولئك هم القوم الكافرون‬
‫‪6‬‬
 ‫على نفس السياق‬

‫‪ -‬ومن لم يطع والديه فهو عاق‬

‫‪ -‬ومن يطع غير والديه فهو عاق؟! مثال من يطيع رئيسه في العمل فهو عاق‬
‫مثال درت قانون وضعي مثل قانون المرور هل كفرت؟ ال ‪ .‬أنا كفرت عندما ال أحكم بشيء أنزله هللا‪ .‬مثال يقول‬
‫هللا القاتل يقتل فأقول ال يقتل‪.‬‬
‫لكن قانون وضعي اطبقه تقولي كفرت ال‪.‬‬

‫‪7‬‬