You are on page 1of 17

‫‪ 1-1.

‬االندماج العظمي ‪:Osseointegration‬‬


‫ازداد خالل العقود األخيرة استخدام الزرعات السنيّة ‪ Dental implants‬في مجال الصحّ ة‬
‫الفمويّة كطريقة للتعويض عن األسنان المفقودة‪ ،‬حيث تؤمن النواحي الوظيفيّة والجمالية‬
‫باإلضافة إلى مع ّدالت النجاح العالية التي وثقتها العديد من الدراسات السريريّة‪ ،‬فقد بلغ‬
‫معدل النجاح للزرعات السنيّة داخل العظميّة ذات شكل الجذر بين ‪ % 85‬إلى ‪ 95%‬في‬
‫مجال التعويضات السنيّة الثابتة وبشكل أعلى للزرعات المفردة‬
‫‪.))Zarb and Schmitt, 1991, Levin et al., 2006‬‬

‫ويعود هذا النجاح إلى مبدأ اإلندماج العظمي الذي تم وصفه ألول مرة من قبل‬
‫‪ Branemark‬وعرفه بأنه اآللية التي يحصل فيها اتصال وظيفي وبنيوي مباشر ما بين‬
‫العظم الحيّ وما بين سطح الزرعة الواقعة تحت الحمولة الوظيفيّة) ‪.)Branemark, 1983‬‬
‫وفي عام ‪ 1991‬اقترح ‪ Zarb‬و‪ Albertson‬وصفا ً جديداً لالندماج العظمي‪ :‬بأنه اآللية‬
‫التي يتحقق بها تثبيت صلب لمواد صناعيّة (الزرعة السنيّة) في العظم مع بقاء هذا الثبات‬
‫خالل فترة التحميل الوظيفي للزرعة دون أن ينشأ عنه أي أعراض مرضيّة) ‪Zarb and‬‬
‫‪.)Albrektsson, 1991‬‬

‫وقدم ‪ Cochran‬عام ‪ 2006‬توصيفا حديثا لإلندماج العظمي‪ ،‬والذي يعكس العملية‬


‫الديناميكيّة الحيويّة لمنطقة التقاء الزرعة بالعظم‪ ،‬حيث يتمثل ثبات الزرعة بالعظم بتوازن‬
‫ديناميكي بين العظم الحالي الموجود (ال َّتماس األولي)‪ ،‬وتشكيل واعادة التشكيل للعظم الجديد‬
‫(ال َّتماس الثانوي) مع المحافظة على هذا الثبات عند منطقة التقاء الزرعة بالعظم‬
‫(‪.)Cochran, 2006‬‬
‫ولفهم آلية الشفاء البد من شرح اآللية الحيويّة الضابطة لتشكل العظم عند منطقة التقاء‬
‫العظم بالزرعة‪.‬‬

‫‪ .1-1-1‬االستجابة النسيجيّة لعملية الزرع ‪Tissue response to implantation‬‬


‫يسمى شفاء العظم حول الزرعة سلسلة من الحوادث الحيويّة الخلوية وخارج الخلوية والتي‬
‫ّ‬
‫يتغطى سطح الزرعة بالعظم المتشكل‬ ‫تلعب دورا على سطح التقاء الزرعة بالعظم حتى‬
‫الجديد‪.))Fini et al., 2004‬‬

‫يتم تنظيم هذه الحوادث الحيويّة بعوامل النمو والتمايز الناتجة عن تفعيل خاليا الدم عند‬
‫األولية لخاليا الدم تشكيل العلقة الدمويّة‬
‫التقاء سطح الزرعة بالعظم‪ ،‬وينتج عن التفاعالت َّ‬
‫(‪.)Davies, 1998‬‬

‫تخضع الصفيحات الدمويّة لتغيرات شكلية كاستجابة لسطح الزرعة الغريب‪ ،‬وتشمل هذه‬
‫التغيرات االلتصاق‪ ،‬االنتشار‪ ،‬والتجميع‪ ،‬كما تخضع لتغيرات كيميائية داخل خلوية مثل‬
‫زيادة الكالسيوم داخل الخلوي وتحلل الشحوم الفوسفاتيّة‬
‫(‪.)Davies, 1998, Berglundh et al., 2003‬‬

‫ّ‬
‫يتغطى سطح الزرعة ببروتينات المصل‪ ،‬يليه التصاق الصفيحات‬ ‫خالل الساعات األولى‬
‫الدمويّة‪ ،‬وتشكل لخثرة الفيبرين التي تعتبر مستودع لعوامل النمو والسيتوكينات مؤمنة حاجز‬
‫فيزيائي يمنع استمرار النزف‪ ،‬وتلعب شبكة الفيبرين المتشكلة دور سقالة لهجرة الخاليا‬
‫العظميّة المنشأ ‪ Osteogenic cells‬ولتمايز هذه الخاليا خالل مراحل الشفاء العظمي‪،‬‬
‫كما يعتبر شكل السطح الخارجي للزرعة هو المسؤول عن حفظ وثبات هذه العلقة الدمويّة‬
‫المتشكلة ما بين الزرعة والعظم (‪Schwartz and Boyan, 1994, Gemmell and Park,‬‬
‫‪.)2000, Lindhe et al., 2008‬‬

‫يشمل الشفاء العظمي حول الزرعة حدوث ظاهرتين وذلك حسب ‪Albrektsson and‬‬
‫‪:Johansson‬‬
‫‪ -‬تحريض التشكل العظمي‪ Osteoinduction :‬وتتضمن تحويل النمط الظاهري للخاليا‬
‫الميزانشيمية الى خاليا مولدة للعظم‪ ،‬حيث يتم تحريض الخاليا الميزانشيمية البدئيّة‬
‫لتتحول الى نسائل الخاليا المولدة للعظم وهي الخاليا المصوّ رة للعظم ‪Osteoblasts‬‬
‫والخاليا العظميّة ‪.Osteocytes‬‬
‫‪ -‬االتصال أو النقل العظمي ‪:Osteoconduction‬‬
‫تتضمن نمو العظم ضمن مسامات وأقنية سطح الزرعة‪ ،‬وهذا يعتمد على هجرة الخاليا‬
‫الميزانشيمية المحرضة لترتبط وتتكاثر على سطح الزرعة (‪Albrektsson and Johansson,‬‬
‫‪.)2001‬‬

‫يتم ارتباط الخاليا أمّا بااللتصاق المباشر للخاليا على السطح أو عندما ترتبط بسلسلة‬
‫األحماض األمينية (‪ )Arginine-Glycine-Aspartic acid RGD‬الموجودة ضمن‬
‫البروتينات الملتصقة على سطح الزرعة (‪.)Kieswetter et al., 1996‬‬

‫تعتبر الخاليا الميزانشيمية البدئيّة حساسة بشدة إلى خصائص سطح الزرعة‪ ،‬مثل طاقة‬
‫السطح‪ ،‬التعرجات ‪ ،Roughness‬باإلضافة إلى طبوغرافية السطح‪ .‬تقوم الخاليا‬
‫الميزانشيمية بتركيب القالب خارج الخلوي الذي يحوي أيضا ً عوامل نمو وسيتوكينات‪ ،‬ممّا‬
‫يؤ ّدي إلى تغيّر في بنية سطح الزرعة‪ ،‬حيث تتمايز الخاليا الميزانشيمية متحوّ لة إلى خاليا‬
‫مصوّ رة للعظم (‪.)Schwartz and Boyan, 1994, Jayaraman et al., 2004‬‬

‫حيث تقوم الخاليا المصوّ رة للعظم بإنتاج القالب الوعائي العضوي‪ ،‬ليحدث بعدها تكلس لهذا‬
‫القالب مؤديا ً إلى تش ّكل العظم الجنيني ‪.Woven bone (( Boyan et al., 2003‬‬

‫ويمكن أن تقوم الخاليا المصوّ رة للعظم بتشكيل العظم على سطح العظم القديم أو على‬
‫سطح الزرعة نفسها‪ ،‬وقد تم وصف هاتين الظاهرتين التولد العظمي القريب ‪Contact‬‬
‫‪ osteogenesis‬والتولد العظمي البعيد ‪ Distance osteogenesi‬من قبل ‪Osborn and‬‬
‫‪.Newesley‬‬

‫ففي مرحلة التولد العظمي البعيد يحدث تشكيل عظم جديد على سطح العظم القديم‪ ،‬حيث‬
‫يؤمن سطح العظم عدد الخاليا العظميّة المنشأ ‪ Osteogenic‬التي تقوم بتصنيع قالب جديد‬
‫ليتو ّغل على سطح الزرعة‪ ،‬والمالحظة األساسية هنا أن العظم الجديد ال يتش ّكل على سطح‬
‫الزرعة‪ ،‬حيث ينمو العظم باتجاه الزرعة بشكل الحق لتموت األنسجة‪ ،‬وتصبح الزرعة‬
‫محاطة بالعظم‪.‬‬
‫أمّا في مرحلة التولد العظمي القريب فيتش ّكل فيه العظم أوال على سطح الزرعة‪ ،‬حيث‬
‫يستعمر سطح الزرعة من قبل خاليا العظم قبل البدء بتشكيل القالب العظمي‪ ،‬وتعتبر هجرة‬
‫الخاليا العظميّة المنشأ إلى سطح الزرعة أهم مرحلة لتش ّكل العظم وحدوث االندماج العظمي‬
‫(‪ )Osborn and Newesly, 1980‬نقال عن (‪.)Davies, 2003‬‬

‫‪ 2-1-1‬مراحل االندماج العظمي ‪:Timeline of Osseointegration‬‬


‫وصف ‪ Berglundh‬والمجموعة عام ‪ 2003‬المراحل المختلفة لتش ّكل العظم وحدوث‬
‫اإلندماج العظمي للزرعات الموضوعة في الفك السفلي عند الكالب‪ ،‬حيث قاموا بصنع‬
‫زرعات نموذجيّة ذات تصميم خاص للحلزنة لتشكيل منطقة تعرف بحجرة الشفاء (وهي‬
‫الفراغ المتش ّكل بين كل حلزنتين متتاليتين وجسم الزرعة) لتسمح بمراقبة أماكن ومراحل‬
‫تش ّكل العظم حول الزرعات‪ ،‬وتمَّت مشاهدة الحوادث التالية‪:‬‬

‫‪ -‬تش ّكل الخثرة الدمويّة ‪:The blood clot formation‬‬

‫تمتلئ حجرة الشفاء خالل ساعتين من عملية الزرع بالخثرة الدمويّة التي تحتوي كريات الدم‬
‫الحمراء‪ ،‬العدالت‪ ،‬وحيدات النوى والبالعات الكبيرة ضمن شبكة الفيبرين‪.‬‬

‫‪ -‬التص ّنع الليفي ‪:Fibroplasia‬‬

‫بعد أربعة أيام من الشفاء ي ّتم استبدال جزء من الخثرة الدمويّة بأنسجة حبيبية ‪Granulation‬‬
‫‪ tissue‬تحوي خاليا ميزانشيمية عديدة‪ ،‬باإلضافة إلى تش ّكل بنى وعائيّة جديدة‬
‫‪ Angiogenesis‬من المسافات النقيوية للعظم الحيّ المحيطي‪.‬‬

‫وقد لوحظ نشاط خاليا كاسرة للعظم ‪ Osteoclasts‬على طول سطح القطع العظمي‪ ،‬كما‬
‫تبدأ البالعات الكبيرة والخاليا الميزانشيمية غير المتمايزة بإنتاج وتحرير عوامل النمو التي تنبه‬
‫التص ّنع الليفي وتش ّكل نسيج ضام مؤقت ‪.Provisional connective tissue‬‬
‫(‪)Berglundh et al., 2003, Lindhe et al., 2008‬‬
‫‪ -‬تشكيل العظم ‪:Bone modeling‬‬
‫بعد أسبوع من الشفاء تمتلئ حجرة الشفاء بالنسيج الضام المؤقت الغنيّ باألوعية الدمويّة‬
‫والخاليا الميزانشيمية‪ ،‬ويكون عدد الخاليا االلتهابية قليل نسبياً‪.‬‬
‫ويشاهد للمرَّ ة األولى توضع للعظم الجنيني الغني بالخاليا ضمن النسيج الميزانشيمي المحيط‬
‫باألوعية الدمويّة‪ ،‬كما يشاهد هذا التوضع في المواقع ذات ال َّتماس المباشر مع سطح‬
‫الزرعة‪ ،‬حيث يعتبر هذا ال َّتماس ما بين سطح الزرعة والعظم الجنيني المتشكل حديثا ً المرحلة‬
‫األولى من اإلندماج العظمي‪.‬‬
‫‪ -‬خالل أسبوعين من الشفاء‪:‬‬
‫يظهر تش ّكل العظم الجنيني بشكل واضح في كل األجزاء‪ ،‬ذرويا ً وجانبيا ً بشكل يحيط‬
‫بالزرعة‪ .‬كما يشاهد أجزاء من العظم الجنيني المتش ّكل حديثا امتدت من العظم األصل‬
‫(العظم القديم) إلى النسيج الضام المؤ ّقت ووصلت في العديد من المناطق إلى سطح‬
‫الزرعة‪ .‬خالل هذه الفترة يكون سطح الزرعة احتل من قبل العظم المتش ّكل حديثا ً وتم تأسيس‬
‫اندماج عظمي أكثر نضوجا ً وشمولية‪.‬‬
‫وشوهد في المناطق الذروية للحلزنات إشارات واضحة على تش ّكل عظمي جديد‪ ،‬حيث أن‬
‫هذه المناطق تكون على تماس مباشر مع العظم المضيف مباشرة بعد الزرع مؤمّنة الثبات‬
‫األوَّ لي للزرعة‪ ،‬وتكون هذه المناطق قد خضعت المتصاص تدريجي‪ ،‬وتتضمن أيضا ً تش ّكل‬
‫لعظم جديد بعد أسبوعين من الشفاء ( ‪Berglundh et al., 2003, Lindhe et al., 2008,‬‬
‫‪.)Abrahamsson et al., 2004‬‬

‫‪ -‬خالل األسبوع الرابع من الشفاء‪:‬‬


‫يمت ّد العظم المتمعدن المتش ّكل حديثا ً من سطح القطع العظمي (العظم القديم) إلى داخل‬
‫حجرة الشفاء‪ ،‬وتغطي طبقة مستمرَّ ة من العظم الجنيني الغني بالخاليا معظم جدار الزرعة‬
‫ضمن الحجرة‪.‬‬

‫يظهر في مركز حجرة الشفاء تش ّكل عظم اسفنجي أولي ‪ Primary spongiosa‬غني‬
‫بالبنى الوعائيّة والخاليا الميزانشيمية‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة التشكيل ‪:Remodeling‬‬
‫بعد ‪ 12-6‬أسبوع تمتلئ معظم حجرات الشفاء بعظم متمعدن‪ ،‬وتظهر عالمات واضحة على‬
‫إعادة التشكيل لي ّتم استبدال العظم المتش ّكل حديثا بشكل تدريجي بالعظم الصفيحي ونقي‬
‫العظم ( ‪.)Berglundh et al., 2003, Lindhe et al., 2008, Abrahamsson et al., 2004‬‬

‫‪ 3-1-1‬ثبات الزرعة ‪:Implant Stability‬‬


‫يع ّد ثبات الزرعة مؤ ّ‬
‫شر لالندماج العظمي للزرعات السنيّة‪ ،‬حيث يؤثر على عمليَّة شفاء‬
‫ونجاح االندماج العظمي‪ ،‬وهو مقياس للحركة السريريّة للزرعة‪ ،‬ويلعب دور أساسي في‬
‫النجاح طويل األمد للزرعات السنيّة‪ ،‬وتزداد أهميته عند توظيفه في بروتوكول المعالجة‬
‫الحديثة كتسريع المعالجة‪ ،‬حيث ي ّتم االعتماد على ثبات الزرعة عند اتخاذ قرار التحميل‬
‫الفوري للزرعات‪.‬‬
‫ويصنف ثبات الزرعة الكلي إلى قسمين‪ :‬ثبات أولي ‪ Primary stability‬وهو الذي نحصل‬
‫عليه عند وضع الزرعة‪ ،‬وثبات ثانوي ‪ Secondary stability‬وهو ثبات الزرعة بعد‬
‫الشفاء‪ ،‬وينتج الثبات األوَّ لي عن االرتباط الميكانيكي مع العظم القشري‪ ،‬ويعتمد على كميّة‬
‫ونوعيّة العظم في الموقع المستقبل‪ ،‬تصميم الزرعة المستخدمة‪ ،‬باإلضافة إلى التقنيّة‬
‫الجراحيّة الم ّتبعة لوضع الزرعة ( ‪Sennerby et al., 1992, Meredith, 1998b, Chong et‬‬
‫‪.)al., 2009, Tabassum et al., 2010‬‬

‫أمّا ثبات الزرعة الثانوي أو الحيوي فهو الزيادة في الثبات الناتجة عن عمليَّة تش ّكل واعادة‬
‫تش ّكل العظم في منطقة التقاء الزرعة بالعظ المحيط ( ‪.) Atsumi et al., 2007‬‬

‫وتختلف خالل عمليَّة الشفاء نسبة الثبات الميكانيكي إلى الثبات الحيوي‪ ،‬فعند وضع الزرعة‬
‫يستند ثبات الزرعة فقط على الثبات الميكانيكي‪ ،‬وخالل مرحلة الشفاء يتناقص الثبات‬
‫الميكانيكي بينما يزداد الثبات الحيوي‪ ،‬وفي النهاية يكون ثبات الزرعة المندمجة عظميا‬
‫معتمد بشكل كلي على الثبات الحيوي(‪.)Sim and Lang, 2010‬‬
‫ّ‬
‫المؤثرة على ثبات الزرعة ‪:Factors influencing implant stability‬‬ ‫‪ .4-1-1‬العوامل‬

‫أوضحت العديد من الدارسات السريريّة والتجريبيّة تأثير عوامل عديدة على الثبات األوَّ لي‬
‫والثانوي للزرعة ومن هذه العوامل‪:‬‬

‫‪-‬تصميم الزرعة ‪:Implant design‬‬

‫اقترحت تصاميم مختلفة من الزرعات لتحسين األداء السريري للزرعة‪ ،‬وتأتي أهمية تصميم‬
‫الزرعة من حيث الحاجة إلى تأمين أكبر سطح ممكن من الزرعة ليلتحم مع العظم بأقل قدر‬
‫ممكن من األذية‪ ،‬حيث تش ّكل مساحة سطح ال ّتماس بين العظم والزرعة ـ‪Bone-to‬‬
‫)‪ implant contact (BIC‬معيارا هاما في تأمين الثبات للزرعة كما يمنح التصميم الزرعة‬
‫القدرة على مقاومة قوى القصّ وتحويلها إلى قوى يملك العظم قدرة أكبر على مقاومتها مثل‬
‫قوى الضغط ( ‪.) Anselme, 2000, Akkocaoglu et al., 2005‬‬

‫و يعنى التصميم الهندسي للزرعة ‪( Macro design‬أو مايعرف بمصطلح ‪Implant‬‬


‫‪ (Geometry‬بشكل الزرعة وأبعادها‪ ،‬وشكل الحلزنات إن وجدت وعددها وتوزعها وأبعادها‬
‫األولي للزرعة‬
‫وأشكالها‪ ،‬وقد بيّنت العديد من الدراسات تأثير هذا التصميم على الثبات َّ‬
‫( ‪Sennerby and Roos, 1998, Turkyilmaz et al., 2008, Markovic et al., 2013,‬‬
‫‪.) O'Sullivan et al., 2000, Lee et al., 2005‬‬

‫أمّا التصميم المجهري للزرعة ‪ Micro design‬فيعبر عن نوعيّة سطح الزرعة من حيث‬
‫الخشونة أي معاملة سطح الزرعة لِخلق سطوح ذات طبوغرافية معيّنة‪ ،‬وهذا التصميم هو‬
‫المسؤول عن ردود الخاليا على سطح الزرعة‪ ،‬وتوجد نماذج مختلفة لمعاملة سطح الزرعة‬
‫منها‪:‬‬
‫‪ -‬سطح أملس ‪( Machined‬غير معالَج)‪.‬‬
‫‪ -‬مغطى بالبالسما )‪.Titanium plasma-sprayed (TPS‬‬
‫‪ -‬معالَج بالليزر ‪.Laser treatment‬‬
‫‪-‬مخرش بالحمض ‪.Acid etching‬‬
‫‪-‬مخرش بالرمل ‪ ,Sand blasting‬وقد يكون السطح مخرشا بالرمل ثم بالحمض‬
‫)‪sandblasted and acid-etched(SLA‬‬
‫‪ -‬السطح المقطب ‪.Anodizing‬‬
‫‪ -‬مرذوذ بالهيدروكسي أباتيت ‪.HA coated‬‬
‫‪ -‬ترسيب جزيئات من رتبة النانومتر على السطح بطريقة كيميائية أو فيزيائيّة‬
‫(‪)Steenberghe et al., 2006, Gupta et al., 2010‬‬
‫يهدف تعديل سطح الزرعة إلى تحسين ر ّد الفعل الميكانيكي الحيوي لهذا السطح خالل‬
‫المرحلة المب ِّكرة من الزرع‪ ،‬حيث تحسِّن السطوح الخشنة اإلندماج العظمي عن طريق زيادة‬
‫التصاق الصفيحات ووحيدات النوى‪ ،‬وتحسين االلتصاق المباشر للخاليا المولِّدة للعظم‪ ،‬كما‬
‫تحسِّن التكاثر وال ّتمايز التالي لهذه الخاليا‪ ،‬باإلضافة إلى زيادة سطح االتصال بين الزرعة‬
‫والعظم المضيف ‪ BIC‬ممّا يعزز من ثبات الزرعة (‪Park and Davies, 2000, Cochran et‬‬
‫‪al., 1996, Cochran et al., 1998, Albrektsson and Wennerberg, 2004,‬‬
‫‪)Tabassum et al., 2011, de Jonge et al., 2008‬‬
‫‪ -‬حالة السرير العظمي المستقبل ‪:The status of the host bone‬‬

‫إن تأمين سرير عظمي سليم مع رضّ جراحي قليل ذو أهمية خاصة‪ ،‬حيث يعتبر العظم‬
‫َ‬
‫مصدر للخاليا‪ ،‬والتغذية واألوعية الدمويّة‪ ،‬والتي تساعد في عمليَّة شفاء العظم ( ‪Spadaro et al.‬‬
‫‪.)1990‬‬
‫يطلق على البنية الداخلية للعظم مصطلح ‪ Quality‬النوعيّة أو الكثافة ‪ Density‬والتي‬
‫تعكس الخصائص البيوميكانيكية للعظم مثل القوة ومعامل المرونة‪ ،‬وقد أظهرت العديد من‬
‫ال ّدارسات أنَّ نوعيّة وكميّة العظم في المنطقة المستقبلة للزرعة من العوامل الموضعيّة الهامّة‬
‫التي تلعب دورا في تحديد نجاح الزرعات السنيّة (‪Misch, 1990, Lindh et al., 2004, Drage‬‬
‫‪.)et al., 2007, Sevimay et al., 2005‬‬

‫إن وجود كميّة كافية من العظم الكثيف هو العامل األكثر أهمّية فيما يتعلق بالثبات‬
‫األوَّ لي‪ ،‬وينصح البعض باستغالل وجود عظم قشري ثنائي الجانب ‪Bicortical contact‬‬
‫األولي‪ ،‬حيث يمكن االستفادة من العظم القشري المتواجد على قمّة السنخ‬
‫لدعم الثبات َّ‬
‫لتأمين الثبات لقمّة الزرعة‪ ،‬والثبات للجزء الذرويّ من الزرعة يمكن االستفادة من العظم‬
‫الكثيف المتو ّفر عند قاعدة الفك السفلي‪ ،‬أو الحدود السفليّة للحفرة األنفية‪ ،‬أو الجيب الفكي‪،‬‬
‫أو الصفيحة العظميّة اللسانيّة أو الحنكية بإيصال الزرعة إلى تلك المناطق (الشكل ‪،)1-1‬‬
‫كما أن توفر حويجزات عظمية ثخينة ضمن العظم اإلسفنجي قد تكفي لتأمين الثبات‬
‫المطلوب ( ‪.) Sennerby et al., 1992, Grondahl, 2003‬‬
‫األولي باإلستفادة من العظم القشري ثنائي الجانب‪.‬‬
‫الشكل ( ‪ :) 1-1‬زيادة الثبات َّ‬

‫صنف ‪ Misch‬عام ‪ 1990‬العظم حسب كثافته إلى األقسام الرئيسية التالية (الشكل ‪:)1-2‬‬
‫‪ :D1‬يتألف العظم بمعظمه من عظم قشري كثيف‪.‬‬

‫‪ :D2‬طبقة سميكة من العظم القشري الكثيف‪ ,‬وتحتوي عظم حويجزي (شبكي) ‪Trabecular‬‬
‫‪ bone‬يحوي حجبا عظمية ثخينة‪.‬‬

‫‪ :D3‬طبقة رقيقة من العظم القشري في المحيط‪ ,‬وعظم حويجزي يحوي حجبا عظمية دقيقة‬
‫في الداخل‪.‬‬

‫‪ :D4‬ال يحتوي تقريبا على عظم قشري ويتألف بمعظمه من عظم حويجزي ذو حجب عظمية‬
‫دقيقة‪.‬‬

‫وتعبّر الكثافة ‪ D5‬عن مناطق العظم الطريّ جداً والذي هو غالبا ً مناطق الطعوم العظميّة‬
‫غير الكاملة التمعدن‪.‬‬

‫الشكل (‪ :)2-1‬تصنيف العظم تبعا للكثافة العظميّة حسب ‪ Misch‬عا ُم ‪.1990‬‬


‫وبشكل عام تعتبر المنطقة األمّاميّة من الفك السفلي ذات كثافة ‪ D2‬والمنطقة الخلفيَّة السفليّة‬
‫‪ ,D3‬والمنطقة األمّاميّة العلويّة ذات كثافة ‪ D3‬والمنطقة الخلفيَّة العلويّة ذات كثافة ‪,D4‬‬
‫األولية‪.‬‬
‫ويستخدم هذا التوزيع عند وضع خطة المعالجة َّ‬
‫وي ّتم تحديد الكثافة العظميّة بشكل أكثر دقة اعتماداً على التصوير المقطعي َ‬
‫المحوسب‬
‫ّ‬
‫وتؤثر الكثافة العظميّة ليس فقط على الثبات األوَّ لي‬ ‫)‪,Computed tomography (CT‬‬
‫للزرعة‪ ،‬ولكنها ّ‬
‫تؤثر أيضا ً على كميّة سطح ال َّتماس ‪ ،BIC‬حيث يكون سطح ال َّتماس ‪BIC‬‬
‫في العظم القشري أعلى منه في العظم اإلسفنجي‪ ،‬وتكون نسبة سطح ال َّتماس ‪ BIC‬في‬
‫المناطق ذات الكثافة ‪ D1‬هي األعلى وتبلغ ‪ ,% 85‬وتبلغ هذه النسبة في المناطق ذات‬
‫الكثافة ‪ D2‬حوالي ‪ , 65-75%‬وتؤمّن الكثافة ‪ D2‬مقدار ‪ % 40-50‬من سطح‬
‫ال َّتماس ‪ ،BIC‬بينما يؤمن العظم ذو الكثافة ‪ D4‬أقل نسبة ‪ % 30‬من سطح ال َّتماس‬
‫)‪.BIC ( Misch, 2008‬‬

‫‪ -‬التقنيّة اُلجراح ّي ُة ‪:Surgical technique‬‬

‫أظهرت ال ّدراسات أنه باإلمكان تعزيز الثبات َّ‬


‫األولي من خالل تعديل التقنيّة المستخدمة‬
‫للزرع) ‪.)O'Sullivan et al., 2004, Bilhan et al., 2010, Tabassum et al., 2010‬‬

‫األولي للزرعة تقنية تصغير القطر‬


‫ومن الطرق الجراحيّة المستخدمة لتحسين الثبات َّ‬
‫‪ undersized drilling technique‬حيث ي ّتم استخدام سنابل ذات قطر أصغر من قطر‬
‫الزرعة َّثم إدخال الزرعة‪ ،‬ويؤ ّدي ذلك إلى تأمين انضغاط عظمي مناسب في منطقة التقاء‬
‫األولي( ‪Friberg et al., 1999a, Lindhe et‬‬
‫الزرعة بالعظم األمر الذي يزيد من ثبات الزرعة َّ‬
‫‪.)al., 2008‬‬
‫ومن عيوب هذه التقنيّة فقدان كميّة من العظم أثناء عمليَّة الحفر‪ ،‬ولذلك فمن الطرق‬
‫الجراحيّة البديلة تقنية التكثيف العظمي‪Osteotome technique‬‬
‫( ‪.)Schlee et al., 2006, Summers, 1994‬‬
‫تتكون هذه التقنيّة من إعداد حفرة صغيرة القطر في البداية َّثم ي ّتم ضغط النسيج العظمي‬
‫جانبيا ً وذرويا ً بواسطة االستخدام المتتالي للمكثفات العظميّة‪ ،‬والهدف من هذه الطريقة وضع‬
‫الزرعة مع درجة عالية من الثبات دون إزالة عظم إضافي‪ ،‬والتي يعتقد نظريا أنها تحسّن من‬
‫الشفاء النهائي للعظم ) ‪.)Le Gall, 2004, Skalak and Zhao, 2000‬‬
‫وتق ّدم    تقنية جراحة العظ باستخدام البيزو ‪ Piezoelectric bone surgery‬تقنية بديلة عن‬
‫تقنية الحفر التقليديّة المستخدمة لوضع الزرعة‪ ،‬والتي تعالج بعض العيوب في النظام‬
‫التقليدي باستخدام نظام جراحي بالموجات فوق الصوتية ‪Ultrasonic surgical system‬‬
‫(‪.)Vercellotti, 2000, Vercellotti, 2004‬‬
‫حديثا ً أجرى ‪ Stacchi‬والمجموعة مقارنة بين تحضير موقع الزرعة بالطريقة التقليديّة مع‬
‫التحضير باستخدام البيزو لدراسة التغيّر في ثبات الزرعة‪ ،‬حيث َّتم أخذ مقدار ثبات الزرعة‬
‫أثناء وضع الزرعة وخالل ثالثة أشهر‪ ،‬وأظهرت ال ّدراسة عدم وجود فارق في مقدار الثبات‬
‫أثناء وضع الزرعة بين كال الطريقتين‪ ،‬ولكن كان ىناء فروق ذات داللة إحصائية عالية‬
‫للثبات الثانوي للزرعة بعد ثالثة أشهر لصالح الجراحة بالبيزو مقارنة مع الجراحة التقليديّة‪،‬‬
‫وكان هذا الفرق واضحا ً خصوصا ً من اليوم ‪ 14‬إلى اليوم ‪ 42‬بعد الجراحة ) ‪Stacchi et al.,‬‬
‫‪). 2013‬‬
‫‪-‬شروط التحميل المطبُّقة على الزرعة ‪loading conditions applied on the implant‬‬
‫بيّنت العديد من ال ّدراسات الدور األساسي للثبات األوَّ لي للزرعة وخالل فترة الشفاء في تحديد‬
‫وقت التحميل للزرعة) ‪Becker et al., 2005, Meredith, 1998a, Ostman et al., 2006‬‬
‫ويالحظ خالل العقدين الماضيين ميل العديد من الباحثين والممّارسين إلى تقليل زمن الشفاء‬
‫واستخدام بروتوكول التحميل الفوريّ أو التحميل المب ّكر للزرعات ويأتي ذلك نتيجة فهم اآللية‬
‫الحيويّة لعمليَّة اإلندماج العظمي‪ ،‬وتطور التقنيات الجراحيّة الم َّتبعة عند وضع الزرعة‪،‬‬
‫باإلضافة إلى تطور سطوح الزرعات ) ‪Ganeles et al., 2008, Zollner et al., 2008,‬‬
‫‪.)Cochran et al., 2002, Bornstein et al., 2003‬‬
‫حيث ِجد أنه تحت ظروف معيّنة تكوف نسبة نجاح التحميل الفوري أعلى من نسبة نجاح‬
‫التحميل المتأ ّخر للزرعات ) ‪.)Chiapasco et al., 2001‬‬
‫ّ‬
‫متأخر( ولكن القدرة‬ ‫لذلك فقد وجد أفن الشرط األساسي ليس زمن التحميل )فوري أو مب ّكر أو‬
‫على تقليل الحركات الدقيقة خالل فترة الشفاء‪ ،‬حيث يعتبر بقاء الحركات الدقيقة عند منطقة‬
‫التقاء الزرعة بالعظم أقل من ‪ 50-150‬ميكرون من أهم المعايير المح ّددة لنجاح اإلندماج‬
‫العظمي‪ ،‬وذلك خالل فترة الشفاء التي تلي الزرع ) ‪.)Szmukler-Moncler et al., 2000‬‬
‫األولي العالي من الحركات الدقيقة الزائدة للزرعة خالل المراحل المبكرة للشفاء‬
‫ويقلل الثبات َّ‬
‫األولي أساسي لنجاح اإلندماج العظمي للزرعة‬
‫وخالل التحميل‪ ،‬لذلك يعتبر الثبات َّ‬
‫( ‪. ( Friberg et al., 1991‬‬

‫ويعتمد اختصار زمن التحميل على عاملين أساسيين‪:‬‬


‫‪ -‬نوعيّة وكميّة العظم في موقع الزرعة‪ ،‬وبشكل تالي مقدار ال َّتماس العظمي َّ‬
‫األولي‪.‬‬
‫‪ -‬وسرعة تش ّكل العظم واعادة التج ّدد في العظم المحيط بالزرعة وبالمحصلة ال َّتماس‬
‫العظمي الثانوي‬
‫بالتالي فإن العوامل التي تؤ ّد ي إلى تحفيز وتسريع تماس الزرعة مع العظم مثل استخدام‬
‫عوامل النمو والطعوم العظميّة حول الزرعة‪ ،‬أو العوامل التي تؤ ّد ي لتقليل الحركات الدقيقة‬
‫للزرعة‪ .‬كل هذه العوامل تلعب دور هام عند اختصار بروتوكول التحميل) ‪.)Cochran, 2006‬‬
‫‪ . 2-1‬طرائق قياس ثبات الزرعة‪Methods used to assess implant stability :‬‬
‫تعتمد درجة ثبات الزرعة على حالة األنسجة المحيطة‪ ،‬لذلك فمن المهم جداً القدرة على‬
‫تحديد ثبات الزرعة خالل نقاط زمنية مختلفة لوضع تشخيص على المدى الطويل باالعتماد‬
‫على قياس ثبات الزرعة ) ‪.)Meredith, 1998b, Atsumi et al., 2007‬‬
‫حيث توجد تحاليل تشخيصيّة مختلفة لقياس ثبات الزرعة‪ ،‬يمكن تصنيف هذه الطرائق بأ َّنها‬
‫ّ‬
‫التؤثر‬ ‫جائحة أو راضّة تتداخل مع عمليَّة اإلندماج العظمي للزرعة‪ ،‬وطرائق غير راضّة‬
‫على عمليَّة اإلندماج العظمي‪ ،‬ومن أكثر الطرائق استخداما ً في المجال السريري لتحميل‬
‫ثبات الزرعة السنيّة نذكر مايلي‪:‬‬
‫‪ .1-2-1‬التحاليل الشعاعيّة ‪:Radiographic analysis‬‬
‫تعتبر التحاليل الشعاعيّة من الطرائق غير الراضّة التي يمكن أن تستخدم في أي مرحلة من‬
‫مراحل الشفاء‪ .‬تس َتخدم التحاليل الشعاعيّة في المرحلة ماقبل العمل الجراحي‪ ،‬لتقديم‬
‫معلومات عن البنى التشريحيّة الهامّة المجاورة لموضع الزرع‪ ،‬ولتقييم نوعيّة وكميّة العظم‬
‫مكان الزرع) (‪Schropp et al., 2001, White et al., 2001‬‬

‫كما تستخدم في المرحلة ما بعد العمل الجراحي لمراقبة االمتصاص العظمي الحفافي‪ ،‬وأيّة‬
‫تغيّرات يمكن أن تحدث على سطح ال ّتماس ‪ , BIC‬حيث تستخدم الصور المجنحة‬
‫‪ Bitewing view‬لقياس مستوى العظم القمي ‪ Crestal bone level‬الذي يعرف بأ َّنه‬
‫المسافة من قمّة الزرعة إلى موضع العظم على سطح الزرعة‪ ،‬والذي اقترح على أنه مؤ ِّشر‬
‫شعاعي هام لنجاح الزرعة ( ‪.)Hermann et al., 2001‬‬
‫أيضا ً يستخدم كل من التصوير المقطعي المحوسب‪ ،‬والتصوير المقطعي المحوسب ذي‬
‫الحزمة المخروطية في تحري وقياس العيوب العظميّة حول الزرعات في المستويات الثالث‬
‫( ‪.)Mengel et al., 2006‬‬

‫‪ . 2-2-1‬تحاليل مقاومة عزم القطع ‪:Cutting torque resistance analysis‬‬

‫يعتمد هذا التحميل على قياس الطاقة ( ‪ ) /mm3 J‬التي يحتاجها محرك تيَّار كهربائي لقطع‬
‫أن هذه الطاقة مرتبطة مع كثافة العظم‪،‬‬
‫وحدة الحجم من العظم أثناء الجراحة‪ ،‬حيث و ِجد َ‬
‫التي تعتبر من العوامل الهامّة في نجاح الزرعات السنيّة‪.‬‬
‫يستخدم مدى العزم المرتبط مع‬
‫وحدة الحفر لقياس عزم اإلدخال للزرعة ‪ N/cm‬للتعبير بشكل غير مبا َشر عن (‪) /mm3 J‬‬
‫( ‪.)Johansson and Strid, 1994, Friberg et al., 1995‬‬
‫ي ّتم قياس عزم الش ّد (عزم اإلدخال ‪ ) Insertion torque‬بواسطة ذراع الش ّد ‪Torque wrench‬‬
‫المستخدم إلدخال الزرعة والمزود بمقياس للعزم الشكل ( ‪ ,) 1-3‬أو بواسطة جهاز‬
‫الحفر الجراحي والقبضة الجراحيّة الذي يمكنه تحديد عزم اإلدخال بشكل الكتروني‬
‫( ‪.)O'Sullivan et al., 2004‬‬
‫الشكل )( ‪ُ :) 1-3‬أشكال مختلفة لألدوات المستخدمة في قياس عزم الشد‪.‬‬
‫من مساوئ هذا المقياس أنه يستخدم فقط أثناء الجراحة‪ ،‬فال يعطي معلومات عن نوعيّة‬
‫العظم حتى ي ّتم تحضير القطع العظمي‪ ،‬كما ال يمكن مراقبة تغيّرات الثبات أثناء فترة الشفاء‬
‫األولي والزرع الفوري‪ ،‬فهو‬
‫التالية لذلك يستخدم بشكل شائع في الدراسات المتعمقة بالثبات َّ‬
‫يعطي صورة مباشرة عن مدى ثبات الزرعة أثناء العمل الجراحي ( ‪Beer et al., 2003, Al-‬‬
‫‪.)Nawas et al., 2006‬‬
‫وجدت ال ّدراسات أن عزم اإلدخال يجب أن يتجاوز ‪ N/cm 30‬للحصول على مع ّدالت‬
‫نجاح متوقعة للزرعات السنيّة‪ ،‬ولتجنب الحركات الدقيقة ‪ Micro movement‬للزرعة‬
‫والتش ّكل التالي للنسيج الضام ( ‪Akca et al., 2006, Irinakis and Wiebe, 2009, Rodrigo‬‬
‫‪.) et al., 2010, Ottoni et al., 2005‬‬
‫‪ 3-2-1.‬اختبار عزم السحب ‪:Removal torque test‬‬
‫يقيس عزم السحب ‪ RT‬العتبة األساسية التي ي ّتم عندها تحطيم سطح ال ّتماس ‪ BIC‬وهذا‬
‫يعطي بشكل غير مباشر معلومات عن درجة االندماج العظمي للزرعة المقاسة‪ ،‬وذلك‬
‫بقياس القوة الالزمة لسحب الزرعة من العظم (‪Johansson et al., 1991, Johansson and‬‬
‫‪.)Albrektsson, 1991‬‬
‫يستخدم هذا االختبار بشكل أساسي في ال ّدراسات التجريبية‪ ،‬حيث يستخدم لقياس مدى‬
‫األولي بين الزرعة والعظم ويتعلق بشكل أساسي بكثافة ونوعيّة العظم‪ ،‬وتصميم‬
‫االرتباط َّ‬
‫الزرعة المستخدمة ) ‪Buser et al., 1998, Sakoh et al., 2006, O'Sullivan et al., 2000,‬‬
‫‪(. Chang et al., 2010‬‬
‫‪ 4-2-1.‬جهاز ‪:Periotest‬‬
‫صم ّم جهاز )‪ Periotest® (Siemens AG, Benshein, Germany‬بشكل أساسي‬
‫لفحص النسج حول السنيّة ومراقبة نتائج المعالجة‪ ،‬ويعبر الجهاز عن الخواص التخميديّة‬
‫للرباط ما حول السني ‪،amping characteristics of the periodontal ligamentD‬‬
‫َّثم استخدِمت هذه الطريقة في مجال الزرعات السنيّة‪ ،‬وذلك للتغلب على الطرائق الراضّة‬
‫المستخدمة في قياس ثبات الزرعات السنيّة (‪.)Teerlinck et al., 1991‬‬
‫يعمل هذا الجهاز (الشكل ‪ )1-4‬عن طريق صدم السن أو الزرعة بواسطة قطعة حساسة‬
‫‪ Tapping metallic rod‬تخرج من قبضة الجهاز على شكل نبضات متتالية وبسرعة‬
‫ثابتة‪َّ ،‬‬
‫ث يقيس الزمن الذي تستغرقه هذه القطعة بالتباطؤ حتى تعود إلى الحالة الثابتة‪،‬‬
‫ويعبر عن النتيجة برقم هو ‪ ،PT-value‬وتتراوح مجال القيم بين ( ‪ ) 08-‬إلى (‪) 50+‬‬
‫( ‪.) Schulte and Lukas, 1993‬‬
‫والذي يح ّد من استخدام هذا الجهاز بشكل أساسي في قياس ثبات الزرعات السنيّة هو‬
‫الحساسية القليلة في تقييم اإلندماج العظمي‪ ،‬حيث أن قيم ‪ PTV‬للزرعات المندمجة عظميا‬
‫تقع في منطقة ض ّقة (‪ -5‬إلى ‪ )+5‬ضمن مجال واسع (‪ -8‬إلى ‪ ،)+50‬ويمكن أن يعزى هذا‬
‫إلى االختالف الفيزيائي ما بين النسج ما حول السنيّة وبين سطح االتصال بين العظم‬
‫والزرعة‪ .‬كما يمكن أن تتأثر النتائج أثناء إجراء القياس بالعامل الشخصي (الوضعيّة‬
‫واال ّتجاه)‬
‫( ‪.)Olivé and Aparicio, 1990, Meredith et al., 1997, Schulte and Lukas, 1992‬‬
‫الشكل (‪ :) 1-4‬جهاز ‪®Periotest.‬‬
‫‪ . 5-2-1‬جهاز ‪: Osstell‬‬
‫طور ‪ Meredith‬والمجموعة طريقة سهلة وغير راضّة لتحميل العظم حول الزرعة‪ ،‬وتدعى‬
‫هذه الطريقة تحميل التر ّددات المتتابعة (‪ )Resonance Frequency Analysis‬أو‬
‫اختصارا (‪ ،)RFA‬والمتو ّفرة تجاريا ً على شكل جهاز ‪ ،Osstell‬وي ّتم عرض قياسات الجهاز‬
‫كقيمة تعبّر عن مقدار ثبات الزرعة (‪ )Implant Stability Quotient‬أو اختصارا (‪)ISQ‬‬
‫والتي تمثل وحدة قياسية للثبات‪ ،‬حيث تتراوح قيم ‪ ISQ‬من ‪ , 1-100‬وكلما كانت القيمة‬
‫أعلى كلما كان ثبات الزرعة أكبر‪.‬‬
‫َّتم تطوير ع ّدة أجيال من هذا الجهاز‪ ،‬وأكثرها استخداما ً جهاز ‪ OsstellTM‬االلكتروني‪،‬‬
‫يحتوي الجهاز على ناقل ذو شكل حرف ‪ L‬يتصل مع الزرعة أو ال ّدعامة بواسطة برغي الش ّد‬
‫(الشكل ‪.)1-5‬‬
‫الشكل (‪ :)1-5‬جهاز ‪ Osstell‬االلكتروني الناقل الموصول ُإلى اُلزرعة‪.‬‬
‫حديثا ً َّتم تطوير جهاز ‪ OsstellTMmentor‬و‪ OsstellTM ISQ‬اللذين يستخدمان تقنيّة‬
‫مغناطيسية (‪.)Chang et al., 2010‬‬
‫‪ 1-5-2-1.‬جهاز (‪ )OsstellTM mentor, OsstellTMISQ‬محمل التر ّددات المتتابعة‬
‫المغناطيسي‪Magnetic technology resonance frequency analyzer :‬‬
‫صم ِّم هذا الجهاز لقياس ثبات الزرعات السنيّة في الحفرة الفمويّة والمنطقة القحفيّة الوجهية‪،‬‬
‫وهو عبارة عن أداة قابلة للحمل تستخدم تقنيّة مغناطيسية لقياس الثبات دون أي اتصال مع‬
‫الزرعة (الشكل ‪ .)1-6‬يكون الناقل هنا عبارة عن أداة ‪ SmartPegTM‬وهي عبارة عن‬
‫قضيب دقيق‪ ،‬صغير الحجم‪ ،‬مصنوع من معدن ليّن مطليّ بالزنك وم َمغنط بجزئه الذرويّ ‪،‬‬
‫يتمّيز بسهولة اتصاله مع الزرعة أو ال ّدعامة بواسطة برغي الش ّد‪ ،‬وي ّتم تفعيل ال‬
‫‪ SmartPeg‬عن طريق النبضات المغناطيسيّة الصادرة من مِسبر القياس‬
‫‪ Measurement probe‬الموجود في الجهاز‪ ،‬ممّا يسبب اهتزاز ال ‪ smartPeg‬وفق‬
‫تتابع محدد معتمدا على ثبات الزرعة‪ ،‬ي ّتم تجمع التر ّددات المتتابعة الصادرة عن ال ‪SmartPeg‬‬
‫بواسطة مسبر القياس فتظهر النتيجة على شاشة الجهاز كقيمة تعبّر عن مقدار ثبات الزرعة‬
‫‪، ISQ‬تتراوح قيم ‪ ISQ‬من ‪ 100-1‬الشكل (‪)Valderrama et al., 2007( )7-1‬‬

‫الشكل (‪ )6-1‬جهاز ‪ Osstell Mentor‬وجهاز ‪ Osstell ISQ‬بالتقنية المغناطيسية‬


‫الشكل (‪ )7-1‬يظهر ال ‪ SmartPeg‬وكيفية قياس الترددات بواسطة جهاز ‪ Osstell‬مغناطيسيا‬
‫دون أي اتصال مباشر بالزرعة‪.‬‬

‫تتوفر أنواع مختلفة من ‪ SmartpegTM‬بما يتوافق مع أغلب أنظمة الزرع المتوفرة‪ ،‬حيث‬
‫تختلف ال ‪ SmartPeg‬من حيث الطول‪ ،‬األبعاد‪ ،‬ونمط االحلزنات بما يتناسب مع حلزنات‬
‫الزرعات السنيّة المختلفة‪ ،‬باإلضافة إلى سطح االتصال مع الزرعة أو الدعامة‪ ،‬فيمكن أن‬
‫‪.‬يكون سطح االتصال مسطح أو مخروطي‬
‫يؤخذ القياس بواسطة هذا الجهاز وفق اتجاهين‪ :‬األول بشكل مواز لمحور الفك (االتجاه‬
‫األنسي – الوحشي)‪ ،‬واآلخر بشكؿ عمودي عمى محور الفك (االتجاه الدهليزي – اللساني)‬
‫(الشكل ‪.)8-1‬‬
‫الشكل (‪ :)8-1‬يوضح عمليَّة القياس باالتجاهين بواسطة جهاز ‪ Osstell‬المغناطيسي‬
‫‪ :2-5-2-1‬مقدار ثبات الزرعة ‪:Implant stability quotient ISQ‬‬
‫أشارت العديد من الدراسات إلى تغيّر في ثبات الزرعة خالل مراحل الشفاء‪ ،‬حيث تعبّر‬
‫بقياس زيادة ‪ BIC‬عن تغيّرات الشفاء التي تحصل على طول سطح ال َّتماس ‪ RFA‬قياسات‬
‫أو انخفاض صالبة سطح اتصال الزرعة مع النسج العظميّة المحيطة‪ ،‬وبذلك يعتبر ‪ RFA‬معيار‬
‫تشخيصي لثبات الزرعة   ‬
‫( ‪)Glauser et al., 2004, Barewal et al., 2003, Friberg et al., 1999b‬‬

‫تتأثر قيمة ‪ ISQ‬بالعديد من العوامل المتعلقة بالزرعة مثل أبعاد الزرعة‪ ،‬سطح الزرعة‪ ،‬شكل‬
‫‪،‬الزرعة‪ ،‬باإلضافة إلى العوامل المتعلقة بنوعيّة العظم مكان الزرع‪ ،‬مع ّدل ال َّتماس مع العظم‬
‫حيث َّتم مالحظة اختالف في قيم ‪ ISQ‬باختالف مواقع الزرعات بين الفك العلوي والفك‬
‫السفلي وضمن القوس السنيّة الواحدة‪ ،‬كما وتختلف القيم أيضا ً باختالف التقنيّة الجراحيّة‬
‫المستخدمة لوضع الزرعة ) ‪.)Atsumi et al., 2007‬‬
‫قامت ‪ Balleri‬والمجموعة بدراسة الثبات للزرعات بعد سنة من التحميل‪ ،‬وأشارت ال ّدراسة أن   ‬
‫الزرعات الناجحة تملك ‪ ISQ‬يتراوح بين ‪ 57-82‬وبمع ّدل وسطي ‪ 69‬بعد سنة واحدة من‬
‫التحميل‪ ،‬وكانت الزرعات الموضوعة في الفك السفلي أكثر ثباتا ً من الزرعات الموضوعة في‬
‫الفك العلوي (‪.)Balleri et al., 2002‬‬
‫كما قام ‪ Boronat Lopez‬والمجموعة بمراقبة تغيّر الثبات خالل فترة الشفاء‪ ،‬حيث بلغت‬
‫قيمة الثبات بعد الزرع مباشرة ‪ 62,6‬وبلغت أدنى قيمة للثبات ‪ 60,9‬خالل األسبوع الرابع‪،‬‬
‫وكانت قيم الثبات عند الرجال أخفض من قيم الثبات عند اإلناث‪ ،‬كما كانت قيم الثبات‬
‫للزرعات الموضوعة في المنطقة األمّاميّة أكبر منها للزرعات في المنطقة الخلفيَّة‬
‫( ‪.)Boronat Lopez et al., 2008‬‬
‫يس َتخدم ال ‪ RFA‬لمساعدة الممارس في تحديد الوقت المثالي للتحميل‪ ،‬كما ويعتبر ‪RFA‬‬
‫معيار تنبؤي لنجاح الزرعات على المدى الطويل‬
‫(‪.)Gallucci et al., 2004, Glauser et al., 2004‬‬

You might also like