You are on page 1of 56

‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬

‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬


‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫محاضرات في مقياس‪:‬‬

‫المدخل إلى العلوم القانونية‬

‫من إعداد األستاذة ‪ :‬الماحي ف‪.‬ز شريفة‬

‫موجهة إلى طلبة السنة األولى‪ ،‬القسم التحضيري‪.‬‬

‫المدرسة العليا لالقتصاد بوهران‬

‫السنة الدراسية ‪2021.2020‬‬

‫‪1‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يعد مقياس المدخل إلى العلوم القانونية بابا يفتح أمام الطلبة فرصة التعرف على أهم المفاهيم القانونية‪،‬‬
‫وكذا المبادئ األساسية التي يقوم عليها القانون بصفة عامة‪ ،‬فهي من جهة تزوده بمختلف المصطلحات‬
‫القانونية التي يمكن أن يصادفها ليس فقط في حياته العملية وإنما حتى في حياته العادية‪.‬‬

‫معامل المقياس )‪20 : (coefficient‬‬

‫الرصيد (‪20 :)crédit‬‬

‫الحجم الساعي (‪ :)volume horaire‬محاضرة في ساعة ونصف أسبوعيا‪.‬‬

‫خطة الدراسة ( ‪:)le plan de cours‬‬

‫الفصل األول‪ :‬القاعدة القانونية ‪la règle juridique‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تقسيمات القانون وفروعه ‪la classification de droit et ses branches‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر القانون ‪les sources du droit‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬مجاالت تطبيق القانون ‪les champs d’application du droit‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬تفسير القانون وإلغائه ‪l’interprétation du droit et son abrogation‬‬

‫‪2‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫الفصل األول‪ :‬تعريف القانون وعالقته بباقي العلوم االجتماعية‬

‫تعريف القانون‪:‬‬

‫لغة‪ّ :‬‬
‫فإن كلمة "قانون" هي كلمة معربة‪ ،1‬يعود أصلها إلى اللفظ "‪ "Kanun‬في اللغة‬ ‫‪-1‬‬
‫اليونانية وقد ت ّم تبنيها في أكثر من لغة‪ ،‬فنجد "‪ "Law‬في اللغة االنجليزية‪ "Droit" ،‬في اللغة‬
‫الفرنسية‪ "Diritto" ،‬في اللغة اإليطالية‪ "Recht" ،‬في اللغة األلمانية‪...‬إلخ‪ ،‬ويُقصد بهذا اللفظ‬
‫"العصا المستقيمة" أو "الخط المستقيم"‪ ،‬وهي في األصل عبارات مجازية للداللة على الصراحة‬
‫والنزاهة في العالقات االنسانية‪ .2‬ثم ُو ّ‬
‫ظفت كلمة قانون فيما للداللة على كل نظام أو مجموعة القواعد‬
‫التي تُقاس على أساسها مدى استقامة األفراد‪.‬‬

‫‪ -0‬اصطالحا‪ :‬يقصد بالقانون قاعدة أو مجموعة من القواعد التي تفيد تنظيم أمر معين وفقا لنظام‬
‫ثابت‪ .‬ومثال ذلك‪ :‬قانون الجاذبية‪ ،‬قانون الغليان‪...،‬وبمعنى آخر‪ ،‬كل قاعدة مستقرة يُفهم منها‬
‫نتائج معينة‪.3‬‬

‫غير أن المعنى االصطالحي لكلمة "قانون" ال يقف عند هذا المعنى‪ ،‬بل تُستعمل للداللة على‬
‫معاني أخرى في مجاالت شتى أبرزها مجال العلوم القانونية‪ ،‬أين نجد لها معنى واسع وآخر‬
‫ضيّق‪:‬‬
‫‪ -‬المعنى الواسع لمصطلح قانون‪ :‬يقصد به مجموعة القواعد القانونية التي تهدف إلى تنظيم‬
‫سلوك األشخاص وعالقاتهم داخل المجتمع‪ .‬أي أن القانون في معناه الواسع يُقصد به النظام‬
‫القانوني للدولة بأكمله أي مجموعة قوانين الدولة‪ ،4‬فيُقال القانون الجزائري يحمي رعاياه‬
‫أينما كانوا‪.‬‬

‫‪ 1‬دموش حكيمة‪ ،‬محاضرات في المدخل للعلوم القانونية‪ ،‬مطبوعة موجهة لطلبة السنة األولى جامعي حقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪،‬‬
‫جامعة عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪ ،0212/0212 ،‬ص‪.5‬‬
‫‪ 2‬عالل ياسين‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬مطبوعة جامعية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 2‬ماي‪ -1495‬قالمة‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ 3‬براهمي سامية‪ ،‬مدخل للعلوم القانونية‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،1‬ص‪.9‬‬
‫‪ 4‬حفيظة عياشي‪ ،‬محاضرات في المدخل للعلوم القانونية (النظرية العامة للقانون)‪ ،‬مطبوعة موجهة للسنة األولى‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة الدكتور الطاهر موالي‪ ،‬سعيدة‪ ،‬ص‪.9‬‬

‫‪3‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫المعنى الضيق لمصطلح قانون‪ :‬يستعمل المعنى الضيق لتقييد مصطلح "قانون" من حيث الزمان‪ ،‬المكان‬
‫واألشخاص‪ .5‬ولكن في غالب األحيان‪ ،‬فإن التقييد يخص السلطة التي تسنه والهدف من وراء سنه‪ ،‬فنقول‬
‫سلطة معينة تعرف بـ "السلطة التشريعية" أي البرلمان‬
‫هو مجموعة من القواعد القانونية التي تضعها ُ‬
‫بغرفتيه قصد تنظيم مجال أو أمر معين‪ ،‬ومثال ذلك قانون المالية‪ ،‬القانون المدني‪ ،‬القانون التجاري‪،‬‬
‫القانون البحري‪ ...،‬والمقترنة بجزاء يوقع على كل من يخالف أحكام هذه القواعد‪.‬‬

‫‪ -‬أهمية القانون‪:‬‬

‫يحتاج الفرد والشخص بصفة عامة إلى تنظيم يضبط عالقته مع غيره من أعضاء المجتمع‪ ،‬بحيث يُقّ ُر‬
‫حقوقه و‪/‬أو يحميها‪ ،‬ويحدد ما عليه من التزامات اتجاه غيره داخل مجتمع واحد‪ .‬وهنا يأتي دور القانون‬
‫في حفظ النظام واألمن داخل هذا المجتمع‪ .‬فهو يعمل أساسا على التوفيق بين المصالح المتعارضة‪ ،‬العامة‬
‫والخاصة‪ ،‬بشكل عادل بما يحفظ األمن واالستقرار والنظام داخل المجتمع‪.6‬‬

‫‪ -‬عالقة القانون بباقي العلوم االجتماعية‪:‬‬

‫يعد القانون بطبيعته علما اجتماعيا‪ ،‬فهما كان الموضوع الذي ينظمه‪ ،‬فإنه يرمي أوال وآخرا إلى تنظيم‬
‫سلوك األفراد واألشخاص في المجتمع‪ ،‬أي أنه يُخاطب أشخاص المجتمع‪ ،‬ونتيجة لذلك فإنه من أبرز‬
‫خصائص القواعد القانونية أنها قواعد اجتماعية‪ .‬ويصطدم القانون بهذه الطبيعة مع العديد من العلوم‬
‫االجتماعية لعل أبرزها‪ :‬علم السياسية‪ ،‬علم االجتماع بالمفهوم الضيق‪ ،‬علم االقتصاد‪...،‬‬

‫وفي هذا الشأن سنكتفي فقط بتبيان العالقة بين علم القانون وعلم االقتصاد‪:‬‬

‫‪ -1‬عالقة القانون بعلم االقتصاد‪:‬‬

‫يهتم االقتصاد كعلم بدراسة مختلف قضايا االنتاج‪ ،‬التوزيع‪ ،‬االستهالك وغيرها من النشاطات االقتصادية‬
‫المتداولة‪ .‬أما عن عالقته بالقانون‪ ،‬فإنه ال يُمكن القيام بهذه النشاطات االقتصادية إال في إطار منظم‪ ،‬وهنا‬
‫يأتي دور القانون لضبط وتنظيم هذه النشاطات من خالل تنظيم العقود (عقود االنتاج‪ ،‬عقود التوزيع‪ ،‬عقود‬

‫موقع‬ ‫على‬ ‫منشور‬ ‫ص‪،6‬‬ ‫‪ 5‬عمرو طه البدوي‪ ،‬المدخل لدراسة القانون‪ ،‬الكتاب األول‪ :‬نظرية القانون‪،‬‬
‫‪https://drive.google.com/file/d/0B303lt_bBGcgUkNNb2VGYWpDMUE/view‬‬
‫‪ 6‬نجار لويزة‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪ 22‬مايو ‪ ،1495‬قالمة‪ ،0212 /0212 ،‬ص‪.9‬‬

‫‪4‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫التوريد‪ ،‬تنظيم كيفيات االستثمار وتحويل رؤوس األموال‪ ،‬تنظيم عمليات التصدير واالستيراد‪ ...،‬إضافة‬
‫إلى حل النزاعات التي يمكن أن تنشأ بين أطراف هذه العقود‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى‪ ،‬فإن القانون يعكس في أغلب االحيان الظروف االقتصادية لمجتمع معين‪ ،‬وأبرز مثال‬
‫على ذلك هو قانون المالية الذي يتم وضعه على خلفيات األوضاع االقتصادية التي يعيشها مجتمع ما وكذا‬
‫على أساس التوقعات المالية المنتظرة‪.‬‬

‫‪ -‬الفرق بين القانون واألخالق‪:‬‬

‫تُ ّ‬
‫عرف األخالق بأنها المثل العليا التي يرى الناس فيها ما ينبغي اتباعه كالتزام الصدق‪ ،7‬وبتعبير آخر‬
‫فاألخالق هي مجموعة من المبادئ والقيم التي تُشكل المثل األعلى الذي ينبغي أن يكون عليه سلوك الفرد‪،‬‬
‫وهي عادة ما تكون وليدة العقائد الدينية والتقاليد المتأصلة في المجتمع‪ ،‬والتي يرى الناس فيها أنها واجبة‬
‫االتباع‪ ،‬وفي هذه النقطة‪ ،‬يشترك كل من القانون واألخالق‪ ،‬فكالهما يرمي إلى تنظيم سلوك األفراد داخل‬
‫المجتمع‪ .‬ومع ذلك يختلف القانون عن األخالق في العديد من النقاط‪:‬‬

‫‪ ‬من حيث الغاية ‪ :‬فإن األخالق ترمي إلى تنظيم سلوك األفراد تجاه بعضهم البعض وتسعى إلى‬
‫اإلبقاء على عالقات حسنة مع الغير‪ ،‬في حين أن القانون فموضوعاته جد واسع‪ ،‬فهو ينظم‬
‫جوانب أوسع قد ال تنظمها األخالق كتأسيس الشركات التجارية‪ ،‬شروط االنتخاب‪ ،‬شروط‬
‫اكتساب الجنسية‪ . ..،‬كما أنه يمكن أن ينظم القانون ويبيح تصرفات تتنافى مع األخالق‪ ،‬كالربا‬
‫والخمر‪ .‬ومع ذلك يرى البعض‪ ،‬أن األخالق أوسع نطاقا من القانون كونها ال تنظم فقط عالقة‬
‫اإلنسان بغيره وإنما كذاك مع نفسه وتحاول ضبط مقاصده ونواياه‪ 8‬على عكس القانون الذي ال‬
‫يهتم بالنوايا طالما لم تتجسد في فعل ظاهر‪.‬‬
‫‪ ‬من حيث النطاق‪ :‬يرمي القانون إلى تنظيم حياة األشخاص بصفة عامة طبيعيين كانوا أم معنويين‪،‬‬
‫في حين أن األخالق ترتبط فقط باألشخاص الطبيعية وأحيانا بعالقة األشخاص الطبيعية‬

‫‪7‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪8‬‬
‫عمرو طه البدوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪32‬‬

‫‪5‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫وتصرفاتهم تجاه األشخاص المعنوية (كما هو الحال بالنسبة لمسألة النظافة –نظام المرافق‬
‫‪9‬‬
‫العامة)‪ .‬فهدفها إنما هو تربية االنسان‬
‫‪ ‬من حيث الجزاء‪ :‬فإن القواعد القانونية هي قواعد ملزمة تحت طائلة توقيع جزاء على كل من‬
‫يُخالف حكمها‪ ،‬عكس القواعد األخالقية التي ال يترتب على مخالفتها أي جزاء مادي عدا استنكار‬
‫المجتمع‪ ،‬فالجزاء فيها معنوي ال أكثر عكس القانون الذي يغلب على جزاء مخالفته الطابع‬
‫المادي‪.10‬‬
‫‪ ‬من حيث الشكل ‪ :‬فإن القواعد القانونية هي قواعد مكتوبة عكس قواعد األخالق التي تعبر عن‬
‫نوايا وأحاسيس تنبع في ضمير الفرد‪.‬‬

‫أوجه االختالف‬ ‫أوجه الشبه‬


‫‪ -‬من حيث الغاية‪ :‬تهدف األخالق إلى تنظيم‬
‫سلوك األفراد تجاه بعضهم البعض‪ ،‬في‬
‫حين أن القانون يُ ّ‬
‫نظم جوانب أوسع قد ال‬
‫تنظمها األخالق‪ .‬كما أنه يمكن أن يبيح‬ ‫في‬ ‫يُشارك‬ ‫‪ -‬كالهما‬ ‫بين‬ ‫التميز‬
‫تصرفات تتنافى مع األخالق‪ ،‬كالربا‬ ‫تنظيم ال ُمجتمع؛‬ ‫األخالق‬ ‫قواعد‬
‫والخمر‪.‬‬ ‫‪ -‬كل من قواعد االخالق‬ ‫وقواعد القانون‬
‫‪ -‬من حيث الشكل‪ :‬فإن القواعد القانونية هي‬ ‫وقواعد القانونية تكون‬
‫قواعد مكتوبة عكس قواعد األخالق التي‬ ‫عامة و ُمجردة؛‬
‫تعبر عن نوايا وأحاسيس تنبع في ضمير‬
‫الفرد‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث الجزاء‪ :‬القواعد القانونية هي‬
‫قواعد ملزمة تحت طائلة توقيع جزاء على‬
‫كل من يُخالف حكمها‪ ،‬عكس القواعد‬

‫‪9‬‬
‫دموش حكيمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪10‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪6‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫األخالقية التي ال يترتب على مخالفتها أي‬


‫جزاء مادي عدا استنكار المجتمع‪.‬‬

‫‪ -‬الفرق بين قواعد الدين وقواعد القانون‪:‬‬

‫الدين هو ذلك الرباط المقدس الذي يربط بين طرفين أحدهما هو اآلمر الناهي ويدعى بـ "اإلله" واآلخر‬
‫هو الذي يتلقى هذه األوامر ويطبقها ويمتنع عن هذه النواهي ويُدعى بـ "العبد"‪ .‬وفي مفهوم الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ّ ،‬‬
‫فإن الدين هو مجموعة األحكام الشرعية المنزلة على سيدنا "دمحم ملسو هيلع هللا ىلص" عن طريق الوحي‬
‫والسنة النبوية الشريفة‪.‬‬

‫أوجه االختالف‬ ‫أوجه الشبه‬


‫‪ -‬من حيث المصدر‪ :‬قواعد الدين من‬
‫وضع اإلله أما قواعد القانون فهي‬ ‫‪ -‬كالهما يُشارك في تنظيم سلوك‬ ‫المقارنة بين‬
‫التشريعية‬ ‫السلطة‬ ‫وضع‬ ‫من‬ ‫الفرد وعالقاته في المجتمع‪11‬؛‬ ‫الدين والقانون‬
‫السلطة‬ ‫واستثناء‬ ‫(البرلمان)‬ ‫‪ -‬كالهما ُملزم؛‬
‫التنفيذية‪.‬‬ ‫‪ -‬كل من قواعد الدين وقواعد‬
‫‪ -‬من حيث المضمون‪ :‬يختلف الدين‬ ‫القانونية تكون عامة و ُمجردة؛‬
‫عن القانون في أنه ال ينظم العالقة‬
‫بين األفراد واألشخاص فقط كما هو‬
‫الشأن بالنسبة للقانون‪ ،‬وإنما يسعى‬
‫إلى تنظيم‪ :‬عالقة اإلنسان بربه‬

‫‪11‬‬
‫نجار لويزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81‬‬

‫‪7‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫وتسمى قواعد العبادات‪ ،‬عالقة‬


‫االنسان بنفسه وتسمى بقواعد‬
‫األخالق‪ ،‬وعالقة اإلنسان بغيره‬
‫وتسمى بقواعد المعامالت‪ .12‬كما أن‬
‫أحكام الدين تتناول أمور الحياة‬
‫واآلخرة معا في حين أن القانون‬
‫‪13‬‬
‫يقتصر على مواضيع دنيوية‬
‫‪ -‬من حيث الجزاء‪ :‬جزاء مخالفة‬
‫قاعدة قانونية هو جزاء دنيوي‬
‫توقعه سلطة عامة‪ ،‬عكس الجزاء‬
‫المترتب عن مخالفة القواعد الدينية‪،‬‬
‫والذي يمتاز بطابعيه الدنيوي‬
‫واألخروي‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫دموش حكيمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪13‬‬
‫دموش حكمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81‬‬

‫‪8‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫العادات والتقاليد وقواعد ال ُمجامالت‪:‬‬

‫العادات والتقاليد عبارة سلوكات يُمارسها ويتبعها أفراد ال ُمجتمع لفترات ُمعينة ِلتصبح جزءا منهم‪ ،‬أما‬
‫ال ُمجامالت فهي عبارة عن عادات يُمارسونها في المناسبات االجتماعية المختلفة ومثالها التهنئة بإعطاء‬
‫مبلغ مالي للتلميذ الذي تحصل على شهادة الباكالوريا‪ ،‬أو للشخص الذي تزوج‪...‬‬

‫أوجه االختالف‬ ‫أوجه الشبه‬


‫‪ -‬من حيث المضمون‪ :‬تهدف كل من‬
‫العادات‪ ،‬التقاليد والمجامالت إلى تنظيم‬ ‫‪ -‬كالهما يُشارك في‬ ‫التمييز بين العادات‪،‬‬
‫سلوك األفراد تجاه بعضهم البعض‪ ،‬في‬ ‫تنظيم ال ُمجتمع؛‬ ‫التقاليد والمجامالت‬
‫حين أن القانون يُ ّ‬
‫نظم جوانب أوسع‪.‬‬ ‫عامة‬ ‫قواعد‬ ‫‪ -‬كلها‬ ‫وبين القواعد القانونية‬
‫‪ -‬من حيث الشكل‪ :‬فإن القواعد القانونية‬ ‫و ُمجردة؛‬
‫هي قواعد مكتوبة عكس العادات‪،‬‬
‫التقاليد والمجامالت التي تمتاز بالطابع‬
‫الشفوي المتوارث‪.‬‬
‫‪ -‬من حيث الجزاء‪ :‬القواعد القانونية هي‬
‫قواعد ملزمة تحت طائلة توقيع جزاء‬
‫على كل من يُخالف حكمها‪ ،‬عكس‬
‫العادات‪ ،‬التقاليد والمجامالت التي ال‬
‫يترتب على مخالفتها أي جزاء مادي‬
‫عدا استنكار المجتمع‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪la règle de droit et ses caractères‬‬ ‫القاعدة القانونية وخصائصها‪:‬‬

‫القاعدة القانونية عبارة عن خطاب مكتوب تضعه السلطة التشريعية واستثناء السلطة التنفيذية‪ُ ،‬موجه إلى‬
‫مجموعة من األشخاص بهدف تنظيم أمر معين من خالل إما األمر بالقيام بفعل ما‪ ،‬أو النهي عن وتجريم‬
‫فعل ما أو من خالل إباحة القيام بتصرف معين‪.‬‬

‫تتميز القاعدة القانونية بمجموعة من الخصائص تميزها عن غيرها من القواعد التي تُشارك معها في‬
‫تنظيم الحياة داخل المجتمع‪ .‬وتتمثل هذه الخصائص فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -1‬القاعدة القانونية هي قاعدة اجتماعية‪elle est une règle de conduite sociale :‬‬

‫ومعنى ذلك أنها موجهة أساسا لتنظيم حياة األشخاص وعالقاتهم داخل المجتمع‪ ،‬فهي ال توجد إال بوجود‬
‫المجتمع‪ ،‬إذ ال يُمكن تصور وجود مجتمع دون قانون وال قانون بدون مجتمع‪ ،‬فالقانون ُمرتبط بوجود‬
‫المجتمع‪ .14‬فالقانون ُوجد أساسا لدراسة تصرفات الفرد داخل المجتمع‪ ،‬السيما أمام طبعه األناني الذي‬
‫يجعله في تناقض وتصادم بين رغباته ومصالحه ورغبات ومصالح غيره‪ ،15‬لذلك كان لزاما ايجاد طريقة‬
‫تضبط عالقاته مع غيره وترسم حدودها بشكل واضح‪.‬‬

‫‪ -0‬القاعدة القانونية هي قاعدة سلوك‪elle est une règle de conduite sociale :‬‬

‫ومعنى ذلك أنها قواعد تقويمية‪ُ ،‬وضعت أساسا لت ُبيّن ما يجب أن يكون عليه سلوك األشخاص‪ ،‬فهي تُبين‬
‫السلوك الذي يجب أن يكون عليه األشخاص المخاطبين‪ .‬ويتم ذلك إما من خالل إجبار األشخاص‬
‫المخاطبين بها على القيام بتصرف معين‪ ،‬نهييهم عن القيام بتصرف معين أو الترخيص لهم بالقيام‬
‫بتصرف معين‪.‬‬

‫والسلوك المعني هنا يخص السلوك والتصرفات الظاهرة وليس النوايا الداخلية‪ .‬فالقانون يعتدُّ باألفعال‬
‫الظاهرة وال يهتم باألحاسيس والمشاعر التي ال يكون لها مظهر خارجي‪ ،‬فقد يُ ِ ّك ُن الشخص في نفسه الحقد‬
‫والكراهية لشخص آخر‪ ،‬ومع ذلك‪ ،‬ال يُطب ُّق عليه القانون مادام ّ‬
‫أن هذه النوايا لم تتخذ أي مظهر‬

‫‪ 14‬براهمي سامية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬


‫‪ 15‬نجار لويزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.3‬‬

‫‪10‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫سدتها في الواقع‪ ،‬ومثال‬ ‫خارجي‪ .16‬واستثناء‪ّ ،‬‬


‫فإن القانون يُعاقب على النوايا السيّئة إذا ارتبطت بأفعال ج ّ‬
‫فإن الجرائم العمدية ُمعا َقبٌ عليها بعقوبات أشدُّ من تلك ال ُمقررة على الجرائم غير العمدية‪.‬‬
‫ذلك‪ّ ،‬‬

‫هذه الخاصية هي التي تُضفي على القاعدة القانونية "الطابع التقويمي"‪.17‬‬

‫‪ -3‬القاعدة القانونية عامة ومجردة‪elle est générale et abstraite (impersonnelle) :‬‬

‫العمومية والتجريد صفتان متالزمتان‪ ،‬فال يُمكن تخيل قاعدة قانونية عامة دون أن تكون ُمجردة وال قاعدة‬
‫ُمجردة دون أن تكون عامة‪ .‬فالقاعدة ُمجردة عند نشأتها وعامة عند تطبيقها‪ .18‬والحكمة من هذين الصفتين‬
‫هو تحقيق المساواة بحيث تُطبق على كل من ينطبق عليه وصفها بغض النظر عن مكانته االجتماعية أو‬
‫جنسه أو عرقه أو أي مداخيله المالية‪.‬‬

‫ويُقصد بالتجريد أن القواعد القانونية ال تُخاطب باألسماء واأللقاب وإنّما بالصفات‪ ،‬أي أنها ُم ّ‬
‫جردة من‬
‫األسماء بمعنى خالية من األسماء واأللقاب‪ .‬فال نجد قاعدة قانونية تُخاطب شخصا باسمه؛ كأن تقول تعيّن‬
‫على أمين أو على مصطفى أو على فاطمة‪ ،‬أو يُمنع على فاطمة أو سعاد‪ ...،‬كما ال نجد قاعدة قانونية‬
‫تتحدث عن واقعة ُمعينة بالذات كأن تقول الضرر الذي تسبب به فالن أو الذي وقع بتاريخ معين‪...‬وإنما‬
‫نجدها تُعدد الشروط الواجب توافرها في الواقعة حتى ينطبق عليها الحكم القانوني الذي تتضمنه‪.‬‬

‫أما العمومية؛ فمعناها ّ‬


‫أن تطبيقها يُع َّم ُم على كل شخص يحمل الصفة التي تتضمنها هذه القاعدة القانونية أو‬
‫على كل واقعة تصفها هذه القاعدة‪ .‬فإذا خاطبت القاعدة من يحمل صفة " ُمحاسب"‪ ،‬فإن كل ال ُمحاسبين‬
‫معنيين ب ُحكمها‪.‬‬

‫مثال‪:‬‬

‫المادة ‪ 90‬من الدستور الجزائري الجديد (‪ )0202‬التي تنص على‪ " :‬لألشخاص المعوزين الحق في‬
‫ال ُمساعدة القضائية‪"...‬‬

‫‪ 16‬حفيظة عياشي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.6‬‬


‫‪ 17‬عمرو طه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ 18‬دموش حكيمة‪ُ ،‬محاضرات في المدخل للعلوم القانونية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪،0212/0212 ،‬‬
‫ص‪.12‬‬

‫‪11‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪L’art 57 de la nouvelle constitution algérienne qui stipule : « Les personnes‬‬


‫» …‪démunies ont droit à l'assistance judiciaire‬‬

‫التجريد‪ :‬هذه القاعدة مجردة من األسماء واأللقاب‪ ،‬ال تُخاطب شخصا ُمعينا أو مجموعة من األشخاص‬
‫بأسمائهم وإنما تُخاطب كل شخص يحمل صفة "شخص ُم َ‬
‫عوز" ( )‪une personne démunie‬أي‬
‫الشخص ال ُمحتاج بمعنى الفقير ماديا ( ‪toute personne qui n’a pas assez de ressources‬‬
‫)‪économiques‬‬

‫عوز"‪ .‬أي أن كل شخص فقير‪ ،‬كان طرفا في‬


‫العمومية‪ :‬يُعمم تطبيقها على كل شخص يحمل صفة " ُم َ‬
‫قضية ما‪ ،‬يُمكنه طلب المساعدة القضائية (بأن تتحمل الدولة المصاريف القضائية وتوفر له ُمحام يُمثله‬
‫وينوب عنه)‪.‬‬

‫‪ -9‬القاعدة القانونية هي قاعدة ملزمة‪elle est obligatoire :‬‬

‫بمعنى أن األشخاص ال ُمخاطبين بها ُملزمين باتباعها‪ ،19‬فاألصل في وضع القانون بمختلف فرعيه هو‬
‫إقامة النظام في المجتمع‪ ،‬وال يُض َم ُن هذا النظام إالّ إذا صاحب هذا القانون جزاء يُوقع على كل من يُخالف‬
‫أحكامه‪ .‬ومنه فالجزاء هو من يُجبر األشخاص على احترام القانون‪ ،‬ويجعل من قواعده قواعد ُملزمة‪.‬‬
‫على أن الجزاء ال يتم تفعيله إالّ إذا وقع الخرق‪ ،‬ويتم ذلك من قبل السلطة القضائية التي تُحيله بدورها إلى‬
‫السلطة التنفيذية لتطبيقه‪ ،‬بحيث أنه ال يُمكن لألشخاص توقيع الجزاء بأنفسهم ما عدا في حاالت استثنائية‬
‫كحالة الدفاع الشرعي‪ .‬وأنواع الجزاء رهينة بخطورة الفعل‪ ،20‬كما هو رهينة بنوع الفعل؛ فنجد جزاء‬
‫مدني‪ ،‬جزاء إداري‪ ،‬جزاء جنائي‪...،‬‬

‫‪ ‬الجزاء المدني‪ :‬ومثاله التعويض‪ :‬بمعنى الزام المسؤول عن الضرر على دفع مبلغ للمتضرر‬
‫يُعادل قيمة الضرر الالحق به ماديا و‪/‬أو معنويا على أن التعويض أحيانا يكون اتفاقيا يخضع‬
‫إلرادة المتعاقدين ويُسمى بالشرط الجزائي‪ ،21‬ابطال العقد نتيجة عدم صحة شرط من الشروط‬

‫‪19‬‬
‫عمرو طه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.83‬‬
‫‪20‬‬
‫الحبيب الدقاق‪ ،‬مدخل لدراسة العلوم القانونية‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة دمحم الخام ‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪83‬‬
‫‪21‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.32‬‬

‫‪12‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫التعاقدية‪ ،‬بطالن العقد نتيجة تخلف أحد أركان العقد‪ ،‬فسخ العقد في حالة اخالل أحد المتعاقدين‬
‫بتنفيذ التزاماته التعاقدية‪ ،‬االجبار على التنفيذ‪ ،‬الغرامة التهديدية‪...‬‬
‫‪ ‬الجزاء اإلداري‪ :‬قد يكون مجرد إنذار موجه للموظف الذي صدرت منه ال ُمخالفة‪ ،‬أو الخصم من‬
‫راتبه أو تنزيله إلى مرتبة أدنى أو الفصل من الوظيفة‪ ، 22‬كما قد يكون بإلغاء القرار اإلداري أو‬
‫فسخ العقد اإلداري أو مصادرة الرخص‪...،‬‬
‫‪ ‬الجزاء الجنائي‪ :‬وهو العقوبة الت تلحق بالشخص نتيجة ارتكابه فعال ي ّ‬
‫ُجرمه القانون ويُعاقب‬
‫عليه‪ .23‬ويختلف باختالف نوع الجريمة جناية كانت أم جنحة أم ُمخالفة‪:‬‬

‫‪ ‬الجنايات‪ :‬وهي أشد وأخطر أنواع الجرائم‪ ،‬ويُعاقب عليها إما باإلعدام‪ ،‬السجن‬
‫(ابتداء من خمس ‪ 25‬سنوات إلى مدى الحياة) والغرامة المالية‪.‬‬
‫‪ ‬الجنح‪ :‬وهي جرائم متوسطة الخطورة‪ ،24‬ويُعاقب عليها بالحبس من شهرين إلى‬
‫خمس سنوات‪ ،‬إضافة إلى الغرامة المالية‪.‬‬
‫‪ ‬ال ُمخالفات‪ :‬وهي الجرائم األقل خطورة على المجتمع‪ ،25‬ويُعاقب عليها بالحبس‬
‫من يومين إلى شهرين إضافة إلى الغرامة المالية‪.‬‬

‫مالحظة‪ :‬قد نجد بعض القواعد القانونية غير مقترنة بجزاء ومع ذلك فإنها تبقى ُملزمة لألشخاص‬
‫المخاطبين بها‪ ،‬فمثال المادة ‪ 92‬من القانون المدني الجزائري التي تنص على ما يلي‪:‬‬

‫"‪.......‬وسن الرشد تسعة عشر ‪ 14‬سنة كاملة"‪.‬‬

‫من نص المادة نالحظ أنها غير ُمقترنة بجزاء ومع ذلك تبقى ُملزمة‪ ،‬فال يمكن لشخص ما أن يقرر وحده‬
‫بأن سن رشده هي ‪ 15‬سنة أو ‪ 01‬سنة‪ ،‬بل كل األشخاص الطبيعية ملزمين بهذه القاعدة القانونية‪.‬‬

‫كما يحدث أن يكون الجزاء في قاعدة قانونية أخرى تليها في الترتيب أو منصوص عليها في نفس القانون‪.‬‬
‫ومثال ذلك المادة ‪ 181‬من قانون العقوبات الجزائري التي تنص على ما يلي‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫نجار لويزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.88‬‬
‫‪23‬‬
‫الحبيب الدقاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪24‬‬
‫الحبيب الدقاق‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81‬‬
‫‪25‬‬
‫عمرو طه‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.81‬‬

‫‪13‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫"كل هجوم على الموظفين أو ممثلي السلطة العمومية الذين يقومون بتنفيذ األوامر أو القرارات‬
‫الصادرة منها أو القوانين أو اللوائح أو األوامر القضائية وكذلك كل مقاومة لهم بالعنف أو التعدي تُكوّ ُن‬
‫جريمة العصيان‪"...‬‬

‫فهذه المادة هنا تعرف لنا جريمة العصيان التي يقصد بها التعدي والعنف ضد الموظفين العموميين وممثلي‬
‫السلطة العمومية‪ ،‬ومثالها التهديد الذي يوجهه المحكوم عليه أو أهله للقاضي الذي حكم عليه بالسجن‪ .‬إذن‬
‫فهي جريمة غير أن المادة ‪ 123‬هذه لم تتضمن جزاء يوقع على ُمرتكبيها‪ ،‬وإنما ورد الجزاء في نص‬
‫المادة الموالية وهي المادة ‪ 181‬من نفس القانون والتي نصت على ما يلي‪:‬‬

‫" يُعاقب على العصيان ‪...‬بالحبس من ثالثة أشهر إلى سنتين‪ ،‬وبغرامة مالية من ‪ 000‬إلى ‪1000‬‬
‫دج‪"...‬‬

‫‪14‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
People’s Democratic Republic of Algeria
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
Ministry of Higher Education and Scientific Research
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
Higher School of Economics of Oran

15
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫تمرين‪:‬‬

‫تنص المادة ‪ 00‬من القانون رقم ‪ 21-12‬المتعلق بمهن الخبير المحاسب ومحافظ الحسابات وال ُمحاسب‬
‫ال ُمعتمد‪" :‬يُمنع الخبير ال ُمحاسب و ُمحافظ الحسابات وال ُمحاسب المعتمد من السعي بصفة مباشرة أو غير‬
‫ُمباشرة لدى الزبون لطلب مهمة أو وظيفة تدخل ضمن اختصاصاتهم القانونية"‬

‫السؤال‪ :‬حدد خصائص هذه القاعدة القانونية مع الشرح المختصر؟‬

‫اإلجابة‪ :‬تتميز هذه القاعدة القانونية مثلها مثل باقي القواعد القانونية بأربعة خصائص‪:‬‬

‫‪ -‬قاعدة اجتماعية‪ :‬فهي تنظم أمورا اجتماعية ذات طابع مهني‪.‬‬


‫‪ -‬قاعدة سلوك‪ :‬فهي تبين لكل من الخبير المحاسب ومحافظ الحسابات وال ُمحاسب ال ُمعتمد السلوك‬
‫الواجب االتباع وهو عدم استغالل عالقتهم الوظيفية التي تربطهم مع الزبون من أجل مصالحهم‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة عامة ومجردة‪ :‬فهي ُمجردة من األسماء واأللقاب‪ ،‬ال تخاطب شخصا ُمعينا بذاته (لم تقل‬
‫يُمنع على مصطفى أو على فالن‪ )..‬وإنما تُخاطب من يحمل صفة "خبير ُمحاسب‪ُ ،‬محافظ‬
‫حسابات و ُمحاسب ُمعتمد"‪ .‬وعامة‪ ،‬بحيث تنطبق على كل من يحمل الصفات المذكورة‪.‬‬
‫‪ -‬قاعدة ُملزمة‪ :‬فكل قواعد القانون ُملزمة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫أنواع القاعدة القانونية (‪)les types de règle juridique‬‬

‫زيادة عن تقسيم القانون إلى عام وخاص‪ ،‬فإن جمع الفقهاء ذهب إلى تقسيم القواعد القانونية هي األخرى‬
‫تقسيمات عدة‪ ،‬فمنهم من قسمها إلى قواعد موضوعية وأخرى شكلية‪ ،‬ومنهم من قسمها إلى قواعد آمرة‬
‫وقواعد مكملة وهو أبرز تقسيم إلى حد الساعة‪ .‬وفيما يلي سنتعرض لمفهوم كل من القواعد اآلمرة‬
‫والقواعد المكملة‪.‬‬

‫‪ -1‬القواعد اآلمرة‪les règles impératives :‬‬

‫وهي القواعد التي ال يمكن لألفراد االتفاق على ُمخالفتها‪ ،‬تتضمن إما أمرا بالقيام بتصرف ُمعيّن‪ ،‬أو تنهى‬
‫عن القيام بتصرف ُمعيّن‪ ،‬ويقع باطال أي اتفاق على مخالفتها‪.‬‬

‫والغرض من وضع قواعد مماثلة‪ ،‬أي من صياغة قواعد على نحو آمر هو إقامة النظام العام وتحقيق‬
‫المصلحة العامة‪ .‬فالقواعد تُصاغ على نحو آمر إذا ما ارتبطت بمصالح أساسية‪ ،‬بحيث ال يمكن تركها‬
‫إلرادة األفراد‪.26‬‬

‫ومثال ذلك المادة ‪ 122‬من القانون المدني الجزائري‪" :‬يجب تنفيذ العقد طبقا لما اشتمل عليه وبحسن نية"‬

‫المادة ‪ 14‬من القانون المدني الجزائري‪ " :‬تخضع التصرفات القانونية في جانبها الشكلي لقانون المكان‬
‫الذي تمت فيه"‪.‬‬

‫ففي األمثلة السالفة الذكر‪ ،‬فإن األشخاص المخاطبين بأحكام هاتين القاعدتين ال يملكون خيارا آخر سوى‬
‫التطبيق الحرفي لما جاءت به هذه األحكام‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫عمرو طه البدوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪17‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪ -0‬القواعد المكملة‪les règles supplétives :‬‬

‫وهي عبارة عن قواعد قانونية تتضمن أحكاما ال تنطوي على درجة من اإللزام وإنما يمكن لألشخاص‬
‫ال ُمخاطبين بها االتفاق على مخالفتها‪ ،‬ويكون اتفاقهم هذا صحيحا كونه يتعلق بمصالحهم الشخصية‪ ،27‬أي‬
‫أنها تتعلق بمسائل تفصيلية يُترك تنظيمها إلرادة األشخاص‪.‬‬

‫وال يعني ذلك أنها مجردة من صفة اإللزام وإنما تبقى متصفة بصفة اإللزام حتى ولو اختار األشخاص‬
‫المخاطبين بها تركها‪ ،‬على أن اختيارهم سواء بالموافقة أو المخالفة هو الذي سيتحلى بصفة اإللزام‪.‬‬

‫أما عن الغرض من وجودها‪ ،‬فإنها ناتجة عن رغبة المشرع في فتح المجال أمام األشخاص لتنظيم‬
‫شؤونهم بأنفسهم‪.‬‬

‫ومثالها‪:‬‬

‫المادة ‪ 126‬من القانون المدني الجزائري‪ :‬العقد شريعة المتعاقدين‪" ،‬فال يجوز نقضه أو تعديله إال باتفاق‬
‫الطرفين‪".‬‬

‫المادة ‪ 223‬من القانون المدني الجزائري‪" :‬ال ينعقد الرهن إال بعقد رسمي أو حكم أو بمقتضى القانون‪.‬‬

‫وتكون مصاريف الرهن على الراهن إال إذا اتفق على غير ذلك‪".‬‬

‫‪ -‬القوة اإللزامية للقاعدة القانونية المكملة‪:‬‬

‫إن اإلباحة التي تتضمنها القاعدة القانونية المكملة تجعل االلزام فيها محل شك‪ ،28‬فصحيح أنها تعطينا‬
‫خيارين‪ :‬إما التقيد بما تنص عليه أو تركه‪ ،‬بمعنى إما القيام بالتصرف الذي تنص عليه أو تركه‪ ،‬غير أنها‬
‫تظل ُمحافظة على خاصية اإللزام فيها بمعنى تبقى قاعدة ُملزمة‪ ،‬فالخيار الذي نسلكه هو الذي يصبح‬

‫‪ 27‬معمري نصرالدين‪ ،‬ملخص مطبوعة مقياس المدخل للعلوم القانونية (نظريتا القانون والحق)‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة دمحم‬
‫لمين دباغين سطيف‪ ،0202-0214 ،0‬ص‪.2‬‬
‫‪28‬‬
‫عمروا طه البدوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪18‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫ُملزما لنا ومثال ذلك في النص القانوني المذكور أعاله أي المادة ‪ 126‬من القانون المدني‪ :‬فهي تعطينا‬
‫خيارين‪:‬‬

‫الخيار األول‪ :‬التمسك بالعقد كما هو دون نقضه أو تعديله‬

‫الخيار الثاني‪ :‬نقض العقد أو تعديله باتفاق الطرفين‬

‫فهنا إذا اخترنا اإلبقاء على العقد كما هو‪ ،‬فإننا ملزمين بتطبيقه كما هو ونحاسب عليه كما هو‪،‬‬

‫أما إذا اخترنا تعديله أو نقضه‪ ،‬فإننا ملزمين بتطبيق أحكام العقد المعدلة أو الجديدة وليس األحكام القديمة‬
‫أي أحكام العقد األصلية‪ ،‬ونحاسب على أساس األحكام الجديدة أو المعدلة‪.‬‬

‫معايير التفرقة بين القواعد اآلمرة والقواعد المكملة‪ :‬يوجد معيارين‪:‬‬

‫‪ -1‬المعيار الشكلي أو اللفظي‪ :‬وهو المعيار الصحيح والمعتمد من قبل غالبية الفقهاء‬

‫أي الصياغة والعبارات المعتمدة في كتابة وصياغة القاعدة القانونية‪ .‬فمتى ما كانت العبارات تدل على‬
‫اإللزام (مثال‪ :‬يقع باطال‪ ،‬ال يجوز‪ ،‬ال يمكن بأي حال من األحوال‪ ،‬يُعدّ باطال‪ ،‬يجب‪ ،‬على كل‪ )،،،،‬كنا‬
‫أمام قاعدة آمرة‪.‬‬

‫أما إذا تضمنت عبارات تُفيد اإلباحة (مثال‪ :‬يجوز‪ ،‬له‪ ،‬لهم‪ ،‬يمكن‪ ،‬ما لم يوجد اتفاق ُمخالف‪ ،‬إال إذا اتفق‬
‫األطراف على خالف ذلك‪ ،‬ما لم يوجد نص يقضي بخالف ذلك‪ ،‬ما لم يوجد نص يقضي بغير ذلك‪ )...‬كنا‬
‫أمام قاعدة مكملة‪.‬‬

‫ويعتبر هذا المعيار جامدا لمدى فصله في طبيعة القاعدة القانونية آمرة كانت أم ُمكملة وال يحتاج إلى أي‬
‫جهد يُبذل‪ ،29‬على عكس المعيار الموضوعي الذي سنتناوله في ما يلي‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬

‫‪19‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫المعيار الموضوعي‪:‬‬

‫ويُسميه البعض بالمعيار المعنوي كذلك‪ ،30‬ومفاده النظر إلى موضوع القاعدة القانونية ومضمونها‪ ،‬فإذا‬
‫مس مصالح الجماعة أو ما يُعرف بـ "النظام العام‬
‫كانت تنظم موضوعا يتعلق بالمجتمع بأسره‪ ،‬بمعنى إذا ّ‬
‫واآلداب العامة"‪ ،‬كنا أمام قاعدة آمرة والعكس صحيح بالنسبة للقواعد المكملة التي –وبناء على هذا‬
‫المعيار‪ -‬تتعلق بالمصالح الخاصة لألفراد ‪ .‬غير أن هذا المعيار يبقى غير دقيق مقارنة مع نظيره المعيار‬
‫اللفظي‪ ،‬السيما أمام عدم الفصل التام في مدلول عبارة "النظام العام واآلداب العامة"‪.31‬‬

‫‪30‬‬
‫دموش حكيمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫نجار لويزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪31‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪20‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
People’s Democratic Republic of Algeria
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
Ministry of Higher Education and Scientific Research
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
Higher School of Economics of Oran

21
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬تقسيمات القانون‬

‫‪La classification des branches de droits: fondements et‬‬


‫‪critères‬‬

‫القانون في األصل هو عبارة عن مجموعة من القواعد القانونية المكتوبة تضعها السلطة التشريعية‬
‫واستثناء السلطة التنفيذية‪ ،‬بهدف تنظيم حياة األشخاص وعالقاتهم داخل المجتمع‪.‬‬

‫غير أنه ال يمكن أن نجد قانونا واحدا في الدولة ينظم العالقات في مجموعها مرة واحدة‪ ،‬وإنما هناك‬
‫مجموعة من القوانين يهتم كل منها بتنظيم مجال معين من مجاالت الحياة‪ ،‬األمر الذي يخلق تنوعا وتعددا‬
‫في القوانين التي تحكم هذا المجتمع‪.‬‬

‫تمت معالجة هذا التعدد والتنوع من خالل تقسيم هذا القانون إلى قسمين‪ :‬قانون عام وقانون خاص‬
‫‪32‬‬
‫وال‬ ‫(‪ ،)droit public et droit privé‬وهو أهم تقسيم للقانون‪ ،‬ويعود تاريخه إلى العهد الروماني‬
‫يزال معتمدا إلى يومنا هذا ‪.‬‬

‫يُفيد هذا التقسيم خاصة في معرفة الجهة المختصة في حالة وقوع نزاع‪ ،‬وكذا في معرفة النظام القانوني‬
‫لبعض المسائل‪ ،‬فبعض األمور في القانون العام ال تقبل التقادم وال التنازل‪ ،‬كما أن القانون الخاص ال‬
‫يعترف لألشخاص بنفس االمتيازات التي يعترف بها القانون العام للسلطة العامة‪ ،‬وما هو ُمطبق على‬
‫الملكية الخاصة ال يُمكن أن يتماشى وطبيعة الملكية العامة‪.‬‬

‫‪ -‬المعايير المعتمدة في تقسيم القانون‪:‬‬

‫إذا كان التقسيم ال يطرح أي إشكال‪ ،‬فإن األمر على عكس ذلك إذا ما تعلق بالمعايير المعتمدة في هذا‬
‫التقسيم‪ ،‬بحيث لم يتفق الفقه إلى حد الساعة على معيار واحد يتم اعتماده لمعرفة ما إذا كان هذا القانون‬
‫يندرج تحت قسم القانون العام أم تحت قسم القانون الخاص‪ .‬وفي ذلك ظهرت المعايير اآلتية‪:‬‬

‫‪32‬‬
‫يحيى قاسم علي‪ ،‬المدخل لدراسة العلوم القانونية‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬نظرية الحق‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة عدن‪ ،‬كوميت للتوزيع‪،‬‬
‫الطبعة األولى‪ ،8221 ،‬ص‪.12‬‬

‫‪22‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪ -1‬معيار الطبيعة المالية للعالقة‪:‬‬

‫مفاد هذا المعيار أن القانون العام ال ينظم العالقات ذات الطبيعة المالية على عكس القانون الخاص الذي‬
‫يهتم بتنظيم كل العالقات ذات الطابع المالي كالبيع والشراء‪ ،‬الهبة‪ ،‬الوصية‪ ،‬الميراث‪ ،‬المقايضة‪...،‬‬
‫فأصحاب هذا المعيار يرون أن القانون العام يهتم أساسا بتنظيم عالقات ليس لها جانب مالي‪ 33‬مثل تنظيم‬
‫أجهزة الدولة‪ ،‬تنظيم األجهزة القضائية‪..،‬‬

‫حكم هذا المعيار‪ :‬غير صحيح‪ ،‬والتبرير يشمل ناحيتين‪:‬‬

‫‪ ‬فمن الناحية األولى‪ ،‬فإن للقانون العام جانب مالي كذلك‪ ،‬ودليل ذلك قانون المالية العامة الذي‬
‫يخص ميزانية الدولة ومؤسساتها‪ ،‬قانون االستثمار الذي يحدد شروط االستثمار فوق اإلقليم‬
‫الوطني‪ ،‬بما فيه قاعدة السيادة ‪ 94/51‬التي تحكم نسبة كل من المشاركة الوطنية والمشاركة‬
‫األجنبية في تمويل االستثمار‪...،‬‬
‫‪ ‬ومن الناحية الثانية‪ :‬فإن للقانون الخاص جانب غير مالي‪ ،‬فتحديد سن األهلية ب‪ 14‬سنة كاملة في‬
‫المادة ‪ 92‬من القانون المدني الجزائري‪ 34‬ليس له جانب مالي‪ ،‬وتحديد أركان وشروط الزواج في‬
‫المادتين ‪ 435‬و‪4‬مكرر‪ 36‬من قانون األسرة الجزائري‪ 37‬ليس له جانب مالي‪ ،‬نفس الشيء إذا ما‬
‫تعلق األمر بحكم المفقود‪ 38‬والغائب‪ 39‬في قانون األسرة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫يحيى قاسم علي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪34‬‬
‫األمر رقم ‪ 11/11‬المؤرخ في ‪ 32‬رمضان‪ 8221‬الموافق لـ ‪ 31‬سبتمبر ‪ ،8211‬المتضمن القانون المدني الجزائري‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪35‬‬
‫المادة ‪ :22‬ينعقد الزواج بتبادل رضا الزوجين‪.‬‬
‫‪36‬‬
‫المادة ‪ 22‬مكرر‪ :‬يجب أن تتوافر ف عقد الزواج الشروط اآلتية‪:‬‬
‫‪ -‬أهلية الزواج‪،‬‬
‫‪ -‬الصداق‪،‬‬
‫‪ -‬الولي‪،‬‬
‫‪ -‬شاهدان‪،‬‬
‫‪ -‬انعدام الموانع الشرعية للزواج‪،‬‬
‫‪37‬‬
‫القانون رقم ‪ 88/13‬المؤرخ في ‪ 22‬رمضان ‪ 8323‬الموافق لـ ‪ 2‬يونيو‪ 8213‬المتضمن قانون األسرة الجزائري‪ ،‬المعدل والمتمم‬
‫‪38‬‬
‫حسب المادة ‪ 822‬من قانون األسرة الجزائري فإن المفقود هو الشخص الغائب الذي ال يعرف مكانه وال يعرف حياته أو موته وال يعتبر مفقودا‬
‫إال بحكم‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫حسب المادة ‪ 882‬من قانون األسرة فإن الغائب هو الذي منعته ظروف قاهرة من الرجوع إلى محل إقامته أو إدارة شؤونه بنفسه أو بواسطة‬
‫مدة سنة وتسبب غيابه في ضرر الغير يعتبر كالمفقود‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪ -2‬معيار المصلحة‪:‬‬

‫مفاد هذا المعيار أن القانون العام يهتم بتحقيق المصلحة العامة على عكس القانون الخاص الذي يرمي إلى‬
‫تحقيق المصالح الخاصة لألشخاص‪ .‬على هذا األساس‪ ،‬فإن أي قانون يحقق مصلحة عامة هو فرع من‬
‫القانون العام والعكس صحيح‪.‬‬

‫حكم هذا المعيار‪ :‬غير صحيح‪ .‬فال يمكن تحقيق المصالح الخاصة إذا كانت تتعارض مع المصلحة‬
‫العامة‪ ،40‬وأكثر دقة‪ ،‬فالقانون الخاص يهتم في الكثير من األحيان بتحقيق المصلحة العامة‪ ،41‬فالهدف من‬
‫القانون في مجموعه هو تحقيق المصلحة العامة من خالل إقامة النظام داخل المجتمع‪ ،‬فمثال قانون األسرة‬
‫هو قانو ن يحمي المصلحة العامة فاألسرة هي أساس المجتمع وحمايتها من التفكك أو على األقل تنظيم‬
‫انحالل العالقة األسرة هي مصلحة عامة تفيد حماية المجتمع من اآلثار الوخيمة‪ ،‬كما أن تنظيم عقود‬
‫الزواج يمثل حماية لمصلحة عامة وهي حماية المجتمع من الزنا والعالقات المحرمة وما قد ينجر عن‬
‫ذلك‪ .‬كذلك هو الحال بالنسبة لتنظيم المعامالت المالية مثل عقود البيع أو عقد الشركة‪ ،‬التجارة‬
‫اإللكترونية‪...‬فإن تنظيمها ال يرمي لتحقيق مصالح خاصة وإنما يصب في إطار المصلحة العامة‪ :‬تنظيم‬
‫التجارة والمبادالت التجارية داخل وخارج الوطن‪.‬‬

‫كما يربط البعض عدم صحة هذا المعيار بعدم وضوح ودقة معنى المصلحة العامة‪.42‬‬

‫‪ -1‬معيار األشخاص أطراف العالقة القانونية‪:‬‬

‫يرى أصحاب هذا المعيار أن القانون العام يُنظم العالقات التي تكون الدولة أو مؤسساتها طرفا فيها‪ ،43‬أما‬
‫القانون الخاص فينظم العالقات بين األشخاص العاديين‪.‬‬

‫حكم هذا المعيار‪ :‬غير صحيح على أساس أنه أحيانا قد تتصرف الدولة تصرفا عاديا مجردا من استعمال‬
‫امتيازات السلطة العامة كأن تشتري أرضا على مواطن عادي‪ ،‬فإن هذه المعاملة ه معاملة عادية تخضع‬
‫في تنظيمها للقانون الخاص وليس للقانون العام بالرغم من أن الدولة هي أحد أطرافها‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫دموش حكيمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬
‫‪41‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪42‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪43‬‬
‫دموش حكيمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪24‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪ -1‬معيار طبيعة تصرف األشخاص أطراف العالقة القانونية‪:‬‬

‫ويسميه البعض معيار السلطة العامة‪ .44‬ينظر هذا المعيار إلى طبيعة تصرف األشخاص أطراف العالقة‬
‫القانونية وليس إلى نوع الشخص‪ ،‬فإذا كانت الدولة أو إحدى مؤسساتها طرفا في العالقة القانونية‬
‫وتصرفت بكامل سيادتها بمعنى استعملت امتيازات السلطة العامة‪ ،‬فإن القانون العام هو الذي ينظم هذه‬
‫العالقة‪ ،45‬أما القانون الخاص فينظم العالقة بين األشخاص العاديين (ال يتمتعون بامتيازات السلطة‬
‫العامة)‪ ،‬أو بينهم وبين الدولة إذا تصرفت تصرف شخص عادي دون توظيف أي امتياز‪ ،‬كأن تبيع أو‬
‫تشتري قطعة أرض على مواطن عادي‪.‬‬

‫حكم هذا المعيار‪ :‬في نظر أغلب الفقهاء‪ ،‬فإن هذا المعيار هو المعيار الصائب نظرا لدقته‪ ،‬ويراه البعض‬
‫تصحيحا لسابقه (معيار طبيعة األشخاص أطراف العالقة القانونية)‪ ،46‬على هذا األساس ّ‬
‫فإن‪:‬‬

‫القانون العام‪ :‬هو القانون الذي ينظم العالقات التي تكون الدولة أو إحدى مؤسساتها طرفا فيها شرط أن‬
‫تتصرف تصرف شخص عام‪ ،‬بمعنى أن تستخدم امتيازات السلطة العامة‪.‬‬

‫القانون الخاص‪ :‬هو القانون الذي ينظم العالقات بين األشخاص العاديين أو بينهم وبين الدولة شرط أن‬
‫تتصرف تصرف شخص عادي بمعنى أن ال تستخدم امتيازات السلطة العامة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫عمار بوضياف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.31‬‬
‫‪45‬‬
‫يحيى علي قاسم‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪46‬‬
‫دموش حكيمة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.33‬‬

‫‪25‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
People’s Democratic Republic of Algeria
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
Ministry of Higher Education and Scientific Research
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
Higher School of Economics of Oran

26
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫فروع القانون‪les branches de droit :‬‬

‫كما سبق القول‪ ،‬فإن القانون ينقسم إلى قسمين‪ :‬قانون عام وقانون خاص‪ ،‬وفي ما يلي سنعرض أهم‬
‫القوانين التي تتفرع عن هذين القسمين‪:‬‬

‫أ‪ -‬القانون العام وفروعه‪:‬‬

‫هو مجموعة القواعد القانونية التي تهتم بتنظيم العالقات التي يكون أحد أطرافها شخصا معنويا عاما‬
‫(الدولة أو أحد المؤسسات التابعة لها) يستعين في تصرفه بمجموعة من االمتيازات تسمى بامتيازات‬
‫السلطة العامة‪ .‬وينقسم هو اآلخر إلى قسمين‪ :‬قانون دولي عام وقانون داخلي عام‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون الدولي العام‪:‬‬

‫هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقات فيما بين الدول أو بينها وبين منظمات دولية في زمني‬
‫الحرب والسلم‪ ،47‬كما قد يتناول تنظيم العالقات بين الدول وبين األفراد‪ .48‬واألصل فيه هو المحافظة على‬
‫أمن واستقرار المجتمع الدولي‪.49‬‬

‫فأما عن زمن السلم‪ :‬فإن القانون الدولي العام غالبا ما يتخذ شكل اتفاقيات دولية ثنائية أو متعددة األطراف‬
‫قصد التعاون المتبادل بين أطراف االتفاقية كاتفاقية التبادل الطالبي بين الجزائر وتونس‪ ،‬أو اتفاقية منطقة‬
‫التبادل الحر االفريقية‪ ...،‬ومهمتها تحديد حقوق والتزامات كل دولة طرف في االتفاقية‪ .‬كما يتولى القانون‬
‫الدولي في زمن السلم كذلك بيان طرق تبادل التمثيل السياسي والقنصلي فيما بين الدول ووسائل فض‬
‫المنازعات الدولية‪...50‬‬

‫أما عن زمن الحرب‪ :‬فإن القانون الدولي العام يتخذ شكل‬

‫‪47‬‬
‫عمرو طه البدوي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬
‫‪48‬‬
‫‪Cours d’introduction au droit international public, page‬‬ ‫‪3, disponible sur : https://foad-‬‬
‫‪mooc.auf.org/IMG/pdf/1-Cours-Introduction_au_Droit_International.pdf‬‬
‫‪49‬‬
‫‪ABC du droit international public, département fédéral des affaires étrangères, la suisse, page 2, disponible‬‬
‫‪sur :‬‬ ‫‪https://www.eda.admin.ch/dam/eda/fr/documents/publications/Voelkerrecht/ABC-des-‬‬
‫‪Voelkerrechts_fr.pdf‬‬
‫‪50‬‬
‫حبيب إبراهيم الخليلي‪ ،‬المدخل إلى العلوم القانونية‪ ،‬النظرية العامة للقانون‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪27‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫س ُن قواعده كما هو معروف بالنسبة للقانون الداخلي‬


‫ويمتاز هذا القانون أساسا بعدم وجود سلطة عليا ت ُّ‬
‫الذي نجد أن أغلب فروعه من وضع السلطة التشريعية‪ .51‬ومن مصادره‪ :52‬المعاهدات الدولية‪ ،‬العرف‬
‫الدولي‪ ،‬المبادئ العامة للقانون (كمبدأ التعويض عن الضرر‪ ،‬مبدأ حسن النية‪ )..،‬الفقه والقضاء‬
‫الدوليين‪.‬‬

‫القانون الداخلي العام‪:‬‬

‫هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقات فيما بين الدولة وبين المؤسسات التابعة لها‪ ،‬أو بينها‬
‫وبين األشخاص الخاصة شرط أال تتصرف تصرف شخص عادي‪ .‬ويضم عدة فروع أهمها‪:‬‬

‫‪ -‬الدستور‪ :‬حسب ديباجة الدستور الجزائري‪ ،53‬فإن الدستور هو القانون األساسي الذي يضمن‬
‫الحقوق والحريات الفردية والجماعية‪ ،‬ويحمي مبدأ حرية اختيار الشعب‪ ،‬ويضفي المشروعية‬
‫ُكرس التداول الديمقراطي عن طريق انتخابات حرة ونزيهة‪.‬‬
‫على ممارسة السلطات‪ ،‬وي ّ‬
‫‪ -‬قانون الوظيفة العمومية‪ :‬حسب المادة الثانية من هذا القانون‪ ،54‬فإن هذا القانون يُطبق على‬
‫الموظفين الذين يُمارسون نشاطهم في المؤسسات واإلدارات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬قانون العقوبات‪ :55‬هو مجموعة القواعد القانونية التي تحدد األفعال ال ُمجرمة والعقوبات المقررة‬
‫على مرتكبيها‪.‬‬
‫‪ -‬قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪ :56‬حسب المادة األولى من قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪ ،‬فإنه يمثل القانون الذي يطبق على الدعاوى المرفوعة أمام الجهات القضائية العادية‬
‫وكذا على الدعاوى المرفوعة أمام الجهات القضائية اإلدارية‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫بن عامر تونسي‪ ،‬عميمر نعيمة‪ ،‬محاضرات في القانون الدولي العام‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،3282 ،‬ص‪ 38‬وص‪.31‬‬
‫‪52‬‬
‫على أن المادة ‪ 21‬من النظام األساسي لمحكمة العدل الدولية حددتها كما يلي‪:‬‬
‫االتفاقيات الدولية العامة والخاصة التي تضع قواعد معترف بها صراحة من جانب الدول؛‬ ‫‪-‬‬
‫العادات الدولية المرعية المعتبرة بمثابة قانون دل عليه تواتر االستعمال؛‬ ‫‪-‬‬
‫مبادئ القانون العام التي أقرتها األمم المتمدينة؛‬ ‫‪-‬‬
‫أحكام المحاكم ومذاهب كبار المؤلفين في القانون العام في مختلف األمم‬ ‫‪-‬‬
‫‪53‬‬
‫دستور الجزائر لسنة ‪ ،3232‬الجريدة الرسمية الصادرة بتاريخ ‪ 81‬جمادى األولى‪ 8333‬الموافق لـ ‪ 22‬ديسمبر‪ ،3232‬العدد ‪ ،13‬ص‪.3‬‬
‫‪54‬‬
‫االمر رقم ‪ 22-21‬المؤرخ في ‪ 82‬جمادى الثانية ‪ 8331‬الموافق لـ ‪ 81‬يوليو ‪ ،3221‬المتضمن قانون الوظيف العمومي‪.‬‬
‫‪55‬‬
‫األمر رقم ‪ 811/11‬المؤرخ في ‪ 81‬صفر ‪ 8211‬الموافق لـ ‪ 1‬يونيو ‪ ،8211‬المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪56‬‬
‫القانون رقم ‪ 22/21‬المؤرخ في ‪ 81‬صفر ‪ 8332‬الموافق لـ ‪ 31‬فيفري‪ ،3221‬المتضمن قانون االجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪ -‬قانون االجراءات الجزائية‪ :57‬هو مجموعة القواعد القانونية التي تحدد طرق مالحقة المجرمين‪،‬‬
‫التحقيق معهم ومحاكمتهم‪.‬‬
‫‪ -‬قانون الصفقات العمومية‪ :58‬حسب المادة األولى‪ ،‬فإنه يحكم سياسة إعداد وإبرام وتنفيذ ومراقبة‬
‫الصفقات العمومية وتفويض المرفق العام التي تبرمها المصالح المتعاقدة والسلطات المفوضة‪.‬‬
‫‪ -‬قانون المالية‪ :‬وهو مجموعة القوانين التي تنظم ميزانية الدولة والمؤسسات التابعة لها‪ ،‬من خالل‬
‫تحديد النفقات العامة المخصصة لتجهيز وتسيير القطاع العام خالل السنة المالية‪ ،‬وكذا االيرادات‬
‫العامة المتوقعة خالل ذات السنة‪.‬‬

‫ب‪ -‬القانون الخاص وفروعه‪:‬‬

‫هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم سلوك وعالقات األشخاص العاديين فيما بينهم‪ ،‬أو بينهم وبين‬
‫األشخاص العامة إذا تصرفت هذه األخيرة تصرف أشخاص عاديين‪ .‬ويتفرع هو اآلخر إلى قسمين‪:‬‬

‫قانون داخلي خاص أي قانون وطني خاص وقانون دولي خاص‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون الدولي الخاص‪:‬‬

‫وهو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم العالقات التي تنطوي على عنصر أجنبي إما بسبب اختالف‬
‫الجنسية أو مكان االبرام أو سبب االلتزام‪ ،‬بمعنى عالقة تنطوي على أكثر من جنسية واحدة‪ .‬وبتعريف‬
‫آخر‪ ،‬مجموعة القواعد القانونية التي تبين القانون الواجب التطبيق على العالقات ذات العنصر األجنبي‬
‫ومدى اختصاص المحاكم الوطنية في الفصل في تلك المنازعات‪.59‬‬

‫من موضوعاته‪ :‬الجنسية‪ ،‬تنازع االختصاص التشريعي‪ ،‬تنازع االختصاص القضائي‪ ،‬تنفيذ األحكام‬
‫األجنبية‪ ،‬وهو ال ينظم الوقائع وإنما يُحيل تنظيمها إلى قانون معين‪.‬‬

‫مع اإلشارة إلى أنه ال يوجد قانون دولي خاص ُمقنن في كتاب واحد وإنما مجموعة القواعد القانونية‬
‫المبعثرة في بعض القوانين‪ .‬ومثال ذلك‬
‫‪57‬‬
‫األمر رقم ‪ 811/11‬المؤرخ في ‪ 81‬صفر ‪ 8211‬الموافق لـ ‪ 1‬يونيو ‪ ،8211‬المتضمن قانون العقوبات‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،331-81‬المؤرخ في ‪ 3‬ذي الحجة‪ 8321‬الموافق لـ ‪ 81‬سبتمبر ‪ ،3281‬يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات‬
‫المرفق العام‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،12‬صادرة في ‪1‬ذو الحجة ‪ 8321‬الموافق لـ ‪ 32‬سبتمبر ‪ ،3281‬ص‪.2‬‬
‫‪59‬‬
‫‪https://www.bejaiadroit.net/cours/expos%C3%A9s/‬‬

‫‪29‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫المادة ‪ 11‬مكرر من القانون المدني التي تنص على ما يلي‪ " :‬يسري على النسب واالعتراف به وإنكاره‬
‫قانون جنسية األب وقت ميالد الطفل‪"...‬‬

‫وكذا المادة ‪ 11‬من نفس القانون التي تنص على‪ " :‬يسري على الميراث والوصية‪ ...‬قانون جنسية‬
‫الهالك أو الموصي‪"...‬‬

‫وكذا المادة ‪ 18‬من نفس القانون التي تنص على‪" :‬يسري على االلتزامات التعاقدية القانون المختار من‬
‫قبل المتعاقدين‪ ....‬وفي حال عدم إمكان ذلك يُطبق قانون محل إبرام العقد‪"...‬‬

‫‪ -2‬القانون الوطني أو القانون الداخلي الخاص‪:‬‬

‫وهو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم عالقات األشخاص العاديين(سواء طبيعيين أو معنويين)‬
‫ببعضهم البعض‪ ،‬أو العالقة فيما بينهم وبين الدولة أو مؤسساتها إذا تصرفت تصرف شخص عادي‪،‬‬
‫بمعنى لم تستعمل أو تستعن بامتيازات السلطة العامة‪.‬‬

‫من أهم فروعه‪:‬‬

‫‪ -‬القانون المدني‪ :60‬مجموعة القواعد القانونية التي تنظم شخصية األشخاص وعالقاتهم ابتداء من‬
‫تنظيم حياتهم وعالقتهم بأسرتهم ويسمى كذلك بالشريعة العامة التساعه اختصاصه‪ ،‬فهو يشمل‬
‫تنظيم العقود بأنواعه‪ ،‬والحقوق بأنواعها‪.‬‬
‫‪ -‬قانون األسرة‪ :61‬وفقا للمادة األولى من قانون األسرة الجزائري فإن هذا القانون ينظم جميع‬
‫العالقات بين أفراد األسرة‪.‬‬
‫‪ -‬القانون التجاري‪ :62‬حسب المادة األولى مكرر من القانون التجاري الجزائري ‪ ،‬فإنه يسري على‬
‫العالقات بين التجار‪ ،‬وفي حالة عدم وجود نص يُطبق القانون المدني وأعراف المهنة عند‬
‫االقتضاء‪.‬‬

‫‪60‬‬
‫األمر رقم ‪ 11-11‬المؤرخ في ‪ 31‬سبتمبر ‪ ،8211‬المتضمن القانون المدني الجزائري المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪61‬‬
‫القانون رقم ‪ 88-13‬المؤرخ في ‪ 2‬يونيو ‪ ،8213‬المتضمن قانون األسرة الجزائري المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪62‬‬
‫األمر رقم ‪ 12-11‬المؤرخ في ‪ 31‬سبتمبر ‪ ،8211‬المتضمن القانون التجاري الجزائري المعدل والمتمم‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪ -‬القانون البحري‪ :63‬هو مجموعة القواعد القانونية التي تنظم نشاط المالحة البحرية‪ ،‬ابتداء من‬
‫تنظيم المسائل ذات الصلة بأداة المالحة‪ :‬السفينة‪ ،‬تنظيم الموانئ واالستغالل المينائي‪...،‬‬
‫‪ -‬قانون المنافسة‪ :64‬حسب المادة األولى من قانون المنافسة الجزائري‪ ،‬فإن هذا القانون يهدف إلى‬
‫تحديد شروط المنافسة في السوق وتفادي كل الممارسات المقيدة للمنافسة ومراقبة التجميعات‬
‫االقتصادية قصد زيادة الفعالية االقتصادية تحسين ظروف المستهلكين‪.‬‬
‫‪ -‬قانون العمل‪ :65‬حسب المادة األولى من قانون العمل الجزائري‪ ،‬فإن هذا القانون يحكم العالقات‬
‫الفردية والجماعية في العمل بين األجراء والمستخدمين‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫األمر ‪ 12-11‬المؤرخ في ‪ 32‬أكتوبر‪ ،8211‬المتضمن القانون البحري الجزائري‪ ،‬المعدل والمتمم‪.‬‬
‫‪64‬‬
‫األمر رقم ‪ 22/22‬المؤرخ في ‪ 82‬يوليو ‪ 3222‬المتضمن قانون المنافسة الجزائري‪.‬‬
‫‪65‬‬
‫القانون رقم ‪ ،88-22‬المؤرخ في ‪ 21‬نوفمبر‪ ، 8222‬المتضمن قانون العمل الجزائري‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬مصادر القانون‬

‫‪Les sources de droit‬‬

‫يهدف هذا الدرس في مجموعه إلى تعريف الطلبة وإحاطتهم بكل المصادر التي يستمد منها القاضي الحل‬
‫القانوني للقضايا المعروضة أمامه والتي تضم أوال المصادر الرسمية ثم تليها المصادر االحتياطية‪.‬‬

‫يهدف أساسا إلى‪:‬‬

‫من حيث المعرفة‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد واستيعاب مفهوم التشريع بأنواعه الثالث (المصادر الرسمية) وكذا مفهوم كل من الشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬العرف‪ ،‬مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة (كمصادر احتياطية)‪.‬‬

‫من حيث الخبرة‪:‬‬

‫‪ -‬سيكون بإمكانهم التمييز بين المصادر الرسمية وما يسمى بالمصادر االحتياطية في نهايته سيكون‬
‫باستطاعتهم‪:‬‬

‫‪ -‬التمييز بين أنواع التشريع الثالث‪ :‬التشريع األساسي‪ ،‬العادي والفرعي‪.‬‬

‫‪ -‬تصنيف النصوص التشريعية وفقا لتسلسلها الهرمي‪.‬‬

‫‪ -‬التمييز بين الشريعة اإلسالمية‪ ،‬العرف‪ ،‬مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪.‬‬

‫من حيث تطوير الذات‪:‬‬

‫‪ -‬تحليل القضايا المعروضة أمامه لمعرفة نوع المصدر الذي اعتمد عليه القاضي في بناء الحكم‪.‬‬

‫‪-‬اكتساب المعرفة القانونية والقدرة على قراءة وتحليل القضايا التي قد تعترضه دون اللجوء إلى المساعدة‪.‬‬

‫‪ -‬اكتساب المزيد من الثقة في النفس‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫يقصد بمصطلح "مصدر"؛ أصل الشيء والسبب المنشئ له‪ ،66‬أما في المجال القانوني فيقصد بعبارة‬
‫"مصادر القانون" تلك المصادر الرسمية التي يلتزم بها القضاة في أحكامهم لفض المنازعات في مجتمع‬
‫معيّن‪ ، 67‬أي التي يستمد منها القاضي الحل القانوني للقضية المعروضة عليه أو تلك التي يستمد منها‬
‫األشخاص القاعدة القانونية‪ ،‬وهي تنقسم إلى قسمين‪ :‬مصادر رسمية ومصادر احتياطية‪.‬‬

‫وحسب المادة األولى من القانون المدني الجزائري‪" :68‬فإن القانون يسري على جميع المسائل التي‬
‫تتناولها نصوصه في لفظها أو في فحواها‪.‬‬

‫وإذا لم يوجد نص تشريعي‪ ،‬حكم القاضي بمقتضى مبادئ الشريعة اإلسالمية‪ ،‬فإذا لم يوجد فبمقتضى‬
‫العرف‪ ،‬فإذا لم يوجد فبمقتضى مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة"‪.‬‬

‫من هذا المنطلق‪ ،‬سنتطرق أوال للتشريع أي للمصادر الرسمية التي تشمل كال من التشريع األساسي وهو‬
‫الدستور‪ ،‬التشريع العادي وهو القوانين واألوامر والتشريع الفرعي‪ ،‬ثم للمصادر االحتياطية التي تشمل‬
‫كال من الشريعة اإلسالمية‪ ،‬العرف ومبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المصادر الرسمية‬

‫يقصد بالمصادر الرسمية للقانون النصوص القانونية المكتوبة التي يلتزم بها القاضي عند الفصل في‬
‫المنازعات التي تعرض عليه‪ ،‬وتتمثل في التشريع بأنواعه الثالث‪ :‬تشريع أساسي‪ ،‬تشريع عادي‪ ،‬وتشريع‬
‫فرعي‪ .‬وكل من هذه االنواع الثالث إالّ ويصدر عن هيئة معينة‪ ،‬فاألصل العام أن السلطة التشريعية هي‬
‫بيد البرلمان وحده‪ ،‬بمعنى أنه السلطة المعنية بسن القوانين‪ ،‬غير أن هناك حاالت أخرى يصدر فيها‬
‫التشريع عن غير السلطة التشريعية األمر الذي يخلق تعددا في أنواع التشريع‪.‬‬

‫‪ 66‬فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى القانون‪" ،‬نظرية القانون‪ ،‬نظرية الحق"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،0219 ،‬ص‪.125‬‬

‫‪ 67‬اسحاق ابراهيم منصور‪ ،‬نظريتا القانون والحق‪ ،‬وتطبيقاتهما في القوانين الجزائرية‪ ،0221 ،‬ص‪.132‬‬
‫‪68‬األمر رقم ‪ ،52/25‬المؤرخ في ‪ 06‬سبتمبر ‪ ،1425‬المتضمن القانون المدني الجزائري‪ ،‬المعدل والمتمم باألمر رقم ‪ ،12/25‬المؤرخ في‬
‫‪02‬جوان‪ ،0225‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،99‬الصادرة بتاريخ ‪06‬جوان‪.0225‬‬

‫‪33‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪ -1‬التشريع األساسي‪:‬‬

‫ويتمثل في الدستور‪ ،‬الذي يوصف بأنه أسمى القوانين أو القانون األسمى أو األعلى‪ ،‬إذ يجب أال يُخالفه‬
‫أي نص قانوني أدنى‪ .‬بل ويجب أن تستمد النصوص األدنى منه درجة شرعيتها‪.69‬‬

‫من صفاته الثبات(أو الجمود) والسمو‪ :‬بمعنى أنه ال يخضع للتعديل إال في حاالت الضرورة أو في‬
‫المناسبات الكبرى‪ ،‬وأنه أعلى القوانين بحيث ال يجب ألي نص قانوني أدنى منه مرتبة أن يخالف أحكامه‪.‬‬

‫وحسب ديباجة الدستور الجزائري‪ ،‬فإنه يمثل القانون األساسي الذي يضمن الحقوق والحريات الفردية‬
‫ُكرس‬
‫والجماعية‪ ،‬ويحمي مبدأ حرية اختيار الشعب‪ ،‬ويضفي المشروعية على ممارسة السلطات‪ ،‬وي ّ‬
‫التداول الديمقراطي عن طريق انتخابات حرة ونزيهة‪.‬‬

‫‪ ‬طرق وضع الدساتير‪ :‬تختلف من دولة ألخرى ونميز منها ما يلي‪:‬‬


‫‪ .1‬طريقة المنحة‪ :‬بمعنى ينفرد بوضعه الملك أو السلطان ثم يفرضه على الشعب كمنحة‪.‬‬
‫‪ .0‬طريقة التعاقد‪ :‬بمعنى اجتماع ممثلي الشعب مع الملك لوضع الدستور‪.‬‬
‫‪ .3‬الجمعية التأسيسية‪ :‬وهي عبارة عن هيئة مختصة مكلفة بوضع الدستور‪.‬‬
‫‪ .1‬االستفتاء‪ :‬بمعنى وضع الدستور ثم عرضه على الشعب للتصويت عليه بنعم أو ال‪.‬‬
‫‪ .5‬الطريقة الخاصة ‪ :‬تجمع بين الجمعية التأسيسية وطريقة االستفتاء‪ ،‬بحيث تضع الجمعية التأسيسية‬
‫الدستور ثم يتم عرضه على الشعب للتصويت عليه‪.‬‬
‫‪ ‬اجراءات تعديل الدساتير (وفقا لدستور ‪:)2020‬‬

‫تختلف إجراءات تعديل الدساتير باختالف الدولة كما تختلف باختالف نوع الدستور مرنا كان أم دستورا‬
‫جامد‪ ،‬وغالبا ما يتم النص عليها في الدستور نفسه‪ .‬في هذا اإلطار‪ ،‬سنركز فقط على اإلجراءات المتبعة‬
‫في تعديل الدستور الجزائري كوننا ال نستطيع اإللمام بكل اإلجراءات المتبعة في باقي الدول‪ .‬وما تجدر‬
‫اإلشارة إليه أن إجراءات التعديل تناولتها نصوص دستور ‪ 0202‬الجزائري‪ ،‬المواد من ‪ 014‬إلى المادة‬
‫‪ .003‬تماما كاآلتي ‪:‬‬

‫‪ 69‬اسحاق ابراهيم منصور‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.113‬‬

‫‪34‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫خول لكل من‪ :‬رئيس الجمهورية‪ ،‬أو ‪9/3‬‬


‫‪ -‬حق المبادرة بتعديل الدستور أي حق اقتراح تعديل الدستور ُم ّ‬
‫أعضاء غرفتي البرلمان المجتمعين معا‪.‬‬

‫مراحل اإلصدار‪:‬‬

‫أ‪ -‬إذا كان التعديل باقتراح من رئيس الجمهورية‪ :‬يتم عرضه على غرفتي البرلمان للتصويت عليه‬
‫ض بعد ذلك على االستفتاء الشعبي خالل‬
‫ُعر ُ‬
‫بنفس الصيغة المطبقة على النصوص التشريعية‪ ،‬ثم ي َ‬
‫أجل ‪ 52‬يوما إلقراره‪ .‬وبعد ُمصادقة الشعب عليه‪ ،‬يقوم رئيس الجمهورية بإصداره وذلك وفقا لنص‬
‫المادة‪ 014‬من دستور ‪.0202‬‬
‫كما يمكن لرئيس الجمهورية إصدار مشروع التعديل الدستوري دون عرضه على االستفتاء الشعبي‬
‫يمس المبادئ العامة التي تحكم المجتمع‬
‫ُّ‬ ‫في حال ارتأت المحكمة الدستورية أن مشروع التعديل هذا ال‬
‫الجزائري وحقوق االنسان والمواطن وحريتهما‪ ،‬وال التوازنات األساسية للمؤسسات الدستورية‪،‬‬
‫وعللت المحكمة الدستورية رأيها بهذا الشأن‪ ،‬وحاز هذا التعديل على تصويت ‪ 9/3‬أعضاء غرفتي‬
‫البرلمان‪ ،‬وفقا لنص المادة ‪ 001‬من دستور ‪.0202‬‬
‫ب‪ -‬إذا كان التعديل من اقتراح ‪ 1/1‬أعضاء غرفتي البرلمان مجتمعين معا‪ :‬فإنهم يقومون بعرضه على‬
‫رئيس الجمهورية أوال الذي يعرضه بدوره على االستفتاء الشعبي‪ ،‬ويُصدره في حالة الموافقة عليه‬
‫وذلك وفقا لنص المادة ‪ 000‬من دستور ‪,0202‬‬
‫‪ ‬حدود التعديل الدستوري‪:‬‬

‫وفقا لنص المادة ‪ 221‬من دستور‪ ،2020‬فإنه‪:‬‬

‫يمس‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ي أن‬
‫ي تعديل دستور ّ‬
‫ال يمكن أ ّ‬

‫ي للدّولة‬ ‫‪ّ -1‬‬


‫الطابع الجمهور ّ‬
‫ي القائم على التّعدّديّة الحزبيّة‪،‬‬
‫‪ -0‬النّظام الدّيمقراط ّ‬
‫‪ -3‬الطابع االجتماعي للدولة‪،‬‬
‫‪ -9‬اإلسالم باعتباره دين الدّولة‪،‬‬
‫‪ -5‬العربيّة باعتبارها اللّغة الوطنيّة ّ‬
‫والرسميّة‪،‬‬
‫‪ -6‬تامزيغت كلغة وطنية ورسمية‪،‬‬

‫‪35‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫الحريّات األساسيّة وحقوق اإلنسان والمواطن‪،‬‬


‫ّ‬ ‫‪-2‬‬
‫‪ -2‬سالمة التّراب الوطن ّ‬
‫ي ووحدته‪،‬‬
‫‪ -4‬العلم الوطني والنشيد الوطني باعتبارهما من رموز الثورة والجمهورية‪،‬‬
‫عدم جواز تولي أكثر من عهدتين رئاسيتين متتاليتين أو منفصلتين ومدة كل عهدة خمس‬ ‫‪-12‬‬
‫(‪ )25‬سنوات‪.‬‬

‫‪ -2‬التشريع العادي‪:‬‬

‫هو مجموعة النصوص القانونية التي تضعها السلطة التشريعية (البرلمان) وتُسمى بـ "القوانين" واستثناء‬
‫السلطة التنفيذية (رئيس الجمهورية) وتسمى بـ "األوامر" وفقا لإلجراءات المنصوص عليها في الدستور‪،‬‬
‫بحيث تُصدر وتنشر في وثيقة رسمية تسمى بـ "الجريدة الرسمية"‪ .‬وحسب الدستور الجزائري‪ ،‬فإن‬
‫للبرلمان الجزائري صالحية التشريع في أكثر من ‪ 32‬مجاال حصرتهما المادتين ‪ 134‬و ‪ 192‬منه‪.‬‬

‫كما يمكن للوزير األول كذلك المبادرة بالقوانين وذلك حسب نص المادة ‪ 193‬من الدستور الجزائري التي‬
‫نصت على‪" :‬لكل من الوزير األول‪ ،‬النواب وأعضاء مجلس األمة حق المبادرة بالقوانين"‪.‬‬

‫‪ ‬مراحل إعداد القوانين‪:‬‬

‫تختلف مراحل إصدار التشريع العادي من دولة ألخرى‪ ،‬تبعا لذلك سنركز فقط على ما هو معمول به في‬
‫الجزائر وفقا لدستور ‪ 0202‬تماما كالتالي‪:‬‬

‫أ‪ -‬مرحلة االقتراح‪:‬‬


‫ب‪ -‬إذا كان القانون ُمبادر به من قبل أعضاء مجلس األمة أو نواب المجلس الشعبي الوطني يُسمى‪:‬‬
‫اقتراح قانون‪.‬‬
‫ت‪ -‬إذا كان القانون ُمبادر به من قبل الوزير األول أو مجلس الوزراء يُسمى‪ :‬مشروع قانون‪.‬‬

‫إذا كنا أمام اقتراح قانون‪ ،‬فإنه يعرض للمناقشة مباشرة إذا كان مقدما من قبل ‪ 02‬نائبا أو ‪ 02‬عضوا في‬
‫مجلس األمة ‪ .‬أما إذا كنا أمام مشروع قانون فإنه يعرض أوال على مجلس الوزراء‪ ،‬بعد األخذ برأي‬
‫مجلس الدولة‪ ،‬ثم يقوم الوزير األول بإيداعه للمناقشة أمام مكتب المجلس الشعبي الوطني أو مجلس األمة‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫ث‪ -‬مرحلة المناقشة‪:‬‬

‫وهي إجراء ضروري بقوة المادة ‪ 195‬من الدستور الجزائري التي نصت على ما يلي‪" :‬يجب أن يكون‬
‫كل مشروع أو اقتراح قانون موضوع مناقشة من طرف المجلس الشعبي الوطني ومجلس األمة على‬
‫التوالي‪ ،‬حتى تتم المصادقة عليه"‪ .‬تناقش كل غرفة النص الذي صوتت عليه الغرفة األخرى‪.‬‬

‫ج‪ -‬مرحلة التصويت‪:‬‬

‫بمعنى إبداء الموافقة على نص القانون أو الرفض‪ .‬ويكون عن طريق أغلبية األعضاء الحاضرين بالنسبة‬
‫للقوانين العادية واألغلبية المطلقة بالنسبة للقوانين العضوية‪ ،‬وفقا لنص المادة ‪ 195‬السالفة الذكر‪.‬‬

‫وفي حالة حدوث خالف‪ ،‬تشكل لجنة متساوية األعضاء‪ ،‬بحيث تضم أعضاء من كال الغرفتين‪ ،‬تنهي‬
‫نقاشاتها في أجل أقصاه ‪ 15‬يوما‪.‬‬

‫ح‪ -‬مرحلة اإلصدار‪:‬‬

‫وفي هذه الحالة يتدخل رئيس الجمهورية إلضفاء الطابع الرسمي على هذا القانون ويصادق عليه في أجل‬
‫‪ 32‬يوما ‪ ،‬وتعد هذه المصادقة أمرا للسلطة التنفيذية بإلزامية تطبيق هذا القانون وأنه قد دخل حيز النفاذ‪.‬‬
‫وذلك وفقا ألحكام المادة ‪ 192‬من الدستور‪.‬‬

‫خ‪ -‬مرحلة النشر‪:‬‬

‫وهو إجراء قانوني يصب في إطار نشرها في الجريدة الرسمية حتى يعلم المخاطبون بهذه األحكام‬
‫بصدورها‪ ،‬والجريدة الرسمية هي جريدة مخصصة لنشر كل تشريع جديد أو ُمعدل بمختلف أنواعه إضافة‬
‫إلى المراسيم الفردية وقرارات التعيين أو الطرد أو ترقية‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫أمثلة عن التشريع العادي‬

‫‪ ‬أمثلة عن القوانين العادية‬

‫نجد مثال القانون المدني والذي يُوصف بالشريعة العامة‪ ،‬قانون األسرة‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القانون الجنائي‪،‬‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬فإن للبرلمان سلطة التشريع عن طريق القوانين العادية في أكثر من ‪02‬مجاال نصت عليها‬
‫المادة ‪ 134‬من الدستور الجزائري‪.‬‬

‫‪ ‬أمثلة عن القوانين العضوية‬

‫حسب المادة ‪ 192‬من الدستور الجزائري‪ ،‬فإن للبرلمان سلطة التشريع عن طريق القوانين العضوية في‬
‫المجاالت التالية‪:‬‬

‫سلطات العموميّة‪ ،‬وعملها‪،‬‬


‫‪-‬تنظيم ال ّ‬

‫‪-‬نظام االنتخابات‪،‬‬

‫‪-‬القانون المتعلّق باألحزاب ال ّ‬


‫سياسيّة‪،‬‬

‫‪-‬القانون المتعلّق باإلعالم‪،‬‬

‫ي للقضاء‪ ،‬والتّنظيم القضائ ّ‬


‫ي‪،‬‬ ‫‪-‬القانون األساس ّ‬

‫‪-‬القانون المتعلّق بقوانين الماليّة‪.‬‬

‫قانون االنتخابات‪.‬‬

‫قانون اإلعالم‪.‬‬

‫أمثلة عن األوامر‬

‫حسب المادة ‪ 190‬من الدستور الجزائري‪ ،‬فإنه يٌمكن لرئيس الجمهورية التشريع عن طريق األوامر في‬
‫حالتين‪ :‬في المسائل االستعجالية‪ ،‬في حالة شغور المجلس الشعبي الوطني أو في حالة العطل البرلمانية؛‬

‫‪38‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫في الحاالت االستثنائية المنصوص عليها في فحوى المادة ‪ 42‬من نفس الدستور‪ ،‬ومثالها الحالة التي تكون‬
‫فيها الدولة أو أحد مؤسساتها الدستورية مهددة بخطر‪.‬‬

‫تنبيه‬

‫يشترط على رئيس الجمهورية عند ممارسة السلطة التشريعية عن طريق األوامر أن يعرض هذه األخيرة‬
‫على كل غرفة من البرلمان في أول دورة له لتوافق عليها‪ .‬وتعد الغية األوامر التي ال يوافق عليها‬
‫البرلمان وفقا لنص المادة ‪ 190/0‬من دستور ‪.0216‬‬

‫‪ -1‬التشريع الفرعي‪:‬‬

‫أي مجموعة القواعد القانونية الصادرة عن السلطة التنفيذية في الظروف العادية‪ .‬ويعرفه البعض أنه‬
‫خول لها في الدستور‪ ،‬والذي‬
‫التشريع التفصيلي الذي تضعه السلطة التنفيذية بموجب االختصاص ال ُم ّ‬
‫يهدف أساسا إلى تسهيل تنفيذ القوانين أو تنظيم المرافق العامة أو المحافظة على األمن والصحة العامة‪.70‬‬
‫وهو أنواع‪:‬‬

‫أ‪ -‬لوائح تنظيمية‪:‬‬

‫وهي مجموعة القرارات واألوامر الصادرة عن السلطة التنفيذية باعتبارها صاحبة االختصاص في وضع‬
‫القواعد العامة لتنظيم المرافق العامة‪ ،‬تستند في ذلك إلى نص دستوري‪.‬‬

‫ب‪ -‬لوائح األمن والشرطة‪:‬‬

‫وتسمى كذلك بلوائح الضبط والبوليس‪ ،‬تضعها السلطة التنفيذية قصد صيانة األمن‪ ،‬السكينة والصحة‪،‬‬

‫ت‪ -‬لوائح تنفيذية‪:‬‬

‫تضعها السلطة التنفيذية في حالة صدور قانون عادي عن السلطة التشريعية يحيل اختصاص تنظيم مسألة‬
‫معينة إلى السلطة التنفيذية باعتبارها صاحبة االختصاص في هذه المسألة‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫محاضرات المدخل إلى القانون‪ ،‬متوافر على ‪http://fecg.univ-bouira.dz/wp-content/uploads/2020/12/‬‬

‫‪39‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫مثالها المادة ‪ 56‬من األمر رقم ‪ 02-22‬المؤرخ في ‪ 14‬فبراير ‪ 1422‬المتضمن قانون الحالة المدنية‬
‫الجزائري والتي تنص على‪" :‬كل شخص يتذرع بسبب معين لتغيير لقبه يُمكن أن يُرخص له بذلك ضمن‬
‫الشروط التي تحدد بموجب مرسوم"‪ .‬بناء على العبارة األخيرة‪ ،‬تم إصدار المرسوم التنفيذي رقم ‪-21‬‬
‫‪ 152‬المؤرخ في ‪ 3‬يونيو ‪ 1421‬الخاص بتغيير اللقب وذلك من قبل وزير العدل‪ ،‬حامل األختام ووزير‬
‫الداخلية‬

‫‪40‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
People’s Democratic Republic of Algeria
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
Ministry of Higher Education and Scientific Research
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
Higher School of Economics of Oran

41
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫المصادر االحتياطية‬

‫أحيانا ال يمد التشريع بكل أنواعه القاضي بالقاعدة الوطنية الواجبة التطبيق‪ ،‬األمر الذي يدفعه إلى البحث‬
‫عن الحكم الواجب التطبيق في المصادر االحتياطية‪ .‬وحسب المادة األولى من القانون المدني الجزائري‪،‬‬
‫فإن هذه المصادر تتمثل في‪:‬‬

‫‪ -1‬الشريعة اإلسالمية‪ :‬يُمكن تعريفها بأنها مجموعة األحكام المستنبطة من مختلف مصادر‬
‫الشريعة اإلسالمية المتمثلة في القرآن الكريم‪ ،‬السنة النبوية الشريفة‪ ،‬اإلجماع‪ ،‬القياس والمصالح‬
‫المرسلة‪.‬‬

‫تعتبر الشريعة اإلسالمية أهم مصدر احتياطي في مسائل األحوال الشخصية قضايا شؤون األسرة‪.‬‬

‫‪ -0‬العرف‪ :‬يقصد بالعرف اعتياد الناس على العمل بسلوك معين بانتظام واستمرار ما يُولّد في‬
‫نفوسهم إلزامية اتباعه وكأنه مقترن بجزاء يُوقع على ك ّل من يُخالفه‪ .‬وهو يختلف من منطقة‬
‫ألخرى ومن مجال آلخر‪.‬‬
‫ويقوم العرف على ركنين‪:‬‬
‫‪ -‬الركن المادي‪ :‬وهو االعتياد واالنتظام واالستمرارية في ممارسة السلوك‪.‬‬
‫‪ -‬الركن المعنوي‪ :‬وهو الشعور بإلزامية هذا السلوك‪.‬‬

‫ومثال تطبيق العرف في زمننا هو االئتمان بين التجار والذي ال يزال سيّد المعامالت التجارية بالرغم‬
‫من أنه مجرد عرف إال أنه محمي قانونا بالقاعدة القانونية التي تنص على حرية اإلثبات في المسائل‬
‫التجارية‪.‬‬

‫‪ -1‬مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪ :‬يقصد بها تلك القواعد ال ُمثلى في المجتمع التي‬
‫يُسلّم بضرورتها العقل االنساني في تنظيم العالقات بين األفراد المجتمع‪ .71‬ومثالها‪ :‬حق االنسان‬
‫في الحياة‪ ،‬حقه في صيانة عرضه وشرفه‪ ،‬حقه في احترام ممتلكاته الشخصية‪...،‬‬

‫‪71‬‬
‫المصادر االحتياطية للقانون‪ ،‬متوافر على‪https://eddirasa.com/ :‬‬

‫‪42‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫سلطة االجتهاد في الحاالت التي ال تعالجها المصادر الرسمية للقانون وال المصادر‬
‫وهي تعطي القاضي ُ‬
‫االحتياطية األخرى‪ ،‬وذلك وفقا لقواعد العدالة بحيث يُراعي ظروف ومالبسات القضايا ويستخدم عقله‬
‫للوصول إلى حل للنزاع المعروض عليه وكأنه يخلق قاعدة قانونية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
People’s Democratic Republic of Algeria
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
Ministry of Higher Education and Scientific Research
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
Higher School of Economics of Oran

44
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬نطاق تطبيق القانون ‪les champs d’application de la loi‬‬

‫وفي هذا الفصل سنجيب على األسئلة الثالثة اآلتية‪ :‬على من يُطبق القانون أي تطبيق القانون من حيث‬
‫األشخاص؟ أين يُطبق القانون؟ أي تطبيق القانون من حيث المكان‪ ،‬ومتى ي ُ‬
‫ُطبق القانون؟ أي تطبيق‬
‫القانون من حيث الزمان‪.‬‬

‫اإلجابة على هذه األسئلة تكون من خالل تحديد المبادئ التي تحكم كل نطاق‪.‬‬

‫‪l’application de droit selon les‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬تطبيق القانون من حيث األشخاص‬
‫‪personnes‬‬

‫‪ -1‬مضمون مبدأ عدم جواز االعتذار بجهل القانون‪:‬‬

‫ُطبق القانون أو القاعدة القانونية؟ األصل أنها تُطبق على كل األشخاص ال ُمخاطبين بها ابتداء‬
‫على من ي ٌ‬
‫من تاريخ نشر القانون في الجريدة الرسمية‪ ،‬وذلك استنادا لمبدأ "عدم جواز االعتذار بجهل القانون"‪،‬‬
‫بمعنى ال يجوز ألحد االعتذار والتحجج بعدم معرفته للقانون‪ ،‬حتى ولو كان ذلك صحيحا فإنه غير‬
‫معذور‪ ،‬بمعنى أنه ال يمكن ألحد أن يقول أنه ال يعلم ماذا يفرض القانون وأنه يُفترض على كل منا أن‬
‫يكون على دراية تامة بكل النصوص القانونية‪ ،‬ألنه لو ت ُ ِرك المجال لألشخاص لخالفوا القانون كلهم بما‬
‫يخدم مصالحهم‪ ،‬ثم يتحججون بعدم علمهم بمضمون القانون وبالتالي تشيع الفوضى في المجتمع‪ .‬فالقانون‬
‫يُنشر في الجريدة الرسمية واألصل أن يطلع األشخاص عليها‪.‬‬

‫بالمختصر يُحاسب الشخص على عدم احترامه للقانون حتى ولو لم يكن يعلم بمضمونه‪.‬‬

‫ويرجع أصل هذا المبدأ إلى القانون الروماني (قانون األلواح اإلثنا عشر)‪.72‬‬

‫‪72‬‬
‫نطاق تطبيق القانون‪ ،‬متوافر على ‪https://www.elmizaine.com/2021/02/blog-post_49.html‬‬

‫‪45‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪ -2‬االستثناءات الواردة على المبدأ‪:‬‬

‫أي متى يجوز أن يُعذَر الشخص بجهله للقانون؟ وبمعنى آخر متى ال يُحاسب الشخص على عدم احترامه‬
‫للقانون ويُقبل منه قول لم أكن أعلم بمضمون القانون ويُعفى من العقاب‪ .‬هناك أربع حاالت‪:‬‬

‫‪ -‬حالة القوة القاهرة ‪:le cas de force majeure‬‬

‫والقوة القاهرة في هذا اإلطار هي حدوث ظرف ُمفاجئ يمنع وصول الجريدة الرسمية لمنطقة ُمعينة‪.‬‬
‫فاألصل أن النص القانوني عند صدوره يُنش َُر في الجريدة الرسمية ‪( le journal officiel‬جريدة‬
‫ُمخصصة فقط للنصوص القانونية الجديدة أو ال ُمعدلة)‪ ،‬تم توزع على كافة التُراب الوطني لتصل إلى‬
‫جميع المواطنين‪ ،‬غير أنه قد تحدث ظروف ما كالزالزل‪ ،‬الفيضانات‪ ،‬الثلوج‪ ...‬تمنع وصول الجريدة‬
‫الرسمية لمنطقة ُمعينة‪ ،‬مما يعني ّ‬
‫أن سكان تلك المنطقة لم يصلهم النص القانوني الجديد وبالتالي يجوز لهم‬
‫التحجج بجهلهم للقانون دون أن يُحاسبوا في حالة ُمخالفتهم مادام أن الجريدة الرسمية لم تصل بعد إلى تلك‬
‫المنطقة‪.‬‬

‫‪ -‬حالة جهل األجنبي‪:‬‬

‫يجوز لألجنبي التحجج بجهله للقانون لكن فقط لمدة معينة ال تتجاوز األسبوع‪ ،‬فمن غير المعقول أن يسافر‬
‫الشخص إلى بلد ُمعين ويكون على علم بكافة قوانينه‪ .‬ومع ذلك فهو ال يُعذر بجهله للقانون وبالتالي ال‬
‫يُعفى من العقاب إذا ارتكب خالل هذه المدة جريمة ُمعاقب عليها في بلده أيضا‪.‬‬

‫مثال‪ :‬نفترض أن شخصا من بريطانيا قدم إلى الجزائر كسائح في فترة رمضان‪ ،‬وأكل علنا والناس‬
‫صيام‪ ،‬فهو لن يُعاقب إذا ارتكب هذا الفعل في أول أسبوع له‪ ،‬أ يجوز له أن يدعي بجهله للقانون‬
‫الجزائري لسببين‪ - :‬السبب األول‪ :‬هو لم يمر أكثر من أسبوع‪ ،‬السبب الثاني‪ :‬أن انتهاك حرمة رمضان‬
‫ال تعد جريمة في نظر القانون البريطاني‪ .‬لكن إذا مر أسبوع وارتكب نفس الفعل‪ ،‬فيُحاسب على أساس‬
‫القانون الجزائري‪ .‬وكذلك إذا ارتكب جريمة قتل يُحاسب حتى ولو في أسبوعه األول‪ ،‬ألن جريمة القتل‬
‫ُمعاقب عليها في القانون البريطاني وفي جميع قوانين جميع الدول‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬تطبيق القانون من حيث المكان‬

‫بمعنى أين يُطبق قانون الدولة؟ هل فقط فوق اقليم الدولة‪ ،‬أم يُمكن تطبيقه خارج اقليمها؟ واألصل هنا هو‬
‫أن قانون الدولة يُطبق فقط فوق اقليمها وهو ما يُسمى بمبدأ اقليمية القوانين‪ .‬ومع ذلك هناك استثناءات‪.‬‬

‫‪ -1‬مضمون مبدأ اقليمية القوانين‪le principe de la territorialité des lois :‬‬

‫يُقصد بهذا المبدأ أن قانون الدولة يُطبق على كل األشخاص المتواجدين فوق اقليمها سواء كانوا حاملين‬
‫لجنسيتها أم ال (مواطنين أو أجانب)‪.‬‬

‫‪ -0‬االستثناءات الواردة على مبدأ اقليمية القوانين‪:‬‬


‫‪ -‬حالة تطبيق قوانين األحوال الشخصية (قانون األسرة والقوانين المكملة له)‪ :‬أغلب قوانين‬
‫األسرة مستمدة من الديانات ال ُممارسة‪ ،‬لهذا‪ ،‬من غير المعقول أن نطبق مثال قانون األسرة‬
‫الجزائري خاصة في مواد تقسيم االرث على شخص اسباني ُمقيم في الجزائر‪ ،‬أو شخص تونسي‬
‫خاصة وأن تونس أصبحت تعترف بالمناصفة بين الرجل والمرأة في اإلرث‪.‬‬
‫‪ -‬حالة تطبيق القوانين الدستورية والقوانين المكملة لها‪ :‬ألن الدستور والقوانين العضوية (التي‬
‫تُك ِ ّمل الدستور) يُطبق فقط على مواطني الدولة‪ ،‬فإذا كان مثال الدستور الجزائري يُعطي‬
‫للمواطنين الجزائريين الحق في الترشح للرئاسة والحق في االنتخاب‪ ،‬فمن غير المعقول اسناد هذا‬
‫الحق أيضا لألجانب المتواجدين فوق اقليم الدولة‪ .‬كما أن األجانب المقيمين في الجزائر يُطبق‬
‫عليهم قانون دولتهم في ما يخص االنتخاب أي يُطبق قانون أجنبي فوق اقليم الدولة والعكس‬
‫صحيح بالنسبة للجزائريين المقيمين في الخارج‪ ،‬فيُسمح لهم باالنتخاب على أساس القانون‬
‫الجزائري وليس على أساس الدولة التي يُقيمون بها أي تطبيق القانون الجزائري خارج اقليم‬
‫الدولة‪.‬‬
‫‪ -‬حالة الحصانة الدبلوماسية‪ :‬حيث ال يُطبّق القانون الجزائري على الدبلوماسيين األجانب‬
‫المتواجدين فوق اقليم الدولة حتى ولو ارتكبوا أفعال ُمخالفة للقانون الجزائري‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬تطبيق القانون من حيث الزمان ‪l’application de droit dans le temps‬‬

‫بمعنى متى يبدأ تطبيق القانون؟ هل ُمباشرة بعد صدوره ونشره في الجريدة الرسمية أم ننتظر مدة من‬
‫الزمن؟ وهنا يتم العمل بمبدأين‪ :‬مبدأ األثر الفوري للقانون الجديد‪ ،‬ومبدأ عدم رجعية القوانين‪.‬‬

‫‪ -1‬مبدأ األثر الفوري للقانون الجديد‪l’effet immédiat de la nouvelle loi :‬‬


‫‪ -‬مضمون المبدأ‪:‬‬

‫بمعنى أن القانون الجديد ي ُ‬


‫ُطبق فور صدوره وفقا لآلجال التي نصت عليها المادة ‪ 29‬من القانون المدني‬
‫كما يلي‪:‬‬

‫"تُطبق القوانين في تُراب الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ابتداء من يوم نشرها في الجريدة‬
‫الرسمية‪.‬‬

‫تكون نافذة المفعول بالجزائر العاصمة بعد ُمضي يوم كامل من تاريخ نشرها‪ ،‬وفي النواحي األخرى في‬
‫نطاق كل دائرة بعد يوم كامل من تاريخ وصول الجريدة الرسمية إلى مقر الدائرة ويشهد على ذلك تاريخ‬
‫ختم الدائرة الموضوع على الجريدة"‬

‫ومنه فإن القانون يبدأ تطبيقه بعد يوم كامل من نشره في الجريدة الرسمية بالنسبة لسكان العاصمة‪،‬‬

‫وبعد يوم كامل من تاريخ وصول الجريدة الرسمية إلى مقر الدائرة بالنسبة لباقي الواليات‪.‬‬

‫ويبقى ساري المفعول إلى حين إلغائه‪.‬‬

‫مثال‪ :‬إذا صدر قانون وتم نشره في الجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 13‬جانفي ‪ ،0201‬فإن تطبيقه يبدأ من ‪19‬‬
‫جانفي ‪ 0201‬بالنسبة لسكان العاصمة‪.‬‬

‫وإذا وصلت الجريدة الرسمية إلى مثال دائرة السانيا بوالية وهران بتاريخ ‪ 16‬جانفي ‪ ،0201‬فإن هذا‬
‫القانون سيبدأ تطبيقه (يبدأ أثره) ابتداء من تاريخ ‪ 12‬جانفي ‪.0201‬‬

‫‪ -‬االستثناءات الواردة على المبدأ‪:‬‬

‫حالة القوة القاهرة‪ :‬تماما كما تم شرحها أعاله‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪ -2‬مبدأ عدم رجعية القوانين‪le principe de la non rétroactivité des lois:‬‬


‫‪ -‬مضمون مبدأ عدم رجعية القوانين‪:‬‬

‫بمعنى أن القانون يُطب ُّق فقط على األحداث التي تقع بعد صدوره ونشره في الجريدة الرسمية وال يُطبق‬
‫على األحداث التي وقعت قبل صدوره‪ ،‬ال يسري بأثر رجعي‪ .‬بمعنى آخر ال يسري على الماضي‪.‬‬

‫‪ -‬االستثناءات الواردة على المبدأ‪:‬‬


‫‪ -‬حالة القانون نفسه ينص على سريانه بأثر رجعي‪،‬‬
‫‪ -‬حالة النص التفسيري‪،‬‬
‫‪ -‬حالة القانون األصلح للمتهم‪.‬‬

‫‪49‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬تفسير القانون وإلغائه‬

‫المبحث األول‪ :‬تفسير النصوص القانونية‬

‫أوال‪ :‬تعريف التفسير ‪ :‬هو تحديد المقصود من القاعدة القانونية من أجل التطبيق الصحيح لها‪ ،‬وبعبارة‬
‫أخرى‪ ،‬هو تحديد مفهومها من أجل معرفة األشخاص المخاطبين بها والرسالة الموجهة إليهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أنواع التفسير‪:‬‬

‫‪ -‬التفسير التشريعي‪ :‬بمعنى نص قانوني يفسر نص قانوني آخر‪ ،‬وهو ُملزم كون ّ‬
‫أن قواعد القانون‬
‫كلها ُملزمة‪.‬‬

‫‪ -‬التفسير القضائي ‪ :‬يقوم به القاضي قصد التطبيق الصحيح للقاعدة القانونية على القضية‬
‫المعروضة عليه‪ ،‬وهو ُملزم فقط للقاضي الذي صدر منه فقط في الدعوى التي صدر بشأنها‪،‬‬
‫بمعنى أنه ليس ملزما للقضاة اآلخرين وال للقاضي نفسه في قضية أخرى‪.‬‬

‫‪ -‬استثناء‪ :‬يكون التفسير القضائي ُملزما لجميع القضاة فقط إذا كان صادرا من قضاة المحكمة العليا‪.‬‬

‫‪ -‬التفسير الفقهي‪ :‬عبارة عن مجموعة آراء فقهاء القانون حول النصوص القانونية‪ ،‬وهو غير‬
‫ُملزم‪.‬‬

‫‪ -‬التفسير اإلداري‪ :‬مجموعة من التعليمات موجهة من المدير إلى الموظفين لتبيان كيفية تطبيق‬
‫القوانين‪ ،‬وهو ُملزم فقط لهؤالء الموظفين‪.‬‬

‫‪ -‬حاالت التفسير‪:‬‬

‫‪ -1 -‬حالة النص الواضح‪ :‬والتفسير هنا يكون فقط من أجل التطبيق السليم للقاعدة القانونية‪.‬‬

‫‪ -0 -‬حالة النص المعيب‪ :‬أي النص الذي به أحد العيوب التالية‪:‬‬

‫‪ -‬النص الغامض‪ :‬وهو النص الغير واضح المعنى‪ ،‬ومثاله‪ :‬المادة‪ 245‬من القانون المدني‬
‫الجزائري التي تنص على‪« :‬يثبت حق الشفعة‪ ....‬لمالك الرقبة‪ .... ،‬للشريك في‬
‫الشيوع‪...،‬لصاحب حق االنتفاع‪»...‬‬

‫‪50‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪ -‬النص الناقص‪ :‬أي النص غير الكامل‪ ،‬فهنا يكون الهدف من التفسير هو تكملة المعنى ومثال ذلك‬
‫المادة ‪ 96‬من القانون المدني التي تنص على‪« :‬ليس ألحد التنازل عن حريته الشخصية»‪ .‬فهنا لم‬
‫يحدد المشرع حدود الحرية الشخصية‪.‬‬

‫‪ -‬الخطأ المادي‪ :‬بمعنى خطأ لفظي أو مطبعي‪ ،‬فهنا تكون عملية التفسير من أجل تصحيح الخطأ‬
‫يرد مصطلح «قاصر « ‪ mineur‬بدل مصطلح‬
‫وإكمال المعنى الصحيح له‪ .‬ومثال ذلك كأن ِ‬
‫راشد‪ ،‬أو مصطلح «سجن» بدل مصطلح «حبس»‪,‬‬

‫‪51‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬إلغاء القاعدة القانونية‬

‫بالنسبة للمستقبل‪ ،‬فال تُطب ُّق بعد ذلك‪ ،‬سواء‬ ‫‪73‬‬


‫اإللغاء هو إنهاء العمل بالقاعدة القانونية وإنهاء سريانها‬
‫استبدلت بقاعدة جديدة أم ال‪ .‬وبمعنى آخر‪ ،‬فإلغاء النص التشريعي هو وقف العمل به وتجريده من قوته‬
‫الملزمة‪ .‬ويتم اإللغاء باستبدال نص قانوني قديم بنص قانوني جديد‪ ،‬أو دون استبداله بمعنى وقف العمل‬
‫بالنص القديم دون تعويضه بنص جديد‪ .‬فالقاعدة القانونية توضع لتحقيق مصلحة معينة في زمن معين‪،‬‬
‫فإن تغيرت المصلحة أو الظروف التي سنت فيها هذه القاعدة القانونية فال مصلحة في بقاءها‪.‬‬

‫‪ -‬أنواع اإللغاء‪:‬‬

‫اإللغاء الصريح‪abrogation expresse :‬‬

‫ويكون عبارة عن قانون جديد أو نص قانوني جديد يُلغي صراحة النص القديم‪ .‬ومثال ذلك‪ :‬القانون رقم‬
‫‪ 24-22‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري الذي ألغى أحكام قانون اإلجراءات‬
‫المدنية القديم (األمر رقم ‪ )159-66‬وذلك من خالل المادة ‪ 1269‬منه التي نصت على‪« :‬تُلغى‪ ،‬بمجرد‬
‫سريان مفعول هذا القانون‪ ،‬أحكام األمر ‪ 159-66‬المؤرخ في ‪ 12‬صفر عام ‪ 1326‬الموافق لـ‪ 2‬يونيو‬
‫‪ ،1466‬والمتضمن قانون اإلجراءات المدنية‪ ،‬المعدل والمتمم»‪.‬‬

‫اإللغاء الضمني‪abrogation tacite :‬‬

‫ويكون عندما يُعيد القانون الجديد تنظيم مسألة ما من جديد أو يتعارض مع النص القديم‪.‬‬

‫كأن ينظم القانون القديم مسألة معينة ويصدر قانون جديد يُعيد تنظيم ذات المسألة بإضافة أو حذف أحكام‬
‫جديدة‪ ،‬أو أن يتعارض النص الجديد مع ما كان منصوصا عليه في القانون القديم ليُصبح هذا األخير في‬
‫حكم القانون الملغى‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫معلومة تك‪ ،‬قواعد تفسير النصوص القانونية وإلغائها‪ ،‬متوافر على ‪http://termsconcepts.blogspot.com/2018/02/law-‬‬
‫‪explain-types.html‬‬

‫‪52‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫أسئلة التقييم الذاتي‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 32‬من القانون رقم ‪ 12-21‬المتعلق بمهن الخبير المحاسب ومحافظ الحسابات‬
‫والمحاسب المعتمد على ما يلي‪:‬‬

‫"يُمكن لمحافظ الحسابات أن يستقيل دون التخلص من التزاماته القانونية‪ .‬ويجب عليه أن يلتزم بإشعار‬
‫ُمسبق ُمدته ثالثة (‪ )23‬أشهر ويُقدّم تقريرا عن ال ُمراقبات‪"...‬‬

‫‪ -‬أبرز خاصيتي العمومية والتجريد في هذه القاعدة القانونية؟ (‪1‬نقاط)‬

‫‪ -‬ما نوع هذه القاعدة القانونية ولماذا؟ (‪02‬نقاط)‬

‫‪ -‬ما هو متعارف عليه أن ك ّل قواعد القانون ُملزمة سواء كانت آمرة أم مكملة‪ .‬إذا كانت هذه‬
‫القاعدة آمرة‪ ،‬فأين يكمن اإللزام؟ وإذا كانت ُمكملة‪ ،‬فأين يكمن اإللزام فيها؟ (‪2‬نقاط)‬

‫‪ -2‬حدد اإلجابات الصحيحة وصحح الخاطئة‪ 08( :‬نقاط)‬

‫‪ ‬التفسير القضائي غير ُملزم‪.‬‬

‫‪ ‬التفسير اإلداري ُملزم فقط للموظفين الذين ُو ّجه إليهم‪.‬‬

‫‪ ‬القواعد القانونية التي تشرح أو تُعّرف هي قواعد ُمكملة‪.‬‬

‫‪ ‬يُعدُّ العرف ثاني المصادر االحتياطية‪ ،‬ويلجأ إليه القاضي إذا لم يجد حال للقضية ف المصادر الرسمية‬
‫أو في مبادئ القانون الطبيعي وقواعد العدالة‪.‬‬

‫‪ ‬يتم إلغاء النص صراحة من خالل إصدار قانون جديد يتعارض مع النص القديم أو يُعيد تنظيم المسألة‬
‫من جديد‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪ ‬يُوضع الدستور بإحدى الطرق اآلتية‪ :‬المنحة‪ ،‬التعاقد‪ ،‬الجمعية التأسيسية‪ ،‬االستفتاء أو الطريقة‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫‪ ‬يتم تفسير النص القانون في حالتين‪ /‬حالة النص الواضح أو النص المعيب‪.‬‬

‫‪ -1‬أذكر مادة من مواد الدستور الجديد (‪ُ )2021‬مبرزا خصائصها ونوعها (آمرة كانت أم ُمكملة)‬
‫وحاول شرحها‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص المادة ‪ 21‬من األمر رقم ‪ 54-25‬المتضمن القانون التجاري الجزائري المعدل والمتمم على‪" :‬يٌعدُّ تاجرا كل‬
‫شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له‪ ،‬ما لم يقض القانون بخالف ذلك"‪.‬‬

‫‪ -‬أبرز خاصيتي العمومية والتجريد في هذه القاعدة القانونية؟‬

‫‪ -‬ما نوع هذه القاعدة القانونية ولماذا؟‬

‫‪ -‬ما المصدر الذي تنتمي إليه هذه القاعدة القانونية؟‬

‫‪ -1‬قارن بين القانون والعادات والتقاليد؟‬

‫‪ -0‬أعط حال للقضايا األتية‪:‬‬

‫‪ -‬قاضي لم يجد حال للقضية المعروضة أمامه ال في التشريع األساسي وال في التشريع العادي؟‬

‫‪..............................................................................................................‬‬

‫‪54‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫‪ -‬أجنبي مقيم في الجزائر رفع دعوى تقسيم اإلرث أمام المحاكم الجزائرية‪ ،‬ما هو القانون الذي يطبق في هذه‬
‫الحالة‪ :‬القانون الجزائري أم قانون الدولة التي يحمل جنسيتها ؟ ولماذا؟‬

‫‪-‬‬

‫‪ -‬شخص نفّذ جريمة في سنة ‪ ،0225‬وحكم عليه بناء على القانون القديم بثالث سنوات حبس وغرامة مالية‬
‫قدرها ‪ 122.222‬دج‪ ،‬وفي عام ‪ 0216‬تم تعديل القانون بحيث أصبح القانون الجديد يُعاقب نفس الجريمة‬
‫بسنتين حبس وبغرامة مالية قدرها ‪ 52.222‬دج‪ .‬أي القانونين يطبق في هذه الحالة؟‬

‫‪ -6‬عدد مختلف أنواع تفسير النصوص القانونية مع الشرح المختصر؟‬

‫‪55‬‬
‫الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‬
‫‪People’s Democratic Republic of Algeria‬‬
‫وزارة التعليم العالي و البحث العلمي‬
‫‪Ministry of Higher Education and Scientific Research‬‬
‫المدرسة العليا لالقتصاد وهـــــران‬
‫‪Higher School of Economics of Oran‬‬

‫قائمة المراجع‬

‫دموش حكيمة‪ ،‬محاضرات في المدخل للعلوم القانونية‪ ،‬مطبوعة موجهة لطلبة السنة األولى جامعي‬
‫حقوق‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة عبد الرحمن ميرة‪ ،‬بجاية‪،0212/0212 ،‬‬

‫عالل ياسين‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬مطبوعة جامعية‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة ‪2‬‬
‫ماي‪ -1495‬قالمة‪.،‬‬

‫براهمي سامية‪ ،‬مدخل للعلوم القانونية‪ ،‬نظرية القانون‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة قسنطينة‪,‬‬

‫حفيظة عياشي‪ ،‬محاضرات في المدخل للعلوم القانونية (النظرية العامة للقانون)‪ ،‬مطبوعة موجهة للسنة‬
‫األولى‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية‪ ،‬جامعة الدكتور الطاهر موالي‪ ،‬سعيدة‪.،‬‬

‫فاضلي إدريس‪ ،‬المدخل إلى القانون‪" ،‬نظرية القانون‪ ،‬نظرية الحق"‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫‪ ،0219‬ص‪.125‬‬

‫أحمد سي علي‪ ،‬مدخل للعلوم القانونية‪ ،‬محاضرات في النظرية العامة للقانون وتطبيقاتها في التشريع‬
‫الجزائري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪.040 ،0213 ،‬‬

‫‪56‬‬

You might also like