Professional Documents
Culture Documents
فوائد من كتاب الإبانة للأشعري
فوائد من كتاب الإبانة للأشعري
-1قولنا الذي نقول به ،وداينتنا اليت ندين هبا؛ التمسك بكتاب هللا ربنا عز وجل ،وبسنة نبينا
حممد صلى هللا عليه وسلم ،وما روي عن السادة الصحابة والتابعني وأئمة احلديث ،وحنن بذلك
معتصمون ،ومبا كان يقول به أبو عبد هللا أمحد بن حممد بن حنبل -نضر هللا وجهه ورفع درجته
وأجزل مثوبته -قائلون ،وملن خالف قوله خمالفون# .ص52
-2ومجلة قولنا ...أن هللا تعاىل استوى على عرشه ...وأن له سبحانه وجها بال كيف ،كما
قال( :ويبقى وجه ربك ذو اجلالل واإلكرام) ,وأن له سبحانه يدين بال كيف ،كما قال سبحانه:
(خلقت بيدي) ...وأن له سبحانه عينني بال كيف ،كما قال سبحانه( :جتري أبعيننا).
#ص55-54
-3وندين هللا عز وجل أبنه يقلب القلوب بني أصبعني من أصابعه ،وأنه سبحانه يضع
السماوات على أصبع ،واألرضني على أصبع ،كما جاءت الرواية عن رسول هللا صلى هللا عليه
وسلم من غري تكييف# .ص57
-4أن اإلميان قول وعمل ،يزيد وينقص ،ونسلم الرواايت الصحيحة عن رسول هللا صلى هللا
عليه وسلم اليت رواها الثقات عدل عن عدل ،حىت تنتهي إىل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم.
#ص59
-5ندين حبب السلف الذين اختارهم هللا تعاىل لصحبة نبيه صلى هللا عليه وسلم ،ونثين عليهم
مبا أثىن هللا به عليهم ،ونتوالهم أمجعني# .ص59
-6نصدق جبميع الرواايت اليت يثبتها أهل النقل عن النزول إىل مساء الدنيا ،وأن الرب عز وجل
يقول( :هل من سائل ،هل من مستغفر) ،وسائر ما نقلوه وأثبتوه خالفا ملا قاله أهل الزيغ
والتضليل .ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا عز وجل ،وسنة نبينا صلى هللا عليه وسلم،
وإمجاع املسلمني ،وما كان يف معناه ،وال نبتدع يف دين هللا ما مل أيذن لنا ،وال نقول على هللا
ماال نعلم# .ص60
-7ونقول :إن هللا عز وجل جييء يوم القيامة ،كما قال سبحانه( :وجاء ربك وامللك صفا
صفا) ,وأن هللا مقرب من عباده كيف شاء بال كيف ،كما قال تعاىل( :وحنن أقرب إليه من
حبل الوريد) 61-60#
-8قال هللا تعاىل( :وجوه يومئذ انضرة) ( ...إىل رهبا انظرة) يعين رائية ،وليس خيلو النظر من
وجوه حنن ذاكروها :إما أن يكون هللا سبحانه عىن نظر االعتبار ... ،أو يكون عىن نظر
االنتظار ...أو يكون عىن نظر التعطف ...أو يكون عىن نظر الرؤية .فال جيوز أن يكون هللا
عز وجل عىن نظر التفكري واالعتبار؛ ألن اآلخرة ليست بدار اعتبار .وال جيوز أن يكون عىن
نظر االنتظار؛ ألن النظر إذا ذكر مع ذكر الوجه فمعناه نظر العينني اللتني يف الوجه ...وأيضا
فإن نظر االنتظار ال يكون يف اجلنة؛ ألن االنتظار معه تنغيص وتكدير ،وأهل اجلنة هلم يف
اجلنة "ما ال عني رأت وال أذن مسعت" من العيش السليم والنعيم املقيم ...وإذا كان ذلك
كذلك فال جيوز أن يكون هللا عز وجل أراد نظر التعطف؛ ألن اخللق ال جيوز أن يتعطفوا على
خالقهم .وإذا فسدت األقسام الثالثة صح القسم الرابع من أقسام النظر ،وهو أن معىن قوله:
(إىل رهبا انظرة) أهنا رائية ترى رهبا عز وجل# .ص66-65
-9ومما يدل على إثبات رؤية هللا تعاىل ابألبصار رواية اجلماعات من اجلهات املختلفة عن
رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنه قال( :ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر ،ال تضارون
يف رؤيته) والرؤية إذا أطلقت إطالقا ومثلت برؤية العيان مل يكن معناها إال رؤية العيان...
#ص73
-10ذكر هارون بن معروف قال :حدثنا جرير ،عن منصور ،عن هالل بن أساف ،عن فروة
بن نوفل وقال :كنت جارا خلباب بن األرت ،فقال يل" :اي هذا! تقرب إىل هللا عز وجل مبا
استطعت فإنك لن تتقرب إىل هللا بشيء أحب إليه من كالمه"# .ص109
-11إن هللا عز وجل يستوي على عرشه استواء يليق به من غري طول استقرار ،كما قال:
(الرمحن على العرش استوى) ...وقال تعاىل حاكيا عن فرعون( :اي هامان ابن يل صرحا لعلي
أبلغ األ سباب أسباب السماوات فأطلع إىل إله موسى وإين ألظنه كاذاب) ,فكذب فرعون نيب
هللا موسى عليه السالم يف قوله :إن هللا سبحانه فوق السماوات# .ص119
-12قال تعاىل( :أأمنتم من يف السماء أن خيسف بكم األرض) .فالسماوات فوقها العرش،
فلما كان العرش فوق السماوات قال( :أأمنتم من يف السماء) ,ألنه مستو على العرش الذي
فوق السماوات ،وكل ما عال فهو مساء ،والعرش أعلى السماوات ،وليس إذا قال( :أأمنتم من
يف السماء) ,يعين مجيع السماوات ،وإمنا أراد العرش الذي هو أعلى السماوات ...ورأينا
املسلمني مجيعا يرفعون أيديهم إذا دعوا حنو السماء؛ ألن هللا تعاىل مستو على العرش الذي هو
فوق السماوات ،فلوال أن هللا عز وجل على العرش مل يرفعوا أيديهم حنو العرش# ...ص-119
120
-13أنه تعاىل يف السماء مستو على عرشه ،والسماء إبمجاع الناس ليست األرض ،فدل على
أنه تعاىل منفرد بوحدانيته ،مستو على عرشه ...ومن دعاء أهل اإلسالم مجيعا إذا هم رغبوا
إىل هللا تعاىل يف األمر النازل هبم يقولون مجيعا :اي ساكن السماء ،ومن حلفهم مجيعا ,ال والذي
احتجب بسبع مساوات"125-124# .
-14قال هللا تبارك وتعاىل( :كل شيء هالك إال وجهه) ...فأخرب أن له سبحانه وجها ال
يفىن ،وال يلحقه اهلالك .وقال تعاىل( :جترى أبعيننا) ...فأخرب تعاىل أن له وجها وعينا وال
تكيَّف وال حتد ...وقال تعاىل( :وكان هللا مسيعا بصريا) ,وقال ملوسى وهارون عليهما أفضل
الصالة والسالم( :إنين معكما أمسع وأرى)؛ فأخرب تعاىل عن مسعه وبصره ورؤيته# .ص129
-15ونفى اجلهمية أن يكون هلل تعاىل وجه كما قال ،وأبطلوا أن يكون له مسع وبصر وعني،
ووافقوا النصارى؛ ألن النصارى مل تثبت هللا مسيعا بصريا إال على معىن أنه عامل ،وكذلك قالت
اجلهمية .ففي حقيقة قوهلم أهنم قالوا :نقول إن هللا عامل ،وال نقول مسيع بصري ،على غري معىن
عامل ،وذلك قول النصارى# .ص130
-16فإن سئلنا أتقولون إن هلل يدين؟ قيل :نقول ذلك بال كيف ،وقد دل عليه قوله تعاىل:
(يد هللا فوق أيديهم) ،وقوله تعاىل( :ملا خلقت بيدي) ...وليس جيوز يف لسان العرب ،وال
يف عادة أهل اخلطاب ،أن يقول القائل :عملت كذا بيدي ،ويعين به النعمة .وإذا كان هللا عز
وجل إمنا خاطب العرب بلغتها وما جيري مفهوما يف كالمها ،ومعقوال يف خطاهبا ،وكان ال
جيوز يف خطاب أهل اللسان أن يقول القائل :فعلت بيدي ،ويعين النعمة .بطل أن يكون معىن
قوله تعاىل( :بيدي) النعمة# ...ص132-131
-17وقد اعتل معتل بقول هللا تعاىل( :والسماء بنيناها أبيد) ,قالوا :األيد القوة ،فوجب أن
ي) بقدرتَّ .قيل هلم :هذا التأويل فاسد من وجوه :أحدها :أن يكون معىن قوله تعاىل( :بيد َّ
األيد ليس مجع لليد؛ ألن مجع يد أيدي ،ومجع اليد اليت هي نعمة أايدي ،وإمنا قال تعاىل( :ملا
خلقت بيدي) ،فبطل بذلك أن يكون معىن قوله( :بيدي) معىن قوله( :بنيناها أبيد) .وأيضا
فلو كان أراد القوة لكان معىن ذلك بقدرت ،وهذا انقض لقول خمالفنا ،وكاسر ملذهبهم؛ ألهنم
ال يثبتون قدرة واحدة ،فكيف يثبتون قدرتني# .ص134
-18وقال هللا تعاىل موخبا له [أي إبليس] على استكباره على آدم صلى هللا عليه وسلم أن
يسجد له( :ما منعك أن تسجد ملا خلقت بيدي أستكربت؟) ،دل على أنه ليس معىن اآلية
القدرة؛ إذ كان هللا تعاىل خلق األشياء مجيعا بقدرته ،وإمنا أراد إثبات يدين ،ومل يشارك إبليس
آدم صلى هللا عليه وسلم يف أن خلق هبما ..فال جيوز أن يكون معىن ذلك نعمتني؛ ألنه ال
جيوز عند أهل اللسان أن يقول القائل :عملت بيدي وهو نعميت .وال جيوز عندان وال عند
خصومنا أن نعين جارحتني ،وال جيوز عند خصومنا أن يعين قدرتني .وإذا فسدت األقسام
الثالثة صح القسم الرابع؛ وهو أن معىن قوله تعاىل( :بيدي) إثبات يدين ليستا جارحتني ،وال
قدرتني ،وال نعمتني ,ال يوصفان إال أبن يقال :إهنما يدان ليستا كاأليدي ،خارجتان عن سائر
الوجوه الثالثة اليت سلفت135# .
-20إن قالوا :أن اليد إذا مل تكن نعمة مل تكن إال جارحة .قيل هلم :ومل قضيتم أن اليد إذا مل
تكن نعمة مل تكن إال جارحة؟ وإن رجعوان إىل شاهدان ،أو إىل ما جنده فيما بيننا من اخللق
فقالوا :اليد إذا مل تكن نعمة يف الشاهد مل تكن إال جارحة .قيل هلم :إن عملتم على الشاهد
وقضيتم به على هللا تعاىل فكذلك مل جند حيا من اخللق إال جسما حلما ودما فاقضوا بذلك
على هللا تعاىل عن ذلك ,وإال كنتم لقولكم اتركني والعتاللكم انقضني .وإن أثبتم حيا ال
كاألحياء منا فلم أنكرمت أن تكون اليدان اللتان أخرب هللا تعاىل عنهما يدين ليستا نعمتني وال
جارحتني ،وال كاأليدي؟ #ص137