You are on page 1of 6

‫‪ 20‬فائدة من كتاب "اإلابنة عن أصول الداينة"‬

‫لإلمام أيب احلسن علي بن إمساعيل األشعري رمحه هللا‬


‫(مجع أيب صفوان عفا هللا عنه)‬

‫‪-1‬قولنا الذي نقول به‪ ،‬وداينتنا اليت ندين هبا؛ التمسك بكتاب هللا ربنا عز وجل‪ ،‬وبسنة نبينا‬
‫حممد صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وما روي عن السادة الصحابة والتابعني وأئمة احلديث‪ ،‬وحنن بذلك‬
‫معتصمون‪ ،‬ومبا كان يقول به أبو عبد هللا أمحد بن حممد بن حنبل ‪-‬نضر هللا وجهه ورفع درجته‬
‫وأجزل مثوبته‪ -‬قائلون‪ ،‬وملن خالف قوله خمالفون‪# .‬ص‪52‬‬

‫‪-2‬ومجلة قولنا ‪ ...‬أن هللا تعاىل استوى على عرشه‪ ...‬وأن له سبحانه وجها بال كيف‪ ،‬كما‬
‫قال‪( :‬ويبقى وجه ربك ذو اجلالل واإلكرام)‪ ,‬وأن له سبحانه يدين بال كيف‪ ،‬كما قال سبحانه‪:‬‬
‫(خلقت بيدي)‪ ...‬وأن له سبحانه عينني بال كيف‪ ،‬كما قال سبحانه‪( :‬جتري أبعيننا)‪.‬‬
‫‪#‬ص‪55-54‬‬

‫‪ -3‬وندين هللا عز وجل أبنه يقلب القلوب بني أصبعني من أصابعه‪ ،‬وأنه سبحانه يضع‬
‫السماوات على أصبع‪ ،‬واألرضني على أصبع‪ ،‬كما جاءت الرواية عن رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم من غري تكييف‪# .‬ص‪57‬‬

‫‪ -4‬أن اإلميان قول وعمل‪ ،‬يزيد وينقص‪ ،‬ونسلم الرواايت الصحيحة عن رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه وسلم اليت رواها الثقات عدل عن عدل‪ ،‬حىت تنتهي إىل رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪.‬‬
‫‪#‬ص‪59‬‬

‫‪-5‬ندين حبب السلف الذين اختارهم هللا تعاىل لصحبة نبيه صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬ونثين عليهم‬
‫مبا أثىن هللا به عليهم‪ ،‬ونتوالهم أمجعني‪# .‬ص‪59‬‬
‫‪-6‬نصدق جبميع الرواايت اليت يثبتها أهل النقل عن النزول إىل مساء الدنيا‪ ،‬وأن الرب عز وجل‬
‫يقول‪( :‬هل من سائل‪ ،‬هل من مستغفر) ‪ ،‬وسائر ما نقلوه وأثبتوه خالفا ملا قاله أهل الزيغ‬
‫والتضليل‪ .‬ونعول فيما اختلفنا فيه على كتاب ربنا عز وجل‪ ،‬وسنة نبينا صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫وإمجاع املسلمني‪ ،‬وما كان يف معناه‪ ،‬وال نبتدع يف دين هللا ما مل أيذن لنا‪ ،‬وال نقول على هللا‬
‫ماال نعلم‪# .‬ص‪60‬‬

‫‪ -7‬ونقول‪ :‬إن هللا عز وجل جييء يوم القيامة‪ ،‬كما قال سبحانه‪( :‬وجاء ربك وامللك صفا‬
‫صفا)‪ ,‬وأن هللا مقرب من عباده كيف شاء بال كيف‪ ،‬كما قال تعاىل‪( :‬وحنن أقرب إليه من‬
‫حبل الوريد) ‪61-60#‬‬

‫‪-8‬قال هللا تعاىل‪( :‬وجوه يومئذ انضرة) ‪( ...‬إىل رهبا انظرة) يعين رائية‪ ،‬وليس خيلو النظر من‬
‫وجوه حنن ذاكروها‪ :‬إما أن يكون هللا سبحانه عىن نظر االعتبار‪ ... ،‬أو يكون عىن نظر‬
‫االنتظار ‪ ...‬أو يكون عىن نظر التعطف‪ ...‬أو يكون عىن نظر الرؤية‪ .‬فال جيوز أن يكون هللا‬
‫عز وجل عىن نظر التفكري واالعتبار؛ ألن اآلخرة ليست بدار اعتبار‪ .‬وال جيوز أن يكون عىن‬
‫نظر االنتظار؛ ألن النظر إذا ذكر مع ذكر الوجه فمعناه نظر العينني اللتني يف الوجه ‪ ...‬وأيضا‬
‫فإن نظر االنتظار ال يكون يف اجلنة؛ ألن االنتظار معه تنغيص وتكدير‪ ،‬وأهل اجلنة هلم يف‬
‫اجلنة "ما ال عني رأت وال أذن مسعت" من العيش السليم والنعيم املقيم ‪ ...‬وإذا كان ذلك‬
‫كذلك فال جيوز أن يكون هللا عز وجل أراد نظر التعطف؛ ألن اخللق ال جيوز أن يتعطفوا على‬
‫خالقهم‪ .‬وإذا فسدت األقسام الثالثة صح القسم الرابع من أقسام النظر‪ ،‬وهو أن معىن قوله‪:‬‬
‫(إىل رهبا انظرة) أهنا رائية ترى رهبا عز وجل‪# .‬ص‪66-65‬‬

‫‪-9‬ومما يدل على إثبات رؤية هللا تعاىل ابألبصار رواية اجلماعات من اجلهات املختلفة عن‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم أنه قال‪( :‬ترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر‪ ،‬ال تضارون‬
‫يف رؤيته) والرؤية إذا أطلقت إطالقا ومثلت برؤية العيان مل يكن معناها إال رؤية العيان‪...‬‬
‫‪#‬ص‪73‬‬

‫‪ -10‬ذكر هارون بن معروف قال‪ :‬حدثنا جرير‪ ،‬عن منصور‪ ،‬عن هالل بن أساف‪ ،‬عن فروة‬
‫بن نوفل وقال‪ :‬كنت جارا خلباب بن األرت‪ ،‬فقال يل‪" :‬اي هذا! تقرب إىل هللا عز وجل مبا‬
‫استطعت فإنك لن تتقرب إىل هللا بشيء أحب إليه من كالمه"‪# .‬ص‪109‬‬

‫‪ -11‬إن هللا عز وجل يستوي على عرشه استواء يليق به من غري طول استقرار‪ ،‬كما قال‪:‬‬
‫(الرمحن على العرش استوى) ‪ ...‬وقال تعاىل حاكيا عن فرعون‪( :‬اي هامان ابن يل صرحا لعلي‬
‫أبلغ األ سباب أسباب السماوات فأطلع إىل إله موسى وإين ألظنه كاذاب)‪ ,‬فكذب فرعون نيب‬
‫هللا موسى عليه السالم يف قوله‪ :‬إن هللا سبحانه فوق السماوات‪# .‬ص‪119‬‬

‫‪-12‬قال تعاىل‪( :‬أأمنتم من يف السماء أن خيسف بكم األرض)‪ .‬فالسماوات فوقها العرش‪،‬‬
‫فلما كان العرش فوق السماوات قال‪( :‬أأمنتم من يف السماء)‪ ,‬ألنه مستو على العرش الذي‬
‫فوق السماوات‪ ،‬وكل ما عال فهو مساء‪ ،‬والعرش أعلى السماوات‪ ،‬وليس إذا قال‪( :‬أأمنتم من‬
‫يف السماء)‪ ,‬يعين مجيع السماوات‪ ،‬وإمنا أراد العرش الذي هو أعلى السماوات ‪ ...‬ورأينا‬
‫املسلمني مجيعا يرفعون أيديهم إذا دعوا حنو السماء؛ ألن هللا تعاىل مستو على العرش الذي هو‬
‫فوق السماوات‪ ،‬فلوال أن هللا عز وجل على العرش مل يرفعوا أيديهم حنو العرش‪# ...‬ص‪-119‬‬
‫‪120‬‬

‫‪ -13‬أنه تعاىل يف السماء مستو على عرشه‪ ،‬والسماء إبمجاع الناس ليست األرض‪ ،‬فدل على‬
‫أنه تعاىل منفرد بوحدانيته‪ ،‬مستو على عرشه‪ ...‬ومن دعاء أهل اإلسالم مجيعا إذا هم رغبوا‬
‫إىل هللا تعاىل يف األمر النازل هبم يقولون مجيعا‪ :‬اي ساكن السماء‪ ،‬ومن حلفهم مجيعا‪ ,‬ال والذي‬
‫احتجب بسبع مساوات"‪125-124# .‬‬
‫‪-14‬قال هللا تبارك وتعاىل‪( :‬كل شيء هالك إال وجهه) ‪ ...‬فأخرب أن له سبحانه وجها ال‬
‫يفىن‪ ،‬وال يلحقه اهلالك‪ .‬وقال تعاىل‪( :‬جترى أبعيننا) ‪ ...‬فأخرب تعاىل أن له وجها وعينا وال‬
‫تكيَّف وال حتد‪ ...‬وقال تعاىل‪( :‬وكان هللا مسيعا بصريا)‪ ,‬وقال ملوسى وهارون عليهما أفضل‬
‫الصالة والسالم‪( :‬إنين معكما أمسع وأرى)؛ فأخرب تعاىل عن مسعه وبصره ورؤيته‪# .‬ص‪129‬‬

‫‪ -15‬ونفى اجلهمية أن يكون هلل تعاىل وجه كما قال‪ ،‬وأبطلوا أن يكون له مسع وبصر وعني‪،‬‬
‫ووافقوا النصارى؛ ألن النصارى مل تثبت هللا مسيعا بصريا إال على معىن أنه عامل‪ ،‬وكذلك قالت‬
‫اجلهمية‪ .‬ففي حقيقة قوهلم أهنم قالوا‪ :‬نقول إن هللا عامل‪ ،‬وال نقول مسيع بصري‪ ،‬على غري معىن‬
‫عامل‪ ،‬وذلك قول النصارى‪# .‬ص‪130‬‬

‫‪-16‬فإن سئلنا أتقولون إن هلل يدين؟ قيل‪ :‬نقول ذلك بال كيف‪ ،‬وقد دل عليه قوله تعاىل‪:‬‬
‫(يد هللا فوق أيديهم)‪ ،‬وقوله تعاىل‪( :‬ملا خلقت بيدي) ‪ ...‬وليس جيوز يف لسان العرب‪ ،‬وال‬
‫يف عادة أهل اخلطاب‪ ،‬أن يقول القائل‪ :‬عملت كذا بيدي‪ ،‬ويعين به النعمة‪ .‬وإذا كان هللا عز‬
‫وجل إمنا خاطب العرب بلغتها وما جيري مفهوما يف كالمها‪ ،‬ومعقوال يف خطاهبا‪ ،‬وكان ال‬
‫جيوز يف خطاب أهل اللسان أن يقول القائل‪ :‬فعلت بيدي‪ ،‬ويعين النعمة‪ .‬بطل أن يكون معىن‬
‫قوله تعاىل‪( :‬بيدي) النعمة‪# ...‬ص‪132-131‬‬

‫‪-17‬وقد اعتل معتل بقول هللا تعاىل‪( :‬والسماء بنيناها أبيد)‪ ,‬قالوا‪ :‬األيد القوة‪ ،‬فوجب أن‬
‫ي) بقدرتَّ‪ .‬قيل هلم‪ :‬هذا التأويل فاسد من وجوه‪ :‬أحدها‪ :‬أن‬ ‫يكون معىن قوله تعاىل‪( :‬بيد َّ‬
‫األيد ليس مجع لليد؛ ألن مجع يد أيدي‪ ،‬ومجع اليد اليت هي نعمة أايدي‪ ،‬وإمنا قال تعاىل‪( :‬ملا‬
‫خلقت بيدي)‪ ،‬فبطل بذلك أن يكون معىن قوله‪( :‬بيدي) معىن قوله‪( :‬بنيناها أبيد)‪ .‬وأيضا‬
‫فلو كان أراد القوة لكان معىن ذلك بقدرت‪ ،‬وهذا انقض لقول خمالفنا‪ ،‬وكاسر ملذهبهم؛ ألهنم‬
‫ال يثبتون قدرة واحدة‪ ،‬فكيف يثبتون قدرتني‪# .‬ص‪134‬‬
‫‪-18‬وقال هللا تعاىل موخبا له [أي إبليس] على استكباره على آدم صلى هللا عليه وسلم أن‬
‫يسجد له‪( :‬ما منعك أن تسجد ملا خلقت بيدي أستكربت؟)‪ ،‬دل على أنه ليس معىن اآلية‬
‫القدرة؛ إذ كان هللا تعاىل خلق األشياء مجيعا بقدرته‪ ،‬وإمنا أراد إثبات يدين‪ ،‬ومل يشارك إبليس‬
‫آدم صلى هللا عليه وسلم يف أن خلق هبما‪ ..‬فال جيوز أن يكون معىن ذلك نعمتني؛ ألنه ال‬
‫جيوز عند أهل اللسان أن يقول القائل‪ :‬عملت بيدي وهو نعميت‪ .‬وال جيوز عندان وال عند‬
‫خصومنا أن نعين جارحتني‪ ،‬وال جيوز عند خصومنا أن يعين قدرتني‪ .‬وإذا فسدت األقسام‬
‫الثالثة صح القسم الرابع؛ وهو أن معىن قوله تعاىل‪( :‬بيدي) إثبات يدين ليستا جارحتني‪ ،‬وال‬
‫قدرتني‪ ،‬وال نعمتني‪ ,‬ال يوصفان إال أبن يقال‪ :‬إهنما يدان ليستا كاأليدي‪ ،‬خارجتان عن سائر‬
‫الوجوه الثالثة اليت سلفت‪135# .‬‬

‫نعميت لكان ال فضيلة آلدم صلى هللا عليه وسلم على‬


‫ي) َّ‬ ‫‪-19‬فلو كان معىن قوله تعاىل‪( :‬بيد َّ‬
‫إبليس يف ذلك على مذاهب خمالفينا؛ ألن هللا تعاىل قد ابتدأ إبليس على قوهلم‪ ،‬كما ابتدأ آدم‬
‫صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬وليس ختلو النعمتان أن يكوان مها بدن آدم صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬أو‬
‫يكوان عرضني خلقا يف بدن آدم عليه الصالة والسالم‪ ،‬فلو كان عىن بدن آدم عليه السالم‬
‫فألبدان عند خمالفينا من املعتزلة جنس واحد‪ ،‬وإذا كانت األبدان عندهم جنسا واحدا فقد‬
‫حصل يف جسد إبليس على مذاهبهم من النعمة ما حصل يف جسد آدم صلى هللا عليه وسلم‪،‬‬
‫وكذلك إن عىن عرضني فليس من عرض فعله يف بدن آدم صلى هللا عليه وسلم من لون‪ ،‬أو‬
‫حياة‪ ،‬أو قوة‪ ،‬أو غري ذلك إال وقد فعل من جنسه عندهم يف بدن إبليس‪ ،‬وهذا يوجب أنه‬
‫ال فضيلة آلدم صلى هللا عليه وسلم على إبليس يف ذلك‪ ،‬وهللا تعاىل إمنا احتج على إبليس‬
‫بذلك لرييه أن آلدم صلى هللا عليه وسلم يف ذلك الفضيلة‪ ،‬فدل ما قلناه على أن هللا عز وجل‬
‫ملا قال‪( :‬خلقت بيدي) مل يعن نعميت‪136# .‬‬

‫‪-20‬إن قالوا‪ :‬أن اليد إذا مل تكن نعمة مل تكن إال جارحة‪ .‬قيل هلم‪ :‬ومل قضيتم أن اليد إذا مل‬
‫تكن نعمة مل تكن إال جارحة؟ وإن رجعوان إىل شاهدان‪ ،‬أو إىل ما جنده فيما بيننا من اخللق‬
‫فقالوا‪ :‬اليد إذا مل تكن نعمة يف الشاهد مل تكن إال جارحة‪ .‬قيل هلم‪ :‬إن عملتم على الشاهد‬
‫وقضيتم به على هللا تعاىل فكذلك مل جند حيا من اخللق إال جسما حلما ودما فاقضوا بذلك‬
‫على هللا تعاىل عن ذلك‪ ,‬وإال كنتم لقولكم اتركني والعتاللكم انقضني‪ .‬وإن أثبتم حيا ال‬
‫كاألحياء منا فلم أنكرمت أن تكون اليدان اللتان أخرب هللا تعاىل عنهما يدين ليستا نعمتني وال‬
‫جارحتني‪ ،‬وال كاأليدي؟ ‪#‬ص‪137‬‬

You might also like