You are on page 1of 7

‫باب ما جاء أن سبب كفر بني آدم وتركهم‬

‫دينهم هو الغلو في الصالحين‬


‫‪:‬قال هللا تعالى‬
‫ب اَل تَ ْغلُوا فِي ِدي ِن ُك ْم َواَل تَقُولُوا َعلَى هَّللا ِ ِإاَّل ْال َح َّ‬
‫ق﴾‬ ‫• ﴿يَا َأ ْهل ْال ِكتَا ِ‬
‫[النساء‪.]171 :‬‬

‫الغلو اإلفراط في التعظيم بالقول أو باالعتقاد‪( .‬أي ال ترفعوا المخلوق عن‬


‫منزلته التي أنزله هللا فتنزلوه المنزلة التي ال تنبغي إال هلل‪.‬‬
‫قال‪ :‬والخطاب ‪-‬وإن كان ألهل الكتاب‪ -‬فإنه عام يتناول جميع األمة‪ ،‬تحذيراً‬
‫لهم أن يفعلوا بنبيهم ‪ r‬فعل النصارى في عيسى‪ ،‬واليهود في العزير كما قال‬
‫تعالى‪:‬‬
‫ق واَل يَ ُكونُوا‬ ‫﴿ َألَ ْم يَْأ ِن لِلَّ ِذ َ‬
‫ين آ َمنُوا َأن تَ ْخ َش َع قُلُوبُهُ ْم لِ ِذ ْك ِر هَّللا ِ َو َما نَ َز َل ِم َن ْال َح ِّ‬
‫ت قُلُوبُهُ ْم َو َكثِي ٌر ِّم ْنهُ ْم‬‫اب ِمن قَ ْب ُل فَطَا َل َعلَ ْي ِه ُم اَأْل َم ُد فَقَ َس ْ‬ ‫ين ُأوتُوا ْال ِكتَ َ‬ ‫َكالَّ ِذ َ‬
‫ون﴾[الحديد‪.]16 :‬‬ ‫اسقُ َ‬ ‫فَ ِ‬
‫•‬ ‫الغلو‪ :‬هو مجاوزة الحد في الثناء مد ًحا أو قد ًحا‪.‬‬
‫•‬ ‫والقدح‪ :‬يسمى ثناء‪ ،‬ومنه الجنازة التي مرت فأثنوا عليها ش ًرا‬
‫•‬ ‫والغلو هنا‪ :‬مجاوزة الحد في الثناء مد ًحا‪.‬‬
‫•‬ ‫قوله‪" :‬الصالحين"‪ ،‬الصالح‪ :‬هو الذي قام بحق هللا وحق العباد‪،‬‬
‫وفي هذه الترجمة إضافة الشيء إلى سببه بدون أن ينسب إلى‬
‫هللا بقوله‪" :‬أن سبب كفر بني آدم وتركهم دينهم هو الغلو في‬
‫الصالحين"‪ ،‬وهذا جائز إذا كان السبب حقيقة وصحي ًحا‪ ،‬وذلك‬
‫إذا كان السبب قد ثبت من قبل الشرع أو الحس أو الواقع‪.‬‬
‫• ‪ ،‬قال هللا ‪﴿ :U‬يَا َأ ْهل ْال ِكتَا ِ‬
‫ب اَل تَ ْغلُوا فِي ِدينِ ُك ْم َواَل تَقُولُوا َعلَى‬
‫ق﴾ [النساء‪.]171 :‬‬ ‫هَّللا ِ ِإاَّل ْال َح َّ‬
‫• وعن عمر أن رسول هللا ‪ r‬قال‪« :‬ال تطروني كما أطرت‬
‫النصارى ابن مريم‪ .‬إنما أنا عبد‪ ،‬فقولوا عبد هللا ورسوله»‬
‫أخرجاه في الصحيحين‪.‬‬
‫• وقال ‪« :r‬إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو» رواه‬
‫أحمد والنسائي وصححه الشيخ األلباني‪،‬‬
‫• ولمسلم عن ابن مسعود أن رسول هللا ‪ r‬قال‪«:‬هلك المتتطعون‪،‬‬
‫هلك المتتطعون‪ ،‬هلك المتتطعون»‪.‬‬

You might also like