You are on page 1of 11

‫س َف َه ۤا ُء ‪َ { ---‬ق ۡد َن َر ٰى َت َقلُّ َب ‪َ ----‬و َما ٱهَّلل ُ ِب َغ ٰـف ٍِل َع َّما َی ۡع َملُونَ } [‪{ ۞ ]144‬‬

‫س َیقُول ُ ٱل ُّ‬
‫َ‬

‫المناسبه ‪ :‬زعم اليهود والنصارى ان ابراهيم واالنبياء معه كانوا يهودا ونصارى وقد كانت قبلة ‪-‬‬
‫االنبياء بيت المقدس وكان صلوات هللا عليه وهو بمكة يستقبل بيت المقدس‪ .‬فلما ُأمر َ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه‬
‫َو َسلَّ َم بالتوجه إلى الكعبة المشرّ فة طعن اليهود في رسالته واتخذوا ذلك ذريعة للنيل من اإلسالم وقالوا‪:‬‬
‫لقد اشتاق محمد إلى مولده وعن قريب يرجع إلى دين قومه‪ ،‬فأخبر هللا رسوله الكريم بما سيقوله السفهاء‬
‫ولقنه معلومة الحجة الدامغة لير ّد عليهم‪ ،‬ويوطن نفسه على تحمل األذى منهم عند مفاجأة المكروه‪ ،‬وكان‬
‫هذا اإلخبار‬

‫‪ :‬اللغه ‪-‬‬
‫السفهاء ‪ :‬جمع سفيه وهو الجاهل ضعيف الراي قليل المعرفه بالمنافع والمضار ‪-‬‬
‫وال هم ‪ :‬صرفهم ‪-‬‬
‫وسطا ‪ :‬الخيار والعدل ‪-‬‬
‫عقبيه ‪ :‬تثنية عقب وهو مؤخر المقدم ‪-‬‬
‫شطر ‪ :‬ياتي بمعنى الجهه وياتي بمعنى النصف ‪-‬‬

‫سبب النزول ‪ :‬عن البراء قال لما قدم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم المدينه صلى نحو بيت المقدس ‪-‬‬
‫ستة عشر شهرا وسبعه عشر شهرا‪ ،‬كان رسول هللا صلى هللا عليه وسلم يحب أن يتوجه نحو الكعبه‬
‫فأنزل هللا تعالى {قد نارا تقلب وجهك في السماء} األيه فقال السفهاء من الناس وهم اليهود ما واله مع‬
‫‪.‬قبله التي كانوا عليها قال تعالى {قل هلل المشرق والمغرب} إلى آخر األية‪ ،‬اخرجه البخاري‬

‫‪ :‬البالغه ‪-‬‬
‫في قوله ﴿ينقلب على عقبيه﴾ هي استعاره تمثيليه ‪ :‬تركيب استخدام لغير ما وضع له في األصل لقرينة ‪-‬‬
‫صارفه عن المعنى االصل‬
‫لرؤوف الرحيم﴾ الرأفه هي شده الرحمه وقدم االبلغ مراعاة للفاصلة وهي الميم في قوله ﴿صراط﴿ ‪-‬‬
‫مستقيم ﴾ وقوله ﴿لرؤوف رحيم﴾ وكالهما من صيغ المبالغه‬
‫فول وجهك﴾ أطلق الوجه وأراد به الذات‪ .‬وهذا النوع يسمى المجاز المرسل من باب إطالق الجزء﴿ ‪-‬‬
‫وإرادة الكل‬

‫‪ :‬الفوائد ‪-‬‬
‫شاهد محمد وأمته ألنبياء األخرين في يوم القيامه ‪-‬‬
‫سمى هللا تعالى الصالة إيمانا في قوله وما كان هللا ليضيع ايمانكم اي صالتكم الن الى اإليمان تشتمل ‪-‬‬
‫على نية وقول وعمل‬
‫في التعبير عن الكعبة بالمسجد الحرام إشارة إلى أن الواجب مراعة الجهه دون العين ألن في إصابة ‪-‬‬
‫عين الكعبة من البعيد حرجا عظيما على الناس‬

‫ك َش ۡط َر ۡٱل َم ۡس ِج ِد ۡٱل َح َر ۚ ِام ‪َ ---‬وُأِل ِت َّم {‬


‫ت َف َو ِّل َو ۡج َه َ‬ ‫وا ۡٱل ِك َت ٰـ َ‬
‫ب ‪َ { -----‬وم ِۡن َح ۡی ُ‬
‫ث َخ َر ۡج َ‬ ‫ِین ُأو ُت ۟‬‫ت ٱلَّذ َ‬ ‫َولَ ِٕى ۡن َأ َت ۡی َ‬
‫ون } [‪]150‬‬‫ن ِۡع َمتِی َعلَ ۡی ُكمۡ َولَ َعلَّ ُكمۡ َت ۡه َت ُد َ‬

‫المناسبة ‪ :‬لما ذكر رتعالى ما قاله السفهاء من اليهود عند تحويل القبلة من البيت المقدس الى الكعبة •‬
‫المعظمة وأمر رسوله بأن يتوجه في صالته نحو البيت العتيق ذكر في هذه األيات أن أهل الكتاب قد‬
‫انتهوا في العناد والمكابرة الى درجة اليأس من إسالمهم فإنهم ما تركوا قبلتك لشبة عارضا تزيلها‬
‫الحجة‪ .‬وانما خالفك عنادا استكبارا وفي ذلك تسلية له صلى هللا عليه وسلم من جحود وتكذيب أهل‬
‫‪.‬الكتاب‬

‫‪ :‬اللغه ‪-‬‬
‫األية ‪ :‬الحجة والعالمة ‪-‬‬
‫أهواهم ‪ :‬جمعة هواء مقصور وهوى النفس ما تحبه وتميل اليه ‪-‬‬
‫الممترين ‪ :‬اإلمتراء ‪ :‬الشك ‪-‬‬
‫وجهة ‪ :‬قال الفراء وجهة وجهة وجهه بمعنى واحد والمراد بها القبلة ‪-‬‬

‫‪ :‬البالغه ‪-‬‬
‫وضع اسم موصول موضع الضمير في قوله ﴿الذين أوتوا الكتاب﴾ لإلذان بكمال سوء حالهم من العناد ‪-‬‬
‫ولئن اتبعت اهواههم﴾ هذا من باب التهيج والهاب لثبات على الحق﴿ ‪-‬‬
‫وما أنت بتابع من قبلتهم﴾ هذه الجملة ابلغ في النفي من قوله ﴿ما اتبعوا قبلتك﴾ ألنها جملة اسمية أوال﴿ ‪-‬‬
‫ولتاكيد نفيها بالباء ثانيا ذكره صاحب الفتوحات اإللهية هو سليمان بن عمر المعروف بالجمل‬
‫ً‬
‫معرفة واضحة كمعرفة أبنائهم﴿ ‪-‬‬ ‫ون َأ ْب َنا َء ُه ْم﴾ فيه تشبيه مرسل مفص أي يعرفون محمداً‬
‫َك َما َيعْ ِرفُ َ‬
‫بالجمل الذين من أصالبهم‬
‫‪ :‬الفوائد ‪-‬‬
‫روي أن عمر بن الخطاب قال عبد هللا بن سالم ‪ :‬أتعرف محمد كما تعرف ولدك؟ قال وأكثر‪ ،‬نزل ‪-‬‬
‫األمين من السماء على األمين في األرض بنعته فعرفته ولست أشك فيه أنه نبي‪ ،‬وأما ولدي ما كان من‬
‫أمه فلعلها خانت‪ ،‬فقبل عمر رأسه‬
‫توجه الوعيد على العلماء أشظ من توجهوا على غيرهم ولهذا زاد هللا في ذم أهل الكتاب بقوله ﴿وهم ‪-‬‬
‫يعلمون﴾ فإنه ليس المرتكب ذنبا عن جهل كمن يرتكبه عن علم‬
‫تكرر االمر باستقبال الكعبه ثالث مرات قال القرطبي ‪ :‬والحكمة في هذا التكرار أن األولى لمن هو ‪-‬‬
‫‪.‬بمكه‪ ،‬والثاني لمن هو ببقية االمصار‪ ،‬والثالث لمن خرج في األسفار‬

‫القرطوبى هو صاحب كتاب الجامع بأحكام القران‬

‫صلَ َو ٰ ࣱت ِّمن َّر ِّب ِهمۡ َو َر ۡح َم ࣱۖة َوُأ ۟ولَ ٰۤـ ِٕى َك ُه ُم ۡٱل ُم ۡه َتدُونَ } [ {‬ ‫س ۡل َنا فِی ُكمۡ َر ُ‬
‫سو ࣰلا ‪ُ { -----‬أ ۟ولَ ٰۤـ ِٕى َك َعلَ ۡی ِهمۡ َ‬ ‫َك َم ۤا َأ ۡر َ‬
‫‪]15‬‬

‫المناسبة ‪ :‬بدأت األيات الكريمة بمخاطبة المؤمنين‪ ،‬وتذكيرهم بنعمة هللا العظمى عليهم‪ ،‬ببعثة خاتم ‪-‬‬
‫المرسلين صلى هللا عليه وسلم‪ ،‬بعد أن تحدثت األيات السابقة عن بني إسرائيل‪ ،‬وذكرت بالتفصيل نعم‬
‫هللا عليهم التي قابلوها بالجحود والكفران في ما يزيد على ثلث السورة الكريمة‪ ،‬وقد عدد القران الكريم‬
‫جرائمهم ليعتبر ويتعظ بها المؤمنون‪ ،‬ولما انتهى الحديث عن اليهود بعد ذلك البيان الواضح جاء دون‬
‫‪.‬التذكير للمؤمنين بالنعم جليلة والتشريعات الحكيمة التي بها السعادة في الدارين‬

‫اللغة ‪-‬‬
‫الكتاب ‪ :‬القران ‪-‬‬
‫الحكمه ‪ :‬السنه نبوية ‪-‬‬
‫فاذكروني ‪ :‬أصل الذكر التنبه بقلب للمذكور‪ ،‬وسمي الذكر بلسان ذكرا النه عالمه على الذكر قلبي ‪-‬‬
‫ولنبلونكم ‪ :‬أصل البالء المحنة ثم قد يكون بالخير او بالشر ‪-‬‬
‫مصيبة ‪ :‬كل ما يؤذي المؤمن ويصيبه في نفسه أو ماله أو ولده ‪-‬‬
‫صلوات ‪ :‬األصل في الصالة الدعاء وهي من هللا بمعنى الرحمة ومن المالئكهدة دل بمعنى اإلستغفار ‪-‬‬
‫‪ :‬البالغه ‪-‬‬
‫بين كلمتي ﴿أرسلنا﴾ و ﴿رسوال﴾ جناس اإلشتقاق وهو من المحسنات البعديعه ‪-‬‬
‫ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون﴾ بعد قوله ﴿ويعلمكم الكتاب والحكمه﴾ هو من باب ذكر العام بعد الخاص﴿ ‪-‬‬
‫الفاده الشمول ويسمى هذا في البالغه باالطناب‪ .‬االطناب هو كالم كثير معناه قليل‬
‫اموات بل احياء ﴾ فيه إيجاز بالحذف﴿ ‪-‬‬
‫التنكير في قوله ﴿بشيء من الخوف﴾ للتقليل اي بشيء قليل ‪-‬‬
‫صلوات من ربهم ورحمه﴾ التنوين فيهما للتفخيم‪ ،‬والتعرض بعنوان الربوبية مع اإلضافة إلى﴿ ‪-‬‬
‫ضميرهم ﴿ربهم﴾ إلظهار مزيد العناية بهم‬
‫هم المهتدون﴾ صيغة قصير وهو من نوع قصر الصفة على الموصوف﴿ ‪-‬‬

‫فوائد ‪-‬‬
‫روي عن عمر بن الخطاب رضي هللا عنه انه قال ﴿ما أصابتني مصيبة إال وجدت فيها ثالث نعم ‪- :‬‬
‫االولى أنها لم تكن في ديني الثانيه‪ ،‬أنها لم تكن أعظم مما كانت‪ ،‬والثالث أن هللا سيجازي عليها الجزاء‬
‫﴾الكبير﴾ ثم تال قوله تعالى ﴿اولئك عليهم صلوات من ربهم رحمه واولئك هم المهتدون‬
‫قال صلى هللا عليه وسلم إذا مات ولد العبد قال هللا تعالى المالئكه قبضت ولد عبدي؟ فيقولون ‪ :‬نعم‪- ،‬‬
‫فيقول قبضتم ثمرهدة فوائده؟ فيقولون ‪ :‬نعم‪ ,‬فيقول ‪ :‬فماذا قال عبدي؟ فيقولون حمدك واسترجع فيقول‬
‫﴾هللا تعالى ﴿ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموة بيت الحمد‬

‫ف َع ۡن ُه ُم ۡٱل َع َذ ُ‬
‫اب َواَل هُمۡ ُی َ‬
‫نظ ُرونَ } [ ۞ {‬ ‫ص َفا َو ۡٱل َم ۡر َو َة مِن َ‬
‫ش َع ۤا ِٕى ِر ٱهَّلل ِۖ ‪َ { ----‬خ ٰـلِدِینَ فِی َها اَل ُی َخ َّف ُ‬ ‫ِإنَّ ٱل َّ‬
‫‪]162‬‬

‫المناسة ‪ :‬لما أمر تعالى بذكره وشكره ودعا المؤمنين إلى اإلستعانة بالصبر والصالة‪ ،‬أعقب ذلك بيان •‬
‫أهمية الحج وأنه من شعائر دين هللا‪ ،‬ثم نبه تعالى على وجوب نشر العلم وعدم كتمانه‪ ،‬وذكر خطر‬
‫كتمان ما أنزل هللا من البينات والهداى‪ ،‬كما فعل اليهود والنصارى في كتبهم فاستحقوا اللعنة والغضب‬
‫والدمار‬

‫اللغة ‪-‬‬
‫شعائر هللا ‪ :‬جمع شعيرة وهى في اللغة ‪ :‬العالمة ومنه الشعار‪ ،‬وأشعر الهدى جعل له عالمة ليعرف ‪-‬‬
‫‪.‬بها‪ ،‬والشعائر ‪ :‬كل ما تعبدنا هللا به من أمور الدين كالطواف والسعي واالذان ونحوه‬
‫الحج ‪ :‬في اللغة ‪ :‬القصد‪ ،‬وفي الشرع ‪ :‬قصد البيت العتيق ألداء المناسك من الطواف والسعيين ‪-‬‬
‫اعتمر ‪ :‬العمرة في اللغه الزيارة ثم صار علما لزياره البيت النسك ‪-‬‬
‫جناح ‪ :‬الميل إلى اإلثم ‪-‬‬
‫يكتمون ‪ :‬الكتمان ‪ :‬اإلخفاء والستر ‪-‬‬
‫ينظرون ‪ :‬يمهلون ‪-‬‬

‫سبب النزول ‪-‬‬


‫عن أنس رضي هللا عن أنه سئل عن الصفاء والمروة‪ ،‬فقال ‪ :‬كنا نرى أنهما من امر جاهليه فلما جاء ‪-‬‬
‫االسالم امسكنا عنهما فانزل هللا ان الصفا والمروه من شعائر هللا‬

‫البالغة ‪-‬‬
‫من شعائر هللا﴾ أي من شعائر دين هللا ففيه إيجاز بالحذف﴿ ‪-‬‬
‫شاكر عليم﴾ ‪ :‬أي يثيب على الطاعة قال أبو سعود (مؤلف ‪ :‬اإلرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب﴿ ‪-‬‬
‫الكريم) ‪ :‬عبر عن ذلك بالشكر مبالغة في اإلحسان على العباد فأطلق الشكر وأراد به الجزء بطريق‬
‫المجاز‬
‫شاكر عليم﴾ أطلق الشكر وأراد به الجزء بطريقة المجاز﴿ ‪-‬‬
‫يلعنهم هللا﴾ إلقاء الروعة والمباهه في القلب﴿ ‪-‬‬
‫ويلعنهم الالعنون﴾ في جناس االشتقاق ‪ :‬اشتراك لفظين في الجدر الثالثي﴿ ‪-‬‬
‫خالدين فيها﴾ ‪ :‬في اللعنة أو في النار وأضمرت النار تفخيما بشأنها وتحويال بأمرها﴿ ‪-‬‬
‫وال هم ينظرون﴾ ‪ :‬إيثار الجملة اإلسمية إلفادة دوام النفي واستمراره ‪-‬‬

‫الفوائد ‪-‬‬
‫كان على الصفا صنم يقال له ﴿إساف﴾ وعن المروة صنع ما يقال له ﴿نائلة﴾ فكان المشركون إذا طافوا ‪-‬‬
‫تمسحوا بهما فخشى المسلمون أي يتشبهوا بأهل الجاهلية‬
‫الشكر معناه مقابلة النعمة واإلحسان بالثناء والعرفان ‪-‬‬

‫سعى هو الركن ‪ :‬شافعية‪ ،‬مالكيه‪ ،‬راجع قولى بعض الحنابله ‪-‬‬


‫سعى هو واجب ‪ :‬الحنفية ‪-‬‬
‫سعى هو سنة ‪ :‬بعض الحنابلة وأقوال الصحابه ‪-‬‬
‫وا لَ ۡو َأنَّ لَ َنا َك َّر ࣰة َف َن َت َب َّرَأ م ِۡن ُهمۡ {‬
‫ٱلرحِی ُم ‪َ { ----‬و َقال َ ٱلَّذِینَ ٱ َّت َب ُع ۟‬‫ٱلر ۡح َم ٰـنُ َّ‬ ‫َوِإلَ ٰـ ُه ُكمۡ ِإلَ ٰـ ࣱه َو ٰ ِح ࣱۖد اَّل ۤ ِإلَ ٰـ َه ِإاَّل ه َُو َّ‬
‫ار } [‪]163‬‬ ‫ت َعلَ ۡی ِهمۡۖ َو َما هُم ِب َخ ٰـ ِر ِجینَ مِنَ ٱل َّن ِ‬ ‫وا ِم َّن ۗا َك َذ ٰلِ َك ُی ِری ِه ُم ٱهَّلل ُ َأ ۡع َم ٰـ َل ُهمۡ َح َ‬
‫س َر ٰ ٍ‬ ‫َك َما َت َب َّر ُء ۟‬

‫المناسة ‪ :‬لما ذكر تعالى حال الكافرين الجاحجين آليات هللا وما لهم من العذاب والنكال في االخره‪• ،‬‬
‫ذكر هنا أدله القدرة والوحدانية‪ ،‬وأتى بالبراهين على وجود الخالق الحكيم‪ ،‬فبدأ بذكر العالم العلوي ثم‬
‫العالم السفلى‪ ،‬ثم بتعاقب الليل والنهار‪ ،‬ثم بالسفن التي تمخر عباب البحر‪ ،‬ثم باألمطار التي فيها حياة‬
‫الزروع والنفوس‪ ،‬ثم بما بث في األرض من أنواع الحيوانات العجيبة‪ ،‬ثم بالرياح والسحب التي سخرها‬
‫هللا لفائدة اإلنسان وختم ذلك باألمر بالتفكر في بدائغ صنع هللا‪ ،‬وإعمال العقل في جمل خلقه‪ ،‬ليستدل‬
‫العاقل باألثر على وجود المؤثر‪ ،‬وبالصنعة على عظمة الخالق المدبر الحكيم‬

‫اللغة ‪-‬‬
‫اإلله المعبود بحق أو باطل والمراد به هنا المعبود بحق وهو هللا رب العالمين }وإلهكم{ ‪-‬‬
‫ما عظم من السفن وهو اسم يطلق على المفرد والجمع }الفلك{ ‪-‬‬
‫}و َب َّ‬
‫ث{ ‪-‬‬ ‫]فرَّ ق ونشر ومنه {كالفراش المبثوث} القارعة‪َ 4 :‬‬
‫الدابة في اللغة كل ما يدب على األرض من إنسان ويحوان مأخوذ من الدبيب وهو المشي رويداً }دَآ َّبةٍ{ ‪-‬‬
‫‪،‬وقد خصه العرف بالحيوان‬
‫}و َتصْ ِريفِ الرياح الرياح{ ‪-‬‬
‫جمع ريح وهي نسيم الهواء‪ ،‬وتصريفها تقليبها في الجهات ونقلها من حال َ‬
‫إلى حال فتهب حارة وباردة‪ ،‬وعاصفة ولينة‪ ،‬وملقحة للنبات وعقيما ً‬

‫من التسخير وهو التذليل والتيسير }المسخر{ ‪-‬‬


‫جمع ند وهو المماثل والمراد بها األوثان واألصنام }َأندَاداً{ ‪-‬‬
‫جمع سبب وأصله الحبل والمراد به ما يكون بين الناس من روابط كالنسب والصداقة }األسباب{ ‪-‬‬
‫الكرَّ ة ‪ :‬الرَّ جعة والعودة إلى الحالة التي كان فيها } َكرَّ ًة{ ‪-‬‬
‫}ح َس َراتٍ{ ‪-‬‬
‫جمع حسرة وهي أشد الندم على شيء فائت َ‬

‫أحد ‪ :‬ال جزء له ‪-‬‬


‫واحد ‪ :‬ليس له مثيل ‪-‬‬
‫رياح ‪ :‬للبشرى ‪-‬‬
‫ريح ‪ :‬للعذاب ‪-‬‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم {وإلهكم} فقالت كفار ‪-‬‬
‫ب النزول‪ :‬عن عطاء قال ‪ :‬أنزلة بالمدينة على النبي َ‬ ‫س َب ُ‬
‫َ‬
‫ْ‬
‫قريش بمكة كيف يس ُع الناس إله واحد؟ فأنزل هللا تعالى { ِإنَّ فِي َخلق السماوات واألرض ‪ ...‬إلى قوله‬
‫ت لِ َق ْو ٍم َيعْ قِلُ َ‬
‫ون}‬ ‫آَل َيا ٍ‬

‫البالغة ‪-‬‬
‫ورد الخبر حاليا ً من التأكيد تنزيالً للمنكر منزلة غير المنكر‪ ،‬وذلك ألن بين أيديهم ‪} :‬وإلهكم إله واح ٌد{ ‪-‬‬
‫من البراهين الساطعة والحجج القاطعة ما لو تأملوه لوجدوا فيه غاية اإلقناع‬
‫التفكير في آيات للتفخيم أي آيات عظيمة دالة على قدرة قاهرة وحكمة باهرة ‪} :‬اآليات{ ‪-‬‬
‫فيه تشبيه (مرسل مجمل) حيث ذكرت األداة وحذف وجه التشبيه ‪} :‬كحب هللا{ ‪-‬‬
‫التصريح باألندية أبلغ من أن يقال أحب هللا ‪} :‬أشد حبا هللا{ ‪-‬‬
‫وضع الظاهر موضع الضمير ولو يرون إلحضار الصورة في ذهن السامع ‪} :‬ولو يرى الذين ظلموا{ ‪-‬‬
‫‪.‬وتسجيل السبب في العذاب الشديد وهو الظلم الفادح‬
‫{ولقطع ْ‬
‫ت بيم األسباب من علم البديع ما يسمى ب «الترصيع» وهو أن ‪-‬‬ ‫َ‬ ‫في قوله ( ورأوا العذاب) و‬
‫‪.‬يكون الكالم مسجوعا ً‬

‫الجملة إسمية وإيرادها بهذه الصيغة إلفادة دوام الخلود‪ .‬ال هللا الثبات والدوام }بخارجين من النار{ ‪-‬‬
‫فاصلة‬

‫الفوائد‬
‫األولى‪ :‬ذكر تعالى في اآلية من عجائب مخلوقاته ثمانية أنواع تنبيها ً على ما فيها من العبر واستدالالً ‪-‬‬
‫على الوحدانية من األثر األول‪ :‬خلق السماوات وما فيها من الكواكب والشمس والقمر الثاني‪ :‬األرض‬
‫وما فيها من جبال وبحار وأشجار وأنهار ومعادن وجواهر الثاث‪ :‬اختالف الليل والنهار بالطول والقصر‬
‫والنور والظلمة والزيادة والنقصان‪ ،‬الرابع السفن العظيمة كأنها الراسيات من الجبال وهي موقرة‬
‫باألثقال والرجال تجري بها الريح مقبلة ومدبرة الخامس المطر الذي جعله هللا سببا ً لحياة الموجودات من‬
‫بث في األرض من إنسان وحيوان مع اختالف الصور‬ ‫حيوان ونبات وإنزاله بمقدار السادس ما ّ‬
‫واألشكال واأللوان السابع ‪ :‬تصريف الرياح والهواء جسم لطيف وهو مع ذلك في غاية القوة بحيث يقلع‬
‫الصخر والشجر ويخرب البنيان العظيمة وهو مع ذلك حياة الوجود فلو أمسك طرفة عين لمات كل ذي‬
‫روح وأنتن ما على وجه األرض‪ ،‬الثامن‪ :‬السحاب مع ما فيه من المياه العظيمة التي تسيل منها األودية‬
‫الكبيرة يبقى معلقا ً بين السماء واألرض بال عالقة تمسكه وال دعامة تسنده فسبحان الواحد القهار‬

‫{ومِنْ ‪-‬‬ ‫الثانية ‪ :‬ورد لفظ الرياح مفردة ومجموعة فجاءت مجموعة مع الرحمة مفردة مع العذاب كقوله َ‬
‫{وه َُو الذي َأرْ َس َل الرياح ُب ْش َرى َبي َْن َيدَيْ َرحْ َم ِتهِ}‬
‫آ َيا ِت ِه َأن يُرْ سِ َل الرياح ُم َب ِّش َراتٍ} [الروم‪ ]46 :‬وقوله َ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم كان يقول‬
‫[الفرقان‪ ]48 :‬وقوله {الريح العقيم} [الذاريات‪ ]41 :‬وروى أن رسول هللا َ‬
‫إذا هبت الريح «اللهم اجعلها رياحا ً وال تجعلها ريحا ً‬

‫ش ۡی َط ٰـ ۚ ِن ِإ َّن ُهۥ لَ ُكمۡ َع ُد ࣱّو ُّم ِبینٌ ‪{ ----‬‬ ‫وا ُخ ُط َو ٰ ِ‬


‫ت ٱل َّ‬ ‫ض َحلَ ٰـ ࣰلا َط ِّی ࣰبا َواَل َت َّت ِب ُع ۟‬ ‫وا ِم َّما فِی ٱَأۡل ۡر ِ‬ ‫اس ُكلُ ۟‬ ‫َی ٰـَۤأ ُّی َها ٱل َّن ُ‬
‫اق َبعِی ࣲد } [‪]176‬‬ ‫ب لَفِی شِ َق ۭ ِ‬ ‫وا فِی ۡٱل ِك َت ٰـ ِ‬ ‫{ َذ ٰلِ َك بَِأنَّ ٱهَّلل َ َن َّزل َ ۡٱل ِك َت ٰـ َب بِ ۡٱل َح ۗ ِّق َوِإنَّ ٱلَّذِینَ ۡٱخ َتلَفُ ۟‬

‫المناسبة‪ :‬لما بين تعالى التوحيد ودالئله وما للمؤمنين المتقين والكفرة العاصين‪ ،‬أتبع ذلك بذكر إنعامه ‪-‬‬
‫على الكافر والمؤمن ليدل على أن الكفر ال يؤثر في قطع اإلنعام‪ ،‬ألنه تعالى رب العالمين‪ ،‬فإحسانه عام‬
‫لجميع األنام دون تمييز بين مؤمن وكافر وبر ‪،‬وفاجر‪ ،‬ثم دعا المؤمنين إلى شكر المنعم ج ّل وعال‬
‫‪.‬واألكل من الطيبات التي أباحها هللا‪ ،‬واجتناب ما حرمه هللا من أنواع الخبائث‬

‫اللغة ‪-‬‬
‫ت الشيطان{ ‪-‬‬ ‫جمع ُخطوة وهي في األصل ما بين القدمين عند المشي وتستعمل مجازاً في تتبع ‪ُ } :‬خ ُ‬
‫ط َوا ِ‬
‫اآلثار‬
‫أصل السوء ما يسوء اإلنسان أي يحزنه ويطلق على المعصية قوالً أو فعالً أو اعتقاداً ‪} :‬السواء{ ‪-‬‬
‫ما يستعظم ويستفحش من المعاصي فهي أقبح أنواع المعاصي }الفحشاء{ ‪-‬‬
‫وجدنا ومنه }َأل َف ْي َنا{ ‪-‬‬
‫يصيح ‪َ } :‬ي ْنع ُ‬
‫ِق{ ‪-‬‬
‫اإلهالل‪ :‬رفع الصوت }أهل{ ‪-‬‬
‫ألجئ أي ألجأته الضرورة إلى األكل من المحرمات }اضطر{ ‪-‬‬
‫اغ َوال َعادٍ{ ‪-‬‬
‫الباغي من البغي والعادي من العدوان‪ ،‬وهما بمعنى الظلم وتجاوز الحد } َب ِ‬
‫يطهرهم من التزكية وهي التطهير }ي َُز ِّك ِ‬
‫يه ْم{ ‪-‬‬

‫الشقاق‪ :‬الخالف والعدامة }شِ َق ٍ‬


‫اق{ ‪-‬‬

‫الحنابلة ‪ :‬يجوز ان ياكل بقدر حاجته اال في النار ‪-‬‬


‫المالكية‪ :‬يجوز ان ياكل حتى يشبع ‪-‬‬
‫جمهور ‪ :‬يجوز ان ياكل بقدر حاجته ‪-‬‬
‫سبب النزول‪ :‬قال ابن عباس‪ :‬نزلت هذه اآلية في رؤساء اليهود كعب بن األشرف ومالك بن الصيف •‬
‫وحيي بن أخطب كانوا يأخذون من أتباعهم الهدايا‪ ،‬فلما بعث محمد عليه السالم خافوا انقطاع تلك المنافع‬
‫‪.‬فكتموا أمر غيد وأمر شرائعه فنزلت {إن الذين يكتفون ما أنزل هللا من الكتاب} اآلية‬

‫البالغة ‪-‬‬
‫ت الشيطان{ ‪-‬‬ ‫استعارة عن االقتداء به واتباع آثاره قال في تلخيص البيان‪ :‬وهي أبلغ عبارة عن } ُخ ُ‬
‫ط َوا ِ‬
‫‪.‬التحذير من طاعته فيما يأمر به وقبول قوله فيما يدعو إلى فعله‬
‫هو من باب عطف الخاص على العام ألن السوء يتناول جميع المعاصي والفحساء }بالسواء والفحشاء{ ‪-‬‬
‫وأفحش المعاصي‬
‫}و َم َث ُل الذين ك َفرُوا{ ‪-‬‬
‫فيه تشبيه مرسل ومجمل َ‬
‫ص ٌّم ُب ْك ٌم عُمي{ ‪-‬‬
‫تشبيه بليغ } ُ‬
‫مجاز مرسل باعتبار } َما َيْأ ُكلُ َ‬
‫ون في ب ُ‬
‫ُطون ِِه ْم ِإال النارلنر{ ‪-‬‬
‫استعارة والمراد استبدلوا الكفر باإليمان وقد تقدم في أول السورة إجراء هذه }اشتروا الضاللة بالهدى { ‪-‬‬
‫‪.‬االستعارة‬

‫الفوائد ‪-‬‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم {يا أيها الذين آ َم ُنوا ُكلُوا مِن ‪-‬‬
‫األولى ‪ :‬عن ابن عباس قال تليت هذه اآلية عند النبي َ‬
‫َط ِّي َباتِ} فقام سعد بن أبي وقاص فقال يا رسول هللا‪ :‬أدع هللا أن يجعلني مستجاب الدعوة فقال يا سعد‬
‫أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة‪ ،‬والذي نفس محمد بيده إن الرجل ليقذف اللقمة الحرام في جوفه ما‬
‫ت والربا فالنار أولى به‬ ‫‪.‬يتقبل منه أربعين يوماً‪ ،‬وأيما عبد نبت لحمة من السح ِ‬

‫الثانية‪ :‬قال بعض السلف‪ :‬يدخل في اتباع خطوات الشيطان كل معصية هللا‪ ،‬وكل نذر في المعاصي ‪-‬‬
‫قال الشعبي‪ :‬نذر رجل أن ينحر ابنه فأقناه مسروق بذبح كبش وقال‪ :‬هذا من خطوات الشيطان‬

‫صلَ َح َب ۡی َن ُهمۡ َفاَل ۤ ِإ ۡث َم َعلَ ۡی ۚ ِه ۞ {‬


‫اف مِن ُّمو ࣲص َج َن ًفا َأ ۡو ِإ ۡث ࣰما َفَأ ۡ‬
‫وا ُو ُجو َه ُكمۡ ‪َ ------‬ف َم ۡن َخ َ‬‫س ۡٱل ِب َّر َأن ُت َولُّ ۟‬
‫لَّ ۡی َ‬
‫]‪ِ } [182‬إنَّ ٱهَّلل َ َغفُو ࣱر َّرحِی ࣱم‬

‫المناسبة ‪ :‬من هنا بداية النصف الثاني من السورة الكريمة على وجه التقريب ونصف السورة السابق ‪-‬‬
‫كان متعلقا ً بأصول الدين وبقبائح بني إسرائيل‪ ،‬وهذا النصف غالبه متعلق باألحكام التشريعية الفرعية‪،‬‬
‫ووجه المناسبة أنه تعالى ذكر في اآلية السابقة أنّ أهل الكتاب اختلفوا في دينهم اختالفا ً كبيراً صاروا‬
‫بسببه في شقاق بعيد‪ ،‬ومن أسباب شقاقهم أمر القبلة إذ كثروا الخوض فيه وأنكروا على المسلمين التحول‬
‫إلى استقبال الكعبة‪ ،‬وادعى كل من الفريقين ‪ -‬اليهود والنصارى ‪ -‬أن الهدى مقصور على قبلته‪ ،‬فرد هللا‬
‫عليهم بين أن العبادة الحقة وعمل البر ليس بتوجه اإلنسان جهة المشرق والمغرب‪ ،‬ولكن بطاعة هللا‬
‫وامتثال أوامره وباإليمان الصادق الراسخ‬

‫اللغة ‪-‬‬
‫اسم جامع للطاعت واعمال الخير }البر{ ‪-‬‬
‫جمع رقبة وهي في األصل العنق‪ ،‬وتطلق على البدن كله كما تطل العين على الجاسوس }الرقاب{ ‪-‬‬
‫والمراد في اآلية األسرى واألرقاء‬
‫الفقر الضراء السقم والوجع }البأساء{ ‪-‬‬
‫القتال وأصل البأس في اللغة‪ :‬الشدة }البأس{ ‪-‬‬
‫فرض }كتب{ ‪-‬‬
‫العقوبة بالمثل من قتل أو جرح مأخوذ من القص وهو تتبع األثر }القصاص{ ‪-‬‬
‫جمع قتيل يستوي فيه المذكر والمؤنث }القتلى{ ‪-‬‬
‫العقول جمع لب مأخوذ من لبّ النخلة }األلباب{ ‪-‬‬
‫اإلثم الذنب }ِإ ْثما ً{ ‪-‬‬
‫الجنف‪ :‬العدول عن الحق على وجه الخطأ }جنفا{ ‪-‬‬

‫كتب ‪ :‬تحقيق األمر ‪-‬‬


‫يتيم ‪ :‬من مات أبوه ‪-‬‬
‫عجي ‪ :‬من مات أمه ‪-‬‬
‫لطيم ‪ :‬من مات أبوه و أمه ‪-‬‬
‫ليس البر ‪ :‬بفتحة ‪ :‬حفص ‪ +‬همزة ‪-‬‬
‫ليس البر ‪ :‬بضمة ‪ :‬جمهور ‪-‬‬

‫سبب النزول ‪ :‬عن قتادة أن أهل الجاهلية كان فيهم بغي وطاعة للشيطان‪ ،‬وكان الحي منهم إذا كان ‪-‬‬
‫فيهم منعة فقتل عبدهم عبد آخرين قالوا لن نقتل به إال حراً‪ ،‬وإذا قتلت امرأة منهم امرأة من آخرين قالوا‬
‫لن نقتل بها إال رجالً فأنزل هللا الحر بالحر والعبد بالعبد واألنثى باألنثى‬
‫‪ :‬الفوائد ‪-‬‬
‫األولى ‪ :‬في ذكر األخوة تعطفُ داع إلى العفو فقد سمى هللا القاتل أخا ً لولي المقتول { َف َمنْ ُعفِي لَ ُه مِنْ ‪-‬‬
‫َأخِي ِه َشيْ ٌء تذكيراً باألخوة الدينية والبشرية حتى يهز عطف كل واحد منهما إلى اآلخر فيقع بينهم الفعو‬
‫‪.‬واالتباع بالمعروف واألداء باإلحسان‬

‫الثانية‪ :‬كان في بني إسرائيل القصاص ولم يكن فيهم الدية‪ ،‬وكان في النصارى الدية ولم يكن فيهم‪-‬‬
‫القصاص‪ ،‬فأكرم هللا هذه األمة المحمدية وخيرتها بين القصاص والدية والعفو‪ ،‬وهذا من يسر الشريعة‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‬
‫والغراء التي جاء بما سيد األنبياء َ‬

You might also like