You are on page 1of 21

‫جامعة تكريت‬

‫كلية اإلدارة واالقتصاد‬

‫الدراسات العليا ‪ /‬قسم المحاسبة‬

‫محاضرة بعنوان‬

‫(التعريف بالمحاسبة اإلدارية التقليدية وجوانب قصورها عن تلبية متطلبات بيئة التصنيع الحديثة)‬

‫الطالب‬ ‫الطالب‬

‫مصطفى بدر عماش‬ ‫سرحان عجاج علو‬

‫مدرس المادة‬

‫أ‪0‬م‪ 0‬ليث نعمان حسون‬


‫المقدمة‪:‬‬

‫تلعب المحاسبة اإلدارية دورا بارزا في توفير المعلومات المحاسبية الالزمة لإلدارة من اجل‬
‫عملية اتخاذ القرارات اإلدارية المختلفة حيث توفر المحاسبة اإلدارية معلومات تفصيلية إلدارة المنشاة‬
‫في الوقت المالئم من اجل اتخاذ القرار المالئم وألتخضع المحاسبة اإلدارية الى أي قواعد او مبادى كما‬
‫هو الحال في المحاسبة المالية التي تخضع لمبادئ وقواعد محاسبية متعارف‪ 3‬عليها ومقبوال قبوال عاما‬
‫ومما ال شك فيه أن التغيرات المستمرة والسريعة التي تطرأ على أساليب وطرق‪ 3‬استخدامات‬
‫اإلدارة في الوقت الحاضر مع التقدم الهائل في ثورة المعلومات واالتصاالت والتكنولوجيا الصناعية‬
‫المتقدمة‪ ،‬وان األنظمة اآللية التي تعتمد على الحاسوب والتكنولوجيا‪ 3‬أصبحت حجر الزاوية في العملية‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬وبالرغم‪ 3‬من أن األساليب والطرق‪ 3‬اإلنتاجية تتسم بالتقدم التكنولوجي‪ 3‬الهائل إال أن أساليب‬
‫المحاسبة اإلدارية التقليدية لم تتواكب مع هذا التطور‪.‬‬

‫ويؤدي‪ 3‬التغير المستمر‪ 3‬في بيئة الخدمات الحديثة إلى تعرض اإلدارة لمواقف متغيرة عديدة تتطلب‬
‫تغيير سياساتها‪ 3،‬ومن ثم تتغير الخطط واألعمال التنفيذية‪ ،‬مما يلزم المحاسبة اإلدارية بضرورة توفير‬
‫المعلومات المحاسبية التي يجب أن تتوافق‪ 3‬مع احتياجات اإلدارة وتمكنها من إعداد الخطط المالئمة‬
‫والرقابة عليها حتى يتوافر‪ 3‬االرتباط‪ 3‬بينها وبين البيئة التي تعمل في ظلها‪.‬‬

‫ويتم توجيه االنتقادات بشده إلى أساليب المحاسبة اإلدارية التقليدية من ناحية الدقة التي تمثل أهم‬
‫خصائص المعلومات المحاسبية‪ ،‬حيث يتطلب األمر ضرورة االهتمام بأساليب المحاسبة اإلدارية الحديثة‬
‫التي تبحث في العناصر التي تشكل مدخالت للنظام مثل مكونات النظام والهيكل التنظيمي وأهداف النظام‬
‫والمعايير‪ 3‬والمؤشرات‪ 3‬التي تساعد في تقييم النظام والتي تساعد على توفير المعلومات الدقيقة والمالئمة‬
‫لطبيعة وخصائص النماذج القرارية الحديثة والتي تتواكب مع خصائص البيئة الصناعية والخدماتية‬
‫الحديثة والمتطورة‪.‬‬
‫ويجب أال ينصرف الذهن إلى أن المحاسبة اإلدارية التقليدية ال تعتمد على أسس علمية وعملية سليمة أو‬
‫غير ذات فاعلية‪ ،‬ولكن التغير البيئي المستمر والسريع يتطلب ضرورة تغيير وتطوير أساليب المحاسبة‬
‫اإلدارية لتوفير المعلومات المالئمة ‪0‬‬

‫ونتيجة للتغيرات السريعة المختلفة سواء كانت في تكنولوجيا‪ 3‬المعلومات او اذواق‪ 3‬المستهلكين او‬
‫غيرها من العوامل فقد أدى ذلك الى تغير دور المحاسب في عملية توفير المعلومات من اجل عملية‬
‫اتخاذ القرارات الى دور‪ 3‬اكثر فاعلية من خالل وضعه ضمن الفريق اإلداري المتكامل الذي يسعى‬
‫بدوره للتخطيط واتخاذ القرارات المالئمة لتحقيق افضل أرباح المنشاة االمر الذي أدى الى تحسين نوعية‬
‫المعلومات التي يوفرها‪ 3‬نظام المحاسبة اإلدارية (ظاهر‪)2008،‬‬

‫(‪)1‬‬

‫الحاجة الى المعلومات المحاسبية‪:‬‬


‫تهتم المحاسبة بتوفير المعلومات الالزمة التخاذ القرارات المختلفة في المنشآت سواء كانت تلك‬
‫المنشاءات هادفة للربح او غير هادفة للربح الن هناك العديد من الجهات الداخلية والخارجية للمنشاة تحتاج‬
‫الى تلك المعلومات من اجل اتخاذ العديد من القرارات واليك بعض األمثلة على مثل تلك القرارات‪:‬‬
‫‪ -1‬القرارات المتعلقة باستثمار األموال‪ :‬فأصحاب األموال والمستثمرين ال يستثمرون أموالهم اال بعد‬
‫االطالع على بيانات وقوائم‪ 9‬تلك المنشاة وهذا البيانات والقوائم هي التي توفرها المعلومات المحاسبية‪0‬‬

‫القرارات المتعلقة بالضرائب والمراقبة على المنشاءات‪ :‬ال يمكن اتخاذ قرار‪ 9‬فرض مبلغ الضرائب‬ ‫‪-2‬‬
‫وتحديدها اال باالعتماد على المعلومات المحاسبية المتعلقة بالضرائب والمبيعات‪09‬‬

‫‪ -3‬القرارات المتعلقة بالعمل والعاملين‪ :‬فالعاملين بالمنشاة يعتمدون على المعلومات المحاسبية الواردة في‬
‫القوائم المالية للمنشاة من اجل عملية اتخاذ القرار بالبقاء في العمل من عدمه‪0‬‬

‫‪ -4‬القرارات المتعلقة بالموردين والعمالء‪ :‬كل الموردين والعمالء يعتمدون في قراراتهم على بقاء تعاملهم‬
‫مع المشاة باالعتماد على المعلومات المحاسبية‪0‬‬

‫ويالحظ مما سبق ان هناك حاجة ملحة لتوفير‪ 9‬المعلومات المحاسبية الالزمة للعديد من األطراف‬
‫التخاذ قراراتهم‪ 9‬المختلفة سواء كانت تلك األطراف‪ 9‬جهات داخلية ام خارجية بغض النظر عن الفرع‬
‫المتكفل بتقديم تلك المعلومات (ظاهر‪)2008،‬‬

‫مفهوم المحاسبة اإلدارية ‪:‬‬

‫تعد المحاسبة اإلدارية ج‪3‬زء مهم‪3‬ا من نظ‪3‬ام المعلوم‪3‬ات المحاس‪3‬بية لمنش‪3‬ئات االعم‪3‬ال ته‪3‬دف الى ام‪3‬داد‬
‫اإلدارة بالمعلوم‪3‬ات الالزم‪3‬ة للتخي‪3‬ط والتوجي‪3‬ه والرقاب‪3‬ة وتق‪3‬ييم األداء واتخ‪33‬اذ الق‪33‬رار وتحف‪33‬يز الم‪33‬ديرين على‬
‫تحقيق األهداف‪ .‬وبشكل عام فان المحاسبة اإلدارية هي من العلوم المحاسبية الحديثة التي ظه‪33‬رت لتغطي‬
‫مجاال جديدا معتمدة على بعض األساليب العلمية المحاسبية التي بتعاونها‪ 3‬مع إدارة المنشاة يمكن ان تحقق‬
‫أه‪33‬دافها في مج‪33‬االت التخطي‪33‬ط العلمي الس‪33‬ليم والرقاب‪33‬ة الفعال‪33‬ة على أداء االف‪33‬راد‪ 3‬والعم‪33‬ل على تق‪33‬ويم أدائهم‬
‫واتخاذ القرارات المناسبة لكل مشكلة من المشاكل التي تواجه اإلدارة سعيا وراء تحقيق أهدافها‪0 3‬‬

‫فيعمل هذا الفرع من فروع‪ 3‬المحاسبة على تقديم كل سبل التعاون بينه وبين إدارة المنشاة امال في‬
‫تحقي ‪33‬ق غاياته ‪33‬ا وأه ‪33‬دافها‪ 3‬بأق ‪33‬ل التك ‪33‬اليف الممكن ‪33‬ة وب ‪33‬أكبر كف ‪33‬اءة إنتاجي ‪33‬ة ممكن ‪33‬ة م ‪33‬ع تحقي ‪33‬ق أعظم األرب ‪33‬اح‬
‫الممكنة لذلك‬

‫(‪)2‬‬

‫تس‪33‬عى المحاس‪33‬بة اإلداري‪33‬ة الى إيج‪33‬اد ص‪33‬يغة جدي‪33‬دة ترب‪33‬ط بين وظ‪33‬ائف المحاس‪33‬بة واإلدارة بحيث يكم‪33‬ل‬
‫كال منه‪33‬ا االخ‪33‬ر طالم‪33‬ا ان اله‪33‬دف ال‪33‬ذي يس‪33‬عى الى تحقيق‪33‬ه ك‪33‬ل منهم‪33‬ا ه‪33‬و ه‪33‬دف واح‪33‬د‪ .‬وتع‪33‬رف‪ 3‬المحاس‪33‬بة‬
‫اإلداري‪33‬ة على انه‪33‬ا نظ‪33‬ام‪ 3‬معلوم‪33‬ات ينتج مخرج‪33‬ات باس‪33‬تخدام م‪33‬دخالت واج‪33‬راء عملي‪33‬ات معالج‪33‬ات يحتاجه‪33‬ا‬
‫النظ‪333‬ام لتلبي‪333‬ة اه‪333‬داف معين‪333‬ة لإلدارة (الجب‪333‬وري‪ ،‬نص‪333‬يف‪ )5،2015 ،‬وع ‪33‬رفت أيض ‪33‬ا (المحاس‪333‬بة اإلداري‪333‬ة‬
‫التقليدي ‪33‬ة) على انه ‪33‬ا مجموع ‪33‬ة من األس ‪33‬اليب العلمي ‪33‬ة المحاس ‪33‬بية المتط ‪33‬ورة ال ‪33‬تي تبحث في دراس ‪33‬ة وتحلي ‪33‬ل‬
‫البيان‪33‬ات المحاس‪33‬بية الالزم‪33‬ة إلدارة المنش‪33‬اة والبيان‪33‬ات اإلداري‪33‬ة الالزم‪33‬ة للمحاس‪33‬بة وادم‪33‬اج االث‪33‬نين في أط‪33‬ار‬
‫ع‪333‬ام يرتك ‪33‬ز‪ 3‬اركان‪333‬ه على التخطي ‪33‬ط‪ 3‬ألعم‪333‬ال المنش‪333‬اة وانش‪333‬طتها والرقاب ‪33‬ة على تنفي ‪33‬ذ تل ‪33‬ك االعم‪333‬ال‪( .‬عب‪333‬د‬
‫المسيح‪ ،‬مكرم‪)10 ،2007 ،‬‬

‫فقد عرفها (بايون‪ ،‬وملر) بانها مجموعة من الوظائف المحاسبية التي تتعلق بأعداد المعلومات التي‬
‫تمكن المنشاة من أداء وظائفها في مجال لتخطيط والرقابة والتوجيه واتخاذ‪ 9‬القرارات ‪0‬‬
‫في حين ي‪99‬رى (ه‪99‬ور نك‪99‬رن) ب‪99‬ان المحاس‪99‬بة اإلداري‪99‬ة تهتم بتجه‪99‬يز البيان‪99‬ات والمعلوم‪99‬ات ال‪99‬تي يتم‬
‫استخدامها بدور واسع في عمليات التخطيط والرقابة وصنع القرارات لتحقيق اقصى االرباح‪0‬‬

‫كم‪33‬اعرفت على انه‪33‬ا مجموع‪3‬ة األس‪3‬اليب العلمي‪33‬ة المحاس‪33‬بية المتط‪3‬ورة ال‪3‬تي تبحث في دراس‪33‬ة وتحلي‪3‬ل‬
‫البيان‪33‬ات المحاس‪33‬بة الالزم‪33‬ة إلدارة المنش‪33‬اة والبيان‪33‬ات‪ 3‬اإلداري‪33‬ة الالزم‪33‬ة للمحاس‪33‬بة وادم‪33‬اج االث‪33‬نين في أط‪33‬ار‬
‫عام ترتكز‪ 3‬اركانه على التخطيط‪ 3‬ألعمال وانشطة المنشاة والرقاب‪3‬ة على تنفي‪3‬ذها واتخ‪3‬اذ الق‪3‬رارات المناس‪3‬بة‬
‫الالزمة لحل المشاكل التي تنشا اثناء التخطيط او التنفيذ وذلك بقصد تحقيق اهداف كل نشاط من أنش‪33‬طتها‪3‬‬
‫في نطاق الهدف االمثل والرئيس للمنشاة ككل وذلك بأقل التكاليف الممكنة وب‪33‬أكبر‪ 3‬إنتاجي‪33‬ة ممكن‪33‬ة وب‪33‬أعظم‬
‫ربحية ممكنة‬

‫ورغم تع‪33‬دد ه‪33‬ذه اآلراء اال ان هن‪33‬اك اتفاق‪33‬ا ح‪33‬ول وظائفه ‪3‬ا‪ 3‬الرئيس‪33‬ة وت‪33‬داخلها‪ 3‬م‪33‬ع اإلدارات األخ‪33‬رى‬
‫فض‪33 3‬ال عن كونه‪33 3‬ا اداة لخدم‪33 3‬ة أط‪33 3‬راف متع‪33 3‬ددة من داخ‪33 3‬ل المنش‪33 3‬اة وهي أيض‪33 3‬ا مجموع‪33 3‬ة التطبيق‪33 3‬ات لك‪33 3‬ل‬
‫المف‪33 3 3‬اهيم والمب‪33 3 3‬ادئ اإلداري‪33 3 3‬ة والمحاس‪33 3 3‬بية من اج‪33 3 3‬ل استقص‪33 3 3‬اء المعلوم‪33 3 3‬ات وتص‪33 3 3‬نيفها وف ‪3 3 3‬ق‪ 3‬احتياج‪33 3 3‬ات‬
‫مستخدميها‪.‬‬

‫نشأة المحاسبة اإلدارية‪:‬‬

‫يمكن القول ان بدايات التفكير بالمحاسبة اإلدارية كفرع من فروع‪ 3‬المعرفة المحاسبية نشأ نتيجة‬
‫حاجات الوحدات االقتصادية الى بيانات ومعلومات‪ 3‬تساعدها في حل المشكالت الكبيرة التي تتعلق‬
‫بالقرارات المستقبلية والتخطيط‪ 3‬خالل فترة زمنية أطول من الفترة المالية الواحدة التي كانت تغطيها‪3‬‬
‫محاسبة التكاليف‪0‬‬

‫(‪)3‬‬

‫ومن هنا يمكن القول ان ظهور‪ 3‬المحاسبة اإلدارية كان استجابة لحاجة اإلدارة الى نوعية معينة‬
‫من المعلومات المحاسبية الالزمة ألغراض التخطيط والرقابة واتخاذ‪ 3‬القرارات وكذلك المساهمة بدور‬
‫اكبر في حل المشكالت اإلدارية التي يمكن ان تواجه إدارة الوحدة االقتصادية وعلى هذا األساس‬
‫اخذت توصف‪ 3‬المحاسبة اإلدارية بانها " امتزاج عملي بين المحاسبة واإلدارة " (الحارس أسامة ‪،‬‬
‫‪)2004‬‬

‫وانهاء الفكرة الخاطئة بان المحاسبة أداة لخدمة إدارة الوحدة االقتصادية وحلت محلها فكرة ان‬
‫كال من المحاسبة واإلدارة اداتين تنفيذيتين في خدمة اهداف الوحدة االقتصادية ‪0‬فالمحاسب ليس‬
‫مسؤوال عن حل مشكالت الوظائف اإلدارية بل يشارك اإلدارة في حل المشكالت التي تواجه الوحدة‬
‫االقتصادية‪( 0‬مكرم عبد المسيح‪ )2001،‬كما ان المحاسب اذا ما كان يعمل كجزء من اإلدارة‬
‫األساسية فانه سوف يساهم في إضافة قيمة الى العمل اإلداري(‪)January02001‬‬

‫ولغرض االلمام بأغلب وجهات النظر الخاصة بها يمكن القول ان المحاسبة اإلدارية هي‪:‬‬

‫الوظيفة التي تختص بتدبير البيانات وتجهيز‪ 3‬المعلومات الالزمة للتخطيط والرقابة كونهما‪ 3‬يس‪33‬عيان لتحقي‪33‬ق‬ ‫‪-1‬‬
‫الهدف الرئيسي لإلدارة ‪0‬‬
‫الوظيفة المحاسبية التي تعنى باتخاذ القرارات الخاصة بالحص‪3‬ول‪ 3‬على المعلوم‪3‬ات واس‪33‬تخدامها‪( 3‬م‪33‬ع االخ‪33‬ذ‬ ‫‪-2‬‬
‫بنظ‪33‬ر االعتب‪33‬ار تكلف‪33‬ة ه‪33‬ذه المعلوم‪33‬ات وش‪33‬روط الحص‪33‬ول عليه‪33‬ا واس‪33‬تخدامها‪ 3‬بفاعلي‪3‬ة) وذل‪33‬ك لص‪33‬نع ق‪33‬رارات‬
‫توجيه االستثمارات بما يضمن تحقيق األرباح المناسبة‪0‬‬
‫الوظيفة المكمل‪3‬ة للنظم المحاس‪3‬بية واإلداري‪33‬ة باعتباره‪33‬ا نظم‪33‬ا فرعي‪33‬ة‪ ،‬وهي محقق‪3‬ة ب‪33‬ذلك التراب‪3‬ط بين النظ‪33‬ام‬ ‫‪-3‬‬
‫المحاسبي للمنشاة وأهدافها‪0 3‬‬
‫الوظيف‪33‬ة ال‪33‬تي تع‪33‬نى بتق‪33‬ديم المعلوم‪33‬ات والخ‪33‬دمات االستش‪33‬ارية للمس‪33‬تويات اإلداري‪33‬ة داخ‪33‬ل المنش‪33‬اة ب‪33‬ل انه‪33‬ا‬ ‫‪-4‬‬
‫تتعدى ذلك الى قياس أداء مراكز المسؤولية ‪0‬‬
‫الوظيفة التي تعنى بتجميع البيانات المالية وغ‪3‬ير المالي‪3‬ة س‪3‬واء الكمي‪3‬ة منه‪3‬ا ام الس‪3‬لوكية وتترجمه‪3‬ا الى لغ‪3‬ة‬ ‫‪-5‬‬
‫كمي‪33‬ة بط‪33‬رق‪ 3‬رياض‪33‬ية وتحلله ‪3‬ا‪ 3‬بأس‪33‬اليب إحص‪33‬ائية بغي‪33‬ة استقص‪33‬اء المعلوم‪33‬ة االقتص‪33‬ادية منه‪33‬ا لتحقي‪33‬ق ب‪33‬ذلك‬
‫مبدا التكلفة اإلداري‪3‬ة المتوقع‪3‬ة من اس‪3‬تخدام‪ 3‬تل‪3‬ك المعلوم‪3‬ات في ال‪3‬زمن المالئم وللمس‪3‬توى اإلداري المناس‪3‬ب‬
‫ويالحظ مما سبق ان هن‪3‬اك حاج‪3‬ة ملح‪3‬ة لت‪3‬وافر‪ 3‬المعلوم‪3‬ات المحاس‪3‬بية الالزم‪3‬ة للعدي‪3‬د من األط‪3‬راف التخ‪3‬اذ‬
‫قراراتهم‪ 3‬المختلفة سواء‬

‫(‪)4‬‬

‫كانت اطراف‪ 3‬داخلية ام خارجية بغض النظر عن الفرع (فرع من فروع‪ 3‬المحاسبة) المتكف‪3‬ل بتق‪3‬ديم‬
‫تل‪333‬ك المعلوم‪333‬ات (محم‪333‬د حس‪333‬ن‪) 5-4، 2008 ،‬ولق‪333‬د تط‪333‬ورات‪ 3‬المحاس ‪33‬بة اإلداري ‪33‬ة كم ‪33‬ا تط‪333‬ورت ف‪333‬روع‪3‬‬
‫المعرف‪33‬ة األخ‪33‬رى‪ ،‬فتع‪33‬د الحقب‪33‬ة ال‪33‬تي تلت الح‪33‬رب العالمي‪33‬ة الثاني‪33‬ة هي القم‪33‬ة في تطوره‪33‬ا من خالل اس‪33‬اليبها‬
‫المتج‪33‬ددة في مج‪33‬ال خدم‪33‬ة ك‪33‬ل من وظيف‪33‬ة التخطي‪33‬ط والرقاب‪33‬ة وتق‪33‬ييم األداء وق‪33‬د ش‪33‬هدت ه‪33‬ذه الحقب‪33‬ة نتاج‪33‬ا‬
‫فكريا كب‪3‬يرا في مج‪3‬ال اس‪33‬تخدام األس‪33‬اليب واالهتم‪3‬ام‪ 3‬بالعالق‪33‬ات اإلنس‪33‬انية والح‪3‬وافز والس‪3‬لوك‪ 3‬وتوف‪33‬ير‪ 3‬العدي‪33‬د‬
‫من األدوات التحليلية والتوسع في انتاج المعلوم‪3‬ات لتل‪3‬ك الوظ‪3‬ائف‪ 3‬مم‪33‬ا اعطى ص‪3‬انعي الق‪3‬رار الق‪33‬درة على‬
‫إيج‪33‬اد العالق ‪33‬ات الص ‪33‬حيحة بين الكث‪33‬ير من المتغ‪33‬يرات واألنش‪33‬طة ووجه‪33‬ة نظ ‪33‬ر أوس ‪33‬ع ومن ثم الق ‪33‬درة على‬
‫المناورة والمرونة واالستخدام‪ 3‬األفضل لصناعة المستقبل ‪0‬‬
‫فقد اتسمت فترة الستينات والسبعينات من القرن الماضي ب‪3‬التغير الس‪3‬ريع ح‪3‬تى اطل‪3‬ق عليه‪3‬ا بس‪3‬نوات‬
‫االدب الجدي ‪33 3‬د والمواق‪3 3 3‬ف‪ 3‬الفلس ‪33 3‬فية في الفك ‪33 3‬ر المحاس ‪33 3‬بي واإلداري ‪ ،‬مم ‪33 3‬ا انعكس ‪33 3‬ت اثاره ‪33 3‬ا على نوعي ‪33 3‬ة‬
‫المعلوم ‪33 3‬ات وجودته ‪33 3‬ا كونه ‪33 3‬ا األس ‪33 3‬اس للتخطي ‪33 3‬ط والرقاب ‪33 3‬ة وتق ‪33 3‬ييم األداء ‪ ،‬ومن ثم الترك ‪33 3‬يز‪ 3‬على االط ‪33 3‬ار‬
‫المنطقي للقرار الذي بدوره يرتك‪3‬ز‪ 3‬على األس‪3‬اليب الرياض‪3‬ية واالحص‪3‬ائية ووفق‪3‬ا ل‪3‬ذلك فق‪3‬د س‪3‬اهمت مختل‪3‬ف‬
‫العل‪33‬وم في اث‪33‬راء الفك‪33‬ر المحاس‪33‬بي واإلداري بالمف‪33‬اهيم واألس‪33‬اليب العلمي‪33‬ة ال‪33‬تي لعبت دورا ب‪33‬ارزا في ح‪33‬ل‬
‫الكثير من المشاكل المعقدة التي واجهت المنشأت في هذه الحقبة‪0‬‬
‫االم‪33‬ر ال‪33‬ذي أدى الى تك‪33‬وين أس‪33‬س واض‪33‬حة ومس‪33‬تقرة لالس‪33‬تخدام األمث‪33‬ل للم‪33‬وارد‪ 3‬البش‪33‬رية والمالي‪33‬ة‬
‫ولقد فتحت هذه األساليب افاقا جديدة امام المحاسب اإلداري وقدمت‪ 3‬ل‪3‬ه معلوم‪3‬ات مفي‪3‬دة في تل‪3‬ك المج‪3‬االت‬
‫(التخطي ‪3‬ط‪ 3‬والرقاب‪33‬ة وتق‪33‬ييم األداء) وك‪33‬ان له‪33‬ا الق‪33‬درة الفاعل‪33‬ة على الت‪33‬أثير في عملي‪33‬ة ص‪33‬نع الق‪33‬رار وأص‪33‬بح‬
‫مفه‪33‬وم المحاس‪33‬بة اإلداري‪33‬ة يش‪33‬ير الى م‪33‬ا يجب ان يك‪33‬ون علي‪33‬ه التخطي‪33‬ط والتقري‪33‬ر عم‪33‬ا يح‪33‬دث بالمقارن‪33‬ة بم‪33‬ا‬
‫يجب ان يحدث مستخدما‪ 3‬في تلك األساليب العلمية والفنية والبعد عن البيانات واالتجاه نحو المعلومات‪.‬‬

‫ويرج ‪3‬ع‪ 3‬الفض‪33‬ل في ظه‪33‬ور تعب‪33‬ير المحاس‪33‬بة اإلداري‪33‬ة الى المجلس االنجل‪33‬و ام‪33‬ريكي للكفاي‪33‬ة اإلنتاجي‪33‬ة‬
‫ع‪3‬ام ‪ ،1950‬في تقري‪3‬ر نش‪3‬ره آن‪3‬ذاك وأوض‪3‬ح في‪3‬ه ان المحاس‪3‬بة اإلداري‪3‬ة هي ع‪3‬رض المعلوم‪3‬ات المحاس‪3‬بية‬
‫بصورة تؤدي‪ 3‬الى مساعدة اإلدارة في وضع السياسات وتصريف العمليات اليومية للمنشأة‪.‬‬

‫(‪)5‬‬

‫خصائص المعلومات المحاسبية اإلدارية‪:‬‬

‫المالئم‪33‬ة‪ :‬وتع‪33‬ني ان يك‪33‬ون للمعلوم‪33‬ات ت‪33‬أثير على ق‪33‬رار وافع‪33‬ال مس‪33‬تخدميها‪ 3‬أي ان يك‪33‬ون للمعلوم‪33‬ات دور‪3‬‬ ‫‪-1‬‬
‫في اتخاذ القرار اما اذا لم يكن للمعلومات دور في القرار فانه‪3‬ا‪ 3‬توص‪33‬ف بالمعلوم‪33‬ات غ‪33‬ير المالئم‪33‬ة‪ .‬ولكي‬
‫تك‪333‬ون المعلوم‪33 3‬ات اإلداري‪33 3‬ة مالئم‪33 3‬ة للق‪33 3‬رار يجب ان تك‪333‬ون مس ‪33‬تقبلية وتختل‪33 3‬ف ب‪33 3‬اختالف الب‪33 3‬دائل المتعلق‪333‬ة‬
‫بالقرار‪0‬‬
‫الدق‪33‬ة‪ :‬وتع‪33‬ني ان تك‪33‬ون معلوم‪33‬ات المحاس‪33‬بة اإلداري‪33‬ة على درج‪33‬ة عالي‪33‬ة من الدق‪33‬ة فالمعلوم‪33‬ات غ‪33‬ير الدقيق‪33‬ة‬ ‫‪-2‬‬
‫من شانها ان تضلل متخذ القرار‪0‬‬

‫الوقتي‪33 3‬ة‪ :‬وتع‪33 3‬ني ان تص‪33 3‬ل معلوم‪33 3‬ات المحاس‪33 3‬بة اإلداري‪33 3‬ة الى مس‪33 3‬تخدميها في ال‪33 3‬وقت المناس‪33 3‬ب فوص‪33 3‬ولها‪3‬‬ ‫‪-3‬‬
‫متأخرة يفقدها الكثير من أهميتها ومالئمتها‪ 3‬للقرار‪0‬‬
‫االكتمال‪ :‬وتعني ان تك‪3‬ون معلوم‪3‬ات المحاس‪3‬بة اإلداري‪3‬ة مكتمل‪3‬ة ح‪3‬تى تعطي متخ‪3‬ذ الق‪3‬رار الص‪3‬ورة الش‪3‬املة‬ ‫‪-4‬‬
‫عن موضوع القرار‪0‬‬

‫القابلي ‪33‬ة للفهم‪ :‬وتع ‪33‬ني‪ 3‬ض ‪33‬رورة ان تك ‪33‬ون معلوم ‪33‬ات المحاس ‪33‬بة اإلداري ‪33‬ة المقدم ‪33‬ة لمس ‪33‬تخدميها مفهوم ‪33‬ة من‬ ‫‪-5‬‬
‫قبلهم‪ ،‬مم‪33‬ا يس‪33‬تدعي في بعض األحي‪33‬ان كتاب‪33‬ة التق‪33‬ارير بص‪33‬ورة مبس‪33‬طة واالبتع‪33‬اد‪ 3‬عن المص‪33‬طلحات الفني‪33‬ة‬
‫المعقدة‪0‬‬

‫القابلي‪333‬ة للمقارن‪333‬ة‪ :‬وتع‪333‬ني‪ 3‬ض‪333‬رورة ان تك‪333‬ون معلوم‪333‬ات المحاس ‪33‬بة اإلداري ‪33‬ة المقدم ‪33‬ة لمس ‪33‬تخدميها‪ 3‬متعاقب‪333‬ة‬ ‫‪-6‬‬
‫بأسلوب يسهل على المستخدمين لها مقارنتها والتعرف‪ 3‬على أوجه االختالف من فترة ألخ‪33‬رى‪ ،‬كم‪33‬ا تس‪33‬هل‬
‫القابلية للمقارنة على المفاضلة بين البدائل وال قرارات‪03‬‬

‫الموض ‪33‬وعية‪ :‬وتع ‪33‬ني ض ‪33‬رورة ان تك ‪33‬ون معلوم ‪33‬ات المحاس ‪33‬بة اإلداري ‪33‬ة المقدم ‪33‬ة مع ‪33‬دة بأمان ‪33‬ة وخلوه ‪33‬ا من‬ ‫‪-7‬‬
‫األخط‪33 3‬اء وال‪33 3‬تزوير واالبتع‪33 3‬اد عن التح‪33 3‬يز ح‪33 3‬تى يمكن المس‪33 3‬تخدمين من االطمئن‪33 3‬ان على ص‪33 3‬حتها ومن ثم‬
‫الوثوق بها‪0‬‬

‫(‪)6‬‬

‫اهداف المحاسبة اإلدارية‪:‬‬

‫توفير‪ 3‬المعلومات ذات الصبغة االقتص‪3‬ادية لمتخ‪3‬ذي‪ 3‬الق‪3‬رارات س‪3‬واء ارتبطت ه‪3‬ذه المعلوم‪3‬ات بمج‪3‬ال قي‪3‬اس‬ ‫‪-1‬‬
‫التكلفة او الرقابة على عناصر التكاليف‪ 3‬لترشيدها‪.‬‬
‫تقييم األداء إلضفاء الثقة والدقة والقابلية للمقارنة‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫توفير‪ 3‬المعلومات الالزمة للتخطيط واتخاذ القرارات‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تزوي‪3 3‬د‪ 3‬المعلوم‪333‬ات وتوص‪333‬يلها‪ 3‬الى المس ‪33‬تويات‪ 3‬اإلداري‪333‬ة كاف ‪33‬ة وه ‪33‬ذه المعلوم ‪33‬ات المطلوب ‪33‬ة لثالث ‪33‬ة مج‪333‬االت‬ ‫‪-4‬‬
‫(التخطيط‪ ،‬والتقييم‪ ،‬والرقابة) ‪.‬‬
‫ووفقا‪ 3‬لما تقدم يمكن القول ان تغطية ه‪33‬ذه األه‪33‬داف بواس‪33‬طة المحاس‪33‬ب اإلداري لم يع‪33‬د كافي‪33‬ا في ظ‪33‬ل‬
‫تجاهل المتغيرات الخارجية ال‪3‬تي تتعل‪33‬ق ب‪33‬الموقف‪ 3‬التنافس‪33‬ي للمنش‪3‬أت‪ ،‬ل‪3‬ذا ف‪33‬أن من أس‪33‬باب قص‪3‬ور المحاس‪3‬بة‬
‫اإلداري‪33‬ة ه‪33‬و اقتص‪33‬ارها على عملي‪33‬ة توف‪33‬ير المعلوم‪33‬ات الداخلي‪33‬ة للمنش‪33‬أة فق‪33‬ط ‪ ،‬ام‪33‬ا المعلوم‪33‬ات المتعلق‪33‬ة مث‪33‬ل‬
‫البيئ‪33‬ة الخارجي‪33‬ة المحيط‪33‬ة وخاص‪33‬ة بيئ‪33‬ة المنافس‪33‬ين في األنظم‪33‬ة التقليدي‪33‬ة ال تل‪33‬بي احتياج‪33‬ات اإلدارة في ه‪33‬ذا‬
‫المجال ‪.‬‬

‫الفرق بين المحاسبة المالية والمحاسبة االدارية‪:‬‬


‫ان وجه الشبه بين المحاسبة االدارية والمحاسبة المالية تتمثل في ان كالهما يقوم‬
‫بتحليل وتوصيل المعلومات المالية باستخدام لغة االرقام‪ ,‬وتختلف المحاسبة االدارية‬
‫عن المحاسبة المالية في بعض االمور كالتالي‪:‬‬

‫(‪)7‬‬
‫المحاسبة اإلدارية‬ ‫المحاسبة المالية‬ ‫المقارنة‬

‫تخدم أطراف من خارج‬


‫تخدم أطراف من داخل الشركة‬ ‫التقارير المالية‬
‫الشركة ومن داخل الشركة‬

‫تعتمد على بيانات ومعلومات‬


‫تعتمد على بيانات تاريخية‬ ‫نوع البيانات المجمعة‬
‫تاريخية وفعلية وتقديرية‬

‫ال تلتزم بالمبادئ والمعايير‬


‫المحاسبية عند اعدادها الن‬ ‫تلتزم بالمبادئ والمعايير‬
‫االلتزام بالمبادئ‬
‫التقارير تختلف باختالف الهدف‬ ‫المحاسبية عند اعداد‬
‫والمعايير المحاسبية‬
‫من اعدادها وباختالف كل قسم‬ ‫وعرض تقاريرها‬
‫من االقسام االدارية في الشركة‬

‫تقرير تفصيلي عن منتج او قسم‬ ‫تقرير اجمالي عن الشركة‬


‫معين‬ ‫ككل‬
‫التقارير اختيارية بحسب حاجة‬ ‫تقارير تلتزم الشركة‬ ‫طبيعة التقارير‬
‫االدارات المختلفة في الشركة‬ ‫بأعدادها حسب القوانين‬
‫ليس لها وقت محدد‬ ‫لها وقت محدد‬

‫(‪)8‬‬

‫االنتقادات الموجهة الى المحاسبة اإلدارية التقليدية‪:‬‬

‫هناك مجموعة من االنتقادات التي وجهت للمحاسبة اإلدارية التقليدية بشكل عام ومن هذه االنتقادات‪:‬‬
‫ان الترك ‪33‬يز‪ 3‬األساس ‪33‬ي للمحاس ‪33‬بة اإلداري ‪33‬ة التقليدي ‪33‬ة يتمث ‪33‬ل في توف ‪33‬ير معلوم ‪33‬ات لإلدارة داخ ‪33‬ل المنش ‪33‬أة دون‬ ‫‪-1‬‬
‫التط‪3‬رق للبيئ‪3‬ة الخارجي‪3‬ة وخاص‪3‬ة المنافس‪3‬ين فأدواته‪3‬ا‪ 3‬قائم‪3‬ة على خدم‪3‬ة منش‪3‬أت عص‪3‬ر الص‪3‬ناعة ال منش‪3‬أت‬
‫عصر المعلومات‪.‬‬
‫ان أدوات المحاس‪33‬بة اإلداري‪33‬ة التقليدي‪33‬ة ليس‪33‬ت ب‪33‬األدوات الص‪33‬الحة لتوجي‪33‬ه مس‪33‬ار منش‪33‬أت عص‪33‬ر المعلوم‪33‬ات‬ ‫‪-2‬‬
‫ال ‪33‬تي ت‪333‬رى ان خل‪333‬ق القيم‪333‬ة المس‪333‬تقبلية يك‪333‬ون من خالل االس‪333‬تثمار في العمالء والع ‪33‬املين وأس‪333‬اليب العم‪333‬ل‬
‫الحديثة والتكنولوجيا‪ 3‬واالبداع‪.‬‬
‫ان المحاس‪33‬بة اإلداري ‪33‬ة التقليدي‪33‬ة ال تهتم يتوف ‪33‬ير‪ 3‬معلوم ‪33‬ات من خ ‪33‬ارج المنش‪33‬أة عن المنافس‪33‬ين وعن ظ‪33‬روف‪3‬‬ ‫‪-3‬‬
‫الص‪33‬ناعة ان المحاس‪33‬بة اإلداري‪33‬ة التقليدي‪33‬ة ترك‪33‬ز في قي‪33‬اس ورقاب‪33‬ة التكلف‪33‬ة على التك‪33‬اليف المعياري‪33‬ة وألتهتم‪3‬‬
‫ب‪33‬أدرة التكلف‪33‬ة وبم‪33‬ا يحوي‪33‬ه ه‪33‬ذا المفه‪33‬وم من ترك‪33‬يز على مختل‪33‬ف الج‪33‬وانب ال‪33‬تي من ش‪33‬أنها تخفيض التكلف‪33‬ة‬
‫لألغراض االستراتيجية‪0‬‬

‫ان المحاس ‪33 3‬بة اإلداري ‪33 3‬ة التقليدي ‪33 3‬ة ال زالت ترك ‪33 3‬ز على أداء المه ‪33 3‬ام وال ترك ‪33 3‬ز في توف ‪33 3‬ير‪ 3‬معلوماته‪3 3 3‬ا‪ 3‬على‬ ‫‪-4‬‬
‫العمليات أي انها قائمة على فكرة مراكز التكلفة ومراك‪3‬ز‪ 3‬المس‪3‬ؤولية بمفهومه‪3‬ا التقلي‪3‬دي وبالت‪3‬الي فق‪3‬د يك‪3‬ون‬
‫من الصعوبة الوقوف على العمليات التي تحتاجها المنشأت لتحسين أدائها‪.‬‬
‫ان المحاس ‪333‬بة اإلداري ‪333‬ة التقليدي ‪333‬ة ال تمكن من تحقي ‪333‬ق أفض ‪333‬ل تخص‪33 3‬يص للم‪33 3‬وارد المتاح‪33 3‬ة وال في اختي ‪333‬ار‬ ‫‪-5‬‬
‫المزيج األمثل للمنتجات‪.‬‬
‫تختص‪33‬ر المحاس‪33‬بة اإلداري‪33‬ة التقليدي‪33‬ة بم‪33‬ا يتعل‪33‬ق بقي‪33‬اس تق‪33‬ييم األداء على مق‪33‬اييس األداء ال‪33‬تي تقيس الج‪33‬انب‬ ‫‪-6‬‬
‫الم‪33‬الي فق‪33‬ط على ال‪33‬رغم من أهمي‪33‬ة الج‪33‬وانب األخ‪33‬رى في المنش‪33‬أة ومن‪33‬اطق‪ 3‬االس‪33‬راف‪ 3‬وع‪33‬دم الكف‪33‬اءة للتغلب‬
‫عليها‬

‫(‪)9‬‬

‫االنتقادات التي وجهت الى تقارير المحاسبة اإلدارية التقليدية‪:‬‬


‫انه ‪33‬ا ال تس ‪33‬اعد من يحت ‪33‬اج اليه ‪33‬ا‪ :‬الن ه ‪33‬ذه التق ‪33‬ارير تق ‪33‬دم مس ‪33‬اعدة مح ‪33‬دودة للم ‪33‬ديرين التش ‪33‬غيلين بمح ‪33‬اولتهم‬ ‫‪-1‬‬
‫تخفيض التك‪33‬اليف وتحس‪33‬ين اإلنتاجي‪33‬ة وليس‪33‬ت التق‪33‬ارير في ال‪33‬وقت المح‪33‬دد مم‪33‬ا يجعله‪33‬ا ال تعطي أي مؤش ‪3‬ر‪3‬‬
‫عن الفعل الواجب اتخاذه‪.‬‬
‫ال توج‪33‬د ثق‪33‬ة فيه‪33‬ا‪ :‬الن ه‪33‬ذه التق‪33‬ارير ليس‪33‬ت فيه‪33‬ا معلوم‪33‬ات ص‪33‬حية ح‪33‬ول تك‪33‬اليف المنتج ل‪33‬ذلك ف‪33‬أن اس‪33‬تخدام‪3‬‬ ‫‪-2‬‬
‫مثل هذه المعلومات سيؤدي‪ 3‬الى قرارات غير جيدة‪.‬‬
‫التوجي‪33‬ه الخ‪33‬اطئ‪ :‬الن ه‪33‬ذه التق‪33‬ارير تق‪33‬ود الم‪33‬ديرين المش‪33‬رفين التخ‪33‬اذ ق‪33‬رارات غ‪33‬ير مفي‪33‬دة متعلق‪33‬ة بعملي‪33‬ات‬ ‫‪-3‬‬
‫يومي‪33 3‬ة او أس‪33 3‬بوعيا او ش‪33 3‬هريا‪ 3‬ل‪33 3‬ذلك فهي تق‪33 3‬ودهم للترك‪33 3‬يز‪ 3‬على دورة قص‪33 3‬يرة االج‪33 3‬ل لق‪33 3‬وائم األرب‪33 3‬اح او‬
‫الخسائر أكثر من الربحية طويلة االجل ‪0‬‬

‫بيئة التصنيع الحديثة‪:‬‬

‫تتعرض النظم المحاسبية في الوقت الحاضر للكثير من أوجه النقد وتتركـز‪ 9‬هـذه‬
‫االنتقادات في عدم مالءمة هذه النظم للتطورات التي حدثت في نظم التصـنيع‪ ،‬كمـا أن الوحدات‬
‫االقتصادية في الوقت الحاضر تواجه بيئة تشهد العديد من التغيرات والتطـورات في متطلباتها وفي‪9‬‬
‫مواردها‪ ،‬باإلضافة إلى الضغوط المتزايدة الناتجة عن شـدة المنافسـة وزيادة حدتها على المستوى‪9‬‬
‫المحلي والعالمي‪ .‬وحيث أن لكل بيئة احتياجاتها‪ 9‬ومتطلباتها‪ 9‬فإن مؤشرات األداء التي تستخدم‪9‬‬
‫لتحليل البيانات لغرض توفير المعلومات المالية لإلدارة أصبحت ال تفي بالغرض المطلوب‪،‬‬
‫وذلك ألن الوحدات االقتصادية تعمل في بيئة مختلفة عما كانت عليـه فـي الماضـي‪ ،‬فالبيئـة‬
‫المحيطة قد تغيرت من المنافسة المحدودة إلى المنافسة العالمية‪ ،‬ومن اآلالت النمطية إلـى عصر‬
‫الثورة التكنولوجية‪ ،‬ولذلك كان والبد للوحدات االقتصادية التي ترغب فـي البقـاء واالستمرار أن‬
‫تتكيف مع هذه التغيرات وتقوم بإجراء تغيـرات جذريـة فـي عملياتهـا التصنيعية‪ ،‬بغرض تحسين‬
‫وضعها‪ 9‬التنافسي من خالل تحسين الجودة‪ ،‬وتخفـيض زمـن دورة اإلنتاج‪ ،‬والدقة في مواعيد‬
‫التسليم‪ ،‬وتخفيض المخزون‪ ،‬وتخفيض تكاليف اإلنتـاج‪ ،‬وزيادة االبتكارات والمرونة في اإلنتاج‬
‫للوفاء باحتياجات العمالء‪ ،‬باإلضافة إلـى زيـادة المبيعات (المجلة الجامعة‪ – 9‬العدد الخامس عشر‪ -‬المجلد‬
‫الثالث – ‪)2013‬‬

‫من هذا المنطلق لم تعد المنافسة تقتصر على قدرة الوحدات على تقـديم منتجـات بأسعار‪ 9‬منخفضة‪،‬‬
‫وإنما ظهرت هناك اعتبارات ال تقل أهمية عن التكلفة‪ ،‬فمقدرة الوحدات على تقديم منتجات بجودة مرتفعة‪،‬‬
‫وبتشكيلة مناسبة‪ ،‬وأن تصل إلى العمالء فـي الوقـت المناسب أصبح العامل األساسي‪ 9‬لدعم المقدرة التنافسية‬
‫لهذه الوحدات‪ ،‬السيما أن المستهلك أصبح اآلن هو محور سياسات اإلنتاج‪ ،‬بحيـث ال يـتم إنتـاج إال مـا يحقـق‬
‫رغبـات المستهلكين‪0‬‬
‫(‪)10‬‬

‫وعلية يمكن القول بان العالم يعيش االن عصرا جديدا يمكن وصفه في ثالث كلمات (التنافس –‬
‫التكنولوجيا‪– 9‬االتصاالت) وفي ضل التقدم السريع في بيئة االعمال تحتاج تنظيمات االعمال الى سرعة‬
‫التكيف مع التغيرات في البيئة المحيطة بها وتحتاج أيضا الى التغير في األساليب المحاسبية المستخدمة‬
‫وباعتبار ان نظام المحاسبة اإلدارية هو المصدر األساسي لتوفير المعلومات المفيدة والمؤثرة في اتخاذ‬
‫القرارات في مجال االعمال‪.‬‬
‫لذا أصبحت المحاسبة اإلدارية التقليدية وما تتضمنه من أساليب وأدوات بحاجة الى تطوير‪9‬‬
‫وتحسين وبما يتوافق مع احتياجات البيئة المعاصرة فاإلدارة لم تعد بحاجة للمعلومات الداخلية والمالية فقط‬
‫وانما بحاجة الى معلومات خارجية وغير مالية وقبلية وبعدية لذا يجب تطوير اهداف وأدوات وأساليب‬
‫المحاسبة اإلدارية التقليدية بحيث تتماشى مع بيئة االعمال الحديثة وتستطيع‪ 9‬ان تلبي االحتياجات الجديدة‬
‫لإلدارة من المعلومات المطلوبة التخاذ القرارات‪ 0‬لقد ولدت بيئة التصنيع الحديثة متطلبات أدت تغيرات‬
‫في هيكل التكاليف فالنظم التقليدية لقياس التكاليف أصبحت عاجزة عن توفير المعلومات المالئمة التي‬
‫تتالءم مع متطلبات بيئة التصنيع الحديثة فاستخدام طرق االهالك التقليدية يودي‪ 9‬الى تكلفة انتاج غير‬
‫مالئمة والسبب ان التكاليف المرتبطة بالتكنولوجيا أصبحت عالية جدا وهذا يعني ان االختيار بين طرق‬
‫االهالك سيكون له تأثيرا زمنيا على تكلفة اإلنتاج(‪) Brmson،1986‬‬

‫خصائص معلومات المحاسبة اإلدارية لبيئة التصنيع الحديثة‪:‬‬

‫م ‪33‬ع التط ‪33‬ور‪ 3‬والتغ ‪33‬ير ال ‪33‬ذي ح ‪33‬دث في األه ‪33‬داف باالس ‪33‬تجابة الى بيئ ‪33‬ة التص ‪33‬نيع الحديث ‪33‬ة تغ ‪33‬يرت خص ‪33‬ائص‬
‫المحاس ‪33 3 3‬بة اإلداري ‪33 3 3‬ة ايض ‪33 3 3‬ا واس ‪33 3 3‬تقر امره ‪33 3 3‬ا تقريب ‪33 3 3‬ا عن ‪33 3 3‬دما ح ‪33 3 3‬ددها (‪ )Chenhall@Morris‬في الع ‪33 3 3‬ام‬
‫‪1986‬باربعة خصائص أساسية ولقد اخذ تصنيف‪ 3‬هذه الخصائص الترتيب التالي‪:‬‬

‫خاصية نطاق المعلومات الواسع‪ :‬ويقصد بالنطاق‪ 3‬الواسع ارتباطها بالبيئة الخارجية بع‪33‬د ان ك‪33‬ان ارتباطه‪3‬ا‪3‬‬ ‫‪-1‬‬
‫بالبيئة الداخلية كالمعلومات المالية عن الناتج القومي ‪0‬‬
‫خاص‪33‬ية الوقتي‪33‬ة‪ :‬وتع‪33‬ني زي‪33‬ادة ق‪33‬درة الم‪33‬ديرين على س‪33‬رعة االس‪33‬تجابة لألح‪33‬داث غ‪33‬ير المتوقع‪33‬ة ‪0‬وع‪33‬ادة م‪33‬ا‬ ‫‪-2‬‬
‫ترتب‪3‬ط‪ 3‬ه‪33‬ذه الخاص‪33‬ية بتوف‪33‬ير‪ 3‬المعلوم‪33‬ات عن‪33‬د طلبه‪33‬ا من ناحيي‪33‬ه والعم‪33‬ل على تك‪33‬رار عملي‪33‬ة اع‪33‬داد التق‪33‬ارير‬
‫بصورة منتظمة من ناحية اخرى‪0‬‬
‫خاص ‪33‬ية مس ‪33‬توى التجمي ‪33‬ع‪ :‬وتع ‪33‬ني‪ 3‬تجمي ‪33‬ع معلوم ‪33‬ات المحاس ‪33‬بة اإلداري ‪33‬ة على ش ‪33‬كل زم ‪33‬ني او على أس ‪33‬اس‬ ‫‪-3‬‬
‫وظيفي او على أساس نماذج اتخاذ القرار مثل قرار‪ 3‬االنفاق االستثماري‪0‬‬
‫خاصية مستوى التكامل‪ :‬ويقص‪3‬د بالتكام‪3‬ل م‪3‬دى التنس‪3‬يق‪ 3‬بين القطاع‪3‬ات المختلف‪3‬ة داخ‪3‬ل الوح‪3‬دات التنظيمي‪3‬ة‬ ‫‪-4‬‬
‫الفرعية ليتم التعرف على األهداف الخاصة بتلك القطاعات‪0‬‬

‫(‪)11‬‬

‫المؤشرات المالية لتقييم األداء في بيئة التصنيع الحديثة‪:‬‬

‫* الموازنات التخطيطية‪:‬‬
‫تعتبر الموازنات التخطيطية من األدوات األساسية التي تستخدمها‪ 3‬اإلدارة في تقييم األداء وذلك‬
‫لما تقدمه من تحقيق رقابة فعالة علي عمليات الوحدة االقتص‪33‬ادية‪ ،‬فاس‪33‬تخدامها‪ 3‬يمكن اإلدارة من معرف‪33‬ة‬
‫م‪3‬دى مالءم‪3‬ة الخط‪3‬ط واأله‪3‬داف والسياس‪3‬ات الموض‪3‬وعة مق‪3‬دماً ومقارن‪3‬ة نت‪3‬ائج العملي‪3‬ات الفعلي‪3‬ة بالخط‪3‬ط‪3‬‬
‫واألهداف‪ 3‬الموضوعة مقدماً ومتابعة االنحرافات‪ 3‬التي قد تحدث نتيجة للتنفيذ الفعلي‪.‬‬

‫* التحليل المالي‪:‬‬

‫يعتمد التحليل المالي على األساليب الرياض‪33‬ية واإلحص‪33‬ائية) كالنس‪33‬ب واالتجاه‪33‬ات والمتوس‪33‬طات‬
‫في كش‪33‬ف العالق‪33‬ات المتداخل‪33‬ة بين البيان‪33‬ات المختلف‪33‬ة والمتغ‪33‬يرات‪ 3‬ال‪33‬تي تط‪33‬رأ على البيان‪33‬ات في الف‪33‬ترات‬
‫المختلف‪33‬ة وحجم ه‪33‬ذا التغ‪33‬ير ومس‪33‬بباته‪ ،‬ويع‪33‬د التحلي‪33‬ل الم‪33‬الي من أهم ط‪33‬رق تق‪33‬ييم األداء ال‪33‬تي تلج‪33‬أ إليه‪33‬ا‬
‫إدارة الوح‪333‬دة االقتص‪333‬ادية وك‪333‬ذلك الجه‪333‬ات الخارجي‪333‬ة للوص‪333‬ول إلي أحك ‪33‬ام عن أداء ه ‪33‬ذه الوح‪333‬دة‪ ،‬ويتم‬
‫تحليل البيانات بعدة طرق من أهمه‪3‬ا التحلي‪3‬ل األفقي والتحلي‪33‬ل الرأس‪33‬ي والتحلي‪33‬ل باس‪33‬تخدام النس‪3‬ب المالي‪3‬ة‬
‫والتي تتعدد بتعدد األهداف المرتبطة بها‪.‬‬

‫* معدل العائد على االستثمار‪:‬‬

‫يعد العائد على ااالستثمار‪ 3‬من أكثر المداخل شيوعاً‪ ،‬لكونه يمزج بين كل عناصر الربحية‬
‫األساس‪33‬ية) اإلي‪33‬رادات والتك‪33‬اليف واالس‪33‬تثمار (وتتع‪33‬دد وجه‪33‬ات النظ‪33‬ر في طريقة تعريفه‪33‬ا لك‪33‬ل من البس‪33‬ط‬
‫والمقام‪.‬‬

‫معدل العائد على االستثمار =صافي‪ 3‬الدخل‬

‫متوسط االستثمار‬

‫* الدخل المتبقي‪ Imputed Interest Charge :‬ه ‪33‬و ال ‪33‬دخل مطروح ‪3‬اً‪ 3‬من ‪33‬ه عبء الفائ ‪33‬دة المحس ‪33‬وبة‬
‫على أساس االستثمار‪.‬‬

‫ويعتبر‪ 3‬هذا المؤشر األفضل في تق‪33‬ييم األداء من العائ‪3‬د على االس‪3‬تثمار‪ 3‬إذ يلعب دوراُ تحفيزي‪3‬اً ب‪33‬ارزاً في‬
‫االستثمار‪.3‬‬ ‫قبول مشاريع استثمارية في نظر اإلدارة غير مجدية باستخدام معدل العائد على‬

‫* التحليل المحاسبي‪:‬‬

‫يقصد بالتحليل المحاسبي فحص القوائم المالية المنشورة وغير المنشورة ودراستها‪ 3‬بقصد‬
‫توف‪3‬ير بيان‪3‬ات تفي‪3‬د في تق‪3‬ييم أداء الوح‪3‬دة االقتص‪3‬ادية عن الماض‪3‬ي‪ ،‬والتنب‪3‬ؤ‪ 3‬بنت‪3‬ائج نش‪3‬اطها‪ 3‬في المس‪3‬تقبل‪،‬‬
‫ويختلف‪ 3‬التحليل المحاسبي عن التحليل المالي في أن التحليل الم‪33‬الي يعتم‪3‬د فق‪3‬ط علي البيان‪3‬ات المنش‪33‬ورة‬
‫لتحقيق أهداف التحليل المحاسبي‪ 3‬نفسها‪.‬‬

‫(‪)12‬‬

‫المؤشرات غير المالية لتقييم األداء في ظل بيئة التصنيع الحديثة‪:‬‬


‫– *مدخل المقاييس المرجعية –‪Benchmarking Approach (BA) :‬‬

‫قام المركز األمريكي‪ 3‬لإلنتاجية والجودة ‪American Productivity Quality Council‬‬


‫)‪ (APQC‬بتعري‪33‬ف المق‪33‬اييس المرجعي‪33‬ة على أنه‪33‬ا عملي‪33‬ة منتظم‪33‬ة ومس‪33‬تمرة‪ ،‬تتطلب التق‪33‬ييم المتواص‪33‬ل‬
‫والمقارن ‪33 3‬ة المس ‪33 3‬تمرة لعملي ‪33 3‬ات ونش ‪33 3‬اطات الوح ‪33 3‬دة م ‪33 3‬ع الوح ‪33 3‬دات الرائ ‪33 3‬دة) المتم ‪33 3‬يزة (والحص ‪33 3‬ول‪ 3‬على‬
‫المعلومات الضرورية التي تس‪3‬اعد الوح‪3‬دة على اتخ‪3‬اذ الخط‪3‬وات واإلج‪3‬راءات الالزم‪3‬ة لتحس‪3‬ين وتط‪3‬وير‪3‬‬
‫أدائها) المجلة الجامعة – العدد الخامس عشر‪-‬المجلد الثالث ‪ 2013-‬م)‬

‫*مدخل األداء المتوازن@‪:- ))BSC‬‬

‫يمثل مدخل األداء المتوازن فلسفة إدارية تعمل على تحفيز أعضاء التنظيم من أجل تحقيق‬
‫أه‪333‬داف الوح‪333‬دة االقتص‪333‬ادية‪ ،‬وتعبئ‪333‬ة مجه‪333‬ودات األف‪333‬راد‪ 3‬وتوجيهه‪3 3‬ا‪ 3‬نح ‪33‬و اس ‪33‬تراتيجية الوح‪333‬دة وأه‪333‬دافها‬
‫المس‪33‬تقبلية من خالل تق‪33‬ييم األداء الم‪33‬الي والتش‪33‬غيلي‪ ،‬كم‪33‬ا أن‪33‬ه يعي‪33‬د ترجم‪33‬ة إس‪33‬تراتيجية الوح‪33‬دة ورؤيته ‪3‬ا‪3‬‬
‫الشاملة في إطار متكامل يتضمن العديد من مؤشرات األداء المالية وغير المالي‪3‬ة‪ ،‬ومن تم يعت‪3‬بر م‪3‬دخل‬
‫القي‪3‬اس المت‪3‬وازن لألداء بمثاب‪3‬ة األداة المثلي لتحوي‪3‬ل إس‪3‬تراتيجية الوح‪3‬دة إلي لغ‪3‬ة مش‪3‬تركة يتفهمه‪3‬ا جمي‪3‬ع‬
‫األفراد‪ 3‬في كافة المستويات اإلدارية‪.‬‬

‫جوانب قصور المحاسبة اإلدارية عن تلبية متطلبات بيئة التصنيع الحديثة‪:‬‬

‫قص ‪33‬ور مرتب ‪33‬ط باالط ‪33‬ار‪ 3‬الع ‪33‬ام لنظم معلوم ‪33‬ات المحاس ‪33‬بة اإلداري ‪33‬ة والن ‪33‬اتج عن وج ‪33‬ود فج ‪33‬وة بين النظري ‪33‬ة‬ ‫‪-1‬‬
‫والتط‪3‬بيق ‪ ،‬اك‪3‬دت نت‪3‬ائج بعض الدراس‪33‬ات على وج‪3‬ود‪ 3‬فج‪33‬وة م‪3‬ا بين النظري‪33‬ة والتط‪3‬بيق في مج‪3‬ال المحاس‪33‬بة‬
‫اإلداري‪33 3‬ة وارجعته‪33 3‬ا الى القص‪33 3‬ور في ثالث ج‪33 3‬وانب ( الفج‪33 3‬وة في الج‪33 3‬انب النظ‪33 3‬ري ‪ ،‬الفج‪33 3‬وة في الج‪33 3‬انب‬
‫االج ‪33 3‬رائي ‪ ،‬الفج ‪33 3‬وة بين الواق ‪33 3‬ع والتط ‪33 3‬بيق ) ومن التأكي ‪33 3‬دات األخ ‪33 3‬رى على ه ‪33 3‬ذا الج ‪33 3‬انب م ‪33 3‬ا ج ‪33 3‬اء عن (‬
‫‪ ) Johnson Kaplan،1987‬حيث اكدا في كتابهما الشهير المالئم‪33‬ة المفق‪33‬ودة (‪ )Relevance lost‬ب‪33‬ان‬
‫هناك اختالفات ما بين الممارسات والكتابات النظرية في جوانب عدة من المحاسبة اإلداري‪33‬ة منه‪33‬ا( الت‪33‬أخر‬
‫في التطورات النظرية التي يجري تطبيقها في الواقع العملي )‬
‫قصور‪ 3‬مرتبط بأهداف ووظائف نظم معلومات المحاسبة اإلدارية‪:‬‬ ‫‪-2‬‬
‫وقد جاء التأكي‪3‬د على ه‪3‬ذا الج‪3‬انب من قب‪3‬ل أب‪3‬رز كت‪3‬اب المحاس‪3‬بة اإلداري‪3‬ة وه‪3‬و (‪ )Drury.1984‬في كتاب‪3‬ه‬
‫مقدمة في التكاليف (‪ )Costing: An Introduction‬حيث أشار الى ان من جملة االنتقادات الرئيسية‬
‫للمحاسبة اإلدارية التقليدية هو عدم اهتمامها الكافي بالبيئي‪3‬ة الخارجي‪3‬ة ال‪33‬تي تعم‪3‬ل فيه‪33‬ا المنش‪33‬آت وانحيازه‪3‬ا‪3‬‬
‫بش‪333‬دة نح‪333‬و المقارن‪333‬ات الداخلي‪333‬ة من حيث التكلف‪333‬ة واالي‪333‬رادات‪ .‬وه ‪33‬ذا م ‪33‬ا أكدت ‪33‬ه العدي ‪33‬د من الدراس‪333‬ات ب‪333‬ان‬
‫التركيز‬
‫(‪)13‬‬

‫للمحاس ‪333‬بة اإلداري‪33 3‬ة التقليدي‪33 3‬ة يتمث‪33 3‬ل في توف‪33 3‬ير معلوم ‪333‬ات لإلدارة عن اقتص‪33 3‬اديات التش ‪333‬غيل داخ‪33 3‬ل‬
‫المنش‪33‬اة دون التط‪33‬رق‪ 3‬للبيئ‪33‬ة الخارجي‪33‬ة لتوف‪33‬ير معلوم‪33‬ات عنه‪33‬ا خاص‪33‬ة المنافس‪33‬ين فأس‪33‬اليبها‪ 3‬التقليدي‪33‬ة القائم‪33‬ة‬
‫على خدم ‪33 3‬ة منش ‪33 3‬ئات عص ‪33 3‬ر الص ‪33 3‬ناعة هي ليس ‪33 3‬ت باألس ‪33 3‬اليب الص ‪33 3‬الحة لتوجي ‪33 3‬ه مس ‪33 3‬ار منش ‪33 3‬ئات عص ‪33 3‬ر‬
‫المعلومات التي ترى ان خل‪33‬ق القيم‪33‬ة المس‪33‬تقبلية يك‪33‬ون من خالل االس‪33‬تثمار في العمالء والع‪33‬املين وأس‪33‬اليب‬
‫العمل الحديثة والتكنلوجيا واالبداع‪0‬‬

‫قصور مرتبط بنظام‪ 3‬التكاليف التقليدي وبأساليب تقيم األداء التقليدية‪:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫تعرض نظام التكاليف التقليدي مع مقايس األداء التقليدية النتقادات عديدة بحيث قلما تخلو الكتابات‬
‫والدراس‪333‬ات في مج‪333‬ال المحاس‪333‬بة اإلداري‪333‬ة او محاس‪333‬بة لتك‪333‬اليف‪ 3‬المعاص ‪33‬رة من انتقادهم ‪33‬ا وتحدي‪333‬د م‪333‬واطن‬
‫الضعف فيهما مثل فشل المحاسبة اإلدارية في مسايرة سرعة تطور‪ 3‬تقنيات اإلنتاج والعملي‪33‬ات االم‪33‬ر ال‪33‬ذي‬
‫أدى الى التحري‪33‬ف في تك‪33‬اليف المنتج واالف‪33‬راط‪ 3‬في معلوم‪33‬ة رقاب‪33‬ة العملي‪33‬ات وقص‪33‬ور‪ 3‬النظ‪33‬ام التك‪33‬اليفي في‬
‫تحقي‪33‬ق أهداف‪33‬ه في بيئ‪33‬ة التص‪33‬نيع الحديث‪33‬ة مث‪33‬ل ع‪33‬دم االهتم‪33‬ام بمعالج‪33‬ة تك‪33‬اليف الج‪33‬ودة وتجاه‪33‬ل القس‪33‬م األك‪33‬بر‬
‫من دورة حي‪33‬اة المنتج وع‪33‬دم مالئم‪33‬ة أس‪33‬س تحمي‪33‬ل التك‪33‬اليف الص‪33‬ناعية على المنتج‪33‬ات وع‪33‬دم مالئم‪33‬ة ط‪33‬رق‬
‫حساب تكلفة المنتج وتركيزها على النتائج ‪0‬‬
‫قصيرة االجل وتجاهل النتائج غير المالية واالهتمام‪ 3‬بتعظيم‪ 3‬المخرج‪33‬ات على حس‪33‬اب الج‪33‬ودة وفش‪33‬لها‬
‫في تتبع المتغيرات التي تمثل اهم األهداف الحالية للمنشآت مثل وقت اإلنتاج وارض‪33‬اء‪ 3‬العمالء واعتماده‪33‬ا‬
‫على بيانات مالية تاريخية داخلية ليس لها أي عالقة بالمتغيرات‪ 3‬البيئية والمنافسة العالمية ‪0‬‬
‫قصور‪ 3‬مرتبط بنظام المعلومات المحاسبي المالي‪:‬‬ ‫‪-4‬‬
‫تعتم‪33‬د نظم معلوم‪33‬ات المحاس‪33‬بة اإلداري‪33‬ة في ج‪33‬زء من تص‪33‬ميمها على قاع‪33‬دة بيان‪33‬ات نظم معلوم‪33‬ات‬
‫المحاسبة المالية وه‪3‬و م‪3‬ا اك‪3‬د علي‪3‬ه( ‪ )Johnson & Kaplan‬عن‪3‬دما ح‪3‬ددا نق‪3‬دهما للمحاس‪3‬بة اإلداري‪3‬ة ولع‪3‬ل‬
‫من اب‪33‬رز الص‪33‬ور‪ 3‬والكيفي‪33‬ة ال‪33‬تي تخض‪33‬ع به‪33‬ا المحاس‪33‬بة اإلداري‪33‬ة لمتطلب‪33‬ات المحاس‪33‬بة المالي‪33‬ة م‪33‬ا ج‪33‬اء عن (‬
‫‪ )Drury‬في كتاب ‪33‬ه (‪ )Accounting Management and Cost‬حيث اك ‪33‬د ان ‪33‬ه عن ‪33‬د احتس ‪33‬اب تك ‪33‬اليف‬
‫اإلنت ‪33‬اج تك ‪33‬ون المحاس ‪33‬بة اإلداري ‪33‬ة مقي ‪33‬دة بعملي ‪33‬ة االحتس ‪33‬اب ه ‪33‬ذه وفق ‪33‬ا لمتطلب ‪33‬ات المحاس ‪33‬بة المالي ‪33‬ة حص ‪33‬را‬
‫وبالتالي فان مثل هذه المعلومات ال تصلح العتمادها في عملية صنع القرارات اإلدارية ‪0‬‬

‫(‪)14‬‬

‫وبعد هذا االستطراد لموضوع المحاسبة اإلدارية التقليدية وبيئة التصنيع الحديثة كال حسب ادواته‬
‫واس‪33‬لوبه ي‪33‬رى الب‪33‬احث ان اتب‪33‬اع المحاس‪33‬بة اإلداري‪33‬ة التقليدي‪33‬ة في المنش‪33‬اءات الص‪33‬ناعية الكب‪33‬يرة وال‪33‬تي تعتم‪33‬د‬
‫في نش‪33‬اطها على التكنولوجي‪33‬ا وس‪33‬رعة الحص‪33‬ول على المعلوم‪33‬ات وتلبي‪33‬ة اذواق ورغب‪33‬ات المس‪33‬تهلكين بأق‪33‬ل‬
‫التك‪33 3‬اليف وأفض ‪3 3‬ل‪ 3‬ج‪33 3‬ودة واس‪33 3‬رع وقت ال تفي في الغ‪33 3‬رض فهي ام‪33 3‬ام خي‪33 3‬ارين ام‪33 3‬ا ان تعم‪33 3‬ل على تنمي‪33 3‬ة‬
‫وتط‪33‬وير‪ 3‬ادواته‪3‬ا‪ 3‬واس‪33‬اليبها‪ 3‬القديم‪33‬ة من موازن‪33‬ات تخطيطي‪33‬ة وتك‪33‬اليف معياري‪33‬ة وغيره‪33‬ا والتح‪33‬ول الى أدوات‬
‫بيئ‪3‬ة التص‪3‬نيع الحديث‪3‬ة من اتب‪3‬اع تك‪3‬اليف نظ‪3‬ام األنش‪3‬طة ‪ ))A-B-C‬وبطاق‪3‬ة األداء المت‪3‬وازن وت‪3‬دخل عص‪3‬ر‬
‫التن‪333‬افس والتم‪333‬يز‪ 3‬وام‪333‬ا ان تبقى المحاس‪333‬بة اإلداري‪333‬ة التقليدي‪333‬ة تعم ‪33‬ل في المنش ‪33‬اءات الص ‪33‬غيرة ذات النش‪333‬اط‬
‫المحدود والمنتجات التقليدية القديمة‪0‬‬

‫المصادر‬
‫‪ -‬محمد حسن عمر الحاسبات االلكترونية لإلداريين (الرياض‪ :‬معهد اإلدارة العامة‪ 1404،‬ه)‬
‫‪ -‬نصيف الجبوري واخرون‪ ،‬المحاسبة اإلدارية الجزيرة للطباعة والنشر‪ ،‬بغداد‪2015،‬‬
‫‪ -‬مكرم عبد المسيح باسيلي‪ ،‬المحاسبة اإلدارية‪ ،‬االصالة والمعاصرة المكتبة العصرية‪ ،‬مصر‪2007،‬‬
‫‪ -‬احمد حسن ظاهر المحاسبة اإلدارية دار وائل للنشر‪ ،‬األردن‪2008،‬‬
‫‪ -‬لمجلة الجامعة – العدد الخامس عشر‪-‬المجلد الثالث – ‪2013‬‬

‫(‪)15‬‬

You might also like