Professional Documents
Culture Documents
أثر البناء المعماري العمودي على واقع الحياة الاجتماعية للأسرة والطفل قراءة سوسيولوجية
أثر البناء المعماري العمودي على واقع الحياة الاجتماعية للأسرة والطفل قراءة سوسيولوجية
أثر البناء المعماري العمودي على واقع الحياة االجتماعية لألسرة والطفل
قراءة سوسيولوجية
الجزائر/ خنشلة- جامعة عباس لغرور، أستاذ محاضر أ: سھى حمزاوي.د
:ملخص
ويعود سبب وجود ھذا النوع من السكن إلى الكثافة السكانية العالية،يمثل السكن العمودي أحد أھم المظاھر االيكولوجية في المجتمعات
ولكون الحياة الحضرية، األمر الذي تطلب اعتماد ھذا النمط العمراني نظرا لشغله مساحة أصغر ومساكن أكثر من جھة.في المدن
.الجديدة تتطلب نوعا من األبنية المتطورة والحديثة كنموذج للحياة العصرية والتقدم في البناء من جھة ثانية
إال أنه ترتبت عنھا مجموعة من اآلثار التي انعكست،وعلى الرغم من أن البناءات المعمارية الجديدة تعتبر حال مرجعيا ألزمة السكن
واحتكاك، حيث أفرزت الحياة المعيشية في الشقق السكنية الضيقة مشكالت كثيرة بسبب اختالط العائالت،على بيئة األسرة والطفل معا
( إضافة إلى أن السكن العمودي أصبح في بعض األحيان غير آمن نتيجة السرقات...انحراف،األطفال مع ببعضھم البعض )شجار
.والجنح
وعليه يأتي ھذا المقال للبحث عن العالقة القائمة بين نوعية السكن المتمثلة في السكن العمودي ونمط الحياة االجتماعية لألسرة من
إلى جانب العناصر المادية والتقنية، التنشئة االجتماعية لألطفال، عالقات الجيرة،خالل الكشف عن واقع التفاعل االجتماعي بين األسر
.للسكن
Abstract :
Vertical housing represents one of the most important ecological aspects
in communities and the reason for the existence of this type of housing is due to the high population density in
cities .which requires the adoption of this architectural style because it is smaller and more housing space by
hand, and that urban life requires some kind of sophisticated and modern buildings as a model of modern life
and the progress in the construction of the second hand buildings.
Although the vertical housing is a solution reference for the housing crisis it caused a set of effects that were
reflected on the family and the child's environment, where living life in the narrow flats produced many
problems due to the mingling of families ,and friction of children with each other (fight , deviation ……) add
to that, the vertical housing sometimes become unsafe as a result of thefts and offences.
Accordingly, this article comes to look for the relationship between housing quality of vertical housing and
the reality of social interaction between families by revealing the reality of social interaction between families,
neighborly relations, socialization of children, besides physical and technical elements of housing.
28
سھى حمزاوي أثر البناء المعماري العمودي على واقع الحياة االجتماعية لألسرة والطفل قراءة سوسيولوجية
مقدمة:
يسعى اإلنسان جاھدا إلى تطويع البيئة لتلبية احتياجاته األساسية ،وتأتي في مقدمة ھذه االحتياجات إيجاد
المأوى والسكن المالئم الذي يتالءم مع طبيعة اإلنسان ،ويتناسق مع احتياجاته.
وقد تطور مفھوم السكن حتى غدا في وقتنا الحالي على أشكال مختلفة ال تقتصر في كونھا مالذا أو مأوى
يلتجئ إليه فقط ،ولكن باتت تحمل في ثناياھا أكثر من ذلك ،فقد أصبحت ذات مضمون يحمل في جدرانه وداخله
شخصية وطبيعة وثقافة ساكنيه من أفراد.
وفي ھذا اإلطار قامت الجزائر بتوجيه جزء كبير من االستثمارات المتخصصة للتنمية ،وتبني مجموعة
من السياسات السكنية ،فلطالما مثل السكن رھانا من بين الرھانات العمرانية للبالد باعتباره قطاعا مھيكال بالنسبة
لالقتصاد الوطني ،وجزء ال يتجزأ من السياسة االجتماعية العامة.
ولضمان حل للمشاكل العديدة التي تعاني منھا البالد ،اجتھد القائمون على ھذا القطاع ،وقدموا عدة برامج
وطرق إسكانية متنوعة ومتعددة في التعمير واإلسكان ،منھا السكن االجتماعي العمودي وھو سكن ترتفع فيه
البنايات متوسعة باالتجاه العمودي على سطح األرض مكونة بذلك كتال بنائية ذات طوابق تتخللھا أدراج.
وعلى الرغم من أن السكن العمودي يعتبر حال مرجعيا ألزمة السكن ،إال أنه ترتبت عنه مجموعة من
اآلثار التي انعكست على حياة األسرة والطفل بالدرجة األولى ،إذ نجد بعض األفراد من يلجأ إلى السكن العمودي
باعتباره حال مؤقتا لحين امتالك بيت خاص أو قطعة أرض سكنية ،ألن الشقق السكنية تتضمن مشكالت كثيرة
بسبب اختالط العائالت والمشكالت الناتجة عن األطفال من خالل لعبھم الجماعي ،إضافة إلى أن السكن العمودي
أصبح في بعض األحيان مركزا للجنوح والسرقات إلى جانب انعدام الخدمات.
إن الھدف من ھذا المقال ھو البحث عن العالقة القائمة بين نوعية السكن المتمثلة في السكن العمودي ونمط
الحياة االجتماعية لألسرة والطفل .وعليه نصل إلى طرح السؤال الرئيس اآلتي:
ما أثر نمط البناء العمراني العمودي على الحياة االجتماعية لألسرة والطفل ؟
ولإلجابة عن التساؤل المطروح سنقوم بمناقشة العناصر اآلتية من خالل رؤية سوسيولوجية تحليلية:
أوال-مفاھيم أساسية:
يعد موضوع السكن العمودي من أھم المواضيع المطروحة على الساحة االجتماعية كونه يمس شخصية
المجتمع واتزان الفرد فيه من جميع النواحي االجتماعية والثقافية والنفسية.
وتكمن أھمية الدراسة الراھنة في أنھا تتناول موضوعا ھاما يتعلق بإحدى استراتيجيات التنمية الحضرية
والمتمثلة في سياسة السكن العمودي ،ومدى تأثير ھذه السياسة على األسرة الجزائرية ،وبالتحديد معرفة ظروف
المعيشة المحيطة باألسرة التي تقيم في ھذا النوع من السكن.
29
سھى حمزاوي أثر البناء المعماري العمودي على واقع الحياة االجتماعية لألسرة والطفل قراءة سوسيولوجية
30
سھى حمزاوي أثر البناء المعماري العمودي على واقع الحياة االجتماعية لألسرة والطفل قراءة سوسيولوجية
كما تعرف بأنھا "تجمع اجتماعي قانوني ألفراد اتحدوا بروابط الزواج والقرابة أو بروابط التبني ،وھم
في الغالب يشاركون بعضھم البعض في منزل واحد ويتفاعلون تفاعال متبادال طبقا ألدوار اجتماعية محددة تحديدا
دقيقا وتدعمھا ثقافة عامة" )غنيم(20،2008،
ثانيا-السكن العمودي:
.1خصائص السكن العمودي:
يتميز السكن العمودي بمجال ثابت في رقعة أرضية صغيرة المساحة على شكل طوابق متراكبة متفاوتة
في االرتفاع وذات أحجام موحدة المقاييس.
ھي بنايات بسيطة خالية من النسيج المعقد الذي يحتوي على تشابك تفاصيل البناء مثل القصور والكنائس
ذات األشكال الھندسية المعقدة.
يتميز البناء العمودي الحديث بخاصية الوظيفة في الھندسة المعمارية بحيث تخصص غرف لوظائف
معينة مثل إعداد الطعام ،استھالك الواجبات ،النوم ،االستقبال وغيرھا) .الموسوي(174،2006،
.2إيجابيات وسلبيات السكن العمودي:
للسكن العمودي جملة من اإليجابيات والسلبيات باعتباره حل مناسب لمن يبحث عن سكن يأويه وعائلته
ويستقر فيه .لكنه يمثل مشكلة للعديد من أفراد المجتمع إذا ما نظرنا إليه من جانب عادات وتقاليد المجتمع
وتشريعاته الدينية تجاه الظاھرة حيث نجد أن بعض األفراد ال يرغبون في العيش في السكنات العمودية نظرا
النعدام االستقاللية والخصوصية في ھذا النوع من السكن) .صالح محمود(157،2012،
ومع ھذا يتوفر ھذا النموذج من العمران على العموم على تقنيات عالية في مجاالت اإلنشاءات والتجھيزات
العصرية المختلفة )الكھرباء ،الماء ،الغاز( ،ويتيح فرصة استثمار األراضي بأسلوب عقالني دقيق من حيث
االقتصاد في تكاليف العقار واستقطاب كثافة سكانية عالية .وعلى الرغم من الفائدة االقتصادية للسكن العمودي من
حيث التخطيط الجيد وامتصاص النمو السكاني إال أنه أنتج مجموعة من السلبيات نذكر أھمھا في:
تلوث الھواء:
أثبتت الدراسات واألبحاث التي تناولت المباني العالية أن تالصق الطوابق وتقارب العمارات من بعضھا
البعض وقربھا من الطرق المكتظ بالسيارات يؤدي إلى تلوث الھواء بسبب ركوده وعدم تجدده واحتباسه بين
الطوابق وبين الجدران.
31
سھى حمزاوي أثر البناء المعماري العمودي على واقع الحياة االجتماعية لألسرة والطفل قراءة سوسيولوجية
التلوث السمعي:
يشكو معظم قاطني العمارات من الضجيج الناتج عن استعمال الوسائل الكھربائية المستعملة في المساكن
وكذلك ضجيج األطفال وعدم احترام راحة الجيران من طرف البعض.
التلوث البصري:
أسھم ھذا النمط العمراني في ظھور ظاھرة التلوث البصري بسبب استعمال مواد البناء مثل الزجاج
واأللمنيوم مما يؤدي إلى اختالل الصورة التحتية المسقطة من البيئة الخارجية على العقل اإلنساني فتظھر أنھا
صورة مشوشة وخادعة وبعيدة تماما عن الطبيعة الخضراء) .لبرارة(41،2008،
بطابع خاص ،وتؤثر في ثقافتھم ونشاطاتھم ،وعالقاتھم االجتماعية ،كما أنھا تتطور بسرعة من حيث االتساع
المكاني ،وازدياد معدالت نمو السكان ،ومظاھر العمران المختلفة ،وھذا التطور من شأنه أن يُحدث تطوراً مشابھا ً
في العالقات والنظم االجتماعية المميزة لسكان المدن ،أما المناطق البدوية فھي تتطور في رأيه ببطء شديد .وتتسم
الظواھر االجتماعية السائدة فيھا بطابع الثبات واالستقرار النسبيين) .السدحان(117-116 ،2010،
وقد أثبتت الدراسات األكاديمية أن نسبة العالقات االجتماعية بين السكان ال تزيد بكثرة عددھم ،وإنما تعتمد
على الزيادة في نسبة تقابلھم .فسكان المباني العالية يجدون صعوبة في خلق عالقات مع الجيران أو يكونون
عالقاتھم ذات عمر قصير ،وتنمو ھذه العالقات عند التقابل في المناطق المشتركة مثل المصاعد والمداخل ،وقد
دلت الدراسات على أن جيرة المداخل الخارجية في المساكن المنفردة األفقية تزيد من فرص التعارف أكثر من
جيرة المداخل الداخلية بالمباني العالية.
لقد أدت المباني العالية إلى قلة العالقة بين األفراد داخل البيوت وخارجھا كما أدت إلى عدم تجاوب الس كان
مع الخارج ،وقللت من فرص تقابل الناس مع بعضه وتعاملھم على مستوى الش ارع والح ي .وع دم انتم اء الن اس
إلى بعضھم وعدم تعاملھم على مستوى الحي ،مما أدى إلى ظھور قيم جديدة) .محمد حسن(2002،
كما أن ھناك سببا ً آخر لفقدان العالقات االجتماعية بين الناس إثر التوسع في المدن ،وھو عدم االحتي اج إل ى
بعضھم البعض ،ففي السابق كانت األدوات والمستلزمات قليلة على مستوى الحي الواحد مما يوجد حاجة للتواصل
لالستفادة من حاجيات اآلخرين ،كم ا أن ع دم االس تقرار ف ي المن ـزل م ن قب ل الكثي ر م ن الس اكنين بس بب ص عوبة
التملك أوجد مثل ھذا الضعف في التواصل بين السكان بشكل عام ،فالمستأجر يشعر أن وجوده ف ي المنطق ة مؤق ت
لذا قد ال يرى ضرورة لتكوين عالقات مع الجيران نظرا لعدم استقراره) .السدحان(121،2010،
.2عالقات الجيرة:
إن تبني نمط اإلسكان العمودي الذي يتسم بوجود مدخل مشترك واحد بمقاييس ھندسية محددة تجعل
الساكن مقيدا ،كما أن ضيق السكن تجعل األسرة عاجزة عن استقبال الضيوف واألصدقاء إال في أوقات محددة.
إضافة إلى أن عدد الجيران أصبح محدودا.
وقد انجزت السكنات العمودية الجماعية بغرض استيعاب أكبر عدد ممكن من الوحدات السكنية لھذا نجد
أن كل أسرة استقلت بمسكنھا الخاص ،فزادت الفردية وضعفت عالقات القرابة والتفاعل ،وانتفى التعاون وظھر
الجوار في مواقف محدودة وسطحية) .عسلي(117،2010،
لقد اختزل المسكن الحديث بالعمران الرأسي إلى حد كبير مجموعة من قيم ومعاني الجيرة والقرابة،
فتعقيدات ھندسة ھذا اإلنشاء ال تسمح بتحقيق التكامل في إطار فيزيائي يحمل معاني التكامل االجتماعي .وھذا
بسبب تھميش مفھومي القرابة والجيرة الذين يعبران عن معنى التماسك االجتماعي واالستمرارية في نقل تراث
المجتمع الحضاري .وھما بذلك يشكالن إحدى أھم دعائم قيام مجمع توحده شبكة من العالقات التي تدعم روابط
التالحم والتفاعل والتماسك بين األفراد واألسر والجماعات) .تواتي(303،2015،
33
سھى حمزاوي أثر البناء المعماري العمودي على واقع الحياة االجتماعية لألسرة والطفل قراءة سوسيولوجية
وقد أثبتت الدراسات أن مشاريع اإلسكان الضخمة التي تحتوي على عمارات عالية تشجع على ارتكاب
الجرائم ،ألنھا تقوى الشعور لدى األفراد بالغربة والعزلة وعدم المسئولية .وفي ھذا النمط العمراني يمثل الشكل
العمراني إحدى العوامل التي تتيح الفرصة لوقوع الجريمة أو منعھا من خالل مجموعة من العناصر كالمظھر
العمراني للمبنى ،أشكال وأبعاد وتوجيه الفتحات باتجاه الفضاءات المجاورة ،ارتفاع المبنى .حيث يمكن للسارق ان
يستفيد من ھذه العناصر ويستخدمھا كأماكن اختباء دون وجود مراقبة .فالمباني ذات االرتفاع العالي تتعرض لعدد
كبير من الجرائم كاالقتحام والسرقات نتيجة ضعف المراقبة) .العلوان(69،2011،
يمكن تحديد أھم مظاھر العيش بالسكنات العمودية وتأثيرھا على الحياة االجتماعية للطفل في مايلي:
34
سھى حمزاوي أثر البناء المعماري العمودي على واقع الحياة االجتماعية لألسرة والطفل قراءة سوسيولوجية
إضافة إلى ما سبق نجد أن المباني الشاھقة ذوات األدوار المتعددة ال يمكن أن توفر الفراغات المكانية
لممارسة الترويح خاصة عند األطفال مما يكون ويعزز لديھم الروح االنفرادية .ناھيك عن خلق العزلة االجتماعية
مما يضعف من الروح الجماعية لدى الطفل ،ويقلل من اكتسابه لروح المبادرات الجماعية التي يخدم بھا المجتمع.
35
سھى حمزاوي أثر البناء المعماري العمودي على واقع الحياة االجتماعية لألسرة والطفل قراءة سوسيولوجية
فاألطفال يحتاجون في المراحل األولى من حياتھم إلى بيئة عمرانية تساعدھم على التعلم من خالل اللعب الذي يعد
عامال ضروريا لبناء مداركھم واكتمال نموھم الفكري .ولكن وضع البيئة العمرانية الذي ال يحترم احتياجات
الطفل ،والتھالك األخالقي لفئات مختلفة من المجتمع في العديد من البلدان جعل الكثير من الوالدين يحجمون عن
السماح ألطفالھم بالخروج واالستمتاع والتعلم من بيئة الشارع.
ويقع الكثير من الوالدين في معضلة الرغبة في إعطاء أطفالھم الفرصة للتعلم واالحتكاك من خالل الخروج
لبيئة الحي واالحتكاك مع اآلخرين ،والخوف عليھم من أصدقاء السوء والسيارات المسرعة.
وتكون المشكلة أكثر تعقيدًا للعائالت التي تقطن مباني الشقق السكنية ،حتى إن العديد من الدراسات
خصصت لھذا الجانب .وذلك ألن الشقق مقارنة بالوحدات السكنية المستقلة ال يوجد بھا أماكن مفتوحة كحديقة
صغيرة أو تعطي الفرصة لألطفال للعب والتمتع بجو صحي .فقضاء الطفل معظم وقته في مبنى خرساني دون
قدرته على النزول للشارع ،واللعب مع األطفال اآلخرين سيكون سببًا لحياة حزينة ،وھو األمر الذي أكدته دراسة
ترجمة عنوانھا) :العائالت في مباني الشقق :قصص حزينة لألطفال (1983ألنه في حالة تدھور بيئة الشارع
وعدم إمكانية خروج الطفل لھذا الفضاء تصبح الشقة السكنية سجنًا للطفل ،وتؤثر كثيرًا على تطوره ورسم
مستقبله) .السكيت(36-35 ،2003،
وقد حاول المخططون التعامل مع ھذه القضية منذ فترة طويلة .وقد كانت حلولھم ذات صبغة عمرانية في
شكل توفير أماكن ضمن الحي للعب األطفال تحت إشراف بالغ وبعيدين عن حركة السيارات.
إن حاجة اإلنسان بصفة عامة والطفل بصفة خاصة إلى غذاء الروح ،وغذاء العقل ،وغذاء البدن ،وغذاء
العالقات االجتماعية يمكن تحقيقھا من خالل التخطيط والتطوير المالئم للحي السكني .وقد يكون تطوير الحي
السكني بطريقة تالئم احتياج الطفل ھو خطوة مھمة في االتجاه الصحيح نحو تغيير المجتمع بأكمله نحو األفضل.
36
سھى حمزاوي أثر البناء المعماري العمودي على واقع الحياة االجتماعية لألسرة والطفل قراءة سوسيولوجية
خالصة:
بعد طرح القضايا السابقة من منظور سوسيولوجي تحليلي نصل إلى أن البناء العمراني العمودي يعبر عن
بيئة مصممة من قبل تقنيين وخبراء معماريين لتتماشى مع تطور الحياة وتعقد أبنيتھا ومكوناتھا.
إال أن تأثير ھا النمط العمراني بدا واضحا حيث انعكس على الحياة االجتماعية لألسرة والطفل معا.
وقد توصلت الدراسة إلى أن األسر القاطنة بالسكنات الجماعية العمودية تجد صعوبة في التكيف مع
الوضع المفروض عليھا ،حيث أدى إلى ضعف العالقات االجتماعية وتقويض عالقات الجيرة فضال عن ظھور
صعوبات معتبرة في ما يخص كل من التنشئة االجتماعية والصحية لألطفال تتجسد في عدم استغالل المجاالت
بطابعھا األمثل ،غياب مساحات خضراء للعب ،استفحال الجريمة ،الخصوصية العالية لألسر ،االنطواء والعزلة
النفسية وغيرھا.
إن السكن جزء من تاريخ األسرة االجتماعي والثقافي ،تتشكل فيه قيمھا وشخصيتھا ومقوماتھا وعاداتھا
وتقاليدھا ،كما يعبر عن ھويتھا العمرانية وبيئتھا الثقافية وتراثھا الحضاري .فالسكن الحقيقي ھو ذلك السكن الي
يحافظ على كل أنواع العالقات االجتماعية والنظم األخالقية مع أخذ بعين االعتبار الجوانب التقنية الحديثة التي
تلبي أھم الحاجات المتطورة لألسرة والتي يفرضھا التطور التقني والتكنولوجي.
37
سھى حمزاوي أثر البناء المعماري العمودي على واقع الحياة االجتماعية لألسرة والطفل قراءة سوسيولوجية
قائمة المراجع
الكتب
.1السيد رشاد غنيم وآخرون :سوسيولوجيا األسرة –دراسات نظرية تطبيقية -مطبعة البحيرة ،ط،2
اإلسكندرية ،مصر.2008 ،
.2عبد ﷲ بن ناصر السدحان :اآلثار االجتماعية للتوسع العمراني )المدينة الخليجية نموذجا( ،سلسلة كتاب
األمة العدد ،136مركز البحوث والدراسات ،ط.2010 ،1
.3عبد الھادي الجوھري :أصول علم االجتماع ،مكتبة نھضة الشرق ،القاھرة ،مصر.1997 ،
.4سليماني جميلة :دراسات في علم النفس االجتماعي الفضائي ،دار ھومة ،الجزائر.2011 ،
.5ھاشم عبود الموسوي :التخطيط والتصميم الحضري ،دار حامد ،األردن ،ط.2006 ،1
المعاجم والقواميس:
.6محمد عاطف غيث :قاموس علم االجتماع ،الھيئة المصرية للكتاب ،القاھرة ،دت.
المجالت.:
.7بلقاسم الديب :البيئة العمرانية الحديثة والمرض االجتماعي في المدينة بالجزائر ،مجلة جامعة دمشق،
المجلد ،25العدد األول والثاني ،دمشق ،سوريا.2009 ،
.8خالد بن سكيت السكيت :دور الحي السكني في بناء المجتمع بجميع فئاته :تفعيل روح المشاركة واالنتماء
لألطفال ،مجلة الھندسة المعمارية والتخطيط ،العدد ،15الرياض ،السعودية.2003 ،
.9عبد الرزاق صالح محمود :واقع السكن العمودي في مدينة الموصل ،دراسات موصلية ،العدد ،38مركز
دراسات الموصل ،العراق.2012 ،
.10نوبي محمد حسن :التصميم االجتماعي للمجمعات السكنية العالية ،بحث منشور في مجلة العلوم
الھندسية ،كلية الھندسة ،المجلد ،30العدد ،3جامعة أسيوط ،مصر ،يوليو .2002
أنظر :موقع مقاطعةhttp://mqataa.com/vb/showthread.php?t=33845 :
.11ھدى العلوان ،ميس الدليمي :محددات البيئة االمنة للمجمعات السكنية عالية الكثافة لمراكز المدن ،مجلة
الھندسة ،العدد ،3المجلد ،17العراق.2011،
الملتقيات الدولية:
.12تواتي طارق ،التونسي فايزة :تمثالت عالقات الجيرة داخل البناءات المعمارية العمودية بالمدن
الصحراوية بين التقليد والحداثة ،مجلة العلوم االنسانية واالجتماعية ،عدد خاص بالملتقى الدولي
لتحوالت المدينة الصحراوية ،جامعة ورقلة ،الجزائر2015 ،
.13سھى حمزاوي :أثر السكن العمودي على التنشئة االجتماعية للطفل ،بحث مقدم للملتقى الدولي حول
المدينة والطفل ،السجل العلمي للملتقى الدولي ،دار ابن الشاطئ للنشر والتوزيع ،جامعة باتنة ،الجزائر،
.2014
38
سھى حمزاوي أثر البناء المعماري العمودي على واقع الحياة االجتماعية لألسرة والطفل قراءة سوسيولوجية
.14عبد الرزاق سالم ،نذير بوسھوة :آفاق التنمية اإلسكانية المستدامة في الدول العربية ،بحث مقدم للملتقى
الدولي حول أزمة قطاع السكن في الدول العربية ،واقع وآفاق ،جامعة المدية ،الجزائر.2012 ،
مذكرات الماجستير:
.15عسلي سعد :عالقات الجيرة في المدينة ،دراسة مقارنة بين األحياء العتيقة واألحياء الجماعية )حارة أوالد
عتيق حي القصر وحي 110سكن جماعي( ،مذكرة ماجستير ،جامعة المسيلة.2010/2009 ،
.16ھالة لبرارة :األسرة والمسكن بالمدينة الصحراوية ،مذكرة ماجستير ،جامعة باتنة ،الجزائر،
.2008/2007
39