You are on page 1of 1

‫فكرة الديمقراطية الليبرالية أو الحرية هي تلك الهياكل السياسية التي تمنح الحريات لكن هذه الحريات يتم اختطافها

من قبل القوى التي‬


‫سوف تسيء استخدام هذه السلطات لتقويض تلك الحريات لآلخرين‪ .‬في عام ‪ 1573‬ببولندا بينما كانت أوروبا غارقة في التعصب الديني‬
‫والحروب هناك في وارسو تم التوقيع على الدستور الذي يحد من سلطة الملك وتمكين األرستقراطيين وجعل منصب الملك إنتخابيا ومنح‬
‫الحريات الدينية لسكان المملكة‪ .‬لكن ما حدث هو إستخدام األرستقراطيين صالحياتهم لتعزيز أنفسهم على حساب اآلخرين وإضعاف‬
‫السلطة المركزية وإنتشار الفساد والصراعات والفوضى بينهم البعض لسبيل السيطرة وأصبح الملك دمية في أياديهم‪ .‬في النهاية‬
‫األرستقراطيين أستعانوا بقوى خارجية للتفوق على بعضهم البعض مما كان بداية النهاية لمملكة بولندا التي على مر العقود بعدها أنمحت‬
‫من خارطة الوجود وتقسمت‪ D‬بين الدول المحيطة بها‪ .‬نرى مثال آخر في الليبرالية اإلنجليزية فاألرستقراطيين لم يسابقوا النضال اإلنساني‬
‫ألجل الحرية‪ ،‬بل أرادوا فقط الحرية االقتصادية وإستغالل الطبقة العاملة وإلغاء الضرائب أو أي تدخل من الملك‪ .‬مثل هذا حدث بطريقة‬
‫أو أخرى بممالك أخرى مثل هنجاريا‪ .‬فالحرية االقتصادية ليست مانحة للحرية السياسية مثل مافعلت‪ D‬البندقية حيث كان الحراك‬
‫االجتماعي وحقوق المشاركة‪ D‬السياسية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالوضع االقتصادي وال يزال من الممكن تشكيل احتكارات سياسية‬
‫واجتماعية عبر إحتكار الثروة لتقويض حياة اآلخرين‬
‫الليبرالية في هذا القرن هي المبادئ التي تقوم على افتراض السيادة المطلقة للفرد‪ ،‬أي استقالله الكامل عن هللا‪ ،‬فهي العقالنية أو عقيدة‬
‫السيادة المطلقة للعقل البشري لكن هذه االستقاللية تنشئ ما يسمى بالفكر الحر الذي يولد األخالق الحرة‪ ،‬أو بمعنى أدق الفجور‪ .‬يتم‬
‫التخلص من ضبط النفس والقلب والتركيز على إشباع رغبات الجسد أكثر من الروح وإعطاء العنان للعواطف فمن يعتقد ما يحلو له‬
‫سيفعل ما يحلو له‪ .‬الليبرالية في النظام الفكري هي رخصة في النظام األخالقي لفعل ماتريد بدون ضوابط سواء دينية أو قانونية أو‬
‫مجتمعية‪ .‬اضطراب في العقل يولد اضطرابا في القلب وهكذا تنشر الليبرالية اإلختزال البشري‬
‫مثال على القرن التاسع عشر الواليات المتحدة يبين بوضوح كيف يمكن لليبرالية أن تخلق هياكل قوة اقتصادية ال تهدد الحرية االقتصادية‬
‫فحسب‪ ،‬بل الحريات المدنية حيث مفهوم الليبرالية والحرية ليس اال صبغة ليس لها أثر حيث القوى المتحكمة هي الشركات‪ D‬الكبيرة التي‬
‫بدورها تعتبر كعوائل حاكمة‪ D‬تتنافس فيما بينها للسلطة القصوى والضحية هو مواطن تلك الدولة الذي يعتقد أن له حرية لكن عندما يتمعن‬
‫سيرى أنه ليس اال سلعة بأياديهم ومانراه يتمثل بحرية الغرب ال يتمحور اال باختزال للنفس البشرية اصطنعتها القوى الكبرى لكي تغشي‬
‫‪.‬عقولهم عن التفكير بما يحدث من فساد ونهب لكل من الثروات الطبيعية والبشرية‬

‫في عام ‪ 1573‬ببولندا بينما كانت أوروبا غارقة في الدين التعصب والحروب في وارسو تم التوقيع على الدستور الذي يحد من سلطة‬
‫الملك وتمكين األرستقراطيين وجعل منصب الملك إنتخابيا ومنح الحريات الدينية لسكان المملكة‪ .‬لكن ما حدث هو إستخدام‬
‫األرستقراطيين صالحياتهم لتعزيز أنفسهم على حساب اآلخرين وإضعاف السلطة المركزية وإنتشار الفساد والصراعات والفوضى بينهم‬
‫البعض لسبيل السيطرة وأصبح الملك دمية في أياديهم‪ .‬في النهاية األرستقراطيين أستعانوا بقوى خارجية للتفوق على بعضهم البعض مما‬
‫كان بداية النهاية لمملكة بولندا التي على مر العقود بعدها أنمحت من خارطة الوجود وتقسمت بين الدول المحيطة بها‪ .‬نرى مثال آخر في‬
‫الليبرالية اإلنجليزية فاألرستقراطيين لم يسابقوا النضال اإلنساني ألجل الحرية‪ ،‬بل أرادوا فقط الحرية االقتصادية وإستغالل الطبقة العاملة‬
‫وإلغاء الضرائب أو أي تدخل من الملك‪ .‬مثل هذا حدث بطريقة أو أخرى بممالك أخرى مثل هنجاريا‪ .‬فالحرية االقتصادية ليست مانحة‬
‫للحرية السياسية مثل مافعلت البندقية حيث كان الحراك االجتماعي وحقوق المشاركة السياسية مرتبطة ارتباطا وثيقا بالوضع االقتصادي‬
‫وال يزال من الممكن تشكيل احتكارات سياسية واجتماعية عبر إحتكار الثروة لتقويض حياة اآلخرين‬

You might also like