Professional Documents
Culture Documents
مدخل الاستجابة العبادة
مدخل الاستجابة العبادة
العبادة لغة:
العبادة هي الطاعة ،والعبودية :الخضوع والذل ،والتعبد :التنسك ،والتعبيد :التذليل ،وتعبد فالن
لفالن :إذا تذلل له ،وطريق معبد :مسلوك مذلل.
وأصل معنى العبودية هو االذعان الكلي والخضوع الكامل والطاعة المطلقة .قالوا ان لفظ العباد مأخوذ
من العبادة فتكثر إضافته إلى هللا تعالى ،ولفظ العبيد تكثر إضافته الى الى غير هللا ألنه مأخوذ من العبودية
بمعنى الرق ،وفرق بين العبادة والعبودية.
العبادة شرعا:
سئل شيخ االسالم ابن تيمية عن قول هللا عز وجل ":يا أيها الناس اعبدوا ربكم "فأجاب ":العبادة
هي اسم جامع لكل ما يحبه هللا ويرضاه من األقوال واألعمال الباطنة والظاهرة ،فالصالة والزكاة والصيام
والحج ،وصدق الحديث وأداء االمانة وبر الوالدين وصلة االرحام والوفاء بالعهود واألمر بالمعروف
والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين ،واالحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل ،والمملوك
من اآلدميين ،والبهائم ،والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة".
فالعبادة من خالل هذا الجواب تشمل الدين كله .قال تعالى ":وما خلقت الجن واالنس إال ليعدون ما أريد
منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن هللا هو الرزاق ذو القوة المتين “ .والحق أن دائرة العبادة التي
خلق هللا لها االنسان ،وجعلها غايته في الحياة ومهمته في األرض ،دائرة رحبة واسعة ،إنها تشمل شؤون
االنسان كلها وتستوعب حياته جميعا ،ومن أمثلة ذلك:
* كل عمل اجتماعي نافع يعده االسالم عبادة.
* عمل االنسان في معاشه والسعي على نفسه وأهله من أبواب العبادة.
* أعمال الغريزة وقضاء الشهوة :كاألكل والشرب ومباشرة الزوج لزوجته ،وما كان من هذا القبيل
يدخله االسالم في دائرة العبادة بشرط واحد هو النية الصالحة.
* االنقياد لشرع هللا عبادة.
* شمول العبادة لكيان االنسان كله :فالمسلم يعبد هللا بالفكر ،والقلب ،واللسان ،والسمع ،والبصر...
فالعبادة في االسالم تشمل جميع أعمال االنسان إذا قصد بها إرضاء هللا ،وتحقيق العبودية له والخضوع
ألمره وشريعته ،والقرب منه ،واتقاء غضبه والنجاة من عذابه...لدلك لم يقتصر مفهوم العبادة في االسالم
على النسك والعبادات الراتبة التي تقام في أمكنة معينة ،وبكيفية مخصوصة وباالتجاه الى جهة معينة ..بل
تسع الحياة كلها :من أدب االكل والشرب وقضاء الحاجة إلى بناء الدولة ،وسياسة الحكم ،وسياسة المال
،وشؤون المعامالت والعقوبات ،وأصول العالقات الدولية في السلم والحرب قال تعالى {:ليس البر أن
تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن باهلل واليوم االخر والمالئكة والكتاب والنبيئين
وءاتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصالة
وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين
صدقوا وأولئك هم المتقون } ( البقرة .) 177وقال عز وجل {:قل إن صالتي ونسكي ومحياي ومماتي هلل
رب العالمين ال شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } ( االنعام .) 163
أـ تعريفها :الصالة لغة :الدعاء والتسبيح ،قال تعالى" :وصل عليهم إن صالتك سكن لهم"
وشرعا :عبادة يؤديها المسلم خمس مرات في اليوم تقربا إلى هللا ،وهي ذات أقوال وأفعال
وشروط مخصوصة ،تفتتح بالتكبير وتختتم بالسليم.
والصالة عبادة عريقة في القدم وشعيرة مشتركة بين الديانات عامة .وقد عني االسالم بأمرها وشدد كل
التشديد في طلبها وحذر من تركها ،فهي عمود الدين ومفتاح الجنة وخير األعمال وأول ما يحاسب عليه
المؤمن يوم القيامة قال النبي» "العهد الذي بيننا وبينهم الصالة فمن تركها فقد كفر " (رواه الخمسة)
والصالة التي يريدها االسالم ،ليست مجرد أقوال يلوكها اللسان ،وحركات تؤديها الجوارح بال تدبر من
عقل ،وال خشوع من قلب ،وليست تلك التي ينقرها صاحبها نقر الديكة ،ويخطفها خطف الغراب ،ويلتفت
فيها التفات الثعلب ،كال ،فالصالة المقبولة هي التي تأخذ حقها من التأمل والخشية واستحضار عظمة
المعبود جل جالله...
بــ ـ أهدافها حكم مشروعيتها:
* األهداف الروحية والنفسية :إن مناجاة العبد لربه في صالته تشعره بوجود هللا وقربه منه ،يسمع
دعاءه ويلبي نداءه ويمده بالقوة والعون .فالصالة تمد المؤمن بقوة روحية نفسية تعينه على مواجهة متاعب
الحياة ومصائب الدنيا ،قال تعالى ":واستعينوا بالصبر والصالة وإنها لكبيرة إال على الخاشعين" ففي
الصالة يشعر المؤمن بالسكينة والرضا والطمأنينة :فعندما يكبر يحس أن هللا أكبر من كل ما يروعه ومن
يروعه في هذه الدنيا ...ولذلك كانت قرة عين رسول هللا » فإذا حز به أمر فزع إلى الصالة وكان يقول:
" أرحنا بالصالة يا بالل "
* األهداف الخلقية والتربوية :الصالة مدد لضمير المؤمن يقويه على فعل الخير وترك الشر ،ومجانبة
الفحشاء والمنكر ،فهي تغرس في القلب مراقبة هللا ورعاية حدوده والحرص على المواقيت ،والدقة في
المواعيد ،والتغلب على نوازع الكسل والهوى وجوانب الضعف اإلنساني قال تعالى{ :إن االنسان خلق
هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إال المصلين الذين هم على صلواتهم دائمون}
(العنكبوت .)45وقال عز وجل {ان الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر}..
ومن أهدافها التربوية :تركيز انتباه المصلي ،وتقوية ارادته ،واعترافه بأخطائه أمام ربه ،وتعلمه التنظيم
والطاعة ،وابداء الرأي كلما كان األمر ضروريا...
* األهداف الصحية :اشترط هللا للصالة تطهير الثوب والبدن والمكان ،فاالستعداد للصالة بالوضوء أو
الغسل والعناية بتنظيف األسنان قبل الصالة صحة للمصلي ،كما أ ُمر المسلم بأخذ زينته للصالة ويذهب
إلى المسجد طيب الرائحة حسن الملبس مجتنبا لكل ما يؤذي إخوانه من الروائح الكريهة ،قال تعالى {:يا
بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} وقال النبي » "إن هللا طيب يحب الطيب وجميل يحب النظافة "(
رواه الترمذي).كما أن حركات الصالة أشبه بالتمرينات الرياضية الفنية التي يقوم بها الرياضيون
المحدثون لتقوية الجسم ورياضة أعضائه ،فهذه الحركات تشد عصب المصلي وعضالته من غير
إرهاق...
* األهداف االجتماعية :إن اإلسالم حبب في صالة الجماعة ،وأوجب صالة الجمعة ،فاجتماع أهل الحي
خمس مرات في اليوم مع اجتماعهم يوم الجمعة اجتماعا أوسع ،يقوي الروابط االجتماعية ،ويشد أواصر
الصالت بين الجماعة ،ويدرب على المساواة إذ يقف الجميع في صف واحد من غير تمايز ،وتتآلف
القلوب وتتعارف الوجوه وتتصافح األيدي ،ويلتقون على وحدة الغاية والوسيلة ،فهم يصلون خلف رجل
واحد ويتلون كتابا واحدا ويتجهون إلى قبلة واحدة ،ويؤدون أعماال واحدة ،فكلهم عباد هللا اجتمعوا في بيته
تظلهم ظالل المحبة واألخوة...
* الصالة صورة مصغرة للمجتمع :االسالم ال يعرف مجتمعا بغير نظام ،لذلك فالصالة في االسالم تقوم
على النظام :إذ ال ينظر هللا إلى الصف األعوج ،والبد للصفوف أن تتراص وتتالحم وال يجوز ترك ثغرة
دون أن تمأل ،واالمام يعدل الصف خلفه حتى يستقيم ويتصل ،وينصح من وراءه أن" :لينوا بأيدي اخوانكم
" فالجماعة تقتضي قدرا من الليونة والمرونة لموافقة سائـر الصف .وبعد ذلك تكون الطاعة لإلمام "إنما
جعل االمام ليؤتم به ،فإذا كبر فكبروا ،وإذا ركع فاركعوا ،وإذا سجد فاسجدوا ،وإذا قرأ فانصتوا "وال يقبل
من أحد أن يشذ عن الصف ،ويسبق االمام فيركع مثله أو يسجد قبله ،فيحدث نشازا في البناء المنظم
المتناسق .ولكن هذا االمام إذا أخطأ فإن من حق من وراءه بل من واجبه أن يصحح له خطأه ،سواء كان
من غلط أو سهو ،وسواء كان الخطأ في القول أم الفعل ،في القراءة أم في أركان الصالة االخرى ،حتى ان
المرأة في الصفوف البعيدة تصفق بيدها لينتبه االمام الى خطئه .فهذه صورة مصغرة لما ينبغي أن تكون
عليه العالقة بين القيادة والجند فليست إمامة معصومة وال طاعة عمياء مطلقة...
/1تعريفه :الصيام لغة :هو االمساك عن الشيء والكف عنه.
وشرعا :هو اإلمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس.
الصيام عبادة سنوية أوجب هللا صيامه في شهر مبارك كريم قال هللا تعالى:
(البقرة )185
وهو من العبادات القديمة التي عرفتها االديان قبل االسالم ،قال تعالى:
(البقرة.)183
ورمضان موسم لطاعة هللا ومضاعفة الخيرات ،إال ان من المسلمين من لم ينتفع برمضان ولم يستفد منه،
فاهلل جعله للقلب والروح فجعلوه للبطن والمعدة ،جعله هللا للحلم والصبر فجعلوه للغضب والطيش ،جعله
هللا للسكينة والوقار فجعلوه شهر السباب والشجار ،جعله هللا ليغيروا فيه من صفات أنفسهم فما غيروا إال
مواعيد أكلهم ،جعله هللا تهذيبا للغني الطاعم ومواساة للبائس المحروم فجعلوه معرضا لفنون األطعمة
واألشربة ،تزداد فيه تخمة الغني بقدر ما تزداد حسرة الفقير...
/2أسرار الصيام وآثاره:
* االثار الروحية :الصوم صهر للنفس االنسانية وصياغة جديدة لها في االمتناع عن الطعام والشراب
والهوى طيلة شهر كامل من كل عام ،وتجرد هلل عز وجل وااللتجاء إليه ،وتحرر من سلطان الغرائز
وانطالق من سجن الجسد ،وتغلب على نزعات الشهوة وتحكم في مظاهر الحيوانية ،ففي رمضان ترتقي
روح الصائم ويقترب من المإل األعلى ،ويقرع أبواب السماء بدعائه فتفتح ،ويدعو ربه فيستجيب له،
ويناديه فيقول لبيك عبدي لبيك ،وفي هذا المعنى يقول النبي » ":ثالثة ال ترد دعوتهم :الصائم حتى
يفطر ،واالمام العادل ،ودعوة المظلوم "..
* اآلثار التربوية والنفسية :في الصوم ثقة بالنفس مستمدة من قدرتها على تحمل المشاق ومغالبة
النزوات وفي الصوم تقوية لإلرادة ،وتربية على الصبر فالصائم يجوع وأمامه شهي الغذاء ،ويعطش وبين
يديه بارد الماء ويعف وبجانبه زوجته وال رقيب عليه في ذلك إال ربه ،وال سلطان إال ضميره .والصوم
تجنيد واعداد للمؤمن الصابر المرابط المجاهد الذي يتحمل الشظف والجوع والحرمان ويرحب بالشدة
والخشونة وقسوة العيش...
اآلثار الخلقية واالجتماعية :الصيام تذكير عملي بجوع الجائعين وبؤس البائسين ،تذكير يسمعه الصائم من
صوت المعدة ونداء األمعاء،
فالذي نبت في أحضان النعمة ولم يعرف طعم الجوع ومرارة العطش ،لعله يظن أن الناس كلهم مثله ،فاهلل
جعل من الصوم مظهرا لالشتراكية الصحيحة ،والمساواة الكاملة ،وجعل الجوع ضريبة إجبارية يدفعها
الموسر والمعسر ،حتى يشعر الغني أن هناك معدات وبطونا خالية ،فتتفجر ينابيع الرحمة والعطف في
قلبه ،فيواسي المحتاج وال ينسى الفقير ،ولقد كان يوسف أمينا على خزائن االرض ،وكان يكثر من
الصيام ،فسئل عن ذلك فقال " :أخاف أن أشبع فأنسى الجائع"...
وفي الصوم تدريب على المسالمة ونبذ الخصام ،قال النبي » " فإذا كان يوم صوم أحدكم فال يرفث وال
يصخب وال يجهل فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم "
اآلثار الصحية :الصيام فرصة لتقوية البدن ،فإن كثيرا مما يصيب الناس من امراض إنما هو ناشئ من
بطونهم وتقول الحكمة االسالمية " المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء ".فالسوم فرصة تستريح فيها
المعدة ،ويتخاصم الجسم من كثير من فضالته الضارة وينظم االفرازات الهرمونية ويفيد ضغط الدم
وتصلب الشرايين تشحم القلب والكبد ،كما ينشط الجهاز التنفسي ويعين على التخلص من عادة التدخين
ويقلل من السمنة .فهم صحة للجسم وصفاء للفكر وقوة للذاكرة وراحة في النوم ،وصدق رسول هللا »
حين قال" :صوموا تصحوا "وقال أيضا ":الصيام جنة "(الستر والوقاية)
الطهارة ُ هي النّظافة من جميع األقذار ،سوا ًء أكانت حسّيةً أو معنويّة ،وتأتي تعريف الطهارةّ :
ط ُهرت المرأةُ، طهراً ،وطهارةً ،وهو النّقاء وزوال ال َّدنَس ،ويُقالَ : ط ُهر الشيءُ ، الطهارة في اللُّغة :من َ ّ
وهو نقيض الحيض.
الطاهرين، الطهارة في االصطالح :هي رفع ال َح َدث ،وإزالة النّجاسة وال َخبَث ،بالماء أو التُّراب ّ
والطهارة تكون للقلب والجسد معاً ،فطهارة ّ الطهارة، الطهور فهو ف ْعل ّ والطهور هو ما يُت َط ّهر به ،وأ ّما ُّ َّ
صف ٍةالجسد بغسل أعضاءٍ مخصوص ٍة على ِ القلب بترك الذُنوب ،والقيام باألعمال الصالحة ،وطهارة ِ
مخصوصة.
الطهارة على نوعين باعتبار محلها: وتكون ّ
شرك والمعصية وال ِكبِر؛ وذلك بالتوحيد الطهارة من ال ّ األول :الطهارة الباطنة أو المعنويّة وهي ّ
والطاعة واإلخالص واليقين والتوبة.
طهارةُ الحسيّة وهي التي تكون بالطهارة من ال َح َدث أو النَ َجس ،وهي نصف اإليمان، ّ ي :ال ّ
الثان ّ
ُ
اإليمان) رواه مسلم ،وتكون بالوضوء أو الغسل أو ِ ْ
ور شَط ُر ُّ
لقول النبي -عليه الصالة والسالم( :-الط ُه ُ
التي ُمم،
والطهارة نوعان باعتبار كيفية إزالتها: ّ
ّ
األول :حقيقيّة وهي التي تكون من ال َخبَث ،واألشياء ال ُمستقذرة في الشرع ،وتكون في الثوب
بالتنزه واالبتعاد عنها. ّ والبدن والمكان ،وتُزال
الثانيُ :حكميّة وهي التي تكون في البدن ،وتكون من ال َح َدث ،وتُرفع بالوضوء أو الغُسل ،أو
نجس ،أو ما في معناهما أو على ث أو إزالة ٍ ي بأنها ر ْفع حد ٍ وعرفها اإلمام النوو ّ ّ التي ّمم عند تعذُّرهما،
صورتهما ،وأ ّما الحنفيّة فهي رف ُع ما يُمنع به الصالة.
صغرى التي تكون ُ ُ
ويُقسّمها بعض العُلماء إلى :طهارة ال َح َدث؛ وهي الغُسل ،وتس ّمى كبرى ،وال ُّ
بالوضوء ،ويُصار إلى التي ُّمم عند تعذّرهما ،وطهارة ال َخبَث ثالث :غَسلٌ ،و َمس ٌح ،ونَض ٌح.
شروط وجوب الطهارة :يجب على ال ُمسلم تطهير نفسه وثوبه وبدنه ومكانه من جميع النّجاسات،
لطائِفِينَ َو ْالعَا ِكفِينَ َو ُّ
الر َّك ِع ال ُّ
س ُجودِ)، ي ِل َّ
ط ِ ّه َرا بَ ْيتِ َلقوله تعالى( :وثيابَك فطهر) ،وقوله -تعالى( :-أَن َ
شروط ،وهي كما يأتي :اإلسالم :وقيل :بُلوغ الدعوة ،العقل :فال تجب الطهارة بعشرة ُ وتجب ّ
الطهارة على المجنون أو ال ُمغمى عليه ،أما السّكران فتجب عليه الطهارة ،لقول النبي -عليه الصالة
الصبى
ِّ ظ ،وعن النائم حتى يستي ِق َ ِ يبرأَ ،وعن المجنون حتى َ ِ (أن القلَ َم قد ُرفِ َع عن ثالثةٍ :عن والسالمَّ :-
حتى يع ِقلَ) .البُلوغ :ويُعرف بخمس عالمات ،وهي :االحتالم ،وإنبات الشعر ،والحمل ،والحيض ،وبُلوغ
خمسة عشر عاماً ،وقيل سبعة عشر ،وقيل :ثمانية عشر ،انقطاع دم الحيض أو النّفاس ،لقول النبي -
الث واألربَ َع وال تص ِلّي) .دُخول الوقت، تمكث الث َّ َ
ُ الحيض،
ُ ان إحدا ُ َّ
كن ص ُ عليه الصالة والسالم( :-ونُ ْق َ
وجاء عند المالكيّة :دُخول وقت الصالة الحاضرة ،وتذ ُّكر الصالة الفائِتة .عدم النوم .عدم النسيان .عدم
اإلكراه .وجود الماء أو التُراب الطاهرين .القُدرة على الفعل بقدر اإلمكان :لقوله -تعالى( :-فَاتَّقُوا اللَّـهَ َما
ا ْست َ َ
ط ْعت ُ ْم).
إن للطهارة الكثير من األهمية والمحاسن ،ومنها ما يأتي: ّ أهمية الطهارة ّ
✓ الجمع بين طهارة الجسم والقلب،
شعور ِبعظمة الوقوف بين يدي هللا -تعالى -لمناجاته. ✓ وال ُّ
✓ تُحقّق النظافة الشخصيّة ،وتُجدّد الحيويّة والنشاط عند اإلنسان.
ومس ال ُمصحف. ّ ط لص ّحة الصالة والطواف ✓ نيل محبّة هللا -تعالى ،-باإلضافة إلى أنها شر ٌ
يطلع عليها أح ٌد إال هللا -تعالى.- صحة اإليمان؛ فهي من العبادات المستورة التي ال ّ ✓ دلي ٌل على ِ
واألتربة،ِ ✓ حماية ال ُمجتمع من األمراض؛ بغسل األعضاء من األوساخ
شخصيّة والنّظافة العامة. صحة ال ّ الحفاظ على ال ّ ِ ✓
✓ سببٌ لدُخول الجنة ،وت ْكفير الخطايا والذُّنوب ،والنّور يوم القيامة،
✓ فيها اتباعا ً للنبي -عليه الصالة والسالم ،-واتّباعا ً ألوامر هللا -تعالى.-
موجبات الطهارة :يجب الوضوء للعديد من األُمور ،منها:
صالةِ الصالة :سوا ًء أكانت فرضا ً أو نفالً ،لقوله -تعالى( :-يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ ِإذَا قُ ْمت ُ ْم ِإلَى ال َّ
ين). س ُحواْ ِب ُرؤُو ِس ُك ْم َوأ َ ْر ُجلَ ُك ْم ِإلَى ْال َك ْعبَ ِ ام َ ق َو ْ فا ْغ ِسلُواْ ُو ُجو َه ُك ْم َوأ َ ْي ِديَ ُك ْم ِإلَى ْال َم َرافِ ِ
طواف :لقول النبي -عليه الصالة والسالم -لعائشة -رضي هللا عنها( :-ا ْفعَ ِلي ما يَ ْفعَ ُل ال َحا ُّج َ
غير ال ّ
َط ُه ِري). ت حتَّى ت ْ طوفي بالبَ ْي ِ أ َ ْن ال ت َ ُ
س ال ُمصحف. َم ُّ
نواقض الوضوء :هناك العديد من األمور التي تنقض الوضوء أو تُفسده ،وهي كما يأتي :الخارج
سا َء فَلَ ْم ت َِجدُوا من السبيلين ،كالبول والغائط ،لقوله -تعالى( :-أ َ ْو َجا َء أ َ َح ٌد ِم ْن ُك ْم ِمنَ ْالغَا ِئ ِط أ َ ْو َال َم ْست ُ ُم ال ِنّ َ
ط ِيّبًا)،ص ِعيدًا َ َما ًء فَتَيَ َّم ُموا َ
ش َكا إلى الريح؛ ويُشترط أن يكون معه صوت أو نتن ،لحديث النبي -عليه الصالة والسالم( :-أنَّهُ َ ّ
ص َال ِة؟ فَقالَ :ال يَ ْنفَ ِت ْل ْ -أو َّ ال في ء ي
ْ َ َّ
ش ال ُ
د جَِ ي ه َّ ن أ ه
ِ ي
ْ َ لإ ُ
ل َّ ي َ
خ ُ ي الذي لُ ج الر
َ َّ ُ م َّ وسل عليه ُ هللا ى َّ لص ِ
َر ِ َّ َ
َّللا ل سو
ص ْوتًا ْأو يَ ِج َد ِري ًحا). ف -حتَّى يَسْمع َ ص ِر ْ ال يَ ْن َ
ي الذي يرى الغُسل ي في حال ُخروجه من غير شهوة ينقض الوضوء ،خالفا ً للشافع ّ المذي ،والمن ّ
منه ولو نزل بغير شهوة.
سكر ،أو النوم ال ُمستغرق. ّ ْ زوال العقل؛ سوا ًء أكان بجنون ،أو إغماء ،أو ُ
س الفرج باليدّ ،سوا ًء أكان قُبأل ً أو دُبرا ً من غير حائل ،وهو قول المالكيّة ،والحنابلة ،وذهب َم ُّ
الحنفيّة بعدم نقض الوضوء من ذلك ،ويرى بعض العُلماء إلى استحباب الوضوء منه.
ُ
س المرأة بشهوة؛ وذهب بعض العُلماء إلى عدم نقض الوضوء من ذلك إال في حال خروج َم ُّ
ناقض إال إذا كان بشهوة، ٍ شيء منه ،وهو قول أبي حنيفة ،وبعض الحنابلة ،ويرى آخرون أنه غير
ي إلى أنّه ينقض ُمطلقاً. وذهب الشافع ّ
ً
تغسيل الميت :وهو من ُموجبات الوضوء عند الحنابلة فقط ،خالفا لل ُجمهور.
أكل لحم اإلبل :وهو من ُموجبات الوضوء أيضا ً عند األمام أحمد فقط ،خالفا ً لل ُجمهور.
وعدمه.
ِ قض الردّة :وهو من ُموجبات الوضؤء ال ُمختلف فيها بين العُلماء ،بين النّ ِ ّ
إن للغُسل العديد من الموجبات ،وهي كما يأتي: موجبات الغسل ّ
ي وال فرق في ال ُحكم بين الرجل أو المرأة ،في النوم أو اليقظة ،لقول النبي -عليه الصالة ُخروج ال ّمن ّ
شهوة للغُسل منه ،في حين اء)،ويشترط الحنابلة والمالكيّة والحنفيّة ال ّ ُ والسالم( :-إنَّما ال َما ُء ِمنَ ال َم ِ
يرى الشافعيّة الغُسل منه ولو نزل بغير شهوة.
س بيْنَ َ
الختانين وهو من األحكام ال ُمتّفق عليها ،لقول النبي -عليه الصالة والسالم( :-إذا َجل َ التقاء ِ
ب الغَ ْسلُ) ،وأ ّما في حالة وصول المني إلى الفرج من غير إيالج، ُ
األربَ ِع ،ث َّم َج َه َدها فقَ ْد و َج َ شعَبِها ْ ُ
غسل على المرأة منه لقول ُجمهور الفُقهاء. فال ُ
يض ْ
سا َء فِي ال َم ِح ِ ُ
يض قل ه َُو أذى فَا ْعت َِزلوا النِّ َ ً َ ُ ع ِن ال َم ِح ِ ْ ُ َ
(ويَ ْسألونَكَ َ الحيض والّنفاس لقوله -تعالىَ :-
َ
ْث أ َم َر ُك ُم َّ
َّللاُ). ط َّه ْرنَ فَأتُوه َُّن ِم ْن َحي ُ ْ َوالَ ت َ ْق َربُوه َُّن َحتَّى يَ ْ
ط ُه ْرنَ فَإِذَا ت َ َ
الموت وهو قول الحنفيّة ،وبعض المالكيّة والشافعيّة والحنابلة ،لقول النبي -عليه الصالة والسالم-
لمن مات ُمحرماً( :ا ْغ ِسلُوهُ ب َماءٍ و ِسد ٍْر ،و َك ِفّنُوهُ في ث َ ْوبَ ْي ِه) .وهذا ال ُحكم في غير شهيد المعركة.
س ّن عند غيرهم. الدخول في دين اإلسالم وهو قول المالكيّة والحنابلة ،ويُ َ
ُسن الغُسل ليوم ال ُجمعة ،ولإلحرام سوا ًء أكان للحج أو العُمرة ،وعند دُخول م ّكة ،و ِل ُك ّل مناسبة وي ُّ
غسّل ميتاً ،وللنّظافة ،وفي األعياد ،وللتّبرد ،وغير ذلك مما لم يُذكر في موجبات فيها اجتماع ،ولمن َ
الغُسل.
كيفية الطهارة:
❖ كيفية الوضوء يبدأ اإلنسان وضوءه بالنّيّة في رفع ال َحدث ،ث ُ ّم يُس ّمي باهلل -تعالى ،َ-ويغسل كفّيه
أخذ الماء للفَم واألنف باليمين، س ُّن ْ ثالث مراتٍ ،ويُ َ َ ثالث مراتٍ ،ث ُ ّم يتمضمض ويَستنشق َ
ت ويُخلّل معه لحيته ،ث ُ ّم يغسل يديه إلى ما فوق شمال .ث ُ ّم يغسل وجهه ثالَث مرا ٍ واستنثارهُما بال ِ ّ
مرة ً واحدة ً ُمقبالً و ُمدبرا ً ،ث ُ ّم يمسح أُذنيه ظاهرا ً المرفقين مع تخليل أصابعه ،ث ُ ّم يمسح رأسه كامالً ّ
عا بإنَاءٍ ، وباطناً ،ث ُ ّم يغسل قدميه مع كعبيه ويُخلل أصابعه .لفعل النبي -عليه الصالة والسالمَ ( :-د َ
س َلغ َ ض ،وا ْست َ ْنشَقَ ،ث ُ َّم َ ض َم َ َاء ،فَ َم ْ سلَ ُه َما ،ث ُ َّم أ ْد َخ َل يَ ِمينَهُ في اإلن ِ ث ِم َر ٍار ،فَغَ َ غ علَى َكفَّ ْي ِه ث َ َال َ فأ ْف َر َ
ث ِم َرا ٍر إلى س َل ِرجْ لَ ْي ِه ث َ َال َغ َ برأْ ِس ِه ،ث ُ َّم َ س َح َ ث ِم َر ٍار ،ث ُ َّم َم َ وجْ َههُ ث َ َالثًا ،ويَ َد ْي ِه إلى ِ
الم ْرفَقَي ِْن ث َ َال َ
ال َك ْعبَي ِْن).
فاألكمل في الوضوء :غسل اليدين ،والمضمضة واالستنشاق ،مع غسل الوجه ثالث
مرات ،ث ُ ّم غسل اليدين إلى المرفقين ثالث مرات ،ث ُ ّم مسح الرأس ،ث ُ ّم مسح األُذنين ،ث ُ ّم غسل القدمين
إلى الكعبين ثالث مرات.
غسله بِغَسل عورته ،ث ُ ّم يغسل يديه بالصابون م ّما علق بهما ،ث ُ ّم يتوضّأ ❖ كيفية الغسل يبدأ المسلم ُ
كما يتوضّأ للصالة ،ويجوز له تأخير غسل رجليه إلى آخر الغُسل ،ث ُ ّم يغسل شقَّه األيمن ،وبعده
األيسر ،ث ُ ّم يفيض بالماء على رأسه .وهُناك صورتان للغُسل ،األولى ُمجزئة؛ وتكون بالنّيّة ،ث ُ ّم تعميم
صورة الثانية فهي الكمال ،حيث تكون بالنيّة ومحلّها القلب دون الماء على جميع الجسد ،وأ ّما ال ّ
شمال ،ث ُ ّم غسل اليدين ثالثاً ،ث ُ ّم الوضوء ،وبعدها يضع التّلفّظ بها ،ثم التّسمية ،ث ّم غسل الفرج باليد ال ّ
شعر .ث ُ ّم يغسل جسده بدءا ً بشقّه األيمن ،لفعل النبي - ال ُمغت ِسل الماء على رأسه مع تخليل أصول ال ّ
س َل َكفَّ ْي ِهغ ْسلَهُ ِمنَ ال َجنَابَ ِة ،فَغَ َ َّللاُ عليه وسلَّ َم ُ صلَّى َّ هللا َ عليه الصالة والسالم( :-أ َ ْدنَيْتُ ِل َرسو ِل ِ
ب ب ِش َما ِل ِه ض َر َسلَهُ ب ِش َما ِل ِه ،ث ُ َّم َ غ َغ به علَى فَ ْر ِج ِه ،و َ َاء ،ث ُ َّم أ ْف َر َ
َم َّرتَي ِْنْ ،أو ث َ َالثًا ،ث ُ َّم أ ْد َخ َل يَ َدهُ في اإلن ِ
ت ِم ْل َء َك ِفّ ِه، ث َحفَنَا ٍ غ علَى َرأْ ِس ِه ث َ َال َ ص َالةِ ،ث ُ َّم أ ْف َر َ ضو َءهُ ِلل َّ ضأ َ ُو ُ شدِيدًا ،ث ُ َّم ت ََو َّ ض ،فَ َدلَ َك َها َد ْل ًكا َ األر َ ْ
س ِدهِ).
سائِ َر َج َ س َل َغ َ ث ُ َّم َ
إن النّجاسة أو الشيء النجس إن كان بذاته كالبول أو الغائط ،فهذا ال ي ُ
ُمكن ❖ كيفية إزالة النجاسة َّ
تطهيره ،وأ ّما الشيء ال ُمتن ّجس فهو الشيء الذي خالطته نجاسة ،فإن كانت النّجاسة سائلةً كالبول؛
فيكفي إفراغ الماء عليه حتى تذهب ،وأ ّما إن كانت يابسة فتُزال عينُها بفركها.
الطهارة وإزالة النجاسات أن تكون بالماء أو ما في ُحكمه كالثلج والبَ َرد ،لقوله - واألصل في ّ
ورا) ،ويجوز إزالة النّجاسة بالتُراب؛ كنجاسة الكلب والخنزير، ط ُه ً اء َما ًء َ س َم ِ(وأَنزَ ْلنَا ِمنَ ال َّ تعالىَ :-
شك اإلنسان في ُحصول النجاسة ،فيكفي فيه إفراغ الماء على الحجارة والمناديل لل ُمستنجي ،وإن َّ أو ِ
شك في ُحصول النجاسة فيطرح الشك؛ ألن الطهارة هي األصل في المكان المشكوك فيه ،وإن َّ
األشياء.
الطهارة إزالة الرائحة واللون وعين النجاسة ،ويُعفى عن النجاسات التي يصعب واألصل في ّ
ذهاب لونها بتحلّلها كالدم ال ُمتجلّط ،ولكن يجب على اإلنسان بذل وسعه في إزالتها.
الطهارة في الثوب للطهارة من الحدثين األصغر واألكبر ،وأ ّما ّ كيفية التيمم :يكون التي ّمم ّ
والبدن والمكان فال يُشرع لها تي ُّمم ،بل تُزال وتُغسل ،فإن لم يستطع إزالتها فإنه يُصلي على حاله.
ض ْرب األرض بالكفّين مع تفريج األصابع ،ث ُ ّم يمسح كيفيَّة التي ّمم فيكون بالبدء بالتّسمية ،ثُم َ
تيمم وجهه بباطن األصابع ،ث ُ ّم يمسح ظاهر كفيه براحتيه ،لقول النبي -عليه الصالة والسالم- ال ُم ِ ّ
أج ِد صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم في َحا َجةٍ ،فأجْ نَبْتُ فَلَ ْم ِ لعمار بن ياسر -رضي هللا عنه ( :-بَعَثَنِي َرسو ُل َّ ِ
َّللا َ
صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم ،فَقالَ :إنَّما كانَ ي َ غ الدَّابَّةُ ،فَذَ َك ْرتُ ذلكَ للنب ِّ ص ِعي ِد كما ت َ َم َّر ُ ال َما َء ،فَت َ َم َّر ْغتُ في ال َّ
ظ ْه َر َك ِفّ ِه ب ِش َما ِل ِه س َح ب ِهما َ ض َها ،ث ُ َّم َم َض ،ث ُ َّم نَفَ َ ض ْربَةً علَى ْ
األر ِ ب ب َك ِفّ ِه َ ض َر َ صنَ َع َه َكذَا ،فَ َ يَ ْكفِيكَ ْ
أن ت َ ْ
س َح ب ِهما وجْ َههُ) ،وذهب الحنفيّة والشافعيّة إلى أنّها ضربتين ،األولى ظ ْه َر ِش َما ِل ِه ب َك ِفّ ِه ،ث ُ َّم َم َ ْأو َ
للوجه ،واألُخرى لليدين ،ويرى المالكيّة والحنابلة أنها ضربةٌ واحدة ،واألكمل ضربتان.