You are on page 1of 6

‫مدخل االستجابة‬

‫العبادة لغة‪:‬‬
‫العبادة هي الطاعة‪ ،‬والعبودية‪ :‬الخضوع والذل‪ ،‬والتعبد‪ :‬التنسك‪ ،‬والتعبيد‪ :‬التذليل‪ ،‬وتعبد فالن‬
‫لفالن‪ :‬إذا تذلل له‪ ،‬وطريق معبد‪ :‬مسلوك مذلل‪.‬‬
‫وأصل معنى العبودية هو االذعان الكلي والخضوع الكامل والطاعة المطلقة‪ .‬قالوا ان لفظ العباد مأخوذ‬
‫من العبادة فتكثر إضافته إلى هللا تعالى‪ ،‬ولفظ العبيد تكثر إضافته الى الى غير هللا ألنه مأخوذ من العبودية‬
‫بمعنى الرق‪ ،‬وفرق بين العبادة والعبودية‪.‬‬
‫العبادة شرعا‪:‬‬
‫سئل شيخ االسالم ابن تيمية عن قول هللا عز وجل‪ ":‬يا أيها الناس اعبدوا ربكم "فأجاب‪ ":‬العبادة‬
‫هي اسم جامع لكل ما يحبه هللا ويرضاه من األقوال واألعمال الباطنة والظاهرة‪ ،‬فالصالة والزكاة والصيام‬
‫والحج‪ ،‬وصدق الحديث وأداء االمانة وبر الوالدين وصلة االرحام والوفاء بالعهود واألمر بالمعروف‬
‫والنهي عن المنكر والجهاد للكفار والمنافقين‪ ،‬واالحسان للجار واليتيم والمسكين وابن السبيل‪ ،‬والمملوك‬
‫من اآلدميين‪ ،‬والبهائم‪ ،‬والدعاء والذكر والقراءة وأمثال ذلك من العبادة‪".‬‬
‫فالعبادة من خالل هذا الجواب تشمل الدين كله‪ .‬قال تعالى‪ ":‬وما خلقت الجن واالنس إال ليعدون ما أريد‬
‫منهم من رزق وما أريد أن يطعمون إن هللا هو الرزاق ذو القوة المتين “‪ .‬والحق أن دائرة العبادة التي‬
‫خلق هللا لها االنسان‪ ،‬وجعلها غايته في الحياة ومهمته في األرض‪ ،‬دائرة رحبة واسعة‪ ،‬إنها تشمل شؤون‬
‫االنسان كلها وتستوعب حياته جميعا‪ ،‬ومن أمثلة ذلك‪:‬‬
‫* كل عمل اجتماعي نافع يعده االسالم عبادة‪.‬‬
‫* عمل االنسان في معاشه والسعي على نفسه وأهله من أبواب العبادة‪.‬‬
‫* أعمال الغريزة وقضاء الشهوة‪ :‬كاألكل والشرب ومباشرة الزوج لزوجته‪ ،‬وما كان من هذا القبيل‬
‫يدخله االسالم في دائرة العبادة بشرط واحد هو النية الصالحة‪.‬‬
‫* االنقياد لشرع هللا عبادة‪.‬‬
‫* شمول العبادة لكيان االنسان كله‪ :‬فالمسلم يعبد هللا بالفكر‪ ،‬والقلب‪ ،‬واللسان‪ ،‬والسمع‪ ،‬والبصر‪...‬‬
‫فالعبادة في االسالم تشمل جميع أعمال االنسان إذا قصد بها إرضاء هللا ‪،‬وتحقيق العبودية له والخضوع‬
‫ألمره وشريعته ‪،‬والقرب منه ‪،‬واتقاء غضبه والنجاة من عذابه‪...‬لدلك لم يقتصر مفهوم العبادة في االسالم‬
‫على النسك والعبادات الراتبة التي تقام في أمكنة معينة ‪،‬وبكيفية مخصوصة وباالتجاه الى جهة معينة ‪..‬بل‬
‫تسع الحياة كلها‪ :‬من أدب االكل والشرب وقضاء الحاجة إلى بناء الدولة‪ ،‬وسياسة الحكم ‪،‬وسياسة المال‬
‫‪،‬وشؤون المعامالت والعقوبات ‪،‬وأصول العالقات الدولية في السلم والحرب قال تعالى‪ {:‬ليس البر أن‬
‫تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ولكن البر من امن باهلل واليوم االخر والمالئكة والكتاب والنبيئين‬
‫وءاتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصالة‬
‫وءاتى الزكاة والموفون بعهدهم إذا عاهدوا والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس أولئك الذين‬
‫صدقوا وأولئك هم المتقون } ( البقرة ‪.) 177‬وقال عز وجل‪ {:‬قل إن صالتي ونسكي ومحياي ومماتي هلل‬
‫رب العالمين ال شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين } ( االنعام ‪.) 163‬‬

‫أـ تعريفها‪ :‬الصالة لغة‪ :‬الدعاء والتسبيح‪ ،‬قال تعالى‪" :‬وصل عليهم إن صالتك سكن لهم"‬
‫وشرعا‪ :‬عبادة يؤديها المسلم خمس مرات في اليوم تقربا إلى هللا‪ ،‬وهي ذات أقوال وأفعال‬
‫وشروط مخصوصة‪ ،‬تفتتح بالتكبير وتختتم بالسليم‪.‬‬
‫والصالة عبادة عريقة في القدم وشعيرة مشتركة بين الديانات عامة‪ .‬وقد عني االسالم بأمرها وشدد كل‬
‫التشديد في طلبها وحذر من تركها‪ ،‬فهي عمود الدين ومفتاح الجنة وخير األعمال وأول ما يحاسب عليه‬
‫المؤمن يوم القيامة قال النبي» "العهد الذي بيننا وبينهم الصالة فمن تركها فقد كفر " (رواه الخمسة)‬
‫والصالة التي يريدها االسالم‪ ،‬ليست مجرد أقوال يلوكها اللسان‪ ،‬وحركات تؤديها الجوارح بال تدبر من‬
‫عقل‪ ،‬وال خشوع من قلب‪ ،‬وليست تلك التي ينقرها صاحبها نقر الديكة‪ ،‬ويخطفها خطف الغراب‪ ،‬ويلتفت‬
‫فيها التفات الثعلب‪ ،‬كال‪ ،‬فالصالة المقبولة هي التي تأخذ حقها من التأمل والخشية واستحضار عظمة‬
‫المعبود جل جالله‪...‬‬
‫بــ ـ أهدافها حكم مشروعيتها‪:‬‬
‫* األهداف الروحية والنفسية‪ :‬إن مناجاة العبد لربه في صالته تشعره بوجود هللا وقربه منه‪ ،‬يسمع‬
‫دعاءه ويلبي نداءه ويمده بالقوة والعون‪ .‬فالصالة تمد المؤمن بقوة روحية نفسية تعينه على مواجهة متاعب‬
‫الحياة ومصائب الدنيا‪ ،‬قال تعالى‪ ":‬واستعينوا بالصبر والصالة وإنها لكبيرة إال على الخاشعين" ففي‬
‫الصالة يشعر المؤمن بالسكينة والرضا والطمأنينة‪ :‬فعندما يكبر يحس أن هللا أكبر من كل ما يروعه ومن‬
‫يروعه في هذه الدنيا ‪...‬ولذلك كانت قرة عين رسول هللا » فإذا حز به أمر فزع إلى الصالة وكان يقول‪:‬‬
‫" أرحنا بالصالة يا بالل "‬
‫* األهداف الخلقية والتربوية‪ :‬الصالة مدد لضمير المؤمن يقويه على فعل الخير وترك الشر‪ ،‬ومجانبة‬
‫الفحشاء والمنكر‪ ،‬فهي تغرس في القلب مراقبة هللا ورعاية حدوده والحرص على المواقيت‪ ،‬والدقة في‬
‫المواعيد‪ ،‬والتغلب على نوازع الكسل والهوى وجوانب الضعف اإلنساني قال تعالى‪{ :‬إن االنسان خلق‬
‫هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا إال المصلين الذين هم على صلواتهم دائمون}‬
‫(العنكبوت ‪ .)45‬وقال عز وجل {ان الصالة تنهى عن الفحشاء والمنكر‪}..‬‬
‫ومن أهدافها التربوية‪ :‬تركيز انتباه المصلي‪ ،‬وتقوية ارادته‪ ،‬واعترافه بأخطائه أمام ربه‪ ،‬وتعلمه التنظيم‬
‫والطاعة‪ ،‬وابداء الرأي كلما كان األمر ضروريا‪...‬‬
‫* األهداف الصحية‪ :‬اشترط هللا للصالة تطهير الثوب والبدن والمكان ‪،‬فاالستعداد للصالة بالوضوء أو‬
‫الغسل والعناية بتنظيف األسنان قبل الصالة صحة للمصلي ‪،‬كما أ ُمر المسلم بأخذ زينته للصالة ويذهب‬
‫إلى المسجد طيب الرائحة حسن الملبس مجتنبا لكل ما يؤذي إخوانه من الروائح الكريهة ‪،‬قال تعالى ‪ {:‬يا‬
‫بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد} وقال النبي » "إن هللا طيب يحب الطيب وجميل يحب النظافة "(‬
‫رواه الترمذي)‪.‬كما أن حركات الصالة أشبه بالتمرينات الرياضية الفنية التي يقوم بها الرياضيون‬
‫المحدثون لتقوية الجسم ورياضة أعضائه ‪،‬فهذه الحركات تشد عصب المصلي وعضالته من غير‬
‫إرهاق‪...‬‬
‫* األهداف االجتماعية‪ :‬إن اإلسالم حبب في صالة الجماعة‪ ،‬وأوجب صالة الجمعة‪ ،‬فاجتماع أهل الحي‬
‫خمس مرات في اليوم مع اجتماعهم يوم الجمعة اجتماعا أوسع‪ ،‬يقوي الروابط االجتماعية‪ ،‬ويشد أواصر‬
‫الصالت بين الجماعة‪ ،‬ويدرب على المساواة إذ يقف الجميع في صف واحد من غير تمايز‪ ،‬وتتآلف‬
‫القلوب وتتعارف الوجوه وتتصافح األيدي‪ ،‬ويلتقون على وحدة الغاية والوسيلة‪ ،‬فهم يصلون خلف رجل‬
‫واحد ويتلون كتابا واحدا ويتجهون إلى قبلة واحدة‪ ،‬ويؤدون أعماال واحدة‪ ،‬فكلهم عباد هللا اجتمعوا في بيته‬
‫تظلهم ظالل المحبة واألخوة‪...‬‬
‫* الصالة صورة مصغرة للمجتمع‪ :‬االسالم ال يعرف مجتمعا بغير نظام ‪،‬لذلك فالصالة في االسالم تقوم‬
‫على النظام ‪:‬إذ ال ينظر هللا إلى الصف األعوج‪ ،‬والبد للصفوف أن تتراص وتتالحم وال يجوز ترك ثغرة‬
‫دون أن تمأل ‪،‬واالمام يعدل الصف خلفه حتى يستقيم ويتصل‪ ،‬وينصح من وراءه أن‪" :‬لينوا بأيدي اخوانكم‬
‫" فالجماعة تقتضي قدرا من الليونة والمرونة لموافقة سائـر الصف ‪.‬وبعد ذلك تكون الطاعة لإلمام "إنما‬
‫جعل االمام ليؤتم به ‪،‬فإذا كبر فكبروا ‪،‬وإذا ركع فاركعوا ‪،‬وإذا سجد فاسجدوا ‪،‬وإذا قرأ فانصتوا "وال يقبل‬
‫من أحد أن يشذ عن الصف ‪،‬ويسبق االمام فيركع مثله أو يسجد قبله ‪،‬فيحدث نشازا في البناء المنظم‬
‫المتناسق ‪.‬ولكن هذا االمام إذا أخطأ فإن من حق من وراءه بل من واجبه أن يصحح له خطأه ‪،‬سواء كان‬
‫من غلط أو سهو ‪،‬وسواء كان الخطأ في القول أم الفعل ‪،‬في القراءة أم في أركان الصالة االخرى ‪،‬حتى ان‬
‫المرأة في الصفوف البعيدة تصفق بيدها لينتبه االمام الى خطئه ‪.‬فهذه صورة مصغرة لما ينبغي أن تكون‬
‫عليه العالقة بين القيادة والجند فليست إمامة معصومة وال طاعة عمياء مطلقة‪...‬‬
‫‪ /1‬تعريفه‪ :‬الصيام لغة‪ :‬هو االمساك عن الشيء والكف عنه‪.‬‬
‫وشرعا‪ :‬هو اإلمساك عن شهوتي البطن والفرج من طلوع الفجر إلى غروب الشمس‪.‬‬
‫الصيام عبادة سنوية أوجب هللا صيامه في شهر مبارك كريم قال هللا تعالى‪:‬‬

‫(البقرة ‪)185‬‬
‫وهو من العبادات القديمة التي عرفتها االديان قبل االسالم‪ ،‬قال تعالى‪:‬‬
‫(البقرة‪.)183‬‬
‫ورمضان موسم لطاعة هللا ومضاعفة الخيرات‪ ،‬إال ان من المسلمين من لم ينتفع برمضان ولم يستفد منه‪،‬‬
‫فاهلل جعله للقلب والروح فجعلوه للبطن والمعدة‪ ،‬جعله هللا للحلم والصبر فجعلوه للغضب والطيش‪ ،‬جعله‬
‫هللا للسكينة والوقار فجعلوه شهر السباب والشجار‪ ،‬جعله هللا ليغيروا فيه من صفات أنفسهم فما غيروا إال‬
‫مواعيد أكلهم‪ ،‬جعله هللا تهذيبا للغني الطاعم ومواساة للبائس المحروم فجعلوه معرضا لفنون األطعمة‬
‫واألشربة‪ ،‬تزداد فيه تخمة الغني بقدر ما تزداد حسرة الفقير‪...‬‬
‫‪ /2‬أسرار الصيام وآثاره‪:‬‬
‫* االثار الروحية‪ :‬الصوم صهر للنفس االنسانية وصياغة جديدة لها في االمتناع عن الطعام والشراب‬
‫والهوى طيلة شهر كامل من كل عام‪ ،‬وتجرد هلل عز وجل وااللتجاء إليه‪ ،‬وتحرر من سلطان الغرائز‬
‫وانطالق من سجن الجسد‪ ،‬وتغلب على نزعات الشهوة وتحكم في مظاهر الحيوانية‪ ،‬ففي رمضان ترتقي‬
‫روح الصائم ويقترب من المإل األعلى‪ ،‬ويقرع أبواب السماء بدعائه فتفتح‪ ،‬ويدعو ربه فيستجيب له‪،‬‬
‫ويناديه فيقول لبيك عبدي لبيك‪ ،‬وفي هذا المعنى يقول النبي » ‪ ":‬ثالثة ال ترد دعوتهم ‪:‬الصائم حتى‬
‫يفطر ‪،‬واالمام العادل ‪،‬ودعوة المظلوم ‪"..‬‬
‫* اآلثار التربوية والنفسية‪ :‬في الصوم ثقة بالنفس مستمدة من قدرتها على تحمل المشاق ومغالبة‬
‫النزوات وفي الصوم تقوية لإلرادة‪ ،‬وتربية على الصبر فالصائم يجوع وأمامه شهي الغذاء‪ ،‬ويعطش وبين‬
‫يديه بارد الماء ويعف وبجانبه زوجته وال رقيب عليه في ذلك إال ربه‪ ،‬وال سلطان إال ضميره‪ .‬والصوم‬
‫تجنيد واعداد للمؤمن الصابر المرابط المجاهد الذي يتحمل الشظف والجوع والحرمان ويرحب بالشدة‬
‫والخشونة وقسوة العيش‪...‬‬
‫اآلثار الخلقية واالجتماعية‪ :‬الصيام تذكير عملي بجوع الجائعين وبؤس البائسين‪ ،‬تذكير يسمعه الصائم من‬
‫صوت المعدة ونداء األمعاء‪،‬‬
‫فالذي نبت في أحضان النعمة ولم يعرف طعم الجوع ومرارة العطش‪ ،‬لعله يظن أن الناس كلهم مثله‪ ،‬فاهلل‬
‫جعل من الصوم مظهرا لالشتراكية الصحيحة‪ ،‬والمساواة الكاملة‪ ،‬وجعل الجوع ضريبة إجبارية يدفعها‬
‫الموسر والمعسر‪ ،‬حتى يشعر الغني أن هناك معدات وبطونا خالية‪ ،‬فتتفجر ينابيع الرحمة والعطف في‬
‫قلبه‪ ،‬فيواسي المحتاج وال ينسى الفقير‪ ،‬ولقد كان يوسف ‪ ‬أمينا على خزائن االرض‪ ،‬وكان يكثر من‬
‫الصيام‪ ،‬فسئل عن ذلك فقال‪ " :‬أخاف أن أشبع فأنسى الجائع‪"...‬‬
‫وفي الصوم تدريب على المسالمة ونبذ الخصام‪ ،‬قال النبي » " فإذا كان يوم صوم أحدكم فال يرفث وال‬
‫يصخب وال يجهل فإن شاتمه أحد أو قاتله فليقل إني صائم إني صائم "‬
‫اآلثار الصحية‪ :‬الصيام فرصة لتقوية البدن ‪،‬فإن كثيرا مما يصيب الناس من امراض إنما هو ناشئ من‬
‫بطونهم وتقول الحكمة االسالمية " المعدة بيت الداء والحمية رأس كل دواء "‪.‬فالسوم فرصة تستريح فيها‬
‫المعدة‪ ،‬ويتخاصم الجسم من كثير من فضالته الضارة وينظم االفرازات الهرمونية ويفيد ضغط الدم‬
‫وتصلب الشرايين تشحم القلب والكبد ‪،‬كما ينشط الجهاز التنفسي ويعين على التخلص من عادة التدخين‬
‫ويقلل من السمنة ‪.‬فهم صحة للجسم وصفاء للفكر وقوة للذاكرة وراحة في النوم ‪،‬وصدق رسول هللا »‬
‫حين قال‪" :‬صوموا تصحوا "وقال أيضا ‪ ":‬الصيام جنة "(الستر والوقاية)‬
‫الطهارة ُ هي النّظافة من جميع األقذار‪ ،‬سوا ًء أكانت حسّيةً أو معنويّة‪ ،‬وتأتي‬ ‫تعريف الطهارة‪ّ :‬‬
‫ط ُهرت المرأةُ‪،‬‬ ‫طهراً‪ ،‬وطهارةً‪ ،‬وهو النّقاء وزوال ال َّدنَس‪ ،‬ويُقال‪َ :‬‬ ‫ط ُهر الشيء‪ُ ،‬‬ ‫الطهارة في اللُّغة‪ :‬من َ‬ ‫ّ‬
‫وهو نقيض الحيض‪.‬‬
‫الطاهرين‪،‬‬ ‫الطهارة في االصطالح‪ :‬هي رفع ال َح َدث‪ ،‬وإزالة النّجاسة وال َخبَث‪ ،‬بالماء أو التُّراب ّ‬
‫والطهارة تكون للقلب والجسد معاً‪ ،‬فطهارة‬ ‫ّ‬ ‫الطهارة‪،‬‬ ‫الطهور فهو ف ْعل ّ‬ ‫والطهور هو ما يُت َط ّهر به‪ ،‬وأ ّما ُّ‬ ‫َّ‬
‫صف ٍة‬‫الجسد بغسل أعضاءٍ مخصوص ٍة على ِ‬ ‫القلب بترك الذُنوب‪ ،‬والقيام باألعمال الصالحة‪ ،‬وطهارة ِ‬
‫مخصوصة‪.‬‬
‫الطهارة على نوعين باعتبار محلها‪:‬‬ ‫وتكون ّ‬
‫شرك والمعصية وال ِكبِر؛ وذلك بالتوحيد‬ ‫الطهارة من ال ّ‬ ‫األول‪ :‬الطهارة الباطنة أو المعنويّة وهي ّ‬
‫والطاعة واإلخالص واليقين والتوبة‪.‬‬
‫طهارةُ الحسيّة وهي التي تكون بالطهارة من ال َح َدث أو النَ َجس‪ ،‬وهي نصف اإليمان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ي‪ :‬ال ّ‬
‫الثان ّ‬
‫ُ‬
‫اإليمان) رواه مسلم‪ ،‬وتكون بالوضوء أو الغسل أو‬ ‫ِ‬ ‫ْ‬
‫ور شَط ُر‬ ‫ُّ‬
‫لقول النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪( :-‬الط ُه ُ‬
‫التي ُمم‪،‬‬
‫والطهارة نوعان باعتبار كيفية إزالتها‪:‬‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫األول‪ :‬حقيقيّة وهي التي تكون من ال َخبَث‪ ،‬واألشياء ال ُمستقذرة في الشرع‪ ،‬وتكون في الثوب‬
‫بالتنزه واالبتعاد عنها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والبدن والمكان‪ ،‬وتُزال‬
‫الثاني‪ُ :‬حكميّة وهي التي تكون في البدن‪ ،‬وتكون من ال َح َدث‪ ،‬وتُرفع بالوضوء أو الغُسل‪ ،‬أو‬
‫نجس‪ ،‬أو ما في معناهما أو على‬ ‫ث أو إزالة ٍ‬ ‫ي بأنها ر ْفع حد ٍ‬ ‫وعرفها اإلمام النوو ّ‬ ‫ّ‬ ‫التي ّمم عند تعذُّرهما‪،‬‬
‫صورتهما‪ ،‬وأ ّما الحنفيّة فهي رف ُع ما يُمنع به الصالة‪.‬‬
‫صغرى التي تكون‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ويُقسّمها بعض العُلماء إلى‪ :‬طهارة ال َح َدث؛ وهي الغُسل‪ ،‬وتس ّمى كبرى‪ ،‬وال ُّ‬
‫بالوضوء‪ ،‬ويُصار إلى التي ُّمم عند تعذّرهما‪ ،‬وطهارة ال َخبَث ثالث‪ :‬غَسلٌ‪ ،‬و َمس ٌح‪ ،‬ونَض ٌح‪.‬‬
‫شروط وجوب الطهارة‪ :‬يجب على ال ُمسلم تطهير نفسه وثوبه وبدنه ومكانه من جميع النّجاسات‪،‬‬
‫لطائِفِينَ َو ْالعَا ِكفِينَ َو ُّ‬
‫الر َّك ِع ال ُّ‬
‫س ُجودِ)‪،‬‬ ‫ي ِل َّ‬
‫ط ِ ّه َرا بَ ْيتِ َ‬‫لقوله تعالى‪( :‬وثيابَك فطهر)‪ ،‬وقوله ‪-‬تعالى‪( :-‬أَن َ‬
‫شروط‪ ،‬وهي كما يأتي‪ :‬اإلسالم‪ :‬وقيل‪ :‬بُلوغ الدعوة‪ ،‬العقل‪ :‬فال تجب‬ ‫الطهارة بعشرة ُ‬ ‫وتجب ّ‬
‫الطهارة على المجنون أو ال ُمغمى عليه‪ ،‬أما السّكران فتجب عليه الطهارة‪ ،‬لقول النبي ‪-‬عليه الصالة‬
‫الصبى‬
‫ِّ‬ ‫ظ‪ ،‬وعن‬ ‫النائم حتى يستي ِق َ‬ ‫ِ‬ ‫يبرأَ‪ ،‬وعن‬ ‫المجنون حتى َ‬ ‫ِ‬ ‫(أن القلَ َم قد ُرفِ َع عن ثالثةٍ‪ :‬عن‬ ‫والسالم‪َّ :-‬‬
‫حتى يع ِقلَ)‪ .‬البُلوغ‪ :‬ويُعرف بخمس عالمات‪ ،‬وهي‪ :‬االحتالم‪ ،‬وإنبات الشعر‪ ،‬والحمل‪ ،‬والحيض‪ ،‬وبُلوغ‬
‫خمسة عشر عاماً‪ ،‬وقيل سبعة عشر‪ ،‬وقيل‪ :‬ثمانية عشر‪ ،‬انقطاع دم الحيض أو النّفاس‪ ،‬لقول النبي ‪-‬‬
‫الث واألربَ َع وال تص ِلّي)‪ .‬دُخول الوقت‪،‬‬ ‫تمكث الث َّ َ‬
‫ُ‬ ‫الحيض‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ان إحدا ُ َّ‬
‫كن‬ ‫ص ُ‬ ‫عليه الصالة والسالم‪( :-‬ونُ ْق َ‬
‫وجاء عند المالكيّة‪ :‬دُخول وقت الصالة الحاضرة‪ ،‬وتذ ُّكر الصالة الفائِتة‪ .‬عدم النوم‪ .‬عدم النسيان‪ .‬عدم‬
‫اإلكراه‪ .‬وجود الماء أو التُراب الطاهرين‪ .‬القُدرة على الفعل بقدر اإلمكان‪ :‬لقوله ‪-‬تعالى‪( :-‬فَاتَّقُوا اللَّـهَ َما‬
‫ا ْست َ َ‬
‫ط ْعت ُ ْم)‪.‬‬
‫إن للطهارة الكثير من األهمية والمحاسن‪ ،‬ومنها ما يأتي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫أهمية الطهارة ّ‬
‫✓ الجمع بين طهارة الجسم والقلب‪،‬‬
‫شعور ِبعظمة الوقوف بين يدي هللا ‪-‬تعالى‪ -‬لمناجاته‪.‬‬ ‫✓ وال ُّ‬
‫✓ تُحقّق النظافة الشخصيّة‪ ،‬وتُجدّد الحيويّة والنشاط عند اإلنسان‪.‬‬
‫ومس ال ُمصحف‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ط لص ّحة الصالة والطواف‬ ‫✓ نيل محبّة هللا ‪-‬تعالى‪ ،-‬باإلضافة إلى أنها شر ٌ‬
‫يطلع عليها أح ٌد إال هللا ‪-‬تعالى‪.-‬‬ ‫صحة اإليمان؛ فهي من العبادات المستورة التي ال ّ‬ ‫✓ دلي ٌل على ِ‬
‫واألتربة‪،‬‬‫ِ‬ ‫✓ حماية ال ُمجتمع من األمراض؛ بغسل األعضاء من األوساخ‬
‫شخصيّة والنّظافة العامة‪.‬‬ ‫صحة ال ّ‬ ‫الحفاظ على ال ّ‬ ‫ِ‬ ‫✓‬
‫✓ سببٌ لدُخول الجنة‪ ،‬وت ْكفير الخطايا والذُّنوب‪ ،‬والنّور يوم القيامة‪،‬‬
‫✓ فيها اتباعا ً للنبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ ،-‬واتّباعا ً ألوامر هللا ‪-‬تعالى‪.-‬‬
‫موجبات الطهارة‪ :‬يجب الوضوء للعديد من األُمور‪ ،‬منها‪:‬‬
‫صالةِ‬ ‫الصالة‪ :‬سوا ًء أكانت فرضا ً أو نفالً‪ ،‬لقوله ‪-‬تعالى‪( :-‬يَا أَيُّ َها الَّذِينَ آ َمنُواْ ِإذَا قُ ْمت ُ ْم ِإلَى ال َّ‬
‫ين)‪.‬‬ ‫س ُحواْ ِب ُرؤُو ِس ُك ْم َوأ َ ْر ُجلَ ُك ْم ِإلَى ْال َك ْعبَ ِ‬ ‫ام َ‬ ‫ق َو ْ‬ ‫فا ْغ ِسلُواْ ُو ُجو َه ُك ْم َوأ َ ْي ِديَ ُك ْم ِإلَى ْال َم َرافِ ِ‬
‫طواف‪ :‬لقول النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪ -‬لعائشة ‪-‬رضي هللا عنها‪( :-‬ا ْفعَ ِلي ما يَ ْفعَ ُل ال َحا ُّج َ‬
‫غير‬ ‫ال ّ‬
‫َط ُه ِري)‪.‬‬ ‫ت حتَّى ت ْ‬ ‫طوفي بالبَ ْي ِ‬ ‫أ َ ْن ال ت َ ُ‬
‫س ال ُمصحف‪.‬‬ ‫َم ُّ‬
‫نواقض الوضوء‪ :‬هناك العديد من األمور التي تنقض الوضوء أو تُفسده‪ ،‬وهي كما يأتي‪ :‬الخارج‬
‫سا َء فَلَ ْم ت َِجدُوا‬ ‫من السبيلين‪ ،‬كالبول والغائط‪ ،‬لقوله ‪-‬تعالى‪( :-‬أ َ ْو َجا َء أ َ َح ٌد ِم ْن ُك ْم ِمنَ ْالغَا ِئ ِط أ َ ْو َال َم ْست ُ ُم ال ِنّ َ‬
‫ط ِيّبًا)‪،‬‬‫ص ِعيدًا َ‬ ‫َما ًء فَتَيَ َّم ُموا َ‬
‫ش َكا إلى‬ ‫الريح؛ ويُشترط أن يكون معه صوت أو نتن‪ ،‬لحديث النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪( :-‬أنَّهُ َ‬ ‫ّ‬
‫ص َال ِة؟ فَقالَ‪ :‬ال يَ ْنفَ ِت ْل ‪ْ -‬أو‬ ‫َّ‬ ‫ال‬ ‫في‬ ‫ء‬ ‫ي‬
‫ْ َ‬ ‫َّ‬
‫ش‬ ‫ال‬ ‫ُ‬
‫د‬ ‫ج‬‫َِ‬ ‫ي‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ه‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫إ‬ ‫ُ‬
‫ل‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫خ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫الذي‬ ‫ل‬‫ُ‬ ‫ج‬ ‫الر‬
‫َ َّ ُ‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫وسل‬ ‫عليه‬ ‫ُ‬ ‫هللا‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ص‬ ‫ِ‬
‫َر ِ َّ َ‬
‫َّللا‬ ‫ل‬ ‫سو‬
‫ص ْوتًا ْأو يَ ِج َد ِري ًحا)‪.‬‬ ‫ف‪ -‬حتَّى يَسْمع َ‬ ‫ص ِر ْ‬ ‫ال يَ ْن َ‬
‫ي الذي يرى الغُسل‬ ‫ي في حال ُخروجه من غير شهوة ينقض الوضوء‪ ،‬خالفا ً للشافع ّ‬ ‫المذي‪ ،‬والمن ّ‬
‫منه ولو نزل بغير شهوة‪.‬‬
‫سكر‪ ،‬أو النوم ال ُمستغرق‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ْ‬ ‫زوال العقل؛ سوا ًء أكان بجنون‪ ،‬أو إغماء‪ ،‬أو ُ‬
‫س الفرج باليدّ‪ ،‬سوا ًء أكان قُبأل ً أو دُبرا ً من غير حائل‪ ،‬وهو قول المالكيّة‪ ،‬والحنابلة‪ ،‬وذهب‬ ‫َم ُّ‬
‫الحنفيّة بعدم نقض الوضوء من ذلك‪ ،‬ويرى بعض العُلماء إلى استحباب الوضوء منه‪.‬‬
‫ُ‬
‫س المرأة بشهوة؛ وذهب بعض العُلماء إلى عدم نقض الوضوء من ذلك إال في حال خروج‬ ‫َم ُّ‬
‫ناقض إال إذا كان بشهوة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫شيء منه‪ ،‬وهو قول أبي حنيفة‪ ،‬وبعض الحنابلة‪ ،‬ويرى آخرون أنه غير‬
‫ي إلى أنّه ينقض ُمطلقاً‪.‬‬ ‫وذهب الشافع ّ‬
‫ً‬
‫تغسيل الميت‪ :‬وهو من ُموجبات الوضوء عند الحنابلة فقط‪ ،‬خالفا لل ُجمهور‪.‬‬
‫أكل لحم اإلبل‪ :‬وهو من ُموجبات الوضوء أيضا ً عند األمام أحمد فقط‪ ،‬خالفا ً لل ُجمهور‪.‬‬
‫وعدمه‪.‬‬
‫ِ‬ ‫قض‬ ‫الردّة‪ :‬وهو من ُموجبات الوضؤء ال ُمختلف فيها بين العُلماء‪ ،‬بين النّ ِ‬ ‫ّ‬
‫إن للغُسل العديد من الموجبات‪ ،‬وهي كما يأتي‪:‬‬ ‫موجبات الغسل ّ‬
‫ي وال فرق في ال ُحكم بين الرجل أو المرأة‪ ،‬في النوم أو اليقظة‪ ،‬لقول النبي ‪-‬عليه الصالة‬ ‫ُخروج ال ّمن ّ‬
‫شهوة للغُسل منه‪ ،‬في حين‬ ‫اء)‪،‬ويشترط الحنابلة والمالكيّة والحنفيّة ال ّ‬ ‫ُ‬ ‫والسالم‪( :-‬إنَّما ال َما ُء ِمنَ ال َم ِ‬
‫يرى الشافعيّة الغُسل منه ولو نزل بغير شهوة‪.‬‬
‫س بيْنَ‬ ‫َ‬
‫الختانين وهو من األحكام ال ُمتّفق عليها‪ ،‬لقول النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪( :-‬إذا َجل َ‬ ‫التقاء ِ‬
‫ب الغَ ْسلُ)‪ ،‬وأ ّما في حالة وصول المني إلى الفرج من غير إيالج‪،‬‬ ‫ُ‬
‫األربَ ِع‪ ،‬ث َّم َج َه َدها فقَ ْد و َج َ‬ ‫شعَبِها ْ‬ ‫ُ‬
‫غسل على المرأة منه لقول ُجمهور الفُقهاء‪.‬‬ ‫فال ُ‬
‫يض‬ ‫ْ‬
‫سا َء فِي ال َم ِح ِ‬ ‫ُ‬
‫يض قل ه َُو أذى فَا ْعت َِزلوا النِّ َ‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ع ِن ال َم ِح ِ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫(ويَ ْسألونَكَ َ‬ ‫الحيض والّنفاس لقوله ‪-‬تعالى‪َ :-‬‬
‫َ‬
‫ْث أ َم َر ُك ُم َّ‬
‫َّللاُ)‪.‬‬ ‫ط َّه ْرنَ فَأتُوه َُّن ِم ْن َحي ُ‬ ‫ْ‬ ‫َوالَ ت َ ْق َربُوه َُّن َحتَّى يَ ْ‬
‫ط ُه ْرنَ فَإِذَا ت َ َ‬
‫الموت وهو قول الحنفيّة‪ ،‬وبعض المالكيّة والشافعيّة والحنابلة‪ ،‬لقول النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪-‬‬
‫لمن مات ُمحرماً‪( :‬ا ْغ ِسلُوهُ ب َماءٍ و ِسد ٍْر‪ ،‬و َك ِفّنُوهُ في ث َ ْوبَ ْي ِه)‪ .‬وهذا ال ُحكم في غير شهيد المعركة‪.‬‬
‫س ّن عند غيرهم‪.‬‬ ‫الدخول في دين اإلسالم وهو قول المالكيّة والحنابلة‪ ،‬ويُ َ‬
‫ُسن الغُسل ليوم ال ُجمعة‪ ،‬ولإلحرام سوا ًء أكان للحج أو العُمرة‪ ،‬وعند دُخول م ّكة‪ ،‬و ِل ُك ّل مناسبة‬ ‫وي ُّ‬
‫غسّل ميتاً‪ ،‬وللنّظافة‪ ،‬وفي األعياد‪ ،‬وللتّبرد‪ ،‬وغير ذلك مما لم يُذكر في موجبات‬ ‫فيها اجتماع‪ ،‬ولمن َ‬
‫الغُسل‪.‬‬
‫كيفية الطهارة‪:‬‬
‫❖ كيفية الوضوء يبدأ اإلنسان وضوءه بالنّيّة في رفع ال َحدث‪ ،‬ث ُ ّم يُس ّمي باهلل ‪-‬تعالى‪ ،َ-‬ويغسل كفّيه‬
‫أخذ الماء للفَم واألنف باليمين‪،‬‬ ‫س ُّن ْ‬ ‫ثالث مراتٍ‪ ،‬ويُ َ‬ ‫َ‬ ‫ثالث مراتٍ‪ ،‬ث ُ ّم يتمضمض ويَستنشق‬ ‫َ‬
‫ت ويُخلّل معه لحيته‪ ،‬ث ُ ّم يغسل يديه إلى ما فوق‬ ‫شمال‪ .‬ث ُ ّم يغسل وجهه ثالَث مرا ٍ‬ ‫واستنثارهُما بال ِ ّ‬
‫مرة ً واحدة ً ُمقبالً و ُمدبرا ً‪ ،‬ث ُ ّم يمسح أُذنيه ظاهرا ً‬ ‫المرفقين مع تخليل أصابعه‪ ،‬ث ُ ّم يمسح رأسه كامالً ّ‬
‫عا بإنَاءٍ ‪،‬‬ ‫وباطناً‪ ،‬ث ُ ّم يغسل قدميه مع كعبيه ويُخلل أصابعه‪ .‬لفعل النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪َ ( :-‬د َ‬
‫س َل‬‫غ َ‬ ‫ض‪ ،‬وا ْست َ ْنشَقَ ‪ ،‬ث ُ َّم َ‬ ‫ض َم َ‬ ‫َاء‪ ،‬فَ َم ْ‬ ‫سلَ ُه َما‪ ،‬ث ُ َّم أ ْد َخ َل يَ ِمينَهُ في اإلن ِ‬ ‫ث ِم َر ٍار‪ ،‬فَغَ َ‬ ‫غ علَى َكفَّ ْي ِه ث َ َال َ‬ ‫فأ ْف َر َ‬
‫ث ِم َرا ٍر إلى‬ ‫س َل ِرجْ لَ ْي ِه ث َ َال َ‬‫غ َ‬ ‫برأْ ِس ِه‪ ،‬ث ُ َّم َ‬ ‫س َح َ‬ ‫ث ِم َر ٍار‪ ،‬ث ُ َّم َم َ‬ ‫وجْ َههُ ث َ َالثًا‪ ،‬ويَ َد ْي ِه إلى ِ‬
‫الم ْرفَقَي ِْن ث َ َال َ‬
‫ال َك ْعبَي ِْن)‪.‬‬
‫فاألكمل في الوضوء‪ :‬غسل اليدين‪ ،‬والمضمضة واالستنشاق‪ ،‬مع غسل الوجه ثالث‬
‫مرات‪ ،‬ث ُ ّم غسل اليدين إلى المرفقين ثالث مرات‪ ،‬ث ُ ّم مسح الرأس‪ ،‬ث ُ ّم مسح األُذنين‪ ،‬ث ُ ّم غسل القدمين‬
‫إلى الكعبين ثالث مرات‪.‬‬
‫غسله بِغَسل عورته‪ ،‬ث ُ ّم يغسل يديه بالصابون م ّما علق بهما‪ ،‬ث ُ ّم يتوضّأ‬ ‫❖ كيفية الغسل يبدأ المسلم ُ‬
‫كما يتوضّأ للصالة‪ ،‬ويجوز له تأخير غسل رجليه إلى آخر الغُسل‪ ،‬ث ُ ّم يغسل شقَّه األيمن‪ ،‬وبعده‬
‫األيسر‪ ،‬ث ُ ّم يفيض بالماء على رأسه‪ .‬وهُناك صورتان للغُسل‪ ،‬األولى ُمجزئة؛ وتكون بالنّيّة‪ ،‬ث ُ ّم تعميم‬
‫صورة الثانية فهي الكمال‪ ،‬حيث تكون بالنيّة ومحلّها القلب دون‬ ‫الماء على جميع الجسد‪ ،‬وأ ّما ال ّ‬
‫شمال‪ ،‬ث ُ ّم غسل اليدين ثالثاً‪ ،‬ث ُ ّم الوضوء‪ ،‬وبعدها يضع‬ ‫التّلفّظ بها‪ ،‬ثم التّسمية‪ ،‬ث ّم غسل الفرج باليد ال ّ‬
‫شعر‪ .‬ث ُ ّم يغسل جسده بدءا ً بشقّه األيمن‪ ،‬لفعل النبي ‪-‬‬ ‫ال ُمغت ِسل الماء على رأسه مع تخليل أصول ال ّ‬
‫س َل َكفَّ ْي ِه‬‫غ ْسلَهُ ِمنَ ال َجنَابَ ِة‪ ،‬فَغَ َ‬ ‫َّللاُ عليه وسلَّ َم ُ‬ ‫صلَّى َّ‬ ‫هللا َ‬ ‫عليه الصالة والسالم‪( :-‬أ َ ْدنَيْتُ ِل َرسو ِل ِ‬
‫ب ب ِش َما ِل ِه‬ ‫ض َر َ‬‫سلَهُ ب ِش َما ِل ِه‪ ،‬ث ُ َّم َ‬ ‫غ َ‬‫غ به علَى فَ ْر ِج ِه‪ ،‬و َ‬ ‫َاء‪ ،‬ث ُ َّم أ ْف َر َ‬
‫َم َّرتَي ِْن‪ْ ،‬أو ث َ َالثًا‪ ،‬ث ُ َّم أ ْد َخ َل يَ َدهُ في اإلن ِ‬
‫ت ِم ْل َء َك ِفّ ِه‪،‬‬ ‫ث َحفَنَا ٍ‬ ‫غ علَى َرأْ ِس ِه ث َ َال َ‬ ‫ص َالةِ‪ ،‬ث ُ َّم أ ْف َر َ‬ ‫ضو َءهُ ِلل َّ‬ ‫ضأ َ ُو ُ‬ ‫شدِيدًا‪ ،‬ث ُ َّم ت ََو َّ‬ ‫ض‪ ،‬فَ َدلَ َك َها َد ْل ًكا َ‬ ‫األر َ‬ ‫ْ‬
‫س ِدهِ)‪.‬‬
‫سائِ َر َج َ‬ ‫س َل َ‬‫غ َ‬ ‫ث ُ َّم َ‬
‫إن النّجاسة أو الشيء النجس إن كان بذاته كالبول أو الغائط‪ ،‬فهذا ال ي ُ‬
‫ُمكن‬ ‫❖ كيفية إزالة النجاسة َّ‬
‫تطهيره‪ ،‬وأ ّما الشيء ال ُمتن ّجس فهو الشيء الذي خالطته نجاسة‪ ،‬فإن كانت النّجاسة سائلةً كالبول؛‬
‫فيكفي إفراغ الماء عليه حتى تذهب‪ ،‬وأ ّما إن كانت يابسة فتُزال عينُها بفركها‪.‬‬
‫الطهارة وإزالة النجاسات أن تكون بالماء أو ما في ُحكمه كالثلج والبَ َرد‪ ،‬لقوله ‪-‬‬ ‫واألصل في ّ‬
‫ورا)‪ ،‬ويجوز إزالة النّجاسة بالتُراب؛ كنجاسة الكلب والخنزير‪،‬‬ ‫ط ُه ً‬ ‫اء َما ًء َ‬ ‫س َم ِ‬‫(وأَنزَ ْلنَا ِمنَ ال َّ‬ ‫تعالى‪َ :-‬‬
‫شك اإلنسان في ُحصول النجاسة‪ ،‬فيكفي فيه إفراغ الماء على‬ ‫الحجارة والمناديل لل ُمستنجي‪ ،‬وإن َّ‬ ‫أو ِ‬
‫شك في ُحصول النجاسة فيطرح الشك؛ ألن الطهارة هي األصل في‬ ‫المكان المشكوك فيه‪ ،‬وإن َّ‬
‫األشياء‪.‬‬
‫الطهارة إزالة الرائحة واللون وعين النجاسة‪ ،‬ويُعفى عن النجاسات التي يصعب‬ ‫واألصل في ّ‬
‫ذهاب لونها بتحلّلها كالدم ال ُمتجلّط‪ ،‬ولكن يجب على اإلنسان بذل وسعه في إزالتها‪.‬‬
‫الطهارة في الثوب‬ ‫للطهارة من الحدثين األصغر واألكبر‪ ،‬وأ ّما ّ‬ ‫كيفية التيمم‪ :‬يكون التي ّمم ّ‬
‫والبدن والمكان فال يُشرع لها تي ُّمم‪ ،‬بل تُزال وتُغسل‪ ،‬فإن لم يستطع إزالتها فإنه يُصلي على حاله‪.‬‬
‫ض ْرب األرض بالكفّين مع تفريج األصابع‪ ،‬ث ُ ّم يمسح‬ ‫كيفيَّة التي ّمم فيكون بالبدء بالتّسمية‪ ،‬ثُم َ‬
‫تيمم وجهه بباطن األصابع‪ ،‬ث ُ ّم يمسح ظاهر كفيه براحتيه‪ ،‬لقول النبي ‪-‬عليه الصالة والسالم‪-‬‬ ‫ال ُم ِ ّ‬
‫أج ِد‬ ‫صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم في َحا َجةٍ‪ ،‬فأجْ نَبْتُ فَلَ ْم ِ‬ ‫لعمار بن ياسر ‪-‬رضي هللا عنه‪ ( :-‬بَعَثَنِي َرسو ُل َّ ِ‬
‫َّللا َ‬
‫صلَّى هللاُ عليه وسلَّ َم‪ ،‬فَقالَ‪ :‬إنَّما كانَ‬ ‫ي َ‬ ‫غ الدَّابَّةُ‪ ،‬فَذَ َك ْرتُ ذلكَ للنب ِّ‬ ‫ص ِعي ِد كما ت َ َم َّر ُ‬ ‫ال َما َء‪ ،‬فَت َ َم َّر ْغتُ في ال َّ‬
‫ظ ْه َر َك ِفّ ِه ب ِش َما ِل ِه‬ ‫س َح ب ِهما َ‬ ‫ض َها‪ ،‬ث ُ َّم َم َ‬‫ض‪ ،‬ث ُ َّم نَفَ َ‬ ‫ض ْربَةً علَى ْ‬
‫األر ِ‬ ‫ب ب َك ِفّ ِه َ‬ ‫ض َر َ‬ ‫صنَ َع َه َكذَا‪ ،‬فَ َ‬ ‫يَ ْكفِيكَ ْ‬
‫أن ت َ ْ‬
‫س َح ب ِهما وجْ َههُ)‪ ،‬وذهب الحنفيّة والشافعيّة إلى أنّها ضربتين‪ ،‬األولى‬ ‫ظ ْه َر ِش َما ِل ِه ب َك ِفّ ِه‪ ،‬ث ُ َّم َم َ‬ ‫ْأو َ‬
‫للوجه‪ ،‬واألُخرى لليدين‪ ،‬ويرى المالكيّة والحنابلة أنها ضربةٌ واحدة‪ ،‬واألكمل ضربتان‪.‬‬

You might also like