You are on page 1of 29

‫الجمهوريـة العربيـة السـورية‬

‫وزارة التعليم العـالــي‬


‫المعهد العالي للدراسات والبحوث السكانية‬

‫• نظرية مالتوس في السكان‬

‫د‪ .‬جمعة حجازي‬


‫مخطط البحـث‪:‬‬ ‫•‬
‫المقدمة‪.‬‬ ‫•‬
‫حياة توماس روبرت مالتوس‪.‬‬ ‫•‬
‫المتغيرات التي أثرت على أفكار مالتوس في السكان‪.‬‬ ‫•‬
‫عالقة مالتوس بغيره من الكتاب والمعاصرين‪.‬‬ ‫•‬
‫النظرية المالتوسية في السكان‪:‬‬ ‫•‬
‫– فلسفة مالتوس االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫– مبادىء النظرية المالتوسية في السكان‪.‬‬
‫تقويم ونقد نظرية مالتوس‪.‬‬ ‫•‬
‫األثر العملي لنظرية مالتوس‪.‬‬ ‫•‬
‫الخـاتمة‪.‬‬ ‫•‬
‫قائمة بالمراجع‪.‬‬ ‫•‬
‫حياة توماس روبرت مالتوس (‪:)1‬‬
‫عاش توماس روبرت مالتوس خالل الفترة الممتدة من ‪ ،1834-1766‬حيث‬ ‫•‬
‫ولد في إنجلترا و درس الالهوت في جامعة كامبردج كما برع في الرياضيات‪ ،‬وأصبح مالتوس‬
‫ال يعتقد في شيء ينقصه الدليل‪ ،‬وعلى ذلك فقد رفض أن ينساق مع تيار التفاؤل الذي قام على‬
‫أساس عاطفي يستولي على أفئدة الناس دون تفكير أو مناقشة ولم يتأثر بهذا التيار من التفاؤل‬
‫ألنه كان يحكم عقله في كل شئ وبكل دقة‪.‬‬
‫•‬
‫في عام ‪ 1798‬التحق كاهنا بكنيسة إنجلترا وعمل أستاذا ً للتاريخ‪ ،‬وعلّم االقتصاد في عام‬
‫‪1806‬حتى وفاته في عام ‪ ، 1834‬وقد شهد العصر الذي عاش فيه مالتوس في غرب أوربا‬
‫تغيرات اجتماعية واقتصادية هامة أدت إلي ارتفاع بطيء في معدل زيادة السكان‪.‬‬

‫أن كثيرا ً من‬


‫وقد كان مالتوس أول من وضع إطارا ً لنظرية سكانية متكاملة‪ ،‬على الرغم من ّ‬ ‫•‬
‫الجوانب في تلك النظرية لم تكن من آراء مالتوس نفسه بل كانت معروفة من قبل‪ ،‬وباإلضافة‬
‫إلى فضل مالتوس في وضع أسس النظرية السكانية الحديثة فقد كان له فضل كبير كذلك في‬
‫توجيه األنظار إلى المسائل السكانية المختلفة وتحريض الدراسات واألبحاث ليس في مجال علم‬
‫السكان فحسب بل أيضا ً في مجال علم االقتصاد وعلم االجتماع والصحة وغير ذلك من المجاالت‬
‫األخرى (‪.)6‬‬
‫المتغيرات التي أثرت على أفكار مالتوس في السكان‪:‬‬ ‫•‬
‫كما أسلفنا فقد شهدت الفترة التي عاشها مالتوس عدة تغيرات هامة في المجال الفكري واالقتصادي‬ ‫•‬
‫واالجتماعي والسياسي(‪:)3‬‬
‫‪ .1‬المجال الفكري‪ :‬حيث كانت تلك الفترة تتميز بوجود بقايا متداعية من فكر المدرسة التجارية‬ ‫•‬
‫أن عماد الثروة ألي شعب من الشعوب إن ّما يتمثل‬ ‫(الميركانتيلية) وهي المدرسة التي كانت ترى ّ‬
‫فيما يملكه من معادن نفيسة وأنّه لكي تزداد هذه الثروة ال بدّ وأن يحقق الميزان التجاري فائضاً‪،‬‬
‫أن األعداد الكبيرة للسكان تمثّل عالمة قوة اقتصادية وعسكرية‪.‬‬
‫وكان التجار يعتبرون ّ‬
‫باإلضافة إلى البقايا الفكرية للمدرسة التجارية كانت الثورة الفرنسية قد أحدثت ردود فعل قوية كما‬ ‫•‬
‫أن فروع العلم المختلفة قد تطورت واعتقد بعض الفالسفة والمفكرين أنه ال توجد قوانين طبيعية‬ ‫ّ‬
‫تحد من قدرة الفرد على تحسين ظروف معيشته وأنّه في إمكان اإلنسان أن يستخدم القوانين‬
‫الطبيعية المكتشفة في تحسين إنتاجيته وصحته ومستوى رفاهيته‪.‬‬
‫‪ .2‬المجال االقتصادي‪ :‬عاصر مالتوس فترة تحول االقتصاد البريطاني من الرأسمالية التجارية‬ ‫•‬
‫إلى الرأسمالية الصناعية باإلضافة إلى المنجزات التي حدثت في مجال الطاقة والنقل‬
‫والمواصالت‪.‬‬
‫‪ .3‬المجال االجتماعي‪ :‬حيث ازدادت الكثافة السكانية وازداد عدد سكان المدن والذي لم يترافق‬ ‫•‬
‫بزيادة كبيرة في بناء المساكن فتكدس البشر في الغرف وانتشرت األمراض والرذائل وازداد عدد‬
‫العاطلين عن العمل بنتيجة استخدام اآلالت في العمل‪ .‬كما عانى العمال من طول ساعات العمل‬
‫باإلضافة إلى ذلك عمد الرأسماليون إلى تشغيل األطفال واألحداث بين سن الخامسة والتاسعة‪.‬‬
‫وكذلك كان لتشغيل النساء والفتيات بالمصانع نظرا ً إلنخفاض أجورهم نتائج سيئة على مستوى‬
‫الصحة واألخالق وتغيير وضع الرجل في المجتمع ‪.‬‬
‫وفي خضم هذه الظروف نشر مالتوس بعضا ً من مؤلفاته وكانت أفكاره وعلى الرغم من الخالف‬ ‫•‬
‫الذي نشا بينه وبين معاصريه من الكتاب الكالسيك‪ ،‬تمثل أحد األعمدة التي قام عليها الفكر‬
‫االقتصادي الكالسيكي البرجوازي‪.‬‬
‫عالقة مالتوس بغيره من الكتاب والمعاصرين‪:‬‬ ‫•‬

‫إن جذور أفكار مالتوس نجدها عند كل من أفالطون وأرسطو حيث يحدد أفالطون العدد األمثل‬ ‫ّ‬ ‫•‬
‫من السكان في كل مدينة بحيث يتوافر الخير لكل مواطن‪ ،‬ولذلك ينادي بسياسة سكانية ضيقة‬
‫تهدف إلى الحد من تزايد عدد السكان للوصول إلى العدد األمثل‪ .‬كما وينادي أرسطو بضرورة‬
‫تحديد عدد السكان تجنبا ً للفقر‪ ،‬إذ يرى أن زيادة عدد السكان بمعدل أكبر من معدل زيادة األرض‬
‫المستغلة يؤدي إلى خالفات اجتماعية ويعوق الحكومة عن القيام بأعمالها ولكن النقد الذي يوجه‬
‫إلى نظرية كل من أرسطو وأفالطون هو تركيزهم على الجانب الكمي في نمو السكان‪.‬‬

‫كما نشب صراع فكري حاد بين مالتوس وبين بعض الكتاب المعاصرين له مثل جودوين‬ ‫•‬
‫وكوندرسيه وديفيد ريكاردو وجان باتست ساي(‪ ،)3‬وقد وردت آراء مالتوس عن السكان(‪ )6‬في‬
‫كتابه (مقال في مبادئ السكان) الذي طبع ألول مرة في عام ‪ 1798‬ويبدو مالتوس في هذا المقال‬
‫أن مصائب‬ ‫وكأنّه ينتقد بعض الكتاب الذين عاصروه وال سيما كوندرسيه والذين كانوا يرون ّ‬
‫وأن من سنة الحياة‬‫الناس وآالمهم تعود إلى طبيعة النظام السياسي واالجتماعي الذي يعيشون فيه‪ّ ،‬‬
‫أن يكون هناك تطورا ً نحو األحسن يتجه اإلنسان من خالله شيئا ً فشيئا ً إلى بلوغ الكمال وإلى‬
‫تحقيق المزيد من العدالة وإلى إزالة البؤس والشقاء من المجتمع‪ .‬أ ّما مالتوس فقد أكدّ في كتابه‬
‫المذكور أنّه ال عالقة آلالم الناس ومصائبهم بطبيعة النظام السياسي الذي يعيشون فيه‪ ،‬وال بطبيعة‬
‫المؤسسات االجتماعية حولهم‪ ،‬فالسبب الرئيس للفقر لدى مالتوس ليست له عالقة كبيرة بأشكال‬
‫الحكومات وال بكيفية توزيع الثروة وال بمدى تحقيق العدالة في ذلك التوزيع‪ .‬ذلك أ ّن هناك قوانين‬
‫ثابتة تسيطر على طبيعة المجتمعات من شأنها أن تجعل من البؤس والشقاء دائمين إلى قسم من‬
‫السكان في المجتمع‪ ،‬ففي كل مجتمع ال بدّ من وجود طبقة دنيا يالزمها البؤس والشقاء ويستحيل‬
‫استحالة مطلقة تخليص تلك الطبقات من آالمها ومعاناتها‪.‬‬
‫وقد دعا مالتوس إلى تنظيم دائم لقضية السكان عبر مستويات عديدة قد تكون حروبا وأوبئة وقد تكون حدا من‬
‫الزواج‪ ،‬وغير ذلك من وسائل السيطرة على نمو السكان‪.‬‬
‫وقد تأثر بالنظرية مجموعة من المفكرين في كتاباتهم وتجاربهم الحياتية والعلمية بغض النظر عن صدقها من‬
‫بطالنها‪ ،‬فكان تأثيرها واضحا حسب مجموعة من الباحثين على تشارلز داروين في قانون االنتخاب الطبيعي‪.‬‬
‫ولقد تحدث كارل ماركس و وانجلز باحتقار و امتعاض عظيمين عن ما كتبه مالتوس وقد وسم انجلز نظرية‬
‫مالتوس بأنها مذهب دنيء سافل ‪،‬تجديف مقرف على الطبيعة و اإلنسانية‪ ،‬و في كتابه "وضع الطبقة العاملة في‬
‫أن تأكيدات المالتوسيين حول ازدحام األرض بالسكان و استحالة إنتاج كمية أكبر‬ ‫انكلترا" أشار انجلز مباشرة إلى ّ‬
‫من وسائل العيش و حول مسؤولية الكادحين أنفسهم عما يتعرضون له من مصائب في المجتمع البرجوازي‪ ،‬كانت‬
‫أوضح إعالن للحرب على البرولتياريا من قبل البرجوازية‪.‬‬
‫تعرض مالتوس لنقد عميق و شامل من جانب غوديون في مؤلفه (دراسات حول السكان و امكانية زيادة الجنس‬
‫البشري) و قد بين قبل كل شيء البطالن الكامل للفرضية المالتوسية التي تتعارض مع نتائج األبحاث التاريخية و‬
‫االحصائية ‪.‬‬
‫و في عام ‪ 1807‬ظهر خازليت (الرد على مؤلف األب مالتوس في السكان)‪ ،‬وقد كتب خازليت يقول في معرض‬
‫نقده لمالتوس‪" :‬بما ان الفقر و الرذائل يمكن أن تنجم ليس في النقص في الغذاء بل عن أسباب أخرى يمكن إزالتها‬
‫عن طريق زيادة إنتاج الغذاء و التوزيع المتعادل له‪ ،‬و عن طريق الرقابة الرشيدة على اإلنجاب‪ ،‬وبما أن األمر‬
‫كذلك فالفقر إذا ّ ليس شرا ال مفر منه في حياة المجتمع البشري‪ ،‬و يكتب خازليت ان مالتوس لم يكن ببساط يرغب‬
‫في اكتشاف حقائق كبيرة و قيمة بل كان يحاول الوقوف ضد الحقائق األخالقية ويحاول عن طريق العرض المشوه‬
‫للمعلومات جعل آرائه تتفق مع المصالح و األوهام الموجودة(‪.)7‬‬
‫النظرية المالتوسية في السكان‪:‬‬ ‫•‬
‫فلسفة مالتوس االقتصادية واالجتماعية ‪:‬‬ ‫•‬
‫أن عدد سكان انكلترا (‪ )4‬أو غيرها في المرحلة التي عاش فيها قد تضاعف أو‬ ‫الحظ مالتوس ّ‬ ‫•‬
‫أن حاجات الناس تزداد‪ ،‬ولما كانت مساحة األرض‬ ‫يتضاعف مرة كل ربع قرن وينشأ عن ذلك ّ‬
‫المزروعة محدودة ولما كانت الزراعة تخضع لقانون اإلنتاج المتناقص والذي استند إليه مالتوس‬
‫أن األرض مهما أنفق عليها ّ‬
‫فإن إنتاجها قد يبلغ‬ ‫دون أن يسميه (نظرية اإلنتاج المتناقص مؤداها ّ‬
‫فإن تحسين األرض الفني مهما اعتمد عليه فال يمكن أن‬ ‫درجة االشباع بحيث ال تفي بنفقاتها ولذلك ّ‬
‫أن األرض ال يمكن أن يزداد إنتاجها مهما‬ ‫يؤدي إلى زيادة إنتاج المواد الغذائية) (‪ ،)5‬حيث الحظ ّ‬
‫ضاعفنا جهودنا في خدمتها إالّ ضمن حدود معينة يغدو معها كل عمل لزيادة إنتاجها عقيما ً‪ ،‬ولما‬
‫فإن األرض ستصاب بتخمة في عدد السكان وهذا‬ ‫كانت األفواه الجديدة بحاجة إلى الغذاء ولذلك ّ‬
‫هو الذي يؤدي إلى بؤسهم‪ ،‬ولذلك فمسببوا شقائهم هم العمال أنفسهم الذين ال يعملون على ضبط‬
‫نسلهم أو الحد منه ويتركون هذا األمر للطبيعة تؤديه عنهم بصورة طبيعية مما يؤدي إلى تنافس‬
‫الناس وتسابقهم وبالتالي إلى تباين مصالحهم الشخصية وإلى تنازعهم على البقاء‪.‬‬
‫فإن الحروب كفيلة‬ ‫وهكذا فإذا ازداد عدد السكان ولم تقض على الفائض منهم األوبئة والمجاعات ّ‬ ‫•‬
‫بإزالة الزوائد واإلبقاء على التوازن‪ ،‬وإذا كان المجتمع قد استمر متوازنا ً حتى اآلن فبفضل هذه‬
‫العوائق الطبيعية التي ذكرناها التي يرى فيها مالتوس عناية إلهية فإذا استمرت زيادة البشر أكثر‬
‫فإن هذا يلقي بالطبقات الفقيرة إلى البؤس ويجعل من الصعب تحسين‬ ‫من زيادة الموارد الغذائية ّ‬
‫أحوالها‪ ،‬ولما كانت العوائق الطبيعية التي ذكرناها قد ال تقع‪ ،‬يرى مالتوس أنّه ينبغي إيجاد هذا‬
‫التوازن حتى ولو أدى ذلك إلى مخالفة األوامر اإللهية التي تمنع من قطع النسل‪ ،‬حيث يقول ‪" :‬‬
‫إن نزعة اإلنسان إلى التكاثر تسره أ ّما نزعته إلى بذل الجهد واإلنتاج عن طريق العمل واستثمار‬ ‫ّ‬
‫خيرات األرض فهي أقل فهو يميل إلى زيادة مواليده أكثر من زيادة إنتاجه" (‪.)6‬‬
‫ولما كان مالتوس رجل دين فهو يرى تأخير الزواج ما أمكن إلرضاء الحوافز الدينية لديه‪،‬‬ ‫•‬
‫ومالتوس طبق على نفسه هذه القاعدة فلم يتزوج إالّ في سن الثامنة والثالثين – ث ّم هنالك اإلقالل‬
‫من األطفال ما أمكن (ومالتوس لم ينجب إالّ ثالثة أطفال) وهكذا يذهب مالتوس إلى القول " ّ‬
‫إن أي‬
‫رجل ولد في العالم المتخوم ليس له الحق بأي قطعة من المواد الغذائية إذا كان ال حاجة للمجتمع‬
‫به والطبيعة تأمره بأن يذهب وهي ال تتأخر عن أن تضع بنفسها هذا النظام موضوع التنفيذ" (‪.)7‬‬

‫ويرى مالتوس (‪ّ )3‬‬


‫أن الزيادة السكانية هي مجرد عملية بيولوجية بحتة‪ ،‬ال عالقة لها بالنظم‬ ‫•‬
‫االجتماعية السائدة‪ ،‬وبعبارة أدق‪ ،‬ال توجد صلة بينها وبين تغير أو تطور قوى اإلنتاج وعالقات‬
‫اإلنتاج السائدة في فترة تاريخية معينة‪.‬‬

‫وفي الطبعة األولى من مقاالته يذكر مالتوس مصادرتين يبني عليهما تحليله فيما بعد‪ .‬األولى‪ ،‬هي‬ ‫•‬
‫أن العاطفة بين الجنسين ضرورية‪ ،‬وسوف تظل في‬ ‫أن الغذاء ضروري لحياة اإلنسان‪ .‬والثانية‪ّ ،‬‬
‫ّ‬
‫المستقبل في حالتها الراهنة تقريبا ً‪ .‬وهاتان المصادرتان من طبيعة ثابتة‪ ،‬ولكنهما متعارضتان‪.‬‬

‫إن التناقض بين قدرة السكان على التزايد وقدرة األرض على إنتاج الغذاء يمثل في رأي مالتوس‬ ‫ّ‬ ‫•‬
‫فحوى المشكلة السكانية السكانية‪ .‬يقول مالتوس‪ " :‬وبحكم قانون طبيعتنا هذا الذي يجعل الغذاء‬
‫ضروريا ً لحياة اإلنسان‪ ،‬فال بدّ من اإلبقاء على تساوي النتائج المترتبة على هاتين القدرتين غير‬
‫المتساويتين‪ ،‬وهذا يتضمن عائقا ً قويا ً باستمرار على منع زيادة السكان عن طريق صعوبة العيش‪،‬‬
‫وهذه الصعوبة يجب أن تحل في مكان ما وال بدّ حتما ً أن يشعر بها فريق كبير من الجنس‬
‫البشري" ‪.‬‬
‫أن الفقراء بتكاثرهم يجلبون الشقاء ألنفسهم‪ ،‬ألنهم‬‫• وهكذا خلص مالتوس‪ ،‬إلى ّ‬
‫يجهلون حقيقة سلوكهم الجنسي وما يترتب عليه من نتائج وخيمة‪ .‬ولهذا كان‬
‫أن أهم مساعدة يمكن أن تقدم للفقراء ‪ ،‬هي تبصيرهم بقانون‬ ‫مالتوس يرى‪ّ ،‬‬
‫أن مالتوس كان من أشد المعارضين لقانون إغاثة‬ ‫السكان‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى ّ‬
‫أن إعانة الفقراء ال يكون من نتيجتها إالّ تشجيع الفقراء على‬‫الفقراء ألنه رأى ّ‬
‫الزواج وزيادة نسلهم ‪ ،‬وقد دعا بإلحاح إللغاء القوانين المتعلقة بالفقراء واشار إلى‬
‫انه ينبغي إصدار قوانين يمنع بموجبها تقديم معونات بعد مرور سنة على إعالن‬
‫هذه القوانين ‪ .‬و قد طالب بأن ال تأوي األبرشيات األطفال غير الشرعيين ‪ .‬ومما‬
‫لبث التشريع البرجوازي ان استفاد من نصائح مالتوس هذه المالئمة جدا للطبقات‬
‫الحاكمة‪ ،‬ففي عام ‪ 1800‬تم إلغاء قانون الفقراء في انكلترا و في عام ‪ 1807‬قدم‬
‫إلى البرلمان مشروع قانون يعتمد على النظرية المالتوسية و يقضي بتشديد‬
‫المراقبة على أجور العمال(‪.)7‬‬

‫• وفي الطبعة الثانية من المقال التي ظهرت في عام ‪ ،1803‬أي بعد مضي خمس‬
‫سنوات من صدور المقال األول‪ ،‬راح مالتوس يصوغ الحلول في شكل موانع‬
‫إيجابية وموانع سلبية أو وقائية‪ ،‬وهذا ما سنأتي على ذكره الحقا ً‪.‬‬
‫مبادىء النظرية المالتوسية في السكان‪:‬‬ ‫•‬

‫صاغ مالتوس في مؤلفه "بحث في مبدأ السكان" نظريته حول السكان والتي أثارت ضجة كبيرة‬ ‫•‬
‫حيث ورد فيها "أن الرجل الذي ليس له من يعيله والذي ال يستطيع أن يجد له عمالً في المجتمع‬
‫أن ليس له نصيبا ً من الغذاء على أرضه فهو عضو زائد في وليمة الطبيعة حيث ال‬‫سوف يجد ّ‬
‫صحن له بين الصحون فإن الطبيعة تأمره بمغادرة الزمن‪”.‬‬

‫فمالتوس يرى (‪ )6‬أنّه بسبب وجود عالقة قوية بين الغذاء والصحة وبسبب محدودية الموارد‬ ‫•‬
‫فإن تشجيع الزواج وزيادة اإلقبال عليه البدّ إالّ أن يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات‪ ،‬ويرى‬
‫الغذائية ّ‬
‫فإن ذلك يؤدي إلى رفع معدّل الوفيات من‬ ‫كذلك أنّه إذا خفضنا معدّل الوفيات من مرض معيّن ّ‬
‫سنا توزيع الدخل بين‬ ‫مرض آخر بسبب القدرة المحدودة للجسم على تحمل أعباء الحياة‪ ،‬وإذا ح ّ‬
‫أفراد المجتمع ّ‬
‫فإن الطبقات الفقيرة في المجتمع ستكثر من والداتها مما يؤدي إلى زيادة عدد‬
‫فإن ذلك سيؤدي مجددا ً إلى‬
‫أن كمية الموارد الغذائية محدودة بطبيعتها ّ‬‫السكان في المجتمع‪ ،‬وبما ّ‬
‫تخفيض نصيب الفرد الواحد من الغذاء مما يعيد قسما ً من أفراد المجتمع إلى حالة الفقر والبؤس‬
‫ولهذا فال مناص من عودة الفقر والبؤس إلى الطبقات االجتماعية الدنيا مهما حاولنا تخليص تلك‬
‫فإن مالتوس قد تك ّهن بوجود مجتمع‬ ‫الطبقات من الوضع المعاشي السيئ الذي تعيش فيه‪ ،‬وهكذا ّ‬
‫بشري ال مجال إلزالة الفوارق الطبقية منه وال مجال إالّ أن يعيش قسم من السكان فيه عيشة‬
‫الكفاف على الدوام‪.‬‬
‫أن السبب في هذا يعود بالدرجة األولى إلى التباين‬ ‫ويبيّن مالتوس ّ‬ ‫•‬
‫الشديد بين قدرة اإلنسان على اإلنجاب وقدرته على إنتاج الغذاء‪ .‬ذلك‬
‫أن قدرة اإلنسان على اإلنجاب أعظم بكثير من قدرته على اإلنتاج‪،‬‬ ‫ّ‬
‫فالسكان على رأي مالتوس‪ ،‬إذا توافرت لهم أسباب المعيشة المالئمة‪،‬‬
‫يمكن أن يتضاعف عددهم كل ‪ 25‬سنة وفق متوالية هندسية‪.‬‬
‫أ ّما الناتج الزراعي فيمكن أن يزيد كل ‪ 15‬سنة بكمية معينة ثابتة وفقا ً‬ ‫•‬
‫لمتوالية حسابية‪.‬‬
‫ففي غضون ‪ 150‬سنة يزداد عدد السكان إلى ‪ 64‬ضعفا ً بينما يزداد‬ ‫•‬
‫فإن نصيب الفرد الواحد من‬ ‫إنتاج الغذاء إلى ‪ 7‬أضعاف فقط‪ ،‬لهذا ّ‬
‫الغذاء المنتج يتناقص بصورة مستمرة‪.‬‬
‫أن عدد السكان في المجتمع يستمر‬ ‫وفي الواقع العملي يرى مالتوس ّ‬ ‫•‬
‫في االزدياد إلى أن تصبح كمية الغذاء المنتج غير كافية إلطعام كل‬
‫السكان‪ .‬عند ذلك يموت قسم من السكان في الطبقات االجتماعية الدنيا‬
‫من جراء نقص المواد الغذائية‪ ،‬فيقل عدد السكان ويهبط إلى الحد الذي‬
‫تصبح معه المواد الغذائية كافية لكامل السكان‪.‬‬
‫أن حجم السكان في المجتمع ال بدّ وأن‬ ‫فإن مالتوس يرى ّ‬ ‫• لهذا ّ‬
‫أن حجم السكان‬ ‫يتوافق مع حجم الموارد الغذائية المتوفرة أي ّ‬
‫في كل زمان هو تابع لحجم الموارد الغذائية المتوفرة في ذلك‬
‫الزمان وإذا حصل ارتفاع في حجم الموارد الغذائية المتاحة‬
‫فإن حجم السكان سرعان ما يرتفع أيضا ً إلى الحد الذي يتأمن‬ ‫ّ‬
‫فيه الغذاء لجميع السكان‪ .‬ويذكر مالتوس ّ‬
‫أن التاريخ يشهد‬
‫أن عدد السكان في كثير من البلدان كان ينزع دائما ً إلى‬ ‫على ّ‬
‫بلوغ ذلك المستوى الذي يحدده وجود الموارد الغذائية و ّ‬
‫أن‬
‫معيشة اإلنسان كانت تتجه دائما ً إلى مستوى الكفاف الذي ال‬
‫يكفي إالّ لمجرد بقاء اإلنسان على قيد الحياة‪.‬‬
‫• وإذا كان العامل األساس في تقصير أمد الحياة وإبقاء عدد السكان عند المستوى‬
‫فإن مالتوس يذكر‬‫الذي تتحقق فيه معيشة الكفاف هو محدودية الموارد الغذائية ّ‬
‫أيضا ً عددا ً من العوامل التي تمنع السكان من ان يزداد عددهم على صورة‬
‫المتوالية الهندسية السابقة‪.‬‬
‫وهذه الموانع كما سبق وأسلفنا تقسما إلى مجموعتين‪ ،‬الموانع اإليجابية والموانع‬
‫الوقائية‪ ،‬فالموانع اإليجابية هي التي تؤدي إلى وفاة عدد من السكان بعد أن‬
‫يولدوا ومثال ذلك الحروب والمجاعات واألوبئة وغيرها وهي موانع ال إرادية‬
‫أن البؤس والفقر قد يكونان بعض أسبابه‪،‬‬ ‫وال يستطيع اإلنسان السيطرة عليها إالّ ّ‬
‫أ ّما الموانع الوقائية فهي التي تحول دون والدة عدد من السكان وتؤدي بالتالي إلى‬
‫خفض عدد المواليد في المجتمع‪ .‬وهذه الموانع اختيارية يلجأ إليها اإلنسان نتيجة‬
‫لحكمته وتبصره وتوقعه لألخطار قبل وقوعها‪ ،‬وأبرز هذه الموانع ما يسميه‬
‫مالتوس الرادع األخالقي الذي يتمثّل في االمتناع عن الزواج أو تأخيره والتعفف‬
‫أن هذه الموانع األخيرة هي الملجأ األخير‬‫عن العالقة الجنسية‪ ،‬ويرى مالتوس ّ‬
‫لإلنسان إذا أراد أن يعيش عيشة طيبة وأن يجنب مجتمعه الكوارث والبؤس‬
‫فإن المجتمع عاجالً أم آجالً‬
‫والشقاء‪ ،‬فإذا لم يستعمل اإلنسان هذه الموانع الواقية ّ‬
‫سيكون عرضة ألخطار الموانع اإليجابية وما تحمله من عواقب مدمرة‪.‬‬
‫• وباختصار يمكن القول ّ‬
‫بأن نظرية مالتوس في السكان تقوم على القانونين‬
‫التاليين (‪:)3‬‬

‫إن عدد السكان يتضاعف كل خمس وعشرين سنة وتكون زيادته بنسبة‬ ‫• األول‪ّ :‬‬
‫هندسية فيما إذا لم يوقف هذه الزيادة أي عائق‪.‬‬

‫إن الموارد الغذائية ال يمكن أن تزيد إالّ بنسبة عددية وذلك أل ّن رقعة‬
‫• الثاني‪ّ :‬‬
‫األرض القابلة للزراعة في العالم محددة وال يمكن توسيعها إالَ على نطاق ضيق‪،‬‬
‫فإن هنالك نزعة مستمرة تؤدي إلى زيادة عدد السكان تكون دائما ً سابقة‬ ‫وهكذا ّ‬
‫لزيادة المواد الغذائية ولن يحصل التوازن إالّ بواسطة العوائق التي ذكرناها‬
‫طبيعية أو صناعية‪.‬‬

‫• فإذا أخذنا األرض كلها وفرضنا أن السكان الحالين يعادلون ألف مليون‪ ،‬فإن‬
‫األنواع البشرية سوف تتزايد وفقا ً لمالتوس حسب األرقام ‪ :1‬؛ ‪ 2‬؛ ‪ 4‬؛ ‪ 8‬؛ ‪16‬‬
‫؛ ‪ 32‬؛ ‪ 64‬؛ ‪ 128‬؛ ‪ ...256‬الخ بينما يزداد القوت حسب األرقام ‪ 1:‬؛ ‪ 2‬؛ ‪3‬‬
‫؛ ‪ 4‬؛ ‪ 5‬؛ ‪ 6‬؛ ‪ 7‬؛ ‪ 8‬؛ ‪... 9‬الخ ‪ .‬وعلى ذلك فخالل قرنين يكون عدد السكان‬
‫بالنسبة للمواد الغذائية بنسبة ‪ 256‬إلى ‪ 9‬؛ وبعد ثالثة قرون يصبح ‪ 496‬إلى‬
‫‪.13‬‬
‫•‬
‫• وتجدر اإلشارة إلى ما يلي (‪:)2‬‬
‫• ليست المتتالية الهندسية التي ذكرها مالتوس أية متتالية‪ ،‬ولكنها متتالية‬
‫معينة‪ ،‬بمعنى أن العدد يتضاعف كل ‪ 25‬عاما ً ‪ ،‬وال يكون ذلك في أي‬
‫نوع من السكان وإنما في سكان غير معوقين بأي عائق مما ذكر‬
‫سالفاً‪ ،‬وكذلك الحال في المتتالية الحسابية ‪ ،‬فهي متتالية معينة‪ ،‬وقد‬
‫ير أنّه من الممكن زيادة وسائل المعيشة كل‬ ‫اعتبرها حدا ً أقصى‪ ،‬ولم َ‬
‫‪ 25‬عاما ً بكمية تعادل اإلنتاج األول‪ ،‬ولكنه أفترض ذلك لتوضيح‬
‫رأيه‪.‬‬
‫• هناك رأي شائع وهو أن مالتوس تنبأ بأن السكان إذا اطردت زيادتهم‬
‫فسيكون لذلك نتائج مروعة في المستقبل القريب أو البعيد‪ ،‬ولكن‬
‫جوهر مقاله يتر ّكز في أن استعداد السكان ليفوقوا وسائل القوت كان‬
‫ولم يزل دائم التأثير‪ ،‬ونتج عنه‪ ،‬وال يزال ينتج عنه‪ ،‬أحداثا ً مروعة‬
‫تنحصر في البؤس والرذيلة‪ ،‬وهذا رأي جديد من ناحية‪ ،‬ومفعم‬
‫بالتشاؤم من ناحية أخرى‪.‬‬
‫• وتطورت النظرية المالتوسية على يد بعض المعاصرين‬
‫كماكليري وغيره الذين رأوا أن سبب نمو هذا التفاوت راجع‬
‫إلى انخفاض أسعار السلع الغذائية في مقابل ارتفاع أجور‬
‫العمال‪ ،‬كما أن المالتوسية الجديدة تؤكد على أن السبب في‬
‫تزايد السكان هو معدالت الوفيات المنخفضة‪ ،‬في مقابل‬
‫المالتوسية القديمة التي كانت ترى أن تزايد معدالت الوالدات‬
‫بشكل متسارع وفق ما رسمه مالتوس هي السبب في زيادة‬
‫السكان‪.‬‬
‫تقويم ونقد نظرية مالتوس‪:‬‬ ‫•‬

‫كان لمالتوس في نظريته بعض اآلراء التي ال زالت موضع إعجاب من الباحثين حتى أيامنا هذه‪ ،‬كما كانت‬ ‫•‬
‫له من جهة أخرى بعض اآلراء التي القت انتقادا ً شديدا ً من قبل عدد كبير من علماء السكان واالقتصاد(‪:)6‬‬
‫أن توفر المواد الغذائية وارتفاع مستوى الدخل يشجعان األفراد في المجتمع على‬ ‫إن مالتوس يشير إلى ّ‬
‫ّ‬ ‫•‬
‫الزواج وعلى اإلكثار من المواليد كما يعمالن على تخفيض الوفيات أ ّما نقص المواد الغذائية وانخفاض‬
‫مستوى الدخل‪ ،‬فعلى العكس من ذلك‪ ،‬يحدان من الزواج ويؤديان إلى اإلقالل من المواليد ويرفعان عدد‬
‫الوفيات في المجتمع‪ ،‬وتبدو هذه اآلراء واقعية ويؤيدها كثير من الدراسات الحديثة التي جرت في مجتمعات‬
‫نامية تعيش ظروفا ً قريبة من ظروف أوربا الغربية في القرن التاسع عشر‪.‬‬

‫لقد كان حجر الزاوية في نظرية مالتوس مسألة عدم قدرة اإلنتاج الزراعي على النمو بمعدالت مماثلة لنمو‬ ‫•‬
‫السكان وأصبح هذا يعرف بقانون الغلة المتناقصة وقد أخذ أكثر االقتصاديين الكالسيك بقانون الغلة‬
‫المتناقصة حتى أواخر القرن التاسع عشر‪ ،‬إالّ أنّه منذ ذلك الحين أخذ المفكرون يميلون إلى األخذ بقانون‬
‫الغلة المتناقصة فقط في حال ثبات مستوى التكنولوجيا المستعملة في اإلنتاج أو في حالة ثبات كمية رأس‬
‫سن في مستوى التكنولوجيا أو ارتفاع حصة العامل الواحد من‬ ‫المال‪ ،‬أ ّما إذا رافق ازدياد عدد السكان تح ّ‬
‫فإن ذلك قد يؤدي إلى رفع مستوى إنتاجية العامل بدالً من خفضه ولهذا بتنا نسمع عن من يتحدث‬ ‫رأس المال ّ‬
‫عن النمو السكاني بوصفه واحدا ً من العوامل العديدة التي تؤدي إلى رفع إنتاجية العامل خالفا ً لما يراه‬
‫مالتوس‪.‬‬
‫لقد نظر مالتوس إلى األمور في عصره نظرة سكونية النظرة ديناميكية لهذا فإنّه لم يستطع أن يتوقع حدوث‬ ‫•‬
‫تغيرات حاسمة في وسائل اإلنتاج كتلك التي شهدتها البشرية مؤخرا ً وسمح بها التقدم التكنولوجي الكبير‪،‬‬
‫ولقد أسهمت هذه التغيرات في تعميق تقسيم العمل وتوسيع اإلنتاج والتجارة‪ ،‬مما أدى إلى رفع إنتاجية العامل‬
‫إلى مستوى لم يكن اإلنسان يحلم به من قبل وأدى إلى حدوث ازدهار اقتصادي في مجموعة كبيرة من سكان‬
‫العالم في الوقت الحالي‪ ،‬والواقع أنّه خالل القرن الحالي‪ ،‬وعلى الرغم من النمو الكبير في عدد السكان في‬
‫فإن ّّ إنتاجية العامل كانت ترتفع باضطراد على سطح الكرة‬ ‫العالم‪ ،‬الذي لم يكن له مثيل في التاريخ من قبل‪ّ ،‬‬
‫األرضية‪ ،‬مما كان له أكبر األثر في رفع مستوى المعيشة لدى سكان العالم جميعا ً‪.‬‬
‫كان مالتوس يرى في العزوبية والعفة عن إقامة العالقات الجنسية العامل العقالني األساسي أو المانع الواقي‬ ‫•‬
‫الذي ينبغي اللجوء إليه كيال يرتفع عدد الوالدات في المجتمع ارتفاعا ً مفرطا ً‪ .‬بهذا ّ‬
‫فإن مالتوس لم يستطع أن‬
‫يتنبأ بحدوث ذلك التقدم الذي نشهده حاليا ً في تصنيع وسائل من الحمل المتنوعة وتسويقها وتوزيعها على‬
‫نطاق واسع بين المتزوجين ويستعملونها بيسر وسهولة حاليا ً في معظم دول العالم‪.‬‬

‫ولإلنصاف نقول ّ‬
‫إن مالتوس في أواخر القرن الثامن عشر لم يكن بمقدوره أن يتنبأ بتلك التطورات العلمية‬ ‫•‬
‫أن كثيرا ً ممن ولدوا في القرن العشرين‬
‫والتكنولوجية التي حدثت في القرن العشرين في شتى المجاالت ذلك ّ‬
‫نفسه وعاشوا قسما ً من اإلنجازات التكنولوجية فيه ما كانوا يتوقعون بعض اإلنجازات المتقدمة التي حصلت‬
‫مؤخرا ً‪.‬‬

‫تبقى الميزة الرئيسة لمالتوس أنّه وجه األنظار إلى الخطر المحتمل الذي يواجه البشرية من جراء نقص‬ ‫•‬
‫المواد الغذائية عندما يتزايد السكان بمعدالت مرتفعة وعلى الرغم من كل ما قيل وال يزال يقال ف ّ‬
‫إن هناك‬
‫يسمون بالمالتوسيين الجدد الذين ينظرون إلى األمور نظرة مالتوس‬
‫ّ‬ ‫الكثير من الباحثين المعاصرين الذين‬
‫ً‬ ‫نفسها ويرون أنّه إذا استمر سكان العالم في التزايد بالمعدالت الحالية المرتفعة ّ‬
‫فإن هناك احتماال في أن‬
‫تنضب موارد الطاقة وتقل اإلمدادات الغذائية مما يشكل خطرا ً كبيرا ً على مستوى البشرية‪.‬‬

‫أن دراسة السكان قد راحت تأخذ طابعا ً علميا ً محدد المعالم بدءا ً‬ ‫يعتقد كثير من المهتمين بالمسائل السكانية ّ‬ ‫•‬
‫من ظهور أعمال مالتوس في أواخر القرن الثامن عشر‪ .‬ومنذ ذلك الحين أخذ االهتمام بالمسائل السكانية‬
‫يتزايد وأخذ علم السكان يحتل مكانا ً بارزا ً بين العلوم االجتماعية األخرى والواقع أنّه على الرغم من أن ّ‬
‫اآلراء التي طرحها مالتوس آنذاك لم يؤيدها كثير من الباحثين الذين عاصروه أو الذين جاؤوا بعده والسيما‬
‫فإن تلك األفكار قد أثارت جدالً كبيرا ً واستمر عقودا ً طويلة وال يزال قائما ً حتى اآلن بين‬
‫في القرن الحالي ّ‬
‫مؤيدي مالتوس ومعارضيه وكان من نتيجة ذلك توجيه االنتباه إلى خطورة العالقة القائمة بين المتغيرات‬
‫السكانية والمتغيرات االقتصادية‪.‬‬
‫• وبالتالي يمكننا توجيه مجموعة من االنتقادات إلى نظرية مالتوس في السكان‬
‫أهمها‪:‬‬
‫• أقام مالتوس نظريته على مرتكزين فكريين هما(‪:)3‬‬
‫– المرتكز األول‪ :‬يتمثل في تلك النظرة الخاطئة للتكاثر البشري على أنّه عملية بيولوجية‬
‫محضة‪ ،‬مستقلة تماما ً عن الظروف واألوضاع االقتصادية واالجتماعية لإلنسان‪ ،‬وهي‬
‫الفكرة التي تجد تعبيرها عند مالتوس بشكل جلي في مقولة المتوالية الهندسية للزيادة‬
‫السكانية وفي النظر إلى عنصر السكان على أنهم عنصر مستقل وغير تابع‪.‬‬
‫– المرتكز الثاني‪ :‬يتمثل في إيمان مالتوس الخاطىء بما يسمى قانون الغلة المتناقصة حيث‬
‫ّ‬
‫أن اإليمان بهذا القانون يهمل عنصر التقدم الفني ومدى إمكانية زيادة اإلنتاج عن طريق‬
‫التقدم العلمي والتكنولوجي‪.‬‬
‫• إن افتراض مالتوس بأن السكان يتزايدون وفق متتالية هندسية يمكن اعتباره‬
‫افترضا ً صحيحا ً رياضياً‪ ،‬إال أن ذلك يعتبر مستحيالً من الناحية الواقعية حيث‬
‫بأن السكان سيستمرون على هذا المنوال إلي ماالنهاية ‪.‬‬‫ال يمكننا القبول ّ‬
‫إن زيادة الموارد أيضا ً وفق متتالية حسابية ال يمكن القبول به في أي وقت‬
‫• ّ‬
‫وفي أي بلد فلكل بلد ولكل فترة ميزاتها الخاصة بها‪.‬‬
‫لم يأخذ مالتوس بعين االعتبار التطور الفكري لعملية‬ ‫•‬
‫اإلنجاب من جهة والتطور العلمي من جهة ثانية ودوره في‬
‫ابتكار وسائل منع الحمل لتقليل النمو السكاني‪.‬‬
‫تناول مالتوس في حديثه عن السكان والموارد‪ ،‬الموارد‬ ‫•‬
‫الغذائية فقط‪ ،‬ولم يأخذ بعين االعتبار العناصر األخرى‬
‫التي تؤثر في مستوى معيشة السكان مثل (الموارد الطبيعية‬
‫– التكنولوجيا ‪-‬التنظيم االجتماعي‪.)......‬‬
‫أعطى مالتوس العوامل التي ترفع أو تحد من النمو‬ ‫•‬
‫السكاني أهمية كبيرة وأهمل العوامل التي تؤدي إلى تنمية‬
‫الموارد البشرية‪.‬‬
‫األثر العملي لنظرية مالتوس‪:‬‬ ‫•‬
‫أدت نظرية مالتوس إلى حدوث كوارث إنسانية(‪ ،)11‬حيث‪:‬‬ ‫•‬
‫مبررا لإلبادة الجماعية لكثير من الشعوب‪ ،‬وأجبر أبناء بعض العرقيات‬ ‫ً‬ ‫اتخذت‬ ‫•‬
‫المضطهدة كالسود والهنود في أمريكا على إجراء التعقيم القسري‪ ،‬وإن اتخذ‬
‫صورة تعقيم أختياري في ظاهر األمر‪.‬‬
‫ومثل ذلك تجربة التنمية السوفيتية في روسيا التي أستحلت بدورها إبادة أعداد‬ ‫•‬
‫بأن عددهم ما بين ‪ 12‬و ‪ 15‬مليونًا( بحجة أعتصار‬ ‫كبيرة من البشر (يقال ّ‬
‫التراكم المطلوب للتنمية والتقدم الصناعي‪.‬‬
‫يقول آالن تشيس في كتابه (تركة مالتوس) إن ‪ 63678‬ألف شخص قد جرى‬ ‫•‬
‫تعقيمهم قسرا ً فيما بين عامي ‪ 1907‬و‪ 1964‬في أمريكا في الواليات الثالثين‬
‫والمستعمرة الوحيدة التي سنت مثل هذه القوانين‪ .‬ولكن كان هناك في الحقيقة‬
‫مئات اآلالف من عمليات التعقيم األخرى التي كانت طوعية في الظاهر غير إنها‬
‫قسرية جرت عنوة في واقع الحال‪ .‬وأقتبس آالن تشيس من القاضي الفيدرالي‬
‫جيرهارد جيل قوله في عام ‪ 1974‬في خضم قضية ترافعت فيها المحاكم‬
‫لمصلحة ضحايا التعقيم القسري للفقراء‪( :‬على مدى السنوات القليلة الماضية‬
‫قامت الدولة والهيئات والوكاالت الفيدرالية بتعقيم ما بين مائة إلى مائة وخمسين‬
‫ألف شخص سنويا من الفقراء‪.‬‬
‫سادت خالل العقود األخيرة في العالم عبارات مثل القنبلة السكانية واالنفجار السكاني وأزمات النمو‬ ‫•‬
‫السكاني وغير ذلك من العبارات التي تكررت في العديد من الكتب والمقاالت المنشورة‪ ،‬وفي هذا اإلطار قام‬
‫العديد من المؤلفين وخبراء علم السكان باإلشارة إلى أن المشكلة الرئيسية التي تواجه البلدان األقل نموا تتمثل‬
‫بالنمو السريع للسكان فيها والذي يبدو بأنه يهدد عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية فيها‪.‬‬
‫إن السياسات العربية تنحو بإرادتها أو دونها إلى تطبيق بعض أفكار مالتوس‪ ،‬من خالل هذا الحد من‬ ‫ّ‬ ‫•‬
‫الفرص المشجعة على الزواج وهو ما يسميه مالتوس الحد من الزواج‪ ،‬ولعل البطالة المنتشرة واألوضاع‬
‫غير القابلة إلنشاء مؤسسات أسرية مستقرة تدخل في هذا النطاق المؤمن بعمق هذه النظرية‪ .‬ولتضييق دائرة‬
‫الفجوة كما يسميها مالتوس بين العدد السكاني واإلنتاج الغدائي‪ ،‬فيلزم الحد من النسل حتى للذين توفرت لهم‬
‫إرادة وظروف عيش تسمح بزيادة السكان‪ ،‬حيث تلجأ مختلف الحكومات العربية إلى قوانين تحديد النسل‬
‫وإلى تطبيق السياسات الديمغرافية المختلفة (‪.)13‬‬
‫ظهرت فلسفة مالتوس صريحة في أدبيات المؤتمر الدولي للسكان(‪ )12‬الذي عقد في القاهرة في أيلول‬ ‫•‬
‫عام ‪ ، 1994‬حيث قال بعض أصحاب نظرية االنفجار السكاني في مصر ‪ ( :‬إن موارد الكرة األرضية‬
‫تتناقص ‪ ،‬بينما سكانها يتزايدون ‪ ،‬ومعظم الخبراء والعلماء ينذروننا منذ سنوات ويكررون اإلنذار عدة‬
‫مرات بأن العالم كله مقبل على مجاعة ‪ ،‬فالكرة األرضية ال تنمو ‪ ،‬وعدد الجنس البشري ال يكف عن النمو ‪،‬‬
‫وموارد األرض ال تغذي الصناعة ‪ ،‬والزراعة ال تزال كما هي منذ بدء الخليقة ‪ ،‬بينما تضاعف المستهلكون‬
‫أكثر من ألف مرة ‪ ،‬والذي يضاعف هذه المشكلة ويعقّدها ليس بلدان العالم المتقدم الشبعان‪ ،‬وإنما بلدان العالم‬
‫الثالث الجائع العاجز عن إطعام نفسه ‪ ،‬أو كسوة أوالده ‪ ،‬والمصمم مع ذلك على اإلنجاب بدون ضابط وال‬
‫رابط ‪ .‬وقد أصبحت صورة المواطن في هذا العالم الثالث اآلن صورة إنسان أبله‪ ،‬ينتج حفنة من القمح ‪ ،‬ثم‬
‫ينجب عشرين طفال يطلبون الخبز ‪ .‬وفي مصر أصبحت هذه البالهة مبدأ وشعارا ‪ ،‬وقضية ‪ ،‬وأصبح‬
‫الشعار السائد فيها أن ننجب أوال ‪ ،‬ثم ننتج بعد ذلك‪ .‬وفي األعوام األخيرة أصبح هذا الشعار دينيا أيضا‪ً،‬‬
‫وأصبح ضبط النسل حراما ‪ ،‬وأصبح " حكم اإلسالم " و" أمر هللا " أن نلد كالجراد ‪ ،‬وأن نستعجل المجاعة‬
‫‪ ،‬وأن نباهي األمم بأطفال يأكلون القمامة‪ ،‬وشباب عاطل يتسكع على األرصفة ‪ ) ..‬إلخ ‪.‬‬
‫• حسمت الجمهورية العربية السورية موقفها فرفضت نظرية مالتوس التي ركزت جهدها‬
‫لتخفيض عدد السكان بالغزو والتدمير المنهجي واإلبادة وظل االتجاه السائد في سورية(‪،)13‬‬
‫وحتى وقت قريب أن تترك الحرية لألسرة في إنجاب وتحديد عدد األطفال‪ .‬مع وجود بعض‬
‫التشريعات التي تشجع التكاثر‪ ،‬منها على سبيل المثال منع االتجار بوسائل منع الحمل‪ .‬كما صدر‬
‫مرسوما ً ينص على منح وسام األسرة للعائلة التي تنجب عددا ً من األطفال يزيد عن ‪ 12‬طفل ‪.‬‬
‫كما نص قانون العقوبات السوري على تحريم اإلجهاض إذا كان ألسباب غير طبية أو صحية‬
‫أن الممارسة الفعلية والتوجهات‬ ‫ويعاقب من يجري عمليات اإلجهاض بالحبس والغرامة‪ .‬إالّ ّ‬
‫والمواقف العامة للدولة في سورية حيال القضايا السكانية وبخاصة النمو السكاني السريع قد‬
‫أخذت منحا ً جديدا ً حيث تقوم وزارة الصحة السورية بالتعاون مع المنظمات الدولية بتوفير وسائل‬
‫تنظيم األسرة وتقوم باستيراده كما تسمح الدولة لجمعية تنظيم األسرة بالنشاط والعمل على تقديم‬
‫خدمات في هذا المجال بالتنسيق مع الجهات الحكومية‪ ،‬كما توقفت الحكومة منذ عام ‪ 1986‬عن‬
‫منح وسام األسرة وكذلك توقفت عن منح الحوافز لألمهات األكثر إنجابا ً وت ّم إجراء بعض‬
‫التعديالت على إجازات األمومة والتعويض العائلي وفقا ً للقانون األساسي للعاملين في الدولة رقم‬
‫‪ 50‬لعام ‪ 2004‬بحيث يبدو وكأن الحكومة ترغب بأن ال يتجاوز عدد األوالد في األسرة الواحدة‬
‫الثالثة‪.‬‬
‫• وبدأ االهتمام بالمسألة السكانية يتزايد شيئا ً فشيئاً‪ ،‬فالسياسة السكانية ال تقتصر على معالجة مشكلة‬
‫الزيادة السريعة في عدد السكان ولكنها تشمل أيضا برامج لتنشيط نموهم‪ ،‬وتنظيم هجرة السكان‬
‫وحركتهم‪ ،‬والتوزيع المكاني المتوازن للسكان وتنظيم حركة وتوزع القوى العاملة ومساهمة المرأة‬
‫في النشاط االقتصادي وتمكينها اجتماعيا كما تهدف هذه السياسة إلى تحسين مستوى معيشة‬
‫السكان ورفاهيتهم وتضييق الفجوة الحضارية بين الريف والمدينة وكل ما يتعلق بالسلوك‬
‫الديمغرافي بشكل عام‪.‬‬
‫•‬
‫• وإلسقاط النظرية المالتوسية على الوضع في سورية تمت‬
‫دراسة الفرق بين التغير في الزيادة السكانية و التغير في‬
‫نصيب الفرد من الناتج القومي في سورية خالل الفترة بين‬
‫‪ 2010-1970‬بتباعد زمني ‪ 5‬سنوات وت ّم تمثيل الفجوة‬
‫بالمنحنى ‪difference‬الذي يعبّر عن الحركة الديناميكية‬
‫لتزايد السكان وتزايد نصيب الفرد‪ ،‬و كانت النتائج كالتالي‪:‬‬
‫بلغت الفجوة بين تزايد السكان وتغير نصيب الفرد في أقلها‬ ‫•‬
‫خالل الفترتين ‪ 1985-1980‬و ‪. 2005-2000‬‬
‫تعتبر الفترة من ‪ 2005-2000‬هي الفترة االكثر تمثيال‬ ‫•‬
‫لمشكلة مالتوس حيث نالحظ أن الفجوة اخذت اقل قيمة في‬
‫الفترة المدروسة ‪.‬‬
‫أن نظرية‬‫ومن خالل االطالع على المخطط البياني نالحظ ّ‬ ‫•‬
‫مالتوس في السكان هي نظرية غير منطقية ولم تنطبق‬
‫على الفترة المدروسة بالنسبة للجمهورية العربية السورية‪.‬‬
‫• الخاتمــــــة‪:‬‬
‫•‬
‫لقد أصبحت نظرية مالتوس في السكان إحدى أهم نظريات علم‬
‫السكان بالرغم من كل ما تعرضت له من نقد‪ ،‬وقد كان لمالتوس‬
‫الفضل الكبير في توجيه أنظار الحكومات والمفكرين مبكرا ً إلى حركة‬
‫النمو السكاني وعالقتهما برفاهية اإلنسان‪ .‬كما أسهم مالتوس بدور‬
‫كبير وربما أكثر من غيره في إدخال دراسة السكان في نطاق ميدان‬
‫أن التجارب التاريخية أثبتت بأنّه في وسع‬ ‫العلم االجتماعي (‪ .)8‬إالّ ّ‬
‫الموارد البشرية حين تنمو وتزدهر أن تتغلب على نقص الموارد‬
‫المادية األخرى الالزمة لعملية اإلنتاج بفضل العلم والتقنية‪ ،‬فما تكاد‬
‫تنفذ طاقة حتى يحل االبتكار البشري محلها طاقة جديدة‪ .‬وبالتالي‬
‫بأن االستثمار في العقل البشري هو أفضل أنواع‬ ‫فيمكننا القول ّ‬
‫االستثمارات ‪.‬‬
‫قائمة بالمراجع‪:‬‬ ‫•‬
‫حسين ‪ ،‬الساعاتي ‪ -‬عبد الحميد ‪ ،‬لطفي‪ -‬دراسات في السكان ‪ ،‬دار المعرفة الجامعية (العام غير‬ ‫•‬
‫محدد)‪.‬‬
‫فتحي‪ ،‬محمد أبوعياد ‪ -‬علم السكان‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بيروت‪.2000 ،‬‬ ‫•‬
‫الحاجب‪ ،‬رمزي‪ -‬المشكلة السكانية وخرافة المالتوسية الجديدة‪ ،‬المجلس الوطني للثقافة والفنون‬ ‫•‬
‫واآلداب‪ ،‬الكويت‪.1984 ،‬‬
‫زهير‪ ،‬محمد ناجي ‪ -‬مالتوس والمالتوسية (‪ ،)1834-1766‬دمشق‪.1952 ،‬‬ ‫•‬
‫موجة االقتصاد السياسي ‪ -‬الجزء األول – الطبعة الثالثة – مطبعة الجامعة السورية ‪.)1948‬‬ ‫•‬
‫د‪ .‬األشقر‪ ،‬أحمد ‪ -‬علم السكان‪ ،‬جامعة حلب‪ ،‬كلية االقتصاد‪.1993،‬‬ ‫•‬
‫د‪.‬أ‪.‬فالنتي‪ ،‬ترجمة بسام المقداد‪ ،‬أسس نظرية السكان‪ ،‬دار التقدم موسكو‪.1980 ،‬‬ ‫•‬
‫)‪lagrande encyclpedie francaise. Tome: Malthus: par charmay (M‬‬ ‫•‬
‫‪Villey(Daniel) petite histaire des grandes doctrines economiques Paris-‬‬ ‫•‬
‫)‪.presse universitaire – France 1946 edition‬‬
‫‪.www.sciencesway.com‬‬ ‫•‬
‫‪www.ejabat.google.com/ejabat/thread‬‬ ‫•‬
‫‪./yehia.htm2004-01-2005/21http://www.alarabnews.com/alshaab/‬‬ ‫•‬
‫‪.www.ahewar.org/debat/show.art.asp‬‬ ‫•‬
‫وشكرا‬

You might also like