Professional Documents
Culture Documents
نظرية مالتوس في السكان
نظرية مالتوس في السكان
إن جذور أفكار مالتوس نجدها عند كل من أفالطون وأرسطو حيث يحدد أفالطون العدد األمثل ّ •
من السكان في كل مدينة بحيث يتوافر الخير لكل مواطن ،ولذلك ينادي بسياسة سكانية ضيقة
تهدف إلى الحد من تزايد عدد السكان للوصول إلى العدد األمثل .كما وينادي أرسطو بضرورة
تحديد عدد السكان تجنبا ً للفقر ،إذ يرى أن زيادة عدد السكان بمعدل أكبر من معدل زيادة األرض
المستغلة يؤدي إلى خالفات اجتماعية ويعوق الحكومة عن القيام بأعمالها ولكن النقد الذي يوجه
إلى نظرية كل من أرسطو وأفالطون هو تركيزهم على الجانب الكمي في نمو السكان.
كما نشب صراع فكري حاد بين مالتوس وبين بعض الكتاب المعاصرين له مثل جودوين •
وكوندرسيه وديفيد ريكاردو وجان باتست ساي( ،)3وقد وردت آراء مالتوس عن السكان( )6في
كتابه (مقال في مبادئ السكان) الذي طبع ألول مرة في عام 1798ويبدو مالتوس في هذا المقال
أن مصائب وكأنّه ينتقد بعض الكتاب الذين عاصروه وال سيما كوندرسيه والذين كانوا يرون ّ
وأن من سنة الحياةالناس وآالمهم تعود إلى طبيعة النظام السياسي واالجتماعي الذي يعيشون فيهّ ،
أن يكون هناك تطورا ً نحو األحسن يتجه اإلنسان من خالله شيئا ً فشيئا ً إلى بلوغ الكمال وإلى
تحقيق المزيد من العدالة وإلى إزالة البؤس والشقاء من المجتمع .أ ّما مالتوس فقد أكدّ في كتابه
المذكور أنّه ال عالقة آلالم الناس ومصائبهم بطبيعة النظام السياسي الذي يعيشون فيه ،وال بطبيعة
المؤسسات االجتماعية حولهم ،فالسبب الرئيس للفقر لدى مالتوس ليست له عالقة كبيرة بأشكال
الحكومات وال بكيفية توزيع الثروة وال بمدى تحقيق العدالة في ذلك التوزيع .ذلك أ ّن هناك قوانين
ثابتة تسيطر على طبيعة المجتمعات من شأنها أن تجعل من البؤس والشقاء دائمين إلى قسم من
السكان في المجتمع ،ففي كل مجتمع ال بدّ من وجود طبقة دنيا يالزمها البؤس والشقاء ويستحيل
استحالة مطلقة تخليص تلك الطبقات من آالمها ومعاناتها.
وقد دعا مالتوس إلى تنظيم دائم لقضية السكان عبر مستويات عديدة قد تكون حروبا وأوبئة وقد تكون حدا من
الزواج ،وغير ذلك من وسائل السيطرة على نمو السكان.
وقد تأثر بالنظرية مجموعة من المفكرين في كتاباتهم وتجاربهم الحياتية والعلمية بغض النظر عن صدقها من
بطالنها ،فكان تأثيرها واضحا حسب مجموعة من الباحثين على تشارلز داروين في قانون االنتخاب الطبيعي.
ولقد تحدث كارل ماركس و وانجلز باحتقار و امتعاض عظيمين عن ما كتبه مالتوس وقد وسم انجلز نظرية
مالتوس بأنها مذهب دنيء سافل ،تجديف مقرف على الطبيعة و اإلنسانية ،و في كتابه "وضع الطبقة العاملة في
أن تأكيدات المالتوسيين حول ازدحام األرض بالسكان و استحالة إنتاج كمية أكبر انكلترا" أشار انجلز مباشرة إلى ّ
من وسائل العيش و حول مسؤولية الكادحين أنفسهم عما يتعرضون له من مصائب في المجتمع البرجوازي ،كانت
أوضح إعالن للحرب على البرولتياريا من قبل البرجوازية.
تعرض مالتوس لنقد عميق و شامل من جانب غوديون في مؤلفه (دراسات حول السكان و امكانية زيادة الجنس
البشري) و قد بين قبل كل شيء البطالن الكامل للفرضية المالتوسية التي تتعارض مع نتائج األبحاث التاريخية و
االحصائية .
و في عام 1807ظهر خازليت (الرد على مؤلف األب مالتوس في السكان) ،وقد كتب خازليت يقول في معرض
نقده لمالتوس" :بما ان الفقر و الرذائل يمكن أن تنجم ليس في النقص في الغذاء بل عن أسباب أخرى يمكن إزالتها
عن طريق زيادة إنتاج الغذاء و التوزيع المتعادل له ،و عن طريق الرقابة الرشيدة على اإلنجاب ،وبما أن األمر
كذلك فالفقر إذا ّ ليس شرا ال مفر منه في حياة المجتمع البشري ،و يكتب خازليت ان مالتوس لم يكن ببساط يرغب
في اكتشاف حقائق كبيرة و قيمة بل كان يحاول الوقوف ضد الحقائق األخالقية ويحاول عن طريق العرض المشوه
للمعلومات جعل آرائه تتفق مع المصالح و األوهام الموجودة(.)7
النظرية المالتوسية في السكان: •
فلسفة مالتوس االقتصادية واالجتماعية : •
أن عدد سكان انكلترا ( )4أو غيرها في المرحلة التي عاش فيها قد تضاعف أو الحظ مالتوس ّ •
أن حاجات الناس تزداد ،ولما كانت مساحة األرض يتضاعف مرة كل ربع قرن وينشأ عن ذلك ّ
المزروعة محدودة ولما كانت الزراعة تخضع لقانون اإلنتاج المتناقص والذي استند إليه مالتوس
أن األرض مهما أنفق عليها ّ
فإن إنتاجها قد يبلغ دون أن يسميه (نظرية اإلنتاج المتناقص مؤداها ّ
فإن تحسين األرض الفني مهما اعتمد عليه فال يمكن أن درجة االشباع بحيث ال تفي بنفقاتها ولذلك ّ
أن األرض ال يمكن أن يزداد إنتاجها مهما يؤدي إلى زيادة إنتاج المواد الغذائية) ( ،)5حيث الحظ ّ
ضاعفنا جهودنا في خدمتها إالّ ضمن حدود معينة يغدو معها كل عمل لزيادة إنتاجها عقيما ً ،ولما
فإن األرض ستصاب بتخمة في عدد السكان وهذا كانت األفواه الجديدة بحاجة إلى الغذاء ولذلك ّ
هو الذي يؤدي إلى بؤسهم ،ولذلك فمسببوا شقائهم هم العمال أنفسهم الذين ال يعملون على ضبط
نسلهم أو الحد منه ويتركون هذا األمر للطبيعة تؤديه عنهم بصورة طبيعية مما يؤدي إلى تنافس
الناس وتسابقهم وبالتالي إلى تباين مصالحهم الشخصية وإلى تنازعهم على البقاء.
فإن الحروب كفيلة وهكذا فإذا ازداد عدد السكان ولم تقض على الفائض منهم األوبئة والمجاعات ّ •
بإزالة الزوائد واإلبقاء على التوازن ،وإذا كان المجتمع قد استمر متوازنا ً حتى اآلن فبفضل هذه
العوائق الطبيعية التي ذكرناها التي يرى فيها مالتوس عناية إلهية فإذا استمرت زيادة البشر أكثر
فإن هذا يلقي بالطبقات الفقيرة إلى البؤس ويجعل من الصعب تحسين من زيادة الموارد الغذائية ّ
أحوالها ،ولما كانت العوائق الطبيعية التي ذكرناها قد ال تقع ،يرى مالتوس أنّه ينبغي إيجاد هذا
التوازن حتى ولو أدى ذلك إلى مخالفة األوامر اإللهية التي تمنع من قطع النسل ،حيث يقول " :
إن نزعة اإلنسان إلى التكاثر تسره أ ّما نزعته إلى بذل الجهد واإلنتاج عن طريق العمل واستثمار ّ
خيرات األرض فهي أقل فهو يميل إلى زيادة مواليده أكثر من زيادة إنتاجه" (.)6
ولما كان مالتوس رجل دين فهو يرى تأخير الزواج ما أمكن إلرضاء الحوافز الدينية لديه، •
ومالتوس طبق على نفسه هذه القاعدة فلم يتزوج إالّ في سن الثامنة والثالثين – ث ّم هنالك اإلقالل
من األطفال ما أمكن (ومالتوس لم ينجب إالّ ثالثة أطفال) وهكذا يذهب مالتوس إلى القول " ّ
إن أي
رجل ولد في العالم المتخوم ليس له الحق بأي قطعة من المواد الغذائية إذا كان ال حاجة للمجتمع
به والطبيعة تأمره بأن يذهب وهي ال تتأخر عن أن تضع بنفسها هذا النظام موضوع التنفيذ" (.)7
وفي الطبعة األولى من مقاالته يذكر مالتوس مصادرتين يبني عليهما تحليله فيما بعد .األولى ،هي •
أن العاطفة بين الجنسين ضرورية ،وسوف تظل في أن الغذاء ضروري لحياة اإلنسان .والثانيةّ ،
ّ
المستقبل في حالتها الراهنة تقريبا ً .وهاتان المصادرتان من طبيعة ثابتة ،ولكنهما متعارضتان.
إن التناقض بين قدرة السكان على التزايد وقدرة األرض على إنتاج الغذاء يمثل في رأي مالتوس ّ •
فحوى المشكلة السكانية السكانية .يقول مالتوس " :وبحكم قانون طبيعتنا هذا الذي يجعل الغذاء
ضروريا ً لحياة اإلنسان ،فال بدّ من اإلبقاء على تساوي النتائج المترتبة على هاتين القدرتين غير
المتساويتين ،وهذا يتضمن عائقا ً قويا ً باستمرار على منع زيادة السكان عن طريق صعوبة العيش،
وهذه الصعوبة يجب أن تحل في مكان ما وال بدّ حتما ً أن يشعر بها فريق كبير من الجنس
البشري" .
أن الفقراء بتكاثرهم يجلبون الشقاء ألنفسهم ،ألنهم• وهكذا خلص مالتوس ،إلى ّ
يجهلون حقيقة سلوكهم الجنسي وما يترتب عليه من نتائج وخيمة .ولهذا كان
أن أهم مساعدة يمكن أن تقدم للفقراء ،هي تبصيرهم بقانون مالتوس يرىّ ،
أن مالتوس كان من أشد المعارضين لقانون إغاثة السكان .وتجدر اإلشارة إلى ّ
أن إعانة الفقراء ال يكون من نتيجتها إالّ تشجيع الفقراء علىالفقراء ألنه رأى ّ
الزواج وزيادة نسلهم ،وقد دعا بإلحاح إللغاء القوانين المتعلقة بالفقراء واشار إلى
انه ينبغي إصدار قوانين يمنع بموجبها تقديم معونات بعد مرور سنة على إعالن
هذه القوانين .و قد طالب بأن ال تأوي األبرشيات األطفال غير الشرعيين .ومما
لبث التشريع البرجوازي ان استفاد من نصائح مالتوس هذه المالئمة جدا للطبقات
الحاكمة ،ففي عام 1800تم إلغاء قانون الفقراء في انكلترا و في عام 1807قدم
إلى البرلمان مشروع قانون يعتمد على النظرية المالتوسية و يقضي بتشديد
المراقبة على أجور العمال(.)7
• وفي الطبعة الثانية من المقال التي ظهرت في عام ،1803أي بعد مضي خمس
سنوات من صدور المقال األول ،راح مالتوس يصوغ الحلول في شكل موانع
إيجابية وموانع سلبية أو وقائية ،وهذا ما سنأتي على ذكره الحقا ً.
مبادىء النظرية المالتوسية في السكان: •
صاغ مالتوس في مؤلفه "بحث في مبدأ السكان" نظريته حول السكان والتي أثارت ضجة كبيرة •
حيث ورد فيها "أن الرجل الذي ليس له من يعيله والذي ال يستطيع أن يجد له عمالً في المجتمع
أن ليس له نصيبا ً من الغذاء على أرضه فهو عضو زائد في وليمة الطبيعة حيث السوف يجد ّ
صحن له بين الصحون فإن الطبيعة تأمره بمغادرة الزمن”.
فمالتوس يرى ( )6أنّه بسبب وجود عالقة قوية بين الغذاء والصحة وبسبب محدودية الموارد •
فإن تشجيع الزواج وزيادة اإلقبال عليه البدّ إالّ أن يؤدي إلى ارتفاع معدل الوفيات ،ويرى
الغذائية ّ
فإن ذلك يؤدي إلى رفع معدّل الوفيات من كذلك أنّه إذا خفضنا معدّل الوفيات من مرض معيّن ّ
سنا توزيع الدخل بين مرض آخر بسبب القدرة المحدودة للجسم على تحمل أعباء الحياة ،وإذا ح ّ
أفراد المجتمع ّ
فإن الطبقات الفقيرة في المجتمع ستكثر من والداتها مما يؤدي إلى زيادة عدد
فإن ذلك سيؤدي مجددا ً إلى
أن كمية الموارد الغذائية محدودة بطبيعتها ّالسكان في المجتمع ،وبما ّ
تخفيض نصيب الفرد الواحد من الغذاء مما يعيد قسما ً من أفراد المجتمع إلى حالة الفقر والبؤس
ولهذا فال مناص من عودة الفقر والبؤس إلى الطبقات االجتماعية الدنيا مهما حاولنا تخليص تلك
فإن مالتوس قد تك ّهن بوجود مجتمع الطبقات من الوضع المعاشي السيئ الذي تعيش فيه ،وهكذا ّ
بشري ال مجال إلزالة الفوارق الطبقية منه وال مجال إالّ أن يعيش قسم من السكان فيه عيشة
الكفاف على الدوام.
أن السبب في هذا يعود بالدرجة األولى إلى التباين ويبيّن مالتوس ّ •
الشديد بين قدرة اإلنسان على اإلنجاب وقدرته على إنتاج الغذاء .ذلك
أن قدرة اإلنسان على اإلنجاب أعظم بكثير من قدرته على اإلنتاج، ّ
فالسكان على رأي مالتوس ،إذا توافرت لهم أسباب المعيشة المالئمة،
يمكن أن يتضاعف عددهم كل 25سنة وفق متوالية هندسية.
أ ّما الناتج الزراعي فيمكن أن يزيد كل 15سنة بكمية معينة ثابتة وفقا ً •
لمتوالية حسابية.
ففي غضون 150سنة يزداد عدد السكان إلى 64ضعفا ً بينما يزداد •
فإن نصيب الفرد الواحد من إنتاج الغذاء إلى 7أضعاف فقط ،لهذا ّ
الغذاء المنتج يتناقص بصورة مستمرة.
أن عدد السكان في المجتمع يستمر وفي الواقع العملي يرى مالتوس ّ •
في االزدياد إلى أن تصبح كمية الغذاء المنتج غير كافية إلطعام كل
السكان .عند ذلك يموت قسم من السكان في الطبقات االجتماعية الدنيا
من جراء نقص المواد الغذائية ،فيقل عدد السكان ويهبط إلى الحد الذي
تصبح معه المواد الغذائية كافية لكامل السكان.
أن حجم السكان في المجتمع ال بدّ وأن فإن مالتوس يرى ّ • لهذا ّ
أن حجم السكان يتوافق مع حجم الموارد الغذائية المتوفرة أي ّ
في كل زمان هو تابع لحجم الموارد الغذائية المتوفرة في ذلك
الزمان وإذا حصل ارتفاع في حجم الموارد الغذائية المتاحة
فإن حجم السكان سرعان ما يرتفع أيضا ً إلى الحد الذي يتأمن ّ
فيه الغذاء لجميع السكان .ويذكر مالتوس ّ
أن التاريخ يشهد
أن عدد السكان في كثير من البلدان كان ينزع دائما ً إلى على ّ
بلوغ ذلك المستوى الذي يحدده وجود الموارد الغذائية و ّ
أن
معيشة اإلنسان كانت تتجه دائما ً إلى مستوى الكفاف الذي ال
يكفي إالّ لمجرد بقاء اإلنسان على قيد الحياة.
• وإذا كان العامل األساس في تقصير أمد الحياة وإبقاء عدد السكان عند المستوى
فإن مالتوس يذكرالذي تتحقق فيه معيشة الكفاف هو محدودية الموارد الغذائية ّ
أيضا ً عددا ً من العوامل التي تمنع السكان من ان يزداد عددهم على صورة
المتوالية الهندسية السابقة.
وهذه الموانع كما سبق وأسلفنا تقسما إلى مجموعتين ،الموانع اإليجابية والموانع
الوقائية ،فالموانع اإليجابية هي التي تؤدي إلى وفاة عدد من السكان بعد أن
يولدوا ومثال ذلك الحروب والمجاعات واألوبئة وغيرها وهي موانع ال إرادية
أن البؤس والفقر قد يكونان بعض أسبابه، وال يستطيع اإلنسان السيطرة عليها إالّ ّ
أ ّما الموانع الوقائية فهي التي تحول دون والدة عدد من السكان وتؤدي بالتالي إلى
خفض عدد المواليد في المجتمع .وهذه الموانع اختيارية يلجأ إليها اإلنسان نتيجة
لحكمته وتبصره وتوقعه لألخطار قبل وقوعها ،وأبرز هذه الموانع ما يسميه
مالتوس الرادع األخالقي الذي يتمثّل في االمتناع عن الزواج أو تأخيره والتعفف
أن هذه الموانع األخيرة هي الملجأ األخيرعن العالقة الجنسية ،ويرى مالتوس ّ
لإلنسان إذا أراد أن يعيش عيشة طيبة وأن يجنب مجتمعه الكوارث والبؤس
فإن المجتمع عاجالً أم آجالً
والشقاء ،فإذا لم يستعمل اإلنسان هذه الموانع الواقية ّ
سيكون عرضة ألخطار الموانع اإليجابية وما تحمله من عواقب مدمرة.
• وباختصار يمكن القول ّ
بأن نظرية مالتوس في السكان تقوم على القانونين
التاليين (:)3
إن عدد السكان يتضاعف كل خمس وعشرين سنة وتكون زيادته بنسبة • األولّ :
هندسية فيما إذا لم يوقف هذه الزيادة أي عائق.
إن الموارد الغذائية ال يمكن أن تزيد إالّ بنسبة عددية وذلك أل ّن رقعة
• الثانيّ :
األرض القابلة للزراعة في العالم محددة وال يمكن توسيعها إالَ على نطاق ضيق،
فإن هنالك نزعة مستمرة تؤدي إلى زيادة عدد السكان تكون دائما ً سابقة وهكذا ّ
لزيادة المواد الغذائية ولن يحصل التوازن إالّ بواسطة العوائق التي ذكرناها
طبيعية أو صناعية.
• فإذا أخذنا األرض كلها وفرضنا أن السكان الحالين يعادلون ألف مليون ،فإن
األنواع البشرية سوف تتزايد وفقا ً لمالتوس حسب األرقام :1؛ 2؛ 4؛ 8؛ 16
؛ 32؛ 64؛ 128؛ ...256الخ بينما يزداد القوت حسب األرقام 1:؛ 2؛ 3
؛ 4؛ 5؛ 6؛ 7؛ 8؛ ... 9الخ .وعلى ذلك فخالل قرنين يكون عدد السكان
بالنسبة للمواد الغذائية بنسبة 256إلى 9؛ وبعد ثالثة قرون يصبح 496إلى
.13
•
• وتجدر اإلشارة إلى ما يلي (:)2
• ليست المتتالية الهندسية التي ذكرها مالتوس أية متتالية ،ولكنها متتالية
معينة ،بمعنى أن العدد يتضاعف كل 25عاما ً ،وال يكون ذلك في أي
نوع من السكان وإنما في سكان غير معوقين بأي عائق مما ذكر
سالفاً ،وكذلك الحال في المتتالية الحسابية ،فهي متتالية معينة ،وقد
ير أنّه من الممكن زيادة وسائل المعيشة كل اعتبرها حدا ً أقصى ،ولم َ
25عاما ً بكمية تعادل اإلنتاج األول ،ولكنه أفترض ذلك لتوضيح
رأيه.
• هناك رأي شائع وهو أن مالتوس تنبأ بأن السكان إذا اطردت زيادتهم
فسيكون لذلك نتائج مروعة في المستقبل القريب أو البعيد ،ولكن
جوهر مقاله يتر ّكز في أن استعداد السكان ليفوقوا وسائل القوت كان
ولم يزل دائم التأثير ،ونتج عنه ،وال يزال ينتج عنه ،أحداثا ً مروعة
تنحصر في البؤس والرذيلة ،وهذا رأي جديد من ناحية ،ومفعم
بالتشاؤم من ناحية أخرى.
• وتطورت النظرية المالتوسية على يد بعض المعاصرين
كماكليري وغيره الذين رأوا أن سبب نمو هذا التفاوت راجع
إلى انخفاض أسعار السلع الغذائية في مقابل ارتفاع أجور
العمال ،كما أن المالتوسية الجديدة تؤكد على أن السبب في
تزايد السكان هو معدالت الوفيات المنخفضة ،في مقابل
المالتوسية القديمة التي كانت ترى أن تزايد معدالت الوالدات
بشكل متسارع وفق ما رسمه مالتوس هي السبب في زيادة
السكان.
تقويم ونقد نظرية مالتوس: •
كان لمالتوس في نظريته بعض اآلراء التي ال زالت موضع إعجاب من الباحثين حتى أيامنا هذه ،كما كانت •
له من جهة أخرى بعض اآلراء التي القت انتقادا ً شديدا ً من قبل عدد كبير من علماء السكان واالقتصاد(:)6
أن توفر المواد الغذائية وارتفاع مستوى الدخل يشجعان األفراد في المجتمع على إن مالتوس يشير إلى ّ
ّ •
الزواج وعلى اإلكثار من المواليد كما يعمالن على تخفيض الوفيات أ ّما نقص المواد الغذائية وانخفاض
مستوى الدخل ،فعلى العكس من ذلك ،يحدان من الزواج ويؤديان إلى اإلقالل من المواليد ويرفعان عدد
الوفيات في المجتمع ،وتبدو هذه اآلراء واقعية ويؤيدها كثير من الدراسات الحديثة التي جرت في مجتمعات
نامية تعيش ظروفا ً قريبة من ظروف أوربا الغربية في القرن التاسع عشر.
لقد كان حجر الزاوية في نظرية مالتوس مسألة عدم قدرة اإلنتاج الزراعي على النمو بمعدالت مماثلة لنمو •
السكان وأصبح هذا يعرف بقانون الغلة المتناقصة وقد أخذ أكثر االقتصاديين الكالسيك بقانون الغلة
المتناقصة حتى أواخر القرن التاسع عشر ،إالّ أنّه منذ ذلك الحين أخذ المفكرون يميلون إلى األخذ بقانون
الغلة المتناقصة فقط في حال ثبات مستوى التكنولوجيا المستعملة في اإلنتاج أو في حالة ثبات كمية رأس
سن في مستوى التكنولوجيا أو ارتفاع حصة العامل الواحد من المال ،أ ّما إذا رافق ازدياد عدد السكان تح ّ
فإن ذلك قد يؤدي إلى رفع مستوى إنتاجية العامل بدالً من خفضه ولهذا بتنا نسمع عن من يتحدث رأس المال ّ
عن النمو السكاني بوصفه واحدا ً من العوامل العديدة التي تؤدي إلى رفع إنتاجية العامل خالفا ً لما يراه
مالتوس.
لقد نظر مالتوس إلى األمور في عصره نظرة سكونية النظرة ديناميكية لهذا فإنّه لم يستطع أن يتوقع حدوث •
تغيرات حاسمة في وسائل اإلنتاج كتلك التي شهدتها البشرية مؤخرا ً وسمح بها التقدم التكنولوجي الكبير،
ولقد أسهمت هذه التغيرات في تعميق تقسيم العمل وتوسيع اإلنتاج والتجارة ،مما أدى إلى رفع إنتاجية العامل
إلى مستوى لم يكن اإلنسان يحلم به من قبل وأدى إلى حدوث ازدهار اقتصادي في مجموعة كبيرة من سكان
العالم في الوقت الحالي ،والواقع أنّه خالل القرن الحالي ،وعلى الرغم من النمو الكبير في عدد السكان في
فإن ّّ إنتاجية العامل كانت ترتفع باضطراد على سطح الكرة العالم ،الذي لم يكن له مثيل في التاريخ من قبلّ ،
األرضية ،مما كان له أكبر األثر في رفع مستوى المعيشة لدى سكان العالم جميعا ً.
كان مالتوس يرى في العزوبية والعفة عن إقامة العالقات الجنسية العامل العقالني األساسي أو المانع الواقي •
الذي ينبغي اللجوء إليه كيال يرتفع عدد الوالدات في المجتمع ارتفاعا ً مفرطا ً .بهذا ّ
فإن مالتوس لم يستطع أن
يتنبأ بحدوث ذلك التقدم الذي نشهده حاليا ً في تصنيع وسائل من الحمل المتنوعة وتسويقها وتوزيعها على
نطاق واسع بين المتزوجين ويستعملونها بيسر وسهولة حاليا ً في معظم دول العالم.
ولإلنصاف نقول ّ
إن مالتوس في أواخر القرن الثامن عشر لم يكن بمقدوره أن يتنبأ بتلك التطورات العلمية •
أن كثيرا ً ممن ولدوا في القرن العشرين
والتكنولوجية التي حدثت في القرن العشرين في شتى المجاالت ذلك ّ
نفسه وعاشوا قسما ً من اإلنجازات التكنولوجية فيه ما كانوا يتوقعون بعض اإلنجازات المتقدمة التي حصلت
مؤخرا ً.
تبقى الميزة الرئيسة لمالتوس أنّه وجه األنظار إلى الخطر المحتمل الذي يواجه البشرية من جراء نقص •
المواد الغذائية عندما يتزايد السكان بمعدالت مرتفعة وعلى الرغم من كل ما قيل وال يزال يقال ف ّ
إن هناك
يسمون بالمالتوسيين الجدد الذين ينظرون إلى األمور نظرة مالتوس
ّ الكثير من الباحثين المعاصرين الذين
ً نفسها ويرون أنّه إذا استمر سكان العالم في التزايد بالمعدالت الحالية المرتفعة ّ
فإن هناك احتماال في أن
تنضب موارد الطاقة وتقل اإلمدادات الغذائية مما يشكل خطرا ً كبيرا ً على مستوى البشرية.
أن دراسة السكان قد راحت تأخذ طابعا ً علميا ً محدد المعالم بدءا ً يعتقد كثير من المهتمين بالمسائل السكانية ّ •
من ظهور أعمال مالتوس في أواخر القرن الثامن عشر .ومنذ ذلك الحين أخذ االهتمام بالمسائل السكانية
يتزايد وأخذ علم السكان يحتل مكانا ً بارزا ً بين العلوم االجتماعية األخرى والواقع أنّه على الرغم من أن ّ
اآلراء التي طرحها مالتوس آنذاك لم يؤيدها كثير من الباحثين الذين عاصروه أو الذين جاؤوا بعده والسيما
فإن تلك األفكار قد أثارت جدالً كبيرا ً واستمر عقودا ً طويلة وال يزال قائما ً حتى اآلن بين
في القرن الحالي ّ
مؤيدي مالتوس ومعارضيه وكان من نتيجة ذلك توجيه االنتباه إلى خطورة العالقة القائمة بين المتغيرات
السكانية والمتغيرات االقتصادية.
• وبالتالي يمكننا توجيه مجموعة من االنتقادات إلى نظرية مالتوس في السكان
أهمها:
• أقام مالتوس نظريته على مرتكزين فكريين هما(:)3
– المرتكز األول :يتمثل في تلك النظرة الخاطئة للتكاثر البشري على أنّه عملية بيولوجية
محضة ،مستقلة تماما ً عن الظروف واألوضاع االقتصادية واالجتماعية لإلنسان ،وهي
الفكرة التي تجد تعبيرها عند مالتوس بشكل جلي في مقولة المتوالية الهندسية للزيادة
السكانية وفي النظر إلى عنصر السكان على أنهم عنصر مستقل وغير تابع.
– المرتكز الثاني :يتمثل في إيمان مالتوس الخاطىء بما يسمى قانون الغلة المتناقصة حيث
ّ
أن اإليمان بهذا القانون يهمل عنصر التقدم الفني ومدى إمكانية زيادة اإلنتاج عن طريق
التقدم العلمي والتكنولوجي.
• إن افتراض مالتوس بأن السكان يتزايدون وفق متتالية هندسية يمكن اعتباره
افترضا ً صحيحا ً رياضياً ،إال أن ذلك يعتبر مستحيالً من الناحية الواقعية حيث
بأن السكان سيستمرون على هذا المنوال إلي ماالنهاية .ال يمكننا القبول ّ
إن زيادة الموارد أيضا ً وفق متتالية حسابية ال يمكن القبول به في أي وقت
• ّ
وفي أي بلد فلكل بلد ولكل فترة ميزاتها الخاصة بها.
لم يأخذ مالتوس بعين االعتبار التطور الفكري لعملية •
اإلنجاب من جهة والتطور العلمي من جهة ثانية ودوره في
ابتكار وسائل منع الحمل لتقليل النمو السكاني.
تناول مالتوس في حديثه عن السكان والموارد ،الموارد •
الغذائية فقط ،ولم يأخذ بعين االعتبار العناصر األخرى
التي تؤثر في مستوى معيشة السكان مثل (الموارد الطبيعية
– التكنولوجيا -التنظيم االجتماعي.)......
أعطى مالتوس العوامل التي ترفع أو تحد من النمو •
السكاني أهمية كبيرة وأهمل العوامل التي تؤدي إلى تنمية
الموارد البشرية.
األثر العملي لنظرية مالتوس: •
أدت نظرية مالتوس إلى حدوث كوارث إنسانية( ،)11حيث: •
مبررا لإلبادة الجماعية لكثير من الشعوب ،وأجبر أبناء بعض العرقيات ً اتخذت •
المضطهدة كالسود والهنود في أمريكا على إجراء التعقيم القسري ،وإن اتخذ
صورة تعقيم أختياري في ظاهر األمر.
ومثل ذلك تجربة التنمية السوفيتية في روسيا التي أستحلت بدورها إبادة أعداد •
بأن عددهم ما بين 12و 15مليونًا( بحجة أعتصار كبيرة من البشر (يقال ّ
التراكم المطلوب للتنمية والتقدم الصناعي.
يقول آالن تشيس في كتابه (تركة مالتوس) إن 63678ألف شخص قد جرى •
تعقيمهم قسرا ً فيما بين عامي 1907و 1964في أمريكا في الواليات الثالثين
والمستعمرة الوحيدة التي سنت مثل هذه القوانين .ولكن كان هناك في الحقيقة
مئات اآلالف من عمليات التعقيم األخرى التي كانت طوعية في الظاهر غير إنها
قسرية جرت عنوة في واقع الحال .وأقتبس آالن تشيس من القاضي الفيدرالي
جيرهارد جيل قوله في عام 1974في خضم قضية ترافعت فيها المحاكم
لمصلحة ضحايا التعقيم القسري للفقراء( :على مدى السنوات القليلة الماضية
قامت الدولة والهيئات والوكاالت الفيدرالية بتعقيم ما بين مائة إلى مائة وخمسين
ألف شخص سنويا من الفقراء.
سادت خالل العقود األخيرة في العالم عبارات مثل القنبلة السكانية واالنفجار السكاني وأزمات النمو •
السكاني وغير ذلك من العبارات التي تكررت في العديد من الكتب والمقاالت المنشورة ،وفي هذا اإلطار قام
العديد من المؤلفين وخبراء علم السكان باإلشارة إلى أن المشكلة الرئيسية التي تواجه البلدان األقل نموا تتمثل
بالنمو السريع للسكان فيها والذي يبدو بأنه يهدد عملية التنمية االقتصادية واالجتماعية فيها.
إن السياسات العربية تنحو بإرادتها أو دونها إلى تطبيق بعض أفكار مالتوس ،من خالل هذا الحد من ّ •
الفرص المشجعة على الزواج وهو ما يسميه مالتوس الحد من الزواج ،ولعل البطالة المنتشرة واألوضاع
غير القابلة إلنشاء مؤسسات أسرية مستقرة تدخل في هذا النطاق المؤمن بعمق هذه النظرية .ولتضييق دائرة
الفجوة كما يسميها مالتوس بين العدد السكاني واإلنتاج الغدائي ،فيلزم الحد من النسل حتى للذين توفرت لهم
إرادة وظروف عيش تسمح بزيادة السكان ،حيث تلجأ مختلف الحكومات العربية إلى قوانين تحديد النسل
وإلى تطبيق السياسات الديمغرافية المختلفة (.)13
ظهرت فلسفة مالتوس صريحة في أدبيات المؤتمر الدولي للسكان( )12الذي عقد في القاهرة في أيلول •
عام ، 1994حيث قال بعض أصحاب نظرية االنفجار السكاني في مصر ( :إن موارد الكرة األرضية
تتناقص ،بينما سكانها يتزايدون ،ومعظم الخبراء والعلماء ينذروننا منذ سنوات ويكررون اإلنذار عدة
مرات بأن العالم كله مقبل على مجاعة ،فالكرة األرضية ال تنمو ،وعدد الجنس البشري ال يكف عن النمو ،
وموارد األرض ال تغذي الصناعة ،والزراعة ال تزال كما هي منذ بدء الخليقة ،بينما تضاعف المستهلكون
أكثر من ألف مرة ،والذي يضاعف هذه المشكلة ويعقّدها ليس بلدان العالم المتقدم الشبعان ،وإنما بلدان العالم
الثالث الجائع العاجز عن إطعام نفسه ،أو كسوة أوالده ،والمصمم مع ذلك على اإلنجاب بدون ضابط وال
رابط .وقد أصبحت صورة المواطن في هذا العالم الثالث اآلن صورة إنسان أبله ،ينتج حفنة من القمح ،ثم
ينجب عشرين طفال يطلبون الخبز .وفي مصر أصبحت هذه البالهة مبدأ وشعارا ،وقضية ،وأصبح
الشعار السائد فيها أن ننجب أوال ،ثم ننتج بعد ذلك .وفي األعوام األخيرة أصبح هذا الشعار دينيا أيضاً،
وأصبح ضبط النسل حراما ،وأصبح " حكم اإلسالم " و" أمر هللا " أن نلد كالجراد ،وأن نستعجل المجاعة
،وأن نباهي األمم بأطفال يأكلون القمامة ،وشباب عاطل يتسكع على األرصفة ) ..إلخ .
• حسمت الجمهورية العربية السورية موقفها فرفضت نظرية مالتوس التي ركزت جهدها
لتخفيض عدد السكان بالغزو والتدمير المنهجي واإلبادة وظل االتجاه السائد في سورية(،)13
وحتى وقت قريب أن تترك الحرية لألسرة في إنجاب وتحديد عدد األطفال .مع وجود بعض
التشريعات التي تشجع التكاثر ،منها على سبيل المثال منع االتجار بوسائل منع الحمل .كما صدر
مرسوما ً ينص على منح وسام األسرة للعائلة التي تنجب عددا ً من األطفال يزيد عن 12طفل .
كما نص قانون العقوبات السوري على تحريم اإلجهاض إذا كان ألسباب غير طبية أو صحية
أن الممارسة الفعلية والتوجهات ويعاقب من يجري عمليات اإلجهاض بالحبس والغرامة .إالّ ّ
والمواقف العامة للدولة في سورية حيال القضايا السكانية وبخاصة النمو السكاني السريع قد
أخذت منحا ً جديدا ً حيث تقوم وزارة الصحة السورية بالتعاون مع المنظمات الدولية بتوفير وسائل
تنظيم األسرة وتقوم باستيراده كما تسمح الدولة لجمعية تنظيم األسرة بالنشاط والعمل على تقديم
خدمات في هذا المجال بالتنسيق مع الجهات الحكومية ،كما توقفت الحكومة منذ عام 1986عن
منح وسام األسرة وكذلك توقفت عن منح الحوافز لألمهات األكثر إنجابا ً وت ّم إجراء بعض
التعديالت على إجازات األمومة والتعويض العائلي وفقا ً للقانون األساسي للعاملين في الدولة رقم
50لعام 2004بحيث يبدو وكأن الحكومة ترغب بأن ال يتجاوز عدد األوالد في األسرة الواحدة
الثالثة.
• وبدأ االهتمام بالمسألة السكانية يتزايد شيئا ً فشيئاً ،فالسياسة السكانية ال تقتصر على معالجة مشكلة
الزيادة السريعة في عدد السكان ولكنها تشمل أيضا برامج لتنشيط نموهم ،وتنظيم هجرة السكان
وحركتهم ،والتوزيع المكاني المتوازن للسكان وتنظيم حركة وتوزع القوى العاملة ومساهمة المرأة
في النشاط االقتصادي وتمكينها اجتماعيا كما تهدف هذه السياسة إلى تحسين مستوى معيشة
السكان ورفاهيتهم وتضييق الفجوة الحضارية بين الريف والمدينة وكل ما يتعلق بالسلوك
الديمغرافي بشكل عام.
•
• وإلسقاط النظرية المالتوسية على الوضع في سورية تمت
دراسة الفرق بين التغير في الزيادة السكانية و التغير في
نصيب الفرد من الناتج القومي في سورية خالل الفترة بين
2010-1970بتباعد زمني 5سنوات وت ّم تمثيل الفجوة
بالمنحنى differenceالذي يعبّر عن الحركة الديناميكية
لتزايد السكان وتزايد نصيب الفرد ،و كانت النتائج كالتالي:
بلغت الفجوة بين تزايد السكان وتغير نصيب الفرد في أقلها •
خالل الفترتين 1985-1980و . 2005-2000
تعتبر الفترة من 2005-2000هي الفترة االكثر تمثيال •
لمشكلة مالتوس حيث نالحظ أن الفجوة اخذت اقل قيمة في
الفترة المدروسة .
أن نظريةومن خالل االطالع على المخطط البياني نالحظ ّ •
مالتوس في السكان هي نظرية غير منطقية ولم تنطبق
على الفترة المدروسة بالنسبة للجمهورية العربية السورية.
• الخاتمــــــة:
•
لقد أصبحت نظرية مالتوس في السكان إحدى أهم نظريات علم
السكان بالرغم من كل ما تعرضت له من نقد ،وقد كان لمالتوس
الفضل الكبير في توجيه أنظار الحكومات والمفكرين مبكرا ً إلى حركة
النمو السكاني وعالقتهما برفاهية اإلنسان .كما أسهم مالتوس بدور
كبير وربما أكثر من غيره في إدخال دراسة السكان في نطاق ميدان
أن التجارب التاريخية أثبتت بأنّه في وسع العلم االجتماعي ( .)8إالّ ّ
الموارد البشرية حين تنمو وتزدهر أن تتغلب على نقص الموارد
المادية األخرى الالزمة لعملية اإلنتاج بفضل العلم والتقنية ،فما تكاد
تنفذ طاقة حتى يحل االبتكار البشري محلها طاقة جديدة .وبالتالي
بأن االستثمار في العقل البشري هو أفضل أنواع فيمكننا القول ّ
االستثمارات .
قائمة بالمراجع: •
حسين ،الساعاتي -عبد الحميد ،لطفي -دراسات في السكان ،دار المعرفة الجامعية (العام غير •
محدد).
فتحي ،محمد أبوعياد -علم السكان ،دار النهضة العربية ،بيروت.2000 ، •
الحاجب ،رمزي -المشكلة السكانية وخرافة المالتوسية الجديدة ،المجلس الوطني للثقافة والفنون •
واآلداب ،الكويت.1984 ،
زهير ،محمد ناجي -مالتوس والمالتوسية ( ،)1834-1766دمشق.1952 ، •
موجة االقتصاد السياسي -الجزء األول – الطبعة الثالثة – مطبعة الجامعة السورية .)1948 •
د .األشقر ،أحمد -علم السكان ،جامعة حلب ،كلية االقتصاد.1993، •
د.أ.فالنتي ،ترجمة بسام المقداد ،أسس نظرية السكان ،دار التقدم موسكو.1980 ، •
)lagrande encyclpedie francaise. Tome: Malthus: par charmay (M •
Villey(Daniel) petite histaire des grandes doctrines economiques Paris- •
).presse universitaire – France 1946 edition
.www.sciencesway.com •
www.ejabat.google.com/ejabat/thread •
./yehia.htm2004-01-2005/21http://www.alarabnews.com/alshaab/ •
.www.ahewar.org/debat/show.art.asp •
وشكرا