Professional Documents
Culture Documents
محمد خريبش
جامعة -املدية
ملخص:
تروم هذه الورقة البحثية إلى بحث ظاهرة الصراع اللغوي بين اللغات اإلنسانية
قصد الوقوف على أسباب هذا الصراع ونتائجه وقوانينه ومظاهره ،قصد الوقوف على
جوانب التطور التي مست األنظمة اللغوية للغات محل الصراع والتي بموجبها يتم انحسار
اللغة املنهزمة وتقهرها وحلول اللغة القوية محلها.
الكلمات املفتاحية:الصراع اللغوي،حرب اللغات،السياسة اللغوية،التطور اللغوي.
Abstract :
This research paper aims to study the phenomenon of linguistic conflict
between human languages in order to find out the causes, consequences,
laws and manifestations of this conflict, in order to identify the aspects of
development that affected the linguistic systems of the languages in
conflict, according to which the defeated language is receding and
subjugating it and the strong language replaces it.
Key words: linguistic conflict, war of languages, language policy,
linguistic development.
تمهيد:
يعبر بها كل قوم عن حي وجدت ألغراض تواصلية فهي"أصوات ّ اللغة كائن ّ
أغراضهم"( )1من هذا املنطلق كانت اللغة األداة ّ
الفعالة في عملية التواصل إذ ال تواصل إال
باللغة ،وإن أخذ التواصل أشكاال أخرى كالتلويح باليد أو الصفير غير أنه ال يرقى إلى درجة
ّ
وتتطور ،كما أنها التواصل باللغة ،بيد ّ
أن هذه اللغة التي هي بمثابة الكائن الحي تولد وتنمو
أن ماتموت أيضا ،فقد يعتريها ما يعتري الكائنات الحية بصفة عامة ،والدليل على ذلك ّ
عما سماه املستشرقون باللغة السامية األم ،هذه يسمى حاليا باللغات السامية قد نتج ّ
اللغة التي ال نعرف عنها تصورا دقيقا لكنها مجرد فروض استدل عليها املستشرقون بكونها
هي أصل اللغات السامية ،نظرا للتطابق الكبير في املستويات الصرفية والصوتية والتركيبية
والداللية بين هذه اللغات ،التي كان يتكلم بها في النطاق املمتد بين شمال أفريقيا وجنوب
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 171 - مقابسات يف اللغة واألدب
غرب آسيا.والش يء ذاته قد حدث للغة الالتينية التي كانت لغة منطوقة في القرون الوسطى
ولكنها زالت من االستعمال اليومي فاسحة املجال للغات أخرى خرجت منها ،وهي الفرنسية
واإلسبانية واإليطالية والبرتغالية .والسؤال املطروح هو ما املقصود بالصراع اللغوي؟ وما
هي أسبابه؟ وما هي مظاهره ونتائجه؟
مفهوم الصراع اللغوي:
ُ
الطرح باألرض، رع: ص َر َع) مايليَّ »:
الص ُ -0-0الصراع لغة :جاء في معجم لسان العرب (مادة َ
رعا ،الفتح لتميم والكسر رعا وص ً
ص ً فص َر َعهَ ،ي ْ
ص َر ُعه َ ص َ
ارعه َ وخصه في التهذيب باإلنسانَ ، ّ
ِّ
ّ
والصراع :معالجتهما ُ َ
لقيس عن يعقوب ،فهو مصروع وصريع ،والجمع صرعى ،واملصارعة ِّ
ّأيهما يصرع صاحبه.)2( «...
-5-0الصراع اصطالحا:يراد بالصراع اللغوي ذلك النزاع واالحتكاك الذي ينشب بين اللغات
تسرب ألفاظ وأساليب كثيرة منها أو إليها ،وقد يؤدي صراعها مع غيرها إلى فينجم عنه ّ
ثم موتها واندثارها( )3وبغض النظر عن هذا الصراع املوجود بين انتصارها أو انكسارها ومن ّ
اللغات يرفض بعض الدارسين املحدثين ما يسمى بالنظرة البيولوجية للغات وكيف أنها
فتتجمد تصبح أقرب ّ أن اللغة التي ال ّ
تتطور لغات تولد وتنمو ثم تموت،ألن الواقع يثبت" ّ
إلى املوت"()4
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 172 - مقابسات يف اللغة واألدب
مناطقها ،فتصبح لغة مشتركة بين الشعبين ،وأحيانا ال تقوى واحدة منهما على األخرى
فتعيشان معا جنبا إلى جنب(.)6
اشتباك شعبين مختلفي اللغة أو شعوب مختلفي اللغات في حرب طويلة األمد:
أن طول االحتكاك بين الشعوب املتحاربة ينقل إلى لغة كل شعب منها آثارا ذلك ّ
من لغات الشعوب األخرى ،سواء في ذلك لغات الحلفاء ولغات األعداء فاحتكاك األملانية
والفرنسية واإلنجليزية في الحربين العامليتين األخيرتين ،قد نقل إلى كل منهما مفردات من
اللغتين األخريين (.وحرب الثالثين) التي نشبت بين حماة البروتستانتية وحماة الكاثوليكية،
وامتدت من سنة 0502م إلى سنة 0522م،قد أتاحت فرصا كبيرة لالحتكاك بين الفرنسية
واألملانية ،فنقلت إلى كل منهما بعض املفردات من األخرى )(7
عامل الهيبة( : )8وهو عامل عاطفي له قوته العظيمة في املحافظة على سالمة
الكثير من اللغات وبقائها ،وكثيرا ما يكون هذا العامل مستمدا من القيمة الذاتية للغة،
ً
فاليونانية مثال كانت تمثل ثقافة من أعرق الثقافات البشرية ،ولذلك لم تستطع اللغة
الالتينية التغلب عليها ،كما لم تستطع بعد ذلك اللغة التركية ،مع أنها كانت لغة الفاتحين
سياسيا وحربيا .وكذلك لم يتمكن االحتالل التركي للشرق خالل قرون عديدة من القضاء
على اللغة العربية وإحالل التركية محلها ،ألن التركية ليست -بحال من األحوال -من لغات
الحضارات الكبيرة بخالف اليونانية والعربية(.)9
ُّ
توثق العالقات التجارية بين شعبين مختلفي اللغة :وذلك أن منتجات كل شعب
تحمل معها أسماءها األصلية ،فال تلبث أن تنتشر بين أفراد الشعب اآلخر وتمتزج بمتن
لغته ،وكثرة االحتكاك التجاري بين أفراد الشعبين ينقل إلى لغة كل منهما آثارا من اللغة
األخرى(.)10
ُّ
توثق العالقات الثقافية بين شعبين مختلفي اللغة :فإن ذلك ينقل إلى لغة كل
حد املفردات،منهما وبخاصة إلى لغة الكتابة آثا ا كثيرة من األخرى ،وهذه اآلثار ال تقف عند ّ
ر
بل تتجاوزها أحيانا إلى القواعد واألساليب .واألمثلة على ذلك كثيرة في تاريخ األمم الحاضرة
والغابرة .فاللغة العربية في العصر العباس ي وبخاصة لغة الكتابة ،قد انتقل إليها عن هذا
الطريق كثير من آثار اللغتين الفارسية واليونانية ،ولغة الكتابة بمصر في العصر الحاضر،
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 173 - مقابسات يف اللغة واألدب
سواء في ذلك لغة العلوم واآلداب ولغة الصحافة ،قد انتقل إليها عن هذا الطريق كثير من
اللغات األوروبية وبخاصة اإلنجليزية والفرنسية(.)11
مراحل الصراع اللغوي:
يذكر علماء اللغة أن الصراع اللغوي بين اللغات قد ينجم عنه انتشار لغة
أن هذا الصراع الذي اختلفت ضروبه وظروفه وانحسار لغة أخرى ،غير أن امللفت لالنتباه ّ
ال يحقق نتائجه من انتصار اللغة الغالبة على اللغة املقهورة دفعة واحدة ،ألن ذلك قد
يستغرق في بعض الحاالت قرونا طويلة في حالة انتماء اللغتين إلى فصيلة واحدة ،واألمر
أعسر من ذلك بكثير في حالة اختالفهما ،وإلى جانب العنصر الزمني وأهميته في الصراع
اللغوي ،نجد عنصر الحضارة له تأثير حاسم في مصيره ،إذ أنه إلى جانب هذا العنصر تهون
قيمة التفوق العددي ،كما أنه في حالة انعدام الحضارة لدى الجماعة اللغوية الغازية ال
يمكن أن يؤتى الصراع نتائجه املرجوة ،إال إذا تشابه املغلوبون مع الغالبين في عدم التحضر
فيكون النصر والغلبة لألكثرين عددا( ،)12وفيما يلي عرض لهذه املراحل الثالثة:
املرحلة األولى:وفيها تطغى مفردات اللغة املنتصرة ،وتحل ّ
محل اللغة املقهورة شيئا
فشيئا ،وتكثر هذه الكلمات أو تقل تبعا للمقاومة التي تبديها اللغة املهزومة ،فاللغات
البربرية لم تترك في اللغة العربية املنتصرة إال كلمات قليلة ،وكذلك الحال في لغة بالد الغال
التي تغلبت عليها الالتينية.أما إذا كان الصراع بين اللغتين شديدا وطويل األمد ،فإن اللغة
املقهورة قد تحتفظ بمفردات كثيرة تدخل في اللغة الغالبة ،مثال ذلك ما حدث بين لغة
اإلنجليز السكسون بإنجلترا ولغة الفاتحين من الفرنسيين النورمانديين ،إذ خرجت
اإلنجليزية املنتصرة في هذا الصراع ،وقد فقدت ما يقرب من نصف مفرداتها األصلية،
واستبدلت به كلمات من اللغة النورماندية املغلوبة(.)13
املرحلة الثانية:يحدث تغيير في مخارج األصوات ويقترب النطق بها من النطق
بالتدرج ،حتى تصبح على لغة تطابق أو تقارب الصورة التي هي عليها ّ بأصوات اللغة الجديدة
تصرف الغالب في النطق باألصوات ،فتتسرب في اللغة املنتصرة ،وذلك بأن يتصرف املغلوب ّ
بذلك أصوات اللغة الغالبة إلى اللغة املغلوبة في طريقة نطقها ونبرها ومخارجها ،فينطق
أهل اللغة املغلوبة ألفاظهم األصيلة ،وما انتقل إلى لغتهم من كلمات دخيلة ،متخذين نفس
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 174 - مقابسات يف اللغة واألدب
تعد أخطراملخارج ونفس الطريقة التي يسير عليها النطق في اللغة الغالبة .وهذه املرحلة ّ
مراحل الصراع اللغوي ،إذ يزداد فيها انحالل اللغة املغلوبة ،ويشتد قربها من اللغة
الغالبة(.)14
املرحلة الثالثة:وفيها تفرض اللغة املنتصرة قواعدها وقوانينها اللغوية الخاصة
بالجمل والتراكيب ،وبهذا تزول معالم اللغة املقهورة وبعد ذلك تبدأ اللغة املنتصرة في
إحالل أخيلتها واستعاراتها ومعانيها املجازية محل األخيلة واالستعارات واملعاني للغة القديمة
التي تموت شيئا فشيئا.إال أن النصر ال يتم للغة من اللغات إال بعد أمد طويل قد يصل
أحيانا إلى أربعة قرون ،فالرومان أخضعوا بالد الغال في القرن األول امليالدي ،ولكن لم تتم
الغلبة للغة الالتينية إال في القرن الرابع.وفي كل صراع لغوي ال تتم هذه املراحل دفعة
واحدة ،وال تختفي لهجة أو لغة إال وقد تركت بعض مفرداتها أو تراكيبها أو قواعدها ،أو
ّ
أثرت بأي صورة من الصور في معاني املفردات للغة الجديدة ،وبخاصة إذا كانت اللغتان
من فصيلة واحدة(.)15
مظاهر الصراع اللغوي:
يذكر أصحاب النظرة االجتماعية للتطور اللغوي الناجم عن الصراع بين اللغات
ثالثة مظاهر لهذا الصراع(:)16
أوال:أن تموت اللغة موتا طبيعيا بسبب كثرة الناطقين بها وتباعد بيئاتهم ،مما
يؤدي إلى تولد لهجات محلية منبثقة من اللغة األم ،وقد تتسع لهجة جديدة وتنمو على
حساب اللغة األم ،لتكون هي اللغة وتندثر اللغة األصل من ذاكرة األبناء وعلى ألسنتهم كما
حدث للغة السامية األولى والسنسكريتية.
ثانيا:أن تغزى اللغة املعينة من لغة أخرى ،حيث يكون الغزاة أكثر عددا من أهل
اللغة املغزوة ،كما هو الحال في غزو الساميين القدماء حيث تغلبت لغتهم القديمة على
السومرية.أما في حالة الصراع املتساوي العدد ،فيكون النصر للغة التي أصاب أصحابها
نوعا من الرقي والحضارة ،كما هو الحال في التتار بعد إسقاطهم بغداد ،فقد اعتنق أكثرهم
ّ
اإلسالم ،وتعلموا العربية ملا عليه أصحابها من رقي وفعل حضاري يفوق ما عند الغزاة.
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 175 - مقابسات يف اللغة واألدب
ثالثا:أن تموت اللغة وذلك باستسالمها للدخيل من لغات أخرى هذا الدخيل الذي
تحس اللغة أنها بحاجة إليه ومع كثرته ستحس اللغة بنوع من النشاط واالنتعاش ،لكن ّ
موجات الدخيل سرعان ما يسري مفعولها في هذه اللغة فيقض ي على جل كلماتها األصلية
فاسحا املجال لهذه الكلمات الدخيلة التي ستصبح كلمات االستعمال اليومي ،على نحو ما
حدث للغة الفارسية التي غزتها اللغة العربية فصار العلم واألدب والسياسة ال تعرف تعبيرا
غير العربية ،وتقلص نفوذ الفارسية فأصبحت لغة الطبقة الدنيا من الفالحين والرعاع.
قوانين الصراع اللغوي:
ّ يضع اللغويون قوانين ّ
تنص على أن اللغة ال تتفوق على لغة أخرى إال إذا توفرت
األسس اآلتية(:)17
متحضر ،أرقى من الشعب املغلوب في حضارته وثقافته، ّ -أن تكون اللغة الغالبة لغة شعب
وأقوى منه سلطانا وأوسع نفوذا.
ّ
-أن تبقى غلبة الغالب زمانا كافيا مع استمرار قوته ،لتتمكن اللغة الغالبة من بسط
نفوذها ويتم لها نصر حقيقي.
-أن تكون هناك جالية كثيرة العدد والنفوذ ،تقيم بصفة دائمة في بالد الشعوب التي غلبت
لغتها ،وتمتزج بأفراد هذا الشعب وال تعيش إطالقا في عزلة عنه.
-أن تكون اللغتان الغالبة واملغلوبة من عائلة واحدة ،أو من عائلتين لغويتين متجاورتين.
وإذا نظرنا في واقع الصراع اللغوي بين العربية ولغات أخرى سواء أكانت من نفس
عائلتها اللغوية وأعني بذلك عائلة اللغات السامية ،أم عائلة اللغات الهندو أوروبية فإننا
سنجد حتما أن اللغة العربية قد تصارعت مع لغات كثيرة ،حتى وإن لم يتسبب هذا
الصراع في اندثار اللغة العربية أو انحسارها فإنه انعكس إيجابيا على اللغة العربية ،فقد
استطاعت اللغة العربية في صراعها الطويل مع لغات كثيرة إلى التأثير في هذه اللغات والتأثر
بها ،فواقع هذا الصراع إذن كان تأثرا وتأثيرا.
- 0الصراع بين اللغة العربية واللغة الفارسية:
تنتمي اللغة العربية كما هو معلوم إلى عائلة اللغات السامية وهي إحدى اللغات
)18 (
العريقة التي كتب لها البقاء مع انقراض معظم شقيقاتها الساميات وزوالها من االستعمال
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 176 - مقابسات يف اللغة واألدب
وتحولها إلى نقوش ورموز تخلد حياة الشعوب التي كانت تتكلم بها في النطاق ّ اليومي،
الجغرافي املمتد من شمال أفريقيا إلى جنوب غرب آسيا.
وقد عرفت اللغة العربية انتشارا واسعا بانتشار اإلسالم واتساع الفتوحات اإلسالمية ،من
شبه الجزيرة العربية مهبط الرسالة املحمدية إلى جنوب شرق آسيا مرورا بالشمال اإلفريقي
ووصوال إلى قلب أوروبا واألندلس على وجه التحديد .والشك أن دخول األعاجم في الدين
حتم عليهم تعلم اللغة العربية ،ألنها الوسيلة الوحيدة لفهم تعاليم الدين اإلسالمي قد ّ
الجديد ،ونظرا الحتكاكهم بالفاتحين من العرب واملسلمين فإن تأثير اللغة العربية في لغاتهم
ُ ُ ُ
إغناء هذه اللغات بمفردات عربية إسالمية أو من حيث النظام كان كبيرا سواء من حيث
فبعض هذه اللغات قد أخذت من النظام النحوي للغة العربية بعض الخصائص والسمات
كاللغة الفارسية التي تأثرت بنظام اللغة العربية في بعض النواحي.
-24مظاهر الصراع بين اللغة العربية والفارسية (حقيقة الصراع وجوانب التأثير والتأثر)
تنتمي اللغة الفارسية كما هو معلوم إلى الفصيلة الهندو أوروبية( )19وبحكم التجاور
الجغرافي بين العرب والفرس قامت عالقات تاريخية بين الشعبين منذ فجر التاريخ ،وهذا ما
مهد لحصول تأثير وتأثر بين العربية والفارسية على الرغم من عدم انتمائهما إلى نفس ّ
الفصيلة اللغوية .وقد أرجع صالح الدين املنجد أسباب اقتباس لغة من لغة أخرى إلى أحد
العوامل الثالثة اآلتية:العامل السياس ي أو العسكري ،العامل الحضاري ،والعامل االجتماعي
-0العامل العسكري أو السياس ي:لقد قامت عالقات سياسية وعسكرية بين العرب والفرس
منذ أقدم العصور ،أي :من زمن قورش (نحو 605-652ق م) ثم أيام داريوس الكبير ،فقد
بسط امللوك اإليرانيون سيطرتهم على الهالل الخصيب وأجزاء من سورية وبالد الشام وعلى
مصر،وفي عهود مختلفة متتابعة،وكانوا عند بسط سيطرتهم على منطقة من املناطق
العربية يستعينون ببعض العرب لغرض فتح هذه املناطق والسيطرة عليها ،وقد يعمد
الفاتح إلى نشر لغته والتمكين لها في البالد التي فتحها ،وهذا ما يؤدي إلى انتشار ألفاظ
جديدة إذا طالت سيطرة الفاتح على املناطق التي فتحها ،وهذا ما أدى إلى انتشار ألفاظ
فارسية كثيرة في اللغة العربية()20
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 177 - مقابسات يف اللغة واألدب
-0العامل الحضاري:لقد كان اتصال العرب بالفرس وثيقا إبان العصر الجاهلي ومابعده،
ومعلوم أن الفرس قد شيدوا حضارة عمرها مئات السنين ،لذلك كان من الطبيعي أن
يقتبس العرب من املناطق التي سكنها الفرس أو بسطوا سيطرتهم فيها ،الكثير مما يحتاجون
إليه أو مما ينقصهم في باديتهم أو في مدنهم الكبرى مما العهد لهم به ،وإذا ألقينا نظرة على
مجمل األلفاظ الفارسية املعربة في العصر الجاهلي وصدر اإلسالم ،نجد أن العرب أخذوا
الكثير من أسماء املآكل أو األزهار أو النباتات واألشجار مما ال ينبت في شبه الجزيرة العربية،
وكذا أسماء املالبس وأنواع النسيج والعطور ،وأسماء األواني وكذلك أسماء اآلالت
املوسيقية ،وبعض أسماء السفن()21
-3العامل االجتماعي:اإلنسان كائن اجتماعي بطبعه ،ومن ثم فإن اإلنسان يؤثر في أفراد
مجتمعه ،واملعروف أن العرب كانت لها خطباء وشعراء ورؤساء قبائل ،وقد سنحت لهم
الفرصة ألن يترددوا على بالد الحيرة ،وقد كانت الفارسية وتقاليد الفرس عموما منتشرة
فيها ،فأخذوا من عاداتها وتقاليدها ،وتعلموا قصصها وأخبارها(.)22
كانت هذه أبرز العوامل التي أسهمت في قيام عملية التأثير والتأثر بين اللغة
العربية واللغة الفارسية ،وال شك أن هذا التأثير والتأثر املتبادل قد أفض ى إلى استفادة
اللغتين من بعضهما البعض ،فكل لغة أفادت واستفادت من اللغة األخرى .واملعروف أن
اللغة العربية أخذت في االنتشار بين الفرس بعد الفتح اإلسالمي"وأصبح الفرس ينظرون
إليها نظرة مقدسة بصفتها لغة القرآن والدين الجديد ،فتعمقوا في دراستها حتى يتمكنوا من
فهم دينهم وكتابهم الكريم ،مما ساعد على انتشار هذه اللغة ورواجها .وقد ظلت اللغة
العربية في املرتبة األولى من الناحية األدبية حتى أواخر القرن الثالث تقريبا ،حين أخذت
القومية الفارسية تنهض من جديد ،وتحاول أن تحيي معها اللغة الفارسية الحديثة أو
اإلسالمية ،التي اعتمدت في كثير من كلماتها ومصطلحاتها على اللغة العربية ،كما أنها كتبت
أيضا بحروف عربية"(.)23
ولعل أبرز مظاهر تأثر اللغة الفارسية بالعربية هو نظام الكتابة ،فاللغة الفارسية
ُ
تكتب بالخط العربي مع إضافة أربعة حروف خاصة ،وبما أن بعض الفونيمات العربية قد
اندمجت في عملية االقتراض ،فقد أصبح الخط العربي غير واضح تماما ،فقد أصبح صوت
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 178 - مقابسات يف اللغة واألدب
الثاء والسين والشين ينطق سينا في الفارسية ،وكذلك اندمج صوتا العين والهمزة ليصبحا
همزة ،واندمج صوتا التاء والطاء ليصبحا تاء ،واندمجت الحاء في الهاء ،ومع ذلك فكل
الكلمات املقترضة من العربية مكتوبة بحسب هجائها العربي .
ويبدو أن معظم الكلمات املقترضة من العربية هي كلمات معنوية تمس مجاالت
الدين والعلوم واآلداب ،ويظهر التأثير العربي في تلك الكلمات املقترضة من خالل بنيتها
الصرفية ،فهي تحتفظ بجمعها العربي األصيل،وذلك نحو(:)24
معلمين معلم
مسافر مسافرين
درجات درجة
أما على مستوى النظام الصرفي فقد صاغت الفارسية الكلمات التي لم ترد من
أصل عربي على نمط جمع املؤنث العربي مثل deh :التي تجمع على dehatأي:قرى ،كما
أخذت الفارسية صيغ جموع التكسير مع أسمائها املفردة كما هو الحال في (:)25
أحوال حال
أغذية غذاء
مظاهر الصراع بين اللغة العربية واللغة اإلسبانية في األندلس.
لبثت قرطبة زهاء ثالثة قرون قاعدة الدولة اإلسالمية باألندلس ومركز الفتوحات
اإلسالمية وملتقى النشاط العلمي ،ولبثت حتى بعد انهيار الخالفة تحتفظ في ظل ملوك
واملوحدين بكثير من هيبتها التليدة ومجدها األثيل كقاعدة أساسية ّ الطوائف ثم املرابطين
من قواعد اإلسالم في األندلس .وكان لسقوطها على أيدي القشتاليين عام0035 :م 533ه
الوقع العظيم واألثر البالغ في األندلس ،وفيما وراء البحر ،مع أن املجتمع اإلسالمي أخذ
ينهار منذ سقوطها بسرعة ،وقد غادرها أكثر سكانها املسلمين خاصة أبناء األشراف والنبالء
فرارا إلى القواعد اإلسالمية األخرى(.)26
وبعد فتح أجزاء كبيرة من بالد األندلس سنة400 :م احتك العرب بالشعوب التي
تتكلم لهجات رومانسية في تلك األصقاع بشكل مباشر ،وهو االحتكاك الذي استمر إلى غاية
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 179 - مقابسات يف اللغة واألدب
سقوط األندلس سنة 0250 :م ،ويبدو أنه طوال هذه الفترة الطويلة من االحتكاك اللغوي
لم تحل اللغة العربية محل اللغات املحلية للشعوب غير املسلمة(.)27
ّ
وقد أثرت سنوات الحكم العربي على اللغة الرومانسية في إسبانيا تأثيرا ملحوظا،
قدر الباحثون عدد الكلمات املقترضة في اإلسبانية بحوالي أربعة آالف كلمة ،وتغطي وقد ّ
هذه الكلمات املعجم اإلسباني كله تقريبا ،لكنها ترتكز في مجاالت الحرب مثل كلمة
" "alcazarالتي تعني القلعة ،وفي مجال الزراعة كما في كلمة " "albaricoqueالتي تعني
البرقوق ،وفي مجال التجارة كما في كلمة" "almacenالتي تعني املخزن بالعربية ،وفي مجال
البناء كما في كلمة" "albaniالتي تعني البناء .ومعظم تلك الكلمات املقترضة من األسماء التي
اقترضتها اللهجات املحلية بمعية أداة التعريف ،ولكن ذلك ال يمنع من وجود بعض
الصفات املقترضة من العربية مثل كلمة " "gandurالتي تعني غندور ،وهناك أيضا عدد غير
محدود من األفعال التي تم اقتراضها من العربية مثل "halagar":املشتق من الفعل العربي
خلق ،ومنها أيضا الكلمة اإلسبانية" "folanoمشتقة من الكلمة العربية "فالن" ،وكذلك
كلمة املشيئة اإلسبانية""ojalaاملشتقة من التعبير العربي إن شاء هللا .وهناك أمثلة على
اقتباس اإلسبانية ملورفيم عربي ،وهو املورفيم الذي يظهر على شكل الحقة ،وقد أصبح هذا
املورفيم فاعال ومنتجا في اللغة اإلسبانية بدرجة معقولة ،وتظهر هذه الالحقة مع تلك
الكلمات املقترضة من العربية كما في كلمة " "bala-diاملشتقة من الكلمة العربية "بلدي"
التي تعني باإلسبانية تافه()28
ويبدو أن الصراع القائم بين اللغة العربية واإلسبانية حول من يتسيد بيئة
األندلس ظل قائما من دون أن يفسح املجال بصفة شاملة لترجيح كفة اللغة العربية على
حساب اللغات املحلية ،بل ظلت اإلزدواجية اللغوية قائمة بين العربية واإلسبانية ،وفوق
هذا لم يتجاوز تأثير اللغة العربية في اإلسبانية مستوى املعجم ،ولم يتجاوز مستوى النظام
النحوي إذا ما استثنينا تأثر اللغة اإلسبانية باللغة العربية في املورفيم الذي يظهر على شكل
الحقة في اللغة اإلسبانية كما في كلمة " "bala-diالتي تعني في العربية "تافه"
خاتمة:
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 180 - مقابسات يف اللغة واألدب
حاولت في هذه الورقة البحثية تتبع ظاهرة الصراع اللغوي بين العربية والفارسية
والعربية واإلسبانية ،وقد توصلت إلى بعض النتائج نوجزها فيما يلي:
-0الصراع اللغوي ظاهرة لغوية تعكس أحقية اللغة في البقاء ،فكلما كان هناك صراع بين
لغتين فأكثر فمعنى هذا إمكانية زوال لغة وحلول لغة أخرى محلها.
-0الصراع اللغوي قد يتجسد في مظهر التأثير والتأثر فيمكن للغتين املتصارعتين أن تؤثر كل
منهما في األخرى ،وال يعد ذلك انتقاصا من قيمة إحدى اللغتين ،بل قد يغدو األمر في غاية
األهمية بما أن كل لغة ستستفيد من األخرى في املستوى الصوتي أو املستوى التركيبي أو
املستوى املعجمي .
-3الصراع اللغوي قد تغذيه أسباب عسكرية سياسية أو حضارية اجتماعية فال شك أن
الحركات االستعمارية كانت مصاحبة لغزو لغوي ثقافي ،فاملستعمر يحاول بكل ما أوتي من
قوة أن يفرض لغته على البالد التي استعمرها ،كما يسعى لفرض ثقافته أيضا سعيا منه
اله ّوية الثقافية للمجتمع املستعمر.
إلى طمس معالم ُ
قائمة املراجع:
ّ
ابن جني أبو الفتح عثمان:الخصائص ،تحقيق:الشيخ محمد علي النجار ،دار الكتب
املصرية ،القاهرة ،ط.0560-0/
ابن منظور جمال الدين بن أبي مكرم :لسان العرب ،دار صادر ،بيروت ،د.ط-د.ت.
روبنز ه ر:موجز تاريخ علم اللغة في الغرب ،ترجمة:أحمد عوض ،عالم املعرفة ،الكويت،
د.ط.0554-
شاهين عبد الصبور ،في علم اللغة العام ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،ط.0553-5/
ظاظا حسن:اللسان واإلنسان مدخل إلى معرفة اللغة،دار القلم -دمشق ،الدار الشامية-
بيروت ،ط.0552-0/
التواب رمضان:املدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي،مكتبة ّ عبد
الخانجي،القاهرة،ط.1997-3/
عبد املنعم محمد نور الدين:معجم األلفاظ العربية في اللغة الفارسية،مطبوعات جامعة
اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية،الرياض،ط.0226-0/
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 181 - مقابسات يف اللغة واألدب
عبد املنعم محمد نور الدين :اللغة الفارسية ،دار املعارف ،القاهرة ،د.ط.0544-
عنان محمد عبد هللا:اآلثار األندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال دراسة تاريخية أثرية،
مكتبة الخانجي ،القاهرة ،ط.0554-0/
فرستيغ كيس:اللغة العربية تاريخها مستوياتها تأثيرها ،ترجمة:محمد الشرقاوي ،املجلس
األعلى للثقافة ،القاهرة ،ط.0223-0/
فندريس جوزيف:اللغة ،تعريب:عبد الحميد الدواخلي ،ومحمد القصاص ،مكتبة األنجلو
املصرية ،القاهرة ،د.ط.0562-
كالفي لويس جان:حرب اللغات والسياسات اللغوية ،ترجمة:د/حسن حمزة،
ّ
مراجعة:د/سالم بزي حمزة ،املنظمة العربية للترجمة ،بيروت ،ط.0222-0/
املنجد صالح الدين:املفصل في األلفاظ الفارسية املعربة ،طبعة إيران ،ط.0542-0/
وقدم له:مهدي املخزوميموسكاتي سباتينو وآخرون:مدخل إلى نحو اللغات السامية ،ترجمه ّ
وعبد ّ
الجبار املطلبي ،عالم الكتب ،بيروت ،ط.0553-0/
نهر هادي:علم اللغة االجتماعي عند العرب ،دار الغصون ،بيروت ،ط0522-0/
وافي علي عبد الواحد:علم اللغة ،نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط-5/
.0222
وافي علي عبد الواحد:اللغة واملجتمع ،شركة مكتبات عكاظ للنشر والتوزيع ،اململكة العربية
السعودية ،ط.0523-0/
الهوامش:
)1ابن جني أبو الفتح عثمان:الخصائص ،تحقيق:الشيخ ّ
محمد علي النجار ،دار الكتب
املصرية ،القاهرة ،ط ،0560-0/ص.33/0 :
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 182 - مقابسات يف اللغة واألدب
)2ابن منظور جمال الدين بن أبي مكرم ،لسان العرب ،دار صادر ،بيروت ،د.ط ،د.ت،
ص.054/2 :
)3ينظر :نهر هادي ،علم اللغة االجتماعي عند العرب ،دار الغصون ،بيروت ،ط،0522-0/
ص.004:
)4كالفي لويس جان:حرب اللغات والسياسات اللغوية ،ترجمة:د/حسن حمزة،
ّ
مراجعة:د/سالم بزي حمزة ،املنظمة العربية للترجمة ،بيروت ،ط ،0222-0/ص02:
)5وافي علي عبد الواحد ،علم اللغة ،نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع ،القاهرة ،ط-5/
،0222ص.032:
)6املرجع نفسه ،ص.022:
)7وافي علي عبد الواحد:علم اللغة ،ص.024:
)8ينظر :فندريس جوزيف :اللغة ،تعريب:عبد الحميد الدواخلي ،ومحمد القصاص ،مكتبة
األنجلو املصرية ،القاهرة ،د.ط ، 0562-ص.362:
)9ينظر:عبد ّ
التواب رمضان:املدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي ،مكتبة الخانجي،
القاهرة ،ط ،1997-3/ص.040:
)10وافي علي عبد الواحد:اللغة واملجتمع ،شركة مكتبات عكاظ للنشر والتوزيع ،اململكة
العربية السعودية ،ط ، 0523-0/ص.020:
)11وافي علي عبد الواحد:علم اللغة ،ص .022:وينظر أيضا:كتابه:اللغة واملجتمع ،ص.020:
)12ينظر:شاهين عبد الصبور:في علم اللغة العام ،مؤسسة الرسالة ،بيروت ،ط،0553-5/
ص.022:
)13ينظر:رمضان عبد التواب:املدخل إلى علم اللغة ،ص.046-042:
)14ينظر:رمضان عبد التواب:املدخل إلى علم اللغة ،ص.046:
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 183 - مقابسات يف اللغة واألدب
)15ينظر :رمضان عبد التواب:املدخل إلى علم اللغة ،ص.045-046:
)16ينظر:ظاظا حسن:اللسان واإلنسان مدخل إلى معرفة اللغة ،دار القلم -دمشق ،الدار
الشامية -بيروت ،ط ،0552-0/ص.002-004:
)17ينظر:رمضان عبد التواب:املدخل إلى علم اللغة ،ص.044:
)18أطلق املستشرق النمساوي شلوتزر SCHLOZERمصطلح اللغات السامية على اللغات
التي كان يتكلم بها في آسيا الغربية ،وتتميز هذه اللغات بسمات مشتركة في األصوات
واملفردات والصرف والنحو ،كما تشترك أيضا في اتجاهات تتعلق بتطورها ،وتشير هذه
السمات املشتركة الباقية إلى وحدة األصل املشترك،فهي – بال شك -تنتمي إلى أصل واحد
وهو اللغة السامية األم ،ينظر:موسكاتي سباتينو وآخرون:مدخل إلى نحو اللغات السامية،
الجبار املطلبي ،عالم الكتب ،بيروت ،ط،0553-0/ ترجمه ّ
وقدم له:مهدي املخزومي وعبد ّ
ص03:
)19يعود الفضل في إرساء قواعد الدراسات التاريخية املقارنة إلى ثلة من اللغويين األملان،
لكن أول من اهتدى إلى صالت القرابة بين اللغات اليونانية والالتينية والسنسكريتية هو
السير وليم جونز الذي كان يعمل قاضيا ببالد البنغال العام 0425م ،بعد اكتشافه للغة
السنسكريتية وهي اللغة الهندية القديمة التي كتبت بها النصوص الدينية املسماة بالفيدا.
عدة أسر فرعية ،وقد وجدير بالذكر أن العائلة اللغوية الهندو أوروبية فصيلة كبرى تضم ّ
ّميز دانتي بين ثالث عائالت فرعية ،وهي عائلة اللغات الهندو جرمانية في الشمال ،وعائلة
اللغات الالتينية في الجنوب ،وعائلة اللغات اليونانية التي تشغل جزءا من أوروبا الشرقية
مجاورا آلسيا .ينظر:روبنز ه ر:موجز تاريخ علم اللغة في الغرب ،ترجمة:أحمد عوض،عالم
املعرفة ،الكويت ،د.ط ،0554-ص.035-032:
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 184 - مقابسات يف اللغة واألدب
)20ينظر:املنجد صالح الدين:املفصل في األلفاظ الفارسية املعربة،طبعة إيران ،ط-0/
،0542ص06-02:
) 21ينظر:املنجد صالح الدين:املفصل في األلفاظ الفارسية املعربة ،ص02:
) 22ينظر:املرجع نفسه ،ص.00:
)23عبد املنعم محمد نور الدين:معجم األلفاظ العربية في اللغة الفارسية ،مطبوعات
جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية ،الرياض ،ط .00/0226،0-0/وينظر أيضا :عبد
املنعم محمد نور الدين :اللغة الفارسية ،دار املعارف ،القاهرة ،د.ط ،0544-ص03:
)24ينظر:فرستيغ كيس:اللغة العربية تاريخها مستوياتها تأثيرها ،ترجمة:محمد الشرقاوي،
املجلس األعلى للثقافة ،القاهرة ،ط ،0223-0/ص043:
)25ينظر:املرجع نفسه ،ص043:
)26ينظر:عنان محمد عبد هللا:اآلثار األندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال دراسة تاريخية
أثرية ،مكتبة الخانجي ،القاهرة ،ط ،0554-0/ص02:
)27ينظر:فرستيغ كيس :اللغة العربية ،ص052:
)28ينظر:فرستيغ كيس:اللغة العربية ،ص055-056:
جملد ، 20عدد 20ديسمرب 2020 - 185 - مقابسات يف اللغة واألدب