You are on page 1of 15

‫د‪.

‬محمد خريبش‬
‫جامعة ‪-‬املدية‬
‫ملخص‪:‬‬
‫تروم هذه الورقة البحثية إلى بحث ظاهرة الصراع اللغوي بين اللغات اإلنسانية‬
‫قصد الوقوف على أسباب هذا الصراع ونتائجه وقوانينه ومظاهره‪ ،‬قصد الوقوف على‬
‫جوانب التطور التي مست األنظمة اللغوية للغات محل الصراع والتي بموجبها يتم انحسار‬
‫اللغة املنهزمة وتقهرها وحلول اللغة القوية محلها‪.‬‬
‫الكلمات املفتاحية‪:‬الصراع اللغوي‪،‬حرب اللغات‪،‬السياسة اللغوية‪،‬التطور اللغوي‪.‬‬
‫‪Abstract :‬‬
‫‪This research paper aims to study the phenomenon of linguistic conflict‬‬
‫‪between human languages in order to find out the causes, consequences,‬‬
‫‪laws and manifestations of this conflict, in order to identify the aspects of‬‬
‫‪development that affected the linguistic systems of the languages in‬‬
‫‪conflict, according to which the defeated language is receding and‬‬
‫‪subjugating it and the strong language replaces it.‬‬
‫‪Key words: linguistic conflict, war of languages, language policy,‬‬
‫‪linguistic development.‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫يعبر بها كل قوم عن‬ ‫حي وجدت ألغراض تواصلية فهي"أصوات ّ‬ ‫اللغة كائن ّ‬
‫أغراضهم"(‪ )1‬من هذا املنطلق كانت اللغة األداة ّ‬
‫الفعالة في عملية التواصل إذ ال تواصل إال‬
‫باللغة‪ ،‬وإن أخذ التواصل أشكاال أخرى كالتلويح باليد أو الصفير غير أنه ال يرقى إلى درجة‬
‫ّ‬
‫وتتطور‪ ،‬كما أنها‬ ‫التواصل باللغة‪ ،‬بيد ّ‬
‫أن هذه اللغة التي هي بمثابة الكائن الحي تولد وتنمو‬
‫أن ما‬‫تموت أيضا‪ ،‬فقد يعتريها ما يعتري الكائنات الحية بصفة عامة‪ ،‬والدليل على ذلك ّ‬
‫عما سماه املستشرقون باللغة السامية األم‪ ،‬هذه‬ ‫يسمى حاليا باللغات السامية قد نتج ّ‬
‫اللغة التي ال نعرف عنها تصورا دقيقا لكنها مجرد فروض استدل عليها املستشرقون بكونها‬
‫هي أصل اللغات السامية‪ ،‬نظرا للتطابق الكبير في املستويات الصرفية والصوتية والتركيبية‬
‫والداللية بين هذه اللغات‪ ،‬التي كان يتكلم بها في النطاق املمتد بين شمال أفريقيا وجنوب‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 171 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫غرب آسيا‪.‬والش يء ذاته قد حدث للغة الالتينية التي كانت لغة منطوقة في القرون الوسطى‬
‫ولكنها زالت من االستعمال اليومي فاسحة املجال للغات أخرى خرجت منها‪ ،‬وهي الفرنسية‬
‫واإلسبانية واإليطالية والبرتغالية‪ .‬والسؤال املطروح هو ما املقصود بالصراع اللغوي؟ وما‬
‫هي أسبابه؟ وما هي مظاهره ونتائجه؟‬
‫مفهوم الصراع اللغوي‪:‬‬
‫ُ‬
‫الطرح باألرض‪،‬‬ ‫رع‪:‬‬ ‫ص َر َع) مايلي‪َّ »:‬‬
‫الص ُ‬ ‫‪-0-0‬الصراع لغة‪ :‬جاء في معجم لسان العرب (مادة َ‬
‫رعا‪ ،‬الفتح لتميم والكسر‬ ‫رعا وص ً‬
‫ص ً‬ ‫فص َر َعه‪َ ،‬ي ْ‬
‫ص َر ُعه َ‬ ‫ص َ‬
‫ارعه َ‬ ‫وخصه في التهذيب باإلنسان‪َ ،‬‬ ‫ّ‬
‫ِّ‬
‫ّ‬
‫والصراع‪ :‬معالجتهما‬ ‫ُ َ‬
‫لقيس عن يعقوب‪ ،‬فهو مصروع وصريع‪ ،‬والجمع صرعى ‪ ،‬واملصارعة ِّ‬
‫ّأيهما يصرع صاحبه‪.)2( «...‬‬
‫‪ -5-0‬الصراع اصطالحا‪:‬يراد بالصراع اللغوي ذلك النزاع واالحتكاك الذي ينشب بين اللغات‬
‫تسرب ألفاظ وأساليب كثيرة منها أو إليها ‪،‬وقد يؤدي صراعها مع غيرها إلى‬ ‫فينجم عنه ّ‬
‫ثم موتها واندثارها(‪ )3‬وبغض النظر عن هذا الصراع املوجود بين‬ ‫انتصارها أو انكسارها ومن ّ‬
‫اللغات يرفض بعض الدارسين املحدثين ما يسمى بالنظرة البيولوجية للغات وكيف أنها‬
‫فتتجمد تصبح أقرب‬ ‫ّ‬ ‫أن اللغة التي ال ّ‬
‫تتطور‬ ‫لغات تولد وتنمو ثم تموت‪،‬ألن الواقع يثبت" ّ‬
‫إلى املوت"(‪)4‬‬

‫أسباب الصراع اللغوي‪:‬‬


‫يرجع اللسانيون الصراع اللغوي بين اللغات إلى جملة من األسباب يمكن إيجازها‬
‫في العناصر التالية‪:‬‬
‫نزوح عناصر أجنبية إلى البلد‪:‬و يحدث هذا نتيجة فتح أو استعمار أو هجرة‪ ،‬فينزح إلى‬
‫البلد عنصر أجنبي ينطق بلغة غير لغة أهله‪ ،‬فتشتبك اللغتان في صراع ينتهي إلى إحدى‬
‫نتيجتين ‪:‬إذ قد تنتصر إحداهما على األخرى‪ ،‬فتصير لغة جميع السكان قديمهم وحديثهم‬
‫أصيلهم ودخيلهم‪ ،‬وأحيانا ال تقوى واحدة منهما على األخرى فتعيشان جنبا إلى جنب(‪.)5‬‬
‫تجاور شعبين مختلفي اللغة‪:‬‬
‫قد يتيح تجاور شعبين مختلفي اللغة فرصا كثيرة الختالف لغتيهما‪ ،‬فتشتبكان في‬
‫صراع ينتهي إلى واحدة من النتيجتين‪ ،‬إذ يمكن أن تنتصر إحدى اللغتين على األخرى وتحتل‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 172 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫مناطقها‪ ،‬فتصبح لغة مشتركة بين الشعبين‪ ،‬وأحيانا ال تقوى واحدة منهما على األخرى‬
‫فتعيشان معا جنبا إلى جنب(‪.)6‬‬
‫اشتباك شعبين مختلفي اللغة أو شعوب مختلفي اللغات في حرب طويلة األمد‪:‬‬
‫أن طول االحتكاك بين الشعوب املتحاربة ينقل إلى لغة كل شعب منها آثارا‬ ‫ذلك ّ‬
‫من لغات الشعوب األخرى ‪،‬سواء في ذلك لغات الحلفاء ولغات األعداء فاحتكاك األملانية‬
‫والفرنسية واإلنجليزية في الحربين العامليتين األخيرتين‪ ،‬قد نقل إلى كل منهما مفردات من‬
‫اللغتين األخريين ‪(.‬وحرب الثالثين) التي نشبت بين حماة البروتستانتية وحماة الكاثوليكية‪،‬‬
‫وامتدت من سنة ‪0502‬م إلى سنة ‪0522‬م‪،‬قد أتاحت فرصا كبيرة لالحتكاك بين الفرنسية‬
‫واألملانية‪ ،‬فنقلت إلى كل منهما بعض املفردات من األخرى )‪(7‬‬

‫عامل الهيبة(‪ : )8‬وهو عامل عاطفي له قوته العظيمة في املحافظة على سالمة‬
‫الكثير من اللغات وبقائها‪ ،‬وكثيرا ما يكون هذا العامل مستمدا من القيمة الذاتية للغة‪،‬‬
‫ً‬
‫فاليونانية مثال كانت تمثل ثقافة من أعرق الثقافات البشرية‪ ،‬ولذلك لم تستطع اللغة‬
‫الالتينية التغلب عليها‪ ،‬كما لم تستطع بعد ذلك اللغة التركية‪ ،‬مع أنها كانت لغة الفاتحين‬
‫سياسيا وحربيا‪ .‬وكذلك لم يتمكن االحتالل التركي للشرق خالل قرون عديدة من القضاء‬
‫على اللغة العربية وإحالل التركية محلها‪ ،‬ألن التركية ليست ‪ -‬بحال من األحوال‪ -‬من لغات‬
‫الحضارات الكبيرة بخالف اليونانية والعربية(‪.)9‬‬
‫ُّ‬
‫توثق العالقات التجارية بين شعبين مختلفي اللغة ‪:‬وذلك أن منتجات كل شعب‬
‫تحمل معها أسماءها األصلية‪ ،‬فال تلبث أن تنتشر بين أفراد الشعب اآلخر وتمتزج بمتن‬
‫لغته‪ ،‬وكثرة االحتكاك التجاري بين أفراد الشعبين ينقل إلى لغة كل منهما آثارا من اللغة‬
‫األخرى(‪.)10‬‬
‫ُّ‬
‫توثق العالقات الثقافية بين شعبين مختلفي اللغة ‪:‬فإن ذلك ينقل إلى لغة كل‬
‫حد املفردات‪،‬‬‫منهما وبخاصة إلى لغة الكتابة آثا ا كثيرة من األخرى‪ ،‬وهذه اآلثار ال تقف عند ّ‬
‫ر‬
‫بل تتجاوزها أحيانا إلى القواعد واألساليب‪ .‬واألمثلة على ذلك كثيرة في تاريخ األمم الحاضرة‬
‫والغابرة ‪.‬فاللغة العربية في العصر العباس ي وبخاصة لغة الكتابة‪ ،‬قد انتقل إليها عن هذا‬
‫الطريق كثير من آثار اللغتين الفارسية واليونانية‪ ،‬ولغة الكتابة بمصر في العصر الحاضر‪،‬‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 173 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫سواء في ذلك لغة العلوم واآلداب ولغة الصحافة‪ ،‬قد انتقل إليها عن هذا الطريق كثير من‬
‫اللغات األوروبية وبخاصة اإلنجليزية والفرنسية(‪.)11‬‬
‫مراحل الصراع اللغوي‪:‬‬
‫يذكر علماء اللغة أن الصراع اللغوي بين اللغات قد ينجم عنه انتشار لغة‬
‫أن هذا الصراع الذي اختلفت ضروبه وظروفه‬ ‫وانحسار لغة أخرى‪ ،‬غير أن امللفت لالنتباه ّ‬
‫ال يحقق نتائجه من انتصار اللغة الغالبة على اللغة املقهورة دفعة واحدة‪ ،‬ألن ذلك قد‬
‫يستغرق في بعض الحاالت قرونا طويلة في حالة انتماء اللغتين إلى فصيلة واحدة‪ ،‬واألمر‬
‫أعسر من ذلك بكثير في حالة اختالفهما‪ ،‬وإلى جانب العنصر الزمني وأهميته في الصراع‬
‫اللغوي‪ ،‬نجد عنصر الحضارة له تأثير حاسم في مصيره‪ ،‬إذ أنه إلى جانب هذا العنصر تهون‬
‫قيمة التفوق العددي‪ ،‬كما أنه في حالة انعدام الحضارة لدى الجماعة اللغوية الغازية ال‬
‫يمكن أن يؤتى الصراع نتائجه املرجوة‪ ،‬إال إذا تشابه املغلوبون مع الغالبين في عدم التحضر‬
‫فيكون النصر والغلبة لألكثرين عددا(‪ ،)12‬وفيما يلي عرض لهذه املراحل الثالثة‪:‬‬
‫املرحلة األولى‪:‬وفيها تطغى مفردات اللغة املنتصرة‪ ،‬وتحل ّ‬
‫محل اللغة املقهورة شيئا‬
‫فشيئا‪ ،‬وتكثر هذه الكلمات أو تقل تبعا للمقاومة التي تبديها اللغة املهزومة ‪،‬فاللغات‬
‫البربرية لم تترك في اللغة العربية املنتصرة إال كلمات قليلة‪ ،‬وكذلك الحال في لغة بالد الغال‬
‫التي تغلبت عليها الالتينية‪.‬أما إذا كان الصراع بين اللغتين شديدا وطويل األمد‪ ،‬فإن اللغة‬
‫املقهورة قد تحتفظ بمفردات كثيرة تدخل في اللغة الغالبة‪ ،‬مثال ذلك ما حدث بين لغة‬
‫اإلنجليز السكسون بإنجلترا ولغة الفاتحين من الفرنسيين النورمانديين‪ ،‬إذ خرجت‬
‫اإلنجليزية املنتصرة في هذا الصراع‪ ،‬وقد فقدت ما يقرب من نصف مفرداتها األصلية‪،‬‬
‫واستبدلت به كلمات من اللغة النورماندية املغلوبة(‪.)13‬‬
‫املرحلة الثانية‪:‬يحدث تغيير في مخارج األصوات ويقترب النطق بها من النطق‬
‫بالتدرج‪ ،‬حتى تصبح على لغة تطابق أو تقارب الصورة التي هي عليها‬ ‫ّ‬ ‫بأصوات اللغة الجديدة‬
‫تصرف الغالب في النطق باألصوات‪ ،‬فتتسرب‬ ‫في اللغة املنتصرة‪ ،‬وذلك بأن يتصرف املغلوب ّ‬
‫بذلك أصوات اللغة الغالبة إلى اللغة املغلوبة في طريقة نطقها ونبرها ومخارجها‪ ،‬فينطق‬
‫أهل اللغة املغلوبة ألفاظهم األصيلة‪ ،‬وما انتقل إلى لغتهم من كلمات دخيلة‪ ،‬متخذين نفس‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 174 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫تعد أخطر‬‫املخارج ونفس الطريقة التي يسير عليها النطق في اللغة الغالبة‪ .‬وهذه املرحلة ّ‬
‫مراحل الصراع اللغوي‪ ،‬إذ يزداد فيها انحالل اللغة املغلوبة‪ ،‬ويشتد قربها من اللغة‬
‫الغالبة(‪.)14‬‬
‫املرحلة الثالثة‪:‬وفيها تفرض اللغة املنتصرة قواعدها وقوانينها اللغوية الخاصة‬
‫بالجمل والتراكيب‪ ،‬وبهذا تزول معالم اللغة املقهورة وبعد ذلك تبدأ اللغة املنتصرة في‬
‫إحالل أخيلتها واستعاراتها ومعانيها املجازية محل األخيلة واالستعارات واملعاني للغة القديمة‬
‫التي تموت شيئا فشيئا‪.‬إال أن النصر ال يتم للغة من اللغات إال بعد أمد طويل قد يصل‬
‫أحيانا إلى أربعة قرون‪ ،‬فالرومان أخضعوا بالد الغال في القرن األول امليالدي‪ ،‬ولكن لم تتم‬
‫الغلبة للغة الالتينية إال في القرن الرابع‪.‬وفي كل صراع لغوي ال تتم هذه املراحل دفعة‬
‫واحدة‪ ،‬وال تختفي لهجة أو لغة إال وقد تركت بعض مفرداتها أو تراكيبها أو قواعدها‪ ،‬أو‬
‫ّ‬
‫أثرت بأي صورة من الصور في معاني املفردات للغة الجديدة‪ ،‬وبخاصة إذا كانت اللغتان‬
‫من فصيلة واحدة(‪.)15‬‬
‫مظاهر الصراع اللغوي‪:‬‬
‫يذكر أصحاب النظرة االجتماعية للتطور اللغوي الناجم عن الصراع بين اللغات‬
‫ثالثة مظاهر لهذا الصراع(‪:)16‬‬
‫أوال‪:‬أن تموت اللغة موتا طبيعيا بسبب كثرة الناطقين بها وتباعد بيئاتهم‪ ،‬مما‬
‫يؤدي إلى تولد لهجات محلية منبثقة من اللغة األم‪ ،‬وقد تتسع لهجة جديدة وتنمو على‬
‫حساب اللغة األم‪ ،‬لتكون هي اللغة وتندثر اللغة األصل من ذاكرة األبناء وعلى ألسنتهم كما‬
‫حدث للغة السامية األولى والسنسكريتية‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬أن تغزى اللغة املعينة من لغة أخرى ‪،‬حيث يكون الغزاة أكثر عددا من أهل‬
‫اللغة املغزوة ‪،‬كما هو الحال في غزو الساميين القدماء حيث تغلبت لغتهم القديمة على‬
‫السومرية‪.‬أما في حالة الصراع املتساوي العدد‪ ،‬فيكون النصر للغة التي أصاب أصحابها‬
‫نوعا من الرقي والحضارة ‪،‬كما هو الحال في التتار بعد إسقاطهم بغداد‪ ،‬فقد اعتنق أكثرهم‬
‫ّ‬
‫اإلسالم‪ ،‬وتعلموا العربية ملا عليه أصحابها من رقي وفعل حضاري يفوق ما عند الغزاة‪.‬‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 175 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫ثالثا‪:‬أن تموت اللغة وذلك باستسالمها للدخيل من لغات أخرى هذا الدخيل الذي‬
‫تحس اللغة أنها بحاجة إليه ومع كثرته ستحس اللغة بنوع من النشاط واالنتعاش‪ ،‬لكن‬ ‫ّ‬
‫موجات الدخيل سرعان ما يسري مفعولها في هذه اللغة فيقض ي على جل كلماتها األصلية‬
‫فاسحا املجال لهذه الكلمات الدخيلة التي ستصبح كلمات االستعمال اليومي‪ ،‬على نحو ما‬
‫حدث للغة الفارسية التي غزتها اللغة العربية فصار العلم واألدب والسياسة ال تعرف تعبيرا‬
‫غير العربية‪ ،‬وتقلص نفوذ الفارسية فأصبحت لغة الطبقة الدنيا من الفالحين والرعاع‪.‬‬
‫قوانين الصراع اللغوي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫يضع اللغويون قوانين ّ‬
‫تنص على أن اللغة ال تتفوق على لغة أخرى إال إذا توفرت‬
‫األسس اآلتية(‪:)17‬‬
‫متحضر‪ ،‬أرقى من الشعب املغلوب في حضارته وثقافته‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫‪ -‬أن تكون اللغة الغالبة لغة شعب‬
‫وأقوى منه سلطانا وأوسع نفوذا‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪ -‬أن تبقى غلبة الغالب زمانا كافيا مع استمرار قوته‪ ،‬لتتمكن اللغة الغالبة من بسط‬
‫نفوذها ويتم لها نصر حقيقي‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون هناك جالية كثيرة العدد والنفوذ‪ ،‬تقيم بصفة دائمة في بالد الشعوب التي غلبت‬
‫لغتها‪ ،‬وتمتزج بأفراد هذا الشعب وال تعيش إطالقا في عزلة عنه‪.‬‬
‫‪ -‬أن تكون اللغتان الغالبة واملغلوبة من عائلة واحدة‪ ،‬أو من عائلتين لغويتين متجاورتين‪.‬‬
‫وإذا نظرنا في واقع الصراع اللغوي بين العربية ولغات أخرى سواء أكانت من نفس‬
‫عائلتها اللغوية وأعني بذلك عائلة اللغات السامية‪ ،‬أم عائلة اللغات الهندو أوروبية فإننا‬
‫سنجد حتما أن اللغة العربية قد تصارعت مع لغات كثيرة‪ ،‬حتى وإن لم يتسبب هذا‬
‫الصراع في اندثار اللغة العربية أو انحسارها فإنه انعكس إيجابيا على اللغة العربية‪ ،‬فقد‬
‫استطاعت اللغة العربية في صراعها الطويل مع لغات كثيرة إلى التأثير في هذه اللغات والتأثر‬
‫بها‪ ،‬فواقع هذا الصراع إذن كان تأثرا وتأثيرا‪.‬‬
‫‪ - 0‬الصراع بين اللغة العربية واللغة الفارسية‪:‬‬
‫تنتمي اللغة العربية كما هو معلوم إلى عائلة اللغات السامية وهي إحدى اللغات‬
‫)‬‫‪18‬‬ ‫(‬

‫العريقة التي كتب لها البقاء مع انقراض معظم شقيقاتها الساميات وزوالها من االستعمال‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 176 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫وتحولها إلى نقوش ورموز تخلد حياة الشعوب التي كانت تتكلم بها في النطاق‬ ‫ّ‬ ‫اليومي‪،‬‬
‫الجغرافي املمتد من شمال أفريقيا إلى جنوب غرب آسيا‪.‬‬
‫وقد عرفت اللغة العربية انتشارا واسعا بانتشار اإلسالم واتساع الفتوحات اإلسالمية‪ ،‬من‬
‫شبه الجزيرة العربية مهبط الرسالة املحمدية إلى جنوب شرق آسيا مرورا بالشمال اإلفريقي‬
‫ووصوال إلى قلب أوروبا واألندلس على وجه التحديد‪ .‬والشك أن دخول األعاجم في الدين‬
‫حتم عليهم تعلم اللغة العربية‪ ،‬ألنها الوسيلة الوحيدة لفهم تعاليم الدين‬ ‫اإلسالمي قد ّ‬
‫الجديد‪ ،‬ونظرا الحتكاكهم بالفاتحين من العرب واملسلمين فإن تأثير اللغة العربية في لغاتهم‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫إغناء هذه اللغات بمفردات عربية إسالمية أو من حيث النظام‬ ‫كان كبيرا سواء من حيث‬
‫فبعض هذه اللغات قد أخذت من النظام النحوي للغة العربية بعض الخصائص والسمات‬
‫كاللغة الفارسية التي تأثرت بنظام اللغة العربية في بعض النواحي‪.‬‬
‫‪-24‬مظاهر الصراع بين اللغة العربية والفارسية (حقيقة الصراع وجوانب التأثير والتأثر)‬
‫تنتمي اللغة الفارسية كما هو معلوم إلى الفصيلة الهندو أوروبية(‪ )19‬وبحكم التجاور‬
‫الجغرافي بين العرب والفرس قامت عالقات تاريخية بين الشعبين منذ فجر التاريخ‪ ،‬وهذا ما‬
‫مهد لحصول تأثير وتأثر بين العربية والفارسية على الرغم من عدم انتمائهما إلى نفس‬ ‫ّ‬
‫الفصيلة اللغوية‪ .‬وقد أرجع صالح الدين املنجد أسباب اقتباس لغة من لغة أخرى إلى أحد‬
‫العوامل الثالثة اآلتية‪:‬العامل السياس ي أو العسكري‪ ،‬العامل الحضاري‪ ،‬والعامل االجتماعي‬
‫‪-0‬العامل العسكري أو السياس ي‪:‬لقد قامت عالقات سياسية وعسكرية بين العرب والفرس‬
‫منذ أقدم العصور‪ ،‬أي‪ :‬من زمن قورش (نحو ‪ 605-652‬ق م) ثم أيام داريوس الكبير‪ ،‬فقد‬
‫بسط امللوك اإليرانيون سيطرتهم على الهالل الخصيب وأجزاء من سورية وبالد الشام وعلى‬
‫مصر‪،‬وفي عهود مختلفة متتابعة‪،‬وكانوا عند بسط سيطرتهم على منطقة من املناطق‬
‫العربية يستعينون ببعض العرب لغرض فتح هذه املناطق والسيطرة عليها‪ ،‬وقد يعمد‬
‫الفاتح إلى نشر لغته والتمكين لها في البالد التي فتحها‪ ،‬وهذا ما يؤدي إلى انتشار ألفاظ‬
‫جديدة إذا طالت سيطرة الفاتح على املناطق التي فتحها‪ ،‬وهذا ما أدى إلى انتشار ألفاظ‬
‫فارسية كثيرة في اللغة العربية(‪)20‬‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 177 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫‪ -0‬العامل الحضاري‪:‬لقد كان اتصال العرب بالفرس وثيقا إبان العصر الجاهلي ومابعده‪،‬‬
‫ومعلوم أن الفرس قد شيدوا حضارة عمرها مئات السنين‪ ،‬لذلك كان من الطبيعي أن‬
‫يقتبس العرب من املناطق التي سكنها الفرس أو بسطوا سيطرتهم فيها‪ ،‬الكثير مما يحتاجون‬
‫إليه أو مما ينقصهم في باديتهم أو في مدنهم الكبرى مما العهد لهم به‪ ،‬وإذا ألقينا نظرة على‬
‫مجمل األلفاظ الفارسية املعربة في العصر الجاهلي وصدر اإلسالم ‪،‬نجد أن العرب أخذوا‬
‫الكثير من أسماء املآكل أو األزهار أو النباتات واألشجار مما ال ينبت في شبه الجزيرة العربية‪،‬‬
‫وكذا أسماء املالبس وأنواع النسيج والعطور‪ ،‬وأسماء األواني وكذلك أسماء اآلالت‬
‫املوسيقية‪ ،‬وبعض أسماء السفن(‪)21‬‬

‫‪-3‬العامل االجتماعي‪:‬اإلنسان كائن اجتماعي بطبعه‪ ،‬ومن ثم فإن اإلنسان يؤثر في أفراد‬
‫مجتمعه‪ ،‬واملعروف أن العرب كانت لها خطباء وشعراء ورؤساء قبائل‪ ،‬وقد سنحت لهم‬
‫الفرصة ألن يترددوا على بالد الحيرة‪ ،‬وقد كانت الفارسية وتقاليد الفرس عموما منتشرة‬
‫فيها‪ ،‬فأخذوا من عاداتها وتقاليدها‪ ،‬وتعلموا قصصها وأخبارها(‪.)22‬‬
‫كانت هذه أبرز العوامل التي أسهمت في قيام عملية التأثير والتأثر بين اللغة‬
‫العربية واللغة الفارسية‪ ،‬وال شك أن هذا التأثير والتأثر املتبادل قد أفض ى إلى استفادة‬
‫اللغتين من بعضهما البعض‪ ،‬فكل لغة أفادت واستفادت من اللغة األخرى ‪ .‬واملعروف أن‬
‫اللغة العربية أخذت في االنتشار بين الفرس بعد الفتح اإلسالمي"وأصبح الفرس ينظرون‬
‫إليها نظرة مقدسة بصفتها لغة القرآن والدين الجديد‪ ،‬فتعمقوا في دراستها حتى يتمكنوا من‬
‫فهم دينهم وكتابهم الكريم‪ ،‬مما ساعد على انتشار هذه اللغة ورواجها‪ .‬وقد ظلت اللغة‬
‫العربية في املرتبة األولى من الناحية األدبية حتى أواخر القرن الثالث تقريبا‪ ،‬حين أخذت‬
‫القومية الفارسية تنهض من جديد‪ ،‬وتحاول أن تحيي معها اللغة الفارسية الحديثة أو‬
‫اإلسالمية‪ ،‬التي اعتمدت في كثير من كلماتها ومصطلحاتها على اللغة العربية‪ ،‬كما أنها كتبت‬
‫أيضا بحروف عربية"(‪.)23‬‬
‫ولعل أبرز مظاهر تأثر اللغة الفارسية بالعربية هو نظام الكتابة‪ ،‬فاللغة الفارسية‬
‫ُ‬
‫تكتب بالخط العربي مع إضافة أربعة حروف خاصة‪ ،‬وبما أن بعض الفونيمات العربية قد‬
‫اندمجت في عملية االقتراض‪ ،‬فقد أصبح الخط العربي غير واضح تماما‪ ،‬فقد أصبح صوت‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 178 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫الثاء والسين والشين ينطق سينا في الفارسية‪ ،‬وكذلك اندمج صوتا العين والهمزة ليصبحا‬
‫همزة‪ ،‬واندمج صوتا التاء والطاء ليصبحا تاء‪ ،‬واندمجت الحاء في الهاء‪ ،‬ومع ذلك فكل‬
‫الكلمات املقترضة من العربية مكتوبة بحسب هجائها العربي ‪.‬‬
‫ويبدو أن معظم الكلمات املقترضة من العربية هي كلمات معنوية تمس مجاالت‬
‫الدين والعلوم واآلداب‪ ،‬ويظهر التأثير العربي في تلك الكلمات املقترضة من خالل بنيتها‬
‫الصرفية‪ ،‬فهي تحتفظ بجمعها العربي األصيل‪،‬وذلك نحو(‪:)24‬‬
‫معلمين‬ ‫معلم‬
‫مسافر مسافرين‬
‫درجات‬ ‫درجة‬
‫أما على مستوى النظام الصرفي فقد صاغت الفارسية الكلمات التي لم ترد من‬
‫أصل عربي على نمط جمع املؤنث العربي مثل ‪ deh :‬التي تجمع على ‪ dehat‬أي‪:‬قرى‪ ،‬كما‬
‫أخذت الفارسية صيغ جموع التكسير مع أسمائها املفردة كما هو الحال في (‪:)25‬‬
‫أحوال‬ ‫حال‬
‫أغذية‬ ‫غذاء‬
‫مظاهر الصراع بين اللغة العربية واللغة اإلسبانية في األندلس‪.‬‬
‫لبثت قرطبة زهاء ثالثة قرون قاعدة الدولة اإلسالمية باألندلس ومركز الفتوحات‬
‫اإلسالمية وملتقى النشاط العلمي‪ ،‬ولبثت حتى بعد انهيار الخالفة تحتفظ في ظل ملوك‬
‫واملوحدين بكثير من هيبتها التليدة ومجدها األثيل كقاعدة أساسية‬ ‫ّ‬ ‫الطوائف ثم املرابطين‬
‫من قواعد اإلسالم في األندلس‪ .‬وكان لسقوطها على أيدي القشتاليين عام‪0035 :‬م ‪ 533‬ه‬
‫الوقع العظيم واألثر البالغ في األندلس‪ ،‬وفيما وراء البحر‪ ،‬مع أن املجتمع اإلسالمي أخذ‬
‫ينهار منذ سقوطها بسرعة‪ ،‬وقد غادرها أكثر سكانها املسلمين خاصة أبناء األشراف والنبالء‬
‫فرارا إلى القواعد اإلسالمية األخرى(‪.)26‬‬
‫وبعد فتح أجزاء كبيرة من بالد األندلس سنة‪400 :‬م احتك العرب بالشعوب التي‬
‫تتكلم لهجات رومانسية في تلك األصقاع بشكل مباشر‪ ،‬وهو االحتكاك الذي استمر إلى غاية‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 179 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫سقوط األندلس سنة‪ 0250 :‬م ‪ ،‬ويبدو أنه طوال هذه الفترة الطويلة من االحتكاك اللغوي‬
‫لم تحل اللغة العربية محل اللغات املحلية للشعوب غير املسلمة(‪.)27‬‬
‫ّ‬
‫وقد أثرت سنوات الحكم العربي على اللغة الرومانسية في إسبانيا تأثيرا ملحوظا‪،‬‬
‫قدر الباحثون عدد الكلمات املقترضة في اإلسبانية بحوالي أربعة آالف كلمة ‪،‬وتغطي‬ ‫وقد ّ‬
‫هذه الكلمات املعجم اإلسباني كله تقريبا‪ ،‬لكنها ترتكز في مجاالت الحرب مثل كلمة‬
‫"‪ "alcazar‬التي تعني القلعة‪ ،‬وفي مجال الزراعة كما في كلمة "‪ "albaricoque‬التي تعني‬
‫البرقوق‪ ،‬وفي مجال التجارة كما في كلمة" ‪ "almacen‬التي تعني املخزن بالعربية‪ ،‬وفي مجال‬
‫البناء كما في كلمة"‪ "albani‬التي تعني البناء‪ .‬ومعظم تلك الكلمات املقترضة من األسماء التي‬
‫اقترضتها اللهجات املحلية بمعية أداة التعريف‪ ،‬ولكن ذلك ال يمنع من وجود بعض‬
‫الصفات املقترضة من العربية مثل كلمة "‪ "gandur‬التي تعني غندور‪ ،‬وهناك أيضا عدد غير‬
‫محدود من األفعال التي تم اقتراضها من العربية مثل ‪"halagar":‬املشتق من الفعل العربي‬
‫خلق‪ ،‬ومنها أيضا الكلمة اإلسبانية"‪ "folano‬مشتقة من الكلمة العربية "فالن"‪ ،‬وكذلك‬
‫كلمة املشيئة اإلسبانية"‪"ojala‬املشتقة من التعبير العربي إن شاء هللا‪ .‬وهناك أمثلة على‬
‫اقتباس اإلسبانية ملورفيم عربي‪ ،‬وهو املورفيم الذي يظهر على شكل الحقة‪ ،‬وقد أصبح هذا‬
‫املورفيم فاعال ومنتجا في اللغة اإلسبانية بدرجة معقولة‪ ،‬وتظهر هذه الالحقة مع تلك‬
‫الكلمات املقترضة من العربية كما في كلمة "‪ "bala-di‬املشتقة من الكلمة العربية "بلدي"‬
‫التي تعني باإلسبانية تافه(‪)28‬‬

‫ويبدو أن الصراع القائم بين اللغة العربية واإلسبانية حول من يتسيد بيئة‬
‫األندلس ظل قائما من دون أن يفسح املجال بصفة شاملة لترجيح كفة اللغة العربية على‬
‫حساب اللغات املحلية‪ ،‬بل ظلت اإلزدواجية اللغوية قائمة بين العربية واإلسبانية‪ ،‬وفوق‬
‫هذا لم يتجاوز تأثير اللغة العربية في اإلسبانية مستوى املعجم‪ ،‬ولم يتجاوز مستوى النظام‬
‫النحوي إذا ما استثنينا تأثر اللغة اإلسبانية باللغة العربية في املورفيم الذي يظهر على شكل‬
‫الحقة في اللغة اإلسبانية كما في كلمة "‪ "bala-di‬التي تعني في العربية "تافه"‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 180 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫حاولت في هذه الورقة البحثية تتبع ظاهرة الصراع اللغوي بين العربية والفارسية‬
‫والعربية واإلسبانية‪ ،‬وقد توصلت إلى بعض النتائج نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫‪-0‬الصراع اللغوي ظاهرة لغوية تعكس أحقية اللغة في البقاء‪ ،‬فكلما كان هناك صراع بين‬
‫لغتين فأكثر فمعنى هذا إمكانية زوال لغة وحلول لغة أخرى محلها‪.‬‬
‫‪-0‬الصراع اللغوي قد يتجسد في مظهر التأثير والتأثر فيمكن للغتين املتصارعتين أن تؤثر كل‬
‫منهما في األخرى‪ ،‬وال يعد ذلك انتقاصا من قيمة إحدى اللغتين‪ ،‬بل قد يغدو األمر في غاية‬
‫األهمية بما أن كل لغة ستستفيد من األخرى في املستوى الصوتي أو املستوى التركيبي أو‬
‫املستوى املعجمي ‪.‬‬
‫‪-3‬الصراع اللغوي قد تغذيه أسباب عسكرية سياسية أو حضارية اجتماعية فال شك أن‬
‫الحركات االستعمارية كانت مصاحبة لغزو لغوي ثقافي‪ ،‬فاملستعمر يحاول بكل ما أوتي من‬
‫قوة أن يفرض لغته على البالد التي استعمرها‪ ،‬كما يسعى لفرض ثقافته أيضا سعيا منه‬
‫اله ّوية الثقافية للمجتمع املستعمر‪.‬‬
‫إلى طمس معالم ُ‬
‫قائمة املراجع‪:‬‬
‫ّ‬
‫ابن جني أبو الفتح عثمان‪:‬الخصائص‪ ،‬تحقيق‪:‬الشيخ محمد علي النجار‪ ،‬دار الكتب‬
‫املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.0560-0/‬‬
‫ابن منظور جمال الدين بن أبي مكرم ‪:‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ط‪-‬د‪.‬ت‪.‬‬
‫روبنز ه ر‪:‬موجز تاريخ علم اللغة في الغرب‪ ،‬ترجمة‪:‬أحمد عوض‪ ،‬عالم املعرفة‪ ،‬الكويت‪،‬‬
‫د‪.‬ط‪.0554-‬‬
‫شاهين عبد الصبور‪ ،‬في علم اللغة العام‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.0553-5/‬‬
‫ظاظا حسن‪:‬اللسان واإلنسان مدخل إلى معرفة اللغة‪،‬دار القلم‪ -‬دمشق‪ ،‬الدار الشامية‪-‬‬
‫بيروت‪ ،‬ط‪.0552-0/‬‬
‫التواب رمضان‪:‬املدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي‪،‬مكتبة‬ ‫ّ‬ ‫عبد‬
‫الخانجي‪،‬القاهرة‪،‬ط‪.1997-3/‬‬
‫عبد املنعم محمد نور الدين‪:‬معجم األلفاظ العربية في اللغة الفارسية‪،‬مطبوعات جامعة‬
‫اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪،‬الرياض‪،‬ط‪.0226-0/‬‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 181 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫عبد املنعم محمد نور الدين ‪:‬اللغة الفارسية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪.0544-‬‬
‫عنان محمد عبد هللا‪:‬اآلثار األندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال دراسة تاريخية أثرية‪،‬‬
‫مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.0554-0/‬‬
‫فرستيغ كيس‪:‬اللغة العربية تاريخها مستوياتها تأثيرها‪ ،‬ترجمة‪:‬محمد الشرقاوي‪ ،‬املجلس‬
‫األعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪.0223-0/‬‬
‫فندريس جوزيف‪:‬اللغة‪ ،‬تعريب‪:‬عبد الحميد الدواخلي‪ ،‬ومحمد القصاص‪ ،‬مكتبة األنجلو‬
‫املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪.0562-‬‬
‫كالفي لويس جان‪:‬حرب اللغات والسياسات اللغوية‪ ،‬ترجمة‪:‬د‪/‬حسن حمزة‪،‬‬
‫ّ‬
‫مراجعة‪:‬د‪/‬سالم بزي حمزة‪ ،‬املنظمة العربية للترجمة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.0222-0/‬‬
‫املنجد صالح الدين‪:‬املفصل في األلفاظ الفارسية املعربة‪ ،‬طبعة إيران‪ ،‬ط‪.0542-0/‬‬
‫وقدم له‪:‬مهدي املخزومي‬‫موسكاتي سباتينو وآخرون‪:‬مدخل إلى نحو اللغات السامية‪ ،‬ترجمه ّ‬
‫وعبد ّ‬
‫الجبار املطلبي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪.0553-0/‬‬
‫نهر هادي‪:‬علم اللغة االجتماعي عند العرب‪ ،‬دار الغصون‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪0522-0/‬‬
‫وافي علي عبد الواحد‪:‬علم اللغة‪ ،‬نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪-5/‬‬
‫‪.0222‬‬
‫وافي علي عبد الواحد‪:‬اللغة واملجتمع‪ ،‬شركة مكتبات عكاظ للنشر والتوزيع‪ ،‬اململكة العربية‬
‫السعودية‪ ،‬ط‪.0523-0/‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪ )1‬ابن جني أبو الفتح عثمان‪:‬الخصائص‪ ،‬تحقيق‪:‬الشيخ ّ‬
‫محمد علي النجار‪ ،‬دار الكتب‬
‫املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،0560-0/‬ص‪.33/0 :‬‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 182 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫‪ )2‬ابن منظور جمال الدين بن أبي مكرم‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،‬د‪.‬ت‪،‬‬
‫ص‪.054/2 :‬‬
‫‪ )3‬ينظر‪ :‬نهر هادي‪ ،‬علم اللغة االجتماعي عند العرب‪ ،‬دار الغصون‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،0522-0/‬‬
‫ص‪.004:‬‬
‫‪ )4‬كالفي لويس جان‪:‬حرب اللغات والسياسات اللغوية‪ ،‬ترجمة‪:‬د‪/‬حسن حمزة‪،‬‬
‫ّ‬
‫مراجعة‪:‬د‪/‬سالم بزي حمزة‪ ،‬املنظمة العربية للترجمة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،0222-0/‬ص‪02:‬‬
‫‪ )5‬وافي علي عبد الواحد‪ ،‬علم اللغة‪ ،‬نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪-5/‬‬
‫‪ ،0222‬ص‪.032:‬‬
‫‪ )6‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.022:‬‬
‫‪ )7‬وافي علي عبد الواحد‪:‬علم اللغة‪ ،‬ص‪.024:‬‬
‫‪ )8‬ينظر‪ :‬فندريس جوزيف‪ :‬اللغة‪ ،‬تعريب‪:‬عبد الحميد الدواخلي‪ ،‬ومحمد القصاص‪ ،‬مكتبة‬
‫األنجلو املصرية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط ‪ ، 0562-‬ص‪.362:‬‬
‫‪ )9‬ينظر‪:‬عبد ّ‬
‫التواب رمضان‪:‬املدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي‪ ،‬مكتبة الخانجي‪،‬‬
‫القاهرة‪ ،‬ط‪ ،1997-3/‬ص‪.040:‬‬
‫‪ )10‬وافي علي عبد الواحد‪:‬اللغة واملجتمع‪ ،‬شركة مكتبات عكاظ للنشر والتوزيع‪ ،‬اململكة‬
‫العربية السعودية‪ ،‬ط‪ ، 0523-0/‬ص‪.020:‬‬
‫‪ )11‬وافي علي عبد الواحد‪:‬علم اللغة‪ ،‬ص‪ .022:‬وينظر أيضا‪:‬كتابه‪:‬اللغة واملجتمع‪ ،‬ص‪.020:‬‬
‫‪ )12‬ينظر‪:‬شاهين عبد الصبور‪:‬في علم اللغة العام‪ ،‬مؤسسة الرسالة‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،0553-5/‬‬
‫ص‪.022:‬‬
‫‪ )13‬ينظر‪:‬رمضان عبد التواب‪:‬املدخل إلى علم اللغة‪ ،‬ص‪.046-042:‬‬
‫‪ )14‬ينظر‪:‬رمضان عبد التواب‪:‬املدخل إلى علم اللغة‪ ،‬ص‪.046:‬‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 183 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫‪ )15‬ينظر‪ :‬رمضان عبد التواب‪:‬املدخل إلى علم اللغة‪ ،‬ص‪.045-046:‬‬
‫‪ )16‬ينظر‪:‬ظاظا حسن‪:‬اللسان واإلنسان مدخل إلى معرفة اللغة‪ ،‬دار القلم‪ -‬دمشق‪ ،‬الدار‬
‫الشامية‪ -‬بيروت‪ ،‬ط‪ ،0552-0/‬ص‪.002-004:‬‬
‫‪ )17‬ينظر‪:‬رمضان عبد التواب‪:‬املدخل إلى علم اللغة‪ ،‬ص‪.044:‬‬
‫‪ )18‬أطلق املستشرق النمساوي شلوتزر ‪ SCHLOZER‬مصطلح اللغات السامية على اللغات‬
‫التي كان يتكلم بها في آسيا الغربية‪ ،‬وتتميز هذه اللغات بسمات مشتركة في األصوات‬
‫واملفردات والصرف والنحو‪ ،‬كما تشترك أيضا في اتجاهات تتعلق بتطورها‪ ،‬وتشير هذه‬
‫السمات املشتركة الباقية إلى وحدة األصل املشترك‪،‬فهي – بال شك ‪ -‬تنتمي إلى أصل واحد‬
‫وهو اللغة السامية األم‪ ،‬ينظر‪:‬موسكاتي سباتينو وآخرون‪:‬مدخل إلى نحو اللغات السامية‪،‬‬
‫الجبار املطلبي‪ ،‬عالم الكتب‪ ،‬بيروت‪ ،‬ط‪،0553-0/‬‬ ‫ترجمه ّ‬
‫وقدم له‪:‬مهدي املخزومي وعبد ّ‬
‫ص‪03:‬‬
‫‪ )19‬يعود الفضل في إرساء قواعد الدراسات التاريخية املقارنة إلى ثلة من اللغويين األملان‪،‬‬
‫لكن أول من اهتدى إلى صالت القرابة بين اللغات اليونانية والالتينية والسنسكريتية هو‬
‫السير وليم جونز الذي كان يعمل قاضيا ببالد البنغال العام ‪0425‬م‪ ،‬بعد اكتشافه للغة‬
‫السنسكريتية وهي اللغة الهندية القديمة التي كتبت بها النصوص الدينية املسماة بالفيدا‪.‬‬
‫عدة أسر فرعية‪ ،‬وقد‬ ‫وجدير بالذكر أن العائلة اللغوية الهندو أوروبية فصيلة كبرى تضم ّ‬
‫ّميز دانتي بين ثالث عائالت فرعية‪ ،‬وهي عائلة اللغات الهندو جرمانية في الشمال‪ ،‬وعائلة‬
‫اللغات الالتينية في الجنوب‪ ،‬وعائلة اللغات اليونانية التي تشغل جزءا من أوروبا الشرقية‬
‫مجاورا آلسيا‪ .‬ينظر‪:‬روبنز ه ر‪:‬موجز تاريخ علم اللغة في الغرب‪ ،‬ترجمة‪:‬أحمد عوض‪،‬عالم‬
‫املعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،0554-‬ص‪.035-032:‬‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 184 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬
‫‪ )20‬ينظر‪:‬املنجد صالح الدين‪:‬املفصل في األلفاظ الفارسية املعربة‪،‬طبعة إيران‪ ،‬ط‪-0/‬‬
‫‪ ،0542‬ص‪06-02:‬‬
‫‪ ) 21‬ينظر‪:‬املنجد صالح الدين‪:‬املفصل في األلفاظ الفارسية املعربة‪ ،‬ص‪02:‬‬
‫‪ ) 22‬ينظر‪:‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.00:‬‬
‫‪ )23‬عبد املنعم محمد نور الدين‪:‬معجم األلفاظ العربية في اللغة الفارسية‪ ،‬مطبوعات‬
‫جامعة اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪ ،‬الرياض‪ ،‬ط‪ .00/0226،0-0/‬وينظر أيضا‪ :‬عبد‬
‫املنعم محمد نور الدين ‪:‬اللغة الفارسية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪ ،‬د‪.‬ط‪ ،0544-‬ص‪03:‬‬
‫‪ )24‬ينظر‪:‬فرستيغ كيس‪:‬اللغة العربية تاريخها مستوياتها تأثيرها‪ ،‬ترجمة‪:‬محمد الشرقاوي‪،‬‬
‫املجلس األعلى للثقافة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،0223-0/‬ص‪043:‬‬
‫‪ )25‬ينظر‪:‬املرجع نفسه‪ ،‬ص‪043:‬‬
‫‪ )26‬ينظر‪:‬عنان محمد عبد هللا‪:‬اآلثار األندلسية الباقية في إسبانيا والبرتغال دراسة تاريخية‬
‫أثرية‪ ،‬مكتبة الخانجي‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ط‪ ،0554-0/‬ص‪02:‬‬
‫‪ )27‬ينظر‪:‬فرستيغ كيس‪ :‬اللغة العربية‪ ،‬ص‪052:‬‬
‫‪ )28‬ينظر‪:‬فرستيغ كيس‪:‬اللغة العربية‪ ،‬ص‪055-056:‬‬

‫جملد ‪ ، 20‬عدد ‪ 20‬ديسمرب ‪2020‬‬ ‫‪- 185 -‬‬ ‫مقابسات يف اللغة واألدب‬

You might also like