You are on page 1of 93

‫الجمهـوريـة الجزائريـة الديمقراطيـة الشعبيــة‬

‫وزارة الـتـعلـيم العالـي والبحــث العلـمي‬


‫جامعة العربي بن مهيدي أم البواقي‬

‫كـلـيـة الـعلـوم االقـتـصـاديـة وعـلـوم الـتسـييـروالعلوم التجارية‬


‫قسم العلوم اإلقتصادية‬
‫الرقم التسلسلي ‪:‬‬
‫مذكرة مقدمة ضمن متطلبات نيل شهادة الماستر تخصص مالية وبنوك‬
‫الموضوع‪:‬‬

‫إدارة المخاطر اإلئتمانية وفق لجنة بازل‬

‫دراسة حالة بنك الجزائر الخــارجي\‪\BEA‬‬

‫‪-‬وك ــال ــة أم البواقي‪-‬‬


‫إعداد الطالبة‪:‬‬
‫داودي رجاء‬
‫أعضاء لجنة المناقشة‬
‫‪h‬‬
‫األستاذ ‪ /‬ب ــوسـ ـن ــة مـ ـحـ ـم ــد رضـ ـ ــا‪...................................‬مقرر‬
‫األستاذة ‪ /‬لموشي زهية‪............................................‬مناقش‬
‫األستاذ‪ /‬طلوش فارس‪...............................................‬رئيسا‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2013-2012‬‬
‫الفيرس‬
‫قائمة األشكال والجداول‬
‫أ ‪ -‬ىـ‬ ‫الم ـ ـقــدمــة‬
‫‪2‬‬ ‫الفصل األول ‪ :‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاط ـره‬
‫‪3‬‬ ‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول اإلئتمان البنكي‬
‫‪3‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬ماىية اإلئتمان البنكي‬
‫‪3‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬طبيعة اإلئتمان البنكي ونشأتو‬
‫‪4‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬أشكال اإلئتمان البنكي‬
‫‪6‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬أىمية االئتمان البنكى‬
‫‪7‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬مراحل وأسس منح االئتمان البنكي‬
‫‪7‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مراحل منح اإلئتمان‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬أس ــس منح اإلئتمان البنكي‬
‫‪23‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬عممية إتخاذ القرار اإلئتماني‬
‫‪23‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬معايير منح اإلئتمان البنكي‬
‫‪26‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬العوامل المتحكمة في منح اإلئتمان البنكي‬
‫‪28‬‬ ‫الفرع الثالث ‪:‬المعوقات التي تعترض عممية التفاوض مع العميل‬
‫‪22‬‬ ‫المطمب الرابع ‪:‬ظاىرة الفشل اإلئتماني (القروض المتعثرة)‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفيوم الفشل اإلتماني القروض المتعثرة‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬آثار القروض المتعثرة‬
‫‪22‬‬ ‫الفرع الثالث‪ :‬طرق معالجة القروض المصرفية‬
‫‪29‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات حول المخاطر اإلئتمانية‬
‫المطمب األول‪ :‬مفيوم و أصناف المخاطر البنكية‬
‫‪29‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬مفيوم الخطر البنكي‬
‫‪32‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬أصناف المخاطر البنكية‬
‫‪34‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬أىـم صور المخاطر االئتمانية ومصادرىا‬
‫‪34‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬صور المخاطر االئتمانية‬
‫‪35‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬مصادر مخاطر اإلئتمان البنكي‬
‫‪36‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬أركان المخاطر االئتمانية ونتائجيا‬
‫‪36‬‬ ‫الفرع األول ‪ :‬أركان المخاطر االئتمانية‬
‫‪38‬‬ ‫الفرع الثاني ‪ :‬نتائج المخاطر االئتمانية‬
‫‪39‬‬ ‫خالصة الفصل األول‬
‫‪42‬‬ ‫الفصل الثاني‪ :‬إست ـرات ـيـجـ ــيات إدارة ال ـ ـ ـمخـ ـاطـ ـر اإلئ ـ ـتـمـ ـانـي ــة‬
‫‪42‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬تـقـنيات إدارة المخاطر اإلئ ـتــمانــية‬
‫‪42‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬آليات وخطوات إدارة المخاطر‬
‫‪42‬‬ ‫الفرع األول‪ :‬خطوات إدارة المخاطر‬
‫‪43‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬آليات تسيير المخاطر‬
‫‪45‬‬ ‫المطمب الثاني‪ :‬ميام إدارة مخاطر اإلئتمان البنكي‬
‫‪46‬‬ ‫المطمب الثالث ‪:‬تقدير و تقييم المخاطر االئتمانية‬
‫‪49‬‬ ‫المطمب الرابع‪ :‬أساليب مواجية مخاطر االئتمان‬
‫‪52‬‬ ‫المبحث الثاني ‪:‬لجنة بازل و تسيير المخاطر اإلئتمانية‬
‫‪52‬‬ ‫المطمب األول ‪ :‬تعريف لجنة بازل لمرقابة المصرفية‬
‫‪52‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬إتفاقية بازل األولى‬
‫‪57‬‬ ‫المطمب الثالث‪ :‬اتفاقية بازل الثانية‬
‫‪62‬‬ ‫المطمب الرابع ‪ :‬إتفاقية بازل الثالثة‬
‫‪64‬‬ ‫خالصة الفصل الثاني‬
‫‪66‬‬ ‫الفصل الثالث‪ :‬فعالـيـة إدارة الـمخاطـر اإلئـتمانية في بـنــك الـج ازئـر الخارجي‬
‫‪67‬‬ ‫المبحث األول ‪ :‬عرض عام لبنك الجزائر الخارجي (‪(BEA‬‬
‫‪67‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬دراسة تعريفية لبنك الجزائر الخارجي‬
‫‪67‬‬ ‫الفرع األول ‪:‬نشأة بنك الجزائر الخارجي وتطوره‬
‫‪68‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬وظائف بنك الجزائر الخارجي وأىدافو)‪(BEA‬‬
‫‪69‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬الييكل التنظيمي العام لبنك الجزائر الخارجي‬
‫‪72‬‬ ‫المطمب الثالث ‪ :‬أىم الصعوبات التي تواجو المصارف الجزائرية في تطبيق‬
‫معايير لجنة بازل‬

‫‪72‬‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬وكالة بنك الجزائر الخارجي (‪ )BEA‬أم البواقي‬


‫‪72‬‬ ‫المطمب األول‪ :‬التعريف بالوكالة وتحديد مياميا‬
‫‪72‬‬ ‫الفرع الثاني ‪:‬ميام ونشاط الوكالة‬
‫‪73‬‬ ‫الفرع الثالث ‪ :‬تكوين ممف طمب القرض‬
‫‪73‬‬ ‫المطمب الثاني ‪ :‬سياسة تحصيل القروض المتعثرة لدى بنك الجزائر الخارجي‬
‫‪75‬‬ ‫المطمب الثالث ‪:‬الحمول المقترحة لمحد من مخاطر الفشل اإلئتماني في‬
‫الجزائر‬
‫‪77‬‬ ‫خالصة الفصل الثالث‬
‫‪79‬‬ ‫الخاتمة‬
‫‪92‬‬ ‫قائمة المراجع‬
‫‪93‬‬ ‫قائمة المالحق‬
‫ال ـ ـم ـقـدمة‬

‫المقدمة‬

‫يعتبر القطاع البنكي بمثابة البنية الحيوية في النظم اإلقتصادية والمالية ‪ ,‬لما لو من تأثير إيجابي‬
‫عمى التنمية اإلقتصادية ‪،‬من خالل تعبئة المدخرات وتوزيعيا العادل عمى اإلستثمارات المختمفة عمى‬
‫الصعيد المحمي والعالمي حيث أن التطور الذي عرفتو الصناعة البنكية في شتى الميادين وخاصة من‬
‫خالل استخدام وسائل اإلعالم اآللي المتقدمة‪ ،‬أدى إلى زيادة وتنوع الخدمات التي يقدميا كما أدى إلى‬
‫تعقيد العمميات البنكية في تسيير أصوليا وخصوميا بما يجعميا تحقق عوائد مرضية بأقل قدر ممكن من‬
‫المخاطرة ‪ ،‬ذلك ألنيا تعمل في بيئة تتسم بالدينامكية ولمقابمة ىذا التطور والمخاطر المرتبطة بو أصبح‬
‫من الضروري مراقبة مستوى المخاطر التي تحيط بالعمل ووضع اإلجراءات الرقابية الالزمة لمسيطرة عمى‬
‫اآلثار السمبية ليذه المخاطر وادارتيا بطريقة سميمة ‪ ،‬بما يخدم أىدافيا لذا فانو يمكن القول بان معرفة‬
‫المخاطر وتقويميا وادارتيا من العوامل الرئيسية في نجاح البنوك‪.‬‬
‫و لقد إزداد اإلىتمام بإدارة المخاطر اإلئتمانية ‪،‬خصوصا منذ السنوات القميمة الماضية وفي أعقاب‬
‫توالي األزمات المالية والبنكية إعتبا ار من األزمة المالية في المكسيك في نياية عام‪ 1994‬وأوائل عام‬
‫‪ 1995‬ومرو ار باألزمات المالية في دول جنوب شرق أسيا والب ارزيل وروسيا وتركيا‪ ،‬ومؤخ ار أزمة الرىن‬
‫العقاري ‪ 2002‬والتي كانت أكثر األزمات المالية والبنكية شدة ‪،‬حيث أثرت تأثي ار ممحوظا عمى اإلقتصاد‬
‫العالمي وخصوصا عمى القطاعات المالية والبنكية حيث إتضح أن أىم أسباب حدوث تمك األزمات ىي‬
‫تزايد المخاطر اإلئتمانية التي واجيتيا المصار من ناحية ‪،‬وعدم إدارتيا بصورة جيدة من ناحية أخرى ‪.‬‬
‫وليذا فقد كرست المؤسسات اإلقتصادية والمالية الدولية كصندوق النقد الدولي ‪،‬البنك العالمي وبنك‬
‫التسويات الدولية ومجموعة الدول العشر ‪ ،‬دراساتيا في تتبع األسباب والعوامل التي تؤدي إلى ىذه‬
‫األزمات إلجاد حمول وقائية خاصة ‪.‬‬
‫ففي عام ‪ 1994‬قام محافظو البنوك المركزية لمجموع الدول العشر العظمى بتشكيل لجنة بازل لمرقابة‬
‫البنك ية ‪،‬وذلك تحت رعاية بنك التسويات الدولية ‪.‬وقد تكونت ىذه المجنة من ممثمي ىيئات الرقابة البنكية‬
‫والبنوك المركزية في كل من بمجيكا ‪،‬كندا‪،‬فرنسا‪،‬ألمانيا‪،‬إيطاليا اليابان‪ ،‬لوكسمبورغ‪،‬ىوالندا السويد‪،‬سويس ار‬
‫‪،‬المممكة المتحدة والواليات المتحدة األمريكية ‪،‬وقد أرست المجنة عددا من المبادئ تغطي بصورة شاممة‬
‫الشروط الالزمة لزيادة كفاءة إدارة المخاطر‪،‬فضال عن شروط منح التراخيص وقواعد ومتطمبات الرقابة‬
‫البنكية ومعايير اإلفصاح وتحديد السمطات الرسمية لممراقبين وشروط ضمان سالمة النظام البنكي ‪.‬‬
‫األزمات البنكية فيي تترتب عمييا‬ ‫وقد زاد حجم أىمية إدارة المخاطر اإلئتمانية بسبب كبر حجم تكالي‬
‫سمسمة من اإلنييارات والتي يمكن حصرىا فيما يمي ‪:‬‬
‫‪ ‬إفالس العديد من البنوك‬
‫الثقة في النظام البنكي بإعتباره وسيطا بين المدخرين والمستثمرين ‪.‬‬ ‫‪ ‬ضع‬

‫أ‬
‫ال ـ ـم ـقـدمة‬

‫الكثيرمن المشروعات التي تعتمد في تمويميا عمى البنوك التي أصبحت متعثرة ‪،‬كماأن‬ ‫‪ ‬توق‬
‫الكثير من الشركات العاممة لم تجد التسييالت اإلئتمانية المطموبة ‪.‬‬
‫‪ ‬إنخفاض معدل نمو الناتج المحمي اإلجمالي وانخفاض قيمة األصول الرأسمالية ممما أدخل النظام‬
‫اإلقتصادي في معضمة خصوصا عندما تستخدم ىذه األصول كضمان لمقروض البنكية ‪.‬‬
‫وازاء ىذا الكم الكبير من المخاطر كان من الواجب تطوير أدوات إلدارة ىذه المخاطر لتتماشى جية‬
‫التطورات الحاصمة في مجال الصناعة البنكية‪.‬‬
‫ولقد لعبت لجنة بازل لمرقابة البنك ية دو ار رائدا في تقنين العديد من ىذه التطورات ‪،‬و كانت اتفاقية بازل ‪1‬‬
‫ىي البداية لذلك ‪،‬وقد بدأت ىذه االتفاقية بوضع حدود دنيا لرأس المال لتحقيق ما أسمتو بكفاية رأس المال‬
‫‪،‬وقد جاء ىذا اإلجراء نتيجة لمتنسيق بين بنوك الدول الصناعية العشر بغرض تحقيق المنافسة السميمة‬
‫بينيا وبعد صدور اتفاقية بازل األولى جرت عمى الساحة تطورات ىامة سواء في مجال تكنولوجيا‬
‫المعمومات و االتصاالت أو أساليب اإلدارة المالية فضال عن تعدد األزمات المالية مما تطمب إعادة‬
‫النظر في االتفاقية القائمة ‪،‬فجاء اإلعداد لتعديل اتفاقية بازل ‪ 1‬إلصدار االتفاقية الجديدة مناسبة إلعادة‬
‫النظر في أساليب إدارة المخاطر و بما يحقق سالمة البنوك و استقرار القطاع البنكي في مجموعو ‪،‬فمم‬
‫تقتصر بازل ‪ 2‬عمى إعادة النظر في مستمزمات راس المال بإعادة مفيوم المخاطرة إلى السوق ‪،‬بل‬
‫تضمنت منظومة متكاممة إلدارة المخاطر في القطاع البنكي بشكل عام ‪،‬و لم يقتصر األمر عمى مجرد‬
‫إعادة النظر في الحدود الدنيا لكفاية رأس المال و ىو ما تضمنتو الدعامة األولى من ىذه االتفاقية‬
‫الجديدة ‪ ،‬بل أضافت إلييا دعامتين جديدتين إحداىما عن الشفافية في نشر المعمومات عمى أىميتيا‬
‫بالنسبة لجميع البنوك‪.‬‬
‫وما تجدر اإلشارة إليو أن تطبيق اتفاقية بازل ‪ 1‬من طر البنوك الجزائرية قد تأخر تطبيقيا إلى نياية‬
‫‪ 1991‬و ذلك كما نصت عميو التعميمة ‪ 94/94‬بينما حددت لجنة بازل آخر أجل لتطبيقيا بنياية سنة‬
‫‪ ، 1992‬كما أن ىذه المجنة منحت لمبنوك فترة انتقالية مدتيا ‪ 3‬سنوات لاللتزام بالمعايير بينما منحت‬
‫التعميمة السابقة لمبنوك الجزائرية فترة تصل إلى ‪ 5‬سنوات لتطبيق ذلك المعيار ‪ ،‬وذلك تماشيا مع الفترة‬
‫االنتقالية التي يمر بيا االقتصاد الجزائري نحو اقتصاد السوق‪.‬‬
‫و يالحظ أن التشريع البنكي الجزائري قد ساير اتفاقية بازل ‪ 1‬من خالل إصدار التعميمة رقم ‪.94/94‬‬
‫لكنو لم يساير بعد اتفاقية بازل ‪ 2‬و ذلك بسبب أن ىذه االتفاقية لم تدخل بعد حيز التطبيق النيائي‬
‫المقرر ببداية ‪ , 2005‬حيث تظير درجة التأثير الكبيرة لمتطمبات لجنة بازل لمرقابة البنكية عمى البنوك‬
‫الجزائرية‪ ،‬فبالرغم من االيجابيات التي تتيحيا مقررات ىذه المجنة إال انو بالتأكيد ليذه المقررات تأثير‬
‫سمبي كبير عمى العمل البنكي المحمي خصوصا إذا كان يتميز بنقائص عديدة في جانبو التمويمي بشكل‬
‫رئيسي‪ ،‬و عمى ىذا األساس فالمطموب من البنوك الجزائرية ليس مواجية ىذه التحديات فحسب بل إيجاد‬
‫بدائل تمويل أخرى سواء تمك التي تتيحيا مقررات لجنة بازل )استغالل الفرص( أو تمك التي تستجيب‬

‫ب‬
‫ال ـ ـم ـقـدمة‬

‫لحاجيات االقتصاد الوطني و تتماشى و تطورات و تغيرات االقتصاد العالمي لمواكبة العولمة االقتصادية‪.‬‬
‫طرح اإلشكالية ‪:‬‬
‫نحاول اإلجابة عنو من خالل بحثنا‬ ‫لمعالجة ىذا الموضوع قمنا بطرح التساؤل الرئيسي األتي والذي سو‬
‫ىذا وىو كاألتي ‪:‬‬

‫تأثير متطلبات لجنة بازل‬ ‫‪ ‬ما هي أهم الطرق املستخدمة يف التقليل من املخاطر اإلئتمانية و ما مدى‬
‫عليها؟‬

‫ولإلجابة عمى ىذه اإلشكالية يجب اإلجابة عمى األسئمة الفرعية التالية ‪:‬‬

‫األسئمة الفرعية ‪:‬‬

‫ما املقصود باملخاطر البنكية وماهي أنواعها ؟‬ ‫‪‬‬


‫ما ىي العوامل المؤثرة في اتخاذ القرار االئتماني؟‬ ‫‪‬‬
‫ماىي لجنة بازل لمرقابة البنكية؟‬ ‫‪‬‬
‫ما مدى تطبيق ىذه المعايير في النظام البنكي الجزائري ؟‬ ‫‪‬‬

‫الفرضيات ‪:‬‬

‫المخاطر االئتمانية ىي المخاطر التي تنشأ بسبب عدم السداد بالكامل و في الوقت المحدد مما‬ ‫‪‬‬
‫ينتج عنيا خسارة مالية‪.‬‬
‫العوامل المؤثرة في القرار االئتماني يرتبط بعضيا بالعميل و البعض يرتبط بالبنك و البعض‬ ‫‪‬‬
‫األخر يرتبط بالتسييل االئتماني نفسو‪.‬‬
‫تأسست لجنة بازل لمرقابة المصرفية من أجل البحث عن آليات لمواجية تمك المخاطر التي‬ ‫‪‬‬
‫تتعرض ليا البنوك‪.‬‬
‫الدولية إتباعو من أجل‬ ‫إن إتفاقيات بازل لمرقابة المصرفية تعتبر بمثابة منيج عمى المصار‬ ‫‪‬‬
‫تحقيق اإلستقرار ‪.‬‬
‫أسباب إختيار الموضوع ‪:‬‬
‫إن إختيارنا ليذا الموضوع كان بدافع األىمية الكبرى التي تتميز بياإدارة المخاطر اإلئتمانية كأداة‬ ‫‪‬‬
‫فعالة لمتخفيض من الخسائر التي تتحمميا البنوك ‪.‬‬
‫ومن بين األسباب أيضا موافقة موضوع إدارة المخاطر البنكية لتخصصنا في المالية والبنوك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫حداثة موضوع إدارة المخاطر في الوقت الراىن و تزايد أىمية األبحاث حولو في معظم بمدان‬ ‫‪‬‬
‫العالم و في المؤتمرات الدولية و الممتقيات العممية‪.‬‬

‫ج‬
‫ال ـ ـم ـقـدمة‬

‫أهداف البحث ‪:‬‬


‫‪ ‬إبراز اإلطار العام إلدارة المخاطراإلئتمانية ‪.‬‬
‫‪ ‬محاولة فيم وتحميل معايير لجنة بازل الدولية ومساىمتيا في دعم اإلجراءات والتدابير الالزمة‬
‫لضبط إدارة المخاطراإلئتمانية‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫بالنسبة ألىمية الموضوع فإن وجود مجموعة من العناصر والمكونات في أي إستراتيجية اقراضية من‬
‫من حيث‬ ‫المصار‬ ‫جية‪ ،‬ومن جية أخرى عدم وجود إستراتيجية اقراضية نمطية بسبب اختال‬
‫وحجم رأس المال‪ ،‬عقد كثي ار من ميمة متخذي قرار االئتمان ‪.‬خاصة‬ ‫التخصصات ومن حيث األىدا‬
‫وأن األساليب التقميدية المعتمدة في ق اررات منح االئتمان المصرفي لم تعد تستجب الحتياجات متخذي‬
‫قرار االئتمان بسبب محدوديتيا وتزايد المعطيات الخاصة بطالبي التمويل‪،‬ومن ىنا فإنو من األىمية بمكان‬
‫إلى شرح مفيوم االئتمان وأسسو ومعاييره‪ ،‬وكذا العوامل المؤثرة في قرار منحو‪،‬ثم‬ ‫إجراء دراسة تيد‬
‫صياغة ىذه العناصر في شكل نموذج كمي يعتمد عمى أساليب عممية أكثر دقة من أجل اتخاذ قرار‬
‫انتمائي سميم‪،‬حيث تزداد أىمية الموضوع في الوقت الراىن في ما تشكمو إدارة المخاطر كأداة فعالة و‬
‫ىامة لمتخفيض من الخسائر‪.‬‬
‫المنهج المتبع‬
‫يخضع منيج البحث في الحقيقة لجموعة من المعايير أىميا طبيعة الدراسة والموضوع‪ ،‬حيث يعدان‬
‫العامالن األساسيان المذان يعرضان عمى الباحث نوع المنيج الواجب إتباعو‪ ،‬وتماشيا وطبيعة ىذا‪،‬تم تتبع‬
‫المنيج الوصفي التحميمي ‪ ،‬حيث يبرز ىذا المنيج في توضيح اإلطار النظري لبازل و تفعيل مناىجيا في‬
‫تقييم مخاطر االئتمان‪ ،‬كما اعتمدنا أيضا أسموب دراسة تطبيقية في بنك حيث استوحينا األسئمة من‬
‫الجانب النظري لمدراسة بغية معرفة كيفية اتخاذ الق اررات االئتمانية في البنوك التجارية ‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‬
‫وفقا لممعايير‬ ‫دراسة ميرفت عمي أبو كمال ‪-‬اإلدارة الحديثة لمخاطر االئتمان في المصار‬ ‫‪‬‬
‫الدولية بازل دراسة تطبيقية عمى المصار العاممة في فمسطين‪ -‬و ىي مذكرة ماجستير مقدمة إلى كمية‬
‫ىذه الدراسة إلى تقييم واقع‬ ‫التجارة في الجامعة اإلسالمية بغزة – فمسطين سنة ‪ ، 2007‬وتيد‬
‫االستراتيجيات و أنظمة إدارة مخاطر االئتمان التي تتبناىا المصار العاممة في فمسطين‪ ،‬و وضع إطار‬
‫عمى تطوير نظم إدارة مخاطر االئتمان وفقا لممعايير و اإلرشادات الرقابية‬ ‫متكامل يساعد المصار‬
‫المصرفية الدولية‪ ،‬و أىم النتائج التي توصمت إلييا ‪:‬كفاءة إدارة العممية االئتمانية في المصار العاممة‬
‫من‬ ‫في فمسطين‪ ،‬إضافة إلى االلتزام بالضوابط و القواعد اإللزامية التي تضعيا سمطة النقد لممصار‬
‫حدة مخاطر االئتمان‪ ،‬و توصمت إلى أنو لعدم توفر المقومات الالزمة لتطبيق يصعب عمى‬ ‫أجل تخفي‬
‫المصار قياس مخاطر االئتمان وفق منيجيات بازل ‪.‬‬

‫د‬
‫ال ـ ـم ـقـدمة‬

‫فاطمة بن شنة‪-‬إدارة المخاطر االئتمانية و دورىا في الحد من القروض المتعثرة ‪ ،‬دراسة تطبيقية‬ ‫‪‬‬
‫لممصار الجزائرية ‪-‬مذكرة ماجستير مقدمة إلى كمية العموم االقتصادية و عموم التسيير بجامعة قاصدي‬
‫إلى إبراز اإلطار العام إلدارة المخاطر ‪ ،‬و محاولة فيم و تحميل‬ ‫مرباح بورقمة سنة ‪ 2010‬التي تيد‬
‫معايير لجنة بازل الدولية إلدارة المخاطر و الحد من تعثر الديون‪ ،‬كما تؤكد عمى أىمية مقررات لجنة‬
‫بازل في وضع مناىج تعمل عمىضبط العمل المصرفي في معالجة مخاطر االئتمان عمى نحو يضمن‬
‫الداخمي المقترح‬ ‫السالمة لممراكز المالية لمبنوك و يحول دون تعثرىا‪ ،‬و محاولة تطبيق منيج التصني‬
‫عمى أسباب تعثر القروض في البنوك الجزائرية‬ ‫من قبل لجنة بازل في تقييم مخاطر االئتمان‪ ،‬و الوقو‬
‫و السبل الكفيمة لمعالجة المشكمة‪ ،‬حيث توصمت إلى أن البنوك تقوم بتقييم محفظة قروضيا بصفة دوري‬
‫لالطالع عمى نشاطيا االئتماني و مؤشرات تعثرىا و ذلك من خالل معرفة فئات المقترضين األكثر تعث ار‬
‫من حيث طبيعة نشاطيم‪ ،‬قدراتيم في إدارة نشاطيم‪ ،..‬حجم و نسبة القروض المتعثرة في كل قطاع و في‬
‫كل نوع من أنواع القروض و كذا ضرورة وجود تكامل بين التحميل المالي و التحميل اإلحصائي و ذلك‬
‫لتفادي القصور الناجم عن استخدام التحميل المالي بمفرده لتقييم مخاطراالئتمان‪.‬‬
‫صعوبات البحث‪:‬‬
‫من بين العوائق التي واجيتنا أثناء ىذه الدراسة ما يمي‪:‬‬
‫لقد واجيت الدراسة بعض الصعوبات والمعوقات أثناء إعدادىا‪ ،‬سيما ما تعمق فييا بالجانب التطبيقي‬
‫وكان أىميا عدم التعاون الجدي لبعض المسؤولين والموظفين في الوكاالت البنكية عينة الدراسة‪ ،‬والذي‬
‫يعود إلى محدودية ثقافة البحث العممي لدييم‪ ،‬حيث ينظرون في غالب األحيان إلى البحوث الميدانية أو‬
‫لمحقائق والسمبيات المتعمقة بالتسيير في الوكاالت التي‬ ‫التطبيقية عمى أنيا تش ّكل نوعاً من الرقابة وكش‬
‫يعممون بيا‪.‬‬
‫خطة البحث‬
‫وعمى ىذا األساس قسمنا بحثنا إلى ثالث فصول وىي كالتالي ‪:‬‬
‫الفصل األول الذي عنوناه اإلطار النظري لإلئتمان البنكي ومخاطره‪.‬‬
‫الفصل الثاني تطرقنا إلى إستراتيجيات إدارة المخاطر اإلئتمانية‪.‬‬
‫الفصل الثالث نتناول فيو دراسة ميدانية حول الموضوع محل البحث في بنك الجزائر الخارجي ‪. BEA‬‬

‫ه‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫تمـهيـد‬
‫تقوـ البنوؾ بدور ىاـ في تمويؿ خطط التنمية االقتصادية واالجتماعية باعتبارىا أداة رئيسية وىامة‬
‫لتجميع وحشد المدخرات وتوجيييا نحو مشروعات استثمارية مستيدفة دفع عممية التقدـ االقتصادي إلى‬
‫األماـ ‪.‬وتعد العمميات االئتمانية المحور األساسي ليذا التمويؿ والمحرؾ األوؿ والياـ لؤلنشطة االقتصادية‬
‫المختمفة‪ ،‬وتكاد تكوف الحاجة لبلقتراض مف البنوؾ ممحة لمعظـ النشاطات االقتصادية‪ ،‬إذ قمما نجد في‬
‫الواقع مشروعاً استثمارياً يعتمد في نشاطاتو عمى موارده المالية الذاتية‪ ،‬وتعتبر التسييبلت االئتمانية ذات‬
‫أىمية لمبنوؾ باعتبارىا المصدر األساسي إليراداتيا‪ ،‬لذا نجد أنو ال غرابة أف تولي اإلدارة العميا في البنوؾ‬
‫االىتماـ بوضع السياسات االئتمانية السميمة يراعى مف خبلليا تحقيؽ أىداؼ البنؾ وترضي متطمبات‬
‫العمبلء والقوانيف والتشريعات‪.‬‬
‫إف النشاط االئتماني يعتبر ذو أىمية عالية و كبيرة في نجاح المؤسسات المالية المصرفية ألف نتائج‬
‫أعماليا تعتمد بدرجة كبيرة عمى جودة و حجـ المحفظة االئتمانية لدييا و بالتالي ال بد لتمؾ المؤسسات‬
‫المالية المصرفية مف توجيو معظـ مصادرىا نحو إدارة و رقابة و متابعة المحفظة االئتمانية‪..‬‬
‫والحاجة إلى بنوؾ ذات أحجاـ كبيرة فالبنوؾ أصبحت اليوـ تواجو مخاطر مصرفية متنوعة تتفاوت في‬
‫درجة خطورتيا مف بنؾ إلى آخر واف حسف تقييـ ‪ ،‬دراسة ومف ثـ إدارة مجمؿ المخاطر المحتممة مف‬
‫العوامؿ المساعدة عمى نجاح البنؾ وضماف استم ارره في السوؽ البنكية بعوائد مرضية ومخاطر متدنية ‪.‬‬
‫باعتبار البنوؾ مف المنشآت ذات الطبيعة الخاصة التي تواجو عوائد ومخاطر عمى اختبلؼ أشكاليا في‬
‫وقت واحد فإف المخاطر االئتمانية مف أىميا والناتجة مف المعامبلت البنكية مع العمبلء والمؤسسات والتي‬
‫تصنؼ إلى أنواع مختمفة يمكف قياسيا بمؤشرات متطورة تسمح لمبنؾ مف تحديدىا بدقة والتنبؤ بيا مستقببل‬
‫وىو ما يساعدىا عمى التحكـ أو التقميؿ منيا ىذا إذا كاف مف الصعب القضاء عمييا ‪.‬‬
‫ومف ىذا المدخؿ نتناوؿ موضوع ىذا الفصؿ بعنواف" اإلطػ ػ ػػار الػنظػري لئلئ ػتػمػػاف البػنكي ومػخاط ػره "مف‬
‫خبلؿ التطرؽ لمبحثيف و ىما‪:‬‬
‫‪ ‬المبحث األوؿ‪ :‬عموميات حوؿ اإلئتماف البنكي‬
‫‪ ‬المبحث الثاني ‪ :‬أساسيات حوؿ المخاطر اإلئتمانية‬

‫‪2‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫المبحث األول‪ :‬عموميات حول اإلئتمان البنكي‬


‫نقوـ في ىذا المبحث بتقديـ مفاىيـ عامة حوؿ اإلئتماف البنكي‪:‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬ماهية اإلئتمان البنكي‬
‫يعتبر االئتماف البنكي فعالية مصرفية غاية في األىمية و مف أكثر الفعاليات البنكية جاذبية إلدارة البنؾ‬
‫التجاري و المؤسسات المالية الوسيطة‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬طبيعة اإلئتمان البنكي ونشأته‬
‫إف أصؿ معنى االئتماف في االقتصاد ىو القدرة عمى اإلقراض واصطبلحاً‪ :‬ىو التزاـ جية لجية أخرى‬
‫باإلقراض أو المداينة‪ ،‬ويراد بو في االقتصاد الحديث‪ :‬أف يقوـ الدائف بمنح المديف ميمة مف الوقت يمتزـ‬
‫المديف عند انتيائيا بدفع قيمة الديف‪ ،‬فيو صيغة تمويمية استثمارية تعتمدىا المصارؼ بأنواعيا‪.‬‬

‫عرؼ االئتماف بأنو‪ " :‬الثقة التي يولييا البنؾ لشخص ما سواء أكاف طبيعياً أـ معنوياً‪ ،‬بأف يمنحو مبمغاً‬
‫ي ّ‬
‫مف الماؿ الستخدامو في غرض محدد‪ ،‬خبلؿ فترة زمنية متفؽ عمييا وبشروط معينة لقاء عائد مادي متفؽ‬
‫عميو وبضمانات تم ّكف البنؾ مف استرداد قرضو في حاؿ توقؼ العميؿ عف السداد "‪.1‬‬
‫ويمكف وضع تعريؼ آخر لبلئتماف البنكي عمى أنو "‪:‬مقياس لقابمية الشخص المعنوي لمحصوؿ عمى القيـ‬
‫الحالية مقابؿ تأجيؿ الدفع النقدي إلى وقت معيف في المستقبؿ ‪.‬ىذا المفيوـ المبسط لبلئتماف يمكف أف‬
‫يعبر مف وجية نظر أخرى عف مفيوـ الديف إذ أف األخير يمثؿ تعيدا بالدفع في المستقبؿ غالبا ما يكوف‬
‫بشكؿ نقدي‪"2‬‬
‫تعرؼ القروض البنكية بأنيا تمؾ الخدمات المقدمة لمعمبلء التي يتـ بمقتضاىا تزويد األفراد والمؤسسات‬
‫ّ‬
‫والمنشآت في المجتمع باألمواؿ البلزمة عمى أف يتعيد المديف بسداد تمؾ األمواؿ وفوائدىا والعموالت‬
‫المستحقة عمييا والمصاريؼ دفعة واحدة‪ ،‬أو عمى أقساط في تواريخ محددة‪ .‬ويتـ تدعيـ ىذه العبلقة بتقديـ‬
‫مجموعة مف الضمانات التي تكفؿ لممصرؼ استرداد أموالو في حاؿ توقؼ العميؿ عف السداد بدوف أية‬
‫خسائر وينطوي ىذا المعنى عمى ما يسمى بالتسييبلت االئتمانية ويحتوي عمى مفيوـ االئتماف والسمفيات‬
‫حتى إنو يمكف أف يكتفى بأحد تمؾ المعاني لمداللة عمى إحداىا ‪.13‬‬

‫‪ – 1‬خطٌب منال‪ .‬تكلفة اإلئتمان البنكً وقٌاس مخاطره بالتطبٌق على أحد المصارف التجارٌة السورٌة‪ ،‬رسالة ماجستٌر‪ ،‬جامعة حلب‪،‬‬
‫‪ ،2004‬ص‪.4‬‬
‫‪2‬‬
‫– عبد المعطً رضا ارشٌد‪ ،‬محفوظ أحمد جودة‪ ،‬إدارة االئتمان‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار وائل للنشر‪ ،‬عمان‪ ، 1999 ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ -‬عبد الحمٌد عبد اللطٌف‪ .‬البنوك الشاملة عملٌاتها وإدارتها‪ ،‬الدار الجامعٌة‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ،‬مصر‪ ،2000 ،‬ص‪.103‬‬

‫‪3‬‬

‫‪3‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫بعد ذلؾ ومع تطورالعمؿ البنكي وتراكـ الودائع لدى المؤسسات التي تمارس العمميات البنكية الحظت‬
‫ىذه المؤسسات أف قسماً مف المودعيف يتركوف ودائعيـ فترة طويمة دوف استخداميا ففكروا باستخداـ جزء‬
‫مف ىذه الودائع‪ ،‬وتسميفيا لممحتاجيف مقابؿ فائدة‪ ،‬وبعد أف كاف يدفع المودع عمولة إيداع أصبح يتمقى‬
‫فائدة عمى ودائعو‪ ،‬وبعد أف ازدادت ىذه العمميات الحظ الصيارفة أف باستطاعتيـ منح قروض دوف ودائع‬
‫فعمية مقابمة لما لدييـ‪.‬‬
‫حيث أف مف ميمة قبوؿ الودائع في البداية انتقؿ العمؿ البنكي إلى ممارسة عمميات اإلقراض والتسميؼ‬
‫ليصبح الركف األساسي ألعماؿ المصارؼ الحديثة ىو قبوؿ الودائع والمدخرات مف جية وتقديـ التسييبلت‬
‫االئتمانية والخدمات البنكية المتعددة األشكاؿ مف جية أخرى‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬أشكال اإلئتمان البنكي‬
‫تتحدد أشكاؿ االئتماف وفؽ معايير متعددة وعمى النحو التالي‪:1‬‬
‫‪ ‬من حيث شخصية متمقي االئتمان ‪ :‬و ىنا يفرؽ بيف االئتماف الخاص واالئتماف العاـ ‪.‬‬
‫‪ ‬االئتماف الخاص ‪ :‬وىو الذي يكوف فيو متمقي االئتماف فردا أو مؤسسة ‪ ،‬أي أف متمقي االئتماف ىو‬
‫أحد أفراد القانوف الخاص ‪ ،‬سواء كاف فردا طبيعيا أو شخصية اعتبارية‬
‫االئتماف العاـ ‪ :‬وفيو يكوف متمقي االئتماف ىو الدولة أو شخصاً معنويا مف شخصياتيا ‪ ،‬كالبمديات‬ ‫‪‬‬
‫والمجالس المحمية والواليات ‪.‬‬
‫وىنا يفرؽ بيف االئتماف قصير األجؿ ومتوسط األجؿ وطويؿ األجؿ‬ ‫‪ ‬من حيث األجل ‪:‬‬
‫‪ ‬االئتماف قصير األجؿ ‪ :‬وىو االئتماف الذي يقدـ لمدة ال تزيد عف سنة ‪ ،‬ويكوف في العادة لثبلثة أوستة‬
‫أو تسعة أشير‪ ،‬وىذا النوع مف االئتماف ييدؼ عادة إلى تمويؿ العمميات الجارية الصناعية أو التجارية‬
‫أو الزراعية مثؿ شراء األسمدة والبذور ‪.‬‬
‫‪ ‬االئتماف متوسط األجؿ ‪ :‬وتتراوح مدة ىذا االئتماف ما بيف سنة وخمس سنوات ‪ ،‬وييدؼ في العادة إلى‬
‫تمويؿ بعض أدوات اإلنتاج ‪ ،‬وكذلؾ تمويؿ احتياجات األفراد مف السمع المعمرة ‪.‬‬
‫‪ ‬االئتماف طويؿ األجؿ ‪ :‬وىو الذي تزيد مدتو عف خمس سنوات بصفة عامة ‪ ،‬ويستيدؼ في العادة‬
‫تمويؿ رؤوس األمواؿ الثابتة كشراء األراضي الزراعية أو إنشاء مشروع صناعي أو بناء عقار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سٌف هشام صباح الفخري‪ ،‬اإلئتمان البنكً و ودور التوسع االئتمانً فً األزمات البنكٌة ‪ ،‬ماجستٌر العلوم المالٌة والبنكٌة‪ ،‬جامعة حلب‪2009،‬‬
‫ص–ص ‪.5،2‬‬

‫‪4‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫‪ ‬من حيث الغرض من االئتمان ‪:‬‬


‫وىنا يفرؽ بيف االئتماف اإلنتاجي أو االستثماري واالئتماف التجاري واالئتماف االستيبلكي ‪.‬‬
‫االئتماف اإلنتاجي ‪ :‬ويسمى االئتماف االستثماري ‪ ،‬وىو ما يقدـ لممشروعات اإلنتاجية لتمويؿ ما‬ ‫‪‬‬
‫تحتاج إليو مف رؤوس األمواؿ الثابتة مف أراض أو منشآت وتركيبات وتجييزات فنية مختمفة ‪.‬‬
‫االئتماف التجاري ‪ :‬ىو ما يقدـ لممشروعات لتمويؿ عممياتيا الجارية ( أي رأس الماؿ العامؿ ) وكذا‬ ‫‪‬‬
‫ما يقدـ لممشروعات التجارية لتمويؿ عمميات التسويؽ وتصريؼ المنتجات ‪.‬‬
‫االئتماف االستيبلكي ‪ :‬وىو ما يقدـ في العادة لؤلفراد مف أجؿ تمويؿ احتياجاتيـ االستيبلكية مف‬ ‫‪‬‬
‫السمع المعمرة ‪ ،‬ويأخذ ىذا النوع مف االئتماف في الغالب شكؿ البيع بالتقسيط ‪.‬‬
‫من حيث الضمان ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫وىنا يفرؽ بيف االئتماف الشخصي واالئتماف العيني ‪.‬‬

‫االئتماف الشخصي ‪ :‬وفي ىذا النوع مف االئتماف ال يطمب مف المديف تقديـ أية أمواؿ ضماناً‬ ‫‪‬‬
‫لتسديد دينو ‪ ،‬بؿ ُيكتفى بالوعد الذي يقدمو المديف ويمتزـ فيو بتسديد الديف ‪ .‬ومف الواضح أف مثؿ ىذا النوع‬
‫مف االئتماف يتطمب ثقة الدائف في ذات المديف مف حيث النزاىة والقدرة عمى الدفع ‪ .‬وقد يتقوى االئتماف‬
‫الشخصي بتعيد أكثر مف واحد بتسديد الديف عندما يكوف ىناؾ كفيؿ لمدائف ‪.‬‬
‫االئتماف العيني ‪ :‬وفيو يقدـ المديف عيناً ما تعتبر ضماناً لتسديد دينو ‪ .‬والدائف في مثؿ ىذه الحالة‬ ‫‪‬‬
‫يعتبر مفضبلً عمى غيره مف الدائنيف في استيفاء مبمغ الديف مف األمواؿ التي قدميا المديف ضماناً لمتسديد ‪.‬‬
‫وىذا الضماف الذي يقدمو المديف قد يكوف عقا اًر أو محاصيؿ زراعية أو بضائع أو أوراؽ مالية ‪ ...‬الخ ‪.‬‬
‫‪ ‬من حيث طبيعة العممية االئتمانية ( محل االئتمان ) ‪:‬‬
‫وىنا يفرؽ بيف االئتماف المالي واالئتماف التجاري ‪.‬‬
‫‪ ‬االئتماف النقدي ‪ :‬وفي ىذا النوع مف االئتماف يكوف محؿ االئتماف نقداً ‪ ،‬فالدائف يقدـ نقوداً لممديف الذي‬
‫يمتزـ بردىا وتسديدىا في وقت الحؽ ‪ ،‬فطبيعة ىذا االئتماف نقدية كما ىو مبلحظ ألف محؿ االئتماف‬
‫نقد ‪.‬‬
‫‪ ‬االئتماف التجاري ‪ :‬وفي ىذا النوع يكوف محؿ االئتماف سمعة أو خدمة تقدـ بثمف مؤجؿ ‪ ،‬كما يدخؿ‬
‫في ىذا النوع تقديـ الثمف مقابؿ سمعة أو خدمة مؤجمة ‪ ،‬فيذا االئتماف في طبيعتو بيع تأجؿ أحد بدليو‬
‫‪ .‬ويطمؽ عمى ىذا النوع أيضاً البيع االئتماني ‪ ،‬والذي ىو في معناه الواسع كؿ بيع ال يتبلقى فيو تنفيذ‬
‫االلتزاميف ‪ ،‬وىما التزاـ المشتري بدفع الثمف والتزاـ البائع بدفع السمعة ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫‪ ‬من حيث الصفة االقتصادية ‪:‬‬


‫وىنا يفرؽ بيف االئتماف ذاتي التصفية واالئتماف غير ذاتي التصفية ‪.‬‬
‫االئتماف ذاتي التصفية ‪ :‬وىو االئتماف اإلنتاجي الذي يستطيع فيو المديف السداد مف خبلؿ استخداـ‬ ‫‪‬‬
‫قيمة االئتماف نفسيا ‪ ،‬فعمى سبيؿ المثاؿ ؼ‘ف القرض الذي ًيقدـ لصاحب مصنع ىو قرض ذاتي السداد‬
‫أو التصفية ‪ ،‬ألف صاحب المصنع يمكنو تصفية القرض مف خبلؿ استخداـ القرض في عممية اإلنتاج‬
‫فالمصنع والمبيعات يوفراف أمواالً يمكناف صاحب المصنع مف الوفاء بما عميو ‪.‬‬
‫االئتماف غير ذاتي التصفية ‪ :‬ويتعمؽ في العادة باالئتماف االستيبلكي حيث يقوـ المديف بالوفاء بما‬ ‫‪‬‬

‫عميو مف أمواؿ ليس لممعاممة االئتمانية دخؿ في إحداثيا ‪ ،‬فاالئتماف الذي ًيقدـ لممستيمؾ لشراء منزؿ مثبلً‬
‫يعتبر غير ذاتي التصفية ألف المستيمؾ يقوـ بتصفية القرض أو سداده عمى فترة مف الزمف مف دخمو ف‬
‫وىذا الدخؿ ليس لمقرض دور في إحداثو ‪.‬‬
‫وىذه ىي أىـ أنواع االئتماف المقدمة مف قبؿ المصارؼ تجاه المستثمريف أو المقترضيف ‪ ،‬والشؾ أف‬
‫تقسيمات األنواع حسب معايير الشخصية والقدرة والضماف واألجؿ ورأس الماؿ والظروؼ المحيطة يحدد‬
‫توجو إدارة البنؾ لمتعامؿ مع كؿ أوجو االئتماف ‪ ،‬فقد يجمع الواقع العممي في المعاممة الواحدة عدة‬
‫صفات وأشكاؿ لبلئتماف ‪ ،‬فقد يكوف االئتماف خاصاً قصير األجؿ استيبلكي أو خاص طويؿ األجؿ‬
‫إنتاجي ‪ ،‬وقد يكوف في الوقت نفسو مف حيث الضماف شخصياً أو عينياً وىكذا ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬أهمية االئتمان البنكى‬
‫‪1‬‬
‫يمكف النظر إلى أىمية االئتماف مف زوايا مختمفة‪:‬‬
‫أىميتو لممصرؼ مانح االئتماف‪ :‬تعد وظيفة منح القروض و التسييبلت البنكية مف الوظائؼ‬ ‫‪‬‬
‫األساسية لمعمؿ البنكي حيث يتـ استخداـ نسبة مف موارده المختمفة (ودائع ومدخ ار ت) في شكؿ قروض‬
‫وتسييبلت تمنح لمجيات المقترضة ‪،‬وتحقؽ المصارؼ مف وراء ذلؾ عوائد مالية ‪ .‬تشكؿ النسبة الكبرى مف‬
‫األرباح المحققة مف النشاط البنكي ‪.‬‬
‫الحصوؿ عمى القروض و التسييبلت البنكية يمكف‬ ‫أىميتو لممقترض ( أفراد أو شركات)‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المقترض مف تغطية العجز المالي الذي قد يشؿ حركة نشاطو‪ ،‬فيو بذلؾ يفتح المجاؿ أماـ حركة اإلنتاج‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬السنوسى محمد الزوام‪ ،‬مختار محمد ابراهٌم‪" ،‬إدارة مخاطر اإلئتمان البنكً فً ظل األزمة المالٌة العالمٌة"ورقة عمل مقدمة الى المؤتمر العلمً‬
‫الدولً السابع ‪ 00-01‬نوفمبر ‪، 2009‬كلٌة االقتصاد والمحاسبة جامعة سبها – لٌبٌا ص‪.6‬‬

‫‪6‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫والنمو في مجاالت العمؿ المختمفة ويمكف الوحدات االقتصادية مف تحقيؽ أىدافيا واالستم اررية في‬ ‫‪‬‬
‫ممارسة أعماليا‪.‬‬
‫أىميتو لممجتمع‪ :‬االستخداـ األمثؿ لمموارد المتاحة يفسح المجاؿ أماـ خمؽ فرص استثمارية جديدة‬ ‫‪‬‬
‫أو التوسع في األنشطة الحالية ‪ ،‬وفي جميع األحواؿ يترتب عمى ذلؾ زيادة في اإلنتاج والخدمات والتي‬
‫تؤدي إلى فتح مجاالت جديدة لمتوظيؼ وزيادة مستوى الدخؿ ألفراد المجتمع و تحقيؽ المزيد مف الرفاىية‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مراحل وأسس منح االئتمان البنكي‬
‫تمثؿ خطوات منح االئتماف سمسمة متكاممة ومترابطة تؤثر فى عممية اتخاذ القرار االئتمانى حيث تترتب‬
‫عمى ىذا القرار االئتمانى مجموعة مف المحددات‪ ،‬متمثبلً فى االئتماف الممنوح وما يترتب عميو مف‬
‫المخاطر‪ ،‬وكيفية التعامؿ معيا ‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مراحل منح اإلئتمان وتمر عممية منح االئتماف بعدة مراحؿ منيا ‪:1‬‬
‫‪ ‬استقطاب العمالء‪:‬‬
‫حيث مف المتوقع أف تكوف المبادرة مف البنؾ فى جذب العمبلء‪ ،‬والبحث عف القرض)لتسويؽ القرض)‬
‫فالبنوؾ تقوـ بعمؿ دعاية واعبلف لمتسييبلت داخؿ البنؾ وخارجو مف خبلؿ وسائؿ اإلعبلـ المختمفة‬
‫لتسويؽ قروضيا‪ ،‬أو مف خبلؿ زيارة العمبلء والمؤسسات العامة والخاصة الستقطاب موظفييا لمنحيـ‬
‫قروض‪.‬‬
‫‪ ‬تقديم طمبات اإلقتراض‪:‬‬
‫يقوـ العميؿ بتعبئة طمب اإلقتراض وفقاً لمنموذج المعد مف قبؿ البنؾ ‪ ،‬حيث يتولى تقديمو لقسـ القروض‬
‫إلجراء الدراسة عميو‪ ،‬وخاصة مف حيث الغرض مف القرض‪ ،‬وفترة وجدوؿ السداد‪ ،‬وقد يستدعى األمر‬
‫إجراء أكثر مف مقابمة شخصية مع الزبوف لموقوؼ عمى الجوانب التى قد اليغطييا طمب اإلقتراض أو حتى‬
‫القياـ بزيارات شخصية مف قبؿ موظفى البنؾ إلى مقر الزبوف طالب اإلقتراض‪.‬‬
‫‪ ‬مرحمة جمع المعمومات‪:‬‬
‫مع تقديـ طمب االئتماف تبدأ مرحمة جمع المعمومات عف العميؿ‪ ،‬وتختمؼ نماذج القروض والمعمومات‬
‫المطموب جمعيا عف العميؿ بإختبلؼ نوع القرض‪ ،‬فقروض األفراد الممنوحة لمموظفيف المحولة رواتبيـ‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مراد سالم الطالع ‪ ،‬إدارة العملٌة التفاوضٌة فى قرار منح االئتمان ‪"،‬دراسة تطبٌقٌة على المصارف التجارٌة فى قطاع غزة رسالة ماجستٌر فى‬
‫إدارة األعمال ‪ ،2010،‬ص ‪ -‬ص ‪. 79،78‬‬

‫‪7‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫لمبنؾ ال تحتاج لجيد كبير فى جمع المعمومات‪ ،‬حيث تمنح القروض بضماف الراتب أو بإضافة كفبلء‬
‫رواتبيـ محولة لمبنؾ‪ ،‬حسب السياسة االئتمانية لممصرؼ‪ ،‬وتكوف كافة المعمومات متوفرة لدى البنؾ ‪ ،‬أما‬
‫القروض التجارية فتحتاج إلى مستندات ومعمومات شاممة عف العميؿ طالب االئتماف‪ ،‬ويتـ الحصوؿ عمييا‬
‫مف مستندات الشركة‪ ،‬أو مف خبلؿ الزيارات واإلستعبلـ مف سمطة النقد‪ ،‬والمستندات والمعمومات المطموبة‬
‫مثؿ‪:‬‬
‫‪-‬النظاـ الداخمى لمشركة‪.‬‬
‫‪-‬القوائـ المالية لمشركة‪.‬‬
‫‪-‬تعامميا مع البنوؾ األخرى‪.‬‬
‫‪-‬معمومات عف نشاط الشركة‪ ،‬وعمبلئيا وموردييا‪ ،‬وكيفية الدفع والسداد ليـ‪.‬‬
‫‪-‬السوؽ التى تنتمى لو الشركة‪ ،‬ومستوى المنافسة‪.‬‬
‫‪-‬الغرض مف التسييبلت‪ ،‬ومصادر السداد المتوفرة‪.‬‬
‫‪-‬الضمانات المتوفرة لتغطية القرض‪.‬‬
‫‪ ‬دراسة طمب العميل‪:‬‬
‫تبدأ دراسة طمب العميؿ بدراسة كؿ مف البعد اإلدارى والمالى لممؤسسة طالبة االئتماف‪ ،‬بما يتناسب مع‬
‫البيانات المطموبة إلعداد التقرير‪ ،‬واتخاذ القرار االئتمانى السميـ‪ ،‬حيث يقوـ موظؼ االئتماف بتحميؿ النقاط‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪ ‬النظاـ اإلدارى لممؤسسة مف خبلؿ البيانات المتاحة والتعرؼ عمى كيفية إدارة المؤسسة والقائميف‬
‫عمى إدارتيا وسموكيـ‪.‬‬
‫‪ ‬المبمغ المطموب ‪:‬مدى كفايتو مع المصادر المتوفرة لمعميؿ لتحقيؽ الغرض مف القرض‪.‬‬
‫‪ ‬الغرض مف القرض ‪:‬التأكد مف الغرض الحقيقى لمقرض‪ ،‬وذلؾ عف طريؽ مقارنة المعمومات‬
‫المختمفة مف المصادر المختمفة‪ ،‬ثـ التأكد مف أف ىذا الغرض ىو واقعى‪ ،‬وأف ىناؾ فرصاً لتحقيقو‬
‫وأف الغرض يتفؽ مع سياسات البنؾ فى اإلقراض ‪.‬‬
‫‪ ‬المركز المالى لممقترض ‪:‬يقوـ التحميؿ االئتمانى عمى تقويـ قدرة المقترض عمى الوفاء بالتزاماتو‬
‫تجاه المقرض فى المواعيد المتفؽ عمييا‪ ،‬ويعتبر تقويـ ىذه القدرات مف أىـ الميارات التى يجب أف‬
‫يتمتع بيا مسئولوا االئتماف البنكى‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫وال شؾ أف بناء قرار منح اإلئتماف البنكي عمى أسس عممية مدروسة يستوجب دراسة وتحميؿ الوضع المالي‬
‫لمعمبلء مف خبلؿ استطبلع قوائميـ المالية واستقراء بعض المؤشرات يجب االطمئناف إلى أنيا ذات‬
‫مصداقية معقولة عف الوضع المالي لمعمبلء والتأكد مف خموىا مف أي عيوب تفقدىا خاصية الموثوقية‬
‫والموضوعية والمبلءمة ‪.‬‬
‫ويقوـ موظؼ االئتماف بتحميؿ القوائـ المالية لممؤسسة بإستخداـ أدوات تقويـ عديدة منيا‪ ،‬التحميؿ بالنسب‪،‬‬
‫وتحميؿ التدفقات النقدية‪ ،‬وتحميؿ التعادؿ‪ ،‬وصافى القيمة الحالية‪ ،‬وفترة االسترداد‪ ،‬وغيرىا‪ ،‬ولكف الطريقة‬
‫األكثر استخداماً ىى تحميؿ النسب المالية والمقصود مف النسب إظيار العبلقات بيف األرقاـ الموجودة فى‬
‫التقارير المالية فى شكؿ حسابى‪ ،‬حيث تدرس العبلقة بيف بنود الميزانية‪ ،‬أو القوائـ المالية المختمفة‪ ،‬ومف ثـ‬
‫مقارنتيا بنفس النسب مع السنة الماضية‪ ،‬أو بنسب معيار الصناعة التى تنتمى لو المؤسسة‪ ،‬ويجب عمى‬
‫موظؼ االئتماف أف يكوف لديو المقدرة عمى عممية التحميؿ المالى لمتعرؼ عمى نقاط القوة والضعؼ فى‬
‫موقؼ المؤسسة‪.1‬‬
‫ومف النسب المالية التى تستخدـ فى التحميؿ المالى لمنح االئتماف ما يمى‪:‬‬
‫نسب السيولة ‪ :‬يمعب معيار السيولة دو اًر ميماً في تحديد الكفاءة المالية لممنشاة‪ ،‬حيث تشير درجة‬ ‫‪‬‬
‫سيولة المنشأة إلى قدرتيا عمى الوفاء بالتزماتيا قصيرة األجؿ في مواعيد استحقاقيا‪ ،‬والمنشأة التي تحقؽ‬
‫معدؿ جيد لمسيولة ترتفع كفاءتيا المالية وتنخفض مخاطرىا االئتمانية‪ ،‬أما المنشأة التي تعاني مف تحقيؽ‬
‫معدؿ سيولة سىء فإنيا تعاني مف أزمات متبلحقة في السيولة وبالتالي تواجو مخاطر ائتمانية مرتفعة‬
‫بسبب عجزىا عف سداد إلتزاماتيا قصيرة االجؿ ‪.‬‬

‫نسب النشاط ‪ :‬تقيس ىذه النسب مدى كفاءة إدارة المؤسسة فى توزيع مواردىا المالية توزيعاً مناسباً‬ ‫‪‬‬
‫عمى مختمؼ أنواع األصوؿ‪ ،‬كما تقيس مدى كفائتيا فى استخداـ أصوليا إلنتاج أكبر قدر ممكف مف‬
‫السمع والخدمات‪ ،‬وتحقيؽ أكبر حجـ مف المبيعات وبالتالى أعمى ربح ممكف ‪.‬‬
‫نسب الرفع ‪ :‬ويمكف مف خبلليا التعرؼ عمى مدى مساىمة الدائنيف وأصحاب الممكية في‬ ‫‪‬‬
‫الموجودات وأصوؿ الشركة‪ ،‬كذلؾ التعرؼ عمى مقدرة الشركة فى سداد إلتزاماتيا طويمة األجؿ وييتـ‬
‫البنؾ بصفة أساسية بدرجة تغطية األعباء الحالية وأيضاً المستقبمية المترتبة عمى اإلرتباطات الجدية‪.‬‬
‫نسب الربحية ‪ :‬وىى تدؿ عمى الكفاءة التى تدير بيا اإلدارة الموارد المتاحة ليا والمقرضوف‬ ‫‪‬‬
‫يشعروف باألماف لممشاريع التى تحقؽ األرباح أكثر مف تمؾ التى ال تحقؽ ذلؾ حتى لو كانت تدفقاتيا‬

‫‪1‬‬
‫‪ - -‬مراد سالم الطالع‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪ -‬ص ‪.83،80‬‬

‫‪9‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫النقدية مؤمنة عمى المدى القصير‪.‬‬


‫وتعكس نتائج ىذه المجموعة مف النسب كفاءة وفاعمية أداء المنشأة فى توليد األرباح وتعظيـ الربحية‬
‫المتحققة مف النشاط التشغيمى لممنشأة‪ ،‬وليذا فإف نسب الربحية تعد مؤش اًر دقيقاً عمى تحقيؽ اليدؼ الذى‬
‫يبرر استمرار المنشأة فى الحياة االقتصادية‪.‬‬
‫مصادر التسديد ‪ :‬يتـ بحث مدى توافر مصادر لمسداد‪ ،‬ومدى استقرارىا وتوقيت التدفقات النقدية‬ ‫‪‬‬
‫الداخمة منيا مع جداوؿ استحقاؽ القرض إف عممية اإلقراض السميمة مف منظور ائتمانى ىى تمؾ التى فييا‬
‫إرتباط واضح بيف القرض والتسديد‪ ،‬فالنقد المتحقؽ مف القرض المموؿ ىو الذى يجب أف يوفر مصدر‬
‫التسديد ضمف المدى الزمنى المناسب‪ ،‬ىذا وعمى المقرضوف أف يبلحظوا أف مف األسباب الرئيسية لمخسارة‬
‫فى القروض ىو اإلخفاؽ فى الربط بيف القرض والتسديد‪.‬‬
‫الضمانات الممكف تقديميا ‪ :‬وىنا يتـ دراسة إمكانية الضمانات المتوفرة لدى العميؿ‪ ،‬مدى‬ ‫‪‬‬
‫قانونيتيا‪ ،‬واستقرارىا‪ ،‬وسيولة تسويقيا ونقؿ ممكيتيا‪ ،‬حيث تمثؿ الضمانات وسائؿ تأميف البنؾ التجارى‬
‫ضد خطر عميمو‪.‬‬
‫مرحمة المفاوضات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫بعد القياـ بدراسة طمب العميؿ وتحميؿ البيانات اإلدارية والمالية‪ ،‬يتوصؿ موظفوا االئتماف فى البنؾ إلى‬
‫مجموعة مف االستنتاجات بخصوص نقاط القوة والضعؼ عند العميؿ‪ ،‬والتى تساعدىـ فى وضع تصور‬
‫لمعبلقة بيف البنؾ والعميؿ‪ ،‬فإذا وجد البنؾ أف وضع العميؿ المالى أو اإلدارى ضعيؼ‪ ،‬أو سمعتو سيئة‪ ،‬أو‬
‫مماطؿ فى السداد فيتـ االعتذار لمعميؿ وتبميغو بقرار الرفض مع بياف األسباب‪ ،‬أما إذا كاف وضع العميؿ‬
‫جيد‪ ،‬ولكف يتطمب استيضاحات عف بعض النقاط‪ ،‬فيقوـ موظؼ االئتماف فى البنؾ بالتفاوض مع العميؿ‬
‫عمى ىذه النقاط‪ ،‬والشروط التى سيتضمنيا العقد‪ ،‬لموصوؿ إلى تصور مشترؾ يرضى بو الطرفيف‪.‬‬
‫وينبغى أف تتصؼ سياسات اإلقراض فى مجاؿ التفاوض بشئ مف المرونة بما يتيح فرصة أفضؿ لنجاحيا‬
‫فمثبلً إذا ما اعترض العميؿ عمى أى بند فينبغى أف تكوف إلدارة اإلقراض الصبلحية إلقتراح بدائؿ أخرى‪.‬‬
‫وىناؾ نقاط كثيرة يتـ حسميا واإلتفاؽ عمييا مف خبلؿ التفاوض‪ ،‬فقد يرى موظؼ االئتماف بعض نقاط‬
‫الضعؼ فى عممية التحميؿ المالى لمحسابات الختامية لمعميؿ‪ ،‬وتحتاج منو لتوضيح ويمكف معالجتيا‬
‫بالتفاوض مف خبلؿ إيجاد البدائؿ متمثمة فى تقديـ مستندات جديدة‪ ،‬أو زيادة الضمانات المقدمة‪ ،‬وقد يرى‬
‫أيضاً موظؼ االئتماف أف قيمة التسييبلت المطموبة مبالغ فييا وتحتاج لتخفيض‪ ،‬أو العكس‪ ،‬كذلؾ نوع‬
‫االئتماف وفترة سداده‪ ،‬فقد يكوف لمبنؾ وجية نظر مخالفة لمعميؿ لتحديد نوع االئتماف الواجب منحو وفترة‬

‫‪10‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫السداد‪ ،‬كما ينبغى أف يراعى أيضاً وجود بدائؿ عديدة يمكف المجوء إلييا عند التفاوض عمى معدؿ الفائدة‬
‫عمى القرض‪ ،‬وىو ما يعطى المتفاوض قدر كبير مف المرونة‪ ،‬إذ قد يبدى استعداده لتقديـ تنازالت بشأف‬
‫المعدؿ اإلسمى لمفائدة وأف يضع فى نفس الوقت شروطاً تؤدى ‪ ،‬إلى تحسيف معدؿ الفائدة الفعمى بما ال‬
‫يترؾ أث اًر عكسياً عمى الربحية فمثبلً ممكف أف يتـ التفاوض بخصوص تخفيض نسبة الفائدة عمى‬
‫التسييبلت المطموبة مف العميؿ‪ ،‬وقد يوافؽ البنؾ عمى ذلؾ مقابؿ تغطية جزء مف القرض بضماف مادي‬
‫كوديعة أو مبمغ نقدى يودع فى حساب أمانات يعوض نسبة الفائدة المتنازؿ عنيا‪.‬‬

‫وأخي اًر بعد التفاوض عمى جميع األمور السابقة يتـ اإلتفاؽ عمى الضمانات المطموب تقديميا ضماناً‬
‫لمتسييبلت المتفؽ عمييا‪.‬‬
‫مرحمة إعداد تقرير االئتمان‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يقوـ موظؼ التسييبلت بإعداد تقرير ممخص عف طمب التسييبلت المقدـ مف العميؿ‪ ،‬مبيناً فيو أىـ‬
‫المعمومات المتعمقة بالطمب‪ ،‬والمؤشرات السمبية واإليجابية فيو‪ ،‬مع توصياتو بمنح التسييبلت أو ال مع بياف‬
‫األسباب المؤدية لمتوصية‪ ،‬ويقدـ التقرير إلى لجنة التسييبلت‪.‬‬
‫إتخاذ القرار االئتمانى‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫إذا كانت التسييبلت المطموبة حسب السياسة االئتمانية لممصرؼ مف صبلحية الفرع‪ ،‬تقوـ الّمجنة بالفرع‬
‫بدراسة الطمب وتّتخذ قرارىا بقبوؿ التوصية أو رفضيا‪ ،‬ويتـ إببلغ العميؿ بالنتائج سواء بالرفض أو‬
‫بالموافقة واستكماؿ إجراءات تنفيذ منح االئتماف‪ ،‬أما إذا كاف منح التسييبلت مف صبلحية اإلدارة‪ ،‬فيتـ رفع‬
‫التقرير بعد وضع توصية الفرع عميو إلى لجنة التسييبلت باإلدارة إلتخاذ القرار االئتمانى واببلغو لمفرع‬
‫الستكماؿ المطموب‪.‬‬
‫تنفيذ قرار منح االئتمان‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫بصدور القرار النيائي بالموافقة عمى منح القرض مف السمطة اإلدارية المختصة‪ ،‬يبدأ وضع ىذا القرار‬
‫موضع التنفيذ بمعرفة الفرع معد مذكرة التسييؿ‪ ،‬وتعد عممية إبراـ االتفاؽ بيف الفرع والعميؿ أولى مراحؿ‬
‫التنفيذ‪ ،‬ويمي إبراـ العقد إخطار كافة الجيات الداخمية ب البنؾ أي الوحدات التنظيمية بأىـ عناصر‬
‫االعتماد المفتوح بمعرفة وحدة االئتماف‪ ،‬ومف أىـ ىذه العناصرقيمة القرض أو الحد المصرح بو‪ ،‬القيمة‬
‫التسويقية لمضمانات المقدمة‪ ،‬سعر الفائدة وتاريخ االستحقاؽ ‪ ،‬كيفية السداد والمبمغ ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫مرحمة متابعة االئتمان‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫تعتبر مرحمة متابعة القروض والتسييبلت الممنوحة مف أىـ مراحؿ القرار االئتمانى‪ ،‬لمتأكد مف تطورات‬
‫حالة العميؿ االئتمانية مف كافة مؤشراتيا أوالً بأوؿ‪ ،‬خاصة جانب سمعة العميؿ‪ ،‬القدرة عمى سداد‬
‫االلتزامات‪ ،‬مركز العميؿ المالى‪ ،‬سياسات إدارة النشاط وقوفاً عمى مدى المخاطر التى نجمت عف ىذا‬
‫التنفيذ وكيفية مواجية ىذه المخاطر بنجاح وفعالية‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬أســـس منح اإلئتمان البنكي‬
‫االئتماف البنكي يجب أف يتـ استناداً إلى قواعد وأسس مستقرة ومتعارؼ عمييا‪ ،‬وىي‪: 1‬‬
‫توفر األماف ألمواؿ البنؾ‪ :‬وذلؾ يعني اطمئناف البنؾ إلى أف المنشأة التي تحصؿ عمى االئتماف‬ ‫‪‬‬
‫سوؼ تتمكف مف سداد القروض الممنوحة ليا مع فوائدىا في المواعيد المحددة لذلؾ ‪.‬‬
‫تحقيؽ الربح‪ :‬والمقصود بذلؾ حصوؿ البنؾ عمى فوائد مف القروض التي يمنحيا تمكنو مف دفع‬ ‫‪‬‬
‫الفوائدعمى الودائع ومواجية مصاريفو المختمفة‪ ،‬وتحقيؽ عائد عمى رأس الماؿ المستثمرعمى شكؿ أرباح‬
‫صافية ‪.‬‬
‫السيولة‪ :‬يعني احتفاظ البنؾ بمركز مالي يتصؼ بالسيولة‪ ،‬أي توفر قدر ٍ‬
‫كاؼ مف األمواؿ‬ ‫‪‬‬
‫السائمة لدى البنؾ ‪ -‬النقدية واألصوؿ التي يمكف تحويميا إلى نقدية إما بالبيع أو باالقتراض بضمانيا مف‬
‫البنؾ المركزي لمقابمة طمبات السحب دوف أي تأخير‪ ،‬وىدؼ السيولة دقػيؽ ألنو يستمزـ الموازنة بيف توفير‬
‫قدر مناسب مف السيولة لممصرؼ وىو أمر قد يتعارض مع ىدؼ تحقيؽ الربحية‪ ،‬ويبقى عمى إدارة البنؾ‬
‫الناجحة ميمة المواءمة بيف ىدفي الربحية والسيولة ‪.‬‬
‫ويقوـ كؿ مصرؼ بوضع سياستو االئتمانية بعد مراعاة األسس أعبله وطبقاً لحاجة السوؽ‪ ،‬وىي عبارة‬
‫عف‪ " :‬إطار يتضمف مجموعة المعايير والشروط اإلرشادية – تزود بيا إدارة منح االئتماف المختصة –‬
‫لضماف المعالجة الموحدة لمموضوع الواحد‪ ،‬وتوفير عامؿ الثقة لدى العامميف باإلدارة بما يمكنيـ مف العمؿ‬
‫دوف خوؼ مف الوقوع في الخطأ‪ ،‬وتوفير المرونة الكافية‪ ،‬أي سرعة التصرؼ بدوف الرجوع إلى المستويات‬
‫العميا‪ ،‬ووفقاً لمموقؼ‪ ،‬طالما أف ذلؾ داخؿ نطاؽ السمطة المفوضة إلييـ "‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬عبد الغفار حنفً‪ ،‬عبد السالم أبو قحف‪ .‬اإلدارة الحدٌثة فً البنوك التجارٌة‪ ،‬الدار الجامعٌة‪ ،‬بٌروت‪ ،1991 ،‬ص ‪. 140‬‬

‫‪12‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫المطمب الثالث‪ :‬عممية إتخاذ القرار اإلئتماني‬


‫تسعى إدارة اإلئتماف قبؿ إتخاذ القرار اإلئتماني اإلحاطة بالمخاطر التي سيتعرض ليا عند منح اإلئتماف‬
‫فالعامؿ األساسي ناتج عف عدـ رغبة العميؿ في تسديد ما بذمتو مف قروض أو فوائد أو عدـ قدرتو عمى‬
‫توفير دخؿ مناسب لغرض إعادة القرض ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬معايير منح اإلئتمان البنكي‬
‫يعتبر نموذج المعايير االئتمانية المعروفة بػ ‪ 5C'S‬وىو أبرز منظومة ائتمانية لدى محممي ومانحي‬
‫االئتماف عمى مستوى العالـ عند منح القروض‪ ،‬والتي طبقاً ليا يقوـ البنؾ كمانح ائتماف بدراسة تمؾ‬
‫الجوانب لدى عميمو المقترح كمقترض أو كعميؿ ائتماف‪ .‬وفيما يمي استعراض ليذه المعايير ‪: 1‬‬
‫الشخصية ‪ Character:‬تعد شخصية العميؿ الركيزة األساسية األولى في القرار االئتماني وىي‬ ‫‪‬‬
‫الركيزة األكثر تأثي اًر في المخاطر التي تتعرض ليا المصارؼ‪ ،‬وبالتالي فإف أىـ مسعى عند إجراء التحميؿ‬
‫االئتماني ىو تحديد شخصية العميؿ بدقة‪ .‬فكمما كاف العميؿ يتمتع بشخصية أمينة ونزيية وسمعة طيبة في‬
‫األوساط المالية‪ ،‬وممتزماً بكافة تعيداتو وحريصاً عمى الوفاء بالتزاماتو كاف أقدر عمى إقناع البنؾ بمنحو‬
‫االئتماف المطموب والحصوؿ عمى دعـ البنؾ لو‪ .‬وقياس عامؿ معنوي كعامؿ األمانة والنزاىة بدرجة دقيقة‬
‫أمر تكتنفو بعض الصعوبات مف الناحية العممية‪ ،‬ويتـ التغمب عمى ىذه الصعوبات مف خبلؿ االستعبلـ‬
‫الجيد وجمع البيانات والمعمومات عف العميؿ مف المحيطيف العممي والعائمي لو‪ ،‬لمعرفة المستوى المعيشي‬
‫وموارده المالية والمشاكؿ المالية التي يعانييا‪ ،‬ومستواه االجتماعي وسجؿ أعمالو التي قاـ بيا وماضيو مع‬
‫البنؾ ومع الغير وسابؽ تصرفاتو مع المصارؼ األخرى‪ .‬ويتـ ذلؾ عف طريؽ االتصاؿ بالمنشأة والعامميف‬
‫بيا‪ ،‬وبموردييا والمصارؼ التي سبؽ لمعميؿ المقترح التعامؿ معيا ‪.‬‬
‫القدرة ‪ Capacity:‬وتعني باختصار قدرة العميؿ عمى تحقيؽ الدخؿ وبالتالي قدرتو عمى سداد‬ ‫‪‬‬
‫القرض وااللتزاـ بدفع الفوائد والمصروفات والعموالت‪ ... .‬ومعيار القدرة أحد أىـ المعايير التي تؤثر في‬
‫مقدار المخاطر التي يتعرض ليا البنؾ عند منح االئتماف‪ .‬وعميو البد لممصرؼ عند دراسة ىذا المعيار مف‬
‫التعرؼ عمى الخبرة الماضية لمعميؿ المقترض وتفاصيؿ مركزه المالي‪ ،‬وتعامبلتو البنكية السابقة سواء مع‬
‫نفس البنؾ أو أية مصارؼ أخرى‪ .‬ويمكف الوقوؼ عمى الكثير مف التفاصيؿ التي تساعد متخذ القرار‬
‫االئتماني مف خبلؿ استقراء العديد مف المؤشرات التي تعكسيا القوائـ المالية الخاصة بالمقترض‪.‬‬

‫‪ -‬إٌمان أنجرو‪ ،‬التحلٌل اإلئتمانً ودوره فً ترشٌد عملٌات اإلقراض(البنك الصناعً السوري نموذجاً)‪ ،‬رسالة ماجستٌر غٌر منشورة‪ ،‬كلٌة‬
‫‪1‬‬

‫االقتصاد‪ ،‬جامعة تشرٌن‪ ،‬سورٌا‪ ، 2007 / 2006،،‬ص ص ‪.197-195‬‬

‫‪13‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫فكمما كانت نتائج دراسة ىذا الجانب إيجابية زاد اطمئناف متخذ القرار إلى قدرة المقترض محؿ الدراسة‬
‫عمى سداد القرض المطموب وفؽ الشروط المقترحة لمقرض وفي مواعيد السداد التي سيتـ االتفاؽ‬
‫عمييا ‪.‬‬
‫رأس الماؿ ‪ Capital:‬يعتبر رأس ماؿ العميؿ أحد أىـ أسس القرار االئتماني‪ ،‬وعنص اًر أساسياً مف‬ ‫‪‬‬
‫عناصر تقميؿ المخاطر االئتمانية باعتباره يمثؿ مبلءة العميؿ المقترض وقدرة حقوؽ ممكيتو عمى تغطية‬
‫القرض الممنوح لو‪ ،‬فيو بمثابة الضماف اإلضافي في حاؿ فشؿ العميؿ في التسديد‪ .‬ىذا وتشير الدراسات‬
‫المتخصصة في التحميؿ االئتماني إلى أف قدرة العميؿ عمى سداد التزاماتو بشكؿ عاـ تعتمد في الجزء‬
‫األكبر منيا عمى قيمة رأس الماؿ الذي يممكو‪ ،‬إذ كمما كاف رأس الماؿ كبي اًر انخفضت المخاطر االئتمانية‬
‫والعكس صحيح في ذلؾ‪ ،‬فرأس ماؿ العميؿ يمثؿ قوتو المالية‪ .‬ويرتبط ىذا العنصر بمصادر التمويؿ‬
‫الذاتية أو الداخمية لممنشأة والتي تشمؿ كؿ مف رأس الماؿ المستثمر واالحتياطيات المكونة واألرباح‬
‫المحتجزة‪ .‬حيث إنو البد أف يكوف ىناؾ تناسب بيف مصادر التمويؿ لمعميؿ المقترح الذاتية وبيف االعتماد‬
‫عمى مصادر التمويؿ الخارجية ‪.‬‬
‫الضماف ‪ Collateral :‬يقصد بالضماف مجموعة األصوؿ التي يضعيا العميؿ تحت تصرؼ البنؾ‬ ‫‪‬‬
‫كضماف مقابؿ الحصوؿ عمى القرض‪ ،‬وال يجوز لمعميؿ التصرؼ في األصؿ المرىوف‪ ،‬فيذا األصؿ‬
‫سيصبح مف حؽ البنؾ في حاؿ عدـ قدرة العميؿ عمى السداد‪ .‬وقد يكوف الضماف شخصاً ذا كفاءة مالية‬
‫وسمعة مؤىمة لكي تعتمد عميو إدارة االئتماف في ضماف تسديد االئتماف‪ .‬كما يمكف أف يكوف الضماف‬
‫ممموكاً لشخص آخر وافؽ أف يكوف ضامناً لمعميؿ وعموماً فإف ىناؾ العديد مف اآلراء تتفؽ عمى أف‬
‫الضماف ال يمثؿ األسبقية األولى في اتخاذ القرار االئتماني‪ ،‬أي عدـ جواز منح القروض بمجرد توفر‬
‫ضمانات يرى البنؾ المقترض أنيا كافية‪ .‬إنما الضماف بصفة عامة تفرضو مبررات موضوعية ومنطقية‬
‫تعكسيا دراسة طمب القرض‪ ،‬مثبلً كأف يرى متخذ القرار االئتماني أنو يمكف اتخاذ قرار بمنح االئتماف إنما‬
‫ىناؾ بعض الثغرات القائمة أو المتوقعة التي يمكف تبلفييا بتقديـ ضماف عيني أو شخصي‪ ،‬أي الضماف‬
‫ىنا يقمؿ مف مساحة المخاطر االئتمانية المصاحبة لقرار منح االئتماف ومف ثـ ُيطمب مف المقترض المقترح‬
‫تقديـ ضمانات بعينيا ‪.‬‬
‫الظروؼ المحيطة‪ conditions:‬يجب عمى الباحث االئتماني أف يدرس مدى تأثير الظروؼ العامة‬ ‫‪‬‬
‫والخاصة المحيطة بالعميؿ طالب االئتماف عمى النشاط أو المشروع المطموب تمويمو‪ .‬ويقصد ىنا بالظروؼ‬
‫العامة المناخ االقتصادي العاـ في المجتمع‪ ،‬وكذلؾ اإلطار التشريعي والقانوني الذي تعمؿ المنشأة في‬

‫‪14‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫إطاره خاصة ما يتصؿ بالتشريعات النقدية والجمركية والتشريعات الخاصة بتنظيـ أنشطة التجارة الخارجية‬
‫استيراداً أو تصدي اًر‪ ،‬حيث تؤثر ىذه الظروؼ العامة عمى مختمؼ قطاعات النشاط االقتصادي‪ .‬أما‬
‫الظروؼ الخاصة فيي ترتبط بالنشاط الخاص الذي يمارسو العميؿ‪ ،‬مثؿ الحصة السوقية لمنتجات المشروع‬
‫أو خدماتو التي يقدميا‪ ،‬شكؿ المنافسة‪ ،‬دورة حياة المنتج أو الخدمة التي يقدميا العميؿ‪ ،‬موقع المشروع‬
‫مف دورة حياتو بمعنى ىؿ ىو في مرحمة التقديـ أو الوالدة‪ ،‬أوفي مرحمة النمو‪ ،‬أوفي مرحمة االستقرار‪ ،‬أوفي‬
‫مرحمة االنحدار و فيما يمي عرض ليذه المعايير‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ -)1‬معايير منح االئتمان‪-‬‬

‫الظروف‬
‫الشخصٌة‬

‫الضمان‬

‫رأس‬
‫القدرة‬ ‫المال‬

‫المصدر ‪:‬رحيـ حسيف‪،‬االقتصاد البنكي‪ ،‬دار بياء لمنشر والتوزيع‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2008‬ص‪. 135‬‬
‫ونخمص إلى أف الدراسة المتعمقة ليذه المعايير مجتمعة يمكف أف تقدـ صورة واضحة عف وضع العميؿ‬
‫طالب القرض أو االئتماف ومركزه االئتماني‪ ،‬إال أف ىذه المعايير تتفاوت في أىميتيا النسبية فيناؾ بعض‬
‫المراجع تميؿ إلى التركيز عمى المعايير الثبلثة األولى كما ينظر إلى الضماف عمى أنو أقؿ ىذه المعايير‬
‫أىمية‪ .‬كما أنو مف الطبيعي أال تستوفي جميع المعايير الخمسة أعبله الحد األمثؿ ليا فالضعؼ في أحد‬
‫المعايير يمكف أف يعوض بقوة المعيار اآلخر عمى أف تكوف الدراسة التي أجريت ليذه المعايير الخمسة‬
‫بشكؿ كامؿ ومتوازف‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫الفرع الثاني‪ :‬العوامل المتحكمة في منح اإلئتمان البنكي‬


‫بعد دراستنا لمعايير منح االئتماف يمكف أف نستنتج أف ىناؾ مجموعة مف العوامؿ المتكاممة تؤثر في اتخذ‬
‫القرار االئتماني في أي بنؾ‪ ،‬إذ يرتبط بعضيا بالعميؿ و البعض يرتبط ب البنؾ و البعض األخر يرتبط‬
‫بالتسييؿ االئتماني نفسو ‪.‬و أف تحديد تمؾ العوامؿ يتطمب إجراء التحميؿ االئتماني الذي مف شأنو أف يحدد‬
‫مقدرة المقترض عمى سداد قيمة القرض‪.‬‬
‫و يمكف توضيح ىذه العوامؿ مف خبلؿ العناصر التالية‪:‬‬
‫‪-1‬عوامل خاصة بالعميل‬
‫يمكف اعتبار كؿ مف‪:‬الشخصية‪ ،‬رأس الماؿ المقترض‪ ،‬قدرتو عمى إدارة نشاطو وتسديد التزاماتو‪ ،‬الضمانات‬
‫المقدمة‪ ،‬والظروؼ العامة والخاصة التي تحيط بالنشاط الذي يمارسو العميؿ‪ ،‬عوامؿ ىامة وأساسية في‬
‫تقييـ مدى صبلحية العميؿ لمحصوؿ عمى القرض المطموب‪ ،‬وكذا تحديد مقدار المخاطر االئتمانية التي‬
‫يمكف أف يتعرض ليا البنؾ ‪ ،‬وليذا فإف تحميؿ البيانات والمعمومات الخاصة بالعميؿ سوؼ تزيد مف القدرة‬
‫لدى إدارة االئتماف عمى اتخاذ قرار ائتماني سميـ‪.‬‬
‫‪ -2‬عوامل خاصة بالبنك‬
‫‪-‬درجة السيولة التي يتمتع بيا البنؾ حاليا وقدرتو عمى توظيفيا‪ ،‬ويقصد بالسيولة قدرة البنؾ عمى‬
‫مواجية التزاماتو‪ ،‬ىذه القدرة مرتبطة أساساً بمدى استقرار الودائع‪ ،‬إذ أف الودائع المذبذبة ستحد مف قدرة‬
‫البنؾ في اعتماد سياسة إقراضية شاممة‪ ،‬وتصبح إدارة االئتماف مطالبة بتحقيؽ ىدفيف متعارضيف‪.‬‬
‫ىما ‪ :‬تمبية طمبات المودعيف مف جية‪ ،‬وتمبية طمبات االئتماف مف جية ثانية‪.‬‬
‫‪-‬رسالة البنؾ ونوع اإلستراتيجية التي يتبناىا في اتخاذ ق ارراتو االئتمانية ويعمؿ في إطارىا‪.‬‬
‫‪-‬القدرات التي يمتمكيا البنؾ وخاصة اإلطارات المؤىمة والمدربة عمى القياـ بوظيفة اإلئتماف البنكي‬
‫وأيضا مدى تطور التكنولوجيا المطبقة‪.‬‬
‫‪-‬حصة البنؾ ومكانتو في السوؽ البنكي‪ ،‬وىؿ ىناؾ ما ييدد ىذه الحصة أـ أف البنؾ مسيطر تماما‬
‫عمى ىذه الحصة‪. 1‬‬
‫‪ -‬ضرورة االلتزاـ بالقيود والتشريعات القانونية التي يصدرىا البنؾ المركزي حيث تحدد لنا إمكانية التوسع‬
‫في القروض أو تقميصيا وكذا الحد األقصى لمقروض ومجاالت النشاط المسموح بتمويميا وىذا مف أجؿ‬
‫تفادي أي تضارب بيف سياسة البنؾ االئتمانية والتشريعات المنظمة لمعمؿ البنكي‪.‬‬
‫‪ -3‬عوامل خاصة باالئتمان ‪ :‬يمكف حصر ىذه العوامؿ فيما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬الغرض مف االئتماف ‪:‬قد يطمب االئتماف لغرض تمويؿ رأس الماؿ العامؿ" قروض قصيرة األجؿ"‬
‫أو لغرض تحقيؽ توازف في الييكؿ المالي" قروض طويمة األجؿ‪"...‬الخ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محسن أحمد الخضٌري‪ ،‬الدٌون المتعثرة ‪:‬الظاهرة‪ ،‬األسباب‪ ،‬العالج( مدخل متكامل للتعامل مع العمالء المتعثرٌن فً سداد الدٌون)‪ ، ،‬اٌتراك للنشر‬
‫والتوزٌع‪ ،‬القاهرة الطبعة ‪ ، 1997 ،1‬ص‪. 312‬‬

‫‪16‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫‪ -‬مدة االئتماف ‪:‬وىي المدة التي يطمبيا العميؿ ويرغب في الحصوؿ عمى القرض خبلليا‪ ،‬وىؿ تتناسب‬
‫فعبل مع إمكانيات العميؿ‪ ،‬نوع القرض المطموب‪ ،‬وىؿ يتوافؽ مع السياسة العامة لئلقراض في البنؾ ‪.‬‬
‫‪ -‬طريقة السداد ‪:‬أي ىؿ سيتـ السداد دفعة واحدة أـ عمى شكؿ أقساط دورية‪ ،‬وىؿ يتناسب مع‬
‫إمكانيات كؿ مف العميؿ والبنؾ في نفس الوقت‪.‬‬
‫‪ -‬مبمغ االئتماف ‪:‬حيث أف مبمغ القرض ميـ جداً في التحميؿ االئتماني ألنو كمما زاد حجـ القرض‬
‫تطمب دراسة أكبر مف طرؼ البنؾ ‪.‬‬
‫‪ -‬نوع االئتماف ‪:‬يجب تحديد نوع االئتماف‪ ،‬وىؿ يتوافؽ مع السياسة االئتمانية لمبنؾ أـ يتعارض معيا‬
‫وىؿ يتناسب مع النشاط الذي سيقوـ بتمويمو‪. 1‬‬
‫‪ -‬مصدر السداد ‪ :‬الذي سيقوـ العميؿ المقترض بسداد المبمغ منو ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬محسن أحمد الخضٌري‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص‪. 323‬‬

‫‪17‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫الشكل رقم (‪ :)2‬العوامل المؤثرة في اتخاذ قرار االئتمان‬

‫العوامل المؤثرة فً اتخاذ قرار االئتمان‬

‫عوامل متعلقة االئتمان‬ ‫عوامل متعلقة بالبنك‬ ‫عوامل متعلقة بالعمٌل‬

‫‪-‬الغرض من االئتمان‬ ‫‪ -‬درجة السٌولة‬ ‫‪ -‬الشخصٌة‬

‫‪-‬مبلغ االئتمان‬ ‫‪ -‬الرسالة (اإلستراتٌجٌة)‬ ‫‪ -‬رأس المال المقترض‬

‫‪-‬نوع االئتمان‬ ‫‪ -‬القدرات التً ٌمتلكها‬ ‫‪ -‬قدرته على اإلدارة‬

‫‪-‬مصدر وطرٌقة السداد‬ ‫(اإلطارات المؤهلة)‬ ‫‪ -‬الضمانات المقدمة‬

‫‪-‬مدة االئتمان‬ ‫‪ -‬القٌود والتشرٌعات‬ ‫‪ -‬الظروف المحٌطة‬

‫‪ -‬مكانته فً السوق‬
‫المصرفً‬

‫قرار منح اإلئتمان‬

‫المصدر ‪:‬مف إعداد الطالبة باإلعتماد عمى ‪ :‬طارؽ طو‪ ،‬إدارة البنوؾ في البيئة العولمة واإلنترنت‪ ،‬دار الفكر الجامعي‬
‫اإلسكندرية‪ 2007،‬ص‪. 475‬‬

‫الفرع الثالث ‪:‬المعوقات التي تعترض عممية التفاوض مع العميل‬


‫التفاوض ال ينتيى فى جميع الحاالت بالنجاح‪ ،‬فيو معرض أحياناً إلى اإلنييار أو عدـ التوصؿ إلى‬
‫إتفاؽ‪ ،‬ومف ىنا فإف المفاوض الحكيـ يجب أف يفكر مسبقاً فى التصرؼ المناسب الذى يمكف إتخاذه عند‬
‫الفشؿ فى التوصؿ إلى إتفاؽ مرضى‪ ،‬وبمغة أخرى فإف المفاوض عميو أف يعيد نفسو مف حيث التفكير‬
‫والتصرؼ لمتعامؿ مع احتماالت إنييار أو فشؿ المفاوضات وال يجب اإلنتظار حتى يحدث ذلؾ ثـ يفكر‬
‫كيؼ يتعامؿ معو ‪ ،‬ونستعرض بعض المشكبلت التى تعترض عممية التفاوض لمنح االئتماف‪:1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مراد سالم الطالع‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص‪.88-87:‬‬

‫‪18‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫عدـ وجود سياسة ائتمانية مكتوبة وواضحة لممصرؼ‪ ،‬مما يتيح لموظؼ االئتماف إمكانية ممارسة‬ ‫‪‬‬
‫آرائو الشخصية‪ ،‬والتى قد تسير بالعممية التفاوضية لطرؽ مخالفة لمسياسات العامة لممصرؼ‪ ،‬وتؤدى إلى‬
‫فشؿ التفاوض‪.‬‬
‫عدـ وجود موظفى ائتماف مؤىميف فى العممية التفاوضية‪ ،‬لدييـ الخبرات العممية واإلدارية فى مجاؿ‬ ‫‪‬‬
‫التفاوض يؤدى إلى إرتباؾ فى العممية التفاوضية وفشؿ المفاوضات‪.‬‬
‫نقص فى القدرات العممية لموظؼ االئتماف فى التحميؿ المالى لمبيانات المالية لمعميؿ‪ ،‬مما يؤدى‬ ‫‪‬‬
‫إلى إعطاء مؤشرات غير حقيقية لوضع العميؿ المالى‪ ،‬تؤدى إلى فشؿ عممية التفاوض‪.‬‬
‫تأثر موظؼ االئتماف مف حيث الشخصية ونمط سموكو لظروؼ بيئية مختمفة كاألوضاع العائمية أو‬ ‫‪‬‬
‫االجتماعية أو االقتصادية‪ ،‬مما يؤدى إلى مجازفة فى اتخاذ الق اررات أثناء العممية التفاوضية‪.‬‬
‫عدـ توفر المعمومات الضرورية أو عدـ استغبلليا‪ ،‬أو توظيفيا بشكؿ جيد فى عممية اتخاذ القرار‬ ‫‪‬‬
‫مضممة‪ ،‬وىذا‬
‫فإذا اكتشؼ موظؼ االئتماف عدـ صحة البيانات المقدمة مف العميؿ‪ ،‬أو أف البيانات المقدمة ّ‬
‫يدؿ عمى سوء نية العميؿ مما تعطى انطباع سئ عف العميؿ لموظؼ االئتماف يؤدى إلى فشؿ المفاوضات‬
‫وعدـ استكماليا‪.‬‬
‫عدـ القدرة عمى تحديد اليدؼ بصورة دقيقة‪ ،‬فإذا وجد موظؼ االئتماف أف العميؿ ليس لديو القدرة‬ ‫‪‬‬
‫عمى تحديد أىدافو والغرض مف التسييبلت فيتـ إنيائيا‪.‬‬
‫مف المشاكؿ التى تواجو المفاوض أف معظـ الشركات عائمية‪ ،‬وتعتمد في إدارتيا عمى أصحابيا‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫ومعظميـ يفتقر إلى الخبرات اإلدارية والمؤىبلت العممية فى اإلدارة ومجاؿ التفاوض‪ ،‬مما يزيد مف‬
‫المخاطر التى تحيط بالعممية التفاوضية‪.‬‬
‫عدـ كفائة النظاـ المحاسبى فى المنشأة‪ ،‬وعدـ مراعاة الدقة فى إعداد القوائـ المالية‪ ،‬وعدـ احتفاظ الكثير‬
‫مف العمبلء بسجبلت محاسبية منتظمة يمكف الرجوع إلييا وقت الحاجة ‪ ،‬حيث تحاوؿ معظـ الشركات‬
‫عمؿ حسابات وميزانيات غير حقيقية لتفادى دفع الضرائب‪ ،‬مما يعطى مؤشرات سمبية لموضع المالى‬
‫لمعميؿ يؤدى إلى فشؿ المفاوضات‪.‬‬
‫عوائؽ خارجية تتمثؿ فى الظروؼ السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬واألنظمة والقوانيف التى‬ ‫‪‬‬
‫تحكـ المجتمع‪ ،‬كؿ ذلؾ يؤثر عمى سير العممية التفاوضية مع العميؿ ويجعؿ موظؼ االئتماف متشدد فى‬
‫تفاوضو‪.‬‬
‫ضيؽ قاعدة الضمانات التي يستطيع المقترضوف تقديميا لمحصوؿ عمى التسييبلت مثبل‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪19‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫نسبة األراضي المسجمة ال تتعدى ‪ %20‬بينما ‪ %80‬منيا غير مسجمة‪ ،‬وال يمكف أخذ ضمانات ليا‬
‫إضافة إلى عدـ وجود إطار إداري إلدارة رىونات األمواؿ المنقولة‪ ،‬وال يوجد ‪ ،‬سجؿ رىونات مركزية كما أف‬
‫قانوف تمميؾ الشقؽ غير جاىز حتى اآلف وىذا يؤدى إلى تشدد فى إدارة العممية التفاوضية‪.‬‬

‫المطمب الرابع ‪:‬ظاهرة الفشل اإلئتماني (القروض المتعثرة)‬


‫مف المعروؼ أف القروض أو التسييبلت االئتمانية حتى ولو منحت طبقاً لؤلسس المصرفية السميمة‪،‬‬
‫فإف عمييا مخاطر احتماؿ عدـ السداد نتيجة ألسباب مختمفة غير متوقعة تؤثر عمى المدينيف‪ ،‬إضافة إلى‬
‫أف البنؾ ال يستطيع تجنبيا‪ ،‬إالّ أنيا يجب أف تؤخذ في الحسباف عند منح االئتماف ‪.‬وفي حالة ما إذا تحقؽ‬
‫االحتماؿ تصبح حقوؽ البنؾ عمى المقترض في حالة خطرة أو مشكوؾ فييا‪ ،‬وتصؿ إلى المرحمة التي‬
‫يطمؽ عمييا القروض المصرفية المتعثرة‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الفشل اإلتماني القروض المتعثرة‬
‫مف المعروؼ أف االئتماف ( حتى ولو وضع وفؽ أسس مصرفية سميمة ) ينطوي عمى نوع مف‬
‫المخاطر‪ ،‬ألف ىناؾ احتماالً أف األمواؿ التي يقرضيا البنؾ قد ال تسدد بسبب ظروؼ اقتصادية سيئة غير‬
‫متوقعة تؤثر عمى المقترضيف‪ ،‬أو إمكانية وقوع أحداث أو مؤثرات تعيؽ المقترض أو تمنعو مف الوفاء‬
‫بالتزاماتو تجاه البنؾ‪ ،‬واف كانت تمؾ المخاطر ال يمكف لممصرؼ تجنبيا‪ ،‬إالّ أنيا مخاطر محسوبة عند‬
‫منح االئتماف‪ ،‬لذا يقاؿ "‪:‬إف مخاطر االئتماف ال تنطوي عمى درجة مف المخاطرة‪ ،‬فالمخاطرة مألوفة فييا ‪".‬‬
‫وفي ىذه الحالة فإف حقوؽ البنؾ عمى المقترض تصبح في وضع خطر‪ ،‬والقروض التي تصؿ إلى ىذا‬
‫الوضع يطمؽ عمييا" القروض المتعثرة‪ ،" 1‬وىي كافة أنواع التسييبلت االئتمانية التي حصؿ عمييا العميؿ‬
‫ولـ يقـ بسدادىا في موعدىا‪ ،‬فيتحوؿ القرض مف تسييبلت ائتمانية جارية إلى أرصدة مدينة متوقفة وبمرور‬
‫الوقت يصبح قرضاً متعث اًر‪.‬‬
‫وجاء تعريؼ القروض المتعثرة عمى أنيا"‪:‬تمؾ القروض التي تعرضت اتفاقيات دفعيا بيف البنؾ وعميمو إلى‬
‫مخالفات أساسية‪ ،‬نتج عنيا عدـ قدرة البنؾ عمى تحصيؿ القرض وفوائده‪ ،‬مما يجعؿ احتماالت خسارة‬
‫البنؾ واردة ‪." 2‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬آثار القروض المتعثرة‬
‫تعكس القروض المتعثرة عدداً مف اآلثار السمبية عمى البنوؾ بشكؿ خاص وعمى االقتصاد القومي بشكؿ‬
‫‪1‬‬
‫‪ -‬محمد خالدي‪ ،‬القروض المتعثرة لدى البنوك التجارٌة الجزائرٌة – دراسة حالة بنك التنمٌة المحلٌة وكالة الجلفة– ‪ ،‬مذكرة ماجستٌر ‪،‬كلٌة العلوم‬
‫االقتصادٌة‪ ،. 2010 ،‬ص ‪ 10 /‬جامعة عمار ثلٌجً باالغواط‪. 2009 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حمزة محمود الزبٌدي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 173‬‬

‫‪20‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫عاـ‪ ،‬لما ليا مف تأثير عمى مستوى الموارد االقتصادية‪ ،‬ومناخ االستثمار‪ ،‬والنمو االقتصادي‪ ،‬والتوظيؼ‬
‫‪1‬‬
‫البطالة ‪،‬وغيرىا‪.‬‬
‫آثارها عمى البنوك‬ ‫‪‬‬
‫إف لمقروض المتعثرة آثا ار سمبية عمى البنوؾ‪ ،‬قد تؤدي إلى عرقمة نشاطيا وأدائيا‪ ،‬وقدرتيا عمى مواكبة‬
‫المستجدات في الصناعة العالمية والمصرفية‪ ،‬حيث يؤدي تراكـ القروض المتعثرة إلى انخفاض معدؿ دوراف‬
‫األمواؿ لدى البنؾ‪ ،‬ومف ثـ انخفاض القدرة التشغيمية لموارده‪ ،‬وتجميد جانب كبير منيا في شكؿ‬
‫مخصصات تحوطاً لموقؼ ىذه الشركات‪ ،‬وانخفاض أرباحو وارتفاع خسائره‪ ،‬األمر الذي يؤدي ببعض‬
‫البنوؾ إلى عدـ توزيع األرباح عمى المساىميف‪ ،‬وىو ما يحد مف مقدرة البنؾ عمى أداء مياـ الوساطة نتيجة‬
‫لتقمص السيولة المتاحة‪ ،‬ومف ثـ تفقد الثقة بيف البنؾ وعمبلئو‪ ،‬فيزداد الطمب عمى استرداد ودائعيـ وال‬
‫يقتصر األمر عمى ذلؾ البنؾ وحده‪ ،‬بؿ يتجاوزه إلى جميع البنوؾ العاممة في الدولة‪ ،‬مما يخمؽ أزمة‬
‫مصرفية قد يفشؿ البنؾ المركزي في تداركيا‪ ،‬أو تستمر آثارىا لمدة طويمة إلى أف تعود الثقة مف جديد إلى‬
‫الجياز المصرفي‪ ،‬ناىيؾ عف توجو البنوؾ سنويا إلى زيادة نسبة مخصصات القروض المشكوؾ في‬
‫تحصيميا سواء بإرادتيا أو بموجب توجيو مف السمطات النقدية‪ ،‬وما تتطمبو القروض المتعثرة مف الوقت‬
‫والجيد المتواصؿ في متابعة تحصيميا‪.‬‬
‫آثارها عمى االقتصاد القومي‪ :‬وذلؾ مف خبلؿ التأثير عمى ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الموارد االقتصادية ‪:‬تؤثر القروض المتعثرة عمى الموارد االقتصادية‪ ،‬مثؿ العمؿ ورأس الماؿ‬ ‫‪‬‬
‫واألرض والموارد اإلدارية التي تعاني مف الركود في ظؿ انخفاض الربحية ونقص اإلنتاجية‪ ،‬وال تحبذ البنوؾ‬
‫إقراضيا في ظؿ ىذه الظروؼ لتحفظيا في قدرة المشاريع عمى الوفاء بديونيا وفوائدىا‪.‬‬
‫النمو االقتصادي‪:‬تساعد القروض المصرفية في تمويؿ المشاريع باألصوؿ البلزمة لمعممية اإلنتاجية‬ ‫‪‬‬
‫وكمما كانت سياسة البنوؾ ناجحة في تمويؿ المشاريع الجادة‪ ،‬كمما ساعد ذلؾ عمى زيادة معدالت النمو‬
‫االقتصادي في الدولة‪ ،‬بسبب التخصيص الجيد لمموارد المالية ووضعيا تحت تصرؼ القطاعات المنتجة‬
‫وقد أثبتت الدراسات وجود عبلقة سالبة بيف القروض المتعثرة وانخفاض معدالت النمو االقتصادي‪.‬‬
‫التوظيف والبطالة ‪:‬يمكف أف تؤدي القروض المتعثرة وتكمفتيا العالية عمى المنشأة إلى فشؿ‬ ‫‪‬‬
‫المشروع األمر الذي يؤدي إلى إنيائو وتسريح العماؿ مما يؤدي إلى البطالة‪ ،‬بؿ قد يترتب عمى محاولة‬

‫‪1‬‬
‫حسٌن‪،‬ذٌب ‪ ،‬فعالٌة نظم المعلومات المصرفٌة فً تسٌٌر حاالت فشل اإلئتمان ‪ ،‬الماجستٌر فً العلوم االقتصادٌة تخصص إقتصاد وتسٌٌر مؤسسة‬
‫جامعة قاصدي مرباح – ورقلة ‪.2012/2011‬ص ص‪.139-137‬‬

‫‪21‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫عبلج القروض المتعثرة إلى إعادة ىيكمة بعض المشاريع‪ ،‬وما يترتب عمييا مف إعادة تنظيـ النشاط‬
‫والتصرؼ في األصوؿ غير المنتجة‪ ،‬مما يؤثر سمباً عمى العامميف بيذا المشروع‪.‬‬
‫الدخل القومي وايرادات الموازنة العامة ‪ :‬يؤدي التعثر المالي إلى حرماف الموازنة العامة لمدولة مف‬ ‫‪‬‬
‫جزء ىاـ مف الموارد السياسية‪ ،‬وانخفاض حصيمة الضرائب المحولة لمدولة مف قبؿ الجياز المصرفي‬
‫والمشاريع المتعثرة‪ ،‬ومف حيث زيادة الطاقة العاطمة‪ ،‬تتحوؿ المشاريع المتعثرة في سداد ديونيا إلى طاقات‬
‫عاطمة داخؿ االقتصاد القومي‪.‬‬
‫مناخ االستثمار ‪:‬يعتبر ارتفاع حجـ القروض المتعثرة مؤش اًر النخفاض عائد االستثمار في كثير‬ ‫‪‬‬
‫مف المشاريع‪ ،‬وىو ما يؤثر سمباً عمى تنفيذ خطط الدولة التي تستيدؼ تنمية االستثمار‪ ،‬وتوفير المزيد مف‬
‫فرص العمؿ‪.‬‬
‫الميزان التجاري‪:‬تؤدي المشاريع المتعثرة‪ ،‬بما تمثمو مف طاقات معطمة إلى التأثير سمباً عمى اإلنتاج‬ ‫‪‬‬
‫القومي‪ ،‬مما يؤدي إلى المجوء إلى االستيراد لسد الفجوة بيف العرض والطمب‪ ،‬ومف ثـ يميؿ الميزاف التجاري‬
‫في غير صالح االقتصاد القومي‪ ،‬وبالتالي يزداد عجز الميزاف التجاري‪.‬‬
‫اآلثار المالية ‪:‬تتمخص اآلثار المالية في العناصر التالية‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -‬احتجاز جزء مف اإليرادات الكمية لتشكيؿ المخصصات البلزمة إزاء القروض؛‬
‫‪ -‬تعميؽ الفوائد المترتبة عمى تمؾ القروض؛‬
‫‪ -‬تحمؿ تكاليؼ متابعة تحصيؿ القرض المتعثر التي تتطمب إشرافاً ورقابة أكثر مف غيرىا؛‬
‫‪ -‬تحمؿ تكاليؼ معالجة القرض المتعثرة في القضاء والمحاكـ وأتعاب المحاماة وغيرىا باإلضافة إلى تكمفة‬
‫الفرصة المفقودة بسبب تجميد األمواؿ في موجودات متعثرة؛‬
‫نستخمص مما سبؽ‪ ،‬إف اتساع ىذه الظاىرة يستحؽ إعطاؤىا الكثير مف األىمية‪ ،‬لما ليا مف تأثير سمبي‬
‫عمى االقتصاد القومي‪ ،‬وعمى المراكز المالية لمبنوؾ‪ ،‬ومف منطمؽ السبلمة العامة‪ ،‬ومف أجؿ استقرار عمؿ‬
‫الجياز المصرفي‪ ،‬ولتقميؿ مف حجـ الظاىرة‪ ،‬سوؼ نستعرض في العنصر الموالي بعض المؤشرات‬
‫المبكرة‪ ،‬التي يستطيع أف ينتبو إلييا العامؿ في مجاؿ االئتماف المصرفي‪ ،‬لتكوف لو بمثابة دعامة في الحد‬
‫مف نشوء مثؿ ىذه الظواىر التي تضر بالعمؿ المصرفي ‪.‬كما سنتعرض أيضا إلى مراحؿ تعثر القروض‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬طرق معالجة القروض المصرفية‬
‫إف نقطة البداية في معالجة القروض المتعثرة‪ ،‬تبدأ بتحديدىا‪ ،‬ثـ تحميؿ المركز المالي والنقدي لمعميؿ‪.‬‬
‫وعمى ضوء ذلؾ التحميؿ يتـ تقسيـ حاالت القروض المتعثرة إلى حاالت يمكف معالجتيا وأخرى ميئوس‬

‫‪22‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫منيا‪ ،‬وبالنسبة لمحاالت التي يمكف معالجتيا‪ ،‬فإنيا تمثؿ حاالت تمر فييا المؤسسة المقترضة بعسر مالي‬
‫مؤقت‪ ،‬قد يتطمب قياـ البنؾ بتقديـ بعض المقترحات ليا ومد يد المساعدة لمخروج بيا مف األزمة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لمحاالت الميؤوس منيا فإنو يتـ اتخاذ اإلجراءات البلزمة لممحافظة عمى حقوؽ البنؾ‪ ،‬والتي قد‬
‫‪1‬‬
‫تتمثؿ في بيع األصوؿ المرىونة بؿ وقد يصؿ األمر إلى إعبلف إفبلس المؤسسة‪.‬‬
‫والشكؿ التالي‪،‬يمخص سياسة البنؾ تجاه القروض المتعثرة‪:‬‬
‫الشكل رقم (‪ : )3‬معالجة القروض المتعثرة‬

‫تأجٌل تحصٌل‬
‫تقـــدٌم حلــول‬
‫المستحقات مؤقتا‬
‫مقترحة‬
‫حاالت يمكن معالجتها‬
‫الموقف النهائً‬
‫تحلٌل المركز‬ ‫تحدٌد القروض‬
‫للقروض‬
‫المالً والنقدي‬ ‫المتعثرة‬
‫المتعثرة‬
‫حاالت ميئوس منها‬
‫اعتبار القرض كله‬ ‫اتخاذ إجراءات‬

‫دٌن مشكوك فٌه‬ ‫للمحافظة على‬

‫حقوق البنك‬

‫المصدر ‪:‬منير إبراىيـ ىندي‪ ،‬مرجع سبؽ ذكره‪ ،‬ص‪246‬‬


‫أما بالنسبة لطرؽ عبلج القروض المتعثرة فتختمؼ تبعاً الختبلؼ الظروؼ سواء المتعمقة بالبنؾ أو‬
‫المقترض‪ ،‬ومف األىمية بمكاف التعرؼ عمى األسباب التي أدت إلى اعتبار القرض متعث اًر‪ ،‬الف معرفة ذلؾ‬
‫سيساعد عمى وضع الحموؿ المناسبة والتعامؿ مع القروض المتعثرة ليس أم اًر سيبلً‪ ،‬بؿ عمؿ يكتنفو كثير‬
‫مف الصعاب ويعتمد إلى حد كبير عمى الخبرة والحاسة االئتمانية‪ ،‬لمتفرقة بيف كؿ حالة ائتمانية متعثرة‬
‫وأخرى‪ ،‬وبيف اإلجراء المتعيف اتخاذه أماميا خاصة أف كؿ قرار يتخذه البنؾ قد يكوف موضع مساءلة‬
‫وتحقيؽ واستجواب جيات رقابية مختمفة‪ ،‬واف يكوف متخذ القرار فيو عمى يقظة واحاطة باف ىدؼ ىذا‬
‫القرار تفادي ضياع أمواؿ البنؾ أو تجميدىا ‪.‬ويتـ التعامؿ مع القروض المتعثرة باالختيار بيف احد البدائؿ‬
‫‪2‬‬
‫التالية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬منٌر إبراهٌم هندي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪245‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬محسن احمد الخضٌري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.349-336‬‬

‫‪23‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫تعويـ العميؿ وانتشالو وانعاشو حتى يتمكف مف السداد‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫جدولة ديوف العميؿ المتعثر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫دمج المشروع المتعثر في مشروعات أخرى‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تصفية العميؿ المتعثر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫أوالً ‪:‬تعويم العميل وانتشاله وانعاشه حتى يتمكن من السداد‪:‬‬
‫تعتمد معالجة القروض المتعثرة مف خبلؿ ىذا البديؿ عمى ثبلث مراحؿ أساسية‪ ،‬لمواجية القرض المتعثر‬
‫لدى عميؿ ال يكوف لو يد في مساءلة إعساره‪ ،‬بؿ يرجع اإلعسار إلى ظروؼ طارئة وىذه المراحؿ ىي‪:‬‬
‫أسموب تعويم العميل( المشروع المتعثر)‬ ‫‪‬‬
‫يواجو البنؾ مشكمة تعثر أحد العمبلء نتيجة لظروؼ استثنائية طارئة‪ ،‬يكوف ليا تأثير عمى قدرة العميؿ‬
‫عمى السداد‪ ،‬وبالتالي تصبح لديو صعوبة لمخروج مف ىذه األزمة دوف الحصوؿ عمى مساندة أو دعـ مف‬
‫البنؾ‪ ،‬إلنقاذه واستمرار نشاطو ومف ثـ العودة مف جديد إلى السداد‪.‬‬
‫وتعتبر عممية تعويـ العميؿ مف أوؿ وأىـ المراحؿ لمعالجة القروض المتعثرة‪ ،‬وتتمثؿ في قياـ البنؾ بمنح‬
‫العميؿ فرصة لتحسيف وضعو مف خبلؿ منحو فترة سماح‪ ،‬يتـ عف طريقيا تأجيؿ سداد القرض وفوائده مف‬
‫سنة إلى ثبلث سنوات ‪.‬كما قد تتضمف عممية التعويـ إما ‪:‬إعادة جدولة القرض أو التنازؿ عف الفوائد أو‬
‫جزء منيا أو التنازؿ عف جزء مف القرض‪ ،‬وكؿ حالة مف ىذه الحاالت تتوقؼ عمى حسب ظروؼ العميؿ‬
‫التي تتناسب معو لتمكنو في المستقبؿ مف معاودة النشاط واستعادة قدرتو عمى سداد القرض المتعثر‪.‬‬
‫أسموب انتشال العميل‬ ‫‪‬‬
‫في ىذه المرحمة يقوـ البنؾ بمجموعة مف اإلجراءات إلى أف يتـ مف خبلليا التدخؿ المباشر وغير المباشر‬
‫في إدارة نشاط العميؿ‪ ،‬طبقاً لخطة عمؿ يتـ االتفاؽ عمييا بيف البنؾ والعميؿ‪ ،‬تعمؿ عمى تحقيؽ التوازف‬
‫بيف التدفقات النقدية الداخمة والخارجة لمشركة‪ ،‬بحيث تغطي إيراداتيا تكاليفيا وتحقؽ فائضاً مناسباً‪ ،‬وفي‬
‫ىذا يمكف لمبنؾ تحويؿ جزء ىاـ مف المديونية أو كامؿ المديونية إلى مساىمة في رأس الماؿ ويصبح البنؾ‬
‫شريكاً كامبلً لمعميؿ‪.‬‬
‫كما يقوـ البنؾ في ىذه المرحمة بتقديـ االستشارات اإلدارية المناسبة لمعميؿ والتي تتناوؿ النواحي اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬ترشيد تكمفة اإلنتاج لدى المشروع‪ ،‬عف طريؽ التخفيؼ مف التالؼ والعادـ والراكد‪ ،‬واإلنتاج المعيب‬
‫لديو ومف المخزوف مف السمع التامة الصنع‪ ،‬وغمؽ بعض الوحدات اإلنتاجية ذات التكمفة المرتفعة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫‪-‬زيادة اإليرادات غير التقميدية عف طريؽ التخمص بالبيع لبعض األصوؿ التي يمتمكيا وال يحتاج إلييا‬
‫خاصة مف الوحدات اإلنتاجية التي ال تحقؽ أرباحاً‪ ،‬بؿ تتعرض لمخسائر واستغبلؿ الطاقات العاطمة‬
‫بتأجيرىا لمغير كمساعدات عمؿ أو كمخازف أو أدوات نقؿ ومواصبلت أو طاقة بيعيو‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪-‬زيادة كفاءة تحصيؿ المتأخرات عف العمبلء الذيف منحتيـ المؤسسة المقترضة ائتماناً أو تسييبلت في‬
‫سداد قيمة البضائع والخدمات التي تحصموا عمييا مف المؤسسة‪.‬‬
‫‪-‬تنشيط الطمب عمى السمع التي ينتجيا العميؿ والخدمات التي يقدميا عف طريؽ إقناع دائني المشروع‬
‫بالحصوؿ عمى جزء مف دينيـ حصصاً سمعية وخدمية‪ ،‬وفي الوقت ذاتو قياـ البنؾ بتقديـ المشورة‬
‫والنصائح لمعميؿ في مجاؿ تنشيط المبيعات وايجاد عمبلء جدد وأسواؽ جديدة مربحة لو‪.‬‬
‫وعميو تنتيي ىذه المرحمة بإحداث التوازف بيف إيرادات المشروع وتكاليفو أي بيف التدفقات الداخمة والتدفقات‬
‫الخارجة‪.‬‬
‫أسموب إنعاش العميل‬ ‫‪‬‬
‫وتمثؿ أىـ المراحؿ التي بموجبيا يتـ تحويؿ العميؿ أو المشروع مف عميؿ متعثر إلى عميؿ غير متعثر أي‬
‫يستعيد نشاطو ويعمؿ بكامؿ طاقتو‪ ،‬ويتـ إنعاش العميؿ مف خبلؿ منحو قروض جديدة وبشروط ميسرة‬
‫لتمكينو مف إعادة نشاطو إلى حالتو الطبيعية بعمميات اإلحبلؿ والتجديد والصيانة الدورية‪ ،‬وتمويؿ رأس‬
‫الماؿ العامؿ بشكؿ مناسب يتوافؽ مع الظروؼ القائمة في السوؽ‪ ،‬ولتحقيؽ ىذه المرحمة يجب توفر‬
‫مجموعة مف الشروط‪ ،‬نذكر مف أىميا‪:‬‬
‫‪-‬أف تكوف مرحمة الركود والكساد في الدورة االقتصادية التي سببت اإلعسار لمعميؿ‪ ،‬قد قاربت عمى‬
‫االنتياء إف لـ تكف قد انتيت فعبلً‪ ،‬أو أف سبب االضطراب المفاجئ الذي حدث لمعميؿ قد تـ معالجتو‪.‬‬
‫‪-‬أف تكوف الظروؼ المستقبمية والحاضرة أيضاً تشير إلى توافر سوؽ مناسب لمعميؿ يستوعب منتجاتو مف‬
‫السمع والخدمات التي يطرحيا‪.‬‬
‫‪-‬أف تكوف لمعميؿ الرغبة واإلصرار في تجاوز األزمة ولديو الطموح واالستعداد التاـ لتحمؿ الجيد والتكمفة‬
‫والمخاطر التي يتضمنيا قرار توسعو‪ ،‬وأف معامبلت البنؾ الماضية قد أيدت ىذه الحقائؽ‪.‬‬
‫‪-‬أف يكوف العائد أو مردودية االستثمار أعمى مف معدؿ الفائدة الذي سيطبقو البنؾ عمى التسييبلت‬
‫الممنوحة لمعميؿ حتى يكوف ىناؾ فائض كافي لمعميؿ لسداد التزاماتو القائمة‪.‬‬
‫‪-‬أف يكوف حجـ االئتماف الجديد والمطموب منحو مناسباً‪ ،‬وال يزيد عف المبمغ األصمي‪ ،‬أو عف أصوؿ‬
‫الشركة المقترضة الحالية أو عف حقوؽ أصحاب المشروع ‪.‬وأف منح ىذا االئتماف سوؼ يعجؿ ويحقؽ‬

‫‪25‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫لمبنؾ استرداد أموالو وقروضو األصمية وفوائدىا باإلضافة إلى االئتماف الممنوح‪.‬‬
‫‪-‬أف يكوف ىناؾ بديؿ آخر لمبنؾ‪ ،‬مثؿ عدـ وجود مستثمريف آخريف أو شركات منافسة لدييا الرغبة‬
‫والقدرة واالستعداد لمتعاوف واالندماج أو شراء الشركة المقترضة وسداد االلتزامات المستحقة عمييا‬
‫لمغير‪.‬‬
‫ثانياً ‪:‬جدولة ديون العميل المتعثر‬
‫إف لجدولة الديوف أىمية خاصة في معالجة القروض المتعثرة‪ ،‬التي تعني منح تسييبلت لمعميؿ المقترض‬
‫واعطائو الفرصة إلعادة تنظيـ أعمالو ليتمكف مف استئناؼ نشاطو وحيويتو وتحقيؽ عائد مناسب يكفي‬
‫لسداد ديونو وأعبائيا وتتـ إجراءات إعادة الجدولة عمى النحو التالي‪:‬‬
‫تقدم العميل بطمب إعادة الجدولة ‪:‬وفي ىذا الطمب يعرض العميؿ الظروؼ الخاصة التي يمر بيا‬ ‫‪‬‬
‫ومدى قدرتو عمى التغمب عمييا‪ ،‬ويستعرض أسباب إعساره والوسائؿ المناسبة التي يراىا لمخروج مف‬
‫اإلعسارواقتراحاتو بشأف إعادة الجدولة وما يمكف لو دفعو لمبنؾ مقابؿ قبولو إعادة جدولة ديونو‪.‬‬
‫دراسة وفحص طمب العميل ‪:‬يقوـ البنؾ بدراسة الطمب المقدـ مف العميؿ واجراء االستعبلـ عف‬ ‫‪‬‬
‫مدى صدؽ وسبلمة البيانات الواردة بالطمب الخاص بإعادة الجدولة ‪.‬كما يدرس البنؾ أيضاً الشروط التي‬
‫يمكف تخفيفيا عمى العميؿ وعمى القروض الممنوحة لو‪ ،‬بحيث تحؿ محؿ الشروط التي أصبحت صعبة أو‬
‫غير المناسبة التي سبؽ إقراضو بيا‪ ،‬وعمى ىذا فإف إعادة الجدولة تشتمؿ عمى كؿ مف أصؿ القرض‬
‫وفوائده المتراكمة والتي لـ يتـ سدادىا مف طرؼ العميؿ‪ ،‬وتقوـ البنوؾ مرغمة وذلؾ لتفادي خسائر أكبر قد‬
‫تصؿ إلى إجمالي قيمة القرض وفوائده‪.‬‬
‫إعداد بدائل مقترحة إلعادة جدولة القرض ‪:‬بناءاً عمى الدراسة التي يجرييا البنؾ لمطمب وتأكده مف‬ ‫‪‬‬
‫صحة ودقة ما أدلى بو العميؿ‪ ،‬يقوـ بوضع عدة بدائؿ مقترحة كمشاريع إلعادة الجدولة‪ ،‬ومف أىـ البدائؿ‬
‫التي تطرح في ىذا الشأف ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬قياـ العميؿ بالتنازؿ عف ممكية أصؿ مف األصوؿ لمبنؾ ليقوـ البنؾ ببيعو لتخفيض مبمغ المديونية‬
‫القائمة بالقدر الذي يجعؿ مبمغ القرض يتناسب مع قدرة العميؿ عمى السداد‪.‬‬
‫‪ -‬زيادة مبمغ الفوائد عمى أصؿ القرض مع منح العميؿ فترة سماح مناسبة ليقوـ خبلليا بتعديؿ وتغيير‬
‫خطوط إنتاجو واستئناؼ نشاطو مف جديد لتحقيؽ عائد مناسب يكفي لسداد التزاماتو تجاه البنؾ‪.‬‬
‫‪ -‬إصدار العميؿ لحصة جديدة مف األسيـ وبعد تغطيتيا يحوليا لمبنؾ مقابؿ جزء مف المديونية‬
‫يتنازؿ عنيا البنؾ‪ ،‬ويصبح البنؾ بيذه الخطوة شريكاً لمعميؿ لمحفاظ عمى حقوقو‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫‪ -‬تخفيض سعر الفائدة عمى القرض الذي ال يتناسب مع قدرة العميؿ الحالية‪ ،‬وتعويضو بسعرفائدة جديد‬
‫يتناسب مع العائد الذي يحققو النشاط في الفترة الحالية‪ ،‬وميما يكف يجب أف ال يقؿ سعر الفائدة‬
‫المطبؽ عمى القرض في حالة القرض المتعثر‪ ،‬عف العائد الذي يحققو نشاط العميؿ الذي يستخدـ‬
‫القرض في تمويمو‪.‬‬
‫‪ -‬تخفيض سعر الفائدة المطبؽ عمى القرض مع إعطاء العميؿ فترة سماح‪ ،‬ويؤجؿ معيا األقساط‬
‫المستحقة إلى تاريخ جديد تجدوؿ عمى أساسو‪ ،‬ويتـ الدفع وفقاً ليذا التاريخ‪.‬‬
‫‪ -‬تنازؿ البنؾ عف جزء مف الفوائد المستحقة وتأجيؿ سداد باقي الفوائد إلى مواعيد مناسبة لقدرات العميؿ‪.‬‬
‫تنازؿ البنؾ عف جزء مف القرض األصمي الممنوح لمعميؿ مع تخفيض معدؿ الفوائد‪ ،‬وتأجيؿ سداد كؿ مف‬
‫أقساط القرض وفوائده واعادة جدولتيا وفقاً لبرنامج سداد أكثر يس اًر‪.‬‬
‫وقد يتـ االتفاؽ عمى اختيار بديؿ واحد منيا لمتفاوض بو مع العميؿ‪ ،‬أو الجمع بيف أكثر مف بديؿ لمقياـ‬
‫بيذا التفاوض‪.‬‬
‫التفاوض مع العميل ‪:‬يتـ خبلؿ التفاوض الوقوؼ عمى مدى صدؽ وموضوعية البيانات‪ ،‬التي‬ ‫‪‬‬
‫أمكف جمعيا عف العميؿ ليتـ االتفاؽ عمى خطة إعادة الجدولة ‪ ،‬يتـ إرساليا إلى الشؤوف القانونية‬
‫لمراجعتيا تمييداً لتوقيعيا مف الطرفيف بعد إقرارىا‪.‬‬

‫الصياغة النهائية لعقد جدولة الدين ‪:‬بعد الوصوؿ إلى الصياغة النيائية يتـ توقيعيا وتنفيذىا وفقاً‬ ‫‪‬‬
‫لمشروط الواردة بيا‪ ،‬وعمى البنؾ متابعة ىذا االتفاؽ بجدية ودقة‪ ،‬لمتأكد مف التزاـ العميؿ بما تعاقد عميو مع‬
‫البنؾ‪.‬‬
‫ثالثاً ‪:‬دمج المشروع المتعثر في مشروعات أخرى‬
‫تعد عممية الدمج مف أىـ طرؽ التعامؿ مع المشروع المتعثر خاصة إذا كانت أسباب تعثره ترجع إلى صغر‬
‫حجمو أو عدـ تشغيمو بالحجـ االقتصادي لئلنتاج‪ ،‬وعميو فإف إدماجو مع المشروعات األخرى المماثمة‬
‫تجعمو مف الكبر بحيث يستفيد مف وفورات الحجـ الكبير التي تمكنو مف إنتاج سمع أكثر بتكمفة أقؿ‪ ،‬ومف ثـ‬
‫زيادة ىوامش الربح وزيادة قدرة المشروع عمى بيع منتجاتو بأسعار أكثر تنافسية مف السوؽ المحمي واألسواؽ‬
‫الدولية حيث تتـ عمميات الدمج بعدة طرؽ نذكر منيا ما يمي‪:‬‬
‫‪-‬االبتبلع لموحدات والفروع والخطوط اإلنتاجية؛‬
‫‪-‬االمتصاص لمعمميات والعمبلء واألنشطة؛‬
‫‪-‬الدمج التدريجي بيف كيانيف؛‬

‫‪27‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫‪-‬المزج الفوري وتشكيؿ كياف جديد؛‬


‫كما يتـ الدمج مع المشروعات األخرى المتكاممة سواء كاف ىذا التكامؿ أماميا أو خمفيا ‪:‬أي تكامؿ‬
‫الموزعيف أو تكامؿ المورديف‪ ،‬ومف ثـ الزيادة في كفاءة المشروع سواء في تسويؽ منتجاتو أو في الحصوؿ‬
‫عمى مستمزمات اإلنتاج بأسعار مناسبة تمكنو مف تحقيؽ أىدافو في الربحية واالستمرار‪.‬‬
‫رابعاً ‪:‬تصفية العميل المتعثر‬
‫يعد ىذا البديؿ مف أقسى البدائؿ وأشدىا حساسية بالنسبة لمبنؾ‪ ،‬لما يتضمنو مف المخاطر التي قد ييدد‬
‫سمعة البنؾ واستق ارره ومعدؿ نموه في السوؽ المصرفي‪ ،‬حيث تمجأ إليو البنوؾ كحؿ أخير وبعد استنفاذ‬
‫كافة السبؿ في معالجة المشروع المتعثر‪ ،‬وبعد التأكد مف النواحي اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬أنو ال سبيؿ إلى معالجة واصبلح أو التغمب عمى األزمة التي يمر بيا العميؿ‪ ،‬حيث يثبت لمبنؾ أنيا‬
‫دائمة وليست عارضة وأنيا مرتبطة بالييكؿ األساسي لممؤسسة وليس باألداء الخاص بأقساميا‪ ،‬ويستحيؿ‬
‫التحكـ فييا أو توجيييا أو التعامؿ معيا بأي حاؿ مف األحواؿ‪.‬‬
‫‪-‬أف النشاط االقتصادي الذي تمارسو المؤسسة قد وصؿ إلى مرحمة االنحدار في دورة حياة النشاط‬
‫وليس مف المتوقع أف ينتعش الطمب عمى ىذا النشاط وأف المؤسسة ال تتوفر لدييا القدرة والرغبة والخبرة في‬
‫التحوؿ إلى نشاط اقتصادي آخر أكثر رواجاً‪.‬‬
‫ومف ثـ تقوـ البنوؾ باتخاذ اإلجراءات القانونية لتصفية العميؿ والحجز عمى أموالو وأصولو واشيار إفبلسو‬
‫وبيع كافة الضمانات المرىونة لمبنؾ الستيفاء حقوقو‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أساسيات حول المخاطر اإلئتمانية‬


‫تعد المخاطرة مبلزمة لكؿ نشاط مف نشاطات المؤسسات البنكية‪ ،‬لذلؾ فإنو ينبغي عمى ىذه المؤسسات‬
‫أف تجد توازف بيف فرصة الحصوؿ عمى عوائد ليا و بيف مواجيتيا‪ ،‬و ينبغي أيضا أف يتسع حذرىا مف‬
‫المخاطرة إلى كؿ أشكاليا بما فييا تمؾ المخاطر البنكية البحتة التي ال تستدعي متابعة العميؿ عند وقوعيا‬
‫بؿ يتحمميا البنؾ فقط ‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬مفهوم و أصناف المخاطر البنكية‬
‫الفرع األول‪ :‬مفهوم الخطر البنكي‬
‫لقد تعرض الكثير مف الميتميف إلى تعريؼ المخاطرة واختمفت تعاريفيـ طبقا لمبيئة التي ينتمي إلييا‬
‫كؿ باحث وعمى الرغـ مف اختبلؼ اآلراء الرامية لتحديد مفيوـ المخاطرة فإنو يمكننا تقسيـ ىذه اآلراء إلى‬
‫عدة اتجاىات رئيسية نوجزىا فيما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬االتجاه األوؿ‪ :‬مضموف ىذا االتجاه يكمف في كوف أف ظاىرة المخاطرة ىي الحالة التي يترتب عمييا‬
‫صعوبة في التنبؤ بنتائج الق اررات التي تتخذ مسبقا ووفقا ليذا المضموف تـ تعريؼ المخاطرة تبعا‬
‫إلطارىا المعنوي عمى أنيا‪" :‬ظاىرة أو حالة معنوية أو نفسية تبلزـ الشخص عند اتخاذ الق اررات أثناء‬
‫حياتو ا ليومية‪ ،‬وما يترتب عمييا مف ظيور حاالت الشؾ أو الخوؼ أو عدـ التأكد مف نتائج تمؾ‬
‫الق اررات التي يتخذىا ىذا الشخص بالنسبة لموضوع معيف"‪.1‬‬
‫انطبلقا مف ىذا التعريؼ‪ ،‬يمكف القوؿ أف ظاىرة المخاطرة تشمؿ عمى عنصريف رئيسييف ىما‪:‬‬
‫إحساس أو شؾ داخمي يصاحب متخذ القرار أثناء عممية اتخاذ القرار‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عدـ التأكد مف نتائج الق اررات مسبقا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬االتجاه الثاني ‪ :‬حاوؿ أصاحب ىذا اإلتجاه وضع أساس نظري لمفيوـ المخاطرة‪ ،‬يكوف أكثر شموال‬
‫وادراكا لممتغيرات التي تحيط بيذه الظاىرة‪ ،‬وىذا ما يؤدي إلى ضرورة االىتماـ بظاىرة عدـ التأكد التي‬
‫تصاحب األحداث والق اررات المستقبمية باعتبارىا جوىر نظرية المخاطرة ولقد ح از ىذا اإلتجاه عمى عدة‬
‫تعريفات‪ :‬حيث يعرؼ (‪ )Webster‬المخاطرة "عمى أنيا فرصة تكبد أذى أو ضرر أو خسارة"‪.2‬‬
‫ويوضح ىذا التعريؼ أف ظاىرة المخاطرة ىي الفرصة التي يمكف مف خبلليا تفادي الخسارة الناتجة‬
‫عف عدـ تأكد الذي يحيط بنتائج الق اررات المستقبمية‪.‬‬

‫‪ -‬سامي عفيفي حاتـ‪ ،‬التأميف الدولي‪ ،‬الدار المصرية المبنانية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪ ،1986 ،‬ص‪.24.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬طارؽ عبد العاؿ حماد‪ ،‬دليؿ المستثمر إلى بورصة األوراؽ المالية‪ ،‬كمية التجارة‪ ،‬جامعة عيف الشمس‪ ،‬القاىرة‪ ،2000 ،‬ص‪.260.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪29‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫ويعرؼ (‪ )Betty‬وآخروف المخاطرة "أنيا مقياس نسبي لمدى تقمب العائد التدفقات النقدية الذي سيتـ‬
‫الحصوؿ عميو مستقببل"‪.1‬‬
‫أو"ىي عبارة عف أداة يمكف مف خبلليا قياس درجة عدـ التأكد"‪.‬‬
‫ويعرؼ (‪" )Milton‬إحالة المخاطرة ىي الحالة التي يمكف لمتخذ القرار أف يحدد ويضع فييا توزيعات‬
‫احتمالية لحدث عمى ضوء الدراسات السابقة"‪.2‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬أصناف المخاطر البنكية‬
‫تنقسـ المخاطر التي تتعرض ليا المصارؼ إلى نوعيف رئيسيف ىما ‪:‬‬
‫‪3‬‬
‫تتضمف جميع المخاطر المتصمة بإدارة الموجودات والمطموبات المتعمقة‬ ‫أوالً ‪:‬المخاطر المالية‪:‬‬
‫بالمصارؼ وىذا النوع مف المخاطر يتطمب رقابة واش ارفًا مستمريف مف قبؿ إدارات المصارؼ وفقًا لتوجو‬
‫وحركة السوؽ واألسعار والعموالت واألوضاع االقتصادية والعبلقة باألطراؼ األخرى ذات العبلقة‪ .‬وتحقؽ‬
‫بحا أو خسارة ومف أىـ أنواع المخاطر المالية ما يمي‪:‬‬
‫المصارؼ عف طريؽ أسموب إدارة ىذه المخاطر ر ً‬
‫المخاطر االئتمانية‪ :‬إف مف األىمية بمكاف االعتراؼ أوالً بأف أي عممية إقراض تكتنفيا أخطار‬ ‫‪‬‬
‫تبعا لكؿ عممية‪ ،‬ومف ثـ يجب عمى البنؾ المقرض أف يحاوؿ كؿ ما في‬
‫معينة وتتفاوت ىذه األخطار ً‬
‫وسعو منع ىذه األخطار مف أف تصبح حقيقة واقعة ألنو إف لـ يفعؿ فمف يحقؽ العائد الذي يرجوه‪ ،‬وقد تقود‬
‫أيضا‪ ،‬لذا فإف البنؾ المقرض يقدر خطر منح أحد األفراد‬
‫ىذه األخطار إلى خسارة األمواؿ المقرضة ً‬
‫قرضا‪ .‬فيعمد إلى تحميؿ قدرة المقترض عمى السداد‪ ،‬ومف ىنا يجب أف تشكؿ أقساط السداد (الشيري‪ ،‬الربع‬
‫ً‬
‫عبئا ممكف االحتماؿ‬
‫السنوي‪ ،‬النصؼ السنوي‪ ،‬السنوي) وكذلؾ األرباح التي سيتـ تحقيقيا مف قبؿ البنؾ ً‬
‫غالبا ما يطمب البنؾ مف العميؿ‬
‫ال يؤدي إلى إخبلؿ بتوازف المقبوضات والمدفوعات المستقبمية لممقترض‪ً .‬‬
‫تقديـ ضماف يمكف البنؾ مف استخدامو إذا عجز المقترض عف السداد‪ ،‬كما أف منح قروض لمقترض فرد‬
‫أو مقترضيف ذوي ارتباط ب البنؾ مف خبلؿ الممكية إذا لـ يخضع لرقابة سميمة ربما يؤدي إلى خمؽ كثير‬
‫موضوعيا مثؿ منح السمؼ لممساىميف والشركة األـ‬
‫ً‬ ‫مف المشاكؿ؛ ألف تحديد أىمية المقترض ال يكوف‬
‫والشركات التابعة والمديريف التنفيذييف‪ ،‬وفي مثؿ ىذه الحاالت فإف منح القروض يعتمد عمى التحيز‪ ،‬وىو‬
‫ما يؤدي إلى مخاطر الخسائر الناجمة مف قبؿ ىذه القروض‪.‬‬

‫‪ -‬منير إبراىيـ اليندي‪ ،‬اإلدارة المالية مدخؿ تحميمي معاصر‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬القاىرة‪ ،1999 ،‬ص‪.440.‬‬
‫‪1‬‬

‫‪ -‬سعيد عبد العزيز عثماف‪ ،‬دراسة جدوى المشروعات بيف النظرية والتطبيؽ‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪ ،1996 ،‬ص‪.264.‬‬
‫‪2‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -‬بلعجـوز حسٌن ‪،‬غـزي محمد العربً‪ ،‬دراسة مقارنة لمخاطر التموٌل المصرفً بٌن النظام الكالسٌكً والقٌمً‪ ،‬ملتقى دولً حول سٌاسات‬
‫التموٌل وأثرها على اإلقتصادٌات والمؤسسات ‪21 ،‬و‪ 22‬نوفمبر ‪ ،2006‬جامعة محمد خٌضر ‪،‬ص ص‪.4-3 :‬‬

‫‪30‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫مخاطر السيولة‪ :‬تتمثؿ ىذه المخاطر في عدـ قدرة البنؾ عمى سداد االلتزامات المالية عند‬ ‫‪‬‬
‫استحقاقيا‪ ،‬و البنؾ الذي ال يستطيع الوفاء بالتزاماتو قصيرة األجؿ تكوف البداية لحدوث ظاىرة العجز الذي‬
‫إذا استمر يمكف أف يؤدي إلى إفبلسو‪ ،‬وقد تكوف مخاطر السيولة‬
‫كبيرة عمى المصارؼ المتخصصة في نشاطات األمواؿ اإللكترونية إذا لـ تستطع التأكد مف كفاية األرصدة‬
‫لتغطية التسديد في أي وقت محدد‪ ،‬إضافة إلى ذلؾ قد يؤدي إلى مخاطر السمعة والتأثير عمى الربحية ىذا‬
‫ويمكف قياس سيولة البنؾ مف خبلؿ وسائؿ متعددة‪.‬‬
‫مخاطر التضخـ‪ :‬وىي المخاطر الناتجة عف االرتفاع العاـ في األسعار ومف ثـ انخفاض القوة‬ ‫‪‬‬
‫الشرائية لمعممة ‪.‬‬
‫مخاطر تقمبات أسعار الصرؼ‪ :‬وىي المخاطر الناتجة عف التعامؿ بالعمبلت األجنبية وحدوث‬ ‫‪‬‬
‫إلماما كامبلً ودراسات وافية عف أسباب وافية عف أسباب‬
‫ً‬ ‫تذبذب في أسعار العمبلت‪ ،‬األمر الذي يقتضي‬
‫تقمبات األسعار‪.‬‬
‫مخاطر أسعار الفوائد‪ :‬وىي المخاطر الناتجة عف تعرض البنؾ لمخسائر نتيجة تحركات معاكسة‬ ‫‪‬‬
‫في أسعار الفوائد في السوؽ‪ ،‬والتي قد يكوف ليا األثر عمى عائدات البنؾ والقيمة االقتصادية ألصولو‪.‬‬
‫نظر لتعرضيا لمخاطر‬
‫وتزداد المخاطر لمبنوؾ المتخصصة التي تعمؿ في مجاؿ األمواؿ اإللكترونية ًا‬
‫معدالت فائدة كبرى إلى الحد الذي تنخفض فيو األصوؿ نتيجة الحركة السمبية لمعدؿ الفائدة بما يؤثر عمى‬
‫مطموبات األمواؿ اإللكترونية القائمة‪ .‬وكذلؾ ىناؾ أنواع مف مخاطر أسعار الفوائد منيا‪ :‬مخاطرة إعادة‬
‫التسعير‪ ،‬والتي تنشأ مف االختبلفات الزمنية في فترة االستحقاؽ (لؤلسعار الثابتة) وأسعار أصوؿ البنؾ‬
‫(العائمة)‪ .‬ومخاطرة منحنى العائد‪ ،‬والتي تنشأ عف تغيرات في انسياب منحنى العائد وشكمو والمخاطرة‬
‫القاعدية التي قد تنشأ عف العبلقة غير الصحيحة في األسعار المكتسبة والمدفوعة بإدارات مختمفة‪.‬‬
‫مخاطر السمعة‪ :‬وتنشأ ىذه المخاطر نتيجة الفشؿ في التشغيؿ السميـ لمبنؾ بما ال يتماشى مع‬ ‫‪‬‬
‫األنظمة والقوانيف الخاصة بذلؾ‪ ،‬والسمعة عامؿ ميـ لمبنؾ‪ ،‬حيث إف طبيعة األنشطة التي تؤدييا‬
‫المصارؼ تعتمد عمى السمعة الحسنة لدى المودعيف والعمبلء‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مخاطر العمميات (التشغيل)‪ :1‬يشمؿ ىذا النوع المخاطر العممية المتولدة مف العمميات اليومية‬
‫ً‬
‫لمبنوؾ‪ ،‬وال يتضمف عادة فرصة لمربح‪ ،‬فالمصارؼ إما أف تحقؽ خسارة واما ال تحققيا‪ ،‬وعدـ ظيور أية‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بلعجـوز حسٌن ‪،‬غـزي محمد العربً‪ ،‬نفس المرجع السابق ‪ ،‬ص ص ‪.6-5‬‬

‫‪31‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫خسائر لمعمميات ال يعني عدـ وجود أي تغيير‪ ،‬ومف الميـ لئلدارة العميا التأكد مف وجود برنامج لتقويـ‬
‫تحميؿ مخاطر العمميات وتشمؿ مخاطر العمميات ما يمي‪:‬‬
‫شيوعا بيف‬
‫ً‬ ‫االحتياؿ المالي (االختبلس)‪ :‬تعتبر االختبلسات النقدية مف أكثر أشكاؿ االختبلس‬ ‫‪‬‬
‫الموظفيف‪ ،‬وتمثؿ معظـ الخسائر التي تتعرض ليا المصارؼ نتيجة حاالت االختبلس مف األمواؿ المودعة‬
‫بالمصارؼ أو الشيكات السياحية مف الفروع وأجيزة الصرؼ اآللي‪ .‬وتمثؿ عممية استعادة تمؾ الخسائر‬
‫الناتجة مف عمميات االختبلس مف األمور المعقدة والصعبة‪ ،‬وفي بعض األحياف تكوف مستحيمة فيستدعي‬
‫ذلؾ ضرورة تصميـ برامج الكشؼ عف حاالت االختبلس ووضع إجراءات تكوف أكثر فعالية لتقميؿ احتمالية‬
‫حدوثيا‪ ،‬بحيث تكوف كمفة ىذه اإلجراءات ال تزيد بأي حاؿ مف األحواؿ عف تكمفة محاولة استعادة المبالغ‬
‫المختمسة أو الخسائر المحققة نتيجة عمميات االختبلس‪ .‬في دراسة شممت ست دوؿ فإف حوالي ‪ %06‬مف‬
‫متوسط حاالت االختبلس في أي بنؾ قاـ بيا موظفوف و‪ % 06‬قاـ بيا مديروف‪ .‬وتشير الدراسة إلى أف‬
‫حوالي ‪ %55‬تقر ًيبا مف خسائر العمميات في المصارؼ خبلؿ السنوات الخمسة كانت لخمؿ في أمانة‬
‫الموظفيف‪.‬‬
‫التزوير‪ :‬إف خسائر العمميات الناتجة عف التزوير تتمثؿ في تزوير الشيكات البنكية أو تزوير‬ ‫‪‬‬
‫األوراؽ المالية القابمة لمتداوؿ مثؿ خطابات االعتماد‪ ،‬أو تزوير الوكاالت الشرعية نتيجة عدـ قدرة الموظفيف‬
‫العامميف في المصارؼ عمى التأكد بصورة كافية مف صحة المستندات المقدمة إلييـ مف العمبلء قبؿ البدء‬
‫في دفع قيمتيا‪ .‬وتشير إحدى الدراسات إلى أف الخسائر الناتجة عف عمميات التزوير ما بيف ‪ %16‬إلى‬
‫نظر لتزايد استخداـ التقنية في العمميات البنكية‪ ،‬وىو ما أدى إلى تطور الفرص‬
‫‪ %15‬في المصارؼ؛ ًا‬
‫لؤلعماؿ اإلجرامية‪ ،‬التي تطورت أساليبيا وزادت صعوبة اكتشافيا مف خبلؿ الوسائؿ العالية التقنية‪.‬‬
‫تزييؼ العمبلت‪ :‬إف تطور الوسائؿ التكنولوجية في معظـ الدوؿ ساعد عمى زيادة حاالت تزييؼ‬ ‫‪‬‬
‫العمبلت‪ ،‬حيث قامت الواليات المتحدة األمريكية بتقدير حجـ عممة الدوالر المزورة بنحو بميوف دوالر‬
‫أمريكي فئة ‪ 06،56،166‬ويتـ تداوليا خارج الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬وال يمكف ألي خبير في ىذا‬
‫المجاؿ اكتشاؼ ذلؾ‪.‬‬
‫السرقة والسطو‪ :‬إف زيادة استخداـ معايير السبلمة األمنية لدى المصارؼ أدى إلى تخفيض حاالت‬ ‫‪‬‬
‫السرقة والسطو‪ .‬ىذا وتزداد حاالت السرقة والسطو مع تزايد حاالت جرائـ تعاطي المخدرات والمتاجرة فييا‪،‬‬
‫والتي تعتبر غير منتشرة إلى حد كبير في الدوؿ العربية بعكس الدوؿ األخرى‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫شيوعا وتتمثؿ في المجاالت الرئيسة التالية ‪:‬‬


‫ً‬ ‫الجرائـ اإللكترونية‪ :‬تعتبر ىذه الجرائـ مف أكثر الجرائـ‬ ‫‪‬‬
‫أجيزة الصرؼ اآللي‪ ،‬بطاقات االئتماف‪ ،‬نقاط البيع‪ ،‬عمميات االختبلس الداخمي مف خبلؿ تواطؤ‬
‫آليا‪ ،‬عمميات االختبلس الخارجي‪.‬‬
‫الموظفيف‪ ،‬تبادؿ البيانات ً‬
‫حاليا إلى توسيع نطاؽ خدماتيا في ىذا الجانب مف‬
‫عمميات التجزئة اآللية‪ :‬تتجو المصارؼ ً‬ ‫‪‬‬
‫العمميات والتي تشمؿ تسديد فواتير الياتؼ والكيرباء والمياه وغيرىا‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى زيادة عرضتيا‬
‫لؤلخطار‪ ،‬ولكف تحسيف اإلجراءات األمنية مع األخذ بوسائؿ خاصة لو أثر في الحد منيا إلى أقصى حد‬
‫ممكف‪.‬‬
‫عموما إلى نقص في مخصصاتيا لمخدمات والمنتجات‬
‫ً‬ ‫المخاطر المينية‪ :‬تتعرض المصارؼ‬ ‫‪‬‬
‫انتشار في القطاع البنكي‪ ،‬وتندرج تحتيا األخطاء المينية واإلىماؿ‬
‫ًا‬ ‫المالية كأكبر أشكاؿ مخاطر العمميات‬
‫والمخاطر المرتبطة بالمسؤولية القانونية التي يجب التفريؽ فييا بيف المخاطر المينية التي تؤثر عمى‬
‫عمما بأف االلتزامات تنشأ مف مصادر مختمفة منيا‪:‬‬‫مجمس اإلدارة عف تمؾ المؤثرة عمى ذات البنؾ‪ً ،‬‬
‫دعاوى المساىميف ‪،‬الخدمات المقدمة لمعمبلء ممارسات موظفي المصارؼ‪ ،‬اإللتزامات البيئية‪.‬‬
‫وبصفة عامة يمكف توضيح مختمؼ المخاطر المصرفية مف خبلؿ الشكؿ التالي‪:‬‬
‫الشكل رقم(‪ :)4‬انىاع المخاطر االبنكية الرئيسية‬

‫مخاطر ائتمانية‬

‫مخاطر السيولة‬

‫مخاطر أسعار الفائدة‬


‫المخاطر المصرفية‬
‫مخاطر السوق‬

‫مخاطر الصرف‬

‫مخاطر القدرة عمى السداد‬

‫مخاطر التشغيل‬
‫المصدر ‪:‬تـ إعداده باالعتماد عمى‪:‬‬
‫‪-‬طارؽ عبد العاؿ حماد‪ ،‬إدارة المخاطر(أفراد‪ ،‬إدارات‪ ،‬شركات‪ ،‬بنوؾ)‪ ،‬الدار جامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ، 2003 ،‬ص‪196‬‬

‫‪33‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫المطمب الثاني ‪ :‬أهـم صور المخاطر االئتمانية ومصادرها‬


‫تتعدد صور المخاطر االئتمانية البنكية‪ ،‬وتتسع دائرتيا لتشمؿ كؿ األطراؼ المتصمة بقرار منح االئتماف‬
‫والمرتبطة بو‪ ،‬فضبلً عما قد تطرحو الظروؼ العامة التي تحيط بالعميؿ و البنؾ مف مخاطر تؤثر في قرار‬
‫منح االئتماف‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬صور المخاطر االئتمانية ‪:1‬‬
‫‪ -‬المخاطر التي تتصؿ بطبيعة العممية المطموب تمويميا وطبيعة النشاط الذي تنتمي إليو ‪.‬‬
‫‪ -‬مخاطر ترتبط بالعميؿ ‪.‬‬
‫‪ -‬مخاطر ترتبط بالبنؾ مانح االئتماف ‪.‬‬
‫‪ -‬مخاطر ترتبط بالظروؼ العامة ‪.‬‬
‫المخاطر التي تتصل بطبيعة العممية المطموب تمويمها وطبيعة النشاط الذي تنتمي إليه‬ ‫‪‬‬
‫تتعدد وتتنوع ىذه المخاطر في ضوء كؿ شكؿ مف أشكاؿ منح التسييبلت االئتمانية‪ ،‬حيث يتميز كؿ‬
‫مف ىذه األشكاؿ بعدد مف المخاطر التي تنشأ مف طبيعة العممية ذاتيا و الضمانات المقدمة والتطورات‬
‫المستقبمية المتوقعة والمرتبطة بأبعاد العمميات المطموب تمويميا ‪ ،‬أضؼ إلى ذلؾ طبيعة مخاطر النشاط‬
‫الذي ينتمي ويعمؿ فيو العميؿ‪ ،‬إذ أف لكؿ قطاع اقتصادي مخاطر تختمؼ باختبلؼ الظروؼ التشغيمية‬
‫واإلنتاجية والتنافسية لوحدات ىذا القطاع ‪.2‬‬
‫المخاطر المرتبطة بالعميل‬ ‫‪‬‬
‫ترتبط ىذه المخاطر بشخصية العميؿ ومدى مبلءتو المالية ومقدرتو عمى إدارة نشاطو أي بالعناصر‬
‫الرئيسية التي تمثؿ جدارتو االئتمانية‪ ،‬ومف أمثمة ىذه المخاطر فقداف العميؿ ألىميتو باستمرار التعامؿ مع‬
‫البنؾ ‪ ،‬واىدار سمعتو الشخصية نتيجة تصرفات طرأت عمى سموكو بعد منحو التسييبلت‪ ،‬وعدـ حرص‬
‫العميؿ عمى الوفاء بالتزاماتو المستحقة لآلخريف وتدىور مركزه المالي‪ ،‬وتراجع الكفاءة في إدارة نشاطو سواء‬
‫ألسباب ذاتية أو لخروج بعض الكفاءات المتميزة مف المؤسسة‪.‬‬
‫المخاطر المرتبطة بالظروف العامة‬ ‫‪‬‬
‫تتعرض البنوؾ إلى نوع مف المخاطر والتي ال يمكف تجنبيا‪ ،‬ألنيا وليدة عوامؿ يصعب التحكـ‬ ‫‪‬‬
‫فيياأوالتنبؤ باحتماالت حدوثيا‪ ،‬بما أف المخاطر االئتمانية تنشأ عف احتماالت التغير في الظروؼ‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬إٌمان أنجرو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.52- 49‬‬
‫ً‬
‫‪ -‬مٌرفت علً أبو كمال‪ ،‬اإلدارة الحدٌثة لمخاطر االئتمان فً المصارف وفقا لمعاٌٌر الدولٌة "بازل ‪ 2 "-‬دراسة تطبٌقٌة على المصارف العاملة فً‬
‫‪2‬‬

‫فلسطٌن‪ ،‬رسالة ماجستٌر ‪ ،‬كلٌة التجارة‪ ،‬الجامعة اإلسالمٌة بغزة فلسطٌن‪ ، 2007 ،‬ص ‪. 81‬‬

‫‪34‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫االقتصادية العامة ومناخ التشغيؿ الذي يعمؿ فيو العميؿ‪ ،‬بحيث تؤثر عمى التدفقات النقدية التي تستخدـ‬
‫لخدمة االئتماف وفوائده‪ ،‬ومف الصعب التنبؤ بيذه الظروؼ‪ ،1‬التي تحدث آثا اًر سمبية عمى مجريات الحياة‬
‫االقتصادية بشكؿ عاـ والجياز البنكي جزء منيا دوف أف يكوف لئلدارة ومتخذي الق اررات أي قدرة عمى‬
‫تحديدىا أو حصرىا‪.‬‬
‫المخاطر المرتبطة بالبنك مانح االئتمان‬ ‫‪‬‬
‫إف المصادر الرئيسية لممخاطر التي تنشأ مف داخؿ البنؾ ترتبط بعدـ توافر الخبرات المتخصصة والتي‬
‫تتمتع بالكفاءة التي تمكنيا مف القياـ بعمميا عمى أحسف وجو ‪.‬كما تنشأ مف ضعؼ أجيزة متابعة االئتماف‬
‫المقدـ لمعميؿ والتحقؽ مف قياـ العميؿ بالمتطمبات المفروضة عميو ‪.‬كذلؾ مف األخطاء التي تحصؿ عدـ‬
‫استيفاء مستندات ممكية الضمانات وعدـ التحقؽ مف انو ال توجد منازعات بشأنيا وعدـ المتابعة الدورية‬
‫عمييا‪ ،‬كذلؾ إمكانية وجود ثغرات في عقود منح التسييبلت التي تقمؿ مف سيطرة البنؾ عمى التسييبلت‬
‫الممنوحة‪.‬‬
‫المخاطر المتصمة بالغير‬ ‫‪‬‬
‫وىي المخاطر التي ترتبط بمدى تأثير العميؿ طالب االئتماف وكذلؾ البنؾ الذي قدـ االئتماف بأية أحداث‬
‫أو أمور خارجة عف إرادتيما مثؿ إفبلس أحد عمبلء البنؾ ذو المديونية العالية‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬مصادر مخاطر اإلئتمان البنكي‬
‫يمكف تقسيـ المخاطر التي تتعرض ليا القروض إلى مخاطر خاصة ومخاطر عامة وفيما يمي نتعرض‬
‫لكؿ منيما‪:2‬‬
‫المخاطر الخاصة "المخاطر الغير النظامية"‪Risque Non Systématique :‬‬ ‫‪‬‬
‫يقصد بالمخاطر الغير نظامية ىي تمؾ المخاطر الداخمية التي تنفرد بيا شركة أو صناعة ما في ظؿ‬
‫ظروؼ معينة‪ ،‬ومف األمثمة عمى ىذه الظروؼ ضعؼ اإلدارة البنكية‪ ،‬واألخطاء اإلدارية‪ ،‬واإلضرابات‬
‫العمالية‪ ،‬وتغير أذواؽ العمبلء نتيجة ظيور منتجات جديدة‪ ،‬إف مثؿ ىذا النوع مف المخاطر االستثنائية‬
‫والبلسوقية مف شأنيا أف تؤثر عمى قدرة العميؿ ورغبتو في سداد ما عميو مف التزامات اتجاه البنؾ مانح‬
‫القرض في األجؿ المتفؽ عميو ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حمزة محمود الزبٌدي‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 175‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬منٌر ابراهٌم هندى‪ ،‬إدارة البنوك التجارٌة‪ :‬الطبعة الثالثة‪ ،‬المكتب العربً الحدٌث‪،‬اإلسكندرٌة‪، 2000،‬ص‪.227 :‬‬

‫‪35‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫المخاطر العامة "المخاطر النظامية" ‪Risque systématique :‬‬ ‫‪‬‬


‫يقصد بالمخاطر النظامية جميع المخاطر التي تصيب كافة القروض بصرؼ النظر عف ظروؼ البنؾ‬
‫المقترض وذلؾ بفعؿ عوامؿ اقتصادية وسياسية واجتماعية يصعب التحكـ والسيطرة عمييا‪ ،‬ومف األمثمة‬
‫عمى تمؾ المخاطر نذكر مخاطر تغير أسعار الفائدة‪ ،‬مخاطر التغير في أذواؽ العمبلء‪ ،‬مخاطر التضخـ‬
‫مخاطر تغير أسعار صرؼ العمبلت األجنبية‪ ،‬باإلضافة إلى التغيرات التكنولوجية‪.‬‬
‫وخبلصة القوؿ أف المخاطر الخاصة تحدث نتيجة لعوامؿ داخمية تؤثر عمى قدرة البنؾ وىو ما يتطمب منو‬
‫التنبؤ بيا وتوقع حدوثيا مستقببل‪ ،‬ويمكف التقميؿ أو التحكـ فييا عف طريؽ التنويع ‪ ،‬عمى عكس المخاطر‬
‫العامة التي تؤثر عمى حركة السوؽ ككؿ ويصعب عمى البنؾ السيطرة عمييا والتنبؤ بيا مستقببل‬
‫ومواجيتيا‪ ،‬وبالتالي ال يمكف تجنب المخاطر العامة بالتنويع ‪ ،‬فالنصيب األكبر لممخاطر الكمية يعود إلى‬
‫المخاطر النظامية وجزء مف المخاطر الغير نظامية ويمكف توضيحيا بالمعادلة التالية ‪:‬‬

‫المخاطر الكلٌة = المخاطر النظامٌة ‪ +‬المخاطر الغٌر نظامٌة‬

‫حيث أف النصيب األكبر مف المخاطرة الكمية‪ ،‬يعود إلى المخاطرة النظامية ألف ىذه األخيرة تمس حركة‬
‫السوؽ ككؿ ويصعب التنبؤ بيا ومواجيتيا‪ .‬يمكف التقميؿ مف المخاطرة غير النظامية وذلؾ عف طريؽ‬
‫التنويع‪ ،‬ولكف ال يمكف تجنب ما يسمى بالمخاطرة النظامية ػ‬
‫المطمب الثالث ‪ :‬أركان المخاطر االئتمانية ونتائجها‬
‫توجد المخاطر االئتمانية بصفة مستمرة لدى البنوؾ التجارية‪ ،‬بؿ إف ما يتحقؽ مف ربح لتمؾ البنوؾ إنما‬
‫ىو ناتج عف التعامؿ الكؼء مع تمؾ المخاطر‬
‫‪1‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أركان المخاطر االئتمانية تقوـ عمى أركاف ثبلثة تتمثؿ فيما يمي ‪:‬‬
‫مراجعة المخاطر االئتمانية ‪ :‬وتيدؼ إلى المراجعة الدورية لمعممية االئتمانية لمتحقؽ مف مدى‬ ‫‪‬‬
‫االلتزاـ بالسياسات واإلجراءات والمعايير االئتمانية‪ ،‬وتقييـ مدى التعرض لممخاطر االئتمانية‪ ،‬وتقديـ تقارير‬
‫بذلؾ إلى اإلدارة العميا لمبنؾ‪.‬‬
‫تحميؿ المخاطر االئتمانية ‪:‬وتيدؼ إلى تقييـ لمعناصر الكمية والنوعية المؤيدة لجدارة العمبلء في‬ ‫‪‬‬
‫الحصوؿ عمى االئتماف‪ ،‬وتقييـ الحتماالت استرداد الديف‪ ،‬إما وفقا لقدرة المقترض عمى تحقيؽ تدفقات نقدية‬
‫تكفي لسداد أصؿ القرض وفوائده‪ ،‬واما نتيجة لمتسييؿ الفوري لمضمانات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬صالح الدٌن حسن السٌسً‪ ،‬التسهٌالت البنكٌة للمؤسسات واألفراد‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الوسام للطباعة ‪.‬والنشر‪ ،‬بٌروت‪، 1998،‬ص‪. 70‬‬

‫‪36‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫‪ ‬إدارة المخاطر االئتمانية ‪ :‬وتيدؼ إلى استخداـ البنؾ لكافة الوسائؿ لتنمية نشاطاتو ورقابتيا في‬
‫منح االئتماف ويتكوف ذلؾ مف‪:‬‬
‫‪ ‬اإلستراتيجية االئتمانية(سياسات واجراءات منح االئتماف) ‪.‬‬
‫‪ ‬تنظيـ الوظيفة االئتمانية (عممية منح االئتماف وصرفو ومتابعتو ورقابتو وتحصيمو)‪.‬‬
‫‪ ‬السياسات المحاسبية لمقروض واعداد التقارير عنيا ‪.‬‬
‫لذلؾ أصبح لزاماً عمى البنوؾ التجارية‪ ،‬أف تقدـ التمويؿ لممؤسسات المقترضة مف خبلؿ منحيا‬
‫االئتماف بالقدر المناسب فنياً واقتصادياً‪ ،‬وفؽ القواعد واألسس االئتمانية السميمة تحديدًا لممخاطر االئتمانية‪.‬‬
‫ويتـ التعامؿ مع المخاطر االئتمانية بما يشمؿ الجانب الوقائي لتبلفي حدوثيا‪ ،‬وكذا الجانب العبلجي الذي‬
‫يتناوؿ مقابمة اآلثار السمبية فيما لو تحققت تمؾ المخاطر‪.‬‬
‫ولع ّؿ البدء بالجانب الوقائي ىو أىـ ما تركز عميو إدارات البنوؾ باعتباره المدخؿ الرئيسي لمحد مف‬
‫المخاطر االئتمانية‪ ،‬ويتـ ذلؾ برفع كفاءة العممية االئتمانية بالبنوؾ التجارية‪ ،‬والتزاـ ىذه البنوؾ بالضوابط‬
‫االئتمانية التي تقررىا سمطات الرقابة أو البنوؾ ذاتيا لمحد مف مخاطر التركز‪ ،‬ولكفاية رأس الماؿ لدى كؿ‬
‫بنؾ لمقابمة المخاطر غير المرئية‪.‬‬
‫أما الجانب العالجي فيتعمؽ بالتعامؿ مع المخاطر االئتمانية عند تحققيا‪ ،‬وأىـ ما يتبع في ذلؾ ىو إعادة‬
‫تصنيؼ حسابات المقترضيف ذوي المراكز المالية غير الجيدة‪ ،‬وحساب المخصصات الواجبة‪ ،‬مع التعامؿ‬
‫باألسموب الواجب مع القروض لمعمبلء المتعثريف‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬صالح الدٌن حسن السٌسً‪ ،‬مرجع سبق ذكره ص‪. 71‬‬

‫‪37‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬نتائج المخاطر االئتمانية‬


‫إف مف أىـ ما ينتج عف وجود المخاطر االئتمانية داخؿ البنوؾ التجارية ما يمي‪:1‬‬
‫تعثر التسهيالت االئتمانية‬ ‫‪‬‬
‫لما كاف المقصود بالمخاطر االئتمانية ىو مدى احتماؿ عدـ تسديد المديف لقروضو المستحقة عميو لمبنؾ‬
‫وفؽ الشروط التعاقدية بيف الطرفيف‪ ،‬فإف تعثر التسييبلت االئتمانية ىو عدـ أو توقؼ تسديد المديف‬
‫لقروضو المستحقة عميو‪ ،‬أي أف المخاطر التي كاف مف المحتمؿ أف تقع قد وقعت بالفعؿ‪ ،‬وأصبحت مشكمة‬
‫عدـ التسديد قائمة بالفعؿ ‪.‬ومف المسمـ بو أف كافة البنوؾ دوف استثناء – حتى الناجحة منيا – تتعرض‬
‫لمشكمة القروض المتعثرة‪ ،‬التي تظير في القوائـ المالية في بند حساب الديوف المعدومة‪.‬‬
‫فشل البنوك ‪ :‬لقد أثبتت الدراسات البنكية أف أىـ العوامؿ المؤدية إلى ارتفاع عدد البنوؾ الفاشمة‬ ‫‪‬‬
‫ىو معدالت المخاطر في التسييبلت االئتمانية( الرديئة )التي تقدميا ىذه البنوؾ لعمبلئيا‪ ،‬ولو أردنا أف‬
‫نضع أسباباً لفشؿ البنوؾ لوجدنا أف ىذه األسباب ىي نفسيا تمؾ المتعمقة بتعثر التسييبلت االئتمانية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بهٌة مصباح محمود صباح‪ ،‬العوامل المؤثرة على درجة أمان البنوك التجارٌة العاملة فً فلسطٌن( دراسة تحلٌلٌة)‪ ،‬رسالة ماجستٌر ‪ ،‬كلٌة التجارة‪،‬‬
‫الجامعة ‪.‬اإلسالمٌة‪ ،‬غزة‪ ،‬فلسطٌن‪ ، 2008 ،‬ص‪. 88‬‬

‫‪38‬‬
‫الف ـ ـ ـ ـ ـ ـصــل األول‪.......................................................:‬اإلطـ ـ ــار الـنظـري لإلئ ـتـمــان البـنكي ومـخاطــره‬

‫خالصة الفصل األول‬


‫مف خبلؿ ىذا الفصؿ حاولنا اإللماـ بجوانب مخاطر االئتماف بما أف االئتماف البنكي يعتبر فعالية‬
‫مصرفية غاية في األىمية والذي مف خبللو يمكف تحقيؽ الجزء األكبر مف األرباح وبدونو تفقد البنوؾ دورىا‬
‫كوسيط مالي في االقتصاد‪ ،‬ولكنو في ذات الوقت استثمار تحيط بو المخاطر بسبب القروض والتسييبلت‬
‫المتعثرة ‪.‬ومف ىذا المنطمؽ فقد تناولنا في ىذا الفصؿ بداية مفيوـ االئتماف البنكي وأنواعو وأىميتو‪ ،‬مراحؿ‬
‫وأسس منحو فضبلً عف دراسة معايير منح االئتماف الخاصة بالمتقدـ بطمب االئتماف مف البنؾ والعوامؿ‬
‫المتحكمة في قرار منحو باإلضافة إلى المعوقات التي تعترض عممية التفاوض مع العميؿ‪ ،‬مع التطرؽ إلى‬
‫ظاىرة الفشؿ اإلئتماني (القروض المتعثرة )‪.‬‬
‫ونظ اًر لكوف االئتماف البنكي‪ ،‬يواجو تحدياً كبي اًر يتمثؿ في المخاطر االئتمانية التي تعوؽ تحقيقو‬
‫ألىدافو‪ ،‬لذلؾ فإف معرفة تمؾ المخاطر يتطمب تحديدىا بدقة واإللماـ بيامف خبلؿ معرفة صور المخاطر‬
‫االئتمانية مصادرىا باإلضافة لنتائجيا‪،‬مف ثـ العمؿ عمى إدارتيا وتسييرىا لمحد منيا وىو ما ستتـ معالجتو‬
‫في الفصؿ الموالي ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫تمهيد‬

‫تعتبر المخاطرة جزء ال يتج أز مف العمؿ المصرفي خصوصا مع ارتفاع حدة المنافسة والتطور‬
‫التكنولوجي وزيادة حجـ المعامالت المصرفية والحاجة إلى بنوؾ ذات أحجاـ كبيرة ‪ .‬فالبنوؾ أصبحت اليوـ‬
‫تواجو مخاطر مصرفية متنوعة تتفاوت في درجة خطورتيا مف بنؾ إلى آخر‪ ،‬إف حسف تقييـ وتحميؿ ودراسة‪،‬‬
‫ومف ثـ إدارة مجمؿ المخاطر المحتممة مف العوامؿ المساعدة عمى نجاح البنؾ وضماف استم ارره في السوؽ‬
‫المصرفية بعوائد مرضية ومخاطر متدنية‪.‬‬
‫وفي ىذا اإلطار تعمؿ البنوؾ التجارية في ظروؼ اقتصادية متغيرة‪ ،‬تتحمؿ فييا درجات مختمفة مف المخاطر‬
‫المصرفية‪ ،‬خاصة المخاطر المرتبطة بمنح التسييالت االئتمانية( القروض)‪ ،‬الشيء الذي يفرض عمييا‬
‫إعطاء ىذه المشكمة قد ًار كبي ًار مف األىمية‪ ،‬و القياـ ببعض اإلجراءات الكفيمة بتقميؿ تمؾ المخاطر إلى أدنى‬
‫حد ممكف‪ ،‬مستغمةً في ذلؾ كفاءة مسيري البنوؾ التجارية و مختمؼ الطرؽ و الوسائؿ الوقائية تيدؼ التغمب‬
‫عمييا والتقميؿ مف آثارىا السمبية المتوقعة عمى نتائج القرار االئتماني‪.‬‬
‫فالبنوؾ تركز كامؿ اىتماميا حوؿ كيفية إدارة مخاطر االئتماف المصرفي‪ ،‬عمى ضوء نظـ وأساليب رقابية‬
‫وادارية صارمة‪ ،‬تضمف لمبنؾ تحديد أوضح لتمؾ المخاطر وتصنيفيا وبالتالي اتخاذ الق اررات المناسبة التي‬
‫تقود إلى تحقيؽ أىدافو بصورة أفضؿ‪.‬‬
‫و مف ىذا المنطمؽ جاءت لجنة بازؿ لمرقابة عمى البنوؾ التي تـ اإلعالف عف اتفاقيتيا الثانية في‬
‫جانفي‪ 2001‬بتعديؿ معايير كفاية رأس الماؿ السارية منذ ‪ 1988‬و باعتبار أف إدارة المخاطر جزء ال يتج أز‬
‫مف متطمبات بازؿ ‪ 2‬و التي ركزت فيو عمى ذلؾ مف خالؿ محورىا الثاني‪ ،‬و ذلؾ بيدؼ تدعيـ المالءة‬
‫المالية لمجياز المصرفي عمى المستوى العالمي و إيجاد مناخ مناسب لالئتماف‪.‬‬
‫و عمى ضوء ما تناولناه في الفصؿ األوؿ مف مفاىيـ المخاطر االئتمانية‪ ،‬ارتأينا تقسيـ الفصؿ الثاني الذي‬
‫ىو بعنواف إسػت ػ ارتػيػجػيػػات إدارة ال ػػمخػػاطر اإلئػ ػتػ ػمػانػيػػة إلى مبحثيف‪:‬‬
‫المبحث األوؿ‪ :‬تقنيات إدارة المخاطر اإلئتمانية‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬لجنة بازؿ وتسيير المخاطر اإلئتمانية‬

‫‪41‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫المبحث األول ‪ :‬تـقـنيات إدارة المخاطر اإلئــتــمانــية‬


‫ال شؾ أف الثورة المعموماتية المصاحبة لمعولمة االقتصادية أحدثت تغييرات عديدة لمصناعة‬
‫المصرفية نتج عنيا تزايد المخاطر حيث أف اليدؼ الرئيسي إلدارة المخاطر ىو قياس المخاطر بغرض‬
‫مراقبتيا و التحكـ فييا‪،‬و ذلؾ بإعطاء مجمس اإلدارة و المديريف التنفيذييف فكرة كمية عف جميع المخاطر‬
‫ووضع نظاـ الرقابة الداخمية بغرض إدارتيا‪،‬كما تعمؿ ىذه اإلدارة لحصوؿ البنؾ عمى عائد مناسب‬
‫لممخاطر التي قد يواجييا‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬آليات وخطوات إدارة المخاطر‬
‫تتمثؿ أليات وخطوات إدارة المخاطر فيما يمي‪:‬‬
‫الفرع األول‪:‬خطوات إدارة المخاطر‬
‫‪1‬‬
‫تتمخص أىـ خطوات تسيير المخاطر في اآلتي ‪:‬‬
‫‪ ‬تحديد المخاطر‬
‫مف أجؿ إدارة المخاطر البد في البداية مف تحديدىا ‪.‬ألف كؿ منتج أو خدمة يقدميا البنؾ ينطوي عمييا‬
‫عدة مخاطر عمى سبيؿ المثاؿ ىناؾ أربعة أنواع مف المخاطر في حالة منح القرض وىذه المخاطر ىي ‪:‬‬
‫مخاطر اإلقراض ‪ ،‬مخاطر سعر الفائدة مخاطر السيولة ومخاطر تشغيمية ‪.‬إف تحديد المخاطر يجب أف‬
‫تكوف عممية مستمرة ويجب أف تفيـ المخاطر عمى مستوى كؿ عممية وعمى مستوى المحفظة ككؿ‪.‬‬
‫‪ ‬قياس المخاطر‬
‫بعد تحديد المخاطر المتعمقة بنشاط معيف‪ ،‬تكوف الخطوة الثانية ىي قياس ىذه المخاطر حيث أف كؿ نوع‬
‫مف المخاطر يجب أف ينظر إليو بأبعاده الثالثة وىي حجمو ‪ ،‬مدتو‪ ،‬واحتمالية حدوثو‪ ،‬إف القياس‬
‫الصحيح والذي يتـ في الوقت المناسب عمى درجة كبيرة مف األىمية بالنسبة إلى إدارة المخاطر‪.‬‬
‫‪ ‬ضبط المخاطر‬
‫بعد تحديد وقياس المخاطر تأتي الخطوة الثالثة وىي ضبط المخاطر حيث ىناؾ ثالثة طرؽ أساسية‬
‫لضبط المخاطر الميمة وذلؾ لتجنب نتائجيـ العكسية‪ ،‬وىي تجنب أو وضع حدود عمى بعض‬
‫النشاطات‪ ،‬لتقميؿ المخاطر أو إلغاء أثر ىذه المخاطر‪.‬‬
‫فعمى اإلدارة أف توازف بيف العائد عمى المخاطر وبيف التكاليؼ الالزمة لضبط ىذه المخاطر‪ ،‬وعمى البنوؾ‬
‫أيضاً أف تقوـ بوضع حدود لممخاطر مف خالؿ السياسات والمعايير واإلجراءات التي تبيف المسؤولية‬
‫والصالحية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسٌن ذٌب‪،‬مرجع سبق ذكره ‪،‬ص ص‪.859-858:‬‬

‫‪42‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫‪ ‬مراقبة المخاطر‬
‫عمى البنوؾ أف تعمؿ عمى إيجاد نظاـ معمومات قادر عمى تحديد وقياس المخاطر بدقة‪ ،‬وبنفس األىمية‬
‫يكوف قادر عمى مراقبة التغيرات الميمة في وضع المخاطر لدى البنؾ‪.‬‬
‫عمى سبيؿ المثاؿ لو توقؼ عميؿ ما عف الدفع‪ ،‬فيذا يجب أف يظيره نظاـ المعمومات وكذلؾ فإف توقؼ‬
‫العميؿ عف الدفع يترتب عميو حرماف البنؾ مف ىامش الربح أيضاً عمى ىذا القرض‪ ،‬وبالتالي فإف نظاـ‬
‫المعمومات الذي يعكس التغير في سعر الفائدة كي يعوض البنؾ عمى فقداف العائد مف ىذا القرض عمى‬
‫أىمية كبيرة بالنسبة إلى البنؾ‪.‬‬
‫وبشكؿ عاـ فإف الرقابة عمى المخاطر تعني تطور أنظمة التقارير في البنؾ التي تبيف التغيرات المعاكسة‬
‫في وضع المخاطر لدى البنؾ وما ىي االستعدادات المتوفرة لديو لمتعامؿ مع ىذه المتغيرات‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬آليات تسيير المخاطر‬
‫إف القوؿ بأف إدارة المخاطر تمثؿ منيجاً أو مدخالً عممياً لمتعامؿ مع المخاطر البحتة يوحي ضمنياً‬
‫بأف العممية تتضمف سمسمة منطقية مف الخطوات التي تميؿ إلى االندماج مع بعضيا البعض في الواقع‬
‫‪1‬‬
‫العممي وىي‪:‬‬
‫تحديد األهداف والغايات‬ ‫‪‬‬
‫تعتبر عممية صياغة اليدؼ المبنة األولى ألي عمؿ تسييري‪ ،‬وتحديد األىداؼ والغايات ىو تحديد ما تريد‬
‫أف تحققو برامج تسيير المخاطر بدقة‪ ،‬ومف أجؿ النجاح في العممية يجب الحصوؿ عمى نتائج تفوؽ‬
‫تكاليفيا‪ ،‬ولعؿ اليدؼ الرئيسي إلدارة المخاطر ىو البقاء‪ ،‬أي ضماف استم اررية وجود المنظمة ككياف‬
‫عامؿ في االقتصاد‪ ،‬وتسيـ إدارة المخاطر في بموغ أىداؼ المنظمة عف طريؽ ضماف أف ال تتحوؿ‬
‫الخسائر المرتبطة بالمخاطر البحتة بينيا وبيف بموغ ىذه األىداؼ ‪.‬ونشير إلى وجود العديد مف األىداؼ‬
‫والغايات المتنوعة لوظيفة إدارة المخاطر تسعى إلى تحقيقيا نذكر منيا‪:‬‬
‫الحفاظ عمى بقاء المنظمة؛‬ ‫‪‬‬
‫تقميؿ التكاليؼ المرتبطة بالمخاطرة البحتة إلى حدىا األدنى؛‬ ‫‪‬‬
‫حماية الموظفيف مف الحوادث وأصوؿ المنظمة مف الضياع؛‬ ‫‪‬‬
‫التعرف عمى المخاطر‬ ‫‪‬‬
‫تعتبر ىذه الخطوة ذات أىمية كونيا تسمح بمعرفة المخاطر الظاىرة والكامنة (ىذه األخيرة مف أدوات‬
‫التعرؼ عمييا ‪ :‬السجالت‪ ،‬القوائـ المالية‪ ،‬جداوؿ التدفقات النقدية)‪ ،‬حتى تكوف الرؤية واضحة لمسيري‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.63- 58:‬‬

‫‪43‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫المخاطر‪ ،‬كما أف لنظاـ الرقابة الداخمية دو ار كبي ار في التخفيض مف حدة المخاطر وبتكمفة أقؿ‪ ،‬وأوؿ‬
‫خطوة لتعييف المخاطر تبدأ بتقييـ واختبار نظاـ الرقابة الداخمية الموجود مف حيث كفاءتو وفعاليتو‪.1‬‬
‫تقييم المخاطر‬ ‫‪‬‬
‫يجب أف يظير تقييـ المخاطر مواطف القوة والضعؼ لدي البنؾ‪ ،‬وأف تكوف عممية التقييـ شاممة لكافة‬
‫المخاطر التي تواجيو مثؿ مخاطر اإلقراض‪ ،‬السوؽ‪ ،‬السيولة‪ ،‬العمميات القانونية ومخاطر السمعة‪.‬‬
‫إف كؿ عممية أو نشاط يقوـ بو البنؾ ينطوي عمي مخاطر‪ ،‬وبالتالي يجب أف يكوف لديو نظاـ لمتعامؿ‬
‫معيا وفؽ عدة خيارات منيا تجنب ىذه المخاطر‪ ،‬تحويؿ ىذه المخاطر‪ ،‬أو قبوؿ ىذه المخاطر أي‬
‫ابتالعيا‪ ،‬أو الخفض والوقاية منيا ‪.‬وفيما يمي شرحاً موج اًز ليذه الخيارات‪:‬‬
‫تجنب المخاطر ‪:‬في ىذه الحالة يمكف لمبنؾ أف يتجنب القياـ بنشاط أو بعممية معينة إذا رأى أف‬ ‫‪‬‬
‫الفائدة المرجوة مف القياـ بيا تقؿ عف المخاطر ليذا النشاط‪.‬‬
‫تحويل المخاطر ‪:‬يمكف تحويؿ المخاطر إلى طرؼ آخر ولكف بثمف‪ ،‬مثؿ شراء بوليصة تأميف‬ ‫‪‬‬
‫الحصوؿ عمى ضمانات ‪ ،‬التحوط‪ ،‬والكفاالت الحكومية‪.‬‬
‫قبول المخاطر ‪:‬يمكف إلدارة البنؾ أف تقبؿ المخاطر عمى اعتبار أف ىناؾ إدارة جيدة إلدارة‬ ‫‪‬‬
‫المخاطر في البنؾ ىذا مف ناحية‪ ،‬ومف ناحية أخرى فإف الفائدة المرجوة مف ىذه النشاطات تفوؽ التكمفة‬
‫الناجمة عف القياـ بيا‪ ،‬وبغض النظر عف الخيار الذي تـ اتخاذه‪ ،‬فإف المؤسسات المالية يجب أف يكوف‬
‫لدييا أنظمة رقابة كافية‪ ،‬رقابة اإلدارة العميا‪ ،‬وجود سياسات وتقارير‪ ،‬واجراءات تقمؿ مف أثر الخسائر عف‬
‫البنؾ‪.‬‬
‫الخفض والوقاية من المخاطر ‪:‬وذلؾ بوضع حدود قصوى لما يمكف لمبنؾ أف يتحممو مف خسائر‬ ‫‪‬‬
‫نتيجة التعامؿ مع ىذه المخاطر‪ ،‬وىناؾ إجراءات وأدوات فعالة ومناسبة يحددىا البنؾ لضماف الموائمة‬
‫بيف التعرض لممخاطر مع الرغبة بتحمميا‪.2‬‬
‫ويتعيف عمى البنؾ القياـ بما يمي ‪: 3‬‬
‫‪ -‬تحديد حد لكؿ مخاطرة ائتمانية ‪.‬‬
‫‪ -‬مطابقة مقياس المخاطرة مع حد المخاطرة ‪.‬‬
‫‪ -‬استخداـ التسييالت االئتمانية فقط بعد إتماـ الموافقة عمى الحد االئتماني ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يجب أف يتعدى إجمالي مخاطر االئتماف ‪ -‬في أي وقت مف األوقات تحت أي ظروؼ‪-‬‬
‫حدود مبالغ االئتماف الفعمية التي تمت الموافقة عمييا‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬بن ناصر فاطمة‪ ،‬تسٌٌر مخاطر صٌغ التموٌل بالمصارف اإلسالمٌة ‪ ،‬مذكرة ماجستٌر غٌر منشورة‪ ،‬كلٌة الحقوق والعلوم االقتصادٌة‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة‪ ، 2008/2007 ،‬ص‪.65‬‬
‫‪2‬‬
‫‪-‬سمٌر الخطٌب‪ ،‬قٌاس وإدارة المخاطر بالبنوك‪ ،‬منهج عملً وتطبٌقً عملً‪ ،‬منشأة المعارف‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ، 2005 ،‬ص ص ‪.22-22 :‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬سمٌر الخطٌب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.849:‬‬

‫‪44‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫‪ -‬وضع ىيكؿ ألىداؼ المحفظة االئتمانية لمبنؾ مف طرؼ اإلدارة العميا ‪.‬‬
‫إف اليدؼ مف تقييـ المخاطر ىو إظيار وضع المخاطر الميمة في البنؾ‪ ،‬الف التقييـ يستخدـ كأداة‬
‫تخطيط يجب أف يعطي صورة شاممة عف تمؾ المخاطر‪ ،‬لتوجيو اىتماـ السمطات الرقابية ليذه‬
‫المخاطروبالتالي وضع األسس أو األرضية لخطة الرقابة عمى البنؾ‪.‬‬
‫المطمب الثاني‪ :‬مهام إدارة مخاطر اإلئتمان البنكي‬
‫إف أىـ مياـ إدارة مخاطر االئتماف تتمثؿ في‪:1‬‬
‫‪ ‬إعداد وتقييم دوري لمحفظة استثمارات البنك ومحفظته االئتمانية‬
‫يتطمب التقييـ وضع نظاـ تفصيمي والتنسيؽ بيف إدارة مخاطر االئتماف‪ ،‬إدارات االئتماف المختمفة بالبنؾ‬
‫اإلدارات المشرفة عمى االستثمارات وادارة نظـ المعمومات ودلؾ بغرض تصميـ الجداوؿ التي نستخدـ ليذا‬
‫الغرض‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد تقييم لمخاطر النشاط االقتصادي‬
‫تيدؼ ىذه العممية إليجاد معيار موضوعي لقياس المخاطر عمى مستوى النشاط ‪،‬العميؿ و عمى مستوى‬
‫المحفظة ككؿ‪ .‬مع العمـ أنو يتـ تقييـ المخاطر مف خالؿ محوريف ىما مخاطر النشاط االقتصادي و‬
‫المخاطراالئتمانية المرتبطة بالجدارة االئتمانية لمعمالء‪ ،‬ومف أجؿ إعداد ىذيف المحوريف ىناؾ عدة أسس‬
‫و معدالت يتـ إتباعيا(معدالت الطمب عمى المخرجات النشاط المحمي أو الخارجي ‪ ،‬معدالت الربحية‬
‫لمنشاط‪.) ...‬‬
‫‪ ‬التقييم الرقمي لمجدارة االئتمانية لمعمالء‬
‫يتعيف قبؿ منح االئتماف التأكد مف كفاية المقومات االئتمانية لمعمالء إلمكاف النظر في منحيـ االئتماف‬
‫‪.‬حيث المطموب عند توفر الجدارة االئتمانية( وذلؾ بتحديد درجة المخاطرة لمعمالء) التعرؼ عمى‬
‫المخاطر االئتمانية لمعميؿ بتحميؿ عناصر الجدارة االئتمانية الخاصة بو التي نـ تبويبيا إلى عوامؿ مالية‬
‫(مؤشرات السيولة‪ ،‬الييكؿ التمويمي‪ ،‬نسب الربحية‪ ، .‬و أخرى غير مالية (المشروع و إدارتو‪ ،‬االستعالـ‬
‫والزيارة الميدانية‪ ).....‬مع إعطاء وزف مخاطرة ترجيحي لكؿ عنصر مف تمؾ العناصر الفرعية‪.‬‬
‫‪ ‬إعداد تقارير شهرية و دورية و العمل عمى الحد من المخاطر االئتمانية‬
‫تتمثؿ التقارير الشيرية التي تعرض عمى اإلدارة العميا في حجـ التسييالت بدوف ضماف عيني و نسبتيا‬
‫لممحفظة‪ ،‬التسييالت المستحقة عمى العمالء و لـ تسدد في تاريخ إعداد البياف‪ ،‬أما التقارير الدورية‬
‫فتخص تبويب المحفظة وفؽ قطاعات النشاط االقتصادي و توزيعيا إلى تسييالت بضماف عيني‬

‫‪ -‬منصور مناؿ ‪ ،‬إدارة المخاطر اإلئتمانية ووظيفة المصارؼ المركزية ‪,‬القطرية واإلقميمية ‪،‬مداخمة مقدمة إلى الممتقى العممي الدولي‪،‬األزمة المالية‬
‫‪1‬‬

‫واإلقتصادية الدولية والحوكمة العالمية ‪ 02- 02,‬أكتوبر ‪ ، 0222‬كمية العموـ اإلقتصادية وعموـ التسيير ‪،‬جامعة فرحات عباس سطيؼ ‪ :‬ص‬
‫ص‪.4-3:‬‬

‫‪45‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫أو بدونو‪ ،‬بعض مؤشرات جودة األصوؿ وفقا لنظـ اإلنذار المبكر‪ ،‬بياف عمى مدى توافؽ الضمانات مع‬
‫التسييالت الممنوحة لمنظر في حجـ االنكشاؼ القائـ و تقرير المخصصات المناسبة ‪.‬تيدؼ كؿ ىذه‬
‫التقارير الستخراج مؤشرات تساعد إدارة البنؾ في اتخاذ ما يمزـ إلدارة المخاطر عمى أسس سميمة و التي‬
‫تتمخص في تحديدىا‪ ،‬قياسيا‪ ،‬متابعتيا و الرقابة عمييا‪.‬‬
‫المطمب الثالث ‪:‬تقدير و تقييم المخاطر االئتمانية‬
‫إف البنؾ عند ممارستو لنشاطو في تقديـ القروض‪ ،‬يتوقع دائما الحصوؿ عمى مداخيؿ مستقبمية كبيرة‪ ،‬مع‬
‫وضع احتماؿ عدـ تحصيؿ تمؾ المداخيؿ نتيجة لوجود خطر عدـ قدرة المقترضيف عف الدفع‪ ،‬لذلؾ فيو‬
‫يقوـ بتقدير وتقييـ خطر عدـ الدفع مسبقا وذلؾ باستعمالو لطرؽ ووسائؿ متعددة‪ ،‬ونحاوؿ توضيح أىـ‬
‫الطرؽ المستعممة بكثرة مف طرؼ البنوؾ وىي‪:‬‬
‫طريقة النسب المالية ‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫طريقة التنقيط ‪.‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ‬طريقة النسب المالية‪:‬‬
‫تعتبر الدراسة المالية مف أىـ األوجو التي تركز عمييا البنوؾ عندما تقدـ عمى منح القروض لممنظمات إذ‬
‫تقوـ بقراءة مركزىا المالي بطريقة مفصمة واستنتاج الخالصات الضرورية فيما يتعمؽ بوصفيا المالي‬
‫الحالي والمستقبمي وربحيتيا‪ ،‬ومدى قدرتيا عمى توليد تدفقات نقدية تكفي لتسيير عممياتيا وأداء التزاماتيا‬
‫وبالتالي يتـ استنتاج نقاط قوتيا وضعفيا‪ ،‬والتي تساعدىا عمى تحديد قرارىا النيائي المتمثؿ في منح‬
‫القرض أـ ال‪.‬‬
‫وأوؿ الخطوات العممية التي تقوـ بيا البنوؾ أثناء التحميؿ المالي ىي االنتقاؿ مف الميزانية المحاسبية‬
‫لممنظمة إلى الميزانية المالية‪ ،‬ثـ القياـ بوضع ىذه األخيرة في صورة مختصرة تعكس أىـ المناصب‬
‫المالية‪.‬‬
‫ويمكف لمبنؾ أف يقوـ بنوعيف مف التحميؿ‪ ، 1‬تحميؿ مالي عاـ وييدؼ إلى استخالص صورة عف الوضعية‬
‫المالية العامة لممنظمة‪ ،‬وتحميؿ خاص ىدفو الوصوؿ إلى دراسة األوجو المالية التي ليا عالقة بطبيعة‬
‫القروض‪ ،‬ويعتمد في تحميمو ىذا عمى دراسة النسب المالية التي تقوـ بإظيار العالقات بيف األرقاـ‬
‫الموجودة في التقارير المالية في شكؿ حسابي‪ ، 2‬وتقدـ عمى سبيؿ المثاؿ ال الحصر بعض النسب التي‬
‫تطبؽ في قروض االستغالؿ وقروض االستثمار‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنٌات البنوك‪ ،‬دٌوان المطبوعات الجامعٌة‪ ،‬الجزائر‪ ، 2001 ،‬ص‪. 146‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬عبد المعطً رضا ارشٌد مرجع سبق ذكره ‪،‬ص‪. 251‬‬

‫‪46‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫النسب الخاصة بقروض االستغالل‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫عندما يواجو البنؾ طمبا لتمويؿ نشاطات االستغالؿ يجد نفسو مجب ار عمى دراسة الوضع المالي ليذه‬
‫المنظمة طالبة القرض‪ ،‬ومف أجؿ ذلؾ فيو يقوـ باستعماؿ مجموعة مف النسب والتي ليا داللة في ىذا‬
‫الميداف‪ ،‬ومف بيف ىذه النسب ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬نسب التوازف المالي‪ ،‬ويتـ حساب رأس الماؿ العامؿ واحتياجات رأسماؿ العامؿ والخزينة ‪.‬‬
‫‪ -‬نسب الدوراف وتتكوف مف ثالثة نسب ىي ‪:‬دوراف المخزوف‪ ،‬سرعة دوراف الزبائف وسرعة دوراف المورد‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة السيولة العامة ‪.‬‬
‫النسب الخاصة بقروض االستثمار‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫عندما يقوـ البنؾ بمنح القروض لتمويؿ االستثمارات‪ ،‬فيذا يعني أنو سوؼ يقوـ بتجميد أموالو لمدة طويمة‬
‫وبالتالي فيو يتعرض إلى مخاطر أخرى تختمؼ عما ىو عميو في قروض االستغالؿ‪ ،‬لذلؾ فيو يقوـ‬
‫بحساب نسب أخرى تتماشى مع ىذا النوع مف القروض‪ ،‬ومف أىـ ىذه النسب هي‪:‬‬
‫‪ -‬التمويؿ الذاتي ‪.‬‬
‫‪ -‬التمويؿ الذاتي‪/‬ديوف االستثمار ألجؿ‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة المديونية‬
‫‪ -‬التقييم المالي للمشزوع االستثماري‪ ،‬وهذا من خالل الطزق التالية ‪:1‬‬
‫‪ ‬طريقة صافي القيمة الحالية‪VAN‬‬
‫‪ ‬طريقة معدؿ العائد الداخمي‪TRI‬‬
‫طريقة فترة االسترداد‪PR‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬طريقة مؤشر الربحية‪IP‬‬
‫‪2‬‬
‫طريقة التنقيط أو القرض التنقيطي ‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫ىي آلية لمتنقيط‪ ،‬تعتمد عمى التحاليؿ اإلحصائية والتي تسمح بإعطاء نقطة أو وزف لكؿ طالب قرض‬
‫ليتحدد الخطر بالنسبة لمبنؾ والذي يستعمميا لكي يتمكف مف تقدير المالءة المالية لزبائنو قبؿ منحيـ‬
‫القرض أو لمتنبؤ المسبؽ لحاالت العجز التي يمكف أف تصيب المنظمات التي يتعامؿ معيا ‪ ،‬وظيرت‬
‫ىذه التقنية لتصنيؼ الزبائف في الواليات المتحدة األمريكية في سنوات الخمسينات مف القرف الماضي‬
‫وتطورت تدريجيا في فرنسا مع بداية سنوات السبعينات مف القرف الماضي‪ ،‬وىي اليوـ معروفة لدى سائر‬
‫مطبقي مالية المنظمات ‪:‬محمميف‪ ،‬منظمات قرض وخبراء محاسبيف‪...‬‬
‫وتيتـ منظمات القرض كثي ار بيذه الطريقة‪ ،‬ألنيا أكثر اتقانا مقارنة مع طريقة النسب المالية‪ ،‬ولكف‬
‫‪1‬‬
‫‪-Edith Giraglinger, les décisions d’investissement Exercices et ces corrigés de gestion, ed Nathan, Paris 1998,‬‬
‫‪p 29.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬حفٌان جهاد‪، ،‬ص ص‪.47-46:‬‬

‫‪47‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫استعماليا قميؿ‪ ،‬إذ تطبؽ خصوصا عمى القروض االستيالكية ‪.‬‬


‫حالة القروض الموجهة لألفراد‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يعتمد القرض التنقيطي بصفة عامة عمى التحميؿ التميزي‪ ،‬والذي يعتبر كمنيج إحصائي يسمح انطالقا‬
‫مف مجموعة مف المعمومات الخاصة لكؿ فرد مف السكاف‪ ،‬أف يميز بيف مجموعة مف الفئات المتجانسة‬
‫وفؽ معيار تـ وضعو سابقا‪ ،‬ووضع كؿ عنصر جديد في الفئة التي ينتمي إلييا ‪ ،‬وبالتالي يجب في ىذه‬
‫المرحمة‪:‬‬
‫تحديد الفئات والمعمومات الخاصة بكؿ فئة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫استعماؿ نتائج التحميؿ عمى كؿ طالب قرض جديد ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حالة القروض الموجهة لممنظمات‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫يتـ تقسيـ المنظمات إلى مجموعتيف ‪:‬مجموعة تحتوي عمى المنظمات التي ليا مالءة مالية جيدة‬
‫ومجموعة أخرى تحتوي عمى المنظمات التي ليا مالءة غير جيدة‪ ،‬وفقا لممعايير التالية‪:‬‬
‫تاريخ تأسيس المنظمة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫أقدمية وكفاءة مسيري المنظمة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مرد ودية المنظمة خالؿ سنوات متتالية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رقـ أعماليا المحقؽ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫نوعية المراقبة والمراجعة المستعممة مف قبميا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫رأسماليا العامؿ ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫طبيعة نشاطيا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫دراسة البدائل واختيار أسموب التعامل مع المخاطر‬ ‫‪‬‬
‫تعتبر ىذه المرحمة حاسمة في عممية تسيير المخاطر كونيا تتعمؽ باتخاذ القرار‪ ،‬وتبنى عمى دراسة‬
‫التقنيات التي ينبغي استخداميا لمتعامؿ مع كؿ مخاطرة‪ ،‬وبعبارة أكثر تحديداً تقرير أي التقنيات المتاحة‬
‫ينبغي استخداميا في التعامؿ مع كؿ مخاطرة‪ ،‬وعند اختيار البديؿ يقوـ مسير المخاطر بمحاولة تقرير‬
‫ماىية التقنية الواجب استخداميا لمتعامؿ مع مخاطرة معينة‪ ،‬إذ يدرس حجـ الخسارة المحتممة ومدى‬
‫احتماؿ حدوثيا‪ ،‬والموارد التي ستكوف متاحة لتعويض الخسارة حاؿ حدوثيا‪ ،‬ثـ يتـ إجراء تقييـ لمعوائد‬
‫والتكاليؼ المرتبطة بكؿ منيج أو تقنية ‪ ،‬ثـ عمى أساس أفضؿ المعمومات المتاحة واالسترشاد بسياسة‬
‫تسيير المخاطر في المنظمة يتـ اتخاذ القرار‪.‬‬
‫تنفيذ القرار‬ ‫‪‬‬
‫بعد تحديد البديؿ المتاح يمكف اتخاذ القرار بشأف البديؿ األمثؿ أو التقنية المثمى‪ ،‬وفي ىذه الحالة يجب‬
‫تصميـ وتنفيذ برنامج مناسب لمنع الخسارة أو المخاطرة‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫التقييم والمراجعة‬ ‫‪‬‬


‫يجب إدراج التقييـ والمراجعة في البرنامج لسببيف‪:‬‬
‫األول ‪:‬ألف عممية إدراج المخاطر ال تتـ في فراغ‪ ،‬فالمخاطر تتغير وتنشأ مخاطر جديدة وتختفي القديمة‬
‫ولذلؾ فالتقنيات التي كانت مناسبة باألمس قد ال تكوف المثمى اليوـ‪.‬‬
‫الثاني ‪:‬أف األخطاء ترتكب أحياناً‪ ،‬واجراء تقييـ ومراجعة لبرنامج إدارة المخاطر ولق اررات مسيري المخاطر‬
‫واكتشاؼ األخطاء قبؿ أف تصبح باىظة التكاليؼ‪.‬‬
‫ورغـ أف التقييـ والمراجعة يجب أف يكونا وظيفتيف متواصمتيف لمسير المخاطر‪ ،‬إال أف بعض المنظمات‬
‫تستعيف أيضاً باستشارييف بشكؿ دوري لمراجعة برنامجيا‪.‬‬
‫وفي األخير‪ ،‬حتى تتمكف البنوؾ مف ممارسة أنشطتيا المصرفية وغير المصرفية بنجاح‪ ،‬يتوجب عمييا‬
‫الحيازة عمى نظاـ شامؿ لتسيير المخاطر بشكؿ منظـ وفعاؿ‪ ،‬تحدد مف خاللو كافة العمميات واألدوات‬
‫والموارد والمسئوليات المطموبة لضماف تسيير فعاؿ لممخاطر‪ ،‬وعمى ذلؾ فإف إدارة المخاطر تعمؿ عمى‬
‫ضماف أف المخاطر‪:1‬‬
‫‪ ‬تـ تحديدىا بشكؿ يمكف االعتماد عميو ‪.‬‬
‫‪ ‬قد تـ قياسيا وتقييميا بشكؿ صحيح ‪.‬‬
‫‪ ‬يمكف الحد منيا بنجاح ‪.‬‬
‫‪ ‬تتـ متابعتيا ومراقبتيا بشكؿ جيد‪.‬‬
‫المطمب الرابع‪ :‬أساليب مواجهة مخاطر االئتمان‬
‫تعد المخاطر االئتمانية جزءاً طبيعياً مف القرار االئتماني‪ ،‬حيث يصعب إلى درجة االستحالة أف نجد ق ار اًر‬
‫ائتمانياً خالياً مف المخاطر‪ ،‬والقرار االئتماني في جوىره محاولة لمسيطرة عمى ىذه المخاطر والنزوؿ بيا‬
‫إلى أدنى مستوى ممكف‪ ،‬أو تحجيميا وابطاؿ مفعوليا نيائياً في المجاالت التي يكوف فييا ذلؾ ممكناً ‪.‬‬
‫فبعد قياـ البنؾ بتقدير نوع وطبيعة المخاطر التي قد تترتب عمى إقراض عميؿ ما‪ ،‬تأتي المرحمة التالية‬
‫التي تتمثؿ في اقتراح بعض اإلجراءات الوقائية‪ ،‬لكيفية التعامؿ مع ىذه المخاطر ومواجيتيا‪ ،‬بيدؼ‬
‫التغمب عمييا والتقميؿ مف آثارىا السمبية المتوقعة عمى نتائج القرار االئتماني‪ ،‬وفيما يمي بعض ىذه‬
‫األساليب ‪:2‬‬
‫بالنسبة لممخاطر المرتبطة بالعميؿ فيمكف التحكـ بيا‪ ،‬بتحرير اتفاؽ شرطي يعطي البنؾ الحؽ‬ ‫‪‬‬
‫في وضع قيود عمى قدرة المقترض في اتخاذ بعض الق اررات‪ ،‬التي يرى البنؾ أنيا قد تؤثر في قدرة العميؿ‬
‫عمى أعادة االئتماف الذي تـ منحو لو ‪.‬ومف األمثمة عمى تمؾ القيود‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬سمٌر الخطٌب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص ‪.22-89‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬إٌمان أنجرو‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص ص‪.54-- 52‬‬

‫‪49‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫‪ ‬اشتراط ضرورة الحصوؿ عمى موافقة البنؾ إذا ما قررت المنظمة الحصوؿ عمى قروض إضافية‬
‫مستقبال‪ ،‬كذلؾ قد يضيؼ شرطاً آخر ينص عمى أف مخالفة العميؿ ألي شرط مف شروط‬
‫االتفاؽ‪ ،‬يعني حؽ البنؾ في إلزامو بسداد القرض وفوائده فور وقوع المخالفة‪ ،‬ويطمؽ عمى ىذا‬
‫البند اإلضافي شرط اإلسراع في استرداد مستحقات البنؾ‪.‬‬
‫استفتاء الضمانات التي تالئـ كؿ حالة ائتمانية‪ ،‬وذلؾ حينما تسفر مؤشرات الدراسة عف أىمية‬ ‫‪‬‬
‫استيفاء ىذه الضمانات‪ ،‬فإذا فشؿ العميؿ في الوفاء بالتزاماتو ‪ ،‬يكوف لمبنؾ الحؽ في اتخاذ اإلجراءات‬
‫لمتصرؼ في األصؿ الموضوع ضمانا ‪.‬وىناؾ إجراء آخر‪ ،‬يتمثؿ في توقيع شخص ثالث عمى االتفاؽ‬
‫يتمتع بمركز مالي جيد‪ ،‬وكذلؾ ذو سمعة جيدة بوصفة ضامناً لمعميؿ‪ ،‬حيث يمكف الرجوع إليو إذا ما‬
‫فشؿ العميؿ في سداد القرض والفوائد‪.‬‬
‫ويمكف التحكـ في المخاطر المرتبطة بالبنؾ مانح االئتماف عف طريؽ تعزيز نظـ الرقابة والمتابعة‬ ‫‪‬‬
‫داخؿ البنؾ‪ ،‬ييدؼ منع وقوع األخطاء واكتشافيا في الوقت المناسب ووضع اإلجراءات الوقائية المالئمة‬
‫وسالمة التطبيؽ لمضوابط الخاصة بمنح كؿ نوع مف التسييالت االئتمانية المختمفة‪.‬‬
‫فيما يتعمؽ بالمخاطر المرتبطة بالظروؼ العامة‪ ،‬مثؿ مخاطر ارتفاع أسعار الفائدة في المستقبؿ‬ ‫‪‬‬
‫والتي تظير بوضوح بالنسبة لمقروض ذات اآلجاؿ الطويمة‪ ،‬ىذا النوع مف المخاطر يمكف التغمب عميو‬
‫باالتفاؽ مع العميؿ عمى استبداؿ القرض طويؿ األجؿ الذي يطمبو بقرض قصير األجؿ‪ ،‬يتجدد لعدد مف‬
‫المرات يحمؿ بسعر فائدة يتماشى مع المستويات السائدة عند إجراء التجديد‪.‬كما يمكف لمبنؾ أيضا االتفاؽ‬
‫مع العميؿ عمى سعر فائدة متحرؾ أو ما يسمى بتعويـ سعر الفائدة‪.1‬‬
‫كذلؾ قد تمجأ البنوؾ في حالة التسييالت الكبيرة الحجـ أو ذات المخاطر المرتفعة إلى نقؿ‬ ‫‪‬‬
‫المخاطر إلى أطراؼ أخرى‪ ،‬حيث يتـ طمب مشاركة بنوؾ أخرى في تقديـ ىذه التسييالت تحت ما يسمى‬
‫"االئتماف المشترؾ‪".‬‬
‫التأميف عمى القرض ‪:‬لعؿ مف إحدى الوسائؿ اليامة لتجنب خطر عدـ التسديد خاصة ىو التأميف‬ ‫‪‬‬
‫عمى القروض الممنوحة لممتعامميف‪ ،‬حيث يمزـ البنؾ عميمو بالتأميف‪ ،‬حتى يتمكف مف استرداد ما أمكف في‬
‫حالة تحقؽ الخط‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬منٌر إبراهٌم هندي‪،‬إدارة البنوك التجارٌة)مدخل اتخاذ القرار(‪ ،‬ط ‪ ، 3‬المكتب العربً الحدٌث‪ ،‬اإلسكندرٌة‪ ، 1996 ،‬ص‪230‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ٌ -‬حٌوش حسٌن‪ ،‬تسٌٌر مخاطر القرض)حالة القرض الشعبً الوطنً(‪ ،‬مداخلة مقدمة للمؤتمر العلمً السابع حول إدارة المخاطر فً ظل اقتصاد‬
‫المعرفة‪ ،‬جامعة الزٌتونة‪ - 19 ،‬أفرٌل ‪ ، 2007‬ص‪.5‬‬

‫‪50‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫المبحث الثاني ‪:‬لجنة بازل و تسيير المخاطر اإلئتمانية‬


‫و ىو المبحث الثاني مف ىذا الفصؿ و الذي أردنا مف خاللو دراسة أىـ ما جاءت بو لجنة بازؿ كونيا‬
‫نظاـ رقابي لممخاطر المصرفية‪ ،‬و بالرغـ مف الوسائؿ التي يستعمميا البنؾ في تقييـ المخاطر‪ ،‬اال أنو‬
‫يأخذ دائما االحتياطات الالزمة لكي يتجنبيا و ذلؾ مف خالؿ الوقاية و المعالجة ليذه المخاطر االئتمانية‬
‫و ىو ما سنتناولو الحقا في ىذا المبحث‪.‬‬
‫المطمب األول ‪ :‬تعريف لجنة بازل لمرقابة المصرفية‬
‫يعتبر رأس الماؿ المصرؼ أكثر المصادر لمحماية مف المخاطر و ىي الوسيمة الفعالة لمرقابة ألنو‬
‫يمكف تطبيؽ معايير رأس الماؿ بصورة موحدة عمى المؤسسات و التشريعات المختمفة ‪.‬وذلؾ أف رأس‬
‫الماؿ المطموب لو دور في مواجية مخاطر األصوؿ و استقرار المصارؼ و بناء الثقة‪ ،‬خاصة في حالة‬
‫األزمات المحتممة أو الفعمية‪ 1‬و مف ىذا المنطمؽ تأسست لجنة بازؿ لمرقابة المصرفية في نياية عاـ‬
‫‪1974‬و ىي لجنة استشارية فنية ال تستند إلى أية اتفاقية دولية‪ ،‬و إنما أنشئت بقرار مف محافظي البنوؾ‬
‫المركزية لمجموعة الدوؿ الصناعية العشر‪ ،‬فيي مؤلفة مف كبار ممثمي سمطات الرقابة المصرفية و الدوؿ‬
‫الصناعية حيث تتألؼ المجنة مف ‪ 11‬بمدا ‪:‬بمجيكا‪ ،‬كندا‪ ،‬فرنسا‪ ،‬ألمانيا‪ ،‬ايطاليا‪ ،‬الياباف‪ ،‬ىولندا‪ ،‬السويد‪،‬‬
‫سويسرا‪ ،‬المممكة المتحدة‪ ،‬الواليات المتحدة األمريكية‪ ،‬ثـ انضمت بعد ذلؾ لوكسمبورغ و اسبانيا و أصبح‬
‫العدد ‪ ، 13‬و عادة ما تجتمع ىذه المجنة في مقر بنؾ لمرقابة أربع مرات سنويا‪ ،‬و يساعدىا التسويات‬
‫الدولية )‪ Bank for International Settlement (BIS‬عدد مف فرؽ العمؿ مف الفنييف لدراسة‬
‫مختمؼ جوانب الرقابة عمى المصارؼ‪ ،‬و قد تـ إنشاء ىذه المجنة بعد و غرضيا األساسي ىو ‪ ،‬البنؾ‬
‫‪ Herstatt‬تحسيف مستوى الرقابة‬ ‫و أزمة البنؾ األلماني ىيرستات‬ ‫األمريكي فرنكميف‪Franklin‬‬
‫المصرفية بيف البنوؾ و ذلؾ في ثالثة جوانب و ىي‪: 2‬‬
‫فتح مجاؿ الحوار بيف البنوؾ المركزية لمتعامؿ مع مشكالت الرقابة المصرفية؛‬ ‫‪-‬‬
‫التنسيؽ بيف السمطات الرقابية المختمفة و مشاركة تمؾ السمطات مسؤولية و مراقبة و تنظيـ‬ ‫‪-‬‬
‫تعامميا مع المؤسسات المالية األجنبية بما يحقؽ كفاءة و فعالية الرقابة المصرفية؛‬
‫تحفيز و مساعدة نظاـ رقابي معياري يحقؽ األماف لممودعيف المستثمريف و الجياز المصرفي و‬ ‫‪-‬‬
‫يحقؽ االستقرار في األسواؽ المالية العالمية‪.‬‬
‫و عمى الرغـ مف أف توصيات المجنة ال تتمتع بأي صفة قانونية أو إلزامية‪ ،‬اال أنيا أصبحت مع مرور‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬طارق هللا خان‪ ،‬حبٌب أحمد‪ ،‬إدارة المخاطر تحلٌل قضاٌا فً الصناعة المالٌة اإلسالمٌة‪ ،‬ط‪ ، 1‬مكتبة ‪.‬الملك فهد الوطنٌة‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودٌة‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص ص‪. 103- 102‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬طٌبة عبد العزٌز‪ ،‬مراٌمً محمد‪ ،‬بازل ‪ 2‬و تسٌٌر المخاطر المصرفٌة بالبنوك الجزائرٌة‪ ،‬المؤتمر العلمً الدولً الثانً حول اصالح النظام‬
‫المصرفً الجزائري فً ظل التطورات ‪.‬العالمٌة الراهنة‪ ،،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ 12 -88،‬مارس ‪ 2008‬ص– ‪. 93‬‬

‫‪51‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫الوقت ذات قيمة فعمية كبيرة ‪.‬و تتضمف ق اررات و توصيات المجنة وضع المبادئ و المعايير المناسبة‬
‫لمرقابة عمى المصارؼ مع اإلشارة إلى نماذج الممارسات الجيدة في مختمؼ البمداف بغرض تحفيز الدوؿ‬
‫عمى إتباع تمؾ المبادئ و المعايير و االستفادة مف ىذه الممارسات‪.‬‬
‫ونشير في ىذا الصدد أف حسف إدارة المخاطر بالبنوؾ يستوجب االلتزاـ بالمبادئ األساسية التالية‪: 1‬‬
‫‪ -‬أف يكوف لدى كؿ بنؾ لجنة مستقمة تسمى " لجنة إدارة المخاطر " تيتـ بإعداد السياسة العامة‬
‫أما اإلدارة المتخصصة إلدارة المخاطر فتتولى تنفيذ تمؾ السياسات‪ ،‬كما تقوـ بمراقبة وقياس المخاطر‬
‫بشكؿ دوري‪.‬‬
‫‪ -‬تعييف " مسؤوؿ مخاطر "لكؿ نوع مف المخاطر الرئيسية تكوف لديو خبرة كافية في المجاؿ البنكي‪.‬‬
‫‪ -‬وضع نظاـ محدد لقياس ومراقبة المخاطر في كؿ بنؾ وتحديد األسقؼ االحت ارزية لالئتماف‬
‫والسيولة‪.‬‬
‫تقييـ أصوؿ كؿ بنؾ وخاصة االستثمارية كمبدأ أساسي لقياس المخاطر والربحية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬استخداـ أنظمة معمومات حديثة إلدارة المخاطر ووضع ضوابط أماف مالئمة ليا ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة وجود وحدة مراجعة داخمية مستقمة بالبنوؾ تتبع مجمس اإلدارة بالبنؾ مباشرة وتقوـ بالمراجعة‬
‫لجميع أعماؿ البنؾ بما فييا إدارة المخاطر‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬إتفاقية بازل األولى‬
‫تعتبر المخاطر االئتمانية ذات أىمية قصوى بالنسبة لممصارؼ و مف وجية نظر البنوؾ المركزية‪ ،‬و‬
‫ما جعؿ اتفاقية سنة ‪ 1988‬ـ تخص المخاطر االئتمانية ألصوؿ الميزانية و خارجيا تيدؼ الى‬ ‫ىذا‬
‫تقنيف رأس الماؿ المطموب‪.‬‬
‫و لكف المصارؼ تعمؿ في اقتراض و إقراض األمواؿ‪ ،‬و ألنيا تقرض‪ ،‬فاف ديونيا المستحقة تشكؿ جزء‬
‫كبير مف أصوليا‪ ،‬و نوعية ىذه األصوؿ تتوقؼ عمى مدى تحصيؿ ىذه الديوف بالكامؿ في مواعيد‬
‫استحقاقيا‪ ،‬و عدـ السداد في الوقت المحدد وارد دائما و يتوقؼ عمى الجدارة االئتمانية لممقترض و ليذا‬
‫ما ييـ المراقبيف أف تدرؾ المصارؼ مخاطرىا االئتمانية و أف تحتفظ بالحد األدنى لرأس الماؿ المطموب‪.‬‬
‫ففي عاـ ‪ ، 1988‬كاف لكؿ بمد مف البمداف تنظيمات خاصة بيا بشأف الحد األدنى لمتطمبات رأس الماؿ‬
‫المنافسة عمى المستوى العالمي بيف البنوؾ ‪.‬باإلضافة إلى )‪ (distorsion‬لممصارؼ‪ ،‬مما أدى ذلؾ إلى‬
‫تشويو ذلؾ‪ ،‬التنظيـ األقؿ حدة في بعض الحاالت أدى إلى انييار بعض البنوؾ‪ ،‬و ىو ما أثر عمى‬
‫استقرار القطاع المالي ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حسٌن بلعجوز‪ " ،‬إدارة المخاطر البنكٌة والتحكم فٌها " الملتقى الوطنً حول المنظومة المصرفٌة فً األلفٌة الثالثة ‪:‬منافسة ‪ -‬مخاطر ‪ -‬تقنٌات‪،‬‬
‫جامعة جٌجل ‪ٌ ،‬ومً‪ 9 – 7‬جوان‪ ،‬ص‪. 2005‬‬

‫‪52‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬
‫‪1‬‬
‫حيث قدمت المجنة‬ ‫و بذلؾ شيد عاـ ‪ 1988‬أوؿ ظيور لالتفاؽ عمى األنظمة المصرفية الدولية‪،‬‬
‫تقريرىا األوؿ عاـ ‪ 1987‬ـ لمحافظي البنوؾ المركزية و قد ركز التقرير بصورة كبيرة عمى وضع معيار‬
‫لقياس كفاية رأس الماؿ مف أجؿ تحقيؽ التوافؽ في األنظمة و الممارسات الرقابية الوطنية و في يوليو‬
‫‪1988‬ـ تمت الموافقة عمى التقرير النيائي الذي قدمتو لجنة بازؿ‪ ،‬و الذي ييدؼ إلى تقوية و استقرار‬
‫النظاـ المصرفي الدولي و إزالة المنافسة غير العادلة بيف المصارؼ‪.‬‬
‫نسبة المالءة ‪ "G‬ركزت اتفاقية ‪ 1988‬عمى مخاطر االئتماف‪ ،‬و فرضت عمى المصارؼ الدولية‪" 10‬‬
‫المشتركة‪ ،‬و التسمية الشائعة ليا نسبة كوؾ؛ و تحسب عمى النحو التالي‪:‬‬

‫األموال الذاتية الصافية‬

‫‪%8‬‬ ‫=‬ ‫نسبة كوك‬


‫األخطار المرجحة‬

‫كما قسمت لجنة بازؿ رأس الماؿ الى شريحتيف ‪:‬المستوى األوؿ رأس الماؿ األساسي ( رأس الماؿ‬
‫واالحتياطات) و المستوى الثاني رأس الماؿ التكميمي ‪**.‬و حددت بأف المستوى األوؿ يجب أف يمثؿ‬
‫‪4%‬مف األصوؿ المرجحة‪ ،‬و فضمت في تقييـ كفاية األمواؿ الخاصة بنسب المخاطرة المرجحة حسب‬
‫أصناؼ األصوؿ و ذلؾ تبعا لدرجة المخاطرة النسبية‪ ،‬و حددت المجنة ضمف مقرر بازؿ‪ 1‬خمسة أوزاف‬
‫ترجيحية تطبؽ بغرض حساب األصوؿ المرجحة لمخاطر االئتماف و ىي ‪ 0:‬بالمائة‪ 10 ،‬بالمائة ‪20 ،‬‬
‫بالمائة ‪ 50 ،‬بالمائة و ‪100‬بالمائة‪ ،‬مع األخذ بعيف االعتبار انتماء المقترض ألي دولة في المجموعتيف‬
‫دوؿ ‪ 2*** OECD‬دوؿ خارج ‪ OECD‬و ترجيحات األصوؿ داخؿ الميزانية موضحة في الجدوؿ‬
‫األتي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-Mohamed AMBAR, La Gestion de Risque de Crédit par La Méthode RAROC, Diplôme Supérieur des Etude‬‬
‫‪Bancaire, Ecole Supérieur de Banque, Alger, Octobre 2007, p 15.‬‬
‫‪ٌ **-‬تكون رأس المال التكمٌلً من مجموع االحتٌاطات غٌر المعلنة و احتٌاطات اعادة التقٌٌم و احتٌاطات خسائر القروض العامة و أدوات الدٌن‬
‫الهجٌنة‪ ،‬و الدٌون التابعة ألجل خمس سنوات ( على أن تكون فً حدود ‪ 50 %‬من الطبقة األولى لرأس المال ‪ ).‬و ٌتعٌن على المسؤولٌن التأكد من أن‬
‫رأس المال التكمٌلً ال ٌزٌد عن ‪ 50 %‬من رأسمال البنك‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪ :Organisation for Economic Cooperation and Development :OECD ***-‬منظمة التعاون االقتصادي و التنمٌة‪ ،‬حٌث دول‬
‫‪ OECD‬و هً الدول التً تنتمً الى المنظمة‪ ،‬أما دول خارج‪ OECD‬فهً الدول التً ال تنتمً الى المنظمة ‪.‬‬

‫‪53‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫الجدول رقم (‪ : )1‬أوزان المخاطر المرجحة لألصول والعناصر داخل الميزانية حسب نسبة بازل‬

‫نوعية األصول‬ ‫درجة المخاطر‬


‫‪ -‬النقدية‬
‫‪ -‬المطموبات مف الحكومات المركزية بالعممة المحمية والممولة‬
‫بيا؛‬
‫‪%0‬‬
‫‪ -‬المطموبات بضمانات نقدية وبضمانات أوراؽ مالية صادرة مف‬
‫الحكومات المركزية مف دوؿ ‪ OCDE‬أو مضمونة مف قبؿ‬
‫الحكومات المركزية لدوؿ ‪OCDE‬‬
‫‪ %0‬أو ‪ %10‬أو ‪ % 20‬أو ‪ %50‬المطموبات مف مؤسسات القطاع العاـ المحمية والقروض المضمونة مف‬
‫أو المغطاة بواسطة إصدارات أوراؽ مالية مف تمؾ المؤسسات‬ ‫حسبما تقرر السمطات المحمية‬
‫‪ -‬المطموبات المضمونة مف بنوؾ التنمية متعددة األطراؼ‪،‬‬
‫وكذلؾ المطموبات المضمونة أو المغطاة بأوراؽ مالية صادرة‬
‫عف تمؾ البنوؾ؛‬
‫‪ OCDE‬وكذا‬ ‫‪ -‬المطموبات مف البنوؾ المسجمة في دوؿ‬
‫القروض المضمونة منيا؛‬
‫‪ -‬المطموبات مف شركات األوراؽ المالية المسجمة في دوؿ‬
‫‪ OCDE‬والخاضعة التفاقيات رقابية وكذا مطموبات بضمانات‬
‫تمؾ الشركات؛‬
‫‪ -‬المطموبات مف البنوؾ المحمية خارج دوؿ ‪ OCDE‬والمتبقي‬ ‫‪% 20‬‬
‫عمى استحقاقيا أقؿ مف عاـ وكذا القروض المتبقي عمييا‬
‫أقممف عاـ والمضمونة مف بنوؾ مسجمة خارج دوؿ ‪OCDE‬؛‬
‫‪ -‬المطموبات مف مؤسسات القطاع العاـ غير المحمية في دوؿ‬
‫‪ OCDE‬والتي ال تتضمف مطموبات الحكومة المركزية‬
‫والقروض المضمونة بواسطة إصدارات أوراؽ مالية مف ىذه‬
‫المؤسسات؛‬
‫‪ -‬النقدية تحت التحصيؿ‬

‫‪54‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫‪ -‬القروض المضمونة بالكامؿ برىونات عمى العقارات السكنية التي‬


‫يشغميا المقترضوف أو التي سيؤجرونيا لمغير؛‬ ‫‪%50‬‬
‫‪ -‬المطموبات مف القطاع الخاص‬
‫‪ -‬المطموبات مف البنوؾ المسجمة خارج دوؿ ‪ OCDE‬والتي‬
‫يتبقى عمى ميعاد استحقاقيا فترة تزيد عف عاـ؛‬
‫‪ -‬المطموبات مف الحكومات المركزية خارج دوؿ ‪ OCDE‬والتي‬
‫يتبقى عمى ميعاد استحقاقيا فترة تزيد عف عاـ؛‬
‫‪ -‬المطموبات مف الحكومات المركزية خارج دوؿ ‪ OCDE‬ما لـ‬
‫تكف ممنوحة بالعممة الممحية وممولة بيا؛‬
‫‪ -‬المطموبات مف الشركات التجارية الممموكة لمقطاع العاـ؛‬ ‫‪%100‬‬
‫‪ -‬المباني واآلالت واألصوؿ األخرى الثابتة؛‬
‫‪ -‬العقارات واالستثمارات (بما في ذلؾ االستثمارات في شكؿ‬
‫مساىمات في شركات أخرى لـ تدخؿ في الميزانية الموحدة‬
‫لمبنؾ؛‬
‫‪ -‬األدوات الرأسمالية التي أصدرتيا بنوؾ أخرى ما لـ تكف قد‬
‫استبعدت مف رأس الماؿ؛‬
‫‪ -‬باقي األصوؿ األخرى‪.‬‬
‫المصدر‪ :‬د‪ .‬سميماف ناصر‪ ،‬النظاـ المصرفي الجزائري واتفاقيات بازؿ‪ ،‬الممتقى الوطني األوؿ حوؿ المنظومة المصرفية الجزائرية‬
‫والتحوالت االقتصادية‪ ،‬الواقع وتحديات‪ ،‬جامعة الشمؼ‪ ،‬ديسمبر ‪ ،2004‬ص ‪.282‬‬
‫و في يناير ‪ 1996‬أضافت لجنة بازؿ معايير التفاقيا األوؿ‪ ،‬حيث تـ مف خاللو إلزاـ البنوؾ باالحتفاظ‬
‫برأسماؿ لمواجية مخاطر السوؽ*‪ ،‬ليتـ العمؿ بو بدء مف بداية عاـ ‪ 1997‬و قد حددت لجنة بازؿ في‬
‫ىذا التعديؿ نموذجيف لحساب متطمبات رأس الماؿ ىما ‪:‬النموذج المعياري‪ ،‬و نماذج قياس المخاطرة‬
‫الداخمية ‪. 1‬‬
‫لكف رغـ ذلؾ لـ تقتصر المجنة عمى وضع حدود دنيا لكفاية رأس الماؿ في المصارؼ‪ ،‬ألنيا قدرت‬
‫مواجية المخاطر المصرفية يتطمب مجموعة مف القواعدو المبادئ لتنفيذ الرقابة عمى البنوؾ ‪.‬‬

‫*‪ -‬تهدف اللجنة من هذا التعدٌل الى احتفاظ البنوك برأس المال لمقابلة المخاطر الناجمة عن تقلبات أسعار األصول المالٌة و معدالت الفوائد فً‬
‫األسواق المالٌة ( أسعار صرف العمالت‪ ،‬أسعار السلع ‪:‬البترول‪ ،‬المعادن ) سواء كانت بنود داخل المٌزانٌة أو خارج المٌزانٌة‪.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- Bazel Committee on Banking Supervision, Amendment to The Capital Accord To Incorporate Market Risks,‬‬
‫‪January 1996, p 1‬‬

‫‪55‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫فأصدرت المجنة سنة ‪ ،1997‬المبادئ األساسية لمرقابة المصرفية تمثمت في إرشادات رقابية يمكف أف‬
‫تستخدميا السمطات الرقابية في التعامؿ مع الرقابة في البنوؾ‪ ،‬و تبعتيا في سنة ‪ 1999‬وضع منيجية‬
‫لمتأكد مف تطبيؽ ىذه المبادئ مف قبؿ البنوؾ‪.‬‬
‫و عمى الرغـ مف المساىمات التي قدمتيا اتفاقية بازؿ األولى في تحقيؽ أىداؼ المجنة اال أف التجربة‬
‫أثبتت أف ىناؾ حاجة إلى تطوير متطمبات رأس الماؿ و نظـ الرقابة عمى المصارؼ‪ ،‬و ما حدث في‬
‫أزمة جنوب شرؽ أسيا و أثرىا عمى المصارؼ المحمية و الدولية أبرز شاىد عمى صحة ذلؾ و مف أىـ‬
‫‪1‬‬
‫االنتقادات الموجية الى بازؿ ‪ 1‬ما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬لـ تعد نسبة كفاية رأس الماؿ المحتسبة وفؽ بازؿ ‪ 1‬مقياسا جيدا لموضع المالي لمبنوؾ في جميع‬
‫األحواؿ‪ ،‬و ذلؾ بسبب التطورات التي شيدتيا األسواؽ المالية خالؿ العقد األخير‪ ،‬فقد أثبتت‬
‫التجارب أنو ال توجد عالقة ثابتة بيف تعثر المصارؼ و نسبة مالءتيا و التي مف المفروض أف‬
‫تعبر عف قدرتيا في استيعاب الصدمات ‪.‬‬
‫‪ ‬المنيجية المستخدمة في ترجيح األصوؿ‪ ،‬تنتج في أغمب األحواؿ مقياسا بسيطا و ذو عالقة‬
‫منخفضة لمقدار التعرض لمخاطر االئتماف‪ .‬فيذه الطريقة ال تراعي عمالء البنؾ الواحد‬
‫المصنفوف داخؿ نفس الفئة‪.‬‬
‫‪ ‬أف بعض أنواع التعامالت ال تحفز اتفاقية بازؿ المصارؼ عمى استخداـ أساليب السيطرة في‬
‫تخفيض المخاطر حيث أف اتفاقية بازؿ األولى ال تسمح بتخفيض متطمبات أر الماؿ مقابؿ‬
‫الضمانات النقدية و ضمانات الحكومات المركزية‪.‬‬
‫‪ ‬ال تأخذ لجنة بازؿ بعيف االعتبار أثر التنويع في محفظة القروض‪ ،‬فالمخاطر ال تقترف باألصوؿ‬
‫فقط وانما أيضا بكيفية توزيعيا باعتبار أف التنويع يؤثر عمى حجـ المخاطر الكمية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬مٌرفت علً أبو كمال‪،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص‪.40- 39‬‬

‫‪56‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫المطمب الثالث‪ :‬اتفاقية بازل الثانية‬


‫سبؽ أف أصدرت لجنة بازؿ لمرقابة المصرفية مقررات بشأف تطبيؽ معيار موحد لرأس الماؿ‪ ،‬يغطي‬
‫المخاطر االئتمانية التي تواجييا البنوؾ‪ ،‬و قد وافؽ محافظو البنوؾ المركزية لمدوؿ الصناعية عمى ىذه‬
‫المقررات خالؿ يونيو ‪ ، 1988‬و بالتالي أصبح مف المتعارؼ عميو أف تقييـ مالءة البنوؾ ترتبط بمدى‬
‫استيفائيا لمحد األدنى لممعيار المذكور‪.‬‬
‫كما أصدرت المجنة خالؿ يونيو ‪ 1999‬مقترحات جديدة لتطوير أسموب حساب معيار كفاية رأس الماؿ‬
‫أطمؽ عميو بازؿ ‪ 2‬و طمبت المجنة أف يتـ موافاتيا بالتعقيب عمى ىذه المقترحات حتى أخر مارس‪2000‬‬
‫تمييدا إلصدار توصيات نيائية في ىذا المجاؿ خالؿ عاـ ‪.2000‬‬
‫و نظ ار لالنتقادات التي وجيت إلى ىذه المقترحات مف العديد مف البنوؾ ذات االنتشار الدولي و السمطات‬
‫الرقابية و الجيات المعنية‪ ،‬فقد أصدرت المجنة مقترحات معدلة خالؿ يناير ‪ 2001‬لتتمقى التعقيب عمييا‬
‫في نياية ‪ ، 2001‬إال أنو نظ ار لتكرار بعض االنتقادات فقد صدر عف المجنة ورقة شبو نيائية بشأف ىذا‬
‫المعيار‪ ،‬بحيث تتمقى التعقيبات النيائية عمييا في موعد أقصاه ‪ 31‬يوليو ‪ 2003‬تمييدا إلصدارىا في‬
‫شكميا النيائي مع الربع األخير مف عاـ ‪ ، 2003‬عمى أف يبدأ العمؿ بيا في نياية‪.2006‬‬
‫و بالفعؿ أخذت العديد مف مصارؼ الدوؿ الكبرى الخطوات الالزمة لتنفيذ األحكاـ االتفاقية الجديدة‪،‬‬
‫و بذلؾ تكوف بازؿ‪ ، 2‬أكثر مرونة و مالئمة لميمة بازؿ ‪.‬و عميو ينبغي تحسيف قدرة النظاـ المصرفي‬
‫الدولي و أف يشرؼ عمى المصارؼ الفردية لتحمؿ الصدمات المالية في المستقبؿ‪.‬‬
‫و قد تمثمت المقترحات الجديدة و التي أطمؽ عمييا متطمبات بازؿ ‪ 2‬في توسيع قاعدة و إطار كفاية رأس‬
‫‪1‬‬
‫الماؿ الذي يضمف تحقيؽ األىداؼ التالية‪:‬‬
‫‪ ‬زيادة معدالت األماف و سالمة النظاـ المالي العالمي‪.‬‬
‫‪ ‬تحقيؽ العدالة في المنافسة و تدعيـ التساوي و التوازف في المنافسة بيف البنوؾ دولية النشاط و‬
‫ضماف تكافؤ األنظمة و التشريعات و عدـ التعارض بيف األىداؼ السياسية و األىداؼ العامة‪.‬‬
‫‪ ‬إدخاؿ منيج أكثر شمولية لمعالجة المخاطر مف خالؿ إدراج العديد مف المخاطر التي لـ تكف‬
‫متضمنة مف قبؿ و إيجاد نماذج اختبار جديدة أكثر مالئمة لتطبيقيا في البنوؾ عمى كافة‬
‫مستوياتيا ‪.‬‬
‫‪ ‬تشجيع المصارؼ عمى انتياج ممارسات سميمة و شاممة إلدارة المخاطر و باألخص إدارة‬
‫المخاطر االئتمانية‪ ،‬و ذلؾ بإدخاؿ أساليب متقدمة لقياس مخاطر االئتماف خاصة تطبيؽ منيج‬
‫التصنيؼ الداخمي الذي يعتبر مف أىـ منافع االتفاقية الجديدة ‪.‬و يمكف تحقيؽ ذلؾ مف خالؿ‬

‫‪-1‬سمٌر الخطٌب‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪. 41‬‬

‫‪57‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫مقترحات لجنة بازؿ بدعائميا الثالثة( الحد األدنى لكفاية رأس الماؿ‪ ،‬المراجعة اإلشرافية و انضباط‬
‫السوؽ)كمدخؿ تستند عميو االتفاقية‪.‬‬
‫‪ ‬المراسمة‪ ،‬االتصاؿ و التحاور بيف المختصيف في مجاؿ الصناعة المصرفية‪.‬‬
‫ترى المجنة لبموغ ىذه األىداؼ يتعيف عمى سمطات الرقابة االعتماد عمى ثالث ركائز في بناء تنظيـ‬
‫احترازي ‪:‬المتطمبات الدنيا لرأس الماؿ‪ ،‬عممية المراجعة مف قبؿ السمطة الرقابية‪ ،‬انضباط السوؽ‪ ،‬حيث‬
‫لكؿ منيا معايير و أحكاـ ‪.‬و تعتقد المجنة أف التطبيؽ األفضؿ لالتفاقية الجديدة يتـ عف طريؽ االلتزاـ‬
‫بالدعائـ الثالثة‪.1‬‬
‫الدعامة األولى‪:‬المتطمبات الدنيا لرأس الماؿ‪Pillar I : Minimum Capital Requirements‬‬
‫تعرض ىذه الدعامة كيفية حساب متطمبات كفاية رأس الماؿ الالزـ لمخاطر االئتماف و مخاطر السوؽ‬
‫رأس الماؿ (لـ يتغير)‬ ‫ومخاطر التشغيؿ وفقا لمعالقة التالية ‪:‬‬
‫معدل كفاية رأس المال (الحد األدنى‪= )%8‬‬
‫األصوؿ واإللتزامات العرضية المرجحة بأوزاف‬
‫المخاطر‪(12,5+‬مخاطرالسوؽ‪+‬مخاطر التشغيؿ)‬
‫و يبقى اإلطار الجديد عمى كؿ مف التعريؼ الحالي لرأس الماؿ و الحد األدنى لمتطمبات رأس الماؿ‬
‫إلى األصوؿ المرجحة بأوزاف مخاطرىا بنسبة ‪ 8‬بالمائة‪ ،‬و يتطمب الوصوؿ إلى معدؿ كفاية رأس الماؿ‬
‫قياس كؿ مف طرؽ لقياس كؿ منيا و في مخاطر االئتماف و مخاطر السوؽ و مخاطر التشغيؿ‪ ،‬و قد‬
‫حددت مقررات بازؿ ‪ 2‬ىذا الصدد نالحظ ما يمي‪:‬‬
‫‪ 1.‬أف لجنة بازؿ استحدثت نوعا جديدا مف المخاطر و ىي المخاطر التشغيمية‪.‬‬
‫‪ 2.‬لـ تجر تعديالت تذكر عمى المخاطر السوقية التي استحدثت مع منتصؼ التسعينات‪.‬‬
‫‪ 3.‬تـ إجراء تعديالت جوىرية عمى المخاطر االئتمانية حيث سمحت لجنة بازؿ بثالث بدائؿ لقياس تمؾ‬
‫المخاطر و ىي‪:‬‬
‫‪ ‬المنيج المعياري أو القياسي ‪Standardized Approach‬‬
‫‪ ‬منيج التصنيؼ الداخمي األساسي لمخاطر االئتماف ‪Foundation IRB Approach‬‬
‫‪ ‬منيج التصنيؼ الداخمي المتقدـ لمخاطر االئتماف ‪Advanced IRB Approach‬‬
‫الدعامة الثانية ‪:‬عمميات المراجعة مف قبؿ السمطة الرقابية ‪Supervisory Review Process‬‬
‫تركز الدعامة الثانية عمى عممية المراجعة لتنفيذىا عمى المستوى الوطني ‪.‬و يتطمب تدقيؽ المراجعة مف‬
‫المشرفيف ضماف أف كؿ بنؾ لديو تقييـ داخمي سميـ لمدى كفاية رأس الماؿ عمى أساس إجراء تقييـ شامؿ‬
‫لمخاطرىا‪ ،‬كماأنو عمى المصارؼ أف تقوـ بإجراء عممية تقييـ شامؿ لكفاية رأس الماؿ عمى أساس مايمي‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حفٌان جهاد ‪ ،‬مرجع سبق ذكره ‪ ،‬ص ص ‪.59،55‬‬

‫‪58‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫‪ ‬مجمس الرقابة و اإلدارة العميا؛‬


‫‪ ‬التقييـ السميـ لرأس الماؿ؛‬
‫‪ ‬التقدير الشامؿ لممخاطر؛‬
‫‪ ‬الرقابة و إعداد التقارير؛‬
‫‪ ‬مراجعة عممية الرقابة الداخمية‬
‫و تيدؼ ىذه المراجعة إلى التأكد مف كفاية رأس الماؿ بحسب نوعية مخاطر البنؾ و إستراتيجية‬
‫المحافظة عمى المستويات المتطمبة لرأس الماؿ‪ ،‬و في ىذا المجاؿ تقترح المجنة أربعة مبادئ أساسية‬
‫يجب أف تتبعيا السمطة الرقابية و ىي‪:‬‬
‫المبدأ األول‪:‬‬
‫يجب أف يكوف لدى كؿ بنؾ الوسيمة المناسبة لتقييـ مدى كفاية رأس الماؿ لديو بصفة عامة وفقا لنوعية‬
‫المخاطر التي يتعرض ليا‪ ،‬مع وضع إستراتيجية لمحفاظ عمى مستوى رأس الماؿ لديو‪.‬‬
‫المبدأ الثاني‪:‬‬
‫يجب أف تقيـ السمطة الرقابية النظـ المتوفرة لدى البنوؾ داخميا لتقييـ رأس الماؿ و ما لدييا مف‬
‫استراتيجيات و الوقوؼ عمى مدى قدرتيا عمى مراقبة التزاميا بالنسب المحددة مف جانب السمطة الرقابية‬
‫فيما يتعمؽ برأس الماؿ‪ ،‬و في حالة التوصؿ إلى عدـ كفاية اإلجراءات المتخذة مف جانب البنؾ في ىذا‬
‫الصدد يتعيف عمييا أف تتخذ اإلجراءات المناسبة‪.‬‬
‫المبدأ الثالث‪:‬‬
‫يجب أف تتوقع السمطة الرقابية أف البنوؾ سوؼ تحتفظ بمعدؿ كفاية رأس الماؿ أعمى مف الحد األدنى‬
‫المطموب‪ ،‬كما يجب أف يكوف لدى السمطة الرقابية القدرة عمى أف تطمب مف البنوؾ االحتفاظ بمعدؿ أعمى‬
‫مف الحد األدنى‬
‫المبدأ الرابع‪:‬‬
‫يجب عمى السمطة الرقابية أف تحاوؿ التدخؿ في مراحؿ مبكرة لمنع انخفاض رأس الماؿ عف الحد األدنى‬
‫المطموب‪ ،‬و ذلؾ تيدؼ دعـ سمات المخاطر لدى البنوؾ‪ ،‬كما يجب أف تطالب السمطة الرقابية البنوؾ‬
‫باتخاذ اإلجراءات التصحيحية إذا لـ يتـ االحتفاظ بمعدؿ رأس الماؿ أو لـ يتـ استعادتو إلى المستويات‬
‫المطموبة‪.‬‬
‫ىذه المبادئ األربعة تتطمب مف البنوؾ أف تقوـ بتقييـ وضعية كفاية رأس الماؿ بحيث تتناسب مع‬
‫المخاطر الكمية التي تتعرض ليا‪ ،‬أما بالنسبة لممراقبيف ( السمطات الرقابية ‪(Supervisors‬‬
‫فيتطمب منيـ مراجعة العمميات الخاصة بتحديد كفاية رأس الماؿ و اتساقيا مع المخاطر الكمية التي‬
‫تتعرض ليا البنوؾ‪ ،‬و اتخاذ القررات أو األمور المناسبة بالنسبة لتقييمات البنوؾ ‪.‬إذ تعتبر ىذه المبادئ‬

‫‪59‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫ضرورية جدا لضماف فعالية اإلدارة بالنسبة لتنظيمات البنؾ و الرقابة المصرفية الفعالة ‪.‬و إف الحكـ عمى‬
‫المخاطر التي تتعرض ليا البنوؾ و كذلؾ كفاية رأس الماؿ بصورة دقيقة البد أف يتضمف متطمبات أكثر‬
‫مف مجرد تقييـ البنؾ لمتطمبات معدؿ كفاية رأس الماؿ‪.‬‬
‫إف دعامة عمميات المراجعة الرقابية في اتفاؽ بازؿ ‪ 2‬يوفر لمبنوؾ فوائد كبيرة مف خالؿ تركيز ىذه‬
‫الدعامة عمى أىمية حاجة البنوؾ لقدرة عالية لتقييـ المخاطر المصرفية‪ ،‬و أف يكوف لدى المراقبيف قدرة‬
‫عالية في كيفية تقييـ المخاطر المصرفية ‪.‬و مف المعروؼ أف الصناعة المصرفية تتميز بالتطور المستمر‬
‫و إدخاؿ أدوات مالية جديدة و في الغالب تكوف مخاطر األدوات الجديدة كبيرة‪ ،‬لذا يجب عمى المراقبيف‬
‫أف يكونوا عمى دراية جيدة بتقييـ تمؾ المخاطر و ذلؾ مف خالؿ تقييميـ لمبنوؾ الخاصة في تقييـ تمؾ‬
‫المخاطر ‪.‬و حتى تتمكف البنوؾ مف تطبيؽ الدعامة الثانية بطريقة سميمة‪ ،‬فيجب أف تتبنى نظاما جيدا‬
‫إلدارة المخاطر المصرفية يرتبط ارتباطا وثيقا بأساليب المخاطر التي حددتيا االتفاقية في الدعامة األولى‬
‫و التي يختار منيا البنؾ ما يتناسب مع ظروفو و الموارد البشرية و المادية المتاحة لو‪.‬‬
‫الدعامة الثالثة ‪:‬انضباط السوؽ( الشفافية المالية ) ‪Market Discipline‬‬
‫يعتبر انضباط السوؽ مف أىـ متطمبات بازؿ و ىي بمثابة الدعامة الثالثة لو‪ ،‬فالغرض منيا ىو تكممة‬
‫الدعامتيف األولى و الثانية ‪ ،‬حيث ال داع لوجود الضوابط الخاصة لمدعامتيف األولى و الثانية بدوف‬
‫طمأنة جميور المستفيديف‪ ،‬لذلؾ فاف الدعامة الثالثة ليست إال مجموعة مف المتطمبات التي تسمح‬
‫لممشاركيف في السوؽ بتقديـ المعمومات الخاصة بدرجة كفاية رأس الماؿ ‪.‬و بما أف أحد أىداؼ االتفاؽ‬
‫الجديد ىو تحقيؽ المنافسة المتكافئة في الصناعة المصرفية‪ ،‬فاف اإلفصاح يحقؽ ىذا اليدؼ بإعالـ‬
‫المشاركيف في السوؽ بمدى سالمة وجود البنؾ‪.‬‬
‫و تقترح المجنة مزيدا مف اإلفصاح عف معيار كفاية رأسماؿ البنؾ و نوعية مخاطره و حجميا و السياسة‬
‫المحاسبية المتبعة لتقييـ أصولو و التزاماتو و تكويف المخصصات‪ ،‬و استراتيجياتو لمتعامؿ مع المخاطر‬
‫و نظاـ البنؾ الداخمي لتقدير حجـ رأس الماؿ المتطمب‪ ،‬مع تسميـ المجنة باختالؼ الوسائؿ التي تتبعيا‬
‫السمطات الرقابية الداخمي لتقدير حجـ رأس الماؿ المتطمب‪ ،‬مع تسميـ المجنة باختالؼ الوسائؿ التي‬
‫تتبعيا السمطات الرقابية إللزاـ البنوؾ بالوفاء بمتطمبات اإلفصاح‪ ،‬و التي ترى المجنة أنيا سوؼ تعتمد‬
‫عمى الصالحيات القانونية التي يتـ توفيرىا لمسمطات الرقابية ‪.‬‬
‫كما سوؼ ييدؼ ىذا اإلفصاح إلى تشجيع البنوؾ عمى إتباع الممارسات المصرفية السميمة‪ ،‬و تمكيف‬
‫المشاركيف في األسواؽ مف تقييـ المعمومات األساسية بشأف المخاطر التي يتعرض ليا البنؾ و عالقتيا‬
‫برأس الماؿ‪ ،‬أخذا في االعتبار مبدأ األىمية النسبية‪.‬‬
‫و ترى المجنة أيضا أف ىذا اإلفصاح يجب أف ال يتعارض مع معايير المحاسبة المطبقة‪ ،‬مع مراعاة عدـ‬

‫‪60‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫التوسع غير المالئـ في نشر المعمومات التي قد يصعب تفسيرىا أو التي ال تمكف مف الوقوؼ عمى حجـ‬
‫المخاطر الفعمية التي يتعرض ليا البنؾ والشكؿ التالي يوضح ركائز إتفاقية بازؿ الثانية ‪:‬‬

‫الشكل رقم (‪ )5‬ركائز اتفاقية بازل الثانية‬

‫المراجعة الرقابية‬ ‫كفاية رأس المال‬


‫انضباط السوق‪:‬‬ ‫لحماية من المخاطرو‬ ‫لتغطية‪:‬‬
‫ذلك عن طريق‪:‬‬
‫أي شفافٌة إدارة‬ ‫‪ -‬تحقٌق الحد األدنى‬
‫البنك فً التعامل مع‬ ‫‪-‬مخاطر االئتمان؛‬
‫لنسبة المالءة(الكفاٌة)‬ ‫‪-‬مخاطر السوق؛‬
‫كافة المتعاملٌن معها‪.‬‬ ‫لرأس المال‪.‬‬ ‫‪-‬مخاطر التشغٌل‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬مف إعداد الطالبة باإلعتماد ‪ -‬أمٌن عواد‪ ،‬المقاربة الحدٌثة إلدارة المخاطر و الصعوبات التً تواجهها لبنان فً‬
‫تطبٌقها‪ ،‬مؤتمر تقٌٌم سٌاسات إدارة مخاطر االئتمان‪ ،‬لجنة الرقابة على المصارف لبنان‪ ،‬بٌروت‪2007 /01/ 15،‬‬
‫ص‪. 30،‬‬
‫المطمب الرابع ‪ :‬إتفاقية بازل الثالثة‬
‫بالرغـ مف نجاعة و فعالية اتفاقية بازؿ ‪، 2‬إال أف المنظومة المصرفية تعرضت لبعض األزمات‬
‫المالية‪ ،‬إذ واجو العالـ منذ بداية عاـ ‪ 2008‬حتى يومنا ىذا‪ ،‬أزمة مالية عالمية لـ يسبؽ ليا مثيؿ في‬
‫وجودثغارت عديدة في إطار عمؿ بازؿ‪ 2‬والى عدـ قدرتيا‬
‫ا‬ ‫التاريخ الحديث‪،‬وىو ما يوحي بالضرورة إلى‬
‫عمى تجنب أزمات مماثمة في المستقبؿ ‪،‬منيا عدـ كفاية أ رس الماؿ لمبنؾ خالؿ األزمات و االعتماد‬
‫المفرط عمى مؤسسات التصنيؼ االئتماني و االنتشار الكبير لممنتجات المالية المعقدة أو التوسع الكبير‬
‫لمتوريؽ المصرفي و إعادة التوريؽ و الممارسات الضعيفة في إدارة المخاطر ‪،‬ال سيما مخاطر السيولة‬
‫ومخاطر التركز ‪ ،‬مما دفع إلى ضرورة تطوير وتعزيز إطار عمؿ بازؿ‪ ، 2‬وىو ما أدى إلى ظيور ما‬
‫يسمى باتفاقية بازؿ‪3‬‬
‫بعد األزمة المالية التي عاشيا العالـ خالؿ األعواـ الثالثة الماضية ‪،‬والتي تعرضت فييا بنوؾ استثمار‬
‫أمريكية إلى ىزات وصدمات عنيفة جدا جراء أزمة العقار المالية ‪،‬وكانت في مقدمة قائمة البنوؾ المنيارة‬
‫إذ بتاريخ ‪ 2008/02/15‬انيارت مؤسستاف ماليتاف عمالقتاف ىما‪:‬‬

‫‪61‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫مصرؼ ليماف بروذرز ‪ Lehman Brothers‬وميريؿ لينش ‪ 1 Merrill Lynch‬وىو ما أدى إلى‬
‫ضرورة إعادة النظر في القوانيف و القواعد الدولية التي تنظـ عمؿ المصارؼ ‪،‬وىذا ما حدث بالفعؿ يوـ‬
‫األحد ‪ 12‬سبتمبر ‪، 2010‬حيث أعمنت لجنة بازؿ لمرقابة المصرفية‪ ،‬أف رؤساء بنوؾ مركزية ومسؤوليف‬
‫في الييئات التنظيمية مف ‪ 22‬دولة مف االقتصاديات اؿ ا رئدة في العالـ ‪،‬وافقوا عمى سف قواعد أكثر‬
‫صرامة بشأف إدارة المصارؼ ‪ ،‬في محاولة لجعؿ ىذه الصناعة أكثر قدرة عمى مواجية األزمات‪ ،‬وفي‬
‫بياف صادر عنيا ‪،‬تـ صدور اتفاقية بازؿ ‪ 3‬و التي أدخمت تعديالت جذرية عمى المحاور الثالثة المعتمد‬
‫عمييا مف طرؼ اتفاقية بازؿ ‪، 2‬وىي الحد األدنى مف متطمبات أ رس الماؿ وعممية مراجعة قواعد الرقابة‬
‫وضبط السوؽ‪.‬‬
‫وقد أثارت االتفاقية الجديدة ردود فعؿ مختمفة ‪ ،‬وىذا أمر وارد ‪،‬عمما بأنيا ستضع األساس العالمي لتنظيـ‬
‫عمؿ البنوؾ ‪ ،‬ولذلؾ فيي تحاوؿ إرضاء عدد كبير مف االحتياجات و التوقعات المتفاوتة بدرجة كبيرة‬
‫وعمى الرغـ مف ذلؾ ‪،‬فمف المحتمؿ أف تصبح ىذه االتفاقية واحدة مف النتائج األطوؿ عم ار لمركود العالمي‬
‫الراىف ‪ ،‬وكذلؾ إحدى المحاوالت الجادة لمقضاء عمى آثاره‪.‬‬
‫ومع أف التحرؾ قد تأخر كثي ار ‪،‬و عمى الرغـ مف الكالـ الذي تردد كثي ار عف التغيير و الحاجة إليو ‪،‬إال‬
‫أف اتفاقية بازؿ ‪ 3‬تبقى أساسية لخمؽ إطار عالمي لألحكاـ التنظيمية الكمية ما قبؿ األزمة ‪ ،‬وىذا أمر‬
‫ميـ ‪ ،‬عمى األقؿ مف أجؿ الدور األساسي الذي يمعبو عدـ التنسيؽ الدولي في إشعاؿ األزمة ‪،‬في وقت‬
‫اكتسبت فيو العديد مف شركات القطاع المالي بصمة عالمية واضحة ‪ ،‬وفي ظؿ ىذه الظروؼ ‪ ،‬ساىمت‬
‫الموازنة التنظيمية بشكؿ كبير في تعقيد الجيود التي يبذليا المشرفوف الوطنيوف لـ ا رقبة وفيـ المخاطر‬
‫التي تواجييـ ‪ ،‬لكف الشيء الميـ بالنسبة التفاقية بازؿ ‪، 3‬ىو بكؿ تأكيد ىدفيا الرامي إلى وضع معيار‬
‫عالمي حقيقي لـ ا رقبة القطاع البنكي ‪ ،‬ال سيما أف ىناؾ إجماعا واسعا عمى أف غياب التنسيؽ الدولي‬
‫أسيـ في تأجيج األزمة ‪ ،‬كما تيدؼ ىذه االتفاقية إلى دفع البنوؾ لتحصيف نفسيا جيدا ضد األزمات‬
‫المالية في المستقبؿ‪ ،‬و بالتغمب بمفردىا عمى االضطرابات المالية التي مف الممكف أف تتعرض ليا دوف‬
‫مساعدة الدوؿ ما أمكف‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أف القوانيف السارية الحالية ‪ ،‬تمزـ البنوؾ بتخصيص نسبة ‪ %2‬فقط مف إجمالي‬
‫القروض كأمواؿ احتياطية لتعويض ىذه الخسارة ‪ ،‬لكف قوانيف بازؿ الجديدة رفعت ىذه النسبة بأكثر مف‬
‫ثالثة أضعاؼ لتصؿ إلى ‪ ، %2‬كما شجعت لجنة بازؿ لمرقابة المصرفية البنوؾ الكبيرة عمى االحتفاظ‬
‫باحتياطات أكبر مف نسبة ‪ ، %2‬ألف انييار مثؿ ىذه البنوؾ يمكف أف يدمر النظاـ المالي بأكممو‪،‬لكف‬
‫المجنة لـ تحدد بعد النسبة اإلضافية التي تتوقع المصارؼ الكبيرة أف تمتزـ بيا‪ ،‬وبالفعؿ فإف المصارؼ‬
‫البريطانية الكبيرة قد رفعت نسبيا إلى ما يتراوح ما بيف‪ %13.2‬بنؾ باركميز‪ ،‬بنؾ لويدز ‪.% 2.2‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.modon.org/index.php?act=st&f=13&t=45277-‬‬

‫‪62‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫تشدد القوانيف الجديدة عمى أنو ‪،‬في حاؿ إخالؿ أحد البنوؾ بيذه القواعد ‪ ،‬أي انخفضت نسبة األمواؿ‬
‫االحتياطية لديو عف ‪ ،% 2‬فسيحؽ لمسمطات المالية أف تمنع البنؾ مف توزيع األرباح عمى المساىميف‬
‫أو منح مكافآت مالية لموظفيو ‪ ،‬أو حتى تخفيض رواتبيـ‪.‬‬
‫ولكي تستطيع البنوؾ مواكبة ىذه الزيادة الكبيرة ‪ ،‬فعمييا إما رفع رؤوس أمواليا) عبر طرح أسيـ جديدة‬
‫لالكتتاب العاـ ‪ ،‬أو إيجاد مصادر أخرى لمتمويؿ ( ‪ ،‬أو التقميؿ مف حجـ قروضيا ‪ ،‬وفي الحالتيف‪ ،‬فإف‬
‫األمر يحتاج لبعض الوقت ‪ ،‬لذا فقد منحت اتفاقية بازؿ الجديدة المصارؼ حتى عاـ ‪ 2012‬فرصة‬
‫لتطبيؽ ىذه القواعد كمية ‪ ،‬عمى أف يبدأ التطبيؽ تدريجيا مع بداية عاـ ‪ ، 2013‬وبحموؿ عاـ ‪2012‬‬
‫يجب عمى البنوؾ أف تكوف قد رفعت األمواؿ االحتياطية إلى نسبة ‪ %4.2‬وىو ما يعرؼ باسـ ‪:‬‬
‫" ‪ ،"Core Tier-One Capital Ratio‬ثـ ترفعيا بنسبة إضافية تبمغ ‪ %2.2‬بحموؿ عاـ ‪ 2012‬وىو‬
‫ما يعرؼ باسـ " ‪ ،" Counter-Cyclical‬كما أف بعض الدوؿ مارست ضغوطا مف أجؿ إقرار نسبة‬
‫‪،%2.2‬ليصؿ اإلجمالي إلى ‪ ، %2.2‬بحيث يفرض ىذا المطمب في أوقات‬ ‫حماية إضافية بمعدؿ‬
‫الرخاء‪ ،‬غير أف مجموعة بازؿ أخفقت في االتفاؽ عمى ىذا اإلجراء وتركت أمره لمدوؿ الفردية‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫‪http://www.aawsat.com/details.asp?section=6&article=587106&issueno=11616 -‬‬

‫‪63‬‬
‫الفصل الثاني‪ .................................:‬إسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـتــرات ـ ـ ـيـج ـ ـ ـي ـ ـ ـ ـات إدارة ال ـ ـ ـ ـ ـم ـ ـخـ ـ ـ ـاط ـ ـر اإلئـ ـ ــتـ ـ ـ ــم ـ ــان ـ ـيـ ـ ــة‬

‫خالصة الفصل الثاني‬

‫تمخيصا لكؿ ما تناولناه في ىذا الفصؿ فيما يخص المخاطراالئتمانية‪ ،‬توصمنا في ىذا المبحث‬
‫المخصص لتقنيات المخاطر االئتمانية إلى معرفة إدارة مخاطر اإلئتماف ‪ ،‬ثـ لجأنا إلى تقدير و تقييـ‬
‫المخاطر االئتمانية و توصمنا إلى أف البنؾ يقوـ بتقدير وتقييـ خطر عدـ الدفع مسبقا وذلؾ باستعمالو‬
‫لطرؽ ووسائؿ متعددة ‪:‬طريقة النسب المالية تركز عمييا البنوؾ عندما تقدـ عمى منح القروض لممنظمات‪.‬‬
‫إذ تقوـ بقراءة مركزىا المالي بطريقة مفصمة واستنتاج الخالصات الضرورية ؛ طريقة التنقيط أو القرض‬
‫التنقيطي والذي يستعمميا البنؾ لكي يتمكف مف تقدير المالءة المالية لزبائنو قبؿ منحيـ القرض أو لمتنبؤ‬
‫المسبؽ لحاالت العجز التي يمكف أف تصيب المنظمات إضافة إلى التعرؼ عمى أساليب مواجية مخاطر‬
‫اإلئتماف ‪.‬‬
‫أما في المبحث الثاني تناولنا فيو كيفية تسيير المخاطر االئتمانية وفؽ مقررات لجنة بازؿ ‪ ،‬والتي‬
‫تيدؼ لتوحيد معايير الرأسمالية المصرفية في العالـ وتقديـ معادلة جديدة لمربط بدرجة أكبر بيف شروط‬
‫رأس الماؿ والمخاطر مف أجؿ الوقاية مف المخاطر االئتمانية ‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫الفصل الثالث‪ ............... .:‬فــعالـيـة إدارة الـمخـاطــر اإلئـتمــانية في بـنـ ـ ــك الـج ازئـر الـ ـ ــخارجي ‪BEA‬‬

‫تـــمــــيـيـــــد‬

‫بعد االستقالل السياسي تبنت الجزائر سياسة القطيعة والتجرد من كل النظم التي خمفيا االستعمار‬
‫ومنيا ما يخص النظام المصرفي‪ ،‬الذي لم يكن يتماشى ومتطمبات التنمية آنذاك التي تقضي بمركزية‬
‫الق اررات وذلك عمى أساس أن التحكم في التدفقات الحقيقية يستمزم التحكم في التدفقات النقدية‪.‬‬
‫غير أن ىذه السياسة وعمى الرغم من التأميم والقيام بجممة من اإلصالحات كست النظام المصرفي‬
‫الجزائري عيوبا كثيرة‪ ،‬فقد جردت البنوك األولية من وظيفتيا الرئيسية وىي القيام بجمع الودائع ومنح‬
‫القروض واقتصر دورىا عمى مراقبة األحداث فقط‪ ،‬أما وضعيتيا الييكمية فكانت محفظة القروض المتعثرة‬
‫بماليير الدينارات‪...‬إلخ ‪ .‬لتظير الحاجة الممحة إلى سن تنظيمات أكثر صرامة ‪،‬وتتجاوب ومتطمبات‬
‫التنمية فكان ذلك قانون النقد والقرض ‪.10/90‬‬
‫حيث تناولت الدراسات االقتصادية المخاطر المصرفية بتحميميا والتنبؤ بيا األمر الذي من شأنو‬
‫أن يساعد البنك عمى اتخاذ ق اررات موضوعية ‪،‬وقد قمنا بإجراء دراسة حول الموضوع في بنك الجزائر‬
‫الخارجي ‪، BEA‬حيث عنونا ىذا الفصل بفــعالـيـة إدارة الـمخـاطــر اإلئـتمــانية في بـنـ ـ ــك الـج ازئـر الـ ـ ــخارجي‬
‫وقسمناه إلى مبحثين‪:‬‬
‫المبحث األول‪:‬عرض عام لبنك الجزائر الخارجي ‪BEA‬‬
‫المبحث الثاني‪:‬وكالة بنك الجزائر الخارجي ‪ BEA‬أم البواقي‬

‫‪66‬‬
‫الفصل الثالث‪ ............... .:‬فــعالـيـة إدارة الـمخـاطــر اإلئـتمــانية في بـنـ ـ ــك الـج ازئـر الـ ـ ــخارجي ‪BEA‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬عرض عام لبنك الجزائر الخارجي (‪(BEA‬‬


‫نقو م في ىذا المبحث بتقديم بنك الجزائر الخارجي أىدافو وىيكمو التنظيمي‪.‬‬
‫المطمب األول‪ :‬دراسة تعريفية لبنك الجزائر الخارجي‬
‫يعتبر بنك الجزائر الخارجي من بين البنوك الخمسة التجارية المتواجدة في الجزائر البنك الوطني‬
‫الجزائري‪،‬القرض الشعبي الجزائري‪،‬البنك الجزائرالخارجي ‪،‬بنك الفالحة والتنمية الريفية‪.‬‬
‫فمديو نفس الييكل األصمي (النظام) مثمو مثل السابقة الذكر‪،‬يعني أنو بنك إيداع رؤوس األموال‪.‬‬
‫‪ -‬يممك البنك الجزائر الخارجي شبكة ل ‪ 78‬وكالة متفرعة عبر التجمعات السكنية الكبرى والمناطق‬
‫الصناعية ومناطق اإلنتاج لممحروقات ‪.‬‬
‫‪ -‬عدد موظفييا ‪ 4140‬عامل ‪.‬‬
‫قدرت ب ‪ 78489‬ممياردج‬
‫‪ -‬آخر نشاطاتيا اختتمت في ظروف مالئمة لمبنك ‪ ،‬ميزانية ‪ 31‬ديسمبر ّ‬
‫بالمقارنة بنشاط ‪.1993‬‬
‫إن البنك الجزائر الخارجي لو عالقة بشبكة من ‪ 1450‬مراسل بنكي موزعين عبر‪ 41‬بمد‪.‬‬‫‪ّ-‬‬
‫المحمية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫‪ -‬يسير البنك الجزائر الخارجي أكثر من ‪ % 35‬من التجارة‬
‫الفرع األول ‪:‬نشأة بنك الجزائر الخارجي وتطوره‬
‫تم إنشاء بنك الجزائر الخارجي في ‪ 01‬أكتوبر‪ 1967‬طبقا لممرسوم رقم ‪ 204-67‬برأس مال قدره ‪20‬‬
‫ّ‬
‫مميون دينار جزائري ‪.‬‬
‫‪-‬مقرىا الجزائر العاصمة‪،‬بإمكانيا إقامة وكاالت وفروع‪،‬بموافقة وزير المالية كما يمكنيا إقامة وكاالت‬
‫خارج الوطن‪،‬وتصنيفيا اليكون إالّ بموجب نص تشريعي ‪.‬‬
‫‪ -‬استعاد البنك الجزائر الخارجي تدريجيا نشاطات المؤسسة البنكية التالية ‪:‬‬
‫‪-‬القرض الميوني في ‪ 01‬أكتوبر ‪.(Le crédit lyonnais)1967:‬‬
‫–الشركة العامة في ‪ 31‬ديسمبر ‪(Société générale):1967‬‬
‫‪-‬قرض الشمال في ‪ 30‬أفريل ‪(Crédit du nord):1968‬‬
‫‪-‬البنك الصناعي لمجزائر المتوسط في ‪ 31‬ماي ‪:1968‬‬
‫)‪(Banque industrielles d’Algérie et de la méditerrané‬‬
‫و تحصل بنك الجزائر الخارجي عمى ىيكمو النيائي في ‪ 01‬جوان ‪ ، 1968‬وتأسيسو يمثل المرحمة‬
‫األخيرة من إجراءات التأميم البنكي ‪ .‬حيث يسير من طرف رئيس مدير عام ومدير عام مساعد‬
‫وثالث مستشارين ‪ ،‬وىم مكمفون بالتسيير وتطبيق السياسة الخاصة بالبنك وتمثيمو اتجاه الغير ‪.‬‬
‫فمنذ ‪ 1970‬كان البنك الجزائر الخارجي محل ثقة لجميع العمميات البنكية لممؤسسات الصناعية الكبرى‬
‫مع المؤسسات األجنبية ( سوناطراك ‪ ،‬شركة النقل البحري ‪ ،‬شركات البناء ‪... ،‬الخ ) ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫الفصل الثالث‪ ............... .:‬فــعالـيـة إدارة الـمخـاطــر اإلئـتمــانية في بـنـ ـ ــك الـج ازئـر الـ ـ ــخارجي ‪BEA‬‬

‫و بعد ‪ 21‬سنة خبرة وبفضل تطبيق القانون رقم ‪ 88-01‬في ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬المتعمق باستقاللية‬
‫المؤسسات ‪ ،‬قام البنك الجزائر الخارجي بتغيير صيغتو وأصبح يوم ‪ 5‬فيفري ‪ 1989‬مؤسسة باألسيم مع‬
‫المحافظة عمى ىدفو األساسي المسطر بموجب القانون المؤرخ في ‪ 1‬أكتوبر ‪. 1967‬‬
‫حاليا لمبنك فرعين في الخارج ‪:‬‬
‫‪ -‬البنك الدولي العربي ( باريس )‬
‫‪ -‬البنك العربي لإلستثمار والتجارة الدولية ( أبو ضبي )‬
‫يتم توزيع الرأس المال اإلجتماعي عمى ‪ 4‬صناديق المساىمة حسب النسب التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬صندوق مساىمة " اإللكترونيك ‪ ،‬المواصالت ‪ ،‬اإلعالم اآللي " ‪. % 35‬‬
‫‪ -‬صندوق مساىمة " كيمياء ‪ ،‬بتروكيمياء ‪ ،‬صيدلة " ‪. % 10‬‬
‫تطور البنك الجزائر الخارجي في مدى السنوات األخيرة‬
‫‪ّ ‬‬
‫نشير إلى ّأنو بعد نشأتو في ‪ 01‬أكتوبر ‪ 1967‬اكتمل باجراء تأميم البنوك ‪،‬بعدىا ورثت ىذه الييئة‬
‫نشاطات عن بنوك أجنبية التي كانت تنشط في بمدان قبل اإلستقالل خصوصا نشاطات القرض الميوني ‪.‬‬
‫وظيفتيا األساسية ىي تسييل التنمية في اطار التخطيط الوطني والعالقات المالية واإلقتصادية لمجزائر‬
‫مع بمدان أخرى ‪.‬‬
‫وفي ىذا اإلطار منحت ليا ثقة في معظم العمميات البنكية ألكبر الشركات الصناعية مع الخارج ‪ ،‬إلى‬
‫غاية استقاللية الشركات سنة ‪ 1988‬كان البنك الجزائر الخارجي من بين أىم بنوك الدولة معناه وكما‬
‫أشرنا إليو آنفا كان دوره الرئيسي ىو الوساطة بين المؤسسات وخزينة الدولة ‪.‬‬
‫نستطيع القول استنادا عمى ميزانية نشاط بنك الجزائر الخارجي ‪ ،‬أنو لم ينقطع عن بذل جيود مختمفة‬
‫األشكال اتجاه زبائنو ‪ ،‬سواء خاصة أوعمومية ‪ ،‬داخميا أوخارجيا الموافق لممقتضيات الجديدة لمحالة‬
‫اإلقتصادية ‪ ،‬في اطار نشاطاتيا ‪ ،‬يستعمل البنك الجزائر الخارجي وسائل اتصال والمعالجة المعقدة‬
‫كاألنترنيت واإلعالم اآللي وكذا سويفت ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬وظائف بنك الجزائر الخارجي وأىدافو)‪: (BEA‬‬
‫من بين الوظائف التي يقوم بيا ىذا البنك نجمميا بما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تسييل وتطوير العالقات االقتصادية بين الجزائر والدول األخرى‪.‬‬
‫‪-‬باإلظافة إلى تمويالتيا الخاصة فإنيا تتدخل بضمانيا اإلحتياطي وضمان الوفاء أوحتى باتفاقات القرض‬
‫مع مراسمين أجانب لترقية الصفقات التجارية مع دول أخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬تشارك في كل نظام أومؤسسة تأمين القرض لمتعامل الخارجي ويمكن ليا أن تكمف بالتسيير أوالمراقبة‬
‫مع الخارج‪.‬‬
‫‪ -‬يمكنيا تنفيذ كل العمميات البنكية الداخمية والخارجية التي تالئم موضوعيا وذلك في إطار القوانين‬
‫السارية المفعول ‪.‬‬

‫‪68‬‬
‫الفصل الثالث‪ ............... .:‬فــعالـيـة إدارة الـمخـاطــر اإلئـتمــانية في بـنـ ـ ــك الـج ازئـر الـ ـ ــخارجي ‪BEA‬‬

‫‪ -‬يمكنيا إعادة تسيير المخازن العمومية ‪ ،‬القيام بالشراء أوالقيام بالعمميات العقارية أوغير العقارية متصمة‬
‫بنشاط الشركة ‪ ،‬اتخاذ اجراءات اجتماعية لصالح مستفيدييا ‪.‬‬
‫‪ -‬يجمع القروض عمى المدى القصير ‪ ،‬المتوسط والطويل ‪.‬‬
‫يقدم الخدمات المطموبة من طرف الزبائن ‪.‬‬
‫‪ّ -‬‬
‫‪ ‬أىداف البنك الجزائر الخارجي‪:‬‬
‫لمبنك الخارجي أىداف عديدة يسعى إلى تحقيقيا من أىميا ما يمي‪:‬‬
‫‪ -‬تحفيز وتشجيع وتمويل العمميات التجارية مع باقي بمدان العالم‪.‬‬
‫‪ -‬تسييل تنمية اإلصالح االقتصادية بين الجزائر والخارج‪.‬‬
‫‪ -‬يعمل عمى تأمين العمميات التجارية مع الخارج ضد األخطار السياسية واالقتصادية‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬الييكل التنظيمي العام لبنك الجزائر الخارجي‬
‫تنقسم المديرية العامة لبنك الجزائر الخارجي إلى عدة مديريات مختمفة وىي‪:‬‬
‫‪-‬المديرية الفرعية التجارية ‪:‬وتعمل عمى التنسيق بين مختمف الوكاالت في مجال االتصال اإلعالم‪.‬‬
‫‪-‬المديرية الفرعية لمعالقات الدولية ‪:‬وتعمل عمى تنظيم ومتابعة ومراقبة مختمف العمميات مع‬
‫الخارج(عمميات االستيراد والتصدير)‬
‫‪-‬المديرية الفرعية لممالية ‪ :‬ويكمن دورىا في إعداد مختمف ميزانيات البنك ومراقبة جميع الحسابات وكذا‬
‫مراقبة التسيير الداخمي لمبنك‪.‬‬
‫‪-‬المديرية الفرعية لمتنظيم ‪ :‬وميمتيا أساسا تكمن في تنظيم العتاد ومختمف اآلليات الخاصة بالبنك‬
‫‪-‬المديرية الفرعية لمتعيدات ‪ :‬ويكمن دورىا في مراقبة ومتابعة جميع القروض الممنوحة لمزبائن‪.‬‬
‫‪-‬المديرية الفرعية إلدارة األعمال ‪ :‬وتعمل عمى مراقبة جميع ممتمكات البنك وكذا إدارة شؤون‬
‫العاممين‪.‬‬
‫‪-‬المديريات الجيوية ‪ :‬وتعمل عمى مراقبة جميع نشاطات الوكاالت التابعة‪.‬‬
‫‪-‬المفتشية العامة ‪ :‬ويكمن دورىا أساسا في مراقبة نشاطات الوكاالت دوريا‪ .‬ضمان التنفيذ الجيد‬
‫لالتزامات الناتجة بين أسواق الدول والجماعات المحمية‪.‬‬
‫‪-‬الكتابة العامة ‪ :‬وىي السكريتاريا الخاصة بنشاطات رئيس المديرية العامة‪.‬‬
‫وكل ىاتو المديريات تنقسم إلى مديريات فرعية حسب ما ىو موضح في الشكل التالي‪:‬‬

‫‪69‬‬
‫الفصل الثالث‪ ............... .:‬فــعالـيـة إدارة الـمخـاطــر اإلئـتمــانية في بـنـ ـ ــك الـج ازئـر الـ ـ ــخارجي ‪BEA‬‬

‫شكل رقم (‪: )6‬الييكل التنظيمي لمبنك الجزائر الخارجي‬

‫المصدر‪:‬وثيقة مقدمة من طرف بنك الجزائر الخارجي (‪. )BEA‬‬

‫‪70‬‬
‫الفصل الثالث‪ ............... .:‬فــعالـيـة إدارة الـمخـاطــر اإلئـتمــانية في بـنـ ـ ــك الـج ازئـر الـ ـ ــخارجي ‪BEA‬‬

‫المطمب الثالث ‪ :‬أىم الصعوبات التي تواجو المصارف الجزائرية في تطبيق معايير لجنة بازل‬
‫يعرف الجياز البنكي الجزائري مجموعة من الصعوبات التي تحول بينو وبين التطبيق السميم‬
‫والتام لمق ار رت ومعايير لجنة بازل نذكر منيا ما يمي‬
‫أوال ‪ :‬صعوبات ناجمة عن األوضاع االقتصادية والبنية الييكمية السائدة لمؤسسات االقتصاد‬
‫من بين الصعوبات التي تواجو البنوك الجزائرية والنظام البنكي الجزائري والتي تؤدي إلى إضعاف‬
‫قدرتيا عمى االلتزام بما تتطمبو مقررات ومعايير لجنة بازل الثانية ما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬نظار لضخامة واتساع المطموب تنفيذه لمتوافق مع ما أقرتو لجنة بازل من معايير في فترة زمنية‬
‫محددة‪ ،‬فمم تتمكن معظم المصارف الجزائرية ومصارف عربية عموما‪ ،‬من تبني سياسات واضحة‬
‫تؤىميا إلى التعرف والتطبيق التدريجي لمقر ا رت بازل الثانية‪ ،‬إضافة إلى ذلك نقص الكوادر القادرة‬
‫والمؤىمة لتطبيق مقرارت بازل الثانية‪.‬‬
‫‪ ‬وحتى وان وجدت الكوادر البنكية المدربة والمؤىمة لتطبيق مقرارت بازل الثانية ‪،‬فان األوضاع‬
‫االقتصادية والبنية الييكمية لمؤسسات االقتصاد المساندة والمتعاممة مع البنوك والمؤسسات المالية‬
‫ستكون حائال أمام سالسة وسيولة التطبيق‪ ،‬كما تجدر اإلشارة إلى الحاجة إلى توفير أدوات‬
‫استثمارية جديدة ظيرت بكثافة في األسواق العالمية مثل ‪ :‬األسيم الممتازة‪ ،‬السندات القابمة‬
‫لمتحويل إلى أسيم‪ ،‬قروض الدعم ذات اآلجال الطويمة إضافة إلى األدوات التي تسمى باألدوات‬
‫اليجينة‪ ،‬وقد صنفت لجنة بازل الثانية ىذه األدوات ضمن رأس المال التكميمي‪ ،‬إال انو ليس من‬
‫السيل واليسر التعامل بأدوات كيذه وتداوليا في البيئة البنكية الجزائرية‪ ،‬فيي تحتاج إلى أسواق مالية‬
‫نشطة متسمة بالتأقمم مع ماىو جديد‬
‫ثانيا ‪ :‬صعوبات متعمقة بإدارة المخاطر‬
‫إن االرتباط الشديد بين ما تتطمبو معايير بازل الجديدة وما تفرضو القواعد والمعايير الدولية والمحمية‬
‫من نظم محاسبية‪ ،‬ىي احد أىم الركائز التي يجب اإللمام بيا والقدرة عمى تطبيقيا‪ ،‬وكال الشرطين سواء‬
‫مق ار رت ومعايير بازل الثانية أوالمعةايير المحاسبية الدولية لم تتمكن الكوادر البنكية في الساحة الجازئرية‬
‫والغربية من استيعابيا بدقة ومن ثم القدرة عمى تطبيقيا‪.‬‬
‫ويرجع كل ذلك إلى قمة اإلفصاح والشفافية المالية‪ ،‬فاإلفصاح المالي في الكثير من المصارف‬
‫الجزائرية ال يتناسب بالشكل الكافي مع معايير بازل الثانية ومعايير المحاسبة المطبقةعالميا‬
‫ثالثا ‪ :‬صعوبات تتعمق بدرجة تقييم الجدارة االئتمانية لمبنوك الجزائرية‬
‫يفتقر الوطن العربي بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة إلى انتشار مؤسسات تقييم الجدارة االئتمانية‬
‫تعمل عمى مساعدة المصارف في تصنيف وتقييم عمالئيا ائتمانيا‪ ،‬كذلك فان العديد من المصارف‬
‫العربية وخاصة الصغيرة والمتوسطة منيا ال تمتمك قدرات أوامكانيات مناسبة لتصنيف الجدارة االئتمانية‬
‫لعمالئيا وزبائنيا بأساليب متطورة وحديثة‪ ،‬إضافة إلى ارتفاع تكاليف التقييم االئتماني الخارجي حيث‬

‫‪71‬‬
‫الفصل الثالث‪ ............... .:‬فــعالـيـة إدارة الـمخـاطــر اإلئـتمــانية في بـنـ ـ ــك الـج ازئـر الـ ـ ــخارجي ‪BEA‬‬

‫يتعذر عمى كثير من ىذه المصارف تحمميا مما يستدعي بقاؤىا خارج التصنيف االئتماني‪ ،‬كما أن جميع‬
‫المؤسسات الجزائرية في القطاعيين العام والخاص ليست موضوع تقييم خارجي أوداخمي‪ ،‬وىو ما يعني‬
‫وفق ما تنص عميو لجنة بازل ‪ ،‬والبنوك الجزائرية في سعييا لتعظيم األرباح وتقميل المخاطر‪ ،‬يجب أن‬
‫تتجو وفقا لمقر ا رت لجنة بازل إلى منح القروض لممؤسسات ذات درجة الترجيح المنخفضة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬وكالة بنك الجزائر الخارجي (‪ )BEA‬أم البواقي‬
‫لكل بنك مديرية عامة تنقسم إلى مديريات جيوية ووكاالت ‪ ،‬ومن بين وكاالت البنك الخارجي الجزائري‬
‫وكالتو بأم البواقي ‪ ،‬وىي محطة دراستنا التطبيقية‬
‫المطمب األول‪ :‬التعريف بالوكالة وتحديد مياميا‬
‫الفرع األول ‪ :‬التعريف بالوكالة وموقعيا‬
‫وكالة البنك الجزائر الخارجي بأم البواقي(‪ )051‬ىي واحدة من بين الوكاالت التابعة لممديرية الجيوية‬
‫بقسنطينة‪ ،‬تأسست بيدف توسيع مجال نشاط البنك وخدمة زبائنو الموجودين بالوالية‪.‬‬
‫يحتل بنك الجزائر الخارجي بأم البواقي منطقة إستراتيجية ىامة بالوالية وذلك بحي أول نوفمبر ‪1954‬‬
‫وىو يتوسط مجموعة ىامة من المؤسسات الوطنية أىميا ‪ :‬الشركة الوطنية لمتأمين ‪ ،‬الصندوق الوطني‬
‫لمتوفير واإلحتياط ‪ ،‬بنك التنمية المحمية والبنك الوطني الجزائري ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪:‬ميام ونشاط الوكالة تقوم الوكالة بعدة نشاطات من أىميا ما يمي‪:‬‬
‫‪ ‬إستقبال الودائع المتعمقة برؤوس األموال من طرف األشخاص‪.‬‬
‫‪ ‬إستقبال عمميات الدفع التي تقدم نقدا أوعن طريق الشيك ‪ ،‬والمتعمقة بعمميات التوظيف والتحصيل‬
‫وجميع عمميات البنك‪.‬‬
‫‪ ‬يمنح قروض بجميع أشكاليا سواء كانت قروض بضمانات أوتسبيقات بدون ضمانات وذلك من أجل‬
‫تحقيق نشاطات معينة‪.‬‬
‫‪ ‬توزيع رؤوس أموال األفراد ومراقبة استعماليا‪.‬‬
‫‪ ‬يقوم بجميع العمميات المتعمقة باإلكتتاب ‪ ،‬الخصم ‪ ،‬شراء األوراق التجارية ‪ ،‬الوصوالت ‪ ،‬الدفعات‪.‬‬
‫‪ ‬يقوم بدور البنك المراسل مع البنوك األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬التمويل بشتى الطرق لعمميات التجارة الخارجية ‪ ،‬إستقبال وديعة مبالغ السندات ‪ ،‬إستقبال أموال ناتجة‬
‫عن عمميات الدفع والخاصة بالسفتجة ‪ ،‬سند ألمر ‪ ،‬الشيك ‪ ،‬فواتير أووثائق التجارة األخرى‪.‬‬
‫‪ ‬اكتساب أموال من العمميات التالية ‪ :‬البيع ‪ ،‬اإليجار ‪ ،‬وجميع العمميات المنقولة التي‬
‫تخص نشاط الوكالة أوالمتعاممين‪.‬‬
‫‪ ‬العمل لصالحو أولصالح زبائنو بصفة مباشرة أوغير مباشرة ‪ ،‬والقيم بالعمميات التي‬
‫تدخل ضمن أىدافو بالجزائر وبالخارج بأي شكل من األشكال‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫الفصل الثالث‪ ............... .:‬فــعالـيـة إدارة الـمخـاطــر اإلئـتمــانية في بـنـ ـ ــك الـج ازئـر الـ ـ ــخارجي ‪BEA‬‬

‫الوكالة تقوم بجميع الميام ميما كان شكميا ‪ ،‬والتي ليا فوائد متعمقة بمؤسسات أوشركات جزائرية‬
‫كانت أوأجنبية ‪ ،‬وتسعى إلى تحقيق أىدافيا وتطوير األعمال الخاصة بيا‪.‬‬
‫الفرع الثالث ‪ :‬تكوين ممف طمب القرض‬
‫يتصل طالب القرض بمصمحة القروض وذلك لتقديم الطمب والوثائق الالزمة من بينيا‪:‬‬
‫‪ ‬شيادة الميالد‪.‬‬
‫‪ ‬شيادة اإلقامة‪.‬‬
‫‪ ‬شيادة العمل‪.‬‬
‫‪ ‬شيادة الراتب‪.‬‬
‫‪ ‬شيادة عدم الخضوع لمضريبة‪.‬‬
‫‪ ‬فاتورة شكمية لمعتاد المراد اقتناؤه‪.‬‬
‫‪ ‬نسخة من بطاقة التعريف الوطنية مصادق عمييا‪.‬‬
‫‪ ‬تصريح شرفي بعدم دين أي مؤسسة مالية‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬سياسة تحصيل القروض المتعثرة لدى بنك الجزائر الخارجي‬
‫وتستند سياسة البنك الخارجي أساسا فيما يخص تحصيل القروض المتعثرة عمى القوانين التنظيمية التالية‬
‫‪: Le Cadre Réglementaire‬‬
‫األمر ‪ 11/03‬المؤرخ في ‪ 26‬أوت ‪ 2003‬المتعمق بالنقد والقرض خصوصا المادتين‪ 121‬و ‪124‬منو؛‬
‫القانون‪ 09/ 08‬المؤرخ في ‪ 25‬فيفري ‪ 2008‬المتعمق بقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية؛‬
‫‪-‬القانون المدني؛‬
‫‪-‬القانون التجاري؛‬
‫التعميمة‪ 94 /74‬المؤرخة في ‪ 29‬نوفمبر ‪ 1994‬المتضمنة قواعد التسيير الحذر لمبنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪.‬‬
‫‪ 1 -‬تصنيف القروض المتعثرة‪ :‬يقوم البنك الخارجي الجزائري بتصنيف القروض المتعثرة وذلك وفقا لممادة‬
‫‪17‬من التعميمة ‪94/74‬المؤرخة في ‪ 29‬نوفمبر ‪ 1994‬المتضمنة قواعد التسيير الحذر لمبنوك‬
‫والمؤسسات المالية‪ ،‬إذ تتناول ىذه التعميمة كيفية تصنيف الحقوق وذلك حسب درجة المخاطر المحيطة‬
‫بيا مع تكوين مؤونات خاصة بيا لتغطية كل خطر‪.‬‬
‫وبعد تكميمو لمخطر كخطوة أولى‪ ،‬وضع البنك الخارجي الجزائري تنظيم داخمي مييأ لمقيام بالعمميات‬
‫التنفيذية المتعمقة بتحصيل القروض المتعثرة‪ ،‬وأن ىذا التنظيم الداخمي تنظمو وتوضحو ق اررات تنظيمية‬
‫مصدرة من المديرية العميا لمبنك الخارجي الجزائري‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثالث‪ ............... .:‬فــعالـيـة إدارة الـمخـاطــر اإلئـتمــانية في بـنـ ـ ــك الـج ازئـر الـ ـ ــخارجي ‪BEA‬‬

‫‪- 2‬ىياكل البنك الجزائري الخارجي المتدخمة في تحصيل القروض المتعثرة‪:‬‬


‫إن مسار تحصيل القروض المتعثرة المتبع لدى البنك الخارجي الجزائري يتم عمى نفس مسار تفويض‬
‫منح القروض‪ ،‬نقصد بذلك ‪:‬أن ىناك عدة مستويات مفوضة لمنح القروض في البنك الخارجي‬
‫الجزائري وذلك ألجل تقميل مخاطر القرض‪ ،‬وىذه المستويات ىي كل من ‪:‬الوكالة والمديرية الجيوية‬
‫والمديرية العميا لمقروض‪ ،‬وىذه المستويات ىي التي تتدخل في تحصيل القروض وذلك حسب مستوى‬
‫تفويض الممف محل التحصيل‪ ،‬وىذا ما سنبينو في السطور الموالية‪.‬‬
‫كما يتدخل في مسار تحصيل القروض المتعثرة الجيات التالية ‪ :‬مديرية النزاعات‪ ،‬مديرية متابعة‬
‫االلتزامات وتحصيل القروض‪ ،‬لجنة تحصيل القروض‪.‬‬
‫‪ ‬الوكالة‪:‬‬
‫تتولى الوكالة تحصيل القروض المتعثرة وديا والقيام باإلجراءات المتعمقة بمرحمة ما قبل النزاعات‪،‬‬
‫وذلك ميما كان مستوى تفويض القرض المتعثر‪.‬‬
‫‪ ‬المديرية الجيوية‪:‬‬
‫تتولي المديرية الجيوية تحصيل القروض المتعثرة نزاعيا وذلك بالنسبة لمممفات التي مستوى تفويضيا‬
‫تابع ليا ولتفويض الوكالة ‪.‬لذا وجب عمى المديريات الجيوية لمبنك الخارجي احترام التعميمات الداخمية‬
‫لمبنك قبل الشروع في القيام بأية مرحمة نزاعية‪ ،‬وذلك ألن الممفات قبل مرورىا إلى مرحمة النزاعات‬
‫يجب الموافقة عمييا من طرف لجنة تحصيل القروض‪ ،‬وكذا االلتزام بتنفيذ ق اررات العدالة‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية النزاعات‪:‬‬
‫تتولى مديرية النزاعات تحصيل القروض المتعثرة نزاعيا والتي مستوى تفويضيا تابع لممديرية العميا‬
‫لمقروض‪ ،‬وذلك بعد التأكد من عدم نجاح المرحمة الودية ومرحمة ما قبل النزاعات في تحصيل القرض‬
‫وأن مرحمة النزاعات تبقى الحل الوحيد لذلك ‪.‬كما تتولى مديرية النزاعات مالزمة ومساعدة المديرية‬
‫الجيوية أثناء قياميا بتحصيل القروض المتعثرة نزاعيا‪ ،‬وذلك بالنسبة لممفات القروض التي مستوى‬
‫تفويضيا تابع ليذه األخيرة ولمستوى تفويض الوكالة‪.‬‬
‫‪ ‬مديرية متابعة االلتزامات وتحصيل القروض المتعثرة‪:‬‬
‫يتمثل دور ىذه المديرية في استالم ودراسة ممفات القروض المتعثرة التي لم تنجح فييا المرحمة الودية‬
‫ومرحمة ما قبل النزاعات في تحصيل القرض‪ ،‬واقتراح أي إجراء وديا إضافي يمكن أن يعطي ثماره‬
‫مع إبداء رأي خاص بيا حول الممف المتعثر ما إذا كان سيتم تحصيمو وفقا لمرحمة النزاعات وىذا‬
‫ألجل وضعو تحت تصرف لجنة تحصيل القروض المتعثرة التي تتولى اتخاذ قرار نيائي حول ذلك‪.‬‬
‫‪ ‬لجنة تحصيل القروض المتعثرة‪:‬‬
‫يجتمع أعضاء ىذه المجنة كل ثالثي ألجل دراسة النتائج المرتبطة بالتحصيل الودي لمقرض المتعثر‬
‫والوقوف عمى مدى فعاليتيا‪ ،‬ومن تم اتخاذ قرار نيائي حول انتقال الممف إلى المرحمة النزاعية وذلك‬

‫‪74‬‬
‫الفصل الثالث‪ ............... .:‬فــعالـيـة إدارة الـمخـاطــر اإلئـتمــانية في بـنـ ـ ــك الـج ازئـر الـ ـ ــخارجي ‪BEA‬‬

‫أيضا بالنظر إلى الوضعية المالية لممؤسسة المتعثرة‪.‬‬


‫بعد وضع البنك الخارجي لجياز تنظيمي يتدخل في مسار تحصيل القروض المتعثرة‪ ،‬كان من‬
‫الضروري التوضيح لمعمال المنيج المعتمد الذي يجب االلتزام بو أثناء تحصيل القروض المتعثرة‬
‫غير أن ىذا المنيج بطبيعة الحال يجب أقممتو عمى حسب الوضعية المالية لممؤسسة المتعثرة وحسب‬
‫كل ممف قرض متعثر‪.‬‬
‫المطمب الثالث ‪:‬الحمول المقترحة لمحد من مخاطر الفشل اإلئتماني في الجزائر‬
‫أن إدارات المصارف عمييا أن تقوم ببعض التدابير واإلجراءات وذلك لغرض مواجية ومعالجة مختمف‬
‫حاالت التعثر أوالفشل في سداد القروض وكيفية درء أوتجاوز مخاطر القروض المتعثرة ‪ ،‬حيث يجب‬
‫عمييا أن تقوم بترسيم وصياغة عدة استراتيجيات بيدف معالجة القروض المتعثرة لدیھا خاصة إذا عممنا‬
‫أن األسباب الرئيسية لتعثر مختمف القروض تعود باألساس إلى االنفالت وعدم التجاوب مع قوانين‬
‫المنظومة البنكية الجزائرية والسياسات البنكية الدولية المتعارف عمييا وبالتالي عدم االنضباط في العمل‬
‫البنكي السميم بشكل عام بما يتعمق بإدارة الربحية ‪ ،‬السيولة ‪ ،‬االئتمان‪ ،‬كفاية راس المال ناھيك عما‬
‫يحدث من تحايل عمى إجراءات الرقابة البنكية حيث يتجسد ذلك من خالل التخمص من القروض‬
‫المشكوك في تحصيميا بتحويميا إلى سندات‪.‬‬
‫وعميو يمكن طرح جممة من الحمول التي نرى أنيا قد تكون كفيمة لمحد من بعض أسباب مشكمة تعثر‬
‫القروض في المصارف الجزائرية‪:‬‬
‫يجب المراعاة الدقة في الدراسات االئتمانية ويتم ذلك عن طريق التأطير الجيد والمستمر لمعمال‬ ‫‪‬‬
‫في مجال االئتمان باإلضافة إلى االختيار األحسن لمكفأة؛‬
‫تدخل المستويات اإلدارية العميا في قرار المنح خالفا لتوصيات أقسام االئتمان (المحسوبية)ىذا‬ ‫‪‬‬
‫يؤدي إلى تعثر القروض ذلك راجع لعدم توفر الضمانات أوالشروط األساسية لمنح القروض لذلك يجب‬
‫الصرامة وعدم مراعاة لمتدخالت خارج نطاق األسرة االئتمانية؛‬
‫قيام البنوك بمتابعة أوضاع العمالء في جميع المرحل وليس فقط بعد الدخول في مرحمة التعثر؛‬ ‫‪‬‬
‫مراقبة نشاط المقترض وذلك لدخولو في أنشطة ال معرفة لو بيا‪ ،‬دون عمم البنك وخاصة إذا كانت‬ ‫‪‬‬
‫ىذه األنشطة تشتمل عمى قدر كبير من المخاطر أوغير مشروعة؛‬
‫اعتماد قرار المنح عمى ضمانات أكثر من اعتماده عمى جدوى المشروع الممول وذلك لضعف‬ ‫‪‬‬
‫دراسة جدوى المشروع ؛‬
‫تحديث وتطوير أنظمة واجراءات عممية تحصيل أقساط القروض لدى البنوك؛‬ ‫‪‬‬
‫يجب مراعاة الدقة في صحة البيانات المقدمة من المقترض لمبنك؛‬ ‫‪‬‬
‫التأكد من سوء نية المقترض وعدم رغبتو في السداد رغم قدرتو عمى ذلك من خالل مراقبة الحساب‬ ‫‪‬‬
‫البنكي واالتصال المستمر بالموردين ؛‬

‫‪75‬‬
‫الفصل الثالث‪ ............... .:‬فــعالـيـة إدارة الـمخـاطــر اإلئـتمــانية في بـنـ ـ ــك الـج ازئـر الـ ـ ــخارجي ‪BEA‬‬

‫‪ ‬حصول ظروف طارئة وغير متوقعة مثل الزالزل أوالفيضانات تؤدي بالمشروع الى التعثر يجب‬
‫مراعاة ذلك ومساعدتو بالسياسات الترشيدية ؛‬
‫‪ ‬عدم االستقرار في الظروف االقتصادية العامة‪ ،‬وتأثيرىا السمبي عمى قدرة المقترض عمى السداد ىذا‬
‫ما يؤدي إلى ىروب المستثمرين واألموال من الداخل إلى الخارج؛‬
‫‪ ‬نظ ار لمتركيبة المميزة لوحدات الجياز البنكي الجزائري نجد أن ‪75‬في المئة من نشاطيا االقراضي‬
‫تقوم بيا المصارف العمومية الجزائرية وذلك راجع إلى كبر وقدم والدعم المستمد من السمطات لذلك‬
‫تقوم الدولة الجزائرية بالتوسع في النشاط االقراضي وتقديم تسييالت ائتمانية لمعمالء من خالل برامج‬
‫تدعيم الشباب وذلك من أجل أغراض سياسية دون المراعاة إلى الشروط الصحيحة لالئتمان أوتقديم‬
‫ضمانات‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫الفصل الثالث‪ ............... .:‬فــعالـيـة إدارة الـمخـاطــر اإلئـتمــانية في بـنـ ـ ــك الـج ازئـر الـ ـ ــخارجي ‪BEA‬‬

‫خالصة الفصل الثالث‬

‫بعدما تم التجرد والتحرر من السياسة الرديئة لالئتمان التي أممتيا الدولة عمى البنوك العمومية‪،‬‬
‫وبعد استعادة البنوك العمومية دورىا المنوط بيا كأداة لمنح االئتمان بموجب قانون النقد والقرض‬
‫‪ 10/ 90‬وفقا لممعايير الدولية واألعراف المصرفية المتعارف عمييا‪.‬‬
‫قد أدرك البنك الخارجي الجزائري أىمية تطوير نظامو الداخمي وتحسين سياستو الخاصة‬
‫بالقروض المتعثرة‪ ،‬وذلك إستنادا إلى منظارين‪:‬‬
‫•المنظار األول ‪:‬والمتمثل في إقامة نظام لممراقبة الداخمية الفعال الذي يسمح بالتنبؤ بمخاطر التعثر‬
‫لبنك الجزائر والتحكم فييا‪ ،‬باإلضافة إلى تحديث نظامو اآللي وكذا تصنيف مخاطر القروض‪.‬‬
‫•المنظار الثاني ‪:‬وىو يعتبر الحد الثاني لمواجية ىذا المخطر والمتمثل في تحديث نظامو الخاص‬
‫بتحصيل القروض المتعثرة مع ضمان تكوين لميد العاممة‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫الخاتمة‬

‫الـخـــاتـــمـــة‬

‫إن بروز العديد من التحديات التي واجيت القطاع المالي في الفترة األخيرة ‪،‬كتزايد المخاطر الناتجة‬
‫عن عمميات تبييض األموال ‪،‬التوسع في الخدمات البنكية‪،‬إضافة لمثورة التكنولوجية و تحديث وسائل‬
‫االتصال ‪،‬كل ىذا اوجب تطوير مفيوم إدارة المخاطر لتصبح جزء أساسي من اإلدارة اإلستراتيجية ألي‬
‫مؤسسة مالية أوبنكية ‪ ،‬مع العمم أن أنشطة إدارة المخاطر يجب أن تكون دائمة التطور ‪،‬كما يجب عمييا‬
‫أن تتعامل بطريقة منيجية مع جميع األخطار التي تحيط أنشطة المؤسسة‪،‬وأن تترجم اإلستراتيجية إلى‬
‫أىداف تكتيكية عممية مع تحديد المسؤوليات لتعزيز فاعمية العمل بين جميع المستويات‪.‬‬
‫ورغم أن معايير بازل تعتبر خطوة ىامة في االتجاه الصحيح لتحسين سياسات واستراتيجيات إدارة‬
‫المخاطر في البنوك ‪،‬إال أنيا تشكل فرصة وتحديات في آن واحد ‪،‬مع العمم أن التحديات ال تقل شأنا عن‬
‫الفرص التي تقدميا‪.‬‬
‫و أمام تزايد االىتمام العالمي بممارسات إدارة المخاطر‪ ،‬فالجزائر عمى غرار بقية دول العالم أقدمت‬
‫–حسب تحميل العديد من الخبراء ‪-‬عمى االعتراف بأىمية الرقابة االحت ارزية ضمن الرقابة عمى المصارف‬
‫في سنة‪،1909‬وأصدرت بذلك قانون النقد و القرض ‪ 10-90‬الذي أصبح كنقطة تحول في مسار‬
‫اإلصالحات المالية لمجياز المصرفي الجزائري لتكريس مبدأ الرقابة المصرفية‪ ،‬السيما كفاية رأس المال‬
‫نسبة بازل األولى الصادرة من لجنة بازل التي تيدف إلى تحقيق االستقرار في القطاع المصرفي الوطني‪.‬‬
‫إختبار الفرضيات‪:‬‬
‫إن الضمانات يتم اتخاذىا بالدرجةاألولى عند اتخاذ القرار االئتماني‪ ،‬و يؤكد ىذا عمى أن البنوك‬ ‫‪‬‬
‫التجارية ال تثق بالعميل بل تعتمد عمى الضمانات كخط دفاع أول‪ ،‬رغم من أن أغمبية الدراسات ترى بأنو‬
‫ال يمثل األسبقية األولى في اتخاذ القرار االئتماني‪ ،‬بحيث أنو ليس بعنصر كافي لمنح االئتمان فالضمان‬
‫ىو بمثابة تعزيز لمقرار االئتماني أو قصد الحماية من المخاطر التي تتعرض ليا البنوك عند منح‬
‫االئتمان‪.‬‬
‫اعتمدت لجنة بازل عمى معيار كفاية رأس المال كحاجز يمتص الخسائر‪ ،‬لكن باإلضافة إلى‬ ‫‪‬‬
‫رأس المال فقد اىتمت في اتفاقيتيا الثانية بركيزتين أخريين ىما المراجعة الرقابية وانضباطية السوق‪،‬‬
‫حيث من خالليما تيتم بوضع نماذج تقييم وادارة المخاطر‪ ،‬واإلفصاح عن المعمومات والشفافية‪.‬‬
‫ال تزال البنوك الجزائرية تتبنى اتفاقية بازل األولى في عممية الرقابة المصرفية وذلك منذ سنة‬ ‫‪‬‬
‫‪1999‬سنة استكمال نسبة المالءة الدولية المقدرة ب‪ ، %8‬أما تطبيق اتفاقية بازل الثانية فقد عرف تقدما‬
‫جزئيا في ما يخص الركيزة الثانية‪ ،‬إال أن التنفيذ الكامل لم يتم بعد أن كان من المقرر تنفيذىا سنة‪9990‬‬
‫ويرجع ىذا التأخر في التنفيذ إلى ‪:‬غياب الكوادر المؤىمة‪ ،‬نقص الوعي بأىمية تطبيق اتفاقية بازل الثانية‬
‫نقص اإلفصاح وتأخر تبني المعايير المحاسبية الدولية‪ ،‬عدم استعمال نماذج متقدمة إلدارة المخاطر‪ ،‬إلى‬

‫‪79‬‬
‫الخاتمة‬

‫جانب محاولة محاذاة االتفاقية بمراعاة خصوصيات البنوك الجزائرية بذل التبني الكامل لالتفاقية‪ ،‬لكن‬
‫كان باألحرى تغيير بنية ىذه البنوك وجعميا تواكب البنوك عمى المستوى الدولي‪.‬‬
‫الــــنتائج‬
‫إن موضوع إدارة مخاطر االئتمان المصرفي من المواضيع التي تمثل أىمية بالغة في اآلونة‬ ‫‪‬‬
‫األخيرة لدى جميع القطاعات استجابة لإلحداث التي أممتيا ظروف األزمة المالية العالمية االخيرة خاصة‬
‫لدى الجياز المصرفى بعد أن أثبتت جدوى إدارة مخاطر االئتمان المصرفى كوسيمة تساعد أصحاب‬
‫القرار االئتماني عمى معرفة ماىية المخاطر االئتمانية‪.‬‬
‫إجراءات التعامل مع العمالء المتأخرين عن السداد والديون المتعثرة إجراءات سميمة‪ ،‬حيث يقوم‬ ‫‪‬‬
‫المصرف بالمالحقة القضائية لمعمالء المتأخرين‪ ،‬وفي حال قام العمالء بالتسوية تعاد جدولة األقساط‬
‫وبفائدة تأخيرية‪.‬‬
‫أدرجت اإلصالحات المصرفية في الجزائري معايير الحذر تدريجيا لمسايرة االتجاىات الدولية‬ ‫‪‬‬
‫وتحقيق حد أدنى من األمان المتمثل في حماية البنك والمودعين من الخسائر‪.‬‬
‫غياب إستراتيجية طويمة المدى ترسم األداء المصرفي‪ ،‬وتجنب من الوقوع في األخطاء السابقة‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫التوصيات واإلقتراحات‬
‫وضع برنامج متابعة لمقروض بعد منحيا لمعمالء‪ ،‬يستمر حتى تسديد كامل القرض وعدم‬ ‫‪‬‬
‫االكتفاء بالدراسات االئتمانية التي يمنح القرض عمى أساسيا‪.‬‬
‫التعجيل باإلصالحات في القطاع المصرفي لمسايرة التطورات في الدول الرائدة‪ ،‬وتوحيد المعايير‬ ‫‪‬‬
‫الدولية‪ ،‬وكذلك تكييف الجياز المصرفي وفق التوصيات التي جاءت بيا لجنة بازل‪.‬‬
‫إلزام البنوك بإنشاء نظام إلدارة المخاطر كجزء أساسي من إدارة البنك‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االستفادة من عضوية الجزائر في بنك التسويات منذ ‪ 2003‬والذي تعتبر لجنة بازل احد لجانو‬ ‫‪‬‬
‫واالستفادة من خبرة إطاراتو في مجال الرقابة المصرفية لتحسين الرقابة‪ ،‬وتمكين الجزائر من الحد من‬
‫إشكالية القروض المتعثرة المتراكمة‪.‬‬
‫ينبغي عمى إدارة البنوك تنويع محفظة القروض وذلك بيدف توزيع المخاطر وتجنب مخاطر‬ ‫‪‬‬
‫التركيز عمى قطاع معين أو عمالء معينين‪.‬‬
‫التدريب المستمر لمعاممين بالبنوك و التأىيل في المجال االئتماني و ذلك لممساعدة عمى استيعاب‬ ‫‪‬‬
‫التقنيات الحديثة في إدارة مخاطر االئتمان و خاصة مق اررات بازل‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫قائمة األشكـال‬

‫عـــــــنـــــوان الــشكل والصفحة‬ ‫رقم الشكل‬


‫معايير منح االئتمان‪...............................‬ص ‪54‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫العوامل المؤثرة في اتخاذ قرار االئتمان‪................‬ص‪51‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫معالجة القروض المتعثرة‪............................‬ص‪32‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫أنواع المخاطر البنكية الرئيسية‪.....................‬ص‪22‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫ركائز اتفاقية بازل الثانية‪...........................‬ص‪15‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫الهيكل التنظيمي لمبنك الجزائر الخارجي‪..............‬ص‪07‬‬ ‫(‪)6‬‬

‫قائمة الجداول‬

‫ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـن ـ ـ ـ ـ ـ ـوان ال ـ ـ ـ ـ ـ ـجـ ـ ـ ــدول والـ ـ ــصفحة‬ ‫رقم الجدول‬


‫أوزان المخاطر المرجحة لألصول والعناصر داخل الميزانية حسب نسبة بازل‪........‬ص‪45‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫قــائمة المـالحـق‬

‫عـ ـ ـ ـنـ ـ ـوان الـ ـمـل ـح ـ ــق والصفحة‬ ‫رقم الملحق‬


55 ‫ ص‬Demande d’indemnisation )1(
56‫ ص‬Etat des Impayés )2(
97‫ ص‬Etat des Remboursements )3(
59‫ ص‬Avis du chargé du dossier )4(
55‫ ص‬AV.OIS ou décision de directeur D’agence )5(
111 ‫ ص‬Avis du charge d’études principal )6(
‫الكتب بالمغة العربية‪:‬‬

‫‪ -1‬عبد الغفار حنفي‪ ،‬عبد السالم أبو قحف‪ .‬اإلدارة الحديثة في البنوك التجارية‪ ،‬الدار الجامعية‪،‬‬
‫بيروت‪.1991 ،‬‬
‫‪ -2‬عبد الحميد عبد المطيف‪ .‬البنوك الشاممة عممياتيا وادارتيا‪ ،‬الدار الجامعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مصر‪،‬‬
‫‪.2000‬‬
‫‪ -3‬عبد المعطي رضا ارشيد‪ ،‬محفوظ أحمد جودة‪ ،‬إدارة االئتمان‪ ،‬ط ‪ ،1‬دار وائل لمنشر‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.1999‬‬
‫‪ -4‬رحيم حسين‪،‬االقتصاد البنكي‪ ،‬دار بياء لمنشر والتوزيع‪ ،‬قسنطينة‪ ،‬الطبعة األولى‪. 2008‬‬
‫‪ -5‬حمزة محمود الزبيدي‪ ،‬إدارة االئتمان المصرفي والتحميل االئتماني‪ ،‬ط‪ ، 2‬مؤسسة الوراق‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫‪.2002‬‬
‫‪ -6‬سامي عفيفي حاتم‪ ،‬التأمين الدولي‪ ،‬الدار المصرية المبنانية‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬بيروت‪.1986 ،‬‬
‫‪ -7‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬دليل المستثمر إلى بورصة األوراق المالية‪ ،‬كمية التجارة‪ ،‬جامعة عين‬
‫الشمس‪ ،‬القاىرة‪.2000 ،‬‬
‫‪ -8‬طارق عبد العال حماد‪ ،‬إدارة المخاطر(أفراد‪ ،‬إدارات‪ ،‬شركات‪ ،‬بنوك)‪ ،‬الدار جامعية‪. ،‬اإلسكندرية‪،‬‬
‫‪.2003‬‬
‫‪ -9‬منير إبراىيم اليندي‪ ،‬اإلدارة المالية مدخل تحميمي معاصر‪ ،‬المكتب العربي الحديث‪ ،‬الطبعة الرابعة‪،‬‬
‫القاىرة‪.1999 ،‬‬
‫‪ -10‬منير ابراىيم ىندى‪ ،‬إدارة البنوك التجارية‪ :‬الطبعة الثالثة‪ ،‬المكتب العربي‬
‫الحديث‪،‬اإلسكندرية‪.2000،‬‬
‫‪ -11‬طارق طو‪ ،‬إدارة البنوك في البيئة العولمة واإلنترنت‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪. 2007،‬‬
‫‪ -12‬صالح الدين حسن السيسي‪ ،‬التسهيالت البنكية لممؤسسات واألفراد‪ ،‬ط‪ ، 1‬دار الوسام لمطباعة ‪.‬‬
‫والنشر‪ ،‬بيروت‪. 1998،‬‬
‫‪ -13‬سعيد عبد العزيز عثمان‪ ،‬دراسة جدوى المشروعات بين النظرية والتطبيق‪ ،‬جامعة اإلسكندرية‪،‬‬
‫مصر‪.1996 ،‬‬
‫‪ -14‬محسن أحمد الخضيري‪ ،‬الديون المتعثرة ‪:‬الظاىرة‪ ،‬األسباب‪ ،‬العالج( مدخل متكامل لمتعامل مع‬
‫العمالء المتعثرين في سداد الديون)‪ ،‬ط‪ ، 1‬ايتراك لمنشر والتوزيع‪ ،‬القاىرة‪. 1997،‬‬
‫‪ -15‬سمير الخطيب‪ ،‬قياس وادارة المخاطر بالبنوك‪ ،‬منيج عممي وتطبيقي عممي‪ ،‬منشأة المعارف‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪. 2005 ،‬‬
‫‪ -16‬الطاىر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪. 2001،‬‬
‫‪ -17‬منير إبراىيم ىندي‪،‬إدارة البنوك التجارية)مدخل اتخاذ القرار(‪ ،‬ط ‪ ، 3‬المكتب العربي الحديث‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪. 1996،‬‬
‫‪ -18‬طارق اهلل خان‪ ،‬حبيب أحمد‪ ،‬إدارة المخاطر تحميل قضايا في الصناعة المالية اإلسالمية‪ ،‬ط‪، 1‬‬
‫مكتبة ‪.‬الممك فيد الوطنية‪ ،‬جدة‪ ،‬السعودية‪. 2003،‬‬
‫الرسائل واألطروحات‬
‫‪-1‬خطيب منال‪ .‬تكمفة اإلئتمان البنكي وقياس مخاطره بالتطبيق عمى أحد المصارف التجارية السورية‪،‬‬
‫رسالة ماجستير‪ ،‬جامعة حمب‪.2004 ،‬‬
‫‪ -2‬سيف ىشام صباح الفخري‪ ،‬اإلئتمان البنكي و ودور التوسع االئتماني في األزمات البنكية ‪ ،‬ماجستير‬
‫العموم المالية والبنكية‪ ،‬جامعة حمب‪.2009،‬‬
‫‪-3‬مراد سالم الطالع ‪ ،‬إدارة العممية التفاوضية فى قرار منح االئتمان ‪"،‬دراسة تطبيقية عمى المصارف‬
‫التجارية فى قطاع غزة رسالة ماجستير فى إدارة األعمال ‪.2010،‬‬
‫‪- 4‬إيمان أنجرو‪ ،‬التحميل اإلئتماني ودوره في ترشيد عمميات اإلقراض(البنك الصناعي السوري نموذجاً)‪،‬‬
‫رسالة ماجستيرغير منشورة‪ ،‬كمية االقتصاد‪ ،‬جامعة تشرين‪،‬سوريا‪/2006،‬‬
‫‪. 2007‬‬
‫‪ -5‬محمد خالدي‪ ،‬القروض المتعثرة لدى البنوك التجارية الجزائرية – دراسة حالة بنك التنمية المحمية‬
‫وكالة الجمفة– ‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كمية العموم االقتصادية‪.. 2010 ،‬‬

‫‪ -6‬حسين ذيب ‪ ،‬فعالية نظم المعمومات المصرفية في تسيير حاالت فشل اإلئتمان‪ ،‬الماجستير في العموم‬
‫االقتصادية تخصص إقتصاد وتسيير مؤسسة جامعة قاصدي مرباح – ورقمة ‪.2012/2011‬‬
‫‪ -7‬ميرفت عمي أبو كمال‪ ،‬اإلدارة الحديثة لمخاطر االئتمان في المصارف وفقاً لمعايير الدولية "بازل ‪2‬‬
‫‪"-‬دراسة تطبيقية عمى المصارف العاممة في فمسطين ‪ ،-‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كمية التجارة‪،‬‬
‫الجامعة اإلسالمية بغزة فمسطين ‪. 2007،‬‬
‫‪ -8‬بيية مصباح محمود صباح‪ ،‬العوامل المؤثرة عمى درجة أمان البنوك التجارية العاممة في فمسطين(‬
‫دراسة تحميمية)‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كمية التجارة‪ ،‬الجامعة ‪.‬اإلسالمية‪ ،‬غزة‪ ،‬فمسطين‪. 2008،‬‬
‫‪ -9‬بن ناصر فاطمة‪ ،‬تسيير مخاطر صيغ التمويل بالمصارف اإلسالمية ‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪،‬‬
‫كمية الحقوق والعموم االقتصادية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقمة‪.2008/2007 ،‬‬
‫الممتقيات والمؤتمرات‬
‫‪ -1‬السنوسى محمد الزوام‪ ،‬مختار محمد ابراىيم‪" ،‬إدارة مخاطر اإلئتمان البنكي في ظل األزمة المالية‬
‫العالمية"ورقة عمل مقدمة الى المؤتمر العممي الدولي السابع ‪،‬كمية االقتصاد والمحاسبة جامعة سبيا –‬
‫ليبيا‪.‬‬
‫‪ -2‬بمعجـوز حسين ‪،‬غـزي محمد العربي– دراسة مقارنة لمخاطر التمويل المصرفي بين النظام الكالسيكي‬
‫والقيمي‪ ،‬ممتقى دولي حول سياسات التمويل وأثرىا عمى اإلقتصاديات والمؤسسات ‪21 ،‬و‪ 22‬نوفمبر‬
‫‪ ،2006‬جامعة محمد خيضر‪،‬بسكرة‪.‬‬
‫‪ -3‬منصور منال ‪ ،‬إدارة المخاطر اإلئتمانية ووظيفة المصارف المركزية ‪,‬القطرية واإلقميمية ‪،‬مداخمة‬
‫مقدمة إلى الممتقى العممي الدولي‪،‬األزمة المالية واإلقتصادية الدولية والحوكمة العالمية ‪ 21- 20,‬أكتوبر‬
‫‪ ، 2009‬كمية العموم اإلقتصادية وعموم التسيير ‪،‬جامعة فرحات عباس سطيف‪.‬‬
‫‪ -4‬يحيوش حسين‪ ،‬تسيير مخاطر القرض)حالة القرض الشعبي الوطني(‪ ،‬مداخمة مقدمة لممؤتمر العممي‬
‫السابع حول إدارة المخاطر في ظل اقتصاد المعرفة‪ ،‬جامعة الزيتونة‪ 19 ،‬أفريل‪. 2007‬‬
‫‪ -5‬طيبة عبد العزيز‪ ،‬مرايمي محمد‪ ،‬بازل ‪ 2‬و تسيير المخاطر المصرفية بالبنوك الجزائرية‪ ،‬المؤتمر‬
‫العممي الدولي الثاني حول اصالح النظام المصرفي الجزائري في ظل التطورات ‪.‬العالمية الراىنة‪،،‬‬
‫جامعة قاصدي مرباح ورقمة‪ 12 -11،‬مارس ‪. 2008‬‬
‫‪ -6‬حسين بمعجوز‪ " ،‬إدارة المخاطر البنكية والتحكم فييا " مداخمة مقدمة إلى الممتقى الوطني حول‬
‫المنظومة المصرفية في األلفية الثالثة ‪:‬منافسة ‪ -‬مخاطر ‪ -‬تقنيات‪ ،‬جامعة جيجل ‪ ،‬يومي‪9 – 7‬‬
‫جوان‪. 2005 ،‬‬
‫‪ -7‬سميمان ناصر‪ ،‬النظام المصرفي الجزائري واتفاقيات بازل‪ ،‬الممتقى الوطني األول حول المنظومة‬
‫المصرفية الجزائرية والتحوالت االقتصادية‪ ،‬الواقع وتحديات‪ ،‬جامعة الشمف‪ ،‬ديسمبر ‪.2004‬‬
‫‪ -8‬أمين عواد‪ ،‬المقاربة الحديثة إلدارة المخاطر و الصعوبات التي تواجييا لبنان في تطبيقيا‪ ،‬مؤتمر‬
‫تقييم سياسات إدارة مخاطر االئتمان‪ ،‬لجنة الرقابة عمى المصارف لبنان‪ ،‬بيروت‪.2007 /01/ 15،‬‬
‫الكتب بالمغة األجنبية‬

-1 Edith Giraglinger, les décisions d’investissement Exercices et ces


corrigés de gestion, ed Nathan, Paris 1998.
- 2Mohamed AMBAR, La Gestion de Risque de Crédit par La Méthode
RAROC, Diplôme Supérieur des Etude Bancaire, Ecole Supérieur de Banque,
Alger, Octobre 2007.
-3- Bazel Committee on Banking Supervision, Amendment to The Capital
Accord To Incorporate Market Risks, January 1996
‫مواقع اإلنترنيت‬

-http ://www.modon.org/index.php ?act=st&f=13


http://www.aawsat.com/details.asp?section=6&article=587106&issuen
o=11616&t=45277
‫شيدت الساحة المصرفية العالمية في نياية القرن العشرين العديد من التطورات‪،‬‬
‫انعكست بشكل واضح عمى العمل المصرفي‪ ،‬ىذه التطورات التي حممتيا ظاىرة العولمة‬
‫المالية‪ ،‬أصبحت ليا تأثيرات واسعة عمى األنظمة المصرفية‪ ،‬ومن بين ىذه التطورات جاءت‬
‫جيود لجنة بازل الدولية لألنظمة المصرفية‪،‬لضمان سالمة النظام المصرفي‪.‬‬
‫حيث تركز ىذه الدراسة اىتماميا بكيفية إدارة مخاطر االئتمان المصرفي والتحكم فييا‪ ،‬و‬
‫إلقاء الضوء عمى موضوع إدارة المخاطر من خالل عرض ألىم مفاىيم المخاطر التي تواجو‬
‫العمل المصرفي‪ ،‬ثم نستعرض الدور األساسي إلدارة المخاطر االئتمانية و أىميتيا بالنسبة‬
‫لمبنوك‪،‬و نقوم بطرح المبادئ األساسية إلدارة المخاطر االئتمانية و التي تنطوي عمييا‬
‫اإلجراءات الواجب اتخاذىا من قبل البنوك لتفعيل سياستيا الجديدة في إدارة المخاطر‬
‫وأخي ار قيامنا بدراسة إلدارة مخاطر االئتمان في بنك الجزائر الخارجي بوكالة أم البواقي ‪.‬‬
‫الكممات المفتاحية‪ :‬اإلئتمان البنكي‪ ،‬المخاطر اإلئتمانية‪ ،‬إدارة المخاطر ‪.‬‬

‫‪Cette étude se base sur la façon de gérer le risque de crédit des‬‬


‫‪banques et de contrôle, et expliquer le thème de la gestion des‬‬
‫‪risques à travers la présentation des principaux concepts de risques‬‬
‫‪qui pèsent sur l’activité bancaire, puis on passe en revue le rôle‬‬
‫‪essentiel de la gestion du risque de crédit et son importance pour les‬‬
‫‪banques, et on a introduit les principes de base de la gestion des‬‬
‫‪risques de crédit et qui impliqués dans les actions à entreprendre par‬‬
‫‪les banques pour activer sa nouvelle politique sur la gestion des‬‬
‫‪risques et enfin, on va faire une étude cas‬‬ ‫‪pour la gestion des‬‬
‫‪risques de crédit dans la BEA ,OUM EL BOUAGHI .‬‬
‫‪les mots clés : Crédit bancaire, risque de crédit, la gestion des‬‬
‫‪risques.‬‬
‫الحمد هلل رب العالمين والصالة والسالم على سيدنا محمد أشرفـالمرسلين والسائرين على‬
‫نيجو إلى يوم الدين وبعد‪:‬‬

‫أىدي ثمرة ىذا العمل المتواضع إلى‪:‬‬

‫من منحت سعادتيا وتعبت لنستريح إلى أطيب وأحسن وأعظم قـلب في الوجود كلو إلى‬
‫من وضعت الجنة تحت أقداميا أمي الحبيبة أطال اهلل في عمرىا‬

‫إلى الذي لو أىديتو الدنيا بأسرىا مكافـأة على عطائو أبي العزيز أطال اهلل في عمره‪.‬‬

‫إلى من حملنا رحم واحد وتقـاسمت معيم األيام بحلوىا ومرىا‪ ،‬وجعليم اهلل لي السند المعين‬
‫إلى بية أيامي أختي الغالية أمينة وإخوتي إلياس ويوسف إلى كل أفراد العائلة الكبيرة ‪.‬‬

‫‪ .‬إلى كل من لقـاني بيم القدر وجعلنا أصدقـاء‪ :‬خديجة ‪،‬فـاطمة ‪،‬ىدى‪،‬أمينة‪،‬تقوى ‪.‬‬

‫وأىدي أيضا ىذا العمل إلى زمالئي في المكتب ‪:‬إلى السيدة فوزية ‪،‬إلى أمينة ‪،‬صليحة‬
‫وليلى‪،‬نسيمة ‪،‬مريم ‪،‬إليام ‪،‬فضيلة ‪,,,,‬‬

‫إلى كل طالب معيد العلوم االقتصادية والعلوم التجارية وعلوم التسيير‬

‫إلى دفعة ماستر ماليةوبنوك "‪"3102‬‬

‫إلى كل األساتذة‪.‬‬

‫إلى كل من حملتيم ذاكرتي ولم تحمليم مذكرتي‪،‬‬

‫إلى كل ىؤوالء أىدي عملي المتواضع ‪،‬‬

‫‪.‬‬

‫رج ـ ـ ـ ــاء‬

You might also like