You are on page 1of 4

‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية نظم المعلومات‪.........................................................................................................‬أ‪ .

‬مرمي مراد‬

‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية نظم المعلومات‬


‫مفهوم نظم المعلومات‬ ‫‪.1‬‬
‫(‪" :)J. L. Le Moigne, 1973‬مجموعة من المعلومات سواء كانت رسمية أو غير رسمية‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مهيكلة أو غير مهيكلة‪ ،‬والتي تُوجد وتسري داخل المنظمة‪ ،‬أو بين هذه المنظمة ومحيطها»‬
‫(‪" :)R. Reix, 2002‬مجموعة منظمة من الموارد‪ :‬مادية‪ ،‬برامج‪ ،‬أفراد‪ ،‬إجراءات‪ ،‬تسمح‬ ‫‪‬‬
‫باكتساب ومعالجة وتخزين وإيصال المعلومات (تحت شكل بيانات‪ ،‬نصوص‪ ،‬صور‪،‬‬
‫أصوات‪...‬الخ) داخل المنظمات»‬
‫(سليم الحسنية‪" :)2006 ،‬النظم الرسمية وغير الرسمية التي تمد اإلدارة بمعلومات سابقة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫حالية وتنبئية في صورة شفوية أو مرئية للعمليات الداخلية للمؤسسة ولعناصر البيئة المحيطة‬
‫بها‪ ،‬بهدف دعم اإلداريين وبخاصة المسيرين والعناصر البيئية األساسية‪ ،‬وإتاحة المعلومات‬
‫الدقيقة والواضحة‪ ،‬في إطار الوقت المناسب لمساعدتهم على إنجاز العمل واإلدارة واتخاذ‬
‫القرارات»‬
‫(‪" :)J. A. O’Brien & G. M. Marakas, 2011‬مجموعة منظمة من األفراد‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫التجهيزات المادية‪ ،‬البرمجيات‪ ،‬شبكات االتصاالت‪ ،‬موارد البيانات‪ ،‬والسياسات واإلجراءات‪،‬‬
‫والتي تعمل على تخزين‪ ،‬استرجاع‪ ،‬تحويل‪ ،‬ونشر المعلومات في المنظمة"‬
‫من خالل تحليل التعاريف السابقة يمكننا استنتاج أهم العناصر المتعلقة بنظم المعلومات التي تستخدمها‬
‫المؤسسات‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫• يُمكن أن تحوز المؤسسة على نظم معلومات رسمية؛ أي أن عملية جمع البيانات والمعلومات‬
‫ومعالجتها وتوزيعها يتم بشكل رسمي‪ ،‬كما يمكن أن تحوز كذلك على نظم معلومات غير‬
‫رسمية ؛ أي أنها تعتمد على قواعد وتصرفات غير رسمية‪ ،‬وبذلك فإن جمع المعلومات‬
‫وتوزيعها يتم عبر طرق غير رسمية‪ ،‬كاستخدام الهاتف‪ ،‬أو االتصال الشخصي غير الرسمي‪.‬‬
‫• نظم تتكون أساسا من الوسائل التكنولوجيا (على رأسها الحاسوب اآللي وتكنولوجيا االنترنت)‪،‬‬
‫األفراد‪ ،‬مجموعة البرمجيات (‪ )Software‬واإلجراءات‪ ،‬والتي تتكامل مع بعضها من أجل‬
‫جمع ومعالجة البيانات بهدف الحصول على المعلومات وإيصالها إلى المستخدمين داخل‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫• تهدف نظم المعلومات إلى مساعدة المسيرين على انجاز األعمال‪ ،‬وتدعيم ومساندة الوظائف‬
‫اإلدارية‪ ،‬واتخاذ القرارات اإلدارية‪.‬‬
‫• توفر هذه النظم معلومات عن عمليات المؤسسة‪ ،‬وذلك من خالل تسجيل األحداث التاريخية‪،‬‬
‫الحالية والمستقبلية (على شكل قواعد بيانات)‪ ،‬وإصدار التقارير الدورية وغير الدورية‪،‬‬
‫وإجراء البحوث والدراسات وغيرها‪ ،‬والذي يساعد المؤسسة على تحديد نقاط قوتها وضعفها‬
‫الداخلية‪ ،‬كما توفر كذلك معلومات عن المحيط الخارجي للمؤسسة‪ ،‬مما يساعدها على التعرف‬
‫على الفرص المتاحة وكذلك التهديدات التي يمكن أن تؤثر على عملها‪ ،‬وهذا ما يساعد المديرين‬
‫على دعم توجهاتهم اإلستراتيجية في اإلدارة‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية نظم المعلومات‪.........................................................................................................‬أ‪ .‬مرمي مراد‬

‫‪ .2‬مراحل ظهور وتطور نظم المعلومات في المؤسسات‬


‫• المرحلة األولى‪ :‬والتي شهدت أول ظهور لإلعالم اآللي‪ ،‬امت ّدت من ‪1955‬إلى نهاية‬
‫الخمسينات‪ ،‬وقد لوحظ أول استعماالت اإلعالم اآللي خاصة في المهام المرتبطة بخزينة‬
‫المؤسسة كحساب األجر مثالً‪ ،‬أو إدخال تعديالت فيما يتعلّق بالمزايا االجتماعية للعمال‪ ،‬وكذا‬
‫أنظمة المعاشات‪.‬‬
‫• المرحلة الثانية‪ :‬شملت هذه المرحلة سنوات الستينات والسبعينات‪ ،‬وفيها بدأت المؤسسات في‬
‫استعمال اإلعالم اآللي كنظام معلومات ألغراض الرقابة والتسيير‪.‬‬
‫• المرحلة الثالثة‪:‬والتي شملت سنوات الثمانينات والتسعينات‪ ،‬حيث شمل نظام المعلومات كل‬
‫النشاطات األساسية للمؤسسة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية نظم المعلومات‪.........................................................................................................‬أ‪ .‬مرمي مراد‬

‫‪ .3‬أبعاد نظم المعلومات‬

‫• المنظمات(‪ :)Organisations‬تتمثل العناصر األساسية ألي منظمة في األفراد‪ ،‬الهياكل‪،‬‬


‫اإلجراءات التشغيلية‪ ،‬السياسات والثقافة‪ ،‬وكذلك نظم المعلومات التي تكون مندمجة وأحيانا ً‬
‫فإن كل المنظمات تقريبا ً تتكون من وظائف أساسية‬ ‫مهيكلة داخل المنظمـة‪ ،‬وكما هو معروف ّ‬
‫والمتمثلة في المبيعات والتسويق اإلنتاج واإلمداد‪ ،‬المالية والمحاسبة وإدارة الموارد البشرية‪،‬‬
‫وأن اعتماد كل وظيفة من هذه‬ ‫بحيث يجب أن تعمل بشكل متكامل لتحقيق الهدف العام للمنظمة ّ‬
‫الوظائف على نظام للمعلومات سوف يمكنها من دعم مختلف األنشطة ال ُمك ِّونة لها (نظم‬
‫المعلومات الوظيفية)‪.‬‬
‫• اإلدارة (‪ :)Management‬يُؤ ِّمن العمل اإلداري الحلول للمشاكل التي تواجه المنظمة‪ ،‬كما‬
‫يُؤ ِّمن لها الخطط المختلفة التي تساعدها على مواجهة تح ّديات البيئة المحيطة بها‪ ،‬وعادة ما‬
‫يقوم المدراء باتخاذ قرارات تختلف حسب المستوى اإلداري داخل المؤسسة‪ ،‬فالمدراء على‬
‫مستوى اإلدارة العليا يتخذون قرارات إستراتيجية طويلة المدى تخصّ المنتجات والخدمات التي‬
‫تعرضها المؤسسة في السوق‪ ،‬بينما يعمل مديرو اإلدارة الوسطى على تنفيذ البرامج والخطط‬
‫ال ُمق ّدمة من قبل اإلدارة العليا‪ ،‬ويقوم المدراء التنفيذيون بانجاز النشاطات التشغيلية للمؤسسة‪،‬‬
‫وكل مستوى من تلك المستويات اإلدارية يحتاج إلى معلومات خاصة به ‪-‬كما بيّنا ذلك سابقا ً‪-‬‬
‫وهذا يعني كذلك اختالف نظم المعلومات عند كل مستوى إداري (نظم المعلومات حسب‬
‫المستوى اإلداري)‪.‬‬
‫• التكنولوجيا (‪ :)Technology‬وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ ‬التجهيزات المادية والبرمجيات (‪)Hardware and Software‬؛‬
‫‪ ‬تكنولوجيا التخزين (‪ ،)Storage technology‬والتي تتضمّن الوسائل المادية لتخزين‬
‫البيانات؛‬
‫‪ ‬تكنولوجيا االتصاالت (‪ )Communications technology‬بمختلف مكوناتها المادية‬
‫ومجموعة البرمجيات التي تربط تلك المكونات بحيث تسمح بتحويل البيانات (نصوص‪،‬‬
‫أرقام‪ ،‬صور‪ ،‬أصوات ‪..‬الخ) من مكان إلى آخر؛‬
‫‪ ‬الشبكات (‪)Networks‬؛ والمتمثلة في‪ :‬شبكة االنترنت (‪ ،)Internet‬االنترانت‬
‫(‪ )Intranet‬واالكسترانت (‪ ،)Extranet‬والتي ُتستخدم أساسا ً في تبادل المعلومات بين‬
‫األفراد والمؤسسات‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬ماهية نظم المعلومات‪.........................................................................................................‬أ‪ .‬مرمي مراد‬

‫‪ .4‬المداخل المعاصرة في دراسة نظم المعلومات‬

‫المدخل التقني(‪ :)Technical Approach‬طبقا ً لهذا المدخل فقد تمت دراسة نظم المعلومات‬ ‫•‬
‫كمجال جديد للدراسة‪ ،‬من خالل التركيز على تنمية نماذج معيارية والمستم ّدة أساسا ً من علوم‬
‫ذات طبيعة كمية‪ ،‬كاإلعالم اآللي‪ ،‬العلوم اإلدارية وبحوث العمليات‪ ،‬فبالنسبة لإلعالم اآللي فقد‬
‫كان له ال ّدور من خالل وضع النظريات وطرق الحساب‪ ،‬وكذا أساليب تخزين واسترجاع‬
‫البيانات‪ .‬ور ّكزت العلوم اإلدارية على البحث عن نماذج التخاذ القرارات ونماذج للتطبيقات‬
‫اإلدارية‪ ،‬أما بالنسبة لبحوث العمليات‪ ،‬فقد اهتمّت باألساليب الكمّية في اتخاذ القرارات وحل‬
‫المشكالت‪.‬‬
‫المدخل السلوكي(‪:)Behavioural Approach‬شاركت العديد من العلوم السلوكية من خالل‬ ‫•‬
‫المفاهيم والطرق التي جاءت بها في إثراء الدراسات التي تنتمي إلى هذا المجال‪ .‬فعلى سبيل‬
‫المثال‪ ،‬ر ّكز علماء االجتماع على دراسة طريقة استخدام المؤسسات لنظم المعلومات وعلى‬
‫كيفية تأثير هذه النظم على األفراد‪ ،‬الجماعات والمؤسسات‪ ،‬واهتم علماء ال ّنفس بدراسة‬
‫األسلوب الذي ي ّتبعه م ّتخذ القرار في إدراكه واستعماله للمعلومات التي يُتيحها النظام‪ .‬أما فيما‬
‫يخصّ االقتصاديين فقد بيّنوا التأثير الذي تمارسه تلك النظم على هياكل الرقابة والتكلفة بالنسبة‬
‫للمؤسسات واألسواق‪.‬‬
‫ولإلشارة‪ ،‬فإنّ المدخل السلوكي ال يتجاهل التكنولوجيا والتي ُتع ّد في الغالب محرّك لكثير من‬ ‫•‬
‫المشاكل والمسائل السلوكية‪.‬‬
‫المدخل التقني‪ -‬االجتماعي(‪ :)Sociotechnical Approach‬ال يوجد مدخالً واحداً نستطيع‬ ‫•‬
‫من خالله الكشف عن حقيقة تعقّد نظم المعلومات‪ ،‬لذلك يكون من الضروري لفهم هذا التعقّد‬
‫أن يُستخدم منظور متع ّدد األبعاد يشتمل على الجوانب االجتماعية والتكنولوجية‪ ،‬كما أنّ أخذ‬
‫هذه الجوانب مجتمعة في دراسة النظم سوف يحقق الفعالية في أداء النظام‪ ،‬وبالتالي تحقيق‬
‫أحسن عائد تنظيمي للمؤسسة‪ ،‬وهذا يعني أنّ التكنولوجيا يجب أن ُتطوّ ر بحيث تلبي احتياجات‬
‫المؤسسات واألفراد‪ ،‬ومن ناحية أخرى يجب تغيير هيكل المؤسسات ومواقف األفراد عن‬
‫طريق التكوين والتعليم‪ ،‬حتى يتم استيعاب التطوّ رات التكنولوجية وبذلك تصل كل من‬
‫التكنولوجيا واألفراد إلى تحقيق فاعلية أداء النظام ككل داخل المؤسسة‪.‬‬
‫‪4‬‬

You might also like