You are on page 1of 4

‫الحياء من اهلل تعالى‬

‫خطبة جمعة بتاريخ ‪ 1428-5-29 /‬هـ‬

‫احلمد هلل محد الش اكرين ‪ ،‬وأثين عليه ثن اء ال ّذاكرين ‪ ،‬ال أحصي ثن اءً عليه هو كما أثىن على نفسه ‪ ،‬له الفضل‬
‫وله النعمة وله الثن اء احلسن ‪ ،‬أمحدهُ تب ارك وتع اىل على كل نعم ٍة أنعم هبا علينا يف ق ٍ‬
‫دمي أو ح ديث أو س ٍر أو‬
‫ٍ‬
‫خاصة أو عامة ‪ ،‬أمحده تبارك وتعاىل محداً كثرياً طيب اً مبارك اً فيه كما حيب ربنا ويرضى ‪ ،‬وأشهد أن‬ ‫عالنية أو‬
‫ال إله إال اهلل وح ده ال ش ريك له ‪ ،‬وأش هد أن حمم داً عب ده ورس وله ؛ ص لى اهلل وس لم عليه وعلى آله وص حبه‬
‫أمجعني ‪.‬‬

‫جل وعال خريُ زاد وأعظم أم ٍر يلقى به ُ‬


‫العبد ربه يوم املعاد ‪،‬‬ ‫أما بعد عباد اهلل ‪ :‬اتقوا اهلل تعاىل ‪ ،‬فإن تقوى اهلل ّ‬
‫[البقرة‪]١٩٧ :‬‬ ‫ون يَا ُأولِي اَأْل ْلبَا ِ‬
‫ب﴾‬ ‫قال اهلل تبارك وتعاىل ‪َ ﴿ :‬وتَ َز َّو ُدوا فَِإ َّن َخ ْي َر ال َّزا ِد التَّ ْق َوى َواتَّقُ ِ‬
‫وبيان مكانته العلية‬ ‫عباد اهلل ‪ :‬لقد تكاثرت الدالئل والنصوص وتضافرت يف احلث على احلياء والرتغيب فيه ِ‬
‫ومنزلته الرفيعة وبيان ما يرتتب عليه من اآلثار العظيمة والثمار الكرمية على العبد يف الدنيا واآلخرة ‪،‬‬
‫واألحاديث يف هذا الباب كثريةٌ ‪ -‬عباد اهلل ‪ -‬منها ‪ :‬ما جاء يف الصحيحني عن عبد اهلل بن عمر رضي اهلل‬
‫عنهما عن رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم أنه مر برجل يعِظ أخاه يف احلياء فقال له عليه الصالة والسالم ‪:‬‬
‫ان ))‪ .‬وجاء يف الصحيحني من حديث أيب هريرة رضي اهلل عنه عن النيب صلى اهلل‬ ‫(( د ْعه فَِإ َّن احْل ياء ِمن اِإْل ميَ ِ‬
‫ََ َ ْ‬ ‫َ ُ‬
‫ان)) ‪ .‬وجاء يف الصحيحني من حديث عمران ابن احلصني رضي‬ ‫عليه وسلم أنه قال ‪(( :‬احْل ياء ُشعبةٌ ِمن اِإْل ميَ ِ‬
‫ََ ُ ْ َ ْ‬
‫يِت ِإ خِب ٍ‬
‫اهلل عنه أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪(( :‬احْلَيَاءُ اَل يَْأ اَّل َرْي )) ‪ ,‬وجاء يف رواية ملسلم أنه قال‪ (( :‬احْلَيَاءُ‬
‫َخْيٌر ُكلُّهُ ‪َْ ،‬أو قَ َال احْلَيَاءُ ُكلُّهُ َخْيٌر )) ‪ .‬واألحاديث يف هذا املعىن كثريةٌ عديدة ‪ ،‬وقد جاء عن النيب عليه الصالة‬
‫والسالم ما يدل على أن احلياء َخلَّةٌ كرمية وخصلة عظيمة حيبها اهلل تبارك وتعاىل من عباده ؛ كما جاء يف‬
‫ِ‬ ‫يك خ ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫حديث أشج عبد القيس أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال ‪ِ(( :‬إ َّن ف َ َ ْ‬
‫صلََتنْي حُي ُّب ُه َما اللَّهُ ؛ احْل ْل َم َواحْلَيَاءَ‬
‫)) ‪.‬‬
‫عباد اهلل ‪ :‬وأعظم احلياء شأناً وأعاله مكانةً وأواله بالعناية واالهتمام احلياء من اهلل تبارك وتعاىل ‪ ،‬احلياء من اهلل‬
‫وج ِد الربية ‪ ،‬احلياء ممن يراك أينما تكون وال ختفى عليه منك خافية ﴿َألَ ْم‬ ‫جل وعال ‪ ،‬احلياء من خالق اخلليقة وم ِ‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫[البق رة‪:‬‬ ‫صي ٌر ﴾‬
‫ون بَ ِ‬ ‫يَ ْعلَ ْم بَِأ َّن هَّللا َ يَ َرى﴾ [العل ق‪ِ﴿ , ]١٤:‬إ َّن هَّللا َ َك َ‬
‫ان َعلَ ْي ُك ْم َرقِيبًا ﴾ [النس اء‪َ ﴿ ، ]١:‬وهَّللا ُ بِ َما تَ ْع َملُ َ‬
‫سرك وعالنيتك وغيبك وشهادتك الذي ال ختفى عليه منك خافية ‪.‬‬
‫‪ , ]٢٦٥‬احلياء من اهلل املطل ِع على ِّ‬
‫خلق كرمي وخصلة عظيمة تنشأ عن أمور ثالثة ‪:‬‬
‫احلياء من اهلل تعاىل ٌ‬

‫‪1‬‬
‫األول منها ‪ :‬رؤية نعمة اهلل تبارك وتعاىل عليك ومنَّته وفضله ‪.‬‬
‫تقصريك يف حقه وقيامك مبا جيب له عليك سبحانه من امتثال املأمور وترك احملظور ‪.‬‬
‫َ‬ ‫والثانية ‪ :‬رؤيتك‬
‫واألمر الثالث ‪ :‬أن تعلم أنه تبارك وتعاىل مطَّلع عليك يف كل حال ويف أي وقت من األوقات وأينما تكون ‪،‬‬
‫فهو ال ختفى عليه منك خافية ‪.‬‬
‫فإذا اجتمعت هذه األمور الثالثة يف القلب ؛ حترك يف القلب حياءٌ عظيم من اهلل تبارك وتعاىل ‪ ،‬مث عن هذا‬
‫وكل فضيلة ‪ ،‬كما قال نبينا عليه الصالة والسالم‪ (( :‬احْلَيَاءُ اَل يَْأيِت ِإاَّل خِب َرْيٍ )) ‪ ,‬فإذا وجد‬ ‫احلياء ينشأ كل خري ُّ‬
‫جل وعال انكفَّت النفس عن األخالق الرذيلة واملعامالت السيئة واألفعال احملرمة ‪،‬‬ ‫يف القلب احلياء من اهلل ّ‬
‫وأقبلت النفس على فعل الواجبات والعناية مبكارم األخالق وعظيم اآلداب ومجيلها ‪.‬‬
‫احلياء من اهلل ‪ -‬عباد اهلل ‪ -‬ليست كلمةً يقوهلا املرء بلسانه وإمنا هو حقيقةٌ تقوم يف قلب العبد فتبعث فيه فعل‬
‫اخلريات واجتناب املنكرات ومراقبة رب األرض والسماوات يف كل األحايني ومجيع األوقات ‪ ،‬وتأملوا ‪-‬‬
‫رعاكم اهلل‪ -‬هذا احلديث العظيم الذي جيلِّي لنا هذه احلقيقة ويبني لنا هذا املقصد اجلليل ‪ :‬روى اإلمام الرتمذي‬
‫يف جامعه عن أيب عبد الرمحن عبد اهلل بن مسعود اهلذيل رضي اهلل عنه أن النيب صلى اهلل عليه وسلم قال‪(( :‬‬
‫ِ اِل ِ‬
‫س َذ َاك َولَك َّن ا ْست ْحيَاءَ‬
‫َِّ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ال ُق ْلنَا ‪ :‬يا رس َ َّ ِ ِإ‬
‫ول الله نَّا نَ ْستَ ْحيي َواحْلَ ْم ُد لله ‪ ،‬قَ َال لَْي َ‬ ‫َ َُ‬ ‫استَ ْحيُوا ِم ْن اللَّ ِه َح َّق احْلَيَ ِاء ‪ ،‬قَ َ‬ ‫ْ‬
‫ت َوالْبِلَى ‪َ ،‬و َم ْن ََأر َاد اآْل ِخَر َة‬
‫س َو َما َو َعى ‪َ ،‬والْبَطْ َن َو َما َح َوى ‪َ ،‬ولْتَ ْذ ُك ْر الْ َم ْو َ‬ ‫ِم ْن اللَّ ِه َح َّق احْلَيَ ِاء َأ ْن حَتْ َف َظ َّ‬
‫الرْأ َ‬
‫استَ ْحيَا ِم ْن اللَّ ِه َح َّق احْلَيَ ِاء )) وهو حديث حسن مبا له من الشواهد ‪.‬‬ ‫ك َف َق ْد ْ‬
‫ِ‬ ‫َتَر َك ِزينَةَ ُّ‬
‫الد ْنيَا ‪ ،‬فَ َم ْن َف َع َل ذَل َ‬
‫عباد اهلل ‪ :‬احلياء من اهلل ُخلق يقوم يف قلب العبد يستدعي فيه أمورا عديدة منها ‪:‬‬
‫س َو َما َو َعى )) ؛ الرأس ‪ -‬عباد اهلل ‪ -‬فيه السمع والبصر‬ ‫الرْأ َ‬
‫قوله صلى اهلل عليه وسلم ‪َ (( :‬أ ْن حَتْ َف َظ َّ‬ ‫‪‬‬
‫ومطلوب من العبد إذا كان يستحيي من اهلل‬ ‫ٌ‬ ‫واللسان‪ ،‬وفيه الشم ‪ ،‬وفيه حواس العبد أو مجلة من حواسه ‪،‬‬
‫أن حيفظ مجيع ما وعاه الرأس وما حواه ؛ أن حيفظ مسعه فال يسمع به ما يُسخط اهلل حياءً من اهلل ‪ ,‬وأن‬
‫حيفظ بصره فال ينظر فيه إىل ما يُغضب اهلل حياءً من اهلل تبارك وتعاىل ‪ ،‬وأن حيفظ لسانه فال يتكلم فيه مبا‬
‫يسخط اهلل حياء من اهلل تبارك وتعاىل ‪.‬‬
‫عبد اهلل ‪-‬‬ ‫ومن احلياء أن حتفظ ((الْبَطْ َن َو َما َح َوى)) ؛ ومن أعظم ما حواه البطن القلب ‪ ,‬فقلبك ‪َ -‬‬ ‫‪‬‬
‫أعظم ما ينبغي أن حتقق فيه احلياء من اهلل ‪ ،‬بل هو موطن احلياء ومنبع احلياء وأساس احلياء ‪ ،‬وإذا حتقق يف‬
‫القلب احلياء من اهلل صلحت اجلوارح كلها كما قال صلى اهلل عليه وسلم ‪َ(( :‬أاَل ِإ َّن يِف اجْلَ َس ِد ُم ْ‬
‫ضغَةً ِإ َذا‬
‫ِ‬
‫صلَ َح اجْلَ َس ُد ُكلُّهُ َوِإ َذا فَ َس َد ْ‬
‫ت فَ َس َد اجْلَ َس ُد ُكلُّهُ َأاَل َوه َي الْ َق ْل ُ‬
‫ب )) ‪.‬‬ ‫ت َ‬
‫صلَ َح ْ‬
‫َ‬
‫ومن حتقيق احلياء من اهلل عز وجل ‪ :‬أن ال ينشغل العبد بفنت الدنيا ومغرياهتا وملهياهتا بل يتذكر أنه‬ ‫‪‬‬
‫در ُج يوما من األيام يف قرب وحيداً ليس معه إال عمله الصاحل‬
‫سيلقى اهلل وأنه سيغادر هذه احلياة ‪ ،‬وأنه سيُ َ‬
‫‪2‬‬
‫ت َوالْبِلَى )) ؛ إذا تذكرت أنك ستموت وأنك ستَبلَى وأنك ستقف أمام اهلل وأن اهلل َّ‬
‫جل‬ ‫(( َولْتَ ْذ ُك ْر الْ َم ْو َ‬
‫وعال سيسألك عما قدَّمت يف هذه احلياة ؛ فكل هذه األمور روافد عظيمة ودوافع كرمية لتحقيق احلياء من‬
‫اهلل تبارك وتعاىل‪.‬‬
‫الدار اآلخرة وما أعد اهلل تبارك وتعاىل فيها من‬ ‫ويعينك على حتقيق احلياء أن يكون دائماً نصب عينيك ُ‬ ‫‪‬‬
‫الد ْنيَا )) ؛ أن تكون مريداً‬ ‫نعيم أو عذاب ‪ ,‬قال صلى اهلل عليه وسلم ‪َ (( :‬و َم ْن ََأر َاد اآْل ِخَر َة َتَر َك ِزينَةَ ُّ‬
‫جل وعال والدار اآلخرة فيتحرك فيك أعمال صاحلات وطاعات زاكيات وأخالق‬ ‫بأعمالك وجه اهلل ّ‬
‫فاضالت تستمر عليها يف هذه احلياة ‪ ،‬قال اهلل تعاىل ‪َ ﴿ :‬و َم ْن َأ َرا َد اآْل ِخ َرةَ َو َس َعى لَهَا َس ْعيَهَا َوهُ َو ُمْؤ ِم ٌن‬
‫ان َس ْعيُهُ ْم َم ْش ُكورًا﴾[اإلسراء‪. ]١٩:‬‬ ‫فَُأولَِئ َ‬
‫ك َك َ‬
‫اللهم إنا نس ألك بأمسائك احلسىن وص فاتك العليا وبأنك أنت اهلل ال ذي ال إله إال أنت يا من وس عت كل ش يء‬
‫حق احلياء ‪ ،‬اللهم اجعلنا أمجعني من الذين يستحون منك‬ ‫يستحون منك َّ‬ ‫رمحة وعلما أن جتعلنا أمجعني من الذين ُ‬
‫حق احلياء ‪ ،‬اللهم اجعلنا أمجعني من الذين يستحون منك حق احلياء ‪.‬‬
‫أقول هذا القول وأستغفر اهلل يل ولكم ولسائر املسلمني من كل ذنب فاستغفروه يغفر لكم إنه هو الغفور الرحيم ‪.‬‬

‫الخطبة الثانية ‪:‬‬


‫احلمد هلل عظيم اإلحس ان ‪ ،‬واسع الفضل واجلود واالمتن ان ‪ ،‬وأش هد أن ال إله إال اهلل وح ده ال ش ريك له ‪،‬‬
‫وأشهد أن حممداً عبده ورسوله ؛ صلى اهلل وسلم عليه وعلى آله وصحبه أمجعني ‪.‬‬
‫عباد اهلل ‪ :‬وعندما يُْنَزع احلياء من العبد ‪ -‬عياذا باهلل ‪ -‬فال تسأل عن هلكته واجتماع أنواع الشرور فيه ‪ ،‬فقد‬
‫ج اء عن نبينا عليه الص الة والس الم اإلخب ُار ب أن من األم ور اليت ك انت متوارث ةً يف ق دمي الزم ان ‪ ،‬مس موعةً من‬
‫تستح فاصنع ما شئت ‪ ،‬ففي الصحيح عن نبينا عليه الصالة والسالم أنه قال‪:‬‬ ‫األنبياء يف اختالف األوان ‪ :‬إذا مل ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫((ِإ َّن مِم َّا َْأدر َك الن ِ‬
‫ت )) ‪ ,‬وه ذا احلديث العظيم ‪ -‬عب اد‬ ‫َّاس م ْن َكاَل ِم النُُّب َّوة اُأْلوىَل ِإ َذا مَلْ تَ ْس تَ ْح ِي فَ ْ‬
‫اص نَ ْع َما ش ْئ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫أي‬
‫أي الشرور فعل ويف ّ‬ ‫اهلل ‪ -‬يدل دالل ةً واضحة على أن من نُزع منه احلياء ‪ -‬والعياذ باهلل ‪ -‬فإنه ال يبايل يف ّ‬
‫جل‬
‫اآلثام واملعاصي باشر ووقع فيها ؛ وذلك النتزاع احلياء من قلبه وذهابه من نفسه ‪ ،‬فهو ال يستحيي من اهلل ّ‬
‫وعال فال يب ايل يف ال ذنوب وال يب ايل يف غش يان املعاصي واآلث ام فتتنقل به نفسه الردية وقلبه املم َرض ال ذي ال‬
‫جل وعال ويقف بني يديه وقد أهلكته‬ ‫يستحيي من اهلل ‪ ،‬يتنقل به يف أودية اهللكة وادي اً تلو اآلخر حىت يلقى اهلل ّ‬
‫مادمنا يف ميدان احلياة ودار العمل ‪,‬‬
‫الذنوب وأوبقته اخلطايا ‪ .‬والواجب علينا ‪ -‬عباد اهلل ‪ -‬أن نتدارك أنفسنا ُ‬
‫نقص ر يف‬
‫وتفض ل علينا بصنوف النعم وأنواع املنن ومع ذلك فال نزال ِّ‬ ‫نتدارك أنفسنا باحلياء ممن خلقنا وأوجدنا ّ‬
‫جنابه ويف حتقيق الواجب حنوه مع علمنا بأنه تبارك وتعاىل يرانا ويطلع علينا وال ختفى عليه منا خافية ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫عباد اهلل ‪ :‬إن ال َكيِّس من عباد اهلل َم ْن دان نفسه وعمل ملا بعد املوت ‪ ،‬والعاجز من أتبع نفسه هواها ومتىن على‬
‫اهلل األماين ‪ ،‬واعلموا أن أصدق احلديث كالم اهلل ‪ ،‬وخري اهلدى هدى رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم ‪ ،‬وشر‬
‫األمور حمدثاهتا ‪ ،‬وكل حمدثة بدعة ‪ ،‬وكل بدعة ضاللة ‪ ,‬وعليكم باجلماعة فإن يد اهلل على اجلماعة ‪.‬‬
‫وص لوا وس لموا ‪ -‬رع اكم اهلل ‪ -‬على حممد بن عبد اهلل كما أم ركم اهلل ب ذلك يف كتابه فق ال ‪ِ ﴿ :‬إ َّن هَّللا َ‬
‫صلُّوا َعلَ ْي ِه َو َسلِّ ُموا تَ ْسلِيما ً ﴾ [األح زاب‪ ، ]٥٦:‬وق ال ص لى اهلل‬ ‫ون َعلَى النَّبِ ِّي يَا َأيُّهَا الَّ ِذ َ‬
‫ين آ َمنُوا َ‬ ‫صلُّ َ‬
‫َو َماَل ِئ َكتَهُ يُ َ‬
‫صلَّى اللَّهُ َعلَْي ِه هِبَا َع ْشًرا)) ‪.‬‬ ‫صلَّى َعلَ َّي َ‬
‫صال ًة َ‬ ‫عليه وسلم ‪َ (( :‬م ْن َ‬
‫اللهم صل على حممد وعلى آل حممد كما ص ليت على إب راهيم وعلى آل إب راهيم إنك محيد جميد ‪ ,‬وب ارك على‬
‫وارض اللهم عن اخللف اء‬
‫َ‬ ‫حممد وعلى آل حممد كما ب اركت على إب راهيم وعلى آل إب راهيم إنّك محيد جميد ‪.‬‬
‫الراش دين األئمة امله ديني ؛ أيب بكر الص ديق ‪ ،‬وعمر الف اروق ‪ ،‬وعثم ان ذي الن ورين ‪ ،‬وأيب احلس نني علي ‪،‬‬
‫وارض اللهم عن الصحابة أمجعني ‪ ،‬وعن التابعني ومن تبعهم بإحسان إىل يوم الدين ‪ ،‬وعنا معهم مبنك وكرمك‬
‫وإحسانك يا أكرم األكرمني ‪.‬‬
‫اللهم أع ّز اإلس الم واملس لمني ‪ ،‬اللهم أعز اإلس الم واملس لمني ‪ ،‬اللهم أعز اإلس الم واملس لمني ‪ ،‬وأذل الش رك‬
‫واملشركني ‪ ،‬ودمر أعداء الدين ‪ ،‬واحم حوزة الدين يا رب العاملني ‪ .‬اللهم آمنا يف أوطاننا وأصلح أئمتنا ووالة‬
‫أمورنا واجعل واليتنا فيمن خافك واتق اك واتبع رض اك يا رب الع املني ‪ ,‬اللهم وفق ويل أمرنا هلداك ‪ ،‬واجعل‬
‫عمله يف رضاك ‪.‬‬
‫اللهم آت نفوس نا تقواها ‪ ،‬زكها أنت خري من زكاها أنت وليها وموالها ‪ ،‬اللهم إنا نس ألك حبك وحب من‬
‫حيبك والعمل ال ذي يقربنا إىل حبك ‪ ,‬اللهم أص لح ذات بيننا ‪ ،‬وألف بني قلوبنا ‪ ،‬واه دنا س بل الس الم ‪،‬‬
‫وأخرجنا من الظلم ات إىل الن ور ‪ ،‬وب ارك لنا يف أمساعنا وأبص ارنا وأزواجنا وأموالنا وأوقاتنا ‪ ،‬واجعلنا مب اركني‬
‫أينما كنا ‪.‬‬
‫اللهم يا ذا اجلالل واإلك رام نسألك بأمسائك احلسىن وص فاتك العظ ام أن جتعلنا ممن يستحون منك حق احلي اء ‪,‬‬
‫اللهم حقق فينا احلياء منك يا ذا اجلالل واإلكرام ‪ ،‬اللهم وأعنا على طاعتك ‪ ،‬وال تكلنا إىل أنفسنا طرفة عني ‪،‬‬
‫اللهم واغفر لنا ما ق دَّمنا وما أخرنا وما أس ررنا وما أعلنا وما أنت أعلم به منا أنت املق دم واملؤخر ال إله إال‬
‫أنت‪ ،‬اللهم اغفر لنا ذنبنا كله ؛ دقه وجله ‪ ،‬أوله وآخ ره ‪ ،‬س َّره وعلنه ‪ ،‬اللهم اغفر لنا ولوال دينا وللمس لمني‬
‫واملس لمات واملؤم نني واملؤمن ات األحي اء منهم واألم وات ‪ ,‬ربنا آتنا يف ال دنيا حس نة ويف اآلخ رة حس نة وقنا‬
‫عذاب النار ‪.‬‬
‫عباد اهلل ‪ :‬اذكروا اهلل يذكركم ‪ ،‬واشكروه على نعمه يزدكم ‪َ  ،‬ولَ ِذ ْك ُر هَّللا ِ َأ ْكبَ ُر َوهَّللا ُ يَ ْعلَ ُم َما تَصْ نَع َ‬
‫ُون ‪. ‬‬
‫‪4‬‬

You might also like