You are on page 1of 4

‫تمهيد‪:‬‬

‫في عز الحرب‪ ،‬شاهدنا والحظنا العنصرية في التعامل مع النازحين من دولة أوكرانيا في حربها مع روسيا‪،‬‬
‫وشاهدنا التعامل غير املوضوعي والعنصري في كثير من االحيان لإلعالم الغربي‪ ،‬في مقارنة الحرب على أفغانستان‪،‬‬
‫الع راق وس وريا على أنه ا دول متخلف ة واملقص ود انه ا إس المية او عربي ة م ع نظيرته ا األوكراني ة املتحض رة ألهله ا‬
‫ال بيض (الع رق األبيض‪ ،‬الق ائم في الحض ارة الروماني ة) أو بين قوس ين املس يحية ‪ ،‬كم ا ش اهدنا ب أم أعينن ا تعام ل‬
‫برملانات الدول الغربية وعلى رأسها االتحاد األوروبي‪ ،‬وكذا رؤساء دولها الفاضح واالنتقائي‪ ،‬بالنظر مع القضايا‬
‫العربية و اإلسالمية و خاصة قضية فلسطين‪ ،‬وال أدل على ذلك تعامل املحكمة الدولية‪ ،‬حين صرح رئيسها بفتح‬
‫تحقيق عن الجرائم اإلنسانية التي قد تحصل في الحرب‪ ،‬وكذا الفيفا التي اتخذت قرارات ضد روسيا ومنحازة‬
‫بالنظر ملا فعلته في الالعبين املتضامنين مع قطاع غزة وفلسطين‪.‬‬
‫أخيرا اتضحت معالم ومبادئ العالم الغربي املتحضر كما يزعمون‪ ،‬اتضحت انتقائيته وعنصرية وانحيازه‬
‫الفاض ح ب النظر للقض ايا العادل ة ل دول الع الم املتخل ف على ح د ق ولهم‪ ،‬وه ذا راج ع لع دة أس باب تاريخي ة‪،‬‬
‫إيديولوجية‪ ،‬ثقافية وحتى دينية‪.‬‬
‫زي ادة على ذل ك‪ ،‬لعبت الجماع ات الض اغطة واللولبي ات املتج ذرة فيه ا دورا كب يرا في ترس يخ وتغذي ة ه ذه‬
‫الظاهرة على عدة مستويات بدء من أصحاب سلطة القرار الى االعالم الى املجتمع املدني وغيره‪.‬‬

‫انطالق ا مم ا س بق س نحاول في دراس تنا التط رق لجماع ة الض غط‪ ،‬مح اولين معرف ة مفهومه ا‪ ،‬خصائص ها‪،‬‬
‫واقعه ا‪ ،‬دوره ا وتأثيره ا في املجتم ع‪ ،‬وص وال ل دور الل وبي الص هيوني ال ذي في أمريك ا‪ ،‬كمث ال حي على م ا س بقه من‬
‫مفاهيم نظرية حول املسألة‪.‬‬

‫أهمية واهداف املوضوع‪:‬‬


‫أهمية املوضوع‪:‬‬
‫تكمن في ضرورة توضيح الدور األساسي الذي تلعبه جماعة الضغط على املستوى السياسي‪ ،‬على القرار‬
‫الحكومي‪ ،‬وعلى املجتمع ككل‪ ،‬وكذا اظهار األهمية األساسية للجماعات الضاغطة باعتبارها االكثر احتكاكا بأفراد‬
‫املجتمع والتي من خاللها يتمكنون من التعبير عن توجهاتهم وأيديولوجياتهم وأفكارهم‪ ،‬وأثر ذلك على سياسة‬
‫الدولة‪.‬‬
‫أهداف املوضوع‪:‬‬
‫إن ما نحاول الوصول إليه من خالل دراستنا هذا نوجزها فيما يلي‪:‬‬
‫نسعى من خالل الدراسة إلى اإلجابة عن إشكالية املوضوع وتأكيد الفرضيات ملطروحة وذلك بغية الوصول‬
‫إلى األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬تحديد مفهوم جماعة الضغط وخصائصها ووظائفها‪.‬‬
‫‪ -‬معرفة طبيعة العالقة بين جماعة الضغط‪ ،‬والدولة و املجتمع املدني‪.‬‬
‫‪ -‬التفاعل مع البرنامج السنوي في الجامعة ببحث علمي نظري و فصل تطبيقي كمثال يتناول موضوع‬
‫الجماعات الضاغطة‪.‬‬
‫أسباب اختيار املوضوع‪:‬‬
‫مبررات شخصية واملتمثلة في االهتمام الشخصي‪ ،‬تجاه هذا املوضوع نظرا‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬وجوب تحظير بحث في إطار البرنامج البيداغوجي للجامعة‪.‬‬
‫‪ -‬مبررات موضوعية تتمثل في أهمية املوضوع‪ ،‬ومحاولة عرض وتحليل طبيعة ودور جماعة الضغط‪،‬‬
‫ومعرفة واقعها‪.‬‬
‫إشكالية املوضوع‪:‬‬
‫لقد تكلم وكتب الدارسون والكتاب‪ ،‬والفاعلون السياسيون عما يسمى بجماعات الضغط‪ ،‬الذي أصبح موضوعا‬
‫للدراسات اإلنسانية والسياسية والتي تربطه عالقة وطيدة بالدولة و مؤسساتها و املجتمع املدني و منظماته‪ ،‬ومن‬
‫هذا املنطلق يمكن طرح اإلشكالية التالية‪:‬‬
‫ماهية الجماعات الضاغطة؟‬
‫التساؤالت الفرعية‪:‬‬
‫وبناء على االشكالية الرئيسة طرحنا عدة تساؤالت فرعية‪:‬‬
‫ما هو تعريف جماعات الضغط‪ ،‬وماهي أنواعها وسائلها‪ ،‬وما هو تقييم جماعات الضغط؟‬
‫الفرضيات‪:‬‬
‫وكإجابة على التساؤالت الفرعية‪ ،‬فقد جاءت هذه الفرضيات على النحو اآلتي‪:‬‬
‫جماعة الضغط هي قوى دستورية ذات امتدادات مؤسسية وتأثي ا رت سياسة‪- .‬‬
‫لم يكن لجماعة الضغط ذلك التأثير الكبير في توجيه مشهد التحول السياسي في الج ا زئر‪- .‬‬
‫الحدود الزمكانية ‪:‬‬
‫الحدود املكانية‪ :‬تخص الدراسة في حيزها الجغرافي‪ ،‬أمريكا‪.‬‬
‫الحدود الزمانية‪ :‬تم تحديد مجال الدراسة من مارس‪ 2022‬تزامنا مع بداية السداسي البيداغوجي الثاني‪.‬‬
‫اإلطار املنهجي‪:‬‬
‫تماشيا مع طبيعة املوضوع فقد تم االعتماد في هذه الد ا رسة على عدة مناهج و اقت ا ربات من بينها‪:‬‬
‫‪ 1-‬املنهج التاريخي ‪ :‬وهو منهج أساسي في حقول العلوم اإلنسانية‪ ،‬فبواسطته يفهم التاريخ و يعاد بناء الحدث‪ ،‬و‬
‫تم استخدام هذا املنهج و توظيفه لتتبع السيرورة التاريخية للمجتمع املدني وتجربة التحول الديمق ا رطي في الج ا‬
‫زئر بغية فهم خلفياته التاريخية التي صنعت معطيات الحاضر‪.‬‬
‫‪ 2-‬منهج دراسة حالة ‪ :‬و هو منهج مناسب و مالئم لدراسة الظواهر و استخدمناه ملعرفة واقع و حقيقة دور‬
‫جماعات الضغط في التحول السياسي في الجزائر‪.‬‬
‫كما تم االعتماد على مجموعة اقت ا ربات‪:‬‬
‫االقتراب القانوني‪ :‬ولقد استعملنا هذا االقت ا رب عند دراستنا للمكانة القانونية للمجتمع ‪ -‬املدني من خالل‬
‫الدساتير الجزائرية املتعاقبة مثل قانون تأسيس الجمعيات‪.‬‬
‫‪ 2‬االقتراب الوظيفي ‪ :‬وتم استخدام هذا االقت ا رب في تفسير و تحليل الدور الوظيفي ‪-‬لجماعة الضغط في‬
‫عمليات التحول السياسي و قياس قوته و قد رته في التحكم في األوضاع و احتواء األزمات ومعرفة درجة تأثيرها‬
‫على الساحة الوطنية‪.‬‬
‫‪ 3-‬االقتراب املؤسسي ‪ :‬وهذا للتقرب من ظاهرة جماعة الضغط بمختلف تشكيالتها و الهدف من تكوينها و‬
‫اختصاصاتها لكونها مؤسسات تسعى لحماية حقوق أف ا رد املجتمع ‪.‬‬
‫‪ 4-‬اقتراب النخبة ‪ :‬ينظر هذا املقترب أن عملية التحول السياسي عبارة عن نتاج عمل فئة جمعوية‪ ،‬لذلك فان‬
‫استخدام هذا املقترب يوضح مدى قدرة الجماعات الضاغطة على التأثير في النظام السياسي‪.‬‬
‫‪ 5-‬اقتراب الجماعة‪ :‬ينظر هذا املقترب للتحول السياسي على أنها نتاج محصلة تفاعل بين عدة جماعات لذلك تم‬
‫االعتماد على هذا املقترب‪ ،‬باعتبار أن جماعات الضغط تتفاعل مع جماعات عديدة حكومية وغير حكومية‪.‬‬
‫‪ 6-‬االقتراب االتصالي ‪ :‬و تم استخدامه لد ا رسة طرق وكيفية االتصال بين اف ا رد الجماعة من جهة و تفاعل‬
‫املؤسسات الرسمية من جهة أخرى‪.‬‬
‫اإلطار املفاهيمي‪:‬‬
‫نحتاج في دراستنا هذه إلى تقديم بعض التعاريف و املتعلقة ببعض املصطلحات و التي تم استعمالها في هذه‬
‫الدراسة و هي كاآلتي‪:‬‬
‫املجتمع املدني ‪ :‬ويعرفه سعد الدين إب ا رهيم ‪ :‬بأنه "مجموعة التنظيمات التطوعية الحرة‪ - ،‬التي تمأل املجال‬
‫العام بين االسرة والدولة لتحقيق مصالح اف ا ردها‪ ،‬ملتزمة في ذلك بقيم ومعايير االحت ا رم والت ا رضي‬
‫والتسامح واالدارة السلمية للتنوع الخالف" ‪. 1‬‬
‫‪ 2‬التنشئة السياسية ‪ :‬و تشير إلى تلك العملية التي يكتسب بواسطتها املواطنين االتجاهات ‪ -‬و اآلراء اتجاه النظام‬
‫السياسي و تحدد دورهم في هذا النظام‪.‬‬
‫ويعرف "املوند و باول" التنشئة السياسية بأنها‪ ":‬اكتساب املواطن االتجاهات و القيم السياسية التي يحملها معه‬
‫حينما يجند في مختلف األدوار االجتماعية" ‪. 2‬‬
‫‪ 3‬املشاركة السياسية ‪ :‬ويقصد باملشاركة السياسية بأوسع معانيها بحق املواطن في أن ‪ -‬يؤدي دورا معينا في عملية‬
‫صنع القرارات السياسية‪ ،‬و في أضيق معانيها تعني حق ذلك املواطن في أن ي ا رقب هذه القرارات بالتقويم و‬
‫الضبط عقب صدورها من جانب الحاكم ‪. 3‬‬
‫الهبة أو االنتفاضة ‪ :‬هي التغيير باملفهوم الشعبي‪ ،‬وتعني ذهاب مجموعة من الناس – يحملون قيما مناهضة‬ ‫‪ٌ 4‬‬
‫لألغلبية التي تدير شؤونهم ‪. 4‬‬
‫‪ 5‬الحراك‪ :‬هو مجموعة املسيرات الشعبية السلمية التي يقوم بها املواطنون في زمان –ومكان معين ‪. 5‬‬
‫صعوبات الدراسة‪:‬‬
‫‪ -‬واجهتنا صعوبات متعلقة بمحدودية البحوث و الدراسات املتعلقة بالظاهرة املدروسة و هي التحول السياسي‬
‫بالجزائر في ظل الحراك الشعبي ‪. 2019‬‬
‫‪ -‬تباين املعلومات في بعض املراجع‪.‬‬
‫يوجد خلط فيما يتعلق باملفاهيم‪ ،‬كأن يشار للتحول السياسي أحيانا بالتحول الديمقراطي وأحيانا أخرى بالتحول‬
‫الليبرالي‪.‬‬
‫تقسيم الدراسة‪:‬‬
‫تم تقسيم هاته الدراسة الى فصلين‪ ،‬الفصل االول تناول االطار النظري للجماعات الضاغطة‪ ،‬حيث قسم ملبحثين‬
‫املبحث األول مفهوم (تعريف) الجماعات الضاغطة وانواعها‪ ،‬و املطلب الثاني وسائل جماعة الضغط‪ ،‬أما الفصل‬
‫الثاني االطار الواقعي للجماعات الضاغطة‪ ،‬حيث قسم ملبحثين املطلب األول تقييم الجماعات الضاغطة‪ ،‬واملطلب‬
‫الثاني مثال حي عن جماعة ضاغطة األيباك‪ ،‬واخيرا خاتمة الدراسة‪.‬‬

‫الض غط قريبة مف صناع الق ا رر السيما الرسمييف مني كمما تم َكنت أكثر‬
‫كمما كانت جماعات َ‬‫َ‬
‫من توجيو عمل الحكومة نحو سياسات عامة مواتية لمصالحيا‪.‬‬

‫(هناك عالقة ارتباطيه بني مجاعات الضغط وتوجهات السياسة العامة للدولة)‬

‫د‪ .‬هشام محمود األقداحي‪ ،‬اللوبي وجماعات الضغط السياسي صراع املصالح والنفوذ واملال‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2012 ،‬ص‬

‫‪ (1992‬كري كشاكش " الجماعات الضاغطة في األنظمة السياسية المعاصرة"‪ ،‬مجمة مؤتة لمبحوث والد ا رسات‪،‬‬
‫عدد ‪134‬‬

You might also like