Professional Documents
Culture Documents
تعد الرواية مرآة عاكسة للمجتمع بكل ما فيه من تناقضات وصراعات فهي أداة فنية
يعتمدها المبدع أو الروائي لنقل أفكاره وتجاربه وأحاسيسه إلستمالة القارئ وجعله متفاعال مع
النص وذلك من خالل العديد من العناصر التي ال يستطيع الروائي اإلستغناء عنها ومن أبرز
هذه العناصر الشخصيات التي ساهمت في بناء الشكل الروائي فهي أداة ووسيلة الروائي
للتعبير عن رؤيته من جهة ومن جهة أخرى فهي بمثابة الطاقة الدافعة التي تحلق حولها كل
عناصر السرد على اعتبارها أنها تشكل المختبر للقيم اإلنسانية التي يتم نقلها من الحياة،
ومجادلتها أدبيا داخل النص ،فهي القيمة المهمة في الرواية ،وهي المسؤولة على نمو الخطاب
وما بعنوان
داخل الرواية بإختزاناته وتقاطعاته الزمانية والمكانية ،وعلى ضوء هذا جاء بحثنا مرس ً
« بنية الشخصية في رواية وكأن شيئًا لم يحدث » لـ " أكرم عتمة ".
ومن خالل هذه الرواية حاولنا دراسة بنية الشخصية منطلقين من طرح إشكالية :كيف
بنى لنا الراوي "أكرم عتمة" شخصياته في رواية «وكأن شيئا لم يحدث» والتي تندرج تحت عدة
تساؤالت منها :ما مفهوم البنية والشخصية؟
وما مفهوم الشخصية في الرواية؟ وما هي العناصر المساعدة في الكشف عن
الشخصيات في رواية « وكأن شيئا لم يحدث » من أنواع وأبعاد؟
لذا حاولنا في هذه الدراسة اإلجابة على هذه التساؤالت بغية الوصول إلى استقراء المادة
البشرية ،وقد فضلنا أعمال الروائي « أكرم عتمة » بالتحديد في روايته " وكأن شيئا لم يحدث "
ألنه روائي معاصر يمتاز أسلوبه بلغة بسيطة وساللة األفكار.
بير
ويعود سبب اختيارنا لهذا الموضوع شغفنا الكبير لدراسة الرواية التي حققت نجاحا ك ًا
ورغبتها في الكشف عن تلك الدالالت واإليحاءات التي تحملها شخوصها وأحداثها ،وقد اعتمدنا
في هذه الدراسة على المنهج التحليلي الوصفي والمنهج البنيوي ،وقد واجهتنا صعوبات نذكر
منها :ضيق الوقت
وقد اتبعنا في بحثنا خطة لدراسة موضوع الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»
ألكرم عتمة وقد قسمنا بحثنا هذا إلى مقدمة وفصلين وخاتمة.
~أ~
مقدمــــــــــــــــــــــــــة
ففي الفصل األول جاء موسوما بعنوان "مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في
الرواية" ويندرج تحت ثالث مباحث هم :المبحث األول :مفهوم البنية ،المبحث الثاني :مفهوم
عنون " تجليات
الم ْالشخصية ،والمبحث الثالث :الشخصية في الرواية ،ثم يأتي الفصل الثاني ُ
بنية الشخصية في رواية وكأن شيئا لم يحدث" يتضمن مبحثين هما :المبحث األول :أنواع
الشخصية في الرواية ،والمبحث الثاني :أبعاد الشخصية في الرواية ،وينتهي البحث بخاتمة
كانت حوصلة ألهم النتائج التي توصلنا إليها ،باإلضافة إلى ملحق يتناول لمحة عامة عن
الروائي وملخص للرواية ،وقائمة المصادر والمراجع أهمها :رواية "وكأن شيئا لم يحدث للكاتب
أكرم عتمة "وكذلك " كتاب في نظرية الرواية لعبد المالك مرتاض"
وفي األخير نحمد اهلل بما يليق بجالله على توفيقه لنا ونتوجه بخالص الشكر واالمتنان
لمشرفنا الفاضل الدكتور "موسى كراد" الذي كان نعم السند والمرشد.
~ب~
h
الفصل األول:
مفـاهيم ومصطلحات
حول البنية والشخصية في
الرواية
الفصل األول………………….:مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية
الفصل األول:
مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية
المبحث األول :مفهوم البنية:
.1لغة:
جاء في لسان العرب البن منظور « البنية جمع بنى ،يقال فالن صحيح البنية أي الجسم
وبنى يبني الكلمة ألزمها البناء ،وأعطاها بنيتها أي صيغتها ،والبنية في الكلمة صيغتها التي
1
تبنى منها».
كما ورد في القاموس المحيط «البني :نقيض الهدم ،بناء بنية بنيا وبناء وبنيانا وبنية
وبناية وبناه ،والبناء :المبني ج :أبنيه :جمع بنيات والبنية بالضم والكسر :ما بنية ج ُبنى
2
والبنى ،وتكون البناية في الشرف»
ومن هذه التعريفات نستنتج أن لفظة بنية البناء والنشيد والكيفية.
كما يقول صالح فضل «تشتق كلمة بنية في اللغات األوروبية من األصل الالتيني
( )Struereالذي يعني البناء أو الطريقة التي يقام بها مبنى ما» ،3أي أن البنية في مفهومها
اللغوي هي الكيفية والطريقة التي تستعمل في البناء.
.2إصطالحا:
-1إبن منظور ،لسان العرب ،المجلد األول ،ج ،9ط ،4دار صادر ،بيروت ،لبنان ،ص365
-2إلفيروز أبادي ،القاموس المحيط ،ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان1999 ،م ،ص .327
-3صالح فضل ،النظرية البنائية في النقد األدبي ،د ط ،دار الشروق ،القاهرة1998 ،م ،ص .190
-4نعمان بوقرة ،المصطلحات األساسية في اللسانيات ،ط ،1جدار الكتاب العالمي ،األردن ،2009 ،ص .83-82
~~4
الفصل األول………………….:مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية
أي أن البنية هي نسق ال يحتاج إلى أي عناصر خارجية بل تتطور داخل النص.
ويعرفها ليفي شتراوس أنها «تحمل أوال طابع النسق أو النظام وأنها وتتألف من عناصر
تحولة ،وأهمها هو العالقات القائمة بين عناصر اللغة ،واألهم هو أننا ال ندرك البنية إدراكا
تجريبيا على مستوى العالقات الظاهرية السطحية المباشرة القائمة بين األشياء بل نحن ننشئها
بفعل النماذج التي تعتمد عن طريقها إلى تبسيط الواقع واحداث تغيرات تسمح لنا بإدراك
البنية» ،1نستنتج أن ليفي شتراوس يرى أن البنية نظام يرجع أوال وقبل كل شيء إلى أنها تتألف
من عناصر ،إذا ما تعرض الواحد منها للتغيير أو التحول تحولت معه باقي العناصر األخرى.
كما يرى الناقد يوسف وغليسي أن البنية «مجموعة من األجزاء المنسقة فيما بينها حيث
ال يتحدد لها معنى في داتها إال بحسب المجموعة التي تنظمها».2
أي أن البنية نسق متكامل األجزاء بطريقة إبداعية ،بحيث يتوقف كل عنصر على باقي
العناصر األخرى ،أي أن البنية هي مجموعة األجزاء المتماسكة فيما بينها.
كما يعرفها صالح فضل أنها «ترجمة لمجموعة من العالقات بين عناصر مختلفة أو
عمليات أولية على شرط أن يصل الباحث إلى تحديد خصائص المجموعة من وجهة نظر
3
معينة تتميز بالتنظيم والتواصل بين عناصرها المختلفة»
نستنتج أن البنية هي مجموعة من العالقات المتشابكة وأن هذه العالقات تتوقف فيها
األجزاء على بعضها البعض من ناحية ،وعلى عالقتها بالكل من ناحية أخرى ،ومن خالل
التعاريف السابقة يمكننا القول بأن البنية هي الكل المكون من مجموع األجزاء المرتبطة بينها
بشكل يصبح ال معنى للجزء بدون عالقته مع األجواء األخرى.
-1محمد عزام ،تحليل الخطاب األدبي على ضوء المناهج النقدية الحديثة( ،دراسة في نقد النقد) ،إتحاد الكتاب العرب ،دمشق،
دط ،2003 ،ص .36
-2يوسف وغليسي ،النقد الجزائري المعاصر من الالنسونية إلى األلسنية ،إصدارات رابطة إبداع الثقافة ،الجزائر ،دط،2002 ،
ص .119
-3صالح فضل ،نظرية البنائية في النقد األدبي ،دار الشروق ،القاهرة ،ط ،1998 ،1ص .122
~~5
الفصل األول………………….:مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية
جاء في لسان العرب إلبن منظور «مادة (ش ،خ ،ص) لفظ الشخصية (شخص) والتي
تعني الشخص سواء اإلنسان وغيره تراه من بعيد ،وكل شيء ،رأيت جسمانه فقد رأيت
وشخص
ّ شخصه ،و الشخص كل جسم له إرتفاع وظهور ،وجمعه أشخاص وشخوص
وشخص شيء عينه
ّ يعني إرتفاع والشخوص ضذ الهبوط أو َّ
شخص ببصره أي رفعه
وميزة عما سواه» 1ومنهالشخصية جاءت من لفظة شخص وهو كل جسم لديه ارتفاع
وتعني أيضا بالصفات التي تميز هذا الشخص؛
في معجم الوسيط« :الشخص :كل جسم له ارتفاع وظهور ،وغلب في اإلنسان
الشخصية :صفات تميز الشخص من غيره ،ويقال :فالن دو شخصية قوية ،ذو صفات
مميزة وارادة وكيان مستقل» 2صفات يتصف بها اإلنسان تختلف عن غيره فلكل إنسان
شخصية خاصة به.
ويعد أصل الكلمة « :فهي مشتقة من األصل ،الالتيني personaوهي تعني
القناع الذي كان يلبسه الممثل ،حيث يقوم بتمثيل دور أو بالظهور بالمظهر معين أمام الناس
ولهذا أصبحت الكلمة تدل على المظهر الذي يظهر به الشخص» .3فقد جاءت بمعنى القناع
الذي يضعه الممثل المسرحي على وجهه ليستقمص الدور الذي يريد ظهوره به.
.2إصطالحا:
الشخصية هي التي «تصطنع اللغة وهي التي تُثنيي أو تستقبل الحوار ،وهي التي
تصطنع المناجاة وهي التي تنهض بدور تضريم والصراع أو تنشيطه من خالل أهوائها
-1إبن منظور ،لسان العرب (مادة الشخص) ،المجلد السابع ،دار الكتب العلمية ،ط ،5بيروت ،لبنان1992 ،م ،ص .36
-2مجمع اللغة العربية ،معجم الوسيط ،مكتبة الشروق الوطنية ،مصر ،ط2004 ،4م ،ص .75
-3سعد رياضي ،الشخصية ،أنواعها ،أمراضها ،وفن التعامل معها ،مؤسسة إقرأ ،القاهرة ،مصر ،ط ،2005 ،1ص .11
~~6
الفصل األول………………….:مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية
وعواطفها ،وهي التي تقع عليها المصائب وهي تتحمل العقد والشرور ،التي تتفاعل مع
الزمن وهي التي تتكيف مع التعامل مع هذا الزمن في أهم أظرفه الثالثة ماضي،
حاضر ،ومستقبل ،من هنا نجد أن الشخصية الروائية تستند إليها أهم الوظائف في
1
العمل الفني»
بمعنى أن كل شخصية داخل الرواية تقوم بالعديد من األدوار والوظائف كما أنها عنصر
فعال ومحرك داخلها.
ويعرفها لطيف زيتوني « :الشخصية هي كل (عمل) مشارك في أحداث الحكاية سلبا أو
أما من ال يشارك في الحدث فال ينتمي إلى الشخصيات ،بل يكون جزءا من
ايجابا ّ
الوصف فالشخصية عنصر مصنوع ،مخترع ،ككل عناصر الحكاية فهي تتكون من
2
مجموع الكالم الذي يصفها ،ويصور أفعالها وينقل أفكارها وأقوالها»
فالروائي عند توظيفه لشخصية ما في روايته فإنه يقوم بتصوير أفعالها وينقل أفكارها
وأقوالها ويتم من خاللها التعرف عليها والتفاعل معها.
هي « المحور العام الرئيسي الذي يتكفل بإبراز الحدث وعليها تكون العبء األول في
3
اإلقناع بمدى أهمية القضية المثارة في القصة وقيمتها »
من هذا التعريف يتضح لنا أن الشخصية أداة بمقتضاها يستطيع الروائي إبراز لحدث
وسيرورته.
-1عبد الملك مرتاض ،في نظرية الرواية (بحث في تقنيات ومفاهيم) ،المجلس الوطني للثقافة والفنون واألدب ،الكويت( ،د،
ط) ،1998 ،ص .91
-2لطيف زيتوني ،معجم مصطلحات نقد الرواية ،دار النهار للنشر ،لبنان( ،ط ،2002 ،)1ص .114
-3نادر عبد الخالق ،الشخصية الروائية بين أحمد علي بالبشير ونجيب الكيالني ،دراسة موضوعية وفنية ،دار العلم ،واإليمان،
ط ،2009 ،1ص .40
~~7
الفصل األول………………….:مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية
-1محمد علي سالمة ،الشخصية الثانوية ودورها في المعمار الروائي عند نجيب محظوظ ط ،1دار الوفاء اإلسكندرية مصر،
2007م ،ص .11
-2محمد علي سالمة ،نفس المرجع السابق ،ص .11
-3صالح صالح ،سرديات الرواية العربية المعاصرة ،المجلس األعلى للثقافة ،القاهرة ،ط ،2003 ،1ص .171
-4مرتاض عبد المالك ،في نظرية الرواية ،ص .140
~~8
الفصل األول………………….:مفاهيم ومصطلحات حول البنية والشخصية في الرواية
إن الشخصية في الرواية فريقين :فريق أول يرى بأنها شخصيات واقعية مساوية في
ّ
ماهيتها للشخصيات البشرية الحية التي لها لحم ودم تعرض حقائق واقعية مجردة "يمكن أن
تكون شخصيات مهمة ،أقل أهمية ،فعالة ،مستقرة ،مضطربة ،سطحية ،بسيطة ،عميقة مع
1
تطبيقها ألدوار معيارية (الشاطر ،الشقي ،قليل الحيلة ،األنثى القاتلة")...
وفريق آخر يذهب إلى أن "الشخصيات الروائية ليست كائنات حقيقية بل هي كائنات من
ورق" ،2أي أنها محض من خيال فكر المؤلف ،فالشخصية الروائية تمتزج في وصفها بالخيال
وهذا الفريق يعكس وجهة نظر ودرجة عالية من 3
الفني الروائي (الكاتب) وبمخزونه الثقافي"
الوعي الفني للرواية بصفتها عمال فنيا إبداعيا وليست مجرد نقل وعرض لحقائق واقعية مجردة.
ومن خالل عرض رأي الفريقين يمكن القول أن الشخصية الروائية تماثل النص فهي
ليست شخصية حقيقية تعني بنقل أحداث واقعية مجردة ألنها من صنع الكاتب الذي ابدعها في
النص السردي فهذه الشخصية ،ال وجود لها إال في ذهن الكاتب وان كانت تشبه الشخصية
الحقيقية.
عنصر مهما في بناء الرواية بحيث ال يمكن تصور رواية
ًا وبهذا تعتبر البنية الشخصية
بدون شخصيات كما قال روالن بارت «ال يوجد في العالم كله مسرود بال شخصيات» ،4لما له
من أهمية كبيرة ،فب فضل الشخصية تتاح للكاتب فرصة التعبير عن كل ما يحول في داخله
سير لها مما يجعله مجب ًار على توظيفها فال يمكنه
والتعبير عن مشاعره وأحاسيسه ،فهو يقع أ ا
اإلستغناء عنها.
-1برنس جيرالد ،المصطلح السردي (معجم المصطلحات) ،ترجمة ،عايد خزندار ،المجلس األعلى للثقافة ،2003 ،ص .42
-2بارت روالن ،مدخل إلى التحليل ابنبوي للقصص ،ترجمة ،مندر عياشي ،مركز اإلنماء الحضاري ط ،1993 ،1ص .72
-3يوسف أمينة ،تقنيات السرد (في النظرية والتطبيق) ،دار الحوار للنشر والتوزيع ،سوريا ،ط ،1997 ،1ص .26
-4روالن بارت وآخرون ،شعرية المسرود ،ترجمة عدنان محمود محمد ،منشورات الهيئة السورية للكتاب ،دمشق ،سوريا ،ط،1
،2010ص.32 :
~~9
الفصل الثاني:
تجليات بنية الشخصية في
رواية «وكأن شيئا لم
يحدث»
الفصل الثاني ................:تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»
الفصل الثاني:
تجليات بنية الشخصية في رواية « وكأن شيئا لم يحدث»
المبحث األول :أنواع الشخصية في الرواية
.1الشخصيات الرئيسية:
تقول صبيحة عودة زعزب عن الشخصية الرئيسية « :يوجد في كل عمل روائي
شخصيات تقوم بعمل رئيسي إلى جانب شخصيات تقوم بأدوار ثانوية ،فالشخصية الرئيسية هي
التي تقود الفعل وتدفعه إلى اإلمام وليس من الضروري أن تكون الشخصية محورية ،وقد يكون
هناك منافس أو خصم لهذه الشخصية».1
أي أن الشخصية الرئيسية هي المحور الذي تدور حوله ،أحداث الرواية ،حيث يكون لّها
حضور بنسبة كبيرة داخل العمل الروائي ألنها محل إهتمام السارد ،كما يمكننا القول بأنها بؤرة
الحدث ومحرك الوقائع في الرواية وفي رواية « وكأن شيئا لم يحدث» لدينا ثالث شخصيات
رئيسية ،وهي :سعيد ،زهرة والطبيب عباس
أ .سعيد :هو بطل الرواية ،شاب عشريني يعايش عالمين مختلفين فهو تارة ابن الريف ببوسعادة
وتارة أخرى ابن عائلة غنية من العاصمة ،وهو المحرك الفعال للرواية كونه يتعرض لحادث
مميت ،المفروض أن يودي بحياته ،لكنه ينقله إلى عالم آخر ما يدفعه لخوض رحلة بحث بين
الخيال والحقيقة.
ب .زهرة :هي الممرضة التي تستقبل بطل الرواية بمجرد استيقاظه من الغيبوبة لتصبح الحقا
مرافقته في رحلة البحث عن الحقيقة ،رغم إيمانها المتزعزع بما يسرده عليها سعيد من نظريات
حول حقيقة عالمه فهو في نظرها معظم الوقت مجرد مريض مضطرب.
-1صبيحة عودة زعزب ،جماليات السرد في الخطاب الروائي ،دار مجدالوي ،عمان ،ط 2006 ،1م ،ص .132-131
~~11
الفصل الثاني ................:تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»
ج .الدكتور عباس :هو الطبيب الذي يشرف على بطل الرواية بالعالم االخر ويحاول تشخيص
حالته من خالل محاورته ومحاولة اإلجابة على مختلف التساؤالت واألسئلة التي يطرحها سعيد
بطريقة منطقية وذكية كونه يتمتع بنسبة عالية من الذكاء والقدرة على التحليل.
.2الشخصية الثانوية:
تشكل الشخصية الثانوية المساعد الرئيسي للشخصية الرئيسية وبالتالي «تساعد الشخصية
1
الرئيسية في أداء مهنتها وابراز الحدث».
ويقول أحمد مرتاض « ال يمكن أن تكون الشخصية المركزية في العمل الروائي إال بفضل
الشخصيات الثانوية التي ما كان لها أن تكون هي أيضا لوال الشخصيات العديمة االعتبار فكما
أن الفقراء هم الذين يصنعون مجد األغنياء فكأن األمر كذلك هنا» ،2.أي أن الشخصية الثانوية
هي التي تساعد الشخصية الرئيسية في أداء عملها الروائي.
أ .األم (العاصمية) :هي التي يرفضها سعيد كأم له بعد أن كانت له أم أخرى بالعالم السابق
ورغم ذلك فهي تبذل قصارى جهدها لمعالجته حسب قولها من خالل توجيهه للطبيب عباس
والقيام بصفقه مع الممرضة لكي تصادقه وتبني معه صداقة وهمية.
ب .سيد أحمد :هو شخصية تظهر بآخر فصول الرواية ،يتعرف على سعيد صدفة من خالل
محاولة ضمه للتسويق الشبكي ورغم رفض هذا األخير إال أن صداقتهما تستمر رغم ذلك.
ج .أسماء :هي شقيقته من العالم اآلخر والتي كان ظهورها قليل لكن سعيد يذكرها في أكثر من
مرة لكونها تسببت في وفاته بطريقة غير مباشرة.
د .األم (من العالم القديم):ظهورها قليل أيضا لكن آخر ظهور لها كان له أهمية كبيرة إذ ترك
أث ار كبي ار بسعيد لدرجة إقدامه على محاولة االنتحار.
ه .األب (العاصمي) :ظهر في مشهد وحيد ولم يكن محركا لألحداث كثي ار لكنه رجل خمسيني
مثقف ذو مكانة حسب ما وصفه الكاتب.
و .األب من العالم القديم :هو شيخ سبعيني هرم حسب وصف الكاتب له بالفصل األول والذي
أبدى خوفا وحبا إلبنه أثناء إحتضاره لم يظهر له طيلة حياته وهو ما حز في نفس البطل.
ز .سهير:هي فتاة لعوب ذات جمال فائق تظهر في الفصول األخيرة لكنها تساهم في األحداث
األخيرة بشكل متواضع وتتمكن من كسب قلب البطل بالنهاية.
ح .العجوز الغامض :وهو شخصية لم يعطها الكاتب اسما له ظهور وحيد بفصل واحد لكنه
شخصية مميزة قدمت الكثير من الحكم أثناء نقاشها مع سعيد وزهرة ،رغم أنه أفزعهما
بالبداية.
ط .التوأمان :تم ذكرهما لكن لم يظهر بأي مشهد من الرواية.
ي .صاحب المنزل ببوسعادة :هو رجل يملك منزل سعيد بالعالم الحالي ويرفض استقباله
بطريقة فظة ألنه يعتبره غريبا متطفال.
ك .والدة زهرة :تظهر بمشهد واحد على طاولة الغذاء بعد زيارة سعيد لمنزل زهرة وتعامله
بطريقة جد محببة.
~~13
الفصل الثاني ................:تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»
.1البعد الجسمي:
ويتجلى هذا البعد من خالل وصفه بعد شخصيات وصفًا خارجيا (من حيث الشكل) في
1
الجنس وفي صفات الجسم المختلفة ،طول قصر وبدانة ونحافة...وعيوب وشذوذ.
وقد وصف الراوي في بداية الرواية الشخصية البطلة «سعيد» من الناحية الخارجية ويظهر
أنتصب أعلى السطح بساقين
َ ذلك في الملفوظ السردي حيث قال «في تلك اللحظة عندما
2
متفحمتين عاريتين الف حول عنقه وشاحا كنوع فاخر من أنواع الصالة.»......
ونجده أيضا يصف «أب سعيد» في شكله وجسده ويظهر ذلك في« :كان هناك أب نحيل
3
ملقيا جسده النحيل هناك.»......
ير تحت الظل ً
يفترش سر ًا
كما ذهب الراوي إلى وصف«سعيد» بدقة عندما استيقظ من الغيبوبة وفتح عيناه بصعوبة
كليا بإثقال ظلت
حيا ويظهر ذلك في« :كان يعبث بتعابيره إلى أن فتح عيناه ً
وأدرك أنه ال زال ً
أجفانه تتثاقل وتتهاون بشكل مستمر إلى أن تعود النظر بشكل متذبذب ،فتح فاهه فانبثقت
رائحة الجفاف منه مع شفاه متصلبة مجعدة ،4»...وكذلك ذهب الروائي إلى وصف لباس
شبابا مع تسريحة شعر
والمظهر الخارجي لـ «والدة سعيد» حيث قال« :السيدة والدته تبدوا أكثر ً
5
تسعينية وتنورة قصيرة مثل معظم النساء آنذاك ».....
-1محمد غنيمي هالل ،النقد األدبي الحديث :دار النهضة للطباعة والنشر والتوزيع الفجالة ،القاهرة( ،د ط) ،ص .573
-2أكرم عتمة ،رواية وكأن شيئا لم يحدث ،أطفالنا للنشر والتوزيع ،دار إمتداد للنشر والتوزيع ،ط( ،2019 ،)1ص ,11
-3المصدر نفسه ،ص .12
-4المصدر نفسه ،ص .26
-5المصدر نفسه ،ص ,86
~~14
الفصل الثاني ................:تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»
ونجد أيضا أن الراوي تكلم عن «والد صديق سعيد»التي توفي إثر الحادث المروع الذي
تعرض له ويظهر الوصف في« :صوت صدر من الرواق الخارجي قُبالة الغرفة ،ذو خامة
مفتوحا عند الصدر وبيده حقيبة ،يبدوا إداريا أو رجل أعمال ببزته
ً قميصا
ً رجولية فخمة يرتدي
1
تلك ،بصلعته المتعرقة ،ومالمحه المتصلبة».
ونجده أيضا يصف «شخصية الرجل» الذي التقى بسعيد في الحديقة وتعرف عليه وعرض
عليه فرصة جيدة للعمل حيث يظهر ذلك في «كان هناك رجل أصغر.......أكثر هندمة وله
تعابير غريبة وبشوشة يقف بالقرب من سعيد ....نظر إليه سعيد يفحصه بنظراته ،كان بالفعل
ثيابا أنيقة
يكبره بسنوات لكن ليس بالشيء الكثير ،لعله بأوائل الثالثينيات اآلن أو أقل يرتدي ً
2
متأنقًا جميال غايةً في التهذيب واإليتيكيت يعطيك انطباعا أنه رجل من طبقة غنية».....
.2البعد النفسي:
وهو بعد واضح وجلي في الشخصية ،وذلك من خالل الكشف عن مكوناتها من الداخل
وابراز مشاعرها وسلوكها وعواطفها ،وأيضا موقفها من تلك األحداث المتعلقة بها ،والتي يبرع
بناء على قـ ـ ـ ـ ـدرته على معرفة ما يدور في ذهن الشخصية
السارد الخارجي في تقديمها ً
3
وأعماقـ ـها.
ويظهر هذا البعد من خالل شخيصة «سعيد» ،حيث وصف الراوي المالمح واألحوال
النفسية والروحية والرغبات وما يتبع ذلك المزاج من انفعال وانطواء وأالم داخلية واستقرار وأوهام
وضياع ،ويلحظ قارئ الرواية أن الكاتب اهتم بوصف الصراع الداخلي لشخصية «سعيد»،
سعيد النفسية فقال« :أصبح يحارب
َ وتظهر ذلك في المقطع؛ حيث عبر الكاتب عن أحوال
الوهم ،وكأنه يصارع غوال ،ال بد أن يغرز سكينا بالرقبة قبل أن تقتله األحداث المستفزة وهو
لن يقتل نفسه اآلن لكنه سيذوق األلم الفعلي لهذا العالم ،شيء حاد وسينتهي هذا المسلسل
1
ليهرع إلى عالمه اآلخر.»...
وفي هذا المقطع نلمس حالة الصدمة والدهشة التي تعرض لها سعيد أمام الممرضة عندما
لم يتعرف على عائلته ونظر إلى الممرضة وسألها:
«يا آنسة ما كل هذا.
نظرت إليه بنفس نظرة االستغراب وقالت :سعيد ما بك هؤالء عائلتك.
في تلك اللحظة بدأ يدرك ماال يستطيع الفرد العاقل أن يدركه وال المجنون حتى ،كان
2
هناك شيء عجيب يحدث والصراخ والممانعة لم تجد جو ًابا»......
هو يظن أن هذا العالم وهمي أنه في حلم أن كل هذا غير حقيقي ومع مرور كل حدث
فشيئا.
من أحداث الرواية يدخل في االكتئاب وعدم وضوح واأللم داخله يزداد شيئا ً
يريد سعيد الهروب من هذا العالم الوهمي ،فهو يظن أن الهواء التي يتنفسه محض كذبة
ويظهر ذلك في الملفوظ السردي «عندما ركن السيد الوالد عربته ركض سعيد مهروالً وسط
األمطار وكأنه يهرب من شيء لكنه في الحقيقة كان يركض نحو شيء إلى شيء أعمق
3
بكثير نحو الحقيقة»....
وهنا تظهر حالة االنهيار التي ظهرت على سعيد عندما طلب منه الدكتور أن يتحدث
ويصف له عائلته وحياته التي يظن أنها هي الحقيقة فيقول الراوي« :لم يكن قويا هذه المرة
ككل المرات منذ وطأت قدماه هذا العالم ،لقد تمنى وقتها أن ينهار كل شيء في هذا العالم
وليس فقط الدموع كان هناك جريمة كينونية تحدث وقتها وهو رجل ضعيف عليه الرضى وأن
يتحمل ما يحدث 4».....األمر أشبه بالجنون مجرد التفكير بذلك يجرك الى الكثير من
المتاهات الفلسفية واإلنعدامات الزماكانية ،وهذا ما يحدث بالتحديد لسعيد هذا ما يعيشه -
يتوهمهُ -هذا الفتى الذي يركض نحو دروب الحقيقة في عالم تزينت به األوهام بما يشبه
الواقعية.
وفي الحوار الذي دار بين سعيد وزهرة يعبر عن مدى اشتياقه لعالمه حيث قال لها
«يصعب علي شرح ذلك لكنني أحببت أشخاص ،ال زلت أصواتهم تتبعني هنا ،تطالبني
بالعودة ،إنها تطالبني بمعانقتهم من جديد فهل تطلبين مني التخلي عنهم...؟ هل تطلبين
مني الهروب من الحقيقة؟ ...أنا تائه أشعر بالضياع 1».....كما نجد في الحوار الذي دار
بين الدكتور وسعيد عندما عرض عليه «صور طفولته مع العائلة التي يظن أنها مجرد وهم»
شعور بالدهشة والحيرة ،فالدكتور هنا يحاول أن يقنعه بالحقيقة فيقول «هيا يا سعد ال ترني ذلك
أساسا بأن كل
ً العبوس يفترض أن تكون سعيدا ،فرد عليه سعيد :بوفاة أهلي؟ بعدم وجودهم
2
ما عشته وظننت أنني أعيشه مجرد وهم؟»
كما يظهر الروائي شخصية أخرى يملئها الحزن واألسى على فراق ابنها الوحيد الذي
تعرض لحادث مع سعيد بسبب شربهما للخمر مؤديا به إلى الموت ...فعندما ذهب سعيد عندها
ليستفسر عن تفاصيل الحادث لم تتحمل وهذا المقطع عن حالة حزنها الشديد « فقد فقدنا
إبننا ...وأطلقت بكيتها المكبوتة محاولة اإلبقاء على كتمها قدر المستطاع» 3شعور رهيب ما
يفعله الفقدان بنا فتلك األرواح المجسدة التي تسكن فينا فجأة تذهب لألبد....كما جسد لنا الراوي
شخصية زهرة عندما اكتشفت سعيد بالصدفة أنها تقبض مبلغ مالي من أمه من أجل البقاء معه
فعندما ذهب لمواجهتها بالحقيقة وطلب منها بأن ال تريه وجهها مرة أخرى ودخلت في حالة
صدمة وألم داخلي من كالمه حيث قال الراوي« :في تلك اللحظة عندما ابتعد عنها .....جثت
على ركبتيها وهي ال تزال متنصبة بشقها األعلى كشخص تعرض لطلق ناري ال يزال مقاوما
~~17
الفصل الثاني ................:تجليات بنية الشخصية في رواية «وكأن شيئا لم يحدث»
في لحظاته األخيرة ......ظلت على تلك الحالة لما يقارب دقيقة دون أن تدرف دمعة.....فقط
دمعة تبلورت على خدها ثم تدحرجت لألسفل واختفت وظلت على تلك الحالة خاشعة إلى أن
ابتعد سعيد ورحل نهائيا.....نعم لقد خسرته».1.
.3البعد االجتماعي:
هو دراسة شاملة للشخصية من ناحيتها السوسيولوجية لذلك الكثير من النقاد واألدباء بأن
البعد االجتماعي "يتمثل في انتماء الشخصية في طبقة اجتماعية وفي عمل الشخصية وفي نوع
ولياقته بطبقتها في األصل وكذلك في التعليم ومالبسات العصر وصلتها بتكوين الشخصية
ويتبع ذلك الدين والجنسية والتيارات السياسية والهوايات السائدة في إمكان تأثيرها في تكوين
2
الشخصية"
إذ يعتبر هذا البعد عبارة عن مرآة عاكسة عن انتماء الشخصية إلى طبيعة اجتماعية
معينة ،ولقد ظهر هذا البعد في الرواية أثناء تحديده للحالة االجتماعية للعديد من الشخصيات.
ففي شخصية سعيد يقول الراوي« :إنه ابن الريف يجوب السهول ويسوق الماشية ...هذا
الريف شاسع معزول وال شيء فيه يعيد الحياة سوى مباريات كرة القدم ومباراة سلوفينيا
والجزائر ،3»...وهنا الروائي يوجه شخصية َسعيد إلى انتمائها للريف هذا المكان الذي تربي فيه
ومنه بنى نفسه وشخصية وعاداته وتقاليده.
كما يظهر مقطع فيه المقارنة بين الريف والمدينة عندما ذهب سعيد لزيارة زهرة في بيتها
وهناك « استقبلته والدتها على عكس ما قد يحدث في الريف أين يتم تحريم أي نوع من
اإلختالط والصداقة بين الجنسين .4» ..
كما نجد الكاتب يصف أجواء المدينة فيقول« :هنا يمكنك أن ترى رزمة من الشقروات
طبعا -هذا التناقض الجميل
السجائر والثياب الداخلية -النساء ً
بثياب قصيرة وملتحي يبيع َ
الذي يكسر األنماط التقليدية يقول للعالم نحن هنا ...نحن موجودون بإستقاللية وازدواجية
تامة» وهنا نلمس نوع من الحرية التامة في المدينة وكسر كل الحواجز 1والعادات القديمة
التقليدية.
ها قد وصلنا إلى طي صفحة النهاية لهذا البحث المتواضع محاولين بذلك الكشف عن
ف الموضوع أال وهو «بنية الشخصية في رواية وكأن شيئا لم
بعض الجوانب الخفية التي تَ ْكتن ْ
يحدث» للروائي أكرم عتمة ولقد توصلت إلى عدة نتائج أهمها:
تعددت التعريفات حول مصطلح الشخصية ،لكن نقف عند مفهوم واحد وشامل وهو أن
الشخصية أداة بمقتضاها يستطيع الروائي إبراز الحدث وسيرورته.
تعتبر الشخصية من أهم مقومات العمل الروائي إذ تشكل بناءة وتحكم نسيجه فالرواية بال
مبتور في جميع جوانبه فالشخصية بذلك هي إحدى التقنيات السردية في
ًا شخصية تعد عمال
العمل الروائي فال يمكن ألي رواية أن تقوم بدون شخصيات.
تنوعت الشخصية في الرواية حسب الظهور والحركة والدور التي تؤديه فهناك شخصيات
رئيسية وشخصيات ثانوية.
جاءت الشخصية الرئيسية في الرواية مناضلة من أجل البحث عن الحقيقة.
عادا داللية تخدم فكرة أرادت الرواية
إن كل شخصية من الشخصيات في الرواية حملت أب ً
ّ
إيصالها ،وقد قدمت أغلب الشخصيات كاملة األبعاد إذ ذكرت ٌبعدها الجسمي التي أظهر لنا
الشخصيات كما أرادتها الرواية وكأنها واقعية ،وكذلك البعد النفسي الذي صور الحالة النفسية
للشخصيات الروائية كما أشارت إلى البعد االجتماعي حيث صورت الحالة االجتماعية لكل
شخصية.
أبدع الكاتب في إبراز أسلوبه الفني واإلبداعي في سرد أحداث الرواية معتمدا في ذلك على
كم هائل من الثقافة والفكر.
ترك الروائي نهاية الرواية مفتوحة وذلك الستهالة القارئ وجعله يتخيل نهايتها وترك له مهمة
التخمين.
~~20
ملـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـحـ ــق
ملــحق
التعريف بالكاتب:
أكرم عتمة كاتب جزائري من مواليد 28ديسمبر 1996بشلغوم العيد ،متحصل على
شهادة البكالوريا شعبة تسيير واقتصاد بثانوية شوشان عبد الباقي ،درس األدب بجامعة منتوري
بقسنطينة ،واختار األدب المقارن كتخصص بالماستر ،له مؤلفان إثنان األول بعنوان سرير في
جهنم والثاني بعنوان رواية وكأن شيء لم يحدث والذي شارك من خاللهما بالمعرض الدولي
لمرتين على التوالي،إضافة إلى معارض محلية وحصوله على شهادات شرفية من و ازرة الثقافة.
~~22
ملــحق
ملخص الرواية:
بدأت أحداث رواية وكأن شيء لم يحدث " لروائي أكرم عتمة " حيث كان البطل (سعيد)
مع عائلته مجتمعون ينتظرون انطالق صافرة الحكم إعالن لبداية مبارة الجزائر مع سلوفينيا في
نهاية مونديال كأس العالم 2010فإذا باإلشارة تضيع مما دفع بسعيد لإلسراع إلى أعلى سطح
البيت ليصلح جهاز الساتيليت وكانت أخته أسماء توجهه وتعلمه إذا كانت اإلشارة جيدة أو ال.
وبينما هو يحاول إصالح الجهاز فإذا بأسماء تهتف بأعلى صوتها وتخبره أن الصورة واضحة
ودخلت مسرعة إلكمال المشاهدة دون أن تساعده في النزول من على السلم كما كانت تفعل كل
مرة.
أسرع سعيد في النزول من السلم الخشبي الرث الذي قاوم لسنوات لكن هذه المرة لم
يصمد وانكسر .فإذا بسعيد يهوي بسرعة إلى األرضية اإلسمنتية ليرتطم رطمة قوية أفقدته حياته
لكنه تفاجأ بوجود حياة أخرى بعد الموت .ليستيقظ البطل في إحدى المستشفيات الخاصة هنا
تتغير حياته تغي ار جذريا حيث ينتقل إلى حياة جديدة وعالم جديد ال يحمل فيه من العالم القديم
سوى اإلسم وشكله .وكل الذي عاشه مع عائلته كان حلم جعله تحت صدمة .فبدأ البطل سعيد
في البحث عن الحقيقة بمساعدة الممرضة زهرة إضافة إلى الدكتور عباس وعائلته الجديدة.
لقد أضاف الكاتب عدة مواضيع مستوحاة من الواقع الجزائري المعاش كون األحداث
تنتقل ما بين منطقة بوسعادة والجزائر العاصمة يتصادم مع الكثير من المواقف واألحداث
تشوبها العادات والتقاليد.
~~23
قـائمة المصادر
والمراجع
قائمة المصادر والمراجع
أوال :المصادر
أكرم عتمة ،رواية وكأن شيئا لم يحدث ،دار أطفالنا للنشر والتوزيع ،دار امتداد للنشر
والتوزيع ،ط (.2019 ،)1
ثانيا :المراجع
-1المعاجم:
إبن منظور ،لسان العرب ،المجلد األول ،ج،9ط ،4دار صادر ،بيروت ،لبنان.
إبن منظور ،لسان العرب (مادة الشخص) ،المجلد السابع ،دار الكتب العلمية ،ط ،5
بيروت ،لبنان1992 ،م.
-2الكتب:
أحمد مرشد ،بنية والداللة في روايات إبراهيم نصر اللّه.
إلفيروز أبادي ،القاموس المحيط ،ط ،1دار الكتب العلمية ،بيروت ،لبنان1999 ،م.
بارت روالن ،مدخل إلى التحليل ابنبوي للقصص ،ترجمة ،مندر عياشي ،مركز اإلنماء
الحضاري ط.1993 ،1
برنس جيرالد ،المصطلح السردي (معجم المصطلحات) ،ترجمة ،عايد خزندار ،المجلس
األعلى للثقافة.2003 ،
روالن بارت وآخرون ،شعرية المسرود ،ترجمة عدنان محمود محمد ،منشورات الهيئة
السورية للكتاب ،دمشق ،سوريا ،ط.2010 ،1
سعد رياضي ،الشخصية ،أنواعها ،أمراضها ،وفن التعامل معها ،مؤسسة إقرأ ،القاهرة،
مصر ،ط.2005 ،1
صالح صالح ،سرديات الرواية العربية المعاصرة ،المجلس األعلى للثقافة ،القاهرة ،ط،1
.2003
~~25
قائمة المصادر والمراجع
صبيحة عودة زعزب ،جماليات السرد في الخطاب الروائي ،دار مجدالوي ،عمان ،ط،1
2006م.
صالح فضل ،نظرية البنائية في النقد األدبي ،دار الشروق ،القاهرة ،ط1998 ،1م.
صالح فضل ،النظرية البنائية في النقد األدبي ،د ط ،دار الشروق ،القاهرة1998 ،م.
عبد المالك مرتاض :في نظرية الرواية ،بحث في تقنيات الكتابة.
عبد الملك مرتاض ،في نظرية الرواية (بحث في تقنيات ومفاهيم) ،المجلس الوطني
للثقافة والفنون واألدب ،الكويت( ،د ،ط).1998 ،
لطيف زيتوني ،معجم مصطلحات نقد الرواية ،دار النهار للنشر ،لبنان( ،ط.2002 ،)1
مجمع اللغة العربية ،معجم الوسيط ،مكتبة الشروق الوطنية ،مصر ،ط2004 ،4م.
محمد عزام :تحليل الخطاب األدبي على ضوء المناهج النقدية الحديثة( ،دراسة في نقد
النقد) ،إتحاد الكتاب العرب ،دمشق ،دط.2003 ،
محمد علي سالمة ،الشخصية الثانوية ودورها في المعمار الروائي عند نجيب محظوظ
ط ،1دار الوفاء اإلسكندرية مصر2007 ،م.
محمد غنيمي هالل ،النقد األدبي الحديث :دار النهضة للطباعة والنشر والتوزيع
الفجالة ،القاهرة( ،د ط).
نادر عبد الخالق ،الشخصية الروائية بين أحمد علي بالبشير ونجيب الكيالني ،دراسة
موضوعية وفنية ،دار العلم ،واإليمان ،ط.2009 ،1
نعمان بوقرة ،المصطلحات األساسية في اللسانيات ،ط ،1جدار الكتاب العالمي،
األردن.2009 ،
يوسف أمينة ،تقنيات السرد (في النظرية والتطبيق) ،دار الحوار للنشر والتوزيع ،سوريا،
ط.1997 ،1
يوسف وغليسي ،النقد الجزائري المعاصر من الالنسونية إلى األلسنية ،إصدارات رابطة
الصفحة العنوان
الشكر والعرفان
أ-ب مقدمة
04 .1لغة
04 .2إصطالحا
06 .1لغة
20 خاتمة
22 ملحق
~~29