You are on page 1of 2

‫ملخص منهج ابن جرير الطبري‪:‬‬

‫طريقته في التفسير‬
‫تتضمن اتجاهات عدة ‪.‬‬
‫االتجاه األول ‪ :‬أنه يقدم التفسير بالنقل على التفسير بالعقل‬
‫فتراه يقـول عندما يعرض لتفسير آية من القرآن أن القول في تأويل قوله تعالى كذا وكذا ‪ ...‬ثم‬
‫يفسر ـ باآليـة مستشهداـ على ما يقوله فيها من تأويل بالمرويـ والمنقول عن الصحابة أو التابعين‬
‫من التفسير بالمأثورـ ‪ ...‬وإذا كان في اآلية قوالن أو أكثر يذكر ذلك ويستشهد على كل قـول قيل‬
‫فيها بما يرويه في ذلك عن الصحابة والتابعين ‪ .‬والمتتبع لتفسيره يراه عليه الرحمة غير مقتصر‬
‫على مجرد النقل والرواية بل يتعرض في كثير من األحيان لتوجيه األقوال وترجيح بعضها‬
‫على بعض ‪ ...‬مع ذكر أدلة الترجيح لما يراه‬

‫االتجاه الثاني ‪ :‬إنكاره الشديد على من يفسر بمجرد الرأي ‪.‬‬


‫ترى اإلمام ابن جرير ينبري مخاصا بقـوة ومحاجهاـ بشدة أصحاب الرأي المستقلين في التفكير‬
‫مع رؤيته الثاقبة وموقفه الحـازم بضرورة الرجوع إلى أهل العلم من الصحابة والتابعين‬
‫والمنقول عنهم في ذلك نقال مستفيضا ويرى أن ذلك وحده هو الميزان لقبـول التفسير‬
‫االتجاه الثالث موقفه من األسانيد ‪.‬‬
‫ومع كون الرجل محدثا له باع طويل في علم الحديث رواية ودراية إال أنه لم يلتزم في تفسيره‬
‫ذكر الروايات بأسانيدها ألنه كان يرى ‪ -‬كما هو مقرر في علم أصول الحديث‪ -‬أن من أسند لك‬
‫فقد حملك البحث عن رجال السند ومعرفة مبلغهم من العدالة والتجريح فهو بعمله هذا قد خرج‬
‫من العهدة لكنه ‪ .‬ذلك نجده أحيانا يقف من السند موقف الناقد البصير فيعدل من يعدل من رجال‬
‫اإلسناد ويجرح من يجرح منهم ويرد الرواية التي ال يثق بصحتها ويصرخ برأيه فيها بما‬
‫يناسبها‬
‫االتجاه الرابع ‪ :‬من طريقة ابن جرير الطبري في تفسيره أنه يقدر اإلجماع حق قدره ويعطيه‬
‫سلطانا كبيرا في اختيار ما يذهب إليه من التفسير‬
‫االتجاه الخامس ‪ :‬موقفه من القراءات ‪.‬‬
‫كذلك القارئ لكتاب ابن جرير الطبري في التفسير يرى أنه قد عنى بذكر القراءات وتنزيلها‬
‫على المعاني المختلفة ‪ ،‬وكثيرا ما يرد القراءات التي ال تعتمد على األئمة الذين يعتبرون عنده‬
‫وعند العلماء بالقراءات حجة ‪ ،‬والتي تقوم على أصـول مضطربة مما يكون فيه تغيير وتبديل‬
‫لكتاب هللا ثم يتبع ذلك برأيه في آخر األمر مع توجيه رأيه باألسباب ‪ .‬فمثال عند‬
‫االتجاه السادس ‪ :‬موقفه من اإلسرائلياتـ ‪.‬‬
‫قد وفيت هذا االتجاه حقه بالدراسة في دراسة لي فرغت منها قبل هذه الدراسة بعنوان ‪ :‬فتح‬
‫الخبير في بيان الدخيل من التفسير ‪ .‬حيث ذكرت فيها منهج ابن جرير في رواية اإلسرائيليات‬
‫وأشبعت القول في ذلك فال داعي إلطالة القول هنا فارجع إليها إن شئت ‪.‬‬
‫االتجاه السابع ‪ :‬انصرافه عما ال فائدة فيه ‪ .‬مما يجب التنبه له أن ابن جرير الطبري في تفسيره‬
‫ال يبالي وال يعطي االهتمام في األمور التي ليس من وراء الخوض فيها طائـل وال تفيـد‬
‫الخائضين فيها شروىـ نقير‬
‫االتجاه الثامن ‪ :‬احتكامه إلى المعروفـ من كالم العرب ‪.‬‬
‫وإذا كان ابن جرير الطبري في اتجاهه األول سلك مسلك االعتماد أوال على المنقـول مـن‬
‫التفسير بالمأثور عن الصحابة أو التابعين فإنه بجانب ذلك اعتبر االستعماالت اللغوية‬
‫وعدها مصدراـ من مصادرـ التفسير ومرجعاـ موثوقاـ به عند تفسيره للعبارات المشكوك فيها‬
‫وعدها مرجحا لبعض األقوال على بعض‬
‫االتجاه التاسع ‪ :‬توسعه في االستشهاد بالشعر القديم ‪.‬‬
‫إن ابن جرير في تفسيره يرجع إلى شواهد من الشعر القديم وذلك بشكل واسع متبعا في هذا‬
‫الطريق وسالكا سنن ابن عباس رضي هللا عنها ‪.‬‬

‫االتجاه العاشر ‪ :‬اهتمامه بمذاهب أهل النحو ‪.‬‬


‫كثيرا ما يعرض ابن جرير الطبري لمذاهب النحويين من البصريين والكوفيين ويوجه األقوال‬
‫تارة على المذهب البصري وأخرىـ على المذهب الكوفي ‪.‬‬
‫االتجاه الحادي عشر ‪ :‬اهتمامه باألحكام الفقهية المتعلقة باآلية ‪:‬‬
‫من منهج ابن جرير الطبريـ ج في تفسيره أنه يهتم اهتماما بالغا ببيان األحكام الفقهية التي يمكن‬
‫أن تؤخذ من اآلية المراد تفسيرها فيذكرـ في ذلك ما يحضره من أقوال العلماء في الحكم الفقهي‬
‫ثم يختار لنفسه رأيا قد يوافقـ به البعض منهم وقد يخالف مع تدعيمه لهذا الرأي المختار باألدلة‬
‫التي تجعله مختارا وراجحا‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫االتجاه الثاني عشر ‪ :‬اهتمامه بالقضايا العقائدية مع نصرته لمذهب أهل السنة والجماعة ورده‬
‫على مخالفيهم ‪ :‬في هذا االتجاه ترى اإلمام ابن جرير الطبري يصول ويجول عند تفسيره آليات‬
‫تتعلق بشأن العقيدة مطبقا ألصولهاـ ومناقشاـ آلراء خصومه المخالفين لمذهبه السني مما يدل‬
‫على طول باعه وبراعته الفائقة في هذا الميدان الذي ال يمكن أن يقتحمه إال من أتقن أصوله‬
‫وكانت لديه القدرة الجدلية والمنطقية ‪.‬‬

You might also like