Professional Documents
Culture Documents
تلخيص المحاضرة 1
تلخيص المحاضرة 1
التفسير في اللغة:
وأقول :من هذه النقول التي ذكرتها من كالم العلماء في الجانب اللغوي :يتجلى لنا :أن التفسير بمدلوليـه
اللغويين سواء أكان من الفسر ـ أو هو مقلوب السـفـر هـو :ا :الكشف والبيان والتوضيح ،ومنه قوله
تعالى ( :وال يأثونك يمثل إال جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ) [ الفرقان . ] 33 :قال ابن عباس :معناه :
أحسن تفصياًل ( . ) ۳كذلك يتجلى لنا :أن التفسير كما يستعمل لغة في الكشف الحسي ، .فإنه يستعمل أيضا
الكشف المعنوي المعقول ،وأن استعماله في المعنى الثاني أكثر من استعماله في المعنى
في األول ،وهللا أعلم .
التفسير اصطالحا:
األمر الثاني تعريف التفسير االصطالحي
وأما التفسير في االصطالح :فإن الناظر في كالم الناس يرى لهـم اتجاهين في أمـر التفسير :أحدها :قضى
أصحابه بأن التفسير ليس له تعريف ؛ ألنه ليس من العلوم التي يبحث لها عن حد بسبب أنه ليس قواعد أو
ملكات ناشئة عن مزاولة القواعد كغيره من العلوم التي أمكن لها أن تشبه العلوم العقلية ،ويكتفي في إيضاح
التفسير بأنه :بيان كالم هللا ،أو أنه المبين أللفاظ القرآن ومفهوماتها فهو من قبيل العلم التصوري الذي ال
حكم
فيه على موضوع .أما ثاني هذين االتجاهين فإن صاحبه قاض بأن التفسير من قبيل المسائل الجزئية أو
القواعد الكلية ،أو الملكات الناشئة من مزاولة القواعد فيتكلف له التعريف ،فيذكر في ذلك علوما أخرى
يحتاج إليها في فهم القرآن ،كاللغة والصرف والنحو والقراءات ،وغير ذلك فهو من قبيل العلم التصديقي
المتضمن للحكم على موضوع .والمتتبع ألقوال أصحاب هذا االتجاه الذين قضوا للتفسير حنا -يجدهم قد
عرفوا التفسير بتعريف عدة ؛ منها :
أ -ما عرفه به اإلمام أبو حيان بأنه :عام يبحث في كيفية النطق بألفاظ القرآن ومدلوالتها وأحكامها اإلفرادية
والتركيبية ،ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب وتتمات لذلك أ.هـ .
ثم أخذ -طيب هللا ثراه -في شرح التعريف وإخراج محترزاته فقال :فقولنا علم :هو جنس يشمل سائر العلوم
.وقولنا :يبحث فيه عن كيفية النطق بألفاظ القرآن ،هذا هو علم القراءات .وقولنا :ومدلوالتها :أي
مدلوالت تلك األلفاظ ،وهذا هو علم اللغة الذي يحتاج إليه في هذا العام .وقولنا :وأحكامها اإلفرادية
والتركيبية ،هذا يشمل علم التصريف وعلم اإلعراب ،وعلم البيان ،وعلم البديع .
()¹
وقولنا :ومعانيها التي تحمل عليها حالة التركيب :يشمل ما داللته عليه بالحقيقة ،وما داللته عليه بالمجاز
فإن التركيب قد يقتضي بظاهره شيئا ويصـد عـن الحمل على الظاهر صاد ،فيحتاج ألجل أن يحمل على غير
الظاهر وهو المجاز .
وقولنا :وتتمات لذلك هو معرفة النسخ ،وسبب النزول ،وقصة توضح ما انبهم في القرآن ونحو ذلك أ.هـ (
.)1
وعرفه شيخ األشياخ الزرقاني بقوله :علم يبحث فيه عن القرآن الكريم من حيث داللته على مراد هللا تعالى
بقدر الطاقة البشرية .
فقولنا " :عام " تقدم لك شرحه ،وقولنا " :يبحث فيه عن أحوال القرآن الكريم " قيد أول خرج به العلوم
الباحثة عن أحوال غير القرآن .
وقولنا " :من حيث داللته على مراد هللا تعالى " قيد ثان خرج به البحث عن أحوال القرآن من غير هذه
الحيثية ككونه شادا على صحة قاعدة نحوية أو بالغية أو حكم فقهي أو أصل عقدي أو نحو ذلك ،وخرج به
كذلك البحث عن أحوال القرآن من حيث كونه لفظا منطوقا فقط أو خطا مرسوما فقط ( . ) ۲وقولنا :بقدر
الطاقة البشرية يراد منه :بيان أنه ال يقدح في العالم بالتفسير عدم العلم بمراد هللا تعالى من اآلية في الواقع
ونفس األمر في كثير من األحيان ( . ) 1
فعد العلم بمعاني المتشابهات ال تقدح في العلم بالتفسير وإن ذهب البعض إلى خالف
ذلك ( . ) ٢
وعدم العلم بمراد هللا تعالى من اآلية في الواقع ونفس األمر في كثير من األحيان ال يقدح كذلك في العلم
بالتفسير وهللا أعلم
معنى التأويل في اللغة:
األمر الثالث التأويل لغة
اًل
أما التأويل في اللغة :فإما أن يكون مأخوذا من األول بمعنى الرجوع ،تقول :آل يؤول ،أو إذا رجع فكأن
المؤول أرجع الكالم إلى ما يحتمله من المعاني .وإما أن يكون مأخوذا من اإليالة بمعنى السياس ،تقول :آل
األمير رعيته ،إذا أساسها وأحسن سياستها فكأن المؤول يسوس الكالم ويضعه في موضعه .المأخذ األول
يقول صاحب القاموس :آل إليه أوال ومآال
األمر الرابع التأويل في االصطالح :
وقع اختالف المختلفين في تعريف التأويل اصطالحا فعند المتقدمين ( السلف ) التأويل له
معنيان :أحدها :تفسير الكالم وبيان معناه سواء أوافق ظاهره أو خالفه فيكون التأويل والتفسير على هذا
مترادفين ،وهذا هو ما عناه مجاهد من قوله ( :إن العالء يعلمـون تـأويله ) يعني القرآن وما يعنيه ابن
جرير الطبري بقوله في تفسيره :القول في تأويل قوله تعالى كذا
وكذا ،وبقوله :اختلف أهل التأويل في هذه اآلية ونحو ذلك ،فإن مراده التفسير .ثانيها :هو نفس المراد
بالكالم فإن كان الكالم طلباكان تأويله نفس الفعل المطلوب ،وإن كان خبرا كان تأويله نفس الشيء المخبر به
،وبين هذا المعنى والذي قبله فـرق ظاهر ،فالذي قبله يكون التأويل فيه من باب العلم والكالم كالتفسير
والشرح واإليضاح ،ويكون وجـود التأويل في القلب واللسان ،وله الوجـود الذهني واللفظي والرسمي ،
وأمـا هـذا فالتأويل فيه نفس األمور الموجودة في الخارج سواء أكانت ماضية أم مستقبلة ،فإذا قيل :طلعت
الشمس فتأويل هذا هو نفس طلوعها ،وهذا في نظر شيح اإلسالم بن تيمية -
رحمه هللا -هو لغة القرآن التي نزل بها ،وعلى هذا فيمكن إرجاع كل ما جاء في القرآن من لفظ التأويل إلى
هذا المعنى الثاني .
أما تعريف التأويل عند المتأخرين من الفقهاء وعلماء أصول الفقه ( ، ) ۱فإنه هو :صرف اللفظ عن المعنى
الراجح إلى المعنى المرجوح لدليل يقترن به .
هذا هو التأويل الذي يتكلمون عليه في علم أصول الفقه ومسائل الخالف فإذا قال أحدهم :هذا الحديث أو هذا
النص مؤول أو هو محمول على كذا ،قال اآلخر :هذا نوع
تأويل ،والتأويل يحتاج إلى دليل ،وعلى هذا فالمتأول مطلوب بأمرين :أحدها :أن يبين احتمال اللفظ للمعنى
الذي حمله عليه وادعى أنه المراد .ثانيها :أن يبين الدليل الذي أوجب صرف اللفظ عن معناه الراجح إلى
معناه المرجوح وإال كان تأويال فاسدا أو تالعبا بالنصوص .
( ) 1أما التأويل في اصطالح المتكلمين :فإنهم يريدون من التأويل ما ذهب إليه الخلف .هللا رحمهم تعالى-
من صرف النصوص المتشابهة من القرآن أو السنة عن ظاهرها إلى معان تتفق وتنزيه هللا تعالى عن
المشابهة والمماثلة ،بخالف ما ذهب إليه السلف -رضوان هللا عليهم من التفويض واإلمساك عن تعيين
معنى خاص
الفرق بين التفسير واألويل:
وأقول :لعل من يمعن النظر في عبارات العلماء التي نقلتها لك في الحديث عن الفرق بين التفسير والتأويل
والنسبة بينها يستطيع أن يستخرج الفروق بينها وال يصعب عليه ذلك إن شاء هللا تعالى ويمكننا أن نجملها
للقارئ الكريم في النقاط التالية :
أ -أن التفسير شرح وإيضاح للكالم ويكون وجوده في الذهن بتعلقه وفي اللسان بالعبارة الدالة عليه ،أما
التأويل فهو نفس الموجود في الخارج كقوله « :ولما يأتهم تأويله ﴾ [ يونس ، ] 39 :أي :وقوع المخبر
به .
ب -أن التفسير ما وقع مبيئا في كتاب هللا أو معينا في صحيح السنة ؛ ألن معناه قـد ظهر ووضح والتأويل ما
استنبطه العلماء ،وهذا معنى قولهم :التفسير ما يتعلق بالرواية ،والتأويل ما يتعلق بالدراية .
ت -أن التفسير أكثر ما يستعمل في األلفاظ ومفرداتها والتأويل أكثر ما يستعمل في المعاني والجمل .
ث -أن التفسير هو بيان المعاني التي تستفاد من وضع العبارة والتأويـل هـو بيان المعاني التي تستفاد بطريق
اإلشارة .
ج -أن التفسير هو القطع بأن مراد هللا تعالى كذا والتأويل هو ترجيح أ أحد المحتمالت بدون قطع .
وعلى هذا الرأي األخير فالتفسير خاص باأللفاظ التي ال تحتمل إال وجها واحدا ،والتأويل توجيه لفظ متوجه
إلى معان مختلفة إلى واحد منها بما ظهر من األدلة واستنباط المعاني من أوجه الخطابات المختلفة ،فمرده
إلى االجتهاد الذي يعتمد على إجادة العلوم التي تعتبر أدوات للتفسير ،وهذا من غير شك عمـل المهـرة مـن
الراسخين في العام ال غيرهم ،ومع ذلك فالوصول إلى المعنى المراد ال يكون مقطوعا به ألن التأويل كما
تقدم -إنما يكون في األلفاظ التي تحتمل عدة معان ،فاالحتماالت قائمة في جميع معانيها وإن ترجح بعضها
بالدليل ،والترجيح ال يلغي بقية االحتماالت لجواز وجود مرجح آخر خفي على البعض ومن ثم ندرك سر
اختالف العلماء في التأويل لما ظهر لكل منهم من دليل ،فيكون أقربهم إلى .الصواب هو أقواهم دلياًل
وأظهرهم حجة وأوضحهم برهانا حسب المرجحات المعتبرة واال لتساوى الراجح بالمرجوح وهو ما لم يقل به
عاقل ( . ) ۱
فضل التفسير والحاجة إليه
ال شك أن نهضة األمم وتقدم حضارتها ال يمكن أن تكون سليمة البنيان متينـة األركان صحيحة عن تجربة وال
سهلة متيسرة وال رائعة مدهشة إال إذا قامت على منهاج قويم وتشريع حكيم تسترشد بتعاليمه وتتقيد بنظمه
وقوانينه وذلك أمر ال يتوفر وال يتحقق إال في دستور هللا الخالد وكتابه المحكم المتقن وشريعته البيئة
المفصلة " القرآن الكريم " وكتاب
أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير ) [ هود ] 1 :لقد احتوى على جميع مقومات
الحياة الطيبة الهنية المباركة وانتظمت قوانينه وهداياته وتشريعاته كل عناصر السعادة لبني البشر على ما
أحاط به علم منزله الحكيم الخبير .
وبدهي أن العمل بهذه التعاليم ال يكون إال بعد فهم القرآن وتدبرهفالتفسير هو مفتاح هذه الكنوز والذخائر التي
احتواها هذا الكتاب المجيد النازل إلصالح البشر وإنقاذ الناس وإعزاز العالم ،وبدون التفسير ال يمكن
الوصول إلى هذه الكنـوز والذخائر ،مما بالغ الناس في ترديد ألفاظ القرآن ،وتوفروا على قراءته كل يـوم
ألف مرة بجميع وجوهه الت قال السيوطي في بيان فضل التفسير :قال األصبهاني :أشرف صناعة يتعاطاها
اإلنسان تفسير القرآن بيان ذلك :أن شرف الصناعة إما بشرف موضوعها مثل الصياغة فإنها أشرف من
الدباغة ؛ ألن موضوع الصياغة الذهب والفضة وها أشرف من موضوع الدباغة ( ) ۱راجع :مناهل
العرفان ( . ) 47٧/١
( ) ۲۸
الذي هو جلد الميتة ،وإما بشرف غرضها مثل صناعة الطب ،فإنها أشرف من صناعة الكناسة ؛ ألن غرض
الطب إفادة الصحة وغرض الكناسة تنظيف المستراح ،وإما لشدة الحاجة إليها كالفقه ،فإن الحاجة إليه أشـد
مـن الحاجة إلى الطب ؛ إذ ما من واقعـة مـن الكون في أحد من الخلق إال وهي مفتقرة إلى الفقه ؛ ألن به
انتظام صالح أحوال الدنيا والدين بخالف الطب ،فإنه يحتاج إليه بعض الناس في بعض األوقات ،إذا عرف
ذلك فصناعة التفسير قد حازت الشرف من الجهات الثالث .
أما من جهة الموضوع ؛ فألن موضوعه كالم هللا تعالى الذي هـو ينبوع كل حكمة ومعدن كل فضيلة " ،فيه
نبأ ما قبلكم وخبر مـا بعـدكم وحكم ما بينكم ال يتخلق على كثرة الرد وال تنقضي عجائبه " ،وأما من جهة
الغرض ؛ فألن الغرض منه هو االعتصام بالعروة الوثقى والوصول إلى السعادة الحقيقية التي ال تفنى .وأما
من جهة شدة الحاجة ؛ فألن كل كال ديني أو دنيوي عاجلي أو آجلي مفتقر إلى
العلوم الشرعية والمعارف الدينية وهي متوقفة على العلم بكتاب هللا تعالى
األمر السادس حاجة المفسر إلى التبحر في العلوم ،محذوف.
شروط المفسر:
األمر السابع
الشروط التي ال بد من
اعلم يرحمك هللا أنه ال بد لمن أراد التصدي لتفسير كتاب هللا تعالى من توفر عدة شروط فيه وال يصح بحال
من األحوال عن اختالل شروط منها فضاًل عن جميعها أن يتهجم على هذا األمر الخطير وال أن يقحم نفسه في
خوض لجة هذا البحر المتالطم األمواج ،هذه الشروط التي ال بد من توفرها لمن أراد التصدي لتفسير القرآن
الكريم تتمثل فيما يلي :
-1صحة االعتقاد ولزوم سنة الدين والمنهج القويم :فإن من كان مغموضا عليه في
الدين ال يؤتمن على أمور الدنيا وترد شهادته ،فكيف يؤتمن على الديـن -٢صحة المقصـد :فعلى المفسر أن
يكون صحيح المقصـد فـيها يقـول ليلقى مـن ربـه التسديد والعون والهداية كما قال سبحانه ( :والذين
جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا ) [ العنكبوت . ] 69 :
وإنما يحسن قصد المفسر إذا كان متحليا بالزهد والورع عن الدنيا وزخرفها أما وأنه إذا كان راغبا فيها من
أجل مالي يكسبه أو منصب يحصله فإنه لم يؤمن أن يتوسل بتفسيره
إلى غرض يصده عن صواب قصده ،ويفسد عليه صحة ما عمل .
- 3أن يطلب تفسير القرآن من القرآن نفسه ،فما أجمل منه في مكان فسر في آخر ،وما اختصر في مكان
بسط في مكان آخر ،وليس أعلم بمراد هللا تعالى من هللا تعالى وسيأتيك بيان ذلك في حينه إن شاء هللا
تعالى .
- 4أن يطلب تفسير القرآن من السنة المطهرة ،فإن السنة شارحة للكتاب وبيان وتوضيح له ،فهي
مخصصة لعامه ومقيدة لمطلقه ومبينة لمجمله وموضحة لمشكله وقد
( ) ۳۷
̈ܪܥܩܐ
المفسر
قال هللا تعالى في حق نبيه ( :وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون ﴾ [ النحل ] 44 :
.
وقد قال ﷺﷺ « أال إني أوتيت الكتاب ومثله معه " يعني السنة المطهرة .
وقال الشافعي رحمه هللا : -كل ما حكم به رسول ہللا ﷺ فهو في فهمه من القرآن قـال تعالى « :إنا أنزلنا
إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أزاك هللا ﴾ [ النساء ، ] 105 :غير أنه يجب في األخذ من السنة أن
يتجنب الضعيف والموضوع وأن يكون منها على حذر شديد ،فما شاعت الخرافات وانتشرت الخزعبالت إال
من دخول اإلسرائيليات والموضوعات في التفسير لهذا قال اإلمام أحمد :ثالث كتب ال أصل لها :المغازي
والمالحم والتفسير .
قال المحققون من أصحابه :مراده أن الغالب أنه ليس لها أسانيد صحاح متصلة وإال فقد صح من ذلك كثير (
.)1
- 5أن يطلب التفسير من أقوال الصحابة ،فإنهم أدرى بذلك لما شاهدوه من القرائن واألحوال .عند نزوله ،
ولما اختصـوا بـه مـن الفهم التام والعلم الصحيح والعمل الصالح وقد قال الحاكم :إن تفسير الصحابي الذي
شهد الوحي والتنزيل له حكم
المرفوع ( . ) ۲
قال المحققون وصرح به الحاكم نفسه أيضا :إن ذلك مخصوص بما فيه سبب نزول أو نحوه مما ال مدخل
للرأي فيه فإنه يكون -والحالة هذه -في حكم المرفوع واال فهـو من قبيل الرأي .
وما قاله المحققون هو الصواب ،ويضاف إلى ذلك :أال يكون الصحابي قد اشتهر باألخذ عن أهل الكتاب
أيضا ،وأال يعارضه صحابي آخر ولم يمكن الجمع بينها فإن ما ورد من ذلك فهو من قبيل الرأي وليس من
قبيل الرواية ،ونحن مخيرون حينئذ -في األخذ به وعدم األخذ بشيء من ذلك .
- 6أن يطلب التفسير من أقوال أئمة التابعين المعروفين بالعلم المشهورين باألخذ عن الصحابة المحرزين عن
األخذ من أهل الكتاب ،فإن اختلف الوارد عنهم ولم يمكن الجمع فال عبرة بالوارد عنهم كما أنه ال بد من '
صحة النقل عنهم كما تقدم .
وقد أكثر المفسرون من نقل أقوال التابعين وربما حكوا عنهم عبارات مختلفة فيظن من ال فهم له أن ذلك
تناقض ،وليس كذلك بل ربما ذكر بعضهم معنى من اآلية لكونه أظهر عنده أو أليق بحال السائل أو اخبر عن
الشيء بالزمه أو نظيره أو بمقصوده وثمرته ،والكل يؤول إلى معنى واحد غالبا ( . ) ۱
-7أن يكون المفسر محصال لجملة من العلوم .