You are on page 1of 16

‫الحمد هلل رب العالمين‪ ،‬والصالة والسالم على أشرف األنبياء والمرسلين سيدنا محمد‬

‫وعلى آله وأصحابه أجمعين‪ ،‬أما بعد‪.‬‬

‫الكتاب السابع‪ :‬في االجتهاد‬


‫ُ‬ ‫قال المؤلف رحمه اللّه‪:‬‬

‫الوسع في ما فيه ُكلفة‪ ،‬بذل الوسع‪ :‬يعني بذل الطاقة‪ ،‬وهو‬


‫االجتهاد في اللغة هو بذل ُ‬
‫مأخوذ من جهاد النفس وك ّدها في طلب المراد‪ ،‬وسيأتي‪ -‬إن شاء اللّه‪ -‬تعريفه‬
‫اصطالحاً‪.‬‬

‫قال المؤلف‪ :‬في االجتهاد وما معه‬

‫أي‪ :‬سيذكر في هذا الكتاب مباحث االجتهاد وما مع االجتهاد‪ ،‬ويعني بذلك‪ :‬التقليد‪،‬‬
‫وأدب ال ُفتيا‪ ،‬وعلم الكالم‪ ،‬وخاتمة في التصوف‪ .‬هذا معن قوله‪ :‬وما معه‪.‬‬

‫ونحن سنقف في الشرح عند أدب ال ُفتيا‪ ،‬لن ندخل ال في علم الكالم وال في التصوف؛‬
‫ألن هذين العلمين مبتدعان وال عالقة لنا بهما‪ ،‬وقد ح ّذر اإلمام الشافعي رحمه اللّه‬
‫صراحةً من علم الكالم‪ ،‬والتصوف ُمح َدث بالمعنى الموجود اليوم القائم على الشركيات‬
‫والبدع‪ ،‬فال عالقة لنا بهذين المبحثين‪ ،‬نحن سنعتني بما يختص بعلم أصول الفقه‪.‬‬

‫وعلم الكالم‪ -‬طبعاً‪ -‬هو يعني به تقرير مسائل العقيدة والكالم والعقل‪ ،‬أما القضايا‬
‫العقائدية فهذه لها مصنّفاتها الخاصة‪.‬‬

‫الوسع في تحصيل الظن بالحكم هذا تعريف االجتهاد‬


‫قال المؤلف‪ :‬استفراغ الفقيه ُ‬
‫اصطالحاً عند األصوليين‪.‬‬

‫استفراغ الفقيه‪ :‬سيأتي‪ -‬إن شاء اهلل‪ -‬تعريف الفقيه‪.‬‬


‫الوسع‪ :‬يعني الطاقة؛ يعني يبذل الفقيه ُجهده ليصل إلى غلبة الظن بالحكم الشرعي‪.‬‬
‫ُ‬
‫ولم يقيده بالحكم الشرعي في التعريف اكتفاءاً بقوله‪ :‬الفقيه‪ُ ،‬علِم بذلك أن الحكم‬
‫المقصود هو الحكم الشرعي‪ ،‬فاشتغال الفقيه في هذا الجانب‪ ،‬فيكون االجتهاد عند‬
‫األصوليين هو عمل الفقيه بأن يبذل ُجهده في استنباط الحكم الشرعي الذي يحبه اللّه‬
‫ويرضاه في ظنه‪ ،‬من خالل النظر في األدلة الشرعية التي وضعها ربنا تبارك وتعالى لتدل‬
‫على أحكامه التي تعبّدنا بها‪.‬‬

‫من هذا نعلم أن االجتهاد فقط في المسائل التي أدلتها ِ‬


‫خفيّة غير واضحة‪ ،‬فال اجتهاد‬
‫مثالً في وجوب الصلوات الخمس‪ ،‬أو في وجوب الزكاة‪ ،‬أو في وجوب صيام رمضان‪،‬‬
‫وما شابه من المسائل التي أدلتها واضحة واضحة ومحكمة‪ ،‬سواء أن كانت عقائدية أو‬
‫فقهية‪ ،‬كما سيأتي إن شاء اللّه‪.‬‬

‫قال المؤلف‪ :‬والمجتهد‪ :‬الفقيه‬

‫يعرف اآلن من هو الفقيه‪ ،‬فقال‪ :‬المجتهد‪:‬‬


‫لما ذكر في تعريف االجتهاد الفقيه‪ ،‬أراد أن ّ‬
‫الفقيه؛ يعني‪ :‬المجتهد والفقيه معناهما واحد كلمتان مترادفتان‪.‬‬

‫قال‪ :‬وهو البالغ العاقل ؛ أي‪ :‬ذو َملَكة يُد ِر ُك بها المعنى‪.‬‬

‫عرف‬
‫ذكر المؤلف أن المجتهد هو الفقيه‪ ،‬إذن فهما لفظان مترادفان اصطالحاً‪ ،‬ثم ّ‬
‫الفقيه بقوله‪ :‬البالغ العاقل‪ ،‬فالبلوغ والعقل وصفان للفقيه‪ ،‬اآلن الصفات التي سيذكرها‬
‫هي شروط للفقيه؛ يعني ال يكون الفقيه فقيهاً إال إذا تحلّى بهذه الصفات التي ذكرها‬
‫المؤلف هنا‪ ،‬يعني متى تصف الشخص بأنه فقيه؟ إذا ُو ِجدت فيه هذه الشروط التي‬
‫وضعها المؤلف هنا‪.‬‬

‫األول‪ :‬قال‪ :‬البالغ‪ ،‬من البلوغ‬


‫ّ‬

‫والثاني‪ :‬العقل‪ ،‬وصفان للفقيه اليكون فقيهاً إال بهما‪.‬‬

‫إذن ال يمكن للفقيه أن يكون غير بالغ‪ ،‬يعني أم يكون صبيّاً مميّزاً أو غير مميّز‪ ،‬ال يمكن‬
‫للفقيه أن يكون مجنوناً مثالً‪ .‬إي نعم‪.‬‬

‫غير البالغ لم يكمل عقله‪ ،‬لذلك ال يمكن أن يكون فقيهاً‪ .‬الذي لم يكمل عقله ال يعتبر‬
‫قوله‪ ،‬فال يكون فقيهاً‪ ،‬فأخرج بهذا الوصف غير البالغ‪.‬‬

‫وألن غير العاقل ال تمييز له يهتدي به لما يقوله حتى يعتبر قوله‪ ،‬فأخرج المجنون وما‬
‫شابه بقوله‪ :‬العاقل‪.‬‬

‫قال‪ :‬ذو ٍ‬
‫ملكة يدرك بها المعلوم‪ ،‬هذا التعريف تفسير للعاقل‪ ،‬من هو العاقل‪ :‬أي‪ :‬ذو‬
‫ملكة يدرك بها المعلوم‪ ،‬هذا تفسير للعاقل‪.‬‬

‫قال المؤلف‪ -‬رحمه اللّه‪ : -‬فالعقل الملكة في األصح‬

‫الملكة هي صفة راسخة في النفس‪ ،‬صفة راسخة في نفس اإلنسان يدرك بها المعلوم‪،‬‬
‫اختلف العلماء في تعريف العقل‪ :‬ما هو هذا العقل؟‬

‫نكتفي هنا نحن بنقل ما قاله بعض السلف الصالح رضي اللّه عنهم وأهل الحديث‪،‬‬
‫ونُع ِرض عن كالم الفالسفة والمتكلّمين‪ ،‬ال ُشغل لنا معهم‪.‬‬
‫المنقول عز اإلمام الشافعي‪ -‬رحمه اللّه‪ -‬أنه قال ‪ :‬العقل آلة التمييز واإلدراك‪.‬‬

‫والمنقول عن اإلمام أحمد‪ -‬رحمه اللّه‪ -‬أنه قال‪ :‬العقل غريزة؛ أي ليس مكتسباً‪ ،‬بل هو‬
‫فضل من اللّه‪.‬‬

‫فضل‬ ‫ٍ‬ ‫وقال الحسن بن علي البربهاري‪ :‬ليس بجوه ٍر وال َع َر ٍ‬


‫ض وال اكتساب‪ ،‬وإنما هو ٌ‬
‫من اللّه‪.‬‬

‫قال بن تيمية‪ -‬رحمه اللّه‪:-‬‬

‫المد ِركة‪ ،‬كما ّ‬


‫دل عليه كالم أحمد‪ ،‬ال اإلدراك نفسه يعني‪.‬‬ ‫هذا يدل على أنه القوة ُ‬
‫نصر بن تيمية قول الشافعي وأحمد والحارث الم ِ‬
‫حاسبي‪ ،‬ور ّد على بن فورك في كتابه‪:‬‬ ‫ُ‬
‫بُغية المرتاد في الرد على المتفلسفة والقرامطة والباطنية أهل اإللحاد من القائلين‬
‫بالحلول واإلتحاد في الصفحة (‪. )٢٦٥‬‬

‫هذا ملخص في تعريف العقل عند بعض السلف‪.‬‬

‫قال المؤلف‪ :‬فقيه النفس نرجع إلى الشروط التي ذكرها للفقيه‪ ،‬اآلن عندنا من الشروط‬
‫التي ذكرها‪ :‬أن يكون عاقالً‪ ،‬وأن يكون بالغاً‪ ،‬شرطان‪.‬‬

‫هذا الشرط الثالث‪ :‬فقيه النفس‪ ،‬من الشروط التي يجب أن يتصف بها الفقيه‪ ،‬أن يكون‬
‫فقيه النفس‪.‬‬

‫ماذا يعني بقوله‪ :‬فقيه النفس؟‬


‫يعني شديد الفهم بالطبع بمقاصد الكالم‪ ،‬عنظه قوة علة الفهم‪ ،‬ألن من لم يتصف بهذه‬
‫الصفة ال يمكنه االستنباط الذي هو أساس االجتهاد‪ ،‬أخرج بهذا من ؟‬

‫التصرف أيضاً‪ ،‬فيه خفة‪ ،‬طَْيش‪،‬‬ ‫ِ‬


‫أخرج بهذا البليد‪ ،‬من اليفهم فهماً تاماً‪ ،‬ومن ال يُحسن ّ‬
‫ال يصلخ لمثل هذا‪ ،‬ال يحسن التصرف في لألمور‪.‬‬

‫قال‪ :‬وإن أنكر القياس‪ ،‬كالظاهرية‪ -‬مثالً‪ -‬فالقياس جزء من االجتهاد‪ ،‬وليس كل‬
‫اجتهاد‪ ، ..‬وجمود الظاهري ال يخرجه عن كونه فقيهاً إذا اتصف بالصفات المذكورة‪،‬‬
‫والبعض قال‪ :‬يخرجه‪ ،‬والبعض قال‪ :‬يخرجه فقط إنكار القياس الجلي دون القياس‬
‫الخفي‪ ،‬والصحيح األول‪.‬‬

‫ويترتب على ذلك هل يعتبر قول م ِ‬


‫نكر القياس في اإلجماع أم ال ؟ يعتبر على ذلك‪ ،‬يبنى‬ ‫ُ‬
‫على هذا األمر‪.‬‬

‫اآلن موضوعنا اآلن ما زلنا في كم صفة للمجتهد‪ ،‬ثالث صفات‪:‬‬

‫بالغ‪ ،‬عاقل‪ ،‬فقيه النفس‬

‫قال‪ :‬العارف بالدليل العقلي‬

‫ما هو الدليل العقلي؟ البراءة األصلية‪ -‬قد تقدمت معنا‪ -‬يعني يعرف بأننا مكلفون‬
‫بالتمسك بالدليل العقلي ما لم يرد دليل ناقل عنه‪.‬‬

‫قال‪ :‬ذو الدرجة الوسطى عربيةً وأصوالً‪ :‬درجة وسطى ‪ ،‬تقسم درجات العلم في أصول‬
‫العلم ثالث درجات‪:‬‬
‫الدرجة الدنيا‪ ،‬والدرجة الوسطى‪ ،‬والدرجة العليا‪.‬‬

‫فقال هنا‪ :‬يشترط في الفقيه أن تكون عنده الدرجة الوسطى عربيةً وأصوالً؛ يعني أن‬
‫يكون عارفاً بالعربية‪ ،‬بمعرفة النحو والصرف والبالغة‪ ،‬و يعرف كيف يستفيد من معاجم‬
‫اللغة العربية‪ ،‬وكذلك أن يكون عالماً بأصول الفقه‪ ،‬عارفاً بأصول الفقه وبالعربية؛ ليقوى‬
‫على معرفة األدلة وكيفية استنباطها‪ ،‬وال يلزم‪ -‬كما ذكر في قوله‪ :‬الدرجة الوسطى‪ -‬ال‬
‫يلزم أن يبلغ الغاية في علمها‪ ،‬ولكنه بحاجة ٱلى الدرجة الوسطى منها؛ بحيث يميز‬
‫العبارة الصحيحة عن الفاسدة والراجحة عن المرجوحة‪ ،‬كيف يحصل عندهم؟ هذا‬
‫يحصل بدراسة علوم اآللة‪ ،‬لماذا نركز دائماً على التأصيل؟‬

‫ألنه ال يمكن أن يكون الشخص فقيهاً مالم يحصل على هذه األصول‪ ،‬هذه األصول هي‬
‫التي تعينه على فهم الكتاب والسنة وعلى معرفة كيفية استنباط األحكام الشرعية منها‪،‬‬
‫وعلى‪ -‬أيضاً‪ -‬معرفة األدلة الشرعية ومعرفة التوفيق بينها أو الجمع بينها‪ ،‬عندما يدرس‬
‫األصول الصحيحة‪.‬‬

‫علوم اآللة‪ ،‬األساسيات‪ ،‬دراسة علم اللغة‪ ،‬علم أصول الفقه‪ ،‬علم الحديث‪ ،‬ودراسة‬
‫ٍ‬
‫عندئذ‬ ‫الفقه‪ ،‬ودراسة العقيدة‪ ،‬كل هذه العلوم عندما يدرسها الطالب‪ .‬ويتمكن منها‪،‬‬
‫يكون قد ّأهل نفسه لالجتهاد‪.‬‬

‫كتاب ٍ‬
‫وسنة‪ ،‬وإن لم يحفظ متناً لها‬ ‫ومتعلَّقاً لألحكام من ٍ‬
‫قال‪ُ :‬‬

‫يعني‪ :‬ان يكون عارفاً بآيات وأحاديث األحكام‪ ،‬هذا معنى الكالم‪.‬‬
‫قوله‪ :‬ومتعلقاً لألحكام‪ :‬يعني ما تتعلق به األحكام من األدلة‪ ،‬أن يكون عارفاً من األدلة ما‬
‫اتت به األحكام؛ ألن هي هذه األدلة هي التي تدل على األحكام‪.‬‬

‫وإن لم يكن حافظاً لمتونها‪ ،‬يكفي أن يكون عارفاً لها‪ ،‬يستطيع الوقوف عليها متى شاء‪،‬‬
‫مما‬ ‫لذلك ُألِّفت المؤلفات في مثل هذا ‪ُ ،‬‬
‫فجمعت آيات األحكام وأحاديث األحكام‪ّ ،‬‬
‫جمع آيات األحكام‪ :‬كتاب القرطبي؛ أحكام القرآن‪ ،‬وكتاب ابن العربي‪ -‬أيضاً‪ -‬أحكام‬
‫المرام وجمع‬
‫القرآن كذلك‪ ،‬وفي أحاديث األحكام جمع الحافظ بن حجر كتابه بلوغ َ‬
‫الم ْجد بن تيمية كتابه ُمنتَقى األخبار‪.‬‬
‫َ‬
‫قال‪ :‬ويعتبَر لالجتهاد كونه خبيراً بمواقع اإلجماع‬

‫الصفات السابقة اآلن إيش؟ إذا وجدت في الشخص يوصف بأنه مجتهد‪ ،‬خالص انتهينا‬
‫من هذا‪ ،‬إذا تحققت هذه الصفات السابقة يكون بالغاً‪ ،‬يكون عاقالً‪ ،‬يكون فقيه النفس‪،‬‬
‫ويكون أيضاً عارفاً بالدليل العقلي‪ ،‬ويكون على درجة وسطى من معرفة العربية وأصول‬
‫ٍ‬
‫عندئذ صار فقيهاً‪ ،‬اتصف بهذه الصفات صار‬ ‫الفقه وآيات األحكام وأحاديث األحكام‪،‬‬
‫فقيهاً ‪ ،‬لكن ما الذي يلزمه كي يجتهد؟ طيب عشان يجتهد‪ ،‬إيش الذي يلزمه؟‬

‫هذه األمور التي سنذكرها اآلن‬

‫يقول‪ :‬ويعتبر االجتهاد كونه خبيراً بمواقع اإلجماع‬

‫إذن‪ :‬هي صفات يشترط توفرها عند‬

‫إيقاعه لالجتهاد‪ ،‬اآلن هذه التي سيذكرها‪ ،‬صفات سيذكرها البد أن تتوفر عندما‬
‫المجتهد يريد أن يجتهد‪ ،‬الزم أن يكون عارف بهذه األشياء‪ ،‬تمام؟‬
‫أوالً‪ :‬كونه خبيراً بمواقع اإلجماع‪ ،‬أي يعلم المسائل المجمع عليها‪ ،‬ليش؟ حتى ال يفتي‬
‫بخالفها‪ ،‬بخالف اإلجماع يعني‪ .‬فاإلجماع المعتبر ُحجة وال يجوز مخالفته‪ ،‬وال يجوز‬
‫للشخص أن يفتي بخالف الدليل الشرعي واإلجماع من األدلة الشرعية‪.‬‬

‫كيف يحصل عنده هذا؟ معرفة مواقع اإلجماع؟ بمطالعة كتب لإلجماع‪ ،‬كـ‪:‬‬

‫مراتب اإلجماع البن حزم‬

‫اإلجماع البن المنذر‬

‫اإلقناع البن القطان‬

‫سماه صاحبه‪ :‬موسوعة‬ ‫ِ‬


‫وكذلك هناك إجماعات نقلها ابن تيمية‪ُ ،‬جمعت في كتاب‪ّ ،‬‬
‫اإلجماع‪ ،‬واإلجماعات التي ينقلها ابن تيمية قوية كإجماعات ابن حزم‪.‬‬

‫وابن عبدالبر له نقول كثيرة لإلجماع‪ ،‬إال أن أهل العلم يتكلمون في نقوالت ابن عبدالبر‬
‫لإلجماع‪.‬‬

‫قال‪ :‬والناسخ والمنسوخ‬

‫يعني ينبغي أن يكون المجتهد خبيراً بمواقع اإلجماع‪ ،‬وخبيراً بالناسخ والمنسوخ أيضاً‪،‬‬
‫ألن المنسوخ اليُعمل به‪ ،‬والواجب العمل واإلفتاء بالناسخ‪ ،‬فإذا لم يعلم الناسخ من‬
‫المنسوخ ربما أفتى بالمنسوخ‪ ،‬فأخطأ في الفتوى وخالف الشرع‪.‬‬
‫وال يُشترط حفظ الناسخ والمنسوخ وال جميع اإلجماعات‪ ،‬المهم أن يعلم ذلك في‬
‫المسألة التي سيفتي فيها ‪ ،‬يكون عالم في المسألة التي سيفتي فيها األدلة المنسوخة من‬
‫الناسخة‪ ،‬وأن يكون عالماً هل فيها إجماع واّل ما فيها إجماع؟‬

‫إذا كانت المسألة حادثة جديدة أكيد ما فيها إجماع‪ ،‬لكن إذا كانت قديمة البد أن‬
‫يطّلع على أحد قال بقوله‪ ،‬حتى ما يخرم اإلجماع‪.‬‬

‫والناسخ والمنسوخ هذا منه ما هو متفق على نسخه ومنه ما هو ‪ ...‬وقد ُألّفت أيضاً‬
‫مؤلفات في هذا الباب‪ ،‬كـ‪:‬‬

‫للنحاس‬
‫الناسخ والمنسوخ ّ‬

‫اإليضاح لناسخ القرآن ومنسوخه لمكي بن أبي طالب‬

‫الناسخ والمنسوخ ألبي ُعبيد القاسم بن ساّل م والبن حزم‬

‫الناسخ والمنسوخ البن شاهين وللشافعي‬

‫هذه في الحديث‪ ،‬الناسخ والمنسوخ البن شاهين‪ ،‬والناسخ والمنسوخ للشافعي في‬
‫الحديث‪ ،‬واألولى في اآليات‪.‬‬

‫وكذلك االعتبار في الناسخ والمنسوخ لآلثار للحازمي‬

‫هذه بعض كتب الناسخ والمنسوخ‪.‬‬

‫قال‪ :‬وأسباب النزول‪ ،‬في اآليات ؛ يعني ينبغي أن يكون عارفاً بأسباب النزول‪ ،‬ليش؟‬
‫ألن أسباب النزول تعينك على فهم اآليات‪ ،‬وقد ألّف الواحدي كتاباً في ذلك‪ ،‬ولكنّه‬
‫جمع الغث والسمين! فيه كثير من األحاديث التي هي واهية‪ ،‬وللحافظ بن حجر كتاب‬
‫العُجاب في بيان األسباب‬

‫المسند من أسباب النزول ولكنه لم يستوعبه‪.‬‬


‫ولشيخنا الوادعي رحمه اللّه الصحيح ُ‬
‫قال‪ :‬والمتواتِر واآلحاد‬

‫يعني أخبار اآلحاد واألخبار المتواترة من األحاديث‪ ،‬هذه يحتاج معرفتها عند التعارض‬
‫فقط‪ ،‬وإال فنحن ُمتعبَّدون بالمتواتِر واآلحاد‪ ،‬في كل ديننا باتفاق السلف بعيداً عن‬
‫فلسفة المتكلّمين‪ ،‬وقد بيّن ذلك اإلمام الشافعي رحمه اللّه بياناً شافياً رحمه اللّه في‬
‫الرسالة‪ ،‬وفي اختالف الحديث‪ ،‬وفي كتاب‪...‬‬

‫قال‪ :‬والصحيح وغيره من األحاديث؛ أن يعرف الحديث الصحيح من الحديث الضعيف؛‬


‫كي يفتي بالثابت ويترك الضعيف فال يعمل به‪ ،‬وعند التعارض يقدم األصح على‬
‫الصحيح‪.‬‬

‫قال‪ :‬وحال الرواة‬

‫بناء عليه في الحادثة‪ ،‬ويرد المردود‪،‬‬


‫في القبول والرد‪ ،‬كي يأهذ بقول المقبول ويفتي ً‬
‫وعند التعارض يق ّدم األقوى‪.‬‬

‫قال‪ :‬ويكفي في زماننا الرجوع ألئمة ذلك‬

‫يعني في معرفة حال الرواة يُرجع إلى أئمة الحديث في معرفتها‪ ،‬كعبدالرحمن بن‬
‫مهدي ‪ ،‬والقطّان‪ ،‬وعلي بن المديني‪ ،‬وأحمد بن حنبل‪ ،‬ويحيى بن والبخاري‪ ،‬وأبي‬
‫ُزرعة‪ ،‬وابن حاتم وغيرهم‪ ،‬يعتمد عليهم في الجرح والتعديل‪ ،‬فهم أعلم منّا وأقدر على‬
‫ذلك‪ ،‬واستطاعوا على ما لم نستطع عليه نحن اليوم ‪ ،‬لما حباهم اهلل لهم من الحفظ و‬
‫العلم ومعرفة أحوال الرواة بالمخالطة أو بسبر مروياتهم‪.‬‬

‫قال‪ :‬و[ال]يعتبر علم الكالم‬

‫بدأ بذكر أمور ال تشترط في االجتهاد‪ ،‬هذه أمور ال تشترط في االجتهاد ‪ ،‬نعم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وال يعتبر ألن هذا ليس من شروط االجتهاد‬

‫وال يعتبر علم الكالم‬

‫علم الكالم ال يعتبر ال في االجتهاد وال في المجتهد‪ ،‬علم الكالم ال يجوز في الشرع‬
‫مطلقاً‪ ،‬كما قرر ذلك السلف ومنهم الشافعي‬

‫وكما ذكرنا يعنون بعلم الكالم‪ :‬المسائل العقائدية التي ُق ِّررت بالعقل‪ ،‬وهذه باطلة‪،‬‬
‫المصطلح الصحيح علم العقيدة الذي أخذ من كتاب اللّه ومن سنة رسوله صلى اللّه‬
‫عليه وسلم ‪ ،‬وهذا ال يشترط في االجتهاد ‪ ،‬إذ يكفي اعتقاد جازم وال يشترط معرفته‬
‫على طريقة التكلمين‪ ،‬وبأدلتها التي يحرزونها‪ ،‬قاله الغزالي‪ ،‬فال تأثير لذلك في االجتهاد‪.‬‬

‫قال‪ :‬وتفاريع الفقه‬

‫يعني ال يعتبر معرفة تفاريع الفقه‪ ،‬ألنها تعرف باالجتهاد‪ ،‬فلو شرطت في االجتهاد‬
‫للزم‪...‬‬

‫قال‪ :‬والذكورة والحرية‬


‫ال يشترط في االجتهاد الذكورة والحرية‪ ،‬فيصح أن يكون المجتهد عبداً‪ ،‬وإمرأة أيضاً‪،‬‬
‫فال تأثير لهذين الوصفين على االجتهاد‪ ،‬في الصحابة عائشة وغيرها كانت تفتي وتجتهد‬
‫رضي اللّه عنها ولم ينكىدر عليها أحد من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلّم‪.‬‬

‫قال‪ :‬وكذا العدالة في األصح‬

‫يعني ال تشترط العدالة في االجتها‪ ،‬هذا يُسلَّم في حال أن يكون اجتهد لنفسه‪ ،‬وأخذ‬
‫بقول نفسه‪ ،‬هو بينه وبين اللّه سبحانه وتعالى‪ ،‬أما أن يؤخذ قوله ويُعمل باجتهاده فال*‬
‫اللّه سبحانه وتعالى قال‪" :‬إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا" ‪ ،‬وهذا ينبأنا عن خبر اهلل سبحانه‬
‫وتعالى وعن مراد اللّه سبحانه وتعالى‪ ،‬فال يقبل منه إال أن يكون عدالً‪ ،‬إذن المجتهد‬
‫ط في االجتهاد لنفسه؟ ال ليس‬
‫الذي يقبل قوله البد أن يكون عدالً‪ ،‬أما هل هو شر ٌ‬
‫شرطاً‪ ،‬يجتهد‪ ،‬ممكن يجتهد‪ ،‬ينظر في األدلة ويجتهد‪ ،‬ويبتعد عن هواه‪ ،‬ويجتهد لنفسه‪،‬‬
‫هذا يجوز له أن يفعله‪.‬‬

‫قال‪ :‬وليبحث عن المعارض‬

‫انتهى من األمور التي ال تشترط فيها االجتهاد‪ ،‬ومن شروط االجتهاد‪ :‬البحث عن‬
‫كالمخصص‬
‫ِّ‬ ‫المعارض؛ أي يبحث إن وجد دليالً يخالف الدليل الذي وقف عليه ‪،‬‬
‫والمقيّد والناسخ والقرينة الصارفة للفظ عن ظاهره‪ ،‬ليسلم اجتهاده من تطرق الخطأ إليه‬
‫من هذه الناحية‪.‬‬

‫قال‪ :‬ودونه مجتهد المذهب وهو المتمكن الوجوه على نصوص إمامه‬
‫هذا النوع من المجتهد هو المجتهد المقيّد باالجتهاد في المذهب‪ ،‬ذاك المجتهد الذي‬
‫كنا نتح ّدث عنه المجتهد المطلق‪ ،‬هذا يسمونه المجتهد المقيد‪ ،‬مقيّد اجتهاده بالمذهب‬
‫فقط‪ ،‬وهذا المبحث يهم أصحاب المذاهب‪.‬‬

‫المجتهد المطلق موجود في كى زمان‪ ،‬خالفاً لمن زعم إغالق باب االجتهاد‪ ،‬وهذا‬
‫باطل‪ ،‬ألن المسائل المستحدثة ما زالت تجد على الناس ‪ ،‬فإذا لم يوجد لها عالم مجتهد‬
‫والنبي صلى اللّه عليه وسلم‬
‫ّ‬ ‫مطلق ما استطاعوا أن يصلوا إلى أحكام اللّه سبحانه وتعالى‪،‬‬
‫يقول‪( :‬ال تزال طائفة من أمتي على الحق) وهؤالء هم العلماء رؤوس الناس‪ ،‬إذن ال بد‬
‫لهؤالء من االجتهاد لمعرفة الحق‪.‬‬

‫والمجتهد في المذهب هو المقلد إلمام من األئمة‪ ،‬فال يشترط فيه إال معرفة قواعد‬
‫إمامه‪ ،‬بحيث إذا سئل عن مسألة ال قول فيها إلمامه‪ ،‬اجتهد في تخريجها على أصوله‪،‬‬
‫على أصول إمامه‪ ،‬يعني هم يجعلون اآلن نصوص اإلمام بالنسبة لهم بمنزلة السنة‬
‫للمجتهد المطلق‪.‬‬

‫المتبحر المتم ّكن من ترتيب قول على آخر‬


‫ّ‬ ‫قال‪ :‬ودونه مجتهد ال ُفتيا‪ ،‬وهو‬

‫هذا قسم ثالث للمجتهد‪ ،‬عندنا مجتهد مطلق‪ ،‬مجتهد مقيّد‪ ،‬اآلن عندنا مجتهد فتيا‪،‬‬
‫المتبحر في مذهبع المتم ّكن من ترجيح قول على‬
‫ِّ‬ ‫دون المجتهد المقيّد في المرتبة‪ ،‬وهو‬
‫العامي ومن في معنى العامي‪ ،‬و‬
‫آخر ‪ ،‬وهذا أدنى المراتب عندهم ‪ ،‬وما بقي بعده إال ّ‬
‫الناس في ذلك ما بين إفراط وتفريط‪ ،‬إما سد لباب االجتهاد المطلق وإما توسع حتى‬
‫ودب‪ ،‬فع ّدوه من المجتهدين‪ ،‬كحال كل مسألة فيها إفراط‬
‫هب ّ‬‫يدخل فيه كل من ّ‬
‫وتفريط‪.‬‬
‫تجز ِء االجتهاد في بعض األبواب‬
‫قال‪ :‬األصح جواز ُّ‬

‫يتجزأ اإلجتهاد أم ال ؟‬
‫هذه مسألة يقول فيها األصوليون‪ :‬هل يجوز أن ّ‬

‫ماذا يعنون بالتجزء؟ يعنون اآلن عندنا كتب فقهية مختلفة؛ كتاب الطهارة‪ ،‬كتاب الصالة‬
‫‪ ،‬كتاب الزكاة‪ ،‬كتاب الحج‪ ،‬شخص أتقن مثالً كتاب الفرائض؛ المواريث‪ ،‬أتقنها‬
‫واستوعبها من جميع النواحي‪ ،‬عرف أدلتها وعرف الخالف وعرف مواطن‬
‫اإلجماع ‪...‬إلخ‪ ،‬هل يجوز لمثل هذا أن يجتهد في هذه المسألة أم ال ؟‬

‫البعض قال‪ :‬ال‪ ،‬إذا كان مجتهداً فال بد أن يكون مجتهداً في جميع المسائل‪ ،‬وإال فال‪،‬‬
‫وهؤالء الذين منعوا تجزؤ االجتهاد‪.‬‬

‫والبعض قال‪ :‬ال يجوز؛ إذا إنه قد أتقن هذا الجانب‪ ،‬فما المانع من اجتهاده فيه؟‬

‫أولئك الذين منعوا قالوا‪ :‬المسائل لها تعلق بعضها ببعض‪ ،‬وال تنفك عن بعضها‪ ،‬فكيف‬
‫سيجتهد بهذه وهو ال يعلم غيرها؟‬

‫طبعاً اآلخرون قالوا‪ :‬هذا ال يسلم به‪ ،‬ليست كل المسائل متعلقة ببعضها‪.‬‬

‫الظاهر‪ -‬واللّه أعلم‪ -‬أن الصواب إذا كانت المسألة ال تعلق لها بغيرها من المسائل أنه‬
‫يجوز له أن يجتهد فيها إذا أتقنها وإذ املك آلة االجتهاد‪.‬‬

‫للنبي صلى اللّه عليه وسلم ووقوعه‬


‫قال‪ :‬وجواز االجتهاد ّ‬
‫اختلفوا في النبي صلى اللّه عليه وسلم ‪ ،‬هل كان يجتهد في األحكام؟ فقال قوم‪ :‬ال‪،‬‬
‫كل ما يأتيه صلى اللّه عليه وسلم فهو وحي‪ ،‬واحتجوا بقول اهلل سبحانه وتعالى‪" :‬إن هو‬
‫إال وحي يوحى"‬

‫وقال آخرون‪ :‬نعم‪ ،‬كان يجتهد‪ ،‬وهو الحق‪ ،‬وهو المحكي عن نص الشافعي وأحمد و‬
‫أكثر أهل العلم‪ ،‬ألنه واقع‪ ،‬فقد ورد في عدة أحاديث اجتهاد النبي صلى اللّه عليه وسلم‬
‫ثم ُي َق ّر عليها أو يأتي التصويب من جبريل عليه السالم ‪ ،‬منها قوله تعالى‪" :‬ما كان لنبي‬
‫ان يكون له أسرى حتى يثخن في األرض" ‪ ،‬والحادثة معلومة‪ ،‬وال ينافي ذلك كونه وحياً‬
‫من اللّه سبحانه وتعالى‪ ،‬ألن اللّه هو الذي أمره بذلك‪ ،‬فيكون كله ثبت بالوحي في‬
‫النهاية‪ ،‬وليس هو من الهوى‪ ،‬واللّه أعلم‪ ،‬وفي المسألة أقوال أخرى فيها تفصيل‪.‬‬

‫لكن األمر العملي هنا في هذه المسألة ل ّخصه الشافعي رحمه اللّه بعد ذكره خالفاً في‬
‫المسألة‪ ،‬قال‪:‬‬

‫وأي هذا كان فقد بيّن اللّه تعالى أنه فرض فيه طاعة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ‪،‬‬
‫ّ‬
‫ولم يجعل ٍ‬
‫ألحد من خلقه عذراً بخالف أم ٍر عرفه من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه‬
‫وسلم‪ .‬هذه الخالصة‬

‫الخالصة‪ :‬كل ما جاء به النبي صلى اللّه عليه وسلم يجب اتباعه وأخذه منه‪ ،‬وطاعة‬
‫أمره‪ ،‬ألن اهلل أمر بذلك‪ ،‬ونحن نعلم يقيناً أن الخطأ ال يقع من النبي صلى اللّه عليه‬
‫وي َق ّر عليه‪ ،‬أبداً‬
‫وسلم ُ‬
‫كذلك هنا جاءت المسألة األخرى ‪ ،‬هذا الكالم للشافعي موجود في كتاب الفقيه‬
‫والمتفقه للخطيب‪ ،‬جاءت المسألة الثانية‪:‬‬

‫قال‪ :‬وأن اجتهاده ال يخطيء‬

‫هنا اختلفوا‪ :‬هل يمكن أن يقع الخطأ من اجتهاد النبي صلى اللّه عليه وسلم ‪ ،‬الذين‬
‫قالوا بأن النبي صلى اللّه عليه وسلم يجتهد‪ ،‬انقسموا إلى قسمين‪:‬‬

‫البعض قال‪ :‬إنه يخطيء في اجتهاده ‪ ،‬والبعض قال‪ :‬اليخطيء‪ ،‬تمام؟‬

‫طيب‪ ،‬في النهاية‪ :‬الحاصل عند الجميع‪ ،‬الذين قالوا يخطيء والذين قالوا ال يخطيء ‪،‬‬
‫قالوا‪ :‬هو تشريع معصوم من الخطأ‪ ،‬مأمور باتباعه‪ ،‬وهذه الجزئية متفق عليها وهي‬
‫يصوب الخطأ مباشرة‬
‫العلمية‪ ،‬حتى الذين قالوا يخطيء‪ ،‬قالوا‪ :‬ال ُي َق ّر على الخطأ‪ّ ،‬‬
‫بالشرع‪* ،‬إذن في النهاية الخطأ ال يقع في التشريع* هذا أهم شيء في المسألة ‪ ،‬هل‬
‫الخطأ يقع في التشريع أم ال؟ ال يقع في التشريع باالتفاق‪ ،‬محل إجماع‪.‬‬

‫جائز في عصره‬
‫قال‪ :‬وأن االجتهاد ٌ‬

‫أي األصح أن االجتهاد جائز في عصره؛ يعني كان من الصحابة من يجتهد وهو موجود‬
‫صلى اللّه عليه وسلم ‪ ،‬وهذا واقع من الصحابة وأقرهم النبي صلى اللّه عليه وسلم عليه‬
‫لما ح ّكمه في بني قريظة‪ ،‬قال له صلى اللّه عليه‬
‫كما في حادثة سعد بن معاذ‪ّ ،‬‬
‫وسلم‪) :‬لقد حكمت فيهم بحكم اللّه عز وجل) إذن ما كان عنده نص في األمر‪ ،‬اجتهد‪.‬‬

‫فمحل اتفاق ال خالف في ذلك‪.‬‬


‫ّ‬ ‫وأما االجتهاد بعد عصر النبي صلى اللّه عليه وسلم‬

‫طيب‪ ،‬نكتفي بهذا القدر إن شاء اهلل‬

You might also like