Professional Documents
Culture Documents
أي :سيذكر في هذا الكتاب مباحث االجتهاد وما مع االجتهاد ،ويعني بذلك :التقليد،
وأدب ال ُفتيا ،وعلم الكالم ،وخاتمة في التصوف .هذا معن قوله :وما معه.
ونحن سنقف في الشرح عند أدب ال ُفتيا ،لن ندخل ال في علم الكالم وال في التصوف؛
ألن هذين العلمين مبتدعان وال عالقة لنا بهما ،وقد ح ّذر اإلمام الشافعي رحمه اللّه
صراحةً من علم الكالم ،والتصوف ُمح َدث بالمعنى الموجود اليوم القائم على الشركيات
والبدع ،فال عالقة لنا بهذين المبحثين ،نحن سنعتني بما يختص بعلم أصول الفقه.
وعلم الكالم -طبعاً -هو يعني به تقرير مسائل العقيدة والكالم والعقل ،أما القضايا
العقائدية فهذه لها مصنّفاتها الخاصة.
قال :وهو البالغ العاقل ؛ أي :ذو َملَكة يُد ِر ُك بها المعنى.
عرف
ذكر المؤلف أن المجتهد هو الفقيه ،إذن فهما لفظان مترادفان اصطالحاً ،ثم ّ
الفقيه بقوله :البالغ العاقل ،فالبلوغ والعقل وصفان للفقيه ،اآلن الصفات التي سيذكرها
هي شروط للفقيه؛ يعني ال يكون الفقيه فقيهاً إال إذا تحلّى بهذه الصفات التي ذكرها
المؤلف هنا ،يعني متى تصف الشخص بأنه فقيه؟ إذا ُو ِجدت فيه هذه الشروط التي
وضعها المؤلف هنا.
إذن ال يمكن للفقيه أن يكون غير بالغ ،يعني أم يكون صبيّاً مميّزاً أو غير مميّز ،ال يمكن
للفقيه أن يكون مجنوناً مثالً .إي نعم.
غير البالغ لم يكمل عقله ،لذلك ال يمكن أن يكون فقيهاً .الذي لم يكمل عقله ال يعتبر
قوله ،فال يكون فقيهاً ،فأخرج بهذا الوصف غير البالغ.
وألن غير العاقل ال تمييز له يهتدي به لما يقوله حتى يعتبر قوله ،فأخرج المجنون وما
شابه بقوله :العاقل.
قال :ذو ٍ
ملكة يدرك بها المعلوم ،هذا التعريف تفسير للعاقل ،من هو العاقل :أي :ذو
ملكة يدرك بها المعلوم ،هذا تفسير للعاقل.
الملكة هي صفة راسخة في النفس ،صفة راسخة في نفس اإلنسان يدرك بها المعلوم،
اختلف العلماء في تعريف العقل :ما هو هذا العقل؟
نكتفي هنا نحن بنقل ما قاله بعض السلف الصالح رضي اللّه عنهم وأهل الحديث،
ونُع ِرض عن كالم الفالسفة والمتكلّمين ،ال ُشغل لنا معهم.
المنقول عز اإلمام الشافعي -رحمه اللّه -أنه قال :العقل آلة التمييز واإلدراك.
والمنقول عن اإلمام أحمد -رحمه اللّه -أنه قال :العقل غريزة؛ أي ليس مكتسباً ،بل هو
فضل من اللّه.
قال المؤلف :فقيه النفس نرجع إلى الشروط التي ذكرها للفقيه ،اآلن عندنا من الشروط
التي ذكرها :أن يكون عاقالً ،وأن يكون بالغاً ،شرطان.
هذا الشرط الثالث :فقيه النفس ،من الشروط التي يجب أن يتصف بها الفقيه ،أن يكون
فقيه النفس.
قال :وإن أنكر القياس ،كالظاهرية -مثالً -فالقياس جزء من االجتهاد ،وليس كل
اجتهاد ، ..وجمود الظاهري ال يخرجه عن كونه فقيهاً إذا اتصف بالصفات المذكورة،
والبعض قال :يخرجه ،والبعض قال :يخرجه فقط إنكار القياس الجلي دون القياس
الخفي ،والصحيح األول.
ما هو الدليل العقلي؟ البراءة األصلية -قد تقدمت معنا -يعني يعرف بأننا مكلفون
بالتمسك بالدليل العقلي ما لم يرد دليل ناقل عنه.
قال :ذو الدرجة الوسطى عربيةً وأصوالً :درجة وسطى ،تقسم درجات العلم في أصول
العلم ثالث درجات:
الدرجة الدنيا ،والدرجة الوسطى ،والدرجة العليا.
فقال هنا :يشترط في الفقيه أن تكون عنده الدرجة الوسطى عربيةً وأصوالً؛ يعني أن
يكون عارفاً بالعربية ،بمعرفة النحو والصرف والبالغة ،و يعرف كيف يستفيد من معاجم
اللغة العربية ،وكذلك أن يكون عالماً بأصول الفقه ،عارفاً بأصول الفقه وبالعربية؛ ليقوى
على معرفة األدلة وكيفية استنباطها ،وال يلزم -كما ذكر في قوله :الدرجة الوسطى -ال
يلزم أن يبلغ الغاية في علمها ،ولكنه بحاجة ٱلى الدرجة الوسطى منها؛ بحيث يميز
العبارة الصحيحة عن الفاسدة والراجحة عن المرجوحة ،كيف يحصل عندهم؟ هذا
يحصل بدراسة علوم اآللة ،لماذا نركز دائماً على التأصيل؟
ألنه ال يمكن أن يكون الشخص فقيهاً مالم يحصل على هذه األصول ،هذه األصول هي
التي تعينه على فهم الكتاب والسنة وعلى معرفة كيفية استنباط األحكام الشرعية منها،
وعلى -أيضاً -معرفة األدلة الشرعية ومعرفة التوفيق بينها أو الجمع بينها ،عندما يدرس
األصول الصحيحة.
علوم اآللة ،األساسيات ،دراسة علم اللغة ،علم أصول الفقه ،علم الحديث ،ودراسة
ٍ
عندئذ الفقه ،ودراسة العقيدة ،كل هذه العلوم عندما يدرسها الطالب .ويتمكن منها،
يكون قد ّأهل نفسه لالجتهاد.
كتاب ٍ
وسنة ،وإن لم يحفظ متناً لها ومتعلَّقاً لألحكام من ٍ
قالُ :
يعني :ان يكون عارفاً بآيات وأحاديث األحكام ،هذا معنى الكالم.
قوله :ومتعلقاً لألحكام :يعني ما تتعلق به األحكام من األدلة ،أن يكون عارفاً من األدلة ما
اتت به األحكام؛ ألن هي هذه األدلة هي التي تدل على األحكام.
وإن لم يكن حافظاً لمتونها ،يكفي أن يكون عارفاً لها ،يستطيع الوقوف عليها متى شاء،
مما لذلك ُألِّفت المؤلفات في مثل هذا ُ ،
فجمعت آيات األحكام وأحاديث األحكامّ ،
جمع آيات األحكام :كتاب القرطبي؛ أحكام القرآن ،وكتاب ابن العربي -أيضاً -أحكام
المرام وجمع
القرآن كذلك ،وفي أحاديث األحكام جمع الحافظ بن حجر كتابه بلوغ َ
الم ْجد بن تيمية كتابه ُمنتَقى األخبار.
َ
قال :ويعتبَر لالجتهاد كونه خبيراً بمواقع اإلجماع
الصفات السابقة اآلن إيش؟ إذا وجدت في الشخص يوصف بأنه مجتهد ،خالص انتهينا
من هذا ،إذا تحققت هذه الصفات السابقة يكون بالغاً ،يكون عاقالً ،يكون فقيه النفس،
ويكون أيضاً عارفاً بالدليل العقلي ،ويكون على درجة وسطى من معرفة العربية وأصول
ٍ
عندئذ صار فقيهاً ،اتصف بهذه الصفات صار الفقه وآيات األحكام وأحاديث األحكام،
فقيهاً ،لكن ما الذي يلزمه كي يجتهد؟ طيب عشان يجتهد ،إيش الذي يلزمه؟
إيقاعه لالجتهاد ،اآلن هذه التي سيذكرها ،صفات سيذكرها البد أن تتوفر عندما
المجتهد يريد أن يجتهد ،الزم أن يكون عارف بهذه األشياء ،تمام؟
أوالً :كونه خبيراً بمواقع اإلجماع ،أي يعلم المسائل المجمع عليها ،ليش؟ حتى ال يفتي
بخالفها ،بخالف اإلجماع يعني .فاإلجماع المعتبر ُحجة وال يجوز مخالفته ،وال يجوز
للشخص أن يفتي بخالف الدليل الشرعي واإلجماع من األدلة الشرعية.
كيف يحصل عنده هذا؟ معرفة مواقع اإلجماع؟ بمطالعة كتب لإلجماع ،كـ:
وابن عبدالبر له نقول كثيرة لإلجماع ،إال أن أهل العلم يتكلمون في نقوالت ابن عبدالبر
لإلجماع.
يعني ينبغي أن يكون المجتهد خبيراً بمواقع اإلجماع ،وخبيراً بالناسخ والمنسوخ أيضاً،
ألن المنسوخ اليُعمل به ،والواجب العمل واإلفتاء بالناسخ ،فإذا لم يعلم الناسخ من
المنسوخ ربما أفتى بالمنسوخ ،فأخطأ في الفتوى وخالف الشرع.
وال يُشترط حفظ الناسخ والمنسوخ وال جميع اإلجماعات ،المهم أن يعلم ذلك في
المسألة التي سيفتي فيها ،يكون عالم في المسألة التي سيفتي فيها األدلة المنسوخة من
الناسخة ،وأن يكون عالماً هل فيها إجماع واّل ما فيها إجماع؟
إذا كانت المسألة حادثة جديدة أكيد ما فيها إجماع ،لكن إذا كانت قديمة البد أن
يطّلع على أحد قال بقوله ،حتى ما يخرم اإلجماع.
والناسخ والمنسوخ هذا منه ما هو متفق على نسخه ومنه ما هو ...وقد ُألّفت أيضاً
مؤلفات في هذا الباب ،كـ:
للنحاس
الناسخ والمنسوخ ّ
هذه في الحديث ،الناسخ والمنسوخ البن شاهين ،والناسخ والمنسوخ للشافعي في
الحديث ،واألولى في اآليات.
قال :وأسباب النزول ،في اآليات ؛ يعني ينبغي أن يكون عارفاً بأسباب النزول ،ليش؟
ألن أسباب النزول تعينك على فهم اآليات ،وقد ألّف الواحدي كتاباً في ذلك ،ولكنّه
جمع الغث والسمين! فيه كثير من األحاديث التي هي واهية ،وللحافظ بن حجر كتاب
العُجاب في بيان األسباب
يعني أخبار اآلحاد واألخبار المتواترة من األحاديث ،هذه يحتاج معرفتها عند التعارض
فقط ،وإال فنحن ُمتعبَّدون بالمتواتِر واآلحاد ،في كل ديننا باتفاق السلف بعيداً عن
فلسفة المتكلّمين ،وقد بيّن ذلك اإلمام الشافعي رحمه اللّه بياناً شافياً رحمه اللّه في
الرسالة ،وفي اختالف الحديث ،وفي كتاب...
يعني في معرفة حال الرواة يُرجع إلى أئمة الحديث في معرفتها ،كعبدالرحمن بن
مهدي ،والقطّان ،وعلي بن المديني ،وأحمد بن حنبل ،ويحيى بن والبخاري ،وأبي
ُزرعة ،وابن حاتم وغيرهم ،يعتمد عليهم في الجرح والتعديل ،فهم أعلم منّا وأقدر على
ذلك ،واستطاعوا على ما لم نستطع عليه نحن اليوم ،لما حباهم اهلل لهم من الحفظ و
العلم ومعرفة أحوال الرواة بالمخالطة أو بسبر مروياتهم.
بدأ بذكر أمور ال تشترط في االجتهاد ،هذه أمور ال تشترط في االجتهاد ،نعم.
علم الكالم ال يعتبر ال في االجتهاد وال في المجتهد ،علم الكالم ال يجوز في الشرع
مطلقاً ،كما قرر ذلك السلف ومنهم الشافعي
وكما ذكرنا يعنون بعلم الكالم :المسائل العقائدية التي ُق ِّررت بالعقل ،وهذه باطلة،
المصطلح الصحيح علم العقيدة الذي أخذ من كتاب اللّه ومن سنة رسوله صلى اللّه
عليه وسلم ،وهذا ال يشترط في االجتهاد ،إذ يكفي اعتقاد جازم وال يشترط معرفته
على طريقة التكلمين ،وبأدلتها التي يحرزونها ،قاله الغزالي ،فال تأثير لذلك في االجتهاد.
يعني ال يعتبر معرفة تفاريع الفقه ،ألنها تعرف باالجتهاد ،فلو شرطت في االجتهاد
للزم...
يعني ال تشترط العدالة في االجتها ،هذا يُسلَّم في حال أن يكون اجتهد لنفسه ،وأخذ
بقول نفسه ،هو بينه وبين اللّه سبحانه وتعالى ،أما أن يؤخذ قوله ويُعمل باجتهاده فال*
اللّه سبحانه وتعالى قال" :إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا" ،وهذا ينبأنا عن خبر اهلل سبحانه
وتعالى وعن مراد اللّه سبحانه وتعالى ،فال يقبل منه إال أن يكون عدالً ،إذن المجتهد
ط في االجتهاد لنفسه؟ ال ليس
الذي يقبل قوله البد أن يكون عدالً ،أما هل هو شر ٌ
شرطاً ،يجتهد ،ممكن يجتهد ،ينظر في األدلة ويجتهد ،ويبتعد عن هواه ،ويجتهد لنفسه،
هذا يجوز له أن يفعله.
انتهى من األمور التي ال تشترط فيها االجتهاد ،ومن شروط االجتهاد :البحث عن
كالمخصص
ِّ المعارض؛ أي يبحث إن وجد دليالً يخالف الدليل الذي وقف عليه ،
والمقيّد والناسخ والقرينة الصارفة للفظ عن ظاهره ،ليسلم اجتهاده من تطرق الخطأ إليه
من هذه الناحية.
قال :ودونه مجتهد المذهب وهو المتمكن الوجوه على نصوص إمامه
هذا النوع من المجتهد هو المجتهد المقيّد باالجتهاد في المذهب ،ذاك المجتهد الذي
كنا نتح ّدث عنه المجتهد المطلق ،هذا يسمونه المجتهد المقيد ،مقيّد اجتهاده بالمذهب
فقط ،وهذا المبحث يهم أصحاب المذاهب.
المجتهد المطلق موجود في كى زمان ،خالفاً لمن زعم إغالق باب االجتهاد ،وهذا
باطل ،ألن المسائل المستحدثة ما زالت تجد على الناس ،فإذا لم يوجد لها عالم مجتهد
والنبي صلى اللّه عليه وسلم
ّ مطلق ما استطاعوا أن يصلوا إلى أحكام اللّه سبحانه وتعالى،
يقول( :ال تزال طائفة من أمتي على الحق) وهؤالء هم العلماء رؤوس الناس ،إذن ال بد
لهؤالء من االجتهاد لمعرفة الحق.
والمجتهد في المذهب هو المقلد إلمام من األئمة ،فال يشترط فيه إال معرفة قواعد
إمامه ،بحيث إذا سئل عن مسألة ال قول فيها إلمامه ،اجتهد في تخريجها على أصوله،
على أصول إمامه ،يعني هم يجعلون اآلن نصوص اإلمام بالنسبة لهم بمنزلة السنة
للمجتهد المطلق.
هذا قسم ثالث للمجتهد ،عندنا مجتهد مطلق ،مجتهد مقيّد ،اآلن عندنا مجتهد فتيا،
المتبحر في مذهبع المتم ّكن من ترجيح قول على
ِّ دون المجتهد المقيّد في المرتبة ،وهو
العامي ومن في معنى العامي ،و
آخر ،وهذا أدنى المراتب عندهم ،وما بقي بعده إال ّ
الناس في ذلك ما بين إفراط وتفريط ،إما سد لباب االجتهاد المطلق وإما توسع حتى
ودب ،فع ّدوه من المجتهدين ،كحال كل مسألة فيها إفراط
هب ّيدخل فيه كل من ّ
وتفريط.
تجز ِء االجتهاد في بعض األبواب
قال :األصح جواز ُّ
يتجزأ اإلجتهاد أم ال ؟
هذه مسألة يقول فيها األصوليون :هل يجوز أن ّ
ماذا يعنون بالتجزء؟ يعنون اآلن عندنا كتب فقهية مختلفة؛ كتاب الطهارة ،كتاب الصالة
،كتاب الزكاة ،كتاب الحج ،شخص أتقن مثالً كتاب الفرائض؛ المواريث ،أتقنها
واستوعبها من جميع النواحي ،عرف أدلتها وعرف الخالف وعرف مواطن
اإلجماع ...إلخ ،هل يجوز لمثل هذا أن يجتهد في هذه المسألة أم ال ؟
البعض قال :ال ،إذا كان مجتهداً فال بد أن يكون مجتهداً في جميع المسائل ،وإال فال،
وهؤالء الذين منعوا تجزؤ االجتهاد.
والبعض قال :ال يجوز؛ إذا إنه قد أتقن هذا الجانب ،فما المانع من اجتهاده فيه؟
أولئك الذين منعوا قالوا :المسائل لها تعلق بعضها ببعض ،وال تنفك عن بعضها ،فكيف
سيجتهد بهذه وهو ال يعلم غيرها؟
طبعاً اآلخرون قالوا :هذا ال يسلم به ،ليست كل المسائل متعلقة ببعضها.
الظاهر -واللّه أعلم -أن الصواب إذا كانت المسألة ال تعلق لها بغيرها من المسائل أنه
يجوز له أن يجتهد فيها إذا أتقنها وإذ املك آلة االجتهاد.
وقال آخرون :نعم ،كان يجتهد ،وهو الحق ،وهو المحكي عن نص الشافعي وأحمد و
أكثر أهل العلم ،ألنه واقع ،فقد ورد في عدة أحاديث اجتهاد النبي صلى اللّه عليه وسلم
ثم ُي َق ّر عليها أو يأتي التصويب من جبريل عليه السالم ،منها قوله تعالى" :ما كان لنبي
ان يكون له أسرى حتى يثخن في األرض" ،والحادثة معلومة ،وال ينافي ذلك كونه وحياً
من اللّه سبحانه وتعالى ،ألن اللّه هو الذي أمره بذلك ،فيكون كله ثبت بالوحي في
النهاية ،وليس هو من الهوى ،واللّه أعلم ،وفي المسألة أقوال أخرى فيها تفصيل.
لكن األمر العملي هنا في هذه المسألة ل ّخصه الشافعي رحمه اللّه بعد ذكره خالفاً في
المسألة ،قال:
وأي هذا كان فقد بيّن اللّه تعالى أنه فرض فيه طاعة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ،
ّ
ولم يجعل ٍ
ألحد من خلقه عذراً بخالف أم ٍر عرفه من أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه
وسلم .هذه الخالصة
الخالصة :كل ما جاء به النبي صلى اللّه عليه وسلم يجب اتباعه وأخذه منه ،وطاعة
أمره ،ألن اهلل أمر بذلك ،ونحن نعلم يقيناً أن الخطأ ال يقع من النبي صلى اللّه عليه
وي َق ّر عليه ،أبداً
وسلم ُ
كذلك هنا جاءت المسألة األخرى ،هذا الكالم للشافعي موجود في كتاب الفقيه
والمتفقه للخطيب ،جاءت المسألة الثانية:
هنا اختلفوا :هل يمكن أن يقع الخطأ من اجتهاد النبي صلى اللّه عليه وسلم ،الذين
قالوا بأن النبي صلى اللّه عليه وسلم يجتهد ،انقسموا إلى قسمين:
طيب ،في النهاية :الحاصل عند الجميع ،الذين قالوا يخطيء والذين قالوا ال يخطيء ،
قالوا :هو تشريع معصوم من الخطأ ،مأمور باتباعه ،وهذه الجزئية متفق عليها وهي
يصوب الخطأ مباشرة
العلمية ،حتى الذين قالوا يخطيء ،قالوا :ال ُي َق ّر على الخطأّ ،
بالشرع* ،إذن في النهاية الخطأ ال يقع في التشريع* هذا أهم شيء في المسألة ،هل
الخطأ يقع في التشريع أم ال؟ ال يقع في التشريع باالتفاق ،محل إجماع.
جائز في عصره
قال :وأن االجتهاد ٌ
أي األصح أن االجتهاد جائز في عصره؛ يعني كان من الصحابة من يجتهد وهو موجود
صلى اللّه عليه وسلم ،وهذا واقع من الصحابة وأقرهم النبي صلى اللّه عليه وسلم عليه
لما ح ّكمه في بني قريظة ،قال له صلى اللّه عليه
كما في حادثة سعد بن معاذّ ،
وسلم) :لقد حكمت فيهم بحكم اللّه عز وجل) إذن ما كان عنده نص في األمر ،اجتهد.