Professional Documents
Culture Documents
001المحاضرة الأولى
001المحاضرة الأولى
محتوى المقياس:
-التعريف
-النشأة والتطور
-فروعه
-المصادر األصلية
-المصادر االحتياطية
-المصادر األخرى
أوال :التعريف
اختلف الفقه في شأن تعريف القانون الدولي العام ،حيث عبر فقهاء القانون الدولي من خالل
التعاريف المقدمة عن تصوراتهم الفلسفية بشأنه.
تأثرت هذه التعاريف بالظروف المختلفة التي مرت بها العالقات الدولية عبر التاريخ ،فاختلفت
أغراض القانون الدولي واتسع نطاق سريانه ومجاالته منذ نشأته ،كما اختلفت كذلك قواعده باختالف
مراحل تطوره ،لذلك نجد أن تعريف القانون الدولي من المسائل التي لم يتم االتفاق عليها بين الفقهاء،
فمن الصعب إيجاد تعريف دقيق للقانون الدولي العام.
-بالنسبة لمن يعتبر أن القانون الدولي نشأ في أحضان الدول األوروبية ويعكس واقع مجتمعات
المتمدنة ،يعرف القانون الدولي بأنه " :تلك القواعد القانونية
ّ هذه الدول التي يطلق عليها تسمية الدول
المتمدنة ملزمة لها في عالقاتها المتبادلة.
ّ المطبقة بين الدول
إن هذا التعريف للقانون الدولي يعتبر انتقاصا من مبادئ هذا القانون نظ ار لتأثره بالوضع القانوني
وبأحداث ذلك العصر.
-بالنسبة لمن يعتبر أن القانون الدولي هو قانون يحكم العالقات بين الدول ،يعرف القانون
الدولي بأنه" :مجموعة القواعد القانونية العرفية االتفاقية المطبقة بين الدول المستقلة".
إن هذا التعريف ناقص بالنظر للتطورات الهائلة التي عرفها المجتمع الدولي والقانون الدولي على
وجه الخصوص خاصة في أشخاصه ،فلم يعد حاليا القانون الدولي قانون ما بين الدول فقط ،فقد اتسع
نطاقه.
نظ ار ألن مجال القانون الدولي المعاصر قد اتسع في وقتنا الحاضر حتى يشمل الدولة التي تعد
الشخص الرئيسي للقانون الدولي العام والمنظمات الدولية التي تتمتع بالشخصية القانونية الدولية :فيمكن
تعريف القانون الدولي العام أنه" :مجموعة القواعد القانونية سواء اتفاقية أو عرفية التي تنظم العالقات بين
الدول وأشخاص القانون الدولي األخرى".
ثانيا -تطور القانون الدولي العام
القانون الدولي العام ليس حديث النشأة فقد بدأ االهتمام به بشكل خاص منذ إبرام معاهدة وستفاليا
سنة 1648رغم أن العالقات الدولية بدأت قبلها ،فقد كانت تحكمها قواعد عرفية تعتمد بشكل أساسي
على الدين.
-1القانون الدولي في العصور القديمة:
أ -في العصر اإلغريقي :كانت العالقات فيه تنقسم إلى عالقة المدن اإلغريقية يبعضها التي تقوم
على أساس التعاهد والتحكيم وحل السلمي للمنازعات ،ومراعاة حصانة السفراء وعدم االعتداء على الدول
األخرى إال بعد إعالن الحرب؛ أما عالقتها مع الدول األخرى في إطار الحرب ال تخضع ألي قواعد أو
اعتبارات إنسانية.
ب -العصر الروماني :يطبق فيه القانون المدني الذي يسمى بقانون "كراكاال" على رعايا روما،
ولكثرة األجانب تم استحداث قانون األجانب الذي ينظر في منازعات تقع بين الرومانيين واألجانب استنادا
إلى قواعد مستوحاة من المساواة ،لذلك سمي بقانون الشعوب.
-2في العصور الوسطى
أ -العصر المسيحي :بعد انتشار المسيحية ظهرت فكرة األسرة المسيحية التي تجمع الدول
األوروبية ،بعد خروجها من الحروب ،تحت سلطة البابا والتي كانت ترفض إقامة عالقات مع دول غير
مسيحية ،لذلك عرقلت تطور القانون الدولي العام.
ب -العصر االسالمي :جاءت الدعوة اإلسالمية لتحقيق الوحدة والتساوي في الحقوق والواجبات
والتي تستدعي سيادة القانون ،كما جاء اإلسالم بحقوق الجوار والسالم مع الغير من أهل الذمة ،وفي حالة
الحرب بين المسلمين يحب مراعاة االلتزام بأحكام الدين مثل :إعالن الحرب ،عدم قتل األطفال والنساء،
والشيوخ والعبيد ،وحسن معاملة األسير .وقد أبرمت معاهدات مع الغير مثل تلك التي عقدت مع يهود
المدينة.
-3في العصر الحديث
شاهدت هذه المرحلة نشوء القانون الدولي العام في الدولة المسيحية وانتشاره خارج أوروبا ،ولم
يتحرر القانون الدولي من طابعه المسيحي إال في القرن 19بدخول ميدان العالقات الدولية دول غير
مسيحية مثل الدولة العثمانية واليابان والصين.
شاهدت هذه المرحلة عوامل عدة أثرت في تطور القانون الدولي منها :انعقاد مؤتمر فينا ،معاهدة
وستفاليا ،تصريح مونرو ،التحالف المقدس ،وحركة القوميات.
قبل بداية الحرب العالمية عرفت تلك الفترة تطورات عدة ،ظهرت من خالل إبرام اتفاقيات متعددة
حول مجاالت مختلفة (:اتفاقية باريس بشأن القانون البحري ،1886مؤتمر برلين بشأن االستيالء على
السواحل اإلفريقية ،اتفاقية بروكسل لمكافحة الرق ،واتفاقيات جينيف لمعاملة جرحى وأسرى الحرب ،اتفاقية
الهاي المنظمة لقواعد الحرب والحياد ،كما تم وضع قواعد للتسوية السلمية للمنازعات الدولية وإنشاء
محكمة التحكيم الدولية).
هذا وقد استقرت مبادئ عدة أهمها :حق تقرير المصير ،ومبدأ حرية المالحة الدولية ،وعدم التدخل
في الشؤون الداخلية لدول.
بعد الحرب العالمية الثانية :اجتمعت الدول المنتصرة في مؤتمر فرساي 1919وإبرام خمس
معاهدات صلح تم فرضها على الدول المنهزمة ،كما أن ميالد العصبة أدى إلى منحها سلطة النظر في
النزاعات الدولية المهددة للسلم ،كما أنشئت هيئة قضائية دولية لذلك وهي محكمة العدل الدولية الدائمة.
عملت العصبة على الحفاظ على السلم عن طريق خفض التسلح والتسوية السلمية للمنازعات ،كما
أبرمت اتفاقيات ومؤتمرات على غرار مؤتمر واشنطن بشأن التسلح ،1922لكنها لم تمنع من وجود
الحروب لذلك فشلت .
تم ابرم مؤتمر سان فرانسيسكو 1945الذي خرج بميثاق األمم المتحدة لصيانة السلم الدولي ومنع
اللجوء إلى الحرب وتسوية النزاعات الدولية ،وفرض الجزاء على مخالفة أحكام الميثاق عن طريق هيئة
األمم المتحدة .
➢ بذلك اتسعت مواضيع القانون الدولي لتشمل العالقات الدولية ،فلم تقتصر على المجاالت
السياسية ،بل امتدت لتشمل مواضيع إنسانية واقتصادية ،كما كان للتطور العلمي دو ار كبي ار
في تطور القانون الدولي العام باألخص في المجال الجوي وأعالي البحار ،ومنع صنع
أسلحة الدمار الشامل.
➢ يسعى القانون الدولي إلى تحقيق أغراض تتمحور في: