You are on page 1of 4

‫المحاضرة األولى‪:‬‬

‫محتوى المقياس‪:‬‬

‫المحور األول‪ :‬مفهوم القانون الدولي العام‬

‫‪ -‬التعريف‬

‫‪ -‬النشأة والتطور‬

‫‪ -‬فروعه‬

‫‪ -‬عالقته بالقانون الداخلي‬

‫‪ -‬أساس إلزامية القاعدة القانونية الدولية‬

‫المحور الثاني‪ :‬مصادر القانون الدولي العام‬

‫‪ -‬المصادر األصلية‬

‫‪ -‬المصادر االحتياطية‬

‫‪ -‬المصادر األخرى‬

‫المحور األول‪ :‬مفهوم القانون الدولي العام‬

‫أوال‪ :‬التعريف‬

‫اختلف الفقه في شأن تعريف القانون الدولي العام‪ ،‬حيث عبر فقهاء القانون الدولي من خالل‬
‫التعاريف المقدمة عن تصوراتهم الفلسفية بشأنه‪.‬‬

‫تأثرت هذه التعاريف بالظروف المختلفة التي مرت بها العالقات الدولية عبر التاريخ‪ ،‬فاختلفت‬
‫أغراض القانون الدولي واتسع نطاق سريانه ومجاالته منذ نشأته‪ ،‬كما اختلفت كذلك قواعده باختالف‬
‫مراحل تطوره‪ ،‬لذلك نجد أن تعريف القانون الدولي من المسائل التي لم يتم االتفاق عليها بين الفقهاء‪،‬‬
‫فمن الصعب إيجاد تعريف دقيق للقانون الدولي العام‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة لمن يعتبر أن القانون الدولي نشأ في أحضان الدول األوروبية ويعكس واقع مجتمعات‬
‫المتمدنة‪ ،‬يعرف القانون الدولي بأنه‪ " :‬تلك القواعد القانونية‬
‫ّ‬ ‫هذه الدول التي يطلق عليها تسمية الدول‬
‫المتمدنة ملزمة لها في عالقاتها المتبادلة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫المطبقة بين الدول‬

‫إن هذا التعريف للقانون الدولي يعتبر انتقاصا من مبادئ هذا القانون نظ ار لتأثره بالوضع القانوني‬
‫وبأحداث ذلك العصر‪.‬‬

‫‪ -‬بالنسبة لمن يعتبر أن القانون الدولي هو قانون يحكم العالقات بين الدول‪ ،‬يعرف القانون‬
‫الدولي بأنه‪" :‬مجموعة القواعد القانونية العرفية االتفاقية المطبقة بين الدول المستقلة"‪.‬‬

‫إن هذا التعريف ناقص بالنظر للتطورات الهائلة التي عرفها المجتمع الدولي والقانون الدولي على‬
‫وجه الخصوص خاصة في أشخاصه‪ ،‬فلم يعد حاليا القانون الدولي قانون ما بين الدول فقط‪ ،‬فقد اتسع‬
‫نطاقه‪.‬‬
‫نظ ار ألن مجال القانون الدولي المعاصر قد اتسع في وقتنا الحاضر حتى يشمل الدولة التي تعد‬
‫الشخص الرئيسي للقانون الدولي العام والمنظمات الدولية التي تتمتع بالشخصية القانونية الدولية‪ :‬فيمكن‬
‫تعريف القانون الدولي العام أنه‪" :‬مجموعة القواعد القانونية سواء اتفاقية أو عرفية التي تنظم العالقات بين‬
‫الدول وأشخاص القانون الدولي األخرى"‪.‬‬
‫ثانيا‪ -‬تطور القانون الدولي العام‬
‫القانون الدولي العام ليس حديث النشأة فقد بدأ االهتمام به بشكل خاص منذ إبرام معاهدة وستفاليا‬
‫سنة ‪ 1648‬رغم أن العالقات الدولية بدأت قبلها‪ ،‬فقد كانت تحكمها قواعد عرفية تعتمد بشكل أساسي‬
‫على الدين‪.‬‬
‫‪ -1‬القانون الدولي في العصور القديمة‪:‬‬
‫أ‪ -‬في العصر اإلغريقي‪ :‬كانت العالقات فيه تنقسم إلى عالقة المدن اإلغريقية يبعضها التي تقوم‬
‫على أساس التعاهد والتحكيم وحل السلمي للمنازعات‪ ،‬ومراعاة حصانة السفراء وعدم االعتداء على الدول‬
‫األخرى إال بعد إعالن الحرب؛ أما عالقتها مع الدول األخرى في إطار الحرب ال تخضع ألي قواعد أو‬
‫اعتبارات إنسانية‪.‬‬
‫ب‪ -‬العصر الروماني‪ :‬يطبق فيه القانون المدني الذي يسمى بقانون "كراكاال" على رعايا روما‪،‬‬
‫ولكثرة األجانب تم استحداث قانون األجانب الذي ينظر في منازعات تقع بين الرومانيين واألجانب استنادا‬
‫إلى قواعد مستوحاة من المساواة‪ ،‬لذلك سمي بقانون الشعوب‪.‬‬
‫‪ -2‬في العصور الوسطى‬
‫أ‪ -‬العصر المسيحي‪ :‬بعد انتشار المسيحية ظهرت فكرة األسرة المسيحية التي تجمع الدول‬
‫األوروبية‪ ،‬بعد خروجها من الحروب‪ ،‬تحت سلطة البابا والتي كانت ترفض إقامة عالقات مع دول غير‬
‫مسيحية‪ ،‬لذلك عرقلت تطور القانون الدولي العام‪.‬‬
‫ب‪ -‬العصر االسالمي ‪ :‬جاءت الدعوة اإلسالمية لتحقيق الوحدة والتساوي في الحقوق والواجبات‬
‫والتي تستدعي سيادة القانون‪ ،‬كما جاء اإلسالم بحقوق الجوار والسالم مع الغير من أهل الذمة‪ ،‬وفي حالة‬
‫الحرب بين المسلمين يحب مراعاة االلتزام بأحكام الدين مثل‪ :‬إعالن الحرب‪ ،‬عدم قتل األطفال والنساء‪،‬‬
‫والشيوخ والعبيد‪ ،‬وحسن معاملة األسير‪ .‬وقد أبرمت معاهدات مع الغير مثل تلك التي عقدت مع يهود‬
‫المدينة‪.‬‬
‫‪ -3‬في العصر الحديث‬
‫شاهدت هذه المرحلة نشوء القانون الدولي العام في الدولة المسيحية وانتشاره خارج أوروبا‪ ،‬ولم‬
‫يتحرر القانون الدولي من طابعه المسيحي إال في القرن ‪ 19‬بدخول ميدان العالقات الدولية دول غير‬
‫مسيحية مثل الدولة العثمانية واليابان والصين‪.‬‬
‫شاهدت هذه المرحلة عوامل عدة أثرت في تطور القانون الدولي منها‪ :‬انعقاد مؤتمر فينا‪ ،‬معاهدة‬
‫وستفاليا‪ ،‬تصريح مونرو‪ ،‬التحالف المقدس‪ ،‬وحركة القوميات‪.‬‬
‫قبل بداية الحرب العالمية عرفت تلك الفترة تطورات عدة‪ ،‬ظهرت من خالل إبرام اتفاقيات متعددة‬
‫حول مجاالت مختلفة‪ (:‬اتفاقية باريس بشأن القانون البحري ‪ ،1886‬مؤتمر برلين بشأن االستيالء على‬
‫السواحل اإلفريقية‪ ،‬اتفاقية بروكسل لمكافحة الرق‪ ،‬واتفاقيات جينيف لمعاملة جرحى وأسرى الحرب‪ ،‬اتفاقية‬
‫الهاي المنظمة لقواعد الحرب والحياد‪ ،‬كما تم وضع قواعد للتسوية السلمية للمنازعات الدولية وإنشاء‬
‫محكمة التحكيم الدولية)‪.‬‬
‫هذا وقد استقرت مبادئ عدة أهمها‪ :‬حق تقرير المصير‪ ،‬ومبدأ حرية المالحة الدولية‪ ،‬وعدم التدخل‬
‫في الشؤون الداخلية لدول‪.‬‬
‫بعد الحرب العالمية الثانية‪ :‬اجتمعت الدول المنتصرة في مؤتمر فرساي ‪ 1919‬وإبرام خمس‬
‫معاهدات صلح تم فرضها على الدول المنهزمة‪ ،‬كما أن ميالد العصبة أدى إلى منحها سلطة النظر في‬
‫النزاعات الدولية المهددة للسلم‪ ،‬كما أنشئت هيئة قضائية دولية لذلك وهي محكمة العدل الدولية الدائمة‪.‬‬
‫عملت العصبة على الحفاظ على السلم عن طريق خفض التسلح والتسوية السلمية للمنازعات‪ ،‬كما‬
‫أبرمت اتفاقيات ومؤتمرات على غرار مؤتمر واشنطن بشأن التسلح ‪ ،1922‬لكنها لم تمنع من وجود‬
‫الحروب لذلك فشلت ‪.‬‬
‫تم ابرم مؤتمر سان فرانسيسكو ‪ 1945‬الذي خرج بميثاق األمم المتحدة لصيانة السلم الدولي ومنع‬
‫اللجوء إلى الحرب وتسوية النزاعات الدولية‪ ،‬وفرض الجزاء على مخالفة أحكام الميثاق عن طريق هيئة‬
‫األمم المتحدة ‪.‬‬
‫➢ بذلك اتسعت مواضيع القانون الدولي لتشمل العالقات الدولية‪ ،‬فلم تقتصر على المجاالت‬
‫السياسية‪ ،‬بل امتدت لتشمل مواضيع إنسانية واقتصادية‪ ،‬كما كان للتطور العلمي دو ار كبي ار‬
‫في تطور القانون الدولي العام باألخص في المجال الجوي وأعالي البحار‪ ،‬ومنع صنع‬
‫أسلحة الدمار الشامل‪.‬‬
‫➢ يسعى القانون الدولي إلى تحقيق أغراض تتمحور في‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد الحقوق والواجبات على كل دولة باعتبارها عضو في الهيئة الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد اختصاصات كل دولة للحد من العدوان‪.‬‬

‫‪ -‬تنظيم اختصاصات الهيئات والمنظمات الدولية‪.‬‬

‫‪ -‬حماية الحقوق والحريات األساسية لألفراد‪.‬‬

You might also like